الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت: بيــــان الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت: بـيــــان الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس : بيـــان بمناسبة أحداث الإقتتال الأخيرة في تونس كلمة:أطفال عائلات المساجين يحتقلون باليوم الوطني للطفولة وات: السلطات التونسية: « لا يوجد ما يسمى بـ « شباب التوحيد والجهاد بتونس » بي بي سي: « تنظيم وهمي » تبنى عمليات المسلحة جنوبي تونس ميدل إيست أونلاين: المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع الامن التونسي قدمت من الجزائر «الشروق» تنفرد بنشر تفاصيل جديدة: كيف تسللت العصابة إلى تونس؟ عدنان عيدودي: الأحداث الأخيرة – الحلقة الأولى: حقائق أولية الجزيرة.نت : الغنوشي: تونس مرشحة لمواجهات أوسع وبضحايا أكبر د.خالد الطراولي: لم تبدأ سنوات الجمر.. والخلاص ها هنا، الخلاص هاهنا! (1 / 3) مرسل الكسيبي: تونس أمام دور مرتقب للمؤسسة العسكرية آمال موسى: وقفــة مــا بعـــد القلــق! رضا المشرقي: ايطاليا: اعترافات الزوجين بقتل عائلة المهاجر التونسي عزوز الصباح: مصفاة لتكرير النفط في الصخيرة بطاقة 120 ألف برميل يوميا الشرق الأوسط : السلطات الجزائرية تحقق في نشاط مجموعات شيعية الحياة : هدام يدعو إلى «مؤتمر جامع» ويعلن «حركة سياسية» توفيق المديني: الطائفية تشهر سلاح العنف المذهبي حسن نافعة : النظام الدولي يدخل مفترقاً جديداً للطرق زهير الشرفي: الباقية د. أحمد القديدي : أصوات يهودية تندد بإسرائيل وتخشى انقراضها
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
يواصل البوليس حملاته المكثـفة ضد الشبان خاصة رواد المساجد وكذالك في صفوف للنساء والفتيات ممن يرتدين الخمار، ويتم اقتيادهم جميعا إلى مركز الشرطة حيث يقع استنطاقهم حول الصلاة وأين يؤدونها خارج المسجد ومع من يلتقون أثناء الصلاة ومن يتولى إمامتهم . ثم يقع إجبارهم تحت التهديد على التوقيع أسفل مكتوب ويمنعونهم من الاطلاع على فحواه. ويطلق سراحهم في نفس اليوم بعد إنذارهم بحشرهم في قضايا تصل عقوبتها الى عدة سنوات سجن إذا لم يسارعوا بحلق لحاهم . كذلك الفتيات يطلق سراحهن بعد حجز خِمَاراتهن ويمنع عليهن الدخول إلى مؤسسات التعليم وكذلك شغلهن ما لم تتخلين عن لباسهن الشخصي .
ينشط البوليس والحرس الوطني، في المدن والارياف ، على هذا المنوال بكامل ولاية بنزرت مما أدى إلى تعريض بعض المختطفين من مقرات عملهم وسكناهم ومن الشارع ، للتعنيف والاهانة وإسماعهم السب والشتم وخاصة تلك الألفاظ التي لا يجوز ذكرها هنا .
نذكر بعض العينات مما وصلنا من تجاوزات :
أولا: الشا ب محمد مجدي المشرڨي ، طالب سنة أولى إعلام، سنه 21 سنة ، إقتحم جمع من البوليس مقـر سكنا ه بمدينة سجنا ن 90 كم شمال بنزرت، يوم 20 ديسمبر 2006 ، واختطفوه بعد أن فتشوا المنزل تفتيشا دقيقا ، باثين الرعب في كامل أفراد العائلة دون مراعاة الاطفال والشيوخ الأمر الذي أدى إلى إغماء الأم، ولم يعثر البوليس بعد التفتيش عن شيء سوى المصحف الشريف الذي حجزوه مع بعض الكتب الدينية. وليومنا هذا لم تتمكن عائلة المختطف من معرفة مكان إيقافه أو مصيره.
ثانيا: الشاب محمد الصفاقسي، وقبل أن يقع بحثه في أشياء ليس لها وجود في الواقع إلا في خيال الباحث، حالما وضع رجليه بمركز البوليس بوقطفة ببنزرت ، وقع تعنيفه بدون تمهيد أو مقدما ت بداية من قاعة الإستقبا ل ثم وقع بحثه عن معارفه من المصلين والاماكن التي يرتادونها وقبل إطلاق سراحه في نفس اليوم حاول البوليس إرغامه على التوقيع على ورقة إلتزام مجهولة المحتوي .
ثالثا: الشا ب عصام الـمـزي ، وقبل أى حديث معه تم استقباله من طرف البوليس بالتعنيف ثم قيدوا يديه وتوجهوا إليه بالسب والشتم والألفاظ المكروهة ثم أطلق سراحه . وبعد أيام قليلة أعادوا الكرة مرة أخرى واقتحموا عنوة مقر سكناه، ببث الرعب وسط عائلته، وعندما لم يجدوا عصام قالوا لعائلته : انه مجرد استدعاء ﻟـ عصام ‼
رابعا : الشاب مروان بن راضية تم الإبقاء عليه موقوفا إلى ساعات متأخرة من الليل حيث وضعوا خلالها القيود بيديه موثوقتين إلى الكرسي وهكذا تم تعنيفه بشدة وطرحه أرضا ونعتوه بالألفاظ الكريهة وبعد البحث في ( الدين والفـقـه والصلاة ) أ طلقوا سراحه بعد أن توعدوا إياه بالعودة إ ليهم .
إن فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان :
– يندد بهذه التصرفات غيـر القانونية والتي لـن يترتب عن تراكمها غـيـر الأخطار على سلامة الشعب التونسي .
– يحمل السلطة كامل مسؤوليتها عما تمارسه من تعذيب وإهانة ضد موقوفين براءتهم مؤكدة قبـل إيقافهم ‼…..
– يـطـالب السلطة أن تضع حدا لما تقوم به من انتهاكات خطيرة قد تعرض البلاد إلى أخطار جسيمة .
– إطلاق سراح كل المساجين السياسيين وكذلك الأعداد الكبيرة من الشبان الموقوفين في السجون وطي صفحة الماضي.
عن هـيـئـة الـفـرع
الـرئـيـس
عــلــي بــن ســـــا لــم
بيـان بمناسبة أحداث الإقتتال الأخيرة في تونس
حملة الإعتقال تطال ممثلي الطلبة في المجلس العلمي
الرسالة اليومية لحالة إعتقال الأخت وسام العيساوى
11/01/2007
أطفال عائلات المساجين يحتقلون باليوم الوطني للطفولة
برامج حصة يوم الأحد 14 جانفي 2007
السلطات التونسية:
« لا يوجد ما يسمى بـ « شباب التوحيد والجهاد بتونس »
تونس 11 جانفي 2007 (وات) تداولت بعض وسائل الاعلام بيانا صادرا عما يسمى ب « شباب التوحيد والجهاد بتونس » بخصوص المجموعة الاجرامية الخطيرة التي تصدت لها قوات الامن مؤخرا.
وقد تبين بعد البحث والتحرى أنه لا وجود للتنظيم المزعوم وان هذا البيان تمت صياغته وبثه على شبكة الانترنات وعلى بعض وسائل الاعلام من قبل شخصين مقيمين في تونس.
وقد تم الكشف عن هويتهما وايقافهما من قبل السلطات التونسية حيث اعترفا أنهما توليا صياغة وبث نص البيان المذكور من باب الدعابة غير المسؤولة والسمجة ومغالطة وسائل الاعلام والرأى العام.
وتستغرب السلطات التونسية تسرع بعض وسائل الاعلام في نشر وبث هذا البيان المنسوب لتنظيم وهمي دون تحر أو تثبت مثلما تستدعيه الضوابط المهنية المتعارف عليها.
ومن البديهي أن التسرع في بث مثل هذه البيانات لا يخدم مصداقية العمل الصحفي أو حق الرأى العام في المعلومة الصحيحة والدقيقة.
كما أن عدم الانتباه للاستعمالات الخاطئة والاجرامية لوسائل الاتصال الحديثة ووسائل الاعلام من شأنه أن يساهم بلا شك في الترويج للافكار المتطرفة التي تحث على العنف والارهاب.
(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الرسمية بتاريخ 11 جانفي 2007)
« تنظيم وهمي » تبنى عمليات المسلحة جنوبي تونس
كمال بن يونس – بي بي سي – تونس
نفى بلاغ رسمي تونسي صحة ما نسب إلى التنظيم الذي ورد في عدد من وسائل الإعلام أنه تبنى المواجهات المسلحة بين قوات الأمن في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس مما تسبب في سقوط ما لا يقل عن 15 قتيلا و15 جريحا واعتقال عدد من المشتبه فيهم تباينت المصادر في تحديد عددهم.
وقد نفى البلاغ التونسي الرسمي وجود أي تنظيم تونسي يدعى « تنظيم شباب التوحيد والجهاد بتونس، » في إشارة إلى البلاغ الصحفي الذي تبنى المواجهات الأولى من نوعها في تاريخ تونس بين قوات الأمن ومسلحين وصفتهم المصادر الحكومية التونسية بـ »العصابة الإجرامية الخطيرة » فيما أوردت صحف قريبة من الحكومة أن تلك العصابة لها ميول دينية متطرفة ومرتبطة بتنظيمات مسلحة متشددة في الجزائر والمنطقة العربية وأن قائدها الأسعد ساسي ضابط سابق في الامن كان قد زار أفغانستان ويساعده شباب تدربوا على السلاح بينهم عدد من الطلاب.
« نظيم وهمي «
وخلافا لما ورد في عدد من وسائل الاعلام التونسية والعالمية وصف التوضيح الحكومي التنظيم الذي تبنى المواجهات المسلحة مع قوات الامن بالتنظيم الوهمي.
وأورد ان البلاغ كان من صنع شخصين يقيمان بتونس بثاه عن طريق الشبكة العالمية للمعلومات ـ الانترنيت ـ وتمكنت قوات الامن التونسية من الكشف عن هويتهما واعتقلتهما وأوردا أثناء التحقيق معهما أنهما كانا يمزحان عند ترويج بلاغهما.
وندد بلاغ السلطات التونسية بما وصفة » الدعابة غير المسؤولة والسمجة » وحذر من مغبة الوقوع في فخ « الترويج للأفكار المتطرفة التي تحث على العنف والارهاب. »
عنف سياسي
وقد سبق لعدة صحف تونسية قريبة من السلطات أن أكدت الصبغة السياسية للمواجهات المسلحة ـ الأولى من نوعها في تاريخ تونس ـ والتي أعلنت الحكومة أنها دارت يومي ال23 من الشهر الماضي والثالث من الشهر الجاري جنوبي العاصمة تونس بين مسلحين وقوات الأمن مما تسبب في سقوط نحو عشرين قتيلا وعشرات الجرحى وفي اعتقال عدد من المشتبه فيهم.
تفاصيل جديدة
ولم تعقد وزارة الداخلية التونسية حتى الآن أ ي مؤتمر صحفي يقدم الرواية الرسمية المفصلة لحقيقة المواجهات الدامية التي سجلت في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس.
