الخميس، 11 يناير 2007

 

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
 ème année, N° 2425 du 11.01.2007

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ   فرع   بنزرت: بيــــان الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت: بـيــــان الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس :  بيـــان بمناسبة أحداث الإقتتال الأخيرة في تونس كلمة:أطفال عائلات المساجين يحتقلون باليوم الوطني للطفولة وات: السلطات التونسية: « لا يوجد ما يسمى بـ « شباب التوحيد والجهاد بتونس » بي بي سي: « تنظيم وهمي » تبنى عمليات المسلحة جنوبي تونس ميدل إيست أونلاين: المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع الامن التونسي قدمت من الجزائر «الشروق» تنفرد بنشر تفاصيل جديدة: كيف تسللت العصابة إلى تونس؟ عدنان عيدودي: الأحداث الأخيرة – الحلقة الأولى: حقائق أولية الجزيرة.نت : الغنوشي: تونس مرشحة لمواجهات أوسع وبضحايا أكبر د.خالد الطراولي: لم تبدأ سنوات الجمر.. والخلاص ها هنا، الخلاص هاهنا! (1 / 3) مرسل الكسيبي: تونس أمام دور مرتقب للمؤسسة العسكرية آمال موسى: وقفــة مــا بعـــد القلــق! رضا المشرقي: ايطاليا: اعترافات الزوجين بقتل عائلة المهاجر التونسي عزوز الصباح: مصفاة لتكرير النفط في الصخيرة بطاقة 120 ألف برميل يوميا الشرق الأوسط : السلطات الجزائرية تحقق في نشاط مجموعات شيعية الحياة : هدام يدعو إلى «مؤتمر جامع» ويعلن «حركة سياسية» توفيق المديني: الطائفية تشهر سلاح العنف المذهبي  حسن نافعة : النظام الدولي يدخل مفترقاً جديداً للطرق زهير الشرفي: الباقية د. أحمد القديدي : أصوات يهودية تندد بإسرائيل وتخشى انقراضها


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ   فرع   بنزرت ـــ      بنزرت  في   10 جانفي 2007 بيــــــان
 
 

يواصل البوليس حملاته المكثـفة ضد الشبان خاصة رواد المساجد وكذالك في صفوف  للنساء والفتيات ممن يرتدين الخمار، ويتم اقتيادهم جميعا  إلى مركز الشرطة حيث يقع استنطاقهم حول الصلاة وأين يؤدونها خارج المسجد ومع من يلتقون أثناء الصلاة ومن يتولى إمامتهم . ثم يقع إجبارهم  تحت التهديد على التوقيع أسفل مكتوب ويمنعونهم من الاطلاع على  فحواه.  ويطلق سراحهم  في نفس اليوم بعد إنذارهم  بحشرهم في قضايا تصل عقوبتها الى عدة سنوات سجن إذا  لم  يسارعوا بحلق لحاهم . كذلك  الفتيات يطلق سراحهن  بعد  حجز  خِمَاراتهن  ويمنع  عليهن الدخول إلى  مؤسسات  التعليم  وكذلك  شغلهن ما  لم  تتخلين  عن  لباسهن  الشخصي .

 

ينشط  البوليس  والحرس الوطني، في  المدن  والارياف ، على  هذا  المنوال بكامل  ولاية  بنزرت  مما  أدى إلى تعريض بعض  المختطفين من مقرات  عملهم  وسكناهم  ومن الشارع ،  للتعنيف  والاهانة  وإسماعهم  السب  والشتم  وخاصة  تلك الألفاظ  التي  لا يجوز  ذكرها  هنا .

 

نذكر بعض العينات مما  وصلنا من تجاوزات :

أولا:   الشا ب  محمد  مجدي  المشرڨي ، طالب  سنة   أولى  إعلام، سنه  21  سنة ، إقتحم  جمع  من البوليس مقـر سكنا ه بمدينة سجنا ن 90  كم  شمال بنزرت، يوم 20  ديسمبر 2006 ،  واختطفوه  بعد  أن  فتشوا  المنزل تفتيشا  دقيقا ، باثين  الرعب  في كامل  أفراد  العائلة  دون  مراعاة  الاطفال والشيوخ  الأمر  الذي أدى إلى  إغماء  الأم،  ولم  يعثر البوليس بعد التفتيش عن شيء سوى  المصحف  الشريف  الذي  حجزوه مع بعض الكتب الدينية.  وليومنا هذا لم تتمكن عائلة المختطف من معرفة مكان إيقافه أو مصيره.

 

ثانيا:   الشاب محمد الصفاقسي، وقبل أن  يقع بحثه  في أشياء  ليس  لها وجود في الواقع إلا  في  خيال  الباحث، حالما  وضع  رجليه  بمركز  البوليس بوقطفة ببنزرت ، وقع  تعنيفه  بدون  تمهيد  أو مقدما ت  بداية  من قاعة الإستقبا ل  ثم  وقع  بحثه عن معارفه من المصلين والاماكن  التي  يرتادونها وقبل  إطلاق  سراحه  في  نفس  اليوم  حاول  البوليس إرغامه على التوقيع  على  ورقة  إلتزام  مجهولة  المحتوي  .

 

ثالثا: الشا ب عصام  الـمـزي ،  وقبل أى حديث معه  تم  استقباله من طرف البوليس  بالتعنيف   ثم  قيدوا  يديه  وتوجهوا  إليه  بالسب  والشتم  والألفاظ  المكروهة  ثم  أطلق  سراحه . وبعد أيام قليلة أعادوا الكرة مرة  أخرى  واقتحموا عنوة  مقر سكناه، ببث الرعب وسط عائلته، وعندما لم  يجدوا عصام  قالوا لعائلته : انه  مجرد استدعاء  ﻟـ  عصام  ‼

 

رابعا : الشاب  مروان  بن  راضية  تم  الإبقاء عليه موقوفا إلى ساعات متأخرة من  الليل حيث  وضعوا خلالها  القيود  بيديه  موثوقتين  إلى الكرسي وهكذا  تم  تعنيفه  بشدة  وطرحه  أرضا ونعتوه  بالألفاظ  الكريهة  وبعد  البحث في ( الدين والفـقـه  والصلاة ) أ طلقوا  سراحه  بعد  أن توعدوا إياه بالعودة  إ ليهم .

 

إن فرع  بنزرت للرابطة التونسية للدفاع  عن حقوق الإنسان  :

 

– يندد  بهذه  التصرفات غيـر القانونية والتي  لـن يترتب عن  تراكمها  غـيـر  الأخطار على سلامة الشعب التونسي .

– يحمل  السلطة  كامل مسؤوليتها  عما  تمارسه  من  تعذيب وإهانة ضد  موقوفين براءتهم  مؤكدة قبـل  إيقافهم  ‼…..

– يـطـالب السلطة أن تضع حدا لما تقوم به من انتهاكات خطيرة قد تعرض البلاد إلى أخطار جسيمة .

– إطلاق سراح كل المساجين السياسيين وكذلك الأعداد الكبيرة من الشبان الموقوفين في السجون وطي صفحة الماضي.

 

 

عن  هـيـئـة  الـفـرع

الـرئـيـس

عــلــي  بــن ســـــا لــم


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت 
بنزرت في 11  جانفي  2007 بـيــــــان  
 
 تابعت جامعـة بنزرت للحزب الديـمقراطي التقدمي بانشـغال كبير منذ أيام الحملة العنيفة التي شنتها السلط الأمنية بالجهة طالت عديد الشباب ، حيث عمدت إلى مداهمة منازلهم و ترويع أهاليهم و جلبهم إلى مراكز الشرطة واستجوابهم بطرق مهينة وغير قانونية بلغت حد ممارسة العنف ضدهم .    إن جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي إذ تشير إلى ذلك فإنها :     – تشجب هذه الانتهاكات الخطيرة و الممارسات غير القانونية .     – تندد بالأسلوب الأمني في التعاطي مع هذه المسائل و ترفضه لأنه لا يزيد الوضع إلا توترا و تعقيدا.            – تطالب السلطة بإيقاف كل الممارسـات التي تجري خارج إطار القانـون و محاسبة كل المنتهكين لحرمة المواطنين .     – تدعوها إلى فتح حوار وطني حر و جدي حول القضايا الأساسية         وخاصة منها التي تهم الشباب تجنبا للاحتقان و نبذا للانغلاق. عــن الهيئة الكاتب العام: مراد حجي

 

بسم اللـه الرحمان الرحيم    الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونـس 

بيـان بمناسبة أحداث الإقتتال الأخيرة في تونس

تابعنا بألم شديد ما جرى قبل نحو أسبوع من إقتتال في بعض أرجاء تونس و ظللنا نرقب ورود خبر يقين عن تلك الأحداث فما ظفرنا سوى بما عهدناه من الإعلام الرسمي من تعتيم ظالم مصادر لحق التونسيين في معرفة الحقيقة في أمر يهدد كيان وحدتهم الإسلامية والوطنية. وبهذه المناسبة الأليمة فإننا نرفع هذا البيان بغض النظر عن الجهة التي تقف وراء ذلك العمل : 1 ـــ الدفاع عن الإسلام في تونس لا يبرر أبدا وبأي حال من الأحوال اللجوء إلى إستخدام القوة المادية أو العسكرية. ذلك أمر مرفوض شرعا وعقلا ولا ريب في كون التعاليم الإسلامية صارمة في فرضية  توخي الحكمة ونبذ العدوان ومن ذلك قوله سبحانه ضمن تسطير قانون للدعوة الإسلامية : » أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن « .  النحل ( 125 ) .وكذلك قول رسوله الأكرم عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع  : » أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا ». ( إبن إسحاق ). 2ـــ كما ندعو كل قطاعات المجتمع بفئاته المختلفة إلى تحقيق أعلى درجات التوحد في وجه كل من يعمل ولو بحسن ظن على تفريق كلمة المجتمع وتوقه إلى حياة حرة آمنة كريمة. 3 ــــ كما نطالب السلطة بمراجعة خياراتها الإجتماعية والسياسية والثقافية بما يعيد الإعتبار للهوية العربية الإسلامية للبلاد ويحقق مطالب العدل والحرية  بسبب كون تلك الخيارات  محضنا خصبا لتفريخ شرارات التطاحن والإقتتال فالظلم كما قال العلامة إبن خلدون مؤذن بخراب العمران . كما نحذر السلطة من التمادي في لجم حريات الناس ( الحريات الدينية والشخصية والعامة ) بتعلة مخلفات تلك الأحداث الأليمة. اللهم إحفظ تونس بلدا آمنا مطمئنا يتسع لكل أبنائه مهما إختلفت بهم سبل التفكير. آمين. عن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس. ألمانيا في : 11 جانفي ( ينايرـ كانون الثاني ) 2007 . 22 ذو الحجة الحرام 1427 . الهادي بريك.haiaalamia@yahoo.de

 
عاجل

حملة الإعتقال تطال ممثلي الطلبة في المجلس العلمي

علمنا أنه وقع اعتقال ممثل طلبة كلية العلوم بصفاقس في المجلس العلمي عن القائمة المستقلة الطالب عبد المنعم خليل على اثر مداهمة أمنية لمنزله صبيحة اليوم الخميس 11 جانفي كما علمنا انه تم تفتيش منزله و اخذ أمتعته بما في ذلك جهاز الكمبيوتر
 

أخبار الجامعة


الرسالة اليومية لحالة إعتقال الأخت وسام العيساوى

11/01/2007  

ما تزال الأخت وسام العيساوى الموقوفة منذ العاشر من جانفي الحالى قيد الإعتقال لليوم الثانى على التوالى لدى فرقة أمن الدولية بتونس مع الإشارة إلى أن البوليس الذى إعتقل الأخت وسام قدم نفسه بهذه الصفة , ولم ترد إلى حد الساعة معلومات عن مكان إيقافها بالرغم من المحاولات الحثيثة والمتواصلة لوالدها لمعرفة مصير إبنته الوحيدة فى حين يزداد قلق العائلة عليها , هذا وسنواصل بإذن الله تعالى نشر كل المستجدات التى تردنا ضمن الرسالة اليومية التى نحرص أن نضعها يوميا بين أيديكم .. وبالله التوفيق مراسلة خاصة من تونس

 

أطفال عائلات المساجين يحتقلون باليوم الوطني للطفولة

سامي نضر  احتفل اليوم 11 جانفي العديد من أطفال عائلات المساجين باليوم الوطني للطفولة بطريقتهم الخاصة، فمنهم من شارك في إضراب جوع رمزي طيلة هذا اليوم ومنهم من قام بكتابة رسالة موجهة للرأي العام، ومنهم من عبّر عن مشاعر ألمه من حرمانه من فقدان أبيه أو أخ عزيز عليه بطرقة الرسم، ومن بين المساهمين في هذا الاحتفال نذكر عائلة عائلة محمد عبو، عائلة خالد العرفاوي، عائلة طارق الهمامي، عائلة محجوب الزياني، عائلة محفوظ العياري، عائلة رمزي بن سعيد، عائلة أنيس الكريفي، عائلة هشام عبد الله، عائلة أنيس الدريدي، عائلة الطاهر وعلي الحرزي، عائلة ماهر بزيوش، عائلة خالد العيوني، عائلة وليد العيوني، عائلة محفوظ الصيادي، عائلة نادر الفرشيشي، عائلة رضوان الفزعي، عائلة سليم الحبيب، عائلة أيمن الإمام، عائلة حسني وعقبة وعقيل الناصري، عائلة نضال البولعابي، عائلة دراويل، عائلة جلال الكلبوسي، عائلة ابراهيم الدريردي،.
(المصدر: مجلة « كلمة »، العدد 49 – جانفي 2007)


قناة الحوار التونسي (الكلمة الحرة ,قوام الوطن الحر)

برامج حصة يوم الأحد 14 جانفي 2007

تبث الحصة من الساعة السابعة إلى التاسعة مساء وتعاد يوم الأربعاء على نفس التوقيت. ** الأخبار: تقديم لطفي الهمامي ** متابعة لآخر الأحداث الاجتماعية والسياسية وللتحركات النضالية الميدانية. ** أخبار واقع  الحريات ** تغطية لأخر التطورات الأمنية في تونس ** مداخلة هاتفية من السيد مرسل الكسيبي حول هذا الموضوع ** تغطية الصحافة التونسية الرسمية والمعارضة للأحداث الأخيرة تقديم إياد الدهماني وتدخل من قبل الصحفي رشيد خشانة ** حوار مع مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي، يقدمه الطاهر بن حسين ** غناء: راب تونسي، الفنان الملتزم محمد بحر مع تقديم ريبورتاج ميداني من إعداد أيمن الرزقي حول علوش العيد مع ملاحظة أن هذه المادة متأخرة ولكن حرصنا على عرضها وذلك لصعوبة التصوير في تونس وصعوبة إيصال المادة . مع تحية أسرة القناة لكافة المواقع الالكترونية التي تساهم بصورة دورية في نشر حصص قناة الحوار التونسي وتساهم في نشر صوت المعارضة التونسية وكسر الطوق الإعلامي الذي تضربه السلطة التونسية , ونذكر من ذلك موقع الوسط التونسية وموقع نواة وتونس نيوز ومدونة تونس ماقزين إلكترونيك. قناة الحوار التونسي باريس في11 -01-2007

 

السلطات التونسية:

« لا يوجد ما يسمى بـ « شباب التوحيد والجهاد بتونس »

 

تونس 11 جانفي 2007 (وات) تداولت بعض وسائل الاعلام بيانا صادرا عما يسمى ب « شباب التوحيد والجهاد بتونس » بخصوص المجموعة الاجرامية الخطيرة التي تصدت لها قوات الامن مؤخرا.

 

وقد تبين بعد البحث والتحرى أنه لا وجود للتنظيم المزعوم وان هذا البيان تمت صياغته وبثه على شبكة الانترنات وعلى بعض وسائل الاعلام من قبل شخصين مقيمين في تونس.

 

وقد تم الكشف عن هويتهما وايقافهما من قبل السلطات التونسية حيث اعترفا أنهما توليا صياغة وبث نص البيان المذكور من باب الدعابة غير المسؤولة والسمجة ومغالطة وسائل الاعلام والرأى العام.

 

وتستغرب السلطات التونسية تسرع بعض وسائل الاعلام في نشر وبث هذا البيان المنسوب لتنظيم وهمي دون تحر أو تثبت مثلما تستدعيه الضوابط المهنية المتعارف عليها.

 

ومن البديهي أن التسرع في بث مثل هذه البيانات لا يخدم مصداقية العمل الصحفي أو حق الرأى العام في المعلومة الصحيحة والدقيقة.

 

كما أن عدم الانتباه للاستعمالات الخاطئة والاجرامية لوسائل الاتصال الحديثة ووسائل الاعلام من شأنه أن يساهم بلا شك في الترويج للافكار المتطرفة التي تحث على العنف والارهاب.

 

(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الرسمية بتاريخ 11 جانفي 2007)


 

« تنظيم وهمي » تبنى عمليات المسلحة جنوبي تونس

كمال بن يونس – بي بي سي – تونس

 

نفى بلاغ رسمي تونسي صحة ما نسب إلى التنظيم الذي ورد في عدد من وسائل الإعلام أنه تبنى المواجهات المسلحة بين قوات الأمن في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس مما تسبب في سقوط ما لا يقل عن 15 قتيلا و15 جريحا واعتقال عدد من المشتبه فيهم تباينت المصادر في تحديد عددهم.

 

وقد نفى البلاغ التونسي الرسمي وجود أي تنظيم تونسي يدعى « تنظيم شباب التوحيد والجهاد بتونس، » في إشارة إلى البلاغ الصحفي الذي تبنى المواجهات الأولى من نوعها في تاريخ تونس بين قوات الأمن ومسلحين وصفتهم المصادر الحكومية التونسية بـ »العصابة الإجرامية الخطيرة  » فيما أوردت صحف قريبة من الحكومة أن تلك العصابة لها ميول دينية متطرفة ومرتبطة بتنظيمات مسلحة متشددة في الجزائر والمنطقة العربية وأن قائدها الأسعد ساسي ضابط سابق في الامن كان قد زار أفغانستان ويساعده شباب تدربوا على السلاح بينهم عدد من الطلاب.

 

« نظيم وهمي « 

 

وخلافا لما ورد في عدد من وسائل الاعلام التونسية والعالمية وصف التوضيح الحكومي التنظيم الذي تبنى المواجهات المسلحة مع قوات الامن بالتنظيم الوهمي.

 

وأورد ان البلاغ كان من صنع شخصين يقيمان بتونس بثاه عن طريق الشبكة العالمية للمعلومات ـ الانترنيت ـ وتمكنت قوات الامن التونسية من الكشف عن هويتهما واعتقلتهما وأوردا أثناء التحقيق معهما أنهما كانا يمزحان عند ترويج بلاغهما.

 

وندد بلاغ السلطات التونسية بما وصفة  » الدعابة غير المسؤولة والسمجة  » وحذر من مغبة الوقوع في فخ « الترويج للأفكار المتطرفة التي تحث على العنف والارهاب. »

 

عنف سياسي

 

وقد سبق لعدة صحف تونسية قريبة من السلطات أن أكدت الصبغة السياسية للمواجهات المسلحة ـ الأولى من نوعها في تاريخ تونس ـ والتي أعلنت الحكومة أنها دارت يومي ال23 من الشهر الماضي والثالث من الشهر الجاري جنوبي العاصمة تونس بين مسلحين وقوات الأمن مما تسبب في سقوط نحو عشرين قتيلا وعشرات الجرحى وفي اعتقال عدد من المشتبه فيهم.

 

تفاصيل جديدة

 

ولم تعقد وزارة الداخلية التونسية حتى الآن أ ي مؤتمر صحفي يقدم الرواية الرسمية المفصلة لحقيقة المواجهات الدامية التي سجلت في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس.

 

لكن صحف الشروق وتونس هبدو والصباح والحرية القريبة من الحكومة التونسية كشفت تفاصيل جديدة عن المواجهات المسلحة بين قوات الأمن التونسية وعشرات من المسلحين في الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس وخاصة في منطقتي حمام الأنف وسليمان، وهي مواجهات أكدت مصادر حكومية أنها تسببت في مقتل نحو 15 من عناصر الجماعة المسلحة وفي إصابة عدد من رجال الأمن ونحو 15 مسلحا بجروح تبين أن من بينهم ضابط أمن سابق يدعى الأسعد ساسي توفي في المستشفى متأثرا بجراحه.

 

وأوردت الصحافة التونسية أن الأسعد ساسي سبق أن زار أفغانستان وأنه كان يتولى قيادة الجماعة المسلحة التونسية التي أوردت الصحف أنها مرتبطة بتنظيم جزائري مسلح وأن بعض عناصرها تدربوا سرا على استخدام الأسلحة ومواجهة قوات الامن، وهو ما يفسر شراسة القتال واضطرار قوات الأمن التونسية لإطلاق النار واللجوء الى اسلحة ثقيلة للسيطرة على الموقف مما ادى الى قتل ما لايقل عن 15 من بين المسلحين رغم محاولات رجال الامن تجنب المواجهة المسلحة قصد إلقاء القبض على كل المسلحين أحياء للكشف عن تفاصيل هذا التنظيم المسلح الأول من نوعه في تاريخ تونس إذا ما استثنينا الكومندوس الذي سلحته القيادة الليبية آنذاك وهاجم في يناير من عام 1980 الجنوب الغربي وسيطر على مدينة قفصة بعض الوقت وحاول فصل الجنوب الغربي التونسي عن بقية البلاد.

 

القضاء على جذور التطرف والارهاب

 

وقد انتقدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وقيادة الحزب الديمقراطي المعارض خيار اللجوء إلى العمليات المسلحة والارهابية مهما كانت المبررات ومنها معارضة الحكومة، لكنهما طالبتا السلطات بالشفافية الاعلامية والسياسية وبعدم اختزال الرد على لجوء شبان الى السلاح في ردود أمنية وناشدتا السلطات الرد على العنف والتطرف والارهاب « عبر الاصلاح السياسي والاعلامي ومناخ الحوار الذي يمكن من اسئصال الاسباب العميقة التي قد تدفع الشباب نحو الحلول اليائسة ومنها الانخراط في العصابات التي تمارس العنف والارهاب. »

 

(المصدر: موقع بي بي سي أونلاين بتاريخ 11 ديسمبر 2007)

الرابط:

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_6253000/6253377.stm

 


 

المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع الامن التونسي قدمت من الجزائر

 

تونس – افادت صحيفة « الشروق » التونسية الخميس ان افراد المجموعة المتورطة في اشتباكات دامية مع اجهزة الامن التونسية نهاية كانون الاول/ديسمبر وبداية كانون الثاني/يناير، تسللوا الى تونس عبر الحدود الجزائرية وينتمون الى « الجماعة السلفية للدعوة والقتال ».

 

وكانت السلطات التونسية اعلنت ان المواجهات التي وقعت في 23 كانون الاول/ديسمبر و3 كانون الثاني/يناير الحالي انتهت بمقتل 12 من افراد المجموعة واعتقال 15 اخرين.

 

ولم تتسرب عقب ذلك اي معلومات بشأن هوية المتورطين في الاشتباك او الدوافع الاجرامية او السياسية لهم وتقول السلطات ان مبرر ذلك هو « سير التحقيق » في القضية.

 

واكدت الصحيفة الخاصة المقربة عادة من السلطات نقلا عن « مصادر حسنة الاطلاع » ان « كل افراد المجموعة المسلحة تسللوا الى تونس عبر الحدود الجزائرية في شكل مجموعات صغيرة العدد ».

 

وقالت الشروق ان « هذه العصابة تنتسب الى مجموعة تنشط وتتحرك تحت عناوين مختلفة منها ‘الجماعة السلفية للقتال الجزائرية’ و’الجماعة الاسلامية المقاتلة' » المغربية.

 

وتابعت « تسعى هذه المجموعات التي تعتبر ذراعا لتنظيم القاعدة الى استقطاب الشبان وتدريبهم للقيام بعمليات ارهابية داخل بلدانهم ».

