السبت، 31 مايو 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2930 du 31.05.2008
 archives : www.tunisnews.net  

حــرية و إنـصاف : تعليق الإضراب عن الطعام بمدينة المتلوي

حــرية و إنـصاف: وردت علينا من المواطن عبد السلام السميري رسالة مفتوحة موجهة إلى سيادة رئيس الجمهورية طلب منا نشرها

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:الحكم بعدم سماع الدعوى على متهم بـ  » الإرهاب  » ..!

الودادية  الوطنية  لقدماء  المقاومين ( تقديم شكوى ضد عماد التربلسي ووكيل الجمهورية يرفض قبولها)  :بـــــــيــــــان  

اللجنة العربية لحقوق الإنسان: دفاعا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للإعلاميين في تونس

عبدالله الـزواري: رسالة مساندة لعميد أسرى فلسطين « المناضل سعيد العتبة  »

أخت الأسير سعيد العتبة: إلى الأخ: العجمي الوريمي : الحرية هي أجمل شيء في حياة الإنسان: الأمل في المستقبل

موقع اللجنة العربية لحقوق الإنسان:تونس: تعرُّض المدافع عن حقوق الإنسان سليم بوخذير إلى إساءة المعاملة أثناء توقيفه

إيلاف : الأحزاب السياسية في تونس تستعد لتحديات المرحلة كل على طريقته

نزار الحمروني: كلية العلوم الاقتصادية بالمهدية دار لقمان على حالها

واس :  معتنقو الإسلام في تونس

الراية: حياة رائد نهضة تونس كما يراها المؤلفون: مسيرة بورقيبة بدأت من الإعلام واصطدمت مع الدين

جريدة الشعب:الجامعة العربية تشكو تجاهل ممثلي الفضائيات العربية لإبداء آرائهم حول وثيقة البث الفضائي

قدس برس : البنك الدولي: تحديات إجرائية تعطّل الاستثمار في تونس

رويترز: اتصالات تونس تعين مديرا مساعدا جديدا لدفع نموها

الوحدة : المسنون في تونس: تنكّر الأهل لهم وظروف الحياة القاسية قادتهم إلى دار المسنين

شينخوا : تونس تحتفل باليوم العالمي دون تدخين

جابر القفصي : النقابة الأساسية بالفولاذ تتعدى على قانون الشغل

عبدالله الــــــــــزواري:دع المكارم 2/7

رشيد خشانة  : مراكز البحوث الأجنبية في المغرب العربي … أي مساهمة لها في تطوير البحث العلمي؟  

محمد العروسي الهاني:الذاكرة الوطنية تتذكر يوم غرة جوان 1955

سليم الزواوي : على هامش انطلاق الاستشارات الجهوية حول التشغيل: مطلب الشغل الهاجس الأول للتونسيين

د. خــالد الطراولي: توضيح حول مقال « الانترنت في تونس » والخطأ الوارد حول اللقاء الإصلاحي الديمقراطي

هدى العبدلي : السياسة التونسية: إلى أين ؟

شادية السلطاني : التدخين : آفة تعصف بحياة الملايين سنويا من المدخنين وغيرالمدخنين

هدى العبد لي : التلازم بين الديمقراطية والتنمية

زياد الهاني : بوقريّـــات 3: حديث في المصالح العليا للوطن؟

سليم الكراي: من أجل التنمية فى إفريقيا

محمد الفكاك: رد على بيان نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب: 21 ماي 2008 يوم إضراب عام

د حسن حنفي : اسرائيل تضيء وغزة تنطفئ

منار الأحمد: الشمعة العاشرة للديمقراطية في إندونيسيا


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 31/05/2008 الموافق ل 26 جمادى الأولى 1429

تعليق الإضراب عن الطعام بمدينة المتلوي

 
تم يوم أمس الجمعة 30 ماي 2008 نقل السيدين محمد ساسي غومة و علي الصدراوي إلى مستشفى المتلوي بعدما تدهورت حالتهما الصحية نتيجة مواصلتهما للإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدآه بمعية اثنى عشر مطرودا من العمل منذ يوم  12 ماي 2008. وقد حاولت قوات البوليس تفريق مسيرة نظمها شبان مدينة المتلوي و مداهمة مقر الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يؤوي المضربين عن الطعام و أطلقوا القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين مما عرّض بقية المضربين عن الطعام و هم هشام الرحالي و شكري الرمضاني و الماجري الكيستي و حبيب الجريدي إلى الإغماء الذين تم نقلهم إلى مستشفى و هم في حالة سيئة ، و قد تواصلت المسيرات في كامل مدينة المتلوي من الساعة العاشرة و النصف صباحا إلى منتصف الليل. وهو ما دعا السلطة إلى التدخل بواسطة الوالي الذي التقى ممثلين عن المضربين عن الطعام و هم البناني منصوري و هشام الرحالي و فتحي سهيل و محمد الساسي غومة و وعدهم بإرجاع المضربين إلى سالف عملهم ، وعلى ذلك الأساس تم تعليق الإضراب عن الطعام اليوم السبت 31 ماي 2008 على الساعة الثانية بعد الزوال. اعتقال الشاب خالد ساسي اعتقل البوليس السياسي يوم الخميس 29 ماي 2008 الشاب خالد ساسي و تم عرضه اليوم السبت 31 ماي 2008 على وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي أمر بإيداعه سجن المرناقية في انتظار محاكمته من أجل الاعتداء على الأخلاق الحميدة و هضم جانب أعوان أمن أثناء قيامهم بمهامهم إثر المحاولة التي قام بها يوم الأربعاء 28 ماي 2008 حتى لا يقع  اقتيادها  مثل غيرها من المحجبات إلى أحد مراكز الأمن لإجبارها على إمضاء التزام بعدم ارتداء الحجاب ، و قد تم اعتقاله اليوم الخميس 29 ماي 2008 من قبل مجموعة كبيرة من أعوان البوليس السياسي الذين داهموا منزله و فتشوه تفتيشا دقيقا علما بأن والده طاعن في السن و مصاب بأمراض مزمنة كالقلب و السكري. وقد سبق للبوليس السياسي أن احتفظ بالشاب خالد ساسي مدة خمسة عشر يوما بوزارة الداخلية و عشرة أيام بسجن المرناقية قبل أن يخلي قاضي التحقيق سبيله. الحكم على المشاركين في أحداث الحوض المنجمي: أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة في جلستها المنعقدة يوم الخميس 29 ماي 2008 أحكامها في قضية المشاركين في أحداث الحوض المنجمي و قد كانت الأحكام كالتالي: ثلاثة أشهر و يومين في حق : الياس العشيري شهرين و يومين لكل من : حسين بن سلطان – محمد الرحيلي – عثمان بويحي أربعة أشهر مع تأجيل التنفيذ لكل من: كمال الدرويش – الحبيب الطبابي – محمود المشيخي – عاطف بن صالح – اسماعيل الحلايمي عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 31/05/2008 الموافق ل 26 جمادى الأولى 1429

حــرية و إنـصاف وردت علينا من المواطن عبد السلام السميري رسالة مفتوحة موجهة إلى سيادجة رئيس الجمهورية طلب منا نشرها:

 

 
تونس في 31/05/2008 سيادة رئيس الجمهورية الموضوع : شرح وضعية و طلب تدخل العارض : عبد السلام علالة بن علي السميري تحية طيبة و بعد ، إني الممضي أسفله عبد السلام السميري مواطن تونسي من متساكني منطقة الزاهرة الجديدة من ولاية منوبة صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 00868374 صادرة بتونس بتاريخ 28 ماي 2003 أعيش وضعية جد حرجة إذ أنني أعيش الفقر و الخصاصة و أرى والدتي المسنة تحتضر أمامي دون أن أتمكن من معالجتها ، و الصورة هيب كما يلي : قدمت ملفا سنة 2000 قصد الحصول على بطاقة علاجد لوالدتي البالغة من العمر تسعون سنة لدى معتمدية الجديدة و بقيت في الانتظار إلى سنة 2005 حين طلب مني تقديم ملف جديد ، و منذ ذلك الوقت و أنا لم أحصل على جواب ، و كل ما في الأمر أن المعتمد يقدم لي إذنا بالعلاج المجاني ترفضه أغلب المستشفيات ( الرابطة ، شارل نيكول ، ..). و قد أصيبت والدتي أخيرا بجلطة دماغية نقلتها على إثرها إلى المستشفى المحلي بطبربة حيث طلبوا مني نقلها على عين السرعة إلى مستشفى الأعصاب بتونس و رفضوا نقلها في سيارة الإسعاف لأنني لا أملك دفتر علاج و طلبوا مبلغا ماليا ( 30 د ) مقابل نقلها ، أما في مستشفى الأعصاب فقد اضطررت إلى إمضاء كمبيالات مقابل تسجيلها و تصويرها ( السكانار ) ، و في مستشفى شارل نيكول حيث وُجّهت لطبيب القلب وقع رفض قبولها بشهادة الإذن بالعلاج و استظهروا لي بمنشور صادر عن وزير الصحة العمومية يمنع قبول شهائد العلاج الوقتية الشيء الذي اضطرني إلى العودة بوالدتي إلى المنزل و هي الآن طريحة الفراش و في حالة صحية حرجة. سيادة الرئيس لكم أن تتصوروا حالتي و أنا أشاهد والدتي تحتضر أمامي و لا أقدر على مساعدتها نظرا لحالتي المادية الصعبة و لفقانها دفتر علاج مجاني. أرجو من سيادتكم التدخل العاجل قصد مساعدتي على معالجة والدتي ، و لكم الشكر سلفا. و السلام عبد السلام السميري عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 
 
 
أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين  » « الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 31 ماي 2008

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : الحكم بعدم سماع الدعوى على متهم بـ  » الإرهاب  » ..!

 

 
 * أصدرت  الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الإٍبتدائية بتونس برئاسة القاضي عبد الرزاق  بن منا مساء  الخميس 29 ماي 2008  أحكاما في :  
* القضية عدد 15387 قاضية بعدم سماع الدعوى في حق : الحبيب الحفصي و بسجن عبد الله المحجوبي : 4 سنوات ، و كل من  شكري تريك و منصور المحجوبي مدة عام واحد  . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو

 
 
 
 

الودادية  الوطنية  لقدماء  المقاومين                                                    75 شارع فرحات حشاد  بنزرت  7001 الهاتف : 72435440                                                                               بـــــــيــــــان

      

 
  تقدمت اليوم بإسمي الشخصي – علي بن سالم ، الخميس 29 ماي 2008 ، مرفوقا  بالناشطين الحقوقيين الإخوة : خالد بوجمعة وفوزي الصدقاوي ، بتقديم شكاية  لدى مكتب السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية ببنزرت قصد فتح بحث في ما توارد في الصحف الفرنسية وعلى لسان أجهزة العدالة الفرنسية وما أنيط بعهدة البوليس العالمي لمقاومة ألاإجرام(Interpol) حول إتهامات بالسرقة والتدليس تتعلق بالمسمى عماد الطرابلسي وعز الدين قلايعية  فيما  يلي نصها  :     
  الحمد لله    العارض، علي بن سالم متقاعد قاطن بشارع فرحات حشاد عدد 75 بنزرت صاحب بطاقة التعريف الوطنية عـدد 01464330           جناب السيد، وكيل الجمهورية لدى محكمة بنزرت الابتدائية   الموضوع : إعلام بجرائم التوريد خلسة والتدليس ومسك واستعمال مدلس والإرشاء  والسرقة والمشاركة في ذلك.  ضد : كل من – عماد الطرابلسي- عزالدين قلاعية ومن سيكشف عنه البحث  
تحية وبعد، فقد اطلعت على مقال محرر من طرف الصحفية « فابريس لوم » بتاريخ 9 مارس 2008 مستخرج من صحيفة « ماديا بار » بفرنسا والمصاحب لهذا أنّ المدعو : عماد الطرابلسي الذي أصدر في حقه قاضي التحقيق الفرنسي السيد « ريسون » بمدينة أجاكسيو بطاقة جلب في إطار أعمال التحقيق الجارية بشأن السرقة من عصابة منظمة وإخفاء مسروق والتي عهدت إلى القاضي المذكور إثر سرقة عدد ثلاثة بواخر سياحية « يخوت » من شواطئ جنوب فرنسا. وقد جاء بمقتطفات من الاستنطاقات التي أجراها القاضي المذكور أنّه بوصول أحد السفن المسروقة بميناء مدينة بنزرت والذي كان في انتظاره المدعو عماد الطرابلسي طلب هذا من المشرف على مكتب الديوانة استخراج وثائق خاصة بالمسروق، وعند تمنع العون خاطبه المشتكى به المذكور: « أتعرف من تخاطب ؟ أنا عماد الطرابلس » واعزا بكونه صهرا لرئيس الدولة. وبعد ممارسته لضغوط قبلت مصلحة الديوانة افتعال وثائق للسفينة مقابل أداء معلوم على الأشياء الفاخرة ومبلغ يدفع كرشوة لعون الديوانة المذكور. وحيث أنّ ما ورد بالوقائع المذكورة وغيرها صلب المقال المذكور يشكل جرائم المشاركة في السرقة والتوريد خلسة والتدليس ومسك واستعمال مدلس والإرشاء. لذا، فالرجاء منكم الإذن بفتح بحث في موضوع التهم المذكورة مناط الفصول 288 وما بعده من مجلة الديوانة و258 و264 و172 وما بعده و83 وما بعده و32 من المجلة الجزائية. والسلام .                                                                    بنزرت في 29 ماي 2008  
وأمام إمتناع السيد… وكيل الجمهورية لدى المحكمة الإبتدائية على تقديم وصل إستلام برقم الشكاية بحجة عدم وجود أي سند قانوني يجبره على ذلك ، أصررت على عدم مغادرة المحكمة ألإبتدائية قبل إستلامي وصلاً يثبتُ تقديم الشكاية  .ولم يلبث أن تدخل الأمن بفرقه جميعها مختصة وإرشاد وأمن العمومي وحضر رئيس منطقة بنزرت ومدير إقليمها الأمني اللذان قاما بمعية أعوان أخرين بإنزالي من الطابق الثالث للمحكمة محمولاً من كل يديً و قدميً ليضعوني خارج المحكمة مع مرافقيّ المذكورين عنوةً . وفيما كان نشطاء الجهة من الحقوقيين( محمد الهادي بن سعيد ، لطفي حجي ، ياسين البجاوي ومحمد علي بن عيسى محمد الحبيب حمدي و عبد الجبار المداحي و بشير الجملي) ينتظرون في مقهى النخيل بقبالة المحكمة  اجبر المسؤولون الامنيون صاحب المقهى على إخراج الجميع من المقهى  و امام اصرار الحقوقيين على عدم الخروج قام اعغوان الامن بمنع كل من اراد الالتحاق بهم كما قامو بتعنيف كل من  خالد بوحاجب وعلي الصنهاجي  ومحمد الزار
إن الودادية الوطنية لقدماء المقاومين تعبر عن : –  استنكارها لتوظيف الفج للقضاء في الوقت الذي تتشدق فيه السلطة بالحديث عن استقلالية القضاء امام الرأي العام الدولي. -احتجاجها  لعدم  تمكين  الشاكي علي بن سالم من الحصول على وصل ضمان مقابل شكايته. 
 – تنديدها بالقمع الذي انتهجتعه قوات البوليس ضد المناضلين الحقوقيين و نذكر بالخصوص المعتدئ النقيب سليم الزلزلي الذي تعمد الصفع مع التلفظ بالعبارات القذرة  والاعتداء على المناضلين.                  
– رفضها  لهذا التعامل الاستبدادي الذي يصدر عن إدارة  تتبجح  بدولة القانون وحياد ألإدارة                                                                                         على بن سالم                                                        رئيس الودادية الوطنية  لقدماء المقاومين


 

اللجنة العربية لحقوق الإنسان International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations        دفاعا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للإعلاميين في تونس

 

 
تتابع اللجنة العربية لحقوق الإنسان أوضاع الصحافيين والإعلاميين في تونس، وأعربت في مناسبات عديدة عن استنكارها للمضايقات التي يتعرضون لها والاعتقال الذي يطال بعضهم (مازال الصحافي سليم بوخدير قيد الاعتقال)، كذلك إجراءات منع السفر والتضييق على الصحافة غير الحكومية. كما وتضامنت مع مطالب الصحافيين المضربين عن الطعام والممنوعين من العودة لممارسة عملهم أو الذين يتعرضون لإقامة جبرية. واليوم، تواكب اللجنة العربية لحقوق الإنسان بكبير اهتمام تحركات الإعلاميين في المؤسسات الحكومية والمستقلة بخصوص أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، بعدما  تلقت رسالة من 113 مصوراً ومخرجاً وتقنياً وعاملاً في مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية يصفون فيها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعانون منها. ورغم أن هذه المجموعة ليست في الصياغة البرنامجية الثقافية والسياسية للإعلام، يتحدث العاملون والعاملات عن تسوية للأوضاع بمعيارين وفق الموالاة والاستقلالية. كذلك يشيرون إلى تهميش قطاعات هامة منهم لاعتبارات غير مهنية. وتتطرق الرسالة لقضية نظام التغطية الاجتماعية والتأمين على المرض، حيث رغم عمل بعضهم في المؤسسة منذ عشر سنوات، ما تزال هذه الحقوق الأولية غير مضمونة. سبق وأن توجه العاملون في المؤسسة الإعلامية إلى نقابة العمال والصحافيين داخل المؤسسة، وأيضاً لوزارة الأعلام ورئاسة الوزراء والهيئة العليا لحقوق الإنسان وأخيرا رئاسة الجمهورية، لكنهم لم يجدوا أي تجاوب مع مطالبهم. وإذ تعتبر اللجنة العربية لحقوق الإنسان أن الكفاءة والمهنية هي أساس التعامل مع العاملين في المؤسسات الإعلامية وليس الولاء للمسئولين، تطالب كل منظمات حماية الصحافيين وجمعيات حقوق الإنسان في العالمين العربي والغربي بالتدخل للدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعاملين في الإعلام في تونس، وبالخصوص لحماية غير المثبتين والذين لا يتمتعون بالضمانات الاجتماعية الأولية.   باريس في 1 حزيران 2008  

بسم الله الرحمان الرحيم أختنا الكريمة: سناء

 

 
تعبيرا منا عن مساندتنا المطلقة لعميد أسرى فلسطين الحبية.. و عميد أسرى قضايا التحرر في العالم نكتب إليك هذه الرسالة مع رجاء تبليغ مضمونها لعميدنا و عميد كل الأحرار: أخينا سعيد العتبة و عبره إلى جميع أسرى فلسطين السليبة..              و موعدنا الصبح إن شاء الله… أليس الصبح بقريب؟؟؟  
جرجيس في 01 جوان 2008 عبدالله الـزواري
قائمة أولية في الممضين على عريضة مساندة العميد سعيد العتبة عميد الأسرى في فلسطين و العالم     001العجمي الوريمى           صحفي و أستاذ فلسفة                               15 سنة سجنا 002عبدالكريم الهاروني        مهندس أول  و صحفي                             16سنة سجنا 003الصحبي عتيق               أستاذ                                                15 سنة سجنا 004الحبيب اللوز                 مقاول                                              15 سنة سجنا 005عبدالحميد الجلاصي        مهندس أول                                         15 سنة سجنا 006حمادي الجبالي              مهندس أول                                        15 سنة سجنا 007عبدالوهاب الكافي           أستاذ                                                05سنة سجنا 008أحمد الذهيبي                 مدرس                                              14 سنة سجنا 009محمد العكروت              تاجر                                               15 سنة سجنا 010عبدالله الزواري              صحفي                                            11 سنة سجنا 011أحمد زكرياء الماقوري       كهربائي                                        01سنة سجنا 012منصف بلهيبة                  متقاعد                                       ـــــــــــــــــــــــــ  

بسم الله الرحمان الرحيم عميد الأسرى… نحن معك!!!

 
وصلت الرسالة الإلكترونية المرفقة إلى أخينا العجمي الوريمي  يوم الإثنين 26 ماي 2008 من أخت عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة الذي قضى الآن أكثر من31 سنة في سجون الاحتلال الصهيوني.. فالرجاء مما يود مراسلة أخت الأسير تعبيرا منه عن مساندته للعميد و لكل أسرى فلسطين بعث رسالة إلكترونية للعنوان التالي: sana.atabeh@hotmail.com جرجيس في 01 جوان 2008 عبد الله الـــــــــــــزواري بسم الله الرحمان الرحيم تحياتي إلى الأخ: العجمي الوريمي  
الحرية هي أجمل شيء في حياة الإنسان: الأمل في المستقبل أرجو منك يا أخي أن تعيش لحظات الحرية بكل معانيها الإنسانية و تؤهل نفسك للمستقبل، لبناء حياة عائلية كريمة و أن تنظر دائما بأمل إلى المستقبل.. أنا أخت عميد الأسرى الفلسطينيين و العالم سعيد العتبة المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 27 جويلية 1977 و لا زال في الأسر: إن شاء الله الفرج قريب عنه و عن جميع الأسرى.. كل التحية لك يا أخي، و إلى لقاء قريب  بك في القدس إن شاء الله..   سناء العتبة أخت الأسير سعيد العتبة mhtml:{8871E049-52D9-4E7D-B647-40DA0B55CA86}mid://00000001/!x-usc:mailto:Sana.atabeh@hotmail.com
 


 
 

تونس: تعرُّض المدافع عن حقوق الإنسان سليم بوخذير إلى إساءة المعاملة أثناء توقيفه

   

 
مؤسسة الخط الأمامي قلقةٌ للغاية بعد تلقيها تقارير عن تعرُّض المدافع عن حقوق الإنسان، سليم بوخضير إلى إساءة المعاملة أثناء توقيفه. اعتُقل سليم بوخضير يوم السادس و العشرين من تشرين الثاني 2007، و في الثامن عشر من كانون الثاني 2008، صدر بحقه حكمٌ بالسجن لسنةٍ واحدة. و هو موقوف حالياً في سجن صفاقس، الواقع على بعد 230 كيلومتراً جنوب تونس العاصمة. و يعمل سليم بوخضير مراسلاً لدى صحيفة القدس العربي اللندنية، و يعمل كذلك لدى الموقع الإلكتروني لقناة العربية الفضائية. و يكتب أيضاً في عدد من المواقع الإخبارية الأخرى، و من بينها تونس نيوز و قنطرة.:.   معلومات إضافية   اعتُقل سليم بوخضير يوم السادس و العشرين من تشرين الثاني 2007، خلال تحققٍ من هوية عدد من راكبي سيارة أجرة كانت متجهة من صفاقس إلى تونس العاصمة. و طوال وقائع القضية، رُفض طلب بوخضير الإفراج عنه بكفالة. و في الثامن عشر من كانون الثاني 2008، صدر بحقه حكمٌ بالسجن لسنةٍ واحدة لقيامه بـ « إهانة مسؤول رسمي أثناء أدائه واجبه »، و « إساءة التصرف »، و « رفض إبراز وثائق الهوية ».:. و كان سليم بوخضير قد تعرُّض إلى إساءة المعاملة أثناء توقيفه. و هو موقوف في ظروف غير صحية، و مُنع من الاستحمام لمدة شهر و نصف. و نتيجة لذلك، فقد عانى سليم بوخضير من داء الجَرب، و لم يكن الدواء الذي أُعطيَه من قبل سلطات السجن كافياً لمعالجته. و قد بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على شروط العيش غير اللائقة تلك. بالإضافة إلىذ لك، فقد نُقل عن زوجة سليم بوخضير، دالِندا بوخضير، أن سلطات السجن تسرق مما تجلبه لزوجها كل أسبوع. و قد مُنع محاميه كذلك من رؤيته، و حُرمت كلٌ من والدته و زوجته من حقهما في زيارته يوم الخامس و العشرين من نيسان 2008.:. تعتقد مؤسسة الخط الأمامي أن اعتقال سليم بوخضير وتوقيفه إنما هما نتيجةٌ مباشرة لنشاطاته المشروعة في الدفاع عن حقوق الإنسان. و تعرب الخط الأمامي عن قلقها حيال سلامة سليم بوخضير الجسدية و العقلية أثناء توقيفه.     دفاعا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للإعلاميين في تونس     تتابع اللجنة العربية لحقوق الإنسان أوضاع الصحافيين والإعلاميين في تونس، وأعربت في مناسبات عديدة عن استنكارها للمضايقات التي يتعرضون لها والاعتقال الذي يطال بعضهم (مازال الصحافي سليم بوخدير قيد الاعتقال)، كذلك إجراءات منع السفر والتضييق على الصحافة غير الحكومية. كما وتضامنت مع مطالب الصحافيين المضربين عن الطعام والممنوعين من العودة لممارسة عملهم أو الذين يتعرضون لإقامة جبرية. واليوم، تواكب اللجنة العربية لحقوق الإنسان بكبير اهتمام تحركات الإعلاميين في المؤسسات الحكومية والمستقلة بخصوص أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، بعدما  تلقت رسالة من 113 مصوراً ومخرجاً وتقنياً وعاملاً في مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية يصفون فيها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعانون منها. ورغم أن هذه المجموعة ليست في الصياغة البرنامجية الثقافية والسياسية للإعلام، يتحدث العاملون والعاملات عن تسوية للأوضاع بمعيارين وفق الموالاة والاستقلالية. كذلك يشيرون إلى تهميش قطاعات هامة منهم لاعتبارات غير مهنية. وتتطرق الرسالة لقضية نظام التغطية الاجتماعية والتأمين على المرض، حيث رغم عمل بعضهم في المؤسسة منذ عشر سنوات، ما تزال هذه الحقوق الأولية غير مضمونة. سبق وأن توجه العاملون في المؤسسة الإعلامية إلى نقابة العمال والصحافيين داخل المؤسسة، وأيضاً لوزارة الأعلام ورئاسة الوزراء والهيئة العليا لحقوق الإنسان وأخيرا رئاسة الجمهورية، لكنهم لم يجدوا أي تجاوب مع مطالبهم. وإذ تعتبر اللجنة العربية لحقوق الإنسان أن الكفاءة والمهنية هي أساس التعامل مع العاملين في المؤسسات الإعلامية وليس الولاء للمسئولين، تطالب كل منظمات حماية الصحافيين وجمعيات حقوق الإنسان في العالمين العربي والغربي بالتدخل للدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعاملين في الإعلام في تونس، وبالخصوص لحماية غير المثبتين والذين لا يتمتعون بالضمانات الاجتماعية الأولية.   المصدر: موقع اللجنة العربية لحقوق الإنسان 31 ماي 2008