لكن صحف الشروق وتونس هبدو والصباح والحرية القريبة من الحكومة التونسية كشفت تفاصيل جديدة عن المواجهات المسلحة بين قوات الأمن التونسية وعشرات من المسلحين في الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس وخاصة في منطقتي حمام الأنف وسليمان، وهي مواجهات أكدت مصادر حكومية أنها تسببت في مقتل نحو 15 من عناصر الجماعة المسلحة وفي إصابة عدد من رجال الأمن ونحو 15 مسلحا بجروح تبين أن من بينهم ضابط أمن سابق يدعى الأسعد ساسي توفي في المستشفى متأثرا بجراحه.
وأوردت الصحافة التونسية أن الأسعد ساسي سبق أن زار أفغانستان وأنه كان يتولى قيادة الجماعة المسلحة التونسية التي أوردت الصحف أنها مرتبطة بتنظيم جزائري مسلح وأن بعض عناصرها تدربوا سرا على استخدام الأسلحة ومواجهة قوات الامن، وهو ما يفسر شراسة القتال واضطرار قوات الأمن التونسية لإطلاق النار واللجوء الى اسلحة ثقيلة للسيطرة على الموقف مما ادى الى قتل ما لايقل عن 15 من بين المسلحين رغم محاولات رجال الامن تجنب المواجهة المسلحة قصد إلقاء القبض على كل المسلحين أحياء للكشف عن تفاصيل هذا التنظيم المسلح الأول من نوعه في تاريخ تونس إذا ما استثنينا الكومندوس الذي سلحته القيادة الليبية آنذاك وهاجم في يناير من عام 1980 الجنوب الغربي وسيطر على مدينة قفصة بعض الوقت وحاول فصل الجنوب الغربي التونسي عن بقية البلاد.
القضاء على جذور التطرف والارهاب
وقد انتقدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وقيادة الحزب الديمقراطي المعارض خيار اللجوء إلى العمليات المسلحة والارهابية مهما كانت المبررات ومنها معارضة الحكومة، لكنهما طالبتا السلطات بالشفافية الاعلامية والسياسية وبعدم اختزال الرد على لجوء شبان الى السلاح في ردود أمنية وناشدتا السلطات الرد على العنف والتطرف والارهاب « عبر الاصلاح السياسي والاعلامي ومناخ الحوار الذي يمكن من اسئصال الاسباب العميقة التي قد تدفع الشباب نحو الحلول اليائسة ومنها الانخراط في العصابات التي تمارس العنف والارهاب. »
(المصدر: موقع بي بي سي أونلاين بتاريخ 11 ديسمبر 2007)
الرابط:
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_6253000/6253377.stm
المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع الامن التونسي قدمت من الجزائر
تونس – افادت صحيفة « الشروق » التونسية الخميس ان افراد المجموعة المتورطة في اشتباكات دامية مع اجهزة الامن التونسية نهاية كانون الاول/ديسمبر وبداية كانون الثاني/يناير، تسللوا الى تونس عبر الحدود الجزائرية وينتمون الى « الجماعة السلفية للدعوة والقتال ».
وكانت السلطات التونسية اعلنت ان المواجهات التي وقعت في 23 كانون الاول/ديسمبر و3 كانون الثاني/يناير الحالي انتهت بمقتل 12 من افراد المجموعة واعتقال 15 اخرين.
ولم تتسرب عقب ذلك اي معلومات بشأن هوية المتورطين في الاشتباك او الدوافع الاجرامية او السياسية لهم وتقول السلطات ان مبرر ذلك هو « سير التحقيق » في القضية.
واكدت الصحيفة الخاصة المقربة عادة من السلطات نقلا عن « مصادر حسنة الاطلاع » ان « كل افراد المجموعة المسلحة تسللوا الى تونس عبر الحدود الجزائرية في شكل مجموعات صغيرة العدد ».
وقالت الشروق ان « هذه العصابة تنتسب الى مجموعة تنشط وتتحرك تحت عناوين مختلفة منها ‘الجماعة السلفية للقتال الجزائرية’ و’الجماعة الاسلامية المقاتلة' » المغربية.
وتابعت « تسعى هذه المجموعات التي تعتبر ذراعا لتنظيم القاعدة الى استقطاب الشبان وتدريبهم للقيام بعمليات ارهابية داخل بلدانهم ».
وسبق ان تبنى تنظيم القاعدة الهجوم الانتحاري الدموي عام 2002 على معبد يهودي بمنتجع جربة السياحي التونسي ما أسفر عن مقتل 21 سائحا من بينهم 14 ألمانيا.
واشارت الصحيفة الى « ان تلك المجموعات الصغيرة كانت تحت رقابة لصيقة من اجهزة الامن التونسية »
ونفت الصحيفة « بشكل حاسم ما تردد حول اكتشاف تواجد هذه المجموعة بفضل شراء كميات كبيرة من الخبز بشكل يومي من احدى مخابز حمام الانف بالضاحية الجنوبية للعاصمة ».
وقد افادت الشروق الثلاثاء ان « زعيم المجموعة « السلفية » الذي يدعى لسعد ساسي وهو معاون امن تونسي سابق قضى متأثرا بجروح اصيب بها في الاشتباك الذي وقع في سليمان على بعد 40 كلم جنوبي العاصمة.
وكانت صحيفة « ليبراسيون » الفرنسية اول من كشفت في الخامس من كانون الثاني/يناير اسم زعيم المجموعة لسعد ساسي الذى مر قبل ذلك بافغانستان والجزائر.
وفي موازاة ذلك، لم تستبعد مجلة « حقائق » الاسبوعية الخميس انتماء « المجموعة » الى « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » وانتقدت بشدة « شحة المعلومات الصحيحة حول تلك المواجهات ».
واكد مصدر رسمي ان السلطات التونسية ستكشف الجمعة عن تفاصيل ومعلومات دقيقة حول سير التحقيق في القضية، من دون ان يكذب ما ورد في صحيفة الشروق.
(المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين بتاريخ 11 جانفي 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)
الرابط: http://www.meo.tv/?id=44226
تعيينات جديدة في قطاع الإعلام والاتصال
تونس 11 جانفي 2007 (وات) جاء في بلاغ صادر يوم الخميس عن وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين انه تقرر تعيين السيدين:
محمد الفهرى شلبي مديرا عاما للمركز الافريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين.
رضا بوقزى مديرا لاذاعة تونس الدولية.
(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الرسمية بتاريخ 11 جانفي 2007)
كيف تسللت العصابة إلى تونس؟
بصمات أندلسية وأسماء في الذاكرة الوطنية
تونسي أراد معرفة السارق.. فسرق دراجته
تونس (رويترز) – أراد فلاح تونسي تعرضت ضيعته للسرقة عدة مرات ان يكشف شخصية اللص فسرق دراجته النارية. وقالت صحيفة الشروق يوم الخميس ان الفلاح الذي تعرضت ضيعته بمنطقة الوطن القبلي للسرقة عدة مرات سرق دراجة نارية وجدها تحت شجرة برتقال في ضيعته بينما كان صاحبها بصدد سرقة ثمار البرتقال. وأضافت الصحيفة ان « سارق » الدراجة توجه في اليوم التالي الى مركز للشرطة وسلم الدراجة لاعوان الامن الذين نجحوا في تحديد صاحبها. واعترف اللص باستعمال الدراجة لسرقة البرتقال من ضيعة الشاكي. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 جانفي 2007)
الأحداث الأخيرة
الحلقة الأولى: حقائق أولية
عدنان عيدودي – صفاقس ( اسم مستعار لمتابع سياسي يحب بلده )
ماذا حدث أو بالاحرى ماذا يحدث ذلك هو السؤال المتردد على السنة كل التونسيين عمال وفلاحين ، إطارات في الدولة، موظفين صغار بل وحتى الذين هم على ارض المواجهة مباشرة ….. تكتم شديد وتعتيم إعلامي محبك …لا احد قادر على الإجابة أو تقديم قراءة تشفي الغليل …وتلك هي سياسة نظام حكم « حزب الدستور » منذ اندلاع الصراع اليوسفي البورقيبي في منتصف الخمسينات ونتيجة لطبيعة سياساته الإعلامية والسياسية فعادة ما يدور جدل سياسي وحقوقي وإعلامي حول كل حدث نتيجة بيانات السلطة وتقديمها للبلاغات الصامتة والشحيحة بل أنها سلطة تفتقد للمدافعين عنها وعلى قراءاتها وسياساتها مما يضطرها إما إلى الصمت وإخفاء وجهها من الأحداث والجدل الدائر حولها أو تضطر للاستنجاد بعديل احد وزراء السيادة ( وهو شخص يطل من منابر إعلامية بدون تقديم هويته إذ هو تعلم أبجديات التحدث والجدل الإعلامي عند « حزب التحريرالاسلامي » عندما كان تلميذا وعند الجناح الشبابي لحزب العمال المعروف باتحاد الشباب الشيوعي عندما كان طالبا وتجريبتيه القصيرتين في حزب منير الباجي وقناة المستقلة ليصبح ناطقا رسميا غير رسمي ومقربا من السلطة يتمتع بعطاياها آنيا مع العلم انه كان مغضوبا عليه في أروقة قصر قرطاج في الفترة السابقة ….)
إن الأحداث الأخيرة سيكون لها ترتبات متعددة وخطيرة لا لأنها فريدة من نوعها وإنما للإطار الزمني الذي حدثت فيه وفي مرحلة حرجة وسنحاول في هذا المقال الأولي كشف جملة من الحقائق الهامة والخطيرة على أن نقدم لاحقا خلفيات الحدث وحقائق أخرى لم يحن وقتها بعد ….
