TUNISNEWS
8 ème année, N° 2624 du 30.07.2007
الحوار.نت: الشيخ الصحبي عتيق السجين السياسي المفرج عنه بمناسبة عيد الجمهورية في تونس في حوار خاص مع الحوار.نت. عبد الله الزواري: حصـاد الأسبــوع 30 جويلية 2007 تحيين عدد 2 لعريــــــضة مساندة للنقابيين المحالين على لجنة النظام الوطنية بالإتحاد العام التونسي للشغل الصحافيون التونسيون يحتجّون .. ويقاطعون الاحتفال بعيد الصحافة البديـل عاجل: الاتحاد العام التونسي للشغل: ماكينة لجنة النظام تشتغل البديـل عاجل : مضايقة واستنطاق رويترز: ارتفاع واردات تونس من القمح في أربعة أشهر 28 بالمئة رويترز: مسلسل يسترجع حقبة من تاريخ صدام حسين يصور في تونس موقع « اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري »:برئاسة تونس.. »لجنة تقصى حقائق ما جرى في غزة » تناقش الوضع بغزة صحيفة « القدس العربي »:وزير جزائري يتحدث عن مبادرة مغاربية لتطويق تنظيم القاعدة الصباح الأسبوعي: في دراسة وطنية صدرت مؤخرا تقول: إذا ما ارتفع مستوى سطح البحر بـ50 سنتيمترا إلى غضون سنة 2100 المياه ستغمر جانبا هاما من جربة وقرقنة وخليج الحمامات… عبدالحميد العدّاسي : سهرت من الهمّ اللّيالي محمد الهادي حمدة: وجبة أخرى من الإحالات على لجنة النظام محمد الهادي حمدة :حول نداء « كونفدرالية التعليم « خــالد الطــراولي :علم جديد : إعــراب خــارج القواعــد !:(الجزء الـثاني) محمد العروسي الهاني: رسالة شكر للدور الفاعل لرجال الإعلام الأشاوس في موقع تونس نيوز وقناة العربية وقناة المستقلة ووفائهم لتونس الخضراء بلد الحضارة والتقدم و التسامح الأستاذ عبد الجليل التميمي :حوار مع الأستاذ أحمد بن صالح حول عدد من الملفات الجيوسياسية العربية والدولية صحيفة « الموقف »: قرى تعاني من العطش قرب سد كساب صحيفة « الموقف »: وثائق جديدة عن الحركة اليوسفية صحيفة « الموقف »: معهد الصحافة يخسر نصف مدرسيه صحيفة « الحياة »:الوشم موضة لا تنتهي … ومن جرّب مرة أعاد الكرة مختار الخلفاوي: خمسون: هوامش على ذكرى إعلان الجمهوريّة في تونس الوطن: عبد الناصر والقطيعة مع الوعي العربي التقليدي الوطن: أشرعة الذاكرة توفيق المديني:الوجه الإنساني للعولمة الليبرالية موقع « إسلام أونلاين: المفكر الأردني يوسف العظم يلقى ربه أثناء الصلاة صحيفة « المصري اليوم » :الثلاثية الحزينة: الطغاة والغلاة والغزاة موقع « إسلام أونلاين:عباس يرحب بوساطة « مشروطة » لموسكو بين فتح وحماس صحيفة « الشرق » :وثيقة صادرة من معهد إسرائيلي …الصراع السني ـ الشيعي يساعد إسرائيل على تحسين علاقاتها مع العرب صحيفة « الشرق » :سؤال هوية أردوغان وما يترتب عليه موقع « إسلام أونلاين.نت:يساريون وعلمانيون بالجزائر: العدالة التركي يختلف موقع « إسلام أونلاين.نت:حدود الاستفادة من مقومات نموذج أردوغان وحزبه :تركيا.. نجاح غير قابل للاستنساخ موقع « إسلام أونلاين.نت:خلوة السجين بزوجته واجبة كالصلاة! صحيفة « الحياة »:فيلم شاهين «هي فوضى» في مهرجان البندقية صحيفة « القدس العربي »:كشف جديد لصراع بوش وسرقة النفط العراقي ونظرة جديدة علي الفساد العربي عبر ألف ليلة وليلة
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
قناة المستقلة: برنامج « فضاء ديمقراطي » يعاد في سهرة الأربعاء
تعيد قناة المستقلة بث الحلقة الثانية من برنامجها الأسبوعي الجديد « فضاء ديمقراطي » يوم الأربعاء 1 أوت في السادسة والنصف مساء بتوقيت غرينيتش،
الثامنة والنصف ليلا بتوقيت تونس الصيفي. يهتم البرنامج بأحدث التطورات السياسية والحقوقية والفكرية والاقتصدادية والإعلامية في تونس خلال الأسبوع. نرحب بتعليقات مشاهدينا في تونس خاصة، وفي بقية أنحاء العالم، وباقتراحاتهم للبرنامج، ونستقبل رسائلهم على البريد الألكتروني:
views@almustakillah.com
تصحيح رقمي الأخوين على الزواغي و نور الدين قندوز
تسرب خطأ إلى رقمي الأخوين المسرّحين أخيرا على الزواغي و نور الدين قندوز , والرقمين الصحيحين هما
علي الزواغي : 0021623639191
نور الدين قندوز : 0021695690931
والشكر موصول إلى الأخ الذي نبه إلى ذلك
صــابر : سويســرا
الشيخ الصحبي عتيق السجين السياسي المفرج عنه بمناسبة عيد الجمهورية في تونس في حوار خاص مع الحوار.نت.
حاوره : الهادي بريك ـ ألمانيا ـ الحوار.نت. من هوالشيخ الصحبي عتيق ؟ – من مواليد : 14 أغسطس آب 1959 بتونس. – متزوج وأب لرباب ومالك ( 18 و 16 سنة ). – أستاذ شريعة إسلامية بتونس. – كان بصدد الإعداد لنيل شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية قبيل إعتقاله عام 1991. – كاتب ومؤلف لعدد من الكتب الإسلامية : التفسير والمقاصد عند الإمام إبن عاشور ـ وهو البحث الذي تحصل به على شهادة الكفاءة الجامعية. ــ مقدمات في التربية الإسلامية ـ مفاهيم تربوية ـ . إعتقل مرات منها عام 1987 ثم أعتقل مجددا عام 1991 وقضى في السجن 16 عاما أكثرها في عزلة إنفرادية. نص الحوار : الحوار.نت : شيخ صحبي ـ تتقدم إليك أسرة الحوار.نت بأحر التهاني بمناسبة إطلاق سراحك راجين لك الله سبحانه أن يتقبل منك صبرك ويسقي به شجرة الإسلام في تونس. الشيخ الصحبي : شكرا لكم على تهنئتكم الكريمة. الحوار.نت : شيخ صحبي ـ ماهو شعورك وأنت تغادر السجن بعد 16 عاما كاملة؟ الشيخ الصحبي : خروج أي سجين مكسب دون ريب لنا وللنضال وللوطن ولكن الفرحة منقوصة ومنغصة لأن المساجين السياسيين مازالوا وراء القضبان وكنت مع بعضهم في نفس الغرفة. وهذا أمر مقلق لوضع الحريات بسبب الإحتقان في تونس بينما يشهد العالم بأسره مزيدا من الإنفتاح على الحريات والمعارضات أما هنا فإن العوائق مازالت كثيرة. وعلى كل حال هي خطوة إيجابية رغم أنها منقوصة ومنغصة. الحوار.نت : شيخ صحبي ـ كيف ترى الإفراج على بعضكم إذن ؟ الشيخ الصحبي : المحنة التي لا لزوم لها أبدا طالت أكثر من اللزوم رغم ما يبلغنا من زيارات لمسؤولين غربيين يناقشون مع رأس السلطة موضوع المساجين والحريات وفي بلدنا مازال ملف الإنفراج الحقيقي يتراوح بين الإفراج الجزئي وبين التضييق في مجالات أخرى كثيرة. الحوار.نت : شيخ صحبي ـ كيف خلفت المساجين وراءك ؟ الشيخ الصحبي : المعنويات مرتفعة جدا وعازمون جميعا على مواصلة النضال على درب التحرر مهما كانت العراقيل وكما قال الشاعر : إذا كانت النفوس كبارا ــ تعبت في مرادها الأجسام. المساجين يشرئبون إلى التحرر. كيف لا والكواكبي يقول : الحرية أثمن من الحياة. وفي ديننا فإن الحرية ليست مجرد أمر أو حكم جزئي صغير بل هي متمم لعقيدة التوحيد الخالص. في ديننا الإسلامي العظيم لا تنفصل العبادة عن الحرية. الحوار.نت : شيخ صحبي ـ كيف قضيت هذه المدة الطويلة في السجن؟ من كان يمدك بالقوة على الصبر؟ الشيخ الصحبي : لولا رحمة الله سبحانه وفضله وتأييده وإستمداد العون منه وحده سبحانه ماكان لي ذلك فله الحمد والمنة. أغلب مدة سجني كانت عبارة على عزلة إما فردية أو ضمن فريق صغير من المساجين لذلك عكفت على إتمام حفظ القرآن الكريم فتم ذلك بحمد الله سبحانه عام 1993 وقلت في نفسي : لئن حرمني الطاغوت من إتمام أطروحة الدكتوراه التي كنت أستعد لها فقد أكرمني سبحانه بحفظ كتابه وفي ذلك خير كثير. في المدة الأولى منعنا من الإقلام والكراسات والكتب ولم نتحصل على شيء من ذلك إلا بعض نضالات مريرة. قضيت مدة سجني إذا في ظلال القرآن الكريم أتفيأ ظلاله في العبادة والمناجاة والسياحة متخلصا مما يعيق غير السجين من أهل ودنيا وغير ذلك. كنت أقول للإخوة » إذا كان الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام يقول : » لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا » فها نحن نرزق بخير مما ترزق الطير فلا نغدو خماصا ولكن نروح بطانا. أليس في ذلك آية من آيات الله سبحانه؟ « . واصلت إهتمامي في حدود ما تيسر لي في السجن بالعلوم الشرعية التي هي تخصصي ولكن بعد إضرابات من أجلها ووطدت الإهتمام أكثر بتفسير الإمام بن عاشور عليه رحمة الله سبحانه وبالأصول والمقاصد بصفة عامة وكذلك ببعض الدراسات الفلسفية. تيسر لي في البداية أن أكتب بعض البحوث ولكن حملات التفتيش العشوائية التي تقوم بها إدارات السجون المختلفة لم تترك لي شيئا كتبته فكل ما أكتبه يقع حجزه خاصة أني تنقلت بين سجون كثيرة منها المهدية وبرج العامري والناظور وغير ذلك. كنت دائم الإهتمام بقضية المنهج ظنا مني أنه عندما يستقيم المنهج فإنه يناسب مادته العلمية وتناسبه فكتبت » نظرة جديدة للدعاء » و » نظرات في مسألة العبادات » على أساس نقد العقلية التقليدية التي تركز على فروض العين وتهمل فروض الكفاية وهو الأمر المسؤول عن ضمور الإجتهاد المعاصر في قضايا ملحة من مثل الإقتصاد والسياسة وغير ذلك. كما قمت بعملين مهمين هما : تلخيص كتاب المحصول في أصول الفقه وموافقات الإمام الشاطبي وكانت لي محاولة قبل دخول السجن بعنوان » تهذيب الموافقات » ومحاولة أخرى في قضية التعليل ومحاولات أخرى كثيرة حول رؤى جديدة لمقاصد الشريعة. ثم أحجمت عن الكتابة بعد تعرض كل ما كتبته للإتلاف من إدارة السجن. الحوار.نت : شيخ صحبي ـ كيف وجدت الدنيا من حولك بعد غياب طويل؟ الشيخ الصحبي : لم أفاجأ كثيرا بسبب أن زوجتي كانت تروي لي بمناسبة زيارات السجن شيئا عن الجديد في الحياة وتقول لي بأنكم عند خروجكم يصدق عليكم ما يتداوله الناس حول أصحاب الكهف وعلى كل حال مازلت أتلبس بتلابيب الواقع المحيط وأتعرف على الفضائيات التي لم يكن لها وجود قبل دخولنا السجن وكذلك النقال وغير ذلك. وبموازاة ذلك فإن تفاعلي مع إبني الذي ولد بعدي وعمره الآن 16 عاما يأخذ حيزا من تفكيري وإهتمامي. إبني هذا لا يعرفني إلا من خلال أمرين : أولهما أن أمه تضع في البيت صورة شمسية لي وثانيهما أنه عندما تأتي به أمه لزيارتي لا يرى مني إلا الجزء الأعلى أي الجزء نفسه الذي يراه في الصورة الشمسية في البيت. كان يقول لأمه في كل مرة بعد زيارتي في طريق العودة إلى البيت : أبي بدون ساقين. تقول له كيف ؟ يقول : هذه صورته في البيت بدون ساقين وتأكد ذلك عندي اليوم عندما رأيته معك بدون ساقين. كثيرا ما كان العون الذي يحرسني عند الزيارة يتأثر بهذا المشهد حين يكون إبني يطل بعينيه إلى الأسفل محاولا إختراق الحواجز الحديدية ليكتشف هل أن أباه يحمل ساقين ككل الناس أم لا. لا شك في أن ذلك يترك آثارا عميقة في كل نفس. من المسؤول على هذا يا ترى ؟ الحوار.نت : الشيخ الصحبي ـ ماذا إستفدت من مدرسة يوسف عليه السلام؟ هل من دروس نافعة؟ الشيخ الصحبي : كانت فترة تأمل هادئة متأنية على مسافة معقولة من حقل العمل الذي كنا نزاوله ضمن مشروعنا الإصلاحي. هي فترة تأمل طويلة ومفيدة جدا. هناك كثير من المراجعات وأحسست أني إستفدت فعلا من خلال المطالعات ومن خلال تلك المراجعات فضلا عن السياحات الروحانية التي تملأ علي خلوتي وتزهر سجني. تعلمت أن التغيير بكل قضاياه الكثيرة المتشابكة هو علم وليس هواية. كما تعلمت أن تكون النظرات في المستقبل أشمل وأوسع وأشد واقعية. كما تعلمت بأنه لا مناص من العمل على إستكمال كل الشروط الممكنة لقيام المشروع الإسلامي بكل أبعاده الجغرافية وغيرها. كما تعلمت أن ذلك المشروع ليس مشروع حزب ولا حركة بل هو أشمل وأوسع بما يجب إنفتاحه على كل الناس في عمل تجميعي لا تفريق فيه. كما تعلمت أن التخلي عن المبادئ لا يؤدي إلى النجاح أبدا وأن الإنخراط في مشاريع معينة ما ينبغي أن يمس من ثابت الهوية الإسلامية العظمى وفي أحيان كثيرة يتحول ما نسميه تكتيك إلى إستراتيجيا. إنه يجب الإستفادة هنا من المنهج الديكارتي ( نسبة إلى ديكارت الفيلسوف المعروف ). الحوار.نت : شيخ صحبي ـ أي المشاهد أشد علوقا بالذاكرة على إمتداد 16 عاما من الإحتجاز؟ الشيخ الصحبي : مشهد أول : تحصلت على قلم خاص بي بعد 5 سنوات في السجن : قبل ذلك كان يأتينا العون المكلف بحراستنا مرة في الشهر ليسلمنا قلما واحدا نكتب به رسائلنا إلى أهلنا ثم نعيده إليه في مساء اليوم ذاته وعندما زارنا رشيد إدريس مسؤول حقوق الإنسان في تونس كان طلبنا الأول هو تمتيعنا بحق ملكية قلم فعوملنا لأول مرة بعد 5 سنوات على أننا كائنات متعلمة. مشهد ثان : تمكنت من تقبيل إبني بعدما بلغ سنه : 11 سنة. : أعلنا عددا من الإضرابات عن الطعام مطالبين بالتخفيف من الحواجز الحديدية التي تفصل بيننا وبين أبنائنا عند الزيارة ولم يستجب لنا إلا عام 2002 أي بعدما أصبح عمر إبني الذي تركته في بطن أمه : 11 عاما وعندها قبلته لأول مرة. مشهد ثالث: (في رواية هذا المشهد بكى الشيخ الصحبي عتيق) : قال : مما أثر في كثيرا موت أخي الأكبر ثم موت أبي ثم موت أمي ثم موت أختي الكبرى ولم أتمكن من حضور جنازة أي منهم. الحوار.نت : شيخ صحبي ـ هل يزورك الناس بمناسبة خروجك من السجن في بيتك لتهنئتك؟وهل يعرف عنك الجيل الجديد بعد هذا الغياب الطويل في السجن شيئا وهل يعرفون لم سجنت وما هي قضيتك؟ الشيخ الصحبي : يزورني الناس كلهم دون خوف سيما أني في حي شعبي معروف في تونس وهو حي التضامن وبالأمس أقام الإخوة في سويسرا إحتفالا بهذه المناسبة في إحدى المساجد هناك وشاركت معهم بالهاتف. الجيل الجديد تعرف بسرعة عن سبب سجننا وقضيتنا. ذهبت إلى المسجد فراعني منظر الشباب الذي يعمر المساجد في الصلوات وتحدثت مع بعضهم وسألت بعضهم فتبين لي أن الظاهرة الإسلامية التي تعيشها تونس في هذه السنوات حقيقة كبيرة ولا يمنع ذلك من أن جزءًا منها غير مؤطر ويحتاج إلى عمل كبير وفي ذلك مصلحة للبلاد كلها. منهم شباب يفقه تدينه ومنهم المغترب عن واقعه. كانت طموحاتنا نحن في ظل الصحوة الإسلامية الأولى في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات وما بعد ذلك .. طموحات كبيرة وكنا نطلع على كل الأفكار ونستفيد من كل التجارب فلا يغيب عنا المناضل اليساري جيفارا ولا السجين المسيحي مانديلا وهو يقاوم الميز العنصري. اليوم يسير عليك أن تسجل من أول حديث بأن مشكلة الصحوة الجديدة هي نقص الإطلاع وتدني المستوى الثقافي العام بما يجعلها أقرب إلى السطحية. إذا تلازم ذلك مع ما يشكو منه قطاع التعليم في البلاد من أمراض من العائلة ذاتها فإن ذلك كفيل برفع صفارة الإنذار. الحوار.نت : شيخ صحبي ـ بعد دخولكم السجن أطلقت الدولة أيدي أعوانها في كل مؤسساتها لتنفيذ خطة تجفيف منابع التدين. هل وجدت منابع الإسلام مجففة بعد خروجك من السجن؟ الشيخ صحبي : أحيلك على عملين لباحث إجتماعي معروف هو الدكتور الهرماسي. عمل هو بمثابة مقال كتبه عام 1969 وكان يومها لا يشغل خطة سياسية حكومية وملخص المقال هو : من المتعذر قيام صحوة دينية في تونس بعدما بلغته العلمانية والحداثة من إستيلاء على كل شيء تقريبا. العمل الثاني هو دراسة قام بها الرجل نفسه عام 1983 بعنوان » الإسلام الإحتجاجي في تونس » يرصد فيها أسباب سرعة إنتشار الصحوة الإسلامية ويقدم فيها معطيات إحصائية دقيقة ومصنفة تصنيفا علميا يكشف لكل باحث جاد منابت الصحوة وأسئلتها الحضارية. وكان يومها كذلك لا يتحمل مسؤولية حكومية. ليس لي من تعليق على ذلك سوى إسترجاع ما قاله الله سبحانه » ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين « . أرباب تلك الخطة الماكرة الخبيثة يجب أن يعلموا قبل فوات الأوان بأن الفكر لا يحارب إلا بفكر مثله وأن سجن الفكر لا يزيده إلا ترسخا عند أهله. أبلغ رد فعل شعبي على خطة تجفيف منابع التدين في تونس هو تجدد الصحوة الإسلامية وهي تملأ المساجد والشوارع بحثا عن التقوى والإلتزام من لدن الذكور والإناث. لما كانت إبنتي تزورني في السجن تقول لي : الشيخ نصر الله قال كذا وكذا وعمرو خالد قال كذا وكذا. فقلت في نفسي : سبحان الله ها قد سجنونا من أجل محاصرة المد الإسلامي فإذا به يخترق حصونهم المشيدة ويأتيهم من حيث لا يحتسبون. أما آن لهؤلاء أن يعلموا أن هذا الدين ألم بكل أطراف العظمة حتى أن التتار والمغول لما إحتلوا عاصمة الخلافة العباسية بغداد حدثت المعجزة التي لم تحدث من قبل أبدا وهي : إعتناق الغالب لدين المغلوب. كل ما يجري في مواطن الصراع في العالم اليوم يجعل المسلم يفيء إلى دينه ويفر إلى هويته يعتصم بها من غزو العولمة المتوحشة وسياسة الإنجراف الثقافي ولكن كثيرا من المثقفين العرب يقومون بالترويض الثقافي لأمة الإسلام لولا أن الوعي قد تجذر في كثير من أبناء الأمة بما يجعلهم يتجاوزون هذه الإنتكاسة كما تجاوزت الأمة إنتكاسات سالفة. إنك لتلفى بأنه بقدر تطويق الحرية وإحتقار الرأي المخالف وتكميم الأفواه وتعميم الخوف يتجدد الوعي الصحيح المطلوب في الأمة. الحوار.نت : شيخ صحبي ـ ماهي طلباتك بعد خروجك من السجن؟ الشيخ الصحبي : أن نعيش جميعا في ظل القانون متمتعين بحقوقنا الكاملة.كنا ولا زلنا حركة معتدلة كثيرا ولكن لم نجد من يتفهم إعتدالنا وبقدر ما كنا معتدلين كان الطرف الآخر حيالنا متطرفا كثيرا. لابد من حوار وطني شامل ومصالحة وطنية شاملة ومعارضة حقيقية فالبلاد مازالت محتقنة والناس ممنوعون من حقوقهم ومراقبون ولا حق لهم في التجمع وهو وضع لا يخدم البلاد والمدخل المناسب هو الإصلاح السياسي والحريات العامة والإعتراف بالجمعيات والأحزاب دون إقصاء أو إنتقاء. الحوار.