الأحد، 14 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2701 du 14.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حرّية و إنصاف:بـــــلاغ يوميات الصمود  (23) ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع 

التنسيقية الوطنية الاتحاد اصحاب الشهادات المعطلين: بيان صحيفة “الحياة”:تونس تفرج عن 150 سجيناً يُشتبه في انتمائهم إلى «التيار السلفي» موقع الحوار نت:الإفراج عن بعض الإسلاميين في تونس رويترز: مقتل ثمانية أشخاص وفقد ثمانية آخرين بفيضانات بتونس موقع “الجزيرة.نت” :مصرع وفقدان 18 شخصا جراء الفيضانات بتونس  أ ف ب´:فيضانات في تونس تسفر عن مقتل تسعة اشخاص على الاقل واختفاء ثمانية اخرين صحيفة “الشرق”:تونس: أودية وأنهار بسبب الأمطار الغزيرة.. وبيوت تسبح في برك من المياه وكالة تونس افريقيا للأنباء:إلغاء الموكب المزمع انتظامه يوم الاثنين 15 أكتوبر ببنزرت بمناسبة عيد الجلاء جريدة الصباح:تونس الكبرى تشهد مجـدّدا أمطـارا فيضانيـة:وفاة 8 أشخاص وفقدان 8 آخرين توفيق العياشي: من المسئول؟: موتى ومفقودين وفيضانات تغرق العاصمة وتبدد فرحة العيد توفيق العياشي: ..وكذالك يوم العيد: منع نشطاء من المجتمع المدني من دخول منزل المناضل على بن سالم صلاح الدين الجورشي: أخيرا.. بدأ الأوروبيون ينصتون للإسلاميين عبد الله الزواري :النصوص القانونية التي سنها العهد الجديد لكن لا يقع احترامها نصرالدين: نخبة ” تايوان” !!! أحمد فال بن الدين :تونس…عدالة في توزيع الظلم! محمد علي: إن لم تستح فاصنع ما شئت صحيفة “مواطنون” : الافتتاحية – بمناسبة العودة المدرسية و الجامعية و اليوم العالمي للمدرسين: قُمْ لِلْمعَلِّم وَفِّهِ التَّبجيلاَ… صحيفة “مواطنون” : في المديونية…! صحيفة “مواطنون” : ورقات التوت… صحيفة “مواطنون” : باختصار… صحيفة “مواطنون” : بكل براءة… صحيفة “مواطنون” : جبنيانة: الفراغ يولد الكوارث صحيفة “مواطنون” : مستشفى بن عروس الجديد – اختيارات خاطئة! جريدة “الصباح”: تواصل التقلبات المناخية اليوم وغدا جريدة “الصباح”:بعد أن تم إصدار طلب عروض دولي في شأنها:قريبا الشروع في توزيع بطاقة الطالب الالكترونيـة متعــددة الخدمــات موقع ميدل إيست أونلاين: مخرج سينمائي تونسي يفوز بجائزة ابن رشد للفكر الحر موقع إسلام أونلاين نت:القرضاوي: حوار فتح وحماس ودعم إيران واجب شرعي عبد اللطيف الفراتي: الصحافة: الضريبة الغالية توفيق المديني: إعادة انتخاب مشرف على قاعدة الأزمات د حسن حنفي: العدالة والتنمية”… درس من تركيا والمغرب زهير الخويلدي :موت الرفض ورفض الموت

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …

عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟  

وصلتنا الرسالة التالية من جمعية “تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس” www.takaful.fr  بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم

نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)

  

إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،

إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،

 إننا في أرض الزيتونة والقيروان،  ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.

إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد.  فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.

 تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم “لا يسألون النّاس إلحافا” نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم :أطعموني إني جائع، والمَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.

إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة،  والإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا: تأخر في الزواج حيث وصل بعضهم إلى الخمسينات من عمره ومازال أعزبا، إضافة إلى تفشي الأمراض لدى أغلبهم، مثل أمراض المعدة، وأمراض المفاصل، وغسل الكلي وحالات فشل تام، وظاهرة العجز الجنسي، وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.

ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.

 هذا غيض من فيض،  ونكتفي بهذا القدر المر.

إخواني الكرام”ارحموا عزيز قوم ذل” مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها

 ومن كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.

أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.

إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا ولكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون والدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.

 

أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى وعليها نموت و بها نلقى الله. ” من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة” حديث

 

كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حافظ و هو أرحم الراحمين.

 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.                          

  

* رسالة وصلت أخيرا من  تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، و نحن نبلّغها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا و اجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.

و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين، فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبّوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

قال تعالى ( و ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه و هو خير الرازقين ) سورة سبأ 39

و قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ) سورة البقرة

وجزاكم الله خيرا

  

* من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل بإحدى الطرق التالية:

·       تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي  الجمعية

·       إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة  TAKAFUL  على العنوان التالي:

TAKAFUL – 16 Cité Verte

 94370 Susy en Brie

    FRANCE

 

·                   تحويل  مباشر على الحساب الخاص للجمعية  التالي:

·                   La banque postale

30041  00001  5173100R020 42  

   France

 

رقم الحساب الدولي

 Iban

FR54  30041 1000  0151  7310  0R02 042

 

·                   أو عبر شبكة الإنترنت  www.takaful.fr

·                   أو عبر البريد الالكتروني

Email : contact@takaful.fr     


 

Liberté et Equité حرّية و إنصاف *** 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 12 أكتوبر 2007 بــــــــلاغ

 
علمت حرية و إنصاف بإطلاق سراح دفعة جديدة من معتقلي السلفية بموجب سراح مؤقت بلغ عددهم لحد الآن مائة و عشرين مسرحا نذكر من بينهم:        مجدي المشرقي / سجنان –       الشاذلي الساكسلي / بنزرت –       حمزة العوالي / بنزرت –       رضوان بن عيسى / بنزرت –       عبد الرزاق عرافة / راس الجبل –       عبد الرزاق الصفاقسي / رأس الجبل –       أحمد الملاخ / رأس الجبل –       أحمد القديش / رأس الجبل –       أحمد الغربي / رأس الجبل –       وليد محجوب / رأس الجبل –       فاروق جمعة / رأس الجبل –       محمد شقرون / رأس الجبل –       هشام القلعي / رأس الجبل –       حمادي الدهماني / رأس الجبل –       لطفي الملاخ/ رأس الجبل –       عصام الساحلي / رأس الجبل عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

مكـــتب الــحزب الديمـــقراطي التقـــدّمي  بالخــــارج 

تهنئة بعيد الفطر

 
بمناسبة عيد الفطر المبارك يتقدّم أعضاء مكتب الحزب الديمقراطي التقدّمي بالخارج الى كافة أفراد الشعب التونسي والى أبناء الجاليات التونسية بمختلف بلدان العالم، والى كلّ الشعوب العربية والمسلمة بأحرّ التهاني وأصدق الأماني. راجين من العليّ القدير ان يعيده علينا جميعًا بالخير والبركة والتقدّم والحرّية.   ويغتنم أعضاء مكتب الخارج هذه المناسبة لشكر كلّ الإخوة التونسيين بالمهجر وأصدقاء تونس من مناصري الحرّية وحقوق الإنسان والشعوب في مختلف أنحاء العالم، الذين شاركوا في التحرّكات المساندة لإضراب الجوع الذي يخوضاه السيّدة ميّة الجريبي الأمينة العامّة للحزب الديمقراطي التقدّمي والأستاذ أحمد نجيب الشابّي مؤسّس الحزب ومدير جريدة الموقف، منذ يوم 20 سبتمبر المنقضي، دفاعًا عن حرّية العمل السياسي والأهلي لحزبنا ولكلّ أطياف المعارضة التونسية وهيئات المجتمع المدني المستقلّ.   وإذ يعبّر أعضاء المكتب بهذه المناسبة، تقديرهم وإكبارهم لنضال الأخوين الجريبي والشابّي وللصمود البطولي لمناضلي ومناضلات الحزب وأنصاره وللوقفة المتضامنة الشريفة لرفاقنا في المعارضة الديمقراطية والمجتمع المدني المستقلّ، فإنّهم يجدّدون التزامهم النضالي الراسخ بالدفاع عن الحزب والحركة الديمقراطية التونسية أمام هجمة الإستبداد. وبالعمل على تشريف تونس وإعطاء صورة مضيئة عنها في العالم، تقطع مع صورة السجن الكبير الذي تحبسها وراء قضبانه السلطة الحالية منذ عشرين عامًا. وختامًا نرجو من الله ان يوفقّنا جميعا في نضالنا حتّى نحتفل بالعيد القادم وقد تحرّرت بلادنا الغالية من نير الظلم والإستبداد والفساد.     قائمة أعضاء مكتب الحزب الديمقراطي التقدّمي بالخارج:    

الاسم و اللقب

المسؤولية

بلد الإقامة

العنوان الإلكتروني

جمال جاني

ناطق رسمي بكندا

أوتاوا-كندا

jameljani@hotmail.com

فراس جبلون

ناطق رسمي بإنكلترا

لندن-إنكلترا

firas.jabloun@yahoo.com

إياد الدهماني

ناطق رسمي بفرنسا

باريس-فرنسا

iyed.dahmani@gmail.com

عادل العيّادي

ناطق رسمي بالسويد

ستوكهولم-السويد

ayadiadel@gmail.com

غسّان بن خليفة

كاتب عام المكتب

مونتريال- كندا

ghassenbenkhlifa@yahoo.fr

هارون بوعزّي

مسؤول عن العلاقات مع الأحزاب والمنظمات بكندا

مونتريال- كندا

harounb@gmail.com

منير ضيف

المسؤول المالي للمكتب

مونتريال- كندا

mounirenergie@yahoo.fr

فرج بريك

مسؤول عن منتديات موقع الحزبPDPinfo.org

مونتريال- كندا

fraj.brik@gmail.com

محمد علي سعيدان

مسؤول عن  موقع الحزبPDPinfo.org

كِباك- كندا

masaidane@gmail.com

 

   

يوميات الصمود  (23)

ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع  12/10/2007

 
تهاني العيد بمناسبة عيد الفطر المبارك يتقدم الأخوان مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي بأحر التهاني إلى كل مناضلي الحرية الذين ساندوا واحتضنوا حركة الإضراب عن الطعام في الداخل والخارج وتبنوا مطالبها وناضلوا من أجل تحقيقها ويعاهدانهم بالسير بالإضراب قدما حتى تحقيق رهانه السياسي. والمضربان يتمنيان على الله أن يعيد هذا العيد على تونس وهي تنعم بالحرية وتخطو خطوات لا رجعة فيها على طريق الديمقراطية.   زيارات العيد غمرت باقات الورد مقر الحزب الديمقراطي التقدمي الذي كان مزارا لعديد الشخصيات السياسية والحقوقية والنقابية التي زارت المضربين عن الطعام لتقديم التهاني بالعيد السعيد والوقوف إلى جانبهما في يوم اختارا أن يكون رغم صبغته الخاصة يوم تضحية من أجل الحرية. وممن أدى زيارة العيد السيدات والسادة: السفير أحمد ونيس وأفراد من عائلته والعياشي الهمامي وعبد القادر الزيتوني ومصطفى الزيتوني ومصطفى التليلي وصالح الفورتي وخديجة بن حسن والمختار الجلالي ونزيهة رجيبة وتوفيق الشايبي وخالد الكريش وزهير الجويني والحبيب الحمدوني ومحمد عبو وسامية عبو وشاكر الرجيشي ويمينة المشري ووحيدة الخالدي ونجوى الهمامي وعبد الله قرام ومحمود الذوادي والنفطي حولة ومحمود ستهم ويوسف النوري وفتحي الشفي ومحمد بن فرح وأحمد فرحات حمودي وعمار بوملاسة وسنية الفارح ومنيرة الفاهم وهيفاء العوني والسيد المبروك والحبيب ستهم وزبير الشرهودي والحبيب بالهادي.  وقد أدخل وجود الأطفال والعائلات جوا من البهجة على المقر يوم العيد.   وفد من النشطاء أمام القنصلية التونسية بمونتريال تحول وفد من أبناء تونس المقيمين بمونتريال (كندا) وعديد نشطاء المجتمع المدني بكندا إلى مقر القنصلية التونسية بمونتريال لتقديم لائحة احتجاج على محاولات السلطة إخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره المركزي والتعبير عن تضامنهم مع مطالب المضربين عن الطعام. ولكن باب القنصلية – كما هو الحال في الولايات الداخلية – ضل مغلقا في وجه هذا الوفد.   حرب المقرات تمتد إلى المنازل امتدت حرب المقرات التي تشنها السلطة على الجمعيات والأحزاب المستقلة لتشمل منازل رموز المجتمع المدني. فقد صدت عناصر الأمن بمدينة بنزرت صباح العيد وجوها وشخصيات جهوية تحولت للمعايدة على المناضلين الأخ علي بن سالم بمقر سكناه والحجة هذه المرة أن الطابق السفلي كان مستغلا كمقر لفرع الرابطة واليقظة تقضي محاصرة كامل المنزل بطابقيه حتى في يوم العيد.   نداء عاجل إلى رئيس الجمهورية السيّد زين العابدين بن علي رئيس الجمهوريّة التونسيّة تونس   السيّد الرئيس،   إن قرار السيّدة ميّة الجريبي، الأمينة العامّة للحزب الديمقراطي التقدّمي، والأستاذ أحمد نجيب الشابّي، المدير المسؤول عن جريدة “الموقف”، الدخول في إضراب عن الطعام منذ يوم 20 سبتمبر المنقضي، لهو علامة مقلقة تثير انشغالنا الشديد: اضطرار تونسيين للجوء إلي هذه الوسيلة الاحتجاجية القاسية، التي تدلّ على انعدام الأمل في إسماعكم صوتهم.   إننا نحيّي شجاعة وتصميم السيّدة الجريبي والسيّد الشابّي الذيْن يعرّضان صحّتهما للخطر من أجل لفت انتباهكم إلى مظلمة تهدّد الحرّيات والتعدّدية السياسية في تونس.   طيلة السنوات الأخيرة ومؤخّرًا أيضا، كرّرتم عزمكم على تأمين حرّيات التنظّم والاجتماع والتعبير لمنظّمات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة في تونس. لكن المؤسّسة القضائية والأجهزة الأمنية، التي بُعِثَت لحماية المواطنين والحرّيات الأساسية، تستمرّ في تكذيب وعودكم.   عبر مواصلتهم لإضراب الجوع يطالب مسؤولو الحزب الديمقراطي التقدّمي وجريدة “الموقف” بوضع حدّ لتوظيف القضاء لأغراض سياسية، كما حصل يوم 1 أكتوبر الجاري عندما تمّ فسخ عقد كراء المقرّ المركزي للحزب، العائد إلى ما يزيد عن ثلاثة عشر عامًا، وقرار الطرد الفوري لهذا الحزب ولأسبوعيّة “الموقف”. إن  الخلاف العقاري المزعوم بين المالك ومسؤولي الحزب يبدو لنا أمرًا مفضوحًا ومعالجته عبر القضاء تُعدُّ أمرًا غير جدير بمجتمع منفتح وتعدّدي.   من خلال حركتهم النضالية اللافتة، يطالب السيّدة الجريبي والسيّد الشابّي بالسماح لحزبهم ولجريدة “الموقف”، ولكلّ الأحزاب والجمعيّات والصحف في تونس، بحرّية النشاط في مقرّاتها وبحقّها في الفضاءات العموميّة.     إننا نطالبكم بكلّ احترام، بصفتكم رئيسًا للجمهوريّة وبموجب ما تتيحه لكم صلاحياتكم، بالتدخّل الكفيل بترجمة احترام الحرّيات المدنية والسياسيّة الأساسية على أرض الواقع. وبما يتّسق مع تصريحاتكم ومع المواثيق والعهود الدوليّة التي وقعت عليها الدولة التونسية.   نحن الممضون أسفله، أصدقاء الشعب التونسي، من نقابات، جمعيّات غير حكوميّة، نوّاب مُنتَخَبون، مواطنون ومواطنات، من المنطقة العربية ومن أروبا وأمريكا الشمالية، نتوجّه إليكم بهذا النداء العاجل على أمل أن تنظروا فيه بشكل إيجابي.   تقبّلوا منّا السيّد الرئيس، خالص مشاعر التقدير.   الموقّعون:   مصــر ·        بهاء الدين حسن/ رئيس معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ·        منظّمة دعم الديمقراطيّة ·        المنظّمة المصريّة لمساندة الديمقراطية ·        المنظّمة المصريّة لتشجيع المشاركة الأهلية ·        مركز حقوق الإنسان لمساعدة المساجين ·        الشبكة العربية للإعلام عن حقوق الإنسان ·        منظّمة المرأة الجديدة ·        المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ·        منظّمة الإرشاد القانوني حول حقوق الإنسان ·        مركز الأرض لحقوق الإنسان ·        مركز النديم للعون والرعاية لضحايا العنف ·        مؤسّسة الأندلس للتسامح والدراسات حول مقاومة العنف ·        المركز القانوني هشام مبارك ·        المنظّمة العربية للإصلاح القانوني ·        المنظّمة المصرية لحقوق الإنسان البحرين ·        مركز البحرين لحقوق الإنسان  العربية السعودية          المركز السعودي لحقوق الإنسان          المغرب الأقصى ·        عبد العزيز النويدي/ رئيس منظّمة “عدالة” ·        جمعيّة الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب ·        المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف ·        أمينة بوعايش/ رئيسة المنظّمة المغربية لحقوق الإنسان سويسرا ·        جمعيّة “الحقيقة والفعل” بلجيكا ·        هيلد كيتلير/ كاتبة، عضوة جمعيّة “قلم P.E.N” بلجيكا سوريا ·        مركز دمشق للدراسات حول حقوق الإنسان ·        المنظّمة السورية لحقوق الإنسان كندا ·        هنري ماسي / رئيس جامعة الشغّالين والشغّالات بالكيباك ·        كلودات كاربونو/ رئيسة كونفدرالية النقابات الوطنية ·        ريجان بارنت/ رئيس مركزيّة نقابات الكيباك ·        فرانسين لالوند/ نائبة بالبرلمان الفيدرالي، وناطقة باسم الكتلة الكيباكية حول الشؤون الخارجية ·        مايلي فاي/ نائبة بالبرلمان الفيدرالي، الناطقة باسم الكتلة الكيباكية حول المواطنة والهجرة ·        بيغي ناش/ نائبة بالبرلمان الفيدرالي، الناطق باسم الحزب الديمقراطي الجديد حول الصناعة وقضايا مدينة تورنتو ·        رمزيك بانوسيان/ مدير السياسات والتخطيط بمنظّمة “القانون والديمقراطية” ·        مشال آسلين/ رئيسة فيدرالية نساء الكيباك ·        بياتريس فوغرانت/ المديرة العامّة للفرع الكندي الفرنسي لمنظّمة العفو الدولية، ·        ماري هيلين بونين/ المديرة العامّة لمجلّة “بدائل Alternatives ” ·        روجير بول جيلبارت/ نائب رئيس مركز الكيباك لجمعيّة “قلم P.E.N” ·        غواندولين شولمان/ رئيسة مجموعة البحث والمبادرة من أجل تحرّر إفريقيا ·        جمال جاني/ الناطق باسم منظّمة حقوق الإنسان بالمغرب العربي فرنسا ·        جاك فات/ مسؤول العلاقات الدولية بالحزب الشيوعي الفرنسي ·        الأب جاك غايو/ قسّ مدينة برتانيا ·        برنارد دريانو/ رئيس مركز الدراسات والمبادرات حول التضامن الدولي ·        جان ايف بارار/ اقتصادي ·        نيكول بروفو/ عضوة مجلس الشيوخ عن مدينة باريس ·        للشبكة الأرومتوسطيّة لحقوق الإنسان مارك شاد بولسن/ المدير التنفيذي ·        جيل لومار/ الأمين العام الوطني الأسبق لحزب الخضر ·        حمّادي الرديسي/ جامعي تونسي ·        سهير بلحسن/ رئيسة الفيدرالية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان ·        هيلان فلوتر/ رئيسة لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي ·        غيزلان غلاسون ديشوم/ مديرة مجلّة “ترانس آروبيان” ·        روبارت بارت/ سيناتور ·        جان بيار ديبوا/ رئيس رابطة حقوق الإنسان ·        باتريك فاربياز/ عضو المكتب التنفيذي لحزب الخضر، مكلّف بالعلاقات الدولية ·        نوال مامير/ برلماني عن حزب الخضر، عمدة مدينة بيغل/ مرشّح سابق لرئاسة الجمهورية الفرنسية ·        بريجيت آزيما بايرات/ محامية ·        علياء الشريف الشمّاري/ محامية لدى محكمة التعقيب ·        مرغريت روليند/ باحثة بجامعة باريس ·        فريديريك دوفال/ مدير قسم مؤسّسة ثقافية ·        منظّمة تعليم وتكوين العمّال المهاجرين وعائلاتهم جان بلانجر/ رئيس ·        سعاد شاويه / منظّمة المغربيين بفرنسا ·        اللجنة العربية لحقوق الإنسان

بيان

 
شهد هدا الأسبوع  هجمة شرسة و تصعيد غير مسبوق من قبل السلطة على أعضاء التنسيقية الوطنية الاتحاد اصحاب الشهادات المعطلين عن العمل اد قامت  قوات البوليس   السياسي المرابطة امام وزارة التربية و التكوين باعتداء وحشي على الرفاق سالم العياري المنسق العام الوطني و فلة الرياحي المكلفة بالنظام الداخلي و شريف الخرايفي المكلف بالجهات ومنعهم من مقابلة مسؤول الأنتدابات بالوزارة كما وقع جلب الرفيق وليد حمام نائب أمين المال الى منطقة الحرس الوطني بمنزل تميم وتحديره من مغبة التصعيد بالجهة و عليه يعبر الأتحاد عن تنديده الشديد بالأسلوب القمعي الدي تسلكه السلطة تجاه مواطنين دنبهم الوحيد التنظم في نقابة تدافع عن حقهم في العمل و يؤكد على مواصلة تحركاته الأحتجاجية و النوعية في كامل الجمهورية. كما يناشد كافة القوى الديمقراطية و التقدمية للوقوف الى جانبه من أجل حقه في النشاط و الأعتراف  
عن التنسيقية الوطنية المكلف بالإعلام الحسن رحيمي 21918197


تونس تفرج عن 150 سجيناً يُشتبه في انتمائهم إلى «التيار السلفي»

 
تونس – رشيد خشانة      في خطوة لم تكن متوقعة أفيد في تونس أمس أن السلطات أفرجت عن أكثر من 150 عنصراً من المشتبه في انتمائهم للتيار السلفي لمناسبة عيد الفطر. وقدّر محامون عدد المعتقلين في قضايا الإرهاب بأكثر من ألفي شاب غالبيتهم ممن كانوا يعتزمون السفر للقتال في العراق أو تلقي تدريبات في معسكرات «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في الجزائر.   وجرت اشتباكات في مطلع العام الجاري بين جماعة تونسية مسلحة غير معروفة تُدعى «جند أسد بن الفرات» وقوات الأمن في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، ما أسفر عن مقتل 12 عنصراً من المهاجمين وضابط في الجيش وآخر من قوات الأمن طبقاً للإحصاءات الرسمية. إلا أن محامين أكدوا لـ «الحياة» أن الإفراج لم يشمل المتهمين الثلاثين من «جند أسد بن الفرات» الذين أحيلوا على القضاء أخيراً ووُجهت اليهم 11 تهمة.   وتكتمت الجهات الرسمية على هوية المفرج عنهم، إلا منظمة «حرية وإنصاف» الحقوقية أفادت أول من أمس أن السلطات أفرجت عن 27 معتقلاً سلفياً من سجني برج الرومي (شمال) والمرناقية في ضواحي العاصمة، وبين المفرج عنهم أيمن الماجري وأنور الحناشي اللذان صدر في حقهما حكمان بالسجن لمدة عامين مع تقييد اقامتهما خمس سنوات بعد استكمال العقوبة.   وأوضحت المنظمة أن غالبية المفرج عنهم الجمعة هم من المعتقلين الذين لم يُحالوا بعد على المحاكم. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمر بالإفراج عن 21 سجيناً إسلامياً من أعضاء «حركة النهضة» المحظورة والناشط الحقوقي المحامي محمد عبو في 24 تموز (يوليو) الماضي. ولم يبق من سجناء «النهضة» الذين مثلوا أمام محاكم استثنائية في مطلع التسعينات، سوى نحو خمسين سجيناً.   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2007)

الإفراج عن بعض الإسلاميين في تونس

 
أكد الإستاذ سمير ديلو المحامي الشاب والناشط الحقوقي من تونس خبر الإفراج عن بعض العشرات من المعتقلين الإسلاميين المعتقلين من ذوي التوجهات” السلفية” و قال في رد مختصر عن سؤال حول الموضوع:  “أكدت على أن وحدة الحساب بالنسبة للمسرحين في إطار الإفراج المؤقت هي العشرات لا المئات وأنها بالنسبة لعدد الموقوفين هي بالمئات لا الآلاف . بقي أنه وجب التنويه مجددا إلى أن الأمر لا يتعلق بعفو بل بإفراج مؤقت و أن العدد الجملي لا يزال لم يحدد بدقة بعد.و نحن – في الجمعية – على ذمتكم لمدكم بالمستجدات فور التدقيق فيها لأنها أمانة و مسؤولية وتتجاوز الرغبة في تحقيق السبق  مع الشكر على اهتمامكم .  وفقكم الله لما فيه الخير .  
سمير ديلو.   (المصدر: موقع الحوار نت (ألمانيا) بتاريخ 14 أكتوبر 2007)
 

مقتل ثمانية أشخاص وفقد ثمانية آخرين بفيضانات بتونس

 

تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاحد إن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا وفقد ثمانية اخرون اثر فيضانات اجتاحت تونس العاصمة وبعض ضواحيها مساء السبت.

 

وقالت وكالة الانباء الحكومية ان العديد من مناطق البلاد شهدت امطارا قوية تسببت في “حصول فيضانات انجر عنها بعض الضحايا البشرية واضرار مادية وبالخصوص ما جد في الطريق الرئيسية رقم 8 في مستوى سبالة عمار حيث باغتت المياه الطوفانية وفي ظرف وجيز جدا عددا من المواطنين وهم داخل سياراتهم مما تسبب في وفاة ثمانية اشخاص وفقدان ثمانية اخرين.”

 

وقال شهود عيان ان الفيضانات شلت حركة المرور وتعطلت كافة القطارات القادمة إلى العاصمة مما أدى الى تدخل فرق الحماية المدنية لتسهيل حركة السير واستعمال شاحنات لنقل المتضررين.

 

وألغى الرئيس زين العابدين بن علي الموكب الرئاسي المقرر يوم الاثنين بمدينة بنزرت بمناسبة ذكرى عيد الجلاء نظرا للتقلبات الجوية والفيضانات.

 

وأوصى الرئيس بن علي بمتابعة الأوضاع في كامل المناطق المتضررة وتقديم النجدة والمساعدات اللازمة للمتضررين.