ولقد اعتمدنا على هذا التسلسل والترتيب لطبيعة الأحداث وخطورتها ولا نريد أن نلعب دور القاضي ودور العدالة ولان التفاصيل اكبر من أن يتابعها شخص أو متابع ولا ندعي امتلاك كل الحقائق إنما تقديم بعضها مما أرادت أجهزة النظام واز لامه إخفاءها لغايات نحاول أن نبينها ونأتي عليها في مقالنا هذا أو في غيره من مقالات لاحقة ولعلنا بذلك نقوم بمجهود ينفع بلدنا وذلك واجب من واجباتنا على أننا نريد أن نقول للسلطة والمتحلقين حولها أننا لن نصمت بعد اليوم لا على حلقة المتنفذين أو جوقة نخب النظام أو أدواته الأمنية خدمة لتونس أولا وأخيرا …. فربما تكون هذه الأحداث على مأسويتها بداية نهاية شلة الفساد والطغيان …
تساؤلات مشروعة :
هل ما حدث كان متوقعا أم انه لم يدر بخلد النخب والمثقفين أو حتى مهندسي الأحداث والسياسات – إن صح أنها سياسات – في قصر قرطاج حيث الوزراء الفعليون وأجهزة الأمن ذات الأولوية في الملفات الأمنية بل وكل الملفات ….أما أن الأحداث صوحبت أو صنعت توجيها لرحيل سيد قرطاج الحالي والتحضير لخليفته ولو بعد سنوات …… لم يكن الحدث منتظرا بالفعل وان جاءت أحداث قفصة بعد 27 يوما من بداية سنة 1980 فان من يقف وراء الأحداث الأخيرة ربما يكون قد سابق الزمن قبل بزوغ فجر الأول من جانفي 2007 لأنه ربما أكثر دراية بسيد قصر قرطاج حتى يوجه كلمته بمناسبتي عيد الأضحى والسنة الميلادية الجديدة وهو غير مرتاح البال بل ومتشكك في انه سيكون في مكانه الحالي أواخر سنة 2009 … لكن الإطارين الزماني والمكاني يطرحان جملة من الأسئلة المشروعة :
أ- لماذا حدث ما حدث بعد الإعلان غير المباشر والمرتب له في القصر الرئاسي لكي يواصل بن علي تقلد منصبه بعد عجز أجنحة ومحاور السلطة عن الاتفاق على بديل يقلد منصب نائب الرئيس وهو ذات المنصب الذي حذفت فقرة من خطاب الذكرى 19 بشأنه حتى ان مضمون الخطاب لم يوزع كما في كل مناسبة بل نقل أن جميع المستمعين للخطاب الذي تم تأجيله بأكثر من ساعة من الزمن ، كانوا ينتظرون يومها قراءة بن علي لها … حيث لم يقع الاتفاق على أي من الأسماء التالية ( مرجان – ع.عبدالله – القروي – الوزير الأول الحالي – بن ضياء – الزنايدي …) ليتقلد المنصب المزمع استحداثه .. ومن ثم جاء ترتيب دعوة مجلس المستشارين بن علي للترشح فمجلس النواب أو بالا حرى التجمعيين فيه ثم تم عقد مجالس الولايات وتم ترتيب دعوتها بن علي للترشح …
ب- هل حدث ما حدث بعد تأكد الجميع أن مرض الرئيس حقيقة دامغة وليست إشاعة يروجها الشارع او اجهزته الامنية لغاية معينة …. بل انه صحيا في مرحلة جد حرجة – رغم أن الله وحده يعلم بأجل العباد – خاصة بعد انتشار الخبر ونشره من طرف أعوان المطار وبعض المستشفيات وموظفي القصر ورجال الحزب وتردده على آماكن قيل أن أجهزة تحليل وفحوص طبية موجودة بها لكي لا يضطر الرئيس للسفر بصفة متراتبة إلى ألمانيا……
ت- هل حدث ما حدث بعد وصول سياسة النهب واستغلال النفوذ إلى حد لا يطاق ويعرفه القاصي والداني بل وتحول الصراع على السلطة بين المتنفذين من عائلتي الرئيس وبعض رجال الأعمال المقربين منه فالجميع يعرف ملف شركة كرطاغو التي بيعت غصبا لعزيز ميلاد والسلطة والجميع يعرف أن رجل أعمال كبير مقرب هو الذي سرب معطى كيفية بيع الأسهم في بنك الجنوب وربحه لأكثر من 08 مليارات إضافة إلى حادثة اعتداء المدعو « دريد » لكادر الديوانة ( وهو تكرار لسيناريو الاعتداء على الرئيس المدير العام للديوان الاسبق عبدالحميد عمار أمام جمع من موظفيه وقيل يومها انه شل بسبب ذلك ) او ما فعله عماد من ضغوط على رجل قمارق من اجل بيعه ارض أو منزل بالكرم الغربي مما كلفه عقاب الرئيس بحبسه لدى جدته لكنه مكن من الهرب من تلك الحراسة مما اغضب الرئيس وبالتالي رفع إمضاء السيد عماد من افتتاحية مجلته الرياضية وغابت صورته من صفحة الافتتاحية …. وهذا نزر قليل من واد من التجاوزات ( سيحين كشفها تفصيلا وترتيبا )
ث- هل لما حدث علاقة بترتيبات قيل أن السلطة أعدت لها مع بداية سنة 2007 وهو ما دفعها للضغط مثلا على اتحاد الشغل من اجل عقد مؤتمره قبل نهاية سنة 2006 وهو الموضوع الذي آثار جدلا واسعا يومها بين النقابيين أنفسهم وبين النخب السياسية … مع العلم وان السلطة حاولت إغلاق ملف الرابطة لكن بشروطها وعلى مقاس مزاج الرئيس الذي لا يريد أن يرى السيد الطريفي على رأس الرابطة ….ولعل الحديث عن ترتيبات للإعداد لما يسمى بالميثاق الوطني عدد 2 والضغط الذي مورس على أحزاب الديكور مما جعلها تصنع اللقاء الديمقراطي على مقاس السلطة ( السيد ثابت صرح قبل يومين من الاتفاق ان الحديث عن عمل مشترك وجبهات سياسية سابق لأوانه )
ج- هل هي المصادفة الزمنية أن انتظرت الأحداث حلول السفير الأمريكي بتونس لمباشرة منصبه ، وبعد زيارات لقائدي أركان جيشي البر والبحر الفرنسيين ومقابلاتهما لوزير الدفاع السيد كمال مرجان المرشح الكلاسيكي حاليا لخلافة « بن علي » رغم المعارضة الشديدة لأصهار الرئيس عبر فعل ميداني من اجل عدم وقوع ذلك ….. ولماذا كان احد العناصر مخفيا – رغم عدم التأكد مائة بالمائة من المعطى كخبر ثابت – في بيت احد أهم النقابيين السابقين ذي العلاقات الغربية المعروفة … اننا لا نتهم ولكننا نتسائل ….
ح- هل للحدث وتوقيته وكشف ملابساته علاقة تذكر بتأجج الصراع في كواليس السلطة بين السيدين : عبدالله القلال وزير الداخلية السابق ( والذي تولى منصبه يوم 11/02/1991 أي يوم واحد بعد رفض عبدالحميد الشيخ خطة توريط حركة النهضة ومواجهتها ….) وعبدالعزيز بن ضياء الذي يروج انه استولى على كل المسؤوليات بعون كبير من السيدة الأولى والتي قيل أنها تسيطر على مقاليد كل الأمور والترتيبات حتى في ما يجب أن يقال للرئيس وما لا يجب إعلامه به ….
خ- هل لما حدث علاقة بعدم الانفراج الذي يرفضه السيد الأول ويصر على ذر الرماد على العيون بجملة من الإجراءات لم يعد لها أي وقع خصوصا وأنها تصاحب بالحديث عن رسائل امتنان وشهادات مجلوبة من الخارج ومناشدات تصنع في أروقة دار الحزب وتخطها جوقة يقودها مثقفون بلهاء مثل الصحبي منصور وغيرهم كثير أو نزر من صحافيين باعوا ذمتهم لرجال امن الجنرال ومهندسي سياساته وأي سياسات …..
د- هل أن الأحداث الأخيرة هي نتاج طبيعي وابن بكر لطبيعة التعامل الأمني ، أم أنها من ثمار قانون مكافحة الإرهاب فوقع تفريخ الإرهاب وها نحن أمام أحداث إرهابية بالفعل مقارنة بشبان جرجيس واريانة الأبرياء بالفعل ومن يضمن عدم وجود خلايا نائمة أخرى وهو خيار وارد حقيقة وبالتالي يكون نظام الجنرال قد خلق جوه الطبيعي من الاحتقان وهو ما أكدته احد تقارير أهم استخبارات أروبية منذ مدة ليست بالبعيدة …..
وعلى خلفية كل ذلك حدث ما حدث لكن ماذا حدث بالضبط ان سلمنا أن الحدث أصبح في ماضي الأحداث وانه لن يتجدد؟ وان الحلقات لن تتابع وهو ما لا نرجوه او نتمناه لبلدنا الآمن باهله وذويه ونرجو ان تقتصر الأمور على التحقيق مع العناصر المقبوض عليها ومن ثم محاكمتهم بل ومحاكمة المرحلة السابقة بكاملها …. وبالتالي تعترف السلطة بعجزها وترحل عنا إلى غير عودة أو في حالات أدنى يعترف رجالها بخطأ المعالجات الأمنية ……
2- التيار السلفي : كيف ولماذا؟ :
و تبدأ قصة التيار السلفي و بدون إسهاب في التحليل الفكري لأسبابها وترتباتها التاريخية من فكرة عناصر في القيادات الأمنية سنتي 1998 و1999 وبعد وصول معلومات أن بعض المبيتات الجامعية بها طلبة متدينون وان عدد المصلين تكاثر وأنهم يركزون على قراءة الكتب الدينية التي تبيعها بعض الدور وأساسا دار الفكر بالتوازي مع ذلك توصل رجال امن الجنرال من خلال دراسة ملفات العناصر النهضوية وملف الحركة ككل أن هذه الحركة مصممة على مواصلة نشاطها السياسي وانه رغم حسم أعداد كبيرة من عناصرها في قطع كل علاقاتهم مع الحركة أساسا والمشروع الإسلامي ككل فان عناصر أخرى ورغم انعدام نشاطها ورفض العناصر المغادرة للسجن لأي علاقة تنظيمية بحتة مع بقاء جهاز للقيادة السياسية في الخارج فاعلا رغم الصراعات والانشقاقات والاختلافات بين عناصرها …
وبالتالي اقترح البعض من قياديي أجهزة الأمن في شكل تقارير تدعيم التيار الجديد عبر اختراقه منذ البداية … وبالفعل جمعت التقارير( متابعة العناصر التي قطعت علاقاتها مع النهضة ، التونسيون المتواجدون بالسودان وأفغانستان وتتبع إخبارهم وأنشطتهم…… ) والدراسات لكن هذا المشروع لم يرى النور إلا مع بداية سنة 2000 حيث تم تنفيذ استراتيجية بعض القيادات الأمنية كنتيجة طبيعية لفشل خطة القتل النهائي لأرصدة الحركة الإسلامية وتفتيت النهضة ومن ثم احتواء التيار الإسلامي ، إذ عمدت هذه القيادات لطبيعة حقدها أو أجندتها المناصبية أو ماضيها السياسي المرتبط في فشله بصعود الإسلاميين ( وطد ، طود ، البعض من انتهازيي البعث العراقي، …. )[1] على إبراز وخلق تيارات إسلامية تصارع النهضة وتدخلها في معارك هي في غنى عنها أصلا فتم تشجيع جملة من الأدبيات وفسح مجالات لذلك ، الا ان تطور الأوضاع الدولية والإقليمية ( 11 سبتمبر وما أحدثه من استقطاب للقاعدة وأحداث العراق ) خيب تلك المشاريع بل انقلبت على السلطة رأسا في علاقاتها بالملف الذي أرادت توظيفه ضد التيار الإسلامي المعتدل ( والا لماذا أغلقت السلطة بعض الملفات سنة 2003 بعد فتح تحقيقات وتعذيب عناصر ثم ترك سبيلهم ليغادر بعضهم الى خارج تونس والى العراق أساسا إضافة إلى تورط بعض القيادات الأمنية في الجهات في مساعدة عديد العناصر في الالتحاق بالقاعدة وتلقي عمولات مالية وخدمات أمنية وتوفير إطار امني ووثائقي لذلك ، ولعل غموض ملف السيد نبيل عبيد دليل على ذلك الى جانب تورط احد اهم القيادات الامنية في ولاية قابس في ملف حادثة الغريبة عبر الإمداد اللوجستي مقابل مبلغ مالي قارب عشرات الملايين ….. ) وفي تواز موضوعي مع ذلك بدأت تلك العناصر السلفية تبحث عن سبيل للفعل لخدمة ونشر فكرتها وساعدها في ذلك توفر عاملان أساسيان :
§ غياب حركة النهضة أكبر القوى السياسية في تونس والتمثل السياسي للحركة الإسلامية والملاحقة الأمنية المتواصلة لأنصارها والمتعاطفين معها وجنوح عناصرها وناشطيها الى إيقاف عملية الاستقطاب اليومي .. .بل ان قيادة النهضة رفضت عودة التيار الإسلامي في الجامعة ولو بنشاطات دنيا (وهو العامل الذي سمح للتيار السلفي الجهادي في ما بعد بامتلاك مساحات فارغة
§ غياب الأدبيات الإسلامية وغلق الزيتونة ومحاصرة كل نفس إسلامي عبر محاصرة مظاهر التدين والزي الإسلامي عبر التضييق الدوري على النساء اللاتي يرتدينه…….