 

وسبق ان تبنى تنظيم القاعدة الهجوم الانتحاري الدموي عام 2002 على معبد يهودي بمنتجع جربة السياحي التونسي ما أسفر عن مقتل 21 سائحا من بينهم 14 ألمانيا.

 

واشارت الصحيفة الى « ان تلك المجموعات الصغيرة كانت تحت رقابة لصيقة من اجهزة الامن التونسية »

 

ونفت الصحيفة « بشكل حاسم ما تردد حول اكتشاف تواجد هذه المجموعة بفضل شراء كميات كبيرة من الخبز بشكل يومي من احدى مخابز حمام الانف بالضاحية الجنوبية للعاصمة ».

 

وقد افادت الشروق الثلاثاء ان « زعيم المجموعة « السلفية » الذي يدعى لسعد ساسي وهو معاون امن تونسي سابق قضى متأثرا بجروح اصيب بها في الاشتباك الذي وقع في سليمان على بعد 40 كلم جنوبي العاصمة.

 

وكانت صحيفة « ليبراسيون » الفرنسية اول من كشفت في الخامس من كانون الثاني/يناير اسم زعيم المجموعة لسعد ساسي الذى مر قبل ذلك بافغانستان والجزائر.

 

وفي موازاة ذلك، لم تستبعد مجلة « حقائق » الاسبوعية الخميس انتماء « المجموعة » الى « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » وانتقدت بشدة « شحة المعلومات الصحيحة حول تلك المواجهات ».

 

واكد مصدر رسمي ان السلطات التونسية ستكشف الجمعة عن تفاصيل ومعلومات دقيقة حول سير التحقيق في القضية، من دون ان يكذب ما ورد في صحيفة الشروق.

 

(المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين بتاريخ 11 جانفي 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)

الرابط: http://www.meo.tv/?id=44226


 

تعيينات جديدة في قطاع الإعلام والاتصال

 

تونس 11 جانفي 2007 (وات) جاء في بلاغ صادر يوم الخميس عن وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين انه تقرر تعيين السيدين:

 

محمد الفهرى شلبي مديرا عاما للمركز الافريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين.

رضا بوقزى مديرا لاذاعة تونس الدولية.

 

(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الرسمية بتاريخ 11 جانفي 2007)

 


«الشروق» تنفرد بنشر تفاصيل جديدة:

كيف تسللت العصابة إلى تونس؟

إعداد: سفيان الأسود * تونس ـ «الشروق»: علمت «الشروق» من مصادر وثيقة الاطلاع ان التحقيق مع عناصر المجموعة المسلحة الذين تم القبض عليهم في المواجهات التي تمت مؤخرا جنوب العاصمة تونس بلغ مرحلة متقدمة جدا. وعلمت «الشروق» أنه ينتظر أن يتم غدا الجمعة كشف تفاصيل جديدة ومعلومات دقيقة حول موضوع المجموعة المسلحة والمواجهة التي جرت معها. وستتولى الاعلان عن هذه التفاصيل جهات رسمية. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشروق» فإن كل أفراد  وعناصر المجموعة المسلحة تسللوا ودخلوا إلى تونس عبر الحدود الجزائرية في شكل مجموعات صغيرة العدد. وعلمت «الشروق» ان المجموعات الصغيرة التي كانت تتسلل إلى تونس عبر الحدود مع الجزائر كانت تحت رقابة لصيقة من أجهزة الأمن التونسية وكانت الخطة تقضي بمحاصرتهم والقبض عليهم بعد تجمع كل المجموعات. ونفت مصادرنا بشكل حاسم وبات ما تردد حول اكتشاف تواجد هذه المجموعة بفضل شراء كميات كبيرة من الخبز بشكل يومي من احدى مخابز مدينة حمام الأنف نافية رسميا صحة مثل هذه القصة. وقالت المصادر أن أجهزة الأمن التونسي كانت على علم بكل خفايا وتحركات هذه العناصر منذ دخولها إلى تونس وأن الخطة كانت تقضي بمباغتة عناصر المجموعة المسلحة والسيطرة على كل أفرادها أحياء وإحباط كل مخططاتهم قبل الانطلاق في تنفيذ عملياتهم وهو ما تم بالفعل حيث باغتت أجهزة الأمن العصابة المسلحة وهو ما فاجأ عناصرها ومنعهم من تنفيذ عملياتهم. وتمكنت قوى الأمن من حصر تحرك المجموعة المسلحة في منطقة جغرافية محددة والحرص أثناء المواجهات على القبض على عناصر المجموعة وأفرادها أحياء حتى يتم التمكن من التحقيق معهم وكشف كلّ خيوط عمل هذه المجموعة المسلحة. وقالت المصادر أن قوات الأمن كانت عند ملاحقتها ومتابعتها لتسلل وتحرك هذه المجموعة ضبطت وأعدت كل الخطط والسيناريوهات وكانت قوات الأمن الداخلي وعناصر الجيش التي تولت عمليات المطاردة والمواجهة على درجة كبيرة من الجاهزية والقدرة على مواجهة مثل هذه العصابات المسلحة. * قوة النّار وكانت قوات الأمن قد تمكنت من أسر قائد هذه المجموعة المسلحة ويدعى «الأسعد ساسي» لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بفعل الاصابات التي تلقاها وتقول المصادر أن قائد المجموعة هو أصيل احدى مناطق الوطن القبلي وسبق له أن قاتل في جبهات عديدة. كما تمكنت قوات الأمن من قتل مساعد قائد المجموعة المسلحة ويدعى «ربيع باشا» وهو في العشرينات من عمره وأصيل مدينة «سليمان» وهي المدينة التي جرت فيها المواجهات المسلحة. وتقول المصادر أن «ربيع باشا» مساعد قائد المجموعة كان يزاول تعليمه الجامعي قبل أن يلتحق بهذه المجموعة المسلحة. ولا تخفي مصادرنا أن قوة النار في المواجهات مع أفراد المجموعة المسلحة كانت كثيفة وذلك بفعل امتلاك عناصر المجموعة لأسلحة آلية وقاذفات «أر.بي.جي» ورشاشات قد تكون من نوع «كلاشينكوف» المعروفة في جبهات كثيرة من العالم كما تردد أن عناصر المجموعة كانت بحوزتها سترات واقية من الرصاص. * سلفية وفي انتظار ان تكشف الجهات الرسمية عن تفاصيل تخص هذه المواجهة وفي انتظار استكمال كل مراحل التحقيق مع العناصر الذين تم القبض عليهم في المواجهات والمطاردات التي تمت فإن المعلومات تؤكد أن العصابة المسلحة تنتسب إلى ما يعرف بالمجموعة السلفية وهي المجموعة التي تنشط وتتحرك تحت عناوين مختلفة منها «المجموعة السلفية للقتال» الجزائرية و «الجماعة الاسلامية المقاتلة» المغربية. ومثل هذه المجموعات التي صار البعض يعتبرها ذراعا لتنظيم «القاعدة» تنشط ضمن منطقة المغرب العربي وتسعى إلى استقطاب الشبان وتدريبهم ثم الدفع بهم نحو بلدانهم للقيام بعمليات ارهابية وتقويض الأمن والاستقرار. لكن هذه المجموعات «السلفية» أو «الجهادية» تدرك جيدا أن تونس ظلت إلى الآن بمثابة القلعة الحصينة والمستعصية وفي مأمن من كل العمليات الارهابية. ويُحسب الآن لتونس أنها نجحت في القضاء على هذه المجموعة المسلحة ـ مهما كان العنوان الذي تحمله ـ قبل أن تنطلق في تنفيذ عملياتها وهو ما يعدّ ضربة نوعية قاتلة لهذه المجموعة. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 11 جانفي 2007)  


سليمــــــــــان:

بصمات أندلسية وأسماء في الذاكرة الوطنية

* سليمان ـ الشروق : لمدينة سليمان عراقة تاريخية تستمدّها من أصالتها الأندلسية والتي لازالت آثارها قائمة إلى الساعة فهي من بين المدن التي أسستها الجالية الأندلسية القادمة إلى تونس في مطلع القرن السابع عشر ميلاديا على إثر التهجير القسري لمسلمي الأندلس. وتؤكد أغلب المصادر التاريخية أن تأسيس مدينة سليمان يعود إلى سنة 1610م / 1020هـ، وتذكر بعض المراجع التاريخية أن المدينة شيّدت على أنقاض مدينة قديمة بونيّة تسمّى «ميقالوبوليس» وقيل في مراجع أخرى مدينة رومانية كانت تسمّى «كازولا» غير أن المؤرخّين أجمعوا على أنّ المدينة على وضعها الحالي من تأسيس الأندلسيين الذين نزلوا حول برج أغلبي قديم مازال موجودا إلى الآن وهو برج «البليدة» (تصغير بلدة..) والذي اتخذوه عند قدومهم مسجدا لهم وأقاموا حوله مساكنهم وقد اختير هذا المكان لعدّة معطيات أهمّها خصوبة الأرض وتوفر المياه فضلا عن قرب المكان من تونس الحاضرة التي تعتبر مركز حماية الأندلسيين الوافدين، كما تمثّل سوقا لترويج إنتاجهم الفلاحي. ولمّا انتشر العمران واستقرّوا بالمكان وترفّهت حالة النزلاء المادية بنوا جامعا سنة 1616م وهو الجامع الكبير فكان تجسيما لروح الأصالة الأندلسية ونقلا لبراعة الأندلسيين في فن المعمار، كما أقاموا منازل مازالت قائمة لليوم وتشهد على ما خلّفه هؤلاء الأندلسيون من حضارة في ربوع هذه المدينة ولئن «انقرضت» بعض العائلات نذكر منها «الكسلتيليانو» و»دويك» و»بن ديكو» و»كورال» و»اللونقو» فانه إلى اليوم توجد بعض العائلات الأندلسية الأخرى مثل : «ماضور» و»الريشكو» و»ليبيرسو» و»باشكوال» و»بن اسماعيل» و»الريّ» و»جحا». وقد ورد ذكر ازدهار مدينة سليمان فلاحيا في كتاب الوزير السراج «الحلل السندسية في الأخبار التونسية» ومن بين العادات الأندلسية في الأطعمة والتي مازالت تلقى اهتمام أهالي سليمان وأصبحت إحدى أهم الأكلات التي تطبخ في المناسبات نجد «الكويارس» و»البناضج» و»القرص». وقد أنجبت سليمان عدّة علماء أجلاّء منهم : مراد موسيكه، وحمودة الريكلي، المتوفى سنة 1811، والشيخ محمد ماضور المتوفّى سنة 1980، والشيخ عبدالوهاب الكرارطي والدكتور صالح عزيّز أوّل جرّاح للقلب بتونس والذي سمّي باسمه مستشفى صالح عزيز بالعاصمة. وقد ساهمت سليمان مساهمة هامّة في حركة النضال التحريري أيّام الاستعمار وقدمت العديد من الشهداء الأبرار الذين نقشت أسماؤهم في الذاكرة الوطنية ولاتزال بعض الشوارع والأنهج للمدينة تخلّدهم. خالد الهرقام (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 11 جانفي 2007)

تونسي أراد معرفة السارق.. فسرق دراجته

تونس (رويترز) – أراد فلاح تونسي تعرضت ضيعته للسرقة عدة مرات ان يكشف شخصية اللص فسرق دراجته النارية. وقالت صحيفة الشروق يوم الخميس ان الفلاح الذي تعرضت ضيعته بمنطقة الوطن القبلي للسرقة عدة مرات سرق دراجة نارية وجدها تحت شجرة برتقال في ضيعته بينما كان صاحبها بصدد سرقة ثمار البرتقال. وأضافت الصحيفة ان « سارق » الدراجة توجه في اليوم التالي الى مركز للشرطة وسلم الدراجة لاعوان الامن الذين نجحوا في تحديد صاحبها. واعترف اللص باستعمال الدراجة لسرقة البرتقال من ضيعة الشاكي. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 جانفي 2007)  


محاولة تأثير بثت إذاعة «موزاييك اف ام» امس حديثا لزوجة الفنان شريف علوي تمحور حول ايقافه بتهمتي مواقعة انثى غصبا وتضليل العدالة.. ومن الطبيعي جدا ان تدافع الزوجة عن زوجها في مثل هذه الحالات. وبما ان القضية مازالت تحت انظار العدالة كيف تسمح سلطة الاشراف على القطاع الاعلامي لوسيلة اعلامية بالتدخل في قضية عدلية ومحاولة التأثير على سيرها؟ ظروف إقامة طيبة للحجيج اكد الحجاج التونسيون لدى عودتهم من البقاع المقدسة على الظروف الطيبة لاقامتهم والعناية التي حظيوا بها من مختلف النواحي شاكرين الجهود التي قامت بها شركة الخدمات الوطنية للاقامات (منتزه قمرت سابقا) لتأمين اقامة مريحة للحجيج ليؤدوا مناسك الحج في افضل الظروف.
 تكوين الاعلاميين تم مؤخرا نشر برنامج المساندة للاعلام في تونس لسنة 2007 الممول من قبل الاتحاد الأوروبي.  ويضم البرنامج عديد عروض التكوين لفائدة الصحفيين المحترفين في مجالات عدة على غرار صحافة الرأي، الصحافة الالكترونية، صحافة القرب.  كما يضم البرنامج رحلات اعلامية وتربصات بمؤسسات اعلامية مختلفة. اعتمادات لإحداث ثاني مصب مراقب بتونس الكبرى  تم تخصيص اعتمادات تناهز 20 مليون دينار لاحداث ثاني مصب فضلات مراقب باقليم تونس الكبرى كما سيتم لاحقا توسيع المركز الوسيط لتحويل النفايات بنعسان الذي يهم 11 بلدية ومجلسين قرويين بولاية بن عروس. البطاقة الرمادية  حسب مؤشرات وزارة النقل ووكالة النقل البري فانه وبعد بداية العمل بالبطاقة «الرمادية» الجديدة فان هذه البطاقة ستعمم على السيارات بنسبة 90 بالمائة في ظرف 3 سنوات اعتمادا على نسبة تجديد الاسطول ونسبة عمليات بيع السيارات القديمة. طريق الـ«ايكس 20»!؟  رغم حداثته وحسن ارضيته مقارنة بغيره من الطرقات فان طريق «ايكس 20» الرابط بين اريانة والمنيهلة يشهد منذ ايام اشغال واعادة تعبيد شبه كاملة. وهو ما استغرب منه مرتادو هذه الطريق خاصة في ظل تعطل حركة المرور والاختناق الذي رافق هذه الاشغال. ملتقى حول السرطان  ينظم فريق البحث العلمي لسرطان كهف الانف (carcinomes du nasopharynx) بصفاقس الملتقى الدولي الثامن حول سرطان كهف الانف من البيولوجيا الى العلاج» وذلك يومي 12 و13 جانفي الحالي بنزل سيفاكس بصفاقس ويهدف هذا الملتقى الى التعرف على اخر المستجدات في البحث العلمي حول موضوع الملتقى والاطلاع على التقنيات الحديثة للعلاج والانخراط ضمن التكوين المستمر للأطباء والباحثين داخل الاختصاص ودعم تبادل الخبرات والتعاون الدولي بين فرق البحث من مختلف البلدان.. وينتظر ان تشارك فرنسا واليونان والمغرب اضافة الى تونسيين في هذا الملتقى. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 11 جانفي 2007)

الأحداث الأخيرة

الحلقة الأولى: حقائق أولية

 

عدنان عيدودي –  صفاقس  ( اسم مستعار لمتابع سياسي يحب بلده  )

 

 

ماذا حدث أو بالاحرى ماذا يحدث ذلك هو السؤال المتردد على السنة كل التونسيين عمال وفلاحين ، إطارات في الدولة، موظفين صغار بل وحتى الذين هم على ارض المواجهة مباشرة ….. تكتم شديد وتعتيم إعلامي محبك …لا احد قادر على الإجابة أو تقديم قراءة تشفي الغليل …وتلك هي سياسة نظام حكم « حزب الدستور »  منذ اندلاع الصراع اليوسفي البورقيبي في منتصف الخمسينات ونتيجة لطبيعة سياساته الإعلامية والسياسية  فعادة ما يدور  جدل سياسي وحقوقي وإعلامي حول كل حدث نتيجة بيانات السلطة وتقديمها للبلاغات الصامتة والشحيحة بل أنها سلطة تفتقد للمدافعين عنها وعلى قراءاتها وسياساتها  مما يضطرها إما إلى الصمت وإخفاء وجهها من الأحداث والجدل الدائر حولها أو تضطر للاستنجاد بعديل     احد وزراء السيادة ( وهو شخص يطل من منابر إعلامية بدون تقديم هويته إذ هو تعلم أبجديات التحدث والجدل الإعلامي عند « حزب التحريرالاسلامي » عندما كان تلميذا وعند الجناح الشبابي لحزب العمال المعروف باتحاد الشباب الشيوعي عندما كان طالبا وتجريبتيه القصيرتين  في حزب منير الباجي  وقناة المستقلة ليصبح ناطقا رسميا غير رسمي  ومقربا من السلطة يتمتع بعطاياها آنيا مع العلم انه كان مغضوبا عليه في أروقة قصر قرطاج في الفترة السابقة ….)

 

إن الأحداث الأخيرة سيكون لها ترتبات متعددة وخطيرة لا لأنها فريدة من نوعها وإنما للإطار الزمني الذي حدثت فيه وفي مرحلة حرجة  وسنحاول في هذا المقال الأولي كشف جملة من الحقائق الهامة والخطيرة على أن نقدم لاحقا خلفيات الحدث وحقائق أخرى لم يحن وقتها بعد ….

 

ولقد اعتمدنا على هذا التسلسل والترتيب لطبيعة الأحداث وخطورتها ولا نريد أن نلعب دور القاضي ودور العدالة ولان التفاصيل اكبر من أن يتابعها شخص أو متابع ولا ندعي امتلاك كل الحقائق إنما تقديم بعضها مما أرادت أجهزة النظام واز لامه إخفاءها لغايات نحاول أن نبينها ونأتي عليها في مقالنا هذا أو في غيره من مقالات لاحقة ولعلنا بذلك نقوم بمجهود ينفع بلدنا  وذلك واجب من واجباتنا على أننا نريد أن نقول للسلطة والمتحلقين حولها أننا لن نصمت بعد اليوم لا على حلقة المتنفذين أو جوقة نخب النظام أو أدواته الأمنية خدمة لتونس أولا وأخيرا …. فربما تكون هذه الأحداث على مأسويتها بداية نهاية شلة الفساد والطغيان …

 

 

تساؤلات مشروعة :

 

هل ما حدث كان متوقعا أم انه لم يدر بخلد النخب والمثقفين أو حتى مهندسي الأحداث والسياسات – إن صح أنها سياسات – في قصر قرطاج حيث الوزراء الفعليون وأجهزة الأمن ذات الأولوية في الملفات الأمنية بل وكل الملفات ….أما أن الأحداث صوحبت أو صنعت توجيها لرحيل سيد قرطاج الحالي والتحضير لخليفته ولو بعد سنوات ……  لم يكن الحدث منتظرا بالفعل وان  جاءت أحداث قفصة بعد 27 يوما من بداية سنة 1980 فان من يقف وراء الأحداث الأخيرة ربما يكون قد سابق الزمن قبل بزوغ فجر الأول من جانفي 2007 لأنه ربما أكثر دراية بسيد قصر قرطاج  حتى يوجه كلمته بمناسبتي عيد الأضحى والسنة الميلادية الجديدة وهو غير مرتاح البال بل ومتشكك في انه سيكون في مكانه الحالي أواخر سنة 2009 …    لكن الإطارين الزماني والمكاني يطرحان جملة من الأسئلة المشروعة :

 

أ‌-       لماذا حدث ما حدث بعد الإعلان غير المباشر والمرتب له في القصر الرئاسي لكي يواصل بن علي تقلد منصبه بعد عجز أجنحة ومحاور السلطة عن الاتفاق على بديل يقلد منصب نائب الرئيس وهو ذات المنصب الذي  حذفت فقرة من خطاب الذكرى  19 بشأنه حتى ان مضمون الخطاب لم يوزع كما في كل مناسبة  بل نقل أن جميع المستمعين للخطاب الذي تم تأجيله بأكثر من ساعة من  الزمن ،  كانوا ينتظرون يومها  قراءة  بن علي لها … حيث لم يقع الاتفاق على أي من الأسماء التالية ( مرجان – ع.عبدالله – القروي – الوزير الأول الحالي – بن ضياء – الزنايدي …) ليتقلد المنصب المزمع استحداثه .. ومن ثم جاء ترتيب دعوة مجلس المستشارين بن علي للترشح فمجلس النواب أو بالا حرى التجمعيين فيه ثم تم عقد مجالس الولايات وتم ترتيب دعوتها بن علي للترشح …

 

ب‌-  هل حدث ما حدث بعد تأكد الجميع أن مرض الرئيس حقيقة دامغة وليست إشاعة يروجها الشارع او اجهزته الامنية لغاية معينة ….  بل انه صحيا  في مرحلة جد حرجة – رغم أن الله وحده يعلم بأجل العباد –  خاصة بعد انتشار الخبر ونشره من طرف أعوان المطار وبعض المستشفيات وموظفي القصر ورجال الحزب وتردده على آماكن قيل أن أجهزة تحليل وفحوص طبية  موجودة بها لكي لا يضطر الرئيس للسفر بصفة متراتبة إلى ألمانيا……

 

ت‌-  هل حدث ما حدث بعد وصول سياسة النهب واستغلال النفوذ إلى حد لا يطاق ويعرفه القاصي والداني بل وتحول الصراع على السلطة بين المتنفذين من عائلتي الرئيس وبعض رجال الأعمال المقربين منه فالجميع يعرف ملف شركة كرطاغو التي بيعت غصبا لعزيز ميلاد والسلطة والجميع يعرف أن رجل أعمال كبير مقرب هو الذي سرب معطى كيفية بيع الأسهم في بنك الجنوب وربحه لأكثر من 08 مليارات إضافة إلى حادثة اعتداء المدعو « دريد » لكادر الديوانة ( وهو تكرار لسيناريو الاعتداء على الرئيس المدير العام للديوان الاسبق عبدالحميد عمار أمام جمع من موظفيه وقيل يومها انه شل بسبب ذلك ) او ما فعله عماد من ضغوط على رجل قمارق من اجل بيعه ارض أو منزل بالكرم الغربي مما كلفه عقاب الرئيس بحبسه لدى جدته لكنه مكن من الهرب من تلك الحراسة مما اغضب الرئيس وبالتالي رفع إمضاء السيد عماد من افتتاحية مجلته الرياضية وغابت صورته من صفحة الافتتاحية …. وهذا نزر قليل من واد من التجاوزات ( سيحين كشفها تفصيلا وترتيبا )

 

ث‌-  هل لما حدث علاقة بترتيبات قيل أن السلطة أعدت لها مع بداية سنة 2007 وهو ما دفعها للضغط مثلا على اتحاد الشغل من اجل عقد مؤتمره قبل نهاية سنة 2006 وهو الموضوع الذي آثار جدلا واسعا يومها بين النقابيين أنفسهم وبين النخب السياسية … مع العلم وان السلطة حاولت إغلاق ملف الرابطة لكن بشروطها وعلى مقاس مزاج الرئيس الذي لا يريد أن يرى السيد الطريفي على رأس الرابطة ….ولعل الحديث عن ترتيبات للإعداد لما يسمى بالميثاق الوطني عدد 2 والضغط الذي مورس على أحزاب الديكور مما جعلها تصنع اللقاء الديمقراطي على مقاس السلطة ( السيد ثابت صرح قبل يومين من الاتفاق ان الحديث عن عمل مشترك وجبهات سياسية سابق لأوانه )

 

ج‌-     هل هي المصادفة الزمنية أن انتظرت الأحداث حلول السفير الأمريكي بتونس لمباشرة منصبه ، وبعد زيارات لقائدي أركان جيشي البر والبحر الفرنسيين ومقابلاتهما لوزير الدفاع السيد كمال مرجان المرشح الكلاسيكي حاليا لخلافة « بن علي » رغم المعارضة الشديدة لأصهار الرئيس عبر فعل ميداني من اجل عدم وقوع ذلك ….. ولماذا كان احد العناصر مخفيا – رغم عدم التأكد مائة بالمائة من المعطى كخبر ثابت – في بيت احد أهم النقابيين السابقين ذي العلاقات الغربية المعروفة … اننا لا نتهم ولكننا نتسائل ….