مصرع وفقدان 18 شخصا جراء الفيضانات بتونس

    

 
لقي تسعة تونسيين مصرعهم، واعتبر تسعة آخرون في عداد المفقودين، جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على تونس أمس السبت وفقا لمصادر تونسية رسمية. وحسب وكالة الأنباء التونسية فإن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم، واعتبر ثمانية آخرون في عداد المفقودين، عندما فاجأتهم الأمطار الغزيرة وهم داخل سياراتهم في منطقة سبالة بن عمار بالضاحية الشمالية الغربية للعاصمة. وقالت الوكالة إن الدفاع المدني وصل في الوقت المناسب لمكان الحادث، وعمل على تسهيل مهمة المرور وانتشال جثث الأشخاص، “مما أدى إلى تقليص الخسائر”، كما لقي شخص آخر حتفه في العاصمة بعد أن حملت الأمطار سيارته. وتسببت الأمطار التي هطلت أمس خصوصا على شمال البلاد، في رفع منسوب مياه الأودية، الأمر الذي أدى إلى توقف حركة المرور على عدد من الطرق، وعزل بعض المناطق. وأعلن مصدر في الرئاسة التونسية أن الرئيس زين العابدين بن علي، أعطى تعليمات للأجهزة المختصة، لمتابعة الوضع بكافة المناطق المتضررة وتقديم المساعدات للمنكوبين، كما تقرر إلغاء احتفال كان سيترأسه غدا الاثنين في بنزرت التي تبعد 60 شمال العاصمة تونس، بمناسبة ذكرى جلاء القوات الفرنسية عن هذه القاعدة العسكرية السابقة.   (المصدر: موقع “الجزيرة.نت” (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أكتوبر 2007)

فيضانات في تونس تسفر عن مقتل تسعة اشخاص على الاقل واختفاء ثمانية اخرين

 
تونس (ا ف ب) – ذكرت الاذاعة التونسية ان امطارا غزيرة تسببت السبت بمقتل ما لا يقل عن تسعة اشخاص واختفاء ثمانية اخرين في ضاحية العاصمة التونسية. ومن ناحيتها ذكرت وكالة الانباء التونسية ان ثمانية اشخاص لقوا حفتهم واعتبر ثمانية في عداد المفقودين في منطقة سبالة بن عمار (الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة) على طريق بنزرت (شمال) عندما فاجأتهم الامطار الغزيرة وهم داخل سياراتهم. واوضحت ان “الدفاع المدني وصل في الوقت المناسب الى مكان الحادث وعمل على تسهيل عملية المرور وانتشال جثث الاشخاص الذين قضوا في الفيضانات ما ادى الى تقليص الخسائر”. واشارت الاذاعة الى ان شخصا اخرا لقي حتفه في العاصمة تونس بالقرب من سيارته التي حملتها المياه. واوضحت ان الامطار الغزيرة التي هطلت السبت خصوصا على شمال البلاد رفعت منسوب مياه الوديان ما ادلى الى توقف حركة المرور على عدد من الطرق وعزل بعض المناطق. واوضح المتحدث باسم الرئاسة التونسية ان الرئيس زين العابدين بن علي “اعطى التعليمات للاجهزة المختصة لمتابعة الوضع في كافة المناطق المتضررة وتقديم المساعدات اللازمة للاشخاص المنكوبين”. واعلنت الرئاسة ايضا الغاء احتفال كان سيترأسه الرئيس بن علي الاثنين في بنزرت (60 كلم الى شمال تونس) بمناسبة ذكرى جلاء القوات الفرنسية عن هذه القاعدة العسكرية السابقة.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 14 أكتوبر 2007)

تونس: أودية وأنهار بسبب الأمطار الغزيرة.. وبيوت تسبح في برك من المياه

 
تونس – صالح عطية   شهدت البلاد التونسية يوم أمس، شبه فيضانات عمت عديد الجهات والمحافظات إثر نزول كميات كبيرة ومكثفة من الأمطار هي الأقوى منذ دخول فصل الخريف قبل بضعة أسابيع.. وكانت هذه الأمطار مصحوبة برياح ورعود إلى جانب حبات من “الثلج” التي سرعان ما انقطعت..   وتسببت مياه الأمطار في تكوين ضباب كثيف، رافق الأمطار التي استمر نزولها لأكثر من ساعتين من الزمن من دون انقطاع.. وغمرت مياه الأمطار أغلب الشوارع والأحياء السكنية في مناطق عديدة من البلاد، مما تسبب في عطل كبير في حركة المرور التي توقفت كليا في طرقات عديدة وتقاطعات مختلفة، فيما اقتحمت المياه، عديد البيوت والمساكن متسببة في إغراقها وتحويلها إلى شبه مسابح، وشملت هذه الوضعية الكثير من الأحياء السكنية، سواء بالعاصمة أو بالمناطق الشعبية المتاخمة للعاصمة.. واضطرت وسائل النقل إلى التوقف عن العمل لفترة تجاوزت الساعتين، بسبب المياه الكثيفة التي غمرت الطرقات والسكك الحديدية، الأمر الذي جعل مئات المواطنين يتمركزون في محطات الحافلات والمترو الخفيف والقطارات الرابطة بين الضواحي وتلك التي تتجه نحو المناطق الداخلية للبلاد… وبخلاف الوضعية التي عرفتها البلاد في أعقاب الأمطار التي تهاطلت على البلاد قبل أسبوعين تقريبا، لم يستطع المواطنون “التصرف” لاختراق ما يشبه الأودية الجرارة التي كونتها مياه الأمطار، والتي قارب علوها المتر من المليمترات، بحيث غطت الطرقات ولم يعد بإمكان المرء التمييز بين الطريق العادي وسكة الميترو أو القطار أو الأرصفة..   على صعيد آخر، كانت عديد وسائل النقل الخاصة والعمومية، عرضة إلى عطل فني بعد أن تسللت الأمطار إلى محركاتها، ما أدى إلى توقفها لساعات طويلة وسط أودية المياه.. وشوهد عديد المواطنين وهم يشمرون عن ملابسهم، في محاولة لقطع الطريق مشيا على الأقدام، أما البعض الآخر، فقد اضطر إلى الانتظار إلى غاية تقلص كميات المياه..   وعلى الرغم من أن معظم المحلات التجارية كانت مغلقة بسبب عطلة عيد الفطر، فإن ذلك لم يمنع تعرض بعض المحلات إلى أضرار مادية، بسبب المياه التي اخترقت محلاتهم وبعثرت أغراضهم وممتلكاتهم وبضائعهم، خصوصا محلات بيع لعب الأطفال، بالإضافة إلى المصورين الذين أتلفت الأمطار والمياه أمتعتهم وأمثلتهم النموذجية لالتقاط صور للأطفال في الساحات العمومية الموزعة هنا وهناك على طول البلاد.. الجدير بالذكر، أن عدة مباريات رياضية في كرة القدم، توقفت بعد مرور نحو عشرين دقيقة على بدايتها، بسبب المياه التي لا تسمح بإجراء مباراة كرة القدم، باستثناء بعض المباريات المحدودة.   (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2007)

اثر التقلبات الجوية مساء السبت

الرئيس زين العابدين بن علي يأذن بمتابعة الأوضاع في المناطق المتضررة * إلغاء الموكب المزمع انتظامه يوم الاثنين 15 أكتوبر ببنزرت بمناسبة عيد الجلاء

 
تونس 13 اكتوبر 2007( وات)- أعلن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية انه اعتبارا للتقلبات الجوية القوية التي تمر بها البلاد حاليا والتي انجر عنها تهاطل الأمطار بكميات غزيرة وفيضانات تسببت في بعض الضحايا البشرية وأضرار مادية تقرر إلغاء الموكب المزمع انتظامه يوم الإثنين 15 أكتوبر الجاري ببنزرت بمناسبة ذكرى عيد الجلاء بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي الذي أعطى تعليماته للهياكل والمصالح المعنية بمتابعة الأوضاع في كامل المناطق المتضررة وتقديم النجدة والإسعافات والمساعدات اللازمة للمتضررين في هذه الظروف المناخية الاستثنائية.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) بتاريخ 13 أكتوبر 2007)

تونس الكبرى تشهد مجـدّدا أمطـارا فيضانيـة وفاة 8 أشخاص وفقدان 8 آخرين

   *توقف كلي لحركة المرور.. طرقات وأنهج تتحوّل إلى مسابح     * الرئيس بن علي  يأذن بمتابعة الأوضاع في المناطق المتضررة     * تواصل التقلبات المناخية اليوم وغدا

 
تونس (وات) شهد عدد من مناطق البلاد أمس السبت تقلبات جوية قوية رافقتها امطار غزيرة تسببت في بعض المواقع في حصول فيضانات انجر عنها بعض الضحايا البشرية وأضرار مادية وبالخصوص ما جد بالطريق الرئيسية رقم 8 في مستوى (سبالة بن عمار) حيث باغتت المياه الطوفانية وفي ظرف وجيز جدا عددا من المواطنين وهم داخل سياراتهم مما تسبب في وفاة 8 منهم وفقدان 8 آخرين. وقد هرعت مصالح الحماية المدنية الى المواقع المتضررة لنجدة عدد من مستعملي الطريق وانتشال جثث المتوفين وهو ما حال دون تفاقم الخسائر ولاتزال مصالح الانقاذ والاسعاف تواصل البحث عن المفقودين وتراقب الوضع عن كثب لتقديم الاحاطة والنجدة في الابان. وتدعو المصالح المعنية كافة المواطنين وخاصة مستعملي الطريق الى توخي الحذر وعدم المجازفة واتباع توصيات وإشارات مصالح المرور سيما في هذا الظرف المناخي الاستثنائي.   تونس – الصباح: شهدت بعض المناطق بعد الظهر يوم أمس، نزول كميات كبيرة من الأمطار.. مصحوبة برياح ورعود إلى جانب حبات من “التبروري” التي سرعان ما انقطعت..   هذه الأمطار استمر نزولها لأكثر من ساعتين دون انقطاع.. وغمرت مياه الأمطار أغلب الشوارع والأحياء السكنية في مناطق عديدة من تونس الكبرى، بدءا بالعاصمة التي شهدت شوارعها وأنهجها وأزقتها تراكم نسبة كبيرة من المياه، مما تسبب في عطل كبير في حركة المرور التي توقفت كليا في طرقات عديدة وتقاطعات مختلفة، فيما اقتحمت المياه، عديد البيوت والمساكن متسببة في كثير من الأحياء السكنية، سواء بالعاصمة أو بالمناطق المتاخمة والمحيطة بتونس، إلى جانب الضواحي الجنوبية والشمالية للعاصمة، في إغراقها وتحويلها إلى شبه مسابح..   واضطرت وسائل النقل إلى التوقف عن العمل لفترة تجاوزت الساعتين، بسبب المياه الكثيفة التي غمرت الطرقات والسكك الحديدية، الأمر الذي جعل مئات المواطنين يتمركزون في محطات الحافلات والمترو الخفيف والقطارات الرابطة بين الضواحي وتلك التي تتجه نحو المناطق الداخلية للبلاد… وبخلاف الوضعية التي عرفتها بعض الجهات في أعقاب الأمطار التي تهاطلت قبل أسبوعين تقريبا، لم يستطع المواطنون “التصرف” لاختراق ما يشبه الأودية الجرارة التي كونتها مياه الأمطار، والتي قارب علوها الألف من المليمترات، بحيث غطت الطرقات ولم يعد بإمكان المرء التمييز بين الطريق العادية وسكة الميترو أو القطار أو الأرصفة..   من ناحية أخرى، اضطر عديد المواطنين، إلى امتطاء الشاحنات الصغيرة (من نوعusuzu )، وبعض وسائل النقل الفلاحي (من نوع تراكتور)، بل حتى آليات البناء (على غرار التراكس)، لتجاوز برك المياه المرتفعة التي تضاهي تلك النسب التي عرفتها البلاد قبل أكثر من عامين..   عطل شامل في حركة المرور..   على صعيد آخر، كانت عديد وسائل النقل الخاصة والعمومية (سيارات وشاحنات وسيارات أجرة ولواج وحافلات عمومية، سواء التابعة لشركة نقل تونس أو تلك التي تعود بالنظر إلى الشركات الخاصة)، عرضة إلى أعطاب فنية بعد أن تسللت الأمطار إلى محركاتها، ما أدى إلى توقفها لساعات طويلة وسط أودية من المياه.. وشوهد عديد المواطنين وهم يشمرون عن ملابسهم، في محاولة لقطع الطريق مشيا على الأقدام، أما البعض الآخر، فقد اضطر إلى الإنتظار إلى غاية تقلص كميات المياه.. وعلى الرغم من أن معظم المحلات التجارية كانت مغلقة بسبب عطلة عيد الفطر، فإن ذلك لم يمنع تعرض بعض التجار إلى أضرار مادية، بسبب المياه التي اخترقت محلاتهم وبعثرت أغراضهم وممتلكاتهم وبضائعهم، خصوصا محلات بيع لعب الأطفال، بالإضافة إلى المصورين الذين أتلفت الأمطار والمياه أمتعتهم وأمثلتهم النموذجية لالتقاط صور للأطفال في الساحات العمومية الموزعة هنا وهناك على طول البلاد..   الجدير بالذكر، أن عدة مباريات رياضية في كرة القدم، توقفت بعد مرور نحو عشرين دقيقة على بدايتها، بسبب المياه التي لا تسمح بإجراء مباراة كرة القدم   صالح عطية

الرئيس بن علي  يأذن بمتابعة الأوضاع في المناطق المتضررة

 
تونس (وات) اعلن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية انه اعتبارا للتقلبات الجوية القوية التي تمر بها البلاد حاليا والتي انجر عنها تهاطل الأمطار بكميات غزيرة وفيضانات تسببت في بعض الضحايا البشرية واضرار مادية تقرر إلغاء الموكب المزمع انتظامه يوم الاثنين 15 اكتوبر الجاري ببنزرت بمناسبة ذكرى عيد الجلاء بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي الذي أعطى تعليماته للهياكل والمصالح المعنية بمتابعة الأوضاع في كامل المناطق المتضررة وتقديم النجدة والإسعافات والمساعدات اللازمة للمتضررين في هذه الظروف المناخية الاستثنائية

تواصل التقلبات المناخية اليوم وغدا

 
تونس (وات) – يتميز الوضع الجوي ابتداء من بعد ظهر امس السبت والى غاية غدا الاثنين بسحب رعدية تكون مصحوبة بامطار مؤقتا غزيرة وبكميات هامة تتجاوز محليا 40 مليمترا بولايات باجة وجندوبة وسليانة والكاف وبنزرت والقصرين وسيدى بوزيد.  وتفيد نشرة جوية خاصة صادرة امس السبت عن المعهد الوطني للرصد الجوي ان هذه السحب تتفرع اليوم الاحد لتشمل خليج الحمامات والساحل بكل من سوسة والمنستير والمهدية وصفاقس وكذلك ولاية القيروان وخليج قابس. وتكون كميات هذه الامطار ببقية المناطق متوسطة. كما ينتظر تساقط البرد في اماكن محدودة من البلاد.   وستكون الرياح قوية اذ ستتجاوز سرعتها مؤقتا 70 كلم/س عند ظهور السحب الرعدية.   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2007)

أخبار الصباح  

 
دراسة استشرافية   امام ما تواجهه انظمة الضمان الاجتماعي من صعوبات يتم حاليا استكمال الدراسة الاستشرافية حول افاق انظمة الضمان الاجتماعي في ضوء التطورات الاقتصادية والديمغرافية التي ستشهدها تونس قصد اتخاذ التدابير الضرورية للحفاظ على التوازنات المالية لهذه الصناديق.  
المكتبة الافتراضية

نظرا لان الكثير من الطلبة والباحثين يجدون صعوبات في العثور على المراجع في المكتبات الجامعية العادية.. فقد تقرر احداث مكتبة افتراضية للبحث.. وسيتم خلال الخماسية القادمة مواصلة اعداد الاطار التشريعي الملائم لها وتوفير الاليات التنظيمية والتنسيق بين كل الاطراف بما يمكن من تطعيم السجل الوطني للاطروحات وقاعدة المعلومات للانتاج العلمي التونسي.. هذا الى جانب اعداد الشبكات المحلية للاقطاب التكنولوجية وربطها بالشبكة الوطنية لتراسل المعطيات بهدف توفير بنية اتصالية تمكن مؤسسات التعليم العالي والبحث والخواص داخل القطب من التمتع بطاقة تدفق عالية وخدمات انترنات حسب المواصفات العالمية.   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2007)

بعد أن تم إصدار طلب عروض دولي في شأنها: قريبا الشروع في توزيع بطاقة الطالب الالكترونيـة متعــددة الخدمــات

 
تونس-الصباح – علمنا أنه ينتظر أن يتم الشروع قريبا في توزيع البطاقات الالكترونية للطلبة بعد أن تقرر الكشف عن المؤسسة التي فازت بطلب العروض الخاص بتركيز واستصدار منظومة البطاقة الطالب الالكترونية متعددة الخدمات خلال الأيام القليلة المقبلة. وسيتم بداية من الأسبوع القادم تزويد الطلبة بهذه البطاقات وذلك بشكل مرحلي.   وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا قد أصدرت منذ أشهر طلب عروض دولي خاص بتركيز منظومة مندمجة للاستصدار والتصرف والاستغلال في البطاقة الالكترونية للطالب متعددة الخدمات. وذلك بهدف توفير 600 ألف بطاقة الكترونية منها 400 ألف مشخصة و 200ألف بطاقة غير مشخصة، واشترطت الوزارة في طلب العروض الى جانب توفير العدد المطلوب من البطاقات وتوفير المنظومة المندمجة للاستصدار والتصرف والاستغلال والتكوين والإحاطة التقنية لأعوان وموظفي المؤسسات الجامعية المستخدمين لهذه المنظومة..   يذكر أن العدد الإجمالي للطلبة خلال السنة الجامعية الحالية سيتجاوز 360 ألف طالب، ومن المنتظر أن تعمم البطاقة الالكترونية للطلبة على جميع الجامعات والمؤسسات الجامعية في كامل الجمهورية. وستعوض هذه البطاقة «الذكية» عديد البطاقات الأخرى التي يستعملها الطالب يوميا مثل بطاقة الترسيم وبطاقة المكتبة وبطاقة المبيت وبطاقة المطعم وبطاقة النقل بحيث ستكون بطاقة الكترونية واحدة متعددة الخدمات وصالحة لجميع حاجيات الطالب.   ومن شأن هذه البطاقة أن تساعد الطالب أولا على قضاء شؤونه الجامعية وتخفف من الروتين الإداري الذي يتعرض له عند كل خدمة جامعية يطلبها، كما تساعد الإدارة وتسهّل عملها إلى جانب الحدّ من استهلاك المطبوعات والوثائق والاستمارات..  
رفيق بن عبد الله
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2007)

 


 

من المسئول؟:

موتى ومفقودين وفيضانات تغرق العاصمة وتبدد فرحة العيد

 

توفيق العياشي / تونس العاصمة

 

تزامنت الفيضانات السنوية التي أصبحت تشهدها مناطق مختلفة من البلاد التونسية وخاصة تونس العاصمة التي تغرق في المياه والأوحال بصفة دورية كل سنة مع تساقط أولى أمطار الخريف، تزامنت فيضانات هذه السنة مع ثاني أيام عيد الفطر ومع اليوم العالمي للوقاية من الكوارث الطبيعية ، مصادفة عجيبة وعبثية  كانت هذه السنة أكثر وقعا عن التونسيين حيث قضى تسعة أشخاص اختناقا بعد أن جرفتهم المياه الطوفانية داخل سياراتهم في منطقة “سبالة بن عمار” على الطريق القديمة الرابطة بين تونس وبنزرت ، فقد داهمت المياه الطوفانية مجموعة من السيارات بصفة مفاجئة وجرفتهم إلى منخفض يطفح بالماء والأوحال وقد تمكنت قوات الدفاع المدني حسب ما صرحت به مصادر رسمية من انتشال تسعة جثث ، كما أعلنت عن وجود تسعة مفقودين جار البحث عنهم ،وفي مقابل ذلك شكك شهود عيان حضروا على عين المكان في صحة الأرقام الرسمية مؤكدين أن عدد الموتى والمفقودين يتجاوز بكثير الرقم الذي أعلنته وسائل الإعلام الرسمية . هذا وأكد لنا مصدر مطلع في الدفاع المدني أن عدد الموتى والمفقودين قد وصل إلى 24 حالة مسجلة لدى مصالح الحماية المدنية إلى حد ظهر الأحد 14 أكتوبر 2007.

 

أما في وسط العاصمة فقد اجتاحت مياه الأمطار الشوارع والبنايات وارتفع منسوب المياه في مناطق مختلفة ليتجاوز المتر ، خاصة في منطقة “لافايات” وباب سويقة وباب سعدون ،حيث سدت المياه منافذ الأنفاق وانقطعت حركة المرور في أغلب الطرق والمسالك . وداهمت مياه الأمطار المنازل والمحلات مخلفة عديد الخسائر المادية للمواطنين.

 

وقد غمرت المياه المنسابة سيارة احد المواطنين مما أدى إلى وفاته .

 

هذا وشهدت بعض الولايات الأخرى تساقط كميات كبيرة من الأمطار أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع ، على غرار مدينة بنزرت التي داهمت فيها المياه عديد المحلات بشكل سريع  ،انطلاقا من الساعة السادسة مساء ، كما أتلفت الأمطار المتساقطة عديد اللافتات ومعلقات الزينة التي ثبتتها بلدية بنزرت احتفالا بزيارة رئيس الدولة للولاية لإحياء ذكرى عيد الجلاء، وفي هذا السياق أعلن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عن إلغاء موكب الاحتفال بذكرى الجلاء نظرا لما خلفته” فيضانات13اكتوبر”.

من خسائر مادية وبشرية.

ومن الملفت أن الفيضانات قد تكررت بصفة دورية خلال السنوات الأخيرة في العاصمة ، ففضلا عن ارتفاع منسوب المياه المتساقطة ومداهمتها المنازل والمحلات ،تنفث بالوعات المياه وقنوات الصرف ما علق بها من أوساخ وقاذورات لتزيد في تعكير حالة الشوارع حيث تنتشر الروائح العطنة والأوحال الآسنة التي قد تسبب الأوبئة والأمراض الجلدية للمواطنين.وتفيض الأودية العابرة للعاصمة ، ومع ذلك لم يقع اتخاذ أي إجراء من السلطات البلدية لمعالجة الوضع وإعادة تهيئة البنى التحتية رغم تكرره كل سنة تقريبا .فهل يمكن أن يبلغ الفساد حد الاستهتار بحياة المواطن وممتلكاته.. ؟

 

 


 

..وكذالك يوم العيد:

منع نشطاء من المجتمع المدني من دخول منزل المناضل على بن سالم

 توفيق العياشي / عاصمة الجلاء           

 

طوقت أعداد كبيرة من قوات الشرطة السياسية صباح يوم عيد الفطر منزل رئيس فرع رابطة حقوق الانسان ببنزرت علي بن سالم في شارع فرحات حشاد وسط المدينة لمنع مجموعة من نشطاء المجتمع المدني بالجهة من دخول منزل المناضل الذي يحتضن مقر فرع رابطة حقوق الانسان بالجهة لتهنئته بعيد الفطر.

 

هذا وقد عمدت أعداد كبير من عناصر الشرطة السياسية الى التمركز امام باب منزل المناضل في شكل حاجز بشري ومنعوا النشطاء من الدخول متحججين بالتعليمات ( التي تعوض القانون في تونس ) ، وقد حاول المناضل علي بن سالم تمكين ضيوفه من الدخول الى منزله الا ان الحضور المكثف لعناصر واطارات الشرطة السياسية بالجهة الذين سدوا جميع منافذ الدخول ،   قد حال دون ذالك ،في حركة جلبت اهتمام المارة الذين منعتهم الشرطة السياسية من التوقف لاستجلاء الامر.

 

وقد ضم الوفد الذي منع من معايدة المناضل على بن سالم: نشطاء من الحزب الديمقراطي التقدمي، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسا ن ،وبعض المنظمات والاحزاب بالجهة،اضافة الى الصحفي لطفي حجي الذي أكد لنا في اتصال هاتفي ان الزيارة التي منعوا من تأديتها كان هدفها تهنئة عائلة المناضل على بن سالم بعيد الفطر مثلما دأبوا على ذلك في كل سنة ،

 

وتجدر الاشارة الى ان منزل المناضل على بن سالم الذي يحتضن مقر فرع رابطة حقوق الانسان، يشهد حصارا امنيا متواصلا من طرف عدد كبير من عناصر الشرطة السياسية الذين يتخذون من محل البقالة المواجه لمنزل المناضل ومن المقهى الذي يجانبه مكانا للمراقبة ، و يعمدون الى منع كل من اراد زيارة السيد على بن سالم، ويراقبون تحركات المناضل وافراد عائلته كلما خرجوا من المنزل .

 

وقد تعرض رئيس فرع الرابطة ببنزرت السيد على بن سالم للايقاف والمسائلة في صائفة2006 بسبب اصدار الفرع لبيان يكشف عملية تدنيس القران من طرف مديرؤ سجن برج الرومي  “عماد العجمي”، حيث قامت انذاك مجموعة من عناصر الشرطة السياسية اقتحام منزله بعد تسلق الأسوار والاعتداء بالعنف الشديد على زوجته المسنة، قبل ان يطلق سراحه ، وتشدد المراقبة على منزله وعلى تحركاته.

 

ملا حظة : مراسلة متأخرة تعذر إرسالها يوم 11أكتوبر2007 نظرا لانقطاع خدمة البريد الالكتروني في مدينة بنزرت خلال هذه الأيام لأسباب مجهولة.

