الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3059 du 07.10.2008

 archives : www.tunisnews.net  


حــرية و إنـصاف: استمرار اعتقال ستة من شباب بنزرت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس : الفتاة التونسية المحجبة نورس الجازي تطرد من المعهد بسبب حجابها حــــزب تونــــس الخضــــــــراء: بلاغ إعلامي الى كافة الأحزاب السياسية التونسية الحزب الديمقراطي التقدمي: بلاغ إعلامي شبكة الصحفيين الدوليين: إرسال أخبار التعذيب في مصر عبر الهواتف النقالة كلمة: في سجن سيدي بوزيد – الطيّب بن عثمان في إضراب عن الطعام من أجل صورة طفله قدس برس: تونس: بعث لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية رويترز: ندوة وطنية لبحث حلول لازمة البطالة في تونس يو بي أي: تونس ترسم 3 توجهات لمعالجة معضلة البطالة البالغ نسبتها 14.1 % يو بي أي: ندوة دولية في تونس تبحث التآلف والوئام بين الأديان قنا: ورشة تأهيلية افريقية في تونس حول السلامة المعلوماتية قنا: دولة قطر وتونس / تعاون شبابي ورياضي سليم بن حميدان وعماد الدائمي: تجارة الإحباط وصناعة الأمل الطاهر العبيـــــــــدي : إلى عماد الدايمي / تمهّل، فالخريف يطوي كل الأوراق الميّتة الصفراء.. المختار اليحياوى: في أبعاد مصادرة الحق في حرية التعبير والإعلام المولدي الزوابي: أهالي هنشير الحجّاج يسددون فاتورة مطلبهم الاجتماعي ويلوحون بمسيرة على الأقدام الشيخ عبد الوهاب الكافي أحد مؤسسي حركة النهضة التونسية في ضيافة الحوار.نت حوار « الطريق الجديد » مع عبد الرزاق الهمّامي، رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ مرسل الكسيبي: العالم على كفة عفريت اقتصادي ومعارضون على هامش أزمة « هيبو » و »براذرز » ! الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: كلمة الأمين العام لحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في ندوة اختتام  الاستشارة الوطنية حول التشغيل أبوجعفرلعويني: الكفر يعشوا نقابي من التعليم الثانوي: الصادق القربي أسوا وزير لأسوا نقابة الحياة: انتعاش أسواق المشغولات التقليدية في تونس يستقطب مزيداً من السياح الصباح: أيام قرطاج السينمائية بعد أيام «هي فوضى» في الافتتاح .. وعزت العلايلي رئيس لجنة التحكيم الممثلة منال عبد القوي لــ«الصباح»:: أحببت «مليكة» في «صيد الريم» رغم اختلافي الشديد معها.. رويترز: توزيع رواية عن السيدة عائشة مبكرا بعد حريق في دار نشر بريطانية الحوار.نت: من وحي الذكرى الثامنة عشر للوحدة الألمانية فهمي هويدي: الأصولية العلمانيه


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


زوروا صفحة أحمد نجيب الشابي

على شبكة فايس بووك بالنقر على العنوان التالي http://www.facebook.com/pages/Ahmed-Nejib-CHEBBI/30179433180


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 شوال 1429 الموافق ل 07 أكتوبر 2008

استمرار اعتقال ستة من شباب بنزرت

 
بعد تعرض كل من نور الحق بالشيخ و اسكندر البوغانمي وشقيقه حكيم البوغانمي وحسني البوغانمي و وليد بوكراعين و محمد أمين حنين أصيلي مدينة بنزرت إلى المضايقات والهرسلة منذ يوم عيد الفطر، عمد البوليس السياسي التابع لمنطقة الحبيب بوقطفة بالمدينة المذكورة إلى اعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة مما جعل عائلاتهم التي ترابط أمام منطقة الشرطة للسؤال عنهم في حيرة كبيرة و تخشى على مصير أبنائها. وتجدر الإشارة إلى الشاب محمد أيمن حنين متزوج كما أن الشاب اسكندر البوغانمي سبق أن أصدرت ضده ناحية بنزرت حكما بالسجن مدة ثلاثة أشهر مع إسعافه بتأجيل التنفيذ من أجل عقد اجتماعات غير مرخص فيها. وحرية و إنصاف تدعو إلى إطلاق سراح الشبان المذكورين وتطالب بوضع حد لهذه الاعتقالات العشوائية والمحاكمات السياسية كما تدعو إلى احترام القانون. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


بسم الله الرحمان الرحيم

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

تونس في 07.10.2008

الفتاة التونسية المحجبة نورس الجازي تطرد من المعهد بسبب حجابها

تلقت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، رسالة خطية يوم الثلثاء 07 أكتوبر 2008 ، من ولي التلميذة المحجبة نورس الجازي التى تزاول تعليمها بالمعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل ، هذا نصها :

بسم الله الرحمان الرحيم

نابل في 7 أكتبر2008

هذا بيان للناس……

إني الممضي أسفله : سعيد الجازي

القاطن بنابل

حقوقي وعضو جامعة نابل بالحزب الديمقراطي التقدمي

سجين سياسي سابقا

لقد تم طرد ابنتي نورس الجازي المرسمة بالسنة الثانية آداب خلال السنة الدراسية الحالية 2008/2009 لمدة يوم وطالبها مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل السيد صالح الجملي بعدم العودة إلى قسمها إلا صحبة وليها وذلك يوم 18/09/2008 لا لشيء إلا لأنها ترتدي « فولارة » تغطي شعرها و اشترط عليها مدير المعهد المعروف بعدائه لظاهرة التدين ومطاردته المستمرة للفتيات اللاتي يرتدين غطاءا للشعر أيا كان نوعه،اشترط عليها هذا الأخير نزع الفولارة نهائيا وترك كامل الشعر بارزا للعيان !!

واصطحبت ابنتي صبيحة يوم الجمعة 19/09/2008 إلى المعهد المذكور أعلاه و قابلت مديره الذي وجدته يطوف بأرجاء الساحة بحثا عن الفتيات اللاتي يحملن غطاءا يسترن به شعورهن !!…وفسر لي طرده لإبنتي بأنه عقوبة لها على سوء أخلاقها المتمثل في قولها: »لا أريد أن أخلع فولارتي لأن هذا الأمر يتعلق بحريتي الشخصية و بعقيدتي » !!

ثم أضاف أنه لن يقبلها بهذا الغطاء و يريد كشف شعر رأسها كاملا !!! عندها طلبت منه تبريرا لهذه القرارات المجحفة و لهذه الممارسات المتعسفة ولهذا الارهاب اليومي المسلط على بنات صغيرات هن أحرار في ارتداء أي لباس لا يتنافى مع دستور البلاد و قوانينها و دينها و المواثيق الدولية التي وقعت عليها.فما كان منه إلا أن رد بأنه يمارس القانون ويلتزم بقرارات وتوجيهات الادارة الجهوية للتعليم !! فطالبته بإطلاعي على هذه القوانين و القرارات ،و أنا متأكد من عدم صدقه وعدم قدرته على الاستظهار بأي وثيقة رسمية تؤكد كلامه فامتنع مدعيا أنه ليس مطالبا لإبراز هذه القوانين و الوثائق لأن ذلك يضيع وقته في التفاهات !!

وأكد لي أنه سيطهر المعهد من ظاهرة المتدينات و المحجباتوقال لي بالحرف الواحد أن الحرية في ارتداء هذه الفولارة يمكن أن يمارس في الشارع خارج المعهد !!!

فإلى متى ستبقى بناتنا وأخواتنا تحت رحمة أمثال هؤلاء المتعسفين والمستبدين والمنتهكين للقوانين والمواثيق الدولية؟ !

لقد شعرت أنني أمام متسلط ظالم جبار عوضا أن يجعل من معهده نموذجا يحتذى به في الإجتهاد والتميز والنجاح حوله الى حلبة مطاردة وملاحقة وإرهاب وتفتيش !!

لقد جعل جو المعهد مشحونا وجعل شريحة هامة من التلاميذ تعيش الرعب والخوف والهلع والإضطراب قبل أن تدخل المعهد وأثناء وجودها فيه وعند انتهاء الدروس !!

هل هذا الجو يساعد التلاميذ على العمل و الاجتهاد بأريحية و طمأنينة؟

لقد تحولت تركيا التي سعى أتاتورك الى طمس هويتها وشريعتها و أصولها بكل ما أوتي من قوة وخبث وجبروت،تحولت الى وطن يضم الجميع ولا يفرق بين أحد من مواطنيهأما بلدي فلا زال يشكو ظلم أصحاب النفوذ والمناصب والمسؤوليات !! ألا يستوعب المسؤولين في بلادي الدروس والعبر من غيرهم؟ ! لماذا يصرون على محاربة ظاهرة التدين المعتدل والوسطي ويؤلبون أبناءه ضدهم؟ ! هل بهذا الأسلوب العنيف تبنى الأوطان وتزدهر؟ ! لماذا لا يستفيد وطني من طاقات كل أبنائه و بناته؟ !

أسئلة عديدة طرحتها على نفسي بعد الاستماع الى آراء وتفسيرات وقرارات مدير المعهد المذكور ولكنني للأسف لم أجد لها جوابا مقنعا !!

في بلدي المسؤولون يحاجونك بقوانين وهمية لا وجود لها إلا في خيالهم !! في بلدي عوضا أن نحارب الفقر والجهل والمرض والتخلف والتجاوزات وسوء الأخلاق وموت الضمير وعدم اتقان العمل وظاهرة قتل الوقت في التفاهات و السخافات نحن نحارب الفولارة ونشن حربا لا هوادة فيها على الشباب المتدين دون تمييز !! فمتى تهدأ النفوس و تثوب العقول الى رشدها ويصبح التونسيون يحبون بعضهم ويعملون من أجل صالح العباد و البلاد؟ ! متى يعامل التونسي كمواطن له الأهلية الكاملة في اختيار ما يريد وممارسة ما يريد دون الحاق الأذى بغيره؟ هل من أذن صاغية تعي الواقع الأليم لتغيره بآخر أفضل أم أنني واهم أحلم بلبن العصافير؟ !

أعود الى مدير المعهد الذي طلبت منه أن يسلمني ورقة يدون فيها شروطه التي أملاها علي وأراد أن يلزم ابنتي بتطبيقها ولكنه عاد الى الرفض لأنه يعلم علم اليقين أنه لو فعل ذلك لسلمني رقبته.

أرأيتم كيف أن المتمسك بدينه في هذه البلاد أصبح مطاردا منبوذا ومحاصرا… !!! إنه مجرم في حق هذا المجتمع !!! ألايكفيه إجراما أنه يريد أن يشذ عن القطيع !!

أما المدير المذكور أعلاه فقد أخبرني همسا أنه يصلي مثلي وأن ابنته تريد أن تلبس الفولارة ولكنه نصحها باجتناب ذلك خوفا عليها من الأذى الذي سيلحقها !!!

هذا هو المسؤول في بلادي يريد أن يطبق أوامر و تعليمات هو نفسه غير مقتنع بها !! انه يعيش التناقض والازدواجية من أعلى رأسه الى أخمص قدميهلقد أخبرني أيضا أن القانون يسمح للأستاذات المتدينات بالفولارة التونسية « أي ربط الفولارة الى أسفل و عدم استعمال الدبابيس« …فلما أخبرته أن هذا « القانون« كان يجب أن يكون ساريا على الجميع أستاذات و تلميذات استنكر ذلك لأنه لا يمكن أن يساوي بين الأستاذة والتلميذة حسب رأيه طبعا !!!

انظروا الي هذا الميز الذي لا أجد له مبررا !!! انه التخبط نعم المسؤولون في بلادي يتخبطون ويتخذون قرارات متضاربة لا تقوم على العدل و المساواة ..إذ ما الفرق بين المرأة و الفتاة في هذا الشأن؟ ! أفيدوني يرحمكم الله.

أخيرا هل هذا المناخ هو مناخ تربية وتعليم واجتهاد وتميز وابداع أم هو مناخ ضغط وشد وتوتر؟ !

كلمة أخيرة أهمس بهذا في أذن المسؤولين : »بدون حرية و عدالة لا يمكن أن يستقيم أمر التعليم وغيره من القطاعات« .

ملاحظة:

أمام تشبث المدير بموقفه و تعنته قام صاحب الرسالة بنقل ابنته نورس الى معهد آخر .

الإمضاء : ولي التلميذة نورس الجازي – سعيد الجازي

ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، تدعو أصحاب القرار فى البلاد إلى إعفاء المدير صالح الجملي من مهمة إدارة المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل ، دون تأخير ، بعد أن أظهر عداءة السافر تجاه الفتيات المحجبات بالمعهد ، وتحمّل السلطات التونسية مسؤولية التعديات التى يرتكبها المسؤول المذكور وكل النتائج المترتبة عليها . وتدعوها إلى وضع حد لسياسة إستهداف المحجبات واقصائهن والنيل من حقوقهن الدستورية .

تدعو أولياء أمور الفتيات المحجبات بالمعهد إلى التجند ، لرفع قضية عدلية ضد المدير صالح الجملي ، ورفع عرائض إحتجاج إلى أعلى المستويات الإدارية في البلاد . وتكبر فيهم الشجاعة التى أبداها الكثير منهم في الدفاع عن حقوق بناتهن وتعبرعن مساندتها المطلقة لهم ، في مواجهة الإنتهاكات التى تحدث في حق بناتهن .

تدعو كل الهيئات والشخصيات الحقوقية والإعلامية داخل تونس وخارجها ، إلى تسجيل مواقف لدى السلطة التونسية تستنكر إستهدافها للمحجبات ، وتطالب علماء الأمة ودعاتها إلى التحرك العاجل لوقف السياسات الرسمية التى تستهدفهن , ووقف الضغوط التى تمارس عليهن بهدف إجبارهن عن التخلى عن لباسهن الاتى إخترنه .

 

عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

البريد : protecthijeb@yahoo.fr

 


 

حــــزب تونــــس الخضــــــــراء

الأخ الأمين العام

 

بعد التحية النضالية والأخوية الصادقة ،

 

 أتقدم إليكم وإلى كافة أعضاء مكتبكم المحترم لإعلامكم بما يلي:

 

كما تعلمون لقد تقدمنا يوم 19 أفريل 2004 إلى مصالح وزارة الداخلية بملفا قانوني من أجل تأسيس أول حزب بيئي  مستقل وهو « حزب تونس الخضراء »

ورغم أن مصالح  هذه الوزارة رفضت تسليمنا الوصل القانوني فإن حزبنا لاقى ترحيبا مشجعا من طرف كل مكونات المجتمع المدني وخاصة أحزاب المعارضة الوطنية، وكانت العديد من الصحف والمجلات التونسية [1] و وكالات الأنباء  عالمية [2] قد أعلنت عن تأسيس حزبنا .

ولقد خصت كذلك مواقع الواب  التونسية والأجنبية  ومواقع حكومات دول صديقة ، باهتمامها بإعلان تأسيس حزبنا  » تونس الخضراء » .

لكن فوجئنا بعد سنتين من تسليم ملفنا ، بقرار وزارة الداخلية  الجائر و تسليم تأشيرة « حزب الخضر » يوم 03 مارس 2006 إلى نائب برلماني للحزب الليبيرالي

وتبعا لعملية السطو على حزبنا تمت تغطية إعلامية لمغالطة الرأي العام تمحورت خاصة حول جريدة « الشروق »  والجرائد الرسمية  الأخرى 

ولقد تمادت هذه الحملة التضليلية ستة أشهر إلى أن انطفأ بريقها الزائف أمام الحملة المضادة التي قمنا بها ومساندة مكونات المجتمع وخاصة أحزاب المعارضة وجرائدها.

لكن تعاود الظهور دائما كلما تقدمنا في عملنا وحققنا انتصارا هاما ، فبعد اعتراف أحزاب الخضر في أوروبا  في مؤتمر جنيف بحزبنا والتنديد بعملية السطو علينا يوم 15/10/2006 ، قامت جريدة الشروق بثلب المنسق العام يوم 01 نوفمبر 2006 ولقد تقدمنا بشكوى رسمية إلى وكالة الجمهورية بعد رفض حق الرد ودعونا إلى ندوة صحفية يوم 09/12/2006 وقع منعها من طرف وزارة الداخلية .

وها هي نفس الجريدة تقوم بحملة تضليلية جديدة  لايهام الرأي العام بأن المنصب على « الخضر » يتهيأ إلى عقد مؤتمره المزعوم  » وبأنه « أصبح ضحية(هكذا ) وزارة الداخلية  التي مانعت في منحه جريدة ناطقة باسم حزبه (هكذا) ….

إلى ترويج أخبار تنقلاته الزائفة ولقاءات  « بجامعات » وهمية داخل البلاد ، أي بعض عناصر من الحزب الليبرالي الذين جمدوا نشاطهم من مدة سنين.

إننا نعلم جيدا من يحرك اللعبة ومن يمول العملية ونحن  نعتقد أن قرار السطو على حزبنا اتخذ في أعلى مستوى  ولم ننخدع بما يروج حول هذه المهزلة السياسية  من سهو أو أو مغالطة ، لكن  نقول أيضا إذا حدث هذا سهوا أو إن وقعت مغالطة ما  فإن المصيبة أعظم !  

نحن نعلم أن البعبع « .الأخضر » تحركه أيادي معادية للديمقراطية في بلادنا خفية وذلك كلما حققنا انتصارا أو تقدما في بناء حزبنا أو أخذنا مواقف مساندة لنضالات المواطنين

 

الأخ الأمين العام

إننا نتوجه إليكم بهذه المناسبة لنلفت انتباهكم  لما يحاك ضدنا من أعمال معادية للديمقراطية.

إننا آمنا دائما بأن عملنا وتضامننا مع كافة فصائل المجتمع المدني هي حصن لنا.  كما نؤكد لكم أن كل هذه الحملات التضليلية لن تثنينا عن العمل المتواصل من أجل الاعتراف بحزبنا « تونس الخضراء » البيئي المستقل.

ولكــــــم تحياتنا واحترامنــــــا  

أخوكم المنسق العام

عبد القادر الزيتوني
 

[1] الموقف ، الطريق الجديد ، الوحدة ومجلة حقائق وجريدة الشعب

[2] كالة AFP ، بلاغ 10/05/2004،  ثاني بلاغ 09/06/2004، ثالث بلاغ 23/07/2004


 
الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج آف نوهال – تونس  تونس في 7 أكتوبر 2008 بلاغ إعلامي
 
 تلقى الحزب الديمقراطي التقدمي عشية أمس الاثنين 6 أكتوبر 2008 دعوة للمشاركة في الاستشارة الوطنية حول التشغيل التي تنطلق في التاسعة من صبيحة اليوم 7 أكتوبر 2008 و الحزب الديمقراطي التقدمي الذي شارك في كل الاستشارات الوطنية التي دعي لها رغم تسجيله لمحدوديتها و لصبغتها الدعائية و الشكلية، والذي شارك في الاستشارة الوطنية حول التكوين المهني في فيفري 2007  إثر تغييب دام  سنوات، ثم أقصي من الاستشارات و التظاهرات الوطنية التي تلتها و آخرها الاستشارة الوطنية حول التنمية : – يجدد تمسكه بالحوار أسلوبا و منهجا لمعالجة القضايا الوطنية ويؤكد أن حالة الاحتقان و الشعور بانسداد الأفق التي ما فتئت تتنامى في صفوف الشباب، والمعطلين منهم بصفة خاصة، تستوجب حوارا وطنيا جادا ومعمقا يُدرج قضية التشغيل في إطار الإصلاح السياسي الشامل، بما يتيح مجالات المشاركة ويخضع السلطة لرقابة المجتمع  ويُدمج كل جهات البلاد في عملية التنمية ويُحفز الاستثمار وبعث مواطن الشغل في إطار من الشفافية وتكافؤ الفرص. – يعتبر أن من مقتضيات الحوار إعلام الأطراف المشاركة في متسع من الزمن وإشراكها في كل المراحل التمهيدية وإفساح المجال لإمكانات تعديل الخيارات المتبعة وبذلك يكون للاستشارات معنى وأهداف بناءة. – يُقرر عدم المشاركة في أعمال هذه الاستشارة، التي دعي إليها قبل سويعات فقط من انطلاقها، تمسكا بمقتضيات الحوار الحقيقي لا الصوري و تأكيدا على الأهمية القصوى التي يوليها للقضية المطروحة  في هذا المجلس. الأمينة العامة مية الجريبي


إرسال أخبار التعذيب في مصر عبر الهواتف النقالة

 
في محاولة « لنشر الوعي » ضد التعذيب قام الموقع الإليكتروني المصري tortureinegypt.net بإطلاق خدمة إرسال آخر أخبار التعذيب من قبل الشرطة المصرية بواسطة الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة. وقبل إطلاق هذه الخدمة قام الموقع بنشر وتوثيق آخر أخبار التعذيب من خلال مقاطع الفيديو والصور ومقالات تخص هذا الموضوع. وتقول منظمة حقوق الإنسان المصرية بأنها قد سجلت 400 حالة تعذيب من قبل الشرطة في السنة الواحدة وأن 22 بالمائة فقط من القضايا قد تم رفعها للمحاكمة، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية. (المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين (آي- جي- نت) بتاريخ 6 أكتوبر 2008) الرابط: https://www.ijnet.org/ar/ijnet


في سجن سيدي بوزيد الطيّب بن عثمان في إضراب عن الطعام من أجل صورة طفله

 

 
نشرة الصحبي صمارة في أخبار
بلغ اليوم إضراب الجوع الذي بدأه سجين تحرّكات الحوض المنجمي الطيب بن عثمان يومه السادس داخل الغرفة 2 بالجناح 2 بالسجن المدني بسيدي بوزيد. وكان الطيب بن عثمان قد أعلم محامييه الأستاذان علي كلثوم ورضا الردّاوي يوم الثلاثاء 1 أكتوبر الجاري أنّه سيدخل في إضراب عن الطعام بداية من يوم الأربعاء الموافق لأوّل أيام عيد الفطر. ولم يتمّ التأكّد من دخول بن عثمان في الإضراب إلاّ عندما زارته عائلته صباح اليوم لتجد وضعه الصحّي متدهورا جرّاء بلوغه اليوم السادس من الإضراب. وقال الأستاذ رضا الردّاوي في اتصال هاتفي بـ »كلمة »: « إنّ الطيّب يخوض إضرابا كان قد أعلن عنه منذ أسبوع من أجل حقّه في الحصول على صورة ابنه، ناظم ذي العامين، التي صادرتها إدارة السجن المدني بسيدي بوزيد ( 300 كلم جنوب العاصمة تونس) وحقّه في كتابة وتسلّم الرسائل من أصدقائه وأهله ». وأضاف الردّاوي: »إنّ الطيب بن عثمان، هو معلّم، ويتابع دروسه في المعهد الأعلى للتكوين المستمرّ ومن المنتظر أن يحصل هذا العام على الأستاذية باعتبار ما تحصّل عليه من نتائج متميّزة في دراسته لكنّ السجن حرمه من حقّ مواصلة دراسته. وهو يعيش وضعا صعبا في السجن حيث يقيم مع أكثر من أربعين سجينا في غرفة واحدة وينام على الأرض « في الكدس ». ويطالب بن عثمان بنقله إلى سجن قفصة حيث المئات من رفاقه الذين تمّ اعتقالهم على خلفية التظاهرات السلمية التي شهدتها مدن الحوض المنجمي وتحديدا معتمدية الرديّف التي إليها ينتمي. واعتقلت السلطات بالإضافة إلى الطيب شقيقه الحفناوي بن عثمان وهو حاصل على الأستاذية ومن العناصر التي تقود التحرّكات السلميّة لخرّيجي الجامعة من أجل الحق في الشغل. ويقيم الطيب في السجن المدني بقفصة منذ أن سلّم نفسه في الليلة الفاصلة بين 3 و4 جويلية الماضي في منزل بحيّ القوافل بعد لجوءه إلى الجبل لأكثر من أسبوعين صحبة العشرات من أبناء الرديّف الذين أطلقت عليهم جحافل الشرطة المحاصرة لمدينة الرديّف الرصاص يوم 7 جوان وقتلت أحد الشباب وجرحت أكثر من عشرين آخرين. وكان الطيب بن عثمان قد لجأ إلى الجبال المحيطة بمدينة الرديّف، أثرى المدن التونسية في إنتاج الفسفاط ومن أفقرها من حيث الظروف الاجتماعية لأهلها بعد أن كان من بين العناصر النقابية التي أكّدت على حقّ أهالي الرديف وبقية سكان الحوض المنجمي في تحسين وضعهم الاجتماعي وتوفير مواطن شغل لأبناء جهته. وسلّم الطيب بن عثمان نفسه إلى رئيس الفرقة المختصّة للحرس بالمتلوّي « علي بوزيدي » بحضور عدد من أقاربه إثر مداهمة قوات التدخّل لمنزله وتهشيم ما فيه وإلقاء القنابل الغازية على عائلته بما أدّى إلى حروق أصابت طفله ناظم في ظهره. وقامت وحدات التدخّل، التي سيّجت مدينة الردّيف ولا تزال منذ شهر جانفي الماضي، باقتحام منازل أفراد أسرة بن عثمان والاعتداء على أشقاء الطيب وشقيقاته والاستيلاء على مبلغ 720 دينارا من منزله وقاموا بخلع ورشة خياطة لوالده والاستيلاء على ما قيمته 8 آلاف دينار بضاعة وآلتي خياطة بقيمة 10 آلاف دينار كما تمّ تكسير جميع أبواب منازل أشقائه الخمسة وتكسير باب حديدي لهاتف عمومي على ملك شقيقه تمّ خلعه عندما قامت سيارة شرطة بجرّه بعد ربطه بالحبال لتكسيره نهائيّا. وروى شهود عيان أنّ الطيّب سلّم نفسه على الساعة التاسعة مساء بشكل سلمي وطوعي لكن بمجرّد وصوله إلى منطقة شرطة قفصة قامت عناصر الشرطة بأمر من المسؤولين الأمنيين وبمشاركتهم المباشرة بتجريده من ثيابه وتعذيبه وجرّه عاريا وهو ما خلّف له أضرارا بالغة وواضحة بما جعل إدارة سجن سيدي بوزيد تطلب منه الإمضاء على اعتراف بأنّه تعرّض للضرب خارج السجن وهي ليست مسؤولة على المضاعفات الصحّية التي قد تحصل له في السجن. وقرّر حاكم التحقيق في قفصة إيداع الطيّب في السجن المدني بسيدي بوزيد في خطوة مخالفة للقانون الذي ينصّ على إيداع السجناء في أقرب السجون إلى أماكن إقامتهم. من داخل الغرفة 2 بالجناح 2 في السجن المدني بسيدي بوزيد ينهي الليلة الطيب بن عثمان أسبوعه الأول من إضراب عن الطعام لأجل حقّه في تسلّم صورة طفله وتسلّم الرسائل من أهله ونقله إلى سجن قفصة حتّى يتسنّى لزوجته زيارته خصوصا وأنّ ما مورس على عائلته من قمع وانتهاكات تجاوزت كلّ الحدود.
 