نت : شيخ صحبي : كتبت منذ سنوات مقالا ذكرت فيه الحادثة التي رويتها لنا بعد خروجك من السجن عام 1988 بإلحاح منا عجيب ومفادها أن البوليس المكلف بك في الإعتقال عام 1987 في وزارة الداخلية قيد يديك بالسلاسل الحديدية إلى السرير الذي تنام عليه فلما خرج من الغرفة قرأت بعض ما تيسر لك من القرآن الكريم على ذلك القيد المكبل فإنحلت عقده واحدة بعد الأخرى وأنت تنظر بأم عينيك إلى ذلك. علقت على ذلك علمانية تونسية معروفة بعدائها الشديد للإسلام في ثوابته العظمى وقواطعه الكبرى المعلومة من الدين بالضرورة في مقال لها بعد ذلك بأسبوع واحد بأن هؤلاء الرهط من القوم يعملون على إعادة ربط تونس التقدمية الحديثة بعصور الإنحطاط والجهل والكذب والدجل بإسم الدين. فهل لك من تعليق؟ الشيخ صحبي : لا حاجة لي إلى التعليق على ذلك إلا بكلمة واحدة هي : ذلك الضرب من التفكير المادي عفا عنه الزمن وتجاوزه الواقع ولم يعد له رصيد حتى نوليه إهتماما كبيرا. إنما مشكلتنا اليوم هي : بين التقليد وبين التغريب. أين الطريق الثالث بينهما؟ الحوار.نت : شيخ صحبي : هل من كلمة أخيرة بهذه المناسبة ؟ الشيخ صحبي : يجب أن نشتغل في رأيي على الأمور التالية : 1 ـ الجانب الفكري أي إستئناف المساهمة في تجديد الفكر الإسلامي وتقديم الإسلام بصياغات معاصرة في ثوب جديد محافظ على ثوابته الكلية العظمى ومرتبط بالواقع بما يجعل الدعوة الإسلامية المعاصرة تخترق حصون الثقافة المعاصرة. 2 ـ الجانب السياسي أي تبني الحريات والديمقراطية بشكل مبدئي وجاد دون أدنى لبس على قاعدة أن تونس لكل أبنائها يسعهم الحوار دوما وأن الطرف الإسلامي لم يعد تجاهله مفيدا أبدا. 3 ـ مازالت فرصة إقامة علاقة راقية بين الحركة وبين المعارضة من جانب وبين المعارضة والحركة جزء منها وبين السلطة من جانب آخر .. ممكنة. فإذا تم ذلك بتحرر كل طرف من تلك الأطراف بما فيها الحركة من الإملاءات الخارجية فإن بلادنا تكون على شطآن تجربة ديمقراطية. 4 ـ لابد لمشروعنا أن يكون مشروعا وطنيا شاملا. 5 ـ دفعنا الثمن غاليا وفي المقابل لم نحصل على شيء ولكن ذلك يهون عندما نكون بعذاباتنا الطويلة قد غرسنا لبنة حية من لبنات البناء الديمقراطي في البلاد. 6 ـ أؤكد مرة أخرى لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد بأن الفكر لا يسجن. 7 ـ عندما تيسرت لنا إقامة بعض الحوارات داخل السجن وجدنا إنسجاما كبيرا بيننا فلما تناهت إلينا بعض أخبار الحوارات من خارج البلاد إزددنا ثقة في مفعول ذلك الإنسجام وإطمئنانا على وحدة الحركة وتلك نقطة قوة كبيرة جدا. 8 ـ يندر جدا أن تتعرض حركة لما تعرضت له حركتنا على مدى ثلاثة عقود كاملة من محاولات الإستئصال الرهيبة ثم يخرج قياداتها وأبناؤها ضمن حركة واحدة محكومين بزوجية الوحدة والتنوع. كل من جرت عليهم مثل ذلك تقريبا إما تمزقوا شظايا أو توجهوا إلى ممارسة العنف الأعمى. وتلك نقطة قوة أخرى كبيرة جدا. 9 ـ حركتنا تحمل بذور الإعتدال منذ نشأتها والمحنة كان يمكن تجنبها من الطرفين السلطة والحركة ولكن دخل ذلك الآن في قدر الله سبحانه. الحوار.نت : شكرا جزيلا للشيخ الصحبي عتيق الذي أولانا بهذا الحوار مجددين له التهاني بمناسبة إطلاق سراحه سائلين المولى الكريم ولي النعمة الأكبر سبحانه أن يجعل صبره وثباته في ميزان حسناته وأن يجعل من وسطيته وإعتداله الإسلاميين دوحة ظليلة يفيء إلى بردها الذين يهديهم سبحانه لما إختلفوا فيه من الحق بإذنه (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 30 جويلية 2007)
بسم الله الرحمان الرحيم
حصـاد الأسبــوع 30 جويلية 2007
عبد الله الزواري 1) علمت: 1) السيد العجمي الوريمي، السجين السياسي السابق و المناضل الطلابي، أصيل منطقة أولاد الأحمر بشط مريم، لم تمهله جحافل البوليس ليأخذ أنفاسه فيستريح يوما واحدا من الرقابة اللصيقة التي خضع لها طيلة 17 سنة التي قضاها في مختلف السجون التي مر بها، جحافل « الأمن » حاصرت بيت العائلة المنتصب شامخا وسط بستان صغير، حصار بستان العائلة في ‘أولاد الأحمر » تذكر بحصار المسجد الأحمر، و لم يتورع أعوان الأمن عن اقتحام حرمة البستان دون استئذان و لا استشارة، لا لشيء إلا لتمكن بعض الزوار الذي قدموا مهنئين من الوصول إلى البيت دون تفطن الأعوان لهم… و يخضع الأعوان الزائرين لتثبت دقيق من هوياتهم و….. 2)منزل عائلة « طبيب الفقراء » في حمام الزريبة من ولاية زغوان بدوره يخضع إلى مراقبة أمنية لكن هذه المرة دون أت تسفر عن وجهها مثل ما يقع في شط مريم… 3) حالات حرجة: أ- وحيد السرائري: نقل إلى المستشفى إثر حمى حادة و كان ذلك في النصف الأول من شهر ماي الماضي.. عاد إلى السجن المدني بالناظور على كرسي متحرك… لماذا؟ كيف؟؟؟ أسئلة كثيرة في حاجة إلى إجابات دقيقة و مقنعة,, ب – حسين الغضبان: أصيب بقرحة في المعدة و أجريت له عملية جراحية، لكن و نظرا لفقدان الأكلة الصحية المناسبة و الكافية يصاب بالقرحة من جديد و قد غادره من افرج عنه و تركه يتقيأ دما.. لكن لا مسعف و لا علاج في الوقت المناسب… ت – منذر البجاوي: حكم في التسعينات ب3 سنوات سجنا و بضعة أشهر، لكن بمجرد مغادرته السجن في 1994 أعيد إليه بتهم مكررة… و صدر في حقه حكم ب24 سنة سجنا..الآن هو يعاني من عدة أمراض خطيرة منها الربو و القلب و الأعصاب,,, ث – بشير اللواتي: ربو حاد يزداد حدة مع الأيام و ظروف إقامته لا تساعد على التخفيف من هذا المرض( اكتظاظ، تدخين، رطوبة…) ج – ياسين السياري: يقيم في غرفة انفرادية بجناح العزلة المغلظة بسجن صفاقس منذ سنة و نصف، وهو ممنوع من الزيارة و المراسلات و القفة، و قد سلمته سوريا إلى تونس علما بأنه قضى سنة و نصف أخرى في السجون السورية… 2) تدبرت: ____ يقول المثل الياباني : أن تكون على حق ، لا يستوجب أن يكون صوتك مرتفعا .. 3) سمعت: الفصل السابع من قانون المساجد( قانون 34 لسنة 1988، مؤرخ ف 3 ماي 1988) ينص على ما يلي: « تعتبر المساجد جزءامن الملك العام للدولة غير قابل للتفويت فيه و لا لسقوط الحق بمرور الزمن ».. لا أدري هل ينطبق هذا الفصل على المسجد الجامع الكائن بطريق مدنين من مدينة جرجيس المعروف بجامع’ ابن خضر 4) رأيت: أذلونا …أذلهم الله.. الممرضات البلغاريات المتهمات بحقن أطفال ليبيين بفيروس السيدا و المدانات من قبل القضاء الليبي بالإعدام … و اللاتي خفف حكمهن إلى المؤبد عدن إلى بلدهن على متن الطائرة الرئاسية الفرنسية عملا باتفاقية تسليم المساجين،و في المطار نظم لهن استقبال رسمي و شعبي، و توجهن إلى القصر الرئاسي حيث يقمن إلى حد الآن، و لم يتأخر الرئيس البلغاري عن استعمال حقه الدستوري فأصدر عفوه عنهن…. هذا كله لا يهم………….. و قبل أيام معدودات… كان سلطان العجلوني و إخوانه الذين أدانهم القضاء الصهيوني يسلمون إلى بلدهم الأردن، كانوا يساقون مغلولي الأيدي والأرجل أمام شاشات الكاميرا، لم تنظم لهم استقبالات لا رسمية و لا شعبية، بل منعت السلطات الأردنية استقبالا دعت له جبهة العمل الأسلامي، و من السجون الإسرائيلية يقادون مباشرة إلى السجون الأردنية… أليس للملك حق دستوري مثل زميله البلغاري( عفوا) الرئيس البلغاري.. تراكضت الأسئلة و تنوعت… و انتبهت على صرخة ضمير تذكر : القياس كله باطل، و إن كان حقا فهذا منه عين الباطل… أتقيس ملكا على رئيس؟ اتقيس من تربع على كرسي الرئاسة بفضل إرادة الأغلبية من شعبه بمن وصل إليه بفضل رضا قوى الاستكبار و الهيمنة عليه…؟ أتقيس الوطنية بالعمالة؟ ثم قيل لي: من اغتصب حقوق شعبه اغتصبت حقوقه، و من احترم حقوق شعبه احترمت حقوقه… فصرخت: أذلونا.. أذلهم الله أحياء و أمواتا… 5): قرأت لماذا سفارة منظمة « فرسان مالطا » في الأردن؟! د. إبراهيم علوش على موقع وزارة الخارجية الأردنية، ضمن قائمة البعثات الدبلوماسية، يجد المتصفح للموقع على البطاقة التعريفية لسفارة « منظمة فرسان مالطا » عنوانها في شارع المدينة المنورة في عمان وساعات عملها، تماماً كما على البطاقة التعريفية لأية سفارة أخرى في عمان. ولكن « فرسان مالطا » ليسوا دولة، بل منظمة دولية تعود جذورها للقرن الحادي عشر، ثم بقايا دولة كانوا يحكمونها في مالطا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، وأخيراً عصعوصاً تاريخياً من بقايا غزوات الفرنجة التي زعموا بأنها كانت « حملات صليبية »! ويحمل سفير « منظمة فرسان مالطة » في الأردن صفة « مستشار عسكري »، وهو أمر غريب بالنظر إلى أن « دولة الفرسان » كما تعرف نفسها، أو « مسلك مالطا العسكري المستقل »، تقدم نفسها رسمياً كجمعية خيرية تعمل في المجال الطبي وتبرر إصرارها على إقامة علاقات دبلوماسية بالدول بهذا الغرض، حيث يوجد لها مثلاً مستشفىً قديمٌ للولادة في مدينة بيت لحم. ويذكر أن لفرسان مالطا تمثيلاً دبلوماسياً في مصر منذ العام 1980، وفي لبنان وموريتانيا وإرتريا والمغرب والسودان وتشاد وغيرها.. ويقول وليد الخازن اللبناني الأصل سفير « الفرسان » في الأردن « إن لـ«فرسان مالطا» دستورها الخاص، وجوازات سفر خاصة بها تصدرها لأعضائها، وطوابع، كما ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع 94 دولة .وأن هناك 16 دولة إسلامية وثماني دول عربية لها علاقات مع فرسان مالطا. » وقد تشكلت الجماعة في البداية كجمعية خيرية لإغاثة المرضى من الحجاج المسيحيين القادمين إلى القدس في القرن الحادي عشر قبيل غزوات الفرنجة، ولكن بسرعة بعد الاحتلال، تحولت الجماعة بقدرة قادر إلى قوة عسكرية مقاتلة، ومن ثم إلى جماعة أصولية مشعوطة منشقة عن منظمة « فرسان المعبد » التي كانوا جزءاً منها. وبعد تحرير فلسطين وبقية بلاد الشام من الفرنجة في القرن الثالث عشر (عام 1291) انطلقت الجماعة إلى قبرص ثم إلى جزيرة رودس وواظبت على ممارسة القرصنة ضد سفن وسواحل العرب والمسلمين. وبقيت الجماعة هكذا حتى القرن السادس عشر عندما تولت جزيرة مالطا عام 1530، وهو الأمر الذي يفسر اكتسابها اسم « فرسان مالطة » المشتهرين بالإغارة على سواحل ليبيا وتونس. وقد اعُترف بهم رسمياً من قبل الفاتيكان وبعض الدول الأوروبية لتكون نهايتهم على يد نابليون، زعيم فرنسا العلماني، في نهاية القرن الثامن عشر. وعندما هُزم نابليون، لم يتمكنوا من العودة إلى حكم مالطة، وانتقل مقرهم رسمياً، بصفتهم الخيرية، إلى الفاتيكان في الثلاثينات من القرن التاسع عشر، فترة الحركات الثورية في أوروبا. وقد أثار الصحافي المعروف محمد حسنين هيكل الاهتمام بهذه الجماعة في إشارته إلى مقاطع في كتاب الأمريكي جيريمي سيكل يقول أنها تدل على علاقة وثيقة بين جماعة « فرسان مالطا » وشركة بلاك ووتر للمرتزقة التي توظف عشرات الآلاف من حول العالم لدعم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وقوات حلف الناتو في أفغانستان. وعلى الرغم من أن وليد الخازن ينفي ذلك بشدة، تقول مواقع إنترنت عدة أن « فرسان مالطة » تزود شركة بلاك ووتر، وغيرها من شركات المرتزقة الدولية، بمقاتلين تحركهم الحمية الأصولية المسيحية ليستخدموا في الأماكن الخطرة التي يتردد باقي المرتزقة في دخولها، وتذكر بعض هذه المواقع أن هذه العناصر استخدمت في معركة الفلوجة في العراق عام 2004، وأنهم مسؤولون عن الكثير من الفظائع والانتهاكات التي جرت فيها. ومن الواضح أن السجل التاريخي لهذه الجماعة على الأقل، ولو أخذنا تصريحات « سفيرها » في الأردن على محمل الجد، يدل بأنها: 1) مارست العمل العسكري على مدى قرون، 2) كانت قادرة على التحول الكامل من العمل الخيري إلى العمل العسكري وبالعكس حسب الظرف السياسي، 3) تمتعت بدعم واعتراف أوروبي للقيام بدورها في منطقة البحر المتوسط كموقع متقدم لمواجهة الدول الإسلامية، 4) تستبطن في داخلها آلية عقائدية وتنظيمية ما للاستمرار عبر عشرة قرون لا أقل! 5) يأتي تواجدها الحالي في السودان وتيمور الشرقية، بصفتها الخيرية، في سياق دعم الحركات الانفصالية هناك. وتقول مصادر أخرى أن جد جورج بوش، بريسكوت بوش، والرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، كانا عضوين فاعلين في المنظمة، وليس من المستبعد أن يكون ضغطاً أمريكياً قد أسهم بتحقيق الاعتراف الدبلوماسي بها، ضمن رؤية « صراع الحضارات » للمحافظين الجدد! وسوف تبقى مثل هذه السفارات ضمن إرثهم الذي يخلفونه في المنطقة على شكل « خلايا نائمة ». وإذا كانت الجماعة جمعية خيرية، فلمَ التمثيل الدبلوماسي الذي يعطي من يكتسبه الحصانة؟! وإذا كانت ذريعة منح الجماعة التمثيل الدبلوماسي أنها منظمة دولية، فهل يعني ذلك مثلاً أن باستطاعة تنظيم القاعدة الآن أن يقدم بدوره طلباً للحصول على سفارات تتمتع بالحصانة الدبلوماسية أيضاً؟! أخيراً وليس أخراً، ألا يثير تاريخ مثل هذه المنظمات وسجلها أسئلة كثيرة عن ارتباطاتها وأجندتها الحقيقية وسر قوتها واستمراريتها؟! وهل تبحث هذه « السفارة بلا دولة » في بلادنا عن دولٍ تحت الرماد ما برحت حتى الآن بلا سفارة؟! 6) نقلت: أحاول – منذ كنت طفلاً – قراءة أي كتاب تحدث عن أنبياء العرب وعن حكماء العرب .. وعن شعراء العرب فلم أر إلا قصائد تلحس رجل الخليفة من أجل حفنة رز .. وخمسين درهم !! فيا للعجب ولم أر إلا قبائل ليست تفرق ما بين لحم النساء وبين الرطب !! فيا للعجب ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخلية لأي رئيس من الغيب يأتي وأي عقيد على جثة الشعب يمشي وأي مراب يكدس في راحتيه الذهب !! فيا للعجب أنا منذ خمسين عاماً أراقب حال العرب \وحين انتهى الرسم ، ساءلت نفسيوهم يرعدون ،ولا يمطرون وهم يدخلون الحروب ، ولا يخرجون وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً ولا يهضمون أنا منذ خمسين عاماً أحاول رسم بلاد تسمى – مجازاً – بلاد العرب رسمت بلون الشرايين حيناً وحيناً رسمت بلون الغضب وحين انتهى الرسم ، ساءلت نفسي إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب ففي أي مقبرة يدفنون ؟ ومن سوف يبكي عليهم ؟ وليس لديهم بنات وليس لديهم بنون وليس هناك حزن !! وليس هناك من يحزنون أحاول منذ بدأت كتابة شعري قياس المسافة بيني وبين جدودي العرب رأيت جيوشاً .. ولا من جيوش رأيت جيوشاً .. ولا من جيوش رأيت فتوحاً .. ولا من فتوح وتابعت كل الحروب على شاشة التلفزة فقتلى على شاشة التلفزة وجرحى على شاشة التلفزة ونصر من الله يأتي إلينا .. على شاشة التلفزة أيا وطني جعلوك مسلسل رعب نتابع أحداثه في المساء فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء أنا بعد خمسين عاماً أحاول تسجيل ما قد رأيت رأيت شعوباً تظن بأن رجال المباحث أمر من الله مثل الصداع .. ومثل الزكام رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم !! ولكنني .. ما رأيت العرب نزار قباني 7) دعــــــــــاء ملاحظة: استشهد أخونا منصف زروق في النصف الأول من شهر أوت سنة 1987 تحت التعذيب لدى فرقة الاستعلامات … أخونا منصف من مواليد قرية غار الملح من ولاية بنزرت، و كان يقطن في المدينة الجديدة قبل استشهاده… عبدالله الــزواري abzouari@hotmail.com
(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 30 جويلية 2007)
تحيين عدد 2 لعريــــــضة مساندة للنقابيين المحالين على لجنة النظام الوطنية
بالإتحاد العام التونسي للشغل
102 إمضاء
للتسجيل والإمضاء على العريضة يرجى إرسال مراسلة إلكترونية للعنوان التالي :
Contre_tajrid@yahoo.fr
مع ذكر بوضوح الإسم واللقب, القطاع, الجهة والمسؤولية النقابية إن وجدت.
ملاحظة: وقع استدعاء نقابي عدد 11 بقفصة للمثول أمام لجنة النظام الوطنية وهو
الأخ إبراهيم الساعي
كاتب عام النقابة الأساسية بالقصر بقفصة
نحن نقابيي ومناضلي الإتحاد العام التونسي للشغل الممضين أسفله تنديدا واستنكارا واحتجاجا لما يتعرض له النقابيون وخاصة نقابيو التعليم الأساسي في شخص الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي محمد حليم وكاتبها العام المساعد الأخ سليم غريس ودعوتهما للمثول أمام لجنة النظام الوطنية على خلفية الأحداث التي جدت بجهة القصرين وقفصة وما نشر من مقالات صحفية متعلقة بمطالب القطاع بالتوازي مع إعداد ملفات تأديبية من طرف وزارة الإشراف إضافة لدعوة 10 نقابيين من قفصة – 9 من التعليم الأساسي منهم 5 هياكل نقابية مع الكاتب العام للفرع الجامعي الأخ نوفل معيوفة للمثول أمام لجنة النظام الوطنية بقفصة يومي 21 و23 جويلية 2007 ، نعبر عن :
-1- رفضنا لكلّ هذه الإحالات على لجنة النظام.
-2- تمسكنا بما ورد ضمن اللائحة الصادرة عن الهيئة الإدارية الوطنية – النقطة 5 –
-3- تمسكنا بحرية التعبير والصراع الديمقراطي داخل هياكل ومؤسسات الإتحاد.
-4- تمسكنا بحرية وديمقراطية واستقلالية القرار النقابي واحترام قرارات هياكله المسيرة.
ونحذر من :
- كلّ محاولات الإنقلاب على الهياكل الشرعية وتصفية نقابيي القطاعات المناضلة بما يستجيب لتطلعات أطراف معادية للعمل النقابي.
- كلّ محاولات الضغط قصد التفريط في مطالب ومكاسب قطاع التعليم الأساسي وغيرها من حقوق الشغالين.
نعتبر :
- أنّ الإنخراط في هذا الخط هو تكريسا لسياسة الأعراف والدولة.
- التخلي عن إسناد النقابة العامة ومختلف هياكل القطاع والمعلمين والمطالب انحرافا عن مبادئ وثوابت الإتحاد.
نطالب :
- المركزية النقابية بحفظ كلّ هذه الملفات التأديبية.
- جميع القوى والقطاعات النقابية الديمقراطية إلى تعبئة كلّ إمكانياتها من أجل التصدي لكلّ محاولات ضرب استقلالية وديمقراطية المنظمة.