وتمحورت العناصر الشبابية والمتدينة الباحثة عن إطار في مجموعات ثلاث تتضارب وتتلاقى:
1- السلفية المهادنة : وهي أساسا بعض العناصر التي تتصف بالجبن والنفور مما هو سياسي وتتبنى بعض مقولات جماعة الدعوة والتبليغ واغلب العناصر وقع تاطيرها عبر المؤسسات الأمنية والرسمية ( إدارة الشعائر الدينية …) وتتداول عناصره وثائق مشبوهة من مثل » بطلان اجتهادات الغنوشي » ، » انحرافات النهضة والترابي والإخوان … » و » … تقلبات الغنوشي وانحرفاته …. » أما عمليا فيرتبط مستقبل هذا التيار بمستقبل السلطة الحاكمة …وتتواجد أغلب العناصر بالعاصمة ( باردو – الزهور – باب الجديد …) والمنستير والقيروان وصفاقس …. وقد ربطت قيادات أمنية مع عناصر هذا التيار علاقات مباشرة وتم إعطاء أرقام هواتف قارة لفرقتين أمنيتين بالطابقين الثاني والرابع بالوزارة وبالتالي تم تتبع خطواتها وإخبارها والجو العام الموجود بين عناصرها ….
2- السلفية الإصلاحية : وهو تيار يلامس التيارين السابقين فكرا وممارسة واقرب إلى الفكر الاخواني والمنهج السعودي في التدين ( فكر محمد عبدالوهاب وأدبيات سلمان العودة وعائض القرني ويؤطر هذا التيار العديد من الطالبات ويتعاطف معه قطاع عريض من الموظفين الصغار ولعل الإقبال على بعض الكتابات في المعرض السابق للكتاب او الحضور المكثف في المعرض لأنصار هذا التيار مثال على ذلك … وينحدر المناصرون من رادس والمدينة الجديدة ومنزل بورقيبة والملاسين ومدن الجنوب الشرقي أساسا ( صفاقس– قابس – مدنين- بنزرت .)
3- السلفية الجهادية : وهو التيار الذي يؤمن بأفكار القاعدة ويتبنى اطروحاتها بغض النظر عن علاقاته التنظيمية بها وتنحدر عناصره من بنزرت وسيدي بوزيد والأحياء الشعبية بالعاصمة ( رادس – المروج – الزهور…) وتؤمن عناصره بالنضال في إطار القومية الإسلامية والاتجاه إلى العدو المباشر ثم الثانوي ، وترتبط آفاقه بفعل القاعدة على المستوى الدولي أو حدوث حروب إقليمية …..وهو التيار الذي يعتبر شيخه الاول في تونس السيد » الخطيب الادريسي » ( ممرض عمل بالسعودية وهو رهن الاقامة الجبرية … زار مدينة المروج مرات عدة آخرها منذ سنتين ….) وقد غادرت العديد من عناصره في ديسمبر 2005 وقد أشارت التقارير يومها إلى صعوبة عودتهم إلى البلد ….
والتيار الأخير من السلفيين هو الذي استطاع احتلال الساحة سوى في المساجد حيث استطاعوا استقطاب العديد من ألائمة أو حتى الساحة الجامعية في عديد الكليات والمعاهد التكنولوجية بل ويتحدث البعض عن تكوين خلايا داخل مؤسسات إدارية مما مكنهم من جمع أموال طائلة ويظهر أنهم انتبهوا منذ البداية إلى طبيعة المؤسسات الأمنية وأدوارها ففصلوا عمليا بين للعناصر المهتمة بالتكوين والعناصر الأخرى التي تتخفى ويغيرون أماكن اقاماتهم وطبيعة نشاطاتهم بسرعة فائقة ….
ومع حادثة الغريبة سنة 2002 لوحظ أن هذا التيار الأخير تطور بشكل ملحوظ حيث تبين انه قسم شبكاته بشكل عنقودي وترابطي مما يعسر ضربه بشكل نهائي حتى انه قيل في بعض الأوساط أن نزار نوار لم يشارك في الحادثة يومها وإنما خطط لها فقط وانه غادر مطار جربة الدولي قبل ساعتين من حدوث العملية باسم « سيف الدين التونسي » معتمدا على خدمات أمنية قدمت له من أعلى مستوى في ولاية مجاورة بل ان ما خفي كان أعظم في ذلك الملف ولعل ذلك يفسر سر التأجيل المستمر لقضية السيد بلقاسم نوار عم نزار واحد المتهمين في القضية … بل أن احد أفراد العائلة اتهم بعد أربع سنوات بأنه يقود شبكة كبيرة في الجنوب الشرقي ……
وفي سنة 2003 توصلت أجهزة الأمن إلى أنها زرعت ما حصدت وان تيار السلفية الجهادية خرج من القمقم … مما جعلها تطلق سراح من وجدتهم اقرب إلى حركة النهضة حتى أنها أخلت سبيل احد طلبة المنستير لوجود قرص لديه، به بيانات حركة النهضة منقول من موقعها من ركن الأرشيف به..
3- مسار الأحداث:
أ- قبل الحدث :
قبل غزو العراق كانت الساحة مهيأة كما أسلفنا بالتبيين لتطور هذا التيار ومن ثم زادته أحداث العراق وسقوط العاصمة بغداد[2] ورغم التقارير المحذرة للسلطات وأصوات المعارضين المنادية بضرورة التخلي عن المعالجة الأمنية تمادت السلطات و »زادت الطين بلة » بإصدارها قانون مكافحة الإرهاب وفي المقابل نشطت حركة انتقال الشبان الذاهبين للعراق وانشأ التيار السلفي قنوات للتهريب بعيدا عن أعين أجهزة الأمن التي أغراها استقطابها لعناصر مهادنة وبسيطة بل وساذجة وتحدثت يومها التقارير عن نسبة معينة من التونسيين الملتحقين بتنظيم الزرقاوي …..
وأفاقت أجهزة الأمن على جملة من المكالمات في كل الولايات توجه للعائلات من تنظيمات في العراق تقول في رسالة مختصرة ابنكم استشهد اليوم في المكان الفلاني…. وزاد العناصر نجاحها في هذه العمليات إصرارا على مزيد استقطاب طلاب مهمشون لا فضاءات للتعبير أو الحوار ولا فرص للعمل بل ولا تكافؤ للفرص فيه إضافة إلى طبيعة تعامل السلطات في قضايا شبان أبرياء لا علاقة لهم بالقاعدة أو بالتيار الجهادي في تونس حتى انه نقل عن رامسفيلد أثناء زيارته إلى تونس » وهل هذه هي قضايا الإرهاب التي تتحدثون عنها …. » [3] …كل ذلك سهل مهمة ذلك التيار الذي استطاع تحويل عديد من مساجين الحق العام الى رصيد احتياطي هام لهم وتعلموا منهم بالمقابل أساليب المغالطة وفتحوا عيونهم على طبيعة الأجهزة الأمنية وتعاملاتها ( الرشوة – العلاقة بين الاعوان والمسؤولين – الطرابلسية وكل المتنفذين ….) وكيفية الحركة في المدن الحدودية ( القصرين – قفصة – الكاف – جندوبة – …)
ثم لابد من التأكيد على ان جميع النخب تؤكد في نقاشاتها في الايام الاخيرة من أن سوء إدارة العلاقة مع ظاهرة التديّـن الجديدة واللّـجوء إلى الحملات الأمنية العشوائية في محاولة للقضاء عليها قد زاد في الطين بلة، حتى ان حديث الناس اليومي تحول الى التاكيد بوجود عداء للدين في تونس ومقاومة للمتدينين وهو ما اشارت اليه بعض التقارير الامنية المرفوعة للرئيس ….
ومع بداية الحديث عن انسحاب الأمريكان من العراق وبعد موت الزرقاوي وتغير استراتيجيا القاعدة نحو أماكن يضاف إلى ذلك وعودة تركيز تنظيم القاعدة على منطقة المغرب العربي، بعد إعلان أيمن الظواهري رسميا في شهر أكتوبر الماضي عن تكليف « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » الجزائرية بتنسيق العمليات على نطاق إقليمي وهكذا إذا حضرت الاجندا المغاربية للتيار السلفي الجهادي في تونس …..
وخاضت السلطة في افريل الماضي حملة اعتقالات على خلفية تقارير في وجود علاقات بين السلفيين في الجزائر وأساسا « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » وبعض سلفيين تونسيين فاعتقلت مرتادي المساجد من صغار العمر ( 18-25 سنة ) ووجهت لهم تهم : إنشاء مجلس شورى المجاهدين بتونس ونية الذهاب للجزاائر للتدرب والعودة إلى تونس للقيام بعمليات …… ) خاصة بعد أن عرفت الجماعة الجزائرية أزمة هيكلية وتراجعا ملحوظا وانقسامات حادة وعزم الحطاب زعيمها السابق تسليم نفسه مما يعني أنها أصبحت في أشد الحاجة إلى استقطاب مزيد من المقاتلين ولو من دول الجوار على أن تتولى تدريب مئات العناصر الجديدة، واستعمال الخلايا النائمة لتوسيع دائرة المواجهة مع حكومات المنطقة وضرب المصالح الغربية بها بناء على خطة الظواهري الجديدة …...
* ملاحظة : إننا طرحنا و بهذه المنهجية لا يعني ضرورة الحكم النهائي – وهو من حق القضاء المستقل – ولا ترجيح أي من السيناريوهات التي قد تكون خليطا من لعب المخابرات في تصعيد أنظمة الحكم وإحراجها أو ألاعيب أجهزة مخابرات الأنظمة المتسلطة وبالتالي لا حكم إلا للقضاء النزيه على أولئك الشبان رغم نبذنا الجذري لأسلوب العنف كوسيلة للتغيير ورفض حمل السلاح الذي هو فقط من حق المؤسسات الأمنية والعسكرية – وإنما هي قراءة للإحداث وتقديم لحقائق ومعطيات حصلت فعلا ويراد التعتيم عليها …..