(المصدر: موقع مجلةكلمة‘ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 06 أكتوبر 2008)


 

تونس: بعث لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية

 

 
تونس ـ خدمة قدس برس   أعلن محافظ البنك المركزي التونسي عن إنشاء لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية عهد للبنك الإشراف عليها قصد التدخل في الوقت المناسب واتخاذ القرارات اللازمة بما يحافظ على استقرار الاقتصاد التونسي. وأفاد توفيق بكار محافظ البنك المركزي في تصريحات صحفية إنّ تونس اتخذت كذلك عديد الإجراءات على مستوى التصرف في الاحتياطي من العملة الصعبة وعلى مستوى القوانين المنظمة للقروض السكنية. ونوّه محافظ البنك بخيار البنك الشمولي عوضا عن صيغة بنوك الاستثمار وهو ما سيوفّر موارد مالية متنوّعة تؤمّن رصيد المدخرات الثابتة مشيرا إلى سعي تونس إلى تحويل بنوك التنمية إلى بنوك شمولية على غرار البنك التونسي الكويتي والبنك التونسي الإماراتي والبنك التونسي القطري. واعتبر أنّ السوق المالية التونسية في مأمن من الأزمة، حيث امتنعت تونس عن الخروج إلى السوق المالية الدولية خلال سنة 2008 كما أنّ هناك اقتراح بعدم الخروج كذلك في العام 2009 والاقتصار على تعبئة موارد ميزانية الدولة بصفة استثنائية على السوق المحلية. وبحسب السيد توفيق بكار فإنّ الهيئات المالية التونسية بمأمن من المخاطر نظرا لكونها لا تستخدم بصفة مكثفة التقنيات التي كانت سببا في الأزمة ولأنّ توظيف البنوك التونسية لأرصدتها من العملة الصعبة في الأسواق المالية الدولية تخضع لقواعد صارمة.   (المصدر: وكالة (قدس برس) بتاريخ 07 أكتوبر  2008)


ندوة وطنية لبحث حلول لازمة البطالة في تونس

 
تونس 7 أكتوبر تشرين الاول/رويترز/  افتتحت اليوم الثلاثاء بالعاصمة أعمال ندوة تستمر يومين للبحث عن حلول لازمة البطالة. وافتتح رئيس الوزراء محمد الغنوشي الندوة الوطنية حول التشغيل التي تبحث عن حلول لازمة البطالة التي تؤرق الحكومة والبالغ نسبتها وفقا للارقام الرسمية 3ر14 بالمئة وتستمر الندوة يومين. وتعول تونس على ايجاد فرص شغل في بلد يبلغ فيه عدد خريجي الجامعات نحو 88 الف سنويا. وقال الغنوشي في كلمته أمام المشاركين //ان التشغيل مازال يمثل تحديا يستوجب تضافر جهود كافة الاطراف لرفعه بالنظر خاصة الى تطور هيكلة الطلبات الاضافية التي اصبحت تضم نسبا متزايدة من حاملي الشهادات العليا//. وتميزت الندوة بمشاركة واسعة لكن غاب عنها الحزب الديمقراطي التقدمي أحد أبرز أحزاب المعارضة في تونس الذي رفض دعوة حكومية وجهت له للمشاركة مما قد يزيد من تعميق الهوة مع الحكومة قبل انتخابات برلمانية ورئاسية من المقرر اجراؤها العام المقبل. وقال الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان أرسل لرويترز عبر البريد الالكتروني وحمل امضاء الامينة العامة مية الجريبي //نقرر عدم المشاركة في أعمال هذه الاستشارة التي دعينا اليها قبل سويعات فقط من انطلاقها تمسكا بمقتضيات الحوار الحقيقي لا الصوري وتأكيدا على الاهمية القصوى التي نوليها للقضية المطروحة في هذا المجلس//. وأضافت الجريبي في بيانها ان الحزب يعتبر انه من مقتضيات الحوار اعلام الاطراف المشاركة في متسع من الزمن واشراكها في كل المراحل التمهيدية وافساح المجال لامكانات تعديل الخيارات المتبعة ليكون للاستشارات معنى واهداف بناءة. وفي تونس ثمانية احزاب صغرى معارضة أبرزها الحزب الديمقراطي التقدمي المتميز بمعارضته الشديدة لخيارات الحكومة. وأعلن نجيب الشابي أحد قادة الحزب عزمه الترشح لمنافسة الرئيس زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية رغم ان تعديلا دستوريا اجري هذا العام يمنعه من حق الترشح لان الترشح للانتخابات الرئاسية يقتصر على زعماء الاحزاب وفقا للتعديل. وتشهد علاقة الحزب والحكومة توترا مستمرا اذ يتهم الحزب السلطات بالتضييق عليه ومحاولة وأده وعرقلة نشاطه بينما تنفي الحكومة هذه المزاعم وتقول ان هذا الحزب عادة ما يلجأ للاستعراض لجلب اهتمام الاعلام الدولي. ويقول محللون انه يعتقد على نطاق واسع ان الحكومة تسعى لمزيد من الانفتاح على أغلب الاحزاب السياسية في البلاد بما فيها الحزب الديمقراطي التقدمي لضمان اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية هادئة وبعيدة عن الصخب الاعلامي الذي قد تثيره المعارضة خلال شهر نوفمبر تشرين الثاني من 2009. ومن المرجح ان تزيد خطوة رفض المشاركة في هذه الندوة في تأجيج الخلافات بين الحكومة والحزب الديمقراطي التقدمي.   (المصدر: وكالة (رويترز) بتاريخ 07 أكتوبر  2008)

تونس ترسم 3 توجهات لمعالجة معضلة البطالة البالغ نسبتها 14.1 %

 

 
تونس / 7 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: قال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي إن حكومته رسمت 3 توجهات أساسية لمعالجة معضلة البطالة في بلاده البالغ نسبتها وفقا للأرقام الرسمية 14.1 %. وإعتبر الغنوشي في كلمة فتتح بها اليوم الثلاثاء  » الندوة الوطنية حول التشغيل » أن من شأن التوجهات المحددة إيجاد حلول جذرية وسريعة  لهذه المسألة التي ما تزال تمثل تحديا يستوجب تضافر جهود كافة الأطراف لرفعه. وأوضح أن التوجهات المحددة هي » رفع نسق النمو من نسبة 5.7 %  المسجلة خلال 2007/2008 إلي نسبة نمو في حدود 7 % سنويا » أولا، و »الارتقاء بنسبة الاستثمار من 25 % حاليا إلي 28 % من إجمالي الناتج المحلي » ثانيا،وثالثا « الترفيع في طاقة تأهيل وتكوين الاختصاصات العلمية والتكنولوجية ». ولكنه لاحظ أنه على الرغم من تمكن بلاده من التحكم في النمو السكاني ليتراجع من 2.4 %  خلال العشرية ما بين 1984و 1994 إلي 1 % حاليا،فإن الهيكلة الديمغرافية للسكان والإقبال المتزايد علي سوق العمل  ساهما في استمرار ارتفاع عدد السكان الناشطين بنسق عال،حيث ناهز 2.5% سنويا. وأشار رئيس الوزراء التونسي إلى أن هذا الإرتفاع  ساهم في تزايد الطلب الإضافي للعمل من معدل 70 ألف خلال خطة التنمية الخماسية التاسعة 1997(/2001 ) إلى 88 ألفا سنويا خلال خطة التنمية الخماسية الحالية (2007 ـ 2011 ). واعتبر أن بلاده  توفقت رغم متطلبات تأهيل الإقتصاد وإعادة هيكلة وحدات الإنتاج،و « الظروف العالمية التي لم تكن دوما ملائمة »،إلى توفير ما يقارب 600 ألف فرصة عمل جديدة خلال الفترة 2000/2007 ،إلى جانب تقليص نسبة البطالة من 15.6 % عام  1999 إلي 14.1 % عام2007. يشار إلى أن  » الندوة الوطنية حول التشغيل » ستتواصل أعمالها على مدى يومين بمشاركة  واسعة من مختلف فعاليات المجتمع المدني التونسي من منظمات وجمعيات واحزاب سياسية،بإستثناء الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض الذي تغيب عنها رغم توجيه دعوة له.   (المصدر: وكالة (يو بي أي) بتاريخ 07 أكتوبر  2008)

ندوة دولية في تونس تبحث التآلف والوئام بين الأديان

 

تونس / 7 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: بدأت اليوم الثلاثاء بتونس العاصمة أعمال ندوة دولية حول التآلف والوئام بين الأديان والتحديات الثقافية الدولية الراهنة، ينظمها المعهد العالي لأصول الدين في تونس وجامعة الزيتونة بالتعاون مع منظة كونراد أدناور الألمانية. ويشارك في هذه الندوة التي ستتواصل أعمالها على مدى ثلاثة أيام، خبراء ومختصون عرب وأجانب، وذلك لبحث ومناقشة جملة من المحاور التي تتعلق بالتآلف والوئام بين الأديان، وزعت على 8 جلسات علمية. وتتضمن أعمال الجلسة الأولى ثلاث مداخلات الأولى للأب نبيل حداد من الأردن بعنوان » التآلف والوئام بين الأديان: آفاق عربية مسيحية »، والثانية لمنى طلبة من مصر حول « مفهوم الكتاب في القرآن ومنزلة أهل الكتاب فيه »، بينما الثالثة لرجاء ناجي من المغرب حول « الإسلام والغرب:تقاطع في النظرة للتعايش بين الثقافات ». أما الجلسة العلمية الثانية، فسيحاضر فيها سيف الدين الماجدي من تونس حول » التآلف والوئام بين الأديان من خلال الخطاب السيرة النبوية »، وعمار العش من تونس أيضا بعنوان »مقاربة في الوئام الذي كان موجودا بين النصارى وخلفاء بني أمية في بلاد الشام »، وأحمد شحلان من المغرب حول « المعرفة المشتركة في أندلس التسامح ». وتتضمن الجلسة العلمية الثالثة محاضرة للباحث الألماني برند توم حول المسيحيين والمسلمين في القرن 12 ميلادي، ومداخلة للإيطالي فابيو مازيني حول « أنوار العقل ومسألة التآلف الديني ». وفي الجلستين الرابعة والخامسة، سيحاضرخبراء من فرنسا ولبنان حول الحضور الإسلامي في أوروبا،وإشكالية الوحدة بين الأديان، فيما تتضمن الجلسة السادسة مداخلات حول التجربة التونسية في الوئام بين الأديان. أما الجلسة السابعة، فستخصص لبحث قضية التآلف والوئام بين الأديان من منظور التحديات الراهنة، فيما ستخصص الجلسة العلمية الثامنة والأخيرة لمناقشة حصيلة الجلسات العلمية.   (المصدر: وكالة (يو بي أي) بتاريخ 07 أكتوبر  2008)


ورشة تأهيلية افريقية في تونس حول السلامة المعلوماتية

 

 
تونس في 06 اكتوبر /قنا/ بدأت في تونس اليوم اعمال ورشة تاهيلية افريقية حول السلامة المعلوماتية بمشاركة 15 مهندسا وخبيرا فى ميادين الاعلامية والسلامة المعلوماتية من عدد من البلدان الافريقية الناطقة بالفرنسية. وتهدف الورشة التي تنظمها على مدى اسبوعين شبكة مراكز الامتياز التابعة لموءتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية بالتعاون مع الوكالة التونسية للسلامة المعلوماتية ـ الى رصد اخر ما وصلت اليه مخابر البحث وكبرى شركات المعلوماتية فى العالم فى ما يتعلق بسلامة الشبكات والانظمة المعلوماتية وتيسير نقل هذه التكنولوجيات الى البلدان الافريقية النامية وسبل تطويعها لخدمة احتياجاتها التنموية. وياتي تنظيم الورشة عقب انضمام الوكالة التونسية للسلامة المعلوماتية الى هذه الشبكة والتوقيع على اتفاق تعاون بين الجانبين فى شهريونيو الماضي يرمي الى تكثيف تبادل الخبرات وتنظيم ورشات تكوينية وتأهيلية مشتركة فى مجال السلامة المعلوماتية.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 06 أكتوبر  2008)  


دولة قطر وتونس / تعاون شبابي ورياضي

  

 
تونس في 6 اكتوبر /قنا/ اجتمع سعادة السيد سميرالعبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية التونسي هنا اليوم مع سعادة السيد سعد ناصرالحميدي سفير دولة قطر لدى تونس. وتناول الاجتماع اوجه التعاون بين دولة قطر وتونس في المجالات الشبابية والرياضية وما يشهده من تطور مستمر ولاسيما انه سيقام يوم الجمعة المقبل حفل اعادة تدشين وافتتاح الملعب البلدي لمدينة/توزر/ في اقصي الجنوب الغربي التونسي بعد ترميمه وتجهيزه وتعشيبه بتكلفة ناهزت مبلغ 2ر1 مليون دولار امريكي تولت دفعه اللجنة الاولمبية القطرية في شكل هبة من دولة قطر. ومن المقرر ان يحضر هذا الحفل سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن ال ثاني الامين العام للجنة الاولمبية القطرية 00 فيما تقام بالمناسبة مباراة ودية في كرة القدم تجمع بين فريق النادي الاهلي القطري وفريق جريدة توزر المحلي.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 06 أكتوبر  2008)


« إذاعة موزاييك ».. الأزمة المالية والسيدة «بيكام»

في ظل الأزمة المالية العالمية ومخاطرها، يفترض أن تركز « إذاعة موزاييك » التي تحظى بمتابعة كبيرة لدى الشباب بالخصوص لبرامجها المتنوعة ان تقوم بدور تحسيسي وتوعوي تجاه هذه الأزمة العالمية وآثارها المحتملة على تونس بدل متابعة اخبار السيدة «بيكام» التي اشترت جزيرة، وذلك خلافا للدور التربوي والتثقيفي اساسا لهذه الاذاعة شأنها شأن الاذاعات الأخرى اذ يبدو أن منشطي « إذاعة موزاييك » لايقدّرون مدى ما يمكن أن ينجر عن هذه الأزمة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 أكتوبر 2008)


تجارة الإحباط وصناعة الأمل

سليم بن حميدان وعماد الدائمي

لم يكف المعارضة التونسية ما تتعرض له من قمع يومي ومن مضايقات بوليسية وإدارية لا تخفت حدتها البتة، ومن حملات إعلامية مسعورة من طرف صحفيين امتهنوا الكذب والثلب، حتى صارت تتلقى الطعنات الغادرة والمسمومة في الظهر من طرف أبناء لها كانوا حتى الأمس القريب من رافعي لوائها وصاروا اليوم من ألد خصومها المتحاملين عليها.

فما الذي حدث لهؤلاء الذين كانوا، لوقت قريب، لا يشق لهم غبار في المعركة ضد الدكتاتورية وفي  مساعي ترشيد الخيارات وتنضيج البدائل ونشر الوعي، حتى ينقلبوا إلى هذا المنقلب وينخرطوا في هذا المسار البائس ويحولوا أقلامهم التي كانت مشرعة على أعداء الحرية نحو الضحايا من أصدقاء الأمس؟

سؤال محير إزدادت وطأته كلما صدمنا بمقال جديد ينسينا صدمة المقالات السابقة في حدته وتوتره وتجاوزه لأخلاقيات النقد النزيه وتعسفه في استعمال حق الاختلاف والتعبير وجنوحه إلى التجريح والتضليل والتزييف. وإزدادت في كل مرة رغبتنا في الرد تحملا للمسؤولية وتوضيحا للأمور وممارسة لحق الدفاع وواجب الذود عن شرفنا وشرف رفاقنا المناضلين في هذه الحقبة العصيبة والملتبسة من تاريخ النضال ضد الظلم والاستبداد في بلادنا. غير أننا أمسكنا عن الرد ترفعا وإحسانا للظن وحرصا على صداقات ضاربة في عمق سنوات الغربة الطويلة. بل كتبنا ثم مارسنا على أنفسنا رقابة ذاتية أملا في توقف الأذى وتصحيح المسار. ولكننا عزمنا اليوم على الرد والتوضيح، تقودنا في ذلك إرادة وطنية صادقة ومصممة على الصدع بالحق ومتعالية، في الآن نفسه، على الأحقاد والضغائن وتصفية الحسابات الشخصية.

دعونا نذكر أولا بأبرز معالم خطاب أصدقائنا أصحاب المبادرات « التصحيحية » في الساحة قبل أن نحاول شرح الملابسات التي ولدت فيها تلك المبادرات/المناورات واستقراء أهدافها المعلنة والخفية ثم نختم بتقديرنا للموقف وتصورنا لمستقبل هذه « الظاهرة » في ظل التطور الطبيعي « السنني »  لأوضاع المنطقة والبلاد نحو تصفية وشيكة للدكتاتوريات المتخلفة وفرض متسارع للديموقراطية والحريات.

·        تحامل وتراجعات لا نقد ومراجعات

قد لا يكون من القسط وضع كل من تقدم بمراجعات جذرية وأمطر المعارضة بوابل كتاباته النقدية في نفس السلة، إذ تختلف الكثير من تصوراتهم ومناهجهم وطموحاتهم. غير أننا لمسنا معالم مشتركة في خطابهم الجديد أبرزها:

ـ تحميل المعارضة التونسية مسؤولية الانسداد السياسي الحاصل في البلاد باعتبار نزوعاتها الصدامية وخطابها العدمي.

ـ تحميل قادة المعارضة مسؤولية ما تعرض له أنصارهم وأتباعهم من سجن وتنكيل وتعذيب ومضايقات طيلة العشريتين السابقتين (دون تعرض من قريب أو بعيد للجهة التي مارست عليهم هذه الفظاعات مباشرة!!)

ـ إتهام تلك القيادات وأحزابها بتقديم طموحاتها الشخصية وأجنداتها الخاصة ومصالحها الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن العليا « وبالتفكير في قرطاج قبل التفكير في تونس ».

ـ إعتبار أن تلك الأطر  » التي تعج بجموع من الحاقدين » انتهجت منهج الهدم لا البناء بانغماسها في « السب والقذف والاتهام والاستعداء ونفث السموم .. » وبتأسيسها لثقافة « تحبط البناء وإرادة البناء ».

ـ تحميل تلك القيادات وأحزابها مسؤولية « هبوط مستوى النقاش وتدني أخلاقيات النضال » ونشر سلوكيات مستهجنة « كتأليب البعض على البعض وايغار الصدور والتخفي وراء الأسماء المستعارة وترويج الأكاذيب والاشاعات .. ».

ـ الحكم على تجربة تلك الأطر بالفشل الذريع وبعدم تحقيق أي إنجاز يذكر طيلة تاريخها وبعدم إعداد بدائل جدية وبعدم تخريج قادة وكوادر جديدة قادرة على حمل المشعل ومواصلة بقية المشوار.

نقطة التمايز الرئيسية في حديث هؤلاء كان الموقف من السلطة وموقعها من كل ما تقدم … حيث شركها أقربهم إلى القسط مناصفة في مسؤولية الانسداد السياسي الحاصل، وسكت عنها أكثرهم حسابا حتى يكاد يخيل للقارئ أن المعارضة التونسية تعارض حائطا لا يتنفس ولا يفعل ولا حتى يرد الفعل ، ونزع عنها أشدهم إسفافا مسؤولية ما حصل ويحصل في البلاد معتبرا أن ما قامت به كان في أسوء الحالات مجرد أخطاء وتجاوزات لا تقارن بحجم الانجازات الرائدة التي قامت بها ولا بجرائم المعارضة الفظيعة.

·        كلمة حق أريد بها غير ذلك

كثيرة هي عيوب المعارضة ونقائصها بالتأكيد، وأن تأتي الشهادة متواترة من طرف قياديين سابقين لعبوا فيها أدوارا متقدمة ذات يوم دليل على أن في الأمر بعض الصحة. بل نؤكد، نحن المتشبثون بمركب المعارضة « المتهالك » وجود الكثير من النواقص التي تشل الفعل وتضعف الفعالية. ولكن الإنطلاق من هذه القناعة إلى الجزم بمسؤولية المعارضة عن مصائب البلاد وكوارث العباد فيه حيف وظلم وافتئات ونوايا مبيتة، خصوصا عندما يقترن الأمر بتبرئة السلطة من تلك المسؤولية أو تهوين « أخطائها » في مقابل « جرائم المعارضة الشنيعة » أو حتى سكوت محسوب على دور مفترض للنظام في أزمات البلاد المستفحلة، فإن ذلك الأمر يفترض، بدون شك، خروجا من دائرة الموضوعية والنصح وإرادة الخير والدفع إلى البناء، إلى دائرة تصفية الحسابات والتشفي والانتقام وإرادة الهدم. هذا إذا لم يتعلق الأمر باستعمال محسوب لتلك الأحكام كمدخل، وربما كشرط، لتحقيق أهداف شخصية وطموحات فردية لا علاقة لها بالهم العام وبمصلحة البلاد من مثل مبتغى العودة الآمنة وتسوية الوضعية القانونية وضمان السلامة.

ولا نفشي سرا إذا قلنا أن كل من كتب في المعارضة وأوفى لها الكيل في الفترة الأخيرة هو إما بصدد « الإعداد للعودة » بعد قرابة العقدين من التهجير القسري خارج الحدود أو أنه عاد أخيرا إلى البلاد بعد موافقة الأجهزة الأمنية طبعا.

ولا شك أن للعودة في ظل تواصل حكم الدكتاتورية ثمن لا بد للمعارض أن يدفعه، معجلا أو مؤجلا. وللدكتاتورية قائمة في الأسعار تتناسب مع القدرة الشخصية أو بالأحرى الشرائية للمعارض والتي عادة ما يحددها موقعه التفاوضي في العملية التبادلية. وتتراوح هذه الأسعار بين الاستقالة من السياسة والتخلي عن الشأن العام، إلى إعلان التوبة وطلب الغفران، أو مهاجمة رفاق الأمس وبث الفتنة والوهن في صفوف المناضلين، أو التزلف والتطبيل للسلطان.. أو غيرها من الأثمان. ويبقى القرار الأول والأخير في أيدي البوليس السياسي الذي يمنح حق العودة لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء (بعد أن يدفعه الثمن!).

لا نريد أن يفهم من كلامنا هذا تجريم لكل من سلك درب الخلاص الفردي، بل نحترم تقديرات الكثير من الإخوة ونتفهم ظروف بعضهم الإستثنائية، وسبق أن كتبنا أن « المناضلين المتقاعدين هم شرفاء وإن ثبطوا ». غير أننا نعتقد أنه من غير اللائق ادعاء الشرف في الخضوع للمساومات والانخراط في المناورات وإخراجها بلباس البطولة والشطارة لأن في ذلك استخفافا بذكاء الآخرين واحتقارا للشهداء والمساجين والمحاصرين من مناضلي الحرية والكرامة.

·        مشروعهم : تبرير وتيئيس

إن تسارع نسق الكتابات المهاجمة للمعارضة الوطنية من أبنائها السابقين وتزايد حدتها وتزامنها مؤشرات متعددة على وجود أهداف موحدة لما يمكن لنا أن نعتبره من هنا فصاعدا حملة عدائية تجاه من بقي في ميدان المقاومة ضد الظلم والطغيان في بلادنا. بعض هذه الأهداف بشرية إنسانية يمكن أن نتفهمها ونغض الطرف عنها والبعض الآخر خطيرة وتتجاوز دائرة المهاجمين لذلك لن نتردد في أن نقف لها بالمرصاد فنفضح خلفياتها ونحذر من آثارها.

ـ الهدف الأول هو تبرير دائم متجدد لانتهاج مسلك الخلاص الفردي ومحاولة تحويله من سلوك انعزالي فردي، فيه ذل وإنكسار، إلى خيار ذكي ومسؤول. ولعل أغلب ما كتبه « العائدون » أو « المستعدون للعودة المشروطة » في الفترة الأخيرة يدخل في هذا الباب، من حديث حب الأهل والأوطان وفرحة الأقارب والخلان وترحيب البوليس وابتسامة الأعوان وأولوية المصالحة وبطلان المناطحة وإنفتاح الأعين المغلقة وولوج الأبواب المقفلة وكثرة الحجاب وتوبة الشباب والثورة المعمارية والانجازات الرياضية .. وغيرها من الأحاديث التي تثير حفيظة الأصدقاء وسخرية الغرماء.

