السبت، 7 أغسطس 2010

Home – Accueil

عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع…

TUNISNEWS

10ème année, N°3728 du 07. 08 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:بريد المظالم (رسالة من سجين الرأي خالد العيوني المقيم حالياً بسجن صوّاف)

حــرية و إنـصاف:الشعب التونسي يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني

امين رابطة الصحفيين و الاعلاميين بطرابلس :بيان للراي العام في تونس

و م س:تونس: ندوة حول السياحة الدينية بمشاركة الجالية اليهودية

كلمة:بعد طرد عزالدين زعتور الناشط الطلابي فارس العليبي امام التحقيق

السبيل أونلاين:الجريبي تحذّر من احتجاجات خارج السيطرة وأشكال تعبير عنيفة في تونس

لائحة اعتصام: صادرة عن النقابيين المجتمعين يوم الاربعاء 2010/08/04 بالاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد

كلمة:حرمان بحارة صفاقس و قابس من منحة الراحة البيولوجية و احتجاجات في الافق

الصباح:تجاوز 220 مليون م3 نقص حاد في مخزون المياه.. والآمال في أمطار الخريف

الصباح:رغم تطمينات التجارة :الأسماك نادرة.. وأسعارها طائرة

جيلاني العبدلي:وشّاؤون في المدينة متحفّزون

أبوجعفرالعويني:ثلاثة بضربة واحدة (شدّ انتباهي عنوان مقال قرأته لسلوى الشرفي: من أين جاؤوا ؟)

عبدالباقي خليفة:الاسلام والحداثة .. وما بعدها ( 9 )

الجزيرة.نت:السعودية تدعو لتحري هلال رمضان

الجزيرة.نت:الجزائر تعتقل بلحاج

دنيا الوطن:الأسرار التي سيكشفها السيد حسن نصر اللّه يوم الاثنين القادم

الجزيرة.نت:أيمن نور يعلن فوزه برئاسة « الغد »

د. عصام العريان:مصر في حالة مخاض وتحول

د. فهمي هويدي:تنسيق «روحي» مع أمريكا

د. فيصل القاسم:خذوا الحقيقة من فم أزنار!

القدس العربي:وزيرة أمريكية سابقة تعرضت للإهانة بمطار اللد بسبب اسم عائلتها العربي

القدس العربي:لورد بريطاني يدعو الاتحاد الاوروبي الى حظر بيع المنتجات الاسرائيلية في اسواقه


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جوان 2010

https://www.tunisnews.net/18juillet10a.htm


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 شعبان 1431 الموافق ل 07 أوت 2010 بريد المظالم (هذه رسالة من سجين الرأي خالد العيوني المقيم حالياً بسجن صوّاف)


خمس سنوات مضت لم تخل أيامي السجنية من الأحداث المفجعة والأحوال المؤلمة ، وإن كنت دائماً صاحب فأل حسن إلا أن بطش القائمين على إدارة السجون الشديد وانتهاكهم المتواصل لحقوق السجين وكرامته يفقدني الأمل ويعطيني اليأس من وجود الخير لديهم فآخر ما لحقني من بطشهم وتجردهم من الإنسانية كانت على يد مدير سجن صواف حيث قام بتعذيبي بنفسه بأبشع طريقة لم أتصور وقوعها مع أني لا استغربه منهم لعلمي بما اتصفوا به من الوحشية وقهر وإذلال المساجين . قام بتعليقي إلى الشباك الحديدي وساعده أعوانه بلي ذراعي إلى الوراء وتكبيل كل يد بكبالة وشدها إلى أعلى الشباك وبين القضيب الذي أوثقت به اليمنى والقضيب الذي أوثقت به اليسرى ما يقارب الثمانون صم. كانت ذراعي ملتوية إلى أقصى حد والكبالات محكمة حول المعصم بحيث لا مجال بجريان الدم في العروق . فقد تفننوا في وسائل التعذيب وهي من أبشع الوسائل التي لا تطاق ولو لدقيقة واحدة فكيف بساعات طوال من الصباح إلى المساء تجرعت خلالها من مرارة الألم ما لا يحتمل. وما عساه أن يكون الذنب المقترف حتى يكون عقابه بهذه الصورة ؟ سبب هذا أني طلبت الإقامة في غرفة لغير المدخنين لان الغرفة التي قادوني إليها إذا دخلها أحد فوجئ عند أول قدم بسحابة بيضاء من دخان السجائر تعم أجواء الغرفة وسرعان ما يصاب بصداع في الرأس وشعور بالغثيان . و أنا أسأل الحكومة التي تدعي مكافحة التدخين وأصدرت قوانين بعدم التدخين في الأماكن العمومية. أليست السجون أماكن عمومية أليس بها أرواح بشرية معرضة للخطر أليس خطر التدخين السلبي داخل الزنازين أعظم من أي مكان آخر فنحن نقيم في هذه الأجواء المغلقة على الدوام. وهذه الغرفة منعدمة التهوية و قد ألح المساجين في طلب إصلاح الشفاط الهوائي ولكن لا حياة لمن تنادي فالإدارة لا تعبأ بهذه المطالب ولا تستجيب ترى من لي لحماية صحتي من خطر التدخين السلبي في غرفة عرضها خمسة أمتار وطولها حوالي اثنتي عشر متر وداخلها ثمانون نفراً يدخنون على الدوام فإذا قمت محتجاً مطالباً بإقامة بغير تدخين أتعرض لأبشع ألوان العذاب وقد استبدل سجن صواف عقوبة السجن المضيق بعقوبة التعليق الشنيعة الغير مشروعة وهناك من بقي معلقاً إلى الشباك من الصباح إلى آخر الليل فإن كنت أنا قضيت ما يقارب ست ساعات من العذاب وكلفني ذلك ملازمة الفراش ثلاثة أيام فكيف بحال من بقي خمسة عشر ساعة .   منظمة حرية وإنصاف


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 شعبان 1431 الموافق ل 07 أوت 2010 الشعب التونسي يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني


صُدم الرأي العام الوطني والعربي والإسلامي بتنظيم حفل شارك فية عدد من المحسوبين على الساحة الفنية في تونس مثل البشير السالمي وعبد الوهاب الحناشي ونور الدين الكحلاوي هتف خلاله المدعو محسن الشريف بحياة مجرم الحرب « بنيامين نتن ياهو » بما يوهم بوجود علاقة صداقة بين التونسيين والصهاينة، وقد أبدى الشعب التونسي غضبه مما حصل أثناء ذلك الحفل. و مما زاد الأمر خطورة وضاعف من غضب التونسيين والتونسيات في الداخل والخارج عدم اكتراث النيابة العمومية بالجريمة النكراء التي لا يمكن السكوت عنها لما فيها من استفزاز لمشاعر التونسيين. وحرية وإنصاف: 1) تعتبر أن ما حصل أثناء ذلك الحفل وما صدر من عبارات تكريم وتقدير لمجرم الحرب  »نتن ياهو » طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني المناضل من أجل استرداد حقوقه والعيش الكريم في وطنه وتأسيس دولته المستقلة التي تضمن له كامل حقوقه. 2) إن الدعوة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو ما ندينه ونستنكره في هذا الظرف بالذات الذي تقع فيه محاولات لتهويد القدس واستمرار الحصار في غزة ومنع كل محاولة لرفعه من طرف أحرار وشرفاء العالم فيها تنكر لقيم العدل وتشجيع للكيان الصهيوني على الاستمرار في ارتكاب جرائمه والاعتداء على الشعب الفلسطيني واستخفاف بالقانون الدولي. 3) تدعو إلى فتح تحقيق في هذه الجريمة واطلاع الرأي العام على نتائجه ومحاسبة المتورطين فيها مهما كانت صفتهم وتقديمهم للقضاء واتخاذ إجراءات حازمة لمنع تكرار مثل هذه الفضيحة. 4) تعبر بالمناسبة عن موقفها المبدئي في الدفاع عن حق أفراد الجالية اليهودية في التمتع بحقوق المواطنة بما يحفظ حريتهم وكرامتهم وأمنهم وتدعوهم في نفس الوقت إلى احترام واجبات المواطنة التي تقتضي الالتزام بعدم التعامل فضلا عن مناصرة الكيان الصهيوني الذي لا تربطه بوطنهم تونس ولا بشعبها ولا بالسلطة  أية علاقة في مختلف المستويات الشعبية أو الثقافية أو الاقتصادية أو الأمنية أو السياسية والذي يتم التعامل معه فقط على أساس انه كيان محتل لأرض فلسطين وظالم لشعبها ومدنس لمقدساتها تجب مقاومته دفاعا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وتضامنا معه. 5) تـُحيّي كل الأحرار داخل تونس وخارجها الذين هبوا للتصدي لهذه الجريمة النكراء والتشهير بمرتكبيها والتعبير عن رفضهم القطعي لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني مهما كان الغطاء الذي تتستر به وتدعو إلى مزيد اليقظة والتعاون من اجل محاصرة محاولات التطبيع والاجتهاد في دعم المقاومة للاحتلال والعمل على كسر الحصار عن غزة وتقديم  مجرمي الحرب الصهاينة إلى العدالة.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


طرابلس في : 07/08 /2010 بيان للراي العام في تونس


اثار ظهور ذلك المواطن الذي يحمل الجنسية التونسية و يرتدي الزي التقليدي التونسي و يغني غناء تونسي من التراث في جنوب فلسطين المحتلة و تحديدا في مدينة ايلات وهو يهتف بحياة رئيس وزراء الكيان الصهيوني في حفل يحضره الصهاينة ، اثار كل ذلك موجة من الاستياء العام داخل الاوساط الليبية لا سيما و ان الاعتداء الغاشم الذي نفذه طيران المحتل على مخيم حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس لا زالت اثاره الى اليوم كما ان مجازر العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية و غيرها لا زالت مستمرة وهو ما ياكده الاعتداء على قوافل المساعدات المتوجهة لغزة . كما ان مواقف تونس من القضية الفلسطينية كانت دائما تعتبرها من قضاياها الاساسية وهو الشيء الذي ينأى بتونس عن ادراجها في خانة المطبعين مع كيان المجازر لذلك فنحن نطالب بالاتي :

– فتح تحقيق من طرف المسؤولين في الحكومة التونسية في هذا الامر و تحميل المسؤوليات للذين يقفون وراء سفر ذلك المغني و مجموعته الى الاراضي المحتلة .

–          نطالب وزارة الثقافة التونسية بتجميد عمل هذا الفنان –          نطالب كل الشرفاء و الاحرار و الاوفياء لدماء شهدائهم بمقاطعة هذا المغني و التشهير بكل محاولات التطبيع من هذا النوع –          نطالب القوى الوطنية التونسية في الحكومة و المعارضة باحياء يوم وطني لمقاومة التطبيع . امين رابطة الصحفيين و الاعلاميين بطرابلس : سالمة احمد الشعاب

 


تونس: ندوة حول السياحة الدينية بمشاركة الجالية اليهودية


« تونس أرض اللّقاء والسياحة الدينية »، كان هذا عنوان اللقاء الذي انتظم، يوم الجمعة 06 أوت 2010، بقصر بلدية حلق الوادي بحضور عدد كبير من الجالية اليهودية والمسيحية بتونس. وتضمنت هذه الندوة ثلاث محاضرات لكل من الدكتور محمد حسين فنطر المشرف (حول السياحة الدينية) وسماحة الأسقف الأب مارون لحام (حول السياحة المسيحية في تونس) والباحثة سنية فلوس (التي قدّمت عرضا عن حج اليهود إلى كنيس الغريبة بجربة). وتعرض المشاركون خلال مداخلاتهم إلى قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان في تونس عبر التاريخ، وأشاروا إلى الاعتدال والإنفتاح الذي تتميز به تونس كبلد مسلم في تعاملها مع بقية الأديان الأخرى. ومتابعة لبرنامج هذا اللقاء ينتظم، يوم الأحد 08 أوت الحالي على الساعة السادسة والنصف، ما يسمى بـ »خرجة مادونا » للجالية الإيطالية من كنيسة حلق الوادي. علما أنه وقع تنظيم عرض الحضرة الصوفية، مساء الجمعة، بركح 7 نوفمبر بحلق الوادي. ويأتي تنظيم هذا اللقاء في وقت تقبل فيه آلاف التونسيين بسخط شديد هتاف المغني التونسي محسن الشريف بحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو، خلال عرس يهودي أقيم بمنتج إيلات في إسرائيل منذ أشهر، وشارك فيه عدد من الفنانين التونسيين (عبد الوهاب الحناشي، نور الدين الكحلاوي، البشير السالمي). وظهرت احتجاجات مكثفة من قبل آلاف التونسيين على موقع فايس بوك ضدّ التطبيع مع إسرائيل، فيما دعت النقابة التونسية للمهن الموسيقية لمنع الفنانين التونسيين من الذهاب إلى إسرائيل. ويقوم الكثير من مستخدمي الإنترنت بحملة لمقاطعة حفلة،في اطار مهرجان قرطاج الدولي تقام يوم 09 أوت/آب الحالي، للفنان التونسي سليم البكوش، الذي كان قد غنّى في كنيس يهودي بالغريبة بجربة. خ ب ب (المصدر: موقع واب منجر سنتر (W M C)بتاريخ 7 أوت 2010)


بعد طرد عزالدين زعتور الناشط الطلابي فارس العليبي امام التحقيق


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 06. أوت 2010 علمت كلمة أن قوات الأمن قامت يوم الخميس 05 أوت باستدعاء الناشط الطلابي بجهة قفصة فارس العليبي للمثول أمام حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقفصة . وقد أبلغ لعليبي هناك بكونه محل تتبع هو و ثلاث من زملائه (فاروق عمروسية،حسام عمروسة،محمد سليماني) بتهمة الاعتداء بالعنف الشديد على الأستاذ الجامعي محمد ألقطاري. وكانت كلمة أشارة في نشرات سابقة إلي اتهامات متبادلة بالاعتداء بين الطلبة والأستاذ المذكور أثناء التحركات التي خاضها ناشطو الاتحاد العام لطلبة تونس بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بقفصة على خلفية حرمان مجموعة من الطلبة من المشاركة في المناظرة الوطنية للدخول إلى مدارس المهندسين ودخول ثلاثة منهم في إضراب جوع مفتوح بداية من يوم الجمعة 9 أفريل 2010 ، أنتهي بحل المسألة وقبول ترشحهم. و يتبادل الأستاذ و الطلبة الاتهامات بتبادل العنف وقد تراجع الطلبة عن تقديم شكوى ضد الأستاذ استجابة لنداء نقابة التعليم العالي التي أصدرت بيانا تندد فيه بالاعتداء على الأستاذ فيما اصدر المكتب الفيدرالي لاتحاد الطلبة بكلية العلوم بقفصة بيانا ندد فيه بعنف الإطار التربوي . و تاتي هذه التتبعات ضمن سياسة السلطة لاستنزاف طاقة الاتحاد العام لطلبة تونس و منعه من الاهتمام بالمشاكل الحقيقية للطلبة . جدير بالذكر ان عدد المساجين و المطرودين بلغ ارقاما قياسية انظاف لها مؤخرا طرد الامين العام للاتحاد السيد عزالدين زعتور من وظيفته بعد الحكم عليه بسبعة اشهر سجنا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 أوت 2010)


الجريبي تحذّر من احتجاجات خارج السيطرة وأشكال تعبير عنيفة في تونس


السبيل أونلاين – تونس حذرت الأمينة العامة « للحزب الديمقراطي التقدمي » المعارض والمعترف به ، مية الجريبي في مقالة متلفزة من خطورة انغلاق الحكم في تونس على البلاد والذي يمكن أن يؤدي الى منزلقات خطيرة « مثل الاحتجاجات الخارجة عن السيطرة وأشكال من التعبير ربما تكون عنيفة وربما لا تكون في مصلحة تونس » .في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وتدهور المقدرة الشرائية للمواطنين . وتتجاهل السلطات دعوات الاصلاح السياسي وتقول أن تونس « تنعم بالديمقراطية » . ويشير التحذير الى مدى تردي الأوضاع السياسية وحتى الإقتصادية في تونس ، ويأس المعارضة التونسية من احتمال اقدام السلطات الرسمية على تغيير سياساتها التي تعتمد على جهاز البوليس في معالجة كل القضايا والملفات السياسية والاجتماعية مثل العلاقة مع المعارضة والاعلام وغيرها . وقالت الجريبي في مقابلة مع قناة الجزيرة ، أن معطيات الواقع في تونس تدلل على غياب مؤشر انفتاح الحكم في البلاد ، ذلك أن التطلعات الشعبية وخاصة فئة الشباب مقموعة ، والإعلام في خدمة الحزب الحاكم « التجمع الدستوري الديمقراطي » ومن يرضي عنهم هذا الحزب ، والفضاءات العمومية مغلقة أمام الأحزاب السياسية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني المستقلة وحتى أمام مراكز الدراسات والبحوث . وحول خلافة الرئيس الحالي بن علي رجّحت مية الجريبي أن يؤول موقع الرئيس الى أحد أفراد عائلة الرئيس زين العابدين بن علي أو الى شخص من محيط الرئيس يباركه الحزب الحاكم.

