الأحد، 3 ديسمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2386 du 03.12.2006

 archives : www.tunisnews.net

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr 04/12/2006 بيان
علمنا أن الاعتداء على حرية رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و منعه من التنقل من تونس إلى صفاقس له علاقة بالإقامة الجبرية غير المعلنة و المفروضة على الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المقيم حاليا بمنزله بالقنطاوي بسوسة و علمنا أن قرارا صدر هذا الصباح لأعوان الأمن للتعرض إلى جميع الحقوقيين و أعضاء حزب المؤتمر من أجل الحمهورية و منعهم من التنقل إلى مدينة سوسة حتى لا يتمكنوا من فك الحصار المفروض على الدكتور المنصف المرزوقي فقد وقع في نفس الوقت منع السيد فتحي الجربي أستاذ جامعي وعضو مؤسس لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية و عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات من الذهاب إلى سوسة    و أوقف أعوان الأمن سيارته عند الحاجز الأمني الذي وقعت إقامته على الطريق السريعة رقم 1 قرب المدخل المؤدي لمدينة بنعروس و أجبروه على الرجوع إلى تونس كما وقع منع الأستاذ عبد الوهاب المعطر المحامي لدى محكمة التعقيب و عضو الهيئة المديرة لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية من التنقل من مدينة صفاقس إلى مدينة سوسة لنفس السبب و خلال ليلة البارحة وقع تعطيل سير الأستاذ عبد الرؤوف العيادي المحامي لدى محكمة التعقيب و عضو مؤسس بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عندما كان ممتطيا سيارة الأستاذ طارق العبيدي سالكا بها نفس الطريق السريعة مصحوبا بالسيد علي بن سالم رئيس ودادية المقاومين و عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات و الأستاذ طارق العبيدي.كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنهم منعوا الأستاذ محمد نجيب الحسني المحامي لدى محكمة التعقيب و المناضل الحقوقي و السجين السياسي السابق من مغادرة مدينة الكاف و وقعت محاولة منع السيد لطفي الحجي رئيس نقابة الصحفيين و عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات من التوجه إلى تونس عبر الطريق السريعة الرابطة   بين بنزرت و تونس عبر الحاجز الأمني المقام للغرض و لم يقع الترخيص له في مواصلة الطريق إلا بعد أن استظهر بتذكرة السفر إلى الخارج و الحجز الذي يحتم عليه الحضور بمطار تونس قرطاج قبل منتصف نهار هذا اليوم.كما وقع منع الصحفي المعروف السيد سليم بوخذير مراسل موقع العربية من الوصول إلى مدينة صفاقس . كما تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن الدكتور المنصف المرزوقي حاول فك الحصار المفروض عليه فحاول الخروج من منزله حوالي الساعة العاشرة و الربع من هذا اليوم بمعية الشخصيات الوطنية التي كانت في زيارته و هم السادة   رياض البدوي و عبد الرؤوف العيادي و علي بن سالم و طارق العبيدي فوقع صدهم عن ذلك من طرف عدد كبير من الأشخاص أحضروا للغرض و بدؤوا يتفوهون بألفاظ نابية فيها شتم و ثلب و مس من كرامة الدكتور المنصف المرزوقي وقد تمكنوا إثر خروجهم من الابتعاد قليلا عن منزل الدكتور المرزوقي فوقعت محاصرتهم آنذك من طرف أربعين منحرفا محروسين عن بعد من طرف البوليس السياسي و حاولت فتاة منحرفة المس من كرامة الدكتور المرزوقي الذي لم تفرق بينه و بين الأستاذ طارق العبيدي متلفظة بعبارات بذيئة توحي بأن له علاقة خنائية   بها و قد أنشد الدكتور المرزوقي و رفاقه نشيد « حماة الحمى ». و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تعبر عن بالغ انشغالها من هذا الاعتداء الصارخ على حرية التنقل و تعطيل العمل الحقوقي و النشاط السياسي و الاعتداء على كرامة الناشطين الحقوقيين والمناضلين السياسيين و التعامل الأمني معهم و تحريض أراذل القوم على الاعتداء عليهم و محاولة المس من هيبتهم و تدعو لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة و اللجوء إلى الوسائل القذرة للتنكيل بالمعارضين السياسيين و تحقيرهم بين الناس.       رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr 04/12/2006 بلاغ
منع صبيحة هذا اليوم الأحد 3 ديسمبر 2006 عشرة أفراد من ضباط و أعوان الأمن ستة منهم يرتدون الزي الرسمي و أربعة يرتدون الزي المدني منعوا الأستاذ محمد النوري المحامي بتونس   و رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من التنقل من تونس العاصمة إلى مدينة صفاقس مسقط رٍأسه إذ وقع إيقاف سيارته التي كان يمتطيها حوالي الساعة الثامنة و النصف من صباح اليوم سالكا بها الطريق السريعة رقم 1 عندما اجتاز المسلك المؤدي إلى مدينة بنعروس      و أخذوا منه أوراقه الخاصة و أوراق السيارة و أخبروه بأن أوامر صدرت لهم لمنعه من الذهاب إلى مدينة سوسة و عندما أخبرهم بأنه سيذهب إلى صفاقس لحضور حفل و لقضاء ليلة و كامل يوم الاثنين 4 ديسمبر 2006 بمدينة صفاقس لزيارة عائلته و قضاء بعض الشؤون المتأكدة أصروا على المنع و لم يرجعوا له أوراقه إلا بعد ساعتين رغم استجابته لطلب الرجوع إلى تونس   و رغم محاولة إقناعهم بالحسنى و بهدوئه المعروف بأن ما يقومون به مخالف للقانون و تعد غير مقبول على حرية التنقل.     عن الجمعية الكاتبة العامة الأستاذة سعيدة العكرمي

 

خبر إعلامي مع طلب الدّعاء
 وقع إطلاق سراح الأخ أحمد بوعزيزي التابع لحركة النهضة من السجن عبر المستشفى، وكان ذلك يوم قبل أمس ( الجمعة 1 ديسمبر 2006 ) بعد تعكّر حالته الصحيّة، نسأل الله له العافية.
 
للتذكير فإنّ الأخ أحمد بوعزيزي هو من مواليد 1953 من مدينة ماطر بولاية بنزرت شمال تونس، متزوّج وأب لأربع بنات بارك الله له فيهنّ، مدّة الحكم عليه بالسجن ثقيلة جدّا ولم تراع فيها كرامة البشر ولا حقوق الإنسان (39 سنة و9 أشهر )، قضّى منها خمسة عشر سنة. وهو أستاذ فنّي في تخصّص الكهرباء.
 
سيخضع الأخ إلى عمليّة جراحيّة بمستوى الأمعاء الغليظة لإزالة ورم بها هذا الأسبوع… نسأل الله أن يعافيه ويعفو عنه، وندعو بالمناسبة كلّ الإخوة إلى الإكثار من الدّعاء له عسى أن يكون بيننا مستجاب دعوة… كما نسأل الله أن يعجّل بتفريج كلّ الكرب وإطلاق كلّ السجناء وإرجاع كلّ الغائبين، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه…
 
المعلومات عبر الهاتف، وحصل عليها عبد الحميد العدّاسي، ونُقلت بتصرّف ولكن بأمانة…


 

بسم  الله الرحمان الرحيم منذ الساعة الرابعة صباحا تمت محاصرة منزلي الكائن بنهج 8 جويلية بالكاف بقوات من البوليس النظامي بحضور ضابط سامي بعدة سيارات وبعد أن غادرت المنزل وقطعت مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات خارج مدينة الكاف تم إيقافي على الطريق العام وأحاطت بسيارتي من كل الجهات قوات البوليس (5 سيارات) واجبروني على التوقف على هذا الحال إلى حد كتابة هذا البلاغ ـ الساعة الثامنة صباحا ـ فلا هم تركوني أمضي لشأني ولا هم طلبوا مني شيئا ما. هم الآن داخل سياراتهم وأنا واقف خارج سيارتي ولا أستطيع حتى ركوبها. العربي القاسمي عن الاستاذ نجيب الحسني – عبر الهاتف والذي يظهر تقطعه من جراء التنصت


بمناسبة الذكرى 58 للإعلان العالمي عن حقوق الانسان

تنظم جمعية الحقيقة والعملVérité-Action

يوم السبت 9 ديسمبر2006 

تجمعا تحت شعار:

 » فلنعمل من أجل مزيد من الحريات في تونس »

أمام مركز البريد مون بلون

Mont-Blanc بجنيف

من الساعة الثانية ظهرا إلى الساعة الرابعة

و

 رواقا إعلامية

حول مستجدات وضع حقوق الإنسان في تونس

Place du Mollard بجنيف

من الساعة الحادية عشر صباحا إلى السادسة مساءا


طلبة تونس

WWW.TUNISIE-TALABA.NET السنة الأولى:  العدد رقم 10 السبت 2 ديسمبر 2006 أخبار الجامعة

 

إقاف اضراب الجوع

 أعلن الطالب بالمرحلة الثالثة رياضيات عبد الحميد الصغير عن إيقاف إضراب الجوع الثاني بعد أن تمّ تمكينه من الحصول عن جواز سفره وبهذه المناسبة يسعدنا أن نتقدم له بأحر التهاني راجين أن تكون بداية خير تمكن كافة أبناء الوطن من استرجاع حقوقهم التي يكفلها لهم الدستور دون تمييز حصاد الأرقام

مدنين: مدينة جامعية واعدة

 تم يوم الإثنين 27 نوفمبر 2006 توقيع اتفاقية قرض بقيمة 27,9 مليون دينار يقوم بمقتضاها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتجهيز المركب الجامعي بمدنين الذي يُنتظر أن يستوعب قرابة 10 آلاف طالب خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة. وقد ارتفع عدد الطلبة خلال السنة الجامعية الحالية إلى 1059 طالب وطالبة بينما كان عددهم في السنة الفارطة 456. وتضمّ مدينة مدنين أربع مؤسسات جامعية هي: 1-              المعهد العالي للبيولوجيا التطبيقية: 400 طالب. 2-              المعهد العالي للإعلامية: 239 طالب. 3-              المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات: 241 طالب. 4-              المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية: 179 طالب.

طلبة في مجلس النواب

خلال مناقشة ميزانية وزارة العدل يوم الثلاثاء 28 نوفمبر لوحظ حضور عدد كبير من طلبة الحقوق والمحامين الشبان والمتمرنين ويبدو أنّ المواضيع المطروحة للنقاش هي التي دفعت هؤلاء إلى حضور هذه الجلسة بالذات، إذ وقع التطرق إلى العديد من المسائل ذات العلاقة بالتغطية الاجتماعية والتقاعد للمحامين وأحكام المحكمة العقارية في مجال التسجيل العقاري والأحكام القضائية الخاصة بالشيك بدون رصيد… محاكمات لطلبة بتهمة الإرهاب بدأت السلطات التونسية منذ سنتين في إيقاف عدد كبير من الشبان بلغ المئات بتهمة محاولة الالتحاق بالمقاومة العراقية أو الفلسطينية ويوجد اليوم بالسجون التونسية عدد من الطلبة والتلاميذ نذكر منهم الطلبة: محمد التوهامي يعقوب وبلحسن خليف وهشام السعدي وماهر بزيوش ومحمد بن رباح وسليم الحبيب وسلمان رزيق وسهل البلدي وعلي السعيدي وطارق البوكحيلي وسيف الدين الرايس وتوفيق القادري ومحمد أمين عون وزياد الطرابلسي وحمزة النوالي ومحجوب الزياني. والتلاميذ هيكل التواتي وخالد العرفاوي وصبري الماجري وسيف صوف وبلال ميلاد وكريم المهداوي.

 

وسائل الإعلام المحلّية: متى يرفع الحظر عن تغطية النشاط الطلابي

يتساءل المراقبون لمجريات الأحداث على الساحة الجامعية عن سبب هذا الغياب الكلي لوسائل الإعلام المحلية عن تغطية ما يجدّ في المؤسسات الجامعية من أنشطة وتحركات وفعاليات ثقافية وسياسية ونقابية. وكأ،ّها جزر معزولة لا يربطعا بالواقع التونسي أيّ رابط. فما الذي يجعل الصحف اليومية والأسبوعية تمتنع عن نشر ولو أخبار موجزة فضلا عن المقالات والتقارير والتحاليل حول التحركات الطلابية وما تقوم به الفصائل السياسية من أنشطة نقابية وثقافية وسياسية كتعبير عن حيوية هذه الشريحة المثقفة من المجتمع وما تموج به عقولها من أفكار وتصوّرات وتطلّعات لمعالجة واقعها التعليمي والاجتماعي. لقد الحركة الطلابية بمختلف مكوّناتها السياسية بنضالات عديدة خلال السنوات الأخيرة سواء تعلق الأمر بالانتفاضة الفلسطينية أو حرب الإمبريالية الأمريكية على العراق. ولكن لا تكاد تجد أثرا لذلك في وسائل الإعلام. والغريب في الأمر أنّ وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة تهتمّ بأبسط الأشياء في المجال الفنّي والرياضي وكثير منها يعتبر من التفاهات التي لا تهمّ المواطن في حياته المعيشية اليومية ولا تساهم في تطوير قدراته العقلية والثقافية. أنظر معي كيف تتصدّر عناوين الصحف أخبار الفنانين ومشاكلهم وطريقة لباسهم وما يتعلّق بزواجهم وطلاقهم وتنقلاتهم من مهرجان إلى مهرجان وسياحتهم من بلد إلى بلد وآخر إنتاجاتهم من الألبومات والأغاني وإلى ما إلى ذلك من الترهات. وكذلك الشأن بالنسبة إلى الرياضيين وما يتعلق بتنقلاتهم بين الأندية وتحضيراتهم للمقابلات وكم يتقاضون من مرتبات ومنح. هذا دون الحديث عن تحليل المقابلات والتصريحات والتعليقات عليها بتركيز شديد وتدقيق في كل شاردة وواردة. ومع ذلك فليس هناك كلمة واحدة عن الجامعة وطلابها الذين يعانون مشاكل السكن والاكتظاظ والتنقل والنقص في الإمكانيات المادية بحيث أنّ الكثير منهم يضطر إلى الانقطاع عن الدراسة وهجر الكليات والمدارس العليا بلا رجعة بعد أن أفنوا أعمارهم في التحصيل والمثابرة. إنّ تقاعس الأقلام الصحفية عن تناول الشأن الطلابي واختيار البعض للصمت المطبق لا يخدم مصلحة الوطن ولا يساهم في تطويره والارتقاء به بل بالعكس يؤدي إلى تكريس التخلف والانحطاط وترسيخ كل الأمراض التي يعاني منها المجتمع.

 الثور والحضيرة شعر أحمد مطر  الثور فرّ من حضيرة البقر، الثور فر، فثارت العجول في الحضيرة، تبكي فرار قائد المسيرة، وشكلت على الأثر، محكمة ومؤتمر، فقائل قال: قضاء وقدر، وقائل: لقد كفر وقائل: إلى سقر، وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة، لعلّه يعود للحضيرة، وفي ختام المؤتمر، تقاسموا مربطه، وجمّدوا شعيره. وبعد عام وقعت حادثة مثيرة، لم يرجع الثور، ولكن ذهبت وراءه الحضيرة.

يوم 4 ديسمبر فتح باب الترشح لانتخاب مجالس الكليات

دخلت التحضيرات لانتخابات المجالس العلمية مرحلتها الحاسمة بإعداد مختلف الأطراف المشاركة لقوائمها استعدادا لبدء الحملة الانتخابية التي تشهد عادة تنافسا شديدا ونقاشات حادة ومواجهات تصل في بعض الأحيان إلى حد تبادل العنف. كما تعرف مختلف الأجزاء الجامعية انتعاشة على مستوى النشاط وتكون فرصة للتيارات السياسية للتعريف بنفسها وببرامجها. ورغم أنّ توقيت موعد إجراء الانتخابات لا يعتبر بريئا باعتبار أنّه يأتي يومين فقط قبل بدء عطلة الشتاء حيث يغادر عدد كبير من الطلبة إلى قراهم ومدنهم. وهو ما يقلّص من عدد الناخبين، إلاّ أنّ انتخابات هذه السنة يبدو أنّها لن تكون كسابقاتها. وتشير كل المؤشرات إلى أنّها سوف تكون ساخنة. وستكون مراحل الانتخابات كالتالي: الإثنين 4 ديسمبر، الثامنة صباحا: فتح باب الترشحات. الجمعة 8 ديسمبر، الساعة 13: غلق باب الترشحات، مع العلم أن الترشحات تقدّم إلى مكتب الضبط المركزي في كل جزء جامعي. ويحقّ لكلّ مترشح تعيين مراقب. السبت 9 ديسمبر: تعليق القوائم الانتخابية داخل المؤسسات الجامعية. الإثنين 11 نوفمبر: بدء الحملة الانتخابية، وتتمثل في تنظيم اجتماعات عامة وحلقات نقاش وتعليق البيانات والبرامج الانتخابية. الثلاثاء 12 نوفمبر، الساعة 18: آخر أجل لسحب الترشح لمن يرغب في ذلك. الأربعاء 13 نوفمبر، الساعة 18: انتهاء الحملة الانتخابية. الخميس 14 ديسمبر: من الساعة الثامنة والنصف إلى الساعة الرابعة مساء، عمليات التصويت. تبدأ عملية فرز الأصوات والإعلان عن النتائج انطلاقا من الساعة الرابعة مساء. ويكون الإعلان عن النتائج مباشرة إثر انتهاء عملية الفرز. مع العلم أنّ عملية الفرز تشرف عليها لجنة متكوّنة من الإداريين والأساتذة والمراقبين المعيّنين من قبل المترشحين


أســـرار اجتماعات اللجان البرلمانية… تتم منذ تأسيس المجلس بصفة غير علنية.. لا يحضر هذه الاجتماعات رجال الأخبار… لأنها ـ هكذا زعموا ـ تحتوي على أسرار! لكن بما أن النائب يمثل الشعب كما هو معلوم… أليس منطقا غريبا أن تُكتم أسرار الشعب عن العموم؟ محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 3 ديسمبر 2006)

 

رسمي: مؤتمر العمال: 50 مترشحا لعضوية المركزية و18 للجنة النظام و18 للجنة المالية

* تونس ـ «الشروق»: علمت «الشروق» من مصادر وثيقة الاطلاع أن عدد المترشحين لعضوية المركزية النقابية في مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل بلغ 50 مترشحا من مختلف الجهات والقطاعات بما في ذلك أعضاء المكتب التنفيذي الوطني الحالي. كما بلغ عدد المترشحين للجنة النظام الوطنية 18 مترشحا وللجنة المراقبة المالية 18 مترشحا أيضا. وقد لا يكون هذا العدد هو العدد النهائي للمترشحين باعتبار أنه يمكن أن يصل إلى مكتب الضبط المركزي بالاتحاد مطالب أخرى تم ارسالها في الآجال بواسطة البريد وقد تصل بداية الأسبوع القادم. ترشحات كثيرة وعديدة ومن جهات وقطاعات مختلفة وتخضع لاعتبارات عديدة. وسيبلغ عدد نواب مؤتمر المنستير 468 نائبا ويتم الآن اعداد الشارات الخاصة بهم. وسيكون السيد ناجي مسعود رئيسا للمؤتمر الـ21 للاتحاد العام التونسي للشغل وذلك باجماع كل النقابيين والمترشحين الذين عبروا عن ارتياحهم لذلك.  سفيان (المصدر: صحيفة « الشروق » التونسية الصادرة يوم 3 ديسمبر 2006)  


مؤتمر اتحاد الشغل: «جربة»، «المنستير» ووفاق الأمين العام…

* تونس ـ الشروق : في منظور النقابيين وفي موروثهم وفي فكرهم فإن المؤتمر العادي يختلف كل الاختلاف عن المؤتمر الاستثنائي ليس فقط من حيث الآليات بل أيضا من حيث التأثير الانتخابي. وبين مؤتمر جربة الاستثنائي ومؤتمر المنستير العادي فُسحة طويلة فمؤتمر جربة الاستثنائي كان بعد حدث عاصف مرّ به الاتحاد العام التونسي للشغل واستقالة أمينه العام السابق وهو المؤتمر الذي شهد انتخاب عبد السلام جراد أمينا عاما للمنظمة العمالية بعد ان كان تحمل مسؤولية عضو بالمركزية النقابية منذ سنة 1983 . ومؤتمر جربة كان بعد مسيرة التصحيح التي أعلنها «جراد» بعد استقالة الأمين العام السابق التي عرفت فيها المنظمة القطع مع الكثير من «السلوكيات» و «التقاليد» التي كانت تحكمها وتحكم مؤتمراتها. فقد نجح مؤتمر جربة الاستثنائي في أن يكون نقطة تحوّل مهمة في تاريخ المنظمة حيث عاد لصندوق الانتخاب اعتباره وعاد للمؤتمر نفوذه وسلطة قراره عكس المؤتمرات التي سبقته والتي كان ينتخب فيها الأمين العام مباشرة من قاعة المؤتمر ودون المرور بصندوق الاقتراع بالرغم من بعض الاصوات المعارضة التي ترتفع داخل القاعة حينها… ولأن الديمقراطية وارادة الناخبين كانت سيدة الموقف في مؤتمر جربة فإن القائمة المنافسة لقائمة الامين العام حينها نجحت في كسب مواقع داخل المكتب التنفيذي الوطني وكان الأمين العام كغيره من المترشحين… الآن ينعقد مؤتمر «المنستير» بعد أكثر من أربع سنوات عن مؤتمر جربة الاستثنائي شهد أحداث عديدة من بينها نجاح جولات المفاوضات الاجتماعية والحصول على مكاسب جديدة للعمال والأجراء… ويأتي مؤتمر المنستير بعد مؤتمر التشكيلات النقابية التي كانت تحرص خلالها القيادة النقابية على الشفافية واحترام ارادة الناخبين… ويأتي بعد اقرار القيادة النقابية لآليات عمل جديدة على مستوى التصرّف داخل المنظمة وتسيير مؤسساتها. ويأتي المؤتمر بعد نجاح الاتحاد في كسب مواقع له في الساحة الاقليمية والدولية كان آخرها حصول الاتحاد على مواقع مهمة في المنظمة النقابية العالمية الجديدة التي أنتخبت «جراد» فيها وصار للاتحاد حضور أكبر في الساحة العربية وتأثير أكثر… ويأتي مؤتمر «المنستير» اليوم في وقت يجمع فيه المراقبون للشأن النقابي ان القيادة النقابية وأساسا أعضاء المكتب التنفيذي الوطني نجحوا في المحافظة على الانسجام بينهم طيلة السنوات التي تلت المؤتمر الاستثنائي وفي وقت حافظ فيه «جراد» كأمين عام على علاقة جيدة بكل الشركاء الاجتماعيين متمسكا في الآن نفسه باستقلالية القرار النقابي. ويحسب لـ «جراد» ايضا انه نجح في تحقيق تعايش مع مختلف الحساسيات التي تتواجد في الساحة النقابية دون اقصاء لأي طرف ودون الاضطرار الى الاستنجاد بلجنة النظام لتصفية «الحسابات» محافظا بذلك على الانسجام داخل التشكيلات النقابية. * ترشحات ولأن المؤتمر ـ أي مؤتمر ـ هو بالضرورة انتخابي، فيه ترشحات وفيه تحالفات وفيه حظوظ فإنه من الطبيعي ان تكون الترشحات بكل هذا العدد في مؤتمر منظمة عمالية لها تاريخ طويل وحضور قوي في الساحة الاجتماعية. الا ان ارتفاع عدد المترشحين لا يعكس بالضرورة حقيقة المشهد الانتخابي باعتبار وجود ترشحات غير جدية وأخرى للمناورة وترشحات تتم لاعتبارات ذاتية وشخصية. ويحسب لـ «جراد» مرة أخرى أنه أكد حرصه على ان تكون القيادة النقابية المنتخبة منسجمة في ما بينها وتعمل على أساس الاعتبارات النقابية فقط وتتجنب السقوط في الاعتبارات الجهوية او السياسية خاصة مع اعلانه في مناسبات عديدة ان الاتحاد ليس حزبا سياسيا وانما هو منظمة نقابية وطنية هدفها الاول الدفاع عن العمال وعن مكاسبهم. * تمسك أمام هذه الظروف والمعطيات تأكد ان «جراد» يتمسك في مؤتمر المنستير بأعضاء القيادة الحاليين على اعتبار الانسجام الذي تحقق معهم وفي ما بينهم وعلى أساس مواصلة الوفاق الذي برز بعد مؤتمر جربة الاستثنائي. ويأتي هذا التمسك بالرغم من «الضغط» الانتخابي الكبير الذي يسبق كل مؤتمر خاصة اذا كان مؤتمرا في حجم مؤتمر المنظمة العمالية… وهذا الانسجام والوفاق لابد ان يتواصل ويستمر بشرعية صندوق الانتخاب وبإرادة النواب مثلما تم في مؤتمر جربة الاستثنائي… ويرى المراقبون ان «جراد» يحرص الآن على ان يكون الوفاق بين كل النقابيين والمترشحين حتى وان تعددت القائمات الانتخابية وارتفع عدد المترشحين فالوفاق هو في النهاية في صالح المنظمة وفي صالح المؤتمر وفي صالح العمال… وفاق يُبنى على أساس مصلحة المنظمة وعلى أساس المصلحة الوطنية التي تهم كل النقابيين… * سفيان الأسود (المصدر: صحيفة « الشروق » التونسية الصادرة يوم 3 ديسمبر 2006)  

 

حوار شامل صريح مع المهندس حمادي الجبالي من تونس

خاص بالحوار نت

حاوره : الهادي بريك ــ ألمانيا

 

 الأستاذ حمادي الجبالي ( 57 عاما )  متزوج وأب لــ ( ثلاث بنات  ) مهندس طاقة متخرج من فرنسا. برز إسمه  في سماء الحياة السياسية في تونس لأول مرة يوم 19 جانفي ـ يناير كانون الثاني ـ من عام 1983 وذلك ضمن بيان  لحركة الإتجاه الإسلامي ( النهضة حاليا) ممضى بإسمه بصفته أمينا عاما لتلك الحركة ويتضمن البيان الذي جاء بعنوان  » تشكيل المكتب التنفيذي الجديد للحركة  » تركيبة قيادة الحركة مكونة من ثلاثة أسماء إضافة إلى الأمين العام.