 

ح‌-    هل للحدث وتوقيته وكشف ملابساته علاقة تذكر بتأجج الصراع في كواليس السلطة بين السيدين : عبدالله القلال وزير الداخلية السابق ( والذي تولى منصبه يوم 11/02/1991 أي يوم واحد بعد رفض عبدالحميد الشيخ خطة توريط حركة النهضة ومواجهتها ….) وعبدالعزيز بن ضياء الذي يروج انه استولى على كل المسؤوليات بعون كبير من السيدة الأولى والتي قيل أنها تسيطر على مقاليد كل الأمور والترتيبات حتى في ما يجب أن يقال للرئيس وما لا يجب إعلامه به ….

 

خ‌-    هل لما حدث علاقة بعدم الانفراج الذي يرفضه السيد الأول ويصر على ذر الرماد على العيون بجملة من الإجراءات لم يعد لها أي وقع خصوصا وأنها تصاحب بالحديث عن رسائل امتنان وشهادات مجلوبة من الخارج ومناشدات تصنع في أروقة دار الحزب وتخطها جوقة يقودها مثقفون بلهاء مثل الصحبي منصور وغيرهم كثير أو نزر من  صحافيين  باعوا ذمتهم لرجال امن الجنرال ومهندسي سياساته وأي سياسات …..

 

د‌-      هل أن الأحداث الأخيرة هي نتاج طبيعي وابن بكر لطبيعة التعامل الأمني ، أم أنها من ثمار قانون مكافحة الإرهاب فوقع تفريخ الإرهاب وها نحن أمام أحداث إرهابية بالفعل مقارنة بشبان جرجيس واريانة الأبرياء بالفعل ومن يضمن عدم وجود خلايا نائمة أخرى وهو خيار وارد حقيقة وبالتالي يكون نظام الجنرال قد خلق جوه الطبيعي من الاحتقان وهو ما أكدته احد تقارير أهم استخبارات أروبية منذ مدة ليست بالبعيدة …..

 

وعلى خلفية كل ذلك حدث ما حدث لكن ماذا حدث بالضبط ان سلمنا أن الحدث أصبح في ماضي الأحداث وانه لن يتجدد؟  وان الحلقات لن تتابع وهو ما لا نرجوه او نتمناه لبلدنا الآمن باهله وذويه  ونرجو ان  تقتصر الأمور على التحقيق مع العناصر المقبوض عليها ومن ثم محاكمتهم بل ومحاكمة المرحلة السابقة بكاملها ….  وبالتالي تعترف السلطة بعجزها وترحل عنا إلى غير عودة أو في حالات أدنى يعترف رجالها بخطأ المعالجات الأمنية ……

 

2-  التيار السلفي : كيف ولماذا؟ :

 

و تبدأ قصة التيار السلفي و بدون إسهاب في التحليل الفكري لأسبابها وترتباتها التاريخية من فكرة عناصر في القيادات الأمنية سنتي 1998 و1999 وبعد وصول معلومات أن بعض المبيتات الجامعية بها طلبة متدينون وان عدد المصلين تكاثر وأنهم يركزون على قراءة الكتب الدينية التي تبيعها بعض الدور وأساسا دار الفكر بالتوازي مع ذلك توصل رجال امن الجنرال  من خلال دراسة ملفات العناصر النهضوية وملف الحركة ككل أن هذه الحركة مصممة على مواصلة نشاطها السياسي وانه رغم حسم أعداد كبيرة من عناصرها في قطع كل علاقاتهم مع الحركة أساسا والمشروع الإسلامي ككل فان عناصر أخرى ورغم انعدام نشاطها ورفض العناصر المغادرة للسجن لأي علاقة تنظيمية بحتة مع بقاء جهاز للقيادة السياسية في الخارج فاعلا رغم الصراعات والانشقاقات والاختلافات بين عناصرها …

 

وبالتالي اقترح البعض من قياديي أجهزة الأمن في شكل تقارير تدعيم التيار الجديد عبر اختراقه منذ البداية … وبالفعل جمعت التقارير( متابعة العناصر التي قطعت علاقاتها مع النهضة ، التونسيون المتواجدون بالسودان وأفغانستان وتتبع إخبارهم وأنشطتهم…… )  والدراسات لكن هذا المشروع لم يرى النور إلا مع بداية سنة 2000 حيث تم تنفيذ  استراتيجية بعض القيادات الأمنية كنتيجة طبيعية لفشل خطة القتل النهائي لأرصدة الحركة الإسلامية وتفتيت النهضة ومن ثم احتواء التيار الإسلامي ، إذ عمدت هذه القيادات  لطبيعة حقدها أو أجندتها المناصبية أو ماضيها السياسي المرتبط في فشله بصعود الإسلاميين  ( وطد ، طود ، البعض من انتهازيي البعث العراقي، …. )[1]  على إبراز وخلق تيارات إسلامية تصارع النهضة وتدخلها في معارك هي في غنى عنها أصلا فتم تشجيع جملة من الأدبيات وفسح مجالات لذلك ، الا ان تطور الأوضاع الدولية والإقليمية ( 11 سبتمبر وما أحدثه من استقطاب للقاعدة وأحداث العراق ) خيب تلك المشاريع بل انقلبت على السلطة رأسا في علاقاتها بالملف الذي أرادت توظيفه ضد التيار الإسلامي المعتدل ( والا لماذا أغلقت السلطة بعض الملفات سنة 2003 بعد فتح تحقيقات وتعذيب عناصر ثم ترك سبيلهم ليغادر بعضهم الى خارج تونس والى العراق أساسا إضافة إلى  تورط بعض القيادات الأمنية في الجهات  في مساعدة عديد العناصر في الالتحاق بالقاعدة وتلقي عمولات مالية وخدمات أمنية وتوفير إطار امني ووثائقي لذلك ، ولعل غموض ملف السيد نبيل عبيد دليل على ذلك الى جانب تورط احد اهم القيادات الامنية في ولاية قابس في ملف حادثة الغريبة عبر الإمداد اللوجستي مقابل مبلغ مالي قارب عشرات الملايين  ….. ) وفي تواز موضوعي مع ذلك بدأت تلك العناصر السلفية  تبحث عن سبيل للفعل لخدمة ونشر فكرتها وساعدها في ذلك توفر عاملان أساسيان :

 

§        غياب حركة النهضة أكبر القوى السياسية في تونس والتمثل السياسي للحركة الإسلامية  والملاحقة الأمنية المتواصلة لأنصارها والمتعاطفين معها وجنوح عناصرها وناشطيها الى إيقاف عملية الاستقطاب اليومي .. .بل ان قيادة النهضة رفضت عودة التيار الإسلامي في الجامعة ولو بنشاطات دنيا (وهو العامل الذي سمح للتيار السلفي الجهادي في ما بعد بامتلاك  مساحات فارغة

 

§        غياب الأدبيات الإسلامية وغلق الزيتونة ومحاصرة كل نفس إسلامي عبر محاصرة مظاهر التدين والزي الإسلامي عبر التضييق الدوري على النساء اللاتي يرتدينه…….

 

وتمحورت العناصر الشبابية والمتدينة الباحثة عن إطار في مجموعات ثلاث تتضارب وتتلاقى:

 

1-         السلفية المهادنة : وهي أساسا بعض العناصر التي تتصف بالجبن والنفور مما هو سياسي وتتبنى بعض مقولات جماعة الدعوة والتبليغ واغلب العناصر وقع تاطيرها عبر المؤسسات الأمنية والرسمية ( إدارة الشعائر الدينية …) وتتداول عناصره وثائق مشبوهة من مثل  » بطلان اجتهادات الغنوشي  » ،  » انحرافات النهضة والترابي والإخوان …  » و  » … تقلبات الغنوشي وانحرفاته …. » أما عمليا فيرتبط مستقبل هذا التيار بمستقبل السلطة الحاكمة …وتتواجد أغلب العناصر بالعاصمة ( باردو – الزهور – باب الجديد …) والمنستير والقيروان وصفاقس …. وقد ربطت   قيادات أمنية مع عناصر هذا التيار علاقات مباشرة  وتم إعطاء أرقام هواتف قارة  لفرقتين أمنيتين بالطابقين الثاني والرابع بالوزارة وبالتالي تم تتبع خطواتها وإخبارها والجو العام الموجود بين عناصرها ….

 

2-         السلفية الإصلاحية : وهو تيار يلامس التيارين السابقين فكرا وممارسة واقرب إلى الفكر الاخواني والمنهج السعودي في التدين ( فكر محمد عبدالوهاب وأدبيات سلمان العودة وعائض القرني ويؤطر هذا التيار العديد من الطالبات ويتعاطف معه قطاع عريض من الموظفين الصغار ولعل الإقبال على بعض الكتابات في المعرض السابق للكتاب او الحضور المكثف في المعرض لأنصار هذا التيار مثال على ذلك …  وينحدر المناصرون من رادس والمدينة الجديدة ومنزل بورقيبة والملاسين ومدن الجنوب الشرقي أساسا ( صفاقس– قابس – مدنين- بنزرت .)

 

3-         السلفية الجهادية : وهو التيار الذي يؤمن بأفكار القاعدة ويتبنى اطروحاتها بغض النظر عن علاقاته التنظيمية بها وتنحدر عناصره من بنزرت وسيدي بوزيد والأحياء الشعبية بالعاصمة ( رادس – المروج – الزهور…) وتؤمن عناصره بالنضال في إطار القومية الإسلامية والاتجاه إلى العدو المباشر ثم الثانوي ، وترتبط آفاقه بفعل القاعدة على المستوى الدولي أو حدوث حروب إقليمية …..وهو التيار الذي يعتبر شيخه الاول في تونس السيد  » الخطيب الادريسي  » ( ممرض عمل بالسعودية وهو رهن الاقامة الجبرية … زار مدينة المروج مرات عدة آخرها منذ سنتين ….) وقد غادرت العديد من عناصره في ديسمبر 2005 وقد أشارت التقارير يومها إلى صعوبة عودتهم إلى البلد ….

 

والتيار الأخير من السلفيين هو الذي استطاع احتلال الساحة سوى في المساجد حيث استطاعوا استقطاب العديد من ألائمة أو حتى الساحة الجامعية في عديد الكليات والمعاهد التكنولوجية بل ويتحدث البعض عن تكوين خلايا داخل مؤسسات إدارية مما مكنهم من جمع أموال طائلة  ويظهر أنهم انتبهوا منذ البداية إلى طبيعة المؤسسات الأمنية وأدوارها  ففصلوا عمليا بين للعناصر المهتمة بالتكوين والعناصر الأخرى التي تتخفى ويغيرون أماكن اقاماتهم وطبيعة نشاطاتهم بسرعة فائقة ….

 

ومع حادثة الغريبة سنة 2002 لوحظ أن هذا التيار الأخير تطور بشكل ملحوظ حيث تبين انه قسم شبكاته بشكل عنقودي وترابطي مما يعسر ضربه بشكل نهائي حتى انه  قيل في بعض الأوساط أن  نزار نوار لم يشارك في الحادثة يومها وإنما خطط لها فقط وانه غادر مطار جربة الدولي قبل ساعتين من حدوث العملية باسم « سيف الدين التونسي » معتمدا على خدمات أمنية قدمت له من أعلى مستوى في ولاية مجاورة بل ان ما خفي كان أعظم في ذلك الملف ولعل ذلك يفسر سر التأجيل المستمر لقضية السيد بلقاسم نوار عم نزار واحد المتهمين في القضية … بل أن احد أفراد العائلة اتهم بعد أربع سنوات بأنه يقود شبكة كبيرة في الجنوب الشرقي ……

 

وفي سنة 2003 توصلت أجهزة الأمن إلى أنها زرعت ما حصدت وان تيار السلفية الجهادية خرج من القمقم … مما جعلها تطلق سراح من وجدتهم اقرب إلى حركة النهضة حتى أنها أخلت سبيل احد طلبة المنستير لوجود قرص لديه،  به بيانات حركة النهضة منقول من موقعها من ركن الأرشيف به..

 

3- مسار الأحداث:

 

أ‌-       قبل الحدث :

 

قبل غزو العراق كانت الساحة مهيأة كما أسلفنا بالتبيين لتطور هذا التيار ومن ثم زادته أحداث العراق وسقوط العاصمة بغداد[2]  ورغم التقارير المحذرة للسلطات وأصوات المعارضين المنادية بضرورة التخلي عن المعالجة الأمنية تمادت السلطات و »زادت الطين بلة » بإصدارها قانون مكافحة الإرهاب وفي المقابل نشطت حركة انتقال الشبان الذاهبين للعراق وانشأ التيار السلفي قنوات للتهريب بعيدا عن أعين أجهزة الأمن التي أغراها استقطابها لعناصر مهادنة وبسيطة بل وساذجة وتحدثت يومها التقارير عن نسبة معينة من التونسيين الملتحقين بتنظيم الزرقاوي …..

 

وأفاقت أجهزة الأمن على جملة من المكالمات في كل الولايات توجه للعائلات من تنظيمات  في العراق تقول في رسالة مختصرة ابنكم استشهد اليوم في المكان الفلاني…. وزاد العناصر نجاحها في هذه العمليات إصرارا على مزيد استقطاب طلاب مهمشون لا فضاءات للتعبير أو الحوار ولا فرص للعمل بل ولا تكافؤ للفرص فيه إضافة إلى طبيعة تعامل السلطات في قضايا شبان أبرياء لا علاقة لهم بالقاعدة أو بالتيار الجهادي في تونس حتى انه نقل عن  رامسفيلد أثناء زيارته إلى تونس  » وهل هذه هي قضايا الإرهاب التي تتحدثون عنها …. » [3] …كل ذلك سهل مهمة ذلك التيار الذي استطاع تحويل عديد من مساجين الحق العام  الى رصيد احتياطي هام لهم وتعلموا منهم بالمقابل أساليب المغالطة وفتحوا عيونهم على طبيعة الأجهزة الأمنية وتعاملاتها   ( الرشوة – العلاقة بين الاعوان والمسؤولين – الطرابلسية وكل المتنفذين ….) وكيفية الحركة في المدن الحدودية ( القصرين – قفصة – الكاف – جندوبة – …)

 

ثم لابد من التأكيد على ان جميع النخب تؤكد في نقاشاتها في الايام الاخيرة من أن سوء إدارة العلاقة مع ظاهرة التديّـن الجديدة واللّـجوء إلى الحملات الأمنية العشوائية في محاولة للقضاء عليها   قد زاد في الطين بلة، حتى ان حديث الناس اليومي تحول الى التاكيد بوجود عداء للدين في تونس ومقاومة للمتدينين وهو ما اشارت اليه بعض التقارير الامنية المرفوعة للرئيس ….

 

 

ومع بداية الحديث عن انسحاب الأمريكان من العراق وبعد موت الزرقاوي وتغير استراتيجيا القاعدة نحو أماكن يضاف إلى ذلك وعودة تركيز تنظيم القاعدة على منطقة المغرب العربي، بعد إعلان أيمن الظواهري رسميا في شهر أكتوبر الماضي عن تكليف « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » الجزائرية بتنسيق العمليات على نطاق إقليمي وهكذا إذا  حضرت الاجندا المغاربية للتيار السلفي الجهادي في تونس  …..

 

وخاضت السلطة في افريل الماضي حملة اعتقالات على خلفية تقارير في وجود علاقات بين السلفيين في الجزائر وأساسا « الجماعة السلفية للدعوة والقتال  »  وبعض سلفيين تونسيين  فاعتقلت مرتادي المساجد من صغار العمر ( 18-25 سنة ) ووجهت لهم تهم : إنشاء مجلس شورى المجاهدين بتونس ونية الذهاب للجزاائر للتدرب والعودة إلى تونس للقيام بعمليات ……  )  خاصة بعد أن عرفت الجماعة الجزائرية أزمة هيكلية وتراجعا ملحوظا وانقسامات حادة وعزم الحطاب زعيمها السابق تسليم نفسه مما يعني أنها أصبحت في أشد الحاجة إلى استقطاب مزيد من المقاتلين ولو من دول الجوار  على أن تتولى تدريب مئات العناصر الجديدة، واستعمال الخلايا النائمة لتوسيع دائرة المواجهة مع حكومات المنطقة وضرب المصالح الغربية بها بناء على خطة الظواهري الجديدة …...

 

* ملاحظة :  إننا طرحنا و بهذه المنهجية لا يعني ضرورة الحكم النهائي – وهو من حق القضاء المستقل –  ولا ترجيح أي من السيناريوهات التي قد تكون خليطا من لعب المخابرات في تصعيد أنظمة الحكم وإحراجها أو ألاعيب أجهزة مخابرات الأنظمة المتسلطة  وبالتالي لا حكم إلا للقضاء النزيه على أولئك الشبان رغم نبذنا الجذري لأسلوب العنف كوسيلة للتغيير ورفض حمل السلاح الذي هو فقط من حق المؤسسات الأمنية والعسكرية – وإنما هي قراءة للإحداث وتقديم لحقائق ومعطيات حصلت فعلا ويراد التعتيم عليها …..

 

أ-   مرحلة التدرب :

 

بدأت المسالة بمعطيات تسلمتها الجهات الأمنية من نظيرتها الجزائرية ولم تستهن الجهات الأمنية بتلك المعطيات فجندت كل طاقاتها ودخل جهاز الاستعلامات في حالة طوارئ وشوهد عديد المعارضين المراقبين على مدار الساعة بدون عناصر حائطية تتبعهم…

 

وتبين لها أنها تضيع الوقت في تتبع تحركات اولئك الناشطين الحقوقيين لكن سبق السيف العدل فقد استغل البعض من أولئك السلفيين كل مواضع الوهن والتفسخ وانعدام الضمير وعقلية المافيا وانتشار الرشوة والمحسوبية فأقاموا علاقات وسط ذلك من اجل القدرة اللوجستية وعندما كانت الأجهزة الأمنية تحصي أنفاس علي لعريض وعبدالرؤوف العيادي وعشرات منها يلتحقون بمدينة سوسة ليسمعوا المرزوقي معسول حديث مخطط ومبرمج له  وينغصون على ابنة الجبالي حفل زفافها مثلما هو حق أي تونسية كانت تلك العناصر تتدرب في منطقة بلي ( بداية الطريق عند الانعطاف في اتجاه نابل ) في راحة من بالها بل وتقدم إليها خدمات من طرف حارس الغابة الذي يفتخر بينه وبين نفسه انه يقدم خدمات جليلة لعناصر من آل الطرابلسي وما أدراك في نفس الوقت قد  يتنعم ببعض العطايا بل وأعتقد المسكين أن الجيش التونسي هو يتدرب هناك …..

 

ومن العناصر التي يبدو أنها لعبت دورا محوريا في هذه العملية شخص يدعى « لسعد ساسي » وهو من سكان ضاحية حلق الوادي القريبة من العاصمة وقد كان يعمل سابقا في سلك الحرس الوطني ثم بعد استقالته (قبل عدة أعوام) عُـرف بتردده على الجزائر. كما تفيد بعض المصادر بأنه قد سبق له أن ذهب إلى أفغانستان وربما قد يكون زار الشيشان أيضا. وتفيد نفس المصادر بأنه قد قتل في العملية رغم المحاولات التي تمت لإنقاذه من طرف الأطباء بناء على توصيات أمنية عليا …. وذلك بإجراء عمليتين جراحيتين عليه ولكن دون جدوى ….

 

ب – كيف وقع التفطن للمجموعة ؟ :

 

هل أن أجهزة الأمن التي خططت للاختراق ودرست الوثائق واطلعت على تقارير فرق الانتتنات في الخارج أحاطت اللثام عن تفاصيل المجموعة …لا وألف لا…  لان المعطيات على الأرض  تؤكد غير ذلك ….. ..لكن كيف تم اكتشاف المجموعة :

 

** أسباب رئيسية :

 

1-       تقول الرواية الرسمية المتكتم عنها-  وعن كل شيء من الأصل –  داخل أروقة وزارة الداخلية انه  في خضم تخطيط المجموعة امتطى عنصران من المجموعة بين وسط العاصمة ورادس سيارة بها بعض الممنوعات ( سلاح أساسا ….) وأثناء السير في الطريق كانا الشابان وسيارة احد  المواطنين يتسابقان وفي كل مرة يجاوز احدهما الآخر ولاحظ السيد أن الماتراكيل السيارة التي تسبقه تابعة لأحد الوزارات وفي محطة البنزين انتبه السيد أن الماتركيل غيرت وأصبحت عادية فما كان منه إلا أن نبه أول رجال أمن وجدهم في الطريق وبالفعل اعترضوا سبيل السيارة إلا أن الشابين رفضا الوقوف ….  وبمطاردة السيارة وإيقاف الشابين والتحري معهما ونتيجة للتعذيب الذي سلطا عليهما تم تسمية ما يقارب حوالي  شخصا وتم الانتقال إلى البيت المكترى بحمام الشط حيث كان البيت تنتقل اليه بعض العناصر بعد التدرب وهناك وقعت مواجهات 23 ديسمبر بين العناصر الموجودة بالبيت وعناصر الحرس الوطني والتي سقط فيها قتيلين من المجموعة وجرح آخران بينما سقط كادر امن قتيلا بالبازوكا وجرح عوني امن آخران احدهما توفي بعد ذلك والآخر لايزال جريحا وقد أكد احد المصادر انه يدعى فوزي بورقيبة  ( وهو ما أكده احد جيرانه في السكنى بالعاصمة ….)

 

2-     أن عملية رصد المجموعة و التي ينحدر أغلب عناصرها من منطقة الساحل – بل يتحدث البعض أن بعض الجهات التي لها مصالح في ما حدث وقد يحدث مستقبلا كانت وراء ذلك الاختيار عبر الدفع غي هذا الجانب من الموضوع –   بدأت على إثر اعتقال شخص يدعى من عائلة الميلي (من الساحل) يقطن في صالامبو  انطلاقا من رصد تنقلاته للجنوب ( مدن الجنوب الشرقي ….)

 

3-     معطيات استخبارية أجنبية : وهي معطيات تحصلت عليها الأجهزة الأمنية من استخبارات دول مجاورة وهي أساسا :

 

·       المخابرات الأمريكية والغربية عموما :  منذ اكثر من 10 أشهر وهي المعطيات التي على ضوئها قامت بحملتها الأخيرة منذ 7 اشهر واعتقلت آنذاك ما يقارب 400 شاب .….

 

·       المخابرات الليبية : وهي معطيات لوجستية إذ ان اغلب الشبان يغادرون الأراضي التونسي عبر مدينة بن قردان الحدودية في اتجاه سوريا بعد قضاء فترة هناك ولعل القبض على الشخص قيل انه يدعى  » محسن هلال  » – احد مسؤولي عمليات تهريب الأشخاص – حسب مصدر امني مطلع –

 

·       مخابرات الجيش الجزائري : وهي ما تم نقله بعديد المواقع الإلكترونية وعديد الصحف الجزائرية يوم 12 نوفمبر الماضي بعد القبض على احد عناصر الربط بين السلفيين الجزائريين ونظرائهم التونسيين و تونسيين ….

 

 

**أسباب ثانوية : ساهمت جملة من الأحداث في الانتباه للمجموعة وترتيب أنشطتها كمرحلة أولى :

 

حكاية العطار :  نظرا لتعدد عناصر المجموعة ( حوالي 65 فردا على اعتبار انه يوجد 65 مكان بالداموس  الذي وقع اقتحامه من طرف رجال الامن ) وبالتالي كانت المؤونة تتطلب شراء كميات كبرى من الخبز والمواد الغذائية … الا ان العطار نبه الجهات الأمنية للمسالة وقيل أن الخباز هو الذي قام بذلك … وهو ما أشارت إليه صحيفة الصباح الأسبوعي تلميحا وتناقله المواطنون في أحياء الضاحية الجنوبية ….