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 07 أوت 2010)


لائحة اعتصام: صادرة عن النقابيين المجتمعين يوم الاربعاء 2010/08/04 بالاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد


نحن الهياكل النقابية المجتمعين اليوم الاربعاء 2010/08/04  بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد ، و بعد تدارسنا للوضع الذي آل إليه ملفّ الأخ النّائب النّقابي الأوّل للنيابة النّقابيّة للملكيّة العقاريّة بسيدي بوزيد تبيّن لنا ما يلي:  ـ تعطّل حلّ وضعيّة الأخ زهير فاضل وذلك بإرجاعه إلى مركز عمله الأصلي بالإدارة الجهوية للملكية العقاريّة بسيدي بوزيد.  ـ تمادي سلط الإشراف بالجهة في ضرب الحقّ النقابي الذي يكفله الدّستور.  ـ عدم إيفاء المكتب التنفيذي الجهوي إلى حدّ الآن بوعده الذي قطعه على نفسه أمام المعتصمين يوم 2010/07/15 بمقر الإدارة الجهوية للملكية العقارية .  و عليه فإنّنا نطالب بضرورة إيجاد حلّ في أسرع وقت ممكن و ندعو جميع الهياكل النّقابية و القواعد في صورة تواصل المظلمة إلى الدخول في اعتصام مفتوح بمقرّ الإدارة الجهويّة للملكيّة العقاريّة يوم الثلاثاء 2010/08/10 ابتداءً من السّاعة العاشرة صباحًا. عاشت نضالات الشغيلة من أجل الحقّ النقابي — ********************************************************* نقابي حر           nakabi.hor@gmail.com  


حرمان بحارة صفاقس و قابس من منحة الراحة البيولوجية و احتجاجات في الافق


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 06. أوت 2010 يشتكي مئات البحارة بمدينتي صفاقس و قابس من حرمانهم من منحة الدعم من قبل صندوق الراحة البيولوجية الذي وقع إحداثه لإسناد المهنيين منح مالية خلال الراحة البيولوجية التي انطلق العمل بها يوم 1 جويلية الماضي و تستمر إلى أواخر سبتمبر القادم. و قد تقبل البحارة الذين تجمعوا أمام مقر الاتحاد الوطني للفلاحين بصفاقس بسخط شديد ما جاء في الرائد الرسمي الأخير المتعلق بضبط طرق تدخل صندوق تمويل الراحة البيولوجية. و نص الفصل العاشر من المنشور على منع إسناد إي مساعدة لاي وحدة صيد صدر ضد ربانها محضر مخالفة لإحدى مقتضيات القانون المتعلق بممارسة الصيد البحري. و يعتبر البحارة المحرومين ان هذا القرار يعتبر عقوبة تكميلية غير مبررة و تحرمهم و عائلتهم من العيش الكريم. و يؤكد البحارة أن التجاوزات التي قاموا بها قاموا باستخلاص خطاياها علاوة على حجز منتوجهم في الإبان كما حرموا حينها من منحة المحروقات ووقع سحب وثائق الربان و إيقاف المركب لفترة تتراوح بين الشهر و الثلاثة أشهر. و من المنتظر أن تتطور المسالة مع إصرار البحارة على المطالبة بحقوقهم في المنحة خلال الراحة البيولوجية و إصرارهم على خوض جميع الإشكال الاحتجاجية حتى تحقيق مطالبهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 أوت 2010)


تجاوز 220 مليون م3 نقص حاد في مخزون المياه.. والآمال في أمطار الخريف


انشغال واضح بوزارة الفلاحة بمستجدات الوضعية المائية الراهنة في إثر النقص المسجل في الموارد بأغلب االسدود هذا الموسم والمقدر بأكثر من 220 مليون متر مكعب استنادا للحصيلة المسجلة إلى حدود 22 جويلية المنقضي والمقدرة ب1,318ملياررمتر مكعب مقابل 1,554مليار في نفس الفترة من العام الماضي. ما جعل المتابعة لصيقة لتطورات الوضع في هذا المجال تعكسها جلسات العمل المنعقدة لتقييم وتشخيص الوضعية المائية الحالية، وزيارات التفقد الميدانية للمنشأت المائية ومقارنة منسوبها مع شتى الحاجيات والاستعمالات. ولئن لا تدعو الحالة الراهنة إلى الفزع وفق ما كان صرح به وزير الفلاحة والموارد المائية في لقاء صحفي سابق برغم ما أبرزته الأرقام من تراجع ملحوظ في مخزون المياه فإن ما تخشاه الوزارة أن تتعقد حالة تردي الوضعية في غضون الأشهر القليلة القادمة في صورة تواصل انحباس الأمطار واستقرار موجة الجفاف الخريف القادم. إزاء وضعية الترقب والترصد المشوب بالحذر تحسبت الأطراف المعنية بالشأن المائي لكل الاحتمالات الواردة ومجابهتها بشتى السيناريوهات الكفيلة بإحكام التصرف في الموارد المتوفرة تبعا للتوقعات المناخية. في هذا السياق برزت آلية ضخ المياه بين السدود وتحويلها من الشمال إلى الوطن القبلي والجنوب لتلبية حاجيات الري كأحد أهم السيناريوهات المقرة على اعتبار أن أولوية الاستعمالات ولئن تبقى موجهة بالأساس إلى تأمين حاجيات مياه الشرب المقدرة هذا الموسم ب284مليون متر مكعب فإن الاهتمام ينصب بالتوازي نحو القطاع الفلاحي الذي يستهلك نحو 80بالمائة من الموارد المائية وتقدرالاستعمالات المبرمجة فيه بحوالي 414مليون مترمكعب ما يقتضي التصرف المحكم في منظومة المنشآت المائية. وتفيد معطيات صادرة في هذا الشأن بأهمية الترتيب العملي لاستكمال استصلاح عدد من الآبار العميقة وتعهد هذه المنشآت بالصيانة إلى جانب برمجة حفريات جديدة بما يدعم رصيد المياه العائد للقطاع الفلاحي. يذكر أن تلبية حاجيات المناطق المروية بالوسط اقتضت منذ مطلع هذه الصائفة تنفيذ برنامج خاص بالتصرف في منظومة مياه نبهانة بضخ كميات هامة من الماء نحو القيروان والمنستير وسوسة وتوجيهها أساسا نحو تغطية حاجيات الري في الأشجار المثمرة والمنابت والبيوت المكيفة قبل غيرها من الاستعمالات. وتجددت تأكيدات مسؤولي القطاع في آخر جلسة عمل انتظمت هذا الاسبوع على مواصلة مراقبة مخزون الموائد المائية ومتابعة صيانة التجهيزات وحسن التصرف في المنظومة لمجابهة كل طارئ. هكذا إذن وفي انتظار أن يمن الله بغيثه يلوح الوضع المائي حرجا ما لم تنقذه أمطار الخريف خاصة وأن المخزون المائي الجملي بالسدود تقلص إلى حدود 1271مليون مترمكعب إلي غاية مطلع الشهر الحالي وهو ما يرفع أكثر من علامة حيرة واستفهام حول آفاق الموسم الفلاحي الجديد الذي ينطلق بعد أسابيع قليلة والكل يعلق عليه آمالا كبرى تواري خيبة الموسم المنقضى في مجال الزراعات الكبرى جراء العوامل المناخية الصعبة. منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 أوت 2010)


رغم تطمينات التجارة الأسماك نادرة.. وأسعارها طائرة


فيما طمأنت مصادر وزارة التجارة والصناعات التقليدية أول أمس من خلال لقاء إعلامي كان قد عقده السيد الحبيب الديماسي مدير عام التجارة الداخلية بخصوص مادة السمك وتوفرها في السوق، مبينا أن الإنتاج من هذه المادة قد بلغ 62 ألف طن خلال الأشهر السبعة الأخيرة، فقد سبق أن أفاد السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية في ندوة صحفية كان عقدها يوم 22 جويلية الفارط أن إنتاج الصيد البحري كان بحوالي 54 ألف طن، وأن هناك تراجعا على وجه الخصوص في إنتاج السمك الأزرق بما يقارب ألف طن. وبعيدا عن هذه التصريحات والأرقام الخاصة بإنتاج السمك، فإن الإجماع حول النقص المسجل في هذه المادة صيدا وعرضا يبقى أمرا لا لبس فيه، ولا يمكن أن يتجاهله أي طرف. كما أن الأسعار المتداولة لـ « ولد البحر » وخاصة مع بعض أنواعها مثل البوري والميلة والكروفات وغيرها من الأنواع التي تعرف بالسمك الراقي على غرار السرة والورقة والدوراد وغيرها، كانت قد حلقت أسعارها عاليا، وبلغت أنواعها حدود 25 و30 دينار للكلغ الواحد، واستقر البعض الآخر بين 14 و18 دينار، وهي أسعار لم يعد يقدر عليها السواد الأعظم من المستهلكين. وهذا الواقع بخصوص نقص الإنتاج المحلي من السمك وأسعاره التي تتعالى باستمرار وعلى مدار أشهر السنة، ليس محل خلاف، ولا يمكن إخفاؤه، حيث تقر به السلط الرسمية، ويدركه المواطن، ويسلم به منذ سنوات، فتراه إما محجما على شراء أنواع هذا السمك بحكم غلائها، أو مقبلا على بعض أنواعها المتدنية الأسعار والجودة مثل السمك الأزرق. وبحثا عن حلول بخصوص توفير مادة السمك كانت قد اتخذت في السنوات الأخيرة جملة من الإجراءات، لعل أبرزها اللجوء إلى اعتماد أحواض تربية بعض أنواع السمك الأبيض، وفتح باب توريد هذه المادة مبردة من قبل الخواص بالاعتماد على ما يتوفر في بعض بلدان المغرب العربي وخصوصا ليبيا وموريتانيا اللذين تتوفر بهما ثروة سمكية هامة. ولعل ما زاد في إرباك سوق السمك وإنتاجه الفلاحي،هو إقرار الراحة البيولوجية، التي تمتد على مدى 3 أشهر كاملة، وذلك على الرغم من أهميتها في استعادة نماء الثروة البحرية وتطورها وعدم استنزافها. أما بخصوص السمك المورد ـ وعلى الرغم من فتح باب التوريد أمام الخواص ـ وما أتخذ بشأنه من تخفيض في المعاليم الديوانية الموظفة عليه، فإن الإقبال عليه يبقى محدودا نتيجة نكهته غير المتوافقة مع السمك المحلي، وبالتالي نفور المستهلك منه بشكل عام. البيع الموازي للسمك زاد تأجيج الأسعار وتشير أوساط من داخل القطاع من ناحية أخرى أن نسبة هامة من السمك المحلي تروج خارج سوق الجملة، في حين لا يسمح القانون بذلك وبينت أن هذه النسبة قد تصل إلى قرابة 50 إلى 60في المائة من الإنتاج اليومي من مادة السمك. وأشارت هذه المصادر أن هذه الظاهرة تلاحظ في كل المرافىء، حيث يقبل عليها عدد هام من المواطنين الذين يتحولون عنوة لهذا الغرض، كما يساهم في تأجيجها أصحاب المطاعم الفاخرة الذين لا يتوانون عن دفع أي ثمن أمام الفوز بكميات طازجة ونوعية هامة من السمك. ولعله إضافة إلى ما يشار إليه من نقص كبير في الثروة السمكية في عرض المياه البحرية التونسية منذ سنوات، و تراجع الإنتاج بشكل دائم نتيجة عوامل أخرى هيكلية كانت قد ظهرت منذ أن تم حل الديوان الوطني للصيد البحري، فإن كميات السمك تبقى محدودة على الدوام وعلى مدار أشهر السنة في السوق. هذا البعد بات أمرا واقعا ومحيرا لدى المستهلك التونسي الذي ودع استهلاك أنواع عديدة من السمك منذ سنوات، ولعله قد لن يتذوقه خاصة خلال الأيام القادمة من شهر رمضان. علي الزايدي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 أوت 2010)

 


وشّاؤون في المدينة متحفّزون


بقلم: جيلاني العبدلي                         كلّ ناشط تونسي في حقول السياسة والنقابة وحقوق الإنسان، وكلّ كاتب ناقد لسياسة البلد وخيارات الحزب الحاكم، وكلّ واقف على الربوة منكفئا على ذاته لا يجهر بموالاته لنظام الحكم ولا يشيد بخصال قادته وسداد سياساتهم، كلّ هؤلاء جميعا هم هدف دائم لوشّائين من حولهم، يحصون على الدوام أنفاسهم، يستهدفونهم في ذواتهم ومعاشاتهم وأهاليهم وعشائرهم.

بل ليس من قبيل المبالغة القول بأنّ سائر المواطنين ترقبهم في سائر أيامهم عيون، وتسمعهم آذان من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، وقد تسري الدسيسة والنميمة في كثير منهم فنونا وألوانا، فإذا بهم في غياهب السجون، ولعلّ في القصص والطرائف من أدب الوشاية وفتوحات الوشائين مما يجري على ألسنة عموم التونسيين ما يغني عن كثير بيان وتفصيل.

والوشاية أو بالأحرى « القوادة » كما يسميها التونسيون صناعة قديمة، تتطلّب في الوشّاء دهاء كبيرا وحضورا ميدانيّا متواصلا للنجاح في مراقبة المواطنين، وفك رموزهم وأسرارهم، والتأثير في مجرى سلوكاتهم.

 لذلك فإنّ قلّة من الوشائين فقط -على ضخامة عددهم- قد تخصصت في الوشاية وبرزت فيها، وفعلت فعلها في كثير من الوقائع والأحداث، فذاع صيتها بين الناس. وقد مكنتني العقود التي أمضيتها مقيما بإحدى المدن المتاخمة للعاصمة من معايشة ظاهرة الوشاية بها، والوقوف على بعض مذاهب وشائيها وطرقهم في ترصّد ضحاياهم والإبلاغ عنهم بوجه حق أو باطل، وظلّت تطفو على سطح ذاكرتي صور ناصعة لسبعة أعلام من الوشائين المتحفّزين في مدينتي، هم الطماع والفخفاخ والمسبوع والفكرون والاواكس والشيطان والممسوخ… كما تحلو تكنيتهم في الجهة.  أمّا عن الطمّاع فهو مدرّس بالتعليم الابتدائي، قد عرف مع كسله وتقصيره في العمل بحركته الحثيثة ونشاطه الغزير في صلب أجهزة الحزب الحاكم.

 تراه وقد تأبّط ملفاته ينتقل من بيت إلى بيت ومن متجر إلى متجر، مقتنصا بعض الأسرار، متصيّدا آخر الأخبار حول الأفراد والعائلات، نابشا في خلفياتهم وانتماءاتهم وولاءاتهم وطرقهم في التفكير وأساليبهم في العيش، وما انطوت عليه نفوسهم من رغبات وطموحات، يجمع أحدث المعطيات، ويدونها في سجلات مضبوطة، منتزعا من مخاطبيه ألوانا من التبرعات والمساهمات والاشتراكات لفائدة أنشطة الحزب المختلفة، وعلى ضوء طوافه ونشاطه يتولّى تصنيف سكان الحيّ الراجع له بالنظر إلى موالين ومعارضين، ويدرج أسماء المخالفين وحتّى المحايدين في قائمات مخصوصة، يستظهر بها في لقاءاته الإدارية والسياسية والأمنية، الرسمية منها وغير الرسمية، حيث يطنب في التحذير من خطر مفترض لمناوئين مفترضين على أمن البلد وسلامة الدين وسيادة الوطن، محرّضا على ملاحقتهم وحرمانهم من شتى الحقوق، بما في ذلك التشغيل وسائر المساعدات الاجتماعية والمنح الدراسية والخدمات الصحية، وحتّى استبعاد إشراكهم في الإدلاء بأصواتهم الانتخابية.

 وغالبا ما يعمل على حشد الكثير من المواطنين في المناسبات الاحتفالية، ويتصدرهم صارخا هاتفا بحياة الرئيس، معبّرا عن استعداده للتضحية في سبيله بالروح وبالدم. يحرص كل الحرص على أن يبدو في عيون المسؤولين الأمنيين والإداريين والسياسيين مخلصا كفئا متفانيا فاعلا في حقل الوشاية، محيطا بالخفايا قادرا على الحشد والتأطير، تحركه في ذلك نزعته الوصولية الجامحة لإدراك خطة إدارية مرموقة أو مرتبة سياسية رفيعة أو صفقة مالية ممكنة. وأما عن الفخفاخ فقد عرفته لعقود من الزمن حلّاقا مرابطا بمحله الواقع على الطريق الرئيسية التي تشقّ المدينة.

 يتميّز بأناقة هيأته ولياقة مظهره ولباقة حديثه، وبحرصه على مجالسة أعيان الجهة ووجهائها وكثير من المسؤولين البارزين في الإدارات الأمنيّة والسّياسيّة، حتّى أنه يكلّف نفسه عبء توفير مقاعد خاصة لضيوفه بعيدا عن عموم حرفائه، ويعمل على تزيين مجالسه بألوان من المشروبات والفواكه يشد بها جلساءه.

تراه يشغلهم أحيانا بحديثه المنمق ونوادره الكثيرة، وتسمعه أحيانا أخرى يثير اهتمامهم بما يسوقه إليهم خلال حديثه من أخبار ومعطيات تتعلّق بأشخاص معيّنين من أبناء الجهة، وهذا هو أسلوبه المميّز في الوشايات  بمن ليس في نفوسهم هوى للحزب الحاكم ولا قناعة لهم بسياساته. فغالبا ما تسمعه يقول أنّ فلان ابن فلان إنسان رفيع الأخلاق، قد بلغ أشواطا متقدمة في العلم والمعرفة، لكنّ عيبه الوحيد يكمن في نقده للأوضاع وميله إلى المعارضة. أو تسمعه يردّد أنّ عائلة فلان لم تتنكّر يوما لحزب الرئيس، لكن من المؤسف أنّ أبنها فلان قد شذّ عنها، وأضحى يخالط أشخاصا معادين للوطن.

أو يقول في سياق حديث عام أنّ حيّنا سكانه موالون لرئيس الدولة مخلصون لحزبه، ماعدا شخص وحيد لا يخفي انتقاده لسياسة البلد ولساسته، هو فلان الفلاني هداه الله إنّه لا يقدّر مصلحته.

 أو يقول أنّ فلان كان في ما سبق منكفئا على ذاته، لا يعرف له سبيلا غير العمل والمقهى والمنزل، إلا أنه ضيّع أخيرا رشده، وأمسى يتردد على المسجد ويخالط شبانا ملتحين مشبوهين.