 


 

أخيرا.. بدأ الأوروبيون ينصتون للإسلاميين

 

 
صلاح الدين الجورشي – تونس – بروكسل     في تطور ملفت، شرعت “المفوضية الأوروبية” منذ الخامس والعشرين من شهر سبتمبر في عقد سلسلة من المنتديات الداخلية، التي تضم عددا من موظفي الاتحاد الأوروبي، وذلك للتعرف على ما يُـسمى بالإسلام السياسي.   وقد احتضنت العاصمة البلجيكية بروكسل أولى هذه اللقاءات التي التأمت مؤخرا، وحضرها ما بين أربعين وخمسين موظفا، وخصص السيمينار الأول للإطلاع على نماذج من دول المغرب، وشملت كلا من الجزائر والمغرب، حيث تم تأجيل النظر في الحالة التونسية إلى اللقاء الموالي.    سيتم الاستماع في هذه اللقاءات إلى خلاصات أبحاث سبق وأن أعدها فريق من الخبراء والمختصين في قضايا الحركات الإسلامية بطلب من مركز للدراسات السياسية مقره في بروكسل.    وقد حاولت هذه الأبحاث، التي ستصدر في كتاب باللغة الأنجليزية خلال الأسابيع القليلة القادمة، الإجابة عن سؤال محوري يتعلق بمدى استعداد هذه الحركات للشروع في التعاون مع الاتحاد الأوربي خلال المرحلة القادمة.    وإذا كان هذا النقاش قد بدأ في ورشة مغلقة قبل حوالي عشرة أشهر في مدينة إشبيلية الإسبانية، إلا أن الجديد هذه المرة هو دعوة بعض ممثلي هذه الحركات، لسماع وجهات نظرهم بشكل مباشر حول المسائل التي تهم الطرفين.     خطوات محتشمة نحو حوار اضطراري    تعتبر هذه المرة الأولى التي تقرّر فيها مؤسسات الاتحاد الأوروبي فتح حوار مباشر مع الحركات الإسلامية، دون أن يعني ذلك أن الاتحاد قد حسَـم نهائيا هذه المسألة، إذ أنه لا يزال في مرحلة التحسّس والتعرف على ما تفكر فيه الأطراف المقابلة.    وقد وصف أحد الذين حضروا جلسة “بروكسل” بالمفيدة، وأضاف بأنها وفّـرت للمشاركين فِـكرة أولية هامة، ولم يكن من باب الصُّـدفة أن تبدأ هذه الحوارات التحسيسية بدول المغرب العربي.    فمعظم الحكومات الأوروبية تربطها مصالح قوية بهذه المنطقة، خاصة دول جنوب المتوسط. فهذه الأخيرة، تتابع بقلق عودة العنف إلى الجزائر وتخشى من أن تنهار سياسة المصالحة التي أقدم عليها الرئيس بوتفليقة، كما أن هذه الحكومات تُـتابع باهتمام مُـتزايد ما يجري في المغرب، بعد أن حصل حزب العدالة والتنمية (حزب إسلامي معتدل) في انتخابات 7 سبتمتر على أعلى نسبة في الأصوات وأصبح يحتل الآن المرتبة الثانية في خارطة الأحزاب المغربية.    فإذا أضفنا إلى ذلك صعود الإخوان المسلمين من جديد في مصر وانقلاب موازين القِـوى الذي عرفته الساحة الفلسطينية، وما حققه حزب الله ضد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، كل ذلك وغيره بدأ يُـقنع الأوروبيين بضرورة التفكير في التعامل مع الحركات الإسلامية بشكل مختلف، أي فتح الحوار في مرحلة أولى، والتعاون في مرحلة ثانية، إذا ما أدّى الحوار إلى توفير أرضية مشتركة.    وفي هذا السياق، كيف تنظر هذه الحركات للتغير المتوقع في سياسة أوروبا تجاهها؟   رهان على الحركات المعتدلة   مؤسسات الاتحاد الأوروبي وموظفيها حذرون من كل اتصال مباشر بحركات الإسلام السياسي. إنهم يخشون ردود فعل أصدقائهم من حكومات ونخب قريبة منهم، كما أنهم حريصون على عدم محاورة من يوصفون بالراديكاليين أو المتهمين بالإرهاب.   وبناء عليه، يفضلون في هذه المرحلة التعامل مع الحركات التي يمكن أن توصف بالاعتدال. وأهم ما يطلبونه في هذا السياق أن تكون هذه الحركات لا تنتهج العنف أسلوبا في التغيير، وأن تعلن قبولها بقواعد اللعبة الديمقراطية، وأن تكون قابلة بمبدأ التعاون مع أوروبا.   فالنسبة للمغرب، يعتبر ( حزب العدالة والتنمية ) الأكثر أهمية من الناحية السياسية. وقد أبدت قيادته الاستعداد للحوار والتعاون مع الاتحاد الأوروبي. وهي ترى أن نماذج الديمقراطية الأوروبية تشكل مصدرا مهما للاستفادة منه، ولا تؤمن بالقطيعة الثقافية مع أوروبا أو الغرب.   بل هذا الحزب حرص ولا يزال على أن طمأنة أوروبا، وبالأخص الدول الرئيسية التي لها مصالح هامة في المغرب بأنه لا ينوي تهديد هذه المصالح، بل هو يعمل على تطويرها، وهو ما حاول أن يبلغه الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني بشكل مباشر خلال جولاته السابقة التي قادته إلى عدد من هذه الدول، وفي مقدمتها إسبانيا وفرنسا.   أما بالنسبة للجزائر، فتشكل حركة مجتمع السلم النموذج المفضل أوروبيا لإدارة مثل هذا الحوار، بحكم أنها شريك في السلطة، إضافة إلى كونها تنطلق من تراث فكري وسياسي منذ عهد مؤسسها الشيح محفوظ نحناح يقبل الانفتاح على الغرب، وخاصة أوروبا. كما أن تجربتها في الحكم، جعلتها من أكثر الحركات الإسلامية الجزائرية برغماتية.   إن مؤسسات الاتحاد الأوروبي متوقفة عند نموذجين، تجد صعوبة كبيرة في التعامل معهما بشكل سياسي مباشر. أولهما نموذج ” حركة حماس ” التي لها حضورها الواسع في الشارع الفلسطيني، لكنها موقفها من إسرائيل وتمسكها بمنهج المقاومة، جعل الأوربيين يرون في ذلك خطوطا حمراء، تتعارض مع نظرتهم للصراع والأمن في الشرق الأوسط.   أما النموذج الثاني، الذي يتقاطع مع المثال السابق هو بالتأكيد ” حزب الله “. ومع ذلك فقد إدراج التنظيمين في اهتمامات الاتحاد الأوروبي، نظرا لاستناد كل منهما على الشرعية الديمقراطية في الوصول إلى السلطة، إلى استعدادهما للحوار مع أوروبا والتعاون معها. لكن الأمر يحتاج إلى وقت أطول، وظروف إقليمية ودولية أحسن.     حركة النهضة تتفاعل مع النموذج الأوروبي     للإجابة على هذا السؤال، يمكن اتِّـخاذ حركة “النهضة” التونسية مثالا يُـقاس به، إذ أثبتت الدراسات التي أنجِـزت بأن معظم الحركات الإسلامية في المنطقة العربية متشابهة نِـسبيا في مقارباتها وموقفها من أوروبا وسياساتها.   ولدت الحركة الإسلامية التونسية، مثلها مثل بقية الحركات المشابهة، مناهضة للغرب ومعادية لاختيار “الأوربة”، أي سياسة الإقتداء بأوروبا واتخاذها “نموذجا” للتقدم.   وقد شكل هذا البُـعد أحد الأسباب الرئيسية للصِّـراع الثقافي والسياسي بين حركة “النهضة” من جهة و”النظام البورقيبي” من جهة أخرى، لكن قادة الحركة اليوم ينظرون إلى أوروبا بشكل مختلف عن نظرتهم السابقة، خاصة بعد أن اضطُـر العديد منهم إلى مُـغادرة البلاد والاستقرار في العديد من الدول الأوروبية والغربية، التي فتحت لهم أبوابها ومنحتهم حق اللجوء السياسي.   عندما سُـئل بعض الكوادر القيادية لحركة النهضة عن موقفهم من الديمقراطية الأوروبية مقارنة مع الديمقراطية الأمريكية، أكّـدوا على أنهم أميَـل للتفاعل مع الديمقراطيات الأوروبية رغم “بعض النقائص أو التحفظات التي لهم عليها”.   وبالرغم من أن حمادي الجبال، القيادي البارز في الحركة قد غادر السِّـجن بعد قضاء أكثر من ستة عشر عاما رَهن الاعتقال، إلا أنه، استنادا إلى السنوات التي قضاها في فرنسا لاستكمال دراسته الجامعية، يعتقِـد بأن النموذج الأوروبي الذي عايشـه عن قرب “يُـعتبر الأقرب في تحقيق سيادة الشعب على نفسه” ويوفر “تعدّدا حقيقيا للأحزاب بمختلف توجهاتها، الفكرية والسياسية والاجتماعية، حيث نجِـد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومن البروليتاري إلى الرأسمالي ومن الغني إلى الفقير ومن الليبرالي إلى المحافظ”.   أما أهم ما في النظام الديمقراطي، فهو يثمثل عند السيد عامر العريض، رئيس المكتب السياسي للحركة في “قدرته على امتِـصاص الصِّـراعات العنيفة حول السلطة ووضع أسُـس التعايش السلمي بين القوى المتنافسة، فضلا عن قيامه على مفهوم المواطنة”.   ويلاحظ سيد الفرجاني، وهو قيادي آخر لاجئ حاليا في بريطانيا، أن النموذج الديمقراطي الأوروبي ليس واحدا، ويقول بأن “هناك فروق هامة بين الديمقراطية عند أوروبيي البحر الأبيض المتوسط وبين البلدان الإسكندنافية وبريطانيا”.   ونظرا لمحورية البُـعد الديني عند الإسلاميين، فإن تفاعلهم مع النماذج الديمقراطية يكون بقدر تعامل هذه النماذج إيجابيا مع الدِّين ودوره في المجتمع، ولهذا يميِّـز الفرجاني بين ما يُـسميه بـ “الديمقراطيات المتشدّدة ضد الدِّين، مثل اللائكية الفرنسية والدنمركية، وبين الديمقراطية البريطانية والسويدية، وإلى حد ما البلجيكية، التي تتعامل بسهولة مع الدِّين، رغم اختلافها فيما بينها في ذلك”.  
وإذ تجيز كوادر حركة النهضة مبدأ “الاقتباس من النموذج الديمقراطي الأوروبي”، لكن راشد الغنوشي، رئيس الحركة، يشترط بأن يكون هذا الاقتباس في خِـدمة المرجعية الإسلامية و”ليس للحلول محلها”، واعتبر من سلبيات النظام الديمقراطي، التي يجب الحذر منها “الفلسفة المادية والقِـيم العِـلمانية الدُّنيوية البحتة، التي غدت بطول الإلف، وكأنها جزء من هوية النظام الديمقراطي”، وهو ما أدّى، حسب رأيه، إلى ما وصفه بـ “الانفلات الديمقراطي من عالم القِـيم إلى قيمة الرِّبح والإنتاج”، وهي القيم التي “تسارع إليها، التفتت بتسارع معدّلات العلمنة” حسب رأيه.    
لكن علي العريض حاول أن يرفع الالتباس بالإشارة إلى أنه “إذا كانت الديمقراطيات الغربية قد أفرزت سلبيات مثل تفكّـك الأسرة ومشاكل المخدّرات وانتشار مظاهر الإدمان… فلا ينبغي ربط السلبيات بها، لأن هذه الآفات موجودة أيضا في البلدان ذات النّـظم الديكتاتورية وفي الدول الغنية والفقيرة”.     الإسلاميون يعترفون بالجميل.. لكن   عندما سألنا الغنوشي، المقيم كلاجئ سياسي في بريطانيا، حول مدى قيام الاتحاد الأوروبي بالدفاع عن الحقوق السياسية للإسلاميين، سارع بالإجابة “ليس لدي ما أعِـيبه في سياسة دول الاتحاد في موضوع الإسلاميين اللاجئين، غير سنِّها لقوانين الإرهاب”، وأضاف أنه في العموم “يعتبر إيجابيا ملف دول الاتحاد إزاء اللاجئين الإسلاميين، فقد صمَـدت في وجه طلبات حلفائها من الدكتاتوريات العربية في سدّ باب اللجوء في وجه ضحاياه من المعارضين الإسلاميين، وبعض تلك الطلبات المتكرّرة جاءت في ظروف عصيبة، كتلك التي تلت أحداث 11 سبتمبر”.   ولاحظ رئيس حركة النهضة (المحظورة في تونس) أنه “لئن تمكّـنت أنظمة القمع من استلام عدد من الإسلاميين، وبالخصوص في إيطاليا وبعض البلاد الأخرى، فقد فشلت في تحقيق ما ترجوه من إدراج كل الإسلاميين في قوائم الإرهاب وتسليمهم لدولهم بالجملة”، كما أن “كثيرا من هؤلاء المعارضين التونسيين تمّ تمكينهم من حمل جوازات وجِـنسيات الدول، التي لجؤوا إليها، وأمكن لهم أن يندمِـجوا هم وأسَـرهم، سواء منهم من تابع دراساته العليا أو اندمج في سوق الشغل أو واصل النِّـضال من أجل قضيته في وطنه الأصلي”.   وأشاد الغنوشي أيضا بدول الاتحاد الأوروبي، التي أمكن لها أن “تميِّـز بين مجموعات إسلامية تتبنّـى العنف وبين معارضة إسلامية سِـلمية فتحت أمامها أبواب الاندماج، ولم تسمع فيها قولا ولم تُـلق بالا للملفات التي تصطنعها أجهزة الأمن في دول المنشأ، رغم أن بعض أجهزتها الأمنية متفاعلة إيجابيا مع نظيرتها التونسية في رمي حركة مثل النهضة بالإرهاب”، وهو سعيد بأن حركته “لم توضع على أي قائمة من قوائم الإرهاب في دولة أوروبية، بل في العالم كله” ما عدا في تونس.   في مقابل إشادة الغنوشي بالسياسة التي انتهجها الأوروبيون تُـجاه لاجئي الحركة، عبّـر القيادي حمادي الجبالي، الذي لا يزال يحمل معه غُـبار السجن، عن أسفه تُـجاه الاتحاد الأوروبي الذي حسب رأيه “لم يكتف بعدم الدِّفاع عن الحقوق السياسية للإسلاميين، بل وحتى عن حقِّـهم في المواطنة، وإنما رفع ورقة الفيتو تُـجاه الإسلاميين واعترض على تقنين وضعهم السياسي”.   وأشار الجبالي إلى وجود مقاربات وسياسات متعدّدة لدول الاتحاد من “هذا الملف الساخن”، قائلا بأنه “من الصعب التعميم والحديث عن سياسة موحّـدة لدول الاتحاد تُـجاه الإسلاميين عموما، وحقوقهم السياسية بشكل خاص”، فهو يعتقد بأن دول جنوب أوروبا “ذات العلاقة التاريخية بتونس، هي التي تزعّـمت داخل الاتحاد الدّفاع عن الأنظمة الاستبدادية التي عمدت إلى محاولة استئصال الحركات الإسلامية، حتى المعتدلة منها، وحرمتها حقها في الوجود القانوني، كطرف سياسي له وزنه الشعبي”، لكنه اعترف في الوقت ذاته بوجود دول أوروبية أخرى تبنّـت “مواقف أكثر اعتدالا وبراغماتية، خدمة لمبادئها ومصالحها”.   أما مرسل الكسيبي، وهو ناشط سابق في حركة النهضة يقيم حاليا بألمانيا، فيفترض بأن الاتحاد الأوروبي “مؤهّـل أكثر من غيره ليلعب دورا رئيسيا في إنهاء الصراع القائم بين بعض البلاد العربية ومعارضيها، المنتمين إلى المدارس الإسلامية المعتدلة والوسطية”، وهو ينتظر من الاتحاد القيام بدور أكبر في هذا الاتجاه”، من أجل قطع الطريق على مدارس العُـنف والتشنّـج، التي صنعتها أخطاء الأنظمة العربية عبر تماديها في سياسة القمع والتسلّـط، دون قيد أو رقيب”.     دول الإتحاد وقفت إلى جانب الإستبداد   عندما تسأل أطراف المعارضة في تونس حول تقييمهم لجهود دعم الاتحاد الأوروبي للديمقراطية في دول جنوب المتوسط، غالبا ما تكون إجاباتهم أقرب إلى الانطباع السلبي، لهذا، فإن ردود كوادر حركة النهضة لم تكُـن مغايرة عن بقية المعارضين التونسيين، وإن جاءت أحيانا أكثر حدّة، نظرا لما تعرّضوا له من ملاحقة وإقصاء خلال المرحلة الماضية.   راشد الغنوشي قدّم جوابا مُقتضبا جدّا، اعتبر فيه أنه “واقعيا، وقفت دول الاتحاد إلى جانب الاستبداد”، ويعود ذلك، حسبما يراه القيادي في حركة النهضة زياد الدولاتلي، إلى أن أوروبا “تتعامل مع العالم العربي بعقلية المُـستعمر وتظن بأنها مالكة الحقيقة، وأن المثال الغربي هو النموذج الوحيد لصالح التنمية”، ولهذا السبب “تقوم أوروبا بدعم الفساد والاستبداد من أجل الحِـفاظ على مصالحها المادية، وتتحالف مع من يتبنّى قِـيمها الحضارية، رغم فشل كل محاولات الغزو الثقافي”.   لكن الدولاتلي يستثني من ذك ما وصفه بـ “التيار التحرري، الذي نما في السنوات الأخيرة، والذي يُـطالب بضرورة تفهم الظاهرة الإسلامية وفتح حوار معها وتشريكها في الحياة السياسية”.   حاول عامر العريض من جهته أن يكون أقلّ حدّة في نقده، فقال “في الأصل، أوروبا مؤيّـدة للديمقراطية، لكن للأسف ما لاحظناه هو أن أنظمة عربية استبدادية تتمعش من الدّعم الأوروبي، بل صارت في الكثير من الأحيان تُـملي سياساتها على بعض الدول الأوروبية من موقع الشعور بالحاجة إليها، فحصل تأثير في الاتِّـجاه المعاكس، أي من أنظمة الاستبداد باتِّـجاه الحكومات الديمقراطية الأوروبية، وليس العكس”.   النهضة تُـراهن على الحوار مع أوروبا   يتمسك قادة حركة النهضة بمبدإ التعاون مع أوروبا، لكن عامر العريض يصِـف هذا التعاون بـ “التأرجح بين المأمول والواقع، وبين المبادئ والمصالح”، ويفصل ذلك بقولــه “فمن جهة نعتقد نحن وكثير من القوى التحررية في أوروبا أن هذا التعاون حتمي ومن المصلحة أن يكون لصالح شعوب المنطقة جميعا، ومن جهة أخرى، تتمسك حكومات استبدادية بهذا التعاون، ولكن من أجل ضمان استمرارها، ولو على حساب إرادة مواطنيها”، لكن رغم هذا التأرجح أو التذبذب، يعتبِـر العريض أن التعاون مع أوروبا “مسألة مصيرية لتحقيق التنمية وتبادل المنافع”.   من جهته، ينظر الكسيبي بتفاؤل لمستقبل العلاقة بين أوروبا والإسلاميين، ويرى أن هذا المستقبل سيكون “مُـشرقا ومُـشرفا وواعدا، رغم وجود كثير من الصعوبات، نتيجة تشويش الأنظمة القمعية على معارضيها وصورتهم السياسية والفِـكرية المعتدلة من منطلق ابتزاز الدّعم المالي والاقتصادي والسياسي والأمني من الحكومات الأوروبية، التي تعتبرها بعض أنظِـمة المنطقة العربية بمثابة البقرة المالية والسياسية الحلوب، التي ينبغي استمرار تدفّـق لبنِـها، ولو باعتماد أساليب الغِـش والتلبيس والخداع”.   النهضة تطالب الأوروبيين بالاعتراف بها   بالنسبة لمجالات التعاون المُـمكنة بين الطرفين، فإن حركة النهضة لا تزال تفتقِـر لمقترحات واضحة وعملية. فالغنوشي اعتبر أن مجالات التعاون “كثيرة”، لكنه طالب أوروبا أولا بالاعتراف بالإسلام وأن “تكُـف عن محاولات إقصائه أو تفصيله على هواها”، وأن “تعترف به كما هو وتُـقر العزم على التعامل مع عالم إسلامي محكوم بالإسلام وبالإسلاميين، أي بالديمقراطية، والمعنى واحد، فلا ديمقراطية في العالم الإسلامي إلا عن طريق الإسلام، تماما كما أنه لا ديمقراطية في أوروبا إلا عن طريق العلمانية”.   وأضاف بأنه من “المؤلم أن تكون الأصوات في أمريكا الداعية إلى الاعتراف بعالم إسلامي محكوم بتيارات الوسطية الإسلامية – حتى وإن عتمت على تلك الأصوات اللوبيات الصهيونية – عجيب ذلك، بينما أوروبا الأقرب، هي الأكثر تشددا إزاء الحركات الإسلامية، حتى أكثرها اعتدالا، مثل العدالة والتنمية والنهضة والإخوان”، وإذا غيرت أوربا من موقفها، فإن الغنوشي يعِـدها بأنها “ستجد في الحركة الإسلامية حليفا ثابتا وقويا لا يضطرها إلى التضحية بقيمها التنويرية والديمقراطية من أجل المحافظة على مصالحها في عالم الإسلام”.   حاول عامر العريض أن يكون عمليا ودقيقا، فحدّد أربعة مجالات للتعاون بدت له أساسية وممكنة وهي: إدارة الحوار لنزع عوامل الكراهية والعنف والتعاون لدعم تطلّـع بلداننا للإصلاح وتحقيق التنمية والتعليم والبحث العلمي وبناء علاقات سياسية واضحة.   ولم يستبعد سيد الفرجاني أن يشمل التعاون كل المجالات، بما في ذلك “الأمنية والدفاعيـة”، ويقول في هذا السياق “نحن نرفض أن نكون باباً للنّـيل من أمن أوروبا ولا بوابة لمرور المخدّرات أو الهجرة غير القانونية، ولا قوة عداء باسم الإسلام ضد أوروبا أو باسم المسيحية أو اليهودية أو الفلسفات اللادينية من أوروبا ضدنا”، واقترح من أجل ذلك عددا من التوصيات، من بينها: فتح علاقات سياسية رسمية وبعث لجنة تفعيل البند الثاني لاتفاقية الشراكة الأوروبية التونسية، إلى جانب “تحديد رؤية مشتركة لعلاج مشاكل الإرهاب والهجرة غير القانونية في أوروبا، والاستبداد والتنمية في تونس”.   يتبين مما سبق، أن قيادة حركة النهضة وعدد واسع من الإسلاميين المستقلين يبدون استعدادا كبيرا لمد جسور التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهيئاته المختلفة، لكن ما تطالب به حركة النهضة بشكل أساسي، هو الاعتراف بها من قِـبل الأوربيين كلاعب رئيسي في الحلبة التونسية، وإذ تقدر الحركة احتضان الدول الأوربية للكثير من كوادرها وما قدّمته لهم من حماية ولجوء وقدر من حرية التعبير والحركة، لكن قيادة (النهضة) تريد من أوروبا أن تمارس قدرا من الضغط على الحكومة التونسية من أجل إطلاق سراح مساجينها، والاعتراف القانوني بها كحزب معارض.   فكوادر الحركة، الذين تمّـت محاورتهم، يعطون الأولوية لمسألة الحريات والحقوق الأساسية على الجوانب المتعلِّـقة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية، نظرا للظروف التي يمرّون بها منذ مطلع التسعينات، هذه الظروف التي أصابتهم بالشلل وجعلتهم مشغولين بالصراع من أجل البقاء، وغير قادرين أن يضعوا أنفسهم في موقع الطرف الذي يحكم أو المشارك في السلطة، مثلما هو الشأن في الجزائر أو في المغرب.   (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 14 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105&sid=8268755&cKey=1192300556000&ty=st

 


نخبة ” تايوان” !!!

 

 
في خضم الحملة التي تستهدف الحزب التقدمي لا يسع المرء إلا أن يطلق سيلا من التساؤلات الممزوجة بالشفقة والحيرة على ما آلت اليه أحوال البلاد ومحور التساؤل هنا ليست السلطة لأن الشئ من مأتاه لا يستغرب و المعتوه وحده من ينسب للجلاد وظيفة غير الجلد اللهم إلا إذا كان السلخ فهو من جنس سابقه ومكملا له…صناعة تقليدية أرساها “بنو تغيّر” منذ ذالك الفجر !!!ودأبوا على إحيائها سنة ماضية حتى يمضي أسطولهم الى زوال. إنما الإستغراب هنا مأتاه ومداره أشباه النخب التي عودتنا على تجارة المواسم “والخبز البارد ” واللعب خارج الميدان. نخب الهوامش ..من هذه ..أو ما هذه…ولدت لغير مهامها ، وانتشرت في غير حقولها ، وتزودت بغير مؤنتها ، فلا بد أن ينشأ الجسم مشوها . أذا احتاجتها البلاد لبناء نهضتها واستخلاص حرية ابنائها وعزة شعبها زايدت في نومها على أصحاب الكهف ، حتى أذا نشطت مكونات المجتمع المدني والتمست طريقا للتوافق والبناء السياسي الجاد ، نهضت بحدها وحديدها متحسبة للفتنة مستنفرة حيوية كأنها إمتصت منشطات العالم. متى تنهض عادةأشباح النخب هذه ؟؟؟ · تنهض لتعربد عندما يستفزها البعض بالحديث عن امجاد هذا الدين الخالد. · تنهض مزبدة أذا روجعت في مفاهيمها الخاطئة عن هذا الدين وهي التي لا تكاد تتم حديثا او اية إن أرسلتهما وأن اتمتهما اثخنتهما بالاخطاء..فهي لا تكاد تبين..لحن في القول وعجمة في اللكنة .! · تنهض لتنفّر وتسْتنْفر…عندما يُمجـّد صحابيا أو عالما او مصلحا. · تنهض عندما يحدث تواصل ما بين مكونات المجتمع ونسيجه للتشويش عليه أو الحيلولة دون أي حراك. · تنهض للدفاع عن حق الكفر وحق ثلب الانبياء وحق تسفيه مقدسات الشعب الذي من بينه بعثوا ومن قوته أكلوا · تنهض للدفاع عن حق إشاعة الزنا في صفوف شعب مسلم وحق اللواط وحق السحاق وحق تفكيك الاسرة وحق تمرد الاحداث على أبائهم .. · تنهض لتعيق كل ما يستسيغه الشعب وتستهجنه هي كما تنهض لتحقق أهدافا بالوكالة عجز الإستعمار عبر سنواته الطويلة عن تحقيقها. ومتى تغط في نومها طفيليات النخب هذه ؟؟؟ · تنام حين تنبعث رائحة الشواء من السجون الممزوجة بصراخ يبحث عمن يستجيب. · تنام عندما يجمد القضاء وينتهك القانون وتصدر الاحكام على سجناء الراي من لجان التنسيق وفروع التجمع في الجهات والمناطق. · تنام عندما تؤجر مقرات الأمن الى مليشيات الحزب الحاكم وقاعات المحاكم إلى قياداته. · تنام عندما تنتهك اعراض خيرة أبناء هذا الوطن من طرف الصحف الصفراء المأجورة للمخابرات. · تنام عندما تلفق اشرطة الفيديو وتركب الصور في أقذر مهمة تقوم بها أنذل مرتزقة مرّت على هذه البلاد بما فيها مراحل الاستعمار المتتابعة…و المتباعدة. · تنام عندما تتحول الاجهزة الامنية للدولة الساهرة على أمن الشعب الى مصدر رعب لهذا الشعب تحرق مكاتب محاميه وتغتصب مقرات احزابة وجمعياته وتزرع الفتنة بين مكونات مجتمعه. · تنام عندما تطارد النساء ويعتدى عليهن ويطردن من عملهن ومعاهدهن وجامعتهن بسبب لباس. مهمتها تهميش الاولويات وتقديم الهوامش ، ومراكمة التشويش حتى يتعطل شريان الإصلاح وتصبح الحياة السياسية…الإجتماعية..الثقافية..برك خامرة ..هناك في هذه البرك يحلو لها التمرغ مع جواميس الثقافة …و”تقنقين” مع ناموس السياسة…و”الهبر” مع تماسيح “السوق”. في مسيرة المجتمع ونخبه النيرة وكدحها نحو الإصلاح والبناء وتلقيها الضربات المتتابعة المؤلمة من سلطة غاشمة متبلدة لا يضطرها الى الإنحسار إلا النضال الجاد الميداني الممول بطاقة هائلة من الصبر والتفاني تلعب مثل هذه “النخيبة” دور الاعشاب الطفيلية وأذى الطريق تلوح براقة للسذج وهي عاطلة معطلة أجدى منها نوار الدفلة وانفع منها حطب الوادي. هي هذه… “طوائف” شاذة عن نسيج مجتمعها تغرد خارج سربه وهواها مع غيره وتعيش على دمه. نصرالدين / ألمانيا

(المصدر: المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 14 أكتوبر 2007)

الرابط: http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?p=58516#post58516

 


تونس…عدالة في توزيع الظلم!