 

– حكاية المرأة : احد المتدربين والذي كان يغيب عن بيت والدته واشتبهت بامره واختصمت معه عديد المرات سوى نتيجة للخصام او خوفا عليه اتصلت بالمركز وروت لهم ما تعرف وقصة ابنها مع التدريب ……

 

– حكاية الفتاة البوليس : وهي فتاة تعمل مفتشة امن تلعب دورا رجل امن سري وعلى علاقة بنساء السلفيين ورغم التفطن إليها من بعض العناصر ( بل ان احد عناصر المجموعة كان على اطلاع بالعناصر الامنية المكلفة بتتبع عناصر الشبكة المكشوفة ….)  ألا أنها – أي عنصر الامن النسائي –  استطاعت جمع جملة من المعطيات على بعض عناصر الشبكة ….. رغم ان البعض يشكك في هذا العامل ولو بصفة ثانوية …..

 

–     الحادث : روج أيضا خبر ان احدهم في إطار سياقته لسيارة اسيزي  ضرب سيارة رياضي معروف ينشط باحدى الدول العربية والإفريقية وهرب فابلغ عليه الرياضي مباشرة فتم إيقافه ولما تم التحقيق معه اضطرب وتم الوصول إلى خيط رابط في الموضوع …..

 

–   مهرب القصرين : احد الكناترية ( مهرب ) انتبه الى ان بعض من زملائه في المهنة ورغم انهم يقومومن بفريضة الصلاة الا أن طرقهم في اداء الفرائض تغيرت ( صنف السروال مثلا ) فنبه الجهات الأمنية التي اكتشفت أنهم يهربون سلاحا ……

 

كما نجحت المجموعة، بشكل مؤقت، في توسيع دائرة المواجهة، وذلك بالانتقال السريع من مكان إلى آخر (حمام الأنف، حمام الشط، جبل الرصاص، مرناق، وأخيرا سليمان)، وهو ما دفع بخلية الأزمة، التي أشرفت على متابعة مجريات هذه العملية، إلى التعاون مع وزارة الدفاع وإعلان التعبئة الكاملة، ووضع الجميع في حالة استنفار أمني وعسكري غير مسبوق، بلغت حد إلغاء الإجازات ومنع الكثيرين من عسكريين ورجال أمن من العودة إلى بيوتهم إلى أن تنتهي العملية.

 

ونظرا لخطورة المواجهة، التي تعتبر الأولى من نوعها، تمّـت الاستعانة أيضا بطائرات مروحية عسكرية ووضع حواجز ونقاط تفتيش بكثافة في جميع الطرقات، الرئيسية والفرعية، الرابطة بين العاصمة تونس و الحدود التزنسية – الليبية ، وبالأخص بين حمام الأنف ومدينة الحمامات….

 

ج – ماذا كان سيقع ؟ :

 

تبين الخرائط التي وجدت بمنازل المجوعة والداموس الموجود بأحد الجبال أن عناصرها يقاربون 65 فردا بناء على عدد الافرشة بالداموس  – مصدر امني قال 25  فقط  لكنه نسي احتمال التناوب في المبيت …. – وهو ما أكده حارس الغابة تقديريا بل وتؤكد تلك الخرائط والاعترافات الأولية  أن المجوعة كانت تنوي ضرب عديد من الأهداف عبر عمليات سميت بالانتحارية وهي : عديد من نزل مدينة الحمامات – بيت الرئيس بمدينة الحمامات – المركب التجاري كارفور –  وزارة الداخلية ….. إلا أن تساؤلا يطرح لماذا تم ترك تلك الخرائط وعدم التخلص منها وهل أن الأمر ليس إيصال جملة من الرسائل إلى بعض الأطراف … وهي أسئلة سنحاول الإجابة عنها في حلقات قادمة …..

 

ذ – أحداث سليمان :

 

وذكرت المصادر المطلعة في المدينة أن المواجهات وقعت في أحراج «خنقة الحجاج» ومحيط جبل الرصاص الواقعين في سلسلة جبال جنوب العاصمة. وليس في أحياء مدينة حمام الأنف مثلما ذكر البيان الرسمي  ….

 

ولوحظت يومها أن  قوات من الجيش والحرس الوطني متمركزة في سفوح الأحراج جنوب العاصمة، خصوصاً عند الطريق السريعة بين تونس ومحطة الحمامات السياحية  منذ الاشتباك الأول في 23/12/2006  …..

كما  أكد العديد من الناس من متساكني مدينة سليمان  وجود قتلى شاهدوهم قد سقطوا في الميدان من الحرس الوطني ومن الشرطة.  كما ان عدد القتلى من عناصر المجموعة المسلحة يوم 3 جانفي كان 7 أشخاص إذا اقتصرنا على عدد الجثث التي وصلت المستشفى العسكري الحبيب ثامر بتونس  اثنين من القتلى هما موريتاني كان صحبة المدعو « ربيع   » على سطح منزل هذا الأخير فجر يوم 3 جانفي. أمّا الخمسة الباقون فقتلوا في بناية كبيرة بصدد البناء مجاورة للأحياء السكنية بسليمان والتي نشرت اغلب الصحف صورا لها وقيل أنها لأحد المواطنين بالخارج ……

 

أما عن المواجهات فقد انطلقت بعد أن تمكنت بعض العناصر التي شوهدت ملتحية من النزول من الجبل   … و قد جرت  الإشتباكات  على فترتين  أولا  في حي غرة جوان يوم الثلاثاء ثم في اليوم الموالي فقد انتقلت المعارك و التي امتدت من الرابعة فجرا حتى العاشرة مساء إلى فيلا مهجورة  مملوكة لأحد المواطنين بالخارج و متكونة من طابقين تحصن فيها المسلحون الذين نجوا من الموت في المرة الأولى ….

          وتبين حتى من الصحف اليومية – التي سكتت عن الكلام المباح في الأيام الأولى –  أن  الفيلا التي كانت تحمل آثار معارك  وأماكن لطلق الرصاص  وهي تقع على الشارع العمومي حسب احد متساكني المدينة وفيها جُرح قائد المجموعة الأسعد ساسي وتم أسره قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وأكد  مصدر  في الحي أنه ينحدر من مدينة بئر الباي القريبة من سليمان، وتردد أنه رجل عمل بسلك الحرس الوطني مثلما أسلفنا ثم  تطوع للقتال في أفغانستان والجزائر. أما مساعده الذي قٌتل يوم الثلاثاء فوق سطح بيته فهو ربيع الباشا – حسب البعض – سنه 22 عاما تقريبا وهو الذي كان غادر المدينة لاستكمال دراسته الجامعية في ولاية جنوبية  وانخرط هناك في صفوف السلفية الجهادية بل ان سيدة  قالت «  إن ربيع درس مع ابنتها التي تتابع الدراسة حاليا في فرنسا » بل وأضافت – انظر تصريحها للموقف بموقع الحزب التقدمي – بل وأضافت في ذات التصريح أنها لم تكن تتوقع أن « ولدا مُهذبا ينتمي إلى أسرة معروفة سينضم يوما إلى الإرهابيين …..« 

 

وقال بعض الناس ورجال امن وسواق حافلات ….. أن الحرس الوطني والشرطة كانت تنتقل بأعداد تقارب الـ 12 ألف إلى جانب تعزيزات من الجيش في حافلات شركات النقل، كما تم اللجوء للمروحيات  بل ان اللغز قائم كيف استطاع عناصر المجموعة النزول إلى سليمان بعد فكهم للحصار الاول في الجبال بل وكانوا مُجهَزين بأسلحة متطورة من ضمنها البازوكا ورشاشات  من نوع كلاشنكوف وقنابل يدوية وصواريخ أربي جي، مما حمل القوات العسكرية على استخدام أسلحة ثقيلة للسيطرة على الوضع…...        وقال شاهد عيان إن ربيع  قُتل بعد صعوده إلى سطح منزل الأسرة وإمطار القوات التي كانت تحاصره بالقنابل من سلاح آلي …..

 

* ملاحظات أولية :

 

1-   لقد حسم الجيش المعركة مع المجموعة المسلحة  في حين ذهب البلاغ الرسمي للسلطات التونسية يتحدث عن تصدّي قوات الأمن التونسية لهذه المجموعة وحفاظه على أمن البلاد، وهي الصيغة التي روّجتها وكالة تونس إفريقيا للأنباء وتبناها بعض الصحافيين في الصحف الرسمية او التابعة وخاصة من أولئك المأجورين مثل سفيان لسود رجل الأمن السابق حسبما يروج زملاؤه …..

 

2-   لقد سقط ضابط نقيب وهو السيد فوزي بن الصادق زياتي والقاطن ببرطال حيدر الطريق عدد 402  ( يمكن مراجعة خبر افراقه بصحيفة لابراس بتاريخ 31/12/2006 العدد 23025 الصفحة 15 ) بل انه ترك رضيعة عمرها أربعون يوما وصورة الواقعة حسب رواية احد أقربائه وتتطابق مع رواية رفاقه : أنّ هذا الضابط المتخصص في وحدة كشف الألغام كان يقوم رفقة عريف من الجيش بمهمّة في الجبل أثناء مطاردة المجموعة المسلحة وفاجآ عناصر منها في إحدى المواقع وأمرهم بالاستسلام ورفع الأيدي غير أنّ شابا من تلك المجموعة فجّر قنبلة فأراد الضابط العسكري ردها إلا أنها قتلته بينما واصل الجندي العريف بوابل من الرصاص أسقط فيه جميع أفراد المجموعة قتلى……

 

3-    قوات الجيش هي التي كانت حاضرة بقوة في المواجهة بعد فشل الحرس الوطني والتشكيك في قدراتهم بل والتشكيك في ولائهم مع العلم وان المعارك دارت بالقرب من الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد…………

 

4-   شاهد الجميع مثلما أكد عسكريون ورجال امن قوافل الشاحنات العسكرية متجهة نحو الجبال  بل أن فرقة من القوات الخاصة من الجيش الوطني هي وحدها التي كانت في ميدان المعركة. بل إنّ وزارة الدفاع هي التي أدارت قاعة العمليات في حين راقبت وزارة الداخلية الوضع … أما لوجستيا فان وزارة الداخلية كانت تنتظر وصول المعطيات من وزارة الدفاع لأنّها لاتملك التفاصيل الصحيحة ميدانيا ….

 

5-   أنّ حالة الاستنفار الأمني القصوى والمتواصلة إلى حد اليوم بدون انقطاع هدفها الرئيسي وغير المعلن هو الحيلولة دون انتقال المواجهات إلى المدن والقرى بأمر رئاسي وان لجنة متابعة على مستوى القصر كانت تتابع الأحداث بدقة متناهية ….ورغم ذلك فقد تم أيضا الاظطرار الى  نزول الجيش إلى مدينة سليمان للسيطرة على المجموعة التي تحصّنت ببعض المنازل وقد نقل مصدر امني انه تم استخدام دبابة في الهجوم على أحد المنازل بل وتم التفكير في نسفه من الاساس ….

 

6-   كما انه تم إيقاف إطارات من وزارة الداخلية عن العمل بسبب عدم امتثالهم للقرار بترك الميدان تحت حكم الأمر العسكري بل وتم التحقيق مع قيادات في الحرس الوطني على ضوء التنصت على مكالمات مفادها :  » هم يجمعون الثروات ونحن نحميهم … »[4] إضافة إلى صدور أمر داخلي بضرورة معاملة الأعوان برفق نتيجة ما حصل من ضغوط في الأداء حيث لم يتمتع حتى ولو يوم العيد أي عون براحة …..

 

7-   انه تم مقتل على الأقل أحد إطارات الحرس الوطني وقع في مرمى النيران العسكرية خلال كمين نصبه الجيش للمجموعة المسلحة وان  القتلى في صفوف من يحمون امننا وبلدنا من قوات الامن والعسكريين تجاوز السبع  رجال بين عسكريين وحرس وطني وآخرون وهو ما تم التعتيم عليه إعلاميا وسياسيا  ….

 

8-   لقد اقتصر دور قوات الأمن طيلة أيام المواجهة على المرابطة بالطرق والمدن المحاذية للجبال وقامت بمراقبة السيارات المتجهة إلى دائرة تونس الكبرى ونفذت عمليات مداهمة المنازل في أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة وفي مدينتي سليمان و قرمبالية بل وأجرت  عمليات اعتقال واسعة للمشتبه في علاقاتهم أو ولاءاتهم للتيار السلفي  ( ولاية سيدي بوزيد – الكاف – القصرين – مدنين- وباجة ……)

 

9-   فتاة واحدة تم إيقافها هي سندس الرياحي باعتبار علاقتها بالطالب ربيع ….وتم ترويج رواية كاذبة بخصوص الفتاة بين رجال الأمن مفادها ان المسلحين يتداولون عليها كما تم ترويج ان صبيا سنه 14 سنة ويشتغل راعيا قام المسلحون باغتصابه …..

 

10-                 أما الأجانب الذين تم الحديث عنهم وعلى أساس أنهم من الجزائر وموريتانيا ومصر ( راجت إشاعة أن أول الأشخاص المقبوض عليهم مصري ) وفعلا تم إيقاف موريتاني ألقي عليه القبض داخل العاصمة وتبيّن أنّه شارك في إحدى المواجهات بالجبال ويحمل إصابة بليغة كما توفي موريتاني ثان وهو نفسه الذي قتل النقيب الزياتي ….

 

11-               إن وزارة الداخلية هي الجهة الوحيدة هي التي قد تعرف عندها الحصيلة النهائية وقد تظهر يوما ما أو تدفن بين أسوارها أو أسوار الوزارة الموازية في القصر أو بيوت تحت مدينة منوبة ربما …. مثلما دفنت عديد الأسرار …

 

12-         أنه تم إيقاف والتحقيق مع كل الأناس الذين لهم علاقات مع عناصر المجموعة وخاصة في مدينة سليمان … بينما تم في إحدى قرى القصرين التحقيق مع كامل عرش القسوري أطفالا شيوخا ونساء ….لا لشيء الا لان ابنهم قتل في الواجهات … بينما تم في احد المدن الحدودية في الجنوب إيقاف أولي لكل مرتادي المسجد من الشباب …..وخاصة مرتديه أثناء صلاة الصبح …

 

13-         تم إيقاف بعض العناصر النهضوية في سليمان حسب مصادر نقابية في التعليم الثانوي فقد تم إيقاف السيد كمال الحميدي الأستاذ بخزندار والعضو بمجموعة نابل لمنظمة العفو الدولية اضافة إلى شقيقيه محمد وهشام …. بينما قال احد رؤساء المراكز بالضواحي الغربية لعناصر نهضوية بعد إيقافهم وجلبهم للمركز  » ما تقولوا من البداية إنكم من النهضة …. » … في حين همس عون امن لزميله في الطريق الرابطة بين تونس وباجة بعد إرجاعه بطاقة التعريف لعنصر النهضة السابق ومهندس الفلاحة …  » لا هذا من جماعة الجبن واللبدة … وليس من الجدد …دعه يذهب …ما عندو شيء … »

 

14-         أن أسئلة كثيرة تبقى واردة للطرح عن ظروف إدخال هذه الأسلحة إلى تونس من دون أن ينتبه احد خاصة في ظل نظام امني يحصي علينا حتى انفاسنا ؟

 

 

خاتمة اولية واسئلة في انتظار الاجوبة :

 

 

وفي الأخير  لا يجب أبدا أن نستبق الأحداث ونتسرع في إصدار الأحكام على ههؤلاء المسلحين لما في ذلك من ضرر للتاريخ ولشبان مازالوا تحت التحقيق رغم أن رفع السلاح واستعمال العنف مرفوضين بتاتا مهما كانت المسوغات والأسباب   كما على المثقفين والنخب التي كانت دوما خارج إطار الحدث أن لا تنتهك حقوق هؤلاء الشبان ( فقد تم انتهاك حقوق اليوسفيين في الخمسينات بحجة وجود الفتنة اليوسفية و تم انتهاك حقوق اليساريين  بحجة اتهامهم بالإلحاد وتطرفهم ..وتم وصف القوميين في أحداث قفصة بالإرهابيين بينما تم اتهام اسلاميي النهضة بالخمينيين سنة 1987 ……)  بل من الأجدر المطالبة بتوفير جميع الظروف الضامنة لمحاكمة عادلة لهؤلاء الشبان بل وكشف حقيقة وتفاصيل ما جرى بل و ضرورة توفير قضاء مستقل حتى ينالوا ما يستحقون هم ومن وراءهم أيضا ، عند ذلك يتحتم وصفهم وبعد ثبوت ذلك قضائيا ، إما بالإرهابيين أو الانقلابيين وأما السلطة فما عليها إما أن تذهب غير مأسوف عليها أو تراجع على اقل سياساتها جذريا ….

 

ورغم كل ذلك و رغم كل ما ذكرنا من المعطيات واجتهدنا في توفيرها عبر الأسئلة هنا وهناك عند الأصدقاء  والصحافيين رغم علمنا بوسائل النظام في التصنت ورغم تعدد الوشاة  كما اعتمدنا على المصادر المطلعة و اجتهدنا في المتابعة الممنهجة للصحف والقنوات والمواقع الالكترونية ورصد حركة الشارع وحسه المرهف …فانه  تبقى جملة من الأسئلة مطروحة للإجابة والموضوع متسع الأبعاد والجوانب …وسنحاول لاحقا الإجابة على أسئلة كثيرة لم يتسع لها المقال أعلاه ….ومن تلك الأسئلة  :

 

·        ما هي هوية هذه المجموعة المسلحة ؟  وما هي علاقاتها بآل الطرابلسي ؟

 

·        ما قصة المخدرات في الموضوع ؟ ولماذا اختلفت الصحيفتين اليوميتين حول الموضوع (الصريح أكدت على أن الحدث إرهابي – بينما الشروق قالت انها عصابة مخدرات ….)

 

·        لماذا أصرت السلطة على التعتيم اما انها مورس عليها التعتيم ايضا ؟

 

·        لماذا يتجنب نظام بن علي اتهام القاعدة مباشرة في كل مرة ولا يتعرض إليه بحملات لا إعلامية مثلما هو في كل ملف ؟ ولماذا عصابة إجرامية عوضا عن إرهابية ؟

 

·        لماذا تم الاستنجاد برجال امن تم التخلي عنهم سابقا في التحقيقات ( الجوادي – محمد الناصر – …..) ؟ ولماذا ……؟

 

·        لماذا أصر احد المحقيقين على اختبار توريط النهضة في الموضوع ؟ ثم لماذا تم استبعاد ذلك الخيار رغم أن ذلك من سمات السلطة الحالية ؟

 

·        لماذا استقبل وزير العدل منذ مدة سفير تركيا بتونس ؟ ولماذا سافر مرجان الى تركيا ؟ وهل لذلك علاقة بمالك شراحيل القيادي في القاعدة والذي قيل انه عنصر نهضوي سابق ؟

 

·        وأي دور لتصفية الحسابات بين أعوان السلطة ؟

 

·        لماذا قضى السيد بوشيحة أيام العيد في باريس ثم لماذا قابل الرئيس مباشرة دون غيره من زعماء اللقاء الديمقراطي المصنوع في مخابر القصر الرئاسي ؟

 

·        لماذا تتصل إطارات أمنية بالصحافيين طالبين منهم كتابة مقالات تمدح دور الجهات الأمنية في التصدي للمسلحين ؟

 

·        لماذا قرر بن علي منذ شهرين تغيير التحوير الوزاري الشامل إلى تحوير جزئي ثم يقع التخطيط حاليا لتغيير شامل في مناطق الحرس الوطني وأقاليم الأمن وأيضا تغيير وزاري كبير ؟

 

·        هل حقا سيكون منذر الزنايدي رجل المرحلة الجديدة بعد الأحداث أو نتاج لها ؟ ولماذا اجتمع بإطارات ولاية القصرين في المدة الأخيرة ؟

 

·        هل للمدعو – ص – ( وأصيل ولاية نابل ) احد الذين عاونوا بن علي في اقتحام قصر قرطاج سنة يوم 07/11/1987 دور في العملية ؟ وأين هو في الوقت الراهن تحديدا ؟ ولماذا ساعده بن علي في الخروج نحو السودان بعد ان رفضت الجهات الأمنية من تمكينه من جواز سفر ؟  ولماذا اعتقد رفاقه القدامى انه لا يمكن أن يكون إلا هو قائد العملية ؟ وهل فعلا تم إيقافه يوم الأحد 31/12/2006 في برج السدرية ؟ أم انه غادر في 1993 السودان نحو ايطاليا  وهل فعلا هاتف السلطات من هناك مؤكدا انه لا علاقة له بالموضوع  ؟ أم أن أشياء تطبخ بشأن الرجل ….؟

 

·        ما هي قصة قائمة الاثنى عشر من قدامى المبحوث عنهم[5]  ؟  و ما هي طبيعة علاقتهم بلسعد ساسي ؟ ولماذا يدعى هذا الأخير بالباشا ؟

 

·        ما هي قصة عمدة قرمبالية مع احد أصهاره من عناصر المجموعة ؟ ولماذا تغيير 5 معتمدين (بن عروس – حمام الشط – المدينة الجديدة – حمام الأنف – حمام الشط ) ؟ ولماذا سيقع لاحقا تغيير كل العمد في ولايتي بن عروس ونابل ؟ وهل فعلا سيقع تكوين رجال امن ليلتحقوا بخطط العمد ؟ …..

 

·        لماذا يقع التحقيق مع رجل امن وحرس وعسكريين ؟ وما صحة ان العملية ليست مجرد ضرب مصالح السلطة وانها تتعدى ان تكون محاولة انقلابية يوم عيد الاضحى المبارك ؟

 

·        ما قصة أعوان الأمن في جندوبة الذين يقضون ليلة في العاصمة ويصرفون اكثر من 700 دينار للفرد الواحد  ؟

 

·        ما قصة إطار الأمن من الكاف الذي في حسابه الخاص مئات الملايين ؟ وهل اوقف فعلا يوم أمس مع العشرين الموقوفين ؟

 

·        هل حقا دخلت كادرة سلاح عبر ولاية الكاف ؟ وما علاقة ذلك بإيقاف مهربي القلعة وتاجروين ؟

 

·        ما قصة احد المواطنين بالخارج وأساسا مواطن تونسي بالخارج من بلجيكا الذي لم يقع التثبت من ادباشه وقيل انه هرب أسلحة اتوماتيكية ؟

 

·        كيف وظف المسلحون لهفة الطرابلسية على الأموال فادخلوها في كادرات على أساس أنها سلع أخرى وقبضوا أموالا طائلة ؟

 

·        ما قصة جلب الكسكروتات من حمام الشط أيام الحصار ؟ وهل أكل المسلحون حب الزيتون لاتقاء شر الجوع …؟ وما هي قصة المعدات الكهربائية غير الكهربائية والمتميزة كما وكيفا والتي وجدت في الداموس الخاص بالمسلحين …..

 

·        ما هي قصة حوالي 150 كادرة حسبما روج المحجوزة الآن ؟ وهل ادخل بعض السلاح بتلك التغطية ؟

 

·  هل وظّفت جهة نافذة مجموعة سلفية جهادية.؟ وهل وجود لسعد الكادر الأمني السابق « لسعد ساسي » فيها دور ؟ وهل تمت محاولة إنقاذه ؟ أم وقع التخلص منه عمدا بالمستشفى بطريقة فيها الكثير من الحبكة ؟ ….