ـ الهدف الثاني هو الهجوم الاستباقي على أصدقاء الأمس، الذين ترفع أكثرهم للحقيقة والتاريخ عن مهاجمتهم ملتمسين لهم أعذار الضعف البشري، لدفعهم إلى وضع الدفاع عن النفس عوضا عن مهاجمة من غادر المركب و »باع العهود وخان المسؤولية ».. ويتجلى الأمر بوضوح في التهديد الصريح الذي أطلقه بعضهم لإعلان الحرب إن مارس أصدقاؤه القدامى حقهم في الرد على ما بادر به من هجوم بدون مقدمات.

ـ هدف آخر لم يحاول بعضهم مجرد إخفائه ويتمثل في السعي الى توهين الأطر القائمة في ساحة المعارضة المبدئية وإذكاء الخلافات الداخلية (بين قيادات متسلطة تستأثر بالقرار والتمثيل والاعلام وكوادر وقواعد مقهورة تتحمل المغرم ولا تشارك في المغنم) والبينية (بين قيادات تتبادل الكره والمناورات الخسيسة وتعجز عن الالتقاء والتنسيق). وطبعا في إضعاف تلك الأطر هدم لخيارها المبني على مبدأ المقاومة.

ـ الهدف الأكبر حسب شكوكنا وتصورنا هو ضرب خيار « المبدئية »، المسمى تجنيا راديكالية، وإحداث حالة فراغ في الساحة الوطنية المعارضة ربما تسمح للبعض بتأسيس شرعية جديدة أو بعث إطار سياسي بديل يلتقي فيه المحبطون من أحزابهم والمختلفون مع قياداتهم والمقتنعون بعدم جدوى منهج المقاومة والساعون الى طي صفحة المواجهة والراغبون في ممارسة العمل السياسي دون دفع ثمن.

ولاشك أن الفراغ الكبير الحاصل في وسط الساحة التونسية (الايديولوجي والسياسي) يسيل لعاب الكثيرين. ولكننا نعتقد جازمين أن هذا « الوسط » هو غير قابل للملء في ظل تواصل الدكتاتورية. حيث علمنا تاريخ البلاد والمنطقة والعالم أنه لا مكان للحياد في حكم الإستبداد، وأنه من لا يكون « صديقا » يأتمر بالأوامر وينتهي بالنواهي ويزكي ويدعم ويصفق، فهو يصنف حتما في خانة الخونة والمتطرفين والأعداء ، ويناله ما نال سابقيه من بلاء…

غير أننا نحترم أي تقدير مخالف ونتمنى لأي إطار جديد النجاح والتوفيق مادام القائمون عليه يحترمون الأصول ويتوخون الوسائل النبيلة لخدمة الأهداف الشريفة. كما سنمد لهم أيدينا إذا ما تحولوا من منطق السب والشتم والتوهين وتحقير المعروف ومن اللغة الخشبية التي تدعي احتكار الوطنية وحب البلاد إلى منطق التواضع والدفاع عن الحق والقضايا العادلة والمطالبة بالمصالحة الحقيقية التي تبدأ باعلان العفو التشريعي العام وإزالة المظالم وإعادة الحقوق المسلوبة.

كما سنصدقهم أكثر ونحترم شطارتهم متى جاؤونا بمؤشرات حقيقية، ليست من صنع الخيال، على وجود رغبة صادقة للسلطة وأعلى هرمها لإيقاف المظالم وإعادة الحقوق. عندئذ سنترك « أحقادنا » جانبا و »نأتيهم » لبناء المستقبل المشرق (مثلما دعانا لذلك أحدهم دون أن يعطينا العنوان أو أن يوضح لنا هوية « نحن » المخاطب!).  وإلى أن يتحقق ذلك، ندعوهم بكل ود إلى عدم الاندفاع وراء السراب والحذر من الانزلاق في مستنقع التطبيع الآسن وإلى عدم نسيان التاريخ الذي لا تغفل ذاكرته عن الفاصل والنقطة.

أما إن تمادت السلطة في قمعها للوطنيين من كل الإتجاهات وفي إحتجازها لمساجين الرأي وفي تعطيل الحريات ومنع المهجرين، ظلما وعدوانا، من العودة الكريمة للبلاد، وإن واصلت تبديد ثروات الدولة والتحكم في حاضر الشعب ومستقبله دون إعتبار للعباد  فسيظل حقد التونسيين ضدها يتغذى ويكبر، كما علمهم ناظم « إرادة الحياة » أبو القاسم الشابي أن يفعلوا ضد « الظالم المستبد حبيب الظلام عدو الحياة ».

واستطرادا نقول بأنه لو قدر لشاعرنا الكبير أن يعيش معنا محنتنا الوطنية لكان حتما إما سجينا أو مهجرا أو في إقامة جبرية ولربما وصمه أصدقاؤنا بالحقد والتعنت.

·        مشروعنا : ثبات وأمل … إرادة وعمل

أما نحن فسنظل نفضح التجاوزات ونناضل من أجل إستعادة الحقوق،وعلى رأسها حق عودة المئات من المهجرين الرافضين للابتزاز والمساومة، وسندفع بكل ما أوتينا من قوة مع الصادقين من بني وطننا من أجل تكتيل جهود المعارضة الوطنية الجدية القومية والإسلامية واليسارية في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادنا. ونعتقد أنه آن الأوان لقيام مبادرة وطنية مشتركة تعيد المعارضة الى قلب الفعل خصوصا وأن الاستبداد قد وفر لها كل شروط النجاح بعد أن وحدها موضوعيا، حيث أراد إدانتها وإقصاءها، وقرب بينها ذاتيا، حيث ابتغى تفريقها وإحباطها.

ولا شك عندنا في كون صولة الاستبداد بلغت في بلادنا حدا لا يطاق، قتلا وتعذيبا وتهجيرا وهتكا للأعراض وتضييقا في الأرزاق وتكميما للأفواه، غير أن ذلك لا يبرر القعود مع القاعدين أو الخوض مع الخائضين أو النزول عند إرادة المستبدين بل ينبغي أن يزيد الشرفاء من أهل الحق ثباتا وإصرارا ويقينا بقرب الخلاص.

إن البحث عن سبل أخرى للخلاص من الاستبداد، غير الصمود في وجهه ومقاومته بكل الوسائل المشروعة، لا يعدو أن يكون خبط عشواء. بل إننا نجزم بانخراط هذه الرؤية العدمية في إستراتيجية الكيد والتمويه وصناعة الفوضى والإحباط التي تشكل كلها عناصر تغذية الاستبداد ودعائم حكمه الجائر. 

لقد اختاروا تجارة الإحباط  واخترنا صناعة الأمل ويبقى التاريخ هو الفيصل والبقاء للأصلح.

 

إلى عماد الدايمي / تمهّل، فالخريف يطوي كل الأوراق الميّتة الصفراء..

 

 
الطاهر العبيـــــــــدي taharlabidi@free.fr ربما تكون يا ابن بلدي قد تأخرت في الانتفاضة على ذاك الموقع المختص في ممارسة السعال الإعلامي، أو ربما صبرت على تلك النوبات، التي يحدّها شمالا الأنفلونزا الإعلامية، وجنوبا الشعوذة السياسية، قد تكون يا ابن غربتي ربما تحمّلت ما تحمّلت في انتظار أن يحي الربيع ما خرّبه الخريف، غير أنك في الأخير آمنت يقينا بأن ذاك الموقع مصاب منذ البداية بهستيريا الرقص فوق كل المنصّات، وما صبرك إلا انتظارا لأمل موءود، وطيّه من الذاكرة أنجع الحلول.. فما قيمة يا ابن أرضي أن تلوّث قلمك كما ذكرت  في دراسة موقع يمشي على البطون، ويقتات من كل الصحون، وبدل أن تجهد نفسك في البحث والتنقيب بغية العلاج والتشخيص، دعني ألخص لك حالة أمثال هؤلاء من خلال  » مارتن لوثر  » حين يقول:  » الذي يولد ليزحف لا يستطيع أن يطير « ، وفي موضع آخر يضيف:   » لا يستطيع أحدا أن يركب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا  » ودعني أقول لك مرة أخرى يا ابن وطني، أنني سوف أختصر ردي مسبّقا على ما أتصوّره مستقبلا إسهال على شكل تقارير مخافر تفتيش، تذيل بعبارات  » حرّر في الساعة الثانية و20 دقيقة، وخمسين ثانية، وتسع أعشار، بعد منتصف الليل، الموافق للسنة الهجرية…. والموازي للسنة الميلادية،…كما عوّدنا ذاك الموقع الذي يرعى من الثكنات، وقطعا سوف لن أضيّع وقتي  في الرد على ما بات منذ زمان  واضحا لكل العيان.. فقط أستسمحك واستسمح كل الشعراء وكل السادة القراء على تطاولي على الشعر، فإن كنت أهوى الشعر فالشعر لا يهواني، لأقول هذه الجمل، وأحسب أنها أبيات شعرية، من قصيدة عمودية بخمسين بيتا، جالت بخاطري حين كنت في أحد سجون تونس الخضراء سنة 92، استحضر منها هذه الأبيات أعتقد أن هذا موضعها، ردا كافيا على ما هو آت، وسوف لن أدخل في سجالات خاوية، مع موقع يعاني الفراغ، ويقاسي من تضخم الذات… وأكتفي بتسحيل هذه الأبيات: العرب أهلي وليس الغرب أنجبنـــــي                 والشاهد القرآن والشعر والكرم لا مائع في جدّ ولا في هـــــــــــــزل               كلا ّولا العقل مني ذاهل سقـــــــم إن المقلد لن تعبر مراكبـــــــــــــــه               ما دام ذيلا به قد نشّت الأمــــــــم سفساف علم به الأخلاق قد طمست             والجهل داء به قد يعبد الصنـــــــم ولك يا ابن منفاي ولكل الذين نسوا أو تناسوا أو تغاضوا، أنني ومجموعة من الأصدقاء كنا أول من استشرف حالة الهذيان لذاك الموقع منذ بدايته، ففضلنا الانسحاب عبر استقالة علنية، استنصارا للمبدئية، واستجابة للضمير؟ وهذه تذكرة مرة أخرى بنص الاستقالة: انسحــــــــــاب 6 أكتوبر 2006 مصادر النشر تونس نيوز / تونس أونلاين / / الحوار نت / نواة نحن الموقعون، من مؤسسي موقع الوسط التونسية وأعضاء هيئة تحريرها.  نعلن انسحابنا من هذا المنبر، بعدما تبين لنا في الأيام الأخيرة أنه مال عن الخطوط المرسومة المتفق عليها من طرف المؤسسين، من بينها الاستقلالية والشورى والشفافية والعمل الجماعي. ودون الدخول في التفاصيل المعلومة بالضرورة لدى المتابعين والمهتمين والمراقبين للشأن التونسي، لجملة التغييرات في التوجهات العامة والمنهج الإعلامي لمنبر الوسط التونسية، الذي حاد عن القناعات المؤسسة لهذا المشروع، والذي من أجله ساهمنا في تأسيسه، وانخرطنا في المشاركة الفاعلة، قصد تركيم التنوير الإعلامي وتفعيل الوعي السياسي وتقديم إضافة وطنية، بعيدا عن ملك الحقيقة واليقين والتجريم والتوضيع.. فإننا من باب المسؤولية الوطنية والتاريخية، نعلن انسحابنا من موقع مجلة الوسط التونسية، مع الإشارة إلى أن الافتتاحيات الأخيرة وجملة المقالات لا تلزمنا ولا تعبر عن طروحاتنا و قناعاتنا. الإمضاءات الطاهر العبيدي taharlabidi@free.fr فتحي النصري maitre_nasri@yahoo.fr نورالدين الخميري jendouba92@yahoo.fr عبد الباقي خليفة  abdulbakihalifa@hotmail.com إعــــــــــــــــلام أكتوبر 2006 13 مصادر النشر تونس نيوز / تونس أونلاين / / الحوار نت / نواة إن المتعارف عليه، والثابت إعلاميا ومهنيا وأخلاقيا وقانونيا لدى كل المنابر الإعلامية في العالم، هو ضمان حق الرد، خصوصا إذا كان توضيحا واستيضاحا للرأي العام، من أجل رفع الالتباس وإنارة القراء، ذلك لأن ضمان حرية الرأي والتعبير هي الوقود الأساسي الذي يغذي مصداقية أي منبر. من هنا فإننا نتمسك بحقنا نحن المجموعة المنسحبة من موقع الوسط التونسية بنشر بيان انسحابنا، الذي أرسلناه إلى موقع الوسط التونسية قبل غيرها، بيد أن القائم عليها تقنيا امتنع عن نشره، مما يحرم القرّاء من الاطلاع على قرار انسحابنا، رغم أننا انتهجنا نهجا مهنيا وقانونيا وحضاريا، ما يدل على التباين الصارخ بين القول والتنزيل، لدى المنبر الممتنع. وللعلم فإن الرد الملثم، الصادر عن غرفة الأخبار « المغلقة » أو « المقنّعة » أو « المعلقة »… كان متدليا في الفضاء وخارج المنبر المعني..  وإننا نسجل موقفنا هذا، قصد التوضيح والتصحيح، وغلق هذا الملف نهائيا، بعد إحالته على محاكم التاريخ لاستبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، دون الرسوب في نفس المكان ونفس الزمان، لمضغ ما لا يهضم أصلا.. فإن كان شهر رمضان المبارك غير قادر على مداواة صداع الأرواح،  فالتاريخ كفيل بأن يسجل كل المواقف وكل الخطوات، ويجيب على ما كان خافيا وراء الغرف والمكاتب. الإمضاءات الطاهر العبيدي taharlabidi@free.fr فتحي النصري maitre_nasri@yahoo.fr نورالدين الخميري jendouba92@yahoo.fr عبد الباقي خليفة abdulbakihalifa@hotmail.com  

 

 

في أبعاد مصادرة الحق في حرية التعبير والإعلام

 
بقلم: مختار اليحياوي أولا: في المشهد الإعلامي قد لا نجد مؤشرا أصدق تعبيرا على حقيقة الوضع السياسي القائم في بلد ما من المشهد الإعلامي الذي يعكسه. و لا يختلف الحال في تونس عن هذه القاعدة، فالنظام الشمولي القائم لا يعترف إلا بخطاب أحادي وحالة التسلط السائدة لا تسمح إلا بخطاب عمودي ذي إتجاه واحد من القمة إلى القاعدة. و هذه سمة الدكتاتورية التي لا تتيح سوى خطاب دعائي ينظّر للشخصية الإستثنائية الفذة التي يتمتع بها القائد عن طريق المبالغة في تضخيم الإنجازات و إخفاء و تزوير الفشل و الإخفاقات حتى تتحول السلطة إلى مشيئة فرد قوامها الأوامر و التعليمات. لذلك كان واقع الإعلام أهم مفاتيح فهم النظم الإستبدادية ومعيار تصنيفها. إلا أن هذه المنظومة الإعلامية القديمة قدم الإستبداد وجدت نفسها خلال العقدين الأخيرين في مأزق بسبب التطور الذي عرفه مجال الإعلام والإتصالات من ثورة معلوماتية عن طريق الفضائيات و الإنترنات والهواتف المحمولة و ما تتيحه هذه الوسائط من سبل إستقاء الأخبار والتعبير عن الآراء والإتصال وتداول المعلومات لكل الأفراد على السواء في عالم اليوم ودون حاجة إلى لخبرات خاصة أو نفقات باهظة. و لم تجد الإنظمة الإستبدادية وأعوان الدكتاتوريات من وسيلة لمواجهة هذه الثورة المعلوماتية وهذا المشهد الإعلامي الموازي الذي أتاحته سوى تجنيد الطاقات والإستثمار في التقنيات ووسائل التصدي لمحاصرة وحجب المواقع و المدونات الحرة التي تكشف حقيقتها و تفضح إستبدادها من جهة و بالقمع وإضطهاد أصحابها والترهيب لردع مواطنيها عن حرية استعمالها من جهة أخرى و بالضغط على قنوات الإعلام الفضائية و الصحفية أو شراء ذمم أصحابها لغض الطرف إن لم تنجح في جرها لامتداحها. و لا نحتاج إلى الجدل حول نجاح النظام القائم في تونس اليوم في تكريس الصورة التي يريدها عن نفسه لأنه يكفي التوجه بالسؤال لأبسط مواطن في أي مكان من البلاد لمعرفة حقيقتها. و لكن ما يهمنا كما تشير لذلك عديد الدلالات المتضافرة يتعلق بتنامي الوعي في تونس في المدة الأخيرة بحقيقة أبعاد قضية مصادرة الحق في حرية التعبير و الرقابة و الحجب المسلطين على الإعلام المستقل و على حرية تتناول الشأن العام في تونس من وجهة نضر مستقلة و مغايرة لوجهة النضر الرسمية و القمع المسلط على أصحابها و انعكاسات هذه القضية على المشهد الإعلامي و طبيعة النظام بشكل عام. و يبدو أن الضغط الذي شكلته التجاذبات الأخيرة حول هذه القضية قد طال السلطة نفسها و أدخل الشك داخلها في جدوى سياستها الإعلامية الحالية. و قد نشرت جريدة الصباح مؤخرا مقال حول هذا الموضوع تحدث فيه صاحبة بصيغة الجمع بما يشير لرغبته في إعطاء خطابه صيغة التعبير عن وجهة نضر شبه رسمية. كما ترافق نشر المقال في 25 سبتمبر 2008 برفع الحجب في نفس اليوم عن موقعين من أهم الوسائط لنشر و تبادل الأشرطة كانا ممنوعين في تونس إلا أن رفع الحجب عنهما لم يتجاوز الأربعة و عشرين ساعة ليعاد منعهما من جديد و يشدد الحصار على العديد من غيرها بما يشير إلى ضراوة الخلاف حول هذه القضية داخل السلطة نفسها و طبيعة موازين القوى داخلها. ثانيا: فهم الإشكالية لذلك وسعيا لرسم معالم الأبعاد الحقيقية لهذه المسألة يتجه تحديد الموضوع الذي نحن بصدده بصفة واضحة لا لبس تفاديا « للغة التعويم و التهويم و الإخفاء و التعتيم » على رأي صاحب المقال المذكور أعلاه. ذلك أن تصاعد النداءات من اجل حرية الرأي و التعبير و الدعوات لفتح مجالات الحوار حول قضايا الشأن العام بما فيها تقييم سياسة النظام وطبيعته و شرعيته لا علاقة لها بقضايا الإرهاب و الإباحية و استعمال البعض للإنترنات للترويج للتطرف الديني والإرهاب أو للتفسخ الأخلاقي و الفساد أو بتدخل الدول في العالم بأسره للتصدي لذلك. و هي أيضا لا علاقة لها بما قد يشكل جرائم قذف و هتك الأعراض و ترويج الأخبار الزائفة و التي تشكل مفاهيم واضحة و مضبوطة في قوانيننا لا دخل لغير القضاء في التصريح بها متى توفرت شروطها بكل حيادية وتجرد وبعيدا عن أساليب التشهير و الضغوط المعتمدة حاليا. فالمطروح اليوم إنما يتمحور حول فتح المجال للمجتمع التونسي و شبابه بشكل خاص لا ستعمال أهم وسائل المشاركة السياسية و التطارح في الشأن العام القائمة اليوم و ذلك برفع العراقيل التي تضعها السلطة أما حرية دخول مواطنيها في تونس إلى عشرات المواقع و المدونات التي أنشأها تونسيون في الداخل و الخارج للتحرر من القيود المكبلة للمشهد الإعلامي الوطني المتاح حاليا و لتداول الأخبار و التعبير عن رأيهم بكل حرية في مختلف القضايا الوطنية أو غيرها بكل تلقائية و هذه المواقع و المدونات تهم هيئات و أفراد معروفين بأسمائهم أو تحت أسماء مستعارة بينهم الشاب و المواطن العادي و النشطاء في مجال المجتمع المدني و الشخصيات الوطنية المعرفة دوليا و الجمعيات و الأحزاب بما فيها أحزاب قانونية معترف بها من السلطة نفسها كما هو حال موقعي الحزب الديموقراطي التقدمي و حزب التكتل من أجل العمل و الحريات. كما يهم الموضوع رفع الوصاية على الحق في الإعلام و حرية إستقاء الأخبار والنفاذ إليها و ذلك برفع الحجب المسلط على عشرات إن لم نقل المئات من المواقع الإعلامية الدولية و الأجنبية المهتمة بالشأن العام في تونس مثل مواقع بعض المنضمات الدولية أو بعض المواقع الصحفية الفرنسية و الجزائرية و المغربية و العربية و غيرها من المواقع الأجنبية التي طالها الحجب لمجرد فتحها المجال لبعض الفاعلين في الشأن الداخلي الذين تحاصرهم السلطة أو بسبب تعرضها بمقالات نقدية للسياسة الرسمية أو بعض أعوان النظام و أفراد حاشيته. و أخيرا يتعلق الأمر ببعض الوسائط الخاصة بالإتصال وتبادل الأشرطة و الصور والإخبار عن طريق الأنترنات والبريد الإلكتروني و قوائم المراسلات مثلما حدث مع موقع فايس بوك مؤخرا. و المقصود من هذا كله يتجاوز ترف الكتابة أو الرغبة في مشاكسة السلطة القائمة بل يهدف إلى توطين حرية الرأي وحرية الصحافة لا عن طريق تعدد العناوين المستنسخة لنفس الخطاب بمنح المزيد من تراخيص الصحف و الإذاعات والقنوات للموالين والأتباع. كما يسعى إلى تجاوز تناول القضية من وجهة نضر رسمية لنضام معنى أساسا بتزيين صورته و إخفاء حقيقتها و مغالطة مواطنيه حول حقيقة سياسته و نتائجها إلى منطلق و طني يشخص الواقع كما هو ويحدد مواطن القصور والإخفاق فيه و يفتح المجال للحوار حول أقوم السبل لتجاوزها خدمة للمصلحة العامة تنهي طغيان مصالح بعض الفئات المهيمنة حاليا على حساب كل المضطهدين والمهمشين والمعطلين والذي لا يكاد هذا النظام ينضر إلى قضيتهم إلا كمشكلة تهدد استقرار سلطته و استتباب استبداده. ,هو رهان في أقصى مداه يتعلق بتفعيل الثروة الحقيقية التي تحسم التنافس بين الشعوب وفي ثروتنا المعرفية وطاقات الذكاء والخبرات المتوفرة لدينا ذلك أنه لا معنى لأن ننفق ربع منتوجنا الوطني على مدى نصف قرن غلى التربية و التعليم و نبدد نصف حياة أجيال بأسرها في الدراسة ثم نحكم عليها بالعطالة و الصمت  » صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ « . ثالثا: مأزق الخطاب الرسمي فقد بات واضحا أن المشهد الإعلامي في تونس لا يعبر عن أزمة إعلام بقدر ما يعبر عن أزمة نظام و أزمة مجتمع بأسره. و هذه الأزمة ليست سوى إنعكاس لمأزق الخطاب الرسمي في مرحلة لم يعد في إمكان أي إعلام رسمي أو حزبي أو غيره الهيمنة على الفضاء الإعلامي داخل أي بلد من البلدان بلغته الخشبية و سلم أولوياته و محاور اهتماماته وبصفة خاصة إذا اتجه إلى محاصرة الحقيقة و التعتيم على الأحداث التي لا تخدم النظام و تفضح تخلف ممارساته وفساد أعوانه فالمشهد إعلامي العام لم يعد هذا الخطاب الرسمي يملك أي سلطة عليه بل أصبح يشكل داخله مظهر تخلفه وإنحطاطه. و يبدو أن السياسة التي إعتمدها النظام في معالجة أزمة خطابه بمحاصرة و حجب كل خطاب مخالف و مناقض له و التشكيك في كل ما لا يصدر عنه أو يمس من الصورة التي لا يزال يحلم بتكريسها عن ذاته قد فشلت في خدمة أهدافها و أصبح ينضر لها سواءا في الداخل أو في الخارج كمؤشر لرفضه لمجرد الإصغاء لما ينتجه مجتمعه من أفكار و أطروحات و آراء، و تجاوزا في استعمال السلطة من جانبه عن طريق منع الإطلاع عليها من طرف مواطنيه خدمة للأفكار الخاصة به وتمريرا لسياسة فوقية يمنع المجتمع من التداول حولها وجعلها تتلائم مع مصالحه. و يتضح مما تقدم أن تناول قضية الإعلام في حد ذاته يختلف إختلافا جذريا باختلاف المنطلقات التي ننضر لها من خلالها. فمشكلة الإعلام كقضية نضام ليست سوى تعبير عن مأزق يعيشه الخطاب الرسمي من حيث وضيفته كأداة بروباقاندا و تحكم في المجتمع و وسيلة لتوجيهه حسب متطلبات أجندته و التي لا تختلف عن أجندة أي نظام شمولي قائم على الإستبداد تسعى لاستتباب الحكم و استقراره في أيدي الماسكين به كأمر مسلم به ولا بديل عنه. و هو في خلاصته لا يخرج عن التسويق لهذه الفكرة و تكريسها معتمدا بالأساس على الصبغة الرسمية التي يحاول التخفي خلفها لطمس القوى و المصالح الحقيقية القائم على خدمتها للظهور بمظهر الإعلام الوطني و الناطق باسم الدولة و الحامي لمصالح المجتمع و الحال أن الدول العصرية تنحصر مهمتها في تنفيذ سياسات و ليس في إدارة أجهزة إعلامية تروج أخبارها و تمتدح سياساتها. لأن مسؤوليتها المباشرة أمام المؤسسات من برلمان و قضاء و ليست أمام الرأي العام الذي سيحكم عليها فقط من خلال الإنتخابات. لذلك فإن من يدافع عن سياسة السلطة ينحصر في حزبها أو الأحزاب المكونين لها من خلال الجدل مع الأحزاب المنافسة له و المترصدة لأخطاء الحكومة طمعا في تولي السلطة بعده. أما أن توظف السلطة القائمة كل إمكانيات الدولة و مواردها لخدمة خطابها و الترويج لسياسة حكمها فهذا لا علاقة له بالتعددية و لا بالإعلام و إنما هو ممارسة للبروباقندا لفرض الأمر الواقع وتأبيده. لذلك فإن تناول قضية الإعلام لا يمكن أن يتم إلا من منطلق القطع مع منطق الإستبداد والتوجيهات والتعليمات والتلقين و منح شهادات الوطنية و التخوين. و قضية الإعلام من حيث هي قضية محتمع وقضية رأي عام إنما هي في الأساس قضية حرية و مواجهة للإستبداد بالرأي باعتباره أساس الإستبداد بالفعل. فتعدد عناوين الصحف و الإذاعات والقنوات التلفزية و المواقع الإعلامية القائمة بتراخيص من السلطة لمن تنتقيهم خسب ما يلائم خطابها ليس دليل تعددية و لا مقياس حرية صحافة و إنما مؤشرا على التوسع الأخطبوطي للمنطق الشمولي في مجال الإعلام و تعقده. لأنها في الحقيقة مهما كانت حسن إرادة أصحابها و وعيهم برسالتهم الإعلامية تجد نفسها في واقع مكبل لحرية تعبيرها لا تملك فيه أية حماية لاستقلاليتها. و هو نفس الوضع بالنسبة لمنح تراخيص الصحف لمن يعترف بهم كمعارضة لأنها بالأساس صحف حزبية صالحة لأحزابها و قد تساعد على إعطاء صورة عن حيويتها و ديموقراطيتها الداخلية أما أن يتحول دورها لتقديم مشروع شمولي بخطابه و ممارساته من طرف ككل حزب فهذا عكس دور الإعلام و حريته. و المقصود هنا القول أنه لا وجود لحل وسط بين الحرية و الوصاية على المجتمع و التحكم فيه إلا لتبرير مواصلة التسلط على حقوق المجتمع و الأفراد و مصادرة حرياتهم. و تجربة الحرية تحمل في ذاتها آلياتها الخاصة لتعديل خطابها و الخطاب الجيد يطرد الخطاب الفاسد و الرأي القويم يطرد الرأي العقيم كما تطرد البضاعة الجيدة البضاعة الفاسدة و تقضي على رواجها في الأسواق. إننا نلمس خلافا لما يروج له بعض المحبطين مجتمعا يتقد حيوية و تحفزا للمشاركة في صنع مصيره و المساهمة في رخاء و ازدهار بلاده و ليس أدل على ذلك ما يحمله خطاب شبابه من إزدراء واحتقار لكل من ينضرون لإقصائه ويتملقون الذل كذبا و بهتانا في الدفاع عن أوضاع تكاد تتداعى لفرط إهترائها. المختار اليحياوى – تونس 6 أكتوبر 2008 (المصدر: مدونة « تونيزيا ووتش » لمختار اليحياوي بتاريخ 6 أكتوبر 2008) الرابط: http://tunisiawatch.rsfblog.org/