 تحمل الأستاذ حمادي الجبالي مسؤولية قيادة الحركة بعد إيواء السجون للقيادة التاريخية في صائفة عام 1981 .

 كان الأستاذ الجبالي يساهم من مواقع التخفي والنفي  بما تيسر له من كتابات وتصريحات ذابا عن  الإسلام وحركته محاولا صياغة بطاقة هوية مناسبة للحركة تجمع بين الأصالة والتجديد. وإن نسي المرء شيئا من ذلك فلن ينسى مداخلة كتابية على غاية كبيرة من الدقة والإحاطة أدلى بها إلى مجلة  » المغرب العربي  » التي يديرها الإعلامي عمر صحابو . بل ما زلت أذكر أول كلمة فيها تقول  » أنا القيادي الإسلامي المشرد…. ».

ثم ما لبث أن عاجلته محنة شتاء 1987 فلجأ إلى سالف عيشه بين التخفي والنفي وحكم عليه غيابيا  بالإعدام شنقا من محكمة أمن الدولة.

بين الحقيقة والخيال : مما لن أنساه ما حييت بعضا مما كان ينقل إلينا بين سجن 9 أفريل وبين محكمة أمن الدولة التي دامت شهرا كاملا. تهافتت وسائل الإعلام الدولية في ذلك الوقت من كل صوب وحدب على الأستاذ الجبالي الذي كان يغطي المحاكمة سياسيا وحقوقيا فحولها  بفضل الله سبحانه محاكمة لبورقيبه ونظامه العجوز. كان ينقل إلينا يومها بأن الأستاذ الجبالي دوخ جيشا لجبا من البوليس السري والعلني الذي يبحث عنه في طول البلاد وعرضها بسبب أنه كلما حوصر في أثناء إدلائه بتصريح لوكالة إعلامية دولية تحول بسرعة البرق إلى ناحية أخرى ليلتقط وكالة أخرى ويبث تصريحا جديدا. سرى ذلك في صفوف قطاعات واسعة على أساس أن الأمر يجري وفق خوارق خاصة ليست من طبيعة البشر.

 

لجأ الأستاذ الجبالي مجددا إلى مرافئ الأمن في أوروبا بعد ما ضاقت به البلاد أو بالأحرى أخلاق  » الرجال  » على حد قول الشاعر . ثم رجع صحبة عدد من رفاقه معترضا لدى القضاء على الحكم الصادر ضده وذلك بعد أن دخلت البلاد في عهد جديد غاب فيه بورقيبه لأول مرة منذ ثلاثة عقود ونيف عن طريق الإنقلاب  » الأبيض  » ضده.

 جريدة  » الفجر » : أسس الأستاذ الجبالي  مجلة  » الفجر » وتولى إدارتها وتجرع أنهارا من العذابات لتأذن السلطة  بإصدارها بعد أن أذنت بالترخيص لها وظل يصارع موت جريدته المفروض من السلطة ويفرح بانتشارها بين الناس انتشار أشعة الشمس متسللة من حجب الغيوم المتلبدة . كنت متعهدا للجريدة في ولايتي مدنين وتطاوين بما يجعلني مدركا لذلك  الصراع بين  السلطة وبين الشعب. ثم دفنت الجريدة حية وبدأ عهد جديد إسمه :  » عهد تجفيف منابع التدين « . 

واستضيف الأستاذ الجبالي إلى  » النزل الفخمة  » ليقيم في أقبيتها عقدا كاملا ونصفا.

 وماتت السياسة في تونس لأول مرة  كما قال بحق الأستاذ إبراهيم حيدر. وأرخت ليالي الظلم سدولها السوداء على البلاد. والله وحده يعلم كم خسرت تونس بإنحطاط قيم الحرية والعدل.

كلمة البداية :

 

الأستاذ حمادي : السلام عليك وعلى ممن معك من أهل وأحبة وشكرا لك على قبول دعوتنا لإجراء حوار معك كما نغتنم الفرصة لتهنئتك بمناسبة زفاف ابنتك.

 الجواب  : السلام عليكم و على كل فريق « الحوار نت  » متمنيا لكم نجاحا مضطردا في مهنتكم وجهدكم النبيل  لتبيان وإعلاء كلمة الحق و راية الحرية في وطننا العربي و الإسلامي خاصة وفي العالم كافة. كما أشكركم على التهنئة بمناسبة زفاف ابنتي  والعقبى لكم في الأفراح و المسرات.

 

السؤال الاول :

 

أستاذ حمادي : كيف وجدت تونس بعدما غيبتك السجون عنها لمدة عقد كامل ونصف ؟ ربما يكون الآن هو التوقيت الصحيح لتوجيه هذا السؤال بعدما مرت على خروجك من السجن مدة كافية لتكوين صورة واستيعاب واقع جديد واسترجاع ذكرى.

الجواب1:  بعد غياب أو بالأحرى تغييب مخطط له و مقصود دام أكثر من عقد و نصف من الزمن كان الهدف منه استئصال الظاهرة الإسلامية من جذورها عقيدة و ثقافة و إنسانا و مظهرا  –  وكذلك ترهيب وتشريد من خلفنا من أبناء وعشيرة   ومن حولنا من مجتمع بكل مكوناته  لتركيعه و تدجينه  حيث كانت الحركة الإسلامية  ومازالت سدا منيعا أمام كل  أنواع الاستبداد و الاستكبار –

 

بعد هذا التغييب الذي مر حقا كلمح البصر بمقياس التاريخ و نضال الشعوب, وجدت تونس كما توقعت  تقريبا. فلقد فشل هذا المخطط فشلا ذريعا   على كل المستويات  و بشهادة القريب و البعيد  و بدأت الظاهرة الإسلامية تسترجع أنفاسها وموقعها الطبيعي  و ما ظاهرة الحجاب و الحرب الفاشلة المعلنة عليه إلا أكبر دليل. و كذلك بوادر تحصن و جرأة المجتمع بكل أطيافه تجاه الاستبداد و الطغيان. كلها مؤشرات إيجابية حتى لو كانت بطيئة ولكنها مؤكدة نحو التحرر و الإنعتاق و بناء الإنسان و المجتمع الحر ذلك هو هدفنا و تلك معركتنا-

 

السؤال الثاني:

أستاذ حمادي : ماهي حقيقة المضايقات التي لا زلت تتعرض لها من طرف السلطات الأمنية وما هي أسبابها في رأيك وهل تعيق السير الطبيعي اليومي لحياتك وحياة عائلتك؟

 الجواب 2:  أسباب و هدف هذه المضايقات :  أشرت إليها في جوابي السابق و هي ضرب كل  نفس تحرري  في هذا المجتمع و قطع كل عرق ينبض بالكرامة و العزة و العفة لان الإستبداد والظلم لا يعشش إلا في مجتمع الذل و الجهل و الخنوع و الفساد. و إنطلاقا من طبيعة هذه الحركة فإني لا أستغرب (بل أستغرب ألا تكون هذه المضايقات) مثل هذه المضايقات  ولقد خبرناها و كابدناها منذ أكثر من ربع قرن و لكن عزائي اليوم هو أن جبهة ضرر الإستبداد  قد توسعت بل بدأت تتوحد في المحنة و المعاناة و هي تضم الآن أطيافا وأصنافا من المناضلين رجالا و نساء  يشكلون طليعة هذا الشعب و قدوته في المقاومة بكل أشكالها فهناك السياسي والمثقف و المحامي و القاضي و الصحفي والنقابي والطالب والعاطل .كلهم تجمعوا جبهة واحدة وهي إرادة الإنعتاق و إعطاء شعبنا و أجيالنا أملا واقعيا في بناء

بلد  ومجتمع تسوده الحرية ويحكمه القانون وتربطه المحبة. بلد توزع خيراته على كل أبنائه وجهاته لا يميز بين أفراده و فئاته إلا الجهد المبذول في توازن و تضامن.

تلك هي حقيقة المضايقات و طبيعتها وأهدافها. أما هل أنها تعيق السير الطبيعي لحياتي وحياة أسرتي فلقد خبرت أشد منها : غياهب السجون و ظلمات زنازين العزلة الإنفرادية. فما زادتنا إلا تصميما وثباتا و تجلية الحقائق و إيمانا بان هذا الطريق ـ طريق معركة الحريات ـ هو قدرنا وواجبنا الشرعي المقدس و ليس هناك واجب غيره الآن  وهو مقدم على ما سواه.

 

السؤال الثالث:

أستاذ حمادي : يهفو كثير من القراء إلى معرفة بعض تفاصيل عقد كامل ونصف من حياتك في السجن. هل يتسع هذا الحوار لشيء من ذلك ؟ وهل تعكف على تدوين بعض من ذلك تنويرا لمن يأتي خلفك وشهادة حية صادقة على حقبة من تاريخ تونس المعاصر؟

 

 الجواب3  :  وهذا ما يجرني إلى الجواب الثالث. فلقد وضعت ـ بكل تواضع و بساطة ـ تجربتي السجنية في هذا الإطار : ( معركة الحريات) والعيش بها ولها  وبذلك سهلت علي المشقة . مشقة بعد الأهل و الأحباب  ورحب علي ضيق الزنزانة و انجلت أمامي ظلماتها فانعتقت نفسي خارج القضبان و إن كبل جسدي لأن السجن هو سجن النفس قبل سواها فإن حررها المناضل فقد إنتصر على سجانه بل إنقلبت الصورة فأصبح السجين سجانا و السجان سجينا.

وهذه المنزلة من الإنعتاق داخل السجن شرطها واحد : الإيمان ـ كل الإيمان ولا غير الإيمان ـ الذي يوصلك بالرحمن.

 إن شاء الله تتاح لي الفرصة لأدون مع إخواني ـ رفاق الدرب- شيئا من فقه السجون شهادة وهدية للأجيال القادمة التي أرجو أن تكون أجيال النصر و البناء.

 

السؤال الرابع:

أستاذ حمادي : دخلت السجن من أجل قضية تؤمن بها وتضحي من أجلها. هل بقيت تلك القضية  حية بعد دخولك السجن وخروجك منه وكيف لك أن تواصل حياتك على ذات الدرب وفاء لتلك القضية؟

 الجواب 4 :  لعل جوابي السابق قد وفر علي جانبا من الإجابة  على سؤالكم الحالي و لكن ما أريد إضافته أو  بالأحرى  تأكيده  هو  أن النضال من أجل أم المعارك اليوم في مجتمعاتنا العربية الإسلامية ـ وهي معركة الحريات ـ هو التزام مع الله قطعناه  وهو من صلب عقيدتنا ونفاذ  إسلامنا و إكتمال إيماننا. فرسالة الإسلام الأولى كانت ولازالت تحررالانسان. ولأن الحرية تشكل القيمة المحورية لهذا الدين فلا يعرف الإسلام ولا يعرف إلا بها و من خلالها وكل نفي لهذه القيمة هو في الواقع هدم للدين برمته لأنه لا معنى للخلافة: « إني جاعل في الأرض خليفة  » بدون تحمل المسؤولية في حمل الأمانة و لا معنى للمسؤولية بدون حرية  فالمسألة إذا مسالة مبدأ  و القضية قضية عقيدة والوفاء  وفاء  لعهد  مع الله  لا محيد عن إنفاذه  بعون الله و مشيئته.

 

السؤال الخامس:

أستاذ حمادي :  بلغنا أن السلطة عرضت عليك وعلى عدد من إخوانك في السجن منذ السنوات الأولى عروضا مغرية للخروج من السجن ولكنكم فضلتم السجن. إذا كان ذلك صحيحا فهل من تفسير لموقفك ؟ كما بلغنا أن بعضكم تقدم إلى السلطة منذ السنوات الأولى بمبادرات إصلاحية لفك الاشتباك وإطفاء الحريق ولكن السلطة تجاهلت ذلك. ما مدى صحة ذلك؟

 الجواب 5:   بدون إطالة  و حتى لا نتدخل في متاهات لا طائل من وراءها  فأن ملخص عرض السلطة علينا  هو أن نشتري دنيا بديننا وهي ليست في الحقيقة حتى دنيا. إنما أن نشتري ذلا وهوانا بدين أعزنا الله به  وحرية كرمنا بها سبحانه. هذا ملخص الأمر كله  ولا يزال العرض قائما لحد الساعة وهو ما يسمى بالخلاص الفردي ومازال موقفنا ورفضنا لم يتبدل  إلى قيام الساعة إن شاء الله عز وجل فلا بديل عن حريتنا  ولا مناص من إسترداد حقوقنا كاملة إن شاء الله تعالى.

 

 السؤال السادس:

أستاذ حمادي : ما هو تقييمك للوضع الدولي والعربي إجمالا وللوضع التونسي بصفة خاصة وأين يندرج العفو الرئاسي الأخير بمناسبة الذكرى 19 للسابع من نوفمبر على ما يناهز ستين من مناضلي حركة النهضة وقياداتها … أين يندرج ذلك ضمن تقييمك العام؟

الجواب6:  لا أظن أنني سأنفرد بتقييم خاص  للوضع الدولي. فالكل تقريبا متفق على تشخيص هذا الوضع  المتميز أساسا بمحاولة إنفراد  الغرب الرأسمالي بالنفوذ والهيمنة على العالم في كل أبعاده السياسية و الاقتصادية و الثقافية و العسكرية خاصة بعد سقوط جدار برلين وما تبعه من تفكك و إنخرام في موازين القوى العالمي. ولأن سنن الله تقوم على قاعدة التدافع و ضرورة البحث عن التوازن بين القوة والقوة المضادة فإننا نشاهد اليوم بداية رد الفعل على هذا الإنخرام في التوازن و على التصدي لنزعة الهيمنة التي تصاحب وتميز كل قوة  منتصرة  أو أحادية السلطة و هذه الردود  أو بوادر المقاومة تكتسي أشكالا مختلفة فمنها السياسي داخل المعسكر الغربي نفسه بين أمريكا و أوروبا حول مناطق النفوذ يتبعها صراع إقتصادي حيث بدأت تبرز قوى أوأقطاب جديدة تتمحور أساسا حول الصين وآسيا عموما. وفي بعض المناطق يحتدم الصراع بتداخل الأسباب جغراسياسية و اقتصادية وثقافية, فيتخذ أشكالا حادة تصل إلى التدخل السافر والصدام المسلح وهذا ما تشهده منطقتنا العربية الإسلامية بوصفها منطقة حساسية و محورية على كل المستويات. وبدون تهويل أستطيع الجزم أن مصير العالم و التوازنات فيه  يدور اليوم في منطقتنا وفوق أرضنا وهو ما يحمل مجتمعاتنا دورا ليست بمؤهلة له بعد نظرا لأسباب عدة من أبرزها  :

 ــ حالة الوهن والتخلف التي مازالت تثقل كاهل الأمة بعد قرون من الإنحطاط والإستعمار المباشر.

ــ تسلط أنظمة إستبدادية طاغوتية تشكل عبئا إضافيا وتقف حاجزا أمام إنعتاق وتحرر الأمة حرصا على مصالح شخصية وفئوية ضيقة.

 وهذه النقطة بالذات أي إقرار الحريات كاملة في بلداننا تمثل المدخل الأساسي بل الوحيد لنهضة  وبناء مجتمعاتنا وإعادة الدور الحضاري و الريادي لأمتنا و بدون كسر القيود هذه ستبقى شعوبنا تئن تحت وطأة الإستبداد الداخلي المدعوم موضوعيا و مصلحيا بقوى الهيمنة و الإستكبار العالمي.

 

السؤال السابع :

أستاذ حمادي : هل تنوي إعادة إصدار جريدة الفجر بصفتك مديرا سابقا لها؟ ماهي المعوقات ؟

 الجواب7:  ما يميز جريدة الفجر  من أول يوم لصدورها أنها جريدة مناضلة بأتم معنى الكلمة بطاقمها و أسلوبها  و محتواها لذلك فلا غرابة أن شملتها الهجمة  القمعية البوليسية عام 1990 حيث حوكم كل أو جل  فريق التحرير و أستبيحت ممتلكاتها و أموالها  و أغلق مقرها تعسفا ودون إجراء قانوني أو حكم قضائي عادل. وبالتالي فإن معركة  » الفجر »  هي جزء من المعركة المصيرية  التي تدور اليوم بين قوى التسلط  و الإستبداد وقوى التحرر و الإنعتاق  ومصير هذه المعركة محتوم و عندها سينبلج  الفجر من جديد معلنا  فجر الحرية.

 

 السؤال الثامن :

أستاذ حمادي : هل في ذهن الأستاذ حمادي من مراجعات نقدية يقتضيها حصاد معركة الحريات في تونس وهل ينوي الأستاذ حمادي تدوين ذلك مساهمة منه في تحسين أداء المعركة؟ هل تذكر لنا في هذه العجالة أكبر ثلاثة دروس من تقويمك للماضي؟

 الجواب 8: لا شك أن لكل كائن حي و خصوصا الإنسان ثوابت لا محيد عنها  ولا تبديل كالعقيدة  و القيم والمبادئ و له أيضا متغيرات في الأسلوب والوسائل حسب ظرفه وزمانه ومكانه و ضمن هذه المتغيرات مطلوب من كل إنسان عامة  والمناضل خاصة أن يكون رقيب نفسه في أعماله وأقواله يخضعها إلى التقييم والتقويم المستمر بعقلية نقدية صارمة ضمانا للتطور و النجاح و من لم يتعظ بماضيه  فمستقبله أسوأ  وهو بالتالي إلى تقهقر. هذا المنهج في التعامل و تناول الأمور ينطبق على الأفراد والمجموعات وخاصة الحركات المناضلة لما يتسم به أداؤها من خطورة في تحديد مصائر الشعوب. ومن منطلق تجربتي المتواضعة حقا سأشير بإيجاز إلى ثلاث مسائل أعتبرها نقاطا مصيرية في أداء الحركات الإسلامية عامة :

1 ــ يجب أن ينصب إهتمامنا وجهدنا كله اليوم على أم المعارك وهي إقرار الحريات كل الحريات لكل الناس في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية لأن الحرية قيمة محورية و المدخل الحقيقي الوحيد لكل بناء حضاري.

2 ــ أن لا نهادن الإستبداد مهما رفع من شعارات براقة أو لافتات زائفة حتى وإن كانت لافتة الإسلام أو غيرها من الخدع والمناورات لأن محكمة التاريخ لا ترحم.

3 ــ  أن لا نتعجل الأمر في إنفاذ مشروعنا الإسلامي العظيم  فلله سبحانه سنن في تقلب أحوال الأمم  وبناء الحضارات لا يقاس بالسنين أو حتى العقود إنما هو بناء تراكمي يشمل كل مجالات الحياة بشكل متواز  وتدريجي ككل تطور إنساني.

 

السؤال التاسع :

أستاذ حمادي : ما هو تصورك لصحوة التدين الواسعة غير المسبوقة في تونس بصفة عامة وما هو تصورك لتنوعها الفكري والسلوكي غير المسبوق بصفة خاصة وأين تندرج ما عرف بمعركة الحجاب في الأسابيع المنصرمة ضمن كل ذلك ؟

 الجواب 9:  لئن لفت إنتباهي ــ ساعة خروجي من السجن ــ سرعة رجوع مظاهر التدين في المجتمع التونسي فان ذلك لم يفاجئني بالمرة لإعتقادي الراسخ أن الإسلام دين الفطرة و هو الشجرة المباركة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. فلا غرابة  إذا أن يشد التونسي والتونسية بالنواجذ على تعاليم  دينهم و لا يقبلوا له بديلا  مهما كثرت العراقيل  وعظمت التضحيات بل إن هذه لن تزيد المؤمنين إلا ثباتا  وهو ما حصل بالضبط في بلادنا فكلما كبر التحدي زاد الإصرار و ذلك ما تجسده اليوم معركة الحجاب التي لا أشك لحظة في مآلها آجلا أم عاجلا لأنها معركة الحريات التي أشرت إليها آنفا التي كلما خاضها إنسان وصبر عليها إلا إنتصر. تلك سنة الله.

 

السؤال العاشر :

أستاذ حمادي : جربت التخفي والنفي  وجربت السجن وتحملت مسؤولية قيادة الحركة داخليا وسياسيا في ظروف عسيرة … هل من شهادة على عصرك تهديها للأجيال الجديدة وهل من عبرة من عبر فقه الحياة تقدمها لمن خلفك ؟

 

 الجواب 10:   معذرة والله لا أريد أن أنتصب معلما لإخواني ولاحتى لأبنائي من شباب الأمة لأني مازلت أتعلم كل يوم منهم ومعهم فقط  وكما قلتم هذه شهادة أدلي بها لعلها تفيد.