أ- مرحلة التدرب :
بدأت المسالة بمعطيات تسلمتها الجهات الأمنية من نظيرتها الجزائرية ولم تستهن الجهات الأمنية بتلك المعطيات فجندت كل طاقاتها ودخل جهاز الاستعلامات في حالة طوارئ وشوهد عديد المعارضين المراقبين على مدار الساعة بدون عناصر حائطية تتبعهم…
وتبين لها أنها تضيع الوقت في تتبع تحركات اولئك الناشطين الحقوقيين لكن سبق السيف العدل فقد استغل البعض من أولئك السلفيين كل مواضع الوهن والتفسخ وانعدام الضمير وعقلية المافيا وانتشار الرشوة والمحسوبية فأقاموا علاقات وسط ذلك من اجل القدرة اللوجستية وعندما كانت الأجهزة الأمنية تحصي أنفاس علي لعريض وعبدالرؤوف العيادي وعشرات منها يلتحقون بمدينة سوسة ليسمعوا المرزوقي معسول حديث مخطط ومبرمج له وينغصون على ابنة الجبالي حفل زفافها مثلما هو حق أي تونسية كانت تلك العناصر تتدرب في منطقة بلي ( بداية الطريق عند الانعطاف في اتجاه نابل ) في راحة من بالها بل وتقدم إليها خدمات من طرف حارس الغابة الذي يفتخر بينه وبين نفسه انه يقدم خدمات جليلة لعناصر من آل الطرابلسي وما أدراك في نفس الوقت قد يتنعم ببعض العطايا بل وأعتقد المسكين أن الجيش التونسي هو يتدرب هناك …..
ومن العناصر التي يبدو أنها لعبت دورا محوريا في هذه العملية شخص يدعى « لسعد ساسي » وهو من سكان ضاحية حلق الوادي القريبة من العاصمة وقد كان يعمل سابقا في سلك الحرس الوطني ثم بعد استقالته (قبل عدة أعوام) عُـرف بتردده على الجزائر. كما تفيد بعض المصادر بأنه قد سبق له أن ذهب إلى أفغانستان وربما قد يكون زار الشيشان أيضا. وتفيد نفس المصادر بأنه قد قتل في العملية رغم المحاولات التي تمت لإنقاذه من طرف الأطباء بناء على توصيات أمنية عليا …. وذلك بإجراء عمليتين جراحيتين عليه ولكن دون جدوى ….
ب – كيف وقع التفطن للمجموعة ؟ :
هل أن أجهزة الأمن التي خططت للاختراق ودرست الوثائق واطلعت على تقارير فرق الانتتنات في الخارج أحاطت اللثام عن تفاصيل المجموعة …لا وألف لا… لان المعطيات على الأرض تؤكد غير ذلك ….. ..لكن كيف تم اكتشاف المجموعة :
** أسباب رئيسية :
1- تقول الرواية الرسمية المتكتم عنها- وعن كل شيء من الأصل – داخل أروقة وزارة الداخلية انه في خضم تخطيط المجموعة امتطى عنصران من المجموعة بين وسط العاصمة ورادس سيارة بها بعض الممنوعات ( سلاح أساسا ….) وأثناء السير في الطريق كانا الشابان وسيارة احد المواطنين يتسابقان وفي كل مرة يجاوز احدهما الآخر ولاحظ السيد أن الماتراكيل السيارة التي تسبقه تابعة لأحد الوزارات وفي محطة البنزين انتبه السيد أن الماتركيل غيرت وأصبحت عادية فما كان منه إلا أن نبه أول رجال أمن وجدهم في الطريق وبالفعل اعترضوا سبيل السيارة إلا أن الشابين رفضا الوقوف …. وبمطاردة السيارة وإيقاف الشابين والتحري معهما ونتيجة للتعذيب الذي سلطا عليهما تم تسمية ما يقارب حوالي شخصا وتم الانتقال إلى البيت المكترى بحمام الشط حيث كان البيت تنتقل اليه بعض العناصر بعد التدرب وهناك وقعت مواجهات 23 ديسمبر بين العناصر الموجودة بالبيت وعناصر الحرس الوطني والتي سقط فيها قتيلين من المجموعة وجرح آخران بينما سقط كادر امن قتيلا بالبازوكا وجرح عوني امن آخران احدهما توفي بعد ذلك والآخر لايزال جريحا وقد أكد احد المصادر انه يدعى فوزي بورقيبة ( وهو ما أكده احد جيرانه في السكنى بالعاصمة ….)
2- أن عملية رصد المجموعة و التي ينحدر أغلب عناصرها من منطقة الساحل – بل يتحدث البعض أن بعض الجهات التي لها مصالح في ما حدث وقد يحدث مستقبلا كانت وراء ذلك الاختيار عبر الدفع غي هذا الجانب من الموضوع – بدأت على إثر اعتقال شخص يدعى من عائلة الميلي (من الساحل) يقطن في صالامبو انطلاقا من رصد تنقلاته للجنوب ( مدن الجنوب الشرقي ….)
3- معطيات استخبارية أجنبية : وهي معطيات تحصلت عليها الأجهزة الأمنية من استخبارات دول مجاورة وهي أساسا :
· المخابرات الأمريكية والغربية عموما : منذ اكثر من 10 أشهر وهي المعطيات التي على ضوئها قامت بحملتها الأخيرة منذ 7 اشهر واعتقلت آنذاك ما يقارب 400 شاب .….
· المخابرات الليبية : وهي معطيات لوجستية إذ ان اغلب الشبان يغادرون الأراضي التونسي عبر مدينة بن قردان الحدودية في اتجاه سوريا بعد قضاء فترة هناك ولعل القبض على الشخص قيل انه يدعى » محسن هلال » – احد مسؤولي عمليات تهريب الأشخاص – حسب مصدر امني مطلع –
· مخابرات الجيش الجزائري : وهي ما تم نقله بعديد المواقع الإلكترونية وعديد الصحف الجزائرية يوم 12 نوفمبر الماضي بعد القبض على احد عناصر الربط بين السلفيين الجزائريين ونظرائهم التونسيين و تونسيين ….
**أسباب ثانوية : ساهمت جملة من الأحداث في الانتباه للمجموعة وترتيب أنشطتها كمرحلة أولى :
– حكاية العطار : نظرا لتعدد عناصر المجموعة ( حوالي 65 فردا على اعتبار انه يوجد 65 مكان بالداموس الذي وقع اقتحامه من طرف رجال الامن ) وبالتالي كانت المؤونة تتطلب شراء كميات كبرى من الخبز والمواد الغذائية … الا ان العطار نبه الجهات الأمنية للمسالة وقيل أن الخباز هو الذي قام بذلك … وهو ما أشارت إليه صحيفة الصباح الأسبوعي تلميحا وتناقله المواطنون في أحياء الضاحية الجنوبية ….
– حكاية المرأة : احد المتدربين والذي كان يغيب عن بيت والدته واشتبهت بامره واختصمت معه عديد المرات سوى نتيجة للخصام او خوفا عليه اتصلت بالمركز وروت لهم ما تعرف وقصة ابنها مع التدريب ……
– حكاية الفتاة البوليس : وهي فتاة تعمل مفتشة امن تلعب دورا رجل امن سري وعلى علاقة بنساء السلفيين ورغم التفطن إليها من بعض العناصر ( بل ان احد عناصر المجموعة كان على اطلاع بالعناصر الامنية المكلفة بتتبع عناصر الشبكة المكشوفة ….) ألا أنها – أي عنصر الامن النسائي – استطاعت جمع جملة من المعطيات على بعض عناصر الشبكة ….. رغم ان البعض يشكك في هذا العامل ولو بصفة ثانوية …..
– الحادث : روج أيضا خبر ان احدهم في إطار سياقته لسيارة اسيزي ضرب سيارة رياضي معروف ينشط باحدى الدول العربية والإفريقية وهرب فابلغ عليه الرياضي مباشرة فتم إيقافه ولما تم التحقيق معه اضطرب وتم الوصول إلى خيط رابط في الموضوع …..
– مهرب القصرين : احد الكناترية ( مهرب ) انتبه الى ان بعض من زملائه في المهنة ورغم انهم يقومومن بفريضة الصلاة الا أن طرقهم في اداء الفرائض تغيرت ( صنف السروال مثلا ) فنبه الجهات الأمنية التي اكتشفت أنهم يهربون سلاحا ……
كما نجحت المجموعة، بشكل مؤقت، في توسيع دائرة المواجهة، وذلك بالانتقال السريع من مكان إلى آخر (حمام الأنف، حمام الشط، جبل الرصاص، مرناق، وأخيرا سليمان)، وهو ما دفع بخلية الأزمة، التي أشرفت على متابعة مجريات هذه العملية، إلى التعاون مع وزارة الدفاع وإعلان التعبئة الكاملة، ووضع الجميع في حالة استنفار أمني وعسكري غير مسبوق، بلغت حد إلغاء الإجازات ومنع الكثيرين من عسكريين ورجال أمن من العودة إلى بيوتهم إلى أن تنتهي العملية.
ونظرا لخطورة المواجهة، التي تعتبر الأولى من نوعها، تمّـت الاستعانة أيضا بطائرات مروحية عسكرية ووضع حواجز ونقاط تفتيش بكثافة في جميع الطرقات، الرئيسية والفرعية، الرابطة بين العاصمة تونس و الحدود التزنسية – الليبية ، وبالأخص بين حمام الأنف ومدينة الحمامات….
ج – ماذا كان سيقع ؟ :
تبين الخرائط التي وجدت بمنازل المجوعة والداموس الموجود بأحد الجبال أن عناصرها يقاربون 65 فردا بناء على عدد الافرشة بالداموس – مصدر امني قال 25 فقط لكنه نسي احتمال التناوب في المبيت …. – وهو ما أكده حارس الغابة تقديريا بل وتؤكد تلك الخرائط والاعترافات الأولية أن المجوعة كانت تنوي ضرب عديد من الأهداف عبر عمليات سميت بالانتحارية وهي : عديد من نزل مدينة الحمامات – بيت الرئيس بمدينة الحمامات – المركب التجاري كارفور – وزارة الداخلية ….. إلا أن تساؤلا يطرح لماذا تم ترك تلك الخرائط وعدم التخلص منها وهل أن الأمر ليس إيصال جملة من الرسائل إلى بعض الأطراف … وهي أسئلة سنحاول الإجابة عنها في حلقات قادمة …..
ذ – أحداث سليمان :
وذكرت المصادر المطلعة في المدينة أن المواجهات وقعت في أحراج «خنقة الحجاج» ومحيط جبل الرصاص الواقعين في سلسلة جبال جنوب العاصمة. وليس في أحياء مدينة حمام الأنف مثلما ذكر البيان الرسمي ….
ولوحظت يومها أن قوات من الجيش والحرس الوطني متمركزة في سفوح الأحراج جنوب العاصمة، خصوصاً عند الطريق السريعة بين تونس ومحطة الحمامات السياحية منذ الاشتباك الأول في 23/12/2006 …..