الأحزاب السياسية في تونس تستعد لتحديات المرحلة كل على طريقته

 

 
في ضوء الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس زين العابدين بن علي الأحزاب السياسية في تونس تستعد لتحديات المرحلة كل على طريقته محمد العربي من تونس: تشهد الساحة التونسية في الفترة الأخيرة نقاشات مكثفة تعكس الحراك الذي يعيشه  المشهد السياسي التونسي في إستعداده لمتطلبات المواعيد والإستحقاقات المقبلة. وقد تعددت في الفترة الأخيرة منابر الحوار والمطارحات السياسية التي تنشر عبر الصحافة ووسائل الإعلام بخصوص القضايا التي تهم الرأي العام والمستجدات المتعلقة بالإستعدادات الجارية على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية للإعداد للمواعيد المقبلة وفي مقدمتها الإنتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة لعام 2009. ويشير المراقبون إلى أن مختلف القوى السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية، من حزب غالبية حاكم إلى أحزاب معارضة، بدأت تحكم الإستعداد من الآن للإستحقاقات القادمة خاصة في ضوء الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس زين العابدين بن علي في عيد الاستقلال يوم 20 مارس/آذار 2008 بهدف تعزيز تعددية الاستحقاق التشريعي والرئاسي لعام 2009. وبعكس ما تروج له وجوه المعارضة الراديكالية فإن غالبية الطبقة السياسية ترى أن شروط الترشح للانتخابات الرئاسية قد أضحت تكتسي مرونة أكبر اعتبارا لكونها أصبحت تشمل رؤساء الأحزاب المعارضة غير الممثلة في البرلمان (شرط أن يكون رئيس الحزب المعارض منتخبا في تلك الخطة منذ أكثر من عامين).  إلى جانب ذلك سوف تستفيد أحزاب المعارضة من الترفيع في النسبة المضمونة لأحزاب المعارضة في مقاعد البرلمان من 20 في المئة إلى 25 في المئة من مجموع المقاعد وهو ما يمثل توسيعا لمجال التعددية في البرلمان القادم أيا كانت النتائج.   وإذا كان بعض شخوص المعارضة الراديكالية يعترضون على تنصيص القانون على ضرورة أن يكون قادة الأحزاب المترشحين منتخبين على رأس أحزابهم منذ سنتين على الأقل، فإن الناشطين السياسيين القريبين من الحزب الحاكم يرون أن قياديي المعارضة الذين تخلوا عن قيادة احزابهم، على غرار نجيب الشابي، أو هم عجزوا عن عقد مؤتمرات انتخابية لأحزابهم، مثلما هي الحال بالنسبة إلى السيد المصطفى بن جعفر، لا يمكن أن يطالبوا الدولة بقوانين «تتناسب وحالاتهم الفردية». ويتوقع الملاحظون أن تعمل المعارضة الراديكالية من أجل الإبقاء على الجدل بهذا الشأن ولو تطلب ذلك الاعتماد على بعض الدوائر السياسية والصحفية الأجنبية. وفي الأثناء اخذت الأضواء تسلط على الحزب الحاكم الذي يتأهب لعقد مؤتمره الصيف القادم في أواخر تموز/يوليو المقبل. وقد كثف التجمع الدستوري الديمقراطي ) 80 في المئة من المقاعد في البرلمان) من منابر الحوار التي يشرف عليها أعضاء الديوان السياسي أو اللجنة المركزية  للحزب، وهي حوارات تجري مع مناضلي هذا الحزب الذي تأسس عام 1934 ويضم حاليًا في صفوفه أكثر من مليوني منخرط في بلد لا يزيد عدد سكانه عن العشرة ملايين نسمة مما يعكس قدرته التعبوية بالمقارنة مع باقي أحزاب المعارضة التي تبدو عاجزة على مجاراة نسقه وغارقة في خطاب سياسي نخبوي لا يواكب في معظم الأحيان الشواغل الحياتية لمعظم المواطنين في تونس. وقد لاحظ المراقبون أن مجمل تدخلات مناضلي التجمع في إطار الحوارات الحزبية المتعددة تتركز حول المشاغل التي تمس حياة المواطن التونسي مباشرة. مثل الحفاظ على درجة الرخاء وتوفير مزيد من فرص الشغل واستحثاث نسق التنمية ومدى صلابة الاقتصاد الوطني في مجابهة انعكاس الارتفاع المتواصل لأسعار النفط وأسعار المواد الغذائية العالمية التي تورد تونس الجانب الكبير منها للاستهلاك المحلي . وتبذل الدولة جهودًا كبيرة لمجابهة هذه الارتفاعات دون المس بالطاقة الشرائية للمواطن مع الحرص على عدم السقوط في فخ التضخم عبر سياسات اقتصادية سمحت حتى الآن بألا يتجاوز معدل التضخم 3 في المئة حسب المصادر الرسمية . كما يجري أيضًا الحفاظ على دعم الدولة للمواد الغذائية الأساسية وفي مقدمتها الخبز بوساطة الآلية المعتمدة وهي صندوق التعويض لتمكين المواطن من رغيف سعره في متناول الطبقة الوسطى التي تمثل حوالى ثمانين في المئة من مجموع السكان. وقد تضاعفت الأموال المخصصة لدعم المواد الغذائية إلى ما يقارب البليون دولار بالنسبة إلى السنة الجارية 2008، إضافة إلى الأموال الأخرى المخصصة لتعويض الارتفاع المشط في أسعار النفط في العالم، حيث تضاعفت الاعتمادات التعويضية للنفط إلى أكثر من بليون دولار خلال السنة نفسه للمحافظة على سعر مدعوم ومقبول لدى الشريحة المتوسطة للسكان بالنسبة إلى البنزين والمحروقات. وتبذل الجهات الحكومية جهودًا كبيرة في مجال إعادة رسم أولويات ميزانية الدولة ومخطط التنمية الوطنية من اجل أقلمتها مع التطورات السلبية التي تشهدها أسعار المحروقات والمواد الغذائية في العالم والتي لم تسلم من تداعياتها السلبية أي من بلدان العالم في نظر المراقبين . وبالتوازي مع ذلك تسعى الجهات الرسمية إلى حث المواطنين على ترشيد استهلاك الطاقة في المنازل والمكاتب وفي الحياة اليومية وترشيد استهلاك المواد الغذائية المدعمة وتفادي التبذير والإسراف حيث تشير التقديرات أن حوالى ثلث الخبز المطروح في الأسواق يلقى به في سلة الفضلات حيث أصبح مربو الماشية والابقار يستعملونه لعلف الحيوانات.  كما تشهد تونس منذ أكثر من شهرين استشارة وطنية عليا حول الشباب دعا إليها الرئيس بن علي سعيا منه إلى تطوير الخطاب السياسي وإدماج الشباب ضمنه وتأكيدا لهدف مزيد التواصل مع الشباب وتأطيره وحثه على المشاركة في الحياة العامة وخاصة السياسية منه. وقد شهدت منابر الحوار التي عقدت مع الشباب في مختلف جهات الجمهورية التونسية مناقشات صريحة جدًا حول كل شواغل الشباب. وتفيد المصادر القريبة من الهيئة الوطنية المشرفة على تنظيم الاستشارة أن فضاءات الحوار قد استقطبت إلى غاية نهاية مايو 2008 أكثر من 150 ألف شاب استطاع أن يتطارح خلالها شباب تونس القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وثقافية والحضارية والفكرية والمرجعية دون أي قيد أو حدود، مما سمح بالخروج باستنتاجات ستساعد على تحديد الاستراتيجية الوطنية المستقبلية في مجال التربية والتكوين والتشغيل والتأهيل والترفيه الموجهة للشباب والتي ستتوج في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 باعتماد ميثاق شبابي يعكس طموحات ومشاغل الشباب التونسي.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 30 ماي2008)

 
 

كلية العلوم الاقتصادية بالمهدية دار لقمان على حالها

 
إن المتأمل في ما يحدث في كلية العلوم الاقتصادية بالمهدية منذ تولى السيد الهاشمي خواجة مهام العمادة يلاحظ تناقضات عديدة ومحاباة واضحة لبعض الاساتذة وتغاضيا من طرف جامعة المنستير بصفة محيرة وتتجلى هذه اللخبطة في عديد المظاهر نذكر منها:  تناقضات  مع  تمشي  الوزارة  في  برنامج  أمد  وجودة  التعليم العالي: تعمد العميد تغييب رؤساء الاقسام واقصائهم من بلورة مشاريع الاجازات من السنة الجامعية الحالية بعد ما رفض ارسال مقترحاتهم للوزارة في سنتي 2006 و2007 وهو امر غريب يناقض توجه الوزارة نحو التشاور عند بعث الاجازات هذا مع الاشكال الذي سيطرحه في السنة الجامعية القادمة مثل هذا الانفراد بالقرار وذلك في ما يخص المواد المبرمجة للتدريس والتصرف في توزيع المواد على الاساتذة حيث لم تعد تتماشى اختصاصاتهم مع الاجازات المبرمجة حديثا. من جهة اخرى لا يفوت أي استاذ او طالب ملاحظة الاكتظاظ داخل مجموعات الدروس المسيرة التي تفوق احيانا 40 طالبا كذلك برمجة عدد المواد بصفة آنية ومتسرعة دون دراسة مسبقة وأحيانا بعد انطلاق الدروس وذلك لاسباب واهية مما أثر في تركيز الطلبة والاداء البيداغوجي للاساتذة.  تجاوز  الدور  الاستشاري  للمجلس  العلمي: خلافا لما تتجه فيه الوزارة من تدعيم للدور الاستشاري والعمل الجماعي لتحسين الجودة في المنظومة الجديدة أمد فإن السيد الهاشمي خواجة عرف بتسلط واضح وانفراد بالقرار حيث ان الاجتماعات النادرة للمجلس العلمي اصبحت مسرحيات لاضفاء الديكور وشرعنة قرارات العميد وهي اجتماعات تجتمع دون النصاب القانوني  لا دور لها سوى تزكية ما يريده العميد.  محاباة  بعض  الاساتذة: ارتأى العميد إحاطته ببعض الاساتذة الذين لا همّ لهم سوى الامتيازات الشخصية ولا هاجس لهم سوى ما يجمعونه من ساعات إضافية وسفرات… هي فئة معلومة من طرف الجميع، يحاربون النشاط النقابي في السرّ والعلانية ويباركون قرارات العميد ما دامت مصالحهم محفوظة وامتيازاتهم غير مستحقة الا لو اعتمدنا معيار التزلف والمجاملة، يتمتعون بما شاؤوا من الساعات الاضافية و لا يؤمنون ما يقابلها من ساعات مراقبة الامتحانات. هكذا هم الاساتذة طبقتان متمايزتان لا على أساس الكفاءة بل على أساس الولاء للعميد، جداول أوقاتهم مبرمجة على مقاسهم ووفق اهوائهم وموادهم المدرسية لا تبرمج الا بعد أخذ رأيهم، يدرسون الماجستير ويشكلون لجان الامتحان…  الجامعة  تدعم  المحاباة  وتهضم  حقوق  المتعاقدين: تغض جامعة المنستير الطرف عن كل التجاوزات التي تقع في كلية المهدية، بل اكثر من ذلك في غياب اي معيار منطقي، تكلف بعضهم بالتكوين البيداغوجي وغيرهم أكفأ منهم، تسند لهؤلاء مهمة التدريس ببرنامج 21/21 دون ان تفتح لذلك طلب ترشح قانوني او حتى إعلام لمجمل الاساتذة فهل ان هذه المهام حكر على اصحاب الولاء. أليست أموالهم التي يتقاضونها من أموال المجموعة وللمجموعة حق فيها؟  لقد أجابت جامعة المنستير عن هذا السؤال بالنفي وذلك من خلال وضعية هي من الالتباس بمكان ومن الغرابة بحيث لا تصدق لو لم يكن المعنيون بها شاهدين عليها ذلك ان العميد او كل مهمة تدريس دروس نظرية وتطبيقية لعدة اساتذة متعاقدين كانوا قد انهوا عقودهم منذ السداسي الاول، ويدرسون في السداسي الثاني بصفة عرضية غير أنهم تفطنوا خلال هذا السداسي، انهم يعملون دون مقابل حيث يئسوا من خلاص الساعات الاضافية بعنوان سنة 2007 ويبدو ان الامر سيتكرر معهم هذه السنة اما عن الجامعة ومن تحتها العميد فلا هم لهم سوى استمرارية العمل ولا يهم ان كان هؤلاء الاساتذة سترصد لهم اعتمادات ام لا خاصة ان وضعيتهم القانونية هشة ولا يُخشى من ردة فعلهم. لكل ما سبق لسائل ان يتساءل اي مستقبل ننتظره في ظل مثل هذه الاساليب في الادارة؟ نزار الحمروني المصدر جريدة الشعب بتاريخ 24 ماي 2008


 
 

معتنقو الإسلام في تونس

   

 
تونس-  واس أعلن 212 اجنبيا اعتناقهم الدين الإسلامي أمام مفتي الجمهورية التونسية منذ بداية العام الميلادى الحالى وفق معلومات ديوان الإفتاء فى تونس . وينتمى هؤلاء الاشخاص الذين يفدون الى تونس لاعلان اسلامهم وتلقى المبادئ والتعاليم الاساسية للدين الحنيف الى الجنسيات الفرنسية والإيطالية والالمانية والبلجيكة والسويسرية والهولندية . يذكر ان عدد معتنقي الدين الإسلامى من الاجانب في تونس بلغ السنة الماضية 495 شخصا فيما بلغ هذا العدد 3214 شخصا منذ عام 2000.   المصدر: وكالة الأنباء السعودية بتاريخ  31  مايو 2008 
 
 

الراية:حياة رائد نهضة تونس كما يراها المؤلفون: مسيرة بورقيبة بدأت من الإعلام واصطدمت مع الدين

 