 وهكذا تجري أساليبه في الوشاية غير المباشرة في سائر أيامه ومجالسه، يوفر لضيوفه أخبارا جديدة ومعطيات دقيقة، يلتقطها كلّ منهم فيتصرّف تبعا لذلك بما يراه مناسبا، بل كثيرا ما كان يتردّد عليه أعوان للأمن لاستفساره حول بعض الوقائع وتدقيق بعض المسائل. يمارس هذا الحلاق وشايته المبطّنة بانتظام وإتقان، ليكون عند ثقة جلسائه في ما يوفره لهم من معلومات، يحركه في ذلك حبّه للظهور في مظهر الشخص المهمّ الذي لا يخالط غير كبار القوم، أو طمعه في جائزة في إحدى المناسبات الاحتفالية وإشادة بوطنيته وبدوره الريادي في خدمة استقرار الجهة وأمنها. أما المكنّى بالأواكس فهو مسنّ لم تحُلْ شيخوخته دون مراقبته لأهل الحي الذي يقطنه، ولم تقعده عن رصده لكل شاردة وواردة فيه، ومواكبته لتحولاته الديمغرافية، ومعرفته لطبائع سكانه وأصولهم وعشائرهم ومشاكلهم، واستبيانه لعدد المعارضين فيه لنظام الحزب الواحد ولعدد الواقفين على الرُّبى، الذين يحتفظون بأصواتهم وآرائهم ولا يدلون بدلو في شأن من شؤون الوطن.

 اعتاد جميع السكان على الأواكس وهو يذرع حيّهم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، يتصيّد أخبارهم ويقتفي أثر شبابهم، ويتولى نقل كل صغيرة وكبيرة إلى الجهات الأمنية والسياسية في المدينة، حتى أنك تراه كثير التردد على مركز الأمن ومقر الحزب الحاكم، يزود المعنيين بما جمع من معلومات ومعطيات وأسماء أشخاص، وخرائط لمنازل هي محل اتهام أو اشتباه.

 وكثيرا ما كانت تصطحبه فرق أعوان الأمن دليلا ومرشدا في مهمّة ملاحقة شخص متّهم بالخيانة الوطنية، أو مداهمة منزل في غسق الليل لإلقاء القبض على شاب مدان بنيّة المشاركة في نشاط إرهابي، وغير ذلك من المهام المختلفة.

 ونظرا لنشاطه الاستخباري الحثيث ولكثرة إيذائه للأفراد والأسر، أمسى هذا الوشّاء علامة بارزة في الجهة، يعرفه القاصي كما الداني، ويقرأ له ألف حساب.

إنّ الأواكس يجتهد في الوشاية، ويجهد نفسه في سبيلها لتأمين منحته الشهرية التي يتلقاها بصفته متعاونا أمنيا، زيادة على بعض المساعدات الاجتماعية الخاصة في المناسبات والأعياد. وأما عن الممسوخ فهو رجل دميم الخلقة مذموم الخلق – وربما هذا هو الباعث على تكنيته بالممسوخ- إلّا أنّه يتمتّع بصحة جيدة وطاقة عجيبة يبذلها في تمشيط الأحياء والأنهج والشوارع ليلا نهارا، وفي رصد حركة الأشخاص وعلاقاتهم واتصالاتهم ومواقيت خروجهم من منازلهم وولوجهم إليها، وهو أعلم بالسكان وأصولهم القبيلية ومستوياتهم التعليمية والاجتماعية ومسؤولياتهم المهنية وأسماء الكثير من أبنائهم وبناتهم وحتى عناوين إقامتهم.  ليس له في ليله إلا حظ يسير من النوم، ويقضي أغلب ساعات يومه منتقلا من مقهى إلى آخر. يجلس إلى بعض الجالسين من دون استئذان، ويسترسل في التعبير لهم عن سخطه وعدم رضاه على السياسة الدولية والمحلية، وعلى أسلوب سلطتنا في الحكم وما تنتهجه من فردية وقمع ومصادرة للحقوق والحريات، وما تتسبب فيه من تبعية اقتصادية وخراب اجتماعي، غايته من جداله وسجاله استدراج مخاطبيه ليجهروا بأفكارهم فيتعرف بذلك إلى ما يدور في أذهانهم وما تنطوي عليه نفوسهم من خفايا، ويتبين مواقفهم واتجاهاتهم وانطباعاتهم.

 تراه يطوف بالمصانع والمعاهد الثانوية يستخبر عن المسيّسين من العمال أو التلاميذ أو المدرّسين، ويدون أسماءهم كمناوئين، ويدلي عنهم بأكثر ما يمكن من المعلومات لدى السلط الإدارية والأمنية والسياسية بالجهة لتكون على بينة من أمورهم في اتخاذ إجراءات الردع ضدهم أو حرمانهم من حقوقهم الاجتماعية أو المهنية.

 ولا يكتفي الممسوخ بما يبذله من مجهودات ذاتية في الوشاية، بل كان يشرك أبناءه المراهقين في خططه الاستخبارية، يحثهم على الانخراط في سائر المجموعات سواء تعلق اهتمامها بالسياسة أو بالجريمة أو بالرياضة لتسهيل استعلامه، ولجعْل إعلامه  بالوقائع سريعا ودقيقا. فبمجرد تلقّيه للمعلومة أو رصده للشبهة، يهب على الفور إلى مقر الأمن للإدلاء بما عنده لتنطلق معه في الحال حملات الملاحقة أو المداهمة ضد أشخاص غالبا ما يساءلون ويعذّبون، وقد يعتقلون على خلفية نواياهم كما تهيّأت للوشّاء أو لعون الأمن أو للمسؤول.               وأما عن المسبوع فهو شاب حركي متفرّغ كامل ساعات النهار ونصيبا من الليل لخدمة حزب الرئيس والتفاني في إنجاح سائر أشغاله السياسية، ويتولى مهمات تنسيق أنشطته وإبلاغ المعنيين بمواعيدها وجداول أعمالها، ويتولّى نقل المراسلات بين الجهات لفائدة إدارات الحزب المحلية والجهوية والمركزية.

 وقد ساعده ذلك على احتفاظه ببنك هائل من أرقام هواتف كثير من المسؤولين البارزين في الوزارات والمصالح السياسية والأمنية ممّن سبق لهم أن تحمّلوا مسؤوليات في الجهة، وعلى خلاف سائر الوشاة يركّز المسبوع اهتمامه على التجمعات المختلفة كالاجتماعات والاحتفالات والندوات، ويقتفي خلالها أثر المسؤولين على اختلاف مسؤولياتهم، وينصت جيدا لتصريحاتهم فيكون على بينة من أقوالهم وأفعالهم، ويتحقق من وفائهم للحزب الحاكم ولقائد التغيير، ويقوم بتسجيل أسماء المتغيبين من المدعوّين للإبلاغ عن تقصيرهم وضعف حماستهم، ويحرص كل الحرص على حضور سائر الحفلات والمآتم ليكون على علم بما يدور فيها، وما يحاك من خلالها من تحريض أو إساءة لقيادات الحكم، ويترصّد حركة العمد في الأحياء ورؤساء الخلايا والفروع والجامعات الحزبية، ويتعرّف إلى علاقاتهم وتصرفاتهم في الكواليس، كما يدون أسماء الحاضرين في تلك المناسبات من المعارضين ولو كانوا من ذوي القربى وأخطرهم السجناء السابقون من الإسلاميين، ويجمع المعطيات حولهم في ما يقولون وبمن يتصلون، وينقل ملاحظاته في هذا الشأن إلى الجهات الأمنية والسياسية المعنية، ويحرص على متابعة نتائج مجهوداته، فإذا لم تكن الإجراءات فاعلة بلّغ في شأنها المسؤولين البارزين في الإدارات الجهوية والمركزية كالولاية ولجنة التنسيق الحزبي ووزارة الداخلية والأمانة العامة للحزب….

 كما يعمل على التواجد حيث يكون المسؤولون السياسيون والإداريون (مسؤولو التجمع الدستوري الديمقراطي- المعتمد- رئيس البلدية..) في محيط تحركهم ومجال تدخّلهم، فيرصد تجاوزاتهم أو إخلالاتهم بمسؤولياتهم السياسية أو الإدارية أو إساءاتهم للحزب أو لقياداته أو لأعضاء الحكومة أو لرئيس الدولة، وينقل على وجه السرعة ما يتناهى إلى سمعه من معطيات إلى المعنيين بواسطة الهاتف أو عبر الإرساليات البريدية، حتى إن جميع المسؤولين المحليين أضحوا يهابونه ويتوددون إليه، ويبدون له جدّهم وحرصهم على مكاسب عهد التغيير ووفاءهم لصانع التحول. ومن الطرائف الغريبة حول هذا الوشاء أنّه حرّر بمناسبة إحياء لذكرى من ذكريات السابع من نوفمبر بطاقات شكر وتقدير لمسؤولين محليين عديدين لما قدموه من خدمات وتضحيات في سبيل الحزب والدولة، غير أنه غفل أو تغافل عن إدراج اسم معتمد الجهة الذي ما إن بلغه الأمر وتحقق من أنه من غير المكرمين حتى أخذه إرباك كبير واضطراب بيّن من خطر قد يحل به إذا كان المسبوع قد سجّل عليه إخلالا وبلّغ عنه في الحال.

 لذلك سعى عبر بعض الوسطاء إلى جلسة عتاب وتصاف ألحق على إثرها بقائمة المكرمين، ونال بطاقة شكر وتقدير وحمد الله على سلامة جانبه. وأما  عن الفكرون  فهو رجل في عقده السادس،  يبدو للناظرين على هيأة سلحفاة، يدبّ متثاقل الخطوات  ثقيل الجسم بطيء الحركة كثير الصمت متظاهرا ببلادة الذهن وسذاجة الشخصية.

 يتولّى في ليله حراسة مقر جامعة الحزب الحاكم بالجهة، ويقوم في نهاره برصد المجموعات الصغيرة للمواطنين في تمركزها بمحطات النقل العمومي أو بالمقاهي أو أمام المساجد أو أمام المعاهد أو أمام المعامل.

وحالما يدنو من المجموعة المستهدفة ينتصب مدبرا عنها، ملتصقا بعمود كهربائي أو ملتصقا بجذع شجرة  أو مسندا جثته إلى جدار من الجدران، قاطعا أنفاسه مخمدا حركاته، موقظا حواسّه مرهفا سمعه، موجها أذنيه اللاقطتين نحو مصدر الصوت أو الأصوات المنبعثة من هنا وهناك، وما تحمله من إشارات أو معلومات قد تشي على سبيل المثال بإمكانية إضراب تلمذي في معهد كذا، أو إضراب عمالي في مصنع كذا، أو تجمع احتجاجي في ساحة كذا، أو اجتماع غير قانوني في منزل فلان، مستفيدا في ذلك من حاسة سمعه المتطورة وقدرته العجيبة على التقاط الأصوات من بعد.

وحالما يتناهى إلى أذنيه خبر أمني أو سياسي أو حقوقي،  يتجه على الفور إلى مركز الأمن ليخبر عن أمر خطير قد يحدث في معهد كذا أو مسجد كذا أو مصنع كذا …

وهو بذلك يساعد الجهات المعنية على المراقبة والتدخل في الوقت المناسب للمنع أو الردع.

 فمهمة الفكرون كما هو واضح لا تكمن في تقفّي أثار الأشخاص ورصد وضعيات خروجهم عن منطق الحزب الحاكم والإبلاغ عن طبيعتها وأصحابها كما يفعل سائر الوشائين، بل تنحصر فقط في رصد المعلومة الخطيرة ونقلها في إبانها إلى الجهاز الأمني، دون تجشم أعباء التعرف إلى الأشخاص والوشاية بهم في ذواتهم. وأما عن الشيطان فهو موظف بوزارة الداخلية، يشغل خطة عون أمن بالزي المدني، أمضى عقودا متعاقبة في الوشاية بالمخالفين لسياسة الحكم مما أكسبه سمعة سيئة وشهرة شرّير، يذكره كل من يذكر له قريبا أو صديقا أو جارا أو زميلا قد طاله الاعتقال أو السجن خاصة في فترة التسعينات من القرن الماضي في علاقة بملف الإسلاميين على وجه الخصوص.

 كان دائم العناية بمظهره وحسن هندامه، مختفيا باستمرار وراء سواد نظارته الذي يحجب اتجاهات عينيه الاستخباريتين.

 ألف الناس رؤيته على هذا النحو وهو يتنقل من حي إلى حي ومن مقهى إلى مقهى ليلتقي بجلساء له قارّين يبادلهم الأحاديث أو يشاركهم الألعاب الورقية، وغالبا ما يحضر أفراحهم وأتراحهم، متظاهرا بنبل الأخلاق وحب الخير والغيرة على الأصحاب والأحباب وأبناء الحارة والعمارة، مظهرا قدرة فائقة على قضاء الشؤون المستعصية بفضل علاقاته الوطيدة مع أصحاب النفوذ والجاه في البلد، حريصا كل الحرص على الاستفادة من خلطائه وأصفيائه، فيستخبر على آخر الأحداث والمستجدّات، ويستعلم على الأشخاص حاملي الأفكار المخالفة للسياسية الرسمية والمناهضة للحزب الحاكم.

 حالما يحقق ضالته ويجمّع معلومات غير دقيقة في الغالب، يحيلها إلى الجهات الأمنية المحلية أو الجهويّة أو المركزية بكافة الوسائل والطرق المتاحة لديه.

يفعل ذلك بحماس وشجاعة، ويتظاهر بالإخلاص في العمل والحرص على الأمن واليقظة الدائمة، يحركه طموحه للتدرج المهني السريع والطمع في المنح والأوسمة وشرف المسؤولية.

وكثيرا ما كان يستغلّ أنشطته الاستخبارية في تصفية حساباته الشخصية مع البعض ممن يبلغه أنهم قد حدّثوا بمساوئه، وروجوا عنّ مكائده، فإذا الواحد منهم قد داهم غرباءُ منزله ليلا، وأرهبوه، واقتادوه إلى أقبية وزارة الداخلية حيث يقع انتهاك حرمته الجسدية والمعنوية بناء على معلومات خاطئة كتوزيع مناشير تابعة لحزب العمال الشيوعي التونسي أو ثلب لرئيس الدولة أو تحريض على الإضرابات أو دعوة إلى استعمال العنف أو تنظيم اجتماعات غير مرخص بها أو تسييس للمساجد وغير ذلك من الدسائس الجارية والمكائد السارية.

هؤلاء الوشاؤون ببروزهم المكثف على سطح مشهد الحياة اليومية بالجهة، وبما سببوه من آلام لكثير من المخالفين السياسيين وحتى الأبرياء من المواطنين العاديين، أضحوا رموزا للشياطين، وأقاموا لأنفسهم بالوشاية دهاليز مظلمة ستظلّ شاهدة عليهم في تاريخ الجهة الطويل.


ثلاثة بضربة واحدة شدّ انتباهي عنوان مقال قرأته لسلوى الشرفي: من أين جاؤوا ؟


ثلاثة اديان بحجر واحد,بتطفّل أغراني العنوان وظننت شيئا آخر غير الذي كتب,وما أكثرالظنون في الأشخاص الذين تعودوا الغمز في الإسلام ورموزه ,سيما في الأشهر الحرم ,قرأت المقال دون أن أنتبه للمصدرجريدة « الصباح »(يومية– تونس)الصادرة يوم 06أوت 2010, فهرعت لموقع الاوان : « الأوان من أجل ثقافة علمانيةعقلانية »  موقع مشهور بالتشكيك  في الدين ,ومزوّد بأيمّة الدهرية  ومفتييها فقهين في  هذا المجال ,ولكن خاب ظني  في هذه المرة,غيرأنّ المقال الذي يليه مهم أيضا لمن يقرأ بين السطور,وهو الآتي /الهوية ومكوّناتهاالخرافيّة /خميس الخياطي.  ولكنّ الخطورة تختلف بين المقالين  والجهل واحد,أو هو متعمَّد للتضليل, خاصة لمن لم يدرسوا التاريخ,كُتبا بأسلوب شيق ,وعلى القارئ أن يقرأ بين السطورليفهم المغزى الرامي الى تمرير الرسالة,أما الأستاذ الخياطي فمقاله قيّم وعلمي لا مراء فيه  إلاّ فيما يخص  بعض الغمزات, منها مثلا قوله:مسألة الأولياء الصالحين وإن هي قديمة النشأة وساهمت في نشرالدعوة  الإسلامية في إفريقية، فإن ظاهرة الزوايا والأولياء الصالحين أصبحت جراء عديد الأسباب مصب المخيال الشعبي (المركز للهوية العربية-الإسلامية وما تخفيه خلفها وضمنها)وهكذا تمرّالرسالة بهدوء,ولولا اتفاق الغرب الماسوني  وولاّتهم بالعالم العربي على تشجيع هاته الفئة لأفاض في الأمر, ولكن حديثه عن بقايا شعائرعاشوراء والعلجية فيه نظر, لكن اجمالا هو نص أدبي تاريخي مفيد ,يدعو القارئ لمعرفة التصوف والتشيّع أكثر تأريخيا وطقوسيا إن جاز التعبير وقد ترك المجال لدعاة التشيع والتصوف بتشجيع من النضام لضرب الحركة الإسلامية الوسطية (النهضة).   وأمّا مقال الأستاذة سلوى الشرفي: من أين جاؤوا؟…

فكلّه مغالطات متعمدة ولا أقول عن جهل ,استنادا لما حبّرت من قبل , ولكنها غيرت الأسلوب الاستفزازي بآخر تقيوي , وكما يقول المثل التونسي » الكلام عليّ والمعنى على جاري » ليس لتكذيب اليهود واتهامهم بالتزوير,ولكن لدحض ما جاء في القرآك صريحا واليكم مقتطفات من مقالها واحكموا بأنفسكم.