كما أكد العديد من الناس من متساكني مدينة سليمان وجود قتلى شاهدوهم قد سقطوا في الميدان من الحرس الوطني ومن الشرطة. كما ان عدد القتلى من عناصر المجموعة المسلحة يوم 3 جانفي كان 7 أشخاص إذا اقتصرنا على عدد الجثث التي وصلت المستشفى العسكري الحبيب ثامر بتونس اثنين من القتلى هما موريتاني كان صحبة المدعو « ربيع » على سطح منزل هذا الأخير فجر يوم 3 جانفي. أمّا الخمسة الباقون فقتلوا في بناية كبيرة بصدد البناء مجاورة للأحياء السكنية بسليمان والتي نشرت اغلب الصحف صورا لها وقيل أنها لأحد المواطنين بالخارج ……
أما عن المواجهات فقد انطلقت بعد أن تمكنت بعض العناصر التي شوهدت ملتحية من النزول من الجبل … و قد جرت الإشتباكات على فترتين أولا في حي غرة جوان يوم الثلاثاء ثم في اليوم الموالي فقد انتقلت المعارك و التي امتدت من الرابعة فجرا حتى العاشرة مساء إلى فيلا مهجورة مملوكة لأحد المواطنين بالخارج و متكونة من طابقين تحصن فيها المسلحون الذين نجوا من الموت في المرة الأولى ….
وتبين حتى من الصحف اليومية – التي سكتت عن الكلام المباح في الأيام الأولى – أن الفيلا التي كانت تحمل آثار معارك وأماكن لطلق الرصاص وهي تقع على الشارع العمومي حسب احد متساكني المدينة وفيها جُرح قائد المجموعة الأسعد ساسي وتم أسره قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وأكد مصدر في الحي أنه ينحدر من مدينة بئر الباي القريبة من سليمان، وتردد أنه رجل عمل بسلك الحرس الوطني مثلما أسلفنا ثم تطوع للقتال في أفغانستان والجزائر. أما مساعده الذي قٌتل يوم الثلاثاء فوق سطح بيته فهو ربيع الباشا – حسب البعض – سنه 22 عاما تقريبا وهو الذي كان غادر المدينة لاستكمال دراسته الجامعية في ولاية جنوبية وانخرط هناك في صفوف السلفية الجهادية بل ان سيدة قالت « إن ربيع درس مع ابنتها التي تتابع الدراسة حاليا في فرنسا » بل وأضافت – انظر تصريحها للموقف بموقع الحزب التقدمي – بل وأضافت في ذات التصريح أنها لم تكن تتوقع أن « ولدا مُهذبا ينتمي إلى أسرة معروفة سينضم يوما إلى الإرهابيين …..«
وقال بعض الناس ورجال امن وسواق حافلات ….. أن الحرس الوطني والشرطة كانت تنتقل بأعداد تقارب الـ 12 ألف إلى جانب تعزيزات من الجيش في حافلات شركات النقل، كما تم اللجوء للمروحيات بل ان اللغز قائم كيف استطاع عناصر المجموعة النزول إلى سليمان بعد فكهم للحصار الاول في الجبال بل وكانوا مُجهَزين بأسلحة متطورة من ضمنها البازوكا ورشاشات من نوع كلاشنكوف وقنابل يدوية وصواريخ أربي جي، مما حمل القوات العسكرية على استخدام أسلحة ثقيلة للسيطرة على الوضع…... وقال شاهد عيان إن ربيع قُتل بعد صعوده إلى سطح منزل الأسرة وإمطار القوات التي كانت تحاصره بالقنابل من سلاح آلي …..
* ملاحظات أولية :
1- لقد حسم الجيش المعركة مع المجموعة المسلحة في حين ذهب البلاغ الرسمي للسلطات التونسية يتحدث عن تصدّي قوات الأمن التونسية لهذه المجموعة وحفاظه على أمن البلاد، وهي الصيغة التي روّجتها وكالة تونس إفريقيا للأنباء وتبناها بعض الصحافيين في الصحف الرسمية او التابعة وخاصة من أولئك المأجورين مثل سفيان لسود رجل الأمن السابق حسبما يروج زملاؤه …..
2- لقد سقط ضابط نقيب وهو السيد فوزي بن الصادق زياتي والقاطن ببرطال حيدر الطريق عدد 402 ( يمكن مراجعة خبر افراقه بصحيفة لابراس بتاريخ 31/12/2006 العدد 23025 الصفحة 15 ) بل انه ترك رضيعة عمرها أربعون يوما وصورة الواقعة حسب رواية احد أقربائه وتتطابق مع رواية رفاقه : أنّ هذا الضابط المتخصص في وحدة كشف الألغام كان يقوم رفقة عريف من الجيش بمهمّة في الجبل أثناء مطاردة المجموعة المسلحة وفاجآ عناصر منها في إحدى المواقع وأمرهم بالاستسلام ورفع الأيدي غير أنّ شابا من تلك المجموعة فجّر قنبلة فأراد الضابط العسكري ردها إلا أنها قتلته بينما واصل الجندي العريف بوابل من الرصاص أسقط فيه جميع أفراد المجموعة قتلى……
3- قوات الجيش هي التي كانت حاضرة بقوة في المواجهة بعد فشل الحرس الوطني والتشكيك في قدراتهم بل والتشكيك في ولائهم مع العلم وان المعارك دارت بالقرب من الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد…………
4- شاهد الجميع مثلما أكد عسكريون ورجال امن قوافل الشاحنات العسكرية متجهة نحو الجبال بل أن فرقة من القوات الخاصة من الجيش الوطني هي وحدها التي كانت في ميدان المعركة. بل إنّ وزارة الدفاع هي التي أدارت قاعة العمليات في حين راقبت وزارة الداخلية الوضع … أما لوجستيا فان وزارة الداخلية كانت تنتظر وصول المعطيات من وزارة الدفاع لأنّها لاتملك التفاصيل الصحيحة ميدانيا ….
5- أنّ حالة الاستنفار الأمني القصوى والمتواصلة إلى حد اليوم بدون انقطاع هدفها الرئيسي وغير المعلن هو الحيلولة دون انتقال المواجهات إلى المدن والقرى بأمر رئاسي وان لجنة متابعة على مستوى القصر كانت تتابع الأحداث بدقة متناهية ….ورغم ذلك فقد تم أيضا الاظطرار الى نزول الجيش إلى مدينة سليمان للسيطرة على المجموعة التي تحصّنت ببعض المنازل وقد نقل مصدر امني انه تم استخدام دبابة في الهجوم على أحد المنازل بل وتم التفكير في نسفه من الاساس ….
6- كما انه تم إيقاف إطارات من وزارة الداخلية عن العمل بسبب عدم امتثالهم للقرار بترك الميدان تحت حكم الأمر العسكري بل وتم التحقيق مع قيادات في الحرس الوطني على ضوء التنصت على مكالمات مفادها : » هم يجمعون الثروات ونحن نحميهم … »[4] إضافة إلى صدور أمر داخلي بضرورة معاملة الأعوان برفق نتيجة ما حصل من ضغوط في الأداء حيث لم يتمتع حتى ولو يوم العيد أي عون براحة …..
7- انه تم مقتل على الأقل أحد إطارات الحرس الوطني وقع في مرمى النيران العسكرية خلال كمين نصبه الجيش للمجموعة المسلحة وان القتلى في صفوف من يحمون امننا وبلدنا من قوات الامن والعسكريين تجاوز السبع رجال بين عسكريين وحرس وطني وآخرون وهو ما تم التعتيم عليه إعلاميا وسياسيا ….
8- لقد اقتصر دور قوات الأمن طيلة أيام المواجهة على المرابطة بالطرق والمدن المحاذية للجبال وقامت بمراقبة السيارات المتجهة إلى دائرة تونس الكبرى ونفذت عمليات مداهمة المنازل في أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة وفي مدينتي سليمان و قرمبالية بل وأجرت عمليات اعتقال واسعة للمشتبه في علاقاتهم أو ولاءاتهم للتيار السلفي ( ولاية سيدي بوزيد – الكاف – القصرين – مدنين- وباجة ……)
9- فتاة واحدة تم إيقافها هي سندس الرياحي باعتبار علاقتها بالطالب ربيع ….وتم ترويج رواية كاذبة بخصوص الفتاة بين رجال الأمن مفادها ان المسلحين يتداولون عليها كما تم ترويج ان صبيا سنه 14 سنة ويشتغل راعيا قام المسلحون باغتصابه …..
10- أما الأجانب الذين تم الحديث عنهم وعلى أساس أنهم من الجزائر وموريتانيا ومصر ( راجت إشاعة أن أول الأشخاص المقبوض عليهم مصري ) وفعلا تم إيقاف موريتاني ألقي عليه القبض داخل العاصمة وتبيّن أنّه شارك في إحدى المواجهات بالجبال ويحمل إصابة بليغة كما توفي موريتاني ثان وهو نفسه الذي قتل النقيب الزياتي ….
11- إن وزارة الداخلية هي الجهة الوحيدة هي التي قد تعرف عندها الحصيلة النهائية وقد تظهر يوما ما أو تدفن بين أسوارها أو أسوار الوزارة الموازية في القصر أو بيوت تحت مدينة منوبة ربما …. مثلما دفنت عديد الأسرار …
12- أنه تم إيقاف والتحقيق مع كل الأناس الذين لهم علاقات مع عناصر المجموعة وخاصة في مدينة سليمان … بينما تم في إحدى قرى القصرين التحقيق مع كامل عرش القسوري أطفالا شيوخا ونساء ….لا لشيء الا لان ابنهم قتل في الواجهات … بينما تم في احد المدن الحدودية في الجنوب إيقاف أولي لكل مرتادي المسجد من الشباب …..وخاصة مرتديه أثناء صلاة الصبح …
13- تم إيقاف بعض العناصر النهضوية في سليمان حسب مصادر نقابية في التعليم الثانوي فقد تم إيقاف السيد كمال الحميدي الأستاذ بخزندار والعضو بمجموعة نابل لمنظمة العفو الدولية اضافة إلى شقيقيه محمد وهشام …. بينما قال احد رؤساء المراكز بالضواحي الغربية لعناصر نهضوية بعد إيقافهم وجلبهم للمركز » ما تقولوا من البداية إنكم من النهضة …. » … في حين همس عون امن لزميله في الطريق الرابطة بين تونس وباجة بعد إرجاعه بطاقة التعريف لعنصر النهضة السابق ومهندس الفلاحة … » لا هذا من جماعة الجبن واللبدة … وليس من الجدد …دعه يذهب …ما عندو شيء … »
14- أن أسئلة كثيرة تبقى واردة للطرح عن ظروف إدخال هذه الأسلحة إلى تونس من دون أن ينتبه احد خاصة في ظل نظام امني يحصي علينا حتى انفاسنا ؟
خاتمة اولية واسئلة في انتظار الاجوبة :
وفي الأخير لا يجب أبدا أن نستبق الأحداث ونتسرع في إصدار الأحكام على ههؤلاء المسلحين لما في ذلك من ضرر للتاريخ ولشبان مازالوا تحت التحقيق رغم أن رفع السلاح واستعمال العنف مرفوضين بتاتا مهما كانت المسوغات والأسباب كما على المثقفين والنخب التي كانت دوما خارج إطار الحدث أن لا تنتهك حقوق هؤلاء الشبان ( فقد تم انتهاك حقوق اليوسفيين في الخمسينات بحجة وجود الفتنة اليوسفية و تم انتهاك حقوق اليساريين بحجة اتهامهم بالإلحاد وتطرفهم ..وتم وصف القوميين في أحداث قفصة بالإرهابيين بينما تم اتهام اسلاميي النهضة بالخمينيين سنة 1987 ……) بل من الأجدر المطالبة بتوفير جميع الظروف الضامنة لمحاكمة عادلة لهؤلاء الشبان بل وكشف حقيقة وتفاصيل ما جرى بل و ضرورة توفير قضاء مستقل حتى ينالوا ما يستحقون هم ومن وراءهم أيضا ، عند ذلك يتحتم وصفهم وبعد ثبوت ذلك قضائيا ، إما بالإرهابيين أو الانقلابيين وأما السلطة فما عليها إما أن تذهب غير مأسوف عليها أو تراجع على اقل سياساتها جذريا ….