 
بقلم: أحمد فال بن الدين – موريتانيا   كنت قد عزمت منذ عقد من الزمن على أن لا تطأ قدمي أرضَ تونس باختياري مادام يتحكم فيها بن علي ورفاقه، لكنني وجدتني أزورها عام 2005، بل وأعود لزيارتها قبل ثلاثة أشهر رفقة الوالدة التي كانت بحاجة ماسة لمقابلة طبيب هناك، وبعد أن قابلت الطبيب وانتهيت مما كنت   بصدده، قمت بزيارة أحد المحامين البارزين – الدكتور عبد الرؤوف العيادي- وهو واحد من أبناء تونس الذين يعبرون عن حقيقتها وتاريخها، إنه واحد أولئك النفر الذين مازالوا يحيون أمل الحياة في ذلك الصقع الذي غابت عنه الحياة! وينادون على الشعب التونسي رغم كل ما يتخبط فيه من استبداد وظلم، أن الفجر لا بد أن يطلع يوما ما، وأن أحلك ساعات الليل تلك التي تلي الفجر منها وأن جحافل الظلام لابد وأن تتبد تحت خيوط شمس الحرية الوضاءة، إنه واحد من أبناء تونس المخلصين مثل السجين الطليق محمد عبو والمرزوقي وعبد الوهاب معطر وآخرين.   وعندما خرجت من مكتب الأستاذ العيادي، رأيت مخبرا يمشي وراءي، وكانت أول مرة في حياتي أرى فيها مخبرا يراقبني بحمد الله، لأنني عادة أتردد ما بين صحراء موريتانيا التي تعلم الحرية بفضاءاتها الرحبة،وبين الولايات المتحدة التي تفرض الحرية بالقانون على أراضيها، وما إن وصلت المنزل حتى هاجمتني مجموعة من رجال المخابرات، وعاثوا في الشقة تفتيشا، واختطفوني إلى أحد مخافرهم تاركين الوالدة تعاني الغربة وآلام المرض!   وخلال الثلاثين دقيقة الأولى، وقبل أن أدخل غرفة التحقيق، أخذوا جهاز الحاسوب المحمول الذي كان معي وبدأوا يفتشونه، فذهب ذهني بعيدا! شرد ذهني إلى الفرق الشاسع بين الحرية والعبودية، بين حكومة تحترم شعبها وبين أخرى تستعبده. ذهب ذهني إلى حادثة حدثت في أميركا.!   حيث إنني كنت في الولايات المتحدة الأمريكية حين اعتقل الشاب الفرنسي زكريا مساوي قبل الحادي عشر من سبتمبر من طرف FBI بتهمة التخطيط لعمل إرهابي ما، وكان اعتقاله قبل الحادي عشرمن سبتمبر بحوالي عشرين يوما، وكان بحوزته جهاز كومبيوتر محمول ربما كان يحتوي على أشياء كانت ستقود المحققين إلى خيوط عن العملية الإرهابية التي كانت ستنفذ، لكن رجال FBI لم يلمسوا جهاز المعتقل ولم يفتشوه في انتظار إذن من القضاء، ولم يأت الإذن إلا بعد وقوع الضربات، أما أنا الذي لم أكتسب جرما ولم أخطط لآخر، فقد نُثر جهازي خلال اللحظات الأولى داخل هذا المخفر التونسي الرهيب! وبين هذين الأنموذجين، يكمن الفرق بين الحرية والعبودية!   وقبل أسبوع من الآن، كان أحد الشبان الموريتانيين يتأهب للرجوع إلى أرض الوطن قادما من تونس بعد أن أنهى دراسته العليا هناك وبتفوق، وعندما وصل المطار رفقة زوجه، جاءه رجال “الأمن” واختطفوه إلى مبنى المخابرات، واعتقلوه هناك ثلاثة أيام، حدثني شخصيا أنه عانى خلالها التعذيب البدني والنفسي دون أي سبب ليطلقوا سراحه بعد ذلك!   وفي عام 2004، قام “الأمن” التونسي باعتقال أربعة طلاب من خيرة الطلاب الموريتانيين الذين يدرسون في تونس، واحتجزهم داخل مبنى وزارة الداخلية لمدة عشرين يوما، ليرحلهم بعد ذلك رغم أن كلما ما كان يفصلهم عن إكمال الدراسة هو ثلاثة أشهر فقط!   وما فتئ النظام التونسي يعتقل بعض المواطنين الموريتانيين ليسومهم سوء العذاب لا لشيء إلا – حسبما يبدو- لمحاولة العدل في توزيع الظلم! فالنظام التونسي يريد أن يكون عادلا في توزيعه للظلم بين مواطنيه ومواطني العالم الآخر!   والذي أستغربه شخصيا ليس مضايقة الموريتانيين المقيمين في تونس من طرف عصابات الحق العام التي تحكم هناك – فتلك شنشنة مردوا عليها – بل سكوت السلطات الموريتانية على إهانة مواطنيها على يد نظام خائف من شعبه، بل خائف من شعوب العالم الآخر.   فمتى سترسل حكومتنا رسالة واضحة المعالم إلى تونس أن العدل في توزيع الظلم غير مقبول، وأن الأجدى بهم أن يقصروا ظلمهم على من يحكمون ما دام الظلم نحيزة متحكمة في غرائزهم ؟   وأنا متأكد – يا أبناء تونس- أن جحافل الليل ستولي الأدبار، وسيذهب المستبدون إلى مستنقعات التاريخ غير مأسوف عليهم إلى الأبد، وحينها سينشد شعب تونس الأبي:   لتبك على الفضل بن مروان نفسه * فليس له باك من الناس يعرف   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 13 أكتوبر 2007)


 

النصوص القانونية التي سنها العهد الجديد لكن لا يقع احترامها

 
بقلم: عبد الله الزواري   كثيرا ما أذكر في المقالات المتعلقة بالمساجين النصوص القانونية التي سنها العهد الجديد لكن مع ذلك لا يقع احترامها، لذلك رأيت إدراج هذه القوانين:   القوانين قانون عدد 52 لسنة 2001 مؤرخ في 14 ماي 2001 يتعلق بنظام السجون (1).   باسم الشعب، و بعد موافقة مجلس النواب، يصدر رئيس الجمهورية القانون الأتي نصه:   أحكام عامة الفصل الأول :ينظم هذا القانون ظروف الإقامة بالسجن بما يكفل حرمة السجين الجسدية و المعنوية و إعداده للحياة الحرة و مساعدته على الاندماج فيها . و يتمتع السجين على هذا الأساس بالرعاية الصحية و النفسية و بالتكوين و التعلم و الرعاية الاجتماعية مع العمل على الحفاظ على الروابط العائلية . الفصل 2: السجون أماكن معدة لإيواء الأشخاص المودعين على الوجه المبين بالفصل الرابع من هذا القانون. و يضبط التنظيم الداخلي للسجون بأمر. الفصل 3: تنقسم السجون إلى ثلاثة أصناف: – سجون الإيقاف و تأوي الأشخاص الموقفين تحفظيا. – سجون التنفيذ و تأوي الأشخاص المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية أو بعقوبة أشد. – السجون شبه المفتوحة و تأوي الأشخاص المحكوم عليهم من أجل الجنح ، و المؤهلين في العمل الفلاحي. يتم اعتماد هذا الصنف حسب الإمكانيات المتاحة، على أنه يجب التفريق بين الموقفين تحفظيا و المحكوم عليهم. الفصل 4: لا يجوز إيداع أي شخص بالسجن إلا بموجب بطاقة إيداع أو بطاقة جلب أو تنفيذ لحكم أو بموجب الجبر بالسجن. الفصل 5: يتولى أعوان السجون المحافظة على الانضباط و النظام داخل السجن و يجب عليهم عدم استعمال القوة إلا بالقدر الكافي الضروري لسلامة المساجين و ضمان أمن السجن.   القسم الأول في الإيداع بالسجن   الفصل 6: يقع تصنيف المساجين بمجرد إيداعهم على أساس الجنس و السن و نوع الجريمة و الحالة الجزائية بحسب ما إذا كانوا مبتدئين أو عائدين. الفصل 7: يتم إيداع السجينات إما بسجن النسوة أو بأجنحة منعزلة ببقية السجون، و تقوم بحراستهن حارسات تعملن تحت إشراف مدير السجن. و لا يجوز لمدير السجن دخول جناح النسوة أو ورشة التكوين و الإنتاج إلا مصحوبا بحارسة و عند التعذر بعونين. الفصل 8: تتمتع السجينة الحامل بالرعاية الطبية قبل الولادة و بعدها و تتخذ الترتيبات لجعل الأطفال يولدون بمؤسسة استشفائية خارج السجون . و إذا ولد الطفل بالسجن يحجر التنصيص بدفاتر الحالة المدنية و رسومها و النسخ المستخرجة منها على وقوع الولادة بالسجن. الفصل 9: يتم قبول الأطفال المصاحبين لأمهاتهم السجينات عند إيداعهن بالسجن إلى سن الثالثة من عمرهم. و يخضع لنفس النظام الأطفال المولدون خلال قضاء أمهاتهم لعقوبة السجن. و إذا بلغ الطفل سن الثلاثة أعوام يقع تسليمه لوالده أو لشخص تختاره الأم، و عند التعذر تتولى إدارة السجن إعلام قاضي تنفيذ العقوبات الذي يعهد بذلك قاضي الأسرة المختص ترابيا للإذن بالإجراء اللازم إزاء الطفل. الفصل 10: إذا اقتضى الأمر إيداع الطفل بالسجن فإنه يودع بجناح خاص بالأطفال ، مع وجوب فصله ليلا عن بقية المساجين من الكهول. و يعتبر طفلا كل شخص لم يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما عند إيداعه السجن وإلى غاية بلوغه السن المذكورة. الفصل 11: يتعين على مدير السجن مسك دفتر مرقم و مختوم من قبل رئيس المحكمة الابتدائية المختص ترابيا لتسجيل هوية كل سجين و موجب إيداعه و السلطة القضائية التي صدر عنها الإذن و يوم وساعة الإيداع و الخروج. الفصل 12: يقع تعريف السجين عند إيداعه بمقتضيات النصوص القانونية و الترتيبية التي يخضع لها بالسجن، و يتم ذلك مشافهة للأميين و الأجانب بما يكفل علمهم بمضمونها . الفصل 13: يقع عرض السجين بمجرد إيداعه على طبيب السجن، و إذا اتضح أنه مصاب بمرض معد يتم عزله بجناح خاص للغرض. و يخضع الطفل المصاحب لأمه للكشف الطبي، و توفر له إدارة السجن مستلزمات النظافة و الغذاء إلى جانب الخدمات الطبية و الوقائية. و تنسحب نفس الإجراءات على الطفل المولود خلال قضاء أمه لعقوبة السجن. الفصل 14: يتعين على إدارة السجن إعلام أحد أصول أو فروع أو إخوة أو زوج السجين حسب اختياره، و ذلك بمجرد الإيداع، و كلما تم نقله من سجن إلى آخر ، كما يتعين على كل سجين الإدلاء عند إيداعه السجن باسم و عنوان الشخص الذي يمكن الاتصال به عن حدوث طارئ له . الفصل 15: يودع السجناء بغرف ذات تهوئة و إضاءة كافيتين و تتوفر فيها المرافق الصحية الضرورية، كما توفر إدارة السجن لكل سجين عند إيداعه فراشا فرديا و ما يلزمه من غطاء. الفصل 16: تقع مراقبة و تفتيش المساجين و غرفهم و أمتعتهم بالليل وبالنهار بصفة دورية و كلما دعت الضرورة لذاك .   القسم الثاني في حقوق و واجبات السجين   الفصل 17: لكل سجين الحق في: 1- مجانية التغذية 2- مجانية المعالجة و الدواء داخل السجن وعند التعذر بالمؤسسات الإستشفائية بإشارة من طبيب السجن . 3- توفير مستلزمات الحلاقة و النظافة وفق التراتيب الجاري بها العمل. 4- الاستحمام مرة علة الأقل في الأسبوع أو وفق تعليمات طبيب السجن. 5- مقابلة المحامي المكلف بالدفاع عنه بدون حضور أحد أعوان السجن بالنسبة إلى الموقوف تحفظيا أو المحكوم عليه بحكم غير بات و ذلك بناء على ترخيص من الجهة القضائية المتعهدة. 6- مقابلة محام بترخيص من الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح و بحضور أحد موظفي السجن ذلك بالنسبة للمحكوم عليه بحكم بات. 7- مقابلة قاضي تنفيذ العقوبات بالنسبة إلى المحكوم عليه في الحالات المنصوص عليها بالتشريع الجاري بها العمل. 8- مقابلة مدير السجن. 9- مكاتبة المحامي المكلف بالدفاع عنه و السلط القضائية المعنية و ذلك عن طريق إدارة السجن. الفصل 18: للسجين الحق في المحافظة على الروابط العائلية و الاجتماعية و ذلك 1- بالخروج لزيارة الأقارب عند المرض الشديد أو حضور موكب جنازة أحدهم وفقا للأحكام القانونية المنظمة لمؤسسة قاضي تنفيذ العقوبات والتراتيب الجاري بها العمل . 2- بتلقي زيارة ذويه و غيرهم وذلك وفق التراتيب الجاري بها العمل . 3- بالمراسلة عن طريق إدارة السجن . 4- بتلقي المؤونة و الطرود و الملابس التي ترد عليه من أهله . 5- بقبول الحوالات و الشيكات الموجهة أو بإرسالها إلى عائلته . 6- بإبرام العقود المتأكدة ما لم يكن هناك تحجير قانوني ،وبعد الترخيص من الجهة القضائية المتعهددة بالنسبة إلى الموقوف تحفظيا أو المحكوم عليه بحكم غير بات ، و من الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح بالنسبة إلى المحكوم عليه بحكم بات . الفصل 19: يحق للسجين: 1)الحصول على أدوات الكتابة و كتب المطالعة و المجلات و الصحف اليومية عن طريق إدارة السجن وفق التراتيب الجاري بها العمل . و يتم إيجاد مكتبة بكل سجن تحتوي على الكتب و المجلات المعدة للمطالعة. 2-الحصول على الوثائق المكتوبة الأخرى التي تمكنه من متابعة برامج دراسته بالمؤسسات التعليمية من داخل السجن. 3- متابعة برامج التعليم و التثقيف و التوعية التي تنظمها إدارة السجن. 4-الخروج للفسحة اليومية بما لا يقل عن ساعة . 5- تعاطي الأنشطة الفكرية و الرياضية طبق الإمكانيات المتاحة وتحت إشراف موظف مختص تابع لإدارة السجن. 6- متابعة البرامج الترفيهية طبقا للتراتيب الجاري بها العمل . 7-الشغل مقابل أجر و وفق الإمكانيات المتاحة، بالنسبة إلى المحكوم عليه، على أن لا تتجاوز حصص العمل المدة القانونية. و يحدد قرار مشترك من الوزير المكلف بالسجون و الإصلاح و الوزير المكلف بالشؤون الاجتماعية شروط و كيفية التأجير. التمتع بالضمانات و الحقوق المنصوص عليها بالتشريع المتعلق بحوادث الشغل و الأمراض المهنية. الفصل 20: يجب على السجين: 1)التقيد بالتنظيم الداخلي للسجن و احترام التراتيب. 2)الامتثال لأوامر الأعوان تطبيقا للتراتيب الجاري بها العمل. 3) الوقوف أثناء التعداد اليومي . 4)عدم الامتناع عن الخروج للفسحة اليومية. 5) ارتداء الزي الخاص بالنسبة إلى المحكوم عليه. 6) تنظيف ثيابه و ما بعهدته من فراش و غطاء و المحافظة عليه . 7) تنظيف غرفة الإيداع والورشة. عدم الإضرار بممتلكات السجن . 9) احترام الأنظمة الإدارية عند توجيه أو تلقي المراسلات. 10) الإمساك عن الاحتفاظ بالأشياء غير المرخص فيها طبقا للتراتيب الجاري بها العمل. 11) الإحجام عن تحرير العرائض الجماعية أو التحريض على ذلك. 12) عدم المس من سلامته البدنية أو سلامة غيره. 13) الامتناع عن لعب القمار.   القسم الثالث في المكافأة و التأديب   الفصل 21: يمكن للإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح،بناء على اقتراح مدير السجن،مكافأة المساجين الذين تميزوا بحسن سلوكهم داخل السجن أو حذقوا مهنة تساعدهم على كسب العيش في الحية الحرة أو تعلموا القراءة و الكتابة خلال مدة إقامتهم بالسجن ، و تتمثل المكافأة في: 1-الزيارة بدون حاجز 2- الأولوية في التشغيل. 3- إعادة التصنيف على مستوى الشغل. 4-مساندة الملفات المتعلقة بالسراح الشرطي أو العفو. 5- التمكين عند الإفراج من أدوات مهنية تتلاءم مع الاختصاص. الفصل 22: يتعرض السجين الذي يخل بأحد الواجبات المبينة بالفصل 20 من هذا القانون أو يمس بحسن سير السجن أو يخل بالأمن به إلى إحدى العقوبات التأديبية التالية: 1) الحرمان من تلقي المؤونة و الطرود لمدة معينة على ألا تتجاوز خمسة عشر يوما . 2) الحرمان من زيارة ذويه له لمدة معينة على ألا تتجاوز خمسة عشر يوما. 3) الحرمان من تلقي أدوات الكتابة و النشريات لمدة معينة على ألا تتجاوز خمسة عشر يوما. 4) الحرمان من الشغل. 5) الحرمان من المكافأة. 6) الحرمان من اقتناء المواد من مغازة التزويد بالسجن لمدة لا تتجاوز سبعة أيام. 7) الإيداع بغرفة انفرادية تتوفر فيها المرافق الصحية و ذلك لمدة أقصاها عشرة أيام، بعد أخذ رأي طبيب السجن، و يكون خلالها تحت رقابة الطبيب الذي يمكن له طلب مراجعة هذا الإجراء لأسباب صحية. و تسلط هذه العقوبات و تحدد مدتها من قبل لجنة التأديب و ذلك بقطع النظر عن التبعات الجزائية عند الاقتضاء. و يمكن لمدير السجن الاكتفاء بتوجيه إنذار أو توبيخ للسجين المخالف دون الحاجة للرجوع إلى لجنة التأديب. و يحجر تسليط غير ما ذكر من العقوبات على السجين. الفصل 23: تعدد المخالفات التي تكون مرتبطة في الزمن من قبل السجين يوجب إحالته مرة واحدة على لجنة التأديب، و لا يمكن بموجبها الجمع بين أكثر من عقوبتين تأديبيتين. الفصل 24 : لا يمكن تسليط عقوبة تأديبية على السجين إلا بعد الاستماع إليه و تلقي أوجه دفاعه و يستعان عند الاقتضاء بمترجم بالنسبة إلى المساجين الأجانب. و يقع إعلام الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح كتابيا بكل إجراء تأديبي يتخذ من قبل لجنة التأديب. الفصل 25: للسجين الحق في الاعتراض على الإجراء التأديبي في أجل أقصاه اليوم الموالي لإعلامه به لدى إدارة السجن التي ترفعه حالا إلى الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح. و الاعتراض على الإجراء التأديبي لا يوقف تنفيذه. و يحق للإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح أن تقره أو تخفض منه. الفصل 26: تتركب لجنة تأديب المساجين من مدير السجن بصفة رئيس و عضوية مساعد مدير السجن و رئيس مكتب العمل الاجتماعي وسجين حسن السيرة و السلوك يقع اختياره من قبل مدير السجن من نفس الغرفة التي يقيم بها السجين المخالف أو ورشة التكوين أو حظيرة العمل ، و يمكن للجنة دعوة المكلف بالعمل النفساني لإبداء رأيه. الفصل 27: يجب على السجين الذي تعمد إلحاق الضرر بممتلكات السجن أن يعوض قيمة ما وقع الإضرار به.   القسم الرابع في أموال السجين   الفصل 28: تؤمن الأموال التي بحوزة السجين عند إيداعه أو الموجهة إليه من قبل ذويه أو المتأتية من مستحقات عمله بمكتب الودائع و يسترجعها عند مغادرته السجن مقابل إمضائه بالدفتر المعد للغرض . و يمكن للسجين التصرف في المبالغ المودعة على ذمته أو البعض منها لاقتناء حاجياته من مغازة التزويد بالسجن أو إرسالها إلى عائلته . الفصل 29: تقسم المبالغ المتأتية من مستحقات عمل السجين إلى قسطين، يوضع الأول على ذمته ليتصرف فيه وهو داخل السجن و يصرف له الثاني عند سراحه.   القسم الخامس في تنظيم الزيارات   الفصل 30: لا يمكن لأي شخص زيارة السجن إلا بترخيص من الوزير المكلف بالسجون و الإصلاح أو الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح ، باستثناء والي الجهة و القضاة المخول لهم ذلك قانونيا. الفصل 31: يرخص لأقارب السجين الموقوف تحفظيا أو الصادر بشأنه حكم غير بات و المبينين بالأحكام الموالية في زيارته مرة في الأسبوع بمقتضى رخصة زيارة مسلمة من قبل السلط القضائية ذات النظر. الفصل 32: يرخص لأقارب السجين المحكوم عليه بحكم بات مرة في الأسبوع و بمناسبة الأعياد الدينية و ذلك بمقتضى رخصة مسلمة من الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح. وتكون رخصة الزيارة صالحة لمرة واحدة أو لأكثر أو مستمرة. الفصل 33: يعتبر من الأقارب على معنى هذا القانون و يرخص لهم بزيارة السجين، مع إمكانية تفتيشهم عند الاقتضاء، الأشخاص الآتي ذكرهم: 1-الزوج و الزوجة. 2-الوالدان و الأجداد. 3-الأبناء و الأحفاد. 4-الإخوة و الأخوات. 5- العم والعمة. 6- الخال و الخالة. 7- الولي الشرعي. 8- الأصهار من الدرجة الأولى. 9-كل شخص له صلة بالسجين ترخص له الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح بالنسبة لمن ليس له أقارب بالمنطقة. و يمكن اختصار عدد المرخص لهم كلما دعت الضرورة و بعد موافقة السلطة القضائية المختصة بالنسبة إلى الموقوف تحفظيا أو المحكوم عليه بحكم غير بات. كما يمكن للإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح اتخاذ نفس التدبير بالنسبة إلى المحكوم عليه بحكم بات. الفصل 34: يمكن للإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح أن ترخص للأطفال الذين لم يبلغوا سن الثلاثة عشر عاما في زيارة أحد والديهم المودع بالسجن خارج التوقيت المعتاد للزيارة و بدون حاجز، و ذلك بحضور عون سجون بزي مدني. الفصل 35: يمكن بصفة استثنائية لغير الأقارب أو للأشخاص الذين لهم تأثير أدبي على السجين، زيارته، و يكون ذلك بناء على ترخيص من السلطة القضائية بالنسبة إلى الموقوف تحفظيا أو لمن صدر بشأنه حكم غير بات، و من قبل الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح بالنسبة إلى المحكوم عليه بحكم بات. و تتم الزيارة بمكتب مخصص لذلك بحضور مدير السجن أو من ينوبه. الفصل 36: يمكن للموظفين القنصليين أو الأعوان الدبلوماسيين المكلفين بوظائف قنصلية القيام بزيارة مواطني بلدانهم المساجين، بترخيص من السلطة القضائية بالنسبة إلى الموقوفين تحفظيا أو من صدر بشأنهم حكم غير بات و من الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح بالنسبة إلى المحكوم عليهم بحكم بات. و تتم الزيارة بمكتب مدير السجن أو بمكتب مخصص لذلك بمحضره أو بحضور من ينوبه.   القسم السادس في الرعاية الاجتماعية   الفصل 37: تهدف الرعاية الاجتماعية للسجين إلى : 1) تأهيله و رعايته أثناء إقامته بالسجن. 2)تعديل سلوكه الانحرافي . 3)صقل طاقاته الفكرية و البدنية و ذلك بإعداده للحياة الحرة و تدريبه مهنيا و مساعدته على التعلم و تهذيب سلوكه. 4) متابعة حالته عند الإفراج عنه و تسهيل اندماجه في محيطه الأصلي بالتنسيق مع الهياكل المختصة المعنية. الفصل 38: تتولى الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح تخصيص مكتب بكل سجن لمصالح الإرشاد الاجتماعي وتتمثل مهمة أعوانها في ربط الصلة بين المساجين و عائلاتهم و مساعدتهم على حل مشكلاتهم حفاظا على الروابط العائلية و الاجتماعية. الفصل 39: يقع، في حدود الإمكانيات المتاحة، تكوين السجين في إحدى المهن التي تتماشى و مؤهلاته و ذلك بالورشات المعدة للغرض أو بالحظائر و الضيعات الفلاحية التابعة للسجون . و تسلم للسجين المؤهل شهادة في ختم التكوين أو شهادة كفاءة مهنية مصادق عليها من الجهات المختصة لا تتضمن أي إشارة إلى الوضعية السجينة للمعني بالأمر.   القسم السابع أحكام مختلفة   الفصل 40: يقع احتساب مدة الحكم على أن أساس أن اليوم أربع و عشرون ساعة و الشهر ثلاثون يوما و السنة ثلاثمائة و خمسة و ستون يوما. و يبتدئ كل عقاب بالسجن من اليوم الذي أودع فيه المحكوم عليه، لكن إذا سبق الاحتفاظ به، فإن كامل المدة تطرح من المدة المحكوم بها، ما لم تصرح المحكمة بخلاف ذلك. الفصل 41: تسلم للسجين عند الإفراج عنه بطاقة سراح من قبل مدير السجن. و يمكن السجين من أمتعته و أمواله المودعة بصندوق السجن مقابل إمضائه بالدفتر المعد لذلك. الفصل 42: يمنح للسجين المعوز عند الإفراج عنه مبلغ مالي بعنوان المساعدة للرجوع إلى محل سكناه من الصندوق الاجتماعي للسجن. الفصل 43: يتعين على مدير السجن في حالة وفاة أحد المساجين داخل السجن أن يعلم بذلك فورا السلط القضائية المختصة و الإدارة المكلفة بالسجون و الإصلاح و عائلة السجين المتوفى و ضابط الحالة المدنية. و يسلم طبيب الصحة العمومية شهادة في الوفاة إلى عائلة السجين المتوفى. الفصل 44: عند وفاة السجين تحال المبالغ المودعة على ذمته إلى الشخص الذي أوصى له السجين بذلك في قائم حياته في حدود ما تصح فيه الوصية و إلى الورثة، و في صورة عدم وجود من ذكر تؤول المبالغ المودعة إلى صندوق الدولة طبقا لأحكام الأحوال الشخصية. الفصل 45: تلغى جميع الأحكام المخالفة لهذا القانون. ينشر هذا القانون بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية و ينفذ كقانون من قوانين الدولة.   تونس في 14 ماي 2001. زين العابدين بن علي.     الأمر المؤرخ في 4 نوفمبر 1988 المتعلق بالنظام الخاص بالسجون.   إن رئيس الجمهورية ،   بعد الإطلاع على الدستور و خاصة الفصل 53 منه،   و على القانون عدد 30 لسنة 1968 المتعلق بانضمام البلاد التونسية إلى الميثاق الدولي المتعلق بالحقوق المدنية و السياسية ، و على القانون عدد 70 لسنة 1982 المؤرخ في 6 أوت 1982 المتعلق بضبط القانون الأساسي العام لقوات الأمن الداخلي.   و على القانون عدد 79 لسنة 1988 المؤرخ في 11 جويلية 1988 المتعلق بالمصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1984 الخاصة بمناهضة التعذيب و غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية و اللاانسانية أو المهنية.   و على الأمر عدد 85 لسنة 1960 المؤرخ في 16 مارس 1960 المتعلق بتنظيم المصالح السجنية.   و على عدد 1244 لسنة 1984 المؤرخ في 20 أكتوبر 1984 المتعلق بتنظيم وزارة الداخلية المنقح بالأمر عدد 526 لسنة 1986 المؤرخ في 5 ماي 1986 و بالأمر عدد 193 لسنة 1988 المؤرخ في 15 فيفري 1988.   و على رأي وزير الداخلية،   و على رأي المحكمة الإدارية،   يصدر الأمر الآتي نصه:   الفصل الأول: يخضع السجون إلى التشريع الجاري به العمل و إلى أحكام هذا الأمر.   و السجون هي أماكن معدة لإيواء الأشخاص المودعين لديها من طرف السلطة القضائية ذات النظر و ذلك خاصة بهدف إصلاحهم و تهذيبهم و تقويم سلوكهم و تأهيلهم للاندماج من جديد في المجتمع.   الفصل 2: تنقسم السجون إلى ثلاثة أصناف.   1. سجون رئيسية. 2. سجون جهوية. 3. سجون شبه مفتوحة.   و يقع تصنيف السجون بمقتضى قرار من وزير الداخلية.   أ-السجون الرئيسية تأوي:   -المحكوم عليهم مدة خمسة سنوات أو بعقاب أشد.   ب- السجون الجهوية تأوي:   -الموقوفين تحفظيا.   -المحكوم عليهم بالسجن لآماد دون سنوات.   ج- السجون شبه المفتوحة:   – تأوي هذه السجون المشغلين إصلاحيا.   كما يمكن أن تأوي المحكوم عليهم بالسجن من أجا جنح أو مخالفات.     (المصدر: المدونة الألكترونية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري بتاريخ أكتوبر 2007) الرابط: http://citizenzouari.wordpress.com/