تقول الاستاذة :

– فمن أسبوع فقط اكتشف علماء حفريات إسرائيليون شمال بحيرة طبريا، قطعة من قانون حمورابي، الملك البابلي المشهور، محفورة في الطين تعود إلى 3700 سنة. وجاء هذا الاكتشاف ليؤكد الفرضية القوية التي بدأت تظهر منذ ستينات القرن الماضي حول قدوم قبائل اليهود إلى أرض كنعان من بابل وليس من مصر، حاملين معهم ديانة حمـــورابي وقوانينه وآلهته المتعددة، وهو ما يتناقض مع ما جاء في كتبهم المقدسة. – أمّا قولها « وهو ما يتناقض مع ما جاء في كتبهم المقدسة » فقد جمعت التوراة والانجيل والقرآن ووضعتهم  جميعا في سلّة واحدة ,وإن كان القرآن قد أعلمنا بتحريف الكتب السابقة,ولكن ليس في هذا المجال, أو كما تصف الاستاذة ,بل في بعض الأحكام وبشهادة أحبارهم ,كعبد الله بن سلام وبحيراء الكاهن الناسك  الذي رأى الرسول وأوصى عمّه به خوفا من اليهود عليهروغيرهما,والمعلوم عند الناس وحتى العامة منهم ,أنّ أبينا ابراهيم  عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم  ,بعد مغادرته بلاد ما بين النهرين, فات من حلب إلى فلسطين, ومنها إلى مصر والقصة معروفة لامراء فيها,ثم غادرها إلى بئر السبع والقصة معروفة ,وكانت فلسطين يومئذ تحت ملك مستقل عن مصر, فهل تشكّك الاستاذة في انتساب بني اسرائيل لابراهيم الخليل؟ أم تريد من وراء ذلك التشكيك في القرآن خاصة ؟  والعبرانيون ابناء عابر بن شالخ بالعراق. وتواصل الاستاذة قولها- وكما قلنا، لا يعتبر هذا الاكتشاف الجديد سابقة، فالعديد من البحوث الحديثة أثبتت تحريف التوراة من خلال الكشف عن الأخطاء التاريخية الموجودة فيها ويمكن ذكر ثلاث حقائق علمية تقوض الأسس الإيديولوجية للصهاينة. – تتعلق الحقيقة الأولى باستحالة عبور اليهود لصحراء سيناء وضلالهم فيها. فكل الحفريات التي اشتغلت من أجل إثبات هذا الحدث خرجت بخفي حنين. هنا تخرج الروح( التنورية )للاستاذة  واضحة جلية ,لتضلل ابناء تونس الذين يحول النظام العالماني بينهم وبين المعرفة بمنع الكتب التى تتحدث عن كل ما يخص الإسلام من قريب أو بعيد منذ نصف قرن,ولكنّ الله غالب على أمره إذ سخّر المجال الإفتراضي العابر للقارات,ليقرأ الناس بكلّ اللغات ما يحلو لهم, ويستغنون عن النظام واتباعه  وجنود التنوير الماسوني المضلل الذي خلّفه الإستعمار الفرنسي بهيكله الماسوني الظلامي,و الذي يقود مسيرة المسخ والتغريب.

يقول تعالى » إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) بقرة خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) بقرة والكفر هنا يراد به الستار والخمار والغطاء الذي يحجب الرؤيا الصحيحة والحقيقية,ومهما بلغت الأمية فالحقيقة ظاهرة. يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) بقرة هذا كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم,إذ يقول عزّ وجلّ. (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (49) بقرة .  وهذا جرى بمصر في عهد موسى بعد قرون من عهد يوسف وابيه والأسباط عليهم السلام جميعا.  وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) بقرة إن لم يكن  ذلك النيل فهو البحر الأحمر او البحيرات المرّة  فاختاري ما تشائين منه.  وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) بقرة . إن لم يكن بجبل الطور بسيناء فأين  إذا يا استاذة ؟..ادعوك ان تدرسي الجغرافيا لتحديد الأماكن. أن التدبر هو من أعظم المقاصد  وقد العرب أميين فبعث الله رسولا منهم ليزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ,فقال عزّ من قائل : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29).وقال: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) . ويقول الله عز وجل: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24). وتواصل الأستاذة – ويؤكد العلماء أنه لا يمكن أن يتوه في الصحراء 6000 مقاتل، أي ما يناهز ثلاثة ملايين نسمة بحسبان عائـــلاتهم، والبقاء فيها أربعين سنة دون أن يتركوا أثرا دالا على عبورهم، وإن كان مجرد آنية من طين – فأقول وبالله التوفيق ,لم تكن الحدود المصطنعة التي نراها اليوم تفرق بين العائلات والقبائل, كسكان فلسطين  اليوم وما يجري بأمّ الفحم خير شاهدعلى ذلك,أو عشيرة نهد وغيرها بين تونس والجزائر في العهد الإستعماري, والذي يسير عليه خلفاؤه  في زمننا ,وهذا مثل  بسيط ,ولك أن تنظري إلى افريقيا طولا وعرضا  كيف مزق المحتلون القبائل بالمسطرة, وكذلك فعل(سايكس – پيكو) بالمشرق العربي ,وكان الناس يتحركون في كلّ اسقاع الأرض  والشاهد الأكبر البدون بين الكويت والعراق ونجد بالسعودية , من قبائل مزقت  ,واندثرت خريطتهم أيام حرب الخليج ,وأمّا موسى عليه السلام , فقد عرف سيناء من قبل  عشر حجج بمدين  لدى شعيب ,ومدين تقطن  من سيناء إلى العقبة لا يفصل بينها بحر (القلزم) البحر الأحمر وباقي شبه الجزيرة العربية.. وتضيف الاستاذة

– الحقيقة الثانية تتصل بخطأ منطقي يجعل من حادثة غزو اليهود لأرض كنعان أمرا مستحيل الحدوث، لأن كنعان، وبكل بساطة، كانت في تلك الفترة تحت سلطة فرعون. فكيف يهرب اليهود من فرعون إلى فرعون ؟ كما انه لم يعثر على أي بيانات حول هذه الحادثة التاريخية الكبرى في الوثائق الفرعونية التي كانت تدون أبسط الجزئيات المتعلقة بالإمبراطورية. عجبا للاستاذة الاعلامية تتساءل وتجيب دون أن تشعر ,أو تريد التضليل عنوة للتشكيك في القرآن الذي كان صريحا, ذكرت مصر صراحة إذ كانوا في التيه  بسيناء قبل أن يوغلوا شرقا نحو بني عمومتهم بالأردن من ابناء عمّون , وفي الحجاز حيث ابناء اسماعيل ,وإذ تنظرين الخارطة فستعلمين بالتأكيذ أنّ المساحة تسع الملايين من البشر ,وقد رزقهم المنّ والسلوى أثناء تيههم  يا سلوى ,فقالوا لن نصبرعلى طعام واحد فقال لهم اهبطوا مصرا /  (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) بقرة (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(63) وتضيف – إن تكذيب الوقائع على الأرض لهذا الحدث يصيب الشعار الصهيوني القائل «من النيل إلى الفرات» في مقتل. -الحقيقة ليست كما تقولين يا استاذة ,ولكنّ اليهود يفسرونه بطريقتهم الخاصة,حيث لاينفون وجود هاجر أم اسماعيل بن ابراهيم الخليل ,الأخ الأكبر لإسحاق  ومن عادتهم أن يرث الإبن الأكبر أباه ,ولكنهم ينعتونه بابن الجارية ,ولتكذيب الخالق في  جعل ذرية ابراهيم  كثيرون (اذ جاء في التوراة ترث الأرض المقدسة واكثر ذرّيتك عدد النجوم)أو كما قيل,ولكنّ (الربّيٍ ) كاهن باريس سابقا التونسي المولد يوسف ستريك ,وقد ظهر في الصورة مع بن علي لما زار پاريس يقول « بني اشمائيل  هم ابناء الجارية ليسوا محسوبين في الوراثة » ونحن وإن كنّا قليلي العدد ,فنحن كنجوم السماء في العلوم وهذا ما يؤيد كلام الله,وهكذا يحرّفون الكلم عن مواضعه ليتأكد لنا قول الله ,تعالى عمّا يقولون ,وقد أورث الأرض كما قال عباده الصالحين, فلا عجب إذا إن صدّقنا ماورد بالتوراة من قصص ,حيث حرم العيص من مباركة أبيه لفائدة يعقوب (اسرائيل)وما مقولة من الفرات إلى النيل إلاّ فرية افتروها على الله, يريدون ايهام المغفلين  وطمعا في خيرات المشرق العربي منذ اكتشاف النفط ,وتفريق العالم العربي والإسلامي ليسود الغرب الماسوني والصليبي سابقا,وقد نادى بذلك  المجرم نا پليون بونا پرت, لما عجز عن غزو عكّا بفلسطين,إذ قال ( يا يهود العالم اتّحدوا) قبل تأسيس الحركة الصهيونية بعقود. كما تستطرد الاستاذة فتضيف

-الحقيقة الثالثة ترتبط بأخطاء تاريخية شنيعة تتعلق بالتأريخ لأحداث بفارق عشرات القرون. ومن أطرف البراهين التي يقدمها العلماء حول هذه الأخطاء هو الحديث المكثف عن الآراميين والجمال بمناسبة عرض أحداث حصلت حسب التوراة في القرن العشرين والحادي والعشرين قبل الميلاد. والثابت اليوم أن الآراميين لم يظهروا قبل القرن 11 ق م، أما الجمال فلم يتم تسخيرها وتطويعها لخدمة الإنسان في تلك المنطقة، سوى في القرن الثامن ق م، ويمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات حول تزوير التاريخ خاصة في كتاب الباحث اليهودي شلومو ساند الموسم ب:»كيف تم اختراع الشعب اليهودي» -الحقيقة  يا استاذة فإنّه يكذب من يذّعي امتلاكها سواء في التاريخ ,أو في العلوم الحديثة الممنهجة الحولاء,ولكنّ قول الله لنوح عليه السلام في  آي القرآن  يكفينا ولا نبتغي غيرها دليلا, . ( حتى اذا جاء امرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن ءامن وما ءامن معه الا قليل) هود .الآية (40)  وما ادرانا  بما سلك أو حمل إذ إرادة الله شاءت ولا يسأل عمّا يفعل. وقوله (فإذا جاء امرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين أثنين »)المؤمنون الاية 27 وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)    العلمانيين ومن يسمون أنفسهم أهل القرآن في موقعهم الإفتراضي  ,أؤلائك اتباع الشيطان الأكبر يحاربون الله ويفتنون النّاس, فمنهم  المستأجرون ومنهم المنافقون. (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)بقرة وكلّ شيئ واضح من خلال الحملات المتتالية. اهجعي واتقي الله يا سلوى فنحن على أبواب  شهررمضان الكريم, وقد صارت عادة للعَلمانيين في كلّ سنة ,لما تقيد الشياطين  ينطلقون ويخلفونهم , وما هذا المقال إلاّ بداية لنشاط تعوّدنا على سماعه في الأشهر الحرم ,وإنّ مجال الإعلام شاسع  ومترامي الأطراف لمن أراد الخير لأمّته , أنا ادلّك على موضوع يؤرق سكّان جنوب البلاد,وهو ما كتبت عنه يوم 03/08/2010 ونشر بجريدة الحوار الإعلامية  / وتونس نيوز ,يتحدث عن الإشعاع النووي بضاحية أمّ الفرث من ولاية ڤبلّي, التى كثر بين ابنائها المرض الخبيث (السرطان) والسكري وظغط الدمّ ,وهذا مجال اعلامي مفيد لملايين البشر,ولن نسكت عنه حتى تخرج الحقيقة ,فآزرينا في ذلك لإخراج الحقيقة ,وقد عودنا النظام على سياسة الصّمت ,فإذا لم يحرجوابا حتى خروج شهر رمضان , فيسكون الجواب إذا « السكوت علامة الرضى » وسنستثمره و ننشره على المواقع الإفتراضية بكلّ اللغات ,ونتوجه بشكل خاص للذين يرتادون تونس للسياحة والاستجمام , ولا أظنّ الأمر يرضي النظام ومن انذر فقد اعذر ,نحن نعلم أنّ السياحة أغلى من نصف الشعب أو يزيد ,تحدثي عن نقص المياه وأزمة الحبوب وغلاء المعيشة, تحدثي عن المخدرات والسرقة التي استفحلت,عن الفاهم بوكدّس واخوانه وعن الخوف والإرهاب الممنهج. و..و..الخ. كتبه أبوجعفرالعويني في 07/08/2010


الاسلام والحداثة .. وما بعدها ( 9 )


عبدالباقي خليفة تعتبر المرأة أحد الرهانات الحداثوية ، من خلال تقديمها على أنها الضحية دائما . وأنها في حاجة للتحرير من التقاليد السائدة في المجتمع . ومع الاقرار بوجود ظلم يحيق بالمرأة ، في حاجة لمعالجة ومتابعة ، إلا أنه يجدر التأكيد على أن لا أحد يرضى بظلم المرأة ، طالما هو الأب والأخ والعم والخال وإلى غير ذلك . إلا إذا كان مريضا أو منحطا ، أو لا يتحكم في مشاعره فضلا أعضائه . وعندما يعبر في منطوقنا الثقافي الوجداني عن فلذات الأكباد تكون المرأة جزءا من ذلك المفهوم العام المعبر عن الأبناء جميعا ذكورا وإناثا . ولكن أدلجة حقوق المرأة تحت لافتة الحداثوية جعل القضية كما لو أنها صراع بين المرأة وأنصارها والارث الثقافي . وهي من جملة المغالطات التي تحدثنا عن بعضها في وقت سابق . لا ننكر وجود مظالم ، وتعرض المرأة للحيف والظلم ، ولكن يتم ذلك خارج نطاق القيم الاسلامية المحددة للعلاقات بين الجنسين في مستوياتها المتعددة . فالمجتمع الذكوري أو الفحولي بتعبير البعض ، لا علاقة له بالثقافة الصميمة ( الدين ) وإنما بالبعد عنه واستحداث الناس أشكال أخرى لتحديد العلاقات ومفاهيمها بعيدا عن الهدي الرسالي . واعتبار المرأة خلقت من ضلع أعوج ، ليس استنقاصا منها ، بقدر ما هو تبرير لبعض سلوكياتها في البيت والمجتمع ، ودعوة للتعامل معها بلطف ، وتجنب استخدام العنف ضدها . بحجة قول الرسول صلى الله عليه وسلم  » إن حاولت تقويمه كسرته  » . كما يخلط البعض بين الاسلام والنصرانية عندما يفتري بأنه يرى في المرأة رمزا للغواية ، فالقرآن الكريم ينفي عن حواء اغواء آدم  » وعصى آدم ربه فغوى  » . أما الحجاب فهو رمز حضاري ، وعامل مهم للاستقرار الاجتماعي العام ، وثقافة سلوكية قبل أي شئ آخر . وقبل كل ذلك فرض ديني ، بحكم الايمان بأن الخالق أدرى بما ينفع خلقه . لقد ساهمت الحداثوية في تسليع المرأة ، من خلال الثقافة الاستهلاكية التي تقدم المرأة كسلعة أو لها علاقة بذلك . فدور البغاء والدعارة نتاج حداثوي بامتياز ، كرد فعل على الدين الذي يحرم ذلك . واليوم تقوم الشركات التي نمت في ظل الحداثوية باستخدام جسد المرأة في الترويج للسلع . ومن خلال معارض الأزياء تجبر الفتيات على توقيع عقود من ضمنها  » الاستعداد لكل شئ  » وكل شئ تعني كما أعلنت عن ذلك عارضات الأزياء اللاتي يعملن حاليا على تكوين نقابة عالمية لعارضات الأزياء ، مضاجعة أي حريف يطلب منها صاحب العقد مضاجعته . والحداثوية هي التي أوصلت المرأة إلى حد طالبت فيه بعض المجاميع اعتبار جسد المرأة ملكا خاصا لها مثل بيتها تدخله من تشاء . وأن لا الأب والا الأخ ولا حتى الزوج له الحق في منعها من إعطاء جسدها لمن تريد إذا كان ذلك برضاها . أي نحن على أبواب مشاعية جنسية كالتي دعا لها مزدك قبل 400 سنة من ميلاد المسيح عليه وعلى نبينا السلام ، وكالتي تنتشر في الغرب حاليا ، كالظاهرة الكلينتونية ، وهي التي بلغت نحو 70 في المائة في السويد وتعني أن الرجال والنساء يعاشرون أكثر من شريك في نفس الوقت ، ولكن بدون علم الشريك المسجل . وأحيانا الشريك غير المسجل سواء كان رجلا أو إمرأة . ولا نريد أن ننزل للاسفاف الذي بلغه البعض في الحديث عن العلاقة بين الجنسين ، فالاسلام يعترف بحق المرأة كما الرجل ، ويعتبر حق المرأة كحق الرجل ، وهو ما حدا بعمر بن الخطاب أن يسأل ابنته عن الفترة التي تستطيع فيها المرأة انتظار زوجها بدون الحاجة الفطرية التي تربطهما فقالت 4 أشهر . مما يعني أن الاسلام لا يعتبر الحاجة الفطرية هي تحقيق رغبة الرجل من المرأة وحسب . إن بحث الحداثويين عن قواسم مشتركة بين الاسلام والنصرانية ، ومحاولة صنع حداثوية بمعاييرها الغربية ، ولو على المستوى الاجتماعي ، وراء كل التفسير التعسفي للنصوص ، والبحث الذي لا طائل وراءه ، عن نصوص للادانة . ويا ليتهم ينتقدون ويساءلون وفق منطق النقد والمساءلة ، ولكنهم يؤلون ويجتزئون وكثيرا ما يكذبون . ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالمرأة والأسرة ، حتى غدا حديث  » أنت ومالك لأبيك  » والذي يحض على بر الوالدين ، تهمة للثقافية التي تتحمل ظلم الآباء للأبناء . أو أن آية القوامة ظلم للمرأة ، بينما هي زيادة في مسؤولية الرجل على المرأة تجاه الأسرة . وقد كتبنا حول الحجاب ما لا يتسع له هذا المقام . وعندما نتحدث عن الحداثويين فإننا نتحدث عن أكثرهم تطرفا ، وأكثرهم عدائية للاسلام والثقافة الاسلامية ، وهم فلول من اليسار السابق ، والطائفيين الذين لا يحبون العيش في ظل دولة اسلامية تحكمها قيم الاسلام ، والمخدوعين بوعي وبدونه مما استلبتهم عقدة الحداثوية . وإذا ما عدنا إلى الغرب ، نجد أن الكثير من الغربيين كما ذكرنا في السطور الماضية يعتبرون  » الحداثة  » مصطلحا قديما فارغا كما عند رينيه وليك .أو مصطلح مطاط كما يرى روجر فاولر ، ويعتقد مالكوم برادبري أن « هذه التسمية تحتوي على الكثير من ظلال المعنى الذي لا تنجح في استخدامه بصورة دقيقة  » ورغم محاولة الحداثويين البائسة البحث لهم عن جذور في التاريخ القديم والمعاصر إلا أنهم لا يعثرون على ما يحتاجونه بالتحديد ، فجذورهم الحقيقية مرتبطة  » بفلسفة العبث عند نيتشه ، وأصل الأنواع ، كما يراها سيغموند فرويد ، والوجودية كما عبر عنها جون بول سارتر . أي طفولة العلوم كما يسميها البعض في القرن الثامن عشر ، والمختلفة تماما عن الأوضاع في القرن 21 . ورغم ما قيل عن الحداثوية التي اعتبرها البعض تعبيرا عن الفوضى الحضارية والفكرية التي عمت الحياة الغربية بعد الحرب العالمية الاولى ، إلا أن التفسير الأكثر عقلانية هو الذي يعتبر أنها ناتجة عن سقوط الكنيسة والفراغ الذي أحدثته داخل المجتمع ، وهو ما دفع الثورة الفرنسية إلى تحويل نحو 4 آلاف كنيسة لدين جديد سموه عبادة العقل ، ولم تعد عبادة العقل قائمة اليوم بذلك الشكل الفلكلوري الذي ابتدعته الثورة الفرنسية . ولأن الحداثويون يقدمون حداثويتهم كما لو كانت ايديولوجية شاملة ، فقد عمموها على كل شئ تقريبا . فشملت الاجتماع والثقافة والفن والمسرح والشعر ( النثر ) والأدب عموما والسينما . وإذا تذكرنا أنصار الصيرورة ، والايديولوجيا ، ومقولة أن الحداثوية هي التجديد المستمر ، ثم ظهور مقولة  » نهاية التاريخ  » مع فوكوياما ، والتي نجدها متماهية مع التفسير المادي المتمثل في  » الحتمية التاريخية  » ، ندرك مدى التخبط الذي يجد الحداثويون أنفسهم فيه . الحداثوية أن تكفر ، ولا تعني بالضرورة أن تعيش الجديد ، ففي كل عصر هناك جديد ، ولذلك يقال بأن الجديد هو أحد مظاهر الحداثوية . فهب أن رجلا كفر ، فما الجديد غير المظاهر المتبقية له من الحداثوية ، والصراع مع معتقدات المجتمع . أي أن تكون حداثوي يعني أن تحارب ثقافتك ودينك ودين شعبك ، وتتماهى مع نيتشه وفرويد و » سارتر  » لدى البعض و » ماركس وانجلز  » لدى البعض الآخر ، وهذا يتوقف على ما إذا كان الحداثوي قادم من اليسار أو حليف لليمين المتصهين في الغرب . ونحن لا نقول ذلك من باب التحريض ، كما يزعمون دائما ، ويحرضون باستمرار ، وإنما نسأل عن مدى ثقتهم في بضاعتهم ( وتراكماتها المعرفية المتطورة وإبداعاتهم الفنية ) . وما إذا كانت أرحامهم لا تتناسل بسبب تلك التراكمات في انتظار القطيعة المفاجأة الشاملة مع الدين والتراث . وما إذا كانوا غير قادرين على الاقناع بالعقل والواقع التاريخي ، فيهربون من المناظرة المباشرة إلى الغدر السياسي المحلي والاعلامي والاجتماعي والثقافي والدولي .