أن يستشعر كل مؤمن و في كل لحظة من حياته  أن له مسؤولية و أمانة يحملها لن يحملها عنه سواه وأنه لا معنى لحياة من دون رسالة وهدف. وأعظم رسالة أن ينتصر الإنسان للحق و العدل والحرية وتلك رسالة الإسلام ومناط التكليف الرباني  والأمانة التي حملها الإنسان دون الخلق جميعا  و لا يحقرن أحد منا جهدا يبذله و لكل جهد نتيجة حتمية و أفضل جهد ما كان لله خالصا  وأعظم نتيجة مرضاته سبحانه الغني  الحميد.

 

السؤال الحادي عشر:

أستاذ حمادي : مازال مشروعكم الحضاري مخيفا في نظر كثير من شركائكم السياسيين في تونس سيما فيما يتعلق بقضايا الدولة والحريات والمرأة. هل تعتبر أن ذلك التخوف مشروع وهل توصلتم بعد ثلاثة عقود ونيف من تجربتكم في الحركة الإسلامية إلى نحت بطاقة هوية لحركتكم  تعبر عن طموحاتكم وآمالكم ؟

 الجواب 11: إنني أنظر إلى هذا الموضوع من زاوية تهمنا نحن كحركة  وكإسلاميين عامة في تونس وغيرها  في ما يجب علينا قوله وفعله  لتوضيح مواقفنا وخياراتنا و التعريف بمشروعنا  رغم الحصار والتعتيم  و إرادة الإستئصال التي نواجهها. بل ربما في هذه الظروف تزيد الحاجة إلحاحا حتى يعلم الجميع ما لنا وما علينا  وأقصد بالذات مواقفنا في عدة قضايا مفصلية من مثل ما ذكرتم في سؤالكم  و غيرها. وهنا لابد أن أشير إلى تقصير واضح من جانبنا  رغم ما توفر لدينا من زخم تجربة و بلورة رؤى  ومواقف دعمتها معاناة النضال الطويلة وعلى كل الأصعدة . من هذه المواقف ما يستند إلى قيم ومبادئ إسلامية ثابتة من أهمها:

1 ــ  تنتمي الحركة إلى المشروع الإصلاحي  الإسلامي التحديثي الهادف إلى تحرير الأمة من الإنحطاط و الإستبداد والمتمسك  بهويتها العربية الإسلامية  المستنير بمكتسبات العصر و المنفتح على حضارات العالم.

2 ــ  نتبنى مطلب الحرية لنا ولغيرنا ونعمل على تكريسها في الواقع من منطلق مبدئي وعقائدي وإعتبار النضال من أجل الحرية تكليفا شرعيا – حرية تشمل كل المجالات الفردية و الجماعة من حرية الإعتقاد و التفكير و التعبير و التنظيم و الإعلام والتنقل للجميع.

3 ــ  نهدف إلى بناء مجتمع المواطنة المؤسس  على قاعدة المساواة بين كل المواطنين  ولاسيما بين الرجل و المرأة  بقطع النظر على الإنتماء السياسي أو الموقع الإجتماعي أو الجهوي.

4 ــ  نعمل على تجذير مقومات الهوية العربية الإسلامية لبلادنا  معتقدا و ممارسة بوصفها مرجعية تاريخية ودستورية  ولتبقى القاسم المشترك بين كل التونسيين  بمنأى عن كل الصراعات السياسية و الحزبية.

5 ــ  إقامة نظام جمهوري ديمقراطي يقوم على سلطة الشعب و بالإحتكام إليه  عبر صناديق الإقتراع و بذلك تكون المرجعية و شرعية  الحكم من الشعب و إلى الشعب بإحترام الأغلبية وحفظ حقوق الأقلية والإلتزام الكلي بقواعد التعددية السياسية  و الفكرية  والثقافية.

6 ــ  نرفض العنف والإكراه بكل أشكاله و من حيث أتى  كوسيلة للوصول إلى أهدافنا أو إلى الحكم أو أداة بقاء في السلطة. وفي المقابل إعتماد منهج الحوار مع كل مكونات المجتمع  وآليات التداول السلمي المدني على السلطة بإنتخابات حرة و نزيهة تحت إشراف محايد و مراقبة صارمة.

7 ــ ندعو إلى الفصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية و القضائية  نصا وممارسة  بما يحقق التوازن بينها  ويضمن حقوق الإنسان كاملة و تقوي دور المجتمع المدني كضمان لهذه الحقوق.

8 ــ نعتبر أن الاستقلال الحقيقي للبلاد ومناعتها لا يمكن تحقيقهما في واقع التجزئة القطرية  بل بالتأكيد على العمق الحضاري الإستراتيجي الذي ننتمي إليه مغربيا وعربيا وإسلاميا  مع عقد إتفاقيات تضمن مصالح مختلف الأطراف بدل الإتفاقيات المنفردة وذلك في  إطار الإقبال على المحيط الدولي بإستراتجية الإنفتاح و المشاركة الفاعلة والإشعاع الحضاري.

هذه بإيجاز شديد منطلقات مشروعنا بقي أن نبلور  كخطوة ثانية برنامجنا أو برامجنا التفصيلية في كل المجالات السياسية والاقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و علاقاتنا الدولية حتى نقدم بديلا مجتمعيا واضحا لنا و لغيرنا.هذا من أوكد أولوياتنا داخليا و كذلك الشأن لكل الحركات الإسلامية داخل مجتمعاتها مما يطمئن حلفاءنا و شركاءنا في النضال وهم كثر الآن و الحمد لله بعدما نجحنا و إياهم في قطع الخطوة الأولى نحو التشكل المشترك في جبهة الدفاع عن الحريات.

 

السؤال قبل الأخير :

أستاذ حمادي : ما هو مستقبل حركة النهضة بعد خروج عدد كبير من قيادة الصف الأول من مثلك ومثل علي لعريض وزياد الدولاتلي  والحبيب اللوز ومحمد العكروت وآخرين كثر سيما أن الدكتور الدولاتلي تكلم باسم الحركة منذ عام تقريبا بمناسبة انعقاد المجلس الوطني للحزب الديمقراطي التقدمي؟

الجواب  قبل الاخير: مستقبل الحركة كما هو مستقبل البلاد مرهون  بنتيجة الصراع الدائر اليوم وعلى جميع الأصعدة حول معركة الحريات  كما أشرت  سالفا ولا شك ــ و هذا بإقرار الجميع ــ أن لحركتنا دورا طلائعيا في السابق و اللاحق  في هذه المعركة  بوصفها أول من نادى بها و كذلك أكبر المتضررين من الإستبداد. و الحمد لله لم نعد لوحدنا في ميدان هذه المعركة المصيرية  فجبهة الضرر قد توسعت لتشمل كل الأطراف تقريبا من أحزاب و جمعيات و شخصيات  و فئات  شعبية و جهات بدأت تدرك أن الخطر يداهم الكل  وأن المعركة واحدة وأن الحرية قيمة لا تتجزأ فأما أن تكون للجميع أو لن تكون لأحد  وهذا الوعي و التشخيص للوضع هو أكبر مكتسب تحقق لحد الآن داخل المعارضة و كل القوى الحية في المجتمع بقي أن تليه الآن خطوات عملية لتجسيد هذا الوعي بعمل مشترك جاد و ناجح  والكل مدرك و متفق على تجسيد هذا الهدف.

 

السؤال الأخير:

أستاذ حمادي : هل من كلمة  تتوجه بها إلى السلطة وإلى شركاء الدرب من المعارضات الوطنية وإلى إخوانك في السجن و المسرحين وصف الحركة عامة في كل مكان وموقع وإلى الشهداء والمعوقين بسبب المحنة؟

الجواب الاخير:

إلى إخوتي و أحبتي أقول : صبرا جميلا فلله في خلقه شؤون وسنن لن تحيد و لنا في التاريخ دروس و في مآل الأمم موعظة و ما كان الله سبحانه أن يضيع إيماننا  وما ترتب عن هذا الإيمان من قول و عمل مهما طال الأمد أو قصر فإن لم يكن في دنيا فانية فما عند الله خير و أبقى و خير ما قدم شهادة في سبيل الله  خالصة.

 أما لشركاء الدرب في معركة الإنعتاق أقول : إننا في سفينة واحدة تواجه مخاطر هذا الإستبداد المهدد لمصيرنا جميعا  وبالتالي فليس لنا  من سبيل  إلا التوحد و صد الخطر الداهم و حتى لا نعوض إستبدادا بإ ستبداد آخر لا قدر الله علينا أن نلتزم مع شعبنا و أمام التاريخ على مبدإ لا محيد عنه اليوم و غدا وهو الدفاع عن الحرية كاملة غير منقوصة وتلك هي كلمة السواء بيننا.

 كلمة الختام :

تتقدم الحوار.نت بجزيل الشكر للمهندس حمادي الجبالي على ما خصها به من حوار شامل صريح.

حقوق النشر محفوظة للحوار نت

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 3 ديسمبر 2006)

 


 

من باب سويقة إلى قّمّرت

« من جد وجد و من زرع حصد »

الحبيب أبو وليد المكني

المقارنة بين حادثة حرق شعبة في باب سويقة سنة 1991 و حرق ملهى قمرت في أواخر نوفمبر 2006 لا بد أن تجول بالخاطر لأن كلاهما قد أودى  بحياة أحد الأبرياء ، وكلاهما كان نتيجة عملية مدبرة ومنظمة ، وإن شئنا التدقيق أكثر فلا بد أن نشير إلى أن العملية الأخيرة كانت أكثر همجية ووحشية وأن جانب  الاستهانة بأرواح  الناس فيها كان أكثر تجليا و وضوحا . خاصة و أنها تأتي بعد سلسلة من العمليات المنظمة على مدة السنوات الأخيرة وكان ينبغي على الدوائر المسؤولة أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بالحد منها لكن الواضح أن هذه الجهات لم تعر الأمر الاهتمام الذي تستحقه. لأنها منشغلة فقط بإحكام عمليات المحاصرة والتضييق على المناضلين الشرفاء وأنها ترى أن ما دون ذلك من الجرائم المنظمة والعبث بأعراض الناس ممتلكاتهم يأتي بعد ذلك في الأهمية فيعذر فيه المقصرون،

 

لقد نبهنا في « الوسط التونسية »  أكثر من مرة  إلى خطورة هذه الظاهرة و أنها نأخذ نسقا متصاعدا ليس بسبب تفشي الأمراض النفسية فقط كما يروج لذلك بعض المحترفين و المتزلفين الذين يظنون أنه استعمال بعض مصطلحات علم النفس يمكن أن يغّطوا لما يكتبونه مصداقية وهم لا يفعلون حقيقة إلا تغطية عين الشمس بالغربال.

 

والجدير بالذكر أن الدكتور منصف المرزوقي وهو أحد المتخصصين في المجال قد نبه قبل بضع سنوات إلى أن السياسة التي تتبعها الدولة على المستوى التربوي سوف تكون نتائجها تدهورا كبيرا في الأخلاق وتشجيعا لظاهرة التسيب والاستهانة بالمال العام و تفشيا للجريمة و انهيارا للروابط الأسرية …

 

و نحن نضيف أن هذه  السياسة   التي  تحاول فيها الدولة التهوين من قيمة التعاليم الإسلامية و الاستعاضة عنها بمصادر أخرى لتنمية السلوك المدني ستؤدى على الأغلب إلى إضعاف الوازع الديني ـ وهو هدف واضح ومشبوه لأطراف متنفذة في الحكومة ـ لكنها أيضا ستتسبب في اختلال في التوازن النفسي و الثفافي للمجتمع  يتمظهر في انتشار التسيب و التطرف و الجريمة و الأنانية والانتهازية  و فقدان النخوة …

 

ولعله من المؤشرات الخطيرة ما تؤكد عليه أوساط المعارضة التونسية من استعانة بعض الأجهزة الأمنية المتخصصة في إرهاب المناضلين بمختلف اتجاهاتهم بجموع من المنحرفين مما يشعر هؤلاء بأن لهم دورا يقومون به لحماية الدولة أو هكذا  تزعم الجهات المنحرفة التي تستخدمهم ..

لقد مثلت عملية باب سويقة منعرجا حاسما في ترجيح كفة السلطة في مواجهة  بداية التسعينات ضد حركة النهضة  لأن المجتمع التونسي المسالم آنذاك رفض الانجرار إلى العنف و الاقتتال ، ولكن السياسة التي اتبعتها السلطة مند ذلك الحين إلى اليوم قد أدت إلى تفاقم مظاهر العنف و الجريمة بشكل  لم تعرفه البلاد من قبل ، و هناك مؤشرات أكيدة تدل على أن التطرف في طريقه إلى أن يتحول إلى تطرف مسلح و لن تنجح الضربات الاستباقية التي تقوم بها السلطة المتشنجة في تفاديه بل ستوفر له المبررات الكافية …

 

و عندما تتقاطع مصالح الانحراف مع  مسوغات التطرف و الإرهاب  لا قدر الله  سيتغير وجه تونس المسالم و تصبح جميع المكتسبات التي يبرر بها أهل التزلف اليوم  سياسة  القمع و تكميم الأفواه مهددة فعلا بالانهيار …

 

« واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب » (سورة الأنفال)

 


 

 

بعد تعمّد الأستاذ شوقي الطبيب تشبيه مجلّة « كلمة » بخِرقة « الحدث » في استبطان منطق الرقيب

بقلم عمر المستيري

نشر الأستاذ المحامي شوقي الطبيب،ردّا على مقالين إخباريين باللغة الفرنسية – كانا قد نُشرا ضمن عددي 45 و46 من مجلة كلمة، تحت عنوان « بين مطرقة عبد العزيز الجريدي… وسندان عمر المستيري ». النص المذكور يستدعي النقاش والتعليق لا لما أتى به من تشبيهٍ مع « الحدث » وأدائها « الإعلامي » ولا حتى لما ورد به من اتهامات « كبيرة » في حقنا مثل عدم التحلّي بـ »أخلاقيات العمل الصحفي النزيه والراقي »، أو إخفاء ميول استبدادية ثابتة إلخ. فتمييز مَنْ يجازف على خرق جدار التعتيم لتقديم مادة إخبارية دقيقة وموثوق منها إلى القراء بغاية المساهمة في إنارتهم والمساعدة على بلورة الآراء والخيارات عن الذين يقتصر دورهم على طبع « معلومات » مفبركة داخل مخابر التضليل بوزارة الداخلية، لا يستدعي مجهودا ذهنيا كبيرا. كما لا نشعر بالحاجة إلى إثبات الفوارق بين مَنْ يحترف هتك أعراض النشطاء والنيل من الأشخاص لحجب البحث في القضايا العامة وإلقاء نظرة نقدية على رهاناتها عن الذين يتقيّدون بضوابط إعلامية صارمة، ويسعون إلى احترام الدائرة الخاصة لخصومهم – حتى ولو كانوا من أتباع الحزب الحاكم – وحمايتها… وإنّما نناقش ما كتبه الأستاذ شوقي الطبيب فيما يحمله من تصورات « نمطية » لدور الإعلام الحرّ التي نعلم حق العلم أنه يشاطره فيها عديد المسيرين الذين يدّعون التباين مع المنظومة الرسمية.  

الغريب في نص « الرد » هو أن سيل التهم الموجه إلى كلمة بـ »نشر الأخبار الزائفة والثلب والكذب ونصب المشانق الإعلامية »، يليه تأكيدا لصحة المعلومات التي أوردناها، وبالتحديد فيما يتعلّق بموضوع المسؤولية الشخصية في دفع هيئة المحامين للتراجع على قرار كانت قد اتخذته في مقاطعة مراسم افتتاح السنة القضائية التي انعقدت يوم 7 أكتوبر الماضي- دون التعرّض، لا محالة، إلى ما سجّل من انسجام جديد مع غلاة السلطة داخل الهيئة ومن تعارض كلّي مع الوجوه المستقلّة التي يتقدّمها العميد عبد الستار بن موسى. بل، والأغرب من ذلك، هو الإقرار بأنّنا نستند إلى « أخبار طازجة وتفاصيل دقيقة ». فهل يُعتبر نشرنا لخبر ثابت، يعتمد على « تفاصيل دقيقة »، قياما بالواجب المهني حسب أعراف الصحافة أم إخلالا به ؟  

بكل تأكيد لقد أثرنا غضبا شديدا بعد قيامنا بإطلاع قرائنا – ومن بينهم عديد المحامين – على حدث اعتبرناه يكتسي أبعادا تاريخية : تناول هيئة مهنية وطنية لفرضية مقاطعة رمز الحكم الفردي… ونحن نعتبر ذلك من أدنى واجباتنا. لكنّ هناك من يرى، عكس ذلك، أنّه كان علينا التكتّم على الحدث بدل «إفشاء وقائع « لو كان أعطى ربي » تبقى سرية» وتطويق القائمين بالعمل النقابي بـ »العيون والمخبرين » و«الزجّ بـ »كلمة » في « عركة بين محامين »». هنا تكمن نقطة تضارب أساسية بين ما نعتبره دورنا الأساسي، تنحلّ من دونه مبررات وجودنا، وما يحدّده لنا هؤلاء من واجب التزام الصمت وغظ الطرف عن تلك الرهانات وعدم الاهتمام بـ « الأخبار الثابتة » ولا بـ »التفاصيل الدقيقة »… حتى يعفى من « تساؤلات حائرة » وصلته « من أصدقاء وزملاء من تونس وفرنسا وحتى من كندا »… يعني ذلك أنّنا لا نستحق رضاهم إلا عندما ننخرط في تضليل العموم بالمساهمة في حجب الرهانات والحيثيات والاكتفاء بترويج صورة مبهمة، تعفي المسؤولين من عرض مواقفهم على التقييم والمناقشة العمومية باسم احترام « استقلالية العمل النقابي والجمعياتي » والقائمين به. وبالأحرى يرون أن دورنا يقتصر على صيانة سمعتهم وإبقائها براقة في مأمن من تابعات مواقفهم داخل الكواليس وأدائهم الميداني. أنّهم يصرّون على إبقاء علامات تقاربهم مع أتباع السلطة الحاكمة في كنف سرية اجتماعات مجلس الهيئة ويريدون إجبارنا نحن، كإعلاميين مستقلين، على عدم إفشاء هذه المواقف إلى دائرة أوسع، حماية لصورة « استقلاليتهم » اللامعة ! مشروع طموح يستوجب قدرات بهلوانية راقية. نحن لا نشكّك في براعة الأستاذ الطبيب وقدراته على الظفر بهذا المشروع، كما لا ننكر مشروعية طموحاته الانتخابية المتفاقمة مع اقتراب موعد تجديد الهياكل المهنية للمحاماة، إلاّ أنّنا نرى لزاما علينا الاعتذار ورفض الدور الذي يوكله لنا. ما نخشاه في الحقيقة هو أن يكون تصوّره لـ »أخلاقيات العمل الصحفي النزيه » يمتُّ أكثر إلى القيود الإعلامية المفروضة من السلطة البوليسية منه إلى المعايير الحقوقية.  

إنّ مثل هذه التصورات الجديدة (*) و »الراقية » للعمل الصحفي، الهادفة إلى فرض قيود على مهمّة الإعلاميين، تثير استيائنا. كما لا نرتاح للتطورات التي طرأت داخل قطاع المحاماة الذي نعتبر أنفسنا منحازين لدعم النهج الاستقلالي داخله والمساهمة بالقدر الذي نملك في كسر الطوق المضروب حوله ودعمه معنويا لما لهذا القطاع من وقع على الحريات ودعم لاستقلالية القضاء ولترابط الإعلام الحر الوثيق بهذا الرهان… واستياؤنا يزداد عندما نشاهد الأستاذ الطبيب، هذا المحامي – الذي كنّا قد رحّبنا بانتخابه في الهيئة الوطنية للمحامين لما كنّا قد اعتبرناه تعزيزا لاستقلالية القطاع – يلجأ أيضا إلى المغالطة لتبرير مواقفه. لقد تولّى إلقاء درس لما يجب أن يميّز هيئة المحامين بوصفها « هيئة مهنية نقابية » عن النهج الذي يسعى البعض لجرّها إليه، تجاوزا لهذه « الحدود » وانسياقا وراء ما هو « سياسي » ودفعها إلى « إعطاء صفعة تاريخية للسلطة »حتى تنقطع « شعرة معاوية » ويحصل بذلك الفشل… فهذا المسؤول الساهر على مصير المحاماة لا ينتقد في الواقع كاتب المقال، ذا « البلاهة السياسية »، مثلما هو ظاهر، وإنّما يشنّ هجوما على التوجه الاستقلالي داخل الهيئة الوطنية للمحامين. إنه تولى اتهام أنصار فكرة مقاطعة مراسم افتتاح السنة القضائية بـ »تسييس » المهنة والتزام « الحدة » إزاء السلطة وإهمال القواعد وعدم الإعداد للمحطات والتخلي عن « الوفاق »… مَنْ يقدر على إقناع المحامين باستمرار « شعرة معاوية » مع السلطة غداة الاعتداءات الجسدية والمعنوية الفظيعة التي تعرّض لها أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين أمام أبواب قصر العدالة في شهر ماي الماضي وغداة قيام عناصر البوليس السياسي باقتحام مقر الهيئة وتفتيش مكاتب العميد دون إذن قضائي وبحضور مساعد وكيل الجمهورية ؟ هل كان البشير التكاري وزير العدل حريص هو الآخر على إبقاء « شعرة معاوية » عندما تولّى، خلال حصة تلفزية مباشرة، اتهام الهيئة باطلا باختلاس أموال المحاماة ؟ يدرك الجميع حق الإدراك أن تلك الانتقادات لنهج الاستقلالية ليست بجديدة إنّما هي تردّد ما يبثّه ليلا نهارا جهاز الدعاية الرسمية الضخم على لسان رموز السلطة في القطاع، ويؤسفنا أن نقول إنّنا لم نطّلع على مكتوب واحد للأستاذ الطبيب يدين التهجمات المذكورة ويدافع عن الهياكل التي ينتمي إليها…  

إن هذا التطور لا يسرّنا ولن نتردّد في مقاومته ونقده احتراما لما تميّزت به مواقف الأستاذ الطبيب من شجاعة، قبل سنوات خلال أوقات صعبة مرّت منها المحاماة، إبان ترأسه المشرّف لجمعية المحامين الشبان.  

إنّ نقدنا هذا لا ينبني البتة على اعتبار أنفسنا معصومين من الخطأ أو غير واعين بصعوبة المحيط الذي نعمل فيه والمتسم بشحّة المعلومة وما قد يدفع له من مخاطر السقوط في فخ المغالطة الإعلامية التي تتقنها السلطة… كما علينا أن نتفادى الانسياق وراء البحث – من حيث لا نشعر – عن الإثارة أو نحو تبجيل خطاب « الرفض » وعدم التسامح مع آراء وأطروحات أكثر « اعتدالا »، ممّا قد يعدّ إقصاء ضمنيا للنقاش… بيد أنّ ما يطمئننا وما يمكن لأي متتبّع موضوعي لمجلّتنا أن يعاينه هو تنوّع الأقلام والحساسيات التي تستضيفها – ما جرّ بعض الملاحظين إلى الحديث عن افتقادها لـ « هوية » – كما لا يمكن لأحد أن ينفي أنّنا نُخضع للنقد جميع الفاعلين على الساحة بما فيهم مَنْ تربطهم بأسرة التحرير علاقات متينة… إنّنا مصرّون على الاستمرار في هذا النهج، نهج نشر المعلومة والتعليق عليها بكلّ حرية، على قاعدة احترام « قداسة الوقائع وحرية التعليق »، حتى لو كلّفنا لوم بعض الأطرف بالسقوط في الشطط : فالشطط في ممارسة الحرية لا يضرّ أحدا، فالضرر، كلّ الضرّر، يأتي من استبطان منطق الرقيب سواء الذي يتقمص الزي الرسمي أو ذاك الذي يرتدي صفات « حيادية »، مهنية أو جمعياتية، أو معارضة، أو حقوقية… —————————— (*) وهو يتناسى ما كان قد تعرّض له من عقوبة تعسفية لكتابته مقال صحفي في بداية حياته المهنية من قبل هياكل المحاماة حيث كانت ترزح آنذاك تحت نفوذ المصالح الأمنية.