إن لم تستح فاصنع ما شئت

 
هذا حديث للنبي صلى الله عليه وسلّم. واضح المعنى، بسيط المبنى، ولكنّه عميق الدلالة. خطابه صريح إلى المسلمين، كما يستوعب غيرهم، ولكن أحسب أنّه فينا دون غيرنا، لأنّ سياقه يفيد تعلّق الذمّ بمخالفة العمل الصالح والفعل الرّشيد، أمّا غيرنا فيعرّف الصلاح والفساد، والحسن والقبح، بحسب ثقافته وعادته، ولربّما ما تبقى من توجيهات دينه. وحري بالمسلم مهما حيثما تقلّب وأينما كان، أن يراعي حقّ الله عليه، ويفي بعقد ولائه لدينه ولأمّته ووطنه. والنبي صلى الله عليه وسلّم، ذاق ألوان العذاب والحصار والتنكيل والنّفي، وعندما أجبر على تركت مكّة المكرّمة، وما أدراك من موطن، التفت إليه في طريق خروجه مهاجرا، وخاطب فيها الرّوح قائلا:”والله إنّك لأحب بلاد الله إلي، ولولا أن اخرجي قومك ما خرجت”، أو كما قال صلى الله عليه وسلّم. وهو في حالة ضعفه تلك، وما يحاصره من خطر، وينال من تنكيل، لم يفكّر لحظة واحدة أن يبادل قومه وأهل جلدته وبني وطنه السوء بمثله، فيتحالف مع عدوّهم وخصمهم ومن ينازعهم سلطانهم على أرضهم وأهلهم. فكان صلى الله عليه وسلّم أقصى ما يطلبه الدخول في جوار سيّد من بني جلدته وأقرب النّاس إليه. ولم يأل جهدا في طلب الجوار والحماية ممّن قدّر حصول ذلك منه. ولكنّه صلى الله عليه وسلّم لم يلتفت أبدا إلى عدوّ تاريخي أو مرحلي يستنصر به ويتقوى به على أهله. ولمّا ضاقت الأرض بما رحبت على أصحابه الكرام، وجّههم إلى إمكانية الهجرة إلى الحبشة، لأنّ بها ملكا لا يظلم عنده أحد، يطلبون عنده الجوار، حتى يتمكّنوا من تطبيق دينهم ويمارسوا حريّتهم الفكرية. لا أن يتحالفوا معه ضدّ أقوامهم، الذين كانت بينهم وبين الحبشة صراع قديم. بل لمّا أرسلت قريش وفدا يطالب باسترداد جماعة المسلمين، وصوّروهم للنّجاشي بالجماعة الخارجة المارقة، عقد النجاشي رضي الله تعالى عنه مجلس سماع للطّرفين، أراد من خلاله أن يدافع المسلمون عن موقفهم، وفي الآن نفسه أن يستمع إلى مبادئ الدين الجديد، الذي أثار أسئلة كبيرة، تمسّ المعتقد والسلوك. فكانت النهاية السعيدة التي لم تفاجئ المسلمين، لأنّهم قصدوا أهلا لذلك، وهي قرار النجاشي إدخال المسلمين تحت حمايته. وفي مرحلة لاحقة ونتيجة للحوار الفكري الهادئ، فتح الله عليه بأن أبان له الحق والصواب فأسلم. كما أنّ الرّسول الأكرم صلى الله عليه وسلّم، وهو في أشدّ اللّحظات حرجا، وقد رفض أهل الطّائف إيواءه، بل أغروا به صبيانهم وسفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، وجعلوا يرمونه بالحجارة، حتى أن رجلي رسول الله صلى الله عليه وسلّم لتدميان. ولمّا وصل إلى بستان لعتبة بن ربيعة، ورجع عنه السفهاء، عمد إلى ظلّ شجرة، وقد أنهكه التعب والجراح، فرفع رأسه يدعو:”اللهم إليك أشكو ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي، وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين أنت ربّ المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهّمني، أم إلى عدوّ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تُنزِل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك”. وكان ذلك نهجه الذي لم يحد عنه. وأتى جبريل عليه السلام برسالة من الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، وقال إن الله أمرني أن أطيعك في قومك لما صنعوه معك، فقال عليه الصلاة والسلام:”الله أهد قومي فإنّهم لا يعلمون”. وناداه ملك الجبال:”يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟. فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا”. حتى إذا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى مكّة، وبرغم موقف أهلها منه، أرسل إلى مطعم بن عدي، يخبره أنه داخل مكة في جواره، فاستجاب مطعم لذلك. وعاد النبي صلى الله عليه وسلّم إلى مكّة. وتسلّح المطعم بن عدي هو وبنوه وتوجهوا مع رسول الله إلى المطاف، فقال له بعض المشركين: أمجير أنت أم تابع؟ فقال: بل مجير، فقالوا: إذا لا تُخفَر ذِمّّتك. أيّها القارئ الكريم: سقت هذا الفصل التّاريخي من سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم، وأنا أحد أبناء تونس العزيزة، يُفرحني ما يُفرح أهلها، ويُحزنني ما يُحزنها. وكنت أتابع منذ فترة مسيرة حياة الحركة الإسلامية التونسية، والتي نشأت على قدر، في مرحلة تاريخية، كادت أن تقطع معها تونس مع انتمائها العربي الإسلامي، وتُفصل عن هويّتها الأصولية، وذلك بفعل تآمر اليسار التونسي، وغيره من الملحدين والوجوديين، وبقايا الاستعمار البغيض. وقد وجدوا في موقف الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة من الإسلام والاستخفاف من شعائره ورموزه، مركبا سهلا، لتعميق عزلة تونس وقطعها عن الدين والتديّن. وشاء أمر الله أن يبعث من شيوخ تونس وشبابها من نافحوا ودافعوا عن دينها وحضارتها، وانخرطوا جميعا في حركة الصحوة والتصحيح، والتي تخلّلها ابتلاء وإيذاء. ولكن في كلّ مرة يبارك عملها وتزداد توسّعا، وتجد قبولا وحبا عند النّاس، الذين تحملهم الغيرة عن دينهم ووطنهم، على نصرة الحركة الإسلامية، لما لا وقد عبّرت عن تطلّعاتهم وطموحهم الجارف. إلاّ أنّ للزّمن فعله، ولتغيّر الأهداف وانحراف النوايا مخاطره. ولئن كتب الله الابتلاء على عباده، إلاّ أنّه لم يأمرهم بالانحراف عن أمره. فما كادت تباشير تحرّر تونس من عقال الاستعمار تبزغ، وما أن انجلت الغمّة على تونس التي قيّض الله لها أمر رشد، بأن انقضى ليلها وتنفّس صبحها، فزال الحبيب بورقيبة بسوئه، وخلّص الله رقاب العشرات من المشانق التي نصبها الرئيس الأسبق لتصفية خصومه السياسيين، متحالفا في ذلك مع اليسار الفرانكفوني ووكلاء الاستعمار في تونس، حتى غدر ضحايا الأمس بمن أنقذ حياتهم قبل حين. ومن المخجل أنهم لم يألوا جهدا في التحريض والتخطيط لتصفيته والتخلّص منه. وهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان؟. وهل هذا من باب الاعتراف بالجميل لأهله. وحركة تتّخذ من الإسلام مرجعا ومصدرا لفكرها، كان من الأجدر أن تبادل المعروف بمثله، فتشدّ من أزر الرئيس الجديد، الذي أكرم نزلها، وأرجع لها هيبتها، بين النّاس. والذكي يفهم من ذلك إشارة اعتذار وتقدير من أعلى سلطة مسؤولة في البلاد. إلاّ أنّ الجهل والرّغبة الجامحة في طلب السلطان بغير أساليبه المشروعة، صدّتهم عن المشاركة في الدّولة ولو بقدر بسيط، وفسحوا بذلك الباب واسعا لليسار والعلمانيين، ثم القوميون العرب بكلّ فصائلهم، ودخلوا في صفوف الحزب الحاكم أفواجا، ووجدوا الجو مواتيا ليعملوا أدوات الهدم والتدمير الخلقي والعزل الديني، والترهيب والتهديد، ويا حسرة لم تحرّك “حركة النهضة” ساكنا، إلاّ بيانات وسباب في بعض أحياء باريس. والأدهى والأمر، أنّهى تناست أعداء الأمس من يساريين وعلمانيين، وبسطت لهم الود والحب، وأنفقت أموالها في ضيافتهم وحجز الفنادق لحضرتهم. وكنّا نأمل أن تراجع هذه المجموعة نفسها، وتتوقّف عن رعونتها، فتونس اليوم ليست كما كانت قبل سنوات، فكلّ شيء نسبي في دنيا الخلافات والنزاعات البشرية، وكان من الأولى أن تبارك “حركة النهضة” كلّ خطوة خير تتخذها الدّولة، وأن تجعل صراعها من أجل خدمة البلد وإسعاد المواطن، وتتنافس من أجل الخير والفضيلة. ولكن غلبة روح الانتقام والتشفي، وتمكّن الحقد الأعمى من الأنفس، أنّى له أن يفسح المجال لإعمال العقل والاستهداء بنوره، والله تعالى يأمرنا أن نبذل الخير لعباده، وأن لا نجعل مطالب الدنيا نهاية سؤلنا. ففي حين يبطل القضاء الإداري التونسي قانون منع الحجاب على المرأة المسلمة بتونس والمعروف بمنشور 108 و102 المعدّل، وتبعث إذاعة الزيتونة، ويفسح المجال واسعا أمام حركة التديّن السلمي الحر، تنشط من جديد “حركة النهضة” وبعض المفلسين، لتنظيم مسيرات استفزازية غوغائية، مدفوعة في كلّ ذلك مرّة أخرى من قوى اليسار، ولكأنّها تريد إثبات وجودها، أو لكأنّها هي السبب في إطلاق سراح المئات من المساجين والعفو عن الآخرين، ضحايا تآمرها وسوء خيارها. أيّها القارئ الكريم: يشهد الله تعالى، أنني كتبت هذا اختيارا منّي، حَزنا عن مآل حركة فكرية، كان من الأولى أن تشارك في بناء وطنها، وأن تسلم قيادة زمامها لأبنائها في تونس، لا أن تساير إرادة القوى الخارجية، تستجدي رضاءهم وتطمع في تفضّلهم لتصنيفها في خانة الحركات المعتدلة. وإنني أرى أن السلطة في تونس لم تدع الكمال ولا الإصابة في كلّ شيء، كما أنّها لم تمنع النّاس من الصلاة والتديّن، برغم اجتهاد العديد من اليساريين والعلمانيين ممّن لهم مواقع النفوذ في مؤسّسات الدّولة، في الإفساد والتضييق على المتديين ومصادرة حرياتهم وإعداد ملفّات أمنية لسجنهم، فهي ليست سياسة الدّولة تتبنّاها مؤسّساتها الرّسمية، وأنّ ما بدر من تلك المؤسّسات هو تطبيق للقانون عندما يستوجب الأمر. فإنّ تلك القوى الأجنبية لن ترضى عنها ولن تتكرّم عليها بصفة الاعتدال والتحضّر، فالمسلمون سواسية عندهم، إلاّ من سار في ركبهم وفعل فعلهم؛ من مأكل ومشرب وموقف وسياسة… فهل أنّ مصلحة تونس تقتضي من أبنائها وخاصّة المتدينين، وأؤكّد هنا على من تبقى من بعض أبناء “حركة النهضة” الوطنيين، أن يلتفوا حول دولتهم وسيادتهم، لرصّ الصف وتقوية الموقف، والابتعاد عن الهلاميات والتخريف والأحلام الباهتة في إقامة الدّولة المزعومة، والتي ينظّر لها أصحاب رؤوس الأموال من قيادات النهضة في أوروبا، والذين يصدرون المواقف بقدر ما يضمن لهم مصالحهم المادية، ويمدّد من أزمة تونس. أم ترى أن التزام الفوضى وتذكية روح العداء هو الحل، لما لا وقد خسروا كلّ شيء في تونس، ولم يعد لهم بها صلة، فعدد كبير منهم حصل على الجنسية الأوروبية والأمريكية، وغمرتهم الأموال من كل جانب. ولكن أعيدها ثانية: إن لم تستح فاصنع ما شئت. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلّم. محمد علي
 
 

الافتتاحية بمناسبة العودة المدرسية و الجامعية و اليوم العالمي للمدرسين: قُمْ لِلْمعَلِّم وَفِّهِ التَّبجيلاَ…

 

 
بقلم عبد اللطيف عبيد تعيش تونس هذه الأيام على وقع العودة المدرسية و الجامعية، و تحتفل، مع سائر بلدان العالم، باليوم العالمي للمدرسين (5 أكتوبر من كل عام) الذي جاء الاحتفال به هذا العام تحت شعار “مدرسون و مدرسات جيدون من أجل تربية ذات جودة عالية”. و قد احتفلت نقابات مدرسي التعليم الأساسي و الثانوي و العالي و الأطباء الجامعيين بهذا اليوم، و أقامت منابر الحوار و الاعتبار، و عبرت عن تجندها لمواصلة أداء مهامها التربوية و العلمية و التنموية النبيلة، و الدفاع عن حقوقها الأدبية و المادية و في مقدمتها رد الاعتبار إلى المدرس. و الحقيقة أن المدرسين بمختلف أصنافهم و درجاتهم و تنوع المراحل التي ينتمون إليها و يعملون ضمنها قد كانوا –باستمرار- فرسان التنوير، و ناشري العلم و المعرفة و قيم الحق و الخير و الجمال، و دعاة التقدم، و الفاعلين الرئيسيين من أجل تحقيق التنمية الشاملة التي يصبو إليها شعبنا كما تصبو إليها كل شعوب المعمورة، وهو ما حقق للمدرسين و المدرسات مكانة متميزة في تاريخ البشرية عامة و في تاريخ بلادنا خاصة. و عندما يحتفل المدرسون هذا العام بيومهم العالمي تحت شعار الجودة، فإنهم يؤكدون إصرارهم على أداء رسالتهم على الوجه الأفضل خدمة للوطن حاضرا و مستقبلا و للأجيال الصاعدة التي ستواصل حمل الأمانة و تحمُّل مسؤولية إنجاز التنمية تحقيقا للرخاء و المناعة و الإسهام في الحضارة الكونية على أسس تقدمية سليمة. على أن المدرسين و المدرسات الجيدين الذين يعول عليهم الوطن في التوصل إلى تربية جيدة، يقتضي إعدادهم و اتصافهم بالجودة العالية المطلوبة شروطا عديدة لا يتحمل المدرسون مسؤولية توفيرها بمفردهم و إنما تعود تلك المسؤولية، بالدرجة الأولى، إلى الدولة أولا و إلى المجتمع ثانيا، لأن عمل المدرسين لا يتم في فراغ، وإنما هو عمل متأثر بالضرورة بالاختيارات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و التربوية، علاوة على خضوعه للمتغيرات الإقليمية و العالمية و في مقدمتها العولمة التي تنعكس تداعياتها على نشاط التربية و التعليم العالي و البحث العلمي و كذلك على عمل المدرسين. و بخصوص مسؤولية الدولة و المجتمع في توفير ظروف نجاح المدرسين بمختلف أصنافهم و مراحلهم، نشير إلى أن المدرسين قد بذلوا، باستمرار، التضحيات الجسام و تحملوا العبء الأكبر في تربية الأجيال و تكوينها، و في بناء الدولة الوطنية و دعم أركانها، لكن الاعتراف بتضحياتهم تلك لم يتحقق. و قد شبهوا في بعض الدول العربية بـ”ثور الساقية” (جمل الناعورة) الذي يروي الأرض و يسقي المزارع فيُوفر الخصب و الغذاء لكنه لا يبرح مكانه إلى أن تخور قواه و تستنزف طاقته. و ما أشبه المدرسين في بلادنا اليوم بهذا “الثور” أو “الجمل”، و ما أتعس حالهم ماديا و أدبيا، فقد أصابهم التهميش و الإقصاء، و تعاملت معهم الدولة بالإملاء و المماطلة، وضربت حريتهم في العمل النقابي، و عاملتهم بسياسة المكيالين، و رفضت مطالبهم المادية، و تنكرت لدورهم و مجهوداتهم مما حط من مستواهم المعيشي و منزلتهم الاجتماعية. لذلك فإن التربية الجيدة التي جعل شعار اليوم العالمي للمدرسين تحقيقها مناطا بالمدرسين و المدرسات، هي تربية لا يمكن أن تتحقق إلا برد الاعتبار إليهم أدبيا و ماديا، و الاعتراف بمجهوداتهم و تضحياتهم و كذلك بدورهم الأساسي في التنمية الشاملة الفكرية و المعرفية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، ليواصلوا، عندئذ، أداء مهامهم التي كادوا من أجلها أن يكونوا رُسُلًا.  
(المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)  

في المديونية…!  
تواجه الحكومة التونسية، وبشكل مزمن، معضلة المديونية، خاصّة وأنّ المؤسسات المالية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي تعيب على تونس نسبة التداين التي تقدر بـ 53.6% من الدخل القومي الخام لسنة 2007 والتي رغم تقلّصها بالمقارنة مع سنة 2005 حيث كانت 58.4% من الدخل القومي الخام، تبقى مرتفعة إذا قارنّاها بما حققته البلدان الأخرى التي لها نفس مستوى النموّ. ونتيجة لهذا الضغط تطمح الحكومة التونسية من خلال البرنامج الرئاسي إلى التقليص من نسبة التداين إلى 46.5% من الدخل القومي الخام في آفاق 2009. والمهم أن نعرف كيف؟   شاشية هذا …على رأس هذا !!
فالحكومة، وعلى غرار ما دأبت عليه في السنوات الماضية، تنوى تمديد ديونها على حساب ما ستكسب جرّاء خوصصة ما تبقى من المؤسسات العمومية، وهو ما حصل في الماضي القريب إثر الخوصصة الجزئية ( 35% ) لمواصلات تونس. يتلخّص موقف صندوق النقد الدولي في أنّ التداين المفرط يعرقل الاستثمار من ناحية ويقف حجر عثرة أمام اللجوء إلى السوق المالية الدولية من ناحية أخرى، ومن هذه الزاوية فإن الصندوق يحث الحكومة التونسية على تسديد ديونها بأقصى سرعة ولو دفعها ذلك إلى استعمال كلّ مداخيل الخوصصة. وهذا الموقف المتصلب ناتج عمّا حدث في الأرجنتين من أزمة كارثية عندما اضطرت الحكومة إلى التفويت المتسارع للقطاع العام لفائدة رأس المال الأجنبي.   الحكومة بين المطرقة والسندان   مقابل هذه الضغوطات، تلجأ الحكومة إلى السوق المالية وإلى القروض طويلة المدى وذلك لتسديد الديون السابقة، وهو ما وقع في مارس 2006 وأوت 2007 مع الطرف الياباني وفي الاتجاهين أي اقتراضا وتسديدا، على أن القرض الجديد سيستغل لتسديد دين قديم مع البنك الإفريقي للتنمية. وهكذا يتأكد من خلال ما سبق أن الحكومة اختارت إرجاء الأعباء إلى المستقبل حتى تتحمّلها الأجيال القادمة بأشكال متنوعة وأهمها الرفع من الضرائب… إن المديونية مشكلة متشعبة ومتعددة الجوانب، وقد زاد في تفاقم الوضع تدهور قيمة العملة الوطنية. إن سياسة النعامة لن تزيد الوضع إلا تأزما، وهي تهدّد في النهاية استقلال القرار سواء في مجال الاختيارات الاقتصادية، وحتى السياسية، وهو ما لا نرضاه، وهو ما يحتاج إلى وقفة جدّية يطرح فيها الملف بشكل صريح وتساهم فيه الأطراف الوطنية المعنية – حكومة ومعارضة – في بلورة الحلول …بعيدا عن منطق الهروب إلى الأمام..” واللّى يبقى في الدار إيخلّص الكراء “…
أبو حافظ   (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)

ورقات التوت…
 يكتبها نصر الدين بن حديد قرف… وصمت جمعيّة الصحفيين التونسيين…   من يراجع بعض الصحف التونسيّة، تصدمه مقالات ثلب، لا يمكن أن ندرجها ـ بأيّ صفة كانت ـ ضمن حريّة الرأي وما تتأسّس به الممارسة الصحفيّة من تباين في الرأي واختلاف في المواقف. هذه المقالات، و إن وجب لنا أن نبحث لها عن تسمية أخرى، نزلت إلى مستويات أخلاقيّة أو بالأحرى غير أخلاقيّة وضيعة وانحدرت انحدارا يندى له الجبين. من المعقول ومن المنطقي ومن المشروع أن تعمل الأطراف الفاعلة ضمن المشهد السياسي/الجمعياتي، سواء السلطة بمختلف أطرافها أو المعارضات بتعدّد مللها ونحلها، إلى بعض الحماسة ونزر من التجييش وقليل من شحذ الهمم وما تبقى من رصّ الصفوف. الأمر طبيعي، وقد نقبل، بحكم ما تلزمنا به لغة الضّاد ببعض القفزات البهلوانيّة، وقد يروّج البعض ـ نقول قد ـ أن أفضل المقالات أكذبها… الأخطر من هذه الكتابات ذاتها، يكمن في أنّها صارت جزءا «مقبولا» من المشهد الإعلامي، لا تثير الشبهات ولا تستدعي التنديد في أقلّ درجاته، بل نرجو ألاّ نصل فيه إلى يوم توزّع فيه جمعيّة الصحافيين التونسيين «جائزة أفضل مقال ثلب»!!!! المسألة لا تعني البعد التشريعي والجوانب القانونية التي لا يمكن إغفالها، بل ـ وهنا تكمن المصيبة ـ في عدم قدرة جمعية الصحفيين التونسيين على فرض الحدّ الأدنى من احترام «ميثاق الشرف» الذي هي مؤتمنة عليه وعلى عدم تجاوزه… المصيبة أو هي الطامّة العامّة، تأتي حين يتجاوز صحفي أثناء جلسة عامة لهذه الجمعيّة، أبسط قواعد الأخلاق والمرجعيات المهنيّة، ويصدر في حقّ قيادة الاتّحاد العام التونسي للشغل اتّهامات خطيرة، تمّ إثباتها ضمن محضر الجلسة، ويطالب بعض الصحفيين رسميّا من مكتب الجمعيّة إجبار القائل على إثبات قوله، ويتعهّد هذا القائل أمام الجميع وأمام الملأ بتقديم هذه الوثائق التي قال عنها «والعهدة عليه» ثابتة لا تقبل الطعن… لا يزال عموم الصحفيين ينتظرون ولا يزال مكتب الجمعية صامتًا… صمت القبور هو أم صمت القصور؟؟؟ قد تتكفّل المخرجة مفيدة التلاتلي بإخراج هذه المهزلة…. غبيّ ـ مهما كان موقعه ومنصبه ومقامه ـ من يفكّر أنّه قادر على تحقيق النصر على خصومه من خلال مقالات الثلب والشتم، بل هو يساهم عن جهل أو عن دراية في النزول بالمشهد الصحفي إلى حضيض لا نعلم منتهاه وإن كنّا نوقن شرّه… نقول، ختامًا، إنّ بعض البشر قد يحاسب بعضهم الآخر من أجل أعمال، لكنّ الصمت والسكوت والنزول بالرأس إلى تحت الرمل، جريمة لا يمكن السكوت عنها أو التساهل مع فاعليها… إلاّ إذا كانت جمعيّة الصحفيين التونسيين تعتزم تنقيح ميثاق الشرف أو إلغاءه… تلك مسألة أخرى، توجب منّا الاعتذار… ننتظر من مكتب الجمعيّة تصحيحًا أو تصويبًا… أو ربّما اعترافًا واعتذارًا!!! من يدري… هو زمن العجائب وعصر الغرائب…
 (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)  