يتبع بعون الله …


السعودية تدعو لتحري هلال رمضان


دعت المحكمة العليا السعودية المسلمين في أنحاء المملكة إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك مساء يوم الثلاثاء المقبل بالعين المجردة أو بواسطة المناظير وإبلاغ أقرب محكمة. وقالت المحكمة في بيان صدر اليوم السبت إنها ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر رمضان, مساء يوم الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2010, أي ليلة الأربعاء الأول من شهر رمضان لعام 1431 هجرية حسب تقويم أم القرى الموافق 11 أغسطس/آب 2010. وأضافت المحكمة أن الشخص الذي يرى الهلال بالعين المجردة أو بواسطة المناظير, ينبغي عليه إبلاغ أقرب محكمة إليه, وتسجيل شهادته لديها, أو الاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة. وكان مشروع إسلامي لرصد الأهلة قد أصدر بيانا صحفيا أوضح فيه نتائج الحسابات الفلكية والرصد الذي تم لغرض تحديد يوم الأول من شهر رمضان المبارك. وقال البيان إن معظم الدول الإسلامية بدأت شهر شعبان الحالي يوم الثلاثاء 13 يوليو/تموز، وبالتالي ستتحرى هذه الدول هلال رمضان يوم الثلاثاء 10 أغسطس/آب. وأوضح البيان أن رؤية الهلال يوم الثلاثاء 10 أغسطس/آب غير ممكنة بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب من جميع أجزاء قارتي آسيا وأوروبا ومعظم أجزاء أفريقيا، في حين أنه من الممكن رؤية الهلال باستخدام التلسكوب من جنوب القارة الأفريقية وأميركا الوسطى والجنوبية، علماً بأن المكان الوحيد الذي يمكن منه رؤية الهلال بالعين المجردة يوم الثلاثاء هو جنوبي غربي قارة أميركا الجنوبية. وبما أن رؤية الهلال ستكون ممكنة يوم الثلاثاء من بعض أجزاء العالم فمن المتوقع أن تبدأ بعض الدول الإسلامية شهر رمضان يوم الأربعاء 11 أغسطس/آب. أما بالنسبة للدول التي تشترط رؤية الهلال من داخل أراضيها والتي لا يمكن رؤيته منها يوم الثلاثاء مثل سلطنة عمان فمن المتوقع أن تبدأ رمضان يوم الخميس 12 أغسطس/آب. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 أوت 2010)

 


الجزائر تعتقل بلحاج


اعتقلت السلطات الجزائرية الشيخ علي بلحاج نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في الجزائر، عقب إلقائه كلمة بعد صلاة الجمعة في مسجد بحي القبة في الجزائر العاصمة. وأوضحت الهيئة الإعلامية للشيخ في بيان لها أن بلحاج ندد في الكلمة التي ألقاها بمنع عائلات المعتقلين من التجمع أمام الهيئة الاستشارية لحقوق الإنسان، رغم اعتراف رئيس هذه الهيئة أن هناك أكثر من 6146 معتقل رأي لدى الأجهزة الأمنية. وأضاف البيان أن بلحاج تطرق في كلمته التي اعتقل على إثرها، إلى موضوع الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو الذي قتله خاطفوه، وأوضح أن « النظام الجزائري يتظاهر علانية أنه ضد التدخل الخارجي ولكنه في الخفاء ينسق على أعلى مستوى ». ورد بلحاج على الرئيس الفرنسي ساركوزي « الذي يريد أن يتخذ من العملية طريقا إلى التهرب من التمويل غير الشرعي الذي طال حملته الانتخابية للرئاسات السابقة وكذا مشاكله الداخلية، ويريد منافسة أميركا في ساحل الصحراء الأفريقي ». المصدر:قدس برس (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 أوت 2010)


الأسرار التي سيكشفها السيد حسن نصر اللّه يوم الاثنين القادم


غزة – دنيا الوطن مساء الاثنين المقبل، ليس كبقية مساءات لبنان. والمؤتمر الصحافي الذي سيعقده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، سوف يفتح الابواب مشرعة لحديث آخر في المدينة. لا احد سيستطيع التجاوز او التأويل او التلاعب. حتى لو عملت ماكينات دولية على الامر، فإن ما سوف يعلق في الأذهان صعب محوه . لأول مرة منذ زمن بعيد، يلجأ حزب الله الى الكشف عن وثائق ومعلومات تتعلق أساساً بالحرب الامنية المفتوحة منذ نحو عقدين بين المقاومة والعدو، تلك الحرب التي تطورت تطوراً غير مسبوق في الاعوام القليلة الماضية، والتي اتاحت للجانبين التعرف على امور كثيرة لا يعرفها لا الجمهور في لبنان ولا حتى الجمهور الاسرائيلي. قبل شهور عدة، عندما قررت قيادة حزب الله إعداد خطة مواجهة لمشروع القرار الدولي باتهام الحزب بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عقدت سلسلة من الاجتماعات المتخصصة في الجسم القيادي في حزب الله، بشقيه السياسي والامني التخصصي. وكانت الوجهة، إعادة رسم المشهد بطريقة اكثر تحديداً، والعمل بقوة، لا فقط على مواجهة الاتهام – الفتنة بالحملة السياسية، بل السعي الى تقديم اتهام بديل، هدفه ليس اصدار حكم قضائي، بل فتح تحقيق قضائي لبناني، او عربي، او دولي، يأخذ بالاعتبار احتمال تورط اسرائيل في الجريمة، وخصوصاً أن اتهام المقاومة، واستدعاء مكتب دانيال بلمار عدداً من كوادر الحزب من الذين تعرفهم إسرائيل وحدها، جعلا الحزب يتصرف بقوة على أساس أن الاتهام إسرائيلي المنشأ وإسرائيلي الاستهداف. العودة الى الارشيف وإعادة فرز المعطيات، وتجميع الاوراق والادلة وإعداد مخطط توجيهي لإنتاج مادة تفيد في السياق، أخذت جهداً كبيراً، خصوصاً أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كما يعلم من هم داخل الحزب قبل خارجه، لا يمكنه التوجه الى قيادات الحزب ولا الى الجمهور بأي أمر لا يكون واثقاً من صحته، فكيف إذا كان عليه توجيه الاتهام لإسرائيل في قضية شديدة الحساسية مثل اغتيال الحريري. فكانت عبارته المحددة للكوادر العاملين في الملف: لن أقول كلمة ليس لها سند مادي صلب، على شكل وثيقة أو تسجيل صوتي أو مصور. على هذا الأساس بدأ العمل، وأعدت خلال فترة غير قصيرة مجموعة كبيرة من الوثائق التي تفيد في الموضوع، وجرى فرزها والتثبت من محتواها، وعرضها لدراسة أهميته ومدى إفادتها. وفي هذه العملية، كانت الامور تجري من دون تحفظ، أي إن الفريق عمل على كل ما لدى الحزب، قبل أن تحصل عملية الفرز التي قضت بإهمال كل دليل مشكوك فيه، وإهمال كل إشارة لا يمكن التثبت منها، وأكثر من ذلك إعداد لائحة بيانية بالموجودات ومصدرها، وهو الامر الاكثر حساسية، لأن على قيادة حزب الله أن تتخذ قراراً هو الاول من نوعه، إذ إن بعض الوثائق تم الحصول عليها من خلال مصادر معينة، تقنية أو بشرية أو غير ذلك، وبالتالي فإن استخدامها قد يعرّض هذه المصادر للخطر، أو قد يفتح أعين العدو وأعين القريب. في فترة من الوقت كان على قيادة الحزب والسيد نصر الله خاصةً اتخاذ القرار في هذه النقطة، وهي التي تبيّن أنها تشمل اموراً شديدة الحساسية، الى ان تقرر اختيار ما يجب ان يظهر كعنصر داعم للفكرة الاساسية. ولأنْ لا احد يعرف تفاصيل ما عرض فإن المؤتمر سوف يظهر للجمهور تفاصيل ما اتفق على استثنائه من لائحة «الاسرار غير المسموح بتداولها». الخطوة التالية، كانت إعداد الامر على صورة مؤتمر صحافي. وجرى تقسيم الملف الى جزءين اشار السيد نصر الله في خطابه الاخير إليهما: واحد يتعلق باتهام إسرائيل، وثانٍ يتعلق بالتلاعب في عمل لجان التحقيق الدولية. وتقرر يومها إعداد ملف متكامل لكي يعرض في مؤتمر صحافي يظهر فيه السيد نصر الله على شكل أستاذ يشرح درساً في القانون والسياسة، ثم العمل على إعداد الآلية التي تتيح قول ما يجب قوله، خصوصاً أن التقدير الاولي يشير الى حاجة نصر الله إلى ما يتجاوز أربع ساعات لقول كل ما لديه. لكن تم التفاهم سريعاً على ان يتولى السيد شرح بعض الامور بكامل تفاصيلها، وترك ملفات اخرى، يتولى هو الاشارة الى عناوينها والى تفاصيلها بإيجاز، ويترك لقياديين آخرين من الحزب التحدث عنها تفصيلاً. وأكثر من ذلك، لجأ نصرالله الى الاستعانة بآراء جهات قانونية لاجل تقديم رأي في هذه المعلومات والوثائق على اساس انها قابلة للنقض، وسمع الملاحظات الاساسية. حتى انه وخلال الاجتماع الاخير برئيس المجلس النيابي نبيه بري طلب اليه ان يقول رأيه في هذه المعلومات على اساس انه محام وليس رئيسا للمجلس النيابي. ورد بري بعد الاطلاع انه في حال عرضت عليه هذه المعلومات فسوف يطلب فورا العمل على تحويله عناصر اتهامية. إثر الخطاب الذي سأل فيه نصر الله عن معلومات فرع المعلومات عن الموقوف شربل ق. حصلت تطورات سياسية كبيرة في البلاد. وبعد ثلاث خطب ومؤتمر صحافي، والاشارة إلى المؤتمر الصحافي الاخير، بدا أن الفريق الآخر استحق الأمر، وسارع الرئيس سعد الحريري الى التواصل مع قيادات في المنطقة كما في سوريا مثيراً الامر. فكانت الاستجابة السعودية بأن يتولى الملك عبد الله شخصياً رعاية الحل، خصوصاً أن الحريري وضع السعوديين في أجواء أن حزب الله يخطط لعملية انقلابية تطيح الحكومة في البلاد. ولفت الحريري انتباه الملك إلى ان سوريا وحدها القادرة على وقف هذا المشروع. حصلت التطورات التي يعرفها الجميع، وصل نجل عبد الله ومساعده عبد العزيز الى دمشق وبدأ ترتيبات اللقاء، وقال للأسد إن الملك يرغب في أن يرافقه في زيارة قصيرة الى بيروت يكون هدفها التهدئة. لم يمانع الأسد ولكنه قال إنه يريد أن ينتظر نتائج اجتماعه بالملك. فهم عبد العزيز أن الامور قد لا تجري بالطريقة المقترحة. ولما عاد الى والده كان الأسد قد سافر الى بيلاروسيا، وهناك تلقى اتصالاً من عبد العزيز مذكراً إياه بطلب الملك مرافقته الى بيروت، فرد الأسد بجواب دبلوماسي لا يثبت الأمر، فما كان من عبد العزيز الا ان ابلغ الاسد ان الملك يريد ان يتحدث معه مباشرة. وعلى الهاتف اصر الملك على الاسد ان يرافقه الى بيروت، فرد الاسد بإيجابية بدت للملك السعودي غير حاسمة، فكان ان طلب منه على الطريقة العربية وعداً فقرر الاسد عندها مرافقته الى بيروت. جاء الملك الى دمشق وعقد الاجتماع الاساسي مع الأسد الذي استمر أكثر من 3 ساعات أرسل بعدها نجله الامير عبد العزيز الى بيروت لوضع الحريري في الاجواء، قبل ان يعود ويجري استكمال التحضيرات لزيارة الملك والاسد لبيروت. وكان الملك يريد ان يرافقه الاسد لأن في ذلك ما يعزز الصورة التي تطمئن الحريري وبقية فريق 14 آذار. وتم التوافق على ان القرار الظني المفترض صدوره يمثّل خرقاً كبيراً للهدوء، وقد يؤدّي إلى كارثة كبرى. وقال الاسد صراحة للملك السعودي انه لا يمكنه تقديم اي نوع من الضمانات حول مصير الحكومة او الوضع السياسي في لبنان ان لم يتم تدارك الموقف. عندها سارع الفريق الاخر الى تقديم جملة مقترحات حاولت في المرحلة الاولى التركيز على فكرة تأجيل اصدار القرار الظني، ولما ابلغ حزب الله دمشق بأنه يرفض مجرد النظر في الامر، قال الملك السعودي انه سيعمل كل ما بوسعه للانتهاء من الامر نهائياً. بعدها بدأ الحديث عن التهدئة. وقيل لسوريا وحزب الله  » ان السعودية استجابت لطلبكما، نصر الله استهدف من خطابه دق ناقوس الخطر ونحن استجبنا، فاتركوا لنا مجالاً للعمل « . وهذا يعني حكماً ان يتوقف حزب الله والسيد نصر الله تحديداً عن اثارة بعض الملفات الخاصة بالمحكمة الدولية وبالتحقيق الدولي وملفات شهود الزور لأن فيها ما يصيب الجميع دفعة واحدة، وهو ما تم الاتفاق عليه. بعدها عاودت قيادة حزب الله الاجتماع، وعملت على فرز الوقائع التي بين ايديها، وتقرر عندها تقسيم الملف الى جزءين منفصلين، واحد يتعلق بشهود الزور وبعمل لجان التحقيق الدولية وهو الذي يتضمن معلومات في غاية الخطورة، ويؤجل بانتظار نتائج المساعي السعودية، والآخر منفصل ويتعلق باتهام اسرائيل بالتورط في جريمة الاغتيال، وهو الذي اعيد البحث فيه وتقررت مواده، بما في ذلك قرار الكشف عن أسرار عملية أنصارية الشهيرة التي وقعت في 5 ايلول 1997، حين وصلت قوة كوموندوس اسرائيلية من وحدة الشييطت البحرية الى شاطئ انصارية للقيام بعمل امني ما، فإذا بها تقع في كمين محكم نصبه حزب الله في إطار عملية امنية معقدة، أدت الى مقتل جميع ضباط الفرقة وعناصرها. بالاضافة الى عملية أنصارية، فإن الحزب قرر كشف ملف خاص يتعلق بأحد العملاء الذين عملوا على إيهام الرئيس الحريري بأنه سيكون عرضة لعملية اغتيال من حزب الله. وقد لوحق واعتُقل وصوّرت اعترافاته قبل أن أن يُسلم إلى الجهات الرسمية حيث أوقف لمدة ثم فر في ظروف غامضة إلى إسرائيل حيث لا يزال هناك.