(المصدر: مجلة كلمة الألكترونية، العدد 47 – نوفمبر 2006)

 

 


أخطاء الدكتورة رجاء بن سلامة

 

بسّام خلف

 

قبل أن أوضح الأخطاء التي وقعت فيها د. رجاء بن سلامة، أقدم بعض الملاحظات على ما جاء في مقالة الشيخ الكاتب و الصحافي التونسي عبد الباقي خليفة بعنوان « حول الحجاب و الختان و اللباس الأسود و ما ورد في القران حول آل إبراهيم عليهم السلام – الحقائق يا دكتورة لا تبنى على مجرد الاعتقاد، بل على وجودها من عدمه »، وقد جاءت ردّا على مقالة د. رجاء بن سلامة « الختان و الحجاب (1) ».

ختمت بن سلامة ورقتها بما يلي  » لست من أنصار الحجاب لأسباب بينتها منذ سنين وسأعود إلى بيانها في علاقتها بالختان، و لكنني، وهذا من باب التوضيح أيضا، لست من أنصار انتزاع حجاب النساء بالقوة في الشوارع، وأكتب أولا للنساء عسى أن ينتزعن حجابهن بأنفسهن، بشوقهن التلقائي إلى الحرية لا بحد عصا الشرطي ». كنت أنتظر من الشيخ أن يسجل هذه النقطة لصالح الدكتورة، حتى و إن اختلف معها في بقيّة ما كتبت.  ولكن هذا الشيخ شأنه شأن بقيّة مشايخنا الأجلاء و عظمائنا في زماننا هذا، إن لم تكن معهم فأنت بالضّرورة ضدهم. وشيخنا الكريم يصنف أبناء وطنه إلى طائفتين : طائفة مؤمنة مسلمة والحمد الله، و طائفة تنكر « ما هو معلوم من الدين بالضرورة » و حكمها أن تستتاب من طرف « هيئة علمية فان أصرت على موقفها تعتبر كافرة ».

يقول الشيخ : « … و يأخذوننا لأننا نهتم بالماسي في كشمير و الشيشان و اسيا الوسطى و البوسنة و الكوسوفو و غيرها… ». لا يا شيخ. إن ما يؤاخذونكم عليه هو أنكم تدافعون على حرية المرأة في لبس الحجاب في تونس، بينما لا تحركون ساكنا تجاه من يقمع المرأة في السعودية و البحرين و أفغانستان باسم الإسلام. أ لا ترى معي  أن ما تعانيه المرأة في دار الإسلام (كما تقولون) هو أعظم بكثير مما تعانيه في دار العلمانية بتونس؟  مع العلم أنني أيضا ضد الحل البوليسي الذي اختارته السلطة التونسية لمشكلة الحجاب.

يقول الشيخ :  » بالنسبة لموقف بعض العلماء من الختان، فهو أمر يتعلق بما رسخ في أذهان الناس، و هناك قاعدة فقهية يجهلها الكثير ومن بينهم صاحبة المقال تقول « الحكم على الشيء فرع من تصوره »، و بما أن ما كان رائجا يعتبر ضروريا فقد ذهب البعض لاعتباره كذلك. ولكن الإسلام دين علم و معرفة و بحث واستقراء و تجربة فإذا ثبت أن أمرا ثبت ضرره بالإنسان و بشخصيته و صحته و ماله و عقله،  فالإسلام يحرمه تحريما مطلقا ».

ربما تجهل الدكتورة هذه القاعدة الفقهية كما قلت. و لكن الغريب هو كيف أنك تجهل قاعدة أهم و أخطر وهي « لا اجتهاد مع وجود نص »، والنّصوص المبيحة بل والمحرّضة على ختان البنات كثيرة : يقول الحديث النبوي الصحيح ( صحيح بشروط الجرح والتعديل التي شرحتها لنا بطريقة مستفيضة في مقالة لك) « إذا التقى الختانان وجب الغسل ». فـ »الخنان » هو موضع القطع من الرّجل والمرأة »، وهذا النص الصريح الصحيح يدلّ على وجود الختان وإباحته. وهناك نصّ حديث آخر صححه الألباني و فيه أمر بختان المرأة : « لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل ». كما أن كل المذاهب السنية تبيح ختان النساء و بعضها يوجبه (المذهب الشافعي و الحنبلي).

« ختان البنات ليس عادة فرعونية و كفى ». هكذا أجابتك يا شيخ الد. رجاء بن سلامة. فلو لم يبحها المذهب المالكي و الحنفي، ولو لم يوجبها المذهب الشافعي و الحنبلي، ولو لم يفت رجال الدين بها لما استفحلت هذه العادة الخبيثة في بعض المجتمعات العربية.

يقول الشيخ : « لا يعني القول بفرضية الحجاب تكفير (كذا، وهو حطأ نحويّ) لغير القائلين بذلك »، ليواصل في فقرة لاحقة :  » تسأل هذه (كلمة « هذه » فيه نوع من قلة الأدب يا شيخ سامحك الله)، عن حكم إبطال الفرائض و جوابي هو كل من أنكر معلوم (كذا وهو خطأ) من الدين بالضرورة يناقش من قبل هيئة علمية فإذا أصر على موقفه يعتبر كافرا، أي خارجا عن الدين بعدم الالتزام به ».

لست في حاجة لأبين التناقض الصريح بين الفقرة الأولى و الثانية. لقد اختلطت عليك الأشياء يا شيخ. ولكن ما قلته في هذه الجملة كلام خطير جدّا. وهنا أتوجه إلى كل من ينادي بالتحالف مع الإسلاميين لأقول لهم إنّ الشّيخ يبشركم بشيء بعد أن يستقر الحكم بين أيديهم في تونس إن شاء الله، يبشّركم بمحاكم « الهيئات العلميّة ». فلتستعدوا لمحاكم التفتيش يا دعاة التّحالف التّكتيكيّ مع الإسلاميّين.

 

يقول الشيخ : « لقد دعونا و لا نزال و نكررها تعالوا إلى كلمة سواء أن نتعايش مع الاختلاف. ولكن إذا استمريتم (أي استمررتم) في مواقفكم العدوانية تجاهنا فقد نتخلى عن تسامحنا و نلجأ لنفس أساليبكم دفاع عن النفس و ردا للصائل…. »

هل يليق بك هذا الأسلوب التهديدي يا شيخ، هل هذه طريقتك في الإقناع؟

يطرح الشيخ السؤال التالي على د. رجاء بن سلامة  » هل فكرت يوما بأن تزوري عائلة مسلمة لتتعرفي على نمط حياتها؟ ». كيف تطرح هذا السّؤال يا شيخ ؟ هل نسيت أنها مولودة في تونس و تعلمت في تونس و تدرس في تونس. فأين ستجد العائلات المسلمة حتى تزورهم؟ فزيارة البلدان « المسلمة » بمعاييرك كالسعودية أو أفغانستان غير ممكنة لها طالما لم تلتزم بـ »اللباس الشرعي » وبالنقاب.

أما في ما يتعلق بكتابات الد. رجاء بن سلامة، فاني لا أفهم كيف أنها لا تراعي قراءها، فهل تجهل الدكتورة أن من قرائها مشايخ أجلاء من أمثال الشيخ الهادي بريك، و الشيخ أبو وليد و الشيخ عبد الباقي خليفة و غيرهم كثير؟

هل تجهل الدكتورة أن مشايخنا المتنورين هم متشبعون بالعلوم الفقهية الصحيحة، ولا يفقهون العلوم الإنسانية النسبية ؟

وأخيرا هل تجهل الدكتورة، و هي الأستاذة الجامعية، أنه أمام طلبة مبتدئين يجب تبسيط المفاهيم وشرحها (مفهوم الأسطورة، المخيال، الرمز ….) قبل الغوص في التحليل؟

كما أني لا أفهم لماذا لم تبدأ الدكتورة القصة من أولها؟ من حق طلبتها المبتدئين أن يطلعوا على البداية. و البداية كانت مع حواء قبل هاجر. فحوّاء بعد أن غررت بآدم، فأكل من الشجرة قال لها الله : « يا حواء, أنت التي غررت عبدي، فانك لا تحملين حملا إلا حملته كرها، فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا ». و في رواية أخرى قال لها الله : « فان لها علي أن أدميها (أجعلها تنزف دما) في كل شهر مرة، كما أدميت الشجرة، وأن أجعلها سفيهة فقد كنت خلقتها حليمة، وأن أجعلها تحمل كرها و تضع كرها، فقد كنت جعلتها تحمل يسرا و تضع يسرا ».

 

 


 

 

الحجاب التونسي 

 د خالد شوكات كليبرالي لا أستسيغ حشر الدولة أنفها في لباس الناس وأذواقهم الخاصة، فقد كان هذا الأمر صفة من صفات الحكم الشمولي، الذي لا يكتفي بوضع قواعد القانون العام، ويتعداه إلى وضع قواعد السلوك الشخصي، وكليبرالي أيضا أرفض تماما أن يجري تحويل لباس الناس إلى ركن من أركان الدين، يدخل إلى النار ويعتق منها، ويصبح لدى المسلمين في مقام الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج. قبل أسابيع قليلة عدت من تونس، وكنت أعتقد قبل زيارتها، أنني ذاهب إلى بلد يعيش نوعا من الصراعات الأهلية الطاحنة، وذلك جراء تأثري بما أقرأ يوميا على صفحات الجرائد وفي مواقع الانترنت، ف »تونس الحبيبة بلد الحضارة الإسلامية وجامعة الزيتونة تعلن الحرب على الله وعلى شريعته وتدعو إلي العري والسفور والرذيلة وتحارب الحجاب والفضيلة » مثلما وصف الوضع الداعية الإسلامي المصري المودرن وجدي غنيم. لم أعثر شخصيا على ما يشير إلى أن تونس تعيش  هذه الحرب التي أخبر عنها الشيخ غنيم، ولا أي وضع غير طبيعي آخر، أو أن في شوارع مدنها ما يشجع على الاعتقاد بأن حملات أمنية مشددة السلطات بصدد القيام بها، تستهدف مجموعات معينة من النساء، وأن المحجبات بالتحديد يسرن في شوارع العاصمة الكبرى ومدن أخرى بكل ثقة في النفس وتؤدة، لا يبدو على وجوههن ذعر أو خوف من ملاحقة، بل لقد رأيت موظفات حكوميات يغطين رؤوسهن بالكامل ويرتدين زيا يرشد بوضوح إلى إلتزامهن الديني. في الصحف التونسية، التي اعتادت خلافا لصحف العالم جميعا، تصوير الواقع ورديا في غالب الأحيان، وجدت بعض الجرأة في التطرق إلى موضوع الحجاب الإسلامي، الذي كان من « التابوهات » و »الخطوط الحمراء » طيلة السنوات الماضية، و الخلاصة التي يمكن للقارئ أن يخرج بها، أن السلطات التونسية، خلافا لما جاء في كلمة الشيخ غنيم أيضا، لا تشجع على العري والسفور والرذيلة، بل تدعو التونسيين والتونسيات إلى ارتداء ما يحقق الحشمة والاحترام في لباسهم، غير أنها لا ترى أن الحجاب « المستورد » من المشرق العربي وحده من يضمن هذين المبدأين، وأن نساء الرسول (ص) والصحابة (رض) كن يحققن مقصد الشريعة على الشاكلة نفسها. وقد أوردت وسائل الإعلام التونسية، مقتطفات من تصريحات الرئيس زين العابدين بن علي والناطق باسم رئاسة الجمهورية الوزير عبد العزيز بن ضياء والهادي مهني الأمين العام لحزب التجمع الحاكم، تؤكد في مجملها على تمسك القيادة السياسية التونسية بثوابت الهوية العربية الإسلامية للبلاد، ومن ضمنها التشجيع على اللباس المحتشم، الذي يمكن أن يستند إلى تراث البلاد وصناعاتها التقليدية، لكنها ترفض في آن تحويل الملابس إلى رموز سياسية ودينية ذات دلالة تمييزية، تقسم التونسيات إلى « طاهرات عفيفات » و »ساقطات فاجرات »، أو إلى « مؤمنات ملتزمات » و »مؤمنات مستهترات » بالدين. و بصدد هذه التصريحات لي ملاحظتان اثنتان: الأولى، أن الحجاب « المودرن » الذي شاهدت غالبية المحجبات يرتدينه، لا صلة له بالتدين السياسي الذي كنت أعرفه خلال الثمانينات، والذي كان يحقق ما هو معروف في الفقه الإسلامي ب »ضوابط اللباس الشرعي »، وهو مشابه أكثر لما ترتدينه بعض مقدمات البرامج في القنوات الإسلامية، وجمهور الدعاة « المودرن » من الفتيات المحجبات، اللاتي لا يرين مانعا في الجمع بين الحجاب والماكياج الكامل، وبين الحجاب وسراويل الجينز الضيقة و القمصان الملتصقة بالأجساد والكاشفة للمفاتن. و الثانية، أن ملامح المحجبات التونسيات الشابات، هي نفس الملامح التي وجدتها في المحجبات الشابات في عدد كبير من البلدان العربية ذات الأوضاع المشابهة، كمصر وسوريا والجزائر والمغرب وغيرها، والتي اعتقد اعتمادا عليها، أن الأسباب الدافعة لارتداء الحجاب، ليست قط سياسية – خلافا لتقدير السلطات التونسية-، بل هي نفسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، ولهذا لم يكن ثمة داع لأية مخاوف أمنية أو سياسية، ربما عمل البعض على تضخيمها واستغلالها للإمعان في تشويه صورة تونس الخارجية، وخصوصا في محيطها العربي والإسلامي، وتصوير التونسيين وكأنهم مقبلون على تغيير دينهم إلى دين آخر. إن افتراض وجود دوافع سياسية في الحالة التونسية بالتحديد، يثب للنظام السياسي في تونس، أن معالجة ظاهرة الإسلام السياسي المتشدد لا يمكن أن تكون إذا معالجة أمنية، فلقد خاضت السلطات والأجهزة الأمنية طيلة ما يقارب الخمس عشرة عاما حربا ضروسا ضد الحركة الإسلامية السياسية، صرف عليها الكثير من المال العام ونتجت عنها العديد من الآثار السلبية، التي بدا صعبا تطويقها إلى حد اليوم. وإن إقبال الفتيات التونسيات الشابات على ارتداء الحجاب بكثافة، في السنوات الأخيرة، أشبه ما يكون كظاهرة ثقافية واجتماعية، بالظاهرة نفسها التي ميزت حال فتيات الجاليات المسلمة في الغرب، حيث يصبح الحجاب رمزا لهوية أقلية خائفة وتمسكا بالرابطة العائلية المهددة من قبل ثقافة غربية مهيمنة، وبالتالي فإن محاولة الحركات الإسلامية توظيفها لصالحها لا يعكس حقيقة الواقع، الذي يؤكد انتفاء أي دافع سياسي، فكما أن الأغلبية المطلقة للفتيات المحجبات في الغرب لا تنتمين من قريب أو بعيد لحركات الإسلام السياسي، فإن محجبات تونس الشابات لا تربطهن أي صلة بحركة النهضة أو غيرها من الحركات الإسلامية. لقد مر المجتمع التونسي، كغيره من المجتمعات في العالم العربي الإسلامي، بتحولات اجتماعية  وثقافية انقلابية الطابع في العقدين الأخيرين، جراء ظواهر العولمة ومشاريع التحرر والانفتاح الاقتصادي، وهو ما ضغط على أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة، التي نما طموحها إلى الحياة الرفاهية المسوق لها إعلاميا من جهة، دون أن تسعفها مواردها المادية في الاستجابة لاحتياجات هذا الطموح من جهة الثانية، و في حالة الأزمات عادة ما يلجأ الفقراء ومتوسطو الحال إلى الثقافة الأصلية، بتجلياتها الدينية والقومية، لتقبل الواقع والاستمرار في الحياة. ثمة جانب اجتماعي آخر في هذا الموضوع أيضا، فنتيجة لهذه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة، وبالنظر إلى أن المجتمع التونسي يظل مجتمعا عربيا إسلاميا محافظا على الرغم من الجرعات الليبرالية والتحررية التي تلقاها طيلة العقود الماضية، فإن الصلة بين الجنسين بقيت أيضا محكومة في عمقها بالقواعد المحافظة المنصوص عليها في الثقافة العربية الإسلامية، وهو ما جعل ظاهرة العنوسة في ظل أوضاع معيشية صعبة، تستفحل بشكل غير مسبوق، بما يوفر بيئة ملائمة لانتشار المعتقدات الخاطئة، التي تجعل شكل المرأة في كثيرة من الأحيان أهم من المضمون، وتختزل الطهارة والعفة في العذرية والحجاب. إن لتونس مشاكل أهم ألف مرة من الحجاب، و لا أعتقد شخصيا – دون أن أكون بالضرورة من عملاء الاستعمار أو رهبان فرعون تونس مثلما يصف الإسلاميون مخالفيهم في الرأي- أن نساء تونس ستكن أطهر أو أعف أو أتقى لو أنهن وضعن جميعا غطاء على رأسهن، ذلك أن الله كرم خلقه نساء ورجالا فضلا عن لباسهم المحتشم الساتر لسوءاتهم، بما يمكن أن يضعوه من علم ومعرفة وعقل في رؤوسهم، لا ما يضعونه من قماش فوق رؤوسهم، كما أن دولا عربية وإسلامية كثيرة أجبرت نساءها بالقوانين على ارتداء الحجاب، فما غادرت تخلفا أو صنعت طائرة. غير أنني بالمقابل، كنت أتمنى لو لم تعمل السلطات التونسية على إثارة هذا الموضوع، وإلغاء المنشور 108 المسبب له من الأصل، لأنه ليس من الأولويات الوطنية، كما كنت أتمنى أيضا لو قامت بتكليف بعض علماء الاجتماع لدراسة الظاهرة، إن كانت فعلا ظاهرة مقلقة – ولا أراها كذلك-، و لو فوتت على المتربصين بمكتسبات المرأة التونسية العظيمة، فرصة توظيف القضية سياسيا، و الترويج مجددا لأفكار تزعم في ظاهرها الغيرة على المرأة، لكنها في حقيقة الأمر ملخص مشروع لامتهان المرأة وتشييئها وتكريس النظر إليها كأداة للمتعة الجنسية. لقد استغل الحجاب طيلة الأشهر الماضية، لتأكيد صورة سلبية ارتسمت لدى كثير من العرب والمسلمين عن تونس، بما يجعلهم يترددون في زيارتها، مفضلين عليها وجهات سياحية أخرى، والحال أن تونس بلد عربي وإسلامي يستحق الزيارة ويتوفر على مرافق ترفيهية و منتجعات طبيعية و موارد تراثية وثقافية تؤهله إلى أن يكون في صدارة الأجندة السياحية لكثير من شعوب المنطقة، ورأيي أن مليون سائح عربي يشغلون مائة ألف تونسي عاطل عن العمل، أهم للبلد من خوض نقاش جانبي حول كيفية وضع غطاء الرأس، على الطريقة المشرقية، أو كما كانت التونسيات يفعلن طيلة أربعة عشر قرنا من تاريخ تونس المسلمة. * كاتب تونسي  
 (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 3 ديسمبر 2006)

الزوّالي ومتاع الشعبه (حاشاكم) : دَوّخْتونا بحكاية اللّبسة

 

الزوّالي : واش حالك يا متاع لاخر

متاع الشعبه (حاشاكم) : المَرّه هذي، آنا اللي باش يسأل، معناها. بلله قلّي قبل ما نبداو، هذي كلمة « معناها » ما قِيتِلْهاش دواء، معناها.ء

 

الزوّالي : كلنا في الهواء سواء، إسمع التوانسه في التلفزه، الكوّارجي، المتفرّج، الفلاح، الفطايري، …، شطر الكلام « معناها »، كلام زايد علّمْهونا بورقيبه، الله يرحمو كان مات تايب

متاع الشعبه : بلله قلّي ، راني دُخت في حكاية اللبسه، معناها. قالونا في الشعبه إنْطاكِيُو اللباس الدخيل واللباس الطايفي، معناها، ونقولو للناس على لباس الحشمه ولباس الستر، معناها، هال الأربعه لباسات ما فهمتهومش، حتى في برنامج التلفزه ما فهمتهومش شنوّ يقصدوا بيهم، وكاينهم عاملين عَلِيّه بالعاني

 

الزوّالي : أربعه! ما نشوف كان في واحد، معناها، شنوَّ اللّي دوّخك ؟

متاع الشعبه : لباس الدار، ولباس الشارع، ولباس الحمّام، ولباس الخضّار، ولباس الروبا فيكيا، ولباس  لعراس، ولباس البُصْطاجي، ولباس الحاج المنصف، ولباس البحَرْ للصّغار ، ولباس البحر للكبار، ولباس الحج، ولباس الصّيف، ولباس الشتاء، واللّيسْتَا طويله، وزيد هال الأربعه اللي زادوهملنا، شيّ يدَوَّخْ، معناها

 

الزوّالي : شنوّ هو لباس الشارع، ولباس الخضّار، ولباس البُصْطاجي، ولباس الحاج المنصف، معناها، فاش تحكي ؟

متاع الشعبه : ماهو حسب الفقه، لباس الدار موش كيما لباس الشارع

 

الزوّالي : إيهيه

لباس الدار مخَفّفْ ولباس الشارع السفساري

 

الزوّالي : هذا حسب الفقه !