عاش الإتحاد العام التونسي للشغل
ديمقراطيا مستقلا ومناضلا
العدد
|
الإسم واللقب
|
القطاع
|
الصفة
|
1
|
زهير اللجمي
|
الأشغال العمومية
|
نقابي وناشط حقوقي وطني ديمقراطي
|
2
|
عبد القادر المهذبي
|
الضمان الإجتماعي
|
عضو النقابة العامة للضمان الإجتماعي
|
3
|
عبد الواحد حمري
|
التعليم الثانوي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقصرين
|
4
|
نور الدين الورتتاني
|
التعليم العالي
|
كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل
|
5
|
محمد المثلوثي
|
المالية
|
كاتب عام النقابة الأساسية للمالية بصفاقس
|
6
|
منذر زعتور
|
التعليم الثانوي
|
كاتب عام مساعد النقابة الأساسية بجبنيانة
|
7
|
فتحي اللجمي
|
البنوك
|
كاتب عام النقابة الأساسية للبنك الفلاحي بصفاقس
|
8
|
بشير غالي
|
البنوك
|
كاتب عام البنك العربي الدولي بصفاقس
|
9
|
محمد قسيس
|
التأطير والإرشاد
|
كاتب عام الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس
|
10
|
خليفة بن فجرية
|
التأطير والإرشاد
|
كاتب عام مساعد الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس
|
11
|
زكية سويسي
|
التأطير والإرشاد
|
عضوة الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس
|
12
|
سليم الطاهري
|
التأطير والإرشاد
|
عضو الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس
|
13
|
عبد العزيز الغنودي
|
التأطير والإرشاد
|
كاتب عام النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد ببئر علي
|
14
|
علي العمامي
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
15
|
عبد الحكيم العقربي
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
16
|
محمد بلعالية
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
17
|
محمد بن ساسي
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
18
|
محمد الجربوعي
|
الصحة
|
نقابي بالصحة
|
19
|
محمد فرج
|
المياه
|
كاتب عام النقابة الأساسية للمياه بساقية الدائر
|
20
|
عبد الحميد بلعالية
|
المتقاعدين
|
نقابي متقاعد بصفاقس
|
21
|
محمد المعالج
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
22
|
محمد بن علي
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
23
|
منجي الحمروني
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
24
|
ثابت دمق
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي وعضو الإتحاد المحلي بساقية الدائر
|
25
|
نعمان بن جمعية
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
26
|
عبد العزيز بوزيان
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بالعامرة صفاقس
|
27
|
فتحي الشفي
|
اتصالات تونس
|
نقابي باتصالات تونس بصفاقس
|
28
|
محمد القرقوري
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس
|
29
|
عبد القادر القاسمي
|
ديوان المواني
|
نقابي بديوان المواني بصفاقس
|
30
|
محسن جراد
|
ديوان المواني
|
نقابي بديوان المواني بصفاقس
|
31
|
رشيد قاسم
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
32
|
الحبيب بوعوني
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
33
|
عمر قويدر
|
التعليم الأساسي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة وعضو فرع توزر – نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
|
34
|
أيمن رزقي
|
الصحافة
|
صحفي بقناة الحوار التونسية
|
35
|
الناصر بن رمضان
|
التعليم الثانوي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسوسة الرياظ
|
36
|
نبيل الحمروني
|
التعليم الثانوي
|
كاتب عام مساعد النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بصفاقس الغربية
|
37
|
مجيد الكثيري
|
التعليم الثانوي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بباجة
|
38
|
مصدق الشريف
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس وصحفي مستقل
|
39
|
قيس إسماعيل
|
التعليم الأساسي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الدائر
|
40
|
صابر الزواري
|
التعليم الأساسي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الدائر
|
41
|
مصطفى العقربي
|
التعليم الأساسي
|
كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة
|
42
|
سليم الزواري
|
التعليم الأساسي
|
كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الزيت
|
43
|
فتحي المستيري
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
44
|
عبدالله بن سعد
|
الفلاحة
|
أستاذ جامعي باحث كاتب عام نقابة معهد المناطق القاحلة بقابس
|
45
|
محمد الهادي حمدة
|
التعليم الأساسي
|
نا شط نقابي وسياسي من جهة توزر
|
46
|
محمد بن حامد
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
47
|
نبيل الفراتي
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
48
|
محمد المزوغي
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
49
|
عبد المجيد بن عبد الله
|
الشباب والطفولة
|
كاتب عام النقابة الجهوية للشباب والطفولة بصفاقس
|
50
|
محمد المهدي بوشوشة
|
التعليم الثانوي
|
مندوب نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس
|
51
|
عماد البكاري
|
التعليم الثانوي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بصفاقس الغربية
|
52
|
رفيق المهيري
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
53
|
محمد العوادني
|
التأطير والإرشاد
|
نقابي بالتأطير والإرشاد بصفاقس
|
54
|
الحبيب الحاج طيب
|
ديوان التطهير
|
كاتب عام مساعد النقابة الأساسية لديوان التطهير بصفاقس
|
55
|
عبد الرؤوف بن شعبان
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس
|
56
|
لطفي الهمامي
|
|
مقيم بباريس
|
57
|
الطيب بوشليقة
|
التعليم الثانوي
|
عضو النقابة الأسية للتعليم الثانوي
|
58
|
جمال التليلي
|
التعليم الثانوي
|
نقابي وأمين عام سابق للإتحاد العام لطلبة تونس – التصحيح-
|
59
|
منير خير الدين
|
التعليم الثانوي
|
نقابي وأمين عام مساعد سلبق للإتحاد العام لطلبة تونس
|
60
|
الأمين حامدي
|
التعليم الأساسي
|
كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسيدي حسين تونس
|
61
|
نور الدين التوجاني
|
التعليم الأساسي
|
عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بتونس وكاتب عام النقابة الأساسية
|
62
|
مصطفى الجويلي
|
التعليم العالي
|
عضو النقابة الأساسية الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل
|
63
|
لطفي الساكت
|
التعليم العالي
|
عضو النقابة الأساسية الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل
|
64
|
بشير الفريضي
|
التعليم العالي
|
عضو النقابة الأساسية الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل
|
65
|
محمد الحمزاوي
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس وعضو الرابطة التونسية للفاع عن حقوق الإنسان فرع صفاقس الشمالية
|
66
|
فيصل العبيدي
|
قطاع خاص
|
نقابي وناشط حقوقي وكاتب عام سابق للنقابة الأساسية لمؤسسة حلويات التريكي بصفاقس
|
67
|
محمد برك الله
|
التعليم الأساسي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الزيت بصفاقس
|
68
|
فتحي زربوط
|
التعليم الأساسي
|
معلم
|
69
|
عبد المجيد غزية
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس
|
70
|
صابر بن حسن
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس
|
71
|
العيادي غزيل
|
التعليم الثانوي
|
كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببئر علي
|
72
|
رشيد شوشان
|
التعليم الثانوي
|
كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة
|
73
|
محمد الحمدي
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس
|
74
|
رضا بن فرج
|
التعليم الثانوي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة
|
75
|
صالح خمار
|
التعليم الثانوي
|
نائب نقابي بالتعليم الثانوي بالحنشة
|
76
|
الهادي العزعوزي
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بالحنشة
|
77
|
الحبيب بريش
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بالحنشة
|
78
|
نور الدين شراد
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بالحنشة
|
79
|
الهادي العزعوزي
|
التعليم الأساسي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة
|
80
|
رؤوف الغطاسي
|
التعليم الأساسي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة
|
81
|
جمال الأمين
|
عملة التربية
|
عضو النقابة الأساسية ل عملة التربية بالحنشة
|
82
|
منذر الصالح
|
التعليم الأساسي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة
|
83
|
جمال العياشي
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بالحنشة
|
84
|
عبد العزيز بن سعد
|
التعليم الثانوي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة
|
85
|
محمد نجيب جليل
|
التعليم الثانوي
|
عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة
|
86
|
شكري عمار
|
المياه
|
كاتب عام النقابة الأساسية للمياه بصفاقس الجنوبية
|
87
|
محمد عمامي
|
مناضل حقوقي
|
نقابي سابق بالتعليم الأساسي
|
88
|
سالم بن خليفة
|
|
نقابي سوسة
|
89
|
خميس العرفاوي
|
التعليم العالي
|
عضو نقابة أساسية جندوبة
|
90
|
مراد الموسي
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بفرنانة
|
91
|
علي المالكي
|
التعليم الثانوي
|
كاتب عام مساعد النقابة الجهوية بباجة
|
92
|
حسين الحسناوي
|
الصحة العمومية
|
نقابي بالصحة العمومية بباجة
|
93
|
حسين الجميلي
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بباجة
|
94
|
عماد المديني
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بباجة
|
95
|
رضا الفرشيشي
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي يياجة
|
96
|
منير الحسني
|
التعليم الثانوي
|
كاتب عام مساعد النقابة الجهوية بباجة
|
97
|
ليلى المرزوقي
|
التعليم الأساسي
|
نقابية بالتعليم الأساسي بباجة
|
98
|
شاكر المسعودي
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بباجة
|
99
|
محمد الخميري
|
التعليم الأساسي
|
نقابي بالتعليم الأساسي بباجة
|
100
|
ناجح القرقني
|
التعليم الأساسي
|
كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمعتمدية صيادة لمطة بوحجر
|
101
|
محمد القرقوري
|
متقاعدي التعليم والتكوين
|
كاتب عام مساعد النقابة الأساسية لمتقاعدي التعليم والتكوين بصفاقس
|
102
|
محمد البكوش
|
التعليم الثانوي
|
نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس
|
الصحافيون التونسيون يحتجّون .. ويقاطعون الاحتفال بعيد الصحافة
قرّر الصحافيون التونسيون اختتام سنة 2007 بمقاطعة عيد الصحافة الذي ينتظم كلّ نهاية شهر جويلة، وإعلان حالة الغضب على السلطة وكلّ المنحازين إليها في القطاع ، وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية في ظرف سياسي وإعلامي حساس،الاحتفالات بخمسينيّة إعلان الجمهوريّة والحزب الحاكم يستعدّ صحبة بعض المنظمات التابعة والموالية والسائرة في الركب…دعوة الرئيس بن علي لولاية للترشّح لانتخابات 2009، وإعلاميا مازال المشهد الإعلامي راكدا دون الصفر بشهادة كلّ الأطراف وحتّى الفرقاء، وطبعا نعتقد أنّ السبب ليس الصحافيين الواقعين تحت عصا الذل والقمع والجوع… وإنما السلطة القائمة المعادية للحريات في كلّ القطاعات، ولا نستغرب دعوة أعلى هرم السلطة الصحافيين للجرأة!!!! أمّا الصحافيون التونسيون المنخرطون في جمعية الصحافيين التونسيين، فلقد طالب رموز نخبتهم المناضلة خلال جلستهم العامة الأخيرة بمقاطعة عيد الصحافة، إذا لم تلبّ السلطة مطالبهم البسيطة وهي المتعلّقة بقضيّة عدد من الزملاء المتعــاونين (بيجيست) العاملين دون عقود أو صيغ قانونيّة بمؤسّسة الإذاعة والتلفزة التونسية وبعض المؤسّسات الصحفيّة المكتوبة، والذين لا تتجاوز أجورهم مائة وخمسون دينارا (150د) في أحسن الأحوال، والقضايا المتعلّقة أيضا ببعض المشاغل الاجتماعيّة وخاصة المطالبة بمشروع سكني لقرابة ثلاثمائة (300) صحفي، هذا فضلا عن حرمان عدد هام من الصحافيين من أنظمة التغطية الاجتماعيّة وصمت السلطة تجاه ممارسات أصحاب المؤسسات الإعلامية خاصة « الصريح » والصباح » وبعض الصحف الأسبوعيّة… الصحافيون التونسيون يعانون من غصّة الكلمة في حلوقهم ومن اختناق الحبر في أقلامهم ومن رؤسائهم في العمل المتورّطين في الفساد والعهر السياسيين والماديين، ومن سرقة أعمالهم ومن إغراق مهنتهم بالدخلاء، إذ لا مبالغة إن قلنا أنّ أكثر من ستين (60) بالمائة من العاملين في قطاع الصحافة هم غرباء عن المهنة وغير قادرين على الإضافة مهنيا وعلميا، ومع ذلك يلجون المهنة عبر أكثر من سبيل وأسلوب، فيصبح القطاع من ثمّة هشّا مادام أكثر من نصف المنخرطين فيه دون هويّة أو صفة أو حتّى عنوان… الصحافيون التونسيون يعانون من الفقر والجوع والتشرّد، ومن الطرد المتكررّ، وحتّى من القضاء المرتشي غير المستقلّ الذي شارك في المؤامرة الخسيسة ضدّ الصحافيين المطرودين من دار الصباح أو الذين اشتكوا صالح الحاجة مدير جريدة الصريح….وغيرهم كثيرون. الصحافيون التونسيون يعانون، من الأجرة المنخفضة مقابل استئثار أصحاب المؤسّسات بالمال الوفير القادم شرقا من الإشهار العمومي وغربا من الإشهار الخاص، والدولة تدفع أكثر وتجازي من يقمع الصحافيين أكثر، أنت تقمع إذن أنت غنيّ، ويعانون من خرق بنود الاتفاقيات المشتركة والقوانين المنظّمة الرديئة أصلا. الصحافيون التونسيون يعانون من مكتب جمعيّة الصحافيين التونسيين المتورّط جلّ أعضائه في الفساد والرشوة وسرقة المال العام، مكتب يرفض إجراء محاسبة مالية قانونيّة, مكتب يخجل من الإعلان أمام العموم عن مقاطعة الصحافيين لعيد الصحافة ويروّج الدجل والكذب في صفوف بعض الصحافيين الطامعين الساجدين على ركبهم والذين يحلوا لهم تصديق الوهم رغم علمهم بذلك، طبعا نقول هذا الكلام ونحن ندرك جيّدا أنّ بعض أعضاء مكتب الجمعيّة هم مناضلون صادقون، رغم أنّ المناورة الانتهازية الفردية قد تغلب على ممارسات بعضهم أحيانا. الصحافيون التونسيون يعانون من العتمة في كلّ الاتجاهات التي يقصدونها والتي تطال حتّى حياتهم الشخصيّة أحيانا، إنّهم مضطهدون على جميع المسارات ولا تشعر إلا قلّة منهم بذلك أما البقيّة فإنّهم راضون حتّى بالويل، المهم أن الأمل قائم في الحصول على بعض الفتات الذي لن يأتي أبدا, الصحافيون التونسيون يعانون من شبكة قوانين قامعة ومن مجلّة صحافة متخلّفة ومن قضاء غير مستقلّ… الصحافيون التونسيون يعانون من كلّ هذا وذاك… لذلك قرّروا هذه المرّة في خطوة رمزيّة، مقاطعة الاحتفال بعيد الصحافة، ولكن قد يكونون مضطرّين في مناسبات أخرى إلى ماهو أكثر إرهاقا وتعبا للسلطة المقبلة على استحقاق سياسي ترى أنّه مصيري، انّه استحقاق 2009 . إذ يمكن أن تخلق الظروف الراهنة أكثر من توفيق بن بريك وأكثر من سليم بوخذير ولكن بصور أكثر وعيا وبالتالي أكثر عنفا، واذا تواصل الحال على ماهو عليه ولم تقم السلطة بحركات اصلاحيّة جريئة وتقدّم امتيازات للصحافيين فإنها تتجه إلى نفق مظلم المعركة فيه مؤلمة وربّما قاتلة. في الحلقة المقبلة سنتناول أعضاء المكتب وبعض « رموز » القطاع بالأسماء فردا فردا وسنكشف حالات فساد وسرقة بالوثائق والأسماء والتواريخ والوقائع والمبالغ وسنبدأ بلقاء نزل الهناء الدولي ثمّ بالحفلة الأولى والثانية التي ينتظر إحياؤها وسنتناول أيضا رحلة موسكــو والتمويلات والكواليس سواء في الجمعيّة أو النقابة. انتظروا…. (مراسلة خاصة بتاريخ 30 جويلية 2007)
مضايقة واستنطاق
تتعرض المناضلة النقابية الطلابية ريم زوينخ من كلية الآداب بمنوبة – تونس العاصمة إلى هرسلة وضغوطات من قبل رجال « الأمن » وعمدة مدينة زغوان بسبب نشاطاتها النقابية والثقافية بالكلية طيلة السنة الجامعية الماضية. ويذكر أن المناضلة النقابية لفقت لها تهمة كيدية مفادها أنها « اعتدت بالعنف على موظف… » وتم استدعاؤها لقاضي التحقيق بتونس العاصمة لأخذ أقوالها. وتعتبر المسؤولة النقابية أن هذه الضغوطات المسلطة عليها وعلى عائلتها إنما تهدف إلى جبرها على التخلي عن نشاطها النقابي والثقافي بالكلية وتعبر عن تمام استعدادها لفضح مثل هذه الممارسات والدفاع عن نفسها وعن حقها في النشاط المستقل.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 30 جويلية 2007 ).
الاتحاد العام التونسي للشغل: ماكينة لجنة النظام تشتغل
فوجئ الرأي العام النقابي موفى الأسبوع الماضي بقرار القيادة النقابية للاتحاد العام التونسي للشغل بإحالة عدد من المسؤولين النقابيين من قطاع التعليم الأساسي على لجنة النظام « للاستنطاق » يوم الأربعاء غرة أوت 2007 . وكان قد ساد الاعتقاد في صفوف النقابيين وخاصة من قطاع المعلمين أن فترة سوء التفاهم والخلاف الذي نشب بين القيادة وهذا القطاع قد تجاوزها الزمن خصوصا بعد التحدي الذي أعلنته وزارة الإشراف لا فقط تجاه هذا القطاع وإنما أيضا في وجه المنظمة النقابية ككل. ومما زاد في هذا الاعتقاد دعوة المكتب التنفيذي للاتحاد للكتاب العامين للنقابات الخمس لقطاع التربية والتعليم (الأساسي والثانوي والعالي وعملة التربية وأعوان التأطير والإرشاد التربوي) للاجتماع يوم الاثنين الماضي (23 جويلية 2007) للتباحث حول سبل الرد على موقف الوزارة وتعمدها إصدار نتائج حركة نقل المعلمين من جانب واحد. وكان هذا الاجتماع اتخذ جملة من القرارات أبرزها عقد ندوة صحفية مشتركة للقطاعات المذكورة وتمكين نقاباتها العامة من هيئات إدارية علاوة على عقد تجمع مشترك عام في مستهل العام الدراسي القادم. لكن وكما قلنا ففي الوقت الذي كانت الأنظار تتجه نحو هذه المواعيد وفي اليوم الذي تنعقد فيه الندوة الصحفية المشتركة المشار إليها أعلاه، يصدر قرار إحالة مجموعة من نقابيي جهة تونس وبن عروس على لجنة النظام، وهم على التوالي : السيدة سعاد الإينوبلي عضوة نقابة المعلمين بسيدي البشير تونس العاصمة، والسادة أحمد العزي عضو النقابة الجهوية للمعلمين ببن عروس، والحبيب بالحاج عضو النقابة الأساسية للمعلمين بالضاحية الشمالية، والسيد الشاذلي الفارح الكاتب العام للنقابة الأساسية للاتحاد الدولي للبنوك، والسيد لامين الحامدي الكاتب العام للنقابة الأساسية للمعلمين بالحرارية – تونس العاصمة، والسيد البشير الحامدي معلم وناشط نقابي من تونس العاصمة. ويبدو أن التهم الموجهة لهؤلاء هي المشاركة في تجمع المعلمين يوم 20 جوان الماضي بمقر الاتحاد (بالنسبة للسيد البشير الحامدي) وتجمع المعلمين يوم 9 جويلية الماضي للاحتجاج على إحالة عضوي النقابة العامة للمعلمين على لجنة النظام بالنسبة للبقية، علما وأن السيد أحمد العزي عضو النقابة الجهوية ببن عروس لم يسبق له التدخل في هذه التجمعات ولم يسجل ضده بالتالي أي شيء من شأنه أن يبرر إحالته على لجنة النظام. وحسب بعض القراءات فإن اختيار هذه الأسماء ينطوي على كثير من المعاني أهمها استهداف طرف نقابي معين بل ومجموعة من الأطراف النقابية على خلفية موقفها من مؤتمر المنستير الماضي والموقف الذي تتخذه منذ مدة من مسألة « الدورتين » التي سبق وأن قلنا أنها المادة الأساسية والعنصر المحرك لكل الصراعات الجارية الآن داخل الاتحاد والدافع الرئيسي لاتخاذ مثل هذه القرارات التصفوية بغرض تمهيد الطريق للالتفاف على قرار جربة / المنستير بصدد مسألة التداول على قيادة المنظمة. كلمة لا بدّ من قولها وهو أن مصلحة المنظمة التي يتباكى البعض عليها ويتخذونها غطاء لكل التجاوزات لتصفية الحسابات لا تحتمل اليوم – والاتحاد مهدد بجملة من التحديات – مثل هذه المواقف المشحونة برغبة الانتقام.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 30 جويلية 2007 ).
ارتفاع واردات تونس من القمح في أربعة أشهر 28 بالمئة
تونس (رويترز) – أظهرت بيانات المعهد الوطني للاحصاء يوم الاثنين ان تونس اشترت 592 ألف طن من القمح في أول أربعة أشهر من العام الجاري بزيادة 28 في المئة عن الفترة المقابلة من العام الماضي. وانخفضت المشتريات من القمح اللين الى 303 آلاف طن خلال الفترة من 327900 طن في السنة السابقة. وزادت مشتريات القمح الصلد لأكثر من المثلين لتصل الى 289900 طن مع إقبال شركات تصنيع محلية على زيادة مشترياتها المخصصة لاعادة تصدير منتجاتها الى دول افريقية. وقال المعهد ان قيمة الواردات الاجمالية من القمح ارتفعت بنسبة 66 في المئة الى 166.6 مليون دينار (130.05 مليون دولار). وقال مسؤولون إن تونس تتوقع خفض واردات القمح في العام المقبل بفضل ارتفاع حجم محصول الحبوب لكن المخاوف تزايدت بشأن جودة المحصول بعد هطول أمطار شديدة في الفترة بين ابريل نيسان ويونيو حزيران. واشترت تونس 1.4 مليون طن من القمح في عام 2006 انخفاضا من 2.1 مليون طن قبل عام بسبب سوء الأحوال الجوية. (الدولار يساوي 1.281 دينار تونسي)
(المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جويلية 2007 )
مسلسل يسترجع حقبة من تاريخ صدام حسين يصور في تونس
تونس (رويترز) – سيارة تنفجر أمام احد المعابر الامنية.. المشهد ليس في بغداد او تكريت او الفلوجة.. مسرح الاحداث هذه المرة كان منطقة البحيرة الراقية بالعاصمة التونسية حيث يتم تصوير مجريات مسلسل عن حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اعدم ببداية العام الحالي. اعدم صدام حسين بمطلع هذا العام بعد ان ادانته محكمة عراقية بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية. والمسلسل الناطق بالانجليزية والذي يتمحور حول شخصية صدام المثيرة للجدل قبل موته وبعده من انتاج هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بمساعدة شركة سندباد للانتاج الفني من تونس. ويخرج المسلسل الانجليزي اليكس هولمز. ويؤدي دور صدام حسين ممثل ألماني مغمور يدعى نيجال ناور تشبه ملامحه الى حد كبير ملامح صدام في حين تجسد شهرة اغداسلو وهي ممثلة امريكية من اصل ايراني دور ساجدة زوجة صدام. ويقوم الممثل المغربي سعيد دغماوي بدور برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام والذي اعدم ايضا. وقال عضو من الفريق المنتج للعمل طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان المسلسل يدور حول 24 عاما من حياة صدام وعلاقاته العائلية والحروب التي خاضها منذ عام 1979 وحتى الغزو الامريكي للعراق عام 2003 والذي أطاح به. واضاف ان المسلسل يركز ايضا على معاناة الشعب العراقي طيلة هذه السنوات جراء الحروب التي خاضها صدام. وخاض صدام حربا شرسة ضد ايران استمرت ثماني سنوات قبل ان تتوقف في الثمانينات مخلفة انعكاسات سلبية على البلدين. وفي عام 1991 اجتاح العراق جاره الكويت لتتدخل قوات تحالف دولية وتشن حرب الخليج الاولى على العراق. وفي 19 مارس اذار 2003 قادت الولايات المتحدة حربا على العراق بعد اتهامه بامتلاك أسلحة للدمار الشامل وغزت البلاد وانهت حكم صدام بسقوط بغداد في التاسع من ابريل نيسان من العام ذاته. وسيستمر تصوير المسلسل الذي بدأ منذ اسبوع لمدة شهرين آخرين وسيجرى التصوير في عدة مناطق في البلاد من بينها قلب العاصمة تونس وحي الحفصية الشعبي بتونس ومدينة توزر جنوب البلاد. كما تم تصوير جزء من المسلسل بضاحية قمرت حيث تم تشييد قصر ضخم يشبه القصور التي كان يقطنها صدام. وفوجيء مرتادي ضاحية البحيرة يوم السبت الماضي بصورة كبيرة لصدام في احد الشوارع اضافة لمشهد تفجير سيارة لم يعتادوا مشاهدته وقاموا بتصوير المشاهد على هواتفهم المحمولة. ولا يضم فريق العمل مساعدين عراقيين في الاخراج او التصوير وفريق العمل انجليزي ويساعده تقنيون من تونس. ويشارك ممثلون عرب في الفيلم بينهم المصري عمرو واكد وهشام رستم ومحمد علي النهدي من تونس. من طارق عمارة
(المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جويلية 2007 )
برئاسة تونس..