باختصار…
  بقلم الأستاذ محمد الزهر العكرمي   ” البلاك ووتر ” المحلي ” بلاك ووتر ” هي واحدة من أكبر الشركات الأمنية ، الأمريكية التي خوصصت الحرب في العالم ، فهي تملك عشرات الآلاف من المرتزقة المدججين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة ، وآخر تكنولوجيات الاتصال ، وحسابات مالية غير محدودة ، وتجمع بلاك ووتر في صفوفها ، مقاتلين ومنظرين ، وفنيين اجتمعوا على جمع المال ، والقتل بلا رحمة ، والتحمس للمهام الأكثر قذارة ، كتدمير الفلوجة في 2003 ، وإعادة تأهيل المساجين البعثيين في أبو غريب ؟ ! ؟ ! وفي أغلب البلدان العربية ، تم إنشاء نماذج مصغرة ، للبلاك ووتر باستقطاب أناس ، هم في الحقيقة ليسوا من الأنظمة أو من أحزابهم الحاكمة ، بل يتحدرون من أصول معارضة يسارية ، وقومية، وإسلامية ، وتم الدفع بهم في أتون صراع هذا الأنظمة مع مطلب الحرية ، والمجتمع المدني ، والنقابات ، وغلاء المعيشة … فأصبحوا يسكنون الفضائيات المحرومة في الغالب من اعتماد المراسلين ، أو صحف المؤلفة قلوبهم يسبون المعارضة ، ويحقرون الديمقراطية ، ويقسمون على نزاهة الانتخابات ، ويجيبون على أسئلة تخص البيئة، والتعليم، والقضاء، والأجور، والسلفية، وجنس الملائكة … والطفولة، والاحتباس الحراري والسفارات الأجنبية . ووجه الشبه الظاهر بين هؤلاء وأولئك ، هو كونهم من الأشباح ، فهولاء  لا يظهرون في الأماكن العامة ، وفي الحالات النادرة التي يستعملون فيها الأرصفة ، يمشون مذعورين، لا يسلمون على أحد ، كأنما يشكون في كل المارة ، جاؤوا في أغلبهم من أوضاع مادية، شخصية صعبة، ويسعون إلى بناء إمبراطوريات مالية …دون إعارة كبير اهتمام للمناصب السياسية، وان كانت الثروات تبقى على الأغلب في خيالهم فهم في النهاية لا يمكنون من أكثر من سيارات طويلة ، ومساكن كبيرة خالية من العطف والعاطفة ، مبلطة بإصرار بالرخام الأبيض ومحاطة بأسوار عالية .     اضراب الجوع حل من أجل الوطن؟   سواء سلّمنا بأنّ صاحب مقرّ جريدة «الموقف» قد تلقّى «تعليمات» قام على إثرها بمقاضاة إدارة هذه الجريدة، أو صدّقنا أنّ الرجل أفاق ذات يوم وبعد أن تثاءب وتمطّط وغسل وجهه بالماء والصابون، اكتشف فجأة أنّ إدارة الجريدة قد أعدّت المقرّ خلاف ما تمّ الاتّفاق عليه… سواء هذه أو تلك، فالتسليم قائم بأنّ الأجواء السياسيّة تشهد في تونس راهنًا حالة من التوتّر الشديد والشدّ العنيف، ممّا يفتح الأفق على احتمالات لا يمكن أن تمثّل ذروة ما نصبو إليه جميعًا، مهما كان الاختلاف في العقائد والتباين في المواقف. أيضًا يأتي الإجماع بين من يملكون عقلا ورجاحة بأنّ الحلّ لا يكمن ولا يمكن أن يكون البتّة في كسر إرادة المضربين أو النظر إلى أفق الإضراب من ضروريات ليّ ذراع الدولة، فمهما كان مآل هذه الأزمة ومهما كانت نتائجها، فيمكن الجزم أنّ دخول المواجهة منطق النفي سيؤدّي إلى تراجع لا يستفيد منه أيّ طرف… قراءة للمشهد السياسي القائم، ليس فقط على مستوى البلاد بل في علاقة بالمدى الإقليمي والأفق العالمي، يجعلنا نجزم بأنّ المنطقة مقبلة على حالات من التوتّرات، سواء المستوى الاقتصادي، حين ينهش كلّ دولار إضافي في سعر برميل النفط ما تمّ إنجازه على مدى سنوات عديدة ويعطّل بل يلغي برامج متعدّدة أخرى، في علاقة مع ازدياد أو هو انفجار عدد طالبي الشغل وعدم قدرة الدولة على مجاراة صندوق التعويض أو الخروج بالأسعار المدعّمة إلى حقائق السوق… دون أن ننسى ونغفل أن الإرهاب بدأ يستقر في المنطقة وقد يصير جزءا ممّا يؤثّث حياتنا اليوميّة… كلّ هذه التحدّيات، لا يمكن أن يتمّ التصدّي لها سوى من خلال التوافق في أوسع أبعاده، الذي يؤثّث لثوابت راسخة يأتي بخصوصها الإجماع ضمن عقليّة التشاور الفاعل والمشاركة المسؤولة، التي تعني في المقام الأوّل أن قيادة الدولة وعلى رأسها مؤسسّة الرئاسة مركز دوائر فكر وتحرّك تؤمّن جميعها في لحمة وتلاحم للبلد الحماية وللدولة السلامة… لا تعني هذه المطالب أن ننزل جميعنا عن الواقع بجميع ما يحمل وما يحتمل خصوصًا، إلى طوبائيّة الخيال وما هي عليه السياسة أحيانًا من جميل القول وعذب الكلام، بل أن نجزم جميعًا في أن قوّة الدولة ـ والقيادة السياسيّة على وجه الخصوص ـ تكمن في أن تكون فوق الأحزاب وفوق الوزارات ومتجاوزة لميكانيزمات الممارسة السياسة، ليس من خلال قوّة تفرضها، بل عبر توافق يرتضيه الجميع… حينها تهون المشاكل مهما تشعّبت ويكون من السهل ومن اليسر ومن البساطة لهذه الدولة ـ التي من حقّها بحكم الدستور وبفعل القانون انتزاع الممتلكات من أجل المصلحة العامّة ـ أن تجد للأزمة القائمة حلاّ خارج منطق كسر الإرادة وليّ الذراع، بل في تجاوز لهذه العقبة حين تجمع القيادات الأمنيّة على أنّ ما تمّ في «سليمان» قد يعود في نسخ أشدّ وحين يشدّد خبراء الاقتصاد أنّ برميل النفط صار من هواة القفز العالي!!!   … وإذا النجم لن يهوي!!!!!   لا يمكن للمرء أن يجزم بما ستكون عليه حالة الشاعر العربي أحمد فؤاد نجم حين تكون هذه الصحيفة بين يدي القراء، لكنّ الأكيد والثابت يكمن في أنّ الرجل دخل في هذه الأزمة الصحيّة وهو يحمل في حلقة مرارة قد تكون عجّلت بمصيره، فهذا الرجل الذي تغنّى بالأمل وحمله وصدح بثورة الفقراء وصاح ضدّ الظلم، صار في هذا العصر خارج سياقه وفي قطيعة ما حاضره، بل هو أشبه بذلك القعيد الذي يرى ويسمع ولا حراك له… ليس من السهل واليسير على رجل حمل هذا الصوت وهذه القضيّة أن يترجّل عن حصانه ويعلن في العرب والأعراب والمستعربين أنّ زمن راح وزمن حلّ، وشتّان بين هذا الزمن وذاك!!! ليس في الأمر مراوحة ضمن النوايا الطيّبة أو الأحلام المستعارة، بقدر ما هو التراوح بين الإقرار بالفشل أحيانًا والحلم بالوثب مجدّدا… كم شدونا وكم رفعنا الصوت والهامة وكم من مرّة شعرنا أننّا من القدرة على تحريك الجبال وهزّ العالم؟؟؟؟ جعلنا شعر أحمد فؤاد نجم وصوت الشيخ أمام أسرى الحريّة القادمة… حريّة نحلم بها… نريدها… نراها مرمى بصر وقد صارت تراودنا حينًا وتتمنّع دائمًا… من اليأس القول أنّ صوت الحريّة قد أفل ومن العبث الاعتراف بالهزيمة القاتلة ومن الهراء أن نصيح كما قال البعض ذات 67 أنّنا خسرنا معركة وسنربح الحرب القادمة… بقدر التراجع، بقدر الأمل… بقدر اليأس، بقدر الفجر القادم بقدر العتمة، بقدر الأفواج القادمة بقدر العقبات، بقدر ما تخفق الرايات…   (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)  

بكل براءة…
مقاولات سياسية و إدارة جاحدة… “الكل معني بالبطالة” عوض “الكل معنى بالشغل”… رمزي البوسليمي شاب متخرج منذ سنوات يشغل خطة كاتب عام جامعة بحزب قانوني.. ” حزب لطيف جدا”، ترشح خلال الانتخابات التشريعية و البلدية، مستشار بلدي و عضو بالمجلس الجهوي لولاية جندوبة. لم ينفع له حرصه على أن يكون موجودا و فاعلا في إطاره أن تقبل وزارة التربية مطالبه الكثيرة للحصول على شغل. نتساءل: إن كان من الثابت أن “قيادات” حزبية تستثمر الشباب لقضاء مصالحها في إطار “مقاولاتها السياسية”، أليس على الإدارة أن تخجل قليلا و أن تحرص على العناية بالشباب الفاعل من نشطاء سياسيين و قدماء إتحاد الطلبة و مناضلي إتحاد أصحاب الشهادات أصحاب الحس الوطني الذين لم يتعاملوا مع ملفاتهم بشكل فردي و آثروا طرح مشاكلهم في إطار مبحث وطني نضالي و مشرف؟ حراك نقابي بعد إعلام مجموعة من نقابيي قفصة بقرار الإيقاف الوقتي عن النشاط النقابي ( 4 اطارات نقابية يتقدمهم السيد ابراهيم الاعي الوجه النقابي المعروف) تعيش جهة قفصة حركية نقابية حثيثة بهدف مساندة النقابيين “الموقوفين” عن النشاط.   خطير جدا: بعض الجهات الأمنية تصنف عددا من المواطنين بصفة “خطير جدا” و تعليل: يتردد كثيرا على المساجد و كثير التجوال.   اتحاد الشغل و “المناشدة”: وجه اتحاد الشغل بسليانة برقية إلى السيد رئيس الجمهورية مناشدة في الترشح لولاية جديدة. وهنا مأزق المركزية النقابية التي لن تتمكن من وقف مناشدات أخرى منتظرة سيعمل طامعون على اعلانها، ويبدو أن المكتب التنفيذي لن يقدر على اتخاذ أي موقف، و بالمقابل سيتحرك عدد من النقابيين دفاعا عن استقلالية منظمتهم عن الأحزاب. و أي جهة تناشد ثم تتراجع ستتعرض دون شك لعقوبة جماعية.   مؤتمر جمعيّة الصحفيين من شبه المؤكد، أن مؤتمر جمعية الصحفيين التونسيين سيلتئم سواء بتاريخ 2 ديسمبر أو 16 ديسمبر القادم، كما يتمّ التفكير بجديّة في جعل المؤتمر يدوم يومين، نظرًا لأهمّية المواضيع المطروحة وضرورة انتخاب مكتب صندوق التآزر الذي تمّ إحداثه مؤخرًا والبتّ في العلاقة القانونيّة والتنظيميّة بين هذا الصندوق والجمعيّة. البعض يرفض هذا الخيار نظرًا لكلفته الماليّة العالية وعدم قدرة عدد كبير من صحفيي الجهات خصوصًا على ترك وظائفهم ليومين متتاليتين.   قضيّة ضدّ جمعيّة الصحفيين أعلن أحد الصحفيين ممّن لم يرضه القانون الأساسي لصندوق التآزر عن عزمه رفع الأمر إلى القضاء طعنًا في ما يراه تجاوزات على مستويات عديدة… لا يدري البعض إن كان الامر يتعلّق بنزوة غضب عابرة أم مجرّد مناورة انتخابيّة، حين عبّر هذا الصحفي نيّة الترشّح لمكتب الجمعيّة القادم؟؟؟؟ أم أننا الأمر سيصل فعلا أمام المحاكم؟؟؟   الوضع المادي للصحفيين لا يزال مكتب الجمعيّة لم يبتّ بعد في الاجراءت التنظيميّة لعمليّة المسح التي ستشمل الأوضاع الماديّة للصحفيين، علمًا وأن مكتب الجمعيّة قبل من ناحية المبدأ انشاء هذه اللجنة التي اقترحها مجموعة من الصحفيين وتمّ تكليف عضو المكتب المكلّف بالشؤون المهنيّة بمتابعة الملفّ وتقديم تقرير وكذلك الاقتراحات.   انتظار قد يطول؟؟؟ مجموعة الصحافيين العاملين ضمن مؤسّسة التلفزة التونسيّة من خلال صيغة المسماة بيجيست لا يزالون في حالة انتظار للوعود التي قطعتها بعض الأطراف داخل الجمعيّة وخارجها بتسوية وضعياتهم، ويأملون خيرًا من الذكرى العشرين للتحوّل. حصوصًا بعد تمّ الفصل بين كلّ من القطاعين السمعي والبصري…   عودة؟؟؟؟ تدور في الأوساط الصحفية أنباء عن رغبة رئيس سابق لجمعية الصحفيين في العودة إلى سدّة القيادة، مروجًا أن لا غيره يصلح لمنصب الرئاسة في سعي ـ حسب البعض       ـ لاقصاء من تروج أسماؤهم لمنافسته.   الشفافيّة في تراوح بين الدانمارك التي حافظت على المرتبة الأولى وبرمانيا التي احتلت أسفل الترتيب، سجلت الدول العربيّة مراتب تراجع بعضها كثيرًا مقارنة بالسنة الفارطة. قطر تأتي في المرتبة الأولى عربيّا في الرتبة 32 وتقييم 6، الإمارات (34 و5,7)، ثمّ البحرين (46 و5)، والأردن (53 و4,7)، وفي المرتبة ذاتها عمان، والكويت (60 و4, 3) وتونس (61 و4,2)، ومن ثمة بقيّة الدول العربيّة.     من المسؤول؟؟؟ لم يتمكن مستعملو الهاتف المحمول من الحصول على التغطية الجيّدة في عديد الفترات وخصوصًا ضمن وسط العاصمة… الأمر صار مستفحلا ولا يستثني هذه الشركة أو تلك، ممّا دفع البعض إلى الشكّ بوجود أسباب أخرى غير تقنيّة…   أسلحة في متناول الجميع ورصاص قاتل… المتجوّل بين باعة اللعب الذي صاروا مع اقتراب العيد ينتشرون على قارعات الطرق في كلّ شارع ونهج وزقاق، يلاحظ وجود العديد من الأسلحة البلاستيكيّة التي تستعمل كويرات بلاستيكيّة، يمكن أن تشكّل بفعل قوّة الضغط تهديدًا خطيرًا للمواطنيين، خصوصًا وأنّ الأطفال لا يشعرون بهذه الخطورة وقد يطلقون في اتجاه أماكن حسّاسة كمثل العينين. هذا الموضوع يقودنا إلى طرح مسألة توافق هذه الألعاب مع المواصفات التونسيّة ومدى سيطرة الجمارك ومصالح المراقبة على هذا القطاع، وكلّنا يذكر أزمة ملايين الدمى التي قامت مصالح الرقابة في الولايات المتّحدة برفضها بسبب احتواء طلائها على نسبة من الرصاص لا تتوافق مع المواصفات الأمريكيّة…. مواطن تونسي علّق قائلا أنّ هذه الدمى لن تجد طريقها إلى الاتلاف، بل من الأكيد أن نراها في دول العالم الثالث التي تغيب فيها الرقابة…   منتدى الجاحظ نظم منتدى الجاحظ على مدى شهر رمضان ثلاث أمسيات، تعرّضت الأولى لمسألة التكفير من خلال محاضرة ألقاها الأستاذ عبد اللطيف الهرماسي، وأخر حول عبد الناصر والاسلام قدّم لها الأستاذ محمّد رضا الأجهوري، وثالثة نشطتها فرقة التخت للموسيقى والغناء. 
 (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)  

جبنيانة: الفراغ يولد الكوارث

تنامى إلى أسماع المتساكنين خبر مذهل في الآونة الأخيرة. عشرات من الشبان وقعوا في قبضة رجال الأمن بسبب تعاطي مخدّرات ( زطلة ) تدخل للبلدة عن طريق مزودين محترفين يصطادون الشبان من فئة البطالين والعمال والحرفيين … وقد وقع بين أيدي فرقة الأبحاث والتفتيشات التابعة للحرس الوطني أكثر من عشرين مستهلكا، جلهم من الشباب… وبعد غلق الأبحاث تولت الفرقة إحالة الجميع على قلم التحقيق الذي أذن بالإيقاف. هل انتهت المشكلة أم بدأت؟ لنا أن نتساءل على الأقل، كيف تورط هؤلاء في شبكة الانحراف وفي استهلاك المخدر الخطير؟ هل كان هذا الشباب محميا من الانجرار وراء ملذة المخدّر أم كان مدفوعا نحوها دفعا؟ ماذا فعلنا كلنا دون استثناء، للوقوف أمام زحف عصابات يبدو أن أصلها قادم من وراء الحدود العربية حيث ينشط شيوخ الظلام والحشيش؟ ولنا أن نسأل أيضا، ماذا قدّمت السلطات المحلية والجهوية لهذا الشباب لكي يتحصن ضدّ تجارة الموت القادمة من الأفغان العرب وغيرهم من التجار؟ * ضحايا على طول الخط: هل نكتفي بالقول إن العصابة اندثرت ووقعت في الفخ ونالت جزاءها أم نطرح الأسئلة المعلقة والمحرقة حقا؟ ماذا يصنع رجال الثقافة وهياكل التثقيف في المدينة؟ أين شبكة الجمعيات والنوادي التي تقتات من ميزانية البلدية لتبقى عنوانا على الورق؟ أين برامج التثقيف الجماعي والمهرجانات والأيام الثقافية؟ لا نجد إلا اللجان الثقافية الناشطة في المقاهي وخلال الانتخابات فقط والتي ينتمي كافة أعضائها ( ويبدو أنها صدفة ! ) لحزب الدستور..الأحزاب السياسية بمقرّاتها وبرامجها وأعلامها غير موجودة ..وفي واقع الأمر، إن هذه الهياكل المختلفة موجودة …لكن على الورق وتستخدم للدعاية الفجّة وتتقبّل دعم البلدية السنوي، لكن لا حياة لمن تنادي لأن الواقفين عليها إمّا أنهم لا علاقة لهم بالنشاط الثقافي والتوعوي والدفاع الاجتماعي أو أن السلط لم تترك لهم المجال…وهكذا هجر الشباب دار الشباب ودار الثقافة والنوادي والجمعيات وبقي المسؤول معزولا خائفا على موقعه رافضا التسليم في المربع الذي وضع نفسه فيه أو وضعه فيه مسؤول مثله، وبالطبع بقي الشباب يجوب الشوارع باحثا عن الشغل المفقود والتوعية المفقودة والترفيه المفقود واللجنة الثقافية المحلية التي نسي القائمون عليها حتى تاريخ انتدابهم فيها… لقد وقع شبابنا فريسة الجهل والخصاصة والتفقير والفراغ، وقد تعاقب المحكمة هؤلاء، الذين سقطوا في الآونة الأخيرة، لكن يبقى السؤال قائما: ماذا ينتظرنا من أخبار بعد مجموعات الحرقان والآثار والزطلة والعنف والسرقة التي تتوالى على مراكز الإيقاف والمحاكم ؟أن هذه المدينة المعروفة بزحمها النضالي كانت في الماضي من إحدى مشاكل بورقيبة وإحدى المناطق التي تفرّخ المناضلات والمناضلين إلى حدود البارحة…وعاشت أحلى أيام الخلايا الأولى للعامل التونسي وإضرابات ” بنات المعمل ” في أواخر السبعينات وشهدت صراع الخبزة في 84 ودافعت عن القضايا القومية في 91 و98 و 2003 وكذلك يشرّفها أن يكون خيرة تلاميذها في السجون في 2000 لأنهم أرادوا أن يفعلوا مثل الكبار…لذلك أظن أن البعض يهمه جدّا أمر هذه المدينة ويهمه أن تبقى مثل غيرها غارقة في مستنقع الانحراف وعدم الثقة. ماذا ينتظر أهل القرار؟ هل سيواصلون في سياسة الأبواب الموصدة أمام النوادي الهادفة والجمعيات المستقلة والمثقفين ليلعبوا دورهم في تحصين الشباب والارتقاء بوعيه بعيدا عن التوظيف والتصفيف والتضييق والاحتواء؟ وإلى أن يقتنع مسؤولونا المحليون بفشلهم، نرفع تحية لكل الذين ساهموا بصدق في إيقاف النزيف ونطالب بمواصلة المجهودات المختلفة لاجتثاث ” الزطلة ” وشبيهاتها نهائيا واجتثاث مسبباتها. فرج    (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)

مستشفى بن عروس الجديد اختيارات خاطئة!

 

 
لطفي حيدوري   انتهت أشغال بناء مستشفى بن عروس الجديد الذي سيكون “مركزا لعلاج الإصابات المتعددة” (polytraumatismes). لكن لا يعرف إلى حدّ الآن موعد انطلاق العمل فيه. وتتداول الأوساط الطبّية أنّ تخطيط المستشفى وهيكلته لا يتوافقان مع الهدف المرسوم له، من حيث توزيع الأقسام والطاقة البشرية العاملة وتصميم البناية والتمويل. بل أكثر من ذلك فنظامنا الصحّي ومدرستنا الصحّية ليسا جاهزين لاستيعاب هذا المشروع مما سيضطر القائمين عليه إلى القيام بعدة تحويرات قد تتناقض مع الفلسفة التي يقوم عليها المشروع أصلا وستحكم عليه بالتأخير ومزيد الانتظار لحلّ المشكلات التي برزت شيئا فشيئا.   البداية: ضاع الوقت والمموّل لقد انتبهت وزارة الصحة العمومية إلى مشروع فريد لكنّها لم تعرف أين تضعه وكيف تديره. فقد كان المستشفى مبرمجا في موقع بمونفلوري وبتمويل ياباني. وتمّت الدراسة وحتى عملية انتزاع عقارات من أصحابها لإقامة البناية محلّها. وكان المستشفى سيبنى على ستة طوابق منها اثنان تحت الأرض. ثم وقع العدول عن الأشغال وانسحب اليابانيون من التمويل. وقد اُنتُقد هذا المشروع لأنّه جاء في منطقة عمرانية يصعب التنقّل فيها. كما أنّ مستشفى كبيرا يتطلب فتح محطة حافلات وأشياء أخرى لا يمكن توفرها في ذلك المكان.  وقد تم العدول عنه واسترجع المواطنون عقاراتهم المنتزعة. وتم نقل نفس المشروع إلى المروج على الطريق السريعة، ولكن بنفس المواصفات وبنفس المخطط الذي تمت ملاءمته للأرض الجديدة. وتكلّف 42 مليارا موّلها هذه المرة البنك السعودي للتنمية.   نظام المستشفى بعيد عن مدرستنا الصحّية يندرج هذا المستشفى في إطار فلسفة طبية مأخوذة عن المدرسة الأنقلو سكسونية التي تكوّن اختصاصيّين في الإصابات المتعددة. أمّا التكوين الطبّي لدينا فهو في سياق المدرسة الفرانكفونية، كلّ في اختصاصه. فليس لدينا فلسفة مراكز الإصابات المتعددة ولا توجد حتى في فرنسا نفسها. ففي تصميم مثل هذا المركز يجب أن يوضع المريض في قسم عمليات مركزي ويحضر لديه المختصّون. وفي المبنى الجديد صمّمت أقسام منفصلة بدون غرفة عمليات مشتركة، أي إنّ المريض متعدد الإصابة هو الذي ينقل من قسم إلى آخر لمعالجته بخلاف الأصل. وتتوزّع هذه الأقسام على تسعة: قسم الإنعاش وقسم التحاليل وقسم الأشعّة وقسم الأعصاب وقسم المخ وقسم الجراحة العامة وقسم المجاري البولية وقسم جراحة العظام وقسم الكسور وقسم الحروق وقسم الاستعجالي. ومن الناحية التطبيقية العملية وقعت إشكالات بسبب قلّة الإطارات. فإلى جانب غرف العمليات في كل قسم يجب تركيز إطارات معها. وفي فترات الاستمرار ليلا يجب أن يكون هناك على الأقلّ ممرضان حاضران في كل قسم، لكن قد يُحتاج إلى عدد قليل وإلى قسمين على الأكثر في بعض الحالات. وهذا ما يخلق سوء تصرّف في الإمكانيات البشرية. ويقول أحد الأطبّاء المختصّين إنّه كان من الأجدى أن يكون هذا المشروع مدمجا في المستشفى الجهوي ببن عروس وذلك حتى لا نجد أنفسنا في نفس المدينة أمام مِخبَرين وقسمي أشعّة على غرار ما هو موجود في أريانة حيث يوجد مستشفى للأمراض الصدرية على بعد 200 متر من مستشفى محمود الماطري. وهناك يشتكي قسما الأشعّة من نقص الإطار الطبّي والإطار شبه الطبّي وكذلك شأن قسمي التحاليل. وذلك من الاختيارات الخاطئة في هيكلة القطاع الصحّي التي لم تعالج بعد.   نتتوفر في تلك المنطقةتوفرها في ذلك المكان. وتم العدول عن المشروع واسترجع المواطنون عقاراتهمللإشكالية التمويل أكثر الحالات في هذا المستشفى هي حوادث المرور التي هي مرتبطة بالتأمين. وهؤلاء المصابون لا يدفعون مقابلا في العادة لأنّ التغطية الاجتماعية لا تنطبق على حوادث المرور. وقد جرت العادة أن يدفع المريض أجرة العلاج ثم يسترجع نفقاته عن طريق التأمين. وفي عدة حالات لا يتم ذلك في صورة ما إذا يكن الحق إلى جانبه في الحادث. وإذا لم يدفع يحال على المحكمة التي لا تحكم في غالب الأحيان لفائدة وزارة الصحة. وحتى إذا حكمت لفائدتها فكيف لفقير حال أن يدفع مبلغا طائلا. وعلى العموم فالمستشفيات خاسرة في حالات علاج إصابات الحوادث. كما أنّ قضايا حوادث المرور تطول مدة البت فيها وكذلك إجراءات الاستخلاص. وهذه المشكلة ناجمة عن افتقارنا في تونس لصندوق تأمين على الحوادث يمكن تمويله عن طريق انخراطات التأمين حتى تسترجع المستشفيات نفقاتها، علما وأنّه في وضعية المستشفيات المصنّفة “مؤسسة صحية عمومية”  وهو شأن جميع المستشفيات الجامعية ومن ضمنها مستشفى بن عروس الجديد تكون ميزانية التصرف كلها من مداخيلها. فمستشفيات مثل شارل نيكول والرابطة لها ميزانية تصرف ذاتية، حيث تدفع وزارة الصحة المرتبات وتقتني التجهيزات باهظة الثمن. أمّا شراء الأدوية وتكلفة الطاقة والتنظيف والتغذية فكلّها من ميزانية التصرف، وهو ما يجعل عدة مستشفيات الآن في حالة تأزم مالي.   حظيرة أشغال مفتوحة انتهت أشغال بناء المستشفى فظهرت نواقصه. فمركز مثل هذا يحتاج إلى موقف كبير للسيارات. وقد وقع التفكير في أن يتم تخصيص مكان واسع لهبوط طائرة عمودية في الحالات الاستعجالية المستعصية ثم وقع العدول عن ذلك وفكروا في أن يخصصوا مهبطا للطائرة على سطح المستشفى وتبيّن بعد الدراسة أنّ العملية غير ممكنة لغياب المواصفات وعدم موافقة إدارة الطيران، والآن هم بصدد البحث مع إدارة الغابات في تخصيص قطعة أرض قريبة للغرض. كما اكتشف القائمون على المشروع أنّ المستشفى يحتاج إلى طاقة كبيرة للتكييف لاتساع مساحة الواجهات البلّورية في حين خصّص ذلك لغرف العمليات والإنعاش ومكاتب الأطبّاء ممّا يجعل المبنى في مشكل مدة 5 أشهر على الأقلّ من اشتداد حرارة الشمس في بلادنا. وكان قد تكرّر هذا الخطأ بجسامة أكبر عند بناء مستشفى قبلي ومستشفى تطاوين في جنوب البلاد، حيث بنيا بمواصفات مناطق منخفضة الحرارة.  كما وقع تأخير طلب العروض لشراء التجهيزات. وقد أبدى لنا مصدر طبّي استغرابه من عدم التخطيط لتجهيزه بآلة سكانار كما جاء في المشروع الأوّلي.     وبرزت إشكالية فتح الانتدابات في الأقسام، فهناك أقسام سيقع نقلها بجميع إطاراتها وتجهيزاتها كقسم جراحة العظام والكسور وقسم الحروق من مستشفى عزيزة عثمانة. وحتى يبدأ عملها لا بدّ من وجود الإدارة وأقسام ضرورية كأقسام التحاليل والأشعة وقسم الاستقبال في الاستعجالي. زيادة على أن الأقسام المبرمج فتحها كالجراحة العامة وجراحة البطن لم يقع الانتداب لها. أمّا قسم جراحة الأعصاب والمخ فمازال في طور تعيين رئيس القسم ولم تتضح الانتدابات بعد. وتتطلّب إدارة هذا المستشفى حوالي 500 إطار طبّي وشبه طبّي وإداري. ولم تفتح وزارة الصحّة بعد باب المناظرة للوظائف الشاغرة. وهذا ما يعني أنّ موعد افتتاح مستشفى بن عروس لن تحدده الأشهر القليلة القادمة وأنّه سيبقى رهين ترميم الإدارة لسوء تخطيطها وإنجازها. ثمّ أليس ذلك هو شأن كل مشاريع المصلحة العامة في بلادنا ؟]
 
(المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)
 

 
 
 

مخرج سينمائي تونسي يفوز بجائزة ابن رشد للفكر الحر

نوري بوزيد يفوز بجائزة ‘ابن رشد للفكر الحر’ 2007 ويرى أن السينما وسيلة لمكافحة النفاق في المجتمع.