 
جند الإعلام لفضح سياسات الاستعمار وبعد الحكم بقي علي قطيعة معه تعامل مع الدين بالنفعية والبراغماتية لتحقيق الدولة العلمانية تجاوز الخطوط الحمراء عندما أمر بعد صيام شهر رمضان   تونس- الراية – إشراف بن مراد: اهتم عديد من الكتّاب والباحثين في الفترة الأخيرة بعلاقة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة (وهو أول رئيس للجمهورية التونسية و يعتبر مؤسس الدولة الوطنية و تونس الحديثة) بعدة مسائل كالدين و الإعلام نظرا لمواقفه المثيرة للجدل. بورقيبة و الإعلام من بين الكتب التي طرحت علاقة الزعيم الحبيب بورقيبة بالإعلام نذكر كتاب الصحفي خالد الحداد الذي جاء بعنوان بورقيبة والإعلام:جدليّة السّلطة والدعاية .ويتضمّن الكتاب بحثا وثائقيّا وتاريخيّا وتحليليا لخطاب الرئيس الحبيب بورقيبة حول الإعلام، إلي جانب شهادات تاريخيّة مهمّة من خلال عدد من الأحاديث الّتي أجراها مؤلّف الكتاب مع عدد من الوزراء وكتاب الدولة للإعلام (مصطفي الفيلالي، محمّد الصيّاح، مصطفي المصمودي، الطاهر بلخوجة)، وعدد من الصحافيّين والإعلاميّين الذين عايشوا العهد البورقيبي (عبداللطيف الفوراتي، عبد الحميد بن مصطفي، صلاح الدّين الجورشي، وحيد براهم، بلحسن بن عرفة).   وقد اشتمل الكتاب الذي جاء في 344 صفحة علي خمسة أبواب حاول خلالها الكاتب ضبط أهمّ ملامح  المشروع الاتصالي للرئيس بورقيبة منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلي حدود سنة 1987 :   الباب الأوّل/ بورقيبة والإعلام: منطلقات وأهداف   الباب الثاني/ علاقة بورقيبة بالإعلام : قراءة تاريخيّة   الباب الثالث/ الرئيس بورقيبة والإعلام: التمثّل والممارسة   الباب الرابع/ الإعلام البورقيبي في عيون مُعاصريه   الباب الخامس/ بورقيبة والإعلام: قراءة تأليفيّة     وعبر مختلف هذه الأبواب، حاول مؤلّف الكتاب تتبّع جملة المراحل والتطوّرات الّتي ميّزت تعاطي الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة مع المسألة الإعلاميّة منذ كان كاتبا صحفيّا ومديرا لجريدة لاكسيون وعلي علاقة وطيدة بمختلف الفاعلين في الحقل الإعلامي محلّيا وإقليميّا ودوليّا خلال الحقبة الاستعماريّة  إلي حين تولّيه رئاسة الدولة التونسيّة المستقلّة، إذ وبقدر  ما التجأ الزعيم بورقيبة إلي الإعلام لفضح السياسة الاستعماريّة وكشف مخطّطاتها للهيمنة واستغلال مقدرات الشعب التونسي، بقدر ما تملّكته نزعة أخري عند تولّيه الحكم فوجدت العديد من التناقضات خاصّة علي مستوي الممارسة.   ومع تحليله بصفة علميّة مدروسة للخطاب البورقيبي الّذي تناول الملف الإعلامي ومتابعته لجملة من المواقف والقرارات حيال نفس الموضوع، جمّع الكاتب العديد من المعطيات والحقائق ذات الصلة بالواقع الّذي مرّ علي المشهد الإعلامي الوطني طيلة الحكم البورقيبي وذلك من خلال الأحاديث المذكورة مع عدد من الفاعلين في المشهد الإعلامي من مسؤولين في الدولة وصحافيّين عاملين في مختلف الوسائل الإعلاميّة المكتوبة والمرئيّة والمسموعة ،المستقلّة منها والعموميّة والحزبيّة المعارضة والقريبة من الحزب الدستوري، وذلك في محاولة لفهم  طبيعة التمثّلات  الّتي كانت للرئيس بورقيبة حول الإعلام.   و للكتاب ميزة خصوصيّة، إذ لم يسبق الكتابة عن هذا الموضوع بهذه الرؤية الشاملة والمجمّعة، إذ تطرّق مؤلفون آخرون إلي الإعلام البورقيبي من خلال زاوية تاريخيّة توثيقيّة أو من خلال بوابّة سياسيّة صرفة في إطار قراءة معطيات حرب الخلافة والصراع بين الدولة البورقيبيّة ومعارضيها من مختلف المشارب والتوجّهات، وكان هذا الكتاب متفرّدا من خلال تخصيصه كامل الأبواب والفصول إلي المسألة الإعلاميّة وفق ضوابط علميّة ومنهجيّة أكّدت عليها مبادئ علوم الإعلام والاتصال، هذه العلوم الّتي ما تزال حديثة العهد وتسعي إلي التواجد الحقيقي ضمن المسارات المختلفة للعلوم الإنسانيّة الكونيّة.   بورقيبة و الدين من بين البحوث التي تناولت علاقة بورقيبة بالمسألة الدينية نذكر كتاب الشاعرة و الباحثة آمال موسي بورقيبة و المسألة الدينية الذي جاء ضمن سلسلة مقالات عن دار سراس التونسية للنشر. ويعالج الكتاب علاقة خطاب بورقيبة السياسي بالمسألة الدينية تحديدا، وكيفية تعامل الخطاب السياسي مع الدين نصا وعقيدة وسلوكا، أي علاقة الخطاب الرسمي مع الممارسة الاجتماعية للدين، في الفترة الممتدة من سنة الاستقلال 1956الي 1987تاريخ انتهاء مرحلة الحكم البورقيبي.   ولقد طرح الكتاب الإشكالية التالية : كيف تغيّر وتراوح الخطاب السياسي في تونس إزاء المسألة الدينية، بين علمانية الموقف والتوظيف السياسي والي أي حد طغي التوتر في علاقة السياسي بالديني؟؟   أما المتن المنتقي والمتضمن لثلاثة وعشرين خطابا مثلت المادة الرئيسية لتحليل المضمون، فقد اشتمل علي ثلاثة أنواع من الخطب وهي خطب بورقيبة بمناسبة المولد النبوي الشريف بجامع الزيتونة أو بغيره من المساجد، وخطب ألقيت في مناسبات سياسية أو في افتتاح بعض المؤتمرات، وأخري ألقاها بورقيبة في رحلاته إلي السعودية وتركيا وموريتانيا.   ولقد اتبعت الباحثة في اختيار المتن ثلاثة مقاييس أولها حدثي آني ومقياس ثان يتعلق بالجمهور الموجّه إليه الخطاب واتصل المقياس الثالث والأخير بالمجالات ذات العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بالمشروع المجتمعي التحديثي. ووزعت قائمة الخطب علي مرحلتين: المرحلة الأولي من 1956 إلي منتصف السبعينيات، وهي مرحلة بناء الدولة الحديثة وتفكيك الهياكل التقليدية في المجتمع التونسي. والمرحلة الثانية تبدأ من منتصف السبعينيات إلي منتصف الثمانينيات، وهي الفترة التي حصل فيها فشل تجربة التعاضد وبداية ظهور المعارضة الإسلامية والليبيرالية.   وأشارت الكاتبة إلي أن طبيعة المشروع البورقيبي هو سياسي حاول من خلاله أن يغالب المشروع الفكري مما جعل الخطاب السياسي البورقيبي تطغي عليه ظاهرة التناقض واعتبرت ذلك إفرازا طبيعيا لما يسمي بالتوظيف السياسي لمسوغات دينية. ورأت في دعوة بورقيبة الشهيرة الناس في تونس للإفطار خلال شهر رمضان علامة بارزة لتوظيف الدين للسياسة حين قال بورقيبة إن ذلك بمثابة الجهاد الأكبر في معركة التقدم التي تخوضها البلاد.   وكان بورقيبة قد دعا في بداية فترة الثمانييات التونسيين إلي الإفطار حينما اشتد الحر في فصل الصيف في مسعي لحثهم علي مضاعفة الجهود في العمل ووصف ذلك بأنه جهاد في سبيل تقدم البلد.واستشهد بورقيبة آنذاك بان النبي محمد ÷ رسول العمل والجهاد وان الرسول أعطي الأولوية لشؤون الدولة عندما تكون في حاجة لمزيد القوة. وانتفض آنذاك عديد من التونسيين خصوصا في مدينة القيروان علي تلك الدعوة واعتبروها مخالفة لشريعتهم الإسلامية واتهموه بأنه عدو للإسلام. لكن آمال موسي أشارت في كتابها أيضا أنّ بورقيبة اخضع السياسي لما هو ديني أحيانا مثل إظهار اهتمامه بالدين الإسلامي وفتح الجامعة التونسية للطلاب للتفقه في الدين بدافع المراوغة والمناورة والتكتيك السياسي. حتي أنها عزت خطاب بورقيبة الإسلامي لظهور معارضة دينية قوية منذ بداية فترة السبعينيات.   وقالت في كتابها تأكدت حاجة خطاب بورقيبة السياسي إلي تكثيف استعمال شكل آخر من المزايداة الانتمائية وإظهار انبهاره بالقيم الإسلامية وإشادته بتفوق الدين الإسلامي علي بقية الأديان التوحيدية . ويوصف بورقيبة بأنه أب تونس الحديثة حيث كانت له الجرأة في إصدار أول مجلة للأحوال الشخصية في العالم العربي تقر منع تعدد الزوجات بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان استقلال تونس عن مستعمرتها السابقة فرنسا.   غير أن الكاتبة اعتبرت الخطاب السياسي عند بورقيبة لا ينطلق من مواقف دينية ثابتة بل إن الموقف من المسألة الدينية قابل للتحول وللانقلاب عليه إن حتمت النفعية ذلك.   وتستدل موسي في كتابها بشهادة لرئيس الوزراء الأسبق محمد المزالي الذي اعتبر أنّ بورقيبة حاول توظيف الدين الإسلامي في المساواة في الإرث بين الرجال والنساء لكنه لم يفلح. ونقلت موسي عن المزالي قوله أراد بورقيبة أن يسوي الإرث بين الرجل والمرأة فلم يجد أي آية قرآنية وأجابه رجال الدين بأن القران صريح في هذه المسالة .   ويضيف المزالي لقد قال لي بورقيبة عدة مرات بأن قضية المساواة في الإرث بقيت في القلب وأنه رغم محاولاته لم يجد آية قرآنية تمكنه من تحقيق حلمه . وخلصت الكاتبة إلي أنّ تعاطي بورقيبة مع الدين يتصف بالنفعية وبالأسلوب الانتقائي. واعتبرت أن مثل هذه الأوصاف تعني بأن شروط تحقق الدولة العلمانية التي تفصل بين السلطة الروحية والسلطة السياسية غير متوفرة.   و انتهت الباحثة بعد التحليل إلي الإقرار أنه من الصعب معرفيا الاطمئنان لفرضية علمانية الموقف البورقيبي لافتقادها لفلسفة مادية مطلقة. فالسائس، يتراوح بين ضرورة حشر الدين في المجال الشخصي وإقصائه عن المجال الاجتماعي، ثم سرعان ما يتناقض ويوظفه في الدعوة إلي بعض أفكاره وفي صراعه ضد شيوخ الزيتونة و ظهور الإسلام الراديكالي. هناك حنكة سياسية في استبطان عكس الظاهر والمنطوق به، والانصياع الظرفي لموقف مقيد بملابسات معينة.   ومن هذا المنطلق استنتجت آمال موسي أن تعاطي بورقيبة مع الدين يتصف بالنفعية والبراغماتية وبالأسلوب الانتقائي والواقعية. ومثل هذه الأوصاف تعني بأن شروط تحقق الدولة العلمانية التي تفصل بين السلطة الروحية والسلطة السياسية غير متوفرة.ولا تتجاوز علاقة الدولة بالدين حدود التوظيف ولا تحمل أية اعتبارات فكرية وسياسية.لذلك فان ظاهرة التناقض في الخطاب وجدلية التخفي والتجلي والتواصل والتمايز، كلها تندرج في إطار التكتيك السياسي وتلبي مصالح الدولة وتستجيب لمقتضيات التعبئة السياسة.   وخلص الكتاب إلي أنه بقدر ما يصح نسبيا علي تجربة بورقيبة وصفها بالتحديثية فإنه في المقابل يصعب وصفها بالعلمانية الكلية، وربما يعود ذلك إلي ضرورة تعتق شروط العلمانية مع الزمن والأجيال وتراكم الخبرات والممارسة.علما بأن التفكير بعيداعن أية خلفيات في تصور بورقيبة الخاص للدين الإسلامي قد يكون مهما معرفيا ومدخلا مغايرا لاكتشاف صورة المفكر الثوري الذي خذلته طبيعة مادة الخطاب السياسي، الذي ينتصر للواقعي والآني.   الحبيب بورقيبة :مؤسس تونس الحديثة   وُلِدَ بورقيبة سنة 1903 في عائلة متواضعة ماديًّا واجتماعيًّا في حي الطرابلسية بمدينة المنستير الساحلية، لم يكن للأسرة ما يميزها عن بقية الأسر التي تحاول أن ترتقيَ إلي الطبقة الوسطي بصعوبة ملحوظة، فوالده كان يعيش حياة الكفاف من معاشه ومن المقدار الزهيد الذي يتقاضاه من عمله كخبير فلاحي، وكان أمل الوالد أن يتمكن ابنه الصغير من الحصول علي شهادة التعليم الابتدائي مثل إخوته حتي يُعْفَي من الخدمة العسكرية التي كانت تُفْرَض علي كل تونسي لم يسعفه الحظ للحصول علي هذه الشهادة.   حرص الوالد علي إدخال الحبيب إلي فرع المدرسة الصادقية التي بناها المُصْلِح خير الدين التونسي بهدف تكوين كوادر تستجيب لحاجيات الإدارة الحديثة، هناك اجتهد الطفل حتي تمكن من الحصول علي شهادة البروفي في اللغة العربية، لكن إصابته بمرض السُّل جعلته ينقطع عن الدراسة لمدة سنتين تقريبًا وفي المستشفي اطلع علي كتاب تونس الشهيدة الذي ألَّفه الزعيم عبدالعزيز الثعالبي، ذلك الشيخ الزيتوني المُجَدِّد ومؤسس الحزب الدستوري الذي سيلتحق بورقيبة بصفوفه وقيادته فيما بعد.   بعد فترة النقاهة، تحدَّي الشاب – الذي بدت عليه علامات القيادة والطموح – أوضاع الفقر، وتَمَكَّن بفضل مساعدة أحد إخوته من مواصلة الدراسة بمعهد كارنو الفرنسي الذي تخرج منه ولا يزال آلاف المثقفين التونسيين ذوي التكوين اللغوي المتين في مادة الفرنسية، ولم تمض ثلاث سنوات فقط حتي برز في العلوم الرياضية والأدب والفلسفة، وهي المواد التي سيعتبرها فيما بعد أساس التربية الحَقَّة ومحور تهذيب العقل .   إن انتماءه الاجتماعي الفقير، والصعوبات التي مَرَّ بها خلال دراسته الأولي، جعلته لصيقًا بالشعب وهمومه، ومعاديًا للسياسة الاستعمارية، ومعجبًا بالثقافة الفرنسية إلي حد الافتتان. لم يدرس في جامع الزيتونة، لكنه تَعَلَّم عند أساتذة من شيوخ في الزيتونة، وعندما تحدَّث عنهم في بعض خطبه، قدمهم في صورة مهزوزة ومضحكة تَنُمُّ عن استخفاف واحتقار لهم مقابل النموذج الآخر ممثلاً في الأساتذة الفرنسيين،   سافر بورقيبة إلي باريس حيث زاول التعليم العالي بكلية الحقوق وبمعهد الدراسات السياسية فحصل علي الإجازة في الحقوق سنة 1927 والشهادة العليا من معهد الدراسات السياسية.   ولدي عودته إلي تونس مارس مهنة المحاماة. وبالتوازي مع نشاطه شارك في كتابة عدد من الفصول في الصحافة الوطنية التي كانت تصدر آنذاك مثل صوت التونسي و اللواء التونسي .وفي أول نوفمبر 1932 أصدر جريدة لاكسيون تونيزيان مع جمع من رفاقه وكان مديرا لها.   وعلي إثر انعقاد مؤتمر الحزب الحر الدستوري في 12 ماي 1933 أصبح عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب لكنه استقال منها يوم 9 سبتمبر 1933 بعد أن وجّهت إليه لوما شديدا بسبب مشاركته في وفد أعيان المنستير الذي ذهب إلي قصر الباي للاحتجاج علي موقف عامل المنستير الذي رخّص في دفن ابن أحد المتجنسين بمقبرة المسلمين في هذه المدينة.   وسعي بعد ذلك إلي شرح سبب استقالته من اللجنة التنفيذية إلي أن استقرّ الرأي علي عقد مؤتمر استثنائي بقصر هلال يوم 2 مارس1934 تمخّض عن حلّ اللجنة التنفيذية وتكوين ديوان سياسي يضم كلا من الدكتور محمود الماطري رئيسا والحبيب بورقيبة كاتبا عاما والطاهر صفر والبحري قيقة وامحمد بورقيبة أعضاء.   وفي أواسط الثلاثينيات وبعد تسمية بيروطون مقيما عاما بتونس تصاعد الاضطهاد الاستعماري في البلاد فتمّ إبعاد الوطنيين إلي الجنوب التونسي ونفي الزعيم الحبيب بورقيبة وبعض رفاقه إلي قبلّي ثم إلي برج لبوف .   وتواصلت المقاومة الوطنية بأشكال مختلفة إلي أن تمّ الإفراج عن الزعماء المبعدين بعد صعود الجبهة الشعبية إلي السلطة بفرنسا (3 ماي 1936) برئاسة ليون بلوم ، وعادوا إلي النضال وتحرّك الديوان السياسي من أجل تحقيق المطالب الوطنية إذ أن الحكومة الفرنسية لم تف بوعودها، واحتدت الأوضاع خصوصا علي إثر مؤتمر نهج التريبونال في أواخر سنة 1937 الذي أعلن عن سحب الثقة من الحكومة الفرنسية بسبب توجهاتها المناقضة لوعودها.   ودخلت الحركة الوطنية في أحداث دامية بلغت ذروتها يوم 9 أفريل 1938، وإثرها تمّ اعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه فقضي مدة في السجن المدني وكذلك العسكري حيث أجري معه تحقيق مطوّل في قضية التآمر علي أمن الدولة، وتمّ نقله إلي سجن تبرسق ثم إلي السجون الفرنسية.   وكان لدعوته إلي الوقوف إلي جانب الحلفاء ضدّ قوات المحور في 8 أوت 1942 أثر في استرجاعه حريته في أفريل 1944.وفي مارس 1945 قرّر الزعيم الحبيب بورقيبة الهجرة إلي القاهرة حيث يوجد مقر جامعة الدول العربية قصد التعريف بالقضية الوطنية التونسية. وساهم مع عبد الكريم الخطابي في تأسيس مكتب المغرب العربي بالعاصمة المصرية ومنها سافر إلي نيويورك في ديسمبر 1946 للتعريف بالقضية التونسية في الأمم المتحدة.   وشعورا منه بأهمية الكفاح التحريري من الداخل عاد إلي تونس في سبتمبر 1949 قبل أن يسافر إلي فرنسا لكسب أنصار داخل اليسار الفرنسي ولزيادة التعريف بالحركة الوطنية، وأعلن عن برنامج السبع نقاط، وكان مهتما بالتجربة الأولي في التفاوض فساند مشاركة الزعيم صالح بن يوسف في حكومة شنيق التفاوضية، ولكن النتيجة لم تكن كما يرتضيه الوطنيون فكانت مذكرة 15 ديسمبر 1951 التي تفرض السيادة المزدوجة علي التونسيين، فرفضها الزعيم الحبيب بورقيبة علنا، وكانت من بين الأسباب في اندلاع الثورة المسلحة يوم 18 جانفي 1952 وهو التاريخ الذي انعقد فيه سرا المؤتمر الاستثنائي للحزب، الذي منعه المقيم العام جون دي هوتكلوك، وأعلن عن المطالبة بالاستقلال.   وقد تمّ إبعاد الزعيم الحبيب بورقيبة إلي طبرقة ثم إلي جالطة حيث بقي عامين وكان يواصل من منفاه الاتصال بالوطنيين ويحثهم علي الصمود والاستمرار في الكفاح.وبعد رفض إصلاحات بيار فوازار في 4 مارس 1954 تمّ نقله إلي جزيرة قروا وإلي أماكن قريبة من باريس حيث كان يتابع تطوّر القضية التونسية. وفي 18 يونيو 1954 أسند الحكم في فرنسا إلي بيار منداس فرانس، وكان خطابه بقرطاج يوم 31 يوليو 1954 الذي أعلن فيه اعتراف حكومة باريس باستقلال تونس الداخلي، وتشكّلت وزارة التفاوض بمشاركة ثلاثة أعضاء من الحزب الدستوري الجديد وأمضيت وثيقة الاستقلال الداخلي في 3 يونيو 1955.   لكن خلافا كبيرا جدّ بين الزعيم الحبيب بورقيبة وبين الكاتب العام للحزب الزعيم صالح بن يوسف الذي كان يعتبر اتفاقيات الحكم الذاتي خطوة إلي الوراء، واحتدّ هذا الخلاف متسببا في تقسيم صفوف المناضلين وزعزعة الوحدة الوطنية، وتمّ حسمه في مؤتمر الحزب بصفاقس في 15 أكتوبر 1955 لفائدة بورقيبة. ولم تلبث الظروف التاريخية أن ساعدت التونسيين علي المطالبة بالاستقلال التام، ودخلت الحكومة التونسية في مفاوضات آلت بسرعة إلي توقيع بروتوكول 20 مارس 1956.   وتمّ انتخاب المجلس القومي التأسيسي يوم 8 أبريل 1956، وكان الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس له. ثمّ كلّف بتشكيل أوّل حكومة وطنية يوم 14 أبريل 1956. وفي 25 يوليو 1957 تمّ الإعلان عن النظام الجمهوري وتكليف الحبيب بورقيبة برئاسة الجمهورية.   وواصل منذ ذلك التاريخ تخليص البلاد من رواسب الاستعمار.وأقرّ مؤتمر بنزرت تعايش القطاعات الثلاثة العام والخاص و التعاضدي، لكن فترة التعاضد كادت أن تقضي علي اقتصاد البلاد، فما كان منه إلا أن غيّر الاتجاه الاقتصادي بداية من أكتوبر 1969.   وبناء علي ذلك انعقد مؤتمر المنستير للحزب الاشتراكي الدستوري في 11 أكتوبر 1971 لكن المنحي الذي توخاه لم يكن ليرضيه. فانعقد مؤتمر ثان في المنستير أيضا يوم 12 سبتمبر 1974 أقرّ تنقيح الدستور لإسناد الرئاسة مدي الحياة إلي الزعيم الحبيب بورقيبة.   ولئن عرفت البلاد التونسية خلال السبعينيات انتعاشة اقتصادية تعزي إلي انتهاج سياسة التحرر الاقتصادي التي أرساها المرحوم الهادي نويرة، فإن تونس لم تكن مع ذلك بمنأي عن الهزات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تفاقمت في أواسط الثمانينات علي وجه الخصوص. وممّا زاد الأمر تعقيدا تقدّم الزعيم الحبيب بورقيبة في السن واستفحال مرضه وعجزه عن تسيير دواليب الدولة، مما غذّي أطماع المتكالبين علي السلطة من حوله. فدخلت البلاد في أزمة سياسية واجتماعية خانقة زادها تدهور الحالة الاقتصادية خطورة.   في المقابل،يري المؤرخون أنّ بورقيبة تجاوز الخطوط الحمراء عندما أمر التونسيين بعدم صيام شهر رمضان بحجة أن التنمية الاقتصادية هي بمثابة الجهاد الأكبر ، وبما أنه ولي أمرهم أفطر أمامهم في حركة استعراضية، لقد أحدث ذلك رَجَّة قوية في تونس وفي العالم الإسلامي، مما أفقده ثقة قطاعات واسعة من التونسيين، وجلب عليه تهمة الكفر والمروق من الدين.   كان بورقيبة شديد الإعجاب بأتاتورك، غير أنه أخذ عليه أنه صرّح في الدستور التركي بالعلمانية، ورأي أنّ الأصوب أن يعلن الحاكم الإسلام في الدستور، ويلجأ في الواقع إلي تطبيق المنهج العلماني حتي لا يتهم بمعاداة الدين ولا تنشأ حياة دينية بعيدة عن الدولة.   أصدر عام 1956 قانونًا يقضي بتحريم تعدد الزوجات، وقانونًا ثانيًا يحرم زواج الرجل من مطلقته التي طلّقها ثلاثًا بعد طلاقها من زوج غيره، وثالثًا يبيح التبني الذي حرَّمه القرآن، ثم ألغي المحاكم الشرعية، وأغلق الديوان الشرعي، ووحّد القضاء التونسي وفق القوانين الفرنسية.   يقول المؤرخون إنه في مقابل هذه المواقف العدائية برزت تونس كدولة حداثية، لفتت أنظار العالم بما تمتعت به نساؤها من حريات استثنائية في العالم الإسلامي، كما راهن بورقيبة علي التعليم، حيث أصبحت وزارة التربية تتمتع بأضخم ميزانية مقارنة ببقية الوزارات، هذا الرهان جعل تونس تمتلك منذ وقت مبكر نخبة فنية متخصصة جيدة، كما وضع بورقيبة ثِقَلَه لإنجاح خطة تنظيم الأسرة والنسل، ورغم الجدل والمقاومة السلبية، إلا أن ذلك مَكَّن الدولة من التحكم في النمو الديموغرافي.   من جهة أخري اعتمد بورقيبة كثيرًا علي تدعيم الطبقة الوسطي من خلال وضع سياسة اجتماعية فعالة وشعبية خاصة في مجالات الأجور والصحة والخدمات والتعليم المجاني.   أما علي صعيد السياسة الخارجية، فقد تحالف بورقيبة مع الغرب دون أن يدخل في نزاع مع الاتحاد السوفييتي، وبني علاقات جيدة مع الأنظمة الملكية والخليجية رغم الحملة الشرسة التي قادها ضد النظام الملكي في تونس ورموزه.   المصدر: جريدة الراية ( يومية – قطر) بتاريخ 31 ماي 2008


 
 
 

الجامعة العربية تشكو تجاهل ممثلي الفضائيات العربية لإبداء آرائهم حول وثيقة البث الفضائي

 

 
عقدت لجنة العمل الممثلة للجنة الدائمة للاعلام العربى اجتماعا الأربعاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة رئيس اللجنة أمين بسيونى ومشاركة ممثلى وزارات الإعلام العربية والإتحادات العاملة فى مجال الإعلام. وخصص الإجتماع لمناقشة المقترحات التى وصلت الجامعة العربية من ممثلى الفضائيات العربية حول آلية تنظيم البث الإذاعى والتليفزيونى الفضائى فى المنطقة العربية وذلك تمهيدا لإنعقاد الإجتماع القادم للجنة الدائمة للإعلام العربى يوم 15 يونيو المقبل لبلورة هذه الآلية المقترحة لرفعها فى شكل توصيات الى اجتماع وزراء الإعلام العرب لدراستها يوم 18 يونيو القادم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية . وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون الإعلام السفير محمد الخمليشى فى تصريحات للصحفيين إن ما تلقته الجامعة العربية من مرئيات ممثلى الفضائيات العربية سواء العامة أو الخاصة بشأن آلية تنظيم البث الإذاعى الفضائى هو حصيلة ضعيفة وأضاف إن اللجنة طلبت وحثت اتحاد الإذاعات العربية أن يطلب من اللجنة العليا للتنسيق بين الفضائيات العربية أن تبدى مرئياتها كتابة وذلك خلال الإجتماع المقبل للاتحاد فى تونس يومى 12 و13 يونيو المقبل حتى يمكن عرض هذه المقترحات كاملة على اجتماع لجنة الإعلام العربى يوم 15 يونيو القادم. وفى السياق ذاته، أبدى الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون الإعلام السفير محمد الخمليشى استغرابه لتقاعس ممثلى الفضائيات عن إبداء مرئياتهم بشأن آلية تنظيم البث رغم الإنتقادات الكثيرة التى وجهتها هذه الفضائيات لوثيقة مبادىء تنظيم البث التى أقرها وزراء الإعلام العرب فى اجتماعهم الأخير. وقال الخمليشى إنه رغم أن الوثيقة شاملة وتتضمن الكثير من الإيجابيات إلا أن الفضائيات الخاصة ركزت على السلبيات فقط. من جانبه.. قال مدير إدارة الإعلام العربى بجامعة الدول العربية ومسئول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب الدكتور محمود عبد العزيز إن الإجتماع خصص لإستعراض ماتم من خطوات فى سبيل تنفيذ قرار وزراء الإعلام العرب الخاص بدعوة مؤسسات الإعلام العربية إلى إبداء مرئياتها بشأن آلية تنظيم البث الفضائى فى ضوء الوثيقة التى تتضمن مبادئ ومعايير البث. وأضاف إن الجامعة العربية استطلعت مرئيات وزارات الإعلام العربية وكذلك مقترحات المؤسسات الإعلامية العربية المعنية، كما استعرضت اللجنة خلاصة جلسة الإستماع التى عقدت لممثلي بعض القنوات الفضائية وذلك حتى تتمكن اللجنة الدائمة للإعلام العربى فى اجتماعها المقبل يوم 15 يونيو المقبل من بلورة مشروع آلية تنظيم البث لرفعها لوزراء الإعلام يوم 18 يونيو المقبل لدراستها. وأوضح أن الجامعة العربية تلقت عشرات المرئيات التى تتناول الأفكار حول شكل الآلية المقترحة وهل ستكون جهازا مستقلا أو لجنة أو هيئة مستقلة ومرجعية هذه الآلية.   المصدر: موقع جريدة الشعب التي يصدرها حزب العمل المصري بتاريخ 31 ماي2008  


 

 

البنك الدولي: تحديات إجرائية تعطّل الاستثمار في تونس

 

 
  تونس – خدمة قدس برس  أظهر تقرير « ممارسة أنشطة الأعمال » الذي يصدره البنك الدولي و مؤسسة التمويل الدولية أنّ أصحاب الأعمال في تونس لا يزالون يواجهون صعوبات تتعلق بالإجراءات والإطار القانوني والإداري. وسجّل التقرير تأخرا في مجال حماية المستثمرين، حيث احتلت تونس المرتبة 147 دوليا من جملة 178 دولة شملها التقرير. ويتفاقم التأخر في إجراءات دفع الضرائب (المرتبة 148) وفي التجارة عبر الحدود (المرتبة 128) وفي توظيف العاملين (المرتبة 113). وأظهرت النتائج تحسّنا في مناخ الأعمال في تونس من خلال تخفيض ضريبة أرباح الشركات وتوسيع نطاق المعلومات الائتمانية وتخفيض إجراءات تسجيل الملكية. لكن يشير التقرير إلى بطئ إجراءات استخراج التراخيص (المرتبة 96) والحصول على الائتمان (المرتبة 97).:. وقد قام التقرير برصد التحديات التي تواجه بدء المشاريع وعدد الإجراءات ومدتها والتكلفة التي تواجه الشركات لتتوافق مع المتطلبات القانونية والإدارية. ووفقاً لهذا التقرير حلّت مصر هذا العام في قمة قائمة البلدان المتصدرة للإصلاحات المعنية بتسهيل إجراءات ممارسة أنشطة الأعمال التجارية، حيث قامت بتطبيق إصلاحات. وإلى جانب مصر يشير التقرير إلى تطبيق 11 بلدا آخر لثلاث إصلاحات أو أكثر منها تونس. وقامت هذه البلدان بتبسيط إجراءات بدء النشاط التجاري، وتدعيم حقوق الملكية، وزيادة إمكانية الحصول على الائتمان، وتيسير الأعباء الضريبية، وتسريع وتيرة التجارة عبر الحدود وتخفيض تكلفتها. وفي أفريقيا، تصدرت غانا وكينيا تنفيذ الإصلاحات. ويلاحظ التقرير تسارع وتيرة الإصلاحات وعددها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدفوعة بالإصلاحات التي شهدتها كل من مصر والمملكة العربية السعودية وتونس.:. وحلّت تونس في مرتبة متأخرة عن دول عربية هي لبنان والأردن والإمارات وعمان والكويت والعربية السعودية. وبعد دول إفريقية هي غانا وغينيا وكينيا وناميبيا وإفريقيا الجنوبية. وجاء هذا التقرير الدولي حصيلة رصد فريق يعمل بالتنسيق مع الآلاف من ذوي الاختصاص في مختلف أنحاء العالم. واعتمد في إعداد التقرير على 28 خبيرا اقتصاديا وقانونيا ورجال أعمال ومسؤولين حكوميين من تونس من جملة 5000 محام ورجل أعمال وقاض ومحاسب ومسؤول حكومي من 178 بلدا. يذكر أنّ تقرير الشفافية الدولية سجّل تراجعا تونسيا في مؤشر الفساد وأسند لها 4,2 نقطة من 10 بدل 4,6 في السنة التي قبلها. وحلّت تونس في المرتبة 61 عوض 51.   المصدر:  وكالة انباء قدس برس أنتارناشيونال بتاريخ 31 ماي 2008