« لجنة تقصى حقائق ما جرى في غزة » تناقش الوضع بغزة
بدأ -صباح الإثنين (30 جويلية، التحرير)- بمقر جامعة الدول العربية إجتماع لجنة تقصى حقائق ما جرى فى قطاع غزة ، على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء ، برئاسة تونس وبمشاركة السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، وذلك قبيل عقد الإجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى. ومن المنتظر أن تناقش لجنة تقصى الحقائق التقارير التى وردت لها من جهات مختلفة بشأن أحداث غزة .. ويشار إلى أن هذه اللجنة قد شكلت بناء على قرار الإجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى -الذى عقد فى منتصف شهر يونيو الماضى- عقب إستيلاء حركة حماس على السلطة فى قطاع غزة. وتضم اللجنة السعودية (الرئيس الحالى لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة ) ، وتونس (رئيس المجلس الوزارى للجامعة ) ، وقطر (العضو العربى فى مجلس الأمن) ، ومصر ، والأردن ، والأمانة العامة للجامعة العربية .. وقد سبق أن عقدت اللجنة عدة إجتماعات على مستوى المندوبين بمقر الجامعة العربية. (المصدر: موقع « اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري » بتاريخ 30 جويلية 2007) الرابط: http://www.egynews.net
وزير جزائري يتحدث عن مبادرة مغاربية لتطويق تنظيم القاعدة
الجزائر ـ يو بي أي: كشف وزير الداخلية الجزائرية نور الدين يزيد زرهوني عن وجود مبادرة أمنية تضم دول المغرب العربي الخمسة (الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا) لمواجهة تهديدات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي . ونقلت اذاعة الجزائر الرسمية امس الأحد عن زرهوني قوله علي هامش الزيارة التي يقوم بها منذ السبت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية مستغانم (400 كم) غرب العاصمة الجزائرية أن الدول المغاربية اتفقت علي وضع مبادرة أمنية مشتركة بعد التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة والعمليات الانتحارية التي طالت عددا من هذه الدول منذ بداية العام الجاري. الا أن الوزير الجزائري لم يكشف تفاصيل هذه المبادرة. وكان مسؤولو الأمن في بلدان المغرب العربي عقدوا اجتماعا بليبيا في مايو-أيار الماضي بغرض بحث مواجهة نشاط الجماعات الجهادية بالمنطقة. وكان الداعي لاجتماع مسؤولي الأجهزة الأمنية هو التطورات السريعة التي شهدها الملف الأمني في المنطقة المغاربية، علي خلفية التفجيرات التي وقعت في الجزائر والمغرب في الأيام الماضية. وذكر مصدر أمني أن الظروف الأمنية الاستثنائية التي تمر بها بلدان المغرب العربي هي التي دفعت الي عقد اجتماع طرابلس، وقال أن الحدود المشتركة بين بلدان الاتحاد ليست في مأمن من تسلل عناصر ارهابية لتنفيذ اعتداءات ارهابية، كما وقع في تونس مطلع العام الجاري ونهاية العام الماضي. من ناحية أخري قال زرهوني أن عملية التمشيط الجارية ضد الجماعات المسلحة بغابات اعكوران في ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل شرقي البلاد « ستتواصل الي غاية القضاء نهائيا علي الجماعات الارهابية . وقال أن الحصيلة النهائية لهذه العملية لم يتم اعدادها بعد. وكانت مصادر أمنية تحدّثت عن سقوط ما لا يقل عن 20 مسلحا منذ بداية العملية قبل أكثر من عشرة أيام. ورحب زرهوني بأي تعاون اقليمي أو دولي لمحاربة الارهاب. وفي سياق متصل أصيب راعي غنم بجراح خطيرة أدت الي بتر قديمه في انفجار لغم أرضي زرعته الجماعات المسلحة بمنطقة عين بربر بولاية عنابة شرق البلاد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جويلية 2007)
في دراسة وطنية صدرت مؤخرا تقول:
** إذا ما ارتفع مستوى سطح البحر بـ50 سنتيمترا إلى غضون سنة 2100 المياه ستغمر جانبا هاما من جربة وقرقنة وخليج الحمامات والسباخ ستتحول إلى بحيرات ** بحلول سنة 2020: ارتفاع في درجات الحرارة بين 0.8 في الشمال و1.3 في الجنوب وانخفاض معدلات الأمطـار بين %5 في الشمـال و%8 في الوطن القـبلي والشمال الشـرقي و%10 في الجنـوب
تونس – الاسبوعي: صدرت مؤخرا دراسة وطنية تم اعدادها من قبل مصالح وزارة البيئة والتنمية المستديمة حول التغيرات المناخية على المدى الطويل.. واختلال العوامل المناخية المعتادة.. كمعدلات درجات الحرارة والتساقطات والرياح.. وهي من اهم التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي يتوقع ان تواجهها الانسانية خلال القرن الحالي.. وقد بينت معظم الدراسات العلمية التي سبقت هذه الدراسة.. ان ارتفاع معدلات درجة الحرارة على كوكب الارض اصبح اليوم حقيقة ثابتة.. وان تزايد نسب الغازات يساهم بشكل هام في تقوية الاحتباس الحراري الكوني واختلال الموازنة الاشعاعية وبالتالي في تفاقم ظاهرة تغير المناخ.. ويتوقع خبراء المناخ ان تكون للتغيرات المناخية تداعيات هامة على التوازنات البيئية وصحة الانسان والتنمية المستديمة بشكل عام خصوصا بالبلدان النامية التي تفتقر الى امكانيات المواجهة والتأقلم مع هذه الظاهرة الكونية.تأثيرات التغيرات المناخية بتونس اعتمدت تونس توجها خاصا للوقاية من التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية يقوم على: – التنسيق مع جميع الهياكل والمنظمات الدولية والمساهمة في المجهود الدولي لمجابهة التغيرات المناخية في اطار الاتفاقيات والمعاهدات الأممية في هذا المجال – دعم الاطار المؤسساتي – انجاز البلاغات الوطنية لاتفاقية التغيرات المناخية وتحيينها بصورة دورية – اعداد دراسات حول قابلية تضرر المنظومات البيئية والقطاعات الاقتصادية من التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية – اعداد برامج عمل لتحديد الطرق المناسبة لاقلمة المنظومات البيئية والقطاعات الاقتصادية مع التغيرات المناخية نتائج الدراسة المتعلقة بقطاع الفلاحة من النتائج الهامة للدراسة المتعلقة باقلمة قطاع الفلاحة والمنظومات الايكولوجية مع التغيرات المناخية والتي اذن بانجازها رئيس الجمهورية والهادفة الى اعداد استراتيجية لاقلمة قطاع الفلاحة مع هذه المتغيرات.. باعتماد توقعات تغير المناخ في غضون سنة 2020 مقارنة مع الفترة المرجعية 1961-1990 نجد ارتفاع معدل درجة الحرارة بنحو 0.8 درجة مائوية بمناطق الشمال وذلك من الوطن القبلي الى الشمال الغربي.. وارتفاع معدل درجة الحرارة بنحو 1.3 درجة مائوية بالمنطقة الممتدة من الجنوب الغربي الى اقصى الجنوب.. اضافة الى انخفاض معدلات الأمطار السنوية التي ستتقلص بنسبة 5% بالشمال وبنسبة 8% بالوطن القبلي والشمال الشرقي وبنسبة 10% باقصى الجنوب وذلك في غضون 2020 وتفيد نفس هذه التوقعات بانخفاض معدلات الأمطار السنوية بنسبة تتراوح بين 10% بالشمال الغربي و30% باقصى جنوب البلاد مع حلول سنة 2050 ويمكن ان ينعكس تغير المناخ بالبلاد التونسية بالخصوص على الموارد المائية والنظم البيئية والفلاحية (انتاج زيت الزيتون، الأشجار المثمرة، تربية الماشية، الزراعات البعلية)وعلى الاقتصاد بصفة عامة.. وستزيد التغيرات المناخية من الضغوطات الحالية على الفلاحين والمساحات التي يستغلونها.. كما ان بعض الأنشطة الفلاحية قد لا يمكن لها في المستقبل ان تتأقلم مع الظواهر القصوى للتغيرات المناخية.. مقترحات الحلول توصلت الدراسة الى اقتراح استراتيجية متكاملة وخطة عمل لاقلمة القطاع الفلاحي والموارد الطبيعية تتضمن خاصة: – ارساء نظام انذار مناخي مبكر وتطوير منظومات الرصد الجوي وتوزيع المعلومات المناخية على جل القطاعات – دعم برنامج التصرف في الموارد المائية مع الاخذ بعين الاعتبار للنظم الايكولوجية لهذه الموارد الحيوية – مواصلة تطبيق الخارطة الفلاحية واعادة تقييمها حسب التغيرات المناخية المتوقعة – تحسين قدرات النظم الايكولوجية على غرار الغابات على التأقلم مع ظاهرة التغيرات المناخية ودعم البرامج التي يتم انجازها في هذا المجال – وضع مسألة التغيرات المناخية ضمن الاهتمامات الوطنية ورصد سبل الاستفادة من الامكانيات المتاحة دوليا على غرار صندوق التأقلم المحدث في اطار بروتوكول كيوتو – تطوير الاليات المؤسساتية والحوافز المالية والبحث العلمي ومنظومة التامين واعادة التأمين ودعم التنسيق بين مختلف القطاعات لتنفيذ مخطط العمل الوطني للتأقلم مع التغيرات المناخية. تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على المناطق الساحلية فيما يتعلق بانعكاسات ارتفاع مستوى سطح البحر على الشريط الساحلي بتونس فان نتائج المرحلة الاولى للدراسة التي تم الشروع في انجازها سنة 2006 في اطار اعداد البلاغ الوطني الثاني لاتفاقية التغيرات المناخية.. تشير وفق فرضية قصوى بان ارتفاعا لمستوى سطح البحر بــ50 سنتمترا الى غضون 2100 (هذه الفرضية القصوى المحتملة باعتماد وفقا لسيناريوهات الهيئة الدولية لخبراء المناخ) يمكن ان تتسبب في تفعيل الانجراف البحري بعدد من المناطق الساحلية شديدة الانخفاض على غرار بعض سباخ خليج الحمامات والوطن القبلي واجزاء من بحيرتي اشكل وغار الملح وبجزر قرقنة وجربة والكنائس. وتفيد الاستنتاجات الاولية للدراسة بانه من المحتمل ان يتسبب ارتفاع مستوى سطح البحر في بعض التأثيرات على عدد من المنظومات والموارد الطبيعية الساحلية على غرار الموارد المائية كما ستكون له انعكاسات على التنوع البيولوجي البحري بالخصوص وعلى بعض المنشات الساحلية.. وباعتماد سيناريوهات الهيئة الدولية لخبراء المناخ المتعلقة بارتفاع معدلات درجات الحرارة ومستويات البحار والمحيطات.. بينت الدراسة بان فرضية ارتفاع مستوى سطح البحر بــ50 سنتمترا الى غضون سنة 2100 يمكن ان تتسبب في تقدم البحر على حساب اليابسة.. خاصة بالاراضي الساحلية شديدة الانخفاض على غرار بعض المناطق الرطبة (السباخ، البحيرات والاودية) ومنظومات الجزر. سيناريوهات مخيفة في صورة تواصل ارتفاع معدلات درجات الحرارة بالمستوى الحالي، وحسب السيناريو الأقصى المحتمل بينت الدراسة ان مساحات تناهز 2600 هكتار يمكن ان تتعرض الى انجراف بحري ونقص في الخصوبة بدلتا وادي مجردة كما بينت الدراسة حسب السيناريو الاقصى المحتمل انه يتوقع ان تتحول اكثر من 10 سباخ الى بحيرات تمسح 730 هكتارا محاطة بمناطق رطبة تناهز مساحتها 730 هكتارا بمجموعة من السباخ الساحلية للوطن القبلي. ويتوقع ايضا تعرض منطقة خليج الحمامات.. حسب السيناريو الاقصى المحتمل الى انجراف بحري على مساحة جملية تناهز 1900 هكتار وخاصة على مستوى سبخة سيدي خليفة.. ويتوقع ان يتحول جزء من سبخة حلق المنجل الى بحيرة تمسح1400 هكتار ويتوقع كذلك ان يتحول ارخبيل قرقنة الى مجموعة اكبر من الجزر الصغيرة (قرابة 30% من المساحة الاجمالية للارخبيل معرضة للانجراف البحري). كما بينت الدراسة كذلك ان ما يناهز 3400 هكتار من المناطق الرطبة بجزيرة جربة يمكن ان تتعرض الى انجراف بحري خصوصا بمناطق راس الرمل وبين الوديان. رصد: خير الدين العماري (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 30 جويلية 2007)
سهرت من الهمّ اللّيالي
كتبه عبدالحميد العدّاسي
كُثرٌ أولئك الذين يتحدّثون عن المرأة التونسية، ويدافعون عنها، ويطالبون – دون بصيرة ولا تبصّر – بمساواتها بـ »الرّجل »… كُثرٌ أولئك الذين يسيؤون إلى المرأة عندما لا يستشيرونها في قضية المساواة بـ »الرّجل »، فلعلّ المرأة الحرّة قد زهدت فيها (المساواة) وهي ترى وتدرك أنّ « الرّجل » ما عاد يجمعه شيء بالرّجل…
وقف معي – إن شئت – وانظر واحكم: أيكون عدلا إذا سوّينا هندا بـ »الرّجل »… أيجوز أن نجعلها قصيرة كهذا الذي وقف أمامها في السجن يمنعها من زيارة أخيها الرّجل؟!… أيُعقل أن نشوّش على هندٍ فنحرمها نعمة النظر إلى مقامات الرّجل بمحادثتها عن مساواة مع « الرّجل »؟!… أيكون فخرا لهندٍ أن ترى ماهرَ أخاها، إلياسَ أخاها، كريما أخاها أو عمرَ أباها تماما كذلك « الرّجل »؟!… لقد أدركت هندُ وأدركنا معها أن لا خير في ذاك « الرّجل »، فلماذا تنزل من مقامها الرّفيع إلى هوّة ذاك « الرجل »؟!…
هند الأبيّة بمواقفها التي تعلّمتها من أبيها الأشمّ وأمّها (رحمها الله) المربّية وأخيها عبدالكريم الذي أراد أن يعلّم النّاس فنّ التدقيق في القيم والثبات عليها، تبيّنُ للنّاس أنّ دعاوى القوم المرفوعة، ومنها حريّة المرأة والدّفاع عنها والمطالبة بمساواتها مع الرّجل، إنّما هي دعاوى منافقة كاذبة لا تصمد في ميادين الحقيقة. فالمرأة الحرّة في تونس تتعرّض إلى الكثير من المظالم والضغوطات التي من شأنها أن تثنيها عن عزمها في المطالبة بحقوقها الشرعية المغتصبة من هذا الذكر الفاسد الجشع… فيكفي هندا مناصرتُها لأخيها الأسد الرّجل، عبدالكريم الهاروني، عبر وسائل الإعلام، حيث عرّفت بمظلمته، كي تحرم هي والعائلة بكاملها من زيارته يوم الإثنين 23 يوليو (جوياية) 2007… جريمتُها هيَ تصدّر الدّفاع عن أخيها، في بلد لم يتعوّد ذكوره (غير الرّجال) على إفساح المجال للنّساء كي يعبّرن ويستنكرن ويُصلحن ويوجّهن، والحال أنّ الكثيرَ منهنّ (إن لم نقل كلّهنّ) هنّ أفضل بكثير ممّن تولّى مهمّة « النّهوض بهنّ وبمستواهنّ »(*)… وهند هي واحدة من أعداد كثيرة من النّساء اللاّتي « يقبعن وقد سُلبن خصائص الإنسانية في بيوتات المتزمّتين الإسلاميين الظلاميين المتحجّرين أصحاب الحريم »، كما يصفهم الكثير من سكّان تونس الجدد القادمين علينا من أودية التغيير الموحشة، وهي إذ تستصرخنا اليوم فإنّما تريد أن تجلب الانتباه إلى زيف الشعارات المرفوعة وإلى الظلم المستشري والحقد المستفحل والكره الدّفين الذي منع حاكم البلاد ومساعديه من سماع كلمة رجل نصبو في تونس إلى مساواة الذكور به… فعبدالكريم لم يطالب بشيء غير الذي طالبت به هند شقيقته حيث تقول: « نطالب دائما بالعيش بكرامة…« . ولكنّ هندا وعبدالكريم على رفعة قدرهما عندي وعند أهلهما (والإسلاميون وأصحاب المبادئ من التونسيين كلهم أهلهما) قد نسيا أنّ الكرامة واللؤم، كما أنّ الكريم واللّئيم خطّان متوازيان لا يتقابلان أبدا… وما منع عبدالكريم من العودة إلى أهله يوم 25 جويلية ضمن من سرّح من الاخوة – الذين نهنّئهم وعائلاتهم بهذه المناسبة – إلاّ لؤم بالغ ونظر قاصر وصدر ضيّق ونفس قد أكلتها الأثرة وقاطعها الإيثار. ما منعه من العودة إلاّ فكر شبيه بفكر رعاة البقر القدامى الذين انحصر عالمهم بين ضفّتي وادي كثر عشبه وقلّ المنافس فيه…
غير أنّ عبدالكريم – الذي لم يرتق إلى مستواه إلاّ رجال أمثاله أو نساء رغبوا عن المساواة بالـ »رجل » كأمثال هند وغيرها من نسائنا الفاضلات – سيظلّ ثابتا بإذن الله جانيا للحسنات بفضل الله، ولن يتمكّن هذا السلوك المتخلّف المسلّط عليه من إدارة السجون أو راعيها من كسر شوكته أو المساس من كرامته أو من كرامة أيّ فرد من عائلته المجاهدة الكريمة التي ضربت المثال النّاصع في الحبّ والبرّ. ولعلّنا لا ننتظر كثيرا حتّى نفرح بعبدالكريم وكلّ إخوانه الأكارم ممّا خُلّف رهينة لخدمة مصلحة يراها صاحب التغيير. وبئس قوم ربطوا سعادتهم بشقاء وإشقاء غيرهم، ولا بارك الله فيهم ولا في نسلهم…
ـــــ
(*): تعوّد المسؤول التونسي أن يردّد – دون حياء -: نحن نعمل جاهدين على الرّفع من مستوى المرأة، كما تعوّد الرّعاع اتّهام الإسلاميين على وجه الخصوص بمحاربتهم للمرأة وعدم العمل على تمكينها من المساواة بالرّجل… أنا أحسب أنّ المرأة عندنا هي أرفع قيمة من الرّجل، فهي الأمّ والبنت والأخت والمربّية. وأمّا تلك التي اختارت لنفسها تسويق جسدها عند الذكور فهي سقط متاع لا تحترم عندي أبدا…
الساعة الثانية و24 دقيقة فجرا من يوم 28 جويلية 2007
وجبة أخرى من الإحالات على لجنة النظام
يبدو أن شهية القيادة النقابية للاتحاد العام التونسي للشغل قد انفتحت على مصراعيها فيما يتعلق باستعمال لجنة النظام و توظيفها لمعاقبة النقابيين الذين يعترضون على تصفية نقابة التعليم الأساسي , فعلى خلفية المشاركة في التجمع العام الذي تنادى له أكثر من 200 إطار نقابي من مختلف القطاعات و الجهات يوم 09 جويلية الماضي تنديدا بإحالة الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي محمد حليم و الكاتب العام المساعد سليم غريس على لجنة النظام تبلّغ اليوم الاثنين 30 جويلية 2007 النقابيون الآتي ذكرهم بالمثول رسميا أمام لجنة النظام و ذلك يوم الأربعاء 01 أوت :
ـ السيد الشاذلي فارح عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي و المدير المالي لجريدة الموقف و الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للبنوك و التأمين و الكاتب العام للنقابة الأساسية للاتحاد الدولي للبنوك
ـ السيد محمد الحبيب بلحاج الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الابتدائي بالكرم جهة تونس
ـ السيد لمين الحامدي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الابتدائي سيدي حسين جهة تونس
ـ سعاد الاينوبلي نقابية قاعدية جهة تونس
ـ السيد بشير الحامدي نقابي قاعدي الكبارية جهة تونس
لذلك فإننا ندعو كل النقابيين الديمقراطيين و المتمسكين باستقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل إلى التعبير عن رفضهم للتمشي التصفوي الذي تنتهجه قيادة الاتحاد عبر إمضاء العريضة الالكترونية ضد التجريد
محمد الهادي حمدة
حول نداء « كونفدرالية التعليم «
طالعت بانتباه شديد باعتباري من المعنيين بالعمل النقابي بجهة توزر النداء الموقع من قبل « مجموعة من نقابيي التعليم الأساسي » بالجهة و الذي نشرته تونس نيوز مؤخرا .و لعل ما شد انتباهي كما غيري من المتابعين للشأن النقابي الجهوي و الوطني عموما هو تعمد حجب القائمين على النداء هويتهم في سياق يتطلب العلنية و النقاش الحر أولا و التعارض مع تيار التفكير في تنظم نقابي بديل يشمل كل القطاعات ثانيا ما يضفي على النداء و القائمين عليه صبغة القلق و التبرم بالأوضاع كتجسيد للسلبية و الإحباط أكثر منه تفكير معمق و مسؤول و تزداد درجة التوتر و القلق ارتفاعا في التسمية التي تؤمّن التباين مع التجربة الوليدة التي تعرفها البلاد حاليا و التي يقف وراءها السيد الحبيب قيزة ما يعكس حالة الخوف من سيف لجنة النظام الذي نشط هذه الأيام .وبحكم معرفتي بكل نقابيي التعليم الأساسي بالجهة باعتبار العدد المحدود ( 3 نقابات أساسية و 2 نيابات نقابية ) فإني أود التأكيد على أنه ليس هناك حالة جهوية قطاعية جماعية من التفكير في التعددية النقابية ما يرجح أنها مجرد زلة قلم كي لا نقول أكثر من ذلك , و مهما يكن من أمر فإن النقاش المعمق للمسألة المطروحة يزداد أهمية في الظرف الراهن و بعيدا عن السكتارية و ذلك في ضوء المعطيات و التوجهات الجديدة التي تتوخاها البيروقراطية النقابية في تشديد قبضتها على المواقع التي افتكها تيار الاستقلالية داخل المنظمة كما بينته حيثيات المؤتمر الوطني الأخير و بوادر حالة النهوض النقابي التي ميزت الساحة النقابية خلال الأشهر الست المنصرمة .من الناحية المبدئية نعتبر التعددية النقابية حق من حقوق الإنسان باعتبارها تندرج ضمن الحق المطلق في التنظم وهو ما يعني عدم الاعتراض المطلق من أي كان على أي مسعى لتكوين مركزية نقابية بديلة للقائمة خاصة و أن تكوين النقابات لا يخضع لنظام الترخيص المسبق مثلما هو عليه الأمر بالنسبة للجمعيات و الأحزاب و بالتالي فإن عدم اعتراف الحكم بمركزية نقابية جديدة ليس له ما يبرره من الناحية القانونية و إنما يجد تفسيره في تمسك السلطة و الأعراف بالمنظمة التي ألفوا التعامل معها طيلة عقود و تبقى المسألة في نهاية المطاف تتعلق بقدرة المركزية الوليدة على تغيير ميزان القوى من خلال استقطاب أوسع دوائر التأثير في الحركة العمالية من القطاعات الوازنة و المؤثرة و من ثمة حمل السلطة و الأعراف على القبول بالأمر الواقع الجديد . و من الزاوية العملية لابد لمن يتصدى لإشكالية التعددية النقابية و بقدر كبير من المسؤولية الوطنية أن يأخذ في الاعتبار الملاحظات التالية : ـ أن بوادر حالة من النهوض النقابي القاعدي تجسمها الإضرابات المتنامية كما و نوعا سواء في القطاع العمومي أو القطاع الخاص طيلة السنوات القليلة الماضية أصبحت تميز المشهد النقابي الوطني و تعكس طلبا متناميا على التنقّب و الاحتجاج على تدهور القدرة الشرائية و تدني الخدمات الاجتماعية و تفاقم تداين الأسرة و عجز مداخيل الأوساط العمالية عن مواكبة النسق السريع لتكلفة الحياة اليومية . ـ أن تيار الاستقلالية داخل المنظمة تنامى نفوذه و توسعت قاعدته و حقق أكبر اختراق نقابي حينما فرض مجموعة من الزيادات في المنح الخصوصية للآلاف من شغيلة الوظيفة العمومية مثلا في ضوء الالتزامات التي تعقدها المركزية النقابية مع الحكومة قصد تحقيق « سلم اجتماعية » لمدة ثلاث سنوات متتالية ما يؤكد قدرة النقابيين التونسيين المنتمين لتيار الاستقلالية على الفعل داخل الاتحاد العام التونسي للشغل رغم كل المثبطات الداخلية و الخارجية من جهة و ما يؤكد المساحات النقابية التي ما زال بإمكان تيار الاستقلالية النقابية اكتساحها ما يعني أن الفعل النقابي داخل الاتحاد العام التونسي للشغل لم يستنفذ أغراضه بعد عكس ما يدعيه البعض , رغم ضعف التنسيق و غياب الرؤية النضالية المشتركة و تواصل ظواهر التذيل و الانتهازية . ـ أن السياسة النقابية للبيروقراطية و امتداداتها القطاعية و الجهوية لم تعد قادرة على الضبط المنفرد لإيقاع الحياة النقابية داخل المنظمة بل إن مسك تيار الاستقلالية بزمام المبادرة النضالية و الوفاء للمطلبية النشيطة قد جعل البيروقراطية و امتداداتها في موضع الدفاع المستمر و تلزم دور الواقي من الصدمات الاجتماعية و من ثمة تتعمق عزلتها و تشعر بتراجع مساحة نفوذها رغم حيازتها لكل أدوات السيطرة المادية و المعنوية و إن اندفاعها لتصفية الخصوم يعكس تراجع قدرتها على المناورة كل ذلك و نحن في نصف السنة الأولى من المدة النيابية النقابية . ـ إن استجابة الحكم و الأعراف لمطالب الشغالين قد تأكدت تدريجيا محدوديتها و ذلك على خلفية إخفاق اختياراته الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية في دفع حركية الاستثمار و إحداث مواطن الشغل و المحافظة على القائم منها و دعم المنظومة الخدمية ( التعليم و الصحة و الثقافة و السكن و النقل ) و دعك من الخطاب الدعائي الذي يزعم تحقق نسب نمو مرتفعة لا تتجسد في استثمارات جديدة أو توسيع الاستثمارات القائمة ما يتطلب تناميا للطلب على اليد العاملة . كل هذه المعطيات متفاعلة تشكل مناخا نقابيا لا يتطلب من زاوية مصالح الطبقة العاملة التونسية ـ حسب رأينا ـ الانزلاق لمغامرة التعددية النقابية رغم طول الطريق التي على تيار الاستقلالية النقابية قطعها و إنما يقتضي خوض الصراع مع البيروقراطية على قاعدة الديمقراطية النقابية كوجه آخر للاستقلالية عن الحكم داخل الاتحاد العام التونسي للشغل و على أرضية نظامه الداخلي و قانونه الأساسي , إن مناهضة الاختيارات الاقتصادية و الاجتماعية لنظام الحكم صلب الاتحاد العام التونسي للشغل و تداعياتها على حياة الشغالين في مستوى تآكل المقدرة الشرائية وتفاقم العبىء الجبائي و تدهور الخدمات الاجتماعية و تأزم نظام أنظمة الضمان الاجتماعي و الإفراط في الالتزام باملاآت قوى العولمة في التخصيص و تجاهل الطلب الداخلي لا يعني في الأعراف النقابية المحلية و الدولية تسييسا للعمل النقابي حيث لا مطامع نقابية للوصول للسلطة و إنما التزاما حقيقيا بمصالح الشغالين و تمسكا بمكاسبهم في ضوء الانحياز المكشوف للأعراف من الطرف الحكومي و تبخر وهم الدولة الحكم .و ما من شك في أن أهم اختبار لتيار الاستقلالية النقابية داخل المنظمة إنما يجسمه استحقاق المفاوضات الاجتماعية القادمة حيث سيقتضي الأمر النضال من أجل تصحيح المسار التفاوضي في شموليته سواء لجهة الرؤية النقابية الداخلية أو في علاقة ببقية الأطراف الاجتماعية . محمد الهادي حمدة نفطة
علم جديد : إعــراب خــارج القواعــد !