أهالي هنشير الحجّاج يسددون فاتورة مطلبهم الاجتماعي ويلوحون بمسيرة على الأقدام

باجة – المولدي الزوابي لوّح أهالي هنشير الحجاج من منطقة سيدي إسماعيل باجة الجنوبية بالقيام بمسيرة سلمية على الأقدام يكون منطلقها مقر سكناهم ونهايتها المبدئية مقر ولاية الجهة ان لم تستجب الادارة الى المطالب والشكايات التي يعود بعضها لاكثر من خمسين سنة . وفي تصريح خص الأهالي به « الموقف » ذكروا بان تلويحهم هذا يتنزل في إطار الرد على الوعود التي قدمتها السلطة لهم بالجملة  حول فك عزلتهم وتعبيد الطريق الموصل لهم والذي يمتد على مسافة تقارب 2.5 كلم ولم تف باي منها. هذا وقد ذكر سكان المنطقة التي تبعد نحو 30 كلم عن مدينة باجة (130 كلم شمال تونس) بان عددا من سيارات الحرس الوطني بالزي المدني  داهمت  في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين 18 أوت /آب الماضي تجمعهم السكني واقتادت عددا من أهاليه إلى منطقة الحرس الوطني بباجة  أين تم استنطاقهم هناك وتحرير محاضر في شانهم محدثة حالة من الفزع والهلع في صفوف المتساكنين تجمع على إثرها المئات من سكان القرية ووقوفا أمام سيارات الأمن احتجاجا على تلك المداهمة الليلية والتي أتت في ساعة متأخرة فضلا على غياب الطابع القانوني والإجرائي الذي اجبر عددا منهم على مرافقتهم  كعقاب على الاعتصام الذي قام به  نحو 100 مواطن من أهالي المنطقة يوم الاثنين 18 اوت 2008 والذي استمر نحو 8 ساعات تقريبا ومنعهم مواصلة أشغال الطريق المجاورللمسلك المؤدي لهم ،وذلك بمفترق الطريق المؤدي لدشرة سيدي عبد الله بن حسين وهنشير الحجاج  والذي أتى كاحتجاج على عدم استجابة السلط لمطالب القرية  ومناشداتهم وعرائضهم المختلفة والمتعددة  والتي وجهت مباشرة للإدارة  كان آخرها العريضة الموجهة بتاريخ 31 جويلية 2008 إلى معتمد الجهة والتي أمضى عليها نحو 56 عائلة.أو الغير مباشرة التي تناولتها وسائل الإعلام.ولم يفك هذا الاعتصام الا بعد ان تحول لهم عدد من أعضاء الأمن  واحد أعضاء اللجنة المركزية دون ان تعير الإدارة لذلك الاعتصام أي اهتمام . وقد تمحورت تلك العرائض والمناشدات حول مطلب اجتماعي بسيط  يتمثل في تعبيد الطريق الذي سبق أن تناوله المجلس الجهوي في إحدى جلساته وأُرصدت له مبالغ مالية لفك عزلتهم التي تجاوزت عشرات السنين ومطالبتهم بحضور والي الجهة أو من يمثله على عين المكان لإبلاغ صوتهم.بعد أن فشلت المراسلات الإدارية والمساعي الودية. كما عبر المعتصمون عن استيائهم الشديد من موقف السلطة الذي تعامل معهم كمجرمين رغم بساطة ووجاهة مطلبهم واعتبر البعض  ممن شارك في هذا التحرك وان الاعتصام لم يبلغ الدرجة التي تجعل  السلطة تقدم على تلك المداهمة على حد تعبيرهم  معتبرين ان حضور رئيس شعبة  الحزب الحاكم وعددا من أعضائه ومشاركتهم في  الاعتصام  يشكل تعبيرا صارخا عن عمق عزلتهم واستيائهم من الوعود الكاذبة التي قدمتها لهم السلطة في أكثر من مناسبة . ولم يفرج على من اقتيد وهم :سعد الله الزوابي والطيب الزوابي وزوجته وأبناؤه الذين التحقوا بوالدهم طوعا ويوسف الزوابي ومرافقيهم مصطفى وابنه الناجي إلا في ساعة جدا متأخرة من تلك الليلة ليتم إعادة استدعاء كل من سعد الله والطيب ويضاف لهما كل من حمادي بن محمد الزوابي و صالح بن محمد الزوابي عبر الهاتف؟ قصد الحضور صبيحة الغد الثلاثاء . ومن منطلق أن ما قام به الأهالي لم يتجاوز توجيه مطلب اجتماعي بحت يتمثل في إسماع صوتهم للمسؤولين قصد تعبيد طريق تجاوز عدد الشكايـــات الموجهة في شانه عدد أمتاره  بل وصنتميتراته توجه الأربع المطلوبين في ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء 19 أوت إلى منطقة الحرس الوطني ولم يفرج عنهم إلا بعد أن اخضعوا ولساعات مطولة لاستجوابات لا مبرر لها وبعد أن ابلغ أهالي القرية تهديدهم بالتحول  إلى مدينة باجـة (120 كلم شمال تونس)على الأقدام ليسجلوا احتجاجهم عن المداهمة الليلية وطريقة الاقتياد و الأبحاث التي لا مبرر لها والتي اعتمدت سياسة  الانتقاء والتشفي على حد تعبير بعضهم . هذا وقد تعرض صالح الزوابـــي  إلى إغماء  نقل على إثره إلى قسم الاستعجالي بباجـــة مصحوبا بعوني امن بالــزي المدني واستمر على تلك الحالة ثلاث ساعات تقريبا تحت العناية المركزة وللعلم فان المغمى عليه يعاني من مرض السكري ويخضع لمعالجة مستمرة في احد مستشفيات العاصمة حول مرض Ipatit C. وقد جاء هذا الإغماء نتيجة الضغوط التي مورست عليه من قبل عدد من الأعوان اثر عملية البحث احدهم رفيع المستوى  كما ذكر وكثرة الأسئلة التي وجهت له حول علاقته بي انأ شخصيا (رغم إعلامه بأنه شقيق لي ) وافتك منه هاتفه الجوال وتم فحصه للتثبت  والتحري من الأرقام التي كانت مسجلة بــه . وقد حررت في شان الجميع محاضر متعددة أرغموا على الإمضاء عليها دون أن يعرفوا طبيعتها وما إذا كانت محاضر عدلية أو إرشادية أو…وذكر عدد من الأهالي بان الضغوط والى حد الساعة لم تنته بعد حيث أصبحت هياكل لجنة التنسيق الحزبي بالمدينة تلوح تهديد العديد ممن شاركوا في الاعتصام متجاوزين بذلك رئيس الشعبة الذي نظم وأدار الاعتصام على مرأى من الجميع ؟ثم قدم وجوده على انه جاء على سبيل المراقبة والإرشاد !! هـــذا وقد علمنا من مصادر مقربة بان الأشغال توقفت منذ ذلك اليوم ولم تعد إلا منذ ثلاثة أيام تقريبا دون القيام بأي عملية تشير إلى إمكانية الاستجابة للمطلب الذي اعتصم من اجله أهالي الحجاج. وفي اتصال بالبعض ممن شاركوا في الاعتصام أفاد بان الأهالي اتفقوا على أن يتحول الاعتصام إلى مسيرة سلمية ستنطلق في الأيام القادمة من هنشير الحجاج إلى مقر ولاية باجـــة على الأقدام يشارك فيها كل متساكني القرية يقينا أن هذه الحادثة شكلت سابقة لم يعرفها أهل المنطقة ولم يشاهد مسنوها  مثيلا لها منذ عشرات السنين ولكن متى ستفصل السلطة بين الاجتماعي والسياسي  وهل يعقل أن يعاقب أهالي الحجاج ودشرة الزوابي من إتمام الأشغال التي توقفت منذ يوم الاعتصام ،أم أن هاجس قفصة يجعل الاستباق والترويع والترهيب حلا لتطويق الأزمات عن طريق الحل الأمني الذي  ثبت فشله قبل أن تتوسع دائرتها؟ وهل من مسؤول بيده قرار يأخذ بيد 90 عائلة ويفك عزلتهم التي تجاوزت خمسين سنة؟ تابعوا قريبا ما اعدته  قناة الحوار التونسي  التي تحولت يوم عيد الفطر إلى هنشير الحجاج واعدت لكم تقريرا حول واقع ومعاناة وعزلة اهالي  هذه المنطقة !!   (المصدر: صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي (أسبوعية – تونس)، العدد 467 بتاريخ 3 أكتوبر 2008)


الشيخ عبد الوهاب الكافي أحد مؤسسي حركة النهضة التونسية في ضيافة الحوار.نت

بمثل هذا الرجل ترسخ هوية تونس العربية الإسلامية في تونس العربية الإسلامية

حاوره الأستاذ الهادي بريك

لم يدر بخلدي التقديم بين يدي حوار موقعنا مع الشيخ عبد الوهاب الكافي ولو بكلمة واحدة ولكن خانني حنين جارف جمعتني فيه أقدار الرحمان سبحانه بهذا الرجل الكبير قبل عشرين عاما. كنت يومها أدخل السجن لأول مرة في حياتي بعد إيقاف بوزارة الداخلية دام شهورا قصيرة. كان شعوران يخترمانني : شعور خوف من السجن لفرط ما كنت أسمع عن بشاعته عندما يتحدث أقربائي عن اليوسفيين الذين أذاقهم بورقيبة من العذاب ألوانا وشعور بالأمن لما كنت أسمعه ممن كان معي في زنزانات الداخلية بأن السجن مرحلة آمنة نفسيا لعدم وجود تحقيق بوليسي فيه.

نقلت إلى السجن والشعوران يتبارزان في فلا ينتصر أحدهما على الآخر لأستريح وهناك أودعت غرفة ضيقة ( سيلون ) بالجناح ( أ ) وهو جناح مضيق كله إلا غرفة واحدة (17) إستقر فيها مقامنا بعد ذلك عاما كاملا تقريبا ضمن مجموعة أمن الدولة. أودعوني غرفة ضيقة ( سيلون ) ووجدت فيها رفيقا واحدا وهي بالكاد تتسع لأكثر من سجين واحد. وجدت رجلا شيخا وقاره في حديثه وتصرفه وفي نحافة جسمه. شيخ غزا الشيب كثيرا من مواطن ذقنه أحاطني بدفء لذيذ وهو يهون علي أمر المحنة والسجن يبشرني بقرب الفرج كأنه يراه رأي العين. سألته عن إسمه وقضيته فإذا هو الشيخ عبد الوهاب الكافي عضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة وعمره آنذاك 57 عاما.

أول ما تبادر إلي هو أنى لهذا الشيخ الوقور نحيف الجسم أن يتحمل عذابات الإيقاف وبذاءة الشرطة وعسس السجن وحرس بورقيبة ثم ظلت قائمة طويلة من الأسئلة ترد علي من نفسي دون توقف : هل يكون الإنسان في مثل سن الشيخ الكافي هادئا بمثل هدوئه الذي يخيل إليك أنه في أمسية يوم صيفي معتدل تحت ظل شجرة زيتون يبسط لك من حكم الحياة ودروسها ما به تقر عينك؟ أم هل يكون الإنسان في مثل سن الشيخ الكافي محافظا على حيوية الشباب في حمل رسالته بثبات وصبر وجلد كأنه يحمل فوق رأسه طبق عنب لا أمانة تأخرت عن حملها الجبال الراسيات؟

لئن كانت سعادتي في تلك المحنة بلقاء وصحبة رجال طوى بعضهم التراب والله وحده يعلم مثوى آخرين فإن قمة بهجتي كانت بالتعرف عن قرب على شيوخنا من مثل : الشيخ المبروك الزرن عليه رحمة الله سبحانه فلقد تعلمت منه أغلى دروس في الحياة ومن مثل الشيخ عبد الوهاب الكافي الذي كان هادئا جدا لطيفا جدا خدوما جدا يلاعبنا كمن يلاعب ولده المدلل ويملؤنا يقينا وثقة في الله سبحانه.

لقد شاءت أقدار الرحمان سبحانه ألا ألتقيه فيما أذكر بعد مرحلة السجن الأولى 87 إلا مرة أو مرتين عن عجل شديد ثم شاءت الأقدار مرة أخرى أن ألتقيه في هذا الحوار الشيق الذي دفعني إلى كتابة هذه المقدمة بما زرع في من حب جديد متجدد لذاك الرجل الذي بمثله تحفظ هوية تونس عربية إسلامية. هذا شاهد على عصره يخيل لمن لا يعرف البلاد أنه يحدثك عن ألبانيا قبل زوال الشيوعية الحمراء بما إستحكم في تونس من أنياب ومخالب مسمومة للعلمانية المتطرفة التي زرعها بورقيبة فكرا ثم جاء خلفه فحققها عملا أثمر خطة تجفيف منابع التدين.

سؤال الوداع هو: هل تيسر أقدار الرحمان سبحانه لقاء جديدا بشيخنا الوقور الهادئ عبد الوهاب الكافي قبل بسط المنية لجناحيها على واحد منا أم يزف إليه أو إلينا الخبر ذاته الذي نعى إلينا شيخنا الزرن رحمه الله تعالى؟

من هو الشيخ عبد الوهاب الكافي :

ـــ من مواليد  1930  بالكاف.تعلم بالقيروان (عاصمة الأغالبة بإفريقية في العهد العباسي).وعمل بها مربّيا حتى التقاعد.

ـــ أستاذ علوم طبيعية متقاعد بالمعاهد الثانوية التونسية.

ـــ متزوج وأب لأربعة أولاد و حفدة  لجيلين متتابعين من بنين وبنات والحمد لله.                       

ـــ من مؤسسي حركة النهضة التونسية ( الإتجاه الإسلامي سابقا ).

ـــ من تلاميذ شيخ القيروان المرحوم عبد الرحمان خليف أحد أكبر شيوخ الزيتونة بتونس.

ـــ إعتقل وعذب مرات كثيرة لعل أشهرها عام 1987 بسبب إنتمائه الإسلامي ونشاطه السياسي وكذلك في أوائل تسعينيات القرن الميلادي المنصرم ضمن حملة تجفيف منابع التدين بتونس.

 نص الحوار :

الحوار.نت : مرحبا بك شيخ عبد الوهاب ضيفا كريما على موقعنا الحوار.نت.

الشيخ عبد الوهاب الكافي :السلام عليكم ورحمة  الله وبركاته و قبل الجواب على أسئلتكم البـيّـنة  اسمحوالي أن أتقدم لكم بشكري  الجزيل  على ما تقومون  به من مجهودات موفقة للمساهمة  في نشر و إعلاء كلمة الحق.

الحوار.نت : هل لك أن تروي لقرائنا مشهدين على الأقل من مشاهد التأسيس لحركة النهضة بإعتبارك أحد المؤسسين مما عايشته أنت بنفسك أو جرى أمام عينيك وسواء كان ذلك المشهد إيجابيا أم سلبيا في تقديرك أو كان أمرا داخليا أو له إتصال بالواقع.

الشيخ عبد الوهاب الكافي : في أواخر السّبعينيّات كنت أدرّس العلوم الطّبيعيّة في معهد المنصورة وكان الشيخ راشد – في نفس المعهد – يدرّس الفلسفة الإسلاميّة وكانت علاقـتـنا-أيامها- علاقة زمالة فحسب .وقد كنت التحقت من قبل  بجامع عقبة ابن نافع أحضر ليلا للإملاء القرآني والدروس الدّينية التي كان يلقيها الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله رحمة واسعة وجازاه عن الإسلام كل خير. فبفضل الله ثم بفضل دروسه القيّمة علمت – لأول مرة – أن الإسلام لا  ينحصر في أداء العبادات  فقط بل هو أيضا علم وعمل و أمر  بالمعروف ونهي عن المنكر وجهد وجهاد بالنفس والنفيس للنهوض بالأمة الإسلامية كما تعلمت منه أن ّ الإسلام منهج حياة يشمل كلّ نواحيها : الإجتماعية و الإقتصادية والتربوية والسياسية . كما فقهت أن العمل الجماعي للدعوة أفيد من الدعوة الفردية ثم إ ن ّمطالعاتي لمفكرين إسلاميّين   ( البنا, قطب, المودودي, مصطفى السباعي ) ثم مصاحبتي لشباب الصحوة …كلّ هذه العوامل عجّلت   بانخراطي  في الحركة بتوفيق من الله.

ففي عام 1981استدعيت سرّا إلى منزل الشيخ الفاضل والداعية المجاهد السيد محمد صالح النيفر رحمه الله رحمة واسعة وجازاه عن جهاده خير الجزاء- للإجتماع مع إخوة-لا أعرف جلّهم لنتشاور في تأسيس  حركة الإتجاه ألإسلامي والإعلان عن بيانها(أهدافها ووسائلها) وعن هيأتها وتقديم مطلب في ذلك للدّوائر المختصة للتّحـصيل على رخصة . ومن بين المواضيع التي نوقشت (عرضا لأول مرّة ولم تخرج الى العلن )هو اقتراح الشيخين راشد وعبد الفتاح لتغير إسم حركة الإتجاه الإسلامي  فــرًفض اقتراحهما  بالأغلبية وهذا ممّا أثلج صدري إذ أنّ مبدأ الشورى  لم يكن شعارا فقط ! وممّا زاد قلبي بهجة وانشراحا عدم وجود مسيطر من القياد ة   فتيقنت بذلك  أنّي وفقت إلى  إختيار حركة مباركة إن شاء الله والحمد لله.

و في أوائل  الصحوة و بمشاركة زميلين ( أستاذ في الحسابيات وآخر في التقنية )  مستعينين بمصادر علمية حديثة في العلوم العصرية  أذكر من بينها   كتاب :                                

La Bible le CORAN et la  SCIENCE de MAURICE  BUCAILLE

قمت   بمنابر حرّة   وكان ذلك تحت إشراف الشبيبة المدرسية التي مكننا مشرفوها والمتحمسون لهذه المبادرة أن  نطوف بكل معاهد الولاية. وكانت كل حصة تبدأ بمداخلة قصيرة  لأحد الأساتذة المشرفين ثم تختتم بنقاش حرّ بين الأساتذة والتلاميذ كل محاورها : العلم طريق الإيمان و الإسلام منهج حياة.

كما كنت أشارك  مع شباب الصّحوة كل عشية أحد  في الحلقات الثقافية و الدينية التي كان يسهر عليها بعضهم في جامع ـ نقرة-  بالقيروان و لم نكن نتعرّض وقتها لأي مضايقة.

وتعددت   تلك الحلقات في المساجد ما بين المغرب والعشاء وقبل السحور في رمضان وتُـتَوّج في المواسم والأعياد ا لدّينية بمسابقات وتوزيع الجوائز بمشاركة الحاضرين من روّاد المسا جد  وكان ذّلك مما يقوّي رابطة الأخوّة ّبين ا لمصلّين من كل الأجيال وكل الطبقات.

الحوار.نت : هل لك أن تروي لقرائنا مشهدين آخرين من مشاهد صلتك بالشيخ المرحوم عبد الرحمان خليف سواء في مسيرته العلمية أو الجهادية أو التربوية فيما جرى لك معه مباشرة أو مما عاينته بنفسك

الشيخ عبد الوهاب الكافي : كنت عضوا في الهيأة الجهوية  للمحا فظة على القرآن الكريم التي كان ير أسها المرحوم الشيخ عبد الرحمان  خليف فكان نشاطه موفقا  حتى في أقصى الريف. و قد بلغ  عدد الإملاءات  43 في كامل ولاية القيروان وكان يشجع  كل مـؤدبـيـها  و  تلامذتها بما يمده به أصحاب الخير الذين كانوا يثقون في إخلاصه حتى أنه أسس فرعا للأفارقة و  للتلاميذ المنقطعين عن التعليم من أ هل القيروان وضواحيها ورشات صناعة يتعلّمون فيها بعض الحرف  بعد الزوال  وحفظ القرآن وحصص لتعلّم  اللّغة العربية  والفرنسية كل صبا ح. و مكّن غير المقيمين بالمدينة  من المبيت ومن المطعم و كسوة الشتاء والصيف وحتى الحذاء وكان رحمه الله ينظم ويسهر على دروس علمية  يقوم بها مشايخ زيتونـيّـون  في المسا جد.

 ومنذ تطبيق النظام لسياسة تجفيف المنابع لم يبق إلا إملاء واحد  في القيروان بجامع عقبة والقليل في بعض المعتمديات وكان – رحمه الله – يقوم بمحاضرات  في القيروان وفي غيرها من  المدن التونسية: سوسة و صفاقس و نابل .وأذكر أني شاهدت له تسجيلا لمحاضرة ألقاها بإحدى مدن  بفرنسا.

الحوار.نت : هل لك أن تروي لقرائنا مشهدين أخرين من مشاهد سنوات الجمر الحامية التي عشتها محاصرا في بلادك من يوم الإنقلاب على نتائج أول إنتخابات العهد النوفمبري في الثاني من أفريل 89 حتى اليوم وخاصة عند إحتدام تطبيق خطة تجفيف منابع التدين في تونس. أذكر لنا مشهدين على الأقل إنطبعا في ذاكرتك من تلك المرحلة الصعبة من تاريخ تونس.

الشيخ عبد الوهاب الكافي :إني – والحق يقال – في ستة أشهر سجنا  قضيتها بين الداخلية وسجن 9 أفريل  أيّام محكمة أمن الدولة وعامين و نصف  في المحنة الأخيرة  لم أذق إلا النزر القليل  جدا  مما  عاناه إخوتي  في الداخلية و في السجون من  التعـذيب  مما لم تعـد تخفى  شـدته وقسوته ووحشيته  على أحد.  و اسمحوا لي  أن أذكر شيئا  مما  أ ثلج صدري مدة سجني : تضامن الإخوة خصوصا عند العواصف (كهجوم  أعوان « البوب »  بهراواتهم علينا وهم يصرخون بسبّ الجلالة والكلام البذيء أو التظلم على  أحدنا  من طرف المسؤول عن الحجرة « الكبران » وتقاسم القفة بـيننا و  حتى مع بعض المعوزين من مساجين الحق العام ) كان ذلك في الأيام الأولى من المحنة ( وبالتحديد في سجن الهوارب  ) ثم لن أنسى ما  أحاطني به أبنائي الروحيين طيلة إ قامتي  بمدرسة سيّدنا يوسف –عليه السلام –  من رعاية فائقة تفوق بصد ق ما ألقاه من بر في ّ عائلتي الصّغيرة.  كما اذكر بفخر و آنا بسجن حربوب ما  قام به أحد الإخوة إذ كان يرتكب المخالفات عمدا عديد المراّت  ليأخذوه في أحد غرف العزلة بعد أن يشبعونه ضربا مبرّحا بهراوة غليظة.  كلّ ذلك ليتمكّن آخر الليل  حين  تخفّ الّرقابة من  أن يجاور أخا  محكوما عليه بالعزلة غير الـمحدودة و يتحاور معه فيخفف عليه بذلك ما  ناله من آثار الوحدة الطويلة ويا ليتني ألقاه اليوم  فأقبل رأسه. ولن أنسى ما أصاب جميعنا من حًرقة  عظيمة عندما  إ فتكّوا منا المصاحف!  وبفضل من الله  تداركنا ذلك  ولو بعناء بتحفيظ بعضنا بعضا القرآن الكريم.