 

· لماذا أيضا تخلى الرئيس على آمر الحرس الوطني في جوان الماضي بعد رفضه لسنوات عزله رغم مكائد لا تحصى ؟ ولماذا تم تعويضه برجل تعليم ابتدائي ووال سابق لا علاقة له بالحرس  ؟

 

·   ما علاقة سيف احد أبناء أشقاء الرئيس بالحرس الديواني وتهريب السلع بدون مراقبتها ؟

 

· ما سر ذلك « المساج » الذي ترك لأحد أقرباء الرئيس في سيارته في سوسة ؟

 

· لماذا تموت قصص الأحداث التي تحدث في تونس بعد مدة قصيرة : مقتل عثمان بن محمود سنة 1986 – الاعتداء بالرصاص على الصحفي ورجل الأعمال رياض بن فضل سنة 2000  –  حرائق : سوق المنصف باي ، سوق ليبيا بمدنين ، سوق الزهور الشعبي ، سوق الحفصية ، ….. ؟

 

· لماذا لا ترى عديد الملفات النور : ابن القاضي الذي سلم إلى أهله جثة هامدة – الشاب الذي وجد مشنوقا في قصر السعيد – عون الأمن الذي وقع التخلص منه في احد شقق منوبة – رجل الأعمال العلاني المفقود إلى حد اليوم – الفتاة التي قيل أنها اغتصبت أمام والدها في حي النصر من طرف عصابة محمية ؟ ولماذا  ادخل عون الأمن السجن الذي هاجم وتخلص دفاعا عن نفسه من أحد أفراد تلك العصابة التي اغتصبت الفتاة  ؟    ………….

 

أما أحلامنا – يسارا وقوميين وإسلاميين  او غيرهم –  في نضال سلمي من اجل العدل والحرية فلن يستطيع وأدها لا ارهابيون مفترضون او أي سلطة مهما كانت غاشمة ……

 

صفاقس  الشمالية

08-01-2007
 


[1]  اعتمدنا  في كامل مقالنا وأساسا في جانب  التحليل الفكري والإطاري التاريخي للتيار السلفي الجهادي  على مقالين للباحث  السيد علي بن سعيد :  » قراءة في وضع الأحزاب السياسية سنة 2005 – الحلقة الثالثة  الأحزاب والتنظيمات غير المعترف بها  »  ( تونس نيوز – جانفي 2006 ) ومقال  » مستقبل الاسلام السياسي – النهضة نموذجا » ( موقع أقلام اون لاين – العدد 18 )

[2]  والتي لا يبقى من ذاكرة أي طالب أو دارس من دروس التاريخ الإسلامي سوى أنها عاصمة الرشيد عاصمة الخلافة الإسلامية في أوج عطائها وازدهارها…

[3]  أثناء زيارته الأخيرة إلى تونس في السنة الماضية

[4]  وهي مكالمات بين الزملاء في المهنة وبين ضباط حرس وزوجاتهم ….. وهي تذكير بحكاية العلاني والرئيس ….

[5]    من بينهم عناصر سابقة في الأمن الرئاسي وقع تسريحها بسبب أداء واجباتها الدينية  .. أو بعض عناصر ما يعرف بالمجموعة الأمنية سنة 1987 والذين أطلق سراحهم في إطار اتفاق عرف باتفاق « بن علي – راشد الغنوشي » يوم 11/07/1988 والبعض الآخر من مجموعة عسكرية تابعة للحبيب لسود – مهندس تونسي أسس شبكة خاصة سنة 1990 و أطلق سراحه في 24 فيفري 2006  –  أو مجموعته المعروفة بــ « طلائع الفدا »

 

 


ستصبح أرضية خصبة للقاعدة

الغنوشي: تونس مرشحة لمواجهات أوسع وبضحايا أكبر

حاوره محمد أعماري-الدوحة قال رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي إن تونس ربما تنتظرها اشتباكات أخرى مسلحة كتلك التي شهدتها في الأيام الأخيرة. وأكد أن استمرار « القبضة الأمنية » على تونس من شأنه أن يدفع إلى مواجهات جديدة أوسع تسفر عن ضحايا أكثر « ما دامت الدولة تستفز المشاعر الدينية بإصرارها على انتهاك الحرمات والمقدسات ». اختلفت الروايات بشأن الأحداث الأخيرة التي شهدها جنوب مدينة تونس، هل لكم رواية خاصة في حركة النهضة؟ بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. اختلاف الروايات حول هذه الأحداث وتضاربها يكشف جزءا من طبيعة النظام القائم وحقيقة الانغلاق والاستبداد الذي تعيشه البلاد. فالنظام كما يرفض حق الشعب في المشاركة السياسية، يرفض أن يشاركه حتى المعلومات، ولو كانت تتعلق بمصير الشعب وأمنه ودماء أبنائه. والتعتيم في مثل هذا الشأن الخطير مظهر من مظاهر الأزمة في تونس، وهو في الوقت نفسه سبب من أسبابها. حركة النهضة ليست لديها معلومات كثيرة عما حدث، لأن الجهة الرسمية ظلت حتى الآن متكتمة على المعلومات، وأحيانا تسرب بعضها عن طريق « الناطقين غير الرسميين ». وكل ما صدر عن الدولة لا يزيد عن بلاغ وصفت فيه ما وقع بأنه مواجهات مع مجرمين خطيرين، أدت إلى قتل بعضهم واعتقال البعض الآخر، وبعض الصحف المقربة من السلطة فسرت ذلك بأن المقصود هم تجار مخدرات. ولا تزال الدولة حتى الآن تتهرب من مسؤوليتها، فلا رئيس الدولة خاطب شعبه شارحا ما جرى، واكتفى باستقبال رئيس من أحزاب الديكور، ولا وزير العدل ولا وزير الداخلية ولا غيرهما كلف نفسه عناء عقد ندوة صحفية ليشرحوا للشعب التونسي ماذا جرى خلال عشرة أيام من مواجهات دامية بين جهاز الدولة الأمني والعسكري بمختلف أسلحته وبين عدد من الشباب غدوا يعرفون بالسلفية الجهادية، وصدر عنهم بيان في ما يبدو باسم « التوحيد والجهاد » بينوا فيه الأسباب التي دفعتهم إلى هذا العمل، ومنها عدوان السلطة المتكرر على الحجاب والمتحجبات وتدنيس المصحف. هل معنى هذا أن فكر تنظيم القاعدة بدأ ينتشر في تونس، خصوصا وأن بعض الصحف الجزائرية أعلنت اعتقال تونسيين أرادوا الالتحاق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال؟ كل من يتابع الساحة التونسية في السنوات الأخيرة لم يفاجأ بما وقع، وأنا شخصيا كنت أتوقع مثل هذه المواجهات، لأن الحرب -كما يقال- أولها الكلام. فمنذ ثلاث أو أربع سنوات يتضح للمتتبع لحركة الشباب المقبل بكثافة هائلة على المساجد أو لما يدور من حوارات ساخنة في بعض منتديات الإنترنت أن هناك تيارا سلفيا جهاديا بدأ يعبر عن نفسه من خلال ما يتوفر له من وسائل إعلام. الذين ظنوا أن ما يسمونه الحداثة التونسية قطعت تونس عن محيطها العربي والإسلامي، يتبين لهم بعد الذي حدث أنهم واهمون إذ حسبوا أن ما أخضعوا له الشبيبة، وخاصة خلال التسعينيات، من برامج تجفيف الينابيع وخطط الاستئصال الأمنية جعلها محصنة من التيارات الجهادية، وأنهم اكتشفوا الدواء الناجع لطاعون العصر « الأصولية »!! فمنذ ثلاث أو أربع سنوات أصبح يتنامى بالمساجد التونسية التدين بكل أنواعه، وبرزت بالمدارس والجامعات والمساجد كل التيارات الموجودة بالساحة العربية والإسلامية، من سلفية علمية وجهادية وتيار وسطي معتدل متعاطف مع النهضة وصوفية وشيعة وتبيلغ وغيرها.. إن العلاج الخاطئ الذي أراده النظام التونسي للتدين جاء بنتائج عكسية، وأصبح هو السبب الحقيقي لتفريخ التطرف، فهؤلاء الذين حملوا السلاح في وجه الدولة التي ربتهم خلال التسعينيات يعتبرون مواليد غير شرعيين للأستاذ محمد الشرفي ولنظام 7 نوفمبر/تشرين الثاني ولليسار الاستئصالي، الذين طبّقوا خطة تجفيف المنابع، مفرغين ما تبقى من المادة الدينية في التعليم من كل محتوى مجتمعي، ومستكملين ما كان بورقيبة أجهز عليه من مؤسسة دينية كانت تنتج للتونسيين ثقافتهم الدينية المعتدلة. استخدموا أقصى العنف لتحييد أكبر حركة إسلامية في البلاد أسهمت في ترسيخ تدين وسطي إسلامي ديمقراطي، فنشأ جيل التسعينيات بصحراء ثقافية تعوي فيها ذئاب الاستئصال، واتجه الشباب يطلب اليقين ويبحث عن نماذج خارج البلاد وجدها في الفضائيات وشبكات الإنترنت، وبالخصوص الأدبيات السلفية التي مثلت إغراء لا يكاد يقاوم، خاصة بعد احتلال العراق. ولما تنبهت الدولة لم تكن في مؤسساتها جهة مؤهلة للحوار مع هؤلاء بمنطق الدين كما حصل في بلاد أخرى (مصر واليمن)، فسلمت ملفهم لأجهزة الأمن وقوى الاستئصال العلماني، وتعرضوا لأسوإ أنواع التعذيب وسلطت عليهم أثقل الأحكام لمجرد الاطلاع على مواقع إلكترونية أو تحديث النفس بالجهاد في العراق، فاستداروا للسلطة يوجهون إليها سهامهم. وفي المحصلة كان طبيعيا أن يثمر التطرف الاستئصالي العلماني نقيضه الاستئصالي السلفي. لقد مثلت خطة تجفيف الينابيع، التي سنها اليسار الاستئصالي واعتمدتها الدولة، جزءا من العمل الأمني، لا للحسم مع التيار الإسلامي وحسب، ولكن مع الإسلام نفسه، وهو ما أفرغ الحياة السياسية التونسية من الحركات الإسلامية المعتدلة ومن النقاش الحر، وفرض العنف والسفاهة والنهب لغة ونهج تعامل في الحياة التونسية، فكان من الطبيعي أن تفرز ثقافة العنف التي تقودها الدولة وتفرضها لغة أخرى تناسبها. لقد عبرت عن ذلك الصحفية التونسية الشجاعة أم زياد عندما كتبت: « في تونس معارضة مسلحة لأن نظامها لم يسمح بمعارضة سلمية، ولأنه تجاوز جميع الحدود في احتقار مواطنيه والعبث بمقدساتهم، وكان حتميا أن تبرز له معارضة في مثل شراسته وتطرفه تتكلم اللغة الوحيدة التي يستعملها ويفهمها: لغة العنف والغلبة ». هناك من يعتقد أن هذه الأحداث ربما مفتعلة لتعطي للنظام التونسي مبررات جديدة للمزيد من التضييق الأمني على المعارضين، خصوصا بعدما كثرت عليه في الآونة الأخيرة ضغوط الهيئات الحقوقية؟ هذا التفسير موجود، وردده بعض المعلقين، كما رددوا أن ما حدث هو نتيجة صراع أجنحة أمنية وسياسية داخل السلطة، وأنا شخصيا أرى أن السلطة التونسية كلها، وليس فقط جناح منها، سلطة متطرفة واستئصالية ولا تحترم شعبها، وتعول في حكمه على أجهزة القمع، لذلك فلا أميل إلى مثل هذه التفسيرات التآمرية. هناك واقع أمامي لا أستطيع تخطيه. هناك سلطة ليس في جعبتها غير القمع. ومقابل ذلك تنامى منذ سنوات تيار شبابي لا يعترف لهذه السلطة ولا لمثلها بأي شرعية، بل ويكفّر الديمقراطية والديمقراطيين، وقد يضلل ويكفّر حتى التيارات الإسلامية المعتدلة التي تؤمن بالتعددية وبالعمل من داخل الشرعية القانونية. هذا التيار منتشر في العالم وله جماعاته ونفوذه، ويصارع النظام الدولي كله، والذين في تونس جزء من هذا التيار العام بصرف النظر عن الارتباط التنظيمي. والأمر لا يحتاج إلى تحقيق أمني لأن أدبيات هذا التيار تشهد على ذلك، وهذه الظاهرة قد تستغل من النظام البوليسي القائم من أجل تسويغ المزيد من التضييق على المعارضين، وليقول للقوى الخارجية والداخلية إنه يخوض حربا ضد الإرهاب تبرر له استعمال كل الوسائل، حتى لو زاد من انتهاك الحرية وحقوق الإنسان. الثابت أن بتونس تيارا سلفيا جهاديا واسعا هو جزء من الثقافة والتيارات السلفية السائدة، وكان ذلك نتيجة عوامل داخلية وخارجية عديدة، منها أن الدولة التونسية صادرت المرجعية الدينية ومنعت كل المؤسسات والتنظيمات الإسلامية التي يمكن أن تؤطر الشباب تأطيرا دينيا وفكريا سليما، وتحاور الجماعات التي تحمل فكرا متشددا. هذا فضلا عن أسباب البطالة والقمع والحملات الدولية على الإسلام وأهله، وبالخصوص في فلسطين والعراق. عندما حرمت الدولة الشباب التونسي من مرجعية جامع الزيتونة ومرجعية الحركة الإسلامية التونسية المعتدلة، انفتحت أمامه مرجعية الفضائيات والتيارات الجهادية الدولية، التي أصبح لها صوت عال بعد احتلال العراق، وبدأت تبرز بقوة في المغرب العربي، حتى إن بعض التقارير تحدثت عن أن ما لا يقل عن 5% ممن استقطبتهم هذه الجماعات إلى العراق هم تونسيون. جاء في بيان لكم أن المواجهات المسلحة بتونس نتيجة للاحتقان السياسي في البلد، وقلتم إن هذا الاحتقان من شأنه أن ينتج مثل هذه الأحداث، هل تعتقدون أنها لن تكون هي الأخيرة، وأن تونس ينتظرها المزيد؟ هذا هو الأرجح، ولو كان الأمر بالتمني فنحن لا نريد لبلدنا أي سوء أو ضرر، ولا نرى أي مشروعية لإزهاق الدم التونسي، فللدماء حرمتها في الإسلام، سواء أكانت دماء منسوبي قوى الأمن والجيش أم كانت دماء الشباب الذين اشتبكوا معه. إن التوسل بالعنف سبيلا لحسم معركة الأفكار أو المعركة على السلطة أعمال مرفوضة، لا نجد لها سندا لا من الدين ولا من المصلحة، بل هي تمثل تنكبا عن أساليب الدعوة المشروعة وتمثل تهديدا حقيقيا للإسلام أولا وللمشروع الإصلاحي الإسلامي الذي تحمله « النهضة » وجملة تيار الوسطية الإسلامية ثانيا. لكن إذا استمرت القبضة الأمنية على تونس فلن تكون بمنأى عن مواجهات جديدة، لا قدر الله، أوسع وأكثر ضحايا ما دامت الدولة تستفز المشاعر الدينية بإصرارها على انتهاك الحرمات والمقدسات. وماذا فعلتم أنتم كإسلاميين تونسيين معتدلين للحوار مع هذا التيار المتشدد؟ نحن لم تترك لنا الآلة البوليسية الفرصة لا لنعمل ولا لنحاور. لمّا كنا ننشط في الساحة التونسية لم يظهر مثل هذا التيار المتشدد، كانت حركة النهضة تؤطر مثل هؤلاء الشباب وتوجههم التوجيه الصحيح، أما الآن فخلت الساحة لكل صنوف الغلو والتشدد كي تستأثر بهؤلاء الشباب. بل إنه في معارض الكتاب بتونس سمح بعرض كتابات كل التيارات الإسلامية إلا التيار الوسطي المعتدل، فقد عرضت كتابات التيار السلفي والتيار الشيعي والتيار الصوفي.. والأدبيات الوحيدة التي أقصيت هي كتابات القرضاوي والغزالي وغيرهما من المنظرين للوسطية والاعتدال. باختصار الدولة التونسية تحصد الآن نتائج ما زرعت، ويجني معها التونسيون هذا الحصاد المر. قد لا يكون المرء متشائما أو مبالغا إذا أكد أنه إذا تواصلت هذه السياسات السلطوية في التعويل على الأساليب الأمنية في التعامل مع مشكلات الشباب بالقمع -والمرجح أن تتواصل- فإن تونس مرشحة أكثر من أي وقت مضى لأن تكون أرضية خصبة لتنظيم القاعدة. وهذا أمر لا ينبغي تجاهله لأننا لسنا إزاء مجموعات صغيرة يمكن لأجهزة الأمن أن تجثتها، ولا يتعلق الأمر حتى بتنظيم، بل بتيار فكري واسع، والذي برز حتى الآن هو رأس الجبل، أما قواعده فممتدة بين الكثير من الشبان التونسيين الذين يحملون هذا الفكر ويؤمنون بمواجهة الدولة ومن يقف وراءها من قوى. وأنا لا أملك إلا أن أوجه نداء إلى أبنائي الشباب المسلم: راجعوا أنفسكم، تثبّتوا في خطاكم، لا تتورطوا في الدماء، فهذا أمر صعب جدا وعظيم. قال الله تعالى « ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ». لا تمعنوا السير في الطريق المسدود، فقد تورطت فيه من قبلكم جماعات في بلاد أخرى، ولم تصل إلى نتيجة سوى الإساءة إلى الإسلام والولوغ في الدماء الحرام وتمكين الاسئصال العلماني من فرص مزيد من تشويه الإسلام وإقصاء دعاته. هل فعلا منعتم في الآونة الأخيرة من دخول إيران؟ ولماذا؟ صحيح، فقد قرر اتحاد علماء المسلمين إرسال وفد عنه إلى إيران يرأسه أمينه العام الدكتور محمد سليم العوا وبعضوية الكاتبين الإسلاميين فهمي هويدي ومنير شفيق وعضويتي. ولما قدم الاتحاد أسماء الوفد إلى السلطات الإيرانية اعترضت على شخصي معللة ذلك بأن استقبالي من شأنه أن يسيء إلى علاقة طهران مع تونس. هل ترون في هذا توافقا تونسيا إيرانيا لمحاصرة حركة النهضة؟ على مر السنوات الأخيرة حصل تقارب حقيقي غريب بين النظامين على اختلاف الأيدولوجية، وذلك بعد أن كانت العلاقات مقطوعة بين البلدين عقب الثورة الإيرانية لمدة سنوات بمبادرة من تونس، التي اتهمت إيران بدعم « الاتجاه الإسلامي ». وفي نهاية الثمانينيات برزت مصالح بين الطرفين عادت معها العلاقات، ولقد بلغنا بأن نظام الاستئصال في تونس اشترط على الطرف الإيراني لإعادة العلاقات أن ينقطع كل اتصال من إيران بحركة النهضة أو زيارة رئيسها لإيران. وما لبثت العلاقات أن تطورت إلى أن أصبحت هناك لجنة دائمة تنعقد كل 6 أشهر برئاسة نائب رئيس الجمهورية الإيرانية والوزير الأول التونسي، فنمت المبادلات الاقتصادية، ولا اعتراض لنا على ذلك مبدئيا، إلا أن ذلك تم في ظل أوج القمع للإسلام وأهله في تونس، والأنكى من ذلك أن هذه العلاقات والمبادلات يبدو أنها وفرت غطاء لنشر التشيع في تونس. والدولة التونسية خلافا للدولة الجزائرية لم تعبر عن أي قلق وانزعاج لتفشي كتابات التشيع وجماعاته في البلاد، بل غضت عنها الطرف، وأصبحت المجموعات الشيعية تتنقل بكل حرية بين طهران وتونس في وقت تتعرض فيه الحركة الإسلامية التونسية، بل الإسلام أيضا، لخطة تجفيف الينابيع. ونحن لسنا ضد عرض كل الأفكار والمذاهب ليكون الاختيار للناس، ولكن أن تحظر أدبيات مذهب غالبية السكان، مقابل الترويج لمذاهب الأقليات فهو ضرب من تشجيع الفتنة وخلط الأوراق. ومتى كان نظام الاستئصال مستأمنا على هوية هذا الشعب ومذهبه؟ النظام مع نشر مذاهب التطرف يمارس لعبة خطرة هي التأسيس للفتنة مجددا في البلاد والاتجار بمقومات الهوية. إن منعي من دخول إيران يأتي في إطار حرص الجمهورية على ألا تضحي بهذه المصالح الاقتصادية والسياسية والثقافية، حتى لو كان ذلك على حساب حركة النهضة التي حوكم وسجن أبناؤها وقياديوها في الثمانينيات بتهمة الولاء للثورة، وصودرت وسائل إعلامنا بتهمة مناصرتها. نحن في الحقيقة منزعجون لتطور هذه العلاقات في ظل القمع السائد، مما لا يستند إلى قيم خلقية، بل يستند إلى براغماتية، إن لم أقل إلى انتهازية سياسية، ولا يهتم بمصير الإسلام في تونس ولا بمصلحة الشعب التونسي. ونحن لا ننكر المصالح، ولكن لا نريدها أن تكون على حساب المبادئ، ولا يزعجنا تشيع حفنة من الناس معظمهم يجرون وراء مصالح، بل نرى الدعوة داخل المذاهب الإسلامية عملا عابثا ومفسدا لعلاقات الأخوة. ويبدو أن ما تبقى من الدنيا لا يكفي لتحويل أتباع مذهب إلى مذهب آخر، وأولى لأصحاب المذاهب الإسلامية أن يدعوا غير المسلمين إلى الإسلام، أما أن يبذلوا جهودا وأموالا طائلة لنقل بعض المسلمين من غرفة إلى أخرى داخل دار الإسلام، فذلك ليس إلا مضيعة للوقت. والله نسأل الهداية لنا ولكل المسلمين إلى التي هي أقوم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 11 جانفي 2007)
 

لم تبدأ سنوات الجمر..

 والخلاص ها هنا، الخلاص هاهنا! (1 / 3)

 

الجـــــزء الأول

د.خالد الطراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

إذا كان العالم في بعض أطرافه والمسلمون خاصة قد عاش بعضهم عيدا وبداية سنة مزعجة صبغها القرف والاشمئزاز والدهشة والحيرة بما حملته الصور البشعة لإعدام صدام من إثارة واستفزاز وتساؤلات، فإن المواطن التونسي قد ناله المزيد من هذا الضيق والحيرة والاندهاش وهو يتابع من بعيد حدثا غريب الأطوار يحدث بالقرب من حيّه وعلى مرمى من سمعه وبصره، حدث طرق عليه بابه دون استئذان بكل عنجهية وعنف…

الفرضية المُغيّبة و »الفريضة الغائبة »

مجموعة مسلحة تدخل في اشتباك عنيف مع قوات الأمن والجيش، ليتواصل على فترات وينتهي بعد أسبوع بمقتل وأسر أفراد المجموعة. تعتيم وصمت وارتباك حام على الساحة الإعلامية، اختلط الحابل بالنابل وصاحبت الإشاعة الخبر السليم إن وجد، والطبيعة تهاب الفراغ إن لم تملأها سمينا ملئت غثا وانتهى!

رواية رسمية مترددة، عن إجرام ومخدرات ومجرمي حق عام، وروايات صحفية تخيط نسيجها بحياء وكثير من التريث والحيطة، حول مجموعات إرهابية تابعة للسلفية الجهادية. وبين هذا وذاك دخلنا مجالات القيل والقال وكثرة السؤال وندرة المقال!

إن فرضية الإجرام وعصابة المجرمين وإن كان لها مريدوها وحتى بعض المعقولية إذا ولجنا بها كما يرى البعض أنها تدخل في باب صراع سياسي داخلي وتهيئة قاسية لمعركة الخلافة، رغم هذا فإن هذه الفرضية تبدو غير كثيرة التماسك، حتى وإن لم تسقط كلية إذا عرضناها على عديد الإيحاءات التي أتت من هنا وهناك من أطراف مقربة من السلطة والتي تدعم فرضية التطرف والارهاب، كما أن ما ستعمل من أسلحة وذخيرة وما حملته المجموعة من تنظيم وتنسيق وما لاحظه بعض السكان والملاحظين المباشرين من شدة المواجهات وقسوتها، يجعل من هذه الفرضية أكثر تماسكا وقبولا رغم خطورتها، ولذلك سوف نبني عليها كل أطروحتنا من تشخيص وتقييم وبحث عن الأسباب والعوامل ومحاولة للتجاوز والنجاة.