اتصالات تونس تعين مديرا مساعدا جديدا لدفع نموها

   

 
تونس (رويترز) – قالت شركة اتصالات تونس – وهي أكبر شركة تونسية تحقق أرباحا – إنها أجرت تعديلا إداريا شمل منصب المدير العام المساعد في خطوة تهدف إلى دعم نمو الشركة التي لها نحو خمسة ملايين مليون مشترك في بلد يبلغ سكانه عشرة ملايين نسمة. وقالت اتصالات تونس يوم الجمعة إنها عينت سامي ايوب وهو بلجيكي من أصل لبناني خلفا للفرنسي فرانسوا لوكا في منصب المدير العام المساعد في أبرز تعديل منذ ان فازت ديج تيكوم الاماراتية عام 2006 بحصة 35 بالمئة فيها مقابل 2.2 مليار دولار. وقبل التحاقة باتصالات تونس شغل ايوب منصب الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات الهاتف المحمول « باز » البلجيكية.   وقال دي باك بادمانابهان الرئيس المدير العام لشركة الامارات للاتصالات الدولية التي تضم ديج تيكوم « السيد سامي أيوب يتمتع بديناميكية كبيرة وخبرة شاملة اهلته للانضمام للشركة للمضي قدما في تدعيم البرنامج التطويري لاتصالات تونس. » وأضاف أن من المتوقع أن يساهم أيوب في تدعيم جودة الخدمات وتطوير الاساليب التجارية وتعزيز السوق التنظيمية داخل المؤسسة. ولدى اتصالات تونس نحو خمسة ملايين مشترك في خدمة الهاتف المحمول والخطوط العادية. وتتطلع الشركة للتوسع في خدمات الهاتف المحمول والانترنت. واعتبر احمد محجوب المدير العام لشركة اتصالات تونس « ان خبرة ايوب ستساهم في الارتقاء بخدمات ومنتجات الشركة كي تحافظ على مؤسسة رائدة في قطاع الاتصالات. »   المصدر: وكالة رويتزللأنباء بتاريخ 31 ماي 2008 


المسنون في تونس: تنكّر الأهل لهم وظروف الحياة القاسية قادتهم إلى دار المسنين

 

 
حنان وحب وأسئلة كثيرة كانت تخامرنا ونحن في طريقنا إلى مركز رعاية المسنين في منوبة أو كما يصطلح على تسميته « دار المسنين ». السماء صافية إلى درجة أنّ أشعتها كانت حارقة وفجأة تلبدّت السحب لتتهاطل الأمطار بغزارة..لا نعرف لم في تلك اللحظة استحضرنا أغنية للراحل محمد الجموسي يقول فيها « الدنيا يوم بيوم نهير شمسو لهّابة ونهار شوية غيوم »..نعم هكذا هي الحياة مخدوع من يأمن مكرها ..يوم وجهها فيه باسم ويوم آخر قد تكشر عن أنيابها لتتحجّر قلوب و تتنكر لروابط ودماء خلنا طويلا أنّها رباط مقدّس لن تنتهك حرمته إغراءات الدنيا ولا مكر الأيام. في ضيافة المسنين في ورشة صغيرة جمعت فيها بعض اللوحات الصغيرة وجدنا العمّ أحمد بن صالح(مقيم في دار المسنين في منوبة منذ 15 سنة) ينحت باستخدام الجبس، لوحات وتماثيل مزركشة بألوان مختلفة تنّم عن موهبة دفينة وحب للحياة مازال يدفعه إلى العطاء و إن بطريقته الخاصة،اقتربنا منه، سلّمنا عليه، حييناه، أبدينا إعجابنا بما ينحته .فاكتفى ببسمة بريئة اختفت ملامحها بين خطوط وتجاعيد وجهه. شأنه في ذلك شأن العم فوزي بالعربي (المقيم منذ 10 سنوات) الذي كان يقاسمه الورشة ولم يرفع رأسه لأنه كان مشغولا بتلوين زهرة رسمها على ورق تصوير وكأنّه لا يريد أن يضيع من عمره دقائق قد تأخذه من عالم جميل رسمه لنفسه لينسيه ما علق في ذاكرته من أوجاع. أجابنا هو أيضا بابتسامة واحدة لا نعرف ما المقصود من ورائها فهل هي السخرية من ماضي أتعبه و أضناه أم ابتسامة المحارب بعد كر وفر مع هذه الحياة. وفي القسم الخاص بالنساء التقينا عددا من النزيلات وتحدثنا إليهن ومن بينهن الخالة ظريفة التي قالت: جئت إلى هنا منذ خمس سنوات. والحقيقة أنيّ أحس نفسي مرتاحة فلو كنت في عائلتي لم أكن لأجد كلّ هذه العناية.فلدينا أطباء يشرفون على استقرار حالتنا الصحية كما أننا نقوم برحلات ولدينا أنشطة ترفيهية للترويح عن النفس. أحس أني بين إخوتي و أولادي و ليست لي أي عقد. من جانبها تقول الخالة بختة: أخي هو الذي أتى بي إلى هنا وقد التحقت بدار المسنين في منوبة منذ سنة ونصف. وعلى الرغم من أنّهم لا يأتون إلى زيارتي فأنا أذهب أحيانا لزيارتهم و الاطمئنان عليهم. »تتنهد و تواصل حديثها بتألم: بعد وفاة الوالدين تفككت العائلة وكل أصبح لا يهتم إلا بنفسه ومع ذلك أنا محتاجة لهم فلا يمكن لأحد مهما كان أن يعوضك الحنان العائلي. دار المسنين في منوبة كما التقت الوحدة السيد حاتم الزنايقية مدير مركز المسنين في منوبة الذي تحدث عن ما يقدمه المركز من خدمات متنوعة للمسنين لتتلاءم مع حاجاتهم وقدراتهم الصحية والفكرية. وأكّد السيد حاتم الزنايقية أنّ المركز يضم 120مسنا منهم 48 مسنة و 72 مسنا إضافة إلى رعايته ل 120 مسن داخل أسرهم من خلال مجموعة من الخدمات الصحية والإجتماعية. السيد الأخضر الجبالي رئيس جمعية رعاية المسنين في منوبة سلّط الضوء على نشاط الجمعية قائلا: » تكونت جمعية رعاية المسنين في منوبة سنة 1976، وهي جمعية ذات صبغة اجتماعية وخيرية تخضع لنظام الجمعيات الذي ينصّ عليه القانون التونسي. وتعمل الجمعية على معاضدة مجهود الدولة في دعم هذه الفئة من المسنين التي لا سند لها. وهي تتلقى التمويلات من الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي الذي يعتبر المموّل الأساسي لها. وعن نشاطات الجمعية يقول السيد الأخضر الجبالي: للجمعية برنامج تسعى إدارة المركز لتنفيذه وهي نشطات ثقافية وفكرية وترفيهية تتلائم مع أذواقهم وتأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المسنّ الصحية والنفسية. فضلا عن مجموعة من الخدمات الصحية والاجتماعية. فنحن نعمل بكل ما أوتينا من جهد حتى نحافظ على التوازن النفسي للمسنين وحتى لا يشعروا بأيّ عزلة أو اختلاف عن سائر أفراد المجتمع. وتجدر الإشارة إلى أنّ المركز مفتوح للجميع من خلال النادي النهاري الذي يعمل على فتح دار المسنين أمام بقية أفراد المجتمع للاندماج مع المسنين المقيمين. كما نقوم بتنظيم رحلات وعروض موسيقية. كما لدينا في دار المسنين في منوبة فريق رياضي للكرة الحديدية و لدينا 4 مسنين لهم نشاط فردي فمنهم من يمارس الرسم وآخر يمارس النحت بالجبس و ولدينا مسن كلفناه بالعناية بالنادي النهاري و الآخر بالبستنة. ارتفاع نسبة المسنين تقول السيدة آمال جمعة ،المكلّفة بالمسنين في وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين: لقد غزت ظاهرة التشيخ كل العالم إذ يقدر عدد المسنين اليوم ب 638 مليون مسن و من المتوقع أن يصل هذا العدد في 2050 إلى المليارين. ويذكر أنّ التشيخ يعني ارتفاع نسبة المسنين مقارنة بنسبة الأطفال التي بدأت في الانخفاض .ومن ثمّة،فإنّ هذه الظاهرة لا تقتصر على تونس التي أصبحت تشهد تغيرات ديمغرافية ملحوظة على مستوى الهرم السكاني ففي سنة 1956 قدرت نسبة المسنين ب4.1بالمئة من مجموع السكان ثم تفاقمت هذه النسبة لتصل اليوم إلى 9.5بالمئة. ومن المتوقع أن تصل إلى 11بالمئة سنة 2014 و إلى 15بالمئة سنة 2024 وإلى 17.7بالمئة في 2029 و 19.8بالمئة سنة 2034 أي أنّ نسبة المسنين في المجتمع التونسي ستكون خمس السكان بعد 26 سنة.هذا علاوة على ارتفاع مؤمل الحياة عند الولادة الذي يصل حاليا إلى 74 سنة. ومن المتوقع أن يصل إلى 80سنة في 2029. ممّا يعني أنّ فترة الشيخوخة ستمتد على فترة أكبر وهو ما يؤكد أهمية الاهتمام بظاهرة التشيخ. أهمية المحيط العائلي للمسنّ وتضيف السيدة آمال جمعة: من هذا المنطلق، اختارت تونس منذ 20 سنة وضع سياسة لإحاطة هذه الفئة من المجتمع و رعايتها وذلك برفع شعار مجتمع لكلّ الأعمار والعمل على توفير العيش الكريم لهذه الشريحة الإجتماعية والمحافظة على كرامتها. ومن أهداف هذه السياسة تثمين مكانة المسّن داخل الأسرة والمجتمع مع تأكيد التضامن والتواصل بين الأجيال من أجل المحافظة على التماسك الاجتماعي و الترابط الأسري الذي يعد سمة من سمات مجتمعنا. فضلا عن تدعيم البرامج الوقائية حتى يتمتع المسنون بصحة جيدة و ذلك بضمان شيخوخة خالية من الإعاقات والمحافظة على استقلالية المسّن و توفير الرعاية الاجتماعية والصحية الملائمة له والتي تتماشى مع خصوصياته. كما نسعى إلى تثمين كفاءات المسنّ و تمكنيه من مواصلة حياة نشيطة و الاستفادة من خبراته والمساهمة في المسيرة التنموية للبلاد،ففي 2003 قرر الرئيس زين العابدين بن علي إحداث السجل الوطني للكفاءات بالنسبة إلى المسنين والمتقاعدين والذي يتمثل في بنك معطيات حول الكفاءات المتوفرة لدى المسنين والمتقاعدين أي الكفاءات التي لها خبرة حرفية و التي لها رغبة في مواصلة النشاط في المجال التطوعي في الحقل الجمعياتي. وتقريبا لدينا 1000 منخرط في هذا السجّل. وقد شرعت الوزارة في الاستفادة من هذه الكفاءات في لجانها على غرار المجلس الوطني للمرأة والأسرة والمسنين وفي المراكز النموذجية للأسرة… وتضيف السيدة آمال جمعة: نحن نهدف إلى إبقاء المسنّ داخل أسرته ومحيطه الطبيعي قصد المحافظة على توازنه العاطفي و النفساني ومساعدة الأسرة على الاحاطة بمسنيها وهو شئ ليس بالغريب عن مجتمعنا وعادتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف. لذلك عملنا على تقديم الخدمات للمسنين في محيطهم الطبيعي. وفي هذا الصدد،تمّ إحداث فرق متنقلة متعددة الاختصاصات تشرف عليها جمعيات رعاية المسنين وجمعيات أخرى جهوية. وتعمل هذه الفرق على تقديم خدمات صحية واجتماعية ولدينا الآن 64 فريق متنقل جهوي و فريق واحد محلي في منطقة بنقردان من الجنوب التونسي.مع العلم أنّ الخدمات التي تقدمها هذه الفرق مجانية. وتقول السيدة آمال جمعة: » كما أحدثنا نوادي نهارية لكبار السنّ وهي نوادي ترفيهية تثقيفية بالأساس تمكّن من التلاقي و التواصل الاجتماعي وتقي المتقاعدين من العزلة فهي تساند الأسرة في فترات تغيبها و حاليا لدينا في تونس 13 نادي نهاري.ونحن نحث الجمعيات العاملة في مجال المسنين على إحداث مزيد من النوادي وقد خصصنا لذلك مساعدات مادية ومعنوية إذ تصل منحة الإحداث إلى 25 ألف دينار للفرق المتنقلة إضافة إلى منحة أخرى سنوية تختلف من جمعية إلى أخرى وفقا لكثافة النشاط ونوع الخدمات التي تقدمها هذه الفرق. أما عن مراكز رعاية المسنين: فتقول السيدة آمال جمعة: لدينا في تونس 11 مركز رعاية مسنين تسيرهم جمعيات رعاية المسنين، موزعين على كامل تراب الجمهورية التونسية. وتقدر طاقة استيعابهم ب720 سرير فيهم الآن 694 مسن ومسنة.يتم اختيارهم وفقا لمجموعة من الشروط إذ يجب أن يكون سنه فوق الستين سنة و يكون مسنّا معوزا وليس لديه سند عائلي .كما يشترط أن يكون خاليا من الأمراض المعدية أو العقلية التي يمكن أن تهدد بقية المسنين وعمره يتجاوز الستين سنة. وتقول السيدة آمال جمعة: »بصفة عامة نحن نسعى إلى أن يكون لكل مسنّ عائلة وبذلك نعمل على إدماج كل مسّن في محيط عائلي.وهنا يأتي برنامج الإيداع العائلي المتمثل في وجود عائلات يمكن تتكفل بمسن أو مسنة مقابل منحة تسندها الدولة لهذه العائلات لتقوم بالحاجات الأساسية للمسن الذي سيقطن لديها وكأنه فرد من أفراد العائلة.و تقريبا لدينا 100 مسن مودعين لدى عائلات كافلة. وبالطبع هناك شروط للمسنّ يجب توفرها حتى يودع المسنّ لدى هذه العائلات فيجب أن يكون الزوجان مهيئان لقبول المسن وأيضا يجب أن يكون المسكن لائقا وأن لا يقل دخلهم الشهري عن الأجر الأدني المضمون. إضافة إلى خلو هذه العائلة من الأمراض المعدية أو العقلية التي يمكن أن تهدد المسنّ المكفول. من جانب آخر يجب أن يكون المسنّ راغبا في العيش ضمن هذه العائلة. وتضيف السيدة آمال قائلة: »لقد شهدت مراكز الإيواء في تونس نقلة جذرية على مستوى جودة الخدمات والبناءات وهي مزوّدة بمختصين في مختلف الاختصاصات الطبية و العلاجية التي يمكن أن يحتاجها المسنّ. وعن الظروف الصحية والاجتماعية للمسنيّن، تقول السيدة آمال جمعة المكلّفة بالمسنين في وزارة شؤون المرأة والأسرة و الطفولة و المسنين: لقد قمنا بدراسة في السنوات الأخيرة حول الظروف الصحية والاجتماعية للمسنين الذين يعيشون في وسطهم الطبيعي. وأكدت هذه الدراسة أنّ العلاقات مازالت متينة بين الأجيال. إذ تثبت الإحصائيات أنّ 90% من المسنين يعيشون مع أبنائهم أو على مقربة منهم .وفوق 84% من المسنين يتسلمون إعانات من أبنائهم منها 60%مساعدات مادية.لذلك نحن نحرص على الحفاظ على هذا الوسط العائلي و مساعدة الأسرة في التكفل بالمسنين. لا يمكن لأحد أن يعوضك الحنان العائلي…كلمات قالتها الخالة بختة ظلّت ترنّ داخلنا وتحاصرنا شرقا وغربا طيلة أيام.. فهل هي الحاجة المادية أم الخوف من ازعاج زوجة هو الذي يبيح لشخص أن يتخلى عن أبيه أو أمه أو أخته وأخيه ويودعه دار المسنين رغم العناية التي يحظى بها المسنون هناك. ولعلّنا هنا نتذكر قصيدة شهيرة قالتها إحدى المسنّات عندما أودعها ابنها دار المسنين: ‏ وين أنت ‏يا حمدان أمك تناديـك .. ‏وراك مـا تسمـع شكايـا وندايـا ‏يا مسندي قلبي على ‏الدوم يطريـك .. ‏ما غبت عن عيني وطيفك سمايـا ‏هذي ثلاث سنين والعيـن تبكيـك .. ‏ما شفت زولك زايـر يـا ضنايـا ‏تذكر حياتي يـوم أشيلك وأداريك . .. ‏وألاعبك ‏دايـم وتمشـي ورايـا ‏ترقد على صوتي وحضني يدفيـك .. ‏ما غيرك احدٍ ساكن فـي ‏حشايـا ‏واليا مرضت اسهر بقربك واداريك .. ‏ما ذوق طعم النوم صبـح ومسايـا ‏ياما عطيتك من حنانـي وبعطيـك .. ‏تكبـر وتكبـر بالأمـل يـا منايـا ‏لكن ‏خساره بعتني اليـوم وشفيـك .. ‏وأخلصت للزوجه وأنا لي شقايـا ‏أنا ادري إنها ‏قاسيـه مـا تخليـك .. ‏قالت عجـوزك مـا أبيها معايـا ‏خليتني وسط المصحه وأنا ‏ارجيك .. ‏هذا جزا المعروف وهـذا جزايـا ‏يـا ليتنـي خدامـة بيـن أياديك .. ‏من ‏شان أشوفك كل يوم برضايـا ‏ مشكور يا ولدي وتشكر مساعيـك .. ‏وادعـي لـك الله ‏دايـم بالهدايـا ‏حمدان يا حمـدان أمك توصيـك .. أخاف من تلحق تشـوف الوصايـا ‏أوصيت دكتور المصحه بيعطيـك .. ‏رسالتـي واحروفهـا مـن بكايـا ‏وان مت لا ‏تبخل علـي بدعاويـك .. ‏واطلب لي الغفران وهـذا رجايـا ‏وأمطر تراب القبر بدموع ‏عينيـك .. ‏ما عـاد ينفعـك النـدم والنعايـا./. أم مريم المصدر جريدة الوحدة سياسية أسبوعية لسان حال حزب الوحدة الشعبية عدد 595 بتاريخ 31 ماي 2008

تونس تحتفل باليوم العالمي دون تدخين

 

 
  تونس 31 مايو (شينخوا) تحتفل تونس اليوم (السبت) مع سائر دول  العالم باليوم العالمي « دون تدخين » الذى تم وضعه هذا العام تحت شعار « من أجل شباب دون تدخين ».  وذكرت مصادر رسمية تونسية أن التدخين يتسبب سنويا في وفاة أكثر  من 4500 شخص في تونس منهم 3050 بسبب أمراض القلب والشرايين و1500  نتيجة السرطان خاصة سرطان الرئة.   وأشارت المصادر إلى أن نسبة المدخنين من الشباب (ما بين 12 و20  سنة) في تونس تقارب 55 بالمائة مقابل 35 بالمائة من الكبار يدخنون  باستمرار.   وقالت إن تونس قد نفذت عدة برامج عمل تهدف الى القضاء على هذه  الآفة وترسيخ سلوك وقائي لدى الشباب، ومن بين هذه البرامج بالخصوص  برنامج التوعية بأخطار التدخين في الوسط المدرسي والجامعي وفي أماكن  العمل والأماكن العمومية والجماعية.   وركزت الأنشطة الأخرى على تعزيز الرقابة على تطبيق التشريعات في  هذا المجال على غرار تلك المتعلقة بمنع التدخين في الاماكن العمومية  وإنشاء عيادات لمساعدة الأشخاص الراغبين في الإقلاع عن التدخين (20  عيادة بتونس حاليا) وايضا على تقييم الوضع الحالي والنتائج المحققة.   يشار إلى أن التدخين الذى صنفته منظمة الصحة العالمية ثاني  الاسباب المؤدية إلى الوفاة يتسبب في أمراض القلب والشرايين ويقضي  سنويا على خمسة ملايين من البشر.   المصدر: وكالة الأنباء الصينية بتاريخ 31 ماي 2008


النقابة الأساسية بالفولاذ تتعدى على قانون الشغل  
 
جابر القفصي   لقد تأسس معمل الفولاذ   منذ1965 كقطب تنموي للصناعات الثقيلة المعدنية ذو أهداف إجتماعية بالخصوص. فلم تكن سياسة الشركة تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح بقدر ماكانت تشغيل أكثر ما يمكن من اليد العاملة وتحسين مستوى عيش ال3000 عائلة التي كان يشغل أبناءها، الأمر الذي جعله يشع على كل البلاد ويستجلب يد عاملة من كل الجهات.  ومع سياسة الخوصصة والتفويت في القطاع العمومي ذي الأهداف الاجتماعية،  وقع تسريح حوالي 2000 عامل على دفعات متعاقبة. ولكن الجديد والخطير في القضية هو قرار النقابة الأساسية علينا  تطبيق بصفة نعسفية تنقيح جديد للفصل 102 من القانون الأساسي لشركة الفولاذ والذي تصدى له العمال في السنة الفارطة ورفضه القسم القانوني في المركزية النقابية، فوقع تجميده وسحبه لمدة سنة، ليظهر من جديد هذه الأيام  وبموافقة وبدعم مستميت – حسب رواية بعض العمال الذين التقينا بهم –  من السيد الطاهر البرباري كاتب العام جامعة المعادن (الممضي أسفل وثيقة بدون تاريخ وبعنوان تنقيح الفقرة 12. 10 الملحق الرابع : » سقوط حق الانتفاع بمنحة الانتاج  » كتضليل عن العنوان الأساسي المسكوت عنه عمدا وهو « كيفية تقليص عدد الأعوان لأسباب اقتصادية »)  وخليفته في النقابة الأساسية بالفولاذ السيد فؤاد  زيود الذي يريد فرضه بكل السبل ومهما كانت التكاليف كمطلب عمالي  وكمكسب نقابي عظيم.    ولو قارنا بين النص القديم والنص الجديد لوجدنا تراجعا مفزعا عن الكثير من الحقوق والمكتسبات مثل:  *مراعات التشريع الجاري به العمل  الذي يستوجب الرجوع للجنة مراقبة الطرد قبل التسريح( الفصول من 21 إلى 21-13 من قانون الشغل)  *عدم تحديد السن الأدنى للتسريح (50 سنة)  وبالتالي يمكن تسريح العامل في أي سن حتى لوكانت 30 أو 40 سنة وترك من عمره 50 سنة في شغله. *عدم ذكر حق الاختيار في قبول أو رفض التسريح من طرف العامل. ويكتفي النص الجديد بالقول » يجب على الشركة إذا اضطرت  إلى التقليص من عدد أعوانها لآسباب اقتصدية أن تعلم العون المعني بهذا الاجراء شهرين قبل تاريخ مغادرته للشركة وتسند له منحة إعفاء تساوي مرتب شهر ونصف لمدة لمجموع سنوات عمله في الشركة… ومن هنا يمكن لنا أن نستنج ما سكت عليه النص وه الحد الأدنى العمري أنه يمكن الشركة والمستثمرين الخواص فيها ولعلهم من الاسبان أن يربحوا أموالا طائلة عندما يسرحون عامل جديد لايتمتع بمدة عمل طويلة فتكون مكافأة نهاية الخدمة أقل بكثير ممن له أقدمي طويلة كما يخدم مصلحة الصناديق الاجتماعية التي لا تجد نفسها  مطالبة حالا بدفع معاشات المسرحين . لا شك اننا أمام نسق شامل لا يخص فقط شركة الفولاذ  لا يتوانى في التفريط  في حقوق العمال لصالح الرأسمال الخاص الأجنبي والتونسي بتواطئ مع بعض المسؤولين النقابيين االمحليين مثلما وقع مع عمال المناجم في ولاية قفصة ومع عمال الفولاذ في منزل بورقيبة والقائمة مفتوحة… ويعبر العديد من العمال على سخطهم على هذا الاجراء الظالم وعن استعدادهم للتصدي  له بكل السبل المتاحة لأنهم لا يعتبرون العمل مجرد « شهرية » وأجرا فقط بل هوأيضا هوية  ومكانة أجتماعية يعتز بها وتوازن نفسي يشعر به ,اخيرا وليس آخرا هو دور يِؤديه الإنسان في المجتمع بدل أن يجد نفسه مجبرا على عمارة المقاهي ولعب الورق وقتل الوقت في ما لا يعني طيلة 6 أو 8 ساعات في اليوم، مقابل أجر يتقاضاه نتيجة انسحابه من حضيرة  الفعل الاقتصادي الانتاجي البناء،  أو يجد نفسه مطاردا – إن هو حاول العمل في التجارة الموازية في الأسواق الأسبوعية ورفض وضعية البطالة القصرية – من قبل اعوان التراتيب البلدية  ومصالح المراقبة الاقتصادية وقوات الأمن والشرطة .  