الحوار.نت : هل لك أن تصف الصحوة الثانية الجديدة في تونس بشيء من التفصيل والدقة وبقدر ما تيسر لك من الإطلاع على أحوالها وتنوعاتها بإعتبارك عايشت الصحوتين : الأولى التي كنت راعيا لها بحكم سنك وتجربتك وواحدا منها في الآن نفسه والثانية التي ظهرت بدون إستئذان من رحم الحرب على التدين بدون هوادة ولعلك من أقدر من يصفها ويصف أسباب ظهورها وأسباب تنوعها بحكم وجودك في الميدان وإهتمامك الإسلامي والسياسي. وهل لك أن تصف لنا أثرها الواقعي والمستقبلي على البلاد وواجبك أنت ومن معك من شيوخ الصحوة الأولى حيال الصحوة الشبابية الجديدة

الشيخ عبد الوهاب الكافي :لم يعد أحد يجهل أن النظام  كان ومازال يحارب مظاهر التدين بخلعه للحجاب للنساء كرها بل  أحيانا بعنف وتهديد  ووعيد في مراكز الشرطة وحتى في الأسواق وحلق اللّحى خصوصا في الأرياف  ولسائقي سيارات التاكسي والأجرة و تحريم لباس « القميص »  للرّجال  وفتح المساجد قبل الأذان بقليل ويسرع لغلقها اثر الصلوات  وتشجيع تعدد المراقص الليلية والخمارات  والقمار بالنوادي  وحتى بالتلفزة الوطنية. أليس في برنامج « دليلك ملك » ما يشجع على حب الربح المادي الوفير دون جهد وكد وجد؟

ومنذ خروجي من السجن – آخر1993-  كانت الرقابة وما زالت ولو بأقلّ كثافة  في المد ة الأخيرة  تضايقني  كما تضايق كل السياسيـيـن  ولم ينج من القبضة الحديدية  للنّظام  زعامات أحزاب المعارضة المعترف بها الّتي لا تدور في فلكه  وكم من مرة منعوني من ا لدخول إلى مقرّ الحزب الديمقراطي التقدمي بالقيروان وبالعاصمة ! فكيف يرجو منا أحد أن  نقوم بعمل جماعي مع بعض الأخوة.  ورغم ذلك   كنت وما زلت   ألتقي ببعض من أريد في المقهى أو على كرسي عمومي على الرصيف أو أتمشّى معه راجلا  في شوارع المديـنة. فلم انقطع –  والحمد لله –  عن العمل الدعوي حتى لو كانت دعوة فردية وذلك كما تأمرنا  به سورة العصر و تأمر به كل  مسلم يغار على دينه.  وقد قمت مع أحد الشباب من المصلين في المسجد و في عطلة صيفية بجمع بعض أطفال الحي  وتلقينهم آداب المسجد التي كانوا يفـتقدونها في صلا تهم معنا وتحفيظهم نصيبا من القرآن وبعض الأنا شيد الإسلامية  و الّقصص التربوية وتوزيع بعض الجوائز المتواضعة وكان هذا العمل  محدودا في الوقت  نصف ساعة في اليوم وفي العطلة الصيفية  وفي مسجد الحي فقط  .فما كان من قوات الشرطة إلا أن هددت إمام المسجد الذي طلب مني توقيف هذا النشاط حتى لا يفقد وظيـفـتيه في ا لمسجد والتعليم . 

إن الصحوة الثانية و التي ظهر ت – كما قلتم – بدون إستئذان والتي تجسدت في انتشار ظاهرة الحجاب حتى في تونس التي يُحارب فيها بدون هوادة وفي إقبال الشباب على المساجد إقبالا ملحوظا وخصوصا في تهجدهم  بحضور كثـيف  في جامع عقبة وتضرعهم بالدعاء في خشوع إلى حد البكاء هي – قبل كل شيء- رحمة من الله و نور ساطع من  آية  في  القرآن الكريم : » يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون » ( الصف أيـة 8)  إن هي إلاّ  ثمرة طيبة لما بثـّـه  علماء الدين الأفاضل الذين دخلوا بيوتنا عن طريق الفضائيات الدينية.

 

و إني لمستبشر بها ولو أنها في حاجة إلى الترشيد.  و أخشى  ما أخشاه  ا ن يتسبب ضغط النظام المتواصل  في دفع آخرين منهم إلى التطرف والى الإنـزلاق  – عن جهل  – إلى أساليب العنف لمقاومة الظلم  والتي لا تحمد عقباها.

الحوار.نت :  ما هو المطلوب في رأيك من حركة النهضة في المستقبل لإصلاح أوضاع البلاد ومن المعارضة بصفة عامة وخاصة ضمن تحالف 18 أكتوبر ومن القوى الحرة في النقابات والجامعة والنخب والمثقفين وما هي أولويات تلك الأعمال المطلوبة في ظل الأوضاع الإقليمية المعروفة والعربية والدولية؟

الشيخ عبد الوهاب الكافي :أمام تعنت النظام في مواصلته لوسائل القمع  رغم معرفته بإفلاسها  يجب على كل حرّ الاستماتة  في توحيد الصفوف على ما يجمع المعارضة على قاعدة صلبة : الحرية كأولى الأولويات والإتفاق  على وسائل النضال السّـلمية- كلّـفنا ذلك ما كلّفنا – وليس مثال الثورة البرتقاليـّة عنّا ببعيد –   وترك الخوض في ما يمكن أن يفرقنا وهذا  ما يسعى إليه النظام بكل إمكاناته:  تشتيت صفوفنا ! وهذا ما يجب على  هيأة  18 أكتوبر أن  تعمل جادة  لتسريع  تفعيله على أرض الواقع .

الحوار.نت : هل للشيخ عبد الوهاب من كلمة أخيرة يتوجه بها إلى من شاء في أي مكان أو موقع شاء في البلاد أو الحركة أو الصحوة أو المعارضة أو غير ذلك.

الشيخ عبد الوهاب الكافي :وصيّتي أوّلا لنفسي ولكل  إخوتي في الحركة :

ــ تقوى الله ووحدة الصفّ واحترام الرأي المخالف وفصل أمر كل خلاف عارض بالشورى الملزمة  إن كان مرده استراتيجيّا أو تكتيكيا  و إلى أهل الذكر في فقه ا لكتاب والسّنة إن كان اجتهاديّا.

ــ ثانيا: لإخواننا في المعارضة :  نتـّـفق على الوسائل السّلميّة لمقاومة الطغيان  والصبر الجميل على   ردود  فعله العمياء  و بذلك  نضمن  دحره و اجتـثاثه من جذوره ولو بعد حين !

ومرة أخرى كلمة شكر وتقدير  من صميم قلبي  لكم  ولكل إنسان-  مهما كان  معتقده أو جنسيته –   ساهم ويساهم بما  يستطيع من قريب أو من بعيد  في رفع راية العـدل في الأرض بين كل الناس!

 والله الموفـق. والسلام.

الحوار.نت :  شكرا جزيلا للشيخ عبد الوهاب على ما أولانا به من حوار صريح شيق.

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 7 أكتوبر 2008)


المعارضة واستحقاقات السنة الجديدة

حوار « الطريق الجديد » مع عبد الرزاق الهمّامي، رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

 

 الطريق الجديد: الملفاّت السياسية المطروحة أمام المعارضة في مستهلّ السنة السياسية الجديدة؟

الهمّامي: أوّلا أريد أن أنوّه بمبادرة « الطريق الجديد » التي تحمّلت مسؤوليّتها السياسية كصحيفة معارضة جديّة ومسؤولة في مواجهة حالة الرّكود الإعلامي الذي تطغى عليه اللغة الخشبية فيما يخصّ ملف الحوض المنجمي وملفّات سياسية أخرى.

أعتبر أنّ أهمّ الملفات المطروحة اليوم هو الملف الإجتماعي الذي طرح نفسه بقوّة على رأس الإهتمامات وذلك لعدّة أسباب لعلّ  أبرزها احتدام الأزمة الإجتماعية وتدهور المقدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وتزامن العودة المدرسية مع شهر رمضان الخ… ممّا يعكس حقيقة معاناة الفئات المحرومة. يضاف الى ذلك التكاليف المرتفعة للصحة والنقل التي تزامنت مع ارتفاع مستمرّ لأسعار المحروقات، رغم أنّه يتحقّق في تونس ولأوّل مرّة فائض من مدخول المحروقات في التبادل مع الخارج.

وهذا المؤشّر من اللاّزم أن يدفع الأطراف المسؤولة إلى مراجعة مسألة الزيادة المشطّة في السعار وعلى السلط أن تراجع هذا الوضع الذي ترافق مع انسداد الأفق في المفاوضات الإجتماعية، فعموم الأجراء والموظّفين ينتظرون تحسين وضعهم المادي. والأكيد انّ اتّحاد الشغل متحمّل لمسؤوليّته بكفاءة، ويدافع بحزم عن مصالح منظوريه. كما أنّ السلطة مصرّة بأنّ هناك اهتراء للمقدرة الشرائية للمواطنين مما دفعها لإقرار تسبقة على الزيادة مما يدلّ على مشروعية المطالب.

إنّ  الوضع الإجتماعي يحتدم ويتفاقم بتزايد حدة البطالة وخاصّة بطالة أصحاب الشهادات، وتراجع المنظومة التعليمية الفاقدة للآفاق، وتخلّف نسق التنمية بالمناطق المحرومة. كلّ هذه العوامل من شأنها أن تهدّد الإستقرار الإجتماعي وتوفّر مكوّنات جاهزة للإنفلات والإنجرار نحو الحلول اليائسة مثل الهجرة السرية والإنحراف والتطرّف.  فأيّ شرارة  يمكن ان تتسبّب في أزمة في البلاد. وأشير إلى ما حصل بسبب الإعلان عن نتائج عمليّة الإنتداب بشركة فسفاط قفصة التي تحوّلت إلى باعث لحركة احتجاجيّة كانت في الواقع عفوية. والحقيقة أنّ التحرّكات في الحوض المنجمي كانت بعيدة كلّ البعد عن أيّ شكل من أشكال التخطيط المسبق أو الإستهداف السياسي لا توظيفا ولا توريطا.

نحن نعتبر أنّ هذا الملفّ حارق وجميع الأطراف مسؤولة للتّعاون من أجل ايجاد مخرج ايجابي للأزمة بعيدا عن روح التشفيّ  أو الإنتصاريّة الزّائفة، ويمرّ هذا المخرج من خلال إطلاق سراح المسجونين وجبر الأضرار والكفّ عن ملاحقة المواطنين. وهو ما يمكن أن يكون مدخلا لتنقية الحياة السياسية والإجتماعية خاصّة إذا اقترن بسنّ قانون للعفو التشريعي العام.

كلّ هذا لا يمكن أن يكون إلاّ إذا تجسّم في إرادة سياسية لدى السلطة في الإنفتاح والحوار الحقيقي والتشريك الفعلي لمختلف مكوّنات المشهد السياسي المدني، وعلى هذه الأطراف كذلك أن تتحمّل مسؤوليتها الحقيقية التي لا تتمثّل في المساندة التملّقية غير المجدية ولا في المعارضة الغوغائية غير المسؤولة التي تقفز على امكانيات الواقع ورهاناته الحقيقية. بل في مواجهة المشاكل بواقعية ومبدئية وفي اقتراح حلول مجدية وقابلة للتطبيق ومراعية لمقتضيات العدل والانصاف والتساوي ازاء القانون. وهو ليس عسيرا على نخبنا وعقولنا خاصة اذا توفرت الشروط لحوار وطني جدي حول الملفات الاساسية كالتشغيل والتعليم.

الطريق الجديد: تنتظم بعد عام تقريبا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية: ماهو تقييمكم لمميزات هذه الانتخابات؟ هل تختلف عن سابقاتها؟

الهمّامي: بدءا نحن نرى ان المواعيد الانتخابية في الانظمة الديمقراطية تمثل مواعيد مفصلية في الحياة السياسية. ولا يمكن للأحزاب السياسية إلا أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر لأنّه مدار تاطير المواطنين في ممارستهم لاختيارهم لمن يحكمهم. وكان هناك أمل من قبل القوى السياسية التونسية في أن تكون سنة 2009 محطّة لنقلة في هذا الشأن. وكنّا نتصوّر أنّ السلطة ستعي خطورة هذا الرهان خاصة وأنّه لاتوجد مخاطر كبيرة فيما يتعلّق بمكانة الحزب الحاكم في داخل النظام القائم. ولا يتصوّر عاقل أنّ البلاد حاليا عرضة لان يتغيّر فيها ميزان القوى بشكل جوهري. فالأكيد أنّه كان من المفيد أن تنتقل الأوضاع من صورة الانتخابات الصورية معروفة النتائج مسبّقا بنسب كاريكاتورية إلى انتخابات تشهد خلالها منافسة حقيقية.

كلّ المؤشرات البادية حاليا تؤكد أنّ الوضع لن يتغيّر، وكلّ ما ترسله السلطة من  اشارات ليس أقلها منع اللقاء التضامني مع أهالي الحوض المنجمي بمقرّ حركة التجديد، والتضييق على النشاط العادي للأحزاب إلا خير دليل علي ذلك.

الطريق الجديد: كيف تفسّر اصرار السلطة رغم ذلك على اجراء انتخابات صوريّة؟

الهمّامي: الدافع إلى ذلك هو أنّ السلطة تنطلق من حالة الرضاء على النفس بما ترى أنّه مكاسب في الاقتصاد وتعتمد على نسبة 6 بالمائة من النموّ المحققة على أنّها كافية، بالاضافة إلى جهودها التي طالما وقعت الاشادة بها في مقاومة الارهاب. وهو ما يجعلها ترى أنّها في مأمن من الهزّات الكبرى طالما أنّ هناك وضعا اقتصاديا مستقرا بالبلاد من خلال التحكّم في التوازنات الاقتصادية والمالية الكبرى وفي مأمن من الاحراجات الخارجية.

أنا اعتقد أنّ هذه المقاربة قصيرة النظر ومضرّة بالبلاد، سلطة ومعارضة، لأنّ المؤشرات الاقتصادية تعتبر هشة والازمة الاجتماعية الاخيرة خير دليل على ذلك.

إنّ التوافق على تواصل الوضع الحالي سياسيا من قبل قوى التحالف الطبقي والسياسي الممسك بالسلطة في البلاد ومن قبل حلفائه الخارجيين، هو ما أدّى إلى نزعة الهروب إلى الأمام التي بدت غير مبرّرة.

الطريق الجديد:ماهو دور المعارضة في مواجهة هذا الوضع؟

الهمّامي: إنّ دور المعارضة يتمثّل في تحمّل مسؤوليتها. ونحن نعتقد أنّ الوضع المتردّي لا يجب أن يدفع المعارضة إلى اليأس، عليها أن توحّد جهودها، وأنا أقصد المعارضة المدنية والوطنية، وأن ترى أبعد من حساباتها الخاصّة على مشروعيّتها، لكنّها يجب أن لا تحجب ضرورة العمل المشترك وأولويّته. وأعتقد أنّ مشروع « المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم » الذي صغناه مع حركة التجديد والحزب الإشتراكي اليساري والمستقلّين هو مشروع جدّي لتحقيق هذا الهدف، لكنّه يبقى مشروعا في حاجة ماسّة إلى حملة توضيح لدى الرأي العام وإلى أعمال ميدانية مشتركة للإقناع بجدواه. تدور حول العدالة الإجتماعية ومناهضة الهيمنة والدفاع عن الإستنارة في مواجهة رياح الردة الرجعية، خاصّة في ظلّ البيترودولار.

إنّ موعد الإنتخابات يمثّل فرصة للتعريف بمشروعنا الجماعي وتكتيل جهود القوى الديمقراطية حول برنامج ومرشّحين. نريد رموزا يمثّلون هذه الرّؤية سواء في الإنتخابات الرّئاسية أو التشريعية، وهذا الأمر ممكن في ظلّ المتاح الذي نحن لسنا راضين عنه.

الطريق الجديد: ماهو موقفكم من المشاركة في هذه الإنتخابات أو عدم المشاركة؟

الهمّامي: نحن نرى أنّ التنقيح الدستوري الأخير كان فيه جانب اقصائي وتعسّفي على حريّة الأحزاب السياسية في اختيار ممثليها، ولكنّنا مع ذلك نتمسّك بكلّ امكانية جديّة ولو محدودة لممارسة سياسية ايجابية تمكّن المواطنين من ممارسة حقّ الإختيار وتخرجهم من حال التهميش وعدم الإكتراث. لسنا مستعدّين للدّفاع عن مشاريع غير واقعية. لكنّنا نقول بكلّ وضوح أنّه اذا لم يكن ثمّة الحدّ الأدنى من الشروط المواتية لانتخابات ديمقراطية في مستوى الإعداد والإنجاز والإجراء فنحن لسنا مستعدّين لأن نكون شهود زور.

ولكن مع ذلك فإنّنا نعتقد أنّ المجال ما زال مفتوحا أمام امكانيّة لإجراء انتخابات بحدّ أدنى من الشروط الملبية للتطلّعات الديمقراطيّة. وفي هذا الإطار سنكون الى جانب حلفائنا ضمن المبادرة الوطنية سواء تعلّق الأمر بالرّئاسية أو التشريعية شرط أن نتقدّم في بلورة مواقع الإتّفاق فيها لأنّه لا يخفى أن هناك قدر كبير من التعثر والإرجاء وعدم الوضوح الذي يجب تجاوزه في أسرع وقت ممكن.

ونحن في حزب العمل ندعو في هذا الإطار كافّة الحركات الأخرى إلى أن تكفّ عن التعامل معنا تعاملا انتقائيا، ويجب أن تتجاوز مقاييس السلطة في التفرقة بين أحزاب مؤشّر لها وأخرى غير مؤشرة. فمن حقّ هذه الأحزاب أن تكون لها مخطّطاتها الخاصّة ولكن عليها أيضا أن تراعي مصلحة المعركة من أجل الديمقراطية.

الطريق الجديد: في موضوع القانونية وغير القانونية، أين وصلت مساعيكم للحصول على تأشيرة لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ؟

الهمّامي: نحن في حزب العمل نعاني من عدم تسوية وضعنا من قبل السلطة. فنحن حزب كان قد تقدّم بطلب تأشيرة منذ أكثر من 3 سنوات، واستوفينا كلّ الجوانب القانونية، لكنّ السلطة رفضت أن تعطينا وصل تسلمّها لملفّنا، وهو ما أجبرنا على إرسال هذا الملفّ عبر البريد مضمون الوصول. وبعد اتمام هذه الإجراءات وانتهاء المدّة القانونية، أعلنّا للعموم أنّنا نعتبر أنفسنا موجودين قانونيا، ونحمّل السلطة عملية تعطيل إشهار ذلك بالرّائد الرسمي. هذا مع العلم أنّ الإشهار حسب قانون الأحزاب غير محدّد بأجل معيّن، وإنّ عدم القيام به لا يبطل قانونية الحزب.

كما طالبنا بحقّنا في إصدار جريدة للحزب واستوفينا كذلك جميع الإجراءات وأمام صمت السلط، قمنا باصدارها بامكانياتنا الذاتية بالرغم من أنّنا لم نتحصّل على وصل الإصدار، ونحن نتحمّل مسؤوليّتنا في ذلك. وقد منعنا أخيرا من المشاركة في الإجتماع التضامني مع أهالي الحوض المنجمي الذي نظّمناه مع شركائنا السياسيين في المبادرة الوطنية في مقرّ حركة التجديد، وقد استدعت السلطة الأمنية رفيقنا محمّد جمور القيادي بالحزب يوم 27 جويلية لتعلمه بضرورة الكفّ عن النشاط، علما وأنّ هذا الرفيق مازال محلّ مضايقات ظالمة متكرّرة منها ماهو مالي ومنها ماهو أمني، لكنّ ذلك لن يثنينا عن أداء واجبنا الوطني في تحمّل المسؤوليّة السياسية وفق مقتضيات القوانين السارية.

ونحن في داخل الحزب مطروح علينا ضرورة الإرتقاء بالقيادة الحالية للحركة من مشروعية التأسيس إلى مشروعية الإنتخاب الديمقراطي، ولهذا الغرض فإنّنا نعتزم انجاز مؤتمرنا الأوّل في ظرف مناسب ولانراه بعيدا، ونحن نحرص على أن ينعقد بصفة علنية وفي محلّ عمومي وبكلّ شفافية، وسنضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم، وإنّنا نتطلّع إلى القوى الديمقراطية أن تقف معنا في هذه المعركة ونتوجّه إلى السّلط لتدرك مشروعيّة مطالبنا وتستجيب لما بات يعتبر استحقاقا ملحّا وايجابيّا في تحريك وتأطير الحياة السياسية المدنية.

حاوره سفيان الشورابي

(المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نقلا عن صحيفة « الطريق الجديد »، لسان حال حزب التجديد (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 27 سبتمبر 2008)

موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ :  http://www.hezbelamal.org


العالم على كفة عفريت اقتصادي ومعارضون على هامش أزمة « هيبو » و »براذرز » !