متاع الشعبه : آيواه، حسب الفقه متاع بن عاشور، خَلّيك معايه، معناها

 

الزوّالي : هاني معاك، لكن الشيخ محمد الطاهر بن عاشور قال هذا ؟

متاع الشعبه : لا موش متاع السعوديه، هذا متاع تونس، معناها

 

الزوّالي : هو ولّى سعودي! برَّ، برَّ، برَّ، تُقصُد فقه ابن عاشِرْ، أيْوَه، هاو فهمتك، هو ابن عاشر حكى على السفساري! بللّه ذكرشي الفوطه والبلوزه ؟

متاع الشعبه : أكيد، مدام عاش في وقت بورقيبه، معناها، نِتصوِّرْ راهو حكى عليهم، معناها، حتّى في كتابو « إمرأتنا في الشريعة والتجمّع »

 

الزوّالي : الدستوري الديموقراطي

متاع الشعبه : آيواه، خليك معايه، معناها

 

الزوّالي : إيه ولباس الخضّار، ولوخرين، شنيه حكايتهم، معناها ؟

متاع الشعبه : آيواه، خليك معايه، ماهو قلنا أنّو السفساري هو لصل حسب الفقه، يا سيدي، أمي كيف تمشي للخضّار، تخَرّج يِدْ، وتخلّي لُخرى شادّه السفساري، معناها، وتبدا تِفْرزْ في الخُضره بيد وحده، وحتى مَرْتْ سيدي الشيخ، الحاج المنصف، تعمل هكّا، وتخرّج لِفْلوس من شَكْبُونها قدّام الخضار وتخَلّصو، معناها

 

الزوّالي : هذا كلّو حسب ابن عاشر ! إيه، ولباس الروبا فيكيا ؟

متاع الشعبه : موش كيف، في الروبا فيكيا، تشِدّ أمّي السفساري في وُصْطها، وتَهْبط بزُوزْ يدين تِفْرز وتقيس، معناها

 

الزوّالي : إيه، وكيف يشُوفها الخضّار ؟ شَعْمَلنا ؟

متاع الشعبه : ما كان عليه شي، نحنا معادش في سوق الخُضره، معناها، راهو فقه بن عاشور متسامح، فوق هذا وْدُونُو، هو شاف الشَّكْبُون آشْ خَلَّى ؟

 

الزوّالي : إيه، ولباس البصطاجي ؟

متاع الشعبه : هاو كيف أمي تسمع الباب يدق، معناها، تغَطِّي كتافها، وتلبس المحَرْمَه، وتُخْرج تشوف شكون، معناها، أما كيف تسمع تْنُوقِيزة البسكلات متاع حمد البصطاجي، تغطي كتافها، وما تلبس المحرمه

 

الزوّالي : آيواه، ومازلنا نحنا في حكاية اللباس اللّي قال بيه بن علي، حسب الفقه، زِيدْ، وحكاية اللباس متاع الحاج المنصف ؟

متاع الشعبه : سيدي الشيخ، الحاج المنصف، موك تعرفو وتصلي وراه، إمام الجمعه، معناها، كيف يجي للدار باش يشَكِّب مع بابا، معناها، تلبس أمي حتى لصوابع ليدين وتلبس محَرْمه

 

الزوّالي : برّ، زيد

متاع الشعبه : لباس لعراس، ماك تعرفو، فوطه وبلوزه والصُّرّه عريانه، ولباس الحج، هاذك واضح، معناها، كيما لبست مَرْتْ الرئيس، وُلِـ

 

الزوّالي : حَبِّسْ، حَبِّسْ، ماك سألتني على أربعه لباسات، هوم الكلّهم هذا اللّي قلتو تو بركه

متاع الشعبه : كيما لبست مَرْتْ الرئيس في الحج ! هذي هي الحكاية اللّي بقاو يُمْخضو فيها، معناها، ساعه كامله في الحوار، من غير ما يقولوها. تي هذي نشوف فاها كل يوم في قناة « إقرأ »

 

الزوّالي : آيواه، لكن كمِلّلِي فقه ابن عاشر، عجبتني الحكايه

متاع الشعبه : ولباس الشتاء، هذاك عندي بنت عمّي، معناها، أستاذة دين في الليسي، حتى هي مِتْفُوقها، معناها، تلبس عادي في الشتاء، روبة تحت الركبه بشويّه، معناها، كيف تمشي تقرّي في الليسي، معناها، وفي الصّلع متاع الصّيف تلبس السفساري، معناها

 

الزوّالي : بَرَّ، نسمع فيك

متاع الشعبه : ولباس البحَرْ للصّغار، هذاك واضح، المايو، قطعه وحده، رُدّ بالك، معناها، البكيني، راهو حرام

 

الزوّالي : حسب فقه ابن عاشر !

متاع الشعبه : ولباس البَحَر للكبار،  هذاك متاع النسا الكبار، تمشي للبحر بسفساري، وتُنْصُبو باراصول كان تحب، وتعوم بروبه، حسب فقه بن عاشور، الستر يا خويه من الدين، ممكن تكون ديكولتي ولاّ نصف يد

 

الزوّالي : إيه، وكيف يمشي الخَضَّار يبَحَّرْ ؟ شعملنا ؟

متاع الشعبه : شبيك أنت والخضّار ؟

 

الزوّالي : باهي، كِيف الحاج المنصف يُظهرلو يعمل غَطْصه ؟

متاع الشعبه : كان شاف، خَلّيه يشوف، نحنا في البحر، ماناش في حكاية الشّكُبّه، راهو الانفتاح اللّي قال عليه الرئيس، معناها، كل وقت عندو الفقه متاعو، وكل بلاصه عندها الفقه متاعها، حِلّلِي مُخّك عيش خويه، معناها، موش كيف البحر كيما الحاج المنصف يجي يشَكِّب مع بابا، معناها

 

الزوّالي : باهي، كيف بوك والحاج المنصف يُظهرلهم يشَكّبوا تحت الباراصول، يعني السفساري، وأمّك تعوم، تلبس المحَرمه ولاّ لا ؟

متاع الشعبه : الله مصلي على سيدنا محمد، بقات كان على هذي، معناها، تي هي أمي كيف تغطس في الماء، معناها وتِتنَفَّخْ الروبه، يُصبح البيكيني أسْتَرْ لِيها، ولكن هذا التسامح متاع فقه بن عاشور، إفهم

 

الزوّالي : يا راجل، هذا فقه الذيب مع الغنم، هذا الفقه اللّي يُوصِّل للمراه، موش اللّي يحفظ المراه، طاحت فيه المنجيه السوايحي وقتلّي عَلّمْها ذيب، وِينو الفقه متاع اللباس الطايفي كيف الواحد يبدا بينو وبين مولاه، قدامو القبر وَلاَّ الكعبه، وهو ولاّ هي، مَرْت بن علي وغيرها، ما بين عينيها إلا مولاها اللي ينفعها، وقتها كُلّو يطيح، وما يبقى كان الصحيح، وما بالمِسْك يفوح، كان الكلام المليح، وخلّيني نصارحك بالقول الصريح، آخطاك من الفقه متاع الريح

 

عباس

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
                                                                                تونس في 03/12/2006 
 
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
 
الرسالة رقم 181 على موقع الانترنات تونس نيوز
رسالة مفتوحة للسيد وزير النقل حول مشاغل المواطنين في قطاع النقل بمناسبة عرض ميزانية الدولة لعام 2007 إن شاء الله
أختتم هذه الجولة الإعلامية عبر الأنترنات في موقع تونس نيوز الموقع الذي فتح الله به علينا لنقول كلمتنا بحرية وأمان و راحة دون رقابة و لا مقص حاد لا يرحم و لا يعرف الرحمة و الشفقة و قد نشرت من يوم 28 أكتوبر 2006 حوالي 22 رسالة مفتوحة.
وأول رسالة كانت 4 رسائل بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة 19 موجهة إلى عناية سيادة الرئيس من 31 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 2006 و يوم 28 اكتوبر 2006 موجهة للسيد وزير الشؤون الدينية حول ظاهرة العراء و موضة الغرب التي غزت مدننا و مداشرنا و شوارعنا و معاهدنا و رسالة يوم 8/11/2006 للسيد الوزير المكلف بالإتصال و العلاقات مع مجلسي النواب و المستشارين و 3 رسائل للسيد وزير الشؤون الإجتماعية بتاريخ 9 و 11 و 13 نوفمبر 2006.
و رسالة مفتوحة للسيد الأمين العام للتجمع بمناسبة الذكرى 51 لإنعقاد مؤتمر البعث بصفاقس 15 نوفمبر 1955 المؤتمر الحاسم و الفاصل التاريخي و رسالة يوم 15/11/2006 للسيد وزير الفلاحة و 3 رسائل أيام 16-20-25 نوفمبر 2006 للسيد وزير المالية و 3 رسائل موجهة للسيد رئيس مجلس النواب أيام 22-23-28 نوفمبر و رسالة يوم 21/11/2006 موجهة للسيد وزير التربية و التكوين.
و رسالة موجهة للسيد وزير الصحة العمومية 29/11/2006 و 2 رسائل موجهة للسيدة وزيرة التجهيز و الإسكان يوم 30 نوفمبر و غرة ديسمبر 2006.
و رسالة بإسم السيد وزير التشغيل يوم 2/12/2006 و هذه الرسالة الخاتمة لسيادتكم و كل الرسائل حول مشاغل الراي العام بمناسبة عرض الميزانية الجديدة للدولة لعام 2007 إن شاء الله.
سيادة الوزير،
أدخل معكم مباشرة في المحاور التي تشغل بال المواطنين.
المحور الأول : منذ عام 2000 علمنا ببرمجة كهربة الرتل الرابطة بين تونس و برج السدرية و كثر الحوار حول الكهربة و في عام 2004 أكدّ السيد المدير العام للشركة التونسية للسكك الحديدية إنّ الإعتمادات المالية متوفرة و المناقصة تمت و الشروع في غضون عام 2006 و لحد الآن و السنة الإدارية إنتهت و لم نشاهد بوادر للأشغال و بعض الجسور لم تتم بعد في حمام الشط و برج السدرية متى سنشرع في الإنجاز
المحور الثاني : بادرت وزارة الشؤون الاجتماعية بمناسبة يوم المسنين غرة أكتوبر 2003 بالتعاون مع الشركة التونسية للسكك الحديدية ووقع التخفيض لمدة شهر بـ30 بالمائة للمسنين ثم بعد نهاية أكتوبر 2003 أصبح المسنين شبان صغار و عادت دار لقمان كعادتها بينما في كامل أنحاء العالم الغربي المتقاعدين و المسنين لهم مكانة و عناية و رعاية دائمة و دعم مستمر و رحلات للخارج
المحور الثالث : ظاهرة إرتفاع سعر تذاكر الطائرة في موسم الحج و موسم العمرة يقع الزيادة فيها للراغبين في العمرة أو الحج بصفة فردية و من 900 دينار تصبح في موسم الحج بـ1.350 ألف و 350 دينار أي بزيادة 50 بالمائة لماذا بينما طائرات الأردن و سوريا و مصر أثمانها أقل بـ300 دينار ماهو السر.
المحور الرابع : هناك شركات طائرات داخلية للخواص فهل صيانتها على حسابها أم رعايتها و صيانتها من طرف الخطوط الجوية التونسية
المحور الخامس : النقل الريفي للمناطق الريفية و القرى و هي تقوم بواجب إجتماعي و دور هام لسكان الريف لاحظنا أنّ المواطن الذي ينزل قرب ضيعته أو منزله قبل المحطة المخصصة إذا حصل هذا و عثر على صاحب السيارة يعاقب بخطية تصل إلى 320 دينارا أي معلوم 500 مليم يتسبب له في مبلغ مدخول عام كامل …
المحور السادس : هناك من تقدم بمطلب للحصول على رخصة نقل ريفي في جهة تابعة لمعتمدية الحنشة و هي مجاورة لمعتمدية الجم ولاية المهدية و أراد رخصة نقل ريفي للجم بإعتبار خط حي و منطقة الحجارة مرتبطة بالجم في كل المصالح فوجد صاحب المطلب  صعوبة و قالو له أنت تابع الحنشة و السلطة المحلية بالحنشة تشير عليه بتقديم مطلب في خط الحنشة التابعة ترابيا للمنطقة بينما لاحظنا أنّ هناك أشخاص من معتمدية الجم لهم رخض نقل ريفي لجهاتهم و اضافوا لهم منطقة الحجارة التابعة للحنشة و المثل يقول حلال عليكم و حرام علينا …
المحور السابع : ضرورة التأكيد على فتح خط بحري يربط المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا لمزيد ضمان تطوير و ترويج المنتوجات الفلاحية و التبادل التجاري بين بلدان المغرب العربي الكبير و هو مطمح الأجيال في مغربنا الكبير.
المحور الثامن : مزيد المرونة في وسائل سيارات الأجرة لواج و حذف قانون النزول في المحطات و المرونة في تطبيق منشور توسيع الخط دون إنتظار طويل و شروط أن يكون عمر السيارة أقل من 5 أعوام و كذلك قضية الإستفتاح حرم عدد هام من تحقيق مدخول يغطي مصاريفه و تكلفة السيارة
المحور التاسع : التأكيد على إعطاء أولوية للمناضلين بنسبة 10 بالمائة من حصص رخص سياراة الأجرة لواج دون الشروط المعمول بها بإعتبار إسناد رخصة لمناضل هو دعم و مساعدة شريحة ضحت بالنفس و النفيس و منحة المناضلين 140 دينار شهريا لا تسمن و لا تغني من جوع
المحور العاشر : ضرورة التركيز مستقبلا على التعاون المغاربي في مجال النقل الحديدي و إعادة الخط الرابط بين المغرب و الجزائر و تونس و العمل على السعي لإحياء فكرة مشروع إيصال الخط الحديدي إلى بنقردان و إمكانية تجسيم و عد الحكومة الليبية بإيصال السكة الحديدية إلى طرابلس و ربط تونس بالجماهيرية الليبية على غرار ربط فرنسا بلندن في أوروبا بإرادة سياسية عالية
المحور الحادي عشر : ضرورة دراسة تعتمد مساعدة المتقاعدين الذين بلغوا سنّ 65 من التخفيظ في معلوم النقل الحديدي بـ50 بالمائة حسبما هو معمول به في أوروبا و كذلك التخفيض بـ25 بالمائة لمن له أكثر من 3 أبناء حسبما جاري به العمل في الدول الغربية.
المحور الثاني عشر : التأكيد على إيلاء عناية كبرى لموضوع الأخلاق و القيم عند كل اصحاب النقل العمومي و الخاص و التحري في إسناد الرخص الجديدة من صنف لواج و العمل على عدم إعطاء رخصة لمن له سوابق أو منحرف أو اصحاب سوء الأخلاق و إعتماد أصحاب الأخلاق الفاضلة لأنّ رسالة النقل وظيفة إجتماعية و رسالة إنسانية عالية سواء مع المواطنين أو السياح و الأجانب …
المحور الثالث عشر : إعتماد الشفافية الكاملة عند إنتداب أعوان جدد بالشركات الحديدية أو الجوية أو البحرية و النقل البري.
المحور الرابع عشر : ضرورة دعم وداديات المتقاعدين لشركة السكك الحديدية و الملاحة و النقل بين المدن و الشركات الجهوية للنقل على غرار ودادية الخطوط الجوية لمساعدة الأعوان المتقاعدين و أسرهم و أبنائهم و إعطاء الأولوية في تشغيل أبنائهم و هذا واجب وطني و حق العامل على مؤسسته هذه جملة من الخواطر و التوصيات و المقترحات أرجوا أن تجد الآذان الصاغية قال الله تعالى : و تعيها أذان واعية صدق الله العظيم.  
 
ملاحظة هامة :
المتأمل في هذه المقالات و الرسائل المفتوحة التاريخية يدرك أنّ مدرسة بورقيبة طيلة نصف قرن 50 سنة أثمرت واللي خلى النبات ما مات
قال الله تعالى : وقل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون صدق الله العظيم.
 
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

صفاقس في 1 ديسمبر 2006  

السيد المحترم الهادي الجيلاني

    تحية وبعد،   يسرني أن أراسلكم من جديد بعد عقد مؤتمركم الوطني الأخير لأذكركم بنصيحة ثمينة قدمتها لكم لوجه اللهم لكتكم لم تأخذوا بها واعتقدتم أني لما طلبتم منكم الاستقالة تقودني حسابات خاصة ضدكم أم مسائل كيدية متعلقة بخلافكم التاريخي مع والدي ومع رموز جهتي صفا قس أخرهم الرئيس الشرعي السيد منصف خماخم والحال أن الحقيقة ابعد من ذلك بكثير لأني أدرك مثلما يعلم كل المتتبعين لاتحاد الصناعة والتجارة انك مرفوض من قبل جل الجهات وان اغلب إطارات المنظمة مقتنعون بضعفك وفشلك في تسيير منظمة وطنية عريقة اكبر من أن تداس قوانينها وتنتهك تقاليدها وتزور إرادة نوابها السيد المحترم لعل المؤتمر وما تخلله من نقاشات ومداولات وما أفضى له من نتائج حقيقية غير تلك التي أعلنتها يكون بمثابة الفرصة الذهبية لك لمراجعة نفسك والوقوف على حقيقة حجمك قبل أن تصطدم من جديد بمفاجآت أخرى قد يصعب عليك تحملها. لقد اكتشفت بالملموس آن منصف خماخم ليس مجرد رئيس لاتحاد جهوي تزكيه متى شئت وتشطب اسمه متى أردت ووقفت من جديد أن السيد خماخم تحول الى فكرة ليس من الهين إلغائها تتمثل في احترام الهياكل رفض كل أشكال التسلط, لقد تحول إلى قناعة عامة لاحظتها بنفسك عند نواب اغلب الجهات الرافضين لخرق القوانين والمتمسكين باحترام الشرعية كما وقفتم على حقيقة مفزعة تتمثل في ان خلافك ما عاد مع جهة صفاقس فقط وان ما تحول الى صراع مفتوح مع جل الجهات وأكثرها وزنا واتحدوا جميعهم دفاعا عن حرمة المؤتمر ووقوفا في وجه التجاوزات وقد يحفظ لك التاريخ مزية انك فسحت باب التنافس على مصراعيه طيلة فترت التصويت بالرغم من كونك احتكرت لوحدك مسالة فرز الأصوات والتثبت من النتائج بعد ان حرمت المتنافسين من حق المراقبة كما منعت هذا الحق حتى على اللجنة المنتخبة لتفتح باب التأويل حول حقيقة النتائج وطبيعة الدور الذي لعبه جماعة الإدارة لتؤكد من جديد ان المخرج السهل الذي تعتمدونه هو فرض الامر الواقع تماما مثلما فعلتم مع جهة صفاقس ومع بقية الجهات التي أخرتم مؤتمرها وعاقبتموها على التزامها باستقلالية قرارها ورفض الأسماء المسقطة والوفاق المغشوش الذي استعملته مطية لتنصيب الموالين لك من العناصر الضعيفة ممن لا مصداقية ولا وزن لها متوهما أنها ستحميك في المستقبل وانها ستظل الى جانبك في كل الظروف وفي كل الحالات وساترك للوقت وحده مهمة كشف طبيعتهم ليس لنا او لغيرنا ممن لم يمنحهم ثقته وإنما لك أنت عندها فقط ستدرك إنني لا اقصد الاسائة  كاو مشاكستك وانما أردت بنصيحتي ان أجنبك حقيقة النفق المسدود الذي تسير فيه من اجل تامين بقائك بأي وسيلة وباي طريقة حتى لو كان ذلك على حساب منظمة عريقة بدا يتسرب داخلها الإحساس بالقلق على مستقبلها والشعور باليأس من صلاح عمرها تحت قيادتك مما فتح باب الجدل حول امكانات اللجوء الى نقابة أخرى تحترم قوانينها ولا تطاول على مبادئها ولا تستهتر بإرادة قواعدها ونوابها . السيد المحترم نصحتكم ولم تقدروا النصيحة واني اليوم أعيد طلبي من جديد عسى ان تدركوا حسن النوايا وادعوكم للاستقالة وللتنحي دفاعا عن الديمقراطية واحتراما للمنظمة وقوانينها ولا فائدة من خطاباتكم المزدوجة واتهاماتكم الباطلة بكوننا نعارض السلطة وننشط في السياسة وكأنك سيدي المحترم تقوم بالعمل الفلاحي داخل اتحاد الصناعة والحال ان سياستك واضحة للجميع تحاولون تأليب السلطة باعتبارنا من المعارضة وتحركون شعبان وأبواقه لاتهامنا بالارتباط مع السلطة والحال اني أقولها لك صراحة أني أتعارض معك انت في طريقة التسيير والتناقض معك أنت في استهتارك بالقوانين واني أتحمل مسؤوليتي كاملة  في حرصي على ان أرى منظمتي في وضع افصل مما هي عليه قادرة على الدفاع عن منخر طيها وحماية منظوريها بالوقوف في وجه كل التجاوزات التي يقوم بها شعبان وأمثاله بما يؤمن استقرار العلاقات الاجتماعية وفرض مناخ يشجع على الاستمرار وتتعايش فيه مختلف الأطراف في كنف الحوار والتعاون خدمة لتونسنا العزيزة ولشبابها وكفاءاتها وطاقاتها .          رفيق معلى        التقدم     صناعي – صفاقس moallarafik@yahoo.fr

 


وسط هيجان المشجعين عند عودتهم من المنزه إثر الانسحاب أمام القادسية وفاة محب صغير للنادي الإفريقي سقط من الحافلة ودهسته عجلاتها

 

قصد الطفل بلال البوزازي مساء الخميس الملعب الأولمبي بالمنزه لحضور لقاء دوري أبطال العرب بين فريقه المفضل النادي الإفريقي ضد القادسية الكويتي ولم يكن يدري أن تلك الليلة هي آخر ليلة في حياته وهو في سن الخامسة عشرة ليرحل إلى الأبد وهو في عمر الزهور وريعان الشباب. سقوط من الحافلة وروى لنا رضا البوزازي أحد أقاربه أن صورة هذه الحادثة الأليمة تمثلت في سقوط بلال من الحافلة بباب سعدون وهو في طريق العودة إلى حي التضامن مقر سكناه إذ تهشم بلور أحد النوافذ بسبب الازدحام وهوى بجسمه الغض على قارعة الطريق لتدوسه عجلات الحافلة وتكسر جمجمته الطرية ورأسه وتترك دماءه تنزف على الأرض دون أن يتفطن له السائق. حزن في حي التضامن وهكذا لقي بلال حتفه مخلفا اللوعة والأسى في قلوب أفراد عائلته كما لفّ الحزن حي التضامن حيث يقطن وقد تم دفنه أمس (السبت) بمقبرة هذا الحي الكبير في أجواء خيّم عليها الحزن العميق علما بأن المرحوم من مواليد 19 أوت 1991 وهو تلميذ بالسنة السابعة من التعليم الأساسي. البحث في الحادث ونشير إلى أن المركز الثالث للفرقة الثالثة لحوادث المرور بشارع 7 نوفمبر يكفل بالبحث في أسباب الحادث لتحديد المسؤوليات علما بأن الحافلة كانت تنقل جمعا من المشجعين وهم في حالة هيجان كما جاء في المحضر. المنجي النصري (المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 3 ديسمبر 2006)

تونس ـ بريطانيا أكثر من 3 مليارات استثمارات في قطاع الطاقة ومؤسستان قطرية وبريطانية في السباق النهائي لانجاز مصفـاة الصخيرة رقم قياسي من حيث عدد السياح البريطانيين في تونس

تونس ـ الصباح عقدت الهيئة التأسيسية للجنة المتابعة التونسية البريطانية التونسية لاتفاقية التعاون في مجال الطاقة اجتماعها الرابع في تونس بمشاركة عدد من المستثمرين البريطانيين والتونسيين في قطاع الطاقة بينهم عدد من مسؤولي شركة بريتش غاز (صاحبة المرتبة الاولى من حيث حجم الاستثمار الاجنبي في تونس) التي أعلنت بالمناسبة عن مضاعفة قيمة استثماراتها في قطاع الطاقة التونسي.. كما كانت الاجتماعات فرصة لبحث فرص جديدة للاستثمار المشترك خاصة في قطاعي الطاقة والسياحة.. وتوقيع اتفاقية مشتــــــــركة في قطـــــــاع البيئة وحمايــــــة المحيط.. وتأتي اجتماعات لجنة المتابعة لتقييم تطور التعاون المشترك التونسي البريطاني منذ إبرام وزيري الطاقة في البلدين بتونس اتفاقية مشتركة في جويلية 2004. اجتماعات منتظمة وقد نوه السفير البريطاني بتونس الان قولتي بانتظام عقد اجتماعات اللجنة المشتركة التونسية البريطانية في تونس ولندن.. كما نوه السفير البريطاني بالمناسبة بمضاعفة قيمة استثمارات بريتش غاز في تونس من مليارومائتي مليون دولار إلى حوالي مليارين واربعمائة مليون دولار خلال العامين القادمين (أي أكثرمن 3 مليارات من الدنانير التونسية).. على أن تكون الشركة التونسية للصناعات البترولية ETAPشريكة بالتساوي مع المؤسسة البريطانية BG في القسط الجديد.. حقل الشرقي في نفس الوقت بحث ممثلو المؤسسة البرطيانية PETROFAC  مع المسؤولين التونسيين فرص التنقيب عن النفط والغاز في الجنوب التونسي.. (حقل الشرقي).. فضلا عن بحث تطوير استغلال حقل نفطي في الشمالي الشرقي  للبلاد.. ينتج حاليا حوالي 15 ألف برميل يوميا.. وكانت مؤسسة جنرال ميديترانيان هولدينغ البريطانية اعلنت قبل اسبوع ـ بحضور عشرات المستثمرين العرب والبريطانيين ـ عن استثمارات جديدة لها في تونس بقيمة مائة مليون دولار.. وتوسيع استثمارها الحالي في قطاع السياحة بمناسبة الذكرى العاشرة لتشغيل فندق روايال تونس ضمن سلسلة المؤسسة في عدد من دول العالم.. مصفاة الصخيرة علما أن السلطات التونسية اختارت مؤسسة بريطانية وأخرى قطرية للمشاركة في المناقصة النهائية للفوز بصفقة استثمار جديد في قطاع الطاقة يتمثل في بناء مصفاة كبيرة لتكرير النفط قرب ميناء الصخيرة جنوبي شرقي مدينة قابس.. ستكون تلك المصفاة الأكبر والاولى من نوعها..وستلبي كل حاجيات تونس بخلاف المصفاة الحالية ببنزرت.. 350 ألف سائح من جهة أخرى تفيد تقديرات وزارة السياحة والديوان الوطني للسياحة أن عدد السياح البريطانيين في تونس ارتفع هذا العام لأول مرة إلى حوالي 350 ألفا.. وبذلك تم تجاوز الرقم القياسي السابق (300 ألف) الذي تحقق قبل تفجيرات 11 سبتمبر 2001.. كما بدأ إقبال عدد من الكهول البريطانيين على السياحة الاستشفائية التونسية.. إلا أن هذه التجربة لا تزال تتعثر لعدة أسباب منها تعقيدات الحصول على تغطية اجتماعية للمرضى البريطانيين الذين يعالجون خارج بريطانيا.. من جهة أخرى لا تزال بعض وكالات الاسفار البريطانية (والاروبية) تطلب من المؤسسات السياحية التونسية خدمات مماثلة لتلك التي توفرها نظيراتها في المغرب وبعض البلدان المنافسة في المنقطة للسياح الكهول والمتقاعدين الذين يغادرون بلدانهم شتاء لمدة أسابيع.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 3 ديسمبر 2006)

القنوات العربية تتنافس لجذب مشاهدي المغرب العربي

 (وقناة « تونس 7 » نـائمة في العسل!!)