 
ميدل ايست اونلاين كتب ـ المحرر الثقافي   أعلنت “مؤسسة ابن رشد للفكر الحر” بألمانيا عن فوز المخرج السينمائي التونسي نوري بوزيد بجائزتها لعام 2007 لمساهمته المتميزة بأعماله السينمائية في التوعية وإرهاف الحساسية ضد الظلم وإغناء الفكر النقدي في المجتمعات العربية.   وكانت “مؤسسة ابن رشد للفكر الحر” قد خصصت جائزتها هذا العام لمخرج سينمائي عربي تخطت أعماله الوثائقية أو الدرامية حدود التابو الاجتماعي أو السياسي وسلطت ضوءاً ناقداً على ظواهر أو ممارسات تشهدها المجتمعات العربية.   وسوف تُمنح جائزة ابن رشد للفكر الحر للمرة التاسعة على التوالي، في الجمعة 30/11/2007 بقاعة معهد جوته في برلين: Neue Schönhauser Str.20, Berlin-Mitte   ولد نوري بوزيد ونشأ 1945 في مدينة صفاقس التونسية. التحق عام 1968 بالمعهد العالي للتمثيل والإخراج السينمائي في بروكسل، وتخرج منه عام 1972. وكان فيلمه “المبارزة” مشروع تخرجه، وفيه عالج “ظاهرة الاغتراب” ومشاكل المهاجرين التي عايشها عن كثب في بلجيكا. انضم إثر عودته إلى وطنه تونس، إلى منظمة معارضة لنظام بورقيبة آنذاك، تجمع “آفاق” للدراسات والعمل الاشتراكي بتونس، الأمر الذي أدى إلى سجنه من سنة 1973 إلى غاية سنة 1979. ترك تعرضه للذل والتعذيب النفسي والجسدي أثراً يميُّز أعماله اللاحقة.   لم يفتّ هذا من عضده وتصميمه على متابعة النضال، بل أسهم بعد خروجه من السجن بالعمل في ميدان الإخراج السينمائي مقدماً أول أفلامه “ريح السد” عام 1986، وهو فيلم روائي يعالج مشكلات العلاقات الجنسية المثلية في المجتمع التونسي.   وعرض الفيلم في مهرجان كان للسينما، وحاز على جوائز عدة في مهرجانات دولية أخرى.   في عام 1989 أتبعه بفيلمه الثاني “صفائح ذهب” الذي عالج فيه ظاهرة التعذيب بما فيه الجنسي انطلاقاً من تجربته الشخصية، وذلك بجرأة يندر مثيلها في المجتمعات العربية.   ويقول بوزيد في مقابله أجرتها معه صحيفة taz الألمانية “إنّ ماضينا يُصادرُ كل من حاضرنا ومستقبلنا. اغتُصبتُ فاعتبرتُ ذلك عاراً علي. عندما أفصح عن عاري علناً يتحول العار إلى كرامة.”   وحسب قناعة نوري بوزيد الشخصية، على الإنسان ألا يخاف من الإفصاح عن ضرر أُلحق به ظلماً لأنه لا يمكن أن تشفى الجروح إلا إذا أشرت إليها وأعلنت عن وجودها. ويسمي نوري بوزيد تحفظ الناس بالكشف عن العورات وأشكال الظلم بـ “النفاق الاجتماعي”، وهو من طباع المجتمع التقليدي.   في 1990 شارك نوري بوزيد مع عدد من المخرجين في مشروع الفيلم الجماعي “حرب الخليج وبعد” بالشريط القصير “وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح” عبر فيه عن موقفه السياسي النقدي من حرب الخليج التي بدأته أميركا ضد العراق.   وإذ واصل مشواره النقدي الجريء عام 1992 بفيلم بيزناس BEZNESS الذي يعتبر مشروعاً مميزاً رائداً يعالج فيه ظاهرة السياحة الأوروبية بغرض التفسح الجنسي على شواطئ البلدان النامية وما يرافقها من اصطدام بعادات وتقاليد اجتماعية سائدة في تلك المجتمعات.   وحاز هذا الفيلم على العديد من الجوائز في الخارج. وبعد إلغاء الدعم الحكومي للفيلم ومحاولة منع تصويره على الأراضي التونسية اقتنعت الحكومة التونسية أخيراً من أهمية الفيلم وسمحت بعرضه في تونس، بما في ذلك التلفزيون.   هنا يكمن أهم مبدأ لنقد بوزيد وهو أن الإنسان الفرد والقيم الاجتماعية لا تقاس إلا بمعايير مادية. لذا يهم بوزيد أن يصور معاناة أفراد تعيش في حالة انفصام وترى نفسها ممزقة بين ضوابط المجتمع التقليدي التي تبدو وكأنها ثابتة وقوية وبين الحريات الغربية.   ورغم أن الدستور التونسي يعتبر دستوراً متقدماً يعنى بضمان حقوق الإنسان وبالذات حقوق المرأة إلا أن الواقع المعاش على نقيض صارخ منه. ويصعب اختراق بنيوية المجتمع الإقطاعي الموروث. ويرى بوزيد أن للطبقات الوسطى دوراً سلبياً في الوقوف ضد التغيير كونها متمسكة بالوضع الحالي لمصالح مادية اكتسبتها بفضل هذا الوضع وتعيش برخاء على حساب ضرورات تطوير المجتمع.   أما فيلمه الأخير “آخر فيلم” Making off الذي حاز على جائزة مهرجان قرطاج عام 2006 وعلى جائزة “هوغار” الذهبية الجزائرية عام 2007 فيعالج قضية الإرهاب وأسباب استعداد الشباب لقتل أنفسهم في عمليات استشهادية. فالشباب اليوم يحس بالغربة والضياع على الصعيد الفكري وباليأس على الصعيد المادي.   حالة الضياع بين مقيدات نظام مجتمع متصلب وسياسة غربية منحازة ومتعالية في المنطقة، تُستغل من قبل دعاة التطرف.   ويقول بوزيد في مقابلة أجرتها معه لاريسا بيندر “ويتضح في “آخر فيلم” من تقع عليه المسؤولية، فنحن جميعنا مسؤولون، الشرطة مسؤولة، انعدام الحرية مسؤولة، البنية العائلية مسؤولة، فشل النظام التربوي والتعليمي مسؤول. كلنا جهزنا ذلك الشاب ثم اقتطفه الإسلامويون.”   وتكرس “مؤسسة ابن رشد للفكر الحر” جهدها لدعم حرية الرأي وممارسة الديمقراطية في العالم العربي مهتدية بذلك بفكر الفيلسوف ابن رشد (1126 ـ 1198) ودوره البارز في الحوار بين الثقافات. قدّمت المؤسسة جوائزها حتى الآن للمبدعين العرب في حقول: الصحافة والإعلام، تحرر المرأة، الفكر النقدي، السياسة، الفلسفة، الأدب السياسي، الإصلاح الديني وحقوق الإنسان.   (المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين (بريطانيا) بتاريخ 14 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.middle-east-online.com/?id=53512
 

 

القرضاوي: حوار فتح وحماس ودعم إيران واجب شرعي

 
مجاهد شرارة   بمناسبة عيد الفطر المبارك، وجَّه العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نداء إلى حركتي فتح وحماس من أجل التصالح وتصفية النفوس، مشددا على أن الحوار بين الفلسطينيين من أجل الوحدة واجب شرعي، خصوصا أن الأرض الفلسطينية لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال الذي يواصل القتل والتدمير.   جاء ذلك في حديث أدلى به الشيخ القرضاوي للبرنامج الإذاعي “يا فضيلة الشيخ” على موقع إسلام أون لاين.نت.    وأعرب الشيخ القرضاوي في حديثه أيضا عن رفضه للاعتداء على إيران، مؤكدا على “وجوب” الدفاع عن إيران إذا تعرضت للضرب من الولايات المتحدة؛ “لأنها وطن إسلامي يدين من فيه بالإسلام كما أن العدو هو أمريكا التي أعلنت الحرب على الإسلام تحت اسم الحرب على الإرهاب”.   حوار فتح وحماس واجب شرعي وعن  التوتر المستمر بين فتح وحماس، أوصى القرضاوي الحركتين بضرورة الحوار كحل للأزمة التي تعصف بهما. وقال: “أوصى الإخوة في بلاد الجهاد فلسطين والعراق خاصة أن تكون هذه الأخوة ملاذهم وأن يعتبروا الأخوة الإسلامية قبل كل شيء وأن يصفي كل منهم نفسه من الحقد والغل وهذه الآفات المهلكة”.   وأضاف: “وأوصي الإخوة في فلسطين في أرض المقدسات وأرض النبوات، أرض الإسراء والمعراج، أن يتصالحوا مع بعضهم البعض وأن يتحاوروا بعضهم البعض.. الإخوة في فتح والإخوة في حماس والفصائل الجهادية والوطنية أوصيهم جميعا أن يقفوا صفا واحدا”.   وذكر بأنه “ما زالت فلسطين في معركة ولم تتحرر؛ فهذه الوعود المعسولة من أولمرت ورايس رئيس وزراء إسرائيل ووزيرة خارجية الولايات المتحدة) هي وعود غير حقيقية ولم ولن يبقى إلا الشعب الفلسطيني، فيجب أن يحاور بعضهم بعضا وليس هناك شيء مستحيل”.   وشدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أن “الحوار فريضة يوجبها الدين وضرورة يحتمها الواقع.. لذلك أوصي الجميع أن يتحاوروا وخصوصا هذه الأيام ونحن نستقبل عيد الفطر ونسأل الله أن يكون  عيد نصر وعزة ووحدة، وكذلك أوصي الإخوة في بلاد الرافدين أن يحذروا من الفتنة وكيد الأعداء والمتربصين بهم الذين لا يريدون منهم إلا أن يقتل بعضهم بعضا”.   والدفاع عن إيران واجب شرعي   وفي حديثه الإذاعي، أكد الدكتور يوسف القرضاوي على أهمية الأخوة الإسلامية باعتبارها “حائط صد ضد أعداء هذه الأمة”.   وأردف قائلا: “يجب على الأمة أن تتكاتف للدفاع عن نفسها، ومن هذا المنطلق علينا أن ندافع عن إيران باعتبارها وطنا مسلما ضد العدو، وهو أمريكا التي أعلنت الحرب على الإسلام تحت مسمى الحرب على الإرهاب ووقفت مع إسرائيل في كل باطل فلولا المال والسلاح الأمريكي ما كانت إسرائيل”.   وتساءل فضيلته: “ما الذي يحرم على إيران امتلاك القوة النووية أو أي بلد مسلم أو عربي أو حتى أفريقي، رغم تملك إسرائيل لرؤوس نووية وكذلك أمريكا أيضا”…   وتطرق الشيخ القرضاوي إلى مخاوف دول الجوار من امتلاك إيران للسلاح النووي قائلا: “إذا كان هناك مخاوف من جيران إيران فعليهم أن يقوموا بـ(إبرام) معاهدات واتفاقيات صريحة حتى يزول أي شك أو أي شبهة وأهل المنطقة هم أولى بأن يديروا أمورهم بأنفسهم وليسوا بحاجة إلى أحد يزعم أنه يحميهم بقوة السلاح”.   وأكد على رفضه لضرب إيران قائلا: “نحن ضد الحرب على إيران كما كنا ضد الحرب على العراق وكذلك ضد أي حرب عدوانية وانتقامية”.   الجهاد  بدون إذن ولي الأمر   على صعيد آخر، شدد الدكتور القرضاوي على أن جهاد الدفع فرض عين على كل مسلم قائلا:  “حين يدخل العدو إلى أراضي الإسلام وجب على الجميع أن يهب للدفاع عنها، فيخرج الولد دون إذن والده والزوجة دون إذن زوجها”.. جاء ذلك ردا على سؤال عن فتوى صدرت مؤخرا تحرم خروج الشباب للقتال في أي بقعة في العالم خارج الوطن دون إذن ولي الأمر.   وتساءل القرضاوي: “هل نتخلى عن فلسطين بحجة أنها خارج الوطن؟”.   وضرب مثالا بالحرب السوفيتية في أفغانستان “حين هب شباب الأمة لمحاربة أعداء الله وساندتها الحكومات العربية والإسلامية حين أعطت أمريكا الضوء الأخضر لذلك”.   وشدد على أن “الجهاد ضد أعداء الله فرض على كل مسلم ومسلمة وإذا كان هناك مسلم بارع في تصنيع المفرقعات أو له خبرة في الدبابات أو الطائرات وجب عليه تقديم دعمه لإخوانه المجاهدين؛ ففي حرب البوسنة ضرب كثير من المسلمين أروع الأمثلة في القتال مستخدمين خبرتهم ومعرفتهم بفنون القتال المختلفة أما من ليس له خبرة فذهابه ربما يكون عائقا للمجاهدين”   (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 14 أكتوبر 2007)
 

الصحافة: الضريبة الغالية

 
عبد اللطيف الفراتي (*)         سامي الحاج مصور الجزيرة،، يدخل قريبا سنته السابعة سجينا في قاعدة غوانتانامو الأمريكية على الأرض الكوبية،، رغم إرادة الكوبيين وحقهم في تحرير كل أرض بلادهم.   ولقد مرت 6 سنوات وسامي الحاج،، يعاني مرارة السجن،، والبعد عن أهله وزملائه ومهنته، بعد أن تم أسره وهو يؤدي عمله الصحفي في أفغانستان، إبان تحرير هذا البلد من قبضة طالبان، والقاعدة. وسامي الحاج بشهادة كل من يعرفه أبعد عن أن يكون متطرفا أو منخرطا في حركة طالبان، ولكن ومهما كان من أمر، فله حق في محاكمة عادلة تثبت ما إن كان يلام على شيء أو لا.   أما أن يبقى سنة بعد سنة سجينا، دون محاكمة ودون أن توجه ضده تهمة معينة، فهذا يمثل قمة من قمم الاستخفاف بالقانون وبحقوق الإنسان وبكل القيم النبيلة التي حددتها المواثيق الدولية والمرجعية المعتمدة في بدايات هذا القرن الواحد والعشرين.   وبالطبع فليس سامي الحاج، هو الصحفي الأول ولا الأخير السجين بسبب ممارسته لمهنة المتاعب، فهناك عشرات وربما مئات غيره، من جنود الوضوح أو الخفاء، ولكن هذا الصحفي حالة خاصة لسببين: أولهما أنه ربما كان الصحفي الوحيد الذي مرت سنوات وراء سنوات، دون أن توجه إليه تهمة معينة، أو يواجه بما يمكن أن يقع لومه وسجنه من أجله. وثانيهما أن الرجل ليس ضحية بلد لا يعترف بحقوق الإنسان ولا يتقيد بمقتضياتها بما في ذلك عدم سجن أي كان دون أن توجه له وفي آجال معقولة تهمة ما، أو أن يحال إلى محاكمة عادلة تتوافر له فيها أسباب الدفاع عن نفسه. بل هو سجين دولة تعتبر نفسها حقا في مقدمة الدول التي يحترم فيها حق الإنسان ولا ترتهن كرامته أو حريته، وهي التي توجه بطاقات الاستحسان وبطاقات اللوم والتوبيخ إلى الدول الأخرى.   وفي مرات عديدة قيل إن سامي الحاج سيطلق سراحه، ويرحل إلى بلده أي للسودان، أو لمقر إقامته وعمله أي قطر، ولكن شيئا من ذلك لم يحصل.   على أن الشيء المحير هو هذا الصمت المطبق حول عذابات هذا الصحفي، ففيما عدا المؤسسة التي تستخدمه والبعض من التنظيمات القليلة للصحفيين على المستوى الإقليمي والعالمي، فإن سامي الحاج يبقى الصحفي الذي لا تتجند له بالقدر الكافي أقلام الصحفيين، علها تنجح إما في فك أسره، أو إحالته القانونية وتمكينه من محاكمة عادلة، تبرز ما إذا كان يستحق أو لا يستحق السجن، علما بأن الثقة كاملة في العدالة الأمريكية على الأرض الأمريكية.   ويبدو هذا الصمت غريبا إلى حد بعيد، في وقت تقوم فيها ولا تقعد الدنيا لأحداث وتطورات لا ترقى إلى أهمية ما يتعرض له زميل صحفي من عذاب جسدي ونفسي سنة بعد سنة.   وبالطبع فإن معاناة الصحفيين غير سامي الحاج كبيرة ومتنوعة، فعدد الصحفيين الذين يتعرضون للقتل يزداد من سنة إلى أخرى، وعدد المسجونين لا ينفك يتعاظم عاما بعد عام، هذا إضافة لما يتعرض له الصحفيون من سوء معاملة ومنع من العمل في بلدان عديدة عبر العالم، ولعل المثال المصري الأخير لأكبر دليل على ذلك، ولعل الصحفيين العرب والمسلمين عامة يأتون في مقدمة من تتوجه ضدهم يوميا المحاكمات والحرمان من الشغل، وهم وفي مثل هذه الأيام التي تتميز بأحد أكبر أعيادهم الدينية الذي تسوده الفرحة يشكون من المحاصرة الشديدة، ويعيشون أحيانا في ظروف قاسية، إما في السجن أو مهددين بالسجن، أو محرومين من الشغل والحصول على لقمة العيش، هذا إذا لم يكونوا كما هو الأمر في العراق مهددين بالموت سواء من قبل القوات المحتلة، أو وخاصة من عصابات القاعدة و العصابات الطائفية التي تأتمر بأوامر خارجية أو تأتمر بأوامر فلول النظام السابق الذي لا يريد للعراق أن يستقر في ظل نظام يحاول بصعوبة أن يكون ديمقراطيا.   وهناك أشياء لا يمكن لمسها، مثل تلك التي تهم النواحي غير المادية لمعاملة الصحفيين المستقلين، ولكن أليس في العالم قوة تستطيع أن تفرض على الدول منع، توقيع العقوبات البدنية على الصحفيين، فتلغى عقوبات السجن من أجل التعبير عن آراء أو من أجل نشر أخبار توصف بالزيف وكأن هناك ميزانا يقيس الزيف من قلته، ويهدد بتوقيع عقوبات السجن على أساس تعكير صفو النظام العام.   سامي الحاج، ورؤساء تحرير الصحف المصرية، المورطون في قضايا ما أتى الله بها من سلطان، المهددون بأحكام بالسجن الفعلي،وغيرهم كثيرون ينتظرون من العالم وقفة حقيقية حتى يعود للكلمة الحرة بريقها، وينتهي في كل أنحاء العالم تعريض الصحفيين للأخطار المختلفة، من أجل جرأتهم وحماسهم للتعبير عما يختلج في ضمائر مواطنيهم، وحتى تلعب الصحافة خاصة في بلداننا العربية دورها الذي ينبغي أن يكون رائدا في إقرار الحرية وسيادة القانون، فلا ديمقراطية حقة بدون حرية مطلقة للصحافة، بل لعل حرية الصحافة هي البند الأول من بنود الممارسة الديمقراطية.   ولعل القيود الوحيدة التي يمكن فرضها على الصحافة، هي تلك النابعة من المهنة والصحفيين أنفسهم ممثلة في مواثيق ذات مصداقية لممارسة هذه المهنة، أو قوانين تسنها الدول وتستند إلى المقاييس العالمية للحريات الصحفية كما تقع ممارستها في الدول الديمقراطية الحقة.   (*) كاتب وصحافي من تونس   (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2007)


إعادة انتخاب مشرف على قاعدة الأزمات

 
توفيق المديني نجح رئيس الدولة الباكستانية، الجنرال برويز مشرف بسهولة، في انتزاع ولاية  ثالثة عقب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي جرى يوم 6 أكتوبر الماضي. فقد فاز الجنرال برويزمشرف  بأغلبية كاسحة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في البرلمان الفيدرالي بمجلسه و أربعة مجالس إقليمية أخرى ، المقاطعة من قبل المعارضة،على ما أعلنت اللجنة الانتخابية التي قال رئيسها  القاضي محمد فاروق:إن مشرف حقق فوزا كاسحا مشيرا إلى تاييد 252 نائبا من بين 257 أدلوا بأصواتهم بينما حصل أقرب منافسيه وجيه الدين أحمد على صوتين فقط. الفوز الذي حققه رجل باكستان القوي،المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، فهو حليفها في «الحرب على الإرهاب»، يظل مع ذلك افتراضيا،لأنه محكوم بقرار المحكمة العليا التي ستبت في الموضوع يوم 17 أكتوبر الجاري، إما لجهة تثبيت فوز الرئيس برويز مشرف، أو لجهة إبطال انتصاره المدوي، و لاسيما أنه جاء كاسحا بشكل يجعل  من الصعب على القضاة تجاهله و تجاهل الأغلبية التي حققته.  وكانت المحكمة الدستورية العليا أعلنت منع أي إعلان للنتائج قبل أن تصدر قرارها بشأن الطعون المقدمة في ترشحه..و كانت المعارضة أيضا عارضت مشرف الحق في أن يترشح لولاية ثالثة ما دام لم يتخل عن منصبه كقائد أعلى للجيش. لقد جرى الاستحقاق الانتخابي  و باكستان موغلة في أزمة  سياسية- عسكرية ،من طبيعة متعددة الأبعاد ، وهي تذهب أبعد من مستقبل الجنرال برويز مشرف.فهي تضع على المسرح فاعليات اجتماعية حيث قيمهم و مصالحهم مختلفة و متعارضة أحيانا.فأولئك الذين يلقبون من الآن فصاعداًب«الطلبان الباكستانيين»توصلوا إلى تعزيز مواقعهم في الشمال الغربي للبلاد خلال الأشهر الأخيرة،و إذا كانت باكستان ليست بصدد عشية ثورة دينية، فإن قادتها عليهم أن يأخذوا انبثاق هذه السلطة الجديدة بعين الاعتبار. فبعد الحرب في أفغانستان، حاول مشرف أن يقيم توازنا بين تحالف الضرورة مع الولايات المتحدة الأميركية من جهة، و الأصوليين الإسلاميين  من حهة أخرى ، و لاسيما في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان و التي تحولت معقلا لبقايا«طالبان» و «القاعدة». وقد استمر هذا التوازن قائما خلال الست سنوات الأخيرةمترجرجا، فلا أميركا كانت راضية كليا عن مشرف،و لا الإسلاميين المتشددين راضين عنه. و بعد أن أصبحت«طالبان»  تسيطر على مناطق كاملة في أفغانستان ، و تخوض في الوقت عينه حرب استنزاف ضد القوات الأمريكية والأطلسية،شكل عودتها حافزا قويا للإسلاميين الباكستانيين للتشدد أكثر تجاه مشرف.فقد احتدمت المعارك في المناطق القبلية في وزيرستان على الحدود مع أفغانستان في الأسبوع الماضي بين الإسلاميين المتشددين و الجيش الباكستاني ، إذارتفعت حصيلة الضحايا إلى 100 قتيلا، بينهم 65 مسلحا من «طالبان» الباكستانية والمؤيدين لها من القبائل، والبقية من الجنود الباكستانيين،حيث تدخل الجيش باستخدام الطائرات القاذفة و طائرات الهيليكوبترالمتخصصة. وتظهرهذه المعارك الشرسة توسع الحضور والقوةلهؤلاء الطالبان الباكستانيين،الذين استفادوا من دعم السلطة لهم لفترة طويلة، والتي تلقي بظلال من الشك على عقد الانتخابات التشريعية في بداية عام 2008.  و في ملف آخر، هناك قوة موازنة متمثلة بسلطة القضاة المنبثقة مؤخرا و المتمحورة حول القاضي إفتخار شودري  رئيس المحكمة الباكستانية العليا المتخاصم مع الرئيس مشرف بسبب إقدام هذا الأخير على تعليق مهمات رئاسته للمحكمة في شهر مارس الماضي، بتهمة استغلال منصبه لغايات شخصية. ونتيجة لأعمال الشغب التي تلت هذا القرار، أعيد القاضي شودري إلى منصبه في شهر تموز الماضي. وتشهد باكستان انبثاق معارضة ديمقراطية متمثلة في «حركة المحامين » التي قادت خلال الأشهر الأخيرة  أكبر حملة مناهضة للجنرال برويز مشرف منذ توليه السلطة في عام 1999.هؤلاء المحامون و القضاةالأبطال الجدد ينفخون هواءا منعشا في الساحة  السياسية الباكستانية المصادرة لغاية الان من قبل جنرالات الجيش، و العائلات الكبيرة المالكة للأراضي الخصبة، و السياسيين الفاسدين، ومؤخرا الإسلاميين المتشددين. في باكستان التي يقودها العسكر منذ نشأتها عام 1947، سواء بشكل مباشر من قبل جنرال انقلابي(أيوب خان، ضياء الحق، برويز مشرف)أو بطريقة غير مباشرةعبر حكم مدني موجه عن بعد(بنازير بوتو، نواز شريف)، تشكل ثورة المحامين تحولا سياسيامهما : النهوض القوي لقسم من ناشطي الطبقة الوسطى، الذين يريدون تحرير البلاد من بلاء الديكتاتورية العسكرية. وتزاد نزعة الأنتي أمريكانية قوة  في صفوف الطبقة الوسطى ذات الميول الليبرالية، التي تعتبر نفسها أنها خذلت بسبب نفاق إدارة الرئيس بوش من الديمقراطية،  التي تفضل مصالحها الاستراتيجية على حساب نشر الديمقراطية.. إنها «حركة ثورية»جديدة، وقفت في طليعة المدافعين عن رئيس المحكمة العليا القاضي إفتخار شودري ، الذي كشف فضائح تمس مباشرة الرئيس برويز مشرف،سواء تعلق الأمر بالتساهل في مجال الخصخصة لمصلحة المقربين من السلطة العسكرية ، أو باختفاء  إسلاميين تحت اسم «مكافحة الإرهاب»، الأمر الذي قاده إلى إعفائه من منصبه.فهذه الحركة تعد في مدينة لاهور لوحدها 12000عضوا ناشطا. و أصبح القاضي إفتخار شودري الذي تصادم في السابق مع الجنرال ضياء الحق(1977-1988) بمنزلة المثل الأعلى للمحامين ، والمنارة في عملية المواجهة المباشرة مع الجيش لإجباره العودة إلى الثكنات،ومن أجل بناء دولة القانون واستقلال القضاء. هل ستستفيد بينازير بوتو، رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة حزب الشعب الباكستاني التي وقعت اتفاقا مؤخرا مع الجنرال برويز مشرف ،يقضي بإسقاط تهم الفساد  الموجهة ضدها-  إذيقال إن زوجها آصف زرداري كان يستولي على 10 في المئة من عقود الحكومة- مقابل التحالف مع مشرف الذي أعاد الأسبوع الماضي تنظيم القيادة العليا للجيش الباكستاني، وعيَن بعض الموالين له في مراكز رئيسية، أعلن أنه سيترك قيادة الجيش بحلول 15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ما سيؤدي إلى طي صفحة ثماني سنوات من الحكم العسكري، هل ستستفيد من حركة المعارضة الديمقراطية  التي يقودها المحامون و القضاة، لإحداث التغيير الديمقراطي ، الذي ينتظره الباكستانيون. إنها محاولة أميركية واضحة لتدعيم موقف مشرف المتداعي داخليامن خلال تامين غطاء داخلي له يوازن ثقل الإسلاميين المتشددين،إذ تعتقد واشنطن أن انهيار نظام مشرف، سيقود تلقائيا إلى سقوط باكستان في أيدي الإسلاميين المتشددين أو نشوف حرب أهلية باكستانية، في بلد يمتلك القنبلة النووية.
 