 

مرسل الكسيبي*: تعيش ألمانيا هذه الأيام حالة ذعر سياسي واقتصادي تجاوزت الطبقة الحاكمة ورجال المال والأعمال لتصيب رجل الشارع والمواطن العادي , حيث باتت الحكومة في سباق زمني مضماره  تداعيات أزمة مصرف « هيبو ريال استيت » رابع أكبر المصارف الألمانية . أخطر مافي الأمر هو أن يتداعي المواطنون الى البنوك ومصارف الادخار من أجل سحب مدخراتهم الشخصية وهو مايعني كارثة حقيقية سوف تضرب عصب الاقتصاد الألماني والأوربي ومن ثمة الاقتصاد العالمي … لوحظ مع نهاية الأسبوع المنقضي التعطيل الفني لبعض الصرافات الالية قصد حماية مدخرات البنوك من السحب الالي , أما هذا اليوم الاثنين فقد كانت بعض الطوابير تتجه الى تفقد مدخراتها أو سحب جزء منها … الحكومة الألمانية والمستشارة أنجيلا ميركل توجهت برسالة طمأنة الى الرأي العام عبر اعلانها ضمان كل ودائع الأفراد مع تبني خطة مقدراتها المالية 50 مليار يورو من أجل انقاذ واحد من أضخم البنوك الأوربية … ألمانيا و أكبر ضمانة مالية في التاريخ العالمي : وباعلان الحكومة الألمانية بعد ظهر الاحد الخامس من أكتوبر 2008 تغطية الدولة لكل ادخارات العائلات , أصدرت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل « اكبر ضمانة في التاريخ العالمي » كما علق هانس بيتر بورغوف استاذ علوم المال في جامعة هوننهايم صباح الاثنين للاذاعة الالمانية. مايحدث من تطورات هامة وخطيرة على الساحة المالية والاقتصادية العالمية مع اندلاع أزمة مصرف ليمان براذرز الأمريكي بات أمرا يلقي بظلاله على نقاشات الاعلام والفكر والسياسة في أكثر من ساحة دولية … هنا في ألمانيا صعد نجم وزير المالية « بيتر شتاينبروك » على اثر تصريحات انتقد فيها السياسة الاقتصادية الأمريكية عندما قال « لقد سبق وقلت لكم ذلك » في اشارة الى افلاس بنك الاعمال « ليمان براذرز » , لكن سرعان ماانتقلت تداعيات الأزمة الأمريكية الى النظام المصرفي الألماني حين وجد رابع أكبر مصارفها العقارية نفسه في مواجهة مخاطر الافلاس , وهو مايعد الحالة المصرفية الألمانية  الخامسة التي تحتاج الى مساعدة انقاذ في أعقاب الاضطرابات في اسواق الائتمان الناتجة عن الأزمة المالية في الولايات المتحدة. صحيفة « فايننشال تايمز دويتشلاند » علقت الاثنين على مواقف وزير المالية بالقول « كلما ظهر حجم هذه الازمة بدت عقدة التفوق سخيفة » مشيرة الى ان الازمة لا ترحم « من كان يتباهى بانتقاد الفوائض الاميركية ويدافع عن النموذج الالماني المفترض مستقرا ». تداعيات الزلزال في المحيط العربي : وبالنظر الى مخاطر هذه الأزمة على الصعيد العالمي وبالتأمل في امكانيات تداعياتها على الأسواق المالية العربية , فاننا نسجل وجود ثغرة مالية اماراتية تقدر بملياري دولار نتاج استثمار دولة الامارات العربية المتحدة في سوق العقارات الأمريكي … أما البورصات العربية فانها ليست بمنأى عن مخاطر الاقتصاد المعولم حيث هبطت أسعار الأسهم في دول الخليج، والدول العربية الأخرى، ففي الإمارات تراجعت أسهم شركة موانئ دبي العالمية، وهي أكبر رابع شركة عالمية في مجال النقل البحري بنسبة 43 %، بالرغم من نمو أعمالها هذا العام بحسب ماورد في تقرير لاذاعة هولندا العالمية . واذا كانت تقديرات الخبراء الاقتصاديين تتجه الى استبعاد خطورة تأثبر أزمة هايبو الألماني وليمان براذرز الأمريكي على البلدان العربية المنتجة للنفط , الا أنها بحسب تقديرات الخبراء سوف تمس بالتأكيد الدول العربية غير النفطية وأساسا المتأثرة منها بارتفاع أسعار النفط والغذاء وهو مايعني أن دولا مثل المغرب وموريتانيا وتونس ستكون تحت تأثيرات هذه الأزمة … الخبراء يؤكدون على أن الدول السياحية ستكون في مواجهة اكراهات هذه الأزمة المصرفية العالمية وذلك في حالة توسع دائرة الركود المالي وتعزز المخاوف لدى البلدان الصناعية المستثمرة في البلدان النامية … في تونس معارضون على هامش الأزمة : جملة هذه التطورات المتسارعة في السوق المالي العالمي دفعت هذا اليوم الحكومة التونسية الى الاعلان رسميا عن تكوين خلية يقظة عليا لمتابعة تطورات هذا الزلزال الاقتصادي العالمي ومن ثمة محاصرة تداعياته على الحراك الاقتصادي بالبلاد في ظل ماتعرفه الدولة من حركة استثمارية ونهضة اقتصادية حثيثة معالمها المشاريع الكبرى التي وصفت بمشاريع القرن … وتفيد مصادرنا الاخبارية بأن الحكومة التونسية تستفيد من توظيف أبرز الخبراء الاقتصاديين والأساتذة الجامعيين والتكنوقراط المتخصصين في رصد السوق وقطاع المال والأعمال المحلي والدولي وهو مايؤهل الدولة على الأرجح لاستيعاب توابع هذا الزلزال … وعلى الضفة الأخرى تعيش قطاعات المعارضة التونسية هذه الأيام على هامش الحدث الدولي بأبعاده الاقتصادية والسياسية الأخطر منذ أزمة سنة 1929 , حيث لازالت رحى الجدل تدور حول موضوعات حقوقية داخلية حولت الحراك السياسي الى نشاط  اقرب مايكون الى وظائف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان … مراقبون سياسيون أكدوا على عدم أهلية المعارضة التونسية في التعاطي مع الملف الاقتصادي المحلي أو الدولي مستشهدين في ذلك بتصريحات سابقة للدكتور منصف المرزوقي حين وصف أكبر مشروع اقتصادي تعرفه تونس منذ الاستقلال- مشروع باب المتوسط – بالاستعمار الاماراتي . واذا كان مراقبون من صلب المعارضة التونسية يحفظون للمرزوقي نضاله الكبير في الحقل الحقوقي الا أنهم يستغربون ضحالة الثقافة الاقتصادية لرجل أراد يوما الترشح للانتخابات الرئاسية . هذا ويؤكد اخرون على غياب  الخطاب الاقتصادي في تصريحات معارضين بارزين من أمثال أحمد نجيب الشابي وراشد الغنوشي وهو  مايعني لدى المهتمين وجود خلل استراتيجي في بنية التكوين المعارض , بل يذهب مراقبون الى الحديث عن عدم أهلية الطبقة المعارضة لمعالجة تطلعات رجال المال والأعمال في تونس أو حتى الطبقة الوسطى التي تشكل أكبر شريحة اجتماعية على حد تقدير مراقبين للشأن التونسي . *رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية
 
(المصدر: موقع  » صحيفة الوسط التونسية  » (ألمانيا) بتاريخ 7 أكتوبر2008)


 
بسم الله الرحمن الرحيم حزب  الإتحاد الديمقراطي الوحدوي   

كلمة الأمين العام لحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في ندوة اختتام  الاستشارة الوطنية حول التشغيل

التاريخ:7/10/2008 

 
بسم الله الرّحمان الرّحيم السيد الوزير الأوّل السيد رئيس لجنة الاستشارة الوطنية حول التشغيل السادة أمناء الأحزاب والمنظمات الوطنية  السادة الحضور   لا يختلف عاقلان اليوم حول الأولوية المطلقة التي يحظى بها ملف التشغيل لدى سيادة رئيس الجمهورية في معادلة السياسة التنموية للبلاد. ولعلّ ما يؤكد ذلك ويعززه الإذن بهذه الاستشارة الوطنية حول التشغيل وما سبقها قبل ذلك من إجراءات وحوافز ترصدها الحكومة للتشجيع على خلق وبعث مواطن الشغل لكافة الشرائح وخاصة منها حملة الشهادات الجامعية فضلا عما تم إرسائه من متابعة مستمرة ودقيقة للمعطيات المتعلقة بالتشغيل وحالة البطالة وذلك برصد المسألة بواسطة المعهد الوطني للإحصاء. وقد ورد بنتائج إحصاء سنة 2007 وبصورة تقريبية (نظرا وان هذا الإحصاء لم يكن شاملا بل اعتمد على عينة تعد حوالي 145 ألف أسرة من كامل الجهات) ما يلي: إن عدد العاطلين عن العمل إلى حدود موفى شهر جوان 2007 بلغ 508100 عاطل عن العمل موزعة كالتالي: – 177700 عاطل من ذوي المستوى التعلم الابتدائي. – 203400 عاطل من ذوي مستوى التعليم الثانوي. – 102300 عاطل من مستوى التعليم العالي من بينهم 88900حاصل على شهادة تعليم عالي إضافة لـ 24500 عاطل دون مستوى تعليمي يذكر. والملاحظ صلب التقرير أن نسبة البطالة من فئة النشطين من مستوى التعليم العالي تسجل أعلى نسبة وتقدر بـ 19% من مجموع العاطلين عن العمل وان هذه النسبة في ارتفاع من سنة إلى أخرى. كما انه ومن بين 88900 عاطل حامل لشهادة عليا حوالي 7300 عاطل عن العمل حصل على شهادته قبل سنة 1999. السادة الحضور، هذه الأرقام وردت في مسح قام به المعهد الوطني للإحصاء سنة 2007 وهو مؤسسة تتمتع بمصداقية عالية. وأمام ما تشهده أسعار الطاقة والمواد الغذائية الأساسية من ارتفاع في الأسواق العالمية فان معضلة التشغيل ستزداد حدة لما تعانيه ميزانية الدولة من ضغط مستمر ولعدم قدرة القطاع الخاص الوطني على مواجهة مشكلات البطالة بقدر ما استفاد منه جراء الإصلاحات الهيكلية المتبعة وما حصل عليه من حوافز وتشجيعات راكمت ضغطا مضاعفا على ميزانية الدولة دون حصول النتائج المأمولة منه في ظل تراجع الدور الحمائي للدولة من خلال اعتمادها على المبادرة الخاصة بالأساس وتراجع اعتماد اقتصادها على القطاع العام. وانطلاقا مما سبق بسطه فإن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يدعو إلى: أوّلا: التوقف وقفة تأمل وتقييم لخيارات اقتصاد السوق المفرط والوقوف عند نتائجه أخذا بعين الاعتبار تأثيرات الأزمة المالية العالمية. ثانيا: في ظل ما تشهده كبريات اقتصاديات العالم من تحولات أدّت بها إلى عودة معلنة إلى دور الدولة التعديلي والحمائي لمنتجات النمو الاقتصادي أصبح ضروريا إعادة الدور الرئيسي للقطاع العام في التنمية لينهض بالتشغيل. ثالثا: وضع خطة لضمان التسيير الرشيد والشفاف للقطاع العام حتى ينهض بدوره في التنمية والتشغيل وتحصينه من تحوله إلى عبء على الدولة إذ أكدنا مرارا أن المشكلة لا تكمن في القطاع العام في حدّ ذاته بل في الفساد الذي اعترى تسييره فأفشله. رابعا: وضع الإجراءات الكفيلة بضمان شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في ميدان الاستثمار المنتج ذا القيمة المضافة العالية والقدرة التشغيلية. خامسا: حثّ القطاع الخاص على النهوض بأدائه والقيام بدوره في التشغيل وفق ما حصل عليه من حوافز في السابق وإيقاف العمل بهذه الحوافز مستقبلا وتوجيهها للقطاع العام لاستثمارها من خلال شراكته مع القطاع الخاص. سادسا: مزيد العمل على جذب الرأسمال العربي المتأتي من الطفرة النفطية للاستثمار بتونس بما يساعد على النمو ويساهم في تقليص البطالة وذلك عبر تنشيط الدبلوماسية الاقتصادية للتعريف بمناخ الأعمال في تونس. سابعا: الحفاظ على الأسواق التقليدية للشغل في الخليج العربي وتفعيلها بتفعيل دور وكالة التعاون الفني من خلال المراكز السيادية للدولة وخاصة منها المراكز الدبلوماسية. ثامنا: رصد موضوعي للواقع الفلاحي من أجل الارتقاء بهذا القطاع إلى مستوى توظيف كامل طاقته في التنمية وبالتالي في استيعاب اليد العاملة والقيام بمهمته كاملة في التشغيل، كتوجيه صغار الفلاحين باتجاه المجالات ذات القيمة المضافة العالية مثل البستنة وتربية الماشية والدواجن ومنتجات الحليب وهو خيار يمكن أن يحدّ من ظاهرة النزوح العائلي نحو المدن كما سيؤدي إلى ارتفاع الإنتاجية في الميدان الغذائي فضلا عن ضمانه الشغل للعائلة بجميع أفرادها أو جلهم. تاسعا: استعادة عديد الأراضي والضيعات المسندة في إطار الاستثمار الفلاحي والتي لم تستغل وفق الشروط أو التي أهملت أو استعملت في غير ما أعدت له لاستغلالها مباشرة من طرف الدولة عبر القطاع العام مع ترشيد التسيير والعصرنة لاستيعاب ما أمكن من اليد العاملة وضمان الإنتاج والمساهمة في الأمن الغذائي الوطني. عاشرا: التوجه نحو البحث عن سوق لمنتوجاتنا المادية والخدمية في المنطقة العربية والقارة الإفريقية لرفع نسق التصدير لتطوير المؤسسة الاقتصادية والرفع من قدرتها التشغيلية. إحدى عشرة: لا بد من مواجهة التجارة الموازية بصرامة وحدة نظرا لما تلعبه من دور تدميري للاقتصاد الوطني ومؤسسات تنميته إذ لا يمكن للقطاع الخاص أن يتطور في ظل سوق موازية تعتمد بالأساس على التهريب. السيد رئيس اللجنة السادة الحضور هذه بعض المقترحات التي أبسطها على مسامعكم الكريمة واستمدها من تقييم ومرجعية الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ونؤكد بالمناسبة أن انتصار وانحياز الاتحاد الديمقراطي الوحدوي للدور الحمائي والتعديلي للدولة من خلال القطاع العام المنتج ذا التسيير الرشيد والذي يتبوأ مكانة الرافعة الرئيسية للتنمية لا يعني ذلك دعوة للاستغناء عن القطاع الخاص ودوره أو مناهضة له وإنما رؤيتنا تعتبر أن القطاع الخاص رافعة مهمة ومسندة للقطاع العام لتحقيق تنمية ونسبة نمو تحاصر ظاهرة البطالة إلى حدّ إنهائها. وبالصلة فهما متلازمان لا ينفصلان فالقطاع الخاص يتبع القطاع العام الذي  يقود مسار التنمية ويعدل القطاع الخاص ولا يلغيه في نظرنا تلك هي تعادلية التنمية والعدالة الاجتماعية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جادت القريحة بهاته الأبيات حين قراءتي لبيان السيّد سعيد الجازي , وقد كرّر المدعو صالح الجملي ما اقترفه في حقّ الآنسة جهاد التي ظفرت بحقها آخر الأسبوع الفارط,وقد آن الأوان أن يطبّق الدّستور في حرّية اللباس والتّدين بتونس فتنتهي هاته المحنة المشكلة

 

الكفر يعشوا

 

ألا تستحي يا جملي أكش أكش

أيا صالح هِجت  فصرت تهشّ

أردت إسمان ذروتك  بالسّحت

تخشى الخلق ذلاّ والله ألا تخش

ألا تنصرالحقّ أولى لك وأولى

فتنجو من الذّنوب للجنان تخُشّ

قد طالت محنة الإناث بموطني

حرّيّة النّساء هراء  وهذا فُحش

يا قوم ثوبوا إلى الجليل لتنجوا

من الإثم والعذاب والخير يفشو

ألستم أحفادالأغالب والدّعاة إلى

الهدى  دائما للورى ألا تخشوا

ماذا جنت جهاد و نورس حتّى

تطردا من الدّرس والكفريعشوا

يا طالبا للمعالي بظلم الغانيات

إتّق الله  تنجو ويسلم لك العشّ

شعر:أبوجعفرلعويني

 


 

الصادق القربي أسوا وزير لا أسوا نقابة

 

 
منذ تعيينه على راس وزارة التربية و التكوين ما انفك الصادق القربي يتلاعب بالقانون مستندا لعلاقته بالمتنفذين في الحكم حيث كان يتباهى بكونه طبيب و وعين في الوزارة لهدف محدد هو اقتلاع العمل النقابي من الجذور على خلفية انه ورم، و ما كان للقربي وطاقمه ان ينجح في تدمير قطاع التعليم لو لا الطابور الخامس الذي تمثله النقابة العامة للتعليم الثانوي في تواطؤ مفضوح مع رمز الفساد المدعو الصادق القربي فلو بحثنا في حصيلة النضال النقابي طيلة عامين لوجدناها ضحلة بل أكثر من ذلك  كرست هذه النقابة تقاليد جديدة و غريبة عن العمل النقابي عموما و في التعليم الثانوي خصوصا، و لعل النقطة الوحيدة المضيئة في الفترة النيابية الحالية هي اضراب الجوع الذي خاضه زملائنا المطرودين و شرفوا قطاعنا و على الرغم من تعريض حياتهم للخطر هاهي النقابة العامة تتخلى عن ابسط حقوقهم المتفق عليها و لا تمكنهم من المنحة المالية بل الادهى من ذلك ان يعمد الكاتب العام الشاذلي قاري الى حرمان الرفيق على الجلولي من القسط الذي تدفعه المركزية بحجة انه انتدب للعمل و هو تبرير مخالف للحقية التي لا يستطيع الشاذلي قاري و أعرافه في البيروقراطية الاعتراف بها و هي المداخلة التي ألقاها الرفيق الجلولي في المغرب و اعرض فيها لبؤس العمل النقابي في البلاد و ارتهانه للسلطة، و أكثر من ذلك عمد الكاتب العام الى تشويه نضالات القطاع عبر عقد صفقات مشبوهة مع الوزير القربي  بخصوص النقل بكل عناوينها حيث يمارس الاستبداد في التعاطي مع مطالب القطاع و يحضر الجلسات منفردا مع طاقم الوزير في لعبة « خوذ و هات » و هو ما اثار حفيظة عديد الزملاء الذين ينتظرون النقل فيقع استبدالهم باخرين لا يستحقون و هو نفس ما يفعله القربي في مناظرة الكاباس و لا يقدر ان ينكر الشاذلي قاري عدد الذين توسط لهم في عهد القربي للالتحاق بالتعليم الثانوي من اقرابه و ذويه و رفاقه السياسين و يدعي بعدها انه ضد الانتداب بالصيغ الهشة و يزايد في كل حين بالكلمات الثورية، و ينسى انه لم يدافع حتى عن رفيقه في النقابة العامة فرج الشباح الذي قبل مؤخرا حلا مهينا بان يشغل خطة قيم و هي في اعتقادنا مجرد صفقة كي يواصل التغيب عن العمل لانه لم يعد قادرا على انجاز درس في الفلسفة لهذا نطلب من اعضاء النقابة العامة الوقوف بحزم لانقاذ ما يمكن انقاذه فيما يتعلق بزملائنا المطرودين و المنقولين و ايقاف التلاعب بمستقبل القطاع و لا يكون ذلك الا بالدعوة الى هيئة ادارية تتخذ قرارت بالتحرك من اجل اجبار الوزارة على تحقيق مطالبنا  نقابي من التعليم الثانوي
 


انتعاش أسواق المشغولات التقليدية في تونس يستقطب مزيداً من السياح

 
تونس – سميرة الصدفي      انتعشت أسواق المشغولات التقليدية في العاصمة تونس بعد ركود استمر سنوات طويلة. وعلى رغم عودة كثير من أبناء البلد إلى ارتداء الأزياء التراثية، خصوصاً في الأعياد الدينية، ما زال السياح يُشكلون الزبائن الرئيسيين لمحلات المصنوعات التقليدية المنتشرة من ساحة السراي، حيث مقر مجلس الوزراء فوق هضبة القصبة، إلى أطراف المدينة الحديثة عند «باب البحر»، الذي يؤدي إلى شارع فرنسا. وفي مقدم الأسواق المُنتعشة سوق الشواشين. و «الشاشية» هي الطربوش التونسي ذو اللون الأحمر الشبيه بالطربوش التركي الذي غزا المشرق وشمال أفريقيا في القرنين الماضيين، حتى بات صناعة متطورة أنشئت لها أسواق ومتاجر في الشوارع المحيطة بجامع الزيتونة العريق. و «الشواشي» بلهجة أهل تونس هو الطرابيشي. غير أن «سوق الشواشين» كسدت مع انتقال أهل البلد إلى ارتداء الأزياء الغربية تدريجاً. وتُعتبر الشاشية أرخص المشغولات التقليدية فعلى رغم أن القطعة الواحدة منها تزن 140 غراماً من الصوف يشتريها السائح بخمسة دنانير تونسية (نحو أربعة دولارات)، وهناك نوعيات رفيعة يُراوح سعرها بين 15 و30 ديناراً (بين 12 و25 دولاراً). طرابيش وسراويل وفي السنة الماضية أنتج الحرفيون التونسيون أربعة ملايين شاشية، وتتولى سيدات في ثلاث مدن هي أريانة والعالية وبرج العامري توزيع الصوف على حرفيات يعملن في بيوتهن لإعداده للتصنيع ثم تجمعنه منهن وتُسلمنه إلى تعاونية الحرفيين. ويستظرف السياح اعتمار الشاشية وأخذ صور تذكارية مع الحرفيين في سوق الشواشين. ويُصدر التونسيون الطرابيش الحمراء حالياً إلى ليبيا والنيجر ونيجيريا وتشاد وبدأوا يفتحون أسواقاً جديدة في كل من السنيغال ومالي، وتستوعب الأسواق الخارجية أكثر من 50 في المئة من المنتوج. كذلك عاود التونسيين إحياء أزياء تراثية أخرى مخافة اندثارها، وقدموا تشجيعات للحرفيين الذين اهتموا ببعث الأزياء القديمة مثل الجُبة والبدعية والقمصان والسراويل التي كانت أزياء مميزة للأجداد. ولوحظ في السنوات الأخيرة، أن حفلات الزفاف باتت تشكل مناسبات للعودة إلى اللباس التراثي خصوصاً في الصيف. ويتوقف السياح في محلات الأزياء التقليدية لتجريب ارتدائها أو شراء قطع منها للذكرى. وشملت الإنتعاشة المشغولات المصنوعة من الجلود باعتبارها باتت نوعاً من الموضة، وكذلك الفضيات بعد كثافة الإقبال على اقتنائها ليس فقط من السياح وإنما من أبناء البلد أيضاً، لتقديمها هدايا في مناسبات الزفاف وأعياد الميلاد. مسار سياحي وثقافي وتزامن انتعاش أسواق المشغولات التقليدية مع انطلاق تهيئة مسار سياحي وثقافي في مدينة تونس العتيقة يمتد من شارع ابراهيم الرياحي أحد الشوارع الرئيسية في المدينة الى جامع الزيتونة في اطار خطة ترمي لصيانة معالم تونس التاريخية وترميمها. وهي تشمل تهيئة تسع أسواق من تلك التي كانت تشكل القلب النابض للمدينة في القرون الماضية وترميم الواجهات لاظهار معالمها الهندسية وتجديد شبكات الكهرباء والصرف الصحي مع مراعاة خصوصيات المنطقة. ويتقاطع المسار السياحي مع معالم ثقافية عدة كانت في الأصل مدارس أو دوراً سكنية لارستقراطية تونس العاصمة وأمرائها وقادتها العسكريين على أيام الملكية لكنها غدت اليوم دوراً للثقافة. وأظهر السياح إقبالاً على أنماط جديدة من الصناعات التقليدية ما شجع على توسيع الاهتمام بتنميتها ومن ضمنها الرسم على الزجاج والجلود والنحاس والخشب، إضافة إلى أثاث البيوت الذي عاد بعض الحرفيين الى تصنيعه وفق نماذج تراثية. ولوحظ تزايد المؤسسات الحرفية المتخصصة بتصنيع الأزياء النسائية التراثية التي نشّطها الإقبال السياحي ومواكبة الموضة. وتدير هذه المؤسسات سيدات من أسر مدينية عريقة كونهن عارفات بأصول اللباس التراثي. وحتى الحلويات صارت تحظى باهتمام السياح، خصوصاً بعدما بات أهل البلد أميل الى الأصناف التراثية وتخلوا عن الحلويات الأوروبية في حفلات الزفاف. وطور الحرفيون الأزياء التقليدية المقتبسة من أنماط تراثية تماشياً مع ميول السياح. وكان لافتاً أن المُصممين سليم الفقيه وهاشمي ميلادي اللذين فازا بالجائزة الأولى في المعرض السنوي للمصنوعات التقليدية، قدما أزياء رياضية اعتمدا في تصميمها على الجمع بين «الدجين» و «القمراية» التقليدية مع التطريز بواسطة الكومبيوتر واستخدام أشكال من الزخرف التقليدي في تصنيع الجُبة. أما سعاد العقربي التي فازت بالجائزة الثانية للجنة التحكيم فاستثمرت أقمشة من الصوف كانت تُستخدم في أزياء قديمة، مثل القشابية والكدرون والعباءة والبُرنس (ألبسة رجالية)، في تصنيع ملابس حديثة. إلا أن الخطر الذي يتربص بالهوية التراثية العربية في مجال المشغولات التقليدية يتمثل بأعمال التزوير والسطو التي يتعرض لها هذا التراث الحرفي. كذلك يقع بعض السياح أحياناً فريسة تجار جشعين يبيعونهم مشغولات تراثية بضعفي سعرها الحقيقي ما جعلهم يصبحون يقظين أكثر من ذي قبل. مع ذلك تظل الأسواق القديمة مركز اجتذاب رئيسي للزوار إلى مدينة تونس التاريخية وفرصة للقيام بجولة على معالمها الثقافية والدينية التي تحكي قصة أربعة عشر قرناً من الحضارة الإسلامية في البلد. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2008)


أيام قرطاج السينمائية بعد أيام «هي فوضى» في الافتتاح .. وعزت العلايلي رئيس لجنة التحكيم يوسو ندور ضيف شرف.. وتكريم السينما الفلسطينية

 
تونس ـ الصباح ينتظر أن تنعقد يوم الجمعة 10 أكتوبر 2008 ندوة صحفية تقدم خلالها السيدة درة بوشوشة برنامج الدورة 22 لايام قرطاج السينمائية التي تنطلق فعالياتها يوم 25 أكتوبر الجاري تتواصل حتى يوم غرة نوفمبر القادم.  «هي فوضى» في الافتتاح وعلمنا ان سهرة الافتتاح لهذه التظاهرة السينمائية الدولية ستحتضنها قاعة الكوليزي ويقدم خلالها اخر افلام المخرج الراحل يوسف شاهين «هي فوضى» الذي يتناول موضوع الفساد في مصر، وتجاوزات الشرطة المصرية، ويجسد كل هذا في شخصية امين الشرطة حاتم (خالد صالح).. ويشاركه ادوار البطولة في هذا الفيلم. * نور (منة شلبي)  فتاة تعمل بالتدريس وتقيم مع والدتها بهية (هالة فاخر). * وداد (هالة صدقي) ناظرة المدرسة التي تعمل فيها نور. * شريف (يوسف الشريف) وكيل النيابة الشاب الذي تحبه نور وهو ابن وداد وتشارك في «هي فوضى» درة زروق من تونس مع  الاشارة ان هذا الفيلم شارك في اخراجه خالد يوسف. فيلم التانيت الذهبي في الاختتام وعلمنا من ناحية اخرى ان سهرة الاختتام ستشهد وخلافا للمعتاد عرض لفيلم الحائز على التانيت الذهبي في هذه الدورة التي ستشهد حضورا سينمائيا عربيا وافريقيا وأوروبيا. لجنة التحكيم الدولية لئن لم يتم تحديد القائمة النهائية للافلام العربية والافريقية المشاركة في مسابقتي المهرجان (مسابقة الافلام الطويلة ومسابقة الافلام القصيرة) فانه في المقابل تم الكشف عن تركيبة  لجنة التحكيم الدولية التي ستنظر في هذه الاعمال السينمائية والتي نجد من ضمنها المخرج التونسي النوري بوزيد والى جانبه: ـ عزت العلايلي (مصر) وهو مرشح لرئاسة لجنة التحكيم. ـ ياسمينا ريرا (ممثلة من الجزائر) ـ كاتيا رحمانو (نيجيريا) ـ ايمانوال بيار (ممثلة من فرنسا) الندوة الفكرية ستهتم الندوة الفكرية للدورة 22 لايام قرطاج السينمائية بـ«التكنولوجيا الجديدة وانعكاساتها على الافلام ذات الكلفة  الضعيفة». يوسوندور ضيف شرف الايام سيكون المطرب السينغالي يوسوندور ضيف شرف الدورة 22 لايام قرطاج السينمائية ويوسو من مواليد سنة 1959 بدكار بدأ الغناء كمطرب طفل في الاحتفالات المقامة في منطقة سكناه وغدا ندور مطربا محترفا حينما بلغ من العمر 12 عاما. وفي عام 1979 شكل ندور فرقته الخاصة التي عرفت باسم «لوتوال دي داكار» تتجول بعد ذلك الى فرقة «ذا سبر اتوال» وابتكرت هذه الفرقة وهي الاشهر في افريقيا وطورت نمطا افريقيا حديث تماما من موسيقى البوب. تكريم السينما الفلسطينية السنيما الفلسطينية سيكون لها حضورها البارز في ايام قرطاج السينمائية التي اختارت تكريمها من خلال عروض لانتاجات سينمائية طويلة وقصيرة ووثائقية وأفلام الفيديو الى جانب معارض توثق لمسيرة السينما في فلسطين. «7 شارع الحبيب بورقيبة» و«ثلاثون» غير جاهزين علمنا انه خلافا لما تم تداوله فان الشريطين السينمائيين التونسيين «7 شارع الحبيب بورقيبة» لابراهيم اللطيف و«ثلاثون» للفاضل الجزيري مازالا في مرحلة الميكساج وبالتالي فان هذين العملين غير جاهزين للعرض في الدورة 22 لايام قرطاج السينمائية وحسب المصدر الذي استقينا منه هذا الخبر فان «7 شارع الحبيب بورقيبة» قد يظهر في المهرجان في آخر لحظة على اعتبار ان المسألة مرتبطة بعملية «الميكساج» في حين استبعد المصدر ظهور «ثلاثون» في المهرجان. محسن بن أحمد (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 أكتوبر 2008)  


الأفلام التونسية في المسابقة الرسمية

 

 
 تونس/الصباح: تأكد رسميا مشاركة تونس في مسابقة الافلام الطويلة للدورة 22 لايام قرطاج السينمائية بالافلام الثلاثة التالية: ** شطر محبة للمخرجة كلثوم برناز. ** un si beau voyage (رحلة جد ممتعة) للمخرج خالد غربال وهو ثاني اعماله الروائية الطويلة بعد فيلم فاطمة. ** خمسة للمخرج كريم الدريدي (مخرج تونسي مقيم بالخارج) وهذه اول مشاركة له في ايام قرطاج السينمائية. وتم في ذات الوقت استبعاد فيلم «الحادثة» لرشيد فرشيو و«ثلاثون» للفاضل الجزيري (على اعتبار عدم جاهزيته شأنه في ذلك شأن «7 شارع الحبيب بورقيبة من دائرة الترشيح للمسابقة).  مسابقة الافلام القصيرة وفي مسابقة الافلام القصيرة ستمثل تونس 4 أفلام هي: * لزهر للبحري بن يحمد (ضمن سلسلة 10 نظرات الثانية انتاج ابراهيم اللطيف). * فوسكا (Fausse copie) لسامي بلحاج.. وثالث هذا الافلام لنادية تويجر والفيلم الرابع (مريم ريفاي) انتاج نادية  عطية. ـــــــــــــ الممثلة منال عبد القوي لــ«الصباح»:

أحببت «مليكة» في «صيد الريم» رغم اختلافي الشديد معها..