 
 

بسم الله الرحمان الرحيم دع المكارم 2/7

 

 
    على شاطئ البحر و في دواميس  مظلمة عفنة، جلس أبو ضلال و أبو انتهاز و أبو إفساد  يتبادلون التهاني بنجاح الشرك الذي نصبوه لاصطياد بعض من أتعبهم اصطياده طيلة سنوات طويلة… قال:  » أرأيتم صحة تحليلي؟؟ هؤلاء يبقون سادة ما داموا هناك،  و نحن إن لم نتمكن من تلويث سمعتهم و الحط من كرامتهم نكون قد خسرنا الرهان  بجعلهم منارات يقتدي بها الشباب الباحث عن نموذج نقي فيما يعتبرونه جهادا أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر      و تضحية إلى غير ذلك من الشعارات التي لم يفلح زميلنا أبو ضلال إلى حد الآن في انفضاض الناس عنها و الاستنكاف منها رغم الإمكانات الهائلة التي سخرت له.. – لا تخلط الأوراق يا أبا انتهاز.. عد بنا إلى الموضوع؟ – نعم، إن كل طاقة نتمكن من صرفها عن المساهمة في التعريف بحقيقتنا و نشر غسيلنا يعتبر إنجازا لنا فما بالك إذا لم نكتف بذلك بل دفعناها لترديد مقولاتنا          و شعاراتنا التي لم يعد يصدقها أقرب الناس إلينا.. إن حديث أجهزتنا و عملائنا عن تسامحنا و ديمقراطيتنا و الحرية التي تتمتع بها رعيتنا أصبح لا يحظى بمصداقية تذكر، أليس من أقوالهم المقتبسة من قواميسهم الظلامية الرجعية و التي يرددونها كثيرا في معرض محاججتهم لخصومهم  » و الحق ما اعترف به الأعداء ».. – صحيح يا أبا انتهاز… حقا لا انتهاز بعدك و لعله لم يكن قبلك..  و شيئا فشيئا سيعترفون بإصلاحاتنا العميقة و رعايتنا للهوية و دفاعنا عن مصالح الأمة           و مقدساتها، سيعترفون بكوننا حماة الحمى و الدين… نعم، يكفي أموالا تصرف فهناك من الجيوب من هي أولى بها… يكفي أن نعد بتسوية وضعية البعض منهم مقابل شروط نشترطها، و هب أننا أعطيتناهم جوازات سفر فهل تراهم حققوا شيئا؟؟ كم هم الذين لهم جوازات سفر لكنهم لا يستطيعون الوصول إلى البوابات الأمامية من حدودنا؟ بل ألم نضيق على الكثير منهم فلا يستطيعون حضور بعض فعاليات بعض الأحزاب… حسنا ما رأيك يا أبا إفساد؟؟؟ -أنا اعترف بأني أفسدت عليهم دنياهم بفضل نصائح أبي ضلال و أبي انتهاز… لكني لن أقر عينا إلا بعد أن أفسد عليهم دينهم.. أثناء ذلك تسمع أقدام مترنحة تقترب من الداموس الأحمر، يفتح الباب دون استئذان،        و ترتفع الأصوات مرحبة: » أهلا  و سهلا أبا شيع… آخر أخبارك زميلنا العزيز؟؟ – » لم أزل انتظر تحقيق ما أرنو إليه.. » – » ألا يكفيك ما تردوا إليه؟؟ » – « لا هؤلاء قد كفونا مؤونتهم، و لم أعد أهتم بشأنهم… إنما المؤسف أن الحديث بين فلولهم لم يصل بعد إلى درجة التخوين و التكفير » – » أفدنا يا أبا شيع؟ –  » لا شك أنكم تدركون ما بلغته في اختصاصي؟؟ فأنا أوجدت طوائف لم يكن لها  قبلي وجود، و بعثت فرقا لم يبق لها ذكر إلا على رفوف الكتب، و حققت ما لم يحققه الكاردينال لافيجيري و لا المؤتمر الإفخارستي… و يوم  يكفر يعضهم بعضا    و يخون بعضهم بعضا و نشغلهم بها… يومها أعتبر أني قد أفلحت في مسعاي.. –   » أتعرفون؟؟ ما رأيكم  في صيد عصفورين بحجر واحد؟؟ » –    » كيف ذاك يا أبا ضلال؟؟؟ » –   » أرى أن نزيل حجب مواقعهم الإلكترونية التي تنشر مساجلاتهم لتعميق الصدع بينهم » – « كيف ذلك يا أبا ضلال؟؟ أنسمح بوصول رعيتنا إلى مواقع تنشر أخبارنا؟؟ » –  » نعم هو ذاك.. و نقبض بذلك على عصفورين معا.. فنحن بذلك نمكن أتباعهم داخل ضيعتنا من الاطلاع على ما يدور بين كبرائهم فيزداد الشرخ اتساعا و لا شك أن هذا هدف من أهدافنا.. و من ناحية أخرى نوعز إلى أبواقنا بالإشادة بحرية التعبير في البلاد التي بلغت درجة تمكن الرعية إلى وصول مواقع المعارضة التي كثيرا ما أقامت الدنيا و لم تقعدها بالحديث عن انتهاك حرية التعبير و حجب مواقعها…       و نكون بذلك قد قبضنا على عصفور آخر.. –  » أيعقل أن تصل رعيتنا إلى مواقع تنشر ما نعمل جاهدين على وأده و كتمه، بل ننفق الملايين على أن يبقى في عداد الأسرار… » – « و هل ترانا سنترك هذه المواقع في متناول الرعية أبدا؟؟ إن هي إلا أيام معدودات.. ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه؟؟ –  » على كل.. أنا أذهب إلى ما ذهب إليه أبوضلال رغم أني أدرك أن أتباع من ذكرتم لا يمكن لأغلبهم الاطلاع على هذه المساجلات لأنهم مشغولون بكسب لقمة الخبز    و لا يعودون إلى بيوتهم إلا منهكي القوى.. وليس لهم من الوسائل ما يمكنهم من الوصول إلى ما تريد فهي تعتبر عندهم من الكماليات التي هم عنها في غني حتى يوفروا لقمة الخبز و قرص الدواء و دفتر المدرسة.. لكني أريد أن تصل هذه المساجلات إلى من لا تعوزهم هذه الوسائل فيساهمون من حيث شعروا أو لم يشعروا في المعركة لجانبنا.. »   عندها ينبعث صوت لم يستطع الحاضرون تحديد مصدره قائلا: أشكركم جميعا على الجهد الذي تبذلون من أجل دولة القانون و المؤسسات و من أجل الشفافية و من أجل حقوق الإنسان و من أجل خرية التعبير.. أشكركم لكن لا تنسوا أن تشركوا « أبو عمامة » حربكم المقدسة هذه… » بحث الجمع عن الحذاء لتقبيله و عندما لم يتبينوا حذاء الزعيم تسارع بعضهم يقبل حذاء بعض خشية أن يرمى بعدم الإخلاص.. و وقتها دار هاجس واحد في مخيلة كل منهم دون ان يبثه لزملائه: قرابة عشرين سنة      و أنا في الخدمة لم يصدر مني ما يمكن ان يشكك في ولائي المطلق و مع ذلك… يتجسس عليّ؟؟       جرجيس في:01 جوان2008   عبدالله الــــــــــزواري


مراكز البحوث الأجنبية في المغرب العربي … أي مساهمة لها في تطوير البحث العلمي؟

 

 
رشيد خشانة       بدأت مراكز الدراسات الغربية تنتشر في المغرب العربي واستقطبت في السنوات الأخيرة فئات متزايدة من النخب الأكاديمية. ولعبت تلك المراكز دوراً مهماً في العقدين الماضيين كونها أتاحت للأكاديميين المحليين فضاءات للبحث الحر والحوار مع نظرائهم الغربيين في شأن قضايا تقترب من المحرمات السائدة في المؤسسات البحثية المحلية. غير أن المركز الأجنبية ركزت اهتماماتها على المواضيع التي تشغل صناع القرار في بلدانها (وهذا غير مستغرب) أسوة بظاهرة المد الأصولي وأوضاع الأقليات في البلدان المغاربية، ما دل على أنها لم تكن ترمي لتطوير البحث العلمي المحلي.   المركز الأقدم … أميركي يمكن القول إن «المركز الأميركي للدراسات المغاربية» (CEMAT) الذي أنشئ في تونس عام 1985 بصفته فرعاً لـ «المعهد الأمريكي للدراسات المغاربية» ((AIMS (American Institute for Maghrib Studies) هو أقدم مركز من هذا النوع، واستطاع أن يُشرك باحثين محليين في أعماله منذ أبصر النور. وكان من أوائل المؤسسات الأكاديمية التي انتبهت لظاهرة انتشار الإسلام السياسي في المنطقة منذ ثمانينات القرن الماضي وسعت لفهم خلفياتها ومساراتها المستقبلية، انطلاقاً من الرؤية الأميركية للمنطقة، المختلفة عن الرؤية الأوروبية. رمزياً يقع المركز على تخوم عالمين في قلب مدينة تونس غير بعيد عن باب البحر الرابط بين المدينة التاريخية والمدينة الحديثة، ويُقبل على مكتبته الغنية بالمراجع، وخاصة باللغة الإنكليزية، عدد كبير من الباحثين التونسيين ولا سيما الطلاب الذين يُعدون رسائل جامعية. كما يستضيف سنوياً أساتذة أميركيين أو طلاباً يأتون في إطار إعداد أبحاثهم الأكاديمية، ويساعدهم على إنجاز مهامهم بواسطة تأمين الاتصالات مع الباحثين ومراكز الأبحاث والجامعات المحلية وحل مشاكل الإقامة. وعلى خطى «سيمات» (مثلما يدعوه الجامعيون التونسيون) أنشئ في المغرب مركز ثقافي أوسع يجمع بين الدراسات الأكاديمية والعمل المتحفي والفنون. وقصة هذا المركز الذي يقع في قلب مدينة طنجة طريفة لأنها تختزل العلاقات المغربية الأميركية. كانت البناية التي تضم اليوم مكاتب «متحف المفوضية الأميركية في طنجة» مركزاً للبعثة الديبلوماسية الأميركية لدى المغرب طيلة أكثر من قرنين ولم تنتقل منها إلى العاصمة الرباط إلا بعد استقلال البلد عام 1956. وأصبحت البناية بعد ذلك وعلى مدى ثماني سنوات مقراً لمدرسة تُعلم الديبلوماسيين الأميركيين اللغة العربية، قبل أن تؤوي مركزاً لتدريب المتطوعين في «فيالق السلم»، لكنها أقفلت في عام 1976. بعد ذلك بادر باحثون أميركيون بتجديدها وجعلوها مقراً لـ «جمعية متحف المفوضية الأميركية في طنجة»، وهي اليوم في مثابة فرع للمعهد الأميركي للدراسات المغاربية. وتنظم الجمعية ندوات أكاديمية سنوية وشارك في الندوة التي أقيمت في السنة الماضية الباحث المعروف والرئيس السابق للمعهد وليم زارتمان ونائب وزير الخارجية الأميركي السابق توماس بيكرينغ. وأقامت أخيراً مؤتمراً دولياً عن ابن خلدون شارك فيه ثلاثون باحثاً من الولايات المتحدة والمغرب العربي. ومن دلائل الاهتمام بندوات الجمعية أن السفير الأميركي لدى المغرب توماس ريلاي يحضر قسماً منها. كما ترعى الجمعية أبحاثاً عن المنطقة وتقدم المساعدة للباحثين الجامعيين والطلاب الأميركيين الذين يأتون إلى المغرب، وللمغاربة الذين يسافرون إلى أميركا. واستفادت الجمعية من وجود «المدرسة الأميركية بطنجة» (AST) في المدينة لكي تؤمن نشاطات فنية وموسيقية مشتركة معها على نحو يجعل إقامة الباحثين الوافدين إلى المدينة ممتعة. ويبدو أن نجاح التجربتين في تونس وطنجة حفز الأميركيين على إنشاء مركز ثالث في الجزائر انطلق نشاطه عملياً في العام الماضي وأطلق عليه اسم «مركز الدراسات المغاربية بالجزائر» (CEMA). وتكاد مهام المركز تكون نسخة طبق الأصل من مشمولات المركزين السابقين على صعيد التعاطي مع الباحثين الأميركيين المهتمين بالمنطقة أو الباحثين المحليين الراغبين في الارتباط بالمراكز والجامعات الأميركية.   … والفرنسيون على خطاهم اللافت للنظر أن الفرنسيين اقتفوا آثار الأميركيين على صعيد زرع مراكز أبحاث متخصصة في المغرب العربي ولم يكونوا هم السباقين، على رغم القرب الجغرافي من المنطقة وكثافة العلاقات مع المستعمر السابق والروابط التي تجمع النخب المحلية بجامعاته ومراكز دراساته. وهناك حالياً مركزان فرنسيان للأبحاث أحدهما في المغرب (مركز جاك بيرك) والثاني في تونس وهو «معهد الأبحاث المغاربية المعاصرة» (IRMC) الذي أنشئ في السنة نفسها التي تأسس فيها «مركز الدراسات المغاربية» الأميركي (1985). لكن (IRMC) بدأ في عام 1985 بنواة مكتبة تابعة هيكلياً وإدارياً للقسم الثقافي بالسفارة الفرنسية، وكان يُسمى «مركز التوثيق عن تونس والمغرب العربي» (Centre de documentation Tunisie Maghreb). لكن قوس اهتماماته توسع في السنوات الأولى اللاحقة للتأسيس إلى الإطار الإقليمي إذ بات يشمل كامل شمال أفريقيا ولا يقتصر على بلد الإقامة (تونس). مع ذلك ظلت دائرة عمله الفعلية مقتصرة على تونس وليبيا والجزائر، ربما باعتبار المغرب وموريتانيا من مشمولات مركز جاك بيرك. كما أنه يسعى لربط كوكبة من الباحثين المحليين بأعماله وبرامجه وأدمج حتى الآن ستة باحثين تونسيين. تم إنشاء «مركز جاك بيرك لتطوير العلوم الإنسانية والإجتماعية بالمغرب» في سنة 1991. وتتشابه مشمولاته مع مهام «معهد الأبحاث المغاربية» في تونس (IRMC)، وهو مرتبط عضويا بالمركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي ووزارة الخارجية. وتدير نشاطاته هيئة مشتركة بين المركز الوطني الفرنسي والوزارة مما يؤكد طابعه الرسمي.   تأثير محدود يُنظم مركز الأبحاث الأميركي في تونس «سيمات» ندوات سنوية وموائد مستديرة ويطلب من زواره إلقاء محاضرات في مجالات تخصصهم. كما أقام علاقات شراكة مع «مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية» التابع للجامعة التونسية ونفذا معاً برامج دراسية مشتركة. غير أن دائرة تأثيره ظلت محدودة على رغم سنوات وجوده الطويلة. وحتى الباحثون الذين تعاطوا معه يعتبرون أن العلاقات معه غير مستقرة. وأشار الخبير الاقتصادي التونسي عزام محجوب إلى كونه لم يُدع لحضور ندوات أو محاضرات في المركز منذ فترة طويلة، ولاحظ أن إشعاعه في الأوساط الأكاديمية المحلية ما زال ضئيلاً. وتنظم المراكز الفرنسية والأميركية ندوات وتدعو أكاديميين لإلقاء محاضرات عن أعمالهم الجامعية في مواضيع تتصل بقضايا المنطقة المغاربية. غير أن المرء يلاحظ أن محاورها متصلة عموماً بالأولويات التي يضعها البلد الذي يمول المركز لتحسين تعاطيه مع المنطقة. لكن هذا لايعني أنه لا يوجد هامش صغير يتيح للأفكار المخالفة للموقف الرسمي لتلك الدول التعبير عن نفسه بوضوح سواء بالنسبة للباحثين الأميركيين والفرنسيين الذين يستضيفهم «سيمات» و«معهد الأبحاث المغاربية»، إذ أنهم يعبرون علناً عن انتقادهم لسياسة إدارة معينة في العالم العربي. وظهر ذلك خاصة في الإنتقادات التي وجهها أكثر من باحث في إطار «سيمات» لسياسات الرئيس الحالي جورج بوش في العراق. كما ظهرت هذه المسافة أيضا في الرؤى التي عبرت عنها محاضرات بعض الفرنسيين في إطار «معهد الأبحاث المغاربية» والتي عكست تباعداً واضحاً مع الرؤية الرسمية الفرنسية لظاهرة الإسلام السياسي على سبيل المثال. وأقام «معهد الأبحاث المغاربية» في السنوات الخمس الأولى من وجوده، عندما كان يُسمى «مركز التوثيق» نحو 135 محاضرة في تخصصات مختلفة، من بينها 30 في علم التاريخ والآثار و28 في الاقتصاد والتكنولوجيا والجغرافيا و18 في علم الاجتماع والقانون والعلوم السياسية و15 في الفنون. وبدأ يهتم منذ تلك الفترة بفهم القضايا المستجدة في العالمين العربي والإسلامي وخاصة الهجرة إلى أوروبا. ومن ضمن تلك الأعمال ظهر البحث الأول للخبير المعروف جيل كيبل حول «ضواحي الإسلام». وجمع المركز قسماً من المحاضرات وأصدره في كتاب يحمل عنوان «العالم العربي في مرآة العلوم الاجتماعية». لكن من الواضح أنه جزء من أدوات البحث الفرنسية التي تسعى للاقتراب أكثر من المنطقة مستعينة بالكفاءات المحلية. ويشير القانون الأساسي للمركز إلى كونه يساهم في تجديد البحث العلمي من خلال تيسير إقامة طويلة لباحثين فرنسيين في بلدان شمال أفريقيا. كما يشير إلى أنه يعمل على تجاوز الرؤية الإستشراقية التقليدية لإرساء مدرسية بحثية حديثة.   ميزات علمية ويذكر كثير من الباحثين المغاربيين مزايا عدة لهذه المراكز من بينها الدور الذي تلعبه في ربط الصلة بين الباحثين المغاربيين بعضهم بعضاً خلال الندوات والورشات العلمية التي تنظمها. كما أن كثيراً منهم لا يعرفون بعضهم البعض أو هم في الأقل لا يطلعون على أعمال بعضهم مما يجعل المؤتمرات والندوات فرصة لسد هذا النقص. وهناك أيضاً مواضيع مهمة ما كان يمكن أن تتم دراستها لولا المساعدة التي قدمها «مركز التوثيق عن تونس والمغرب العربي» ويمكن أن نستدل في هذا الخصوص بظاهرة الهجرة وخاصة الهجرة غير الشرعية على رأي الباحث الاجتماعي التونسي مهدي مبروك. وتنبغي الإشارة في هذا السياق إلى ما حققه المركز الأمريكي في الجزائر (CEMA) من سبق إذ بدا هذا المركز اليافع أكثر نشاطاً من زميليه الكبيرين فقد أقام في الربيع الماضي ندوة دولية ذات طابع تاريخي في الجزائر العاصمة بمشاركة أربعين باحثاً من الولايات المتحدة والبلدان المغاربية، وهي مبادرات قلما تُقدم عليها باقي المراكز التي نحن بصدد استعراض نشاطاتها. وجمع «معهد الأبحاث المغاربية» نخبة من المحاضرات التي ألقيت في السنوات الخمس الأولى الموالية لتأسيسه في كتاب، ثم انطلق في إصدار نشرة شهرية تعكس أهم نشاطاته بما فيها ملخصات للندوات والإصدارات الجديدة. أما مركز «سيمات» فله منشورات مختلفة تضم أساساً أعمال الندوات التي يقيمها، كما أن المركز الأميركي المماثل في طنجة له منشورات تتراوح بين الآثار والتاريخ والسينما والأدب والأنظمة السياسية والصراع على الماء في شمال أفريقيا والفنون التشكيلية في منطقة القبائل والتأثيرات العثمانية في الهندسة المعمارية المحلية والنماذج الهندسية للكنائس الفرنسية في الجزائر… وما من شك في أن وجود هذه المراكز الأجنبية في أرض مغاربية يحقق فوائد عدة للنخبة المحلية لأنه يتيح تلاقحاً ما كان ليحصل لو كان الطلاب والباحثون مطالبين بالتنقل إلى البلدان المعنية. كما أن من فوائد اللقاءات العلمية التي تنظمها المراكز الأجنبية أنها تسمح للباحثين المغاربيين بالإطلاع على أعمال زملائهم الغربيين والإستفادة من الأعمال المنجزة في حقول اختصاصهم. واستعانت المراكز الأميركية والفرنسية بباحثين من المنطقة سواء في سلسلة المحاضرات التي تنظمها دورياً أو في ندواتها أو منشوراتها. لكن الملاحظ أن هؤلاء الباحثين هم عادة ممن يدرسون في جامعات البلد الذي يرتبط به المركز أو من الباحثين في أحد مراكز ذلك البلد، ما جعل قدرتها على التفاعل الواسع مع البيئة الأكاديمية المحلية محدودة. كما يأخُذ عليها بعض الأكاديميين المحليين أن أعمالها تخضع لأجندة مُعدة سلفاً لا تستجيب دائماً لحاجات الباحثين في البلدان المعنية. ولوحظ في هذا السياق أن الهيئات المُشرفة على غالبية هذه المراكز لا تستأنس بآراء الجامعيين المحليين ولا تشركهم في وضع خططها وبرامج أبحاثها. كما أن شدة الإهتمام التي يوليها المسؤولون وصناع القرار في البلدان المُمولة لفحوى نشاطات المراكز وللخلاصات التي تصل عنها تدل على أنها (أي المراكز) تشكل نوعاً من بيوت الخبرة لدوائر صنع القرار.   من أسرة «الحياة»   (المصدر: جريدة الحياة (يومية – بريطانيا) بتاريخ 29 ماي  2008


 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين تونس في 30/05/2008 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري تونس 

الذاكرة الوطنية تتذكر يوم غرة جوان 1955 عيد النصر المجيد وعودة القائد الزعيم المجاهد الاكبر الى أرض الوطن بعد غربة ومنفى في فرنسا دامت 3 أعوام و5 أشهر من 18 جانفي 1952 الى 31 ماي 1955