لا يبدو الأمور قد انتهت وإن كانت أماني الجميع سلطة ومعارضة وجماهير تسير في هذا الاتجاه، وإن كانت كلمات من جنس « الملف أغلق » يبدو سابقا لأوانه ويعطي « الأزمة » بعدا حينيا وظرفيا لا يدخل إلى الأعماق…

 

من الزرع الخائب إلى الحصاد المرّ

وبعد مسلسل البيانات التي ملأت الفضاء تذكر وتنبه لجلل ما حدث وهي محقة في ذلك ولا شك، وما اصطحبه من تحاليل رصينة التي حملت رؤى وتصورات تتقارب في بعضها وتتكامل، وبعيدا عن أشباه التحاليل والتعليقات التي سقطت في الهمز واللمز والإيحاءات الرخيصة والتشخيص المفرط والاستخفاف المبطن، الذي دخل مناطق تصفية الحساب وردات الفعل والتشنج والاستعلاء، وكأن الحقيقة واحدة وما سواها العدم، يملكها واحد يعلن الأستاذية على الجميع وما سواه البوار، ولو على حساب أزمة نرى أنها أكبر من أي مزايدة أو تكتيك! في ظل هذا الإطار المتأزم والمحير أردنا أن نترك للزمن دورا في انقشاع بعض السحب وتقلص موكب العواطف والمشاعر وردات الفعل وإن كان الليل لا يزال يرمي بأجنحته على كل الأطراف…

لن أكون متشائما وهو ليس من عادتي، كتابة، أو ممارسة في أروقة الحياة، ولكني أزعم أن هذا الخيط المرعب في ولوج تونس منطقة التطرف المسلح إذا ثبت منبعه، فإن معالجته لن تكون أمنية ولا عسكرية تحت غطاء من الرصاص، ولن تكون بالتعتيم والطمس للحقائق والجور والمحاكمات والدخول من جديد في دهاليز المحاكم الخاصة والمحاكم الاستثنائية والدوس على « القوانين » بدعوى الخصوصية وخطورة الحدث، والدخول في متاهات الضرب من حديد بدعوى اقتلاع الضرس قبل أن يتحول كل الفم إلى مستنقع من الجراثيم!

خوفي أن تستسهل بعض الأطراف الحل الأمني وتعدّل بوصلتها عليه، معتمدة على تجربة سابقة، لعلها ترى فيها أنها كسبتها حيث أطاحت بالحركة الإسلامية المعتدلة وأبعدتها عن الإطار، في مقابل دماء ودموع ومآسي يشيب لها الولدان، وتناست أن ما يقع اليوم من تطرف لم يكن في طرف منه إلا نتيجة هذه السياسة الأمنية المتعسفة والظالمة..! خوفي يتراكم وإطار الخلافة يعزز المزايدات ويعجل الحلول السهلة والنتائج المستعجلة التي تنسى الوطن وتغلب الربح الفردي على ربح الأوطان.

إن من المرجح أن البعض أقنعته فشل التجربة الأولى في المعارضة الإصلاحية المعتمدة على الوسطية والاعتدال، على هناتها وورطاتها وسقطاتها، بأن هذا الطريق مسدود ولا يؤدي إلا إلى مزيد من تضخم الاستبداد والجور و وزيادة الجرأة على التعدي على المقدسات وأولها الإنسان… ولقد كان لصور التجاوزات الخطيرة من تشريد وتعذيب التي صاحبت عملية اجتثاث الحركة الإسلامية من المشهد العام كثير التأثير على تكوين فكر الزنزانة المليء بالإحساس بالمرارة والسواد لدى المراقبين خارج القضبان، والذي يجد استجابة لدى العاطفة والمشاعر أكثر من  قبوله من العقل.. وكيف للعقل أن يجد مكانه بين القضبان؟ وكيف للعقل أن يجد طريقه في السواد…؟

إن التطرف والمغالاة ثقافة وفكرة نبتت ورعت في غفلة من وعي وعلم ورشد، وإن التطرف إذا تمكن وأضحى عقلية متجذرة يدفع صاحبها بأغلى ما يملك وهي نفسه من أجل انتصارها، فإن أي معالجة أمنية وعسكرية لن تكون سوى معالجة قشرية تسحب الماء الراكد من الهضبة لتجمعه في الأسفل فيزيد ركودا وسكونا ويكون موطنا خصبا للإيذاء والإضرار. وسنوات الجمر لم تبدأ والحمد لله، ولكن الإطار حمّال ويدفع إلى تحمّل المسؤولية كاملة دون ترقيع أو تلفيق أو تأجيل أو تأخير أو مجاملة.

ـ يتبـــــع ـ

المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 

تونس أمام دور مرتقب للمؤسسة العسكرية

مرسل الكسيبي بعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع على اندلاع أول مواجهات مسلحة بين عناصر مجموعة تونسية منظمة ومتشددة تقاطعت كل الدلائل على انتمائها لتيار مايسمى ب »السلفية الجهادية » ذي الامتداد المغاربي وبين عناصر من الأمن الداخلي مسنودة من عناصر الجيش الوطني,بات في عداد المؤكد أن الفرق الأمنية الخاضعة لاشراف وزارة الداخلية التونسية لم تعد مسيطرة بمفردها على مجريات الأوضاع الأمنية بالبلاد ,فلقد أشارت كل التقارير الواردة من تونس الى حصول انتشار عسكري واسع يذكر بفترات اعلان حالات الطوارئ بعيد أحداث الخبزة سنة 1984 وأحداث الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1978 . جاءت كل المعلومات التي تحريناها من خلال افادات وكالات الأنباء العالمية ومن خلال الصحف الدولية ومصادر المعارضة التونسية داخل البلاد قاطعة الشك باليقين حول عجز الأمن الداخلي عن التصدي لمجموعات ارهابية انتشرت حوالي محور العاصمة تونس مابين حمام الأنف ووسط المدينة-باب بنات وباب سعدون-ومدينة سليمان المحاذية لولاية نابل,ومن هنا فقد توجب حسم الأمور بقوة التدخل العسكري المحترف من قبل عناصر الجيش الوطني ,حيث أوردت الكثير من التقارير خبر تدخل سلاح الدبابات على مدخل مدينة سليمان من أجل تطويق وهزيمة العناصر المسلحة,وهو ماتوفقت له بعد يوم كامل من المصادمات الدموية حسبما أفادت بذلك وكالة الأنياء الألمانية ,التي أفادت بتواصل الاشتباكات الى ساعة متأخرة من مساء يوم الرابع من جانفي 2007. وفيما توقفت الاشتباكات على مايبدو بعد اخر المواجهات الدامية بسليمان والتي أسفرت عن 25 قتيلا بحسب ماأفادت به وقتها وكالة رويترز للأنباء ,الا أن التقارير الاعلامية اتجهت الى التأكيد على استمرار حالة الانتشار العسكري على امتداد الطريق السيارة بين العاصمة تونس وجنوب البلاد ,في الوقت الذي استمرت فيه عمليات التجنيد القسري وعملية التعبئة الاعلامية من أجل التحاق الشباب طوعيا بالخدمة الوطنية المسلحة. وحيث يعزو المؤرخون تراجع الدور الكبير للمؤسسة العسكرية التونسية الى فشل محاولة الانقلاب التي خططت لها سنة 1963 مجموعة لزهر الشرايطي ,وتقييد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة  لدور هذه المؤسسة دستوريا وقانونيا وسياسيا على ضوء تورط بعض عناصرها في محاولة الانقلاب ,فان الكثير من المؤشرات تدل على أن مايعترض تونس من تحديات أمنية بارزة وثقيلة في ظل مخاطر مغاربية الجماعات الارهابية المتشددة وشبكاتها اللوجستية المعقدة على مستوى الشمال افريقي ,ثم القدرة القتالية البارزة لعناصرها في ضوء خبرات ارهابية اكتسبتها من تجربة العمل المسلح والدموي في الجزائر,هذه المؤشرات تدل على اقبال جديد في الاعتماد على مؤسسة لها قدرات تسلحية تفوق قدرات عناصر الأمن الداخلي,وهو ماسيفتح الباب في نظر البعض من المراقبين للمشهد السياسي في تونس أمام دور عسكري متقدم سيلعبه مستقبلا قادة الجيش الوطني على خلفية أن دورهم لم يعد مقصورا فقط على حماية الثغور والحدود والتدريب الروتيني وانما أصبح يتعداه الى الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي. اذا ماتكررت عمليات الوجود الارهابي المسلح داخل تونس ومدنها وعجزت فرق الأمن الكلاسيكي المؤتمرة بأوامر وزارة الداخلية عن ايقاف هذا النزيف الذي بات يهدد أمن واستقرار البلاد ونمو حياتها السياسية بشكل طبيعي ,واذا تكرر انتشار الوحدات العسكرية بالبلاد وتدخلها من أجل ضبط الأمن والسيطرة على عناصر متمردة ترفع السلاح في وجه قانون احتكار القوة المسلحة من قبل الدولة ,فان تونس ستكون أمام وضع انتقالي جديد سيلعب فيه العسكريون الكبار دورا غير مسبوق في تاريخ البلاد ,وهو مايعني اطلالة عسكرية قوية على الحياة السياسية ربما تمهد لوضع انتقالي تونسي على الشكل الموريتاني من شأنه أن يعيد الروح الى العملية الانتخابية ومكونات الفضاء العام,وربما تفسح الباب للقوات المسلحة من أجل اعادة ترتيب أوضاع الدار على خلفية حقبة تاريخية سيكون من أولوياتها مكافحة الارهاب وهو ما سيجعل تونس أمام دور خارجي , جديد ومطلوب قد يزيد من تعسير شروط الحياة السياسية المدنية والطبيعية في ظل رغبة أمريكية جامحة في التصدي وبصرامة أشد الى فلول وجماعات العنف المسلح  بمنطقة الصحراء الكبرى والشمال الافريقي. (المصدر: صحيفة الوسط التونسية بتاريخ 10 جانفي 2007)  
 


وقفــة مــا بعـــد القلــق!

بقلم: آمال موسى عاش المجتمع التونسي في الأيّام الأخيرة بسبب الأحداث المفاجئة التي شهدتها بلادنا، قلقا، نعتقد أنه من جهة لا يجب أن يُستهان به ومن جهة أخرى فهو علامة صحية. وبلفت النظر عن غرابة ما حصل وكيف أن أسوأ التوقّعات ما كان لها أن تتوقّع ظهور عناصر تحمل تلك المواصفات في تونس تحديدا، فإن المطلوب هو الخروج من طور الاستغراب ومحاولة تصريف القلق بشكل ينفعنا. بل أنّ المنطق السليم، قد يرى فيما حدث ما يستحقّ الاهتمام الحازم، ومن هذا المنطلق فإنّ المشكل لا يكمن في الأحداث ذاتها بقدر في ما تستدعيه منا من وقفة متعدّدة الأبعاد. فكل بلد اليوم قد صار مستهدفا سواء كان قويا أو ضعيفا ومتقدما أو متخلّفا خصوصا أن ما يسميه البعض بعولمة ظاهرة الأصولية والإرهاب، أضحت حقيقة يُصدقها الواقع. ولقد شاهد العالم بعيون مصدومة اختراق أقوى دولة في العالم في أحداث تاريخ 11 سبتمبر 2001،  التي كانت إعلانا بتوسع المشروع الأصولي وتمدده، خصوصا بعد أن وفرت له الولايات المتحدة أكثر من تربة خصبة. لذلك فإنه بعد القبض على عناصر المجموعة الموصوفة بالخطرة آن الأوان لبداية المواجهة الحقيقية والفعالة. وهي معالجة تتطلّب مجموعة من الأدوار المستقلة في ظاهرها ولكن تندرج ضمن نفس السياق وتخدم أهداف الاستراتيجية، التي يجب أن تراعى فيها كافة الجوانب. وتنقسم هذه الاستراتيجيّة إلى بعد أمني هو من مشمولات أجهزة الدولة وحدها وأبعاد أخرى إعلامية واجتماعية وتربوية وتثقيفية واقتصادية ودينية. وبقدر النجاح في ضبط استراتيجية واقعية وصادقة في تعاطيها مع المحيط وجادة، بقدر ما ستكون ذات جدوى. ذلك أنه من المهم أن يكون التدثر في هذا الملف تحديدا بالشعور الوطني العام والخام أكثر من الانتماءات السياسية وشروطها. فالمسألة المطروحة تهمّ الكل ولا تستثني طرفا بعينه. ولعل طرح أسئلة بسيطة ومباشرة، سيُمكننا من وضع التصور المطلوب، مع التحلّي بالصراحة في فهم ما جرى وأسبابه. فما الذي يجعل شابا في زهرة العمر يقع ضحية مجموعة مسلحة، وتتضاعف قيمة هذا السؤال عندما نضع في الحسبان أنه تونسي ويعيش في بلد تجاوز مشروعه التحديثي والتنويري أكثر من نصف قرن وينتمي إلى مجتمع معروف تاريخيا باعتداله وبالوسطية. وما قد يجعل من هذه الأسئلة البسيطة ذات إجابات مفصلية هو الاعتماد في مقاربتها على قراءات ودراسات يتدخل فيها السوسيولوجي بالاقتصادي وبالسياسي. ومهما كانت الوقفة المعرفية المطلوبة مكلفة ماديا وزمنيا، فلا مفرّ من القيام بها ذلك أنّ خطر استهداف فئة حسّاسة من المجتمع التونسي في بلد ثروتُه الأولى والأخيرة رأس مال بشري شبابي، مسألة يتعين التعمّق فيها. وطبعا لا ننكر أن تونس تهتم بالمسألة الشبابية وابتكرت لمشاكلها عديد الحلول، ولكن ذلك لا يمنع بالمرة مراجعة بعض الحلول وابتكار غيرها وتلك وظيفة الجميع وكل حسب موقعه. إن احتمالات تسرّب عقلية الهروب واليأس ووقوع بعض شبابنا ضحية غسيل الدماغ والفكر الأصولي، كلها مؤشّرات تجعلنا نُقارب الواقع النفسي والاقتصادي للشاب التونسي بطريقة شجاعة وصريحة وجادة، وهو ما يستدعي مغادرة حالة الاستقالة والإقالة التي تعيشها الكثير من الكفاءات القادرة على معالجة هذا الملف بنجاعة وبرؤية غير ظرفية وغير آحادية… وهنا تحديدا ستظهر قدرتنا الطويلة المدى في المعالجة والوقاية المستقبلية معا. (المصدر: ركن « قهوة الخميس » بجريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 11 جانفي 2007)  

سـجـن الـخـضــراء بقلم ابن الزيتونة  

سِجــــنُ الخضــــــــراءِ يُغازلهُ ****** معتُــــــــــــــوقُ الصَّــــــــــحرَا يسامرُهُ

آواه الحـــــــــــــبسُ ودَمّــــرهُ ****** بصنُـــــــــــــــوفِ الظلـــمِ نكَّلـــــــــــــــهُ

فــي الوكرِ المُدمــــــي أدخلــهُ ****** و رعــــــــاهُ الوَيـــــــــــــــلُ وعذّبـــــــهُ

بالكيـــــــــــسِ الأسودِ ألْجـمهُ ****** فغَـــــدا يبكــــــــي يُهــــــــــــدْهِـــــــــد هُ

صوتُ الجلاّد غــــدا وقـــــحا ****** وبِسبِّ اللـــــــــــــهِ أمطَـــــــــــــــــــــــرهُ

نادى الخــــــــلاّ نَ فما أحـــد ****** في زمنِ العُسْــــــــــرِ يُســـــــــــــــــانــدهُ

صـــــــــاح المقهور وشكــــا ****** فبكـــــــــــــــــــاهُ البومُ وغَــــــــــــــــرّدهُ

أجاب السّجانُ معْ سَفَــــــــهٍ ****** تَبكـــــــــــــــــــــي الإسلام ندنّســــــــــــــهُ

فحجــــــــــابُ المرأة ننزعـه ****** ولباسُ القــــــــــــومِ نخلعــــــــــــــــــــــهُ

نحن الأبطالُ إذا بـــــــــــرزا ****** طيفُ النّســــــــــــــــوانِ نَََََغصبـــــــــــــــهُ

ما أنتــــــــــــم إلاّ كمـــــــــا ****** ذكــــــــــــرَ الشّيــــطان وألّفــــــــــــــــــــهُ

عبدا للبيعِ قـــــــد صلُحــــا ****** لكـــــــــــــــنّ السّـــــــــوق يَرفضـــــــــــهُ

فأنــــــــــا الجبّارُ متى لُحظََََ ****** جمْعــــــــــــــــــا للشَّعبِ أفرّقـــــــــــــــــهُ

يا أهلَ الخضْرا إنّ لكـــــــم ****** مِـــن شَيْـــنِ الخُبـــــــــثِ تَبَـــــــــــــــــلُدَهُ

فعصا الشُّرطيِّ تُصبّحكـــــمْ ****** إنْ نطَـــــــــــق ذكــيٌّ يجــــــــــــــــــــــلدهُ

أو صـــــــاحَ فقيرٌ من سغبٍ ******لبنَ القُرجا نِــــــــــــــــــــــــي يَسقِيـَـــــــهُ

يا شعبَ تونـــُسَ حقّـــا إنّ ****** لـــــــك عزماً للديــــــــــــــن يحفظــــــــــهُ

إنْ قدمَ الذئبُ يومـــــــــا يلـْ ****** قَمـــــــه قد كنتــــــم نارا تحرقــــــــــــــــهُ

أنتم أحفـــــــــادُ العبادلــــةِ ****** صنعوا للعلـــــــــــــــــــــم أكابـــــــــــــــَرهُ

رايـــــــاتُ الحبِّ لنا شرفـا ****** إسلامُ الوطـــــــــــــــــــنِ نُمجّــــــــــــــــدهُ

(المصدر:  موقع الحوار.نت بتاريخ 11 جانفي 2)  


ايطاليا: اعترافات الزوجين بقتل عائلة المهاجر التونسي عزوز

 
لم يصمدا الزوجين « أولندو رومانو » و « أنجلا روزا باسي » كثيرا أمام المحققون، في محافظة كومو، اليوم الخميس سوى عشر ساعات ثم سرعان ما انهارا و اعترفا بجرائمهما و قتلهما لعائلة المهاجر التونسي عزوز مرزوق، ثم اضرامهما النار في البيت لتلف آثار الجريمة. جاء ذلك في الساعات الحرجة و التي كانت بموجبها اما أن يطلقا صراحهما أو يمد فترة الاعتقال حسب القانون الايطالي، غير أن قوة قناعة المحققون في تورط الزوجين وخاصة الدلائل العلمية و التحليلات الكيمياوية للـ DNA لبعض الضحايا عند وجودها في سيارة الزوجين اضافة الى تعارض تصريحاتهما كان من أهم أسباب انهيارهما و اعترافهما بالتهم الموجهة اليهما و هي القتل العمد المتعدد و اضرام النار قصد طمس الآثار. و في ندوة صحفية عقدها وكيل الجمهورية « ألسندرو مريا لودولينو » سلط فيها الأضواء على أسباب توجيه التهم الى الزوجين و على بواعث الجريمة و التي لخصها في أسباب انتقامية خاصة، كما صرح أن الزوجة أنجلا قتلت الطفل الصغير « يوسف » ذو العامين من عمره، و استعمل سكينين و آلة حادة في الجريمة. و بهذا الاعتراف يسدى الستار على أكبر جريمة شغلت الرأي العام الايطالي في الفترة الأخيرة أو ما يعبر عنه بـ  » مذبحة آرب » لدى الأوساط الصحفية و التي  ذهب ضحيتها أربعة أشخاص دفعة واحدة.  و بالرغم من أن أب و أخ زوجة الشاب التونسي أبدا استعدادهما للعفو موضحان أن الله سيحقق عدالته في المجرمين، الا أن عزوز مرزوق قال أنه سينتقم لابنه و زوجته التي ربما كانت في انتظار مولود جديد و هو ما جعل سلطات السجن بمدينة كومو تأخذ التهديدات على محمل الجد وتجعل عليهما حراسة مشددة داخل السجن. و تجدر الاشارة بأن السلطات القضائية أفرجت بعد ذلك على الجثامين و حسب مصادر صحفية فأن « رافيالا كستانيا » و الطفل « يوسف » سيدفنان في مدينة زغوان بالجمهورية التونسية طبقا لرغبة العائلة و وفقا للطريقة الاسلامية في حين سيدفنا  » باولا قالي » و  « فالاريا شروبيني » في ايطاليا. رضا المشرقي / ايطاليا

 


خططـت لهـا ليبيـا وتونــس:

مصفاة لتكرير النفط في الصخيرة بطاقة 120 ألف برميل يوميا

تونس/الصباح تنكب الجهات الحكومية المعنية منذ فترة على دراسة فكرة بناء مصفاة ثانية لتكرير النفط في جهة الصخيرة، الى جانب مد خطي انابيب، واحد للنفط والثاني للغاز.. وحسب المعلومات المتوفرة فان اتفاقا حصل بين تونس وليبيا لبناء مصفاة لتكرير النفط بمنطقة الصخيرة في سياق مشروع مشترك، يتم دعمه بواسطة تشريك أحد المستثمرين الدوليين. وعلمت «الصباح» في هذا السياق ان شركة «قطر للبترول» تم اختيارها ضمن القائمة المصغرة للشركات المتنافسة على الفوز بصفقة الشريك في انجاز هذه المصفاة.  وتصل تكلفة  المصفاة المزمع بناؤها، الى نحو ملياري دولار، فيما تبلغ طاقتها التكريرية ما يناهز 120 الف برميل يوميا.. وتوجد في تونس، مصفاة واحدة في مدينة بنزرت، تقتصر طاقتها الجملية على حوالي 30 الف برميل يوميا، لم تعد تلبي احتياجات الاقتصاد المحلي الآخذ في النمو في مستويات مختلفة. آفاق واسعة.. وقالت مصادر مطلعة لـ«الصباح» ان شركة «قطر للبترول» التي تعد كبرى شركات النفط في المنطقة العربية والخليجية، قطعت شوطا مهما باتجاه الفوز بهذه الصفقة، بحيث ستكون اول شركة خليجية تستثمر في النفط في تونس خلال العقدين الماضيين. ويتوقع المراقبون ان تفتح المصفاة الجديدة، افاقا واسعة لتونس، خصوصا وان ميناء الصخيرة يشتمل على طاقة تناهز حوالي 120 الف طن، بالاضافة الى توفره على طاقة خزن ضخمة للنفط ومشتقاته، الى جانب بنيته الاساسية العالية، التي من المنتظر ان تسهل عملية استغلال وتوظيف الامكانات الجزائرية والليبية في مجال الطاقة بحكم الموقع التونسي الموجود بين العاصمتين المجاورتين. ومن المتوقع الاعلان عن الفائز بهذه الصفقة خلال الاسابيع القليلة القادمة، وربما لن يتجاوز التوقيت الاسبوع الاول من شهر فيفري القادم. مشروعات ثنائية.. على ان بناء مصفاة لتكريرالنفط بمنطقة الصخيرة (370 كلم جنوب الباتد) ياتي ضمن سلسلة  من المشروعات بين تونس وليبيا، في ضوء ما يتردد عن اتفاقات عديدةبين البلدين لتسريع نسق التعاون الثنائي، الذي يمر بما يشبه «شهر العسل» في علاقات البلدين. وكانت ليبيا وتونس، اتفقتا على تمكين التونسيين والليبيين، من نقل الاموال عبر الحدود وتحويلها للعملة المحلية، في خطوة ستزيد في وتيرة التبادل التجاري، وسترفع من حركة التسوق من الجماهيرية، بما سوف ينعكس ايجابا على نسق التبادل التجاري الذي تقرر رفعه في وقت سابق الى مستوى المليار دولار مستقبلا، بعد ان كان في حدود 400 الى 600 مليون دولار. ومن المنتظر ان يبدأ العمل بهذا القرار في غضون الايام القليلة المقبلة (15 جانفي الجاري).. الى ذلك، اعلنت ليبيا في غضون الاسبوع المنقضي، عن عزمها اقامة منطقة تجارة حرة بمنطقة زورا بوكماش قرب الحدود التونسية، فيما اعلن وزير التجارة الليبي مؤخرا، عن نية البلدين بناء قرية سياحية على الحدود بين البلدين. ويرجح ان يكون هذا النسق المرتفع في التعاون بين تونس والجماهيرية، مدخل لتأسيس شراكة دائمة، يقتحم بها البلدان الفترة القادمة، التي ستشهد اقامة منطقة تبادل حر اوروبية ــ تونسية على مستوى الجنوب التونسي وذلك بموجب اتفاقية الشراكة الموقعة بين الطرفين منذ العام 1995، بما سوف يتيح مزيد تنشيط التعاون الليبي والاقليمي مع تونس بشكل اكثر كثافة. صالح عطية (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 11 جانفي 2007)