تونس/الصباح شدت الانتباه بتلقائيتها وتفاعلها الصادق والتعبير المقنع والممتع من خلال «مليكة» في مسلسل «صيد الريم» منال عبد القوي مثلت مفاجأة اسعدت كل المتابعين لهذا العمل التلفزيوني الذي قطع مع السائد من خلال طرح عديد القضايا التي تعد من «المسكوت عنه» في الدراما التونسية. مع هذه الانيقة القادمة من جزيرة جربة كان هذا اللقاء: ** كيف تقدمين منال عبد القوي للقراء؟ ـ اصيلة جزيرة الاحلام جربة.. استاذة في المسرح بالمعاهد الثانوية.. لي تجارب متعددة في الفن الرابع.. كما كانت لي مشاركات مختلفة في اعمال تلفزيونية. ** هذا النشاط المكثف لم يساهم بشكل كبير في التعريف بك؟ ـ لا بد من الاشارة هنا أنني منحت كل جهدي للمسرح، حيث اوليت اهتمامي للتكوين والتعلم والاخذ بأسباب التعبير المسرحي على أسس سليمة وثابتة. ** هو عمل شاق؟ ـ نعم.. لا أخفي سرا اذا قلت ان المسرح ارهقني كثيرا.. لكنه ارهاق فيه لذة ومتعة لان غايتي الاساسية كانت تنمية وصقل ما بداخلي من طاقات ابداعية قادرة على التفاعل بتلقائية وصدق متطلبات اي دور. ** وجاء دور «مليكة» في مسلسل «صيد الريم» ـ لقد انتظرت هذا الدور منذ سنوات. ** كيف؟ ـ منذ سنة 2001 قدمت ادوارا مختلفة وكانت لي مشاركات في اعمال درامية تلفزيونية.. جاء دور «مليكة» لذا اقول انني مع انتظرت هذا الدور. ** هل كان هذا الدور في الموعد الذي كان يجب ان يكون؟ ـ  لقد مهدت لهذا الدور من خلال المشاركة وتجسيد ادوار ثانوية في حوالي 7 مسلسلات تلفزيونية.. عشت التدرّج الطبيعي في تقديم الادوار التلفزيونية اؤكد ذلك مرة اخرى ان دور «مليكة» جاء في الوقت المناسب. ** أنت تتحدثين بحب كبير عن «مليكة»؟ ـ لقد أحببت «مليكة» على اعتبار انها جاءت متوجة لتدرج طبيعي في مسيرتي التلفزيونية من الادوار الثانوية رغم قيمتها الى دور رئيسي وهام و مؤثر في احداث المسلسل. ** مليكة دور رئيسي في «صيد الريم» كيف كان استعدادك له؟ ـ في البداية لا بد من توجيه تحية حارة للسيد نجيب عياد والى المخرج علي منصور للثقة التي وضعاها في شخصي.. واقول انه منذ ان اقترح عليّ  سي نجيب عياد  دور «مليكة» حتى شرعت في دراسة هذه الشخصية والتعرف على ادق التفاصيل في حياتها كاحدى «بنات المعمل» وطريقة تعاملها وعلاقتها بمحيطها. ** الى أي حد كنت خائفة من هذا الدور؟ ـ اعترف انني كنت خائفة من هذا الدور على اعتبار انه كان مختلفا ومخالفا لما سبق ان قدمته.. لكني سرعان ما اندمجت في الحياة الطبيعية لهذه الشخصية. لقد مثل لي هذا الدور اضافة هامة ومعتبرة في مسيرتي.. فهو دور رئيسي اسعدني كثيرا. ** تهمك ادوار البطولة في اي عمل ابداعي؟ ـ دور البطولة في عمل تلفزيوني يهمني  كثيرا بل اقول انه طموح مشروع لكل مبدع مؤمن بنبل وقداسة ما يقدمه من اعمال ابداعية على اعتبار انه يوفر لصاحبه امكانية الكشف عن ما بداخله من امكانات ابداعية خاصة اذا كان الدور مكتوبا بشكل جيد. ** لو لم يكن دور «مليكة» اي الادوار تمنيت تقديمها في «صيد الريم»؟ ـ لقد احببت دور «مليكة» تعرفت على مختلف الادوار.. لكن في الاخير وجدت نفسي منجذبة لـ«مليكة».. لو خيروني اي الادوار المناسبة لي في «صيد الريم» اقول دون تردد «مليكة» لكن هذا لا يعني انني لم اعجب بـ«نرجس» و«مريم» في المسلسل.. لكن حبي لمليكة كان الاقوى والأجمل والأفضل. ** حبك الجارف لـ«مليكة» يعني ان فيها الكثير من ذاتك؟ ـ هناك نقاط اختلاف عديدة بيني وبين «مليكة» وحبي لها يعود لتلقائيتها وتصرفاتها الطبيعية. ** دور يحملك مسؤولية كبيرة؟ ـ فعلا.. انه دور هام في مسيرتي.. سأعمل على توظيف هذا النجاح في ادوار اكثر قوة واهمية تضمن لي الاضافة المعتبرة.. ادوار تمكنني من التحليق عاليا في المجال الفني بكل ثقة وحب وتقاؤل.. احلم بأدوار هامة توفر لي الكشف عن الكثير مما بداخلي من امكانات تعييرية سواء كان الامر متعلقا بالمسرح او التلفزيون. ** أنت استثنيت السينما؟ ـ لا أحفي سرا اذا قلت أنني رفضت عدة عروض للقيام بأدوار رئيسية في السينما لانها لا تستجيب لطموحاتي.. ** ادوار فيها اثارة؟ ـ بالفعل.. ارفض تجسيد ادوار الاغراء والاثارة مهما كان.. لقد قمت بتجربة سينمائية وحيدة من خلال شريط قصير «هلوسات» للمخرج وسام التليلي دون أن أنسى تجربتي المتميزة في الاذاعة كممثلة. أجرى الحديث: محسن بن أحمد (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 أكتوبر 2008)


المرصد الديمقراطي نشرة دورية يصدرها مركز دراسة الإسلام والديمقراطية – واشنطن السنة الثالثة، العدد السابع،  أكتوبر 2008  
 
في هذا العدد: كلمة العدد: أوقفوا مجزرة الصحافيين العراقيين ** المغرب: حزب العدالة والتنمية وإكراهات السياقات الجديدة ** السودان: موانع توحد فرقاء الإسلاميين ** المصالحة الفلسطينية وضرورة سماع الصوت المخالف ** المجتمع المدني السوري: مبادرات لم ترتقِ لُيؤخذ بها ** موريتانيا: التوازي بين ردة الفعل الطبيعية.. وردة الفعل الشعبية؟ ** الشبكة العربية للتسامح تتعاون مع المفوضية العربية ** المنتدى الموازي لمنتدى المستقبل الخامس في الإمارات ** جولة رايس في المغرب العربي: قليل من حقوق الإنسان كثير من التجارة لقراءة العدد: http://csidonline.org/arabic/images/stories//democracy%20watch%20-%20october%202008.pdf  

توزيع رواية عن السيدة عائشة مبكرا بعد حريق في دار نشر بريطانية

نيويورك (رويترز) – وزعت على عجل رواية مثيرة للجدل بشأن السيدة عائشة زوجة النبي في الاسواق الامريكية يوم الاثنين 6 أكتوبر 2008 قبل موعدها المقرر بتسعة أيام وذلك بعد تعرض مكتب ناشر الكتاب البريطاني لهجوم. ونشرت دار بيوفورت بوكس للنشر رواية « جوهرة المدينة » للكاتبة الصحفية شيري جونز بعد أن تخلت دار راندوم هاوس في مايو أيار عن فكرة نشرها بسبب مخاوف من أن يثير ذلك أعمال عنف. وقالت بيوفورت انها أرسلت مبدئيا 40 ألف نسخة من الرواية. وتسرد الرواية قصة حياة السيدة عائشة منذ خطبتها للنبي وحتى وفاته. وأضرمت النيران في مقر الناشر البريطاني للكتاب وهو جيبسون سكوير بوكس في 27 سبتمبر أيلول. ولم يصب أحد جراء الحريق ولكن موعد النشر تأجل. واعتقلت الشرطة البريطانية ثلاثة رجال بشبهة ارتكاب أعمال ارهاب. وقال اريك كامبمان رئيس بيوفورت انه لم يتلق تهديدات كما لم تتلق جونز تهديدات ولكنه أراد للكتاب أن يوزع بأسرع ما يمكن. وأضاف كامبمان في مقابلة « شعرنا أنه في ضوء ما كان يحدث كان من الافضل للجميع.. تغيير مجرى الحوار الدائر من ارهابيين وناشرين خائفين الى حوار بشأن مضمون الكتاب نفسه. » وقالت راندوم هاوس في أغسطس اب انها تلقت « نصيحة تحذيرية لا تقتصر على أن نشر الكتاب قد يضايق البعض من الجالية المسلمة ولكن سيثير أعمال عنف من جانب قطاعات متطرفة صغيرة. » واثار القرار اشكالا على مواقع التدوين على الانترنت وفي الدوائر الاكاديمية. وشبه البعض الامر بقضايا سابقة خاصة بالاسلام اقترنت بأعمال عنف. ووقعت أعمال شغب واحتجاجات في كثير من الدول الاسلامية في عام 2006 حينما نشر رسم كاريكاتيري مسيء للنبي في صحيفة دنمركية. وقتل 50 شخصا على الاقل في تلك الاحداث وهوجمت سفارات تابعة للدنمرك. ولم تزر جونز الشرق الاوسط قط ولكنها قضت عدة أعوام وهي تدرس التاريخ العربي. وقالت ان الرواية كانت خلاصة جميع ما تعلمته. وكانت دار بيوفورت هي التي نشرت كتاب « لو كنت فعلتها » الذي كتبه أو.جيه. سيمبسون بشأن جريمة قتل زوجته. وكانت دار ريجان قد تخلت عن نشر ذلك الكتاب بعد أن أثار الامر حالة من الغضب الشعبي. من اديث هونان (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 أكتوبر 2008)