(الجزء الـثاني)
خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr وإذا كان الكلام التام الذي له معنى يكوّن جملة، وإذا كان تركيب الحديث كلمات، فإنه إذا أدى إلى فائدة أصبح جملة مفيدة حسب القاعدة، وعندنا كم كلاما خواء أجوف لا يحمل فقها ولا فكرا، ولكن حشوا مملا تصطف حروفه دون إدراك أو وعي، ورغم ذلك تتلقفه الأيادي وتقدسه الوجوه وتلهج بطيبته الأعيان والعوام ويعتبر خير الكلام وأحسن الحديث، فيكون على اصطلاح النحويين جملة غير مفيدة، وعند غيرهم صحيحة وسليمة. والسبب وراء الاختلاف أن من أطلق هذا الكلام حنجرة صاحب الدرة والمنزلة العليا وساكن القصر المشيد والبئر المعطل، حاكم البلاد وسائس العباد! والجمل المفيدة في هذا الباب لا تأنس لقاعدة الإفادة حتى تنال مرتبتها وعنوانها ولكن تحتمي بقاعدة القوة والعصبية والمركز والدرجة، ولمَ لا الرشوة والمحسوبية والفساد، فكل جملة ينطقها فوه قوي بأسنان مكشّرة وأنياب مخيفة تصبح مفيدة ولا تحتمل إلا المباركة والتزكية والتشريف والتزلف.
كــان الحــاكم عــادلا جملة فعلية تفيد التمني والرجاء، بين ماض يبحث عن ذكرى طيبة فيجدها مقتضبة، وحاضر فقد الذاكرة فظن الحياة وهو محمول على الأنعاش، وبين مستقبل ترك المذاكرة حتى لا تبقى له ذكرى. كــان : فعل ماضي ناقص، نقص في الماضي وهو في حاضرنا أنقص، سبب نقصه أو ضعفه أو حتى عدمه، ارتباط وثيق بما بعده، فأصبح فعلَ أمل مغشوش وأحلام كاذبة واستخفاف واستحمار! زاحمتها أخواتها : صار، أصبح، أمسى، ظل، أضحى، بات، ليس، فأطاحت بهم جميعا إلا واحدا…صدق مع القواعد فصدقته « القواعد » (الجماهير)!!! صار الحاكم عادلا.. انهزمت قبل أن ترى النور وتدغدغ المشاعر والوجدان ولم يشفع فيها قوانين ودساتير وبرلمانات، بل صار الرئيس ملكا والجمهورية تورث على مسمع ومرمى من الجميع… صار تدل على تحول المبتدأ من حال إلى حال، وسبحان مغير الأحوال وحالنا من أتعس الأحوال… أصبح الحاكم عادلا..، فشلت ولم يُرَ صبح ولا فجر ولا ضياء ولكن سواد وراء سواد وراء سواد، أليس الصبح ببعيد؟.. أضحى الحاكم عادلا… سقطت، ومن كان صباحه معدوم فضحاه أعدم، ليل متواصل وكوابيس في عز النهار… أمسى الحاكم عادلا..، انهارت لأنه لم يكن صبح ولا ضياء حتى يكون مساء وأنوار، وكانت الأيام سيان بين أمس مفقود وحاضر مطموس ومستقبل ضائع، وشدت شعوب بأكملها رحالها نحو السراب… بات الحاكم عادلا… بقيت حلما، ومن كان نهاره ظلام فليله أظلم… ليس الحاكم عادلا… وجدتها وجدتها، الحقيقة المرة، الحقيقة الغائبة، ليس تفيد النفي، وفي حالنا لمن ذكرها تفيد النفي والتشريد والعزل والضرب والحبس والاستئصال والعدم… نفي الحقائق ونفي الكلمة ونفي البشر! الحــاكم : اسم كان، أصله مبتدأ، ابتدأت به النشأة الأولى لشعوب ومجتمعات وأفراد، الكل مدين بحياته وحالته إلى فرد صمد، ظل الله في الأرض… قبل نزوله من سمائه كان العدم، حتى جاء الحاكم وجاءت معه قوافل السؤدد والرقي والتنمية والغنى فذهب الكل في « خبر كان »… دخلت « كان » فتركت المبتدأ مرفوعا، على الأعناق أحيانا، وعلى الأسوار أحيانا أخرى، جيء بالبعض منه مرفوعا على دبابة كتبت بأرقام وطنية أحيانا أو خارجية في أغلبها، و جيء بالبعض من مهده الصغير كوريث شرعي للبلاد ووصي على العباد، وجيء بالبعض الآخر من صناديق اقتراع مثقوبة من كل أطرافها من وراء الدهاليز… الحــاكم إسم كان مرفوع، يرفع من يشاء وينصب من يشاء ويجر من يشاء، متى يشاء، كيف يشاء وأنّى يشاء…الرفع سمته والنصب بكل أفهامها حالته، فالنصب عند التوانسة : (النصبة) اللذة والمتعة ، وهو عند المصريين : (نصّاب) السرقة والاستحواذ والغش، وهو عند الخليل وفي قواميس اللغة : قتل وإعدام على النُّصُب، وكلها اجتمعت في فرد واحد أحد، لا يريد التخلي عن جانب منها حتى لا يُعيَّرَ بالقصور والضعف والبله! وهي وحدة ثقافية بين المشرق والمغرب التقت في جوف رجل واحد، وهذا من الكرامات والمعجزات التي أفرد بها المولى عز وجل هذه الأمة وجعلها يشار إليها بالإصبع وحتى بالغمز والهمز بين الأمم! عــادلا : خبر كان، أصله مرفوع حتى دخلت « كان » فرفعت المبتدأ ونصبت الخبر، خاصة إذا كان الخبر لا يريده صاحب المقام الرفيع وإن كان فردا معزولا في قصره وبين حاشيته، وكانت الجموع متلهفة لهذا الخبر! وعادلا خبر مشبوه، وآية شبهته تاريخ مفقود لم يعمر طويلا أمام استبداد زاحف ورعية مرهوبة وفقيه محايد أو مستقيل، وحاضر مرهون أو مباع بأرخص الأثمان، ومستقبل معدوم. ومن الخبر من يُرفَع صاحبه أو يُجزم أو يُنصَب أو يُجَرّ، ومن الخبر من يُبجّل صاحبه ويُقدَّر وينال الحظوة والجاه، وبين الفئتين خندق يحرصه مبتدأ منتصب آناء الليل وأطراف النهار، شعاره من تذلل لنا وطوى قامته وحنى الجبين وثنا الركب، فخبره مرفوع يتبع المبتدأ ولا يصبح اسم كان ولا يذهب في خبرها، ومن تطاول وقاوم وأعلن العصيان والتمرد فهو اسم كان المجهول وخبرها المفقود، كان موجودا كان حرا كان حيا كان عاقلا كان غير منفي، كان غير مشرد، كان غير محبوس، كان مواطنا، كان إنسانا!!!
ـ يتبــع ـ 29 / 07 / 2007
المصدر : ركن « خواطر » موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 2007/07/30
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة 268 مناضل رئيس شعبة الصحافة
على موقع تونس نيوز الحزبية سابقا
معتمد متصرفا متقاعد
شعاري للتاريخ أكتب
رسالة شكر للدور الفاعل لرجال الإعلام الأشاوس في موقع تونس نيوز
وقناة العربية وقناة المستقلة ووفائهم لتونس الخضراء بلد الحضارة والتقدم و التسامح
يسعدني أن أنوّه بدور الإعلام الهادف الصادق بعد الحلقات التي بثتها العربية في مارس 2007 بمناسبة خمسينية عيد الاستقلال 20 مارس 1956 وكذلك الحلقات التي نشرتها الإنترنات الصحافة الإلكترونية العصرية على موقع تونس نيوز 268 مقال على امتداد عامين من 2005/07/21 إلى 2007/07/30 حول تاريخ تونس العربية العريقة ² .. وما بثته قناة المستقلة منذ تأسيسها هو هام ومفيد للغاية لدعم الإعلام الحر و التعريف بمشاغل شعبينا المسلم والمسالم و المتعلم والمثقف والذي غزى العالم بفضل العلم والمعرفة و التعليم والعقل النيّر ونور العلم الذي هو مفتاح التقدم وبفضل العلم و المعرفة ورهان التعليم الذي أقدم عليه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله في بداية عهد الاستقلال الوطني 20 مارس 1996 و أعطى نتائجه وثمرته في تونس.
وكذلك مبادرات قناة المستقلة هذه القناة التي أصبحت فضائية إعلامية هامة بفضل برامجها المتنوعة و الغزيرة وقد خصّصت عديد الملفات للتعريف بشؤون المغرب العربي المغرب والجزائر وموريتانيا و ليبيا و تونس الخضراء. وأطنبت في الحديث على حيوية وحركية النشاط المغاربي. وخصّصت حوارات على تونس العربية المستقلة مشكورة القناة على هذه الجهود المبذولة الهادفة.
كما أشكر الأستاذ الهاشمي الحامدي مدير القناة التونسي الأصيل على اهتماماته بتونس ونشاطها المتواصل وحركيتها وتألقها واشعاعها وأشكره بصفة خاصة على اهتمامه بالرسالة المفتوحة الموجهة إلى سيادة رئيس الدولة المؤرخة في 2007/07/18 و المتعلقة بعيد الجمهورية 25جويلية 1957 وبعض المحاور والخواطر والمقترحات الهامة والهادفة لتنقية الأجواء ودعم المصالحة والوئام و التعاون و التضامن و التسامح وطي صفحة الماضي. وقد اهتم الأخ الهاشمي بما جاء في هذه الرسالة وركّز على المحاور الواردة فيها وتلاها بأمانة وصدق. واقترح على الأخ الهاشمي الحامدي المحترم إعادة بث هذه الحصة الرائعة حتى يتسنى للاخوة التونسيين الذين لم يتمكنوا من الإستماع إلى الحصة الاولى وأن يستمعوا إلى الحلقة المقترحة و أنا شخصيا لم أسمعها وحدثني عليها الأخ الصحفي رئيس تحرير جريدة الحرية الأخ باشا الصحفي المتقاعد والذي أعجب بها أيما إعجاب وأعلمني بفحواها و أكّد لي أن الأسلوب التي أتبعه الأسناذ الحامدي أسلوب ممتاز وذكي وغير ممّل و أعطى حق الرسالة ومضمونها وفحواها حق التقدير. حقا إن الأسلوب الرائع يجعل المستمع يتابع باهتمام ولا غرابة فالأخ الهاشمي صحفي قدير وتمرّس في هذه المهنة الشريفة صاحبة الجلالة والسلطة الرابعة. وبهذه المناسبة نقترح على الاستاذ الحامدي مدير القناة المستقلة إمكانية إعادة بث الحصة من جديد حتى يتسنى للإخوة التونسيين الذين لم يتمكنوا من الإستماع إلى الحصة الاولى وبذلك تحصل الفائدة للجميع اعتبارا لأهمية الرسالة التاريخية ومدلولها ومغزاها في انتظار حديث شامل إن شاء الله مع قاناة المستقلة قريبا و بمناسبة الذكرى 104 لميلاد الرمز الخالد 3 أوت 2007/1903 في مدينة المنستير مسقط رأس الزعيم الراحل.
وهذه الذكرى تهتم بها أسرة الزعيم الراحل و الأوفياء من رجالات الحزب و أعضاء جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة للسنة الثالثة على التوالي وهي فرصة للترحم على روح الزعيم خالد الذكر و التعمق في انجازاته وبصماته ونضالاته وتضحياته الجسام ومواقفة وبعد نظره.
ولعل المستقلة تفكر كما فكرت العربية في الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال المجيد 20 مارس 1956، 2006 في تنظيم حلقات ممتازة على المسيرة الطويلة بعنوان زمن بورقيبة.
والإخوة الذين قاموا بالإنجاز الرائع هم شبان من تونس. ولعل الأخ الهاشمي الحامدي ينسج على منوال العربية. وقد علمنا أن اللفزة الجزائرية اقتنت الشريط الوثائقي من العربية تقديرا وتكريما للزعيم الحبيب بورقيبة و إذا سمحت الظروف لإنجاز حلقات على مسيرة الزعيم الراحل على نحو العربية فإني مستعدّ للمشاركة الفاعلة في الحوار والإضافة وإبراز مناقب وخصال رمز الامة وزعيمها وقائد مسيرة تونس طيلة نصف قرن وستة أعوام 56.
و أعتقد أن الاخ الحامدي بحنكته وعلاقته الممتازة ونشاطه المتنوع وحبه لتونس قادرا على إبراز شريط وثائقي هام لدعم منزلة القناة ويعطي صورة كاملة وشاملة على المسيرة النضالية الشاملة لزعيم عربي شهم ضحّى بكل شبابه وكهولته وشيخوخته وصحته وماله وأسرته وابنه الوحيد من أجل الوطن. وغادر الدنيا نظيفا لا يملك حجرة ولا شجرة ولا دينار في مصرف عربي أو دولي والقصور على ملك الدولة ترك بصماته وانجازاته وأفعاله وأعماله واشعاعه العالمي. و الرصيد الكبير الذي تحظى به تونس والعالم يعرف تونس ذات المساحة الصغيرة ولكن ذات الوزن الواسع والكبير بفضل اشعاع بورقيبة. وفي عديد الدول في أروبا يعرف اسم تونس من خلال اسم الزعيم بورقيبة وحتى في اَسيا والباكستان و الهند والصين هذا الرمز الخالد يستحق كل الوفاء و التكريم والتقدير ونشكر الأخ الهاشمي الحامدي الذي قال كلمة مؤثرة عند وفاته عكس الرجل الحقود الغنوشي الذي اتصلت به الجزيرة وأصرّ على الحقد والكراهية ولم يقل رحمه الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ونرجو من الاخ الحامدي أن يولي هذه الخواطر والمقترحات كل العناية وأن يبادر يوم 3 أوت 2007 بفتح ملف حوار وحصة تاريخية تروي تاريخ هذا الرمز العظيم في عيون العالم بأسره و أعتقد أن نجله الحبيب بورقيبة الابن سيكون ممنونا بهذه المبادرة الرائعة من ابن تونس… وأسرت بورقيبة و أحفاده وأهله و أهالي المنستير و الشعب التونسي الوفي كبيره و صغيره وأطفاله كلهم في شوق لمثل هذه المبادرات وما أروع الوفاء وما أجمل الوفاء والعرفان بالجميل لرجل قد سخّر حياته لشعبه ووهب نفسه لخدمة المجتمع ونذر حياته لحرمة الغير وشعاره « عش لغيرك » وعاش لغيره فعلا كما كان شعار حشاد العظيم رحمه الله « أحبك يا شعب » ولعل مبادرة السيد الهاشمي الحامدي ابن سيدي بوزيد أرض النضال والبطولات و المجد والوفاء، وأرض الجهاد والنضال الوطني وأكثر من 65% من المقاومين والمجاهدين من ولايتي سيدي بوزيد وقفصة (1160 مقاوم) من أهالي الهمامة الكرام الأبطال هم أهل الوفاء والعرفان بالجميل والنخوة والكرم والشهامة. وأهل مدينة الرقاب والمكناسي وبن عون وبوزيان وسوق الاحد. وبوزيد والأسود وسيدي بوزيد كلها جنوبا وشمالا شرقا غربا هم أهل الوفاء والجود والشهامة ولا غرابة من مبادرة تكون في حجم الزعيم الكبير الحبيب بورقيبة رحمه الله وجزاه الله كل خير على ماقدمه للوطن من جليل الأعمال.
قال الله تعالي : » فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ».