ورغم كل ذلك و رغم كل ما ذكرنا من المعطيات واجتهدنا في توفيرها عبر الأسئلة هنا وهناك عند الأصدقاء والصحافيين رغم علمنا بوسائل النظام في التصنت ورغم تعدد الوشاة كما اعتمدنا على المصادر المطلعة و اجتهدنا في المتابعة الممنهجة للصحف والقنوات والمواقع الالكترونية ورصد حركة الشارع وحسه المرهف …فانه تبقى جملة من الأسئلة مطروحة للإجابة والموضوع متسع الأبعاد والجوانب …وسنحاول لاحقا الإجابة على أسئلة كثيرة لم يتسع لها المقال أعلاه ….ومن تلك الأسئلة :
· ما هي هوية هذه المجموعة المسلحة ؟ وما هي علاقاتها بآل الطرابلسي ؟
· ما قصة المخدرات في الموضوع ؟ ولماذا اختلفت الصحيفتين اليوميتين حول الموضوع (الصريح أكدت على أن الحدث إرهابي – بينما الشروق قالت انها عصابة مخدرات ….)
· لماذا أصرت السلطة على التعتيم اما انها مورس عليها التعتيم ايضا ؟
· لماذا يتجنب نظام بن علي اتهام القاعدة مباشرة في كل مرة ولا يتعرض إليه بحملات لا إعلامية مثلما هو في كل ملف ؟ ولماذا عصابة إجرامية عوضا عن إرهابية ؟
· لماذا تم الاستنجاد برجال امن تم التخلي عنهم سابقا في التحقيقات ( الجوادي – محمد الناصر – …..) ؟ ولماذا ……؟
· لماذا أصر احد المحقيقين على اختبار توريط النهضة في الموضوع ؟ ثم لماذا تم استبعاد ذلك الخيار رغم أن ذلك من سمات السلطة الحالية ؟
· لماذا استقبل وزير العدل منذ مدة سفير تركيا بتونس ؟ ولماذا سافر مرجان الى تركيا ؟ وهل لذلك علاقة بمالك شراحيل القيادي في القاعدة والذي قيل انه عنصر نهضوي سابق ؟
· وأي دور لتصفية الحسابات بين أعوان السلطة ؟
· لماذا قضى السيد بوشيحة أيام العيد في باريس ثم لماذا قابل الرئيس مباشرة دون غيره من زعماء اللقاء الديمقراطي المصنوع في مخابر القصر الرئاسي ؟
· لماذا تتصل إطارات أمنية بالصحافيين طالبين منهم كتابة مقالات تمدح دور الجهات الأمنية في التصدي للمسلحين ؟
· لماذا قرر بن علي منذ شهرين تغيير التحوير الوزاري الشامل إلى تحوير جزئي ثم يقع التخطيط حاليا لتغيير شامل في مناطق الحرس الوطني وأقاليم الأمن وأيضا تغيير وزاري كبير ؟
· هل حقا سيكون منذر الزنايدي رجل المرحلة الجديدة بعد الأحداث أو نتاج لها ؟ ولماذا اجتمع بإطارات ولاية القصرين في المدة الأخيرة ؟
· هل للمدعو – ص – ( وأصيل ولاية نابل ) احد الذين عاونوا بن علي في اقتحام قصر قرطاج سنة يوم 07/11/1987 دور في العملية ؟ وأين هو في الوقت الراهن تحديدا ؟ ولماذا ساعده بن علي في الخروج نحو السودان بعد ان رفضت الجهات الأمنية من تمكينه من جواز سفر ؟ ولماذا اعتقد رفاقه القدامى انه لا يمكن أن يكون إلا هو قائد العملية ؟ وهل فعلا تم إيقافه يوم الأحد 31/12/2006 في برج السدرية ؟ أم انه غادر في 1993 السودان نحو ايطاليا وهل فعلا هاتف السلطات من هناك مؤكدا انه لا علاقة له بالموضوع ؟ أم أن أشياء تطبخ بشأن الرجل ….؟
· ما هي قصة قائمة الاثنى عشر من قدامى المبحوث عنهم[5] ؟ و ما هي طبيعة علاقتهم بلسعد ساسي ؟ ولماذا يدعى هذا الأخير بالباشا ؟
· ما هي قصة عمدة قرمبالية مع احد أصهاره من عناصر المجموعة ؟ ولماذا تغيير 5 معتمدين (بن عروس – حمام الشط – المدينة الجديدة – حمام الأنف – حمام الشط ) ؟ ولماذا سيقع لاحقا تغيير كل العمد في ولايتي بن عروس ونابل ؟ وهل فعلا سيقع تكوين رجال امن ليلتحقوا بخطط العمد ؟ …..
· لماذا يقع التحقيق مع رجل امن وحرس وعسكريين ؟ وما صحة ان العملية ليست مجرد ضرب مصالح السلطة وانها تتعدى ان تكون محاولة انقلابية يوم عيد الاضحى المبارك ؟
· ما قصة أعوان الأمن في جندوبة الذين يقضون ليلة في العاصمة ويصرفون اكثر من 700 دينار للفرد الواحد ؟
· ما قصة إطار الأمن من الكاف الذي في حسابه الخاص مئات الملايين ؟ وهل اوقف فعلا يوم أمس مع العشرين الموقوفين ؟
· هل حقا دخلت كادرة سلاح عبر ولاية الكاف ؟ وما علاقة ذلك بإيقاف مهربي القلعة وتاجروين ؟
· ما قصة احد المواطنين بالخارج وأساسا مواطن تونسي بالخارج من بلجيكا الذي لم يقع التثبت من ادباشه وقيل انه هرب أسلحة اتوماتيكية ؟
· كيف وظف المسلحون لهفة الطرابلسية على الأموال فادخلوها في كادرات على أساس أنها سلع أخرى وقبضوا أموالا طائلة ؟
· ما قصة جلب الكسكروتات من حمام الشط أيام الحصار ؟ وهل أكل المسلحون حب الزيتون لاتقاء شر الجوع …؟ وما هي قصة المعدات الكهربائية غير الكهربائية والمتميزة كما وكيفا والتي وجدت في الداموس الخاص بالمسلحين …..
· ما هي قصة حوالي 150 كادرة حسبما روج المحجوزة الآن ؟ وهل ادخل بعض السلاح بتلك التغطية ؟
· هل وظّفت جهة نافذة مجموعة سلفية جهادية.؟ وهل وجود لسعد الكادر الأمني السابق « لسعد ساسي » فيها دور ؟ وهل تمت محاولة إنقاذه ؟ أم وقع التخلص منه عمدا بالمستشفى بطريقة فيها الكثير من الحبكة ؟ ….
· لماذا أيضا تخلى الرئيس على آمر الحرس الوطني في جوان الماضي بعد رفضه لسنوات عزله رغم مكائد لا تحصى ؟ ولماذا تم تعويضه برجل تعليم ابتدائي ووال سابق لا علاقة له بالحرس ؟
· ما علاقة سيف احد أبناء أشقاء الرئيس بالحرس الديواني وتهريب السلع بدون مراقبتها ؟
· ما سر ذلك « المساج » الذي ترك لأحد أقرباء الرئيس في سيارته في سوسة ؟
· لماذا تموت قصص الأحداث التي تحدث في تونس بعد مدة قصيرة : مقتل عثمان بن محمود سنة 1986 – الاعتداء بالرصاص على الصحفي ورجل الأعمال رياض بن فضل سنة 2000 – حرائق : سوق المنصف باي ، سوق ليبيا بمدنين ، سوق الزهور الشعبي ، سوق الحفصية ، ….. ؟
· لماذا لا ترى عديد الملفات النور : ابن القاضي الذي سلم إلى أهله جثة هامدة – الشاب الذي وجد مشنوقا في قصر السعيد – عون الأمن الذي وقع التخلص منه في احد شقق منوبة – رجل الأعمال العلاني المفقود إلى حد اليوم – الفتاة التي قيل أنها اغتصبت أمام والدها في حي النصر من طرف عصابة محمية ؟ ولماذا ادخل عون الأمن السجن الذي هاجم وتخلص دفاعا عن نفسه من أحد أفراد تلك العصابة التي اغتصبت الفتاة ؟ ………….
أما أحلامنا – يسارا وقوميين وإسلاميين او غيرهم – في نضال سلمي من اجل العدل والحرية فلن يستطيع وأدها لا ارهابيون مفترضون او أي سلطة مهما كانت غاشمة ……
صفاقس الشمالية
08-01-2007
[1] اعتمدنا في كامل مقالنا وأساسا في جانب التحليل الفكري والإطاري التاريخي للتيار السلفي الجهادي على مقالين للباحث السيد علي بن سعيد : » قراءة في وضع الأحزاب السياسية سنة 2005 – الحلقة الثالثة الأحزاب والتنظيمات غير المعترف بها » ( تونس نيوز – جانفي 2006 ) ومقال » مستقبل الاسلام السياسي – النهضة نموذجا » ( موقع أقلام اون لاين – العدد 18 )
[2] والتي لا يبقى من ذاكرة أي طالب أو دارس من دروس التاريخ الإسلامي سوى أنها عاصمة الرشيد عاصمة الخلافة الإسلامية في أوج عطائها وازدهارها…
[3] أثناء زيارته الأخيرة إلى تونس في السنة الماضية
[4] وهي مكالمات بين الزملاء في المهنة وبين ضباط حرس وزوجاتهم ….. وهي تذكير بحكاية العلاني والرئيس ….
[5] من بينهم عناصر سابقة في الأمن الرئاسي وقع تسريحها بسبب أداء واجباتها الدينية .. أو بعض عناصر ما يعرف بالمجموعة الأمنية سنة 1987 والذين أطلق سراحهم في إطار اتفاق عرف باتفاق « بن علي – راشد الغنوشي » يوم 11/07/1988 والبعض الآخر من مجموعة عسكرية تابعة للحبيب لسود – مهندس تونسي أسس شبكة خاصة سنة 1990 و أطلق سراحه في 24 فيفري 2006 – أو مجموعته المعروفة بــ « طلائع الفدا »
الغنوشي: تونس مرشحة لمواجهات أوسع وبضحايا أكبر
لم تبدأ سنوات الجمر..