 
في مثل هذا اليوم الأغر التاريخي عاد المجاهد الاكبر الزعيم الحبيب بورقيبة الى أرض الوطن حاملا لواء النصر وبشائر الاستقلال الداخلي . عاد بعد غيبة طويلة وبعد أن اطمأن على انتهاء المفوضات التونسية الفرنسية بصفة رسمية وكانت بصمات الزعيم طبعت كل المفوضات الخاصة في أهم مراحلها وأدقها عاد الزعيم الاوحد الى أرض الوطن حاملا لواء النصر وخرج الشعب بأكمله لاستقبال القائد المظفر. يوما تاريخيا خالدا يوم غرة جوان 1955 لن يمحى من الذاكرة الوطنية وهو يوم مشهود خرج فيه الشعب التونسي بكل شرائحه وفيآته لاستقبال القائد المجاهد الاكبر حبيب الشعب في أعظم مهرجان شعبي لم تعرفه تونس في تاريخها المعاصر، خرج الشعب بكل أصنافه ومن كل جهة ومدينة وقرية وريف و والصحراء وجاؤوا من كل فج عميق لاستقبال قائدهم وزعيمهم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة في أورع استقبال وأصدق بهجة وأعمق وفاء وأنبل حب في يوما خالدا مشهودا تاريخيا سجله التاريخ بأحرف ذهبية. استقبال رائع وتنظيم محكم بدون أمن وبوليس لا يخفى في ذلك الفترة الامن بيد الفرنسيين والحكم مازال عند السلطات الاستعمارية ومقاليد الحكم عند فرنسا ورغم ذلك كان التنظيم رائعا ومحكما ودقيقا وشعبيا من قام بذلك يا ترى بخطة محكمة من مدينة حلق الوادي الى معقل الزعيم بباب الجديد بتونس قام بذلك الدستوريون الغيوريين على الوطن والاوفياء للثوابت والقيم والمخلصين لقائدهم والمكبرين لزعيمهم والمعترفين بالجميل لرمز وطنهم وحبيبهم بدون منازع وكانوا يلقبونه بالمجاهد الاكبر وبعضهم يطلق عليه اسم « سي الحبيب ». قلت استقبله الشعب في أورع استقبال لم تعرفه تونس من قبل وأكبر تحدي للاستعمار الفرنسي آنذاك  ويبرهن يؤكد على ان الشعب التونسي قادر على تسيير دواليب الحكم باقتدار وكفاءة وحماس وما التنظيم الرائع دون تدخل الامن الفرنسي إلا تأكيدا على قدرة رجال الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد الذي أرساه المجاهد الأكبر ورفاقه في المؤتمر التاريخي الخارق للعادة عام 1934 بمدينة قصر هلال يوم 02 مارس 1934 الذي استطاع في زمن قصير تأطير الشعب التونسي وتعبئة الأمة وتوعية الجماهير الشعبية التي كان الفضل في صقل مواهبها وإذكاء الروح النضالية وتغذيتها ونشر الوعي الوطني الشامل يعود الفضل إلى مدرسة الحزب مدرسة النضال والتضحية والوفاء. وإلى ما غرسه الزعيم الحبيب بورقيبة من قيم ومبادئ وثوابت في نفوس الشعب التونسي وما حققه من تأثير في القلوب بخطبه الملهمة الحماسية التي فعلت فعلها الشديد في النفوس الطيبة.هذا التأثير الايجابي الفاعل جعل استقبال يوم غرة جوان 1955 يتم على أحسن صورة وأقوى تنظيم وما أحوجنا اليوم الى هذه الروح والى هؤولاء الرجال والى مثل هذه المواقف. غرة جوان 1955 يبقى راسخا في القلوب  مهما كانت المحاولات ومهما كانت الغايات للتقليل من شأن يوم غرة جوان 1955 عيد النصر فإن الاحرار الوطنيين والدستوريين الاوفياء لم ولن ينسوا يوم غرة جوان 1955 وأبعاده ونتائجه وايجابياته فهو المنعرج الحاسم واليوم الاغر في جبين هذه الامة وطالع الخير والمؤسس لانطلاق البناء حجرة بحجرة ولينة بلبنة ومرحلة بمرحلة بنفس المهندس والمصمم والمخطط والشاطر والذكي الذي عرف كيف يسلك الطريق والمسالك رغم صعوبتها والمسالك ووعرتها وأهل مكة أدرى بشعابها ومن الواجب الوطني احياء هذه الذاكرة العزيزة التي هي السبب الاصلي في كل ما تحقق وانجز من بناء شامخ يعود الفضل فيه الى غرة جوان 1955 كيف ننسى هذا اليوم ، كيف نتجاهل هذا اليوم ، كيف نتنكر لهذا التاريخ ، كيف يتجرئ أحدهم ليقترح حذف هذا اليوم الخالد الاغر بدعوى أنه يمثل حدثا شخصيا كلا وألف كلا وألف كلا.   يوم غرة جوان 1955 لم يكن حدثا خاصا أو قضاء مصالح غرة جوان 1955 هو نقطة الانطلاق لاستقلال تونس وسيادتها ونقطة انطلاق للاستقلال التام ونقطة انطلاقا لبناء الدولة العصرية والجمهورية والتشريعات الرائدة في تونس كلها منبعها وأصلها وهدفها غرة جوان 1955 فالزعيم بورقيبة لم يعد بعد غيبة من أجل تجارة أو حدث شخصي ولم يذهب الى فرنسا من أجل السياحة والترفيه والنزهة وفي طائرة خاصة … ولم يذهب ويعود من أجل ربح شخصي كلا  وألف كلا الزعيم بورقيبة اعتقلته فرنسا في آخر مرحلة ،المحنة الثالثة بعد المحنة الاولى 1934 – 1936 والمحنة الثانية 1938الى 1943 والمحنة الثالثة 1952 الى 1955. من أجل تونس 3 محن متوالية سجون ومنافي وأبعاد ومحنته اختيار له من 1945 الى 1949 في المشرق مصرفي الغربة من أجل تونس سبعة عشر سنة ونصف ثمن العودة. يوم غرة جوان 1955 من أجل تونس وشعبها كيف يسمح كاتب في صحيفته أو شخص يقترح حذفها هذا العيد وبعضهم ينعته بأنه حدث شخصي لا حول ولا قوة إلا  بالله…وبعد أن نجح بعضهم في حذف عيد النصر المجيد 55 تمادى في حذف يوم آخر هو عيد الثورة المباركة 18 جانفي 1952 عيد الثورة الوطنية الشجاعة وصعود الجبال من طرف خيرة المناضلين والمقاومين هذا اليوم هو الآخر وقع حذفه لأنه كما يتصورن ويوهيمون ويتقلبون بأنه يوم يقترن باعتقال الزعيم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة يوم 18 جانفي 1952 من فراشه بمعقل الزعيم بالعاصمة وهو مريض وكان الاعتقال الاخير في الربع الساعة الاخيرة كما سماه الزعيم . هذا اليوم هو الاخير وقع حذفه وعدم الاعتراف به كعيد وطني للثورة … ونعرف أن في كل العالم شرقه وغربه الشعوب والامم تحتفل بأعيادها الوطنية وبعيد ثورتها وكل شعب يعتز بتاريخ ومجد ثورته التي هي الشرارة الاولى والانطلاقة لمرحلة الاستقلال والتحرر والسيادة. الجزائر الشقيقة مثلا حيا للشعوب العربية يجب الاقتداء بها ولنا في الشقيقة الجزائر القدوة الحسنة في دولنا العربية التي بقت والحمد الله وفية لعهودها وثورتها المباركة العظيمة وكل عام تحتفل الجزائر بعيد الثورة الوطنية غرة نوفمبر 1954 وأكثر من ذلك هناك شرطا وطنيا أخلاقيا ونضاليا هاما يقتضي أن يكون المترشح لرئاسة الدولة الجزائرية يجب أن يكون شارك في الثورة الجزائرية لمن كان عمره يسمح له بالمشاركة. تلك قيم وثوابت النضال ومبادئ الشعوب والامم المتحضرة التي تنطلق من تاريخ الثورة . فرنسا لن تنسى ذاكرتها وعيد الثورة 14 جويلية 1789 دوما في الذاكرة والاحتفال بعيد فرنسا 14 جويلية لن تتخلى عليه الجمهورية الخامسة أو حتى السادسة …لماذا نحن في تونس بعد أن هبّ الشعب على بكرة أبيه يوم غرة جوان 1955 لاستقباله قائده في يوما مشهودا كيف نتخلى على هذا اليوم وكيف نتخلى على يوم 18 جانفي 1952 عيد الثورة ، ولماذا لم يصدع مناضل أو مقاوم من المجالس الاعلى للمناضلين ويدلي برأيه حول إعادة الاحتفال بهذا العيد المجيد ولماذا لم يتكلم مسؤول من التجمع اليوم ويقول. « والله حرام عليكم حذف أعيادنا الوطنية » وطمسها وتجاهلها وأصبحنا نحتفل مرة واحدة بمرور نصف قرن على عيد الثورة في 18 جانفي 2002 وبعدها الصمت الرهيب سياسيا ووطنيا وإعلاميا وحتى المناضل الذي يريد أن يكتب ليحي الذاكرة لم ينشر له مقالا إلا بموقع الانترنات والفضل يعود لموقع الأنترنات تونس نيوز. موقع هام جعلنا نطلع على كل ما يجري من حولنا وفي دولنا العربية بفضل هذا الموقع أصبحنا نقرأ كل المعطيات والمعلومات والرأي والرأي الآخر وليس هناك انحياز واضح لموقف معين وتلك رسالة الصحافة السامية والحمد لله بفضل هذا الموقع أصبحنا نكتب على عيد النصر المجيد غرة جوان 1955 – هذا العيد الذي حذف في بلادنا ولا يسمح بالكتابة عنه ولو أسطر لأن التعليمات واضحة مثل كل الخطوط الحمراء….الأخرى والصحافة أصبحت معروفة والاتجاه واضح المدح التنويه الحاضر فقط أما التاريخ فحدث ولا حرج… الا إذا كان فيه تشويه وإساءة . الاساءة والتحامل هي الوحيدة المسموح بها إذا أوردت أن تهاجم بورقيبة وتتحدث على الخلاف والفتنة وتكون مع الجانب الثاني مرحبا بك بقلمك الشجاع السيال الهام وأنت من الفرسان الشجعان : أما أنك ترد وتصحح وتوضح  فالصحافة مغلقة وصامتة ولا تسمح لك بذلك تلك هي صحافتنا ونقول في المناسبات التواصل موجود وأحيائنا لذكريات وطنية متواصل لكن في الحقيقة كلام غير مطبق في الواقع ومناسبة عيد النصر المجيد غرة جوان 1955 أكبر دليل على التعتيم الاعلامي لماذا ا هذا الصمت لماذا هذا الخوف لماذا هذا التنكر الملحوظ…لماذا هذا التجاهل للتاريخ . بذرة الخير مازالت موجودة والخير في الدنيا في عام 1979 عندما أصدرنا في شعبة الصحافة الحزبية مجلة الوفاء في جوان 1979 وأطلقنا  عليها اسم مجلة الوفاء كان البعض القليل يقول لنا إن شاء الله يتواصل ا لوفاء ولم نعرف ما يقصد وقتها هؤولاء واليوم فهمنا المقصود والحمد الله بعد 27 سنة مضت على إصدار . أول عدد من المجلة الوفاء بقى الوفاء راسخا في أذهاننا وفي وجداننا وفي قلوبنا وعقولنا ولم ولن نتغير أو نتنكر للثوابت وكما قال المناضل الحسين المغربي مدير جريدة بلادي في حفل تكريمه في إطار شعبه الصحافة الحزبية عام 1981 بعد التحويرات التي أدخلها الحزب على   صحفه بعد تعيين مدير الحزب الجديد المنجي الكعلي آنذاك قال أخونا الحسين المغربي كلمة خالدة مؤثرة جاء فيها أن المناضل يتحمل مسؤولية ظرفية تسند إليه وتنتهي وتلك سنة الله في خلقه. وهناك صفة أبدية في المناضل موهوبة يمنحها الله تعالى ويصقلها الانسان هي المسؤولية الذاتية النضالية الوطنية التي لا ينزعها منك أي انسان ولا يفتكها أي نظام سياسي لانها مسؤولية شخصية مبنية على قناعة وإيمان ولا تسند ولا تهدى من طرف أي أحد وليس لاي أحد فضل في إسنادها فهي موهوبة من الله وباطنية وأخلاقية هذه الصفة النضالية لا تنزع لمجرد قرار إداري أو عزل أو بمجرد وشاية : أو هذا متعنا والاخر ضدنا كما قال أحدهم مؤخرا : »هذا ضدنا لانه يقول الحقيقة « ، والحمد  الله هذه الصفة التي أشار  إليها أخونا الاكبر الحسين المغربي هي التي فعلت فعلتها لتجعلنا من صف الاوفياء لهذه القيم والثوابت والمبادئ جمعية الوفاء للمحافظة على تراث زعيمنا هي مدرسة أخلاقية مستمدة من مدرسة حزب التحرير، لن ولم نتخلى عنها وإحيائنا لذكرى عيد النصر المجيد غرة جوان 1955 يندرج ضمن هذا المفهوم ولن نتجاهل ذكرى عيد الثورة المباركة 18 جانفي 1952 وستبقى هذه الذكرى النبراس والضمير الحي دوما لايقاد هذه الشعلة النضالية وإن الجمعية الفتية التي تأسست في غضون العام المنصرم وعلى وجه التحديد يوم 29 ماي 2005 تقدمت يوم غرة جوان 2005 الذي يصادف الذكرى الخمسين لعيد النصر وأحيت الجمعية هذه الذكرى الخالدة بالتوجه إلى المستير وتلاوة فاتحة الكتاب على روح الزعيم رحمه الله ، ثم أرادت  الجمعية أن تقدم الملف القانوني للحصول على التأشيرة في غرة جوان 2005 الى مقر ولاية تونس دائرة (الشؤون السياسية) وحسب قرار الهيئة التأسيسية التي كلفت السيدان محمد الصغير داود رئيس الجمعية والحاج محمد العروسي الهاني الكاتب العام للجمعية لتقديم الملف الى الولاية في يوم عيد النصر ، ولكن مع الاسف حصل ما لم يكن في الحسبان في دائرة الشؤون السياسية ولمسنا عدم الجدية ونوع من المماطلة واستغربنا من هذا التصرف الذي لا يليق بجمعية تحمل اسم رمز الوطن وباني الدولة وتذكرنا أن سلك الولاة الذي تأسس يوم 23 جوان 1956 كان بدعم وحس من الزعيم بورقيبة كيف اليوم هذا الجهاز الاداري الهام لم يتحمس لبعث جمعية تنفع ولا تضر وقد أشرت في المقال الصادر يوم 24-05-2006 بموقع الانترنات كل التفاصيل بأمانة حول ما جرى يوم غرة جوان 2005 وأفراد الجمعية ومكتب المتابعة المتركب من السادة محمد الصغير داود ومحمد العروسي الهاني وعمر بن حامد وجعفر الاكحل والدكتور المختار الرابحي وعبد الحميد العلاني مازال هذا المكتب يأمل في الاستجابة لطلب التأشيرة خاصة وكما أسلفت الملف الآن برئاسة الجمهورية منذ يوم 13 جوان 2005 على إثر إعادته من الولاية قرابة العام ونحن في حالة انتظار والامل في شخص رئيس الجمهورية وكريم عنايته ودعمه لبعث الجمعيات وخطابه الاخير في يوم الجمعيات يؤكد هذا الحرص الرئاسي والله ولي التوفيق . قال الله تعالى : » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني كاتب عام جمعية المحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة  


 

 

من أجل التنمية

 

 
سليم الكراي   جدد الرئيس التونسى زين العابدين بن على حرصه على دعم جهود التضامن من أجل التنمية فى إفريقيا.. وذلك تماشيا مع دعوته السابقة إلى إحداث الصندوق العالمى للتضامن وما استتبع ذلك من تحفيز على دعم جهود هذا الصندوق وتوفير التمويلات الضرورية له، والحرص على أن يلعب دوره بما يضمن له تأدية رسالته التضامنية والإنسانية، والتنموية.. وقد جاء هذا الحرص مجددا فى الاجتماع الذى شهدته مدينة طوكيو اليابانية الذى شدد على ضرورة توفير الآليات الكفيلة بدعم جهود التنمية فى إفريقيا.. وقد حرصت تونس من خلال مقاربتها التنموية على إيلاء البعد الإنسانى الأهمية التى يستحقها وذلك باحترام حقوق الإنسان من خلال الدعوة إلى توفير كل مرافق الحياة، وإلى التضامن من أجل الخير والتسامح.. والأمن والاستقرار.. وهنا يمكن التذكير بالإشعاع الدولى والأممى الكبيرين اللذين لقيهما التوجه التونسى فيما يخص التضامن من أجل التنمية فى إفريقيا من خلال الصندوق العالمى للتضامن الذى أصبح آلية أممية بعد أن تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد أن تكفل الأمين العام للأمم المتحدة بحث ودعوة الدول الأعضاء إلى الانخراط فى جهود هذا الصندوق الذى يمكن اعتباره الآلية الأساسية لتحقيق مثل هذه التوازنات التنموية بصفة عامة.. وقد مر هذا الصندوق بعدة مراحل منذ فكرته الأولى إلى نشأته العملية ثم إلى الجهود التى تضافرت من أجل أن يكون آلية ناجعة وفاعلة لشد أزر المجتمعات الفقيرة والمناطق التى تعيش نزاعات متواصلة وخاصة الشعوب التى لا تتمتع بأبسط آليات التنمية وبالخصوص الفئات المهمشة التى تبقى خطرا حقيقيا على التنمية وعلى استقرار تلك المجتمعات وأمنها.. لقد كانت المقاربة التونسية سباقة إلى الحث على مراعاة الأبعاد الإنسانية والكونية وصارت فكرة التضامن الدولى هى الوحيدة القادرة اليوم- أمام التزايد المهول والمشط لأسعار الغذاء، والمحروقات وكل مستلزمات الحياة الأخرى- على فتح الآفاق أمام الشعوب وأمام الفئات المحرومة خاصة. تكمن قيمة هذه الفكرة فى كونها ذات أبعاد توجيهية، فهى توجه المجموعة الدولية نحو مزيد التعاون والتآزر من أجل المصلحة العامة ومن أجل مواجهة المشاكل الطارئة على الساحة الدولية مثل مشكلة ارتفاع أسعار المحروقات من جهة، وأزمة الغذاء من جهة أخرى.. وفى هذا الإطار- إطار التفاعل الإنسانى الواضح- جدد الرئيس بن على دعوته إلى التبرع بدولار واحد عن كل برميل نفط لفائدة صندوق التضامن.. حيث تصرف كل تلك المبالغ للنهوض بالشعوب الفقيرة ومساعدتها على تجاوز الأوضاع التى تردت فيها بسبب العوامل المختلفة الطبيعية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها.. إنها فكرة إنسانية فى أهدافها وتنموية فى نتائجها لا بد من معاضدتها والسهر على إنجاحها.. والدعوة مفتوحة أمام الجميع لمزيد التفاعل معها..   slim@alarab.co.uk   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 30 ماي  2008)


على هامش انطلاق الاستشارات الجهوية حول التشغيل: مطلب الشغل الهاجس الأول للتونسيين.

 

 
سليم الزواوي انطلقت منذ أيام قليلة الاستشارة الجهوية حول التشغيل في مختلف ربوع بلادنا و آفاقه المستقبلية، و من دون ان نستبق النتائج التي ستنبثق عن هذه الاستشارة، فإن الحدث نفسه يحتفظ بدلالة ايجابية مؤكدة، ليس أقلها أن الجهات الرسمية باتت على وعي تام بمعضلة البطالة التي ما تنفك قاعدتها الاجتماعية تتوسع يوما بعد يوم رغم الجهود المبذولة من الدولة لتحجيم الظاهرة و التخفيف من حدتها و انعكاساتها. في الحقيقة إذا تجاوزنا المشكل الهيكلي المتعلق بمدى تمثيلية الهياكل المشرفة و الأطراف المشاركة في فعاليات الاستشارة الجهوية حول التشغيل، فإن مجرد وضع المسألة على طاولة الحوار بغية المعالجة و ملامسة الحلول يعد في حد ذاته نوعا من الاستجابة لمشاغل الفئات العريضة من التونسيين الذين يمثل التشغيل هاجسهم الأول و مطلبهم الرئيس. مشكلة التشغيل التي تجمع الأطراف كلها على مركزيتها و ضرورة مواجهتها بكامل المسؤولية و الجدية، لا يمكن ان تجد الحل النهائي إلا ضمن اختيار تنموي مغاير للنموذج السائد محليا وعالميا. غير أن معطيات الواقع الموضوعي بتشابكاته المعقدة و موازينه المختلة لا تسمح بالحديث المرسل عن الحلول النهائية بقدر ما تفرض الالتزام بالممكنات المتاحة الآن وهنا. في سياق العمل بمنطق الممكن، ليس بالوسع تجاهل ما تجترحه المجموعة الوطنية من مساع و مبادرات لتضييق الفجوة بين الطلب المتزايد على العمل و بين العروض المتاحة وغيرالكافية لمواطن الشغل، و لئن كانت الدولة و لا تزال بآلياتها التنموية و مساعيها التضامنية في مقدمة الفاعلين في مجال تغطية طلبات الشغل، إن القطاع الخاص المحلي والاجنبي ما ينفك عن الاستفادة من الامتيازات الممنوحة لصالح توسعه في الاستثمار و مضاعفة الأرباح دون مقابلة ذلك بالقدر المناسب و المطلوب في ميدان التشغيل و توفير المزيد من فرص العمل. إن الخطاب الرسمي، كثيرا ما يتحدث عن ضرورة الرفع من نسق التنمية أو بالأحرى الزيادة في نسبة النمو لتتجاوز 6 بالمائة على الاقل حتى يمكن أن نرى انعكاسها الايجابي و الملموس في مجال التشغيل، غير أن هذه المقاربة الحسابية تظل واعدة نظريا، أما على أرض الواقع و طبقا للخبرة العملية فإن شروطا إضافية لا بد أن تحضر لكي تتوفر أدوات المواجهة الفعالة لمعضلة التشغيل. يقف في مقدمة هذه الشروط الانطلاق من تقييم موضوعي لوضعية التشغيل و الأسباب العميقة المؤدية لتفاقم البطالة لاسيما في صفوف أصحاب الشهادات العليا. فسياسة الشد المدرسي على سبيل المثال لم تعد قادرة على ايقاف طوابير المتخرجين سواء من مدارس المهن أو من الجامعات، فضلا عن المنقطعين عن الدراسة، كما ان التوجه القائم على تكييف المنظومة التعليمية طبقا لحاجيات سوق الشغل لم يثبت بعد أي قدرة استيعابية كافية في طريق الادماج الاقتصادي والاجتماعي لأصحاب الشهائد و ذوي المهارات في أكثر من قطاع و اختصاص و مجال. مشكلة التشغيل أيضا لا تتمظهر في المستوى الاجتماعي حصرا بما هي تعبير عن تطلع فئات اجتماعية محددة مثل الشباب المتعلم أو المنقطع عن الدراسة للالتحاق بالدورة الاقتصادية والحراك الاجتماعي والارتقاء الطبقي، فهذا الامر قابل للتفسير بالتزايد الديمغرافي و الطبيعة الشبابية للمجتمع التونسي علاوة على التحولات البنيوية التي أصابت منظومة العمل من جهة وأضعفت من دور الدولة التدخلي من جهة ثانية لحساب القطاع الخاص المحلي و الرأسمال الأجنبي الذي لم يتخلص من طبيعته الثابتة في التحرك التلقائي نحو منطق الربح أولا و قبل أي اعتبار آخر إنساني أو اجتماعي. في الحقيقة إن دواعي القلق على وضعية التشغيل في بلادنا باتت تعبر عن حضورها المزمن في بعض الجهات دون البقية، و هذا ما يلقي ضلالا من الحيرة و الترقب تجاه قضية التنمية الجهوية برمتها إلى حد شعرت معه جهات بأكملها في الشريط الغربي تحديدا بنوع من الاستبعاد المنهجي و التهميش المقصود و لم تكن الملابسات التي أحاطت بقضية انتدابات الشغل المشبوهة بشركة فسفاط قفصة و ما أعقبها من تداعيات و ردود أفعال منفلتة سوى المناسبة التي تفجر خلالها هذا الشعور الكامن بالاقصاء الاجتماعي و عدم الانصاف الجهوي. لا نريد من خلال هذا التشخيص مجرد المسايرة الوجدانية لحالة الغضب و الاحتقان التي تشعر بها بعض الجهات الداخلية، فتفهمنا الموضوعي لحاجة أبناءها للشغل والعيش الكريم لا تبرر مطلقا الانخراط الاعمى في العزف الحاقد على الوتر الجهوي على ما يفعل البعض من الأقلام غيرالمسؤولة، فالاستقطاب الذي نواجهه في تعبيراته الطبقية والجهوية لا يشير إلى مخطط قصدي تبيته جهة لجهات أخرى بقد ما يكشف عن افراز طبيعي لمنوال تنموي رأسمالي تابع ليس بوسعه الاستمرار في الانتعاش و البقاء و السيادة إلا بإعادة انتاج واقع التفاوت بين مراكز مرفهة و أطراف فقيرة سواء في المستوى الوطني كما في المستوى الاقليمي والعالمي. مرة أخرى لا سبيل ضمن معطيات المرحلة و في ظل اكراهات العولمة و مآزقها الاقتصادية الراهنة، البحث عن حلول جذرية لمسألة التشغيل، و مع ذلك ثمة متسع للتفكيرالجماعي ضمن اطار الممكن على الأقل من أجل تخفيف الوطأة وتحجيم الظاهرة حماية لمواردنا البشرية و طاقاتنا الشبابية على وجه الخصوص من مخاطر الضياع و الاهدار و الانحراف، و لعل في انطلاق الاستشارة الجهوية ما يمثل فرصة للمعالجة و تلمس الحلول بشرط الانفتاح على المقترحات البناءة والمبادرات الجادة و المسؤول