 

(المصدر: موقع دنيا الوطن الإلكتروني ( غزة-فلسطين ) بتاريخ 7 اوت  2010)


أيمن نور يعلن فوزه برئاسة « الغد« 


أعلن المعارض المصري أيمن نور (46 عاما) فوزه برئاسة حزب الغد في انتخابات الجمعية العمومية. وحصل نور على 88% من الأصوات، وتفوق على منافسه ياسر عبد الحميد عضو الهيئة العليا للحزب. وأسس نور الحزب في 2004، وخاض باسمه انتخابات الرئاسة في 2005، وهي السنة التي حكم عليه فيها بالسجن خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات. لكن أفرج عن نور العام الماضي قبل نهاية مدة محكوميته لأسباب وصفت بالصحية. وينشط نور في « الجمعية الوطنية للتغيير » التي يقودها محمد البرادعي وتقول إنها تقاوم التوريث وتدعو إلى فترة انتقالية في مصر. وشهد « الغد » -الليبرالي التوجهات- صراعات على رئاسته، كان من مظاهرها انشقاق موسى مصطفى النائب السابق لرئيس الحزب. وقد أعلن الحزب أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية في 2011. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 أوت 2010)

 


مصر في حالة مخاض وتحول


د. عصام العريان

يصاب المراقبون هذه الأيام بدهشة واستغراب من حجم الأزمات التي تقع في مصر وتجمعها كلها عدة ظواهر لا تخفى على عين اللبيب. أول تلك الظواهر: أنه لا حل لأي أزمة من الأزمات المتفجرة، بل يستمر بعضها لسنوات دون بارقة أمل في الوصول إلى بر الأمان مثل أزمة بدو سيناء مع تعامل وزارة الداخلية معهم. ثاني الظواهر: أن الدولة غائبة في الحلول، حاضرة في خلق الأزمات، وكأن الجهاز الإداري والسياسي في مصر تفكك ولم يعد قادراً على العمل والإنجاز، فيتسبب بضعفه وتفككه في خلق الأزمات، ثم يتسبب بضعفه وتنافسه على استمرار الأزمات دون حلول. ثالثاً: وجود مراكز قوية داخل النظام، وهذه ظاهرة معروفة عند نهاية العهود والعصور، وهذه المراكز يحارب بعضها بعضاً، ويدّبر المؤامرات ضد بعضها بعضا، وهذا يؤدي إلى بروز ظاهرة خلق الأزمات لإعاقة بعض مراكز القوى عن تقدمها أو لإظهارها في حالة الضعف. رابعها: أن تلك الأزمات تعبر عن حالة مجتمعية حقيقية، فهناك انسداد سياسي يمنع من حرية التعبير، وحرية التنظيم التي تساعد على تنفيس الاحتقان، وهناك فساد إداري ومالي جاثم على الصدور لا توجد آليات واقعية لمحاسبته ومراقبته. وهناك وضع اقتصادي صعب وعسير يجعل المواطنين في ساقية العمل المتواصل لسد أبسط الاحتياجات، وهناك تفاوت طبقي ومالي رهيب يؤدي إلى الحقد والحسد، ويساعد على الانفجارات، بل هناك ونتيجة لذلك كله تفكك أسري واجتماعي باعد بين الناس وبين الأقارب خاصة في المدن الكبرى، وإلى حد ما في الريف. هذه الأزمات التي تعيش مصر على وقعها الآن متعددة ومتفاوتة التأثير. أهم تلك الأزمات هي: 1- أزمة بدو سيناء في مواجهة وزارة الداخلية أو قل في مواجهة النظام. 2- أزمة العدالة في مصر بسبب الاحتقان الحاصل حالياً بين المحامين والقضاة، والذي يتكرر بين الحين والآخر. 3- أزمة التعذيب في أقسام الشرطة، والقتل خارج القانون التي أظهرها مقتل الشاب « خالد سعيد » بالإسكندرية نتيجة العمل بحالة الطوارئ. 4- أزمة الرشاوى الخارجية التي فجرتها قضايا مثل شركات « مرسيدس » و »فيروشتال » الألمانية التي تكشف تغلغل الفساد إلى مستويات عليا في الإدارة، وصولا إلى الوزراء. 5- أزمة تزوير الانتخابات التي أظهرت حالة الانسداد السياسي الحالي، وخنقت الآمال في الإصلاح السياسي السلمي، خاصة بعد التعديلات الدستورية التي قلصت أو ألغت الإشراف القضائي على الانتخابات. 6- أزمة مياه النيل بين دول المنبع في أعالي النيل وأثيوبيا ورواندا وأوغندا وكينيا… وبين دول الحوض في السودان ومصر. 7- أزمة تصاريح الزواج الثاني للمسيحيين، ورفض الكنيسة الأرثوذكسية لحكم القضاء الإداري. 8- الأزمات الاقتصادية المترتبة على الخصخصة، وملفات الفساد التي ظهرت مؤخراً وطالت كبار الوزراء والمسؤولين، مثل بيع جزيرة آمون في أسوان لوزير الإسكان الحالي. 9- الأزمة المكتومة غالباً، والمتفجرة أحياناً بين مصر وبين حركة حماس، مما أدّى إلى ظهور الدور المصري كمتواطئ في إحكام الحصار على غزة، ومنع المصالحة الفلسطينية، وإعاقة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. 10- أزمة مصر والجزائر على خلفية مباريات كرة القدم. يكفي أزمة واحدة أو اثنتان من هذه الأزمات لبيان مدى الخطر الذي تتعرض له بلد مثل مصر، فكيف بتلك الأزمات مجتمعة في سنة واحدة أو عقد واحد من الزمان. ويزيد من حدة تلك الأزمات أمور خطيرة، مثل: 1- الحالة الصحية المتردية للرئيس مبارك، وعامل السن الذي وصل إليه، مما يعوق قدرته على اتخاذ القرار المناسب والسليم، ويترك فرصة خطيرة لبروز مراكز القوى من حوله. 2- بروز ملف التوريث خلال السنوات التي عاصرت تلك الأزمات، توريث الرئاسة والحكم لابن الرئيس الذي التف حوله مجموعة من رجال المال والأعمال، وبعض المفكرين والمنظرين، وبعض الشباب، وشكلوا مجموعة تتهيأ لوراثة الحزب الوطني الحاكم، ووراثة البلاد، ونجحوا في السيطرة على مفاصل اقتصادية هامة وخطيرة. 3- تضخم دور الجهاز الأمني متمثلاً في وزارة الداخلية التي أصبح من المعتاد إسناد التصدي لأي أزمة إليها. 4- الوهم الذي سوقه نظام الحكم بأن البديل الوحيد له هو « الإخوان المسلمون »، وبذلك نجح في استقطاب بعض أحزاب المعارضة الرسمية إلى جانبه، مما أدى إلى قبولهم بتزوير الانتخابات لصالحهم، وأدى في المقابل إلى استمرار الدعم الخارجي لنظام فاسد مستبد، وتراجع الضغوط الدولية التي كانت تطالب بإصلاحات سياسية حقيقية وانتخابات حرة نزيهة. هذه الأزمات التي تعيش مصر على وقعها أصابت المواطن بيأس وإحباط؛ لأنها تبدو بلا حل ولا أمل في الوصول إلى نتيجة لها، وأصبح الشعب يتعايش معها دون حساسية وكأنها من لوازم الحياة؛ لأن بعضها مستمر منذ عقود، وبعضها يتجدد على فترات، ولا حلول لها رغم خطورتها الشديدة على الأمن القومي المصري والعربي. على سبيل المثال إذا تأملنا في الأزمة المتفجرة حالياً بين بدو سيناء وبين وزارة الداخلية المصرية نجد ملامح خطيرة جداً. فهذه أزمة نظام حكم أهمل تعمير وتنمية سيناء طوال عقود طويلة، وحرم المواطن المصري في سيناء من حق تملك الأراضي، ومنعه من العمل الطبيعي، فلا مشروعات تنموية، ولا مشروعات استثمارية، ولا مصانع، ولا زراعة جادة. الشيء الوحيد الذي تم التركيز عليه هي المشروعات السياحية في جنوب سيناء فقط، وهي تتم لصالح كبار المستثمرين، ويعمل بها شباب من الوادي وليسوا من سيناء. أصبح أهل سيناء غرباء في وطنهم، ومع تصاعد المقاومة في فلسطين باتوا محل اتهام بأنهم يهربون السلاح إلى المقاومة، وتمت مطادرتهم وإلقاء القبض على المئات منهم، خاصة مع تحول عمليات العنف إلى داخل مدن سيناء نتيجة المواجهات المستمرة مع الأمن. تم إلقاء العبء على وزارة الداخلية وتنحية جهاز المخابرات العامة والعسكرية الذي كان يشرف على إدارة سيناء، وكانت النتائج مأساوية، حيث لا فهم ولا علم بطبيعة المجتمع البدوي السيناوي، وقام وزير الداخلية بتعيين رؤساء للقبائل والعشائر بمعرفته لا يقبل بهم البدو، مما أدّى إلى تفاقم الأزمات دون حل. هذه أزمة تهدد الأمن القومي المصري، والتماسك الوطني، وهى نتيجة طبيعية لمعاهدة « كامب ديفيد » وما تلاها من سياسات مع العدو الصهيوني، ركزت على حماية أمن العدو ولو على حساب الأمن القومي المصري. أزمة مياه النيل التي تهدد الأمن القومي المصري أيضاً، وتصاعدت حدتها مع دول حوض النيل، وتكتلت تلك الدول ضد مصر والسودان، مما يهدد مستقبل الزراعة والصناعة والري واستصلاح الأراضي، بل ومياه الشرب في مصر، ولا شك أن هناك أيضاً دورا خبيثا للعدو الصهيوني في تلك البلاد، وهو يهدف إلى تحويل بعض مياه النيل إلى أرض فلسطين المحتلة عبر « ترعة السلام » التي توقف العمل فيها. الأزمة مع حركة حماس في فلسطين بسبب الانحياز المصري للموقف الصهيوني، وموقف محمود عباس في ملفات المصالحة، وصفقة تبادل الأسرى، ومع الجزائر بسبب مباريات الكرة، ومع سوريا منذ فترة طويلة، ومع السودان مؤخراً.. كل تلك الأزمات أدّت إلى تراجع الدور المصري العربي، والمكانة المصرية في العالم بصورة واضحة جداً. وأخيراً انفجرت في مصر أزمات ثلاث تهدد التماسك الاجتماعي وهيبة العدالة والقضاء، وهى الحصن الأخير للمواطنين. أزمة المحامين مع القضاة لأسباب بسيطة، إلا أنها تعكس في جوهرها صراع مراكز القوى الذي دمر الحصن الأخير للمواطن، وأطاح بهيبة القضاء المصري، خاصة مع تزامنها مع رفض قاطع وبات من البابا شنودة لتنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا القاضي بإلزام الكنيسة المصرية بإصدار تصاريح زواج ثانية لمطلقين مسيحيين، واستند البابا، ويا للعجب، إلى المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، وأن الشريعة تقول بعدم إلزام أهل الكتاب بما يخالف دينهم وأحوالهم الشخصية. ثم أزمة قتل « خالد سعيد » شهيد الإسكندرية، وآخر ضحايا آلة التعذيب الجهنمية في وزارة الداخلية الذي سقط مضروباً بقسوة من مخبرين في قسم « سيدي جابر »، والتي أثارت الرأي العام المصري كله، وأدانتها أمريكا والاتحاد الأوروبي، مما دفع إلى تقديم المخبرين إلى محكمة جنايات بتهم بسيطة، ليس بينها القتل العمد، ولكن القسوة في المعاملة. هذه الأزمات الثلاث كشفت بوضوح عدم قدرة النظام على التعامل مع الأزمات، وجموده وترهله، والتنافس الحاد داخل أجنحته، خاصة الأمنية، مع اعتماده الكامل على الحلول البوليسية، وترحيل الأزمات، ومع هذا الضعف الواضح أمام الأزمات، كانت القسوة البالغة ضد المواطنين والأحزاب والقوى السياسية، وهو ما ظهر في التزوير الفاضح لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، مما أضاف بعداً جديداً إلى الوضع الحالي، وهو انسداد القنوات الرسمية، وتفريغ المؤسسات العامة من دورها المطلوب، مما يؤدي إهماله إلى استمرار الأزمات. هذا بلد يعيش على وقع الأزمات، فأين الجهود التي تبذلها القوى السياسية للخروج من المأزق، وما هو دور الدكتور البرادعي، وأين موقع الإخوان من ذلك كله؟

رغم كل الأزمات العسيرة التي تمر بها مصر ويواجهها الشعب المصري من مختلف فئاته وطوائفه، التي أشرنا إلى أهمّها سابقاً، فإنّ أخطر ما تتعرّض له، وأبرز ما يدل على ذلك، هو حال المعارضة المصرية وتفرّقها وتشرذمها.

لقد نجح النظام المصري عبر آلته الأمنية وإرادته السياسية المزيّفة في خلق معارضة رسمية وصل عدد أحزابها إلى ما يزيد على 22 حزباً مرخّصاً لها، معظمها لا يعرفها المواطن المهتمّ بالشأن السياسي ولا يحفظ منها إلّا أسماء 4 أو 5 أحزاب.

وهذه التعددية الحزبية فشلت تماماً في إقناع المصريين بالمشاركة في عضويّتها أو أنشطتها الضعيفة.