طنجة (المغرب) ـ اف ب: يثير مشاهدو المغرب العربي منذ فترة قصيرة شهية القنوات التلفزيونية العربية التي قررت توجيه برامج خاصة لهذه المنطقة التي تضم 80 مليون نسمة.

وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر بثت القناة الفضائية القطرية الجزيرة اول نشرة اخبارية لها مخصصة للمغرب العربي انطلاقا من مكتبها الاقليمي في الرباط. ومنذ ذلك التاريخ تبث نشرة خاصة كل مساء تستمر 55 دقيقة.

واكد حسن الرشيدي (49 عاما) مدير المكتب الاقليمي للجزيرة ان مشاهدينا في المغرب العربي كانوا ينتقدوننا لانهم كانوا يشعرون باننا لا نوليهم اهتماما كافيا .

واعرب هذا الصحافي المغربي الذي كان افتتح مكتب الجزيرة في الرباط قبل ثلاث سنوات عن ارتياحه للتجربة. واوضح ان هذه النشرة تولي اهتماما اكبر لهذه المنطقة المغاربية وافريقيا جنوب الصحراء وتشاد والنيجر ونيجيريا والسنغال وايضا لتجمعات المهاجرين المغاربة في اوروبا . وتم تعزيز مكتب الجزيرة في المغرب ليرتفع عدد العاملين فيه من خمسة (وهم ثلاثة صحافيين ومصوران اثنان) الي 43 بينهم عشرة صحافيين و6 مصورين. واضافة الي المغرب تملك الجزيرة التي تقوم بتحقيقاتها الخاصة، مراسلين في موريتانيا وليبيا غير انها ممنوعة من العمل في الجزائر وتونس.

كما اطلقت قناة ال بي سي اي اللبنانية في تشرين الثاني/نوفمبر مشروعها للمغرب العربي. وقالت سناء اسكندر مسؤولة العلاقات العامة للقناة لوكالة فرانس برس نحن في مرحلة تجربة ستستمر الي منتصف كانون الاول/ديسمبر .

واضافت في اتصال هاتفي من بيروت ان ال بي سي اي لم تختر الاستقرار في المغرب لكننا بصدد انشاء قناة جديدة تتوجه الي المغاربة لان لهذا السوق خصوصية .

واضافت اولا علي المستوي الثقافي بحكم انهم (عرب) يستخدمون اللغة الفرنسية وتقاليدهم ولهجاتهم مختلفة عن (عرب) الشرق الاوسط والخليج (الذين يستخدمون اللغة الانكليزية). كما ان فارق التوقيت يحثنا علي برمجة برامج للمغرب العربي في ساعات مختلفة بطلب من المشاهدين في المغرب والجزائر وتونس .

وستبث قناة ال بي سي اي المغاربية برامجها اللبنانية والعربية في ساعات تلائم مشاهدي المغرب العربي. وفي وقت لاحق ستدرج برامج خاصة بهذه المنطقة.

 

وبدأت قناة مركز تلفزيون الشرق الاوسط (ام بي سي) برامجها الموجهة الي المغرب العربي كما تعتزم قناة ابوظبي (خطأ: قناة دبي، التحرير) القيام بالامر ذاته.

وفي هذا السياق تطلق المغرب اليوم ميدي 1 سات القناة الاخبارية التي تهدف الي جذب مشاهدي المغرب العربي.

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 ديسمبر 2006)


مجموعة الثماني لا تؤيد مؤتمراً دولياً لتحريك عملية السلام … «منتدى المستقبل الثالث» للإصلاح :العرب يرفضون «النماذج الجاهزة»

البحر الميت – نبيل غيشان       طالبت الدول العربية بضرورة ايجاد حل للقضية الفلسطينية كمقدمة لأي اصلاحات سياسية او اقتصادية في المنطقة، فيما رفضت مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى فكرة عربية بعقد مؤتمر دولي جديد لتحريك عملية السلام. واكد بيان أصدره وزراء خارجية 30 دولة بمن فيهم وزراء مجموعة الثماني في ختام فعاليات «منتدى المستقبل الثالث» في البحر الميت امس، اهمية دعم الاصلاحات النابعة من الداخل، مشيراً الى ضرورة ان تتحمل الحكومات الوطنية مسؤولياتها في وضع برامج خاصة بالاإصلاح. وقال البيان الختامي ان دعم الدول المشاركة للإصلاح في المنطقة سيكون موازياً لدعم تسوية عادلة وشاملة ومستمرة في الصراع العربي – الاسرائيلي المستند الى عملية السلام وقرارات مجلس الامن رقم 242 و338 ومبادرة السلام العربية. وكان رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت قال في افتتاح فعاليات المنتدى امس «ان ايجاد حل للقضية الفلسطينية هو مفتاح الحل لجميع قضايا المنطقة»، لكنه اشار الى ان «القناعة الراسخة بأهمية القضية الفلسطينية يجب ان لا تستخدم كذريعة لوقف الاصلاحات المنشودة». وحذّر البخيت في خطابه الافتتاحي من أن «غياب الحل العادل والشامل للصراع العربي – الاسرائيلي يضعف القوى المعتدلة ويقوي دعاة العنف والتطرف والكراهية». وذكرت مصادر عربية ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن عقدوا اجتماعا مع نظيرتهم الاميركية كوندوليزا رايس وطالبوها بضغط اميركي لتحريك عملية السلام. ورفض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل فرض «نماذج إصلاح جاهزة» معتبرا أنها «قادت إلى حروب وصراعات»، في إشارة إلى العراق. وشدّد على ضرورة أن «ينبع الإصلاح من الداخل في إطار الثقافة السعودية ومبادئ الشورى والشريعة الإسلامية، على نحو متدرج يضمن الإدامة ويحافظ على تماسك المجتمع». وأكد أن موقف الغرب حيال الصراع العربي – الإسرائيلي «يؤثر على صدقيته»، مذكرا بأن فلسطين تشهد «أكبر انتهاكات لحقوق الإنسان في العالم». من جهته، شدد وزير الخارجية الاردني عبدالاله الخطيب على» الحاجة الى اصلاح اقليمي يؤدي الى اطفاء بؤر التوتر في المنطقة وحل الصراعات التي يشكل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي محوراً لها». وقال: «اذا اردنا ان نجعل من الاصلاح حقيقة تؤسس لثقافة السلام والمصالحة فيجب ان تتوقف كل مظاهر الاذلال وانتهاك حقوق الانسان التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وان تتوقف عمليات الاستيطان ومصادرة الاراضي وهدم المنازل والاغتيالات والاجتياحات». وتحاشت رايس في كلمتها الاجابة على المطالب العربية وتقديم حل القضية الفلسطينية على الاصلاح، مشيرة الى ان إدارة جورج بوش كانت الأولى في «طرح حل الدولتين». وزادت: «نحن معنيون بقيام دولة ونبذل جهداً لتحقيق ذلك»، مذكرة بجولتها اول من امس في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. ووافقت رايس الموقف السعودي المتصل بالإصلاح المحلي، وطالبت بوجود «إرادة لإنشاء مؤسسات وأدوات» وصفتها بأنها ضرورية للإصلاح والديموقراطية. واضافت: «نريد أن نساعد وفق ظروف كل دولة، نفعل ذلك بتفّهم وإرادة طيبة». وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للصحافيين أن دولا غربية رفضت طلبا عربيا بعقد مؤتمر دولي كآلية ملّحة لتحريك المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية. وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أوضحت في تصريحات أن بلادها لا ترى فائدة في عقد مؤتمر دولي في هذا الوقت، وتحدثت في المقابل عن السعي لتفعيل خريطة الطريق التي أطلقت منتصف العام 2004. ودعا وزير خارجية اسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس إلى انتهاز «الفرصة السانحة وتوافر الإرادة السياسية» لتحريك المفاوضات. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 ديسمبر 2006)  

الصدع الكبير بين «الانجراف» الثقافي والوعي المُفَوَّت

احميدة النيفر (*)       كان على المسلمين أن ينتظروا سنة (1139 هـ/1726م) ليشهدوا دخول أول مطبعة بالأحرف العربية ديارَهم بعد أن أعلن قاضي اسطنبول «اسحاق زادة افندي» أنه «يتوجّب شكر الله على هذا الفن البديع» مُنهياً بذلك فترة حظر طويلة شملت الطباعة وكل كتاب غير مخطوط. أيّا كانت أسباب المنع، فالمؤكد أن المسلمين الذين انتظروا ثلاثة قرون للاستفادة من هذا «الفن البديع» لم يكونوا مقطوعين عن جانب من حركية الغرب الأوروبي العلمية. لقد أثبتت الوثائق الرسمية أنّ العثمانيين أقبلوا منذ القرن الخامس عشر على تبادل تجاري واسع مع أوروبا تمثّل بخاصة في اقتناء الجديد من أدوات الحرب والقتال، لكنهم مع ذلك لم يروا أيّ داع للاهتمام بالمخترعات الأوروبية المتصلة بالطباعة والنشر. أكثر من ذلك، لم تر السلطات في تلك المخترعات – عند السماح لها بالدخول – إلاّ كونها أدوات لفنّ جميل لا يختلف عمّا عهدوه من فنّ الخط والزخرفة. فكما فاتها أن تجعل المطبعة من مقتنياتها الأوروبية في الأول فاتها بعد ذلك أن تدرك أبعادها الحقيقية والآفاق الفكرية والاجتماعية التي يمكن أن تفتحها للمسلمين. تستوقفنا هذه الحادثة المهمة لدلالاتها البعيدة في التاريخ الثقافي الوسيط للعالَم القديم وما اعتراه من تحوّلات حضارية كبرى ولقدرتها على إضاءة جوانب من الأزمة الثقافية والفكرية لمسلمي اليوم. أولى تلك الدلالات تتعلّق بالعالم الإسلامي في تاريخه الحضاري، إنّه حقّق مع فتح القسطنطينية على يد العثمانيين (857 هـ/ 1453م) نوعاً من التعويض عمّا كان لحق به قبل ذلك بعقود عندما سقطت قرطبة (633هـ /1236م) مؤذنة بأفول نجم المسلمين في الغرب الأوروبي. لكن مؤشرات عدة تؤكد أنّ ما غنمه المسلمون في شرق اوروبا لا يعادل خـسارتـهم الحضـاريـة في غـربها لأن العـثمانيين على رغم جهودهم الكبرى ما استطاعوا إحياء قرطبة. في الجهة المقابلة على الضفة الأوروبية وفي القرن الثامن عشر تحديداً كانت أولى لبنات العصر الحديث توضع مُشَكِّلةً ملامح ظاهرة ثقافية غير مسبوقة طوال القرون. إنه «ترفيع» أوروبا إلى رتبة قارّة منفصلة ثقافياً وفكرياً عن آسيا وإفريقيا اللتين كانتا ملتحمتين بها في ما كان يعرف بالعالَم القديم. كانت أهم نتائج العصر الحديث ظهور صدع كبير فصل القسم الأوروبي عن مجموعته الأفريقـ- آسيوية، بحسب مقولة المؤرخ الأميركي «مارشال هدجسون» صاحب نظرية وحدة التاريخ العالمي. لقد تمكّنت أوروبا نتيجة ثوراتها المعرفية الكبرى وما نجم عنها من تقدّم صناعي وتطبيقات علمية وتحوّلات اجتماعية وسياسية من أن تختطّ لنفسها موقعاً لا يُضاهَى بالنسبة إلى الصين والهند فضلاً عن إفريقيا. لقد ظهر مع العصر الحديث أخدود عميق في الأرضية « الأورو- أفريق- آسيوية» التي شهدت منذ قرون حالة توافق وترابط سمحت بحركة الأفكار وتواصل المعرفة وتأهيلِ ثقافات الإنسان القديم بعضها لبعض. كان ذلك الانقلاب في المستوى الثقافي الإنساني أشبه بما يُعرف بالانجراف القارّي المعتَمَد لدى بعض علماء الأرض القائلين بانفصال قارّات المعمورة بعضها عن بعض تدريجاً بعدما كانت متّصلة ومشكّلة كتلة واحدة . ما أتاحه الصدع الثقافي الحديث لأوروبا هو تنكّر شبه نهائي لما كان يعرف مثلاً في القرون الوسطى بالتواصل المعرفي الذي تمّ بفضله تبادل فكرّي وعلميّ لم ينقطع بين الشرق والغرب الأوروبي متيحاً لهذا الأخير جانباً مهماً من أسباب نهضته. بهذه القطيعة اختلّ التوازن القديم المرتكز على»ترسيمة» تتكامل فيها الأقسام الثلاثة المكوّنة للعالم القديم. من ثم ظهرت قراءة مُجتَزَأَة لتاريخ الغرب الأوروبي على أساس أنّه في تحديد هويته الثقافية- الحضارية لا يدين لأحد إلا للأصول اليونانية – الرومانية التي يضيف إليها البعضُ النسقَ اليهودي- المسيحي. بهذا التمشي الانتقائي أمكن أوروبا أن تتعملق بينما تضاءل شأن الباقين إِنْ لم يضمحل. أخطر ما في هذا التحرّف في رؤية العالَم أنه مكّن نخباً وشعوباً من أن تعتبر نفسها محوراً مركزياً للتاريخ والتقدّم، فلا تقيم للآخرين وزناً على اعتبار أنّهم لم يكونوا- في أفضل الحالات- سوى بوادر هامشية لا أثر لها في الحراك الرئيسي العام الذي ترى نفسها ممثِّلة له وفاعلة فيه بجدارة. في المستوى السياسي الاجتماعي عرف التشكّل الأوروبي مع العصر الحديث تنامياً للنزعات القومية في غالب دوله. تمثّلت أبرز سمات هذا التوجه في إيلاء حماية الأرض القومية وقدسية حدودها الجغرافية أهميّة قصوى إلى جانب الحرص على تماثل عناصر مجتمع كل دولة بالتضييق على الأقليات والتشديد على ما يمكن أن يشجع الاختلاف والتعدّد. بذلك تميّزت سيرورة هويّة الغرب الأوروبي في العصر الحديث بحركتين متزامنتين: ابتعاد عن فضائه الثقافي القديم وإعلاء من شأن الشخصية القومية وتحصينها في شكل حادّ. بالعودة إلى العالم الإسلامي في القرن (12 هـ / 18م)، لحظةَ ولوج الطباعة إليه، فإنّنا لا نكاد نقف على ما يدلّ على تقدير السلطة العثمانية طبيعة التحوّلات التي كانت تعتمل في أوروبا المجاورة. لم يكن في سياسة اسطنبول أو في خطابها ما يدلّ على استيعابها حاجة المسلمين إلى التواصل مع تطلّعات عالمه الثقافي القديم بجزءيه الآسيوي والإفريقي، فضلاً عمّا كان يتحقّق في أوروبا التي توالت حركتها نحو النهضة. ظلت سياسة الأمبراطورية العثمانية توسعيّة غازية طوال القرن (10هـ /16م) ثم دفاعية انكفائية في القرون الموالية. لذلك لم تغادر في الحالتين رؤيتها الوسيطة للعالَم في حين كان انجراف أوروبا عن مجموعتها الثقافية القديمة تدشيناً للعصر الحديث بتموقع جديد وتحولات اجتماعية سياسية هائلة. تلك هي المفارقة التي عاشها جزآن متجاوران من العالم القديم، جزء يولد من جديد وجزء يذوي ويندحر ونسيج ثقافي معطَّل. ما يلفت في الحداثة الأوروبية أنها وإنْ انطلقت من «قطيعة» ثقافية وفكرية فإنها سرعان ما أدركت حاجتها إلى التمدد والتوسّع ممّا دفع بها إلى العودة إلى عالمها القديم لكن من دون إرادة في رأب الصدع. لقد كان المشروع الاستعماري الغربي في جانب منه تعبيراً عن استعادة لعلاقات الارتباط القديمة لكن في سياق هيمنة واستعباد. الأهمّ أنّ هذا الوضع لم يطل به الزمن إذ تأكد الأوروبيون بصورة تدريجية من أن الشعوب المستعمَرة في آسيا وإفريقيا وإنْ خضعت إلى المشروع التوسّعي واستفادت منه جزئياً فإنّها لم تكن منقادة إليه بالكامل. هذا الرفض للاستقالة التامة كان دالاًّ على أن ذلك القاع الثقافي القديم ما زال قائماً على رغم تمزّقه. أمّا العثمانيون فإنّهم – على رغم جهود إصلاحية عدة – كانوا في إعراض كامل عن أهمّ ما أثبته العصر الحديث. كان خطاب القيادة العثمانية أمبراطورياً كأنه يردد في ثقة ظاهرَ قول الشاعر: «السيف أصدق إنباءً من الكتب» على رغم وضوح الأدلة على تداعي الأمبراطوريات. كان الخطاب وثوقياً لا تزيده الأيام إلا صرامة لاعتقاده بأن الأمجاد الماضية تكسبه مناعة وأنّ ما تراكم من ثروات هائلة وحضارة باهرة يعفيه من إدراك الدرس الأوروبي الحديث المثبت أهميّةَ «القطيعة» في صوغ التاريخ من جهة وحتميةَ الانفتاح على الآخر وقبولَ ما يفرضه من مراجعات من جهة أخرى. لقد استعادت الدولة العثمانية لقب الخلافة الإسلامية مع السلطان سليم الأول أوائل القرن (10هـ /16م) لكنها لم تتجاوز في ذلك نوعاً من الترميز العقيم، إذ لم يولّد خطاباً جديداً يدلّ على تحوّل في رؤية الذات ورؤية الآخر. كان الواقع الأمبراطوري الوسيط قد غشّى إمكانيةَ رؤية ما يحدث بجوار المسلمين في ظل القيادة العثمانية ثم استفحل الأمر عند حصول الانقلاب السياسي في القرن (13هـ/19م) مع جمعية «الاتحاد والترقّي» وحزب «تركيا الفتاة». كان هناك تحرّف آخر في رؤية العالَم وفي الربط بين الماضي والمستقبل ممّا أعجز العثمانيين ومن جاء بعدهم عن بناء مشروع للمسلمين يكونون فيه موصولين مع العالَم الحديث فاعلين فيه وليس في مواجهته أو في أعقابه. لقد ظهر شرخ في الذات الثقافية انطلق من تركيا ثم تعمّق في كامل العالم الإسلامي عبر تحديث قسري غير موصول بالتراث وبالمؤسسات التقليدية وغير ساعٍ لإعادة قراءة لحظات التأسيس الأولى وما اتصل بها من روابط تلك الذات بالنسيج القديم. تلك هي أهمّ الدلالات الثقافية لحادثة دخول المطبعة البلاد الإسلامية بتأخير كان مقداره ثلاثة قرون، تأخيرٍ ندرك إلى اليوم آثاره في وعي مفوَّت لا يتيح مصالحة المجتمع مع نفسه ومع عصره. هي حادثة فارقة تساعد على تجاوز المعارك العرضية بتحديد طبيعة الإشكالية الحضارية في عالم المسلمين أو: – كيف يمكن تجاوز المواقف الدفاعية التي تعتبر أن التراث المُنجَز له كامل القدرة على مواجهة واقع الهيمنة الحضارية الحديثة؟ – كيف يتأتّى تأهيل الثقافة الإسلامية في حين أننا نواصل الإعراض عن اعتبار الإسلام في لحظة التأسيس كان تواصلاً وقطيعة في آن واحد، تواصلاً مع السمات الأساسية لقيم الإنسان وسيرورة التاريخ في العالم القديم وقطيعة أسست لرؤية جديدة للعالَم والحياة والمجتمع؟ حادثة المطبعة مع حوادث أخرى تكشف معضلة الثقافة والفكر لدى مسلمي اليوم بوجهيها: وجه الخصوصية التي لا معنى لها إنْ لم تُتَرجَم ضمن فاعلية في التاريخ ووجه العالمية التي تقتضي مراجعة جديّة للنظريّة التي تستبطن عنفاً مدمّراً والقائلة إن الإصلاح لا يكون إلاّ ذاتياً في مضمونه وأدواته وآفاقه. (*) كاتب وجامعي من تونس (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 ديسمبر 2006)   
 

 

حين نصغر تصغر قضايانا: الحجاب على رأس الدولة!