 

توضيح حول مقال « الانترنت في تونس » والخطأ الوارد حول اللقاء الإصلاحي الديمقراطي  

 
 
 
 
د. خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr   كتب الأخ الفاضل الأستاذ إسماعيل دبارة من تونس في تقرير منشور على موقع إيلاف بتاريخ 29 ماي 2008، وعلى موقع تونس نيوز بالتاريخ نفسه، كتب عن عالم الانترنت وعلاقة العمل السياسي والحقوقي بهذا الفضاء الجديد، وتساؤل هل هي مسايرة للثورة المعلوماتية أم تهرّب من المسؤوليات؟ والموضوع على أهميته ومحاولة الكاتب الإلمام بأطرافه، إلا أنه بقي قاصرا ولعل ضرورات العمل الصحفي وحتى الأمني تبقيان وراء هذا الإشكال، ورغم ذلك نحيّ صاحبه على هذه اللفتة وعلى شجاعتها رغم الاقتضاب المحيط بها. ما أردته في هذا التوضيح ليس التعرض إلى دور الانترنت في عالم السياسة، ولا في مكانته كعنصر جديد وضاعط على إطار الاستبداد الذي يحيط به، حيث لازلت أردد منذ سنوات أنها منّة من السماء أن فتحت أبوابها عبر هذه البوابة التكنولوجية، بعدما أغلق الاستبداد منافذ الأرض وعاث فيها فسادا وإفسادا واستخفافا وقهرا وجورا. لذلك تصوروا عالما بدون انترنت، ونحن في هذه الحالة من الاستبداد! تصوروا غياب الشبكة العنكبوتية، ويرامج تجفيف المنابع وخطط تركيع الشعوب وليالي حمراء وسجون واعتداءات تجوب كل حي ومدينة وترتع في الظلمات!…، تصوروا عالما يكون فيه الحل والربط لصاحب القصر بدون رقيب !..، تصوروا عقد التسعينات في تونس وما مرت به البلاد من فضاعة واعتداءات يشيب لها الولدان، لو كانت هناك بوابة الانترنت..، نعم لن نمنع الجور ولكننا سنفضحه قبل أن يزداد توغلا، نتهمه قبل أن يمر إلى مراحل ومحطات أكثر إيلاما، نعريه حتى لا يختفي وراء البهتان والافتراء..، نعلن للعالم ونكشف سطوته، فنساهم ولو بكثير من العنت في تلطيف سنين الجمر التي مرت بها البلاد… ليس هذا ما أريده في هذا التوضيح، ما أردته هو التعريج على حديث الأخ كاتب المقال لما تعرض إلى « اللقاء الإصلاحي الديمقراطي » واعتبره كما المؤتمر من أجل الجمهورية أحزاب الانترنت بامتياز وذكر حرفيا  » أن ‘إيلاف’ حاولت الاتصال بالسيد خالد الطراولي الأمين العام لهذا الحزب ، إلا أن محاولاتها تلك باءت بالفشل. » وهنا سوف أبني على حسن النية مع كثير من الدهشة والاستغراب لأني لا أعلم متى وكيف تم الاتصال وكيف وقع الفشل، فعنواني البريدي موجود في كل مقال تقريبا، وعلى عديد المواقع، وتصلني عديد الاتصالات من قريب وبعيد، فهو لا يخفى على أحد، وبريد موقع اللقاء واضح وموجود للعلن، ولو أراد الأخ كاتب المقال الاتصال بي لوجد مني كل الترحاب، وأنا أحاول أن لا أبخس أحدا، فنحن لا نعمل في الكهوف ولا نطرح أفكارنا تحت الوسادة، ولكننا نريد رغم محاولات التهميش والإقصاء والحصار التي تطالنا من كثير، البقاء على السطح ومقاومة تيار الإحباط واليأس والتهميش الذي يسعى إلى استبعادنا عن مواقع الفعل والحضور. ولنا في هذا قصص مضحكة تعرضنا لها، لم يحن الوقت لإبرازها، ولكنه ضحك كالبكاء!!! واللقاء الإصلاحي الديمقراطي مشروع سياسي وحضاري، وإن كان في محطاته الأولى، يختلف عن الموجود على الساحة بمرجعيته ومنهجيته وأهدافه، وهو يسعى جاهدا إلى بلورة أفكاره عبر الزخم المتواصل لكتاباته الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولعل الأزمنة القادمة ومع مرور الأيام سوف تتضح الصورة أكثر وتتميز أكثر عن الموجود، ونسأل الله العون والتوفيق. إن سعينا كان ولا يزال العمل في هدوء وعدم حرق المراحل أو القفز على الواقع، أو استثارة المعارك الهامشية، أو الدخول في مهاترات وحوارات عقيمة، متبنين للفكرة التي أعلناها في أحد مقالاتنا حول المفهوم الجديد للحزب « نحو مفهوم جديد للحزب السياسي، اللقاء نموذجا » حيث في غياب الإطار السليم للعمل الحزبي في مشهد سياسي ديمقراطي متعدد، وفي حالة الاستثناء التي يمكن أن يعيشها الحزب نتيجة هذا الاستبداد الظالم والمقصي والمستفرد، والهجرة حالة استثناء في هذا الباب، فإن مهمة الحزب الأولية هي البناء النظري والتواجد الحقوقي والسياسي ولو من بعيد، بعدما سمح الانترنت بهذا الحل المنشود. فبقاءنا في الفضاء الرمزي ليس حبا في الدردشة والترف السياسي أو تهربا من المسؤولية، ولكنه مكره أخاك لا بطل..، أعطونا حرية وسنعطيكم تواجدا عينيا، أعطونا تأشيرة العمل وسوف يكون دكاننا في شوارع تونس ومدنها وقراها، وستكون يافطاتنا على الملأ وصحفنا تجوب شوارع تونس وأزقتها. فتواجدنا في هذا الفضاء الرمزي، هو الاستثناء المفروض، هو عنوان حريتنا، وهو إعلان حياتنا، وهي صورة لمقاومتنا السلمية، ورفضنا الاستسلام والخنوع والتذلل، وترك السفينة وأهلها واللجوء إلى خلاص فردي، أو مساومة جماعية على حساب الثوابت والمبادئ. 1 جوان 2008 ملاحظـة  : يصدر قريبا للدكتور خالد الطراولي كتاب جديد بعنوان « حــدّث مواطن قــال.. » يمكن الحجز بمراسلة هذا العنوان:  kitab_traouli@yahoo.fr   المصدر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net    

  السياسة التونسية: إلى أين ؟

 

 
تشهد البلاد في السنوات الأخيرة موجة من الغلاء في الأسعار شملت تقريبا جميع المواد والخدمات ومع غياب أية ردود فعل اجتماعية تذكر أقول « يا حسرة على أيام زمان » حين كان يحسب للمواطن ألف حساب. وحين كانت الانتفاضات والمظاهرات تعم أرجاء البلاد على إثر أي زيادة تربك ميزانية المواطن. إنما هي أحداث قد جدت في مرحلة اتسمت بزخم كبير في الحياة السياسية والاجتماعية وفاعلية نوعية في أداء الأحزاب والمنظمات والهيئات واستعداد المواطنين لممارسة الاحتجاج على الأوضاع المتردية وعدم استسلامهم لسياسة الأمر الواقع التي نعيشها اليوم. فلينظر التونسيون في ماضيهم وفي كتب التاريخ وليتصفحوها علهم يستلهمون الدروس ويفيقون من سباتهم العميق ويستنهضون هممهم ويهبون لممارسة أبسط حقوقهم في التعبير بالأشكال السلمية المضمونة بالدستور عن رفضهم للسياسة الحالية التي أثبتت عجزها عن تحقيق التنمية الشاملة وأبدت عدم اكتراثها بالمواطن وبقدراته المعيشية. إن المواطن التونسي يتذمر من هاته الزيادات في الأسعار المتلاحقة ويعبر عن ذلك في الكواليس وبأساليب متنوعة من التقية والطرافة. فهو لا يقوى على التفوه ببنت كلمة لأن الخوف يتملك الجميع ويحول دون فعلهم الاحتجاجي فأي زمن عجيب أصبحنا نعيش فيه؟                                                         لقد شملت الزيادات المواد الأساسية بما فيها الحليب ومشتقاته والذي قفز سعره في ظرف وجيز من 730 مي ليصبح اليوم ب900 مي. وتجري إشاعات الآن أن ثمنه سيصبح 930 مي. أما باقي المواد مثل الطاقة والتغذية والملابس والخضراوات والمواد الفلاحية المصنعة ومواد البناء كلها فقد سجلت زيادة متصاعدة سنويا, حتى الحلويات التي نشتريها للصغار مثل الحلوى والعلكة فقد جرفها طوفان ارتفاع الأسعار.  إن السلطة تفعل بنا ما تريد ما دمنا نعيش حالة من الاستقالة والرضوخ للأمر الواقع والعجز عن ممارسة حقنا في التعبير والاحتجاج. إن إخضاع جميع السلع لقانون السوق والعرض والطلب وحرية التسعيرة هو توجه ليبرالي لا يتماشى مع وضع بلد نام مثل بلدنا حيث تنتشر فيه البطالة والفقر والدخل ‑­ المحدود. وموجة الغلاء هذه لا تنسجم مع ما تتحدث عنه الحكومة من النمو الاقتصادي الكبير الذي تحقق في ظل » التحول المبارك ». إذ كيف يتم الحديث عن المكاسب الاقتصادية والمواطن يتذمر من شطط الأسعار ويتلوى ألما من تبعاتها.  لم تجد الحكومة أية تبريرات للزيادات سوى إرجائها إلى الضرورات الاقتصادية المحلية والدولية, والتذرع بصعوبة الظرف الدولي وارتفاع أسعار النفط والسعي لتخفيف العبء على الميزانية. لقد سجلنا في ظل الخيارات الحكومية المعتمدة تنامي نسبة التداين لدى التونسيين وعجزا فادحا في ميزانية غالبية العائلات وهو مؤشر خطير ينبئ بمصير غير مطمئن لا للطبقة الضعيفة فقط بل للطبقة المتوسطة أيضا باعتبارها فقدت معالم مقدرتها الشرائية بسبب اختلال التوازن بين نسب الزيادة في الأسعار والزيادة في الأجور.  هدى العبدلي


     

التدخين : آفة تعصف بحياة الملايين سنويا من المدخنين وغيرالمدخنين

 

 
شادية السلطاني باشراف منظمة الصحة العالمية تجري يوم السبت 31 ماي 2008 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، تظاهرات ونشاطات توعوية بمختلف دول العالم بهدف التحسيس بمخاطر التدخين، هذه الآفة التي تحصد بسسببها ملايين الأرواح سنويا في كل بقاع الدنيا، لاحتواءها على نحو أربعة آلاف نوع من الغازات و المواد العالقة الخطيرة مثل أوكسيد الكربون الذي يضعف كمية الأكسجين في الجسم والقطران المسبب للسرطان إضافة إلى مادة النيكوتين و هي احدى المواد المخدرة و السامة، تستعمل كمبيد للحشرات و يصرف من أجلها البشر آلاف الدولارات لابادة أنفسهم.. وتفيد التقاريرأن السجائر التي تباع في البلدان النامية أكثر احتواء على مادة النيكوتين مقارنة بمثيلاتها التي تباع بالدول المتقدمة رغم صنعها من نفس الشركة و حملها لنفس الاسم و ذلك لأن الرقابة على شركات التبغ تكاد تنعدم في العالم النامي عكس البلدان المتقدمة التي تكون فيها الرقابة مشددة، كما أكدت الدراسات أن التدخين مسؤول عن 90 بالمائة من وفيات سرطان الرئة و 25 بالمائة من الأمراض القلبية إضافة إلى أمراض أخرى تكفي زيارة قصيرة إلى أقسام الأمراض الصدرية بمستشفياتنا للوقوف عند مخاطرها، حيث يصارع المرضى آلام الموت البطيء التي اشتروها بمالهم دون أن يرصدوا لها حسابا في بنك الحياة. شركات التبغ و آليات الاستقطاب كغيرها من الشركات تسعى شركات التبغ لترويج منتوجاتها وتحقيق المزيد من الأرباح التي تزداد سنويا رغم تحذيرها على علبة السجائر بأن « التدخين مضر بالصحة »، هذا مع الحملات التي تقام في كل دول العالم لمكافحة التدخين، رغم هذا يزداد عدد المدخنين بالآلاف سنويا و يعزى ذلك إلى عملية الاشهار التي تقوم بها بعض الشركات في مختلف وسائل الإعلام، و قد بينت الدراسات أن البلدان التي لم تمنع فيها الاعلانات الخاصة بالسجائر ترتفع فيها نسبة التدخين مقارنة بالدول التي تحضر مثل هذه الاعلانات، كما عملت الشركات المنتجة للتبغ على استقطاب أعدادا هائلة خاصة من النساء اعتمادا على ما يسمى « بالسيجارة الخفيفة » الحاوية على أقل نسبة ممكنة من القطران والنيكوتين غير أن الأخصائيين أكدوا أن هذه السيجارة خدعة تستعملها الشركات كطعم لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المدخنين لتعويض حرفاءها ممن فارقوا الحياة بسبب هذا الوباء القاتل أو الذين أدركوا خطورة الأمر قبل فوات الأوان و أقلعوا عن التدخين، حيث تقوم مدخنات أو مدخنو هذه السجائر الخفيفة باستهلاك كميات أكبر من السجائر للمحافظة على نسبة مرتفعة من النيكوتين في الدم، و بالتالي انفاق أموال أكثر لينتهي بهم الأمر إلى تناول نفس الكمية من السموم كغيرهم من المدخنين لأنواع أخرى من التبغ. و في هذا الصدد أجريت دراسة بريطانية على 870 امرأة 40 بالمائة منهن يعتقدن أن مثل هذه السجائر أقل ضررا و تبين أنهن يستنشقن كميات من القطران و النيكوتين تصل إلى 8 أضعاف النسبة المسجلة على علبة السجائر. أضرار التدخين في أرقام يعتبر التدخين السبب الرئيسي في عديد الأمراض القاتلة كالسرطان بأنواعه فقد كشفت منظمة الصحة العالمية أن 5 ملايين شخص في العالم يموتون سنويا بسبب التدخين، كما أن أضرار التدخين لا تظهر بسرعة و لهذا يستهين بها العديد من المدخنين، و بينت المنظمة أنه في حال استمرار معدلات التدخين على ماهي عليه الآن فإنه بحلول سنة 2020 سيموت قرابة 10 ملايين مدخن، و يتوقع أن يكون ثلثهم من البلدان النامية حيث سيخسر المدخن من 20 إلى 25 سنة من عمره، أما في تونس فتشير الأرقام إلى وفاة ما لايقل عن 4500 شخص في السنة جراء التدخين و في تقرير لوزارة الصحة الأمريكية تبين أن التدخين يقتل سنويا 165 ألف امرأة سنويا، كما تضاعفت الوفيات بسرطان الرئة بسبب التدخين في أمريكا 6 مرات بين 1950 و 2000 و تتعدى أضرار المدخنة الحامل إلى طفلها خاصة في الثلاث أشهر الأخيرة من الحمل حيث كشفت الدراسات أن أطفال المدخنات يكونون أكثر عصبية و أكثر ميلا للعنف، كما تجدر الإشارة إلى ما يمكن أن يصاب به هؤلاء الأطفال من تشوهات و أمراض كالربو و التهاب الجهاز التنفسي و الأذن بسبب التدخين السلبي الذي كشفت الدراسات أنه لا يقل ضررا عن التدخين الايجابي إن لم يكن أشد، حيث بين تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن غير المدخنين يجبرون على استنشاق نحو 50 مادة سامة جراء التدخين السلبي، و الذي يموت بسببه حوالي 200 ألف عامل سنويا لتعرضهم لهذا التدخين القسري و الغير مباشر في أماكن عملهم، كما أشار التقرير إلى العبء الاقتصادي الذي يتحمل نتيجة التدخين السلبي فالمنطقة الادارية بهونغ كونغ و حدها تتكبد سنويا 156 مليون دولار كأعباء اقتصادية جراء التدخين السلبي و هذا الرقم مرشح للارتفاع إلى عشرة مليارات من الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية، فماذا عن الدول النامية التي تشكو الفقر و التي لم تستطع حتى تحقيق أمنها الغذائي. أساليب الوقاية و طرق العلاج بالنسبة للوقاية فإنها تبدأ من الأسرة فالولي يجب أن يمتنع عن التدخين حتى لا تتسرب هذه الممارسة لأبناءه و قد كشفت الدراسات في هذا الصدد أن التدخين عند الصغار لا يتعدى 10 بالمائة عندما لا يدخن الوالدان و 70 بالمائة عندما يدخن الأبوان، كما على الأسرة توجيه و مراقبتة أبناءها حتى لا يقعوا أسرى لآفة التدخين، أما في المدرسة فيفترض أن لا يمارس المربون عادة التدخين أمام تلاميذهم خاصة من المراهقين حتى لا يتأثروا بهم. أما فيما يخص طرق العلاج فإنها تطورت و توجد في بلادنا العديد من المراكز المساعدة على الاقلاع عن التدخين إضافة إلى بعض الأدوية والعقاقير التي لا يشك الأطباء في نجاعتها. يضاف إلى ذلك، بالامكان ان تتدخل الدولة بوسائلها التشريعية و القانونية لتفعيل بعض المبادرات القانونية في هذا المجال التي ظلت مهجورة و غير مطبقة، من ذلك تفعيل القانون المحجر للتدخين في الأماكن العامة من إدارات و مدارس و معاهد و وسائل نقل و سواها..، هذا دون أن ننسى أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به وسائل الإعلامية بفاعلية و تأثير، سواء بتكثيف الومضات المحفزة عن الاقلاع عن التدخين أو بمراقبة بعض البرامج والأعمال الدرامية التلفزية و السينمائية التي يظهر فيها الأبطال من الرجال و النساء يزاولون التدخين في أوضاع ومواقف ذات تأثير كبير على نفوس المتلقين خاصة من الشباب و المراهقين، و في السياق نفسه يحسن الاستفادة من الخطاب الاخلاقي و الديني في المساجد و المنابر الاعلامية لمواجهة آفة التدخين و ابراز أضرارها و االدعوة إلى الانقطاع عنها.

                

التلازم بين الديمقراطية والتنمية

 

 
  حلمت تونس بالاستفادة من اتفاقيات الشراكة مع الإتحاد الأوروبي مثلها مثل العديد من الدول. ومن هذا المنطلق سعت جاهدة إلى تطبيق سياسة تنموية ناجحة لنيل الرضا والاستحقاق. ومع غياب الحريات لم تحقق الحكومة أية نتائج مرضية سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي. فما هو هذا التمشي التنموي؟ ما هي نقائصه والحلول اللازمة؟ الإصلاحات الاقتصادية والسياسية في تونس:   ركزت السلطة اهتمامها خلال الفترة الماضية على مبدأ التنمية أولا. فعملت في القطاع ألفلاحي على الرفع في الإنتاج والمنتوجية وأعطت التسهيلات اللازمة للفلاحين لأخذ القروض واستوردت الأسمدة الكيميائية اللازمة للتحسين من جودة المنتوج. أما في الصناعة فقد ركزت بالأساس على الصناعات الصغرى والمتوسطة وفتحت الباب أمام الاستثمارات الخارجية. ولم يكن التمشي التنموي مخالفا على المستوى التجاري إذ تم فتح السوق أمام البضائع الأجنبية وألغيت الحواجز الجمركية. وللاستفادة من قروض الاتحاد الاروبي سعت الدولة إلى تطوير البنية الأساسية فخصصت اعتمادات ضخمة لتحسين الطرقات وبناء الجسور وإنشاء المدارس والجامعات والمستشفيات والملاعب ودور الثقافة.    إن هذا التمشي صبغ المرحلة الفارطة في المجال الاقتصادي وكان الغرض الأساسي هو التقليص من البطالة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. حيث لم تكتف بفرص العمل التي توفرها مختلف القطاعات فقد اهتمت بحاملي الشهادات, فخصصت صناديق معينة مثل « صندوق 21-21  » لإمدادهم بالقروض ومساعدتهم على إنجاح مشاريعهم الخاصة وذلك لضمان استرجاع راس المال. أمام هاته الإصلاحات الاقتصادية شرعت الدولة في إصلاح سياسي محدود تجسد في التفويت في بعض الحريات. فجاءت الديمقراطية في شكل  » قطرة قطرة « . وحققت بعض المكاسب التي لا يمكن إنكارها بما في ذلك ما يتصل بملف ‑­ السياسيين. والقرار الأخير الذي يخص المحجبات حيث تم السماح لهم بارتدائه بشروط معينة. أما الأحزاب المعارضة فقد عرفت بعض الليونة في التعامل معها وتقلصت قليلا نسبة المضايقات. النتائج ظلت النتائج محدودة في ظل الإصلاحات المعتمدة إذ أن البلاد لم تحقق حتى الآن نسبة نمو اقتصادي تتجاوز5بالمائة والحال أنه لتحقيق الرخاء المطلوب وخاصة لتقليص نسبة البطالة لا بد من نسبة نمو لا تقل عن 8 بالمائة وهو أمر شبه مستحيل في ظل الخيارات الاقتصادية والسياسية الحالية. شهدت البلاد في السنوات الأخيرة موجة غلاء وزيادة مكثفة في الأسعار. فالرفع في الإنتاج ألفلاحي تلاه زيادة كبيرة في أسعار الخضراوات والغلال ولم يقتصر هذا الغلاء على المواد الفلاحية بل شمل كل المواد. أما الاهتمام بالصناعات الصغرى والمتوسطة فقد أضر بالحرفيين وأصحاب الصناعات التقليدية وهو ما يبرر تنوع الإشهارات في التلفاز والتي تخص المنتوج التونسي.   بل أضرت بمختلف الفئات حيث أن الاستثمارات الخارجية فتحت باب التشغيل ولكن بأسعار زهيدة وغياب للتأمينات اللازمة مما أنهك المواطن وجعله يشعر بالاستغلال. الحلول إن ما يساعد على تحقيق الأهداف الاجتماعية المرجوة هو ملف الإصلاح السياسي وتأهيل نظام الحكم والتأسيس لمجتمع المشاركة والقطع مع الخنوع والاستسلام. وبالتالي فإن التلازم بين الديمقراطية والتنمية أصبح ضرورة ملحة وحاجة أكيدة. فلا ديمقراطية بدون تنمية ولا تنمية بدون ديمقراطية وهذا ما تحتاجه تونس في ظل المتغيرات الحاصلة. إننا في حاجة إلى تجسيد أفعال على أرض الواقع لإنجاز الإصلاح الاقتصادي المطلوب بأفكار جديدة وسياسة جديدة وإنقاذ البلاد من مخاطر الحكم الفردي وسوء التصرف, إذ أننا اليوم بحاجة ماسة إلى إعلام حر يسعى إلى بناء الوعي لدى المواطن بضرورة المشاركة والتعبير وفرض الذات. ولتحقيق التنمية الشاملة لا مفر من أربعة ركائز أساسية: 1.‑­ 2.إطلاق العنان للحريات السياسية وتوسيع دائرة المشاركة في التصورات والحلول والمراجعات والمقترحات في جميع مجالات الحياة كلها. 3.إطلاق الحريات الإعلامية وذلك بممارسة الرقابة على السلط والمؤسسات لحمايتها من الانزلاق إلى سوء التصرف المالي والإداري واستغلال النفوذ وارتكاب المظالم. 4.الفصل بين السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) 5.احترام استقلال القضاء وعلوية القانون.    بتلازم المسار الاقتصادي والمسار السياسي تتحقق التنمية الشاملة والمستديمة ويصبح كل تونسي مندمجا فاعلا غيورا حريصا على إدراك المزيد من النجاحات لصالح الوطن عموما. فنحن نعيش اليوم معركة مصير, مصير أطفالنا وشبابنا أمام المتغيرات الخارجية والأزمات الدولية. حاجتنا للديمقراطية أصبحت بمثابة حاجتنا إلى الهواء والماء. إنها السبيل الوحيد للرقي بأوطاننا إلى مستوى المواجهة والتحدي وصنع القرار.                                                               هدى العبد لي