الدليل على ذلك هو حصيلة تلك الأحزاب في البرلمانات المصريّة منذ نشأت حتى يومنا هذا، ولنا في ذلك ملاحظتان جديرتان بالاهتمام: أولاً: انحسار تمثيل المعارضة الحزبية بعد كل انتخابات حتى وصلت إلى أرقام هزيلة جداً لا تتجاوز العشرة مقاعد من أصل 444، وبالتالي قبلت أحزاب معارضة فضيحة التزوير في آخر انتخابات للتجديد النصفي في مجلس الشورى (التجمع اليساري، والناصري العربي) بجانب قبولها التعيين في المجلسين منذ عقود تعويضاً عن عدم قدرتها على النجاح بإرادة الشعب. ثانياً: بروز حركات سياسية جديدة خارج الأطر الحزبية التقليدية، من غمار التيارات السياسية والفكرية التي تمثّلها تلك الأحزاب، وخاصةً التيار اليساري والتيار الناصري القومي، بل حتى التيار الليبرالي مثل حركات «كفاية» و«شباب 6 أبريل» و«الاشتراكيين الثوريين» وحركات من أجل التغيير. طبعاً كان للإخوان المسلمين ومشاركتهم السياسية منذ منتصف الثمانينات حتى الآن أثر بالغ في تركيبة الحياة السياسية والحزبية في مصر. فقد أسهم الإخوان خلال انتخابات 1984، 1987، في بعث الحياة في الأحزاب التي تحالفت معها انتخابياً كالوفد ثم العمل والأحرار. وفشل حزب التجمع في الحصول على أيّ مقعد خلال تلك الفترة. وعندما غاب الإخوان مقاطعين عام 1990، وبالقهر الأمني عام 1995، لم تفلح أحزاب المعارضة في تعويض غياب المعارضة عن مجلس الشعب فكان تمثيل المعارضة هزيلاً جداً لا يتجاوز 15 مقعداً من كل الأحزاب. ونجح الإخوان في عامي 2000 و2005، في إبراز المعارضة من جديد في البرلمان المصري، ممّا أربك حسابات النظام المصري ومن يؤيّده في الخارج، حيث ازدادت شرعية الإخوان الواقعية والسياسية والمجتمعية بينما وصلت أحزاب المعارضة الرسمية إلى طريق مسدود، وزاد من حيرتها أن النظام فرض عليها إجباراً عدم التنسيق مع الإخوان وخوّفها وأرهبها من مجرد الاقتراب من الإخوان. صاحَب تلك الفترة، وخاصةً من أعوام 2004 ـــــ 2007 حراك سياسي شديد وصاخب شهد ولادة مبادرات عديدة للإصلاح منها مبادرة مرشد الإخوان محمد مهدي عاكف، وولادة حركة كفاية ثم صحوة القضاة وحركة استقلال القضاء المصري بسبب تزوير المرحلتين الثانية والثالثة في انتخابات 2005. المشهد السياسي اليوم ومصر في هذه الحال من التحوّل والحراك الشديد يقتضي من المعارضة المصرية كلها ـــــ بما فيها الإخوان ـــــ وقفة للتأمّل والمراجعة وجرد الحسابات. فدون أي إصلاح حقيقي وتغيير جاد في بنية النظام السياسي وقواعد العمل السياسي، لن تستطيع لا المعارضة ولا الشعب تحقيق تقدّم أو نهضة أو تنمية بشرية واقتصادية واجتماعية. الأزمات التي أشرنا إليها من قبل تدلّ على مدى تدهور أداء المؤسسات الكبرى المهمّة التي يعوّل عليها الوطن والمواطنون في الحفاظ على الأمن الوطني والقومي مثل: أزمة مياه النيل مع دول حوض النيل، وأزمة فلسطين وإدارة الصراع مع العدو الصهيوني، وأزمة السودان في دارفور وحلايب وشلاتين واستفتاء انفصال الجنوب بجانب أزمة بدو سيناء التي هي انعكاس لأزمتنا مع العدو الصهيوني. هذا التدهور في الأداء وضعف الكفاءة هما النتيجة المباشرة للانسداد السياسي وتقلّص الحريات العامة وانعدام تكافؤ الفرص، وسيادة المحسوبية والوساطة حتى في أخطر الهيئات والمؤسسات. الفرز الحقيقي الآن بين صفوف المعارضة المصرية يجب أن يجري بعد تحديد الهدف بدقّة شديدة، وهو: إجبار النظام المصري على التراجع عن تصلّبه وعناده، والبدء الفوري في حزمة إصلاحات سياسية ودستورية توفّر: الفرز الحقيقي بين صفوف المعارضة يجب أن يجري بعد تحديد الهدف بدقّة: البدء الفوري في حزمة إصلاحات ـــــ إنهاء حالة الطوارئ. ـــــ ضمانات حقيقية لانتخابات حرّة ونزيهة تحقّق تمثيلاً للإرادة الشعبية. ـــــ محاسبة جادّة للفاسدين والناهبين لثروات مصر والمجرمين في حالات التعذيب والتزوير. هذا الهدف يمكن تحقيقه إذا لاحظنا التراجع الذي حدث في قضية مقتل خالد سعيد وجزيرة آمون وبدو سيناء. ثم تأتي بعد ذلك ضرورة تحديد الوسائل التي تسلكها المعارضة لتحقيق هدفها النبيل. هذه الوسائل تشمل كل صور الضغط الشعبي السلمي وذلك عبر المؤتمرات والمسيرات الحاشدة والوقفات الاحتجاجية المستمرة الطويلة المدى والندوات والتظاهرات السلمية والتوقيعات على الحملات الإلكترونية والتنسيق المشترك في الانتخابات العامة لضمان حرية الانتخابات بالوقوف ضد التزوير ومقاومة البلطجة والتصدي للآلة الأمنية. هنا يجب علينا أن نستحضر دروس التاريخ المعاصر والحديث بحيث تتوقّف المعارضة المصرية عن التفكير فى أيّ من الاحتمالات الآتية بل يجب أن تعلن رفضها التام لها وهي: 1ـــــ رفض الاستقواء بالخارج أو استدعاء الأجانب للتدخل في بلادنا تحت أيّ ذريعة ولأيّ سبب في العراق وأفغانستان والصومال وباكستان العبرة والعظة. 2ـــــ رفض الثورة والفوضى والانجرار إلى المجهول عبر التهييج المستمر والإثارة الغوغائية التي قد تدفع مجموعات الغاضبين من العشوائيات والدهماء إلى تحطيم كل شيء. 3ـــــ البعد عن المعارك الجانبية بشأن البرامج التفصيليّة والتصوّرات الثقافية أو هدم وحدة المعارضة لأيّ سبب، بل يجب علينا فى ظل تلك الظروف القاسية الاتفاق على القواسم المشتركة والحد الأدنى الذي يحقّق وحدة المعارضة ضد الاستبداد والفساد والنهب المنظّم لثروات البلاد. الاتفاق الأساسي بين المعارضة يجب أن يكون على بناء نظام ديموقراطي سليم يتيح أكبر قدر من الحريات والمقوّمات الأساسية للبلاد كي تستعيد مؤسسات الدولة المصريّة دورها للحفاظ على مصر موقعاً وكياناً وريادة للمنطقة، وذلك لن يكون إلا إذا استعاد المواطن المصري ثقته بنفسه وقدراته لتنمية جادّة وحقيقية، وإلّا إذا جرى إحياء التماسك الاجتماعي بين أبناء مصر جميعاً بمختلف طوائفهم وجهاتهم وأديانهم وثقافتهم. المطلوب هو أن يتمسّك كلٌّ بدينه وعقيدته فلا إكراه في الدين. والمطلوب أن يتسلّح الجميع بالتسامح والقسط والبر من أجل العيش المشترك الهادئ. وأيضاً أن تتّفق الفصائل المطالبة بالتغيير جميعها على القواسم المشتركة والحد الأدنى الذى تسعى إلى تحقيقه. وأن يقبل الجميع في النهاية الاحتكام إلى الشعب في انتخابات دورية حرّة ونزيهة بحيث يتحمّل الجميع مسؤولية البناء الجاد والتعب الحقيقي الذي سيبدأ إذا حدث التغيير لأنّ حجم الدمار الذي أصاب مصر خطير جداً ويوشك أن يهدّد سفينة المجتمع بالغرق، وهو ما لا يجوز أن نسمح به أبداً ثم يقبل الجميع أن يتركوا مواقعهم رضىً وطواعيةً إذا صوّت الناس ضدهم في الانتخابات الدورية النزيهة. قد تلزم الظروف المعارضة المصرية بالتشارك في حكومة إنقاذ وطني، وهنا يجب الاتفاق على برنامج إنقاذ وطني لفترة انتقالية يعود بعدها الجميع إلى صناديق الانتخابات، ولنا في دول الجوار العظة والعبرة. هذا الاتفاق بين قوى المعارضة ليس لمجرد تداول السلطة، وهو حق لكل القوى السياسية في أيّ نظام ديموقراطي، بل جوهره هو العمل على بناء مصر دولة عصرية قوية مرجعيتها يحدّدها شعبها، ونظامها السياسي يحقّق آمال أبنائها جميعها، يتحقّق فيها السلم الأهلي والتماسك المجتمعي، وتطلق طاقات أفرادها ومواطنيها جميعاً للعمل والإنتاج، وتضمن العدالة الاجتماعية والحد الأدنى من الحياة الكريمة للطبقات المعدمة الفقيرة. في مصر اليوم تشهد الساحة انطلاقة جديدة للجميعة الوطنية للتغيير وتنشيط قوى لحملة التوقيعات الإلكترونية لبيان البرادعي «معاً سنغيّر»، وتتواصل فعاليات الجمعية الوطنية للتغيير في المحافظات المصرية من مكان إلى مكان ووقفاتها الاحتجاجية ضد التعذيب وكذلك نشاطات الدكتور محمد البرادعي نفسه، الذي يزور الإخوان وبعض الأحزاب ويرعى الجمعية الوطنية ويتحرك من أجل التغيير مدعوماً بمكانته الدولية وقلادة النيل المصرية والتفاف الشباب حوله ونظرة الناس إليه كرمز آثر العمل والتصدى للاستبداد بدلاً من القعود أو البقاء في الخارج. كذلك تشهد الأحزاب الرسمية الضعيفة حراكاً ضد قبول قادتها التزوير الفاضح والانضواء تحت جناح الحزب الحاكم، بينما يريد حزب الوفد أن يستعيد مكانته القديمة وتاريخه الطويل بعد انتخاب رئيس جديد له فى تحول ديموقراطي أنعش الآمال بإمكان تجدد حيوية الوفد، وهو متردد بين الأحزاب الضعيفة، والنظام الذي يريد ضمه إليه، وبين الإخوان المسلمين والجمعية الوطنية للتغيير. سيتزايد هذا الحراك خلال الشهور القليلة المقبلة استعداداً لانتخابات مجلس الشعب، التي يبدو أنها ستكون أكثر الانتخابات سخونةً عندما يصرّ الجميع على مقاومة التزوير بكل الطرق الممكنة، وهو التحدي الحقيقي لفرض إرادة الشعب المصري على النظام الذي شاخ في مكانه ويصرّ على حماية الفساد وتكريس الاستبداد. مصر تلك بعد المخاض والتحوّل ستقود قاطرة المنطقة كلّها وتملأ الفراغ الذي نشأ بعد إبعاد مصر عن المنطقة بمعاهدة كامب ديفيد. وبذلك ستتصدّى للمخاطر الأجنبية التي تعصف بالمنطقة العربية، وتتصدّى للعدو الصهيوني وللاحتلال الأجنبي الذي دمّر دول المنطقة العربية والإسلامية بصورة لم يسبق لها مثيل، ممّا أوجد فراغاً في القيادة والمشاريع الكبرى تحاول دول أن تملأه. ………. »هل تستعيد مصر مكانتها الإقليمية؟ »

منذ وقَّعت مصر على اتفاقية « السلام » المعروفة بـ »كامب ديفيد » عام 1979م والعالم العربي والشرق الأوسط يعاني من فراغ قيادى كبير، والسبب هو غياب الدور المصري، وفشل أي دولة أخرى في ملء هذا الغياب، ولقد حدثت تطورات هائلة منذ ذلك التاريخ أدَّت في النهاية وبعد مرور أكثر من 30 سنة عصيبة إلى بروز مشاريع ثلاثة الآن على الساحة الإقليمية، لا تخطئها العين المجردة: الأول: المشروع الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوربياً، وهو الذي تمدد منذ أخرج مصر من معادلة الصراع، وانفرد بالدول العربية جميعاً دولة بعد أخرى، حتى توَّحش ويريد أن يفترس البقية من الفلسطينيين، ثم يشن حرباً ضروساً على إيران. الثاني: المشروع الإيراني القومي الذي نجح في البقاء طوال تلك الفترة رغم الحروب المدمّرة، والحصار الغربي، والخوف العربي الذي فشل في حصار التمدد الإيراني، سواء في اتباع المذهب الشيعي (بلبنان والعراق والخليج واليمن) أو في فلسطين التي لم تجد حركات المقاومة فيها سنداً لها إلا في النظام الإيراني، بعد أن تخلت عنها النظم العربية بضغوط أمريكية. الثالث: المشروع التركي الذي برز حديثاً في السنوات القليلة الماضية بعد وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان وعبد الله جول للسلطة، وبخاصة في إنقاذ الاقتصاد التركي، ونجاحه الذي حقق نسبة نمو كبيرة في السنة الماضية وصلت إلى أكثر من 11% وكان الثاني بعد الصين عالمياً، ورسّخ أقدامه في الحكم، وأصبح الاقتصاد التركي رقماً عالمياً لعله الـ16 في الترتيب العالمي، ورسم وزير خارجيته الحالي أحمد داوود أوغلو سياسة خارجية جديدة نجحت في تخفيف عدد من المشاكل خاصة مع أرمينيا (إلى حد ما) ومع سوريا بدرجة كبيرة جداً، ومع اليونان، ولم يتبق إلا مشكلة قبرص التركية. هذا المشروع يريد أن يملأ الساحة الإقليمية في حال غياب بديل عربي، وله في ذلك مصالح قومية تركية، في مقدمتها التأهل للانضمام للاتحاد الأوروبي، ويستثمر هنا تاريخاً طويلاً مع العالم العربي، ويستجلب عواطف ومشاعر الفلسطينيين بمواقف سياسية وإغاثية وخطابية، ويستثمر علاقاته الاقتصادية والعسكرية القوية السابقة مع العدو الصهيوني في محاولة للضغط على الحكومة اليمينية المتغطرسة، ويوظّف علاقاته القوية الإستراتيجية مع أمريكا للحصول على أي ثمن للفلسطينيين يخفف من معاناة أهل غزة، ويحقق بعض الآمال للسلطة الفلسطينية المحاصرة في رام الله والضفة الغربية. والسؤال الملّح: أين كان العرب طوال تلك العقود الثلاثة؟ والجواب: إن العرب فشلوا في ملء الفراغ الذي حدث بخروج مصر من المعادلة، وفشلوا في محاصرة مصر بعد اغتيال السادات، ولم ينجح العراق ولا غيره من الدول مهما بلغت ثروتها في قيادة المنطقة والتصدي للمخاطر التي أحاطت بها. وإذا نظرت بتمعن إلى سلسلة الأحداث التي واكبت خروج مصر من معادلة الصراع فستجد عجباً. لقد احتل الاتحاد السوفييتي أفغانستان، وبدأ الجهاد الأفغاني مدعوماً من أمريكا وحلفائها السعودية ومصر رسمياً، وبدعم هائل من الحركات الإسلامية والشعوب العربية والإسلامية، ومع تصاعد عمليات المجاهدين برزت مشكلة « جماعات الجهاد الإسلامية » من مصر والسعودية والجزائر واليمن، ومع عودتها إلى بلادها عانت تلك البلاد من أعمال عنف رهيبة هزّت أركان الحكم فيها، ثم عادت بقايا تلك الجماعات لتؤسس « تنظيم القاعدة » الذي أصبح رقماً في المعادلات السياسية الإقليمية كمدرسة أسست لمنهج جديد أرهق البلاد والعباد، بالتكفير والعنف العشوائي، وعدم وضوح أي رؤية سياسية [لعب الصهاينة على ذلك الأمر، وخلقوا إعلامياً حالة من الخوف من الإسلام، مما أدى إلى تعاون كبير مع النظم العربية الرسمية لمواجهة الخطر الإسلامي) تزامن مع ذلك الاحتلال، الثورة الشعبية الإسلامية الكبيرة التي قادها الإمام الخميني في إيران، ونجاحها المذهل في الإطاحة بعرش الشاه، وتغيير المعادلة القائمة (حيث كانت إيران بجانب تركيا هي أكبر داعم للعدو الصهيوني) ودخلت المنطقة سلسلة حروب مدمّرة: الخليج الأولى ثم الخليج الثانية باحتلال الكويت، وكانت النتائج مزيدا من استنزاف الثروات العربية، وإزهاق ملايين الأرواح، وتدمير العراق واحتلاله بعد حصار طويل، ثم دخول العراق في نفق مظلم لا يبدو أي بارقة أمل في الخروج منه قريباً، وكان الكاسب الأكبر في الحالتين هي إيران التي أطاحت لها أمريكا بعدوين لدودين: طالبان في أفغانستان بعد احتلالها وقصفها، ونظام البعث القومي في العراق بقيادة صدام حسين، وبرزت الأحزاب الشيعية التي تحالفت مع الأحزاب الكردية على حساب أهل السنة في العراق الشقيق. التطور الأخطر على المنطقة كانت الحروب التي شنها العدو الصهيوني على العالم العربي رغم إعلان السادات أن حرب رمضان/ أكتوبر (تشرين) كانت آخر الحروب. فقد هاجمت طائرات صهيونية العراق عام 1981م، ثم احتلت القوات الصهيونية جنوب لبنان 1982م، ثم شنّت حرباً على لبنان عام 2006، ثم حرباً أخرى على غزة عام 2009م، وكان الهدف من تلك الحروب جميعاً هو إرسال رسالة واضحة إلى العرب والمنطقة والعالم، هذه منطقة نفوذ صهيوني، والدولة الصهيونية هي اللاعب الرئيسي، وعلى الجميع القبول بهيمنتها، ولا قدرة لأحد بالتصدي لها، ونجحت في إرغام قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على توقيع اتفاق أوسلو، ولم تنفذ منه إلا ما تريده لمصلحتها فقط ولحماية أمنها، واتخذت من دول الطوق وجيوشها حارساً أميناً على حدودها وأمنها، وحاولت فرض التطبيع التجاري مع الدول العربية في الخليج وموريتانيا.. إلخ. في ظل تلك التطورات المتسارعة كان السؤال المّلح على العرب والمسلمين وطبعاً على المصريين: أين مصر؟ لقد خيّم على مصر خلال تلك العقود الثلاثة ركود غريب، وفشل النظام المصري في الخروج من حالة الجمود السياسي، بل عانى من مشكلات اقتصادية ضخمة –رغم وعود الرخاء المزعوم بانتهاء الحروب– وانهارت منظومة القيم الاجتماعية والثقافية في أعرق بلاد المنطقة، وتدهورت المرافق العامة بصورة لم يسبق لها مثيل رغم حجم المعونات الخارجية والمنح، بل رغم حجم الديون الكارثية التي أرهقت الميزانية المصرية، وساد مناخ من الفساد الذي استشرى ليصل إلى فساد المواطن العادي، ولم يعد نظام التعليم قادراً على تلبية حاجات سوق العمل، وفشل نظام العلاج الحكومي في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين الفقراء، وخرجت الأزمات تلو الأزمات تهزّ ثقة المواطنين في قدرة الحكومة على علاج أي أزمة منها. والأخطر من ذلك كله هو الانسداد السياسي الذي راوح مكانه، وعدم قدرة النظام ورجاله على التمتع بأي قدر من الرؤية التي تخرج مصر من أزماتها بأي طريقة، بل وصل الحال إلى محاولة البعض توريث ابن الرئيس « جمال مبارك » لوالده في منصب رئيس الجمهورية. كانت الخطط والضغوط الأمريكية هي التي أخرجت مصر من المعادلة الإقليمية، وكان استسلام النظام المصري لتلك الرؤية الأمريكية هو السبب في حال الفراغ الذي تشهده المنطقة، وحالة الصراع بين المشاريع المختلفة لملء الفراغ. واليوم، ومصر في حال مخاض وتحول، يجب أن ندرك أن هذا التحول لن يؤدي فقط إلى إخراج مصر من أزماتها الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بل هدفه استعادة مصر لمكانتها الإقليمية، ودورها الريادي في المنطقة العربية والإسلامية، بل والعالمية. إن مصر قوية سياسياً، متماسكة اجتماعياً، متعافية اقتصادية، مبدعة ثقافياً، متسامحة دينياً، مصر تلك ستعود لملء الفراغ الذي شغر بسبب تراجعها على كل الأصعدة. مصر التي كانت درّة الإمبراطورية العثمانية، والرائدة في مقاومة الاحتلال، والداعمة لكل حركات التحرر الوطني والمقاومة، والمتقدمة سياسياً قياساً بدول المنطقة، والحاضنة لكل المفكرين والمبدعين في كافة المجالات عربياً، والمستقبلة لطلاب العلم من كل مكان في جامعاتها الأزهرية وغيرها، والواصلة ببعوثها لقلب إفريقيا، مصر تلك هي التي نريد أن نستعيدها، بل وأكثر من ذلك، لتقوم بدورها الرائد. إن حال الحراك السائد الآن في مصر سيؤدي إن شاء الله إلى تغيير حقيقي، يبدأ بالسياسة وإصلاح النظام الانتخابي ليعبّر الشعب عن إرادته ويختار ممثليه في البرلمان، بل ويغيّر الحكومة متى أراد بعد محاسبتها، ولن يتوقف عند ذلك، بل الهدف هو بناء مصر قوية عفية متماسكة رائدة، تحاور الآخرين من أبناء المنطقة من موقع الند والكفء، وتتصدى للعدو الصهيوني وللهيمنة الأمريكية من موقع القادر على وقف التمدد الصهيوني، وتقدر أن تقول لا بحسم لأمريكا المثخنة بجراحها في العراق وأفغانستان. مصر تلك يمكن أن تحقق حلماً عربياً هو إحياء محور [القاهرة – دمشق – الرياض) لإحياء الأمل في نفوس العرب باستعادة التضامن العربي. مصر تلك العفية القوية يمكنها أيضاً التفاوض مع القوى الإقليمية لبناء مثلث القوة [القاهرة – استانبول – طهران) وللتصدي للمخاطر الخارجية، وبناء جسور الثقة بين الشعوب الإسلامية. هنا يمكن أن نقول إن تاريخاً جديداً يُسطَّر للمنطقة العربية والإسلامية، لنشرح حالة الحراك الحالي في مصر. كيف نحقق ذلك.. قد نحتاج إلى عودة قريباً إن شاء الله..