(المصدر: صحيفة الخليج رأي ودراسات  الصادرة يوم 14 أكتوبر 2007)
 

العدالة والتنمية”… درس من تركيا والمغرب

 
د حسن حنفي
“العدالة والتنمية” ليسا اسمين لحزبين سياسيين في تركيا والمغرب نجحا في الانتخابات الأخيرة في المرتبة الأولى في تركيا، وفي المرتبة الثانية في المغرب، بل هما تجربتان حضاريتان تاريخيتان نهضويتان حديثتان استرعتا انتباه العرب والمسلمين، الخاصة والعامة، في الداخل والخارج. أسعدتا أصحاب الحوار ومد الجسور والاعتدال وساءتا أصحاب المواقف الحدِّية الأيديولوجية، إسلامية سلفية أو علمانية غربية. هما تجربتان رائدتان ليس فقط سياسياً، ممارسة للديمقراطية، بل أيضاً حضارياً، كيفية التعامل مع التاريخ والتراث الوطني للشعوب. التعددية السياسية بلا حدود. وحرية الاقتراع بلا قيود أو تدخل من الحاكم أمام سمع وبصر الجميع. تشهد على أن العرب والمسلمين يعرفون كيف يمارسون الديمقراطية دون ما حاجة إلى فرضها من الخارج على أسنَّة الرماح وبالغزو العسكري المباشر. لم تعد نتيجة الاقتراع 99.9% في المئة لصالح المرشح الأوحد، بل تكفي الأغلبية النسبية التي تقل عن 50% من مجموع الأصوات مما لا يسمح بالانفراد بالحكم إلا عن طريق تحالف عريض وجبهة وطنية تجمع باقي التيارات السياسية أو على الأقل التالي في الأغلبية بحيث يكون الحكم بمجموع الثلثين أكثر أو أقل . وبالرغم من أنهما تجربتان سياسيتان منفصلتان إلا أنهما تدلان على واقع واحد وهو إمكانية تجاوز الاستقطاب الحاد بين السلفيين والعلمانيين، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وحماية الوطن من جماعات العنف والتهميش السياسي والكبت النفسي والفكري للحركات السرية. تركيا دولة إسلامية غير عربية والمغرب دولة إسلامية عربية تتشابهان في التجربة السياسية الحضارية كما أفرزتها الانتخابات الأخيرة. لقد خضع تاريخ تركيا الحديث لقانون الفعل ورد الفعل. فكانت الثورة الكمالية رد فعل طبيعياً على انهيار نظام الخلافة التي أدت إلى احتلال اليونان لتركيا حتى مشارف أنقرة، ووصف الغرب للدولة العثمانية بأنها “الرجل المريض”. فكان من الطبيعي أن ينهض الضابط الشاب بروح الوطنية والاستقلال للقضاء على رمز التخلف الداخلي وتحرير الوطن من الاحتلال الخارجي. ونظراً لأن نظام الخلافة العثمانية بما يمثله من تخلف وقهر كان يحكم باسم الإسلام، وكان الغرب يتقدم باسم العلمانية والتحديث، كان من الطبيعي أن يصبح الغرب نموذجاً للتحديث، وتلغي الخلافة، وتتبنى تركيا القيم العلمانية: العقل، والعلم، والتقدم، والحرية، والديمقراطية، والمساواة، والعدالة وهي قيم إسلامية في جوهرها، عند المعتزلة أنصار التحسين والتقبيح العقليين، وعند المالكية أنصار أن ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وعند ابن رشد في النظر العقلي والانفتاح على الآخرين والتأسيس الأخلاقي للشريعة بل وعند الصوفية الذين كانوا يجاهدون الاستعمار في الزوايا والرباطات مثل السنوسية في ليبيا، والمهدية في السودان. وعلى مدى نصف قرن خف رد الفعل، واسترجع الوعي التركي تاريخه الطويل وتراثه الممتد في أعماق الشعور. فحدث رد فعل آخر على الكمالية الأولى ممثلاً في “حزب الرفاه” والعودة إلى الحمية الإسلامية، وربما إحياء الخلافة. وامتدت سياسة تركيا الخارجية إلى الوطن العربي من جديد، وإلى أواسط آسيا، لتثير الخيال القديم والحلم المستقبلي عن وحدة الأمة في عالم متعدد الأقطاب. “الإسلام هو الحل”. فحدث رد فعل آخر من العلمانيين ويمثلهم الجيش ضد التيار الإسلامي الأممي. فقضي على التجربة. وحرَّم على رئيس الحزب العمل السياسي. ثم أصبحت الحركة الإسلامية أكثر وعياً في “حزب الفضيلة” ثم “حزب العدالة والتنمية” جمعاً بين الفعل ورد الفعل. واستطاع تهدئة مخاوف العلمانيين من “الإسلام السلطاني” وتهدئة مخاوف الإسلاميين من العلمانية الجذرية، التي هي في الحقيقة سلفية مضادة. فكلتاهما تعتقد أنها “الفرقة الناجية” وأن الآخرين هم الفرقة الضالة. الإسلاميون يكفّرون العلمانيين، والعلمانيون يخوّنون السلفيين. استطاع “حزب العدالة والتنمية” بما لديه من خبرة في العمل السياسي ووعي حضاري تحييد الجيش والحوار معه، وإقناعه بأن الإسلام الحضاري يقوم على القيم العلمانية، وأن القيم العلمانية في حقيقتها قيم إسلامية احتكرها الغرب وجعلها ضد الدين، وهي في الإسلام نابعة منه. كما استطاع التخفيف من حدة الإسلاميين السلفيين وإقناعهم بالإسلام الحضاري القادر على الدخول في العالم أكثر من الإسلام الحرْفي النصي العقائدي الشرعي المؤسسي. وفي نفس الوقت تم الحوار مع دول الجوار العربي والإيراني والآسيوي، والابتعاد عن المحور الإسرائيلي بالرغم من قضية الأكراد. ومازال يصر على الانضمام للاتحاد الأوروبي والاستجابة لمطالبه فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان وبعض أحكام الشريعة الخاصة بالقصاص دون التفريط في الرموز الحضارية كغطاء الرأس. وهي رموز موجودة في كل ملة ودين. وتميز كل ثقافة وحضارة. وكذلك الإبقاء على المدارس الدينية أسوة بالمدارس الخاصة الأجنبية الفرنسية والإنجليزية والألمانية. لم تضع لفظ الإسلام كاسم للحزب أو علامة عليه بل “العدالة والتنمية”. وهما قيمتان إسلاميتان: العدل الذي قامت على أساسه السماوات والأرض ونظم الحكم. والعدل هو الشرط الأول للإمامة قبل القوة عند بعض الفقهاء. والتنمية إعمار الأرض وتحويلها من صحراء قاحلة صفراء، هشيم تذروه الرياح إلى أرض زراعية خضراء أصلها ثابت وفرعها في السماء كما يصور القرآن. والتنمية الصناعية أيضاً، تليين الحديد واستعمال النار أي الطاقة، جعل تركيا قلعة صناعية وعمرانية يشهد لها الجميع. وعلى الصعيد الداخلي وبما لها من رصيد شعبي تحاول تغيير الدستور حتى يكون انتخاب الرئيس بالاقتراع الشعبي المباشر. وتحاور الأكراد اعترافاً بحقوقهم في إطار من وحدة الأراضي التركية والعراقية والسورية والروسية. فليست الدولة الوطنية ذات العرق الواحد هي النموذج الوحيد للكيان السياسي. ومعظم الدول تحتوي مللاً وأعراقاً مختلفة مثل سويسرا، وكما قرر ذلك دستور المدينة . وبدأ المغرب العربي حياته السياسية بـ”حزب الاستقلال” الذي يجمع بين الوطن والعروبة والإسلام. وهو القاسم المشترك في المغرب العربي الكبير كله دون أن تتدخل القومية كحاجز أو مانع أو نقيض للوطن والإسلام كما حدث في الشام كرد فعل على الخلافة العثمانية أولاً والقومية الطورانية ثانياً في تركيا. وبفضل “حزب الاستقلال” نال المغرب استقلاله السياسي من فرنسا بفضل علال الفاسي ورفاقه. ثم تكون في رحم حزب الاستقلال “اتحاد القوى الشعبية” ثم “الاتحاد الاشتراكي” كجناح يساري يضيف إلى الوطن والعروبة والإسلام التقدم والعدالة والتنمية. وحدث تداول للسلطة من حزب الاستقلال أولاً إلى الاتحاد الاشتراكي ثانياً. والفقر والبطالة ما زالا مستمرين ثم نشأت الحركة الإسلامية السلفية لتنافس الاثنين. وتمارس بعض أجنحتها السرية العنف السياسي ودون حوار وطني بين الحزبين. ثم نشأ حزب العدالة والتنمية كجسر بينهما باسم الإسلام المستنير أو الإسلام الاجتماعي أو الإسلام الحضاري أسوة بالتجربة التركية. ولما كانت التجربة مازالت وليدة وينقصها الحوار الخصب الجاد مع الحزبين السابقين لم تستطع الحصول على الأغلبية البرلمانية في الانتخابات الأخيرة. وراود الناس الحنين لحزب الاستقلال الذي قاد حركة التحرر الوطني دون الحصول على الأغلبية إلا بالتحالف مع الجبهة الشعبية أو الاتحاد الاشتراكي أو كليهما معاً. وهو القادر على الدخول في حوار مع الحركة الأمازيغية كما فعل حزب العدالة والتنمية في تركيا مع الأكراد. لم يجعل الإسلام عنواناً له بل العدالة والتنمية، قيمتان إسلاميتان علمانيتان في نفس الوقت مثل مقاصد الشريعة وهي الضروريات الخمس: الحياة والعقل والدين أي القيمة والعرض أي الكرامة والمال أي الثروة الوطنية. وقد تم هذا بفضل الملَكية المستنيرة والحكم الدستوري والتعددية السياسية الذي كان حلم الحركة الإصلاحية منذ الأفغاني حفاظاً على الوحدة الوطنية، أرضاً وشعباً . ولقد استطاعت ماليزيا خوض نفس التجربة التركية المغربية دون مدخل أيديولوجي، سلفي أو علماني، بل بالتوحيد بين الإسلام والوطن. والبداية ببناء الدولة الوطنية الحديثة، وصياغة مشاريع تنموية زراعية وصناعية جعلتها في معدلات التنمية الثانية بعد الصين. التكنولوجيا قبل الأيديولوجيا. ونحن في الوطن العربي مازلنا في الأيديولوجيا قبل التكنولوجيا. مازلنا في حالة استقطاب شديد بين السلفية والعلمانية مع غياب حوار جاد بين الجناحين وغياب الحوار شبه التام مع الدولة. وكل محاولة لإقامة الجسور مثل حزب “الوسط” في مصر وحزب “النهضة” في تونس، بل والصياغات الأخيرة لبرامج بعض حركات الإسلام السياسي وتأكيدها على الدولة المدنية، والتعددية السياسية، والحرية والديمقراطية متجاوزة الحاكمية وتطبيق الشريعة تلقى آذاناً صماء باعتبارها منافساً خطيراً للحزب الحاكم. مازال الصراع على السلطة هو المحرك الأول وليس إنقاذ الوطن الذي يشارك فيه الجميع. وشتان ما بين حزبي العدالة والتنمية في تركيا والمغرب وحزب التنمية والعدالة في دارفور غرب السودان، بين نظرة توحيدية للوطن ونظرة تجزيئية له. تستطيع التجربة التركية والمغربية أن تساعد على تحديث للإسلاميين، وإخراج للنخب العلمانية من عزلتها، وإيجاد مخرج لأزمة الحكم
نشر في موقع التجديد العربي 14أكتوبر 2007

موت الرفض ورفض الموت

 زهير الخويلدي الإهداء:  إلى الحرية التي تنتظر عودة فرسانها
 
“إن الصقيع يدور بي ويدي تحترق من لفحات الجليد…لقد سادت الظلمة فلماذا قضي علي أن أكون نورا منفردا؟ بل لماذا قضي علي أن أكون متعطشا إلى الظلام…؟ يا لشقاء العقول! يا لظلمة شمسي…! ويا لشدة المجاعة في شبعي…! ” نيتشه   هكذا تكلم زاردشت لبس بالأمر الهين عندنا هذه الأيام أن نلاحظ هذا السواد الداكن الذي يحاصر الحياة من كل جهة وهذا الصقيع الذي يجمد الدم في العروق دون أن نكتب ونحفظ البعض من أسئلتنا من النسيان وليس بالأمر المعقول عند  من تسلح بالجرأة وإرادة القوة ومورس ضده التهميش والإقصاء ألا نلطم معه الاستبداد ونصرخ مثله في وجه المفزعات السوداء. لكن ما نراه هذا الوقت في كل مكان هو موت الرفض وانغلاق العالم وانتصار السائد وانحسار النقد والمعارضة وما تراه الحشود هو الجلوس على الربوة والإفطار على مائدة السلطان فنور الشمس ساطع والجميع ينعم بالدفء مجانا والحديث عن السواد والصقيع هو أضغاث أحلام بعض الهائمين على وجوههم،وهنا ينقدح فينا السؤال:أي أنفسنا اللاهثة وراء الدفء والسكينة ما هذا الظلام الذي يغطي الأفق ويحبس الأنظار؟وأي أجسادنا التائقة نحو التحرر من أسر الضرورة ما هذا الصقيع الذي يجمدك صبحا ومساء؟ السواد معروف وبديهي عند بادئ الرأي وليس بالشيء الغامض والطارئ فهو ذلك الستار الليلي الذي يحجب الرؤية وينغص على الأنفس وهو تلك الظلمة الموحشة التي تجلك تشعر بالحزن والأسى وذلك اللون القاتم الذي يرافق الفواجع والمآتم ويرمز إلى الزوابع والتوابع، أما الصقيع فهو بدوره جلي ومعتاد عند الحس الشعبي ومرتبط بالشعور بالبرد وقدوم الزمهرير ويقترن بتراكم الثلوج ذات اللون الأبيض على سفوح الجبال، غير أن ما نقصده ليس هذا ولا ذاك، فالسواد يوجد داخل كل قلب ووجدان وأصل الغفلة والجحود ومتأتي من التعتيم والتكتم والاحتكار وهو يحجب عنا نور الشمس ويغمض عين الحقيقة عن عقولنا، في حين أن الصقيع هو القتامة والفراغ والسير نحو المجهول أين تجمد رقابة المجتمع والتقاليد وأنظمة التحليل والتحريم في الناس إرادة المعرفة والتحرر وتنمط لهم الحقائق وتختزل القيم في قوالب جاهزة  وسلوكات موجهة. انه بسبب السواد والجليد يرى الحشد العالم منظما مكتملا والمجتمع متنعما بالرخاء والرفاهة والدولة محققة للعدل والمساواة وضامنة للحقوق والحريات ويعتقد أنه ليس هناك أحسن مماهو كائن وأن ما ينبغي صنعه قد صنع وأنه لا يمكن أن نفعل أي شيء أمام نهشة الواقع، لكن حقيقة ماذا عسانا أن نفعل إذا وصلنا إلي حال نكون فيه غير قادرين على فعل أي شيء؟ لماذا أصبح البشر متعطشين إلى الظلام وأضحت الأجساد لا تنتعش إلا بملامسة الصقيع؟ كيف وجهت إرادة الإنسان نحو إهانة كرامة الإنسان واستخدمت العقلانية من أجل توطيد اللاعقلانية في الحياة السياسية؟ لقد بات الإنسان المعاصر على شفا حفرة وعلى قاب قوسين أو أدنى من المنحدر الخطر واتبع مسارا تراجعيا يثير الدهشة فبعد النظر إليه بوصفه سيد المخلوقات ومركز الكون ومحور التكريم والتبجيل اعتبر الآن مجرد رقم رياضي في حسابات المعقوليات العلمية  الجوفاء وانحدر أكثر إلى منزلة البضاعة التي تباع وتشترى بمقابل زهيد في بورصات الاقتصاديات التحررية الأنانية ثم تلاشى واستهلك ما تبقى من نفسه وانعدم وانتهى صفرا ضمن بقية الأصفار،فقد أعلن منذ نصف قرن عن ميلاد حقوقه فصودرت باسم كونية هذا الإعلان جميع خصوصياته وأشهرت الهيئات غير الحكومية عن عزمها الدفاع عن حرياته فكان ذلك استيلاء على نعمة الحرية من أجل توظيفها لأغراض غير حرة ،على هذا النحو ألم يتحول زمن المطالبة بالديمقراطية إلى إعلان عن موت كل الديمقراطيات؟ ألم ينقلب جوهر الدولة من الإشراف على الشأن العام دون الاعتداء على الشأن الخاص إلى احتكار الشأن العام والتلاعب بالعقول وترويض الأجساد وبالتالي انتقلنا من دولة تخدم المجتمع إلى مجتمع يضحي بكل شيء من أجل أن تستمر الطبقة المهيمنة على أجهزة الدولة؟ فإلى أين يمضي يا ترى مواطن هذا الزمان؟ هل إلى غروب شمسه والغرق في الظلمة أم إلى أفوله وحتفه والتحصن بالعدم؟ من سبب هذا الانحدار القيمي الرهيب للنوع البشري هو ظلام الشمولية المخيم على الأجواء وصقيع العولمة المتوحشة التي حمل راياته كهنة السوق وسماسرة الايدولوجيا والدين الجدد، وما تخلي المرء اليوم عن قول اللا وعن التمرد والثورة والاستهجان وموت طاقته في الرفض والنقد وحالة عدم الاكتراث واللامبالاة والعزوف عن المعارضة إلا دليلا على تصحر الوجود واستحالة الحياة إلى عدم مسيج بالفقر والبطالة والجهل والمرض ،هذه هي الحقيقة المأساوية التي تجزع البعض وتجعلهم يستشعرون الخطر دون أن تكون لهم جسارة الانتقال من وعي سعيد مطمئن إلى بديهياته إلى وعي شقي منزعج من ذاته وباحثا عن سبل نجاته في التاريخ، لكن هل قدر على الفرد أن يحيي الموت ويقتل الرفض؟ ألا يمكن أن يكون الرفض هو ميكانيزم انجاز الذات وديناميكا تطويرية للمجتمعات؟ هناك تصور فقهي سلطوي ينصح بطاعة أولي الأمر ويكرس الخضوع ويعطي الأولوية لمصلحة الحكام ووحدة الجماعة على حساب حقوق الناس ويتخذ شعارا له هو:”سلطان غشوم ولا فتنة تدوم” ويرى أن المعارضة فتنة وخروج عن الملة طالما أن كل فتنة ضلالة وكل مضل في النار كما أن من حاد عن الحق لن يجتز الصراط يوم القيامة، هذا ما يقوله دعاة التقليد من فقهاء السلطان وهذا ما يتحكم في سلوك الأفراد ويفعل فعله في توجيه آراء الجماهير وهو تصور مازال يعاصرنا ويبعث فينا مشاعر الدعة والخنوع والاستسلام للواقع ويجعلنا نجتنب المختلف والفريد والمميز ونميل إلى المألوف والمعتاد ونقدس الوحدة وننبذ الكثرة.والغريب أن هذا الفقه السياسي يعتبر المجتمع الذي تنتفي فيه المعارضة مجتمعا منسجما وموحدا ومنظما محصنا من التطرف والتعصب والقلاقل ويسير نحو الرخاء المادي والازدهار الاقتصادي وينعم بالأمن والسلم لأن الأجهزة الساهرة على ذلك متطورة وقد عبر هوبس عن هذه الايدولوجيا عندما قال:” من الواجب تفضيل الحاضر والدفاع عنه واعتباره خير ما يمكن أن يوجد”. لقد وصل المجتمع إلى هذه الوضعية المزرية بعد هيمنة الوجه البشع من العولمة على مجرى الأحداث في العالم وبعد أن أغلقت السلطات الشمولية الحاكمة العالم السياسي وأصبغت البعد الواحد على الفكر والإنسان والمجتمع بقيامها بتعبئة شاملة لجميع الاتجاهات واحتوائها وتوظيفها من أجل الحفاظ على السلم وقد دجنت النقابات وتحولت إلى وكائل مطلبية تعبد الطريق أمام قطار رأس المال من أجل المزيد من الاستثمار والربح وغض   الساهرون الطرف عن حيله في المضاربة والاستغلال  والاحتكار ثم وقع تكييف الطبقة العاملة مع الحياة البرجوازية وتوحيدها عن طريق استهلاك نفس الصورة وشراء نفس البضاعة واستعمال نفس الآلة وتمكينها من الراحة والإحساس بالسعادة في أوقات الفراغ وبالتالي تلاعب بها الإشهار والدعاية خير تلاعب وفقدت وعيها الثوري بلا رجعة وصارت تتعرف على وضعها الاجتماعي ونفسها في البضائع التي تستهلكها وصار ينظر إلى الحاجيات الجماعية على أنها ميولات فردية والحاجيات الفردية على أنها ميولات جماعية فتحول الإنساني إلى حيواني والحيواني إلى إنساني بلغة ماركس وانتصرت نزعة امتثالية تفضيلية للحاضر عبر عنها أدرنو أحد فلاسفة مدرسة فرنكفورت بقوله:” لم تبق في المجتمعات المعاصرة سوى إيديولوجيا واحدة وهي التي تقوم بتعريف ماهو كائن”. لكن الأمور على مستوى التاريخ وتبدل الظروف وفعل الزمن في أبنائه تكذب هذه الدعوى وتفرض على الجميع الإيمان بمنطق التغيير وهنا تظهر المعارضة كحركة تصحيح في مسار المجتمعات وفعل ثوري في جوهر التاريخ تقدم بالحضارة إلى الأمام وتحدث القطائع والانكسارات المنجبة للفيض المعرفي والإزهار الوجودي،فالمعارضة هي رسالة نبيلة وحكمة عتيقة وأسلوب حياة قبل أن تكون مجرد احتجاج ضد التسلط وقبل أن تعبر عن الطمع في الفوز بالحكم إذ ليس كل معارض هو معارض من أجل السيطرة على السلطة بل هو رافض لأن رسالته في الوجود هي النقد والمحاسبة والمراقبة والتجديد والتطوير.  لقد كان الحسين ابن علي ابن أبي طالب وأبو ذر الغفاري وسعيد ابن جبير والحلاج وحمدان قرمط والعز بن عبد السلام والشيخ ياسين وشي غيفارا ومانديلا ولينين جميعهم من كبار الثوار الذين ظلوا على يسار التاريخ زاهدين في الحكم وممارسة السلطة مفضلين الحياة على الهامش على الإقامة في القصور والجلوس على العروش.  إن مجتمع دون معارضة هو لامجتمع أي حالة يكون فيها الناس قبل الحالة الاجتماعية وهي تشبه إلى حد كبير الحالة الطبيعة التي قلما كانت حالة طيبة وسلم وعزلة بل في الغالب حالة نزاع وعنف وحرب الكل من أجل الكل والغاية هي تحقيق رغبة البقاء نتيجة الخوف من الموت العنيف والمباشر. عندئذ لا تقدم للبشرية ولا مستقبل للإنسان ولا نهوض للحضارات دون معارضة ودون رفض وثورة وأي غياب لصوت الحق وللمعارضة العلنية بالكلمة المسموعة  يعني الركود والانحطاط والتخلف والرضا بالحاضر وتكرار الماضي أما حضورها فيعني ديناميكية المجتمع والتنظير للمستقبل والقيام بالفعل والحركة والشروع في التغيير والعمل المسئول الدؤوب من أجل فلاح الأجيال المقبلة وبالتالي لا يمكن أن تنجح الثورات دون أن يسبقها نقد للعقل وقطيعة في العلم وإصلاح في الدين وتجديد في الأخلاق ورفض في الواقع ودون أن يتوقف الحشود عن معارضة الحاضر بالماضي ومعارضة المستقبل بالحاضر. إن من يدعونا إلى الرضوخ إلى الحاضر والتكيف مع السائد هو من له مصلحة في بقاء الواقع على حاله وهو المستفيد من الركود بالتكسب والارتزاق  ولذلك فهو يميل إلى الخداع والرياء والتستر على نواياه الحقيقية أما من ينتظر بفارغ الصبر طلوع النهار فهو الذي مل الجدب ويئس من الموجود وعظم صبره وأنفق عمره تطلعا إلى المستقبل وتشبثا بالأمل وارتضى بالنضال في سبيل حقيقة السياسة وسياسة الحقيقة وآمن بالاستيعاب والتجاوز والهدم والبناء وفضل المبدأ على المصلحة والقيم على النجاعة والمعرفة على المنفعة. مدار الأمر أن التخندق في صف المعارضة بالنسبة للفرد الحر لا يعني بالضرورة الانتماء إلى الأحزاب غير الحاكمة وتبني إيديولوجيات مغايرة لايدولوجيا الطبقة الحاكمة لأن معظم الأحزاب الكرتونية والإيديولوجيات الجاهزة تعبر عن جموح نحو الطغيان وتخفي رغبتها في السيطرة والهيمنة ولأن الطبقة السياسية الراهنة متعفنة وتعاني من العديد من الأمراض مثل الانتهازية والمكيافيلية والنخبوية والطوباوية، وبالتالي لم تعد تيارات اليسار ولا الوسط ولا اليمين بشقيه الديني والعلماني تعبر عن روح المعارضة بل الجميع يميل نحو الحد الأقصى، فالساحة يحتلها اليمين المتطرف والمحافظ وفلول عنيفة من اليسار الراديكالي والوسط المتقوقع على ذاته والمتأرجح بين الطرفين حسب تغير الموازين وانتقال مراكز الجذب والنبذ من جانب إلى آخر، كما أن الواقع المعاش هو عصر سقوط كل المرجعيات وإفلاس جميع البدائل، انه عصر المعارضة الزائفة التي تكذب على الناس أكثر مما تكذب السلطة الحاكمة نفسها وتقدم وعودا غير قابلة للانجاز في التجربة التاريخية،وهذا العصر كثيرا ما يعاني من تخثر الوعي وموت الرفض والنكوص نحو الماضي فظهرت دعوات سلفية وحركات ارتدادية تبشر بضرورة استعادة الإمبراطوريات والمملكات الغابرة والنزعات المذهبية والاثنية والطائفية دون أدنى احترام لمنطق التاريخ ولروح العصر. من هذا المنطلق نخلص إلى معارضة تغييب ومنع المعارضة من التنظم والتشكل والتطور احتراما لمطلب الإصلاح السياسي في أي دولة وتقديرا لمبدأ التداول السلمي على السلطة ، علاوة على ذلك نستنتج ضرورة معارضة هذه المعارضة الكرتونية المتزلفة العرجاء والعمل على بناء معارضة مدنية واصلة بين الأصالة والمعاصرة قادرة على صنع المستقبل وتشريك الطبقة الناشئة تشريكا فعليا ومحترمة للحقوق الفرد في إطار ضمان سيادة الجماعة.إن ميلاد الفرد الحر يقتضي التخلي عن ذلك السلوك الذي يطأطئ رأسه أمام سلطة الواقع الرهيبة وأن يستلهم روح الرفض من كنوز التراث ومفاخر الأبطال وأن يبحث عن جذور المعارض ة ويتمثلها في نفسه وفي مخزونه المعرفي ومقامه الوجودي. إن المعارضة الحقيقية هي معارضة فردية حرة وتتطلب تأصيلا وتجسيدا لأفكار نخبة من الرجال الأحرار حتى تنبعث من رمادها على نمط تنوير فولتير واستنارة الأفغاني وتربية عبده وممارسة سارتر والتزام شريعتي وتحريض حنفي وإنسية أركون ونقد الجابري، ولن تقوم لها قائمة إلا بالانفتاح على التخوم وتفكيك التمركز على الذات وتجاوز وهم التأسيس الدغمائي وتخطي حالة تشتت الخطاب وفوضى المفاهيم والإنصات إلى استغاثات الناس والتعرف من قرب على مشاكلهم واحتياجاتهم والانتقال من عرض بدائل وتبليغ إيديولوجيات إلى اقتراح برامج وإبرام توافقات بين جميع الفرقاء المتزاحمين على خدمة الشأن العام وتتوقف على المطالبة بالحريات الأساسية وإذابة طبقات الجليد وإنارة مناطق الظلام وفي تلك الشروط فليتنافس المتنافسون!   كاتب فلسفي عن ايلاف نشر في 13أكتوبر 2007

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

26 juillet 2005

Acceuil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1892 du 26.07.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: أنقذوا حياة  عبداللطيف

En savoir plus +

25 mars 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2133 du 25.03.2006  archives : www.tunisnews.net  La famille de Mahjoub Zayani

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.