 

السلطات الجزائرية تحقق في نشاط مجموعات شيعية

«الجماعة السلفية» تترقب «توجيهات» من بن لادن

الجزائر: بوعلام غمراسة أفاد مصدر من وزارة الشؤون الدينية الجزائرية بأن السلطات فتحت تحقيقا بخصوص «نشاط مجموعات شيعية غرب البلاد تدعو إلى التشيع وتطليق المذهب السني الذي تنتمي إليه الغالبية الساحقة للجزائريين». تزامن ذلك مع إعلان «الجماعة السلفية» ترقبها ما أسمته «توجيهات» من زعيم القاعدة أسامة بن لادن بخصوص «المرحلة القادمة». وقال مصدر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لـ«الشرق الأوسط» إن ظاهرة الدعوة إلى التشيع تقف وراءها مجموعات صغيرة تلتقي في محيط ضيق، وتدعو الأشخاص إلى الالتحاق بحلقات نقاش داخل البيوت وفي بعض الأماكن العامة، بغرض نشر أفكار ومبادئ الشيعة. وأوضح المصدر أن السلطات «قلقة من تعاظم نشاط هؤلاء الأشخاص وهي عازمة على وضع حد لهم»، وأشار إلى أن المجموعة التي تتكون من أشخاص، لم يحدد عددهم، «تلجأ إلى دغدغة مشاعر الأشخاص بحديثها عن بطولات إيران في تحدي الغرب الصليبي وشجاعة حزب الله في مواجهة إسرائيل والانتصار عليها». وأضاف المصدر، نقلا عن شهود بإحدى مناطق الغرب، أن أحد أبرز عناصر المجموعة يتواصل مع شقيق له مقيم بأوروبا، يبعث له حسب المصدر، كتبا ومؤلفات تدعو إلى التشيع. وتابع المصدر أن مصالح الأمن ضبطت مطويات ومنشورات سحبت من مواقع إلكترونية، تشكك في وقائع تاريخية تتعلق بعلاقة النبي الكريم ببعض أصحابه، من بينهم الخليفة أبو بكر الصديق. وتبدي السلطات الجزائرية حساسية كبيرة تجاه الترويج لأفكار وطروحات تخرج عن دائرة المذهب السني، وأصدرت العام الماضي قانونا يحد من نشاط التبشير بناء على تقارير أمنية حذرت من انتشار مجموعات مسيحية شرق العاصمة دعت إلى اعتناق المسيحية مقابل مزايا مادية ووعود بالعلاج والشغل في الخارج. في سياق آخر، وزعت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» رسالة على الإنترنت، تكشف فيها ترقبها تعليمات من تنظيم القاعدة بخصوص أعمالها الإرهابية في الجزائر. وجاء في الرسالة التي وقعها قائد الجماعة عبد المالك دروكدال: «نحن على أحرّ من الجمر في انتظار توجيهاتكم وتوصياتكم (أسامة بن لادن) للمرحلة القادمة». وأشار دروكدال، المدعو «أبو مصعب عبد الودود»، إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وحلف ناتو «بدأوا يجيشون دول الصحراء (الساحل الإفريقي والمغرب العربي) ويمدونهم بالمال والدعم اللوجستي والتدريب لحربنا». وذكر أن ذلك جاء بناء على إعلان انضمام «السلفية» إلى القاعدة في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي. ورفض دروكدال دعوة جديدة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى التخلي عن السلاح، وقال إن صفوف التنظيم تدعمت بعناصر جديدة محلية وأجنبية. وتشير تقارير أمنية إلى وجود حوالي 10 جنسيات داخل التنظيم، أغلب الذين يتحدرون منها جاءوا من تونس وليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر ونيجيريا. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 6 جانفي 2007)  

هدام يدعو إلى «مؤتمر جامع» ويعلن «حركة سياسية»

الجزائر – محمد مقدم     دعا أنور هدام، القيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى عقد «مؤتمر جامع» لإنهاء الأزمة في البلاد وأعلن تأسيس حركة سياسية جديدة لـ «تفعيل مسار المصالحة الوطنية». وحض هدام في بيان (*) لمناسبة ذكرى إلغاء المسار الانتخابي في 11 كانون الثاني (يناير) 1992 والذي فازت فيه «جبهة الإنقاذ»، على عقد «مؤتمر جامع» يُفتح فيه حوار وطني «جاد وصريح» بين القوى والفعاليات الوطنية كافة، بما في ذلك التيار الإسلامي، وذلك قبل نهاية فترة بوتفليقة الرئاسية في نيسان (أبريل) 2009. وقال إن الهدف من عقد المؤتمر هو «التصالح الوطني وترتيب البيت الجزائري والتخلص من الإهمال والفساد والحقرة». وأعلن تأسيس تنظيم سياسي جديد في الجزائر يدعى «حركة الحرية والعدالة الاجتماعية» للمساهمة في «تفعيل عملية المصالحة الوطنية وترقيتها للم شمل الشعب ودفن الأحقاد، وطي صفحة الماضي المؤلم وفتح صفحة جديدة وإخراج البلاد من أزمتها». وفي نواكشوط (أ ب)، قالت الشرطة أمس أن قوات الأمن اعتقلت ثلاثة أشخاص يُشتبه في انتمائهم إلى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية وتورطهم في هجوم على ثكنة للجيش الموريتاني عام 2005. وقال قائد الشرطة محمد فال ولد طالب ان الثلاثة اعتُقلوا يوم الاثنين في نواكشوط وأن الشرطة كانت تلاحقهم منذ فترة. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 11 جانفي 2007) (*) نص البيان كاملا: بسم الله الرحمن الرحيم

بيان في ذكرى11 جانفي الخامسة عشر

الخميس 22 ذو الحجة 1427/ 11 يناير2007 أيها الجزائريون، أيتها الجزائريات، مواطنون و ساسة، و عسكريون و سلطة، بمناسبة ذكرى 11 جانفي الخامسة عشر لوقف المسار الديمقراطي وما ترتب عنه من رفض لنتائج انتخابات12 جون 1990 المحلية، و26 ديسمبر 1991 البرلمانية، وتحويل المنافسة السلمية في الميدان السياسي إلى الصراع العُنفي في الميدان العسكري، مما كلف العباد والبلاد الكثير من المحن والمآسي، وأهدر الكثير من فرص وشروط تنمية البلاد وتطويرها، وأثقل كاهلها بالمزيد من المتاعب التي تلقي بظلالها على المستقبل، بهذه المناسبة، ندعوكم جميعا و ندعو أنفسنا إلى وقفة ضمير حي، بعيدا عن الانتماءات الحزبية أو المصالح الشخصية أو الجهوية، لنحاسب أنفسنا عن تقصيرنا في حق شعبنا وبلدنا وهويتنا ونهضة أمتنا ومصير حضارة عصرنا، قبل أن يقف كل منا بين يدي الله فيحاسب عما فرط في حق هذا  الشعب الذي برهن من خلال تلك الانتخابات التاريخية عن تحضره  و قدرته على التعبير بكل حرية و نزاهة و مسؤولية عن تعدديته السياسية. قال الله تعالى في كتابه العزيز:  » يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ». لقد تم انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرتين من أجل وقف نزيف الدم و تحقيق المصالحة الوطنية وطي صفحة المواجهة، مع الأمل في فتح صفحة جديدة يكتبها جميع أبناء الشعب الشرفاء بعيدا عن الحقد والحقرة والتمييز والاستكبار والاستهتار بدماء عشرات الآلاف  من الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم ظلما وعدوانا في المأساة الوطنية التي يجب علينا جميعا أن نحولها إلى نهضة حقيقية، يعم خيرها ونفعها كل مواطن جزائري. وإذ نرحب مرة أخرى بمبادرة الرئيس للمصالحة وإلغاء الأحكام الجائرة و غير الشرعية الصادرة في حق الآلاف من أبناء و بنات شعبنا الذين عارضوا 11 جانفي 1992،  فإننا، من موقع مسؤولياتنا التي حمّلنا إياها شعبنا من خلال تلك الانتخابات التاريخية، نشدد مرة أخرى على أن تحقيق المصالحة الوطنية الحقة يقتضي اعتبارها مشروع الشعب الجزائري برمته حيث إنه المصدر الوحيد لشرعية السلطات، مما يحتم إشراكه الفعلي بفتح حوار وطني جاد مع كل القوى و الفعاليات المعبرة عن واقعه وطموحه. كما أنها تقتضي تمكين الأطراف المغيبة و المبعدة تعسفا من المشاركة الفعلية في المشروع مع تفعيل الإجراءات القانونية و توفير الضمانات و الأمنية. لقد ظلت الأزمة الوطنية تستفحل منذ فجر الاستقلال حتى وصلت في أوج تعقيداتها إلى حالة المأساة الوطنية لتكشف عن قصور و أخطاء الكثير من خيارات السلطات الفعلية المتعاقبة على هرم الدولة. إن تلك الأجواء السياسية التي ميزت جزائر ما بعد الاستقلال، و ما صاحبها من فساد و عدم رشاد في استغلال الثروات و فشل ذريع في الخيارات الاجتماعية، أسهمت في التأسيس لإفلاس الدولة، فكانت انتفاضة  أكتوبر 1988 الوجه المعبر عن القطيعة التامة بين الحكام و المحكومين! آن الأوان لننظر في الأزمة بجد و صدق و لنذوب في مصلحة البلاد و لنعتبر بآلام الماضي وأحزانه، ولنعمل جميعا على ضمان عدم تكرار المأساة الوطنية و إلا ستحاسبنا الأجيال المقبلة إذا ما ضيعنا عليها فرص التصالح و الاستقرار و النمو.  خاصة و قد لمسنا في الخطاب الأخير للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ـ و الذي تزامن مع يوم 26 ديسمبر التاريخي ـ  دعوة إلى محاربة العديد من الآفات التي تعرفها بلادنا منذ فجر الاستقلال و التي تفاقمت نتيجة 11جانفيي،  مثل الفساد والمحسوبية و الجهوية و إهدار المال العام و غيرها التي ظلت تعرقل مسيرة التنمية الوطنية الشاملة. و هو ما يدفعنا إلى الدعوة إلى تجسيد ما جاء في هذا الخطاب على أرض الواقع لإعادة تفعيل وبناء مصالحة وطنية جادة تعيد جميع أبناء شعبنا، مواطنين و سلطة،  إلى التضامن و التآزر من أجل الرقي بمجتمعنا لأن التجربة الماضية أثبتت أن الجزائر كالطائر لا يمكنه التحليق بجناح واحد.        إن المخلفات المأساوية الناجمة عن مصادرة حق الشعب في الاختيار تتطلب من الجميع، محكومين وحكاما، ساسة و عسكريين، السعي الجاد لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية، دون تهميش أو إقصاء،  تضمد جراح جميع أفراد الشعب و ترد المظالم، و تؤسس لضمانات دستورية و قانونية تمنع تكرار نفس الأخطاء و المآسي المترتبة عنها في حق الشعب والوطن، وتفضي إلى معالجة حضارية للمعضلة الجزائرية، واستكمال مشروع تقرير مصيره و ممارسة سيادته على أرضه. إن الجزائر بحاجة ماسة إلى ترسيخ أسس ديمقراطية تقوم على احترام خيار الشعب و سيادة القانون، و محاربة الفساد الإداري و الرشوة، و إلى احترام حقوق المرأة، و حقوق الأقليات، وعلى ثقافة التسامح و التعددية واحترام الرأي المخالف و حق الأغلبية في الحكم و الأقلية في المعارضة،  حتى نتمكن من تحقيق تنمية حقيقية تقوم على الإنتاج و التخلص من التبعية.  وعليه، بصفتنا مواطنين سياسيين إصلاحيين، ذوي مرجعية فكرية تجمع بين الأصالة والحداثة، تعتبر الإسلام منهج حياة متكامل ومنفتحة على الخبرة الإنسانية، تهمنا باستمرار مصلحة المجتمع ومستقبل البلاد، و أخذا بعين الاعتبار أوضاع الساحة الوطنية و الإقليمية و الدولية، فإننا: 1 ـ ندعو رئيس الجمهورية، قبل انتهاء عهدة ولايته الحالية، إلى عقد مؤتمر جامع يُفتح فيه حوار وطني جاد و صريح بين جميع القوى و الفعاليات الوطنية، بما فيهم السياسيين من أبناء الصحوة الإسلامية الذين عارضوا 11 جانفي، وذلك من أجل التصالح الوطني وترتيب البيت الجزائري و التخلص من الإهمال و الفساد و « الحقرة »؛ حتى نتمكن من الدفاع عن مصالح شعبنا و تنمية مجتمعنا.  إنه السبيل الوحيد لاستعادة المكانة المنوطة بشعبنا بين باقي أمم و شعوب العالم. كما أن مثل هذا العمل سوف لن تنساه له الأجيال القادمة و سوف يكتب له في ميزان حسناته بإذن الله يوم القيامة. 2 ـ نوجه الدعوة مرة أخرى لباقي القوى و الشخصيات الوطنية لتكثيف العمل، بعيدا عن أي حسابات أو تحركات سياسوية حزبية ضيقة، من أجل وفاق وطني عريض لترجيح التوازنات الوطنية الحالية للوصول بمسار المصالحة الوطنية إلى نهايته الصحيحة.   إن الجزائر في حاجة ماسة إلى من يسعى بكل إخلاص ونزاهة وكفاءة لتحقيق ذلك من اجل ضمان استقلاليتها و الحريات الفردية والجماعية حتى يتم تفعيل إمكاناتها الكبيرة وتصحيح مسار حركة إعادة بناء المجتمع والدولة.  3 ـ ونظرا لانتفاء الظروف الضرورية لنشاط سياسي حزبي تعددي حر، جراء حالة الحصار المفروضة على شعبنا، نعلن عن تأسيس فريق عمل سياسي بسم « حركة الحرية و العدالة الاجتماعية » نسعى من خلاله للمساهمة من فوق أرض الجزائر، بكل مسؤولية وتميز، في تفعيل عملية المصالحة الوطنية و ترقيتها للم شمل الشعب و دفن الأحقاد، وطي صفحة الماضي المؤلم وفتح صفحة جديدة وإخراج البلاد من أزمتها، لإنجاز ما كنا ندعو إليه ونعمل له منذ عقود، من استتباب الأمان والاستقرار، وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية لشعبنا بكل فئاته.       إن المشاكل الحالية التي تواجه الجزائر ليست مستعصية عن الحل لأن خصال التكافل الاجتماعي وروح التعاون هي من قيم الإسلام التي تميّزَ بها شعبنا عبر التاريخ وهي ثروة لا تنفذ يمكن استثمارها. لقد حقق شعبنا نجاحات كثيرة في العديد من المحطات عبر التاريخ. في الختام،  نمد مرة أخرى أيدينا لكل الجزائريين و الجزائريات بجميع أطيافهم و مشاربهم لفتح صفحة جديدة في تاريخ بلدنا الجزائر الغالية، و تجنيد الإمكانات البشرية والمادية لسعادة شعبنا العزيز و رفاهيته، وللنهوض بوطننا الغالي والسمو به ليستعيد قوته و احترامه بين الدول .  والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.                                                                                                      عن حركة الحرية و العدالة الاجتماعية، أنور نصر الدين هدام    نائب منتخب لدى البرلمان الجزائري (ديسمبر 1991)  (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 10 جانفي 2007)

الطائفية تشهر سلاح العنف المذهبي

 

توفيق المديني كشفت الصورة و الطريقة التي أعدم  بها الرئيس السابق صدام حسين، في ظل وجود عناصر من جيش المهدي في غرفة الإعدام ،الذين أطلقوا صيحات التشفي و الحقد و الاستهانة بحرمة الإنسان ، عن الهوس الطائفي ، و ثقافة العنف الطائفي التي تتفاخر القوى الطائفية بممارستها على الملأ.إنها ثقافة القتل و العنف الطائفيين ، ثقافة العراق الجديد، ثقافة عراق الولايات المتحدة الأميركية. كل عملية الإعدام  وطقوسها تعبرعن هيستيريا الحقد والثأرالمتغلغلة في صدور جماعة الغل الصدرية ، حيث تجسدت تلك الهيستيريا في مشهد الإعدام و صراخ تلك الأصوات من العناصر الصدرية المتشفية(« مقتدى »! »مقتدى »!..) فقد كان الرئيس السابق صدام حسين يستحق محاكمة تاريخية عادلة، لا من أجل فكرة صميمية العدالة نفسها فقط، بل في سبيل « تأسيس » حقبة جديدة من سيادة دولة القانون، ثم من أجل مظلومية آخرين حجبتهم المحاكمة، و من أجل التوثيق الدقيق للتاريخ ، وبشهوده الأحياء، وفي النهاية من أجل طي صفحة حقبة تاريخية و تأسيس لمصالحة وطنية حقيقية بين مختلف مكونات المجتمع العراقي .
ويعيش العراق اليوم مدًا غير مسبوق للقوى الدينية الطائفية و الرجعية . فهذه القوى تكرس قوى الطوائف، و تضعف دور القوى الوطنية و الديمقراطية، و تهدد بقيام « دول  » أحادية الطائفة. لأن الوفاق  الطائفي مستحيل ، ما لم يلبّ مطالب كل الطوائف، أو يفرض هيمنة بعضها على بعضها الآخر. ولأن السياسة الأميركية – الصهيونية  تؤيد التبلور الطائفي هذا، الذي يقود حتماً إلى تقسيم العراق.
في السنوات الأربع الماضية من عمر الإحتلال الأميركي، المشكلة الأخطر التي تواجه المجتمع العراقي، هي المشكلة الطائفية، لأنها تحول المواطن من مواطن يفكر على صعيد الوطن إلى فرد يفكر على صعيد  الطائفة. و لما كانت الطوائف متداخلة و متشابكة في المعيشة و الحياة، فإن اتجاه طائفي سوف يثير  عداء بين مواطنيها، ويقود إلى صراعات طائفية و حرب أهلية، كحرب لبنان الأهلية، مما يسهل استقطاب المواطنين على أسس طائفية، و يبعدهم عن البرنامج الوطني الديمقراطي.و عليه فإن التوجيه الطائفي هو ما تسعى إليه الامبريالية الأميركية و العدو الصهيوني لاستخدامه سلاحا في معركتها من أجل تفتيت إرادة المواطنين العرب، لتوجيه الصراع في اتجاه خاطىء، مضاد للاتجاه التاريخي.
وحين حصل الغزو الأميركي للعراق، انهارت معه الدولة الشمولية العراقية بطريقة دراماتيكية, و انهار معها , حزبها و مؤسساتها الأمنية و العسكرية و منظماتها و مجتمعها, لأن هذه الدولة المتغولة كانت كل شي ء, و قضت على بنى المجتمع المدني الحديث التي كانت  من المفترض أن  تشكل خنادق الحرب المعاصرة , عندما تنهار سلطة الدولة الحديثة, على حد قول أنطونيو غرامشي. و حين فتكت هذه الدولة الشمولية العراقية  بمؤسسات المجتمع  الأهلي  التقليدية ,و مؤسسات المجتمع المدني  الحديثة كالأحزاب السياسية و النقابات و المنظمات الشعبية,جسدت ثقافة العنف الوطني ، الأمر الذي يفسر لنا أيضا غياب هذا  المجتمع المدني في زمن الكارثة العراقية  الحالية بعد الهزيمة العسكرية  لمؤسسات الدولة الشمولية العراقية:الجيش, و الحرس الجمهوري, و فدائيي صدام,و جيش القدس .
بيد أن الأحزاب السياسية المتبرقعة بالطائفة والقبيلة والمذهبية ،ورثة الدولة الشمولية العراقية في زمن الاحتلال الأميركي ، عجزت أن تبني دولة عصرية، لأن هذا ليس في برنامجها، و لا هي مؤهلة لذلك، كما أنها استبدلت ثقافة العنف الوطني الذي كان سائدا في العهد السابق بثقافة العنف الطائفي- المذهبي    ، الذي يتبجح بطائفيته. فانتقل المجتمع العراقي بذلك من ثقافة عنف الدولة الشمولية  إلى ثقافة كابوس العنف الطائفي، و فرق الموت، و الإرهاب الأعمي ، والقتل على الهوية.تلك هي صورة العراق الجديد الذي يتماهى مع إيديولوجية الفوضى الخلاقة، التي روج لها المحافظون الجدد.
وقد أسهمت  مجموعة من العوامل في تبلور القوى الطائفية.  أولها:إعطاء الدول الامبريالية، وعلى رأسها الامبريالية الأميركية العالم العربي اهتماما خاصا بحكم موقعه الاستراتيجي، وتحكمه بمضائق و محيطات و بحار عديدة، واحتضانه في مخزونه الجوفي ثروة نفطية هائلة ، واحتمال فقدان العالم العربي لمصلحة القوى الوطنية و الديمقراطية، الأمر الذي  يشكل ضربة قاسمة للعالم الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، و الطبقات و الفئات المحلية التابعة.  ثانيها:قيام دولة الكيان الصهيوني، سنة 1948، وحرصها على منع تحررالجماهير العربية  من ربقة الأنظمة الشمولية،و منع وحدتها بكل الوسائل. ثالثها: ازدياد تغلغل العولمة الرأسمالية في المجتمعات العربية، حتى هزّ كل البنى التقليدية( المدينة، القرية، القبيلة، الطائفة) و دفع قطاعات تقليدية للدفاع عن مواقعها، خشية أن يجرفها سيل « الحداثة » الجارف. وثالثها:عجز « الثورة الإيرانية » عن كسب معركة احتلال العراق و الخليج في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي ، و إقامة دولة « إسلامية « في العراق.
رابعها:انشغال الأطراف الدينية و الطائفية بالمعارك الداخلية عن المعارك مع الامبريالية الأميركية  و الكيان الصهيوني، و محاولة إشغال كل الأطراف، على الصعيد العربي، أو صعد الدول الإسلامية بالصراعات الداخلية. وقد التقت هذه العوامل جميعا، لتدفع القوى الامبريالية، بقيادة الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني، إلى البحث عن وسائل ناجعة للجم قوى التغيير الديمقراطي و فرض هيمنة القوى الطائفية.و اكتشفت هذه القوى مجتمعة ما يلي:
أولا: أنها تستطيع توظيف الدين ، ضد القومية و الديمقراطية. فتجند جماهير واسعة من المؤمنين و ترد على الهجوم الإيديولوجي بهجوم ايديولوجي واسع، له جذوره التاريخية، وركائزه الشعبية. و هكذا يرد على البرنامج القومي ببرنامج إسلامي ذي بعد طائفي، ويواجه الوحدة القومية بوحدة إسلامية، ودولة الحق و القانون  بدولة إسلامية، و الديمقراطية بالشورى، و الحريات الديمقراطية بتطبيق الشريعة. فيكون الرد إيديولوجيا و سياسيا شاملا، و يصبح الديمقراطيون كفرة و ملحدين خارجين على الدين.. ثانيا: أنها تستطيع أيضا حشد قوى الطوائف وراء زعامات طائفية، فتسحب من الأحزاب معظم قواعدها و رصيدها الشعبي، و تغلق تجمعات الطوائف في وجه الديمقراطية والقومية ،و تثير نزاعات ليس لها حدود، لا تمنع وحدة الوطن فحسب بل تخلق فيه شروخا عديدة جديدة، وتستنزف قواه في صراعات داخلية متجددة. ثالثا: إنها تستطيع انتزاع زمام المبادرة بتكوين أحزاب طائفية مسلحة ، لها مليشيات مسلحة، تمتلك الوعي السياسي ، و التنظيم و التدريب.
ومع سقوط الدولة الشمولية العراقية، و في ظل الاحتلال الأميركي ، ارتبط الهجوم السياسي و الايديولوجي للقوى الطائفية المسنودة لوجيستيكيا و ماليا من جانب إيران ،بتكوين ميليشيات مسلحة ، مستعدة للمواجهات، و قادرة على المبادرات. و تخوض هذه القوة الطائفية معارك غير معارك القوى الوطنية و الديمقراطية، لأنها معنية بإقامة سلطة الطائفة ، ونشر ثقافة العنف المذهبي.و تعمل برعاية أنظمة إسلامية مثل إيران، و قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية .
 