والخلاص ها هنا، الخلاص هاهنا! (1 / 3)
الجـــــزء الأول
د.خالد الطراولي
إذا كان العالم في بعض أطرافه والمسلمون خاصة قد عاش بعضهم عيدا وبداية سنة مزعجة صبغها القرف والاشمئزاز والدهشة والحيرة بما حملته الصور البشعة لإعدام صدام من إثارة واستفزاز وتساؤلات، فإن المواطن التونسي قد ناله المزيد من هذا الضيق والحيرة والاندهاش وهو يتابع من بعيد حدثا غريب الأطوار يحدث بالقرب من حيّه وعلى مرمى من سمعه وبصره، حدث طرق عليه بابه دون استئذان بكل عنجهية وعنف…
الفرضية المُغيّبة و »الفريضة الغائبة »
مجموعة مسلحة تدخل في اشتباك عنيف مع قوات الأمن والجيش، ليتواصل على فترات وينتهي بعد أسبوع بمقتل وأسر أفراد المجموعة. تعتيم وصمت وارتباك حام على الساحة الإعلامية، اختلط الحابل بالنابل وصاحبت الإشاعة الخبر السليم إن وجد، والطبيعة تهاب الفراغ إن لم تملأها سمينا ملئت غثا وانتهى!
رواية رسمية مترددة، عن إجرام ومخدرات ومجرمي حق عام، وروايات صحفية تخيط نسيجها بحياء وكثير من التريث والحيطة، حول مجموعات إرهابية تابعة للسلفية الجهادية. وبين هذا وذاك دخلنا مجالات القيل والقال وكثرة السؤال وندرة المقال!
إن فرضية الإجرام وعصابة المجرمين وإن كان لها مريدوها وحتى بعض المعقولية إذا ولجنا بها كما يرى البعض أنها تدخل في باب صراع سياسي داخلي وتهيئة قاسية لمعركة الخلافة، رغم هذا فإن هذه الفرضية تبدو غير كثيرة التماسك، حتى وإن لم تسقط كلية إذا عرضناها على عديد الإيحاءات التي أتت من هنا وهناك من أطراف مقربة من السلطة والتي تدعم فرضية التطرف والارهاب، كما أن ما ستعمل من أسلحة وذخيرة وما حملته المجموعة من تنظيم وتنسيق وما لاحظه بعض السكان والملاحظين المباشرين من شدة المواجهات وقسوتها، يجعل من هذه الفرضية أكثر تماسكا وقبولا رغم خطورتها، ولذلك سوف نبني عليها كل أطروحتنا من تشخيص وتقييم وبحث عن الأسباب والعوامل ومحاولة للتجاوز والنجاة.
لا يبدو الأمور قد انتهت وإن كانت أماني الجميع سلطة ومعارضة وجماهير تسير في هذا الاتجاه، وإن كانت كلمات من جنس « الملف أغلق » يبدو سابقا لأوانه ويعطي « الأزمة » بعدا حينيا وظرفيا لا يدخل إلى الأعماق…
من الزرع الخائب إلى الحصاد المرّ
وبعد مسلسل البيانات التي ملأت الفضاء تذكر وتنبه لجلل ما حدث وهي محقة في ذلك ولا شك، وما اصطحبه من تحاليل رصينة التي حملت رؤى وتصورات تتقارب في بعضها وتتكامل، وبعيدا عن أشباه التحاليل والتعليقات التي سقطت في الهمز واللمز والإيحاءات الرخيصة والتشخيص المفرط والاستخفاف المبطن، الذي دخل مناطق تصفية الحساب وردات الفعل والتشنج والاستعلاء، وكأن الحقيقة واحدة وما سواها العدم، يملكها واحد يعلن الأستاذية على الجميع وما سواه البوار، ولو على حساب أزمة نرى أنها أكبر من أي مزايدة أو تكتيك! في ظل هذا الإطار المتأزم والمحير أردنا أن نترك للزمن دورا في انقشاع بعض السحب وتقلص موكب العواطف والمشاعر وردات الفعل وإن كان الليل لا يزال يرمي بأجنحته على كل الأطراف…
لن أكون متشائما وهو ليس من عادتي، كتابة، أو ممارسة في أروقة الحياة، ولكني أزعم أن هذا الخيط المرعب في ولوج تونس منطقة التطرف المسلح إذا ثبت منبعه، فإن معالجته لن تكون أمنية ولا عسكرية تحت غطاء من الرصاص، ولن تكون بالتعتيم والطمس للحقائق والجور والمحاكمات والدخول من جديد في دهاليز المحاكم الخاصة والمحاكم الاستثنائية والدوس على « القوانين » بدعوى الخصوصية وخطورة الحدث، والدخول في متاهات الضرب من حديد بدعوى اقتلاع الضرس قبل أن يتحول كل الفم إلى مستنقع من الجراثيم!
خوفي أن تستسهل بعض الأطراف الحل الأمني وتعدّل بوصلتها عليه، معتمدة على تجربة سابقة، لعلها ترى فيها أنها كسبتها حيث أطاحت بالحركة الإسلامية المعتدلة وأبعدتها عن الإطار، في مقابل دماء ودموع ومآسي يشيب لها الولدان، وتناست أن ما يقع اليوم من تطرف لم يكن في طرف منه إلا نتيجة هذه السياسة الأمنية المتعسفة والظالمة..! خوفي يتراكم وإطار الخلافة يعزز المزايدات ويعجل الحلول السهلة والنتائج المستعجلة التي تنسى الوطن وتغلب الربح الفردي على ربح الأوطان.
إن من المرجح أن البعض أقنعته فشل التجربة الأولى في المعارضة الإصلاحية المعتمدة على الوسطية والاعتدال، على هناتها وورطاتها وسقطاتها، بأن هذا الطريق مسدود ولا يؤدي إلا إلى مزيد من تضخم الاستبداد والجور و وزيادة الجرأة على التعدي على المقدسات وأولها الإنسان… ولقد كان لصور التجاوزات الخطيرة من تشريد وتعذيب التي صاحبت عملية اجتثاث الحركة الإسلامية من المشهد العام كثير التأثير على تكوين فكر الزنزانة المليء بالإحساس بالمرارة والسواد لدى المراقبين خارج القضبان، والذي يجد استجابة لدى العاطفة والمشاعر أكثر من قبوله من العقل.. وكيف للعقل أن يجد مكانه بين القضبان؟ وكيف للعقل أن يجد طريقه في السواد…؟
إن التطرف والمغالاة ثقافة وفكرة نبتت ورعت في غفلة من وعي وعلم ورشد، وإن التطرف إذا تمكن وأضحى عقلية متجذرة يدفع صاحبها بأغلى ما يملك وهي نفسه من أجل انتصارها، فإن أي معالجة أمنية وعسكرية لن تكون سوى معالجة قشرية تسحب الماء الراكد من الهضبة لتجمعه في الأسفل فيزيد ركودا وسكونا ويكون موطنا خصبا للإيذاء والإضرار. وسنوات الجمر لم تبدأ والحمد لله، ولكن الإطار حمّال ويدفع إلى تحمّل المسؤولية كاملة دون ترقيع أو تلفيق أو تأجيل أو تأخير أو مجاملة.
ـ يتبـــــع ـ
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
تونس أمام دور مرتقب للمؤسسة العسكرية
وقفــة مــا بعـــد القلــق!
سِجــــنُ الخضــــــــراءِ يُغازلهُ ****** معتُــــــــــــــوقُ الصَّــــــــــحرَا يسامرُهُ
آواه الحـــــــــــــبسُ ودَمّــــرهُ ****** بصنُـــــــــــــــوفِ الظلـــمِ نكَّلـــــــــــــــهُ
فــي الوكرِ المُدمــــــي أدخلــهُ ****** و رعــــــــاهُ الوَيـــــــــــــــلُ وعذّبـــــــهُ
بالكيـــــــــــسِ الأسودِ ألْجـمهُ ****** فغَـــــدا يبكــــــــي يُهــــــــــــدْهِـــــــــد هُ
صوتُ الجلاّد غــــدا وقـــــحا ****** وبِسبِّ اللـــــــــــــهِ أمطَـــــــــــــــــــــــرهُ
نادى الخــــــــلاّ نَ فما أحـــد ****** في زمنِ العُسْــــــــــرِ يُســـــــــــــــــانــدهُ
صـــــــــاح المقهور وشكــــا ****** فبكـــــــــــــــــــاهُ البومُ وغَــــــــــــــــرّدهُ
أجاب السّجانُ معْ سَفَــــــــهٍ ****** تَبكـــــــــــــــــــــي الإسلام ندنّســــــــــــــهُ
فحجــــــــــابُ المرأة ننزعـه ****** ولباسُ القــــــــــــومِ نخلعــــــــــــــــــــــهُ
نحن الأبطالُ إذا بـــــــــــرزا ****** طيفُ النّســــــــــــــــوانِ نَََََغصبـــــــــــــــهُ
ما أنتــــــــــــم إلاّ كمـــــــــا ****** ذكــــــــــــرَ الشّيــــطان وألّفــــــــــــــــــــهُ
عبدا للبيعِ قـــــــد صلُحــــا ****** لكـــــــــــــــنّ السّـــــــــوق يَرفضـــــــــــهُ
فأنــــــــــا الجبّارُ متى لُحظََََ ****** جمْعــــــــــــــــــا للشَّعبِ أفرّقـــــــــــــــــهُ
يا أهلَ الخضْرا إنّ لكـــــــم ****** مِـــن شَيْـــنِ الخُبـــــــــثِ تَبَـــــــــــــــــلُدَهُ
فعصا الشُّرطيِّ تُصبّحكـــــمْ ****** إنْ نطَـــــــــــق ذكــيٌّ يجــــــــــــــــــــــلدهُ
أو صـــــــاحَ فقيرٌ من سغبٍ ******لبنَ القُرجا نِــــــــــــــــــــــــي يَسقِيـَـــــــهُ
يا شعبَ تونـــُسَ حقّـــا إنّ ****** لـــــــك عزماً للديــــــــــــــن يحفظــــــــــهُ
إنْ قدمَ الذئبُ يومـــــــــا يلـْ ****** قَمـــــــه قد كنتــــــم نارا تحرقــــــــــــــــهُ
أنتم أحفـــــــــادُ العبادلــــةِ ****** صنعوا للعلـــــــــــــــــــــم أكابـــــــــــــــَرهُ
رايـــــــاتُ الحبِّ لنا شرفـا ****** إسلامُ الوطـــــــــــــــــــنِ نُمجّــــــــــــــــدهُ
ايطاليا: اعترافات الزوجين بقتل عائلة المهاجر التونسي عزوز
مصفاة لتكرير النفط في الصخيرة بطاقة 120 ألف برميل يوميا
السلطات الجزائرية تحقق في نشاط مجموعات شيعية
«الجماعة السلفية» تترقب «توجيهات» من بن لادن
هدام يدعو إلى «مؤتمر جامع» ويعلن «حركة سياسية»
بيان في ذكرى11 جانفي الخامسة عشر
الطائفية تشهر سلاح العنف المذهبي