« كلمة حرّة » بموقع الحوار.نت 

من وحي الذكرى الثامنة عشر للوحدة الألمانية

 ــ يوم 9 نوفمبر ـ تشرين الثاني ـ 1989 إنهار جدار برلين بعد 28 عاما من صموده. ــ يوم 3 أكتوبر ـ تشرين الأول ـ 1990 إختير ليكون عيد الوحدة الألمانية بعد 41 عاما من الإنفصال قضت منها برلين 4 سنوات تحت النفوذ العسكري الشيوعي الروسي. أبرز الكسوب الألمانية بعد تحقق الوحدة : 1 ـ أبرز كسب على الإطلاق هو الكسب الثقافي المتعلق بهوية الشعب الألماني الذي إستعاد برلين برمزيتها التاريخية العريقة من الدب الشيوعي الروسي وهو في الحقيقة أم الحلم الهتلري الذي ناصب العداء شرقا وغربا من أجل بناء إمبراطورية ألمانية ـ جرمانية ـ عتيدة ولكنه لفرط تهوره ومغامراته العسكرية غير المحسوبة إنتهى إلى ضد ما خطط له بالتمام والكمال أي : تحويل ألمانيا إلى شقين يناصب كل واحد منهما العداء ويفصل بينهما جدار سميك غائر له بمثل تلك السماكة وذلك الغور في النفوس أخاديد. لو كان متاحا للألمان ـ في أغلبهم وليس كلهم طبعا ـ أن يعبروا عن مشاعرهم بصراحة حيال بطلهم القومي هتلر لما تردد واحد منهم في الإعلان عن أن يوم الثالث من أكتوبر ـ تشرين الأول ـ عام 1990 كان نصرا لهتلر أو إستعادة لمجده الذي تحطم فكان أثرا بعد عين ولكن فرضت المنظومة الدولية المتغلبة على الألمان مباشرة بعد إنحطاط مجدهم الهتلري في إثر سكون الحرب العالمية الثانية عام 1945 .. إعتبار الهتلرية صنوا للفاشية والعنصرية وكل الدعوات التي لم يعد يستوعبها زمن ما بعد نهاية التاريخ على يد الحلفاء المنتصرين. ذلك الكسب الثقافي هو الذي يمكن أن تفسر به النجاحات الأخرى في المجال الإقتصادي خاصة فهو قاعدتها وركيزتها عند من يرصد الحس القومي الألماني عن قرب وبحس مرهف محررا نفسه من الأسر الثخين لحركة المادة وحركة المال. ومعلوم أن الشعور القومي عند الألمان يختلف من حيث درجته على الأقل ـ إن لم يكن من حيث نوعه وأصله التاريخي ـ على درجات ذلك الشعور عند شعوب أروبية أخرى متاخمة. 2 ـ الكسب الجغرافي والديمغرافي هو كسب ثمين كذلك من كسوب الوحدة الألمانية إذ أصبحت ألمانيا بعد ذلك هي الثانية أروبيا من حيث المساحة الجغرافية وتعزز نظامها الفدرالي حتى أصبح يضم 16 ولاية أما ديمغرافيا فإن ألمانيا بعد الوحدة قفزت إلى المرتبة الأولى ليس أروبيا فحسب بل من الأوائل على المستوى الدولي أي بــ أكثر من 82 مليون نسمة. الكسب الجغرافي والديمغرافي في بلد ناهض عامل مثل ألمانيا له معناه الذي يبوؤه ليكون آلة من آلات القوة ووسيلة من وسائل النماء الإقتصادي والهيمنة بذلك على أسواق دولية تعتمد أولوية التصدير وإنتاج الصناعات الثقيلة من مثل الحديد ومشتقاته فضلا عن الصناعات التحويلية التي تستورد لها مادتها الخام من بلداننا العربية والإسلامية بأثمان بخسة لتعود إليها البضائع مصنعة ومحولة بأثمان باهظة وفوق ذلك كله بالعملة الصعبة أي اليورو الذي فتحت ألمانيا ـ مع فرنسا ـ غماره فكانت مغامرة ناجحة تضررت منها مناطق ما تحت اليورو بينما حافظت ألمانيا على نموها الإقتصادي بتحكم عجيب في نسبة البطالة وغير ذلك مما يمكن تناوله ضمن الكسب الإقتصادي. إنظر في الخارطة العالمية لتلفى أن ألمانيا قارة مترامية الأطراف تكاد تحتكر أوربا بتوسعها الجغرافي حتى ليكاد كل شبر فيها يعمره ألماني أو ألمانية بعمل إنمائي ومما ساعد على ذلك أن طبيعة النظام الفدرالي ـ ربما في ألمانيا خاصة ـ يقوم على توزيع الرساميل البشرية والإقتصادية والرمزية على سائر المقاطعات تقريبا ولذلك خصصت أول ميزانية إتحادية بعد إنضمام برلين رساميل ضخمة جدا لإعادة تعمير الرمز التاريخي والقومي للألمان أي برلين فإستعادت برلين في غضون شهور معدودات ـ ليس مركزها السياسي عاصمة فحسب ـ بل رمزيتها التاريخية والقومية وإستقطبت إليها أعمالا كثيرة كانت تدار في ألمانيا الغربية قبل حصول الوحدة. وبمثل ذلك تعزرت فرانكفورت بوزنها الإقتصادي والمالي وهامبورغ بوزنها الصناعي وبمينائها الدولي وكولونيا بطابعها الديني العتيق وميونيخ بطابعها الفلاحي وغير ذلك مما يعد نجاحا في تسيير دفة النظام الفدرالي موازنة بين مركزية سياسية خارجية وقومية وعسكرية وبين مشاركة الأطراف الألمانية في صناعة التحول الإقتصادي وإستعادة المجد الهتلري المنكوب ولكن بصمت عجيب تقرأه على الشفاه وتتحرك به العيون بينما يحظره القانون فلا ينتبس اللسان ببنت شفة منه. 3 ـ الكسب الإقتصادي هو الآخر كسب ألماني كبير بعد حصول الوحدة وربما يكفي أن نشير هنا إلى أن ألمانيا خاضت معركة اليورو بل يمكن أن نقول أنها فرضتها على أروبا فرضا عجيبا بسبب قوتها الإقتصادية ثم نجحت في تلك المغامرة وها هي الأزمة المالية تهز أركان أقوى دولة معاصرة أي الولايات المتحدة الأمريكية وهي الأعتى بعد أزمة 1929 المعروفة وتتهاوى لها رساميل شرقية وغربية عتيدة وها هي مناطق اليورو تشكو من تورم كبير في موازناتها وها هو المواطن الذي له علاقة باليورو في شرق الأرض وغربها يشعر بالطحن ولكن تظل ألمانيا متماسكة إلى حد نسبي في موازنتها العامة وفي تحكمها في نسبة البطالة التي شهدت في بعض السنوات الأخيرة تحسنا طفيفا وليس الحديث هنا عن معجزة إقتصادية ألمانية بعد منطقة اليورو والتغيرات الخطيرة جدا في الميزان الدولي المالي بعد نشوب الأزمة المالية الأخيرة ولكن الحديث هو عن تماسك إقتصادي مازال يوفر الحد الأدنى من الخدمات الإجتماعية في بلد مازال يفتخر بأنه بلد إجتماعي أو ذو إقتصاد إجتماعي تكافلي موجه وحر في الآن ذاته وهو تماسك لئن نجح في الإستقرار بعد طوفان الأزمة المالية الدولية الراهنة فإنه سيشهد نجاحا في المستقبل بسبب أن الأزمة المالية الدولية الراهنة قد تهدد إقتصادات بلدان كثيرة من العالم الأول فضلا عن العالمين الثاني والثالث. من مظاهر ذلك التماسك النسبي في حده الأدنى هو أن ألمانيا كانت قبل عامين فحسب ولأول مرة أكبر مصدر دولي على الإطلاق وهو ذروة النجاح الإقتصادي إذا أضفت إلى ذلك منافسات اليورو ومغالباته لعملات دولية عتيدة من مثل الدولار الأمريكي والجنية الإسترليني والين الياباني ولا يفسر ذلك سوى بأن من ينتج الحديد ومشتقاته ويصنع به الآلات العسكرية والمدنية من رفاه عيش ثم يصدره شرقا وغربا في زمن تحدد بإمتياز ـ أي أصبح يستخدم الحديد في كل شيء ـ وأن من يستورد المادة الفلاحية الخام ليعيد تصنيعها وتحويلها إلى سلعة إستهلاكية جاهزة ثم يصدرها شرقا وغربا .. إن من يقوم إقتصاده على ذلك بعد إستعادة النخوة القومية الهتلرية بعد تحقق حلم الوحدة .. لا بد أن تصمد موازنته في حد أدنى من الصمود ولكن كل ذلك لا ينفي حصول تململات كبيرة من مثل هجرة ألمانية واسعة لرؤوس الأموال فرارا من النظام الضريبي الألماني ـ ولعله الأقسى في الدنيا بأسرها ـ ومن مثل صعود أسعار المواد وخاصة الغذائية منها برغم أن عامل المنافسة الحادة جدا تلطف من غلوائها من حين لآخر وغير ذلك من المشاكل المعروفة دوليا خاصة في القطاع الغدائي والفلاحي عامة والقطاع النفطي. 4 ـ الكسب الأخير الذي يمكن التعرض له هنا إجمالا هو الكسب الإستراتيجي في المستوى الدولي أي أن ألمانيا إستعادت مكانها الإستراتيجي والعسكري ووزنها الأوربي والغربي والدولي بعد حصول الوحدة التي أتاحت لها رفع الحظر دوليا عن مساهمتها العسكرية في حل الخلافات الدولية وإنتمائها إلى حلف الناتو الذي أصبحت فيه عضوا بارزا يعول عليه دوليا في إلتهام الكيانات الشيوعية السابقة واحدة بعد الأخرى وهو ما يحصل يوما بعد يوم رغبا ورهبا وبذلك إستعادت ألمانيا نخوتها الممرغة في الوحل تاريخيا وإستعادت كذلك وزنها الدولي عسكريا وإستراتيجيا وهو نصر لم يكن ليتحقق لولا حصول الوحدة الألمانية التي بدورها لم تكن لتتحقق لولا سقوط الدب الروسي ومن خلفه النظرية الشيوعية في إثر رصاصة الرحمة الأخيرة من لدن سياسة القلاسنوست التي قادها قورباتشوف. بذلك التحول الإستراتيجي العسكري في الترسانة الألمانية العسكرية التي ضرب عليها الحظر لعقود طويلة أصبحت ألمانيا قوة عسكرية وإقتصادية ضاربة لولا أن نسيجها الإجتماعي ـ ربما كسائر مكونات أوربا التي كانت يوما ما مسرحا لخصومة شنيعة بين الإقطاع الديني والإقطاع السياسي من جهة والثورة العلمية من جهة أخرى ـ مازال يتلقى ضربات موجعة وتهديدات جادة بسبب إنحياز الثقافة الفلسفية إلى النظرية المادية الإباحية المفرطة وهو داء ينخر كثيرا من أقطار العالم ويحمل المسلمين مسؤولية تاريخية جد جسيمة ربما يتأهلون في أجيالهم القادمة إن شاء الله تعالى لتسجيل نجاحات إيجابية فيها. ربما تسأل : وماذا خسرت ألمانيا من الوحدة؟ قطعا لم تخسر شيئا أبدا مطلقا. أما لو سـألت عن مناطق الضعف فهي كثيرة ولكن ما يجب محاكمتها إلى نظرية غير النظرية الفلسفية التي تعتنقها ألمانيا من ناحية حتى نبقى أوفياء لموضوع الكلمة الحرة من جهة كما لا ينبغي التوغل فيها حتى لا تتحول الكلمة الحرة ذاتها إلى دراسة حول ألمانيا. ولكن يمكن القول بإختصار شديد بأن منطقة الضعف العظمى في المنظومة الألمانية هي : النسيج الإجتماعي الخاضع في تدهوره إلى النظرية الثقافية الفلسفية وهي كذلك : موجة العنصرية والكراهية المتنامية ضد الأجانب بصفة عامة وضد الإسلام والمسلمين بصفة خاصة تأثرا بنكبة سبتمبر وكوارث شبيهة في مدريد ولندن وتهديدات أخرى ـ الله وحده أعلم إلى حد الساعة على الأقل بدرجة الجدية فيها من درجات الصخب الإعلامي في كثير من مصادحه وأبواقه ـ ولكنها على كل حال نقطة ضعف أخرى ربما تكون مرتبطة بصعود اليمين المحافظ وتشبثه بالسلطة في حين بدا اليسار الإجتماعي هزيلا ضعيفا مترددا مرتبكا أو تكون مرتبطة بأوضاع دولية منها الإنتفاضة والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق ومنها السياسة العنصرية التي يقودها البيت الأبيض سيما في عهد بوش الأصغر. نقاط الضعف مرتبطة إرتباطا كبيرا بسياسات كبرى في المجال الثقافي والفكري والتعليمي والإعلامي والعلاقات الخارجية وبذلك يكون الإنحدار بعدها أو بسببها أو الصعود كذلك صحيحا ولكنه بطيئ يحتاج إلى أجيال متعاقبة ولكن نقاط القوة في الكسوب الكبرى التي أنف ذكرها يمكن لها الصعود بقوة وذلك هو الفارق بين الأمرين. درسان ناجحان في عالمنا المعاصر : ألمانيا واليابان. تلك حقيقة لا تتعرض للمعارضة ولكن الأهم من التذكير بها وتوكيدها هو : إلتقاط محاضن ذينك الدرسين ولعل الدرس الألماني أولى بسبب متاخمته للمنطقة العربية والإسلامية جغرافيا سيما أن حوالي 5 بالمائة من القاطنين في ألمانيا هم مسلمون حوالي 70 بالمائة منهم أتراك. حقيقة الدرس هو أن ألمانيا بعد فشل مغامرات هتلر شرقا وغربا أضحت في أعقاب الحرب العالمية الثانية أي قبل زهاء نصف قرن قاعا صفصفا بأتم معنى الكلمة وإذا كانت القنبلة الذرية قد دمرت هيروشيما في اليابان فحفرت في أحشاء النساء حتى يومنا هذا خمائر لأجنة مشوهة وكفاك بها أبشع جريمة على وجه التاريخ البشري حتى يومنا هذا مازال أبطالها طلقاء .. فإن القنبلة التي حولت ألمانيا إلى قاع صفصف لا ترى فيه عوجا ولا أمتا هي قنبلة دمرت العمران المادي بالكلية ولكنها أيقظت في مقابل ذلك العمران النفسي في العنصر الألماني فإستجاب للتحدي  ببطولة نادرة في التاريخ ودون أدنى خصومات فكرية حول حقيقة هذا العملاق الألماني الذي حقق المعجزة الباهرة في أكثر من مستوى بعدما ورث بلادا مقفرة محظورة من كل عمل عسكري في أي مستوى كان .. دون أدنى خصومات فكرية وجدالات فارغة فإنه يكفيك من ذلك كله رصد كسوب العملاق الألماني في أكثر من مستوى تاريخي وقومي وثقافي وإقتصادي وعسكري وعلمي وغير ذلك ولكن حاكمه إلى نظريته الثقافية الفلسفية وليس إلى الإسلام طبعا حتى تكتسب أقدارا من الإنصاف والموضوعية. الأهم من ذلك كله كما قلت هو رصد الأسباب والعوامل التي جعلت قاعا صفصفا تتحول في غضون نصف قرن فحسب إلى أقوى قوة إقتصادية وعسكرية ليس أروبيا فحسب بل دوليا كذلك تنافس الحلفاء الذين حولوها إلى قاع صفصف وتتميز عليهم في أكثر من مجال. 1 ـ نظام سياسي ناجح إداريا بالفدرالية وقيميا بالحرية والكرامة الإنسانية. ذلك هو السبب الأكبر والعامل الأعظم الذي يريد الطواغيت فينا تجاهله أو يعمد السذج إلى التهوين من شأنه. لك أن تقول بإطمئنان كبير جدا إلى أن قيمة الحرية في ألمانيا هي العلة الكامنة وراء نهوض عملاق حشر في قمقم صغير جدا ضيق جدا. لك أن تخلع على تلك القيمة صفة المركزية أو العنصرية أو الأنانية أو غير ذلك مما يجعلها حكرا على الجنس الأروبي أو الغربي ـ الرجل الأبيض أو رجل شمال الأرض ـ .. لك ذلك ولكن المؤكد أن قيمة الحرية مهما كانت منقوصة محدودة فإنها تفعل فعل السحر في النهوض بالجنس الإنساني بغرض تعمير الأرض بالخير والجمال والزينة وقيم العدل. 2 ـ نظام إداري محكم يجمع بين المعطى الفدرالي حاجة مركزية والمعطى المحلي حاجة داخلية توفر الحريات الإدارية والإجتهادات المحلية والتنافسات بين الأطراف التي تشكل اللحمة الألمانية وبذلك تنضبط قيم الحرية وكرامة الإنسان في ظل نظام إداري شفاف يحكم العلاقة بين كل المستويات ويخضع كل شيء إلى المراقبة والمحاسبة والمراجعة والتخطيط. بكلمة واحدة : ألمانيا مدينة بشكل غير مسبوق ـ ربما في أرجاء واسعة في الدنيا كلها ـ إلى نظامها الإداري وعقلها الإداري الذي يعتبره بعض الناس مغالاة في الإنضباط والدقة وحسن التقدير ولكن المؤكد في كل الأحوال أن نجاح المشاريع ـ صغرى أو كبرى أو حتى مشروع عادة بشرية يومية ـ يقف وراءه عقل إداري وتنظيم إداري ومن حرم ذلك فلا يغنيه شيء بعد ذلك أي بعد أن تتبدد ثروته ويستهلكها سوء التخطيط أو الإهمال. 3 ـ قومية ألمانية غائرة حادة وهو سبب واضح يمكن التعبير عليه بأن الألماني ـ سيما في الأجيال الفارطة ـ يشعر أن له رسالة حيال وطنه وقومه وتاريخه وبذلك تحصن الألماني ـ بصفة عامة وليس مطلقا ولا عند كل واحد منهم ـ من التيه التاريخي والضياع الثقافي أي بكلمة واحدة : الهوية الألمانية في عقول الناس لها قسمات وضوح بارزة كفيلة بتوفير الحد الأدنى المطلوب من الإندفاع والمنافسة والإنجاز وشتان بين من يشعر بأن له في هذه الدنيا رسالة ـ حتى لو كانت رسالة عمارة في الدنيا مجردة عن الإيمان باليوم الآخر ـ وبين من لا يشعر بشيء من ذلك. ذلك الشعور القومي جعل الألمان بصفة عامة يشعرون بأن عليهم الثأر من التاريخ وليس من صانع التاريخ أي هتلر وهو شعور غريب عجيب تفتقده عند كثير من الشعوب التي لا تحسن سوى جلد تاريخها وإدانته حتى لو كانت نقاط الضوء فيها أرجح من نقاط العتمة. بكلمة : عندما يستحضر الإنسان العامل عامل التاريخ وهو يعمر حاضره يمكن أن يبلغ من درجات السؤدد شأوا أما عندما يحتقر تاريخه ويدينه بجرة قلم ويحكم عليه بالسفاهة والحماقة فإنه يضيع أكبر رصيد معنوي كان يمكن توظيفه في بناء حاضره.
الوجود الإسلامي في ألمانيا : هل يلتقط نقاط القوة فيجمعها إلى ما عنده من قوة.   1 ـ أكبر تطور نوعي صمد إلى حد الساعة بعد زهاء عامين تقريبا في أداء الوجود الإسلامي في ألمانيا هو : المجلس التنسيقي لمسلمي ألمانيا. المعروف بالألمانية إختصارا بإسم : كرم. بعث في فجر العام المنصرم 07 بعد محاولات كثيرة من توفير حد أدنى من التنسيق وربما كان للجانب الرسمي الألماني ـ سيما بعد صعود اليمين المحافظ في آخر إنتخابات إشتراعية ورئاسية على مستوى فدرالي ـ دوره في ذلك أي عندما بادر للإعتراف بأكثر من مجموعة إسلامية وقع إبرازها على أساس أنه تمثل المسلمين وهي مجموعات صغيرة من مسلمين مرتدين أو غير مسلمين في الأصل أصلا ولكن ينحدرون من أصول إسلامية جيء بهم للشغب على التمثيليات الإسلامية الجادة في الجانبين التركي والعربي. إنه قانون التحدي والإستجابة الذي يحتاجه الإنسان في حركته وسعيه. 2 ـ يبدو أن الرسمية الألمانية ـ خاصة بعد صعود اليمين المحافظ ـ لا ترضى عن التمثيلية العربية في الوجود الإسلامي بألمانيا وأكبر تمثيلية في ذلك الصعيد هي تمثيلية الجماعة الإسلامية التي تتهمها السلطات هنا في تقاريرها الإستخباراتية منذ سنوات بأنها ذراع الإخوان المسلمين ولكن تخلع عليها صفة التطرف وليس الإرهاب والأسباب معروفة بحكم طبيعة النظام السياسي في تركيا ونوع الحركة الإسلامية هناك قبل وبعد المهندس أربكان وأسباب أخرى دولية وعربية وإسلامية معروفة ليس هذا مجال التوسع فيها ولكن تؤدي كلها إلى إعتبار الوجود الإسلامي العربي السياسي الحركي هو مشكلة التمثيلية الإسلامية رسميا في ألمانيا أما ما عداه فيمكن التغاضي عنه في حدود مفهومة. خيبت تلك الآمال في الجانب الرسمي الألماني بأمرين : أولهما صمود الوجود الإسلامي في ألمانيا عامة في وجه كوارث التفجير والتكفير في أمريكا وأروبا وهو العامل الذي قوى شوكته برغم محاولات إعلامية رخيصة لا تفتأ تشوش على المشهد العام وثانيهما ضحالة وتفاهة أولئك الذين جيء بهم لملء التمثيلية الإسلامية رسميا من مسلمين مرتدين أو من في حكمهم ثم تعزر المشهد بميلاد التنسيقية العليا سيما أنها تضم أكبر فصيلين : الأتراك بكل فصائلهم الفاعلة المؤثرة تقريبا والعرب بمثل ذلك تقريبا. ومعلوم أن مشاهد الإحتفال بالذكرى الثامنة عشر للعيد الوطني الألماني الأكبر أي الثالث من أكتوبر ـ تشرين الأول ـ تتزامن في هذا العام مع إحتفال التجمع الإسلامي بالذكرى الخمسين لتأسيسه تحت عنوان معبر جدا هو : الإنتقال من طور الحصول على جزء إلى طور كوننا جزء. باللغة الألمانية : طايل هابن .. طايل زاين. الذكرى 18 للوحدة تحمل معها أول هزيمة لأقصى اليمين المحافظ منذ حوالي نصف قرن. خلاصة الحدث هو أن الإتحاد المسيحي الإجتماعي فقد هيمنته على أكبر منطقة حكومية جغرافيا في ألمانيا ـ بافاريا ـ لأول مرة بعد حوالي نصف قرن كامل ظل فيها هو المحتكر دوما للحكم هناك وهو حليف الإتحاد المسيحي الديمقراطي الحاكم اليوم بزعامة المستشارة إنجيلا مركل وقد نظر المحللون إلى ذلك نظرة ريبة قد تهدد إستمرار التحالف الحزبي الحاكم في ألمانيا في أول محطة إنتخابية العام المقبل ولكن تشرذم اليسار إلى حد كبير وإنقسامه على نفسه قد يطرد تلك الفرضية إلا أن تحل بالبلاد معضلات إقتصادية طاحنة تجعل الناخب الألماني يستنجد بالإشتراكيين لدرإ أكثر ما يمكن من الأضرار وتحمل أدنى ما يمكن منها أما العوامل الخارجية فقد تبين أنها ليست بمكان في فكر الناخب الألماني بحيث توجهه إلى إعارتها إهتماما قبل الإهتمام الداخلي وخاصة المالي منه وربما المتعلق بقضية الأداءات بصفة أخص. كانت هزيمة أقصى اليمين المحافظ في ألمانيا كبيرة إذ ناهزت فقدان خمس المقاعد وهي خسارة شنيعة من نوع الخسائر التي لا بد من قراءة صحيحة ودقيقة في أسبابها وعواملها. السؤال هو : هل يكون ذلك ضمن تقهقر لليمين الأوروبي وإلى أي أسباب يمكن عزوه أم هي ظروف ألمانية خاصة خصوصية المعايير الألمانية ذاتها في ذهن الناخب الألماني؟ ولكن السؤال الأكبر من ذلك هو : إلى حد يمكن أن يساهم الوجود الإسلامي في ألمانيا بمقتضى ذلك في تعزيز دوره الثقافي والإقتصادي والإجتماعي؟ تلك أسئلة كبيرة مهمة لا تتسع لها الكلمة الحرة ولكن يمكن أن تتناولها مواضع أخرى في هذا الموقع أو في ذاك على بسط من البحث هادئة عميقة. الحوار.نت (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 6 أكتوبر 2008)


الأصولية العلمانيه
 
فهمي هويدي (*) الأصولية العلمانية التي انتعشت في السنوات الأخيرة لم تنل حقها من الرصد والرد، رغم أنها تطل علينا بين الحين والآخر بأكثر من وجه ولسان، حتى اللغط الدائر حول السنة والشيعة هذه الأيام، لم يفت أبواقها أن تخوض فيه. (1) لست صاحب مصطلح « الأصولية العلمانية »، الذي اعتبره جديداً بالنسبة لي على الأقل. وهو أكثر تقدماً وأشمل من مصطلح « التطرف العلماني » الذي استخدمته قبل خمس سنوات، وبسببه هاجمني كثيرون من غلاة العلمانيين، واعتبروه محاولة من جانبي لتغيير دفة الحوار الذي كان مثاراً آنذاك حول التطرف الإسلامي، رغم أنني حينذاك كان لي موقفي المعلن في نقد ذلك التطرف، لكني قلت فقط ان الغلو ليس مقصوراً على فئة دون أخرى، ولكنه موجود عند الجميع، بمن فيهم العلمانيون انفسهم. ولذلك يجب أن نتصدى له على كل الجبهات. مصطلح الأصولية العلمانية جديد ومثير من زاويتين، الأولى أنه صادر عن اثنين من الباحثين الأمريكيين، والثانية أنه يشير إلى تصور للعلمانية ليس باعتبارها دعوة لإقصاء الدين عن المجال العام من خلال المطالبة بفصل الدين عن الدولة، ولكن باعتبارها فكرة مقدسة وعقيدة، ليست موازية وإنما مخاصمة. الباحثان الأمريكيان اللذان أشارا إلى المصطلح هما جون اسبوسيتو ومحمد مقتدر خان، وقد أعدا دراسة « حول الدين والسياسة في الشرق الأوسط ». نشرت ضمن كتاب « الشرق الأوسط- محاولة للفهم »، أحد إصدارات المشروع القومي للترجمة في مصر وقد تحدثت الدراسة عن أن تحيز نفر من الباحثين إلى العلمانية حول النظرية إلى عقيدة تستند إلى افتراضات مسبقة. وفى رأيهما انها أصبحت أيديولوجية مسلماً بها. وبمرور الزمن اكتسبت الفكرة قداسة وصارت معتقدا يقوم على الإيمان. أشارت الدراسة إلى أن بعض علماء الاجتماع يستشعرون كراهية فطرية وغريزية للدين. وهؤلاء لم يعودوا متحيزين ضد الدين فحسب، وإنما أصبحوا يناصبونه العداء أيضاً. هذا الإيمان الأعمى بالعلمانية لم يمكن أولئك النفر من الأصوليين من تقدير الدور المهم الذي يضطلع به الدين في الشرق الأوسط، رغم أن مختلف المؤشرات تدل على أنه بصدد أن يصبح القوة الموجهة الرئيسية في ميدان السياسة العالمية في القرن الحادي والعشرين. هكذا قالا. المفارقة أن الكتاب الذي صدر عام الفين (قامت بتحريره ديبورا جيرنر وترجمه إلى العربية أحمد عبد الحميد) تضمن بحوثاً عدة استهدفت تنوير الأمريكيين وتفهيمهم بصورة متوازنة حقيقة الأوضاع في الشرق الأوسط. لكني وجدته مطلوباً عندنا أيضاً، لأن ذات الصورة الملتبسة عند الأمريكيين بخصوص الإسلام لها نظيرها في حياتنا الثقافية أيضاً. ( 2) كشف الأستار عن حقيقة الأصولية العلمانية أسهم فيه أيضاً باحث عراقي متميز هو الأستاذ هادي العلوي في كتابه « المرئي واللامرئي في الأدب والسياسة »، الذي سجل فيه شهادة استمدت أهميتها ليس فقط من أن الرجل عبر عن رأيه بصراحة كاشفة، ولكن أيضاً لأن صاحبها مثقف له خلفيته الماركسية التى مكنته من أن يحتل موقعاً بارزاً بين القيادات البعثية في العراق. الأمر الذي يعنى أنه ليس محسوباً على الحالة الإسلامية من أي باب. في كتابه ذاك الذي طبع في بيروت عام 1998 ذكر العلوي ما نصه: تكتظ الساحة الثقافية بالكتابة عن الإسلام السياسي، أي عن الحركات المسماة أصولية أو سلفية أو دينية. وتشتد وتتكاثف الكتابات حولها إلى حد أن بعض الكتاب ألقى عن نفسه كل عبء غير هذا العبء. وجعل محور نضاله وغاية سعيه أن يتصدى لهذا الإسلام، الذي يزيد خطره على غيره. بل هو الخطر الوحيد الأوحد، بعد أن أعاد هذا البعض ترتيب قائمة « الأعداء » لتشتغل بالإسلام، حيث يصبح أعداء الأمس أحباباً… فلم تعد الرأسمالية الاحتكارية وغرستها الرأسمالية الكولونيالية، ولا الاستعمار ولا سليلته إسرائيل من بين الأعداء. بل هم في نهاية الأمر حلفاء في هذه الحرب المصيرية على الإسلام. في هذا الصدد ذكر الكاتب أن الدكتور نصر حامد أبوزيد أعلن لجريدة » الاهالي » إبان العدوان الأمريكي على لبنان أنه يجب عدم استنكار العدوان، لأنه يعني الوقوف مع حزب الله. وبالتبعية يكون أوثق الحلفاء في هذه الحرب هو أنظمة قطاع الطرق على اختلافها. اضاف ان كاتبة لبنانية من صفوف اليسار قالت في اجتماع مفتوح (حضره الكاتب) ان مشكلتنا ليست الإمبريالية ولا أنظمة قطاع الطرق، بل إن الامبريالية مسمى موهوم وان الولايات المتحدة تتصرف كدولة مسؤولة عن العالم. وينبغي دعمها لئلا تنهار. وصدق على قولها جميع الجلساء. أضاف العلوي قائلاً: هكذا يصبح العدو الأوحد لتسعين في المائة من مثقفينا هو الإسلام (السياسي). وهذه الإلحاقة للتمويه. فالعدو هو الإسلام نفسه: تاريخه الحضاري وتراثه العظيم ومنجزاته العالمية، التي مهدت بالتكامل مع منجزات الحضارة الصينية لولادة العصر الحديث. في موضع آخر ذكر الكاتب أن إهدار الجهود الفكرية الضخمة في المناوشة مع الإسلام يصب في المخطط الصهيوني الإمبريالي الذي يهدف إلى اشغالنا بحروب جانبية وإيقاع الخلط في الأولويات والجبهات التي يجب خوض النضال ضدها. وقد حصلت انظمة الفساد على متنفس واسع بانخراط مثقفين يفترض أنهم من صفوف المعارضة في جهازها الإعلامي والأمني، وبما حظيت به من تزكية لدورها في مواجهة المد الديني، بوصفها أنظمة علمانية تكافح في سبيل الفكر التقدمي ولإنقاذ الناس من الخرافات. فهي ملاذ الفكر وأداته الضاربة ضد « الظلاميين ». إن الصراع الحقيقي في الساحات الحقيقية – الكلام لايزال للعلوي- ليس صراعاً فكرياً. ومشكلتنا ليست مشكلة أيديولوجية وما هو مستهدف من قبل العدو ليس الثقافة ولا المثقفين. بل هي أراضينا وثرواتنا وكرامتنا الوطنية. هو صراع بين معتد ومعتدى عليه. بين شعوب وقوى احتلال واستعمار- انتهت الشهادة. (3) ما سبق اعتبره مفتاحاَ لفهم كتابات عديدة تنشرها صحفنا لأناس ركبوا موجة الحرب ضد الإرهاب. واستثمروا أجواء الخصومة الحاصلة بين السلطة وبعض الجماعات الإسلامية، وأعلنوها حرباً مفتوحة ضد ما سمي بالإسلام السياسي والأصولية. وعندهم فإن كل من اعتز بدينه ودافع عنه وانحاز إلى نموذجه الحضاري. فلابد أن يكون أصولياً وامتدادا لحركة الإخوان المسلمين، وخلية متقدمة للإسلام السياسي. وداعياً إلى استنساخ النموذج الإيراني في قول ونموذج حركة طالبان في قول آخر. وهو في كل أحواله كائن مشوه، لايؤمن بالدولة المدنية ولايحترم حقوق الإنسان. إذا امتدح الديمقراطية فهو منافق ومخادع، وإذا دافع عن التعددية والآخر فهو كذاب، وإذا تحدث في أمور الوطن فهو مدع يخفي أجندته الحقيقية التي يريد بها إقامة الدولة الدينية. عند هؤلاء فإن المسلم الملتزم لايمكن أن يكون سوياُ ولا معتدلاً، ولايمكن أن يكون مكانه خارج التصنيفات التي يحاصرونه فيها. لا هو أصولي ولا إخواني ولا إيراني ولا طالباني. والصورة النمطية التي يريدون ترويجها عنه أنه لا يمكن أن يكون مشغولاً بهموم وطنه وامته، ومن ثم جزءاُ من التيار الوطني العريض، وإنما ينبغي أن يظل محاصراً في قضايا التكفير والحجاب والنقاب وتطبيق الحدود وإقامة الإمارة الإسلامية، تمهيداً لإقامة الخلافة وتنصيب الأمامة العظمى. من مفارقات الأقدار وسخرياتها أن ذلك التنميط الساذج الذي يلح عليه الأصوليون العلمانيون العرب، لم يقع فيه بعض الباحثين الغربيين المعنيين بدراسة المجتمعات الإسلامية. وبين يدي كتاب أصدرته جامعة هارفارد في عام 2003 بعنوان « اسلام بلا خوف » للدكتور ريموند ويليام بيكر أستاذ العلوم السياسية (ترجمته إلى العربية الدكتورة منار الشوربجي ونشر في الأردن هذا العام)، وهو يقدم صورة أكثر أمانة ودقة لمن أسماهم بالإسلاميين الجدد أو الإصلاحيين في مصر, الذين اعتبرهم « قوة تقدمية ومستقلة ». وهو ليس وحيداً في ذلك، فقد سبقه إلى تلك القراءة الأمينة والمنصفة آخرون، في المقدمة منهم البروفيسور جون اسبوسيتو، الذي أصدر هذا العام عدة كتب في ذلك الاتجاه، من بينها مؤلفاته عن الانبعاث الإسلامي، والتهديد الإسلامي بين الحقيقة والوهم، والإسلام والديمقراطية، وأخيراً من يتحدث باسم الإسلام. (4) ما دعاني إلى ذلك الاستطراد أنه خلال الأسبوعين الأخيرين الذين أثير خلالهما الجدل في الأوساط الإسلامية حول العلاقات بين الشيعة والسنة، خاض نفر من الأصوليين العلمانيين في الموضوع. ومنهم من لم ير في ذلك الجدل سوى أنه تعبير عن مأزق بين اسلاميين يقدمون السياسة على الدين، وآخرون يتبنون موقفاً معاكساً. البعض الآخر اعتبر المأزق كاشفاً لموقف الإسلاميين من الحرية الفردية وحق الإنسان في الاعتقاد والإيمان، الأمر الذي سلط الضوء على  » الوجه المقبض والمعتم » لتلك الفئة من المتدينين الذين يدعون دفاعا عن الاعتدال والديمقراطية والدولة المدنية…. إلخ. الأهم من تهافت الحجج التي وردت في الكتابات والأغاليط التي تخللتها أن إخواننا هؤلاء لم يروا في الحوار الدائر أي وجه إيجابي. لم يرصدوا فيه الشفافية والموضوعية والانطلاق من الحرص على المصالح العليا للأمة. من خلال الحث على الاحتشاد لمواجهة المخاطر التي تتهددها، ممثلة أساساً في الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية. وهي المسؤولية التي تستدعي إما ترحيل ملف الاختلافات المذهبية أو مناقشتها في حدود دوائر أهل العلم، حتى لا تؤثر على وحدة الصف ولا تؤدي إلى بلبلة وتشتيت الرأي العام. هذا الحوار الذي تركز حول أولويات المرحلة من وجهة النظر الوطنية، وكيفية إدارة الاختلافات السنية الشيعية، تصيده أولئك البعض واعتبروه مناسبة لمواصلة حملة الاغتيال المعنوي والتعبئة المضادة التي تجاهلت تماماً كل ما قيل عن مصلحة الأمة ودعوات التصدي لأعدائها الحقيقيين. الأمر الذي قدم برهاناً جديداً على أن معركتهم الحقيقية هى مع الشقيق وليست مع العدو، وأن الأول هو الخصم الحقيقي وليس الثاني. إنهم يفضلونها حرباً أهلية لتصفية حسابات الصراع الفكري، غير مبالين بإشعال الحرائق في السفينة التي تقل الجميع وهى تترنح موشكة على الغرق. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 7 أكتوبر 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

9 août 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1906 du 09.08.2005  archives : www.tunisnews.net ال سي ن ن: هل يمكن ان يكون

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.