صحيفة الخليج  رأي ودراسات 2007-01-11

 
 الباقية
 
   كثر الحديث عن إعدام صدام وتفرقت الصفوف مرة أخرى ما بين مُدين للرجل ومتحدث عن بطولاته، وشحّ الحديث عن المشنقة. نسوا الحديث في الباقية واكتفوا حديثا في الغائبين.
   بقي السؤال عنها وهي القائمة، قائمة باقية في بلاد المسلمين.    من أين أتت الأفعى الجائعة لأخذ حياة القائمين؟  صدام من صنعها أم ورثها عن الأجداد السابقين؟    جحافل بوش بعددها وعتادها قتلت، أحرقت، دمرت كل ما في العراق سوى الأفاعي الجائعة. ما السبب يا ترى؟   ألم ترى تلك الجحافل أفعالها؟ ألم يطلب العراقيون زوالها؟ أم عمّ أرضَنا الجُنون؟   أم قام حلف بينهم: مُورثها، صانعها وحارسها في يومنا ومن قرون.      بما لدينا من الأفاعي الباقية ومن أحقاد بادية ومن شرائع بالية ومن طوائف نافذة، مكرُ الغزاة يسُوسنا، يحكمنا، يدمّرنا، تبا إذا لحلفهم تبا لمن بين الشوارع أجالها أو في الزوايا أقامها وكل من دان لها وكل ما يسطّرون.    ضقت أسرا ضقت شنقا      صرت أهذي لطبيبي:    هات داء أو دواء              ساء حالي  يا حبيبي    هات شيطانا وسحرا..        أو أي دين من نصيبي    يقتل الأفعى  ليجلو            كل كابوس رهيب.     زهير الشرفي- تونس. 
 

النظام الدولي يدخل مفترقاً جديداً للطرق

حسن نافعة (*) أطل العام الميلادي الجديد حاملا معه تغيرا واضحا في المشهد السياسي الأميركي ستكون له انعكاسات مباشرة على منطقة الشرق الأوسط، ومن خلالها على المسرح العالمي كله، بعد أن أسفرت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي عن أغلبية ديموقراطية تتبنى أجندة سياسية تختلف أولوياتها عن أجندة الإدارة الجمهورية الحالية بقيادة الرئيس بوش. صحيح أن النظام السياسي الأميركي مر بمراحل مماثلة من عدم التجانس بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من دون أن يؤثر ذلك كثيرا على استمرارية سياسته الخارجية، غير أن الأمر يبدو مختلفا هذه المرة نظرا لأن قضايا السياسة الخارجية كانت هي العامل الأكثر تأثيرا في حسم خيارات الناخبين في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وهو أمر نادر الحدوث في تاريخ الانتخابات التشريعية الأميركية. ولأن الأغلبية الجديدة في الكونغرس تدرك إدراكا عميقا أنها تحمل تفويضا من ناخبيها بالعمل على تغيير النهج الحالي للسياسة الخارجية الأميركية، خصوصاً ما يتعلق منها بالعراق، فهي تبدو مصممة على أن تبذل كل ما في وسعها لحمل الإدارة على البحث عن مخرج يتيح للولايات المتحدة انسحاباً مشرفاً من العراق. غير أن مهمتها هذه لن تكون سهلة في ظل إدارة تبدو متمترسة داخل خنادق أيديولوجية وما تزال سادرة في غيها وتعتقد أن بوسعها كسب رهانها الخاسر في العراق. فعندما بدأت الضغوط تتزايد عليها لتغيير سياستها من أجل البحث عن مخرج مشرف للولايات المتحدة من الوحل العراقي الذي غرست نفسها فيه، وبدا أن تقرير بيكر- هاملتون يمكن أن يشكل أرضية لسياسة بديلة تقوم على توافق بين الحزبين، راحت هذه الإدارة تناور للالتفاف حول التقرير وإجهاض ما ورد به من توصيات، وانتهت بها مناوراتها إلى قرار بزيادة عدد القوات بدلاً من خفضها بعد إعادة تحديد مهماتها بما يسمح بسحبها مع نهاية الربع الأول من عام 2008 كما يوصي التقرير. ومن الواضح أن الأغلبية الجديدة في الكونغرس أدركت على الفور خطورة هذا التوجه الجديد، ولذا جاء ردها سريعاً ورافضاً ومحذراً في أول رسالة وجهها رئيسا هذه الأغلبية في الكونغرس للرئيس بوش فور تنصيبهما رسميا، ما ينبئ بمعركة حامية الوطيس الأرجح أن تستمر حتى انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني عام 2008 وأن تزداد ضراوة مع اقتراب موعد هذه الانتخابات. البحث عن مخرج من الوحل العراقي هو إذن عنوان المعركة التي بدأت بالفعل على مسرح السياسة الداخلية الأميركية. غير أن الباحث في تفاصيل ما يجري على الساحة الأميركية ربما يكتشف أن قضية العراق ليست سوى الجزء العائم من جبل الثلج، وأن المعركة الأكبر تدور حول مجمل الرؤية الايديولوجية للمحافظين الجدد والتي أصبحت الحرب على العراق بمثابة البوتقة التي صهرتها قبل أن تصبح مهددة بالاحتراق فيها. ولأن هذه المعركة هي بطبيعتها متعددة ومتصلة الأبعاد فمن الطبيعي أن تتسع لتشمل قضايا أخرى على جانب كبير جداً من الأهمية مثل: مشروعية الحرب الاجهاضية، الموقف من العمل الدولي المتعدد الأطراف، خصوصاً ما يتصل منه بالمحكمة الجنائية الدولية وبإصلاح الأمم المتحدة، إلخ… اللافت للنظر هنا أن بعض القضايا التي كانت تبدو في ما مضى غير خلافية ومحل إجماع النخبتين الفكرية والسياسية، مثل العلاقة بإسرائيل والموقف من الصراع المحتدم معها في منطقة الشرق الأوسط، بدأت تدخل بدورها ساحة الجدل الدائر على مسرح السياسة الداخلية الأميركية. وفي تقديري أن الدراسة الأكاديمية التي قام بها منذ شهور عدة كل من البروفيسور ميرشايمر، الأستاذ في جامعة شيكاغو، والبروفيسور ستيف والت، الأستاذ في جامعة هارفارد، حول تأثير اللوبي الصهيوني على السياسة الخارجية الأميركية، تعد خير شاهد على تعاظم قلق النخبة الفكرية من التأثيرات السلبية للانحياز المطلق لإسرائيل على المصالح الأميركية. ويبدو أن هذا القلق، والذي ظل في ما مضى مكتوما لفترة طويلة، بدأ يدخل مرحلة نوعية تبدو غير قابلة للاحتواء، فقد انتهت هذه الدراسة الى نتيجة مفادها أن قرارات السياسة الخارجية الأميركية التي اتخذت تجاه منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس الماضية، عكست ثقل ونفوذ اللوبي الصهيوني في عملية صنع القرار الأميركي، وجاءت في مجملها معبرة عن المصالح الإسرائيلية أكثر مما عبرت عن المصالح الأميركية. أما قلق النخبة السياسية من المحاولات الإسرائيلية الرامية لفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني، فقد عبر عنه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر خير تعبير في كتابه الأخير المعنون: «فلسطين: سلام لا فصل عنصري»، والذي أكد فيه ثلاثة أمور بالغة الأهمية. الأمر الأول: أن حدود إسرائيل المعترف بها رسميا من جانب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي هي الحدود المتفق عليها في اتفاقية الهدنة عام 1949 والتي هي ذاتها حدود ما قبل حرب حزيران (يونيو) عام 1967، وبالتالي لا يحق لإسرائيل تعديلها وضم أي أراض جديدة إلا في إطار تبادلي مقبول ومتفق عليه من جميع الأطراف المعنية. الأمر الثاني: أن أفضل العروض التي قدمتها إسرائيل لتسوية القضية الفلسطينية في عهد باراك كان أقل بكثير مما يمكن لأي زعيم فلسطيني أن يقبل به ولم يكن كافيا لصنع سلام حقيقي بين إسرائيل والفلسطيينين. الأمر الثالث: أن المسؤولية الرئيسية عن فشل عملية السلام تقع على عاتق إسرائيل بسبب استمرارها في سياسة الاستيطان وبناء جدار عازل لا يفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، وإنما بين الفلسطينيين أنفسهم ويحاصرهم داخل معازل عنصرية تحول بينهم وبين الحياة الاعتيادية، بما في ذلك إمكانية ممارسة الشعائر الدينية. وهذه لغة قد تكون معتادة في أحاديثنا نحن العرب، لكنها ليست معتادة على الإطلاق في الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً من رئيس أميركي سابق يحظى باحترام كبير في الأوساط المدافعة عن حقوق الإنسان في العالم. فإذا وجهنا أنظارنا نحو الساحة الأوروبية فستبدو لنا تصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك الأخيرة حول فشل السياسة الأميركية في العراق مثيرة للتأمل والانتباه، فلم يكتف هذا السياسي المحنك بالتذكير بالموقف الفرنسي الرافض منذ البداية للحرب الأميركية على العراق، ولكنه راح يطالب علنا، ربما لأول مرة، بانسحاب القوات الأجنبية من العراق وفق جدول زمني محدد. وفي تقديري أن هذه التصريحات حملت في طياتها، ضمنا على الأقل، نوعا من المراجعة لسياسة التقارب مع الإدارة الأميركية عقب نجاحها في إسقاط صدام. فقد بدت هذه السياسة حينئذ شديدة الانتهازية وبالغت في حرصها على التكيف مع الأمر الواقع الجديد إلى درجة التعاون النشط مع الإدارة الأميركية في الملف اللبناني إلى أن بدأت تدخل بدورها في مأزق جديد بعد حرب إسرائيل الفاشلة على «حزب الله» وعلى لبنان في تموز (يوليو) الماضي. وليس من المستبعد أن تكون هذه التصريحات انعكاسا وتعبيرا عن رغبة في إطلاق تحرك أوروبي داعم لضغوط الأغلبية الديموقراطية في الكونغرس لتغيير سياسة الإدارة الأميركية تجاه الشرق الأوسط عموما وتجاه العراق على وجه الخصوص. غير أنه ليس من المتوقع أن تبرز قوة الدفع الخاصة بهذا التحرك إلا عقب وفي ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية. أما إذا انتقلنا إلى الساحة الشرق أوسطية فسنجد أن التفاعلات الجارية فوقها لا تخلو من مفارقة، فهذه الساحة، والتي أسهمت بالنصيب الأكبر في صنع التغيير الذي بدأنا نرى بعض ملامحه على الساحتين الأميركية والأوروبية، تبدو عاجزة عن بلورة آلية قادرة على التعاطي مع هذا التغيير البازغ ورعايته وتوجيهه لخدمة المصالح العربية، الوطنية والقومية على السواء. صحيح أن التفاعلات التي شهدتها المنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها تضم قوى قادرة على عرقلة المشروع الأميركي الصهيوني والحيلولة دون تمكينه من تحقيق كامل أهدافه، لكن هذه القوى ما تزال عاجزة عن إلحاق الهزيمة بهذا المشروع أو تصفيته. فالمقاومة العراقية الحقيقية للاحتلال الأميركي، والتي تمكنت حتى الآن من قتل ثلاثة آلاف جندي أميركي وعدد غير معروف من جنود الاحتلال الآخرين وجرح ما يقرب من ثلاثين ألفا، هي التي أفشلت المشروع الأميركي وحاصرت جيشه في العراق وأجبرته على الوقوف في خندق الدفاع، وبذلك حالت دون اتساع نطاق العدوان إلى بقية أجزاء «الشرق الأوسط الكبير» حيث بدت الولايات المتحدة مصرّة على تغييره وفقا لرؤيتها هي ولو بقوة السلاح إن اقتضى الأمر. والمقاومة اللبنانية بقيادة «حزب الله»، والتي حققت ما يشبه المعجزة مرتين: الأولى حين تمكنت من تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي ومن العملاء اللبنانيين المتعاونين معه من دون شروط عام 2000 والثانية: حين صمدت في وجه حرب شاملة شنتها اسرائيل على لبنان في تموز الماضي واستهدفت تصفية المقاومة نهائيا، هي التي أفشلت الخطط الأميركية الإسرائيلية الرامية إلى فصل المسارين السوري واللبناني وفرض تسوية بالشروط الإسرائيلية على لبنان. والمقاومة الفلسطينية، والتي نجحت حتى الآن في حمل إسرائيل على تفكيك كل مستوطناتها في قطاع غزة، هي التي حالت دون تمكين إسرائيل من فرض تسوية أحادية أو تفاوضية بشروطها على المسار الفلسطيني. غير أن جميع هذه القوى تبدو محاصرة داخل أوطانها بقوى أخرى تتقاطع أجنداتها السياسية وتتضارب إلى حد التناقض، فضلاً عن أن الدول الداعمة لها في المنطقة، وعلى رأسها سورية وإيران، تبدو بدورها معزولة نسبيا على الصعيدين الدولي والإقليمي. يضاف إلى ذلك أن غموض وازدواجية السياسة الإيرانية في المنطقة بات يشكل أحد أهم الثغرات التي ما زال بوسع الولايات المتحدة وإسرائيل النفاذ منها لتبديد ما حققته قوى المقاومة من إنجازات حتى الآن والالتفاف عليها من خلال إعادة توجيه التفاعلات وترتيب التحالفات في المنطقة على نحو يضمن لهما حسم الصراع لصالحهما في نهاية المطاف. ففي الوقت الذي تتجلى فيه إيران، بسياستها الداعمة لسورية ولقوى المقاومة في لبنان وفلسطين، باعتبارها ركيزة للحلف المناهض للمشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة، تبدو بسياستها في العراق كمحرك لمشروع طائفي يلتقي في أهدافه وغاياته النهائية، من المنظور العربي، مع أهداف وغايات المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة. ومن الواضح أن الملابسات التي أحاطت بعملية تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس صدام حسين ساهمت في إظهار سلوك بعض الأوساط الإيرانية والشيعية العربية وكأنه محكوم بغريزة الانتقام أكثر مما هو محكوم بدواعي الحرص على مشاعر الشعوب العربية ووحدة قوى المقاومة في المنطقة. وفي تقديري أن أخطر ما يمكن أن يحدث في المنطقة خلال العامين المقبلين هو نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل في غرس الإحساس لدى شعوب وحكومات الدول العربية ذات الأغلبية السنية، بأن لإيران مشروعا توسعيا إقليميا يستهدف إقامة هلال شيعي في المنطقة وأن هذا المشروع بات يشكل الخطر الأكبر على مصالح هذه الشعوب والحكومات ويحفزها على التحالف في مواجهته. ومن المعروف أن الولايات المتحدة تروج منذ فترة للفكرة القائلة إن إيران تقود «تحالف متطرفين» في المنطقة، تشارك فيه سورية و «حزب الله» و «حماس» و «الجهاد»، وهو ما يستدعي إقامة «تحالف معتدلين» في مواجهته. وإذا قدر لتلك المساعي الاميركية أن تكلل بالنجاح فسيجد العالم العربي نفسه محشورا في عملية استقطاب وموزعا بين محورين، وبالتالي سيكون العالم العربي هو الخاسر الأكبر في المواجهة أياً كان الطرف المنتصر فيها. وتشير تقارير صحافية عديدة صدرت أخيراً إلى أن إسرائيل تمضي قدما في خططها الرامية لتوجية ضربة عسكرية تستهدف إجهاض مشروع إيران النووي إذا تقاعست الإدارة الأميركية عن توجيهها بنفسها. وأيا كان الأمر فلا شك أن التفاعلات المتوقعة خلال العامين المقبلين تدفع بالنظام الدولي نحو مفترق طرق جديد. ولأن أخطر المراحل دائما هي المراحل الانتقالية، فمن المرجح أن تشهد منطقة الشرق الأوسط خلالها عواصف هوجاء قبل أن تتضح معالم النظام الدولي لمرحلة ما بعد الهيمنة الأميركية الأحادية! (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 10 جانفي 2007)

 

أصوات يهودية تندد بإسرائيل وتخشى انقراضها

د. أحمد القديدي (*)     كان موقف رئيس وزراء إسرائيل أمام الرئيس محمد حسني مبارك في شرم الشيخ نهاية الأسبوع الماضي موقفا لا يحسد عليه، ففي حين كان محور القمة هو السلام كان الجيش الإسرائيلي يقتحم رام الله ومدنا فلسطينية أخرى ويغتال الشباب. ولكن هذه المرة كان الرأي العام العالمي شاهدا على المفارقة الصارخة بين أولمرت الدبلوماسي والمفاوض في المنتجع المصري وبين الحقيقة الارهابية لممارسات دولته على الأرض الفلسطينية المحتلة. وبدأت بعض أقلام المثقفين اليهود المعروفين بولائهم لإسرائيل هنا في أوروبا وهناك في إسرائيل ذاتها ومن الولايات المتحدة ترتفع لادانة السياسة الهمجية التي لا تقطع رجاء السلام فحسب بل ربما تؤدي في النهاية إلى انقراض إسرائيل. وهذا التحول في الضمير اليهودي ينبئ بما يشبه الصحوة على حقائق ميدانية جديدة أبرزها الهزة السياسية بقوة سبعة على سلم ريشتر السياسي والمتمثلة في هزيمة الالة العسكرية الإسرائيلية في شهر أغسطس الماضي في لبنان وانقلاب الكثير من المنظمات الأممية والانسانية في عقر ديار الغرب على إسرائيل بسبب الفظائع المرتكبة في حق الأبرياء وبسبب الفرص الضائعة على طريق السلام. وقد تكرس هذا التحول داخليا مع صدور تقرير الجامعة العبرية في تل أبيب حول تقهقر قوة الردع الإسرائيلي وكذلك في إقدام الصحف الإسرائيلية على التشكيك في بقاء التفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي خلال العشرية القادمة، كما تكرس خارجيا في عديد الكتابات اليهودية الأقرب للنزاهة ومقالات رجال أمريكان كانوا صناع قرار وأصبحوا صناع رأي مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي اتهم إسرائيل بممارسة الميز العنصري في كتابه الصادر أخيرا تحت عنوان: فلسطين، السلام وليس الميز العنصري. وعمر الرجل اليوم 82 عاما وكان هو الذي نظم مفاوضات كامب ديفيد التي أسست للسلام بين مصر وإسرائيل ثم بين العرب وإسرائيل عام 1978 وجاء هذا الموقف الشجاع من رئيس سابق للولايات المتحدة إلى درجة أن الرئيسة الديمقراطية الجديدة للكونغرس نانسي بيلوسي أعلنت البراءة من أفكاره وقالت إن كارتر لا يعبر عن رأي الحزب الديمقراطي. وفي الكتاب ادانة لسياسة سماها كارتر بممارسات هيمنة الأقلية ضد الأكثرية بواسطة القهر والقمع في فلسطين وهو ضرب متقدم من الميز العنصري ضد شعب بلا حقوق. أما الأصوات الإسرائيلية التي قرأنا لها هذه الأيام على كبريات الصحف الفرنسية فهي تجمع على توجيه انتقادات جوهرية لسياسات بلادها وتعبر عن الخشية من انهيار الدولة الهشة التي تأسست بقرار من منظمة الأمم المتحدة. ولعل أبلغ هذه الأصوات ما نشرته صحيفة لوموند الباريسية يوم 29 ديسمبر للأستاذ زيف ستارنهيل أستاذ التاريخ بالجامعة العبرية بالقدس وكان نشر نفس المقال في صحيفة هاأرتس بعنوان: أي حدود لإسرائيل؟ ويتساءل الكاتب عن مصير السلام ومصير إسرائيل في حالة راهنة منافية للقانون الدولي وهي حالة غياب أية حدود لدولة إسرائيل. ويقول الباحث إن الخط الأخضر الناتج عن احتلال الأرض الفلسطينية لا يمكن أن يشكل حدودا لإسرائيل، لأن هذه الحدود رسمها منطق القوة والايديولوجيا ولا يرتكز على واقع ولا حق ولا اتفاق، وبالتالي ستظل إسرائيل مهددة ومفتوحة وخارجة عن القانون الدولي مهما ساندها المحافظون الأمريكان الجدد بصورة ظرفية يمكن أن تتغير مع التحولات الاستراتيجية القادمة. ويضيف الأستاذ إن ما احتلته إسرائيل من أراض فلسطينية بعد 1967 لا يستند إلى أية شرعية ولا يخدم مصلحة إسرائيل العليا، وأن للفلسطينيين نفس الحقوق التاريخية التي ترفعها إسرائيل شعارا للاحتلال. والصوت الإسرائيلي الثاني الذي يندد بدولته هو الكاتب أموس أوز ونشرت له صحيفة ليبراسيون الباريسية يوم 20 ديسمبر تحليلا بعنوان: إسرائيل لم تتعلم شيئا! ويقول الرجل إن إسرائيل رفضت مرتين اليد العربية الممدودة بالسلام، مرة عام 1973 حين دعاها الرئيس محمد أنور السادات للاتفاق على سيناء قبل حرب رمضان والثانية أخيرا حين عبرت سوريا عن استعدادها بداية 2006 للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل قبل حرب لبنان. ويرى الكاتب أن الحل الذي يتقدم به العرب والمتمثل في مبدأ الأرض مقابل السلام هو الحل الذي ترفضه إسرائيل معتمدة على التفوق العسكري الذي يبقى غير مضمون، وهو الخطأ الذي يهدد بقاء إسرائيل كدولة في الشرق الأوسط. والصوت الإسرائيلي الثالث نشرت له صحيفة لوفيجارو الفرنسية يوم 28 ديسمبر هو المثقف الفرنسي من أصل يهودي والمتحمس عادة لمناصرة إسرائيل وهو الكاتب مارك هالتر الذي اختار عنوان مقاله كالتالي: اني أعترف اليوم بأني أخاف على إسرائيل، وملخص تحليله أنه لا يفهم لماذا تعرقل إسرائيل مسار السلام المؤدي إلى تأسيس دولة فلسطينية قابلة للحياة والبقاء والسلام؟ ان ما ذكرناه من آراء إسرائيلية يفيد بأن شيئا عميقا يتغير في الرأي العام الإسرائيلي والغربي أمام همجية السياسات الخطيرة لإسرائيل، وهو تحول مبارك لا دخل للاعلام العربي فيه لأننا ما نزال نتخبط في همومنا ولا نتفق على خطة عربية، كأن مصيرنا لا يعنينا ! (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 10 جانفي 2007)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

16 janvier 2003

Accueil   TUNISNEWS 3ème année, N° 972 du 16.01.2003  archives : http://site.voila.fr/archivtn URGENT: LA LISTE « TUNISIE2000 » VIENT D’ÊTRE VICTIME

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.