وحيد عبد المجيد (*)   شغل الحجاب مصر بأكملها وبمختلف أطيافها من خلال أزمة كبرى يصعب اختزالها في مواجهة بين مستنيرين وظلاميين. فالأزمة التي أشعلها كلام نُسب إلى وزير الثقافة المصري في إحدى الصحف، وتضمن نقدا للحجاب والمحجبات، إنما تعبر عن حال مصر اليوم، وربما حال العرب عموما بأشكال ودرجات متفاوتة. فمصر، التي صغرت، لا تحفل نخبها السياسية والثقافية في معظمها إلا بكل ما صغر من قضايا، أو بما هو متهافت في القضايا الكبيرة التي يجري تسطيحها من دون هوادة في الجدل العام. ومرد ذلك إلى انحدار مستمر ومتسارع في مستوى الأداء ومعدلات المعرفة لدى هذه النخب في المجتمع. ويرتبط ذلك بفراغ سياسي بدأ بتأميم السياسة وتجفيف منابعها في المجتمع قبل ما يقرب من نصف قرن، واستمر لأن أصحاب المصلحة في وضع حد لهذا التأميم كانوا – ومازالوا – أصغر من أن يملأوا الفراغ. ومصر، التي يفتقد نظامها الحاكم وقواها المعارضة إلى عقل موجه، تغرق في حال من العشوائية لا سابق لها في تاريخها الحديث. فلا مشروع للمستقبل، ولا أحد يعنى بمثل هذا النوع من المشروعات. فنظام الحكم بحكومته وحزبه يدير البلد يوما بيوم. والأكثر كفاءة بين رجاله يعمل وفق خطة قصيرة المدى في مجاله. وغالبا ما تكون هذه الخطة منبتة الصلة بأي مجال آخر يخرج عن نطاقها. ولذلك يفتقد هذا النظام الحد الأدنى من التضامن، ويفتقر إلى الشعور بالمسئولية التضامنية. وعندما أعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء أن الحكومة ليست طرفا في أزمة الحجاب الأخيرة في لحظة انهالت فيها المطارق على رأس وزير في هذه الحكومة، كان يعبر عن حال نظام الحكم الذي أصابه تفكك تدريجي وتحول من «الفرعونية السياسية» إلى «المملوكية السياسية» نسبة إلى تلك الصيغة التي سادت العلاقة بين الأمراء في عصر المماليك. ومن شأن العشوائية الضاربة في السياسة والمجتمع على كل صعيد، وليس فقط على مستوى نظام الحكم، أن تتيح للقوى الأكثر تنظيما إمكانات واسعة لملء الفراغ السياسي والاجتماعي. ويحدث ذلك في ظل ميل متزايد إلى الأسلمة الاجتماعية والثقافية يعتبر الحجاب أحد أبرز مظاهرها. ولكن المستفيدين من هذه الأسلمة يفتقدون بدورهم مشروعا واضح المعالم للمستقبل. ولهذا كله فإن أزمة الحجاب الأخيرة، التي لم تنته فصولها، تعبر عن حال مصر اليوم خير تعبير. وما كان لأزمة من هذا النوع أن تُحدث كل ما أحدثته من تفاعلات وأصداء إلا في مثل هذه الحال. فقد أخذت الأزمة الصغيرة بطابعها حجما كبيرا بل هائلا لأنها حدثت في لحظة أصبح نظام الحكم والمجتمع من الهشاشة إلى حد أن أي أزمة يمكن أن تهزهما من الأعماق. فقد ازدادت التفاعلات العشوائية في المجتمع باستثناء ما كان منها متعلقا بالقوى الإسلامية الأكثر تنظيما. كما ازداد نظام الحكم ارتباكا. وكان لهذا الارتباك أثر مباشر في مفاقمة الأزمة، وخصوصا ما أدى إليه من أخطاء ارتكبها بعض أركانه. فقد أخطأ رئيس البرلمان مثلا في معالجة الأزمة، عندما فتح نقاشا عاما حولها بعد أن كان أحالها إلى إحدى اللجان. وكان عليه أن ينتظر حتى انتهاء هذه اللجنة من عملها. كما أخطأ وزير الثقافة عندما امتنع عن التوجه إلى البرلمان ومناقشة أعضائه الغاضبين، ومعظمهم من نواب الحزب الحاكم الذي ينتمي هو إليه فعلا أو اسما. فكان من شأن حضوره في البرلمان أن يوضح بعض ما لم يدركه النواب الغاضبون، وأن يحتوي بعضا من هذا الغضب أو الكثير منه. غير أن عجز نظام الحكم عن إدارة الأزمة حولها من خلاف يمكن أن يكون عاديا على حجاب المرأة إلى ما يمكن أن يكون نقطة تحول ينتقل فيها هذا الحجاب من رؤوس نحو 80 في المئة من النساء إلى رأس الدولة نفسها، لكن في ظروف مختلفة كثيرا عما يحدث في تركيا التي تشهد بدورها منذ سنوات تحولا يبدو مماثلا في الشكل ولكنه مختلف في السياق وفي المحتوى. ففي كل من البلدين أسلمة اجتماعية وثقافية تجتاح المجتمع وتجرف معها العلمانية المتطرفة التي أرساها كمال أتاتورك في عشرينات القرن الماضي، والطابع المدني للدولة الذي وضع محمد علي ركائزه في مطلق القرن السابق عليه. وبدأت هذه الأسلمة في الانتقال من المجتمع إلى الدولة مع اختلاف كبير يعود إلى عاملين: أولهما طابع نظام الحكم في البلدين، خصوصا من زاوية تواتر اتجاه النظام المصري منذ ثورة 1952 إلى توظيف الدين لدعم شرعيته ولتمرير بعض سياساته. ولذلك فعندما انقلب معظم أعضائه في البرلمان على أحد وزرائه في أزمة الحجاب الأخيرة، لم يكن المشهد جديدا إلا في مدى فجاجته. وثانيهما الطابع السائد للنخبة في كل من البلدين، وما يرتبط به من تفاوت ملموس في مستوى التطور السياسي والاقتصادي لمصلحة تركيا. فالنخبة السياسية والثقافية (حاكمة ومعارضة)، كما الاقتصادية، في تركيا أرقى وأكثر معرفة وأوفر حرصا على المصلحة العامة. والصراع الثقافي – السياسي على الحجاب، كما على غيره، في تركيا يرتبط بمشروعين متنافسين، لكنهما ليسا متناقضين تماما ولا فيهما هذا التناحر الذي نراه في مصر في غياب مشاريع للمستقبل. فالحجاب بالنسبة إلى «الإخوان المسلمين» وغيرهم الإسلاميين في مصر، ليس أكثر من رمز لصعودهم الذي تكثر فيه الرموز بلا مضمون واضح حتى الآن. وهو، بالنسبة إلى الحزب المصري الحاكم، موضوع خلافي ولكن بشكل شديد العشوائية. فلا عيب أن يوجد في داخل أي حزب خلاف إزاء أية قضية ما دام هناك أساس لهذا الخلاف واتجاهات أو أجنحة محددة ولكل منها رؤيته. غير أن هذا أبعد ما يكون عن الحزب الحاكم في مصر، وتجاه موضوع الحجاب تحديدا. ففي هذا الحزب علمانيون، وفيه من يرون العلمانية شيطانا رجيما. ولكن هؤلاء وأولئك هامشان صغيران. أما الغالبية الكبيرة من أعضائه، وخصوصا بين نوابه في البرلمان، فينضمون إليه من منطلق مصالحهم مع أجهزة الدولة المختلفة، ويغادرونه وينقلب عليهم بعضهم حال انتفاء هذه المصلحة. ولذلك وقف معظمهم ضد وزير الثقافة في «حكومتهم» في أزمة الحجاب الأخيرة، وأمطره بعضهم هجاء وشتما، لأن مصلحتهم الانتخابية تقتضي ذلك. فقد استثمر هؤلاء وقتا وجهدا في الظهور بمظهر أهل «التقوى» في منافسة ضارية ضد منافسيهم من «الإخوان المسلمين». ففي مصر التي صغرت، تدنى مستوى الحملات الانتخابية. وفي ظل فراغ سياسي، يجري «تديين» مساحة واسعة في هذه الحملات عبر التركيز على قضايا من نوع الحجاب وما هو أقل أهمية. وهذا المستوى الذي هبطت إليه المنافسات السياسية والانتخابية في مصر يجعل انتقال الحجاب من المجتمع إلى الدولة مختلفا عنه في تركيا التي يحدث فيها هذا الانتقال عبر صراع شديد بين الحكومة الإسلامية ومؤسسات أخرى في الدولة التي مازالت علمانية بحكم الدستور. فقد فرض الحجاب نفسه على الدولة التركية العلمانية لأن زوجات رئيس الحكومة ورئيس البرلمان ومعظم الوزراء محجبات. والقانون التركي يمنع ارتداء الحجاب في دواوين الحكومة والمدارس والجامعات العامة، وليس في المناسبات الرسمية التي تحضرها زوجات كبار المسؤولين مع أزواجهن. غير أن ما يميز الخلاف على الحجاب في تركيا هو أنه يدار بشكل أرقى منه في مصر. كما أنه لا يشغل الأتراك عن القضايا الكبرى بخلاف الحال في مصر التي تختفي فيها هذه القضايا وراء ركام من صغائر الموضوعات. وفي تركيا، إلى ذلك، حوارات هادئة ومجادلات موضوعية تطرح فيها أفكار وتُقرع فيها الحجج بمثلها إلا قليلا، بخلاف الحال في مصر حيث تسود المهاترات والمزاودات ويكثر العنف اللفظي ويعلو الصراخ والضجيج إلا قليلا. ولذلك يصعب تصور أن تقود أية أزمة حول الحجاب في تركيا إلى مثل ما قادت إليه الأزمة الأخيرة في مصر، خصوصا إنشاء لجنة للثقافة الدينية في وزارة الثقافة تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين للبحث في ما أطلق عليه القضايا الحساسة. وإذا أدى ذلك إلى إخضاع الثقافة إلى رقابة دينية مباشرة، على ما هو متوقع من هذا الترتيب الجديد، لن يقتصر الحجاب في انتقاله من المجتمع إلى الدولة على رأسها وإنما سيغطي أيضا عقلها الضامر. (*) كاتب مصري (المصدر: ملحق تيارات بصحيفة الحياة الصادرة يوم 3 ديسمبر 2006)  


محاولة لقراءة المنظور الغربي لحجاب المرأة

غازي دحمان (*) ثمة ظاهرة في العالم الإسلامي بدأت في العقدين الأخيرين تثير انتباه علماء الاجتماع الغربيين، وبخاصة أولئك المهتمين بقضايا العالم الإسلامي خصوصاً، أو المهتمين بالظواهر الاجتماعية المختلفة عموماً. وهي ظاهرة عودة الحجاب بكثافة في الوطن العربي، ولا سيما في المجتمعات التي كان للاستعمار تأثير اجتماعي وثقافي كبير فيها. لقد أخذت هذه الظاهرة تفاجئ زوار المدن العربية في الحزام الشمالي من الوطن العربي: مصر، وسورية، ولبنان، وتونس، والجزائر، والمغرب. وصارت تمثل لغزاً مبهماً أمام أعين المراقبين الخارجيين، ذلك أن هؤلاء الفتيات هنَّ في متوسط العمر، ومن المنتميات الى الأجيال الحديثة، فضلاً عن أنهنَّ قطعنَ شوطاً كبيراً في مضمار التعليم، والأهم أنَّ هؤلاء الفتيات قد تحجبنَ بإرادتهنَّ الحرة، بل وفي كثير من الحالات ضد رغبات آبائهنَّ. مثار الاستغراب بحسب عالم اجتماع غربي هو LOIS BECK يعود الى كون الحجاب كان لقرون عدة يرمز إلى «اضطهاد» المرأة العربية المسلمة، وإلى المركز «المتدني» الذي كانت تحتله في المجتمع، وفق النظرة الغربية السطحية. هذه التساؤلات وغيرها دفعت علماء الاجتماع الغربيين إلى ربط هذه الظاهرة بالحداثة بمفهومها الغربي العلماني، متسائلين إن كانت هذه القضية تمثل نكسة ضد الحداثة، مستندين في ذلك إلى تصنيفات كثيراً ما تكون مقطوعة الصلة بمثل هذه الظواهر، ومختزلين الحداثة في شكل ظاهري سطحي وهو السفور والملابس العصرية والاختلاط الحر مع الجنس الآخر واللقاء «الرومانسي» بين الجنسين. عالم اجتماع بريطاني هو جودي مابرو لخّص النظرة الغربية لظاهرة الحجاب وفق قراءة فيها شيء من الموضوعية في كتابه «تصورات الرحالة الغربيين عن النساء في الشرق الأوسط». يقول مابرو: «شكلت النساء المسلمات أخيراً موضوع نقاش كثيف في الصحافة الغربية، خصوصاً حين طالبت قلّة قليلة من الفتيات في فرنسا وإنكلترا بحقهن في ارتداء غطاء الرأس في المدرسة. ولقد عكس السجال الطويل الذي دار في فرنسا، والآخر المقتضب الذي دار في إنكلترا، تلك النظرة الغربية المتأصلة التي ترى أنّ السبب الأوحد لاضطهاد النساء المسلمات هو دينهن. إذ إنها، يضيف مابرو، طالما اعتقدت أوروبا بأن النساء المسلمات يعانين من الاضطهاد ما لا تعانيه غيرهن من النساء، فهذا ما وصفته كتب الرحلات الغربية والأدب الغربي، وما صوّره الفن الغربي على مر فترة مديدة من الزمن. لذا فقد أُخذ الأمر على أنه واقعة لا شك فيها، ويمكن الجميع أن يروها متجلية في الحجاب، وفي مؤسسة الحريم. هاتان الظاهرتان لا تزالان تثيران اليوم ردود فعل قوية شأنهما في أي وقت مضى. يرى مابرو أنّ «الحجاب هو الذي يطلقه الغرب على كل وشاح يغطى به رأس المرأة، وهو تعبير يمكن أن يضلّل ويسوق إلى تعميمات زائفة ومغلوطة، لذا سرعان ما طفت على السطح مجموعة من الأفكار الخاطئة عن الإسلام والنساء المسلمات». ومن الأمثلة التي يوردها مابرو على ذلك أنَّ مراسلاً لـ «الغارديان» قام بتحقيق عن حال تلميذتين في «أولتر بخشام» ارتدتا غطاء الرأس فطلب مقابلة والدهما لاقتناعه بأن الإسلام دين يهيمن فيه الرجال، وأنَّ النساء المسلمات كائنات سلبية لا حول لها ولا قوة. غير أنَّ إحدى الفتاتين قالت له إنَّ والدها مشغول، وعرضت عليه أن تساعده هي نفسها. ويقول هذا المراسل: من ثم فقد ساعدتني فاطمة طوال 40 دقيقة كاملة, ومع أنها لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، فإنَّ طلاقتها وثقتها بنفسها لو وجدتا في أي شخص في ضعف سنها لكانتا لافتتين للانتباه، فهي سيدة تعرف نفسها وتعرف ما تريد. (الغارديان 19 كانون الثاني/ يناير 1990). مثال آخر يسوقه مابرو، ففي أيار (مايو) 1989 تضمَّن برنامج تلفزيوني عن أفغانستان مقابلة أجراها رجل أيضاً مع بعض الفتيات في جامعة كابول، وحين أعربت الفتيات اللاتي يعشن في مدينة أنهكتها الحرب عن رغبتهنَّ الجامحة في السلام، وعن استعدادهنَّ لقبول التسويات إذا كانت ضرورية لتحقيقه، أصيب المحاور البريطاني بصدمة. فقد كان واثقاً من أنَّ هؤلاء الصبايا اللاتي ترعرعن في فترة الحكم الشيوعي لا بد من أن يجدن مكانة النساء أكثر أهمية من السلام. وحين طرح عليهن السؤال: «أأنتن مستعدات حقاً لارتداء الحجاب؟ أجبنَ جميعاً أنهنَّ مستعدات إذا كان ذلك يسهم في إحلال السلام في البلاد». مثال آخر يضيفه مابرو موضحاً الرؤية الغربية لموضوع الحجاب والمرأة المسلمة عموماً. يقول: «نشرت مجلة «ماري كلير»، وهي مجلة للأزياء في بريطانيا مقالاً بعنوان «جزيرة العرب خلف الحجاب» في أيلول (سبتمبر) 1988»، يصفه مابرو «بأنه يعزف على وتر افتراضات بالية ورثها عن الرحالة الغربيين بخصوص النساء الشرقيات». ومن المقال: «غالباً ما تأتي خبرة الغربيين بالحجاب من رؤيتهم زمراً من النساء القصيرات المتسربلات من الرأس إلى أخمص القدمين بنوع من الكتان الأسود الفاحم، وهن يطفنَ على مهل في متاجر المدن الكبرى. ومع أنَّ هؤلاء النساء يبدينَ بمثابة الشيء الشاذ والغريب وهنَّ يركبنَ ويترجلنَ من سيارات الليموزين التي تراها متوقفة بانتظارهنَّ أمام محلات «الماربل آرش لماركس وسبنسر في لندن» إلاَّ أنهنَّ قد يكنَّ في بلادهنَّ ساحرات الجمال وغامضات وفاتنات ومدهشات مثلما نجد تلك الصحراء القاحلة في شبه الجزيرة العربية». ويرى مابرو «أنَّ كاتب المقال المذكور لا يُعنى بهؤلاء النساء إلا بوصفهنَّ موضوعات جنسية. كما يرى في مكان آخر أن أسباب وصف الأوروبيين للمرأة المحجبة بالتخلف والبؤس إنما هو نتاج للمركزية العنصرية والإيمان بتفوق العنصر الأوروبي». وفق هذه الرؤية كثيراً ما يدرس علم الاجتماع الغربي هذه الظاهرة بناء على نظرة سطحية هشة. فضلاً عن كونها، كما أسلفنا، مقطوعة الصلة بظروفها وأبعادها ومضامينها الحقيقية. وهو ما عبر عنه الفكر الغربي في التجمعات العالمية التي نُظمت لدرس قضايا المرأة في العالم، كـ «المؤتمر العالمي للسكان والتنمية» الذي عقد في القاهرة في أيلول 1994، و «المؤتمر الرابع للمرأة» الذي عقد في بكين في أيلول 1995. لقد تعامى الفكر الغربي تماماً في هذه المؤتمرات عن حقيقة أنّ النسق الاجتماعي في كل دولة يخلق أوضاعاً خاصة بها تسمح بإباحة حقوق للمرأة قد لا تتناسب مع دول أخرى لها نسق يتفق مع ظروفها، ومن ثم يختلف تناول قضية «تمكين المرأة»، وهو المصطلح الذي يسود حالياً، من مجتمع الى آخر بحسب المعايير التي تشجع بها تقاليد كل مجتمع. وهنا نعود لنتساءل مع عالم الاجتماع المصري سعد الدين إبراهيم حول حقيقة هذه الظاهرة ومدى أثرها في تطور المرأة وتخلفها كما تدَّعي تصنيفات علم الاجتماع الغربي. وبحسب إبراهيم في كتابه الموسوم «النظام الاجتماعي العربي الجديد»: «أنه إذا كانت الحداثة تعني السفور والملابس العصرية والاختلاط الحر مع الجنس الآخر واللقاء الرومانسي بين الجنسين، ففي هذه الحالة تمثل الفتيات المحجبات نكسة لقضية الحداثة؛ أما إذا كانت الحداثة من ناحية أخرى تعني اكتساب العلوم الحديثة والتكنولوجيا والإنسانيات، وإذا كانت تعني أيضاً الالتزام، ففي هذه الحالة تعدّ الفتيات المحجبات حديثات بكل المعاني».   (*) كاتب فلسطيني   (المصدر: ملحق « تـراث » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 2 ديسمبر 2006)  

القيادي السابق في «الجماعة المقاتلة» الليبية يكشف خفايا لقاءات قندهار والجدل حول تجاوز الجهاديين» حركة «طالبان» … ويقدّم مشروعاً لوقف العمل المسلح في العالم العربي … بن عثمان لـ«الحياة»: طالبنا بن لادن عام 2000 بوقف عملياته انطلاقاً من أفغانستان فوافق … «إلا عملية طورَ الإعداد والتنفيذ… ولا يمكن أن أتراجع عنها أبداً»