صدق الله العظيم
وعـاشت تـونس شامخة
محمد العروسي الهاني
معتمد متصرف متقاعد
الهاتف : 20 007 861
تونس في :30 جويلية 2007
حوار مع الأستاذ أحمد بن صالح
حول عدد من الملفات الجيوسياسية العربية والدولية
إذا أصبحت اليوم سمينارات الذاكرة الوطنية مكسبا وطنيا بامتياز نتيجة ما تم إنجازه وإنشاء بنك معلومات سمعية-بصرية من خلال تسجيل شهادات أكثر من مائة شخصية وطنية تونسية, ساهمت في إلقاء أضواء كاشفة حول بناء الدولة الوطنية, فلا بد أن نتذكر بالنسبة للسمينار الأول من هاته السلسلة أن البداية كانت مع الأستاذ أحمد بن صالح في زغوان منذ سبع سنوات, وتوج ذلك بنشر الكتاب الموسوم : شهادة أحمد بن صالح السياسية: إضاءات حول نضاله الوطني والدولي, وها نحن اليوم ندعو الأستاذ أحمد بن صالح لنجري معه حوارا شاملا لعديد الملفات الجيوسياسية العربية والدولية مع الفاعلين السياسيين المباشرين لها, وهو سيكون له تأثير إيجابي جدا في تأطير الحقيقة التاريخية حتى لا تغيب في كتابات المؤرخين العرب والدوليين الذين توقفوا عندها, وأبرزوا تداعياتها المختلفة, اعتمادا على عدد من المصادر الأرشيفية الغربية الجديدة, وعلى الأخص منها الأرشيفات الإسرائيلية التي تناولت مواقف بعض الشخصيات المغاربية والعربية تجاه الملف الفلسطيني-الإسرائيلي وأثارت ردود فعل متباينة لدى أصحابها. وفي هذا الإطار, نأخذ مبادرة دعوة الأستاذ أحمد بن صالح الذي أدى دورا أساسيا في منظمة السيزل للدفاع عن القضايا المغاربية والعربية, وكان أحد رموزها البارزين. وأنه نظرا للمعلومات المثيرة التي وظفها أحد المؤرخين الإسرائيليين حول مختلف الإشكاليات التي تناولت عديد المقاربات والاتصالات مع هذا الطرف أو ذاك, فإننا ندعو الأستاذ أحمد بن صالح اليوم من جديد للحوار معه ومقاربة بعض الملفات الجيوسياسية العربية والدولية, إذ لا يمكن إطلاقا تغييب أو إهمال شهادته في مثل هذه الملفات الدقيقة والحرجة. وقد دعونا لمحاورته عددا من المؤرخين : د. عميرة علية الصغير, ود. محمد ضيف الله, وخالد عبيد ود. علية العلاني, ود. عبد اللطيف الحناشي, كما أننا سوف ندعو رواد سمينار الذاكرة الوطنية, الأوفياء لمواكبة هذا الحوار الذي لا شك أنه سيكون شيقا ومفيدا وهاما. الأستاذ عبد الجليل التميمي
قرى تعاني من العطش قرب سد كساب
المولدي الزوابي هناك قرى في بلادنا مثل دوارالرحامنية، النوايويـة، الترايكية، السبايتية، العفايفية، ترجبة، أولاد حسن،السلايطيــة، التباينية، الشعابنية،عش العقاب، الصوابرية، ودوار بليليّة وجزء من دوار النصايرية من عمادتي كساب وعبد الجبار معتمدية بلطة بوعوان … لازالت تطرح سؤالا مهما في بداية قرن جديد هو: في أي مستوى اجتماعي يمكن أن تصنف ؟ وأي معنى للانتماء إلى هذا الوطن في ظل التفاوت الجهوي والإقليمي الحاد الذي تعاني منه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالماء الصالح للشرب ؟ وأي معنى للمواطنة في ظل توفر الماء أمام عين المواطن وبكميات ضخمة وهو عاجز عن التمتع بها ؟ وعلى بعض الأمتار يمتد سد كساب الذي يتجاوز معدل حاصله السنوي 50 مليون م3 فيما تتجاوز كمية المياه المعبأة في هذا السد 35 مليون م3 من أصل أكثر من 700 مليون م3 ، وهي كمية مياه السدود المتوفرة بإقليم الشمال الغربي الذي يعتبر أغنى أقاليم البلاد ماء، ليضخ إلى مناطق تبعد مئات الكيلومترات من البلاد ويحرم منه مجاوريه ؟ وأي معنى لحياة يومية تبدأ بالبحث عن قطرة ماء وتنتهي بحراسة ليلية لمورد رزق وحيد خوفا من لص أو حيوان مفترس يداهم منزل احدهم ليلا؟ ومتى سيتمتع ذلك الشيخ وتلك الأم اللذان تجاوز سنهما التسعين ومازالا يلهثان وراء قطرة ماء تسد رمقهما في صيف حار مثل هذا الصيف ؟ فمنذ ساعات الفجر الأولى يجبر الباحث عن الماء في بعض هذه المناطق على الالتزام لساعات طويلة بالطابور الذي سرعان ما يتحول إلى طابور ضخم أمام « عين بالشبارة » أو « عين الشفاردية » بعد أن اصطحب كل واحد منهم حماره الأعرج من كثرة الثنايا الوعرة وحاويته البلاستيكية أو « القران » التي يعود عمرها إلى عمر شاب قضى شبابه بين سفوح الجبال والفجاج متعثرا وبدت عليه علامات الشيخوخة قبل أن يبلغ الكهولة !! وأي معني للتنمية وبرامج العهـــدين « القديم » و »الجديد » للتنمية الريفية والمعتمديات ذات الأولوية التي طلعت بها علينا حكومتنا في السنوات الأخيرة؟ وأي دور للصندوق الوطني للتضامن 26/26 الذي يجبر أهالي هذه المنطقة وغيرهم كثر على الدفع تحت طائلة التهديد والوعيد ؟ وهل زار برنامج العائلات المعوزة والعائلات محدودة الدخل هذه المناطق ؟ وأي معنى للتنمية في غياب الطريق للجميع وانعدام النور الكهربائي للبعض منهم (دوار بليلية)؟ أم أن مسؤولينا « المعينين » كل حسب درجة ولائه هم الذين يسطرون كالعادة برامج التنمية في ظل « استشراف المستقبــل »، وهم العارفون بالمناطق التي تستحق والتي لا تستحق ، فحتى درجة الولاء لم يعد لها معنى في تلك الربوع، لأن من يظهر ولاءه سرعان ما يتحول الأمر معه إلى ابتزاز ! وهل اطلعت حكومتنا ونواب الجهة ومسؤولوها على هكذا أوضاع ؟ وهل يمكن للمسؤولين أن يبيتوا ليلة واحدة في احد هذه « الدواوير » التي انحدر بعضهم منها ومن مثيلاتها في البلاد ويتنازلوا يوما واحدا عن مكاتبهم المكيفـــة ليتلمسوا ويدركوا حقيقة معاناة هؤلاء المساكين ؟ ومتى سنعي بان الإنسان هو أداة التنمية وهدفها وغايتها؟ الحل بسيط جدا ولا اعتقد أن حكومتنا عاجزة عن إيجاده خاصة ان سكان هذه المناطق مستعدون لتقديم كل ما بوسعهم، من جهد ومال متواضع لوضع حد لهذه المعاناة : بعض العيون غزيرة من حيث كمية الماء فيكفي أن تركز بها خزانات وتمدد قنوات وهو أمر ليس بالصعب في دولة بلغ فيها معدل التزود بالماء الصالح للشرب 98 % فهل ستعجز على الـ2% الباقية؟ (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 416 بتاريخ 27 جويلية 2007)
وثائق جديدة عن الحركة اليوسفية
رشيد خشانة ألقى المؤرخ الأستاذ عميرة عليَة الصغير أضواء جديدة على الحركة اليوسفية في كتاب قيم يقع في حوالي 300 صفحة عنوانه « اليوسفيون وتحرر المغرب العربي ». وكشف في الفصل الأول من الكتاب « اليوسفيون بين 1954 و1963 » جوانب مهمة من نشاط هؤلاء المعارضين للدولة الوطنية اليافعة اعتمادا على وثائق جديدة، وملابسات صراعهم مع الشق البورقيبي. وتناول في الفصل الثاني « اليوسفيون ومعارك الجنوب 1955 – 1957 » منعرجا هاما في مرحلة الإستقلال إذ أظهر الباحث أن اليوسفيين لم يكونوا فقط تعبيرا عن توجه وطني شعبي وإنما « هم شق وطني ذو وزن كان فعله المقاوم حاسما في تحول البلاد من الإستقلال الذاتي إلى الإستقلال التام، ثم إكساب البلاد سيادتها الفعلية بالجلاء العسكري وجلاء المعمرين عنها ». وتناول في الباب الثالث سيرة المقاوم الطيب الزلاق، فيما خصص الفصل الرابع لأحد رموز المقاومة البارزين المرحوم الأزهر الشرايطي. ثم انتقل في القسم الثاني من الكتاب إلى دراسة مظاهر التضامن والتحرر في المغرب العربي، منطلقا أولا من رصد أشكال التآزر بين أبناء المغرب العربي ضد الإستعمار، ومركزا بعد ذلك بصفة خاصة على موقف الوطنيين التونسيين من القضية المغربية. وقدم بعد ذلك قراءة تتسم بالجدة والطرافة عن محمد عبد الكريم الخطابي في عيون التونسيين، ليتخلص إلى فصل آخر خصصه لتجربة جيش التحرير الوطني الجزائري في تونس والذي كان يُعرف لدى الفرنسيين بـ »جيش الحدود ». ثم كرس الفصل الخامس للملك محمد الخامس وبورقيبة وحركات التحرر مُنطلقا من تقاطع المواقف وتباعدها في قضية الجزائر. وأخيرا تطرق المؤلف في الفصل السادس لموضوع يبدو معادا ومكرورا هو دور المرأة في مجابهة الإستعمار، إلا أن الرؤية التي تناوله من خلالها والوثائق التي استند عليها جعلت منه موضوعا شيقا وجديرا بالقراءة. (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 416 بتاريخ 27 جويلية 2007)
معهد الصحافة يخسر نصف مدرسيه
غادر 18 أستاذا معهد الصحافة وعلوم الإخبار منذ سنة 2003 إما ليحالوا على التقاعد أو في إطار الإلحاق والتعاون الفني. ولم يبق بالمعهد حاليا سوى 19 أستاذا يباشرون التدريس، ومع ذلك أغلق باب الإنتداب بالنسبة لفئة أستاذ محاضر وأستاذ مساعد للسنة الثانية على التوالي. وطبعا يؤدي تجميد الإنتداب إلى تدهور مستوى التأطير وبالتالي تراجع مستوى التكوين أيضا، بينما نحن نطمح لتطوير الإعلام التونسي، وخاصة أن معهد الصحافة هو الوحيد من نوعه في الجمهورية وليس هناك معاهد أخرى مماثلة على غرار المعاهد التكنولوجية مثلا. ويتساءل أهل الذكر: كيف يستقيم هذا الخيار والحال أن رئيس ديوان وزير التعليم العالي الذي هو مدير سابق للمعهد وأستاذ فيه، حصل مؤخرا على وسام التربية (بالناسبة لم يُكشف عن صنف الوسام)؟ وفي باب المفارقات التي يشهدها معهد الصحافة نشير أيضا إلى قرار شطب أساتذة جامعيين من التمتع بالمشاركة في دورة تدريبية خاصة بالباحثين في باريس خلال النصف الأول من جويلية الجاري لسبب وحيد هو أنهم كانوا في قائمة المضربين. والغريب أن هذا البرنامج مُمول من الإتحاد الأوروبي في إطار خطة دعم الإعلام التونسي التي يتلى الإشراف عليها المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين التابع لوزارة الإتصال. (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 416 بتاريخ 27 جويلية 2007)
عبد الناصر والقطيعة مع الوعي العربي التقليدي
فتحي بالحاج – جامعي وباحث تونس نريد في هذه الأسطر التأكيد على فكرة أساسية في منهجية عبد الناصر في تعامله مع الواقع العربي بكل مكوناته السياسية والفكرية والثقافية. الفكرة : أن عبد الناصر تعامل مع ما كان سائدا من منطلق القطع لا الاتباع، ولم يكتف بعملية القطيعة السلبية بل سعى في كل محاولاته بأخطائها وايجابياتها إلى تأسيس رؤية معرفية جديدة تقطع مع ما كان سائدا في الواقع العربي يومها. لقد كان جمال عبد الناصر « في كل هذه المعارك، يؤسس لوعي عربي جديد ومخالف تماما للوعي العربي التقليدي الركودي العشائري القبلي الطائفي المحافظ… » بهذه الكلمات لخص الدكتور صفوت حاتم خلاصة المعارك التي قادها عبد الناصر في مواجهة النظام الإقليمي العربي . وليس من شك في أن هذه المعارك كانت ترتكز على قطيعة معرفية ومنهجية تامة مع النظام العربي الرسمي . لاشك أن عبد الناصر الحاكم لدولة مصر ولكنه في نفس الوقت كان يقود الجماهير على أسس معرفية جديدة، تهدف إلى تأسيس وعي عربي تقدمي يقطع مع كل الولاءات القبلية والطائفية وكل مظاهر الركود الفكري والحضاري التي كانت سائدة . فقد اتّسم الوضع العربي قبل 1952 بالركود والانحطاط فلئن تمكنت بعض الدول العربية ومنها مصر من الحصول على استقلال فان هذا الاستقلال كان صوريا ذلك أنه لم يتجاوز شكلية الالتحاق بمنظمة الأمم المتحدة. فالدول الاستعمارية لم تعد قادرة على تحمل النفقات الباهظة وهي الخارجة لتوها من حروب أوروبية متتالية اتسعت ساحتها للكرة الأرضية. فإعلان استقلال بعض الدول العربية لا يمكن أن يخفينا الحقيقة المرة وهي أن الحكومات فيها كانت الوكيل المباشر للدول الاستعمارية ذلك أن أغلب موظفي هذه الحكومات هم من خريجي النخبة السياسية التي عمل الغرب على إعدادها لتولي إدارة شؤون الإمارات بما يتماشى مع المصالح الغربية. فهذه الدول حديثة التأسيس والمتوافقة شكلا ومضمونا مع اتفاقية سايس ـ بيكوتحترم في اغلب الأحيان الأهداف البعيدة لكل مشاريع التقسيم التي تعرض لها الوطن العربي . فهي لا تعرف من الاستقلال إلا الإعلان الشكلي مثل النشيد الرسمي والعلم وممثل في الأمم المتحدة وموافقة الدولة الحامية. حتى الموافقة على هذه المظاهر الخارجية الشكلية تتم بعد أن توقع الدولة الحامية مع القادة الجدد العديد من المعاهدات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تكفل مصالح الغرب.هذه الدول المستقلة كانت بعيدة عن الحركة السياسية والنضالية في الوطن العربي وإرادة مقاومة التواجد الاستعماري. لذا ظلت هذه الدول بعيدة كل البعد عن حركة التحرر الوطني العربي. بل تعمل على إضعافها من خلال إغراء المناضلين والمجاهدين من أبناء الأمة بمناصب في الدولة الجديدة مقابل تخليهم على مبدإ النضال من أجل الوحدة. وفي هذا الإطار قد يتحول أسلوب الإغراء بالمناصب الوزارية إلى أسلوب التهديد بالملاحقة والسجن والتصفية الجسدية. في مواجهة هذا الواقع حاولت الأمة العربية من خلال المناضلين التصدي إلى الهجمة الاستعمارية وسعت لتحرير الأرض واستعادة إمكانيات العرب المهدورة والمنهوبة من قبل الدوائر الاستعمارية. وقد امتدت على طول ساحة الوطن العربي حركات عديدة كلها تعبر بشكل أو بآخر عن إرادة هذه الأمة ورغبتها في الحياة. فمن المواجهة مع الحركة الطورانية إلى المواجهة مع الحركة الصهيونية تكونت هنا وهناك على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج حركات مسلحة كلها تدافع عن هويتها القومية وعن إمكانياتها المادية. وكانت حرب 1948 الاختبار الحقيقي للنظام الرسمي العربي التجزيئي وأيضا لحركات المقاومة العربية. في هذه الحرب ظهرت حقيقة الأنظمة العربية التي قالوا عنها مستقلة وفاعلية المنظمات القومية التي حاولت أن تتصدى للعدو ومقدرتها في رد العدوان. لئن كشفت هذه الحرب حقيقة الأنظمة العربية التي يقال عنها مستقلة فإنها أظهرت أيضا عجز حركة المقاومة العربية وبأن ضعفها التنظيمي والسياسي والحركي جليا. فعبد الناصر المحاصر في الفالوجة وعى أن العدو الحقيقي هو الذي يسيطر على أجهزة الحكم في مصر فالهزيمة هي نتيجة لعجز الأنظمة العربية عن الوفاء بالالتزامات ولقد كانت عاجزة بحكم تكوينها ونشأتها عن القيام بمهام قومية تتجاوز حجمها ودورها ولكن في نفس الوقت كانت مجبرة خوفا من ردة الفعل الجماهيرية القومية. وعى عبد الناصر أن الجندي العربي المقاتل المؤمن بقضيته يحتاج إلى قيادة سياسية مناضلة لتحقيق النصر المطلوب. إن الفترة الممتدة من 1948 إلى 1952 ستبقى من أخصب الفترات ثورية. لأن في هذه الفترة التي اتسمت على مستوى رسمي عربي بالهزيمة وجلد الذات وبحالة من الانهيارات النفسية والاجتماعية والثقافية. كانت الفترة الخصبة التي ولدت فيها العديد من التيارات السياسية الثورية والقومية ردّا على الهزيمة وعلى النكبة. هذا الميلاد الثوري أحبط محاولة التيار الإقليمي في الظهور إلى الواجهة ليبث دعوته المسمومة أن ابتعدوا عن فكرة العروبة فذلك أريح لكم. وذلك لسرعة الرد من قبل المناضلين العرب وثانيا لهشاشة الدول الإقليمية فبعضها لم يجف حبر توقيع المعاهدة مع المستعمرين. إضافة إلى العديد من الأحزاب والحركات التي تكونت نجد ثورة يوليو بقيادة الضباط الأحرار، وهكذا جاءت ثورة 1952 ثورة مواجهة » مواجهة الواقع الآسن » الواقع الداخلي من بني اجتماعية تقليدية وواقع خارجي اتسم بالتواجد الاستعماري المباشر وغير المباشر. إن عملية التغيير التي قادها عبد الناصر أحدثت قطيعة منهجية ومعرفية مع ما كان سائدا عربيا فكرا وسياسة وأساليب عمل. في مواجهة الواقع المتردي أسس عبد الناصر رؤية جديدة، بعيدا عن سياسة الندب والعويل، وادخل الجماهير العربية طرفا فاعلا في عملية الصراع السياسي. لم يتمترس وراء الثرثرة الفكرية، بل التحم بالجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير وأصبحت من هذه الرؤية الجديدة ومن هذا المشروع. لذا فان المتصدين لبناء المستقبل العربي مطالبون بالالتحام بالجماهير العربية والتعبير عن معاناتها عن آمالها وآلامها. وإدخالها كطرف جديد في الصراع الدائر بين قوى المستقبل الوحدوي الديمقراطي وقوى الارتداد الطائفي القبلي. (المصدر: صحيفة « الوطن » (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي – أسبوعية)، العدد التاسع بتاريخ 27 جويلية 2007)
أشرعة الذاكرة
عبد الكريم بن حميدة akarimbenhmida@yahoo.com هَوَس إيراني لماذا تتحرش إيران بجيرانها العرب وتطلق بين الفينة والأخرى تصريحات استفزازية لا مبرر لها؟ وكيف لنا أن نصدق حسن النوايا الإيرانية إزاء تصرفات وتلميحات لا نشتمّ منها سوى رائحة كريهة للتوسع والهيمنة؟ وهل يجوز اعتبار تصريح أحد المسؤولين الإيرانيين بشأن فارسية أرض البحرين زلة لسان استوجبت تصحيحا أو اعتذارا من منوشهر متكي وزير خارجية إيران؟ أم أن اللغة – شأن الإنسان – تمارس أحيانا ضربا من الدعارة يستدعي التجميل؟ إن للجغرافيا أحكامها التي لا فكاك منها، وقدر الشعوب لا سيما المتجاوزة أن تتعايش بمنأى عن الأطماع والأحقاد ونزعات التسلط والسيطرة، وأن تتوجه نحو تعميق عرى المحبة والتعاون تحقيقا لاستفادة شاملة ونجاحات لا تستثني أحدا. إلا أن ما يدعو إلى العجب في حالة إيران أنها لا تنتقد أو تهاجم أو تتطاول على أيّ من دول الجوار غير العربية (باكستان، أفغانستان، تركمانستان، أذربيجان، أرمينيا، تركيا)، حتى لكأن الهوس الذي أصابها اقتصر على الجيران العرب دون غيرهم. من الحب ما قتل… والحب الإيراني قاتل بلا أدنى ريب. لنتذكر إذن: • إيران تحتل جزر الإمارات العربية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى) وترفض التفاوض بشأنها كما ترفض إحالة القضية على محكمة العدل الدولية. • إيران تحتل الأحواز (عربستان) منذ سنة 1925 وترفض مجرد الحديث عن عروبة هذه المنطقة، بل تسعى جاهدة إلى إضعاف الحسّ القومي لدى أجيالها المتعاقبة وفرض اللغة والثقافة الفارسية عليهم. • إيران تستثمر وضع العراق الجريح بشكل مباشر وعبر عملائها داخل العراق، ومخابراتها ضالعة في فضائح التعذيب داخل سجون المليشيات والحكومة الصفوية وهي المسؤولة عن مقتل الضباط والطيارين العراقيين الذين شاركوا في دحر العدوان الإيراني(1980-1988). • إيران تطالب بعودة البحرين إلى حضن الوطن الأم، وهذه آخر تجليات الهوس الإيراني بالأرض العربية. إن مصلحة إيران وكذلك العرب أن تكون العلاقات قائمة على التعاون بعيدا عن عقلية الهيمنة ونزعة الزعامة وأوهام القوة، وأن يكون كل طرف عمقا جغرافيا واقتصاديا وعلميا للآخر، فلا أحد طارئ على المنطقة ولا أحد سيحدد جدولا زمنيا لانسحابه منها. ***** أسئلة بريئة *القروش الكبيرة تحصل على القروض بيسر وسهولة … من أين من البنوك العمومية… يعني من مال « الزوّالي » والموظف وكل من تقطع الأدءات من مرتبّه آليّا… يقيمون مشاريعهم ويكدسون المليارات ثم تبدأ عملية التهرب من سداد القرض و فوائده… يذهب في ظنك أن القرش سيدفع الحصيلة لكنه عادة ما يخرج « كالشعرة من العجينة » *دعا ساركوزي إلى إقامة الفضاء الأورومتوسطي بما يعني ربط الضفة العربية للمتوسط بأوروبا اقتصاديا في الظاهر… أما في الباطن فالأصل فصل المغرب العربي ومعه مصر عن المحيط العربي… وبما أن نية زراكوزي يبدو فيها المكر والخديعة فاللّهم لا تبارك له في دعواه ! *كثر الحديث عن العلمانية مؤخرا … ثرثروا كما شئتم وأقيموا الجمعيات والتجمعات وغيرها … ستذهب بكم الريح فتنتهي مشاريعهم كحصاد هشيم تونس عربية … مسلمة والواقع والدستور شاهدان… والعروبة والإسلام في بلد الزيتونة خط احمر. ودعواكم فكر أبتر … والأمة العربية المسلمة ومن ضمنها تونس ضاربة عروضها في الأرض ورأسها في عنان السماء. *طلبت إيران من شيخ الأزهر فتح فرع الأزهر في طهران والغريب أن السنّة في إيران يبلغ تعدادهم ما بين 15 و 20 مليون نسمة ممنوعون من إقامة مسجد واحد لهم في طهران وهي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد واحد للسنّة مع وجود عشرات الكنائس والمعابد لليهود والنصارى والهندوس والمجوس عبدة النار… ! شيخ الأزهر وافق على الطلب وهي موافقة تدعو فعلا للعجب! *توني بلير خرج من رئاسة الوزراء ذليلا مدحورا الطالباني يعاني … بطنه يزداد انتفاخا … ولن ينفع مع دائه دواء وذلك جزاء باعة الأوطان الحكيم مصاب بسرطان الرئة … « طاح فيه ربي » أمّا بوش … فتلك قصّة أخرى … هلوسة … اضطرابات نفسيّة فالرجل يقال عنه أنه على اتصال بقوى روحية … صدقوني سينتهي في مصحة نفسيّة وذاك جزاء الظالمين… وبيني وبينكم الأيّام! *أتمنى أن أرى يوما عون امن يوقف سيارة مسؤول خالف قوانين المرور … وزير … كاتب دولة عضو في مجلس النوّاب (يستحسن أن لا يكون من المعارضة) ويحرّر ضدّه مخالفة. مجرّد أمنية… قد تتحقق بعد قرن ربّما! *تمنى الرئيس بوش أن يكون العراق بلدا ديمقراطيّا مثل « إسرائيل » هذه أمنية من الوزن الثقيل مرّت دون انتباه ولا تمحيص ولا تحليل. دولة المفسدين في الأرض مثال ونموذج عند صاحب هذا الفكر العليل والأمر من مأتاه لا يستغرب فـ « إسرائيل » مثل أعلى لكلّ مجرم ذليل. – * »آلو … هل نجح ابنك؟ » – » طاح كونترول… الفلسفة كسرت لو كرايمو »! – « هزّو للقصّاب وإنشاء الله لا باس ». *من شروط الزعامة: سيف في اليد اليمنى وفي اليسرى حمامة فإن جاؤوك مسالمين ناصحين ومرشدين للخير فعليهم السلامة. وان دخلوا عليك ماكرين، منافقين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف فبيدك اليمنى رمز القوّة والشهامة… *آخر نكتة سمعتها في أحد منتديات الشيّعة أن القيروان مؤسسها فارسي مسلم لأن القيروان لفظ مشتق من كلمة شبيهة لها في الفارسيّة… ! الجماعة بدؤوا يفذلكون … لكن بعض الهزل جدّ أحيانا. *السكّر عملة نادرة هذه الأيّام… الحياة بطبعها مرّة والسكر موجود…. فما بالكم بطعم الحياة والسكر مفقود!؟ *بلير الشرير أصبح مبعوثا للجنة الرباعيّة للشرق الأوسط … هذا متوقّع لأنه تابع حقير لفاقد الحياء والضمير … بوش الصغير. *مصور صحفي فلسطيني أطلق عليه الجيش الصهيوني المجرم الفنار فأرداه جريحا ثم عاودوا إطلاق النار عليه… الخبر والصورة لم نر لهما آثرا في القنوات الغربيّة… لأن الضحيّة يعمل في قناة تابعة لحماس… تصوّروا لو حدث العكس وأطلقت حماس النار على صحفي يهودي؟! ستقوم الدنيا وستنعق الأبواق مندّدة بالإرهاب… والله زمن يا سِلاَ… عفوا اقصد يا سَلاَمْ! مواطن برئ (المصدر: صحيفة « الوطن » (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي – أسبوعية)، العدد التاسع بتاريخ 27 جويلية 2007)
الوشم موضة لا تنتهي … ومن جرّب مرة أعاد الكرة
تونس – سلام كيالي انتشرت أخيراً في تونس محال الوشم خصوصاً في مراكز التجميل. والوشم تقليعة لا تتوقف عند حد معين، والمقبلون عليها من مختلف الأعمار يتزايدون، ولا يلبث الوشم أن يصبح وشمين وأكثر أحياناً. الرسومات على الكتفين والرقبة، أو أسفل الساق، باتت تشكل ظاهرة منتشرة بكثرة بين الشباب التونسي، خصوصاً أيام الصيف التي تعتبر مناسبة للتباهي بهذه الزخارف وإبرازها. بعض هذه الرسومات يعبر عن القوة كالنسر والعقرب والأفعى والتنين، وبعضها الآخر يرمز الى الحب والحياة والماء والنار، وجزء آخر منها يعبر عن الأنوثة والرقة كالوردة الحمراء أو الفراشة. فكل وشم يعبر عما يجول ببال صاحبه من حب أو عاطفة أو شعور بالقوة. ويفضل بعضهم وشم الحرف الأول من اسم الحبيب، فراس مثلاً (33سنة) اختار وضع الحرف الأول من اسم صديقته (M) على كتفه بشكل طريف، فيه نوع من التفنن، يجب التمعن فيه ليتبين الحرف. فراس وشم هذا الحرف قبل سنوات عدة، والرغبة في إثبات حبه لصديقته ( ملاك) هي الدافع إلى ذلك، كأنه نوع من التعاقد أو التواعد، والتفكير بالأسوأ لم يكن يخطر في البال ولا الحسبان. وكأي علاقة يمكن أن تنتهي انتهت علاقتهما، لكن الحرف بقي، وبدأ الآن التفكير بالآتي، فماذا سيفعل بهذا الوشم إن لم تكن التالية تحمل اسماً يبدأ بالحرف نفسه؟! الطيش أو عدم التفكر بما سيحمله الشخص على جلدته من رسوم وأوشام، ينسيانه أنه قد يبدل رأيه في لحظة من اللحظات، خصوصاً بعد مضي سنوات يتغير معها الذوق والرأي والظروف. سوزان (27 سنة) لم تكن تحسب حساباً عندما قررت نقش وشم على جسدها وما إذا كانت ستبقى على حبه وترتاح له أم أنه طيش عابر. ثلاثة وشوم تزين جسدها، ظنت أنها ستبقى تعبر عن شخصيتها، مهما مر من وقت. الأول يبدأ من عنقها ويغطي قسماً من ظهرها، وهو رسم لتنين بذيل طويل، ينفث لهباً أحمر من فمه. للوهلة الأولى لا يبدو هذا التنين سوى ما هو عليه، لكن لحظات من التمحيص يظهر اسمها وقد كتب بطريقة فنية من ذيل وأجنحة هذا التنين. الوشم الثاني وهو على الكتف من الأمام عبارة عن قدم أسد، أما الوشم الثالث ومكانه أسفل ساقها اليسرى، فهو عبارة عن رمزين متداخلين للحياة والنار. رسومات لا تعبر أبداً عن شخصية سوزان الهادئة، ولا عن لطفها في التعامل، ولا عن أحاسيسها الرقيقة. كل ما في الأمر أنها وبلحظة طيش اعتقدت أنها هكذا ستعبر عن شخصيتها وتفكيرها، ولم تقم حساباً لاحتمال أن تتبدل اهواؤها في يوم من الأيام، أو أن شخصية الفتاة المشاكسة الطائشة ستتحول إلى أخرى ودودة هادئة. حيرة تواجهها، فهي بقدر ما تفضل التخلي عن وشومها الثلاثة، بقدر ما هي متعلقة بإبقائها ذكرى لها من أيام طيش مضت. والمشكلة أن الفكرة ليست إزالتها بالتحديد، بل وشم رسومات بديلة، على الأقل على الكتف أو أسفل الساق، بخاصة أن الموضة الدارجة بين البنات اليوم هي وردة أو فراشة وما شابهها. ستة أشهر، مدة الوشم الذي فضله فادي (24 سنة)، ففترة طويلة قد تتبدل بها الأفكار والأهواء، وقد يصبح الأمر محرجاً في مرحلة معينة، وربما قد تظهر تقليعات جديدة. أن وشم حوت صغير لن يزعجه (برجه الحوت)، إلا أنه فضل مدة ستة اشهر تحسباً لأي تبدل يطرأ عليه، والحوت الصغير فكرة يمكن تكرارها متى شاء. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جويلية 2007)
خمسون: هوامش على ذكرى إعلان الجمهوريّة في تونس
مختار الخلفاوي (*) » الجمهوريّ هو من رضع مع حليب أمّه حبَّ وطنه أي القوانين والحرّية.. » ج.ج. روسّو » الجمهوريّ شرابٌ مسكرٌ أو نبيذ العنب أتتْ عليه ثلاث سنين.. » القاموس المحيط مازلت أعتقد أنّ مريم بطلة مسرحيّة « خمسون » للفاضل الجعايبي هي أحسن من يعبّر عن حالة تونس اليوم. وللتمثيل، فقط، فإنّ المَشَابِهَ بينهما كثيرة. تونس الواقفة برشاقةٍ، قدماها تنغرس في رمال الصحراء وخاصرتها تتمنطق بسلاسل السباسب وجيدها المرفوع الشامخ إلى الوطن القبليّ ووجهها في رأس الرجاء الأبيض تنظر صوب البحر نظرة فيها من الأمل والدعة ما فيها من الألم والحيرة. وكذلك مريم (الممثّلة جليلة بكّار) هذه المحامية الخمسينيّة عمرها من عمر إعلان الجمهوريّة. تلك المرأةالعصريّة التي دخل والدها السجن بجريرة نصرة الزعيم صالح بن يوسف ذي التوجّه العروبيّ، وإلى السجن ذاته مضى زوجها بتهمة الشيوعيّة، وتدخل ابنتها السجن لأنّها إسلاميّة. تختصر مريم، وحدها، تاريخ تونس المعاصر، وتقف أيضا لوحدها، في مواجهة كل أشكال التطرّف: زوجها الذي أخلد إلى الصمت وإلى الأبد حين لبست ابنته الحجاب. ابنتها وإخوانها الذين تورّطوا في حالة فصاميّة غيبيّة تتلفّع بالردّة والظلاميّة، وأخيراً السلطة القائمة وما بنت عليه قوّتها من جهاز أمنيّ. على مسرح فقير كالمسرح الذي اختار الفاضل الجعايبي وجليلة بكّار وفي خطاب جماليّ صدم الكثير ممّن تعوّد لحظات التجريب في « مسرح فاميليا » كانت الصورة على ضبابيّتها دالّة موحية وكانت خمسون عامًا من عمر تونس الحديثة تمرّ متوهّجة دامية حالمة متوتّرة. والأساس، بعد كلّ هذا، أنّ الحصيلة وكشف الحساب يبقيان الباب مفتوحا على الأمل بالمستقبل (لم أفهم لمَ لم يهتبل القائمون على مهرجان قرطاج المناسبة لبرمجة « خمسون » ليلةَ 25 – 7- 2007 عوض ذلك الكوكتيل المملّ من الأغاني « الوطنيّة « ). اخترت هذه البداية حتّى لا أهجم على موضوع الجمهوريّة في تونس، وهو موضوع خاض فيه، هذه الأيّام، المؤرّخون والقانونيّون والمناضلون السياسيّون وطرح فيه أكثر من 2500 مثقّف ومبدع بيانًا بالمناسبة، وأنا للأسف جئتُ على سَاقَتِهِم، متأخّرا كالعادة، فكان لابدّ من تخيّر زاوية أخرى لمقاربةٍ لتكن مثلاً من قبيل الهوامش على الذكرى الخمسين لإعلان الجمهوريّة. لم يكن الباي محمّد الأمين يعلم، من خلال إمضائه على المرسوم العليّ الذي ينصّ على إحداث « مجلس قومي تأسيسي » بُعيد توقيع معاهدة الاستقلال يوم 20 مار س 1956، أنه كان يمضي على نهاية سلطته. وما أسرع ما جرت المقادير إلى مستقرّها حتّى كان مساء 25 يوليو من سنة 1957 حين صادق هذا المجلس بعينه على إلغاء الملكيّة وإنهاء عهود العائلة الحسينيّة بتونس (من 1705 إلى 1957)، وليمضي محمّد الأمين باي، آخر البايات الحسينييّن، إلى إقامته الجبريّة في ضاحية منّوبة غرب العاصمة التونسيّة. وجد التونسيّون في الإعلان خطابا جديدا لم يكن لهم به سابق عهد: أمّة تونسيّة، سيادة الشعب، النظام الديمقراطي، الدستور.. وكان النصّ على قصره قويّا حازما ثابتا، جاء ليعلن: بسم اللّه الرحمان الرحيم نحن نوّاب الأمة التونسية أعضاء المجلس القومي التأسيسي: بمقتضى مالنا من نفوذ كامل مستمدّ من الشعب. وتدعيما لأركان استقلال الدولة وسيادة الشعب وسيرًا في طريق النظام الديمقراطي الذي هو وجهة المجلس في تسطير الدستور. نتّخذ باسم الشعب القرار التالي النافذ المفعول حالاّ. أوّلا: نلغي النظام الملكيّ إلغاءً تامّا. ثانيًا : نعلن أنّ تونس دولة جمهوريّة. كان النصّ، وقد اقتصرنا على فصليْه الإجرائييْن دون فصليْه الترتيبييْن، على قصره ثابتا حازما، وفي الآن نفسه كان مباغتا مفاجئا وملتبسا أيضا. فقبل هذا اللّقاء بدقائق معدودات من إلقاء رئيس المجلس جلّولي فارس الإعلان المذكور كانت وجهة المجتمعين غير معلنةٍ، الخطاب الظاهر قبل هذا الميعاد، وعلى لسان الزعيم بورقيبة نفسه كان نحو المحافظة على عرش الباي ولكن في صيغة ملكيّة دستوريّة، ووجهة أعضاء « الأمّة » كانت، بالمثل، متردّدة وهذا ما يشهد به نائب رئيس المجلس القوميّ التأسيسيّ السيد أحمد بن صالح ذو الوزارات في الستّينات. على أنّ المفاجأة كانت من خلال تدخّلات النوّاب المنادية بالجمهوريّة فحزم جلّولي فارس أمره ليقرأ نصّ إعلان الجمهوريّة الذي يدّعي أحمد بن صالح نسبة حقوق تأليفه إليه. لم يكن هذا الحزم والثبات والمباغتة هي السمات الوحيدة لولادة هذا النصّ، وإنّما هناك سمة أخرى أدلّ. هذه السمة التي ستبدو في ظاهر الأمر محايدة، خلوا من أيّ دلالة خاصّة، هي سمة الالتباس. يستهلّ أعضاء المجلس القوميّ التأسيسيّ إعلانهم باسم اللّه. ولي أنْ أفهم منها أنّهم يردّون الحاكميّة للّه. ثمّ يعطفون في المتن بأنّهم يتكلّمون باسم الشعب فينسبون الحاكميّة أو الحكم والسيادة للشعب. من هنا، ومن هذه الكوة الصغيرة يبدأ التعايش الصعب القائم على المدافعة والمنازعة وينشأ التساكن القائم على الحيف والضيم. من هذه الكوّة الصغيرة ألمح علامة، وإنْ تكنْ هيّنةً لدى البعض، على مآزق الحداثة السياسيّة أو على التحدّيات التي تعترض مشاريع استنبات قيم الجمهوريّة والديمقراطيّة في تربةٍ ألفتْ ضروبا أخرى من القيم والنظم. لا أريد أنْ أميل إلى العدميّة حين أقول إنّ الالتباس التاريخيّ الماثل في التجربة السياسيّة العربيّة، وعلى تفاوت بين صيغها مشرقا ومغربا، يسارا ويمينا، عقائديّة كانت أو ليبراليّة مردّه هذا التدافع والتنازع بيْن منظومتيْن تصدران عن إبستيميّتيْن متباينتيْن: منظومة حسمت أمرها فأحدثت إصلاحها الدينيّ وأنجزت ثورتها الثقافيّة من خلال التنوير وتحمّلت تداعيات ثورتها على الاستبداد ومنظومة مقابلة ما تزال ممزّقة بين اتّجاه لا يرى من حاجة إلى الحيرة والبحث والسؤال لأنّ الحلّ موجود في الماضي، واتّجاه آخر يرى أنّ تحديث المجتمعات العربيّة وعقلنة نظمها الحاكمة لا يمكن إلاّ من خلال القطع الجذريّ مع هذا القديم الماضي. لا، ولا أريد أن أحمّل وزر التخبّط والتململ والبلبلة لمن لا بواكيَ له اليوم أعني اللّغة العربيّة. وإنّما أنا بصدد زاوية من المشكلة منظورا إليها، كما قلت، من كوّة صغيرة. السائد أنْ نتعامل مع الدّال « جمهوريّة » وكأنّه في قطيعة تامّة مع مدلوله أو في علاقة اعتباطيّة وفق التحديد السوسيريّ (نسبة إلى فرديناند دو سوسير) للدليل اللّسانيّ. وبذلك، فقد نحتْ تعريفات « الجمهوريّة » منحى التعريف بالخُلْف كأنْ تقول إنّ « الجمهوريّة » نقيض الملكيّة أو التيوقراطيّة. وهذا يعني أنّ التعامل مع « الجمهوريّة » بقي في حدود الشكل والتعليب لا يعدوه إلى استكناه معناها ومحتواها. وتكفل العودة إلى المعاجم العربيّة الوقوف على حقيقة غير منتظرة وهي أنّ الجمهور الذي منه اُشتُقَّ المصدر الصناعيّ « جمهوريّة » هو غير الشعب. تجتمع المعاجم على أنّ جذر « ج.م.هـ.ر » الذي منه انحدر لفظ الجمهور يتمحّض للدلالة على الجمع والجموع والحشد والاحتشاد. نقرأ في معجم » محيط المحيط « : « جمهر الشيء جمهرةً جمعه، والقوم جمهروا بمعنى اجتمعوا ». وفي « أساس البلاغة « : « جمهر الأشياء جمعها ». ونقرأ في « القاموس المحيط »: « الجمهور من الناس جلّهم ». أمّا « الجمهوريّ » فيعرّفه بالقول: « شراب مسكرٌ أو نبيذ العنب أتت عليه ثلاث سنين! « . أمّا « الشعب »، فلقد تصفّحت ما تيسّر من معاجم اللّغة، فوقفت على أنّ الشعب اسم الجمع المنحدر عن جذر « ش.ع.ب » من الكلمات الأضداد. شَعَب الشيء فرّقه وجمعه. وفي اللّسان: الشعب الجمع والتفريق والإصلاح والإفساد. انطلاقا من المدخل الإيتيمولوجيّ لمادّتيْ الشعب والجمهور نتوصّل إلى أنّ سمة الانقطاع والاتّصال في مادّة الشعب – أو الافتراق والاجتماع أو الإصلاح والإفساد كما عبّر عنها المعجم – أمثلُ في التعبير على ما عليه تقوم كلمة La république من فصل للسلطات، وهو أنّ للبعض الحكم وللبعض المراقبة (أو قل للبعض الإفساد وللبعض الإصلاح). فالشعب تعبير عن كتلة سياسيّة قيميّة هي التي تحكم من خلال أفراد منتخبين من صميمه. أمّا لفظ الجمهور فمحض جمع وحشد بلا شحنة قيميّة أخلاقية أو سياسيّة بل هو، بهذا المعنى، لا يزيد على ما تصطلح عليه الفرنسيّة بـ: La foule والإنكليزية بـ: crowd. وأمّا الكلمة الفرنسيّة République فهي من اللاّتينيّة Res publica ركّبت تركيب مزج بين Res بمعنى الشيء أو الشأن وPublica صفةً للشيء أو الشأن. فيحصل من جماعهما الشأن/الشيء العموميّLa chose publique ولقد ترجمت كلمة République إلى العربيّة بالجمهوريّة. على أنّ Publica اللاّتينيّة لا تعني الجمهور وإنما تعني الشعب. يعرّف قاموس Le Robert الكبير والصغير مصطلح La république بكونها التنظيم السياسيّ للمجتمع وللشأن العامّ، وبأنّها شكلٌ من الحكم حيث السلطة والقوّة ليستا حكرًا على شخصٍ وحيث الرئاسة في الدولة لا تنقاد بالوراثة. تقودنا هذه المداخل الإيتيمولوجيّة إلى نتيجة أساسيّة: إنّ ترجمة La république إلى الجمهوريّة تبدو حمّالة للالتباس، إذ الشعبُ غيرُ الجمهور، كما ألمحنا، فالشعب مصطلح مشحون بمحمولاته الأخلاقيّة والقيميّة والسياسيّة ويتضمّن مبدأ الانقطاع والاتّصال من خلال دلالته الضدية فيما لفظ « الجمهور » يفيد الحشد والجمع والكتلة الصمّاء بلا أيّ محمول سياسيّ مخصوص. كما أنّ أساس الجمهوريّة مبدآن هما مبدأ انتفاء التوريث ومبدأ توزيع السلطات والفصل بينها عبر آليّة الانتخاب. عند هذا الحدّ، يمكن أنْ نصدع بالقول إنّ لا عهد للعرب والمسلمين بهذا الشكل من الحكم. فأصول الحكم في الإسلام ومن خلال تجربته التاريخيّة هي الخلافة الراشدة والملكيّة وإمارة المؤمنين وولاية الفقيه والسلطنة وغيرها، وهي تتمّ من خلال آليّات الشورى أو التعيين أو الوصيّة أو التوريث والتغلّب. لكن، هل إنّ القول بانتفاء الجمهوريّة أصلا للحكم في الإسلام يعني بالضرورة انتفاء بعض من ظلالها أعني « روح » الجمهوريّة؟ طبعا لا، لأنّنا لا نعدم في تاريخ الإسلام لحظات مشرقة في سياسة الناس والحكم الراشد والعدالة. غير أنّ الحقيقة تفرض علينا، أيضا، الاعتراف بأنّ أنموذج الحكم في الإسلام وكما يعلن الدعاة إليه ومناصروه ليس ديمقراطيّا على النمط الغربيّ، وأنّ الاجتهادات هنا أو هناك سواء في التنظير أو الممارسة السياسيّة في بيان التوافق والانسجام بين الإسلام والديمقراطيّة والجمهوريّة تبقى بلا سند قويّ يقنع بإمكانيّة تحقّق هذا التوافق وبنجاعة المواءمة دون المغامرة بمراجعة جذريّة لتاريخنا ونظم أفكارنا ودون إصلاح دينيّ أو ثورة ثقافيّة نخلص منها إلى بيان علاقتنا بأنفسنا وعلاقتنا بالآخرين وتحديد مواقفنا بوضوح وصرامة من عديد الإشكاليّات القديمة الجديدة. يقول الجاحظ ولا أخاله إلاّ ناقدا مستهزئًا: وأَوْلَى الأمور بأخلاق الملك إنْ أمكنه التفرّد بالماء والهواء ألاّ يشرك فيهما أحدًا، فإنّ البهاء والعزّ والأبّهة في التفرّد. يقف هذه الشاهد – لمن يعرف الجاحظ- ساخرا من أنموذج الآداب السلطانيّة كما تجلّت مع الماورديّ والطرطوشيّ وابن خلدون وغيرهم. وهي آداب لا ترى للجمهور أو الجماهير أو للشعب أيّ اعتبار، بل إنّ هذا الإهمال المنهجيّ صار من تقاليد الأدب السياسيّ العربيّ تجلّى في ضمور الاحتفال بالتاريخ الاجتماعيّ لحساب التأريخ السياسيّ » للرسل والملوك.. »، وانحسر الاهتمام بالدولة السياسيّة على حساب ما صار يعرف في الأدبيّات الحديثة بـ »المجتمع المدنيّ ». لم ينصرف هذا الخطاب السياسيّ إلى « الرعيّة » بقدر ما كان منصرفا إلى الراعي ينصح له في موضوع إحكام سيطرته على « رعيّته ». بل إنّه لا يتعامل مع الرعيّة كيانا قائما بذاته بقدر ما يتعامل معها على الدوام « موضوعا » لـ « ذات » السلطان ينشد إطاعته ويبرّر خضوعه للراعي. » أيّها الناس! » كانت الخطاب الوحيد الممكن مع رعيّة مدعوّةٍ إلى الانقياد والخضوع إلى صاحب الشريعة مرّةً وإلى أُولِي الأمر مرّةً. إذا كانت الدولة التي ولدت فيها تجربة السياسة العربيّة الإسلاميّة هي دولة تنهض على مبدإ « التملّك » وما يستتبعه من « شخصنة » السلطة مع اختلاف درجات ذلك التملّك وتلك الشخصنة سواء في خلافة اللّه في الأرض أو في خلافة رسول اللّه أو في إمارة المؤمنين أو في ولاية الفقيه أو في الملوكيّة أو في دولة السلطان عامّة، وكانت الدولة الحديثة قائمة على » الشيء العامّ/العموميّ » La chose publique وعلى مَأْسَسة المجال السياسيّ والحقوق المدنيّة، علمنا، مِن بين أسباب أخرى ذاتيّة شخصيّة أو موضوعيّة، لمَ هذا التردّد والحذر في تفعيل تجربة سياسيّة متطوّرة تبدو كثير من الشعوب جديرة بها ومنها شعبنا في تونس وريث قرطاج التي امتدح أرسطو في كتابه « السياسة » دستورها ومؤسّساتها ووريث القيروان مجتمع المعارف والعلوم والآداب وجسر عبورها بين المشرق والمغرب، ووريث كوكبة المصلحين التونسييّن في القرن التاسع عشر ودستور « عهد الأمان »، ووريث نصف قرن من « الجمهوريّة ». خمسون سنة مضت بإنجازاتها وإخفاقاتها وبآمالها وخيباتها، لا يطلب منها أكثر من الوفاء للنصّ الأكبر أيْ للدستور التونسيّ بمكوّناته الثلاثة: إعلان الجمهوريّة وتوطئة الدستور ومنطوقه. ولا ينتظَر منها، أيضا، أكثر من مجاراة تيّار الديمقراطيّة الجارف وهو يمرّ حولنا من الشرق والغرب ومن الشمال ومن الجنوب وفي مجتمعات خلفيّاتها التاريخيّة والثقافيّة دون خلفيّاتنا، ورصيدها السياسيّ والمدنيّ دون رصيدنا لعوامل مختلفة. فهل نحن واهمون أم جادّون حين ننتظر القطع مع التردّد والدخول الفاعل والواثق في العصر من خلال التلازم بين الجمهوريّة والديمقراطيّة، أم أنّنا بانتظار أن يبعث اللّه لهذه الأمّة على رأس [المائة سنة الجارية] من يجدّد لها دينها ودنياها؟ لننتظرْ ومن يعشْ يرَ (*) كاتب تونسي (المصدر: موقع « الأوان » بتاريخ 30 جويلية 2007) الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1257&Itemid=27