 

بوقريّـــات 3: حديث في المصالح العليا للوطن؟

 

 
 زياد الهاني في إطلالته على شاشة الفضائية اللبنانية (آى آن بي)، أطنب السيد عبد الجليل بوقرّه مدير رئيس تحرير جريدة الصحافة في الدفاع عن الانجازات الوطنية والتنديد بالمشككين المتآمرين على نجاحات الوطن ممن يشوهون صورته الخارجية ويسيئون إلى اقتصاده من خلال التشكيك في قيمة منتجاته وكفاءة منتجيه   السيد بوقرّه من جهته حمّـل الصحفيين التونسيين وحدهم مسؤولية تردى وضع الإعلام في بلادهم واعتبرهم عقدتـه (الضمير يعود على الإعلام وليس على السيد بوقرّه). كما نسف قيمة معهد الصحافة وعلوم الإخبار مشككـا في كفاءة أساتذته. فهل بمثل هذا التجنّـي والعدميّـة يخدم السيد بوقرّه صورة البلاد ومصالحها؟! أيّة رسالة أمل وجّهها السيد مدير جريدة الصحافة لمئات طلبة معهد الصحافة، من تخرّج منهم ومن في طريقه إلى ذلك؟ إلى أيّ حضن يريد أن يلقي بهم عندما يقول لهم بكل بساطة وتجرّد، وهم في غمرة حيرتهم حول مستقبلهم وهو المدير المسؤول: أنتم لا تساوون شيئا؟! أيّة صورة رسمها السيد بوقرّه للمستثمرين العرب والأجانب حول مستوى خريجي مؤسساتنا الجامعية، ومستوى أساتذتها؟! أيّ تقارير سترفعها السفارات الأجنبية المعتمدة في بلادنا إلى حكوماتها عن مستوى التعليم عندنا خاصة في معهد الصحافة وعلوم الإخبار؟! وكيف سيكون رأي الدول التي توفد بعثاتها الطلابية إلى بلادنا وهي تقف على مثل هذه الشهادة من شاهد من أهلها (الضمير يعود على بلادنا ومسؤوليها الغرّ الميامين)؟! ماذا عن أفواج الخريجين العرب والأفارقة والأجانب الذين يفاخرون في بلدانهم بتخرجهم من معهد الصحافة وعلوم الإخبار؟! هل زوّدناهم سرابــا؟!! أنا لا ألوم السيد بوقرّه على تصريحاته فالرجل دخيل على قطاع الإعلام ومفروض على مؤسساته فرضا. ولكني أتوجه بتساؤلاتي لمن أتوا به من إدارة معهد المعلمين بسبيطلة لينصّبوه بما لهم من سلطة القرار مديرا على جريدة الدولة.. تنصيب من لا يملك لمن لا يستحقّ..لم تهزل، بل هزلوا فساموها لكلّ مفلس؟!! بعض المصادر ترى في هذا التمشي دليلا على إفلاس أصحابه وقرب أفولهم.. كلمة أخيرة: أنا أحتقر كلّ المتباكين بعجزهم على أعتاب الأجانب، والمتمعشين من تطلّعات أوطانهم.. تماما كاحتقاري لمنتفخي الأوداج من المتشدقين بالدفاع عن المصالح العليا للوطن. وهي في حقيقة الأمر مصالحهم وامتيازاهم الشخصية.. هؤلاء وإن تضادت مواقعهم، فجميعهم مرتزقة يتقاطعون عند بؤرة الذات/الوطن.. حاديهم مصالحهم، ووليّهم الظلّ العالي.. آه يا هذا الوطن.. آه من كلّ هذا الذباب المصّـاص الملتصق بأهدابــــك   المصدر: مدونة الصحفي زياد الهاني http://journaliste-tunisien.blogspot.com/


رد على بيان نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب: 21 ماي 2008 يوم إضراب عام

 
بقلم محمد الفكاك في الرد على مزاعم وأباطيل وترهات الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي اصدر بيانا سخيفا للغاية تحت عنوان : يوم الأربعاء 21 ماي 2008 يوم وطني للعمل تحت شعار : من اجل مستقبل واعد ضدا وفي مواجهة مكشوفة ضد القرار التاريخي والبطولي الذي اتخذه المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بتاريخ 03 ماي 2008 القاضي بشن إضراب عام وطني إنذاري يوم 21 ماي 2008 ، وباعتباري مناضلا متواضعا ساهمت في بناء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فإنني لم أكن انوي أبدا الدخول في ملاسنات فارغة مع نقابة اسمها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لأنني أومن بالاختلاف في الرأي وبحق كل المغاربة في أن يحملوا ما يريدون من مواقف وآراء ولم أكن أتصور أن يصدر هذا عن رجل عاقل متوازن فأحرى عن منظمة مثل هذا البيان بكل ما يحمله من وقاحات وسفاسف في حق منظمة نقابية جماهيرية تقدمية ديمقراطية مستقلة لها حضور وازن في الساحة الوطنية برهنت على ذلك بكفاحيتها العالية وتضحياتها الجسام إلى جانب الشعب المغربي بكل طبقاته المستغلة والمحرومة ، ولم تتراجع إلى اليوم في موقفها هذا التابث والمبدئي في الوقت الذي انحاز فيه كل شرائح البورجوازية الهجينة إلى جانب المخزن والرجعية والتخلف ، أقول لهؤلاء الذين سمحوا لأنفسهم بغير حق بالتهجم اللامبرر على الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي تقود معركة حامية الوطيس لتخليص البلاد وتحرير الشعب من كل أشكال الاضطهاد والقمع والتنكيل والتفقير وتهميش القوى المناضلة عن أداء دورها التاريخي . والكونفدرالية الديمقراطية للشغل لم تمس لا حزب الاستقلال ولا نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حتى يتم تجنيد كل وسائله الإعلامية وأتباعه إلى جانب المخزن والرجعية لتكسير الإضراب الوطني المشروع والعادل حتى نجد لهم مبررا للتهجم على ك د ش وحلفائها التاريخيين من قوى ديمقراطية وتقدمية واشتراكية . إن بعض الرؤوس الفارغة من أي حس تاريخي تعتقد أنها قادرة على إيقاف المد التاريخي الثوري لشعبنا وهنا استشهد بقول غرامشي :’ ان القديم يحتضر والجديد لا يستطيع أن يولد بعد ، وفي هذا الفاصل تظهر أعراض مرضية كثيرة وعظيمة في تنوعها ‘ ، وحين نتفحص مضمون هذا البيان العدواني السافر على منظمة وطنية لا يستطيع أي صغير من أمثال هؤلاء أن يزايد عليها، فإنني اعتبر مثل هذا البيان يندرج ضمن مرض الطفولة اليميني الرجعي، لان هؤلاء لم يقرؤوا تاريخ المغرب ولا تاريخ العالم استنادا إلى الدراسات الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية ، انه ما من تشكيلة اقتصادية اجتماعية سابقة على التشكيلة الرأسمالية الأوربية الحديثة ستكون قادرة على اختراق الأخيرة لها مع مايستتبعه هذا الاختراق من زعزعة لأركانها وخلخلة لمقوماتها وإعادة صياغة لعناصر حياتها بما يتناسب مع متطلبات التشكيلة الرأسمالية الجديدة ومع مصالحها الكبرى وقواها الدافعة وقوانين حركتها المسيطرة ،واستنادا إلى هذا القانون التاريخي العلمي خاضت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والقوى التقدمية اليسارية وفاء منها لحركة التاريخ وللصراع الطبقي المحرك لهذا التاريخ هذا الإضراب الوطني العام الذي هو ليس الأول ولا الأخير دفاعا عن حقوق الطبقة العاملة والطبقات الشعبية لتحقيق مطالبها العادلة والمشروعة . واتسائل من هم حقا المفسدون والعملاء والمرتزقة والسماسرة ، أهم من يقف بثبات وعزم لمواجهة الحرب الطبقية ضد الشعب بكامل طبقاته المحرومة وقواه الديمقراطية مع ما استتبع ويستتبع ذلك من تضحيات ومعاناة وصلت منذ عهد سنوات الرصاص إلى اليوم إلى تحويل المغرب إلى سجن كبير ومنافي ليست اقل مما تعرض له شهداء حرب التحرير الشعبية المغربية إبان الاستعمار، وما ضحايانا وشهداؤنا الا انصع دليل الذي لا يقبل الرد أو التفنيد ؟ أم من يضع نفسه وباختياره حارسا- للاسف- للنظام الكولونيالي المستغل والممتص لدماء المغاربة ،هذا النظام بتشكيلاته السياسية هو تابع بنيويا وهيكليا وخادم أمين للرجعية والامبريالية . لقد شعرت وأنا اقرأ هذا البيان بقلبي وقد كاد ينفطر حزنا وألما ، أن يصدر مثل هذا البيان لا من احزاب إدارية مفبركة صنعها النظام ،ولكن من نقابة تابعة لحزب وطني ، هو حزب الاستقلال بالذات. والغريب والأعجب أن من شعاراته التاريخية ومبادئه المتبناة منذ تولي زعامته الراحل الأستاذ علال الفاسي :’ الارض لمن يحرثها والمصانع للعمال ومن أين لك هذا ؟ ‘ فما الذي يا ترى اخرس السنة إخواننا في حزب الاستقلال والاتحاد العام للشغالين بالمغرب عن قول الحق وتطبيق ما يرفعونه من شعارات ؟ فكان الأولى بهم وهو يشكلون الأغلبية في حكومة محكومة لا يسمح لها الدستور باتخاذ أي قرار مستقل أن ينتقدوا أنفسهم وان لا يفرحوا بما لم يفعلوا ، بدل قلب الحقائق وحماية الاستغلال الطبقي بالمغرب والدفاع عن الهياكل المخزنية المهترئة، والأدهى والأمر انه من خلال بيانهم هذا بدل الالتزام بقانون التحليل الملموس للواقع الملموس والاعتراف بمسؤولياتهم عن الوضع الكارثي والمأساوي للشعب المغربي على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلوا الهروب إلى الأمام لتبرئة المخزن الرجعي المستحوذ على 95 من خيرات البلاد ومقدراتها، بتحميل ك د ش كل الأوزار والتبعات لا لسبب الا لأنهم يعتقدون عن خطا أن الإضراب الوطني العام ليوم 21 ماي هو موجه ضدهم كحزب مشارك في الحكومة، وهذا لعمري هو منتهى التخريف والانحطاط والتخلف والتخليف، لان ك د ش حينما أعلنت الإضراب العام الوطني مدعومة من حلفائها التقدميين واليساريين، هي فقط من اجل رفع الحيف عن الطبقات المضطهدة ، وقد سبق لنقابات الاتحاد المغربي للشغل وف د ش و م د ش والاتحاد الوطني أن خاضوا إضرابا وطنيا في الوظيفة العمومية يوم 13 ماي ،وكان الإضراب عادلا ومشروعا ؟إذن فكيف يتوجه ا. ع. ش. م وقد خاض عدة إضرابات بدوره بتنسيق كامل مع ك د ش خلال سنوات التسعينات ليصفها بهذه الأوصاف القذرة متنكرا للتنسيق والتعاون والتضامن، فماذا جرى اليوم وهذا ما يستشفه القارئء البسيط انه موجه وللأسف ضد شخص الكاتب العام ل ك د ش وبالذات، وهم أدرى بان التنظيمات النقابية اليسارية التقدمية في ك د ش و ا م ش أن القيادة جماعية بناء على القوانين التنظيمية لهاتين المنظمتين بغض النظر عما يمكن أن يطرأ من اختلالات تنظيمية او تناقضات ، لكننا نعتز بها لأنها الضامن الأساسي للتقدم والتصحيح لان درب النضال من اجل وحدة الطبقة العاملة وفرز قيادة ثورية هو نضال طويل وعسير ، وإذا كانت هذه الأوصاف والنعوتات الصادرة في حقنا كمنظمات نقابية وسياسية يسارية تصدق على شيء فهي تصدق على ا ع ش م وعلى فكر حزبه الذي يؤمن بالزعامات وبالتفتيشيات كنصوص قانونية مدونة ،وليس مجرد انحرافات أو اختلالات تتطلبها مرحلة الصراع كما يحصل أحيانا في تنظيماتنا السياسية والنقابية والجمعوية. انه من الإنصاف التاريخي وبكل نزاهة فكرية مجردة أن الكاتب العام ل ك د ش محمد نوبير الأموي هو مناضل فذ منذ أن عرفناه في السبعينات إلى غاية يومنا هذا ، له ما له من ايجابيات وتضحيات و عليه ما عليه مثل أي مناضل ممارس ومصارع . إنني أقول: كبر مقتا وكلمة تخرج من فيه أي كان ليتطاول ويصف الكاتب العام بالمفسد والجاني والعميل والسمسار حسب تخريجات جريدة الصباح التي استندت هي أيضا إلى بيان الاتحاد العام لانه لا يعقل ان نظلم الرجل في نضالا ته البطولية ومواقفه حيث أدى غاليا ضريبة ذلك من سجن واعتقال واختطاف ، علما أننا بعيدون كل البعد عن تقديس الأشخاص أو الزعماء . ويا ليث إخواننا في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في بيانهم قد تقدموا بنقد بناء ل ك د ش كمنظمة لا كأشخاص، ولهم ما يا يشاءون في القول والنقد والمعارضة لخط ك د ش التحرري والتقدمي والكفاحي. كما لا ينبغي لإخواننا أن ينسوا أو يتجاهلوا أن مواقفنا وآرائنا وعقيدتنا الكفاحية سواء كحركة تحررية اتحادية وحركة ماركسية لينينية لها امتداد تاريخي لحرب التحرير الشعبية وجيش التحرير، علما أن سنة 1957 كانت الفيصل التاريخي بين نهجين ، نهج التحرر الوطني من الاستعمار والهيمنة الامبريالية ونهج موالي للمخزن عمل بكل قواه على تكريس دواليب الحكم المخزني الرجعي المرتبط عضويا بالاستعمار ودوائر الامبريالية. لقد تعلمنا جميعا من مدرسة الشهيد المهدي بن بركة خصوصا في كتابه التاريخي ‘ الاختيار الثوري ‘ الذي قدم فيه بكامل الوضوح والجلاء و الجرأة النفاذة نقدا ذاتيا واضحا لمسيرة وحركة المغرب التحررية والتقدمية والثورية حيث كلنا نتذكر الصياغة الرائعة للنقد الذاتي المتمثل في الأخطاء الثلاثة القاتلة. اذن فمن الذي لم يستفد من أخطائه ؟ هل نحن بكل تنظيماتنا الديمقراطية التقدمية واليسارية والمستقلة ؟ أم من فضل العيش والحياة والتنفس إلى درجة الشبقية والعشق تحت ظل الأعتاب المخزنية ؟ اعتقد أننا جميعا كمناضلين ديمقراطيين وتقدميين ويساريين سواء على المستوى السياسي او النقابي لا نرضى لأنفسنا عدم الوضوح الايديلوجي ،فنغيب التناقض الرئيسي بين البورجوازية الكومبرادورية الهجينة الخاضعة لدوائر الاستعمار والامبريالية وبين الطبقة العاملة وحلفائها الفلاحين والمثقفين والمراة والشباب والمعطل التي تقف بصمود وثبات في وجه هذه الطبقة. وليس غريبا علينا ، وأقولها بكل وضوح لإخواننا في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أن من يجعل تنظيما بكامله قادرا على الاعتقاد بهذه السخافات الموجهة ضد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وحلفائها التقدميين واليساريين ، هو تنظيم قادر على ارتكاب أبشع الفظا عات والحماقات في حق منظمة لم تسيء إليه . إن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بكل مكوناتها وحلفائها من المفترض أن ترقى في مؤتمرها القادم إلى اللحظة التاريخية في القطع مع الأوهام البورجوازية وتنظيماتها. واختم ، وليسمحوا لي أن أقول بأننا لسنا عشاق الإضرابات من اجل الإضرابات، وليس إضرابنا ليوم 21 ماي بإضراب همجي ولا مسؤول كما نعتتنا للأسف جريدة الرأي اللسان الفرنسي لحزب الاستقلال يوم الإضراب بالذات. وأقول مع الشاعر المناضل : جرح يشرب ماء النجمة طفل ينسى دفئ الحلمة ومهما ينسى يأتي غدنا أروع بسمة قمر يبكي على البيدر ، شجر يلقي مطر اصفر ومهما يلقي ورد الشاطئ يبقى احمر صيف يسرق ماء البذرة ريح تلوي عنق الزهرة ومهما تلوي يطلع حزبي نقابتي اكثر حمرة اكثر خضرة اطمئن ايها المناضل التقدمي المرتبط عضويا بالطبقة العاملة المغربية فانت الأعلى والأرقى والأعز ‘ وان شانئك هو الأبتر ‘ لنهنئ أنفسنا مناضلين نقابيين وسياسيين يساريين على النجاح الباهر للإضراب الوطني العام الذي خاضته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وربحت الرهان رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين. محمد الفكاك، مناضل يساري، خريبكة في 21 ماي 2008

اسرائيل تضيء وغزة تنطفئ

 
د حسن حنفي من عجائب الدهر أن تنقلب الأوضاع رأساً على عقب، وأن تتغير الأحوال من النقيض إلى النقيض، وأن تدور عقارب الساعة مئة وثمانين درجة، وأن يتبدل النهار إلى ليل، والليل إلى نهار. ويصبح العدو صديقاً، والصديق عدواً، وفلسطين إسرائيل، وإسرائيل فلسطين. هذا ما حدث بالضبط هذه الأيام. تُمد إسرائيل بالغاز الطبيعي لينيرها، وتسيّر به عرباتها المصفحة ودباباتها وآلياتها لتعتدي بها على شعب فلسطين في غزة والقطاع. تهدم المنازل، وتجرف الأرض، وتقتل النساء، وتسيل دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. وتقطع الغاز عن قطاع غزة. فتتوقف محطات توليد الكهرباء، وتتوقف السيارات في الطرقات بما في ذلك سيارات الإسعاف والأجهزة الطبية في المستشفيات وأفران المخابز ومطابخ المنازل. ويراجع الطلاب دروسهم على أضواء الشموع. إنها نهاية العالم، وعلامة من علامات الساعة، ونهاية التاريخ، ونذير بانهيار الأمم وسقوطها عندما يغيب العقل، ويقضي على البداهة، وتجف الإنسانية، وتنقلب القيم رأساً على عقب. فقد تحول السلام البارد إلى سلام حار. وبدأ التطبيع على أوسع نطاق، التطبيع الاقتصادي، والاقتصاد عصب الحياة. والتذرع بأن ذلك يتم عبر قطاع خاص غير صحيح لأنه لا يجرؤ القطاع الخاص أن يعقد صفقات تجارية إلا بموافقة الدولة. والغاز والبترول في النهاية قطاع عام. ولم تمر الاتفاقية على القنوات البرلمانية للموافقة. بل إن بعض البرلمانيين اعترض وثار بعد أن اكتشفت القضية. ولو كان الأمر قد تم بين قطاع خاص وإسرائيل كما تمت من قبل صفقات توريد الإسمنت والحديد لبناء الجدار العازل، جدار الفصل العنصري، فالهدف الأقصى هو خلق طبقة اقتصادية مصالحها مع إسرائيل لمواجهة مقاومة التطبيع الشعبية على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لصالح التطبيع الاقتصادي والتطبيع السياحي، والأخطر التطبيع الأخلاقي والسياسي. فما المانع من التجارة مع العدو، و »التجارة شطارة »؟ وما المانع أن ترعى الدول مصالحها التجارية؟ فرأس المال ليس له وطن. والعالم سوق، عرض وطلب، مكسب لا خسارة، ربح دائم من الصديق ومن العدو. ويتم بيع الغاز إلى إسرائيل بالسعر المدعوم وقت توقيع الاتفاقية بالرغم من ارتفاع الأسعار، ورفع الدعم عن المحروقات للشعب. فما يُدفع لإسرائيل عن طريق الدعم يقع على كاهل المواطن العربي بارتفاع أسعار المحروقات، سائق عربات الأجرة. وكل مواطن يستعمل الطاقة، فالطاقة في كل شيء في المخابز والمصانع والأفران والإنارة والمواصلات وضخ المياه وتكريرها. ويُغلق معبر رفح. ولا يفتح إلا باتفاق دولي، أياماً معدودات، يوم لإجراء العمليات الجراحية، ويوم لعلاج المرضى، ويوم لعبور الطلاب والموظفين والمسافرين. وبعدها يُغلق المعبر من جديد! فالحياة بالقطَّارة. والموت ببطء. فيطول عذاب الحشرجة بين الحياة والموت. مع أن الحدود مفتوحة لمن هب ودب، أوروبيين وأميركيين وإسرائيليين بمجرد شراء طابع بريد من المطار قبل الدخول دون الوقوف بالطوابير كما يفعل المواطنون العرب أمام السفارات الأجنبية من الفجر حتى الظهر عدة أيام لاستلام الطلب ثم لتقديمه والانتظار بالأسابيع كي يعرف المواطن مصيره، السماح له بالسفر أو الرفض، بعد تحديد موعد عن طريق شركة اتصالات وسيطة بين المواطن والسفارة، وسعر الدقيقة جنيهان، وتسليم جواز سفره واستلامه عن طريق شركة أجنبية للبريد السريع على حساب المواطن. وتترك السلطة الوطنية الفلسطينية غزة محاصرة وهي جزء من الوطن. وتعطي الأولوية للمصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية. ولا تتحدث باسم فلسطين كلها، وتعتبر غزة خارجة على القانون بالرغم من أن إقالة الحكومة أمر غير قانوني وغير دستوري في نظر البعض. فتقع غزة بين حصار العدو الصهيوني والأخ الفلسطيني والصديق العربي. يشارك الثلاثة في خنقها، حصار من الخارج، وحصار من الداخل، وحصار من الجار. والأقربون أولى بالشفعة. يعاني مليون ونصف مليون في قطاع غزة من الجوع والعطش والمرض والمجاري الطافحة والظلام والحصار الشامل. وتقلصت قضية فلسطين من تحرير كافة أرجاء التراب الوطني، من النهر إلى البحر، إلى إزالة آثار العدوان والعودة إلى حدود الرابع من يونيو-حزيران 1967 إلى خريطة الطريق مع تنازل عن الاستيطان وإمكانية تبادل الأراضي على الحدود، والسماح بالعودة لبضع آلاف من اللاجئين وليس لثلاثة ملايين لاجئ، وعدم توزيع المياه بالعدل بين فلسطين والكيان الصهيوني، والقدس عاصمة أبدية لإسرائيل. وتحول الاستعمار الاستيطاني من قضية تحرر وطني إلى رؤية بوش، إقامة دولتين، الأولى قائمة والثانية مازالت على مستوى الكلام والأحلام. وتحولت الأراضي المحتلة بفعل طول الاحتلال إلى أراضٍ متنازع عليها. تحولت فلسطين إلى كسرة خبز وجرعة ماء وشعاع ضوء ودواء مريض. أما تبرير غلق معبر رفح خوفاً من توطين الفلسطينيين فهو أسطورة. فقد دخل سبعمائة ألف فلسطيني رفح والعريش وعادوا بعد ثلاثة أيام بعد أن تزودوا بالماء والطعام والدواء. ولو أراد الفلسطينيون في الأراضي المحتلة التوطين لهاجروا، وقبلوا التعويض، وأغنياء اليهود في العالم مستعدون له حتى تفرغ فلسطين من شعبها وتصفى القضية باسم الصفقة. وقد تكون الحجة عدم تخفيف الضغط عل

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

24 mars 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 8 ème année, N° 3227 du 24.03.2009  archives : www.tunisnews.net   AISPP: Sofiane Mossaabi annonce qu’il

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.