قيادي في حركة الإخوان المسلمين

(المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – مصر) الصادرة يوم 7 أوت 2010)


تنسيق «روحي» مع أمريكا


د. فهمي هويدي

دخلنا في مرحلة «التنسيق الروحي» مع الولايات المتحدة. لكي ينضاف إلى التنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي والعسكري، وتكتمل بذلك حلقات التحالف الاستراتيجي مع «الأشقاء» في واشنطون، وإذا كان لديك شك في ذلك فاقرأ الخبر التالي الذي نشرته صحيفة «الدستور» على الصفحة الأولى يوم الثلاثاء الماضي 3-8: في الوقت الذي كان فيه شيخ الطرق الصوفية يبرم اتفاقا مع الحكومة ممثلة في مؤسسة الأهرام لمواجهة المد السلفي والفكر الإخواني، قام 16 شيخا من شيوخ الطرق الصوفية، على رأسهم الشيخ علاء أبوالعزايم بعقد اجتماع مع سكرتير السفارة الأمريكية ممثلا للإدارة الأمريكية في مقر الطريقة العزمية بمنطقة السيدة زينب.. استمر الاجتماع لمدة ساعتين، وحضره ممثل لجهاز مباحث أمن الدولة خلال اللقاء تمت مناقشة التنسيق بين شيوخ الصوفية في مصر وبين الإدارة الأمريكية لنشر الإسلام الصوفي المعتدل بين المسلمين الأمريكيين، اتفق الشيوخ مع ممثل السفارة الأمريكية على أن تستضيف الإدارة الأمريكية على نفقتها (!) شيوخ الصوفية. كما اتفقوا معه، وإقامة فاعليات وأنشطة مكثفة لنشر الإسلام الصوفي بين مسلمي أمريكا، وعلى تبادل الزيارات بين الطرفين. كما تم الاتفاق على اختيار الشيخ علاء أبوالعزايم كمنسق بين الصوفية في مصر وبين الإدارة الأمريكية. وقال الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبي (الذي لم يذكر الخبر صفته) أن ممثل الإدارة الأمريكية طلب استمرار اللقاءات والتنسيق بين الجانبين. وأكد على أن نموذج الإسلام الصوفي يمثل الإسلام المقبول والمرحب به في أمريكا، لكونه إسلاما وسطيا ومعتدلا. وكان الشيخ علاء أبوالعزايم -شيخ مشايخ الطرق الصوفية- الذي استضاف اللقاء، وأكد فيه على متانة العلاقة بين الصوفية والشعب الأمريكي. لم أصدق عيناي حين وقعت على الخبر، وانتظرت خمسة أيام مترقبا أي تصويب له أو تعليق على ما ورد فيه من معلومات مدهشة، لكنني لم أجد له أيّ صدى منشور، الأمر الذي يرجح صحته، حتى الآن على الأقل. وهو ما يدعونا إلى التعامل معه على هذا الأساس، الأمر الذى يستدعي الملاحظات التالية: 1ــ لم أفهم الشق الأول منه الذي تحدث عن قيام مؤسسة الأهرام بحسبانها ممثلة للحكومة بعقد اتفاق مع شيخ شيوخ الطرق الصوفية لمواجهة الفكر السلفي والمد الإخواني، وذلك إن صح يمثل نقلة نوعية مدهشة في الوضع القانوني والمهني لمؤسسة الأهرام ودورها الذي عرفناه واحترمناه حينا من الدهر. 2ــ استغربت التركيبة العجيبة للذين شاركوا في اللقاء الذي استضافته مشيخة الطرق الصوفية. إذ جمع بين 16 من شيوخ الطرق وبين ممثل الإدارة الأمريكية ومندوب عن جهاز أمن الدولة في مصر. صحيح أن السفير الأمريكى الأسبق ريتشاردوني كان مولعا بالموالد وبالطرق الصوفية وحاضرا في فعالياتها، لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها على الملأ أن مسؤولا أمريكيا حضر اجتماعا تنسيقيا مع شيوخ الطرق الصوفية، وأن ذلك تم برعاية أمنية مصرية. 3ــ فهمنا أن يقيم جهاز مباحث أمن الدولة علاقة مع الطرق الصوفية ضمن سياساته التقليدية الهادفة إلى اختراق المنظمات الأهلية وتوجيهها، لكننا لابد أن نستغرب رعاية الجهاز لإدخال الأمريكيين على الخط وتمكينهم من القيام باختراق مماثل للطرق الصوفية، رغم ما قد يمثله ذلك من تماس مع اعتبارات الأمن القومي، علما بأن الاختراق الأمريكي بات يمثل بالضرورة قاطرة تسحب وراءها اختراقا إسرائيليا أكثر خطورة. 4ــ صياغة الخبر أعطت انطباعا بأن الإدارة الأمريكية لا تشجع الحركة الصوفية في مصر فحسب، ولكنها حريصة أيضا على تشجيع نشر ما سمى بالإسلام الصوفي بين المسلمين الأمريكيين، بما يعني أن التصوف سوف يحتل مكانة ضمن صادرات مصر إلى الولايات المتحدة، منافسا للمنسوجات! قبل ثلاث سنوات أصدرت مؤسسة «راند» الأمريكية تقريرا عن الحالة الإسلامية دعت فيه إلى توجيه الاهتمام إلى الطرق الصوفية المخاصمة للسياسة وتشجيعها، باعتبارها نموذجا لما اعتبرته إسلاما معتدلا. وقد شهد العالم العربي خلال فترة ما سمي بالحرب على الإرهاب تشجيعا للتصوف، بدا واضحا في مصر وأكثر وضوحا في دول المغرب العربي التي تعددت فيها مؤتمرات الصوفية خلال السنوات الأخيرة. ويعد وزير الأوقاف في المملكة المغربية من الناشطين في ذلك المجال. وهو من أطلق مصطلح «الأمن الروحي» في سياق حثه على نشر التصوف في بلاده. ذلك كله ليس جديدا، فقد سبق الجميع في هذا المضمار اللورد كرومر المعتمد البريطاني لدى مصر بعد احتلالها فى ثمانينيات القرن التاسع عشر، الذي كان أول من أسس مجلسا أعلى للطرق الصوفية، واختار لرئاسته من سماه شيخ مشايخ الطرق. إنه فيلم قديم وسقيم جربه الاستعمار في مصر والهند. والجديد في الإخراج الأخير له أن جهاز أمن الدولة صار طرفا فيه -أيكون شعار المرحلة القادمة «التصوف هو الحل» الأمني الأمريكي؟

(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 7 أوت 2010)


خذوا الحقيقة من فم أزنار!


د. فيصل القاسم

كم أشعر برغبة شديدة للضحك عندما أسمع زعيماً عربياً أو الجامعة العربية جمعاء وهي تستنجد بالاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأميركية لردع « إسرائيل » أو معاقبتها. لا أدري أبداً لماذا يضحكون علينا منذ عقود وعقود بالزعم أن « إسرائيل » مجرد كيان يمكن مقاومته على انفراد! لا أدري أبداً لماذا تحاول الأنظمة العربية الفصل تعسفياً بين الدولة العبرية والغرب، وبالتالي تقبل بالوساطات الأميركية والأوروبية بيننا وبين « إسرائيل ». لا داعي طبعاً لتكرار شطر الشعر الشهير الذي ربما مل الكثيرون من سماعه في هذا الشأن، لكن لا بأس من التذكير به لعل الذكر ينفع يوماً: « فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ».‏

نسوق الشطر أعلاه بمناسبة المقال الصارخ الذي كتبه مؤخراً رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه ماريا أزنار في صحيفة التايمز البريطانية، ليس ليقرأه عرب التبعية، فهم يعرفون منذ البداية أن « إسرائيل » والغرب كل لا يتجزأ، وبالتالي فإن موالاة « إسرائيل » من موالاة الغرب، بل ليقرأه الجيل الصاعد كي يطلع بالنتيجة على مدى عمق التحالف بين معظم النظام الرسمي العربي والدولة العبرية، خاصة وأن الكثيرين من هذا الجيل يعتقد أن هناك عداءً بين الأنظمة العربية و »إسرائيل »، وهو بالطبع محض خرافة. فالارتباط العربي الوثيق بعواصم القرار في واشنطن وأوروبا هو بالنتيجة ارتباط عضوي بـ »إسرائيل ». فلا يَغُرَّنَّكَ الخطاب الإعلامي العربي الذي يتظاهر بمعاداة « إسرائيل »، فهو لمجرد ذرِّ الرماد في العيون؛ للتغطية على التحالف الوثيق بين معظم النظام الرسمي العربي والمشروع الغربي الصهيوني.

يقول أزنار: « إن الغضب الغربي إزاء ما تفعله « إسرائيل » في غزة يجب ألا يكون أكثر من مجرد شعور عابر، فـ »إسرائيل » هي أفضل حليف للغرب في ذلك الجزء المضطرب من العالم ». ويمضي أزنا منتقداً الغرب؛ لأنه أصبح يتردد في الآونة الأخيرة في الدفاع عن « إسرائيل »، خاصة بعد حادث الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. لا بل يدعو أزنار أبناء جلدته في القارة الأوروبية إلى عدم الانجرار وراء الغضب مما فعلته « إسرائيل »، وبالتالي على الغرب أن يكون حكيماً في نظرته إلى « إسرائيل ». وهذه الحكمة تقتضي أن يعي الجميع أن « إسرائيل » جاءت إلى الوجود بقرار من الأمم المتحدة، وهي بالتالي دولة شرعية مائة بالمائة حسب أزنار، ناهيك عن أنها قامت على أسس ديمقراطية ثابتة، واستطاعت أن تخلق مجتمعاً مزدهراً ثقافياً وعلمياً وتكنولوجياً. وبناء على ذلك، والكلام لأزنار، فإن « إسرائيل » تعتبر دولة غربية بامتياز.

ويشير أزنار في مقالته المفعمة بالتعاطف مع « إسرائيل » والاستماتة في الدفاع عنها إلى أن هذه الدولة كانت عرضة للهجوم من قبل جيرانها، ثم تلا ذلك استهدافها بأعمال إرهابية تتوجت بموجات متتالية من الانتحاريين. وآخر الحروب التي تستهدف « إسرائيل »، حسب قوله، هي حملة نزع الشرعية عنها في المحافل الدولية والأوساط الدبلوماسية. وأكد انه رغم مرور ستين عاما على إقامة دولة « إسرائيل » فإنها ما زالت تخوض الحرب دفاعاً عن وجودها في وجه الصواريخ التي تطلق عليها من الشمال والجنوب والتهديدات بالإزالة من الوجود من قبل إيران التي تسعى للحصول على السلاح النووي. واعتبر أزنار أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ليس له علاقة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، ورفضها الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، بل مصدره صعود التطرف الإسلامي الذي يرى أن إزالة « إسرائيل » من الوجود واجب شرعي، وإيران التي تطمح إلى الهيمنة على المنطقة. وهذان الأمران ليسا خطراً على « إسرائيل » وحدها، بل على العالم الغربي والعالم برمته. واعتبر أزنار أن نظرة الغرب مشوشة وغير صائبة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط. وحذر أزنار الغرب من التراجع عن دعم « إسرائيل » وتركها تواجه مصيرها وحدها في هذه الظروف، وشدد على أن « إسرائيل » جزء أساسي من العالم الغربي الذي يعود بالأصل إلى جذوره المسيحية اليهودية، وإذا غاب المكون اليهودي من هذه الحضارة، واندثرت « إسرائيل »، فمصيرهم الضياع؛ لأن مصيرهم متداخل بشكل لا فكاك منه. باختصار فإن « إسرائيل »، حسب رئيس الوزراء الإسباني السابق، هي خط الدفاع الأول للغرب.

ليس هناك أدنى شك بأن معظم الأنظمة العربية لم تكن تريد أن تسمع هذا الكلام المباشر جداً من أحد أعمدة القيادة في أوروبا، خاصة في هذا الوقت بالذات. فمثل هذا الكلام يزيد في إحراج دول التبعية العربية أمام شعوبها، سيما وأن بعضها يزايد على « إسرائيل » في ذبح الفلسطينيين ومحاصرتهم. لكن لا بأس في أن يصل هذا الخطاب الأوروبي الصريح إلى أسماعنا وأسماع اللاهثين وراء سراب السلام لعلهم يتقون، وبالتالي يتوقفون على الأقل خجلاً عن إيهامنا بما يسمى باللجنة الرباعية، التي وللمفارقة كان قد أطلقها أزنار نفسه في عام 2002 تحت زعم التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويا سلام على هكذا وساطة بعد أن كشر أزنار عن أنيابه، وكشف لنا مدى ارتباطه العميق بالدولة العبرية كغيره من قادة الغرب دون استثناء. لا شك أن كلام أزنار أعلاه قد لا يبدو مثيراً جداً بالنسبة للكثيرين وأنا منهم، لكنه جيد لكونه يفضح أولئك الذين يوهمون شعوبهم ويخدعونهم بنزاهة الدور الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط. فإذا كان الوسطاء الأوروبيون في الصراع العربي الإسرائيلي من طينة خوسيه ماريا أزنا وطوني بلير فأبشري يا « إسرائيل » بطول العمر، وانتظروا يا عرب إلى ما شاء الله كي تسترجعوا حقوقكم المغتصبة من حبيبة أزنار.

إن مثل العرب في تعاملهم مع « إسرائيل » والغرب هو كمثل الذي يضرب البردعة ويترك الحمار. ولا أقصد بهذا الكلام شن حروب على الغرب راعي الدولة العبرية، فهذا محض هذيان، بل على الأقل الضغط على أرباب « إسرائيل »، بشرط طبعاً أن يكون هناك رغبة عربية حقيقة في تحصيل الحقوق المغتصبة وتحرير الأراضي المحتلة. وهو أمر مشكوك فيه كثيراً.

ومادامت العواصم الأوروبية والأمريكية هي مربط خيل العديد من القادة العرب، فلا بأس أن يتحول المربط إلى تل أبيب جهاراً نهاراً، فلا فرق بين فروع الأشجار إذا كان الجذر واحداً. أليست هذه نصيحة أزنار ومن قبله كل الرؤساء الأمريكيين للعرب؟ إلى كل الحائرين من أبناء جلدتنا: خذوا الحقيقة من فم أزنار! ألم يقل لكم: الغرب ينهار بانهيار « إسرائيل »؟ (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 7 أوت 2010)


وزيرة أمريكية سابقة تعرضت للإهانة بمطار اللد بسبب اسم عائلتها العربي


8/7/2010 تل أبيب ـ يو بي آي: قالت الوزيرة الأمريكية السابقة دونا شلالا انها أوقفت في مطار اللد لمدة ساعتين ونصف الساعة وتعرضت لمعاملة مهينة من رجال الأمن لأن اسم عائلتها عربي، وذلك رغم إبلاغ السلطات في المطار بأنها شخصية مهمة. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ الإسرائيلية الجمعة ان شلالا وهي من أصل لبناني وشغلت منصب وزيرة الصحة في إدارة بيل كلينتون وترأس حالياً جامعة ميامي، وصلت إلى إسرائيل مؤخراً ضمن وفد رسمي لرؤساء جامعات أمريكية يشاركون في حملة ضد المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل. وقال الموقع انه على الرغم من هدف زيارة شلالا إلى إسرائيل وعلى الرغم من ان مستضيفيها أبلغوا سلطات مطار اللد مسبقاً بأنها شخصية مهمة (VIP)، إلاّ انها خضعت لاستجواب أمني وصفته بـ’المهين’ في المطار بسبب اسم عائلتها العربي. وأوضح الموقع ان شلالا زارت إسرائيل مؤخراً كضيفة المجلس الأمريكي اليهودي بهدف زيادة التعاون بين جامعات إسرائيل وأمريكا والسلطة الفلسطينية، والتقت شلالا والوفد الأمريكي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ونائب وزير الخارجية داني آيالون ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وانتهت الزيارة الرسمية في 12 يوليو (تموز) الماضي إلاّ ان شلالا بقيت ليومين إضافيين في زيارة خاصة. وقالت شلالا ان رجال الأمن الإسرائيليين طرحوا عليها أسئلة شخصية عدائية ومهينة واستغرق الاستجواب ساعتين ونصف الساعة إلاّ انها استطاعت في النهاية أن تستقل الطائرة إلى الولايات المتحدة. وأشار مسؤولون تحدثوا إليها إلى انها شعرت بالأذى الشديد بسبب المعاملة التي تلقّتها. وولدت شلالا (69 عاماً) في الولايات المتحدة من أبوين لبنانيين وكانت أول امرأة من أصول عربية تتبوأ منصباً وزارياً في الحكومة الأمريكية. وهي ترأس حالياً جامعة ميامي في فلوريدا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 أوت 2010)


لورد بريطاني يدعو الاتحاد الاوروبي الى حظر بيع المنتجات الاسرائيلية في اسواقه


8/7/2010 لندن ـ يو بي اي: دعا عضو في مجلس اللوردات البريطاني الاتحاد الاوروبي الى منع مواطني اسرائيل من دخول دوله من دون تأشيرة زيارة وحظر بيع المنتجات والبضائع الاسرائيلية في الاسواق الحرة الاوروبية. وقالت صحيفة ‘جويش كرونيكل’ الصادرة في لندن الجمعة ان اللورد هايلتون وضع اقتراحا على جدول اعمال مجلس اللوردات البريطاني يدعوه الى مطالبة الاتحاد الاوروبي باستخدام صلاحياته لمنع دخول المواطنين الاسرائيليين الى دوله من دون الحصول على تأشيرة زيارة، والعمل على ازالة حرية وصول السلع والبضائع الاسرائيلية الى الاسواق الاوروبية اذا استمرت اسرائيل في خرق القانون الدولي. واضافت الصحيفة ان اللورد البريطاني البالغ من العمر 78 عاما ‘يملك سجلا طويلا في مهاجمة اسرائيل، وقام منذ بداية حزيران (يونيو) الماضي بطرح 15 سؤالا اثناء مداولات مجلس اللوردات عن مواضيع تتعلق باسرائيل والفلسطينيين، وتوجيه اسئلة على نحو متكرر تتعلق باللاجئين والسجناء الفلسطينيين وحادث اسطول غزة’. واشارت الصحيفة الى ان اللورد هايلتون يشغل منصب مدير المنتدى الاقتصادي للشرق الاوسط، ويقوم بجولات منتظمة الى المنطقة وزار في السنوات الثلاث الاخيرة كلا من اسرائيل وتركيا والعراق وقطر. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 أوت 2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

5 juillet 2008

Home – Accueil   TUNISNEWS  8 ème année, N° 2965 du 05.07.2008 archives : www.tunisnews.net Liberté et Equité :Lotfi Ouerghi Bouziane

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.