لندن – كميل الطويل       كشف القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية المقاتلة» نعمان بن عثمان (أبو تمامة الليبي) أن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن كان وافق في لقاءات عقدت عام 2000 في قندهار على وقف عملياته ضد الأميركيين انطلاقاً من أفغانستان. لكنه نقل عنه قوله لقادة «الجماعة المقاتلة» وغيرهم من قادة الجماعات الجهادية إن «هناك عملية واحدة هي الآن في طور الإعداد والتنفيذ، والاستعدادات لها شبه مكتملة ولا يمكن أبداً أن أتراجع عنها. لكن بعد أن تنتهي هذه العملية سأتوقف عن العمليات»، في إشارة إلى التحضيرات لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في واشنطن ونيويورك. ودعا بن عثمان في لقاء مع «الحياة» في لندن، جماعات الجهاد إلى الإقرار بأنها «فشلت» في مشاريعها. وقدّم خطة لوقف العنف في العالم العربي، داعياً الجماعات الجهادية إلى وقف شامل للعمل المسلح بهدف «إعادة الأمن» إلى المواطن العربي. وهنا نص الحوار:   > مرّت الآن خمس سنوات على الحرب الأميركية ضد الإرهاب. ما تقويمك لها، ومن ينتصر فيها، الأميركيون أم «القاعدة»؟ – لن تنتصر أميركا ولا تنظيم «القاعدة»، بل الشعوب المسلمة. الإدارة الأميركية، كما يبدو من تصريحاتها، تعتبر أن صراعها الحالي يتعدى «القاعدة» كتنظيم مسلح تريد تفكيكه أو إنهاءه، وصارت تتدخل في شؤون كل بيت عربي وإسلامي، من إسقاط العراق، إلى تغيير المناهج، إلى إصدار الاملاءات، إلى التضييق على المنظمات الخيرية والعلماء والشيوخ المسلمين. لكن هذه الاستراتيجية لا يمكن لها أن تنجح، بل ستؤدي إلى تعميق الشعور بالذات والوعي بالهوية في داخل المنطقة العربية نفسها. لن تستطيع أميركا أن تنجح إلا إذا غيّرت استراتيجيتها.   > وماذا عن «القاعدة»؟ فالتنظيم يبدو قادراً اليوم على توجيه الضربات من العراق إلى بريطانيا إلى تركيا والمغرب. ألا تشعر بأن هذا التنظيم ينتصر في حربه؟ – لا، لا أشعر بذلك. أؤمن بأن «القاعدة» هي ذلك التنظيم الموجود تحديداً في أفغانستان ومناطق الحدود الباكستانية بقيادة أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري ومن معهما. هذا هو تنظيم «القاعدة» الحقيقي، وما زال يحتفظ بمعايير التنظيمات في تعاملاتها، من العضوية إلى الحركية داخل التنظيم والهرمية التراتبية. كل ذلك موجود داخل تلك الكتلة هناك.   > ولكن هناك «القاعدة في بلاد الحرمين» و «القاعدة في بلاد الرافدين» و «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي انضوت تحت لواء «القاعدة» … «القاعدة» تبدو موجودة في كل مكان! – على رغم ان هذا الوجود الذي تتحدث عنه مادي تلاحظه أمامك، إلا أن إضافته إلى المعركة التي تخوضها «القاعدة» تكاد تكون غير ملموسة. لا يمكنك أن تقول انك انتصرت عندما تدخل معركة وتُهزم فيها. تنظيم «القاعدة في بلاد الحرمين»، مثلاً، هُزم عسكرياً، وليس هناك أي تفسير آخر لما حصل. التنظيم هُزم لأنه، ابتداء، دخل معركة محسومة سلفاً وهزيمة مؤكدة، وأكثر الحركات الإسلامية، بما فيها الجهادية، لم يتقبّل ما حصل من عمليات في السعودية.   > إذا كانت «القاعدة» هُزمت في السعودية، فهل هُزمت أيضاً في بقية الدول العربية؟ – الاستمرارية هي أهم نقطة في العمل العسكري، خصوصاً حرب العصابات، سواء التي تُشن انطلاقاً من الجبال أم حرب المدن. وعدم وجود الاستمرارية يُفقدك ثقة الطرف الذي تريد أن تحوّله إلى جزء من الصراع إلى جانبك، مثل الشعب أو الحركات الإسلامية الأخرى. كما أن اختيار الأهداف السهلة والمدنية التي يستطيع أي كان استهدافها، استفز أيضاً عدداً كبيراً من الذين تقول انك تريد أن تحررهم وتحقق لهم الأمن والرفاهية. فما شاهدوه كان عكس ذلك. إضافة إلى ذلك، بعد أسابيع من العمليات، بدأت وتيرتها تخف إلى أن بات واضحاً أن الدولة نجحت في منعك من الاستمرارية. التنظيم المسلح قام لإلحاق هزيمة عسكرية بالدولة. وهذا ما لم يحصل في أي دولة عربية. ليس «القاعدة» فقط، بل كل الجماعات الجهادية في الوطن العربي فشلت فشلاً ذريعاً. وأنا أتكلم من خلال تجربة في إطار الجماعات الجهادية وأعرف ماذا أقول.   > تتحدث عن فشل تجربتكم في «الجماعة المقاتلة» في ليبيا؟ – نعم، إذا أردت النتيجة النهائية. فهدف الجماعة لم يكن نشر التعاليم الدينية أو اعطاء دروس دينية. كانت جماعة مسلحة تؤمن بالقتال وسيلة أساسية لتحقيق أهداف إسلامية. فشلت «الجماعة المقاتلة» في إلحاق هزيمة بالنظام السياسي في ليبيا، بل العكس هو الذي حصل وألحق النظام في ليبيا الهزيمة العسكرية بالجماعة. وصلت التجربة الجهادية الليبية إلى أقصى مداها عسكرياً (في منتصف تسعينات القرن الفائت) ثم توقفت. لماذا؟ لأنه لم يكن عندها قدرة على الاستمرار في الصراع المسلح. وربما لا يعرف كثيرون أن «المقاتلة» كانت اتخذت قراراً بالاجماع في آخر مجلس شورى شرعي لها عام 2000 في كابول بوقف العمليات العسكرية في ليبيا لمدة ثلاث سنوات، ثم يُراجع القرار بعد ثلاث سنوات لتقرير هل يُمدد العمل به أم لا. ثم جاءت هجمات 11 أيلول التي لم تكن «الجماعة المقاتلة» في يوم من الأيام مقتنعة بها ولا هي أصلاً جزء من استراتيجيتها، إذ كانت الجماعة ترى نفسها دائماً في إطار محلي وانها تعمل في إطار القطر الليبي. وتجربة «الجماعة المقاتلة» انتهت إلى ما انتهت إليه من فشل وصار معظم قادتها في السجون الليبية.   > ألم ينجح أسامة بن لادن في جر «الجماعة المقاتلة» وغيرها من الجماعات الجهادية العربية إلى مشروعه العالمي في الحرب ضد الأميركيين؟ – بن لادن لم ينجح في جرّها، لأننا لو قلنا إنه نجح فهذا سيعني ان الجماعات الجهادية قبِلت ما رفضته عام 1998.   > ماذا رفضت آنذاك؟ – رفضت الجماعات، ومن ضمنها «المقاتلة»، وكنتُ آنذاك عنصراً رئيسياً في موقفها، تشكيل «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين». عُرض مشروع الجبهة علينا كما عُرض على جماعات عدة لكننا قلنا إن هذا المشروع لا يتماشى مع برنامجنا ولن يُكتب له النجاح. رُفض هذا المشروع، ونحن في كامل إرادتنا وحريتنا، ومن دون أي ضغط. ربما لم يسمع أحد أن «القاعدة» قامت بجولة في بلدان عدة تحاول أن تُقنع الحركات الإسلامية، وبخاصة الجهادية منها، بالالتفاف حول مشروع الجبهة العالمية. لكن «المقاتلة» رفضت مشروع «القاعدة» لأسبابها الخاصة وليس خوفاً من أميركا أو غيرها. والذي حصل (بعد 11 أيلول) أن بن لادن فرض علينا المعركة ولم يجرنا اليها. الفارق مهم بين الأمرين! فإذا جرّ بن لادن الجماعات الجهادية فهذا يعني انها دخلت مع «القاعدة» وتشارك في القتال الى جانبها. لكن هذا لم يحصل. الذي حصل أن الجماعات الجهادية أصابها التفكك وصارت كل واحدة منها تبحث عن ملجأ، ومن ضمنها «الجماعة الليبية».   > لكن كلامك هذا قد ينطبق على «المقاتلة» ولا ينطبق على غيرها. «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في الجزائر انضمت الى «القاعدة». «أبو مصعب الزرقاوي» لم يكن مع «القاعدة» في أفغانستان لكنه صار جزءاً منها في العراق. إذاً تنظيم «القاعدة» دفع ببعض التنظيمات الجهادية إلى الانضمام إلى صفوفه؟ – ما قصدته هو أن «القاعدة» فشلت في أن تجر إلى صفها الجماعات الرئيسية التي كان يُفترض بها أن تكون مقتنعة ببرنامج تنظيم أسامة بن لادن قبل 11 أيلول. لكن حتى كلامك عن انضمام بعض التنظيمات إلى «القاعدة» عندي تحفظات عنه. فأنا أعتقد بأن لولا ظروف ما بعد 11 ايلول لما كان تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» (الزرقاوي) انضم إلى «القاعدة» ولا كانت «القاعدة» ستقبل بتصرفاته. وأظن بأن الأمور باتت الآن معروفة من خلال الرسائل التي بعثت بها قيادة «القاعدة» إلى الزرقاوي في العراق والتي تُظهر أن «القاعدة» محبطة من طريقة إدارة «المشروع الجهادي» هناك. فبن لادن شخصياً كان يرى منذ عام 1998 ان الجماعات الجهادية صارت أقرب إلى جماعات التكفير وقادتها أشبه بـ «أمراء الطوائف» الذين أضاعوا الأندلس. هو وصف «المقاتلة» بهذا الوصف. كان يأخذ عليهم ما يقومون به في الوطن العربي من عمليات قتل وتفجيرات. وفجأة يصير تنظيم يتبع لبن لادن (تنظيم الزرقاوي) يقتل الناس عشوائياً كل يوم في العراق، وتُفجّر قطارات الانفاق في لندن ومدريد، ويُقتل الناس في السعودية والمغرب. وكل ذلك باسم تنظيم بن لادن.   > كنتم على علاقة ببن لادن في أفغانستان، ألم تُلاحظوا التغيير الذي طرأ على فكره في السنوات الأخيرة؟ – كان واضحاً أن مشروعه تغيّر، لكن العمليات التي قام بها كان يمكن فهمها. فتفجير السفارتين (في نيروبي ودار السلام عام 1998) عمل لم تخترعه الجماعات الإسلامية، بل هو تكتيك قديم من تكتيكات الإرهاب المعروفة التي تدعم الصراعات المسلحة، بغض النظر عن صحة هذا العمل أو خطئه ونتائجه. ولذلك كان رد الفعل الأميركي على تفجير السفارتين إطلاق صواريخ على مواقع في أفغانستان فقط. وتفجير المدمرة «كول» في اليمن (عام 2000) كان مفهوماً كونه هدفاً عسكرياً. لكن المفاجأة كانت في حجم هجمات 11 أيلول ضد أميركا وتفجير برجي مركز التجارة في نيويورك، علماً أن بن لادن كان وافق في حوارات معه على وقف كل العمليات التي يقوم بها انطلاقاً من أفغانستان.    > من طالبه بوقف العمليات؟ – كثيرون طالبوه بذلك، وعلى رأسهم «المقاتلة». أنا شخصياً طالبته عام 2000 بذلك، بحضور الشيخ «أبو المنذر الساعدي» (المسؤول الشرعي في «المقاتلة») وآخرين. كانت «المقاتلة» تطلب منه التوقف عن استخدام أفغانستان قاعدة في حربه ضد الولايات المتحدة لأن ذلك سيؤدي إلى زعزعة دولة «طالبان» وإرهاقها وتحميلها ما لا طاقة لها به. قلنا ذلك لبن لادن في حوارات مباشرة معه دامت أياماً في قندهار عام 2000، وكان بين الحاضرين الدكتور أيمن الظواهري و «أبو حفص الكومندان» (المصري) رحمة الله عليه و «أبو حفص الموريتاني» المسؤول الشرعي في «القاعدة» ومجموعة أخرى من القيادات. ففي تلك الاجتماعات جاء دور «المقاتلة» في الكلام فتحدثت باسمها وفوجئ الحاضرون بأنني بدأت كلامي بالقول إن علينا أن نعترف بأن الحركة الجهادية في الوطن العربي فشلت في استراتيجية المواجهة العسكرية. لم يُعجب هذا الكلام المباشر عن فشل التيار الجهادي في تحقيق أهدافه كثيراً من الحاضرين. لكننا أخذنا نعدد أسباب الفشل، ولم يعترض أحد. حدث نقاش بسيط بيني وبين أحد الأخوة المصريين الذي قال لي إن الأفضل لو نُخفف العبارة، فبدل أن نقول «فشلنا» نقول «لم نحقق أهدافنا». فقلت له إن عدم تحقيق الهدف والفشل سيّان. فقد كان واضحاً أننا كحركة جهادية فشلنا في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية، لأسباب كثيرة بعضها غير متعلق حتى بالأعمال العسكرية. الفشل قد يكون مرتبطاً بطريقة العمل، والثقافة السائدة داخل التنظيمات، ومساهمتنا في المجتمع، وفي الدعوة نفسها، وخطابنا الإعلامي الكارثي. أشياء كثيرة أخرى ذُكرت وبينها أن التنظيمات تحوّلت إلى مجتمعات موازية مغلقة لها عالمها خارج إطار المجتمع.   > وماذا كانت نتيجة تلك النقاشات؟ – الذي حصل، بأمانة، أن بن لادن اقتنع. فقد تحاورنا معه مطولاً، وناقشه «أبو المنذر الساعدي» من الناحية الشرعية: إذا اقتنعنا بأن «طالبان» هي سلطة أو قيادة ذات شوكة ومتمكنة في أفغانستان ونحن جئنا في حمايتها وتحت سلطانها، فهل يجوز لنا كمسلمين أن ننتهك قوانينها وقواعدها وسياساتها وأوامرها، أم يجب علينا السمع والطاعة ما لم نؤمر بمعصية، حتى ولو لم نكن مبايعين لها. ومن شعر منا بأن في هذا ظلماً عليه ولا يريد أن يلتزم بالسمع والطاعة فعليه مغادرة أفغانستان. والواضح في تلك الاجتماعات أن حجتنا كانت أقوى. فتعهد بن لادن بالتوقف عن العمليات العسكرية انطلاقاً من أفغانستان كونها ستؤدي إلى زعزعة أوضاع حكم «طالبان». لكنه قال: هناك عملية واحدة هي الآن في طور الإعداد والتنفيذ، والاستعدادات لها شبه مكتملة ولا يمكن أبداً أن أتراجع عنها. لكن بعد أن تنتهي هذه العملية سأتوقف عن العمليات (انطلاقاً من أفغانستان). هذا ما حصل حرفياً، ويبدو انه كان يشير إلى التحضيرات لعملية 11 أيلول.   > هل تعتقد بأن بن لادن كان يهدف من عملية 11 أيلول إلى جر أميركا إلى حرب ضد «الجهاد العالمي» في أفغانستان؟ – لا أعتقد بأن بن لادن وتنظيم «القاعدة» يمكن أن يقولا إننا تعمدنا أن نأتي بالعدو لكي ينكّل بنا وينتهك أعراضنا وحرماتنا وأراضينا كي نقتل منه كل يوم ثلاثة أشخاص أو أربعة! وهذا الكلام مرفوض أصلاً من الناحية الشرعية، لأن الأمور في الإسلام يُنظر اليها دائماً باعتبار مآلها. هذا من الناحية الشرعية، أما عملياً فأعرف من حواراتي أن تنظيم «القاعدة» لم يكن يتوقع إطلاقاً أن تغزو أميركا أفغانستان. كان يتوقع ضربات جوية في غاية العنف، وكان يراهن على أن باكستان لا يمكن إطلاقاً أن تتعاون وتفتح أراضيها للقوات الأميركية. كان بن لادن يعوّل كثيراً على الشارع الباكستاني والعلماء وطلبة العلم والدعاة على أنهم سيكونون حاجزاً أمام حكومتهم إذا فكّرت حتى في هذا الأمر (التعاون مع الأميركيين). أقصى ما توقعته «القاعدة» ضربات جوية قاسية لكنها لن تؤدي إلى إسقاط حكم «طالبان» ولن تؤدي الى خروج العرب من أفغانستان. كذلك أخذوا في الاعتبار إمكان أن يقوم الأميركيون بعمليات إنزال للقوات الخاصة لتنفيذ اغتيالات، لكن اجتياح أفغانستان لم يكن في حسبان «القاعدة».   > هل تعتقد بأن العنف المنتشر في العالم كله بما فيه العالم العربي، يمكن احتواؤه الآن؟ – أتصور أن الظرف الحالي هو الأنسب (لاحتواء العنف). ولكن يجب أولاً على الحركات الإسلامية وبخاصة الجهادية إعادة توصيف الواقع وتحديد من هو العدو. وفي اعتقادي أن العدو الرئيسي هو اللاأمن والخوف والقمع، وأنا أتكلم هنا عن مشروع يشمل 22 دولة عربية، باستثناء فلسطين والعراق، لأن لهما وضعاً خاصاً مختلفاً له أبعاد دولية. ولكن في بقية دول العالم العربي هناك إمكان كبير جداً لأن تُعلن الجماعات الإسلامية كلها، وتحديداً الجهادية، أنها ستتوقف عن القيام بأي عمليات عسكرية في الوطن العربي، باستثناء فلسطين والعراق لأن فيهما احتلالاً وإذا وُجد الاحتلال وُجدت المقاومة. كذلك يجب إخراج مناطق التوتر مثل افغانستان والشيشان، عن الوطن العربي، مع الإقرار بحق المقاومة والجهاد هناك. ولكن من يريد أن ينقل الجهاد من أفغانستان إلى الرياض أو عمان أو طرابلس أو الدار البيضاء، فيجب أن تقف الحركة الإسلامية في وجهه وتقول له ان عمله هذا مرفوض ولا يمكن قبوله. ومن هذا المنطلق، يمكن أن تساهم الجماعات الإسلامية، بإرادتها، في تحقيق الأمن في العالم العربي من خلال وقف عملياتها.   > لكن الجماعات الجهادية حملت السلاح لأنها تعتبر أن الأنظمة لا تطبق شرع الله وليس بسبب انعدام الأمن في العالم العربي. فماذا تغيّر لكي تتوقف عن عملياتها؟ – عندما تكتشف أن حملها السلاح لم يؤد إلى تطبيق الشريعة ولم يؤد إلى تغيير الأوضاع ولا إلى إسقاط الأنظمة، بل أدى إلى فقدان الكثير من أبناء الحركة الإسلامية وإلى مذبحة تاريخية في الجزائر (…) وعندما تكتشف أن الأمن القومي للمنطقة العربية كلها بات مهدداً – ليس الأمن بمفهوم الصراع بين الدولة والمواطن، ولكن بمفهوم الأمن القومي. هذه المنطقة هي مهد الإسلام، ويجب حمايتها، وعندما تصبح الآن فاقدة للأمن فإن الخطر يكون داهماً، وعلينا أن نعمل على إعادة الأمن اليها. علينا الاعتراف كحركة جهادية بأننا فشلنا في إسقاط الأنظمة. لكننا أثبتنا، في المقابل، أن هناك رجالاً مستعدون للتضحية طوعاً ومن دون أي إكراه بالروح والمال في سبيل الإسلام. أثبتنا أن روح الشهادة ما زالت موجودة في هذه الأمة، وأن هناك جيلاً من الشباب يريد أن يوصل رسالة، بغض النظر عن طريقة ايصالها. وأعتقد بأن هذه الرسالة وصلت إلى الأنظمة العربية وللعالم ومفادها أن الإسلام أساسي في هذه المجتمعات. فإذا كنتم لا تريدون أن نتقاتل ونتنافس، فلنتعاون ونتحاور. وهنا يجب أن تقبل الحركة الجهادية بالحوار مع أنظمة الحكم وتتفهم وجهة نظرها. ويمكن أن يحصل ما يمكن وصفه بـ «المقايضة». تتعهد هذه الجماعات بالمساهمة في الأمن (من خلال وقف عملياتها)، وتقدّم عهد شرف أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الشعوب بهذا المعني، وفي المقابل توفّر الدولة حرية الدعوة. ويُستثنى من هذا الطرح العراق فلسطين.   > استثنيت العراق وفلسطين. فلنبدأ بالعراق. ماذا لو انسحب الأميركيون والبريطانيون وحلفاؤهم أو وضعوا جدولاً للانسحاب وقال سُنّة العراق إنهم لا يريدون مجيء جهاديين عرب للقتال إلى جانبهم بعد الآن؟ – أقول انه يجب ان يُسمع لهم. فإذا قال أهل السنة، بمن فيهم المقاومون والمجاهدون الذين يمثّلون أهل الحل والعقد، وعلى رأس هؤلاء، مثلاً، الشيخ حارث الضاري كرمز كبير و «الجيش الإسلامي في العراق» و «كتائب ثورة العشرين»، انهم لا يريدون دخول مجاهدين عرب أو من مناطق أخرى إلى بلادهم، فلا أجد مبرراً من الناحية الشرعية لمخالفة موقف أهل الحل والعقد والذين هم في ساحة المعركة.   > والقضية نفسها تنطبق على فلسطين؟. – نعم، تماماً. أثق ثقة مطلقة بـ «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، ولكن يجب أيضاً عدم تجاوز حركة «فتح» التي هي حركة مقاومة ولديها جناحها العسكري المقاوم ولديها تضحياتها. ولا بد أنك تذكر أنه عندما حاول بعض الأخوة مثل الدكتور أيمن (الظواهري) الدخول على خط مشاركة حركة «حماس» في السلطة الفلسطينية، رد خالد مشعل فوراً وقال له ما معناه: دعك في شأنك ومعركتك ونحن أدرى كيف نسيّر أمورنا في فلسطين بما يُرضي الله سبحانه وتعالى.   > ختاماً: أين أصبحت المفاوضات بين قادة «المقاتلة» في السجون الليبية والسلطات؟ – هناك ثلاثة عوامل رئيسة (ايجابية) لنجاح المفاوضات من جانب السلطات الليبية، وتبقى الاستجابة المطلوبة من الطرف الآخر، أي الأخوة في قيادة «الجماعة الإسلامية المقاتلة». العوامل الثلاثة هي: أولاً، ان المبادرة أساساً برعاية سيف الإسلام، نجل العقيد (معمر) القذافي، وهي ضمن قرار متفق عليه في الدولة بخفض عدد المساجين السياسيين ومساجين الرأي في السجون إلى الحد الأدنى. ومن ضمن هذه السياسة، جاء قرار التعامل مع «الجماعة المقاتلة» على أساس انها حركة جهادية ولها أعمال عسكرية، وهناك 21 أخاً في الجماعة صدرت في حقهم أحكام بالإعدام. العامل الثاني هو تأييد العقيد القذافي شخصياً لهذا المسعى، إذ حصل سيف على تأييد مباشر من العقيد القذافي بأنه سيؤيد ما تصل اليه هذه الحوارات (الجارية في السجون) حتى ولو أدت إلى إخراج سجناء «المقاتلة» من السجن. وتعرف انه (القذافي) عنصر رئيسي ومهم جداً في أي حل لهذه القضية، وهناك موافقة شخصية من العقيد القذافي. العامل الثالث هو أن أجهزة الأمن، وأتكلم هنا عن مستوى القيادات الأمنية العليا جداً، موافقة على المبادرة وهي عملياً المشرفة على عملية إدارتها. فتوافر هذه العناصر الثلاثة بالغ الأهمية في ضمان الوصول الى حل. يبقى الطرف الآخر وهو الأخوة في «المقاتلة» الذين شرعوا الآن في درس بعض القضايا المتعلقة بالصلح والهدنة ووقف العمليات الحربية. أعتقد بأن المسيرة بدأت، وأنا متأكد يقيناً أن الأخوة في «المقاتلة»، خصوصاً قادتها، لا يمكن تحت أي ظرف أن يُقدّموا الدنية في دينهم. لكنهم سينظرون إلى الأمر من باب المصلحة العامة.   > وهل تشعر بأن الحكم الليبي صادق في تعامله معهم؟ – مئة في المئة. الدولة ستطبق من دون أي تردد أي اتفاق يتم التوصل اليه مع قادة «المقاتلة» وستفرج عن الأخوة بمن فيهم المحكومون بالإعدام. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 6 نوفمبر 2006)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيان طلبة تونس: أخبار الجامعة الشروق: مؤتمر اتحاد الشغل: «جربة»، «المنستير» ووفاق الأمين العام… الحوار نت: حوار شامل صريح مع المهندس حمادي الجبالي من تونس الحبيب أبو وليد المكني: من باب سويقة إلى قّمّرت  « من جد وجد و من زرع حصد »

عمر المستيري: بعد تعمّد الأستاذ شوقي الطبيب تشبيه مجلّة « كلمة » بخِرقة « الحدث » في استبطان منطق الرقيب

بسّام خلف:  أخطاء الدكتورة رجاء بن سلامة د خالد شوكات: الحجاب التونسي عباس: الزوّالي ومتاع الشعبه (حاشاكم) : دَوّخْتونا بحكاية اللّبسة محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للسيد وزير النقل حول مشاغل المواطنين في قطاع النقل بمناسبة عرض ميزانية الدولة لعام 2007 إن شاء الله رفيق معلى: رسالة إلى السيد المحترم الهادي الجيلاني الصباح: وفاة محب صغير للنادي الإفريقي سقط من الحافلة ودهسته عجلاتها الصباح: رقم قياسي من حيث عدد السياح البريطانيين في تونس القدس العربي: القنوات العربية تتنافس لجذب مشاهدي المغرب العربي الحياة: «منتدى المستقبل الثالث» للإصلاح :العرب يرفضون «النماذج الجاهزة» احميدة النيفر: الصدع الكبير بين «الانجراف» الثقافي والوعي المُفَوَّت غازي دحمان: محاولة لقراءة المنظور الغربي لحجاب المرأة وحيد عبد المجيد: حين نصغر تصغر قضايانا: الحجاب على رأس الدولة! الحياة: القيادي السابق في «الجماعة المقاتلة» الليبية  يقدّم مشروعاً لوقف العمل المسلح في العالم العربي …


أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.