الوجه الإنساني للعولمة الليبرالية
توفيق المديني
منذ أن تسلم طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق رئاسة حزب العمال عام 1994، الذي وهنت عزيمته إثر تعرضه لسلسلة من الهزائم المتلاحقة (1979، 1983، 1987، 1992)، التزم بوضع حد لسلسلة الهزائم المشؤومة الآنفة الذكر، وبإعادة تشكيل حزب العمال ليصبح “حزباً جديداً براقاً” لا يتمتع بالروابط القوية القديمة التي كان يتميز بها عن الاتحادات، وفاقداً الكثير من سياساته الاشتراكية التقليدية. وكان بلير والمجموعة الصغيرة المحيطة به من المحدثين المعلنين قد أظهروا عزيمة كبيرة في تمرير مشروعهم السياسي أو تسويقه باعتباره يشكل قطيعة حاسمة مع الميراث العمالي القديم. فهم كانوا يرفضون في الوقت نفسه خيارات الجناح اليساري المتقهقر، خصوصاً خيارات اليمين الاشتراكي الديمقراطي المتمثل في حينه بأشخاص مثل روي هاترسلي وجون سميث سلف بلير على رأس حزب العمال، اللذين ظلا وثيقي الصلة بالحركة العمالية ومتمسكين ببعض مواقف حزبهما التقليدية مثل إعادة توزيع المداخيل، وتعزيز دولة الرعاية الكينزية. وبعد مرور سنوات لا بأس بها، وضع بلير حداً لثمانية عشر عاماً من حكم المحافظين من نوع “اليمين الجديد”. وبات من الواضح أكثر فأكثر أن “الاتجاه العمالي الجديد” ليس جديداً بالقدر الذي يود تصويره رئيس الوزراء البريطاني وحلفاؤه. وأصبح بلير يعرف على صعيد عالمي بأنه المنظر ل”الطريق الثالث” الذي يعتمد من الناحية الإيديولوجية على إعادة طرح القضايا والموضوعات التي كان حزب تاتشر الراديكالي يتعرض لها وهي: خفض الضرائب، وفرض القانون والنظام، مع الإلحاح على تطبيق القيم الاشتراكية المتمثلة في الحرية وتكافؤ الفرص والتضامن. لقد أراد حزب العمال الجديد أن يقدم إجابات يسارية ذكية على تحديات العولمة الليبرالية، إذ إن طريقته الاشتراكية -الديمقراطية الواضحة- تمنح دورا نشيطا للدولة، على نقيض مارغريت تاتشر التي كانت تريد دولة “ضئيلة” إلى أقصى حد، وتعتقد أنه يجب الاختيار بين الازدهار الاقتصادي، والاستثمار في القطاع العام، الذي أهملته بصورة كبيرة جدا. ويقول بلير وجوردون براون رئيس الوزراء الحالي عن نفسيهما إنهما “رجلان من اليسار”. فهما يؤمنان بالعقد الاجتماعي، وبالمصلحة العمومية -حليفة أم لا للقطاع الخاص- وبضرورة مساعدة الفقراء عن طريق الموازنة والضرائب. ويعتقد بلير وبراون، بأن الفاعلية يجب أن تكون في خدمة دولة الرفاهة الكينزية المجددة ومن وجهة نظرهما، ليس للدولة دور خلق الثروات، وإنما تهيئة المحيط لتكوينها فقط. وعملا في آن معا على التوفيق بين اليسار واقتصاد السوق لتحريض المواطن على التحرر من وصاية الدولة وتحمل مسؤولياته. ولا شك أن طموح هذا الرهان يتعدى المجال البريطاني. وفيما يتعلق بتحديات العولمة، قام كل من بلير، وأنطوني جيدنز عالم الاجتماع وصاحب فكرة “الطريق الثالث” بكيل عبارات الإطراء والمديح لعملية التحديث الجذري التي طالت الديمقراطية الاشتراكية الدولية، إذ إنهما يعتبران الوسيلة الوحيدة الممكنة لتخليص الديمقراطية الاشتراكية من أجواء الغموض والالتباس الانتخابي، والتي هي وحدها أيضاً كفيلة بدعم ومساندة الطبقة المتوسطة والعاملة عامة. ويرى بلير وجيدنز أن العولمة فرصة وليست خطراً محدقاً، ومن الممكن الاستفادة من هذه الفرصة باللجوء إلى تأسيس شراكة شبه دائمة بين “رجال الأعمال” وائتلاف الحزبين الليبرالي والاجتماعي التقليديين وبين سياسة العدل والاشتراكية والسعي أيضاً إلى مكافحة التفرقة والتمييز العنصري. خلال السنوات الثلاث الأولى من حكم بلير، زرعت الصرامة في الموازنة الثقة وعززت النمو. وأكد جوردون براون احترامه “لقاعدته الذهبية”: “لا نقترض إلا من أجل أن نستثمر” ونمول نفقات العمل بوساطة المداخيل العادية للدولة. ولغاية عام 2000 خفض حزب العمال الجديد النفقات العامة بشكل قوي، ولكن خلال ولايته الثانية (2005-2001)، عملت حكومة بلير السابقة على الاستثمار المكثف في العقد الاجتماعي وفي مشروعها الكبير: تحديث القطاع العام – الصحة، والتربية والتعليم، والنقل. ومع مواصلته إعادة الاعتبار “لقيمة العمل”، استثمر بقوة من أجل إصلاح القطاع العام، وإنعاش التوظيف عن طريق النفقات العامة. وكانت نفقات الدولة قد بلغت نحو %37,5 من الناتج المحلي الإجمالي عام 2000، و%45,4 عام 2006، ومنذ عام 2001. ازدادت هذه النفقات بمعدل %4,4 سنويا، عبر تفضيل ثلاثة قطاعات: الصحة (%6,1+)، النقل (%5,1+)، والتعليم (%4,7+). وبحسب الأرقام في مجال الاستثمار في القطاع العام، استطاعت بريطانيا طمر قسم من تأخرها خلال السنوات 1980-1990، وهي المرحلة التي شهدت غيابا كليا للاستثمار من قبل الدولة، فالحكومة اليوم تنفق مرتين على كل تلميذ مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات، إذ عينت 200 ألف أستاذ ومعين، و20 ألف طبيب، و70 ألف ممرضة. وازدادت موازنة الصحة ثلاث مرات منذ عام 1997، وكانت نصف فرص العمل التي تم خلقها في القطاع العام. ويظل الانتصار الرئيسي لبلير هو قهر البطالة، فالعماليون المقتنعون بأن التوظيف المدفوع له أجر هو أفضل وسيلة للتخلص من عمليات التهميش الاجتماعي، قاموا بإعادة الاعتبار “لقيمة العمل”، ومقاومة البطالة الطويلة، واستطاعوا ببراغماتيتهم أن ينتهجوا سياسة متماسكة وفعالة من خلال استهداف الفئات الاجتماعية الأكثر تضرراً: الشباب، والمعاقين. على نقيض الأفكار المسبقة، اختلف مسار بلير السياسي عن مسار مارغريت تاتشر، إذ اعتبر بلير أن الإدارة الجيدة للاقتصاد هي مفتاح التماسك الاجتماعي الجيد. وعلى نقيض تاتشر، اعتقد بأن الفاعلية الاقتصادية يجب أن تكون في خدمة دولة الرفاهية المحدثة. ويكمن سر نجاح استمرار “البليرية” في المحاولة التوفيقية الإضافية التي نجح فيها بلير، بين الإشتراكية الديمقراطية والنظام العالمي النيوليبرالي. وهذه المحاولة هي نتاج لخصوصيات الرأسمالية البريطانية من جهة، وللهزائم السياسية والاجتماعية التي لحقت باليسار طوال ثمانية عشر عاما، والتي أنزلها به أكثر الحكومات يمينية في أوروبا. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير قدم نفسه كمجدد للفكر العمالي وكقائد ل”الطريق الثالث”، إلا أن نهجه الاقتصادي والسياسي يكشف شيئا فشيئا عن أنه مهادنة مع الإرث التاتشري. فمع انقشاع غبار البلاغة تبين في شكل ساطع الاستمرار مع النهج التاتشري المتميز بضعف الضريبة على المداخيل، والتخصيصية والليونة في سوق العمل، لكن من جهة أخرى سدد “الاتجاه العمالي الجديد” ديونا مؤكدة ولو متواضعة وفاء لتقاليده الاشتراكية الديمقراطية: إعادة توزيع (خاطفة) للمداخيل، استعادة بعض الحقوق النقابية، وإقرار أول حد أدنى إجباري للأجر في تاريخ بريطانيا. ويؤكد بلير أن هذا التوليف يمثل بالضبط الانصهار من نوع “الطريق الثالث” الذي يسعى إلى تعزيزه. وعلى الرغم من محاولة بلير أن يلعب دوراً رسالياً لجهة تسويق الرؤية السياسية الشاملة للطريق الثالثة، كي تثير اهتماماً عالمياً حقيقياً، فإن “الطريق الثالثة” لا تزال ظاهرة بريطانية محصورة. بالطبع استطاع بلير أن يقوم بالإصلاحات في المملكة المتحدة، إلا أنها تبقى من دون تأثير أو صفة ريادية في باقي الدول الأوروبية. وعلى الرغم من تعميم أفكاره حول “رأسمالية الشركاء” وحول التشاركية التي قوامها “لا حقوق من دون مسؤوليات”، فإن بلير أقر أيضاً أنه من الناحية الإيديولوجية لا تزال الورشة القائمة في بدايتها. إذا فالطريق الثالث، أو “البليرية” لا تمثل في النهاية سوى محاولة توفيقية بين الاشتراكية الديمقراطية والعولمة الرأسمالية الجديدة أو النظام العالمي النيوليبرالي الذي قاده كل من ريغان وبوش وكلينتون، ويقوده الآن جورج بوش الابن، أي يمكن اعتبارها خطوة إضافية بالمقارنة مع سياسات الحكومات الاشتراكية الفرنسية والإسبانية في عقد الثمانينات. هل ستعيش أفكار حزب العمال الجديد بعد رحيل بلير؟ ان براون رئيس الحكومة البريطانية الحالي لا يوجد له أي سبب لكي يتنصل من إرث اقتصادي واجتماعي هو في حقيقة الأمر إرثه هو أكثر منه من سلفه، ولا سيما أن خصمه المستقبلي من حزب المحافظين دافيد كاميرون واعٍ جيدا، أنه بالنسبة لليمين، الخلاص يأتي على وجه الدقة من الوسط، فهو يستعير بعض أطروحات حزب العمال، كاعترافه بفضائل النفقات العامة أو لعدم التعهد بتخفيض فوري للضرائب. البليرية لم تغير بريطانيا فقط، بل إنها حلّت لونها على ثياب اليمين المحافظ. * كاتب اقتصادي
(المصدر: صحيفة صحيفة الخليج آراء و تحليلات بتاريخ 30 جويلية 2007)
المفكر الأردني يوسف العظم يلقى ربه أثناء الصلاة
يشيع بعد ظهر اليوم الإثنين من مسجد الجامعة الأردنية بعمان جثمان الأديب والمفكر الإسلامي يوسف العظم الذي توفي وهو يؤدي الصلاة بعد صراع مع المرض استمر عدة أشهر. ونقلت وسائل الإعلام عن أحد أقاربه قوله: « اشتد المرض على العظم منذ عدة أشهر، ونقل إلى المستشفى التخصصي بعمان قبل أسبوعين، ثم خرج من المستشفى، ومنعه الطبيب من الوضوء منذ عدة أيام قبل وفاته، ثم عاد وأذن له بالوضوء أمس الأحد، فما كان منه إلا أن توضأ وأحرم للصلاة فقبضه الله وهو يصلي ». وفي أعقاب الإعلان عن وفاته تواترت رسائل النعي على المستوى الرسمي والشعبي، فقد أعلن رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت نعيه للعظم وتقدم لعائلته بالعزاء، بحسب صحيفة الغد الأردنية. وقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات إن: « الأردن فقد برحيل العظم شخصية وطنية ساهمت خلال العقود في بناء الوطن والعمل العام في مختلف الحقول التربوية والسياسية والإعلامية والأدبية ». وولد العظم الذي صار أحد أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين، في مدينة معان جنوب الأردن عام 1931، وعندما بلغ الخامسة من عمره أدخله والده كتاب البلدة عام 1936 فدرس فيه القراءة وحفظ جزءًا يسيرًا من القرآن الكريم، ودرس الابتدائية والإعدادية في معان، ثم انتقل إلى عمان وأكمل فيها دراسته الثانوية عام 1948. وسافر بعد ذلك إلى بغداد ودرس فيها سنتين في كلية الشريعة، حيث تأثر خلال دراسته هناك بعدد من شيوخها من أمثال نجم الدين الواعظ وقاسم اللقيني وعبد القادر الخطيب ومحمد محمود الصواف. ومن بغداد انتقل إلى القاهرة، حيث نال شهادة الليسانس في اللغة العربية من جامعة الأزهر عام 1953، وحصل على دبلوم عالٍ في التربية من معهد التربية للمعلمين في جامعة عين شمس عام 1954. تاريخ حافل وحفل تاريخ العظم العملي والأدبي بالكثير من المهام والإصدارات، فإلى جانب مهنته في التدريس عمل رئيسًا لتحرير صحيفة « الكفاح الإسلامي » في عمان خلال الفترة من 1956 – 1958. وانتُخب عضوًا في مجلس النواب الأردني عن محافظة معان لثلاث دورات: الأولى عام 1963، والثانية عام 1967، والثالثة عام 1989، وكان مقررًا للجان عدة في مجلس النواب، ثم عين وزيرًا للتنمية الاجتماعية عام 1990. وحاول العظم توصيل فكره الإسلامي الذي تميز بالاعتدال والبعد عن التشدد ومواكبة التطور العصري إلى الأجيال الجديدة، فأسس مع عدد من المربين والمثقفين سلسلة مدارس الأقصى بالأردن عام 1963، والتي جاوز عددها 15 مدرسة في مختلف محافظات المملكة، وعمل مديرًا عامًا لها. كما شارك في عشرات المؤتمرات والمواسم الثقافية في العالم العربي والإسلامي، والمؤتمرات التي تقيمها روابط الشباب المسلم في الدول الأجنبية، إلى جانب مشاركته في عدد من اللقاءات والمؤتمرات المتخصصة والعامة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. وكتب العظم في معظم الصحف الأردنية: « الجزيرة، النسر، الأردن، عمان المساء والصباح، الأفق الجديد، المنار، الرأي، الدستور، صوت الشعب، السبيل »، كما كتب في الصحف العربية المختلفة. وفي حقل الإذاعة قدم للإذاعة الأردنية أحاديث صباحية، وأسبوعية فكرية وأدبية ودينية كثيرة، كما قدم عددًا من التمثيليات التي تعرض الجانب المشرق من حياة المسلمين وتراث الإسلام العظيم، ومن أبرزها: « نور على الصحراء »، و »الفاروق عمر »، و »صلاح الدين الأيوبي »، و »عبد الحميد بن باديس »، و »ومضات نور ». وفي التلفزيون قدم كثيرًا من الأحاديث والندوات الفكرية والتربوية واللقاءات الأدبية. كما كان العظم واحدًا من الشعراء الأردنيين الذين أسهموا في النهوض بالقصيدة من خلال ما قدمه من أعمال شعرية مختلفة تعددت موضوعاتها وأشكالها، وقد جعل العظم جل شعره حول القضية الفلسطينية، وبخاصة القدس المحتلة. وللعظم العديد من الدواوين الشعرية والكتب، منها: « الإيمان وأثره في نهضة الشعوب »، « الشهيد سيد قطب رائد الفكر الإسلامي المعاصر »، « رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر »، « المنهزمون »، « نحو منهاج إسلامي أمثل ». (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 30 جويلية 2007)
الثلاثية الحزينة: الطغاة والغلاة والغزاة
بقلم: د. يحيى الجمل حقاً إنها ثلاثية حزينة ولكنها معبرة وجامعة لكل معاناة ما كنا نطلق عليه الوطن العربي ونسميه الآن الأقطار العربية وأحياناً نطلق عليه منطقة الشرق الأوسط من باب القربي لأولي الأمر. وأول مرة أسمع فيها هذا الاصطلاح كانت في ندوة عقدت علي هامش اجتماعات مجلس إدارة المعهد العربي لحقوق الإنسان الذي أشرف بعضويته مع نخبة من خيرة أبناء هذه الأمة المؤمنين إيماناً راسخاً بقضية حقوق الإنسان. وفي تلك الندوة تحدث شاب أكاديمي جزائري درس القانون في واحدة من جامعات فرنسا الكبيرة ويعمل الآن مستشاراً في قطر وقال هذه العبارة، ولما ذهبت إليه مستحسناً هذه العبارة قال لي إنها من إبداعات السيد الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق وأحد كبار المثقفين في أمة العرب. نعم.. الطغاة والغلاة والغزاة، اجتمع الثلاثة علينا فانتهي أمرنا إلي ما انتهي إليه من هوان وتمزق وتخلف وضياع. أما الطغاة فهم حكامنا في كل أقطار العروبة حتي وإن اختلفت «وقاحة» الطغيان وجبروته، وإن اختلف نظام الحكم بين ملكي وجمهوري، ولبس بعض الطغاة قناعاً يطلق عليه بعض الأوصاف التي لا تنطلي علي أحد من مثل الإصلاحية أو الدستورية أو حتي الديمقراطية، ولكن الجامع بينهم جميعاً ومنذ أمد بعيد ـ منذ عهد معاوية ابن أبي سفيان ـ أنهم جميعاً طغاة. فما التعريف العلمي للطاغية في الزمن الذي نعيش فيه؟الطاغية ليس هو نيرون روما فالعصر لا يسمح بهذا النوع من الطغاة، ولكن الطاغية في عصرنا هو الذي لا يؤمن بسيادة القانون فعلاً وإن رددها بلسانه قولاً، الطاغية هو الذي يتصور أنه قادر علي المنح والمنع وأنه لا راد لإرادته وأنه فوق القانون وإن قال العكس.الطاغية هو الذي يريد أن يبقي جاثماً علي أنفاس المحكومين لأنه لا يتصور حياة الناس ولا نظاماً ولا استقراراً إلا بوجوده علي رأسهم، هذا هو الطاغية في عرف هذا الزمان. في أحد الأقطار العربية قرأت العبارة الآتية في تمجيد السيد الرئيس، تقول العبارة وأنا أنقلها بنصها: «وقفة الإكبار والامتنان لمنقذ.. ومنقذ الجمهورية وباني جمهورية الغد الرئيس..». وأظن أن هذه العبارة بمعناها وأحياناً بألفاظها نقرؤها في كل الصحف العربية عن الملوك والرؤساء وأحياناً يصل بنا النفاق والكذب إلي أن نتحدث عن رؤسائنا بما لا نتحدث به عن «الله» سبحانه وتعالي.وطغاة زماننا يتحدثون ـ بغير استحياء ـ عن الديمقراطية والإصلاحات الدستورية وسيادة القانون وهم يعلمون علم اليقين أن كل ذلك منهم براء. وأتصور في أحيان كثيرة أن الغلاة هم أبناء الطغاة، بعبارة أخري أتصور أن الأنظمة القمعية ـ أنظمة الطغيان ـ هي التي تفرخ التطرف والعنف والإرهاب، ذلك أنه في ظل الديمقراطية الحقيقية ما المبرر للتطرف وللعنف، حيث يستطيع كل فرد أن يعبر عن رأيه ويستطيع كل فرد أن يدعو الناس إلي تأييد رأيه، والناس أحرار فيمن يؤيدون ومن يرفضون.. النظام الديمقراطي لا يخلو من السلبيات كأي نظام بشري ولكنه النظام السياسي الوحيد القادر علي تصحيح أخطائه بطريقة سلمية، هو النظام الذي لا يفرخ الطغاة ولا يفرخ الغلاة.والغلاة في الحياة السياسية هم الذين يؤمنون بأنهم وحدهم الذين يملكون الحقيقة المطلقة، وقد عرفت البشرية من هذا الصنف أنواعاً متعددة، منهم الذين آمنوا بالماركسية وبأن الماركسية قد اكتشفت حركة الحياة والمجتمع والتاريخ وجاءت بالكلمة الفصل التي ليس بعدها شيء.. لقد «ختم» ماركس العلم وليس من بعده علم.هذا نوع من الغلاة.ونوع آخر من الغلاة الذين يفسرون الدين تفسيراً من مقتضاه ضرورة إقامة دولة دينية، والدولة الدينية تنفي الإرادة البشرية وتحيل الأمر كله إلي الغيب الذي لا سيطرة لأحد عليه، إن الدين مقدس وأنظمة الحكم لا قداسة لها وخلط هذا بذلك هو نوع من الهرطقة التي لابد أن تؤدي إلي الطغيان.. وهكذا يوجد هذا النوع من الغلاة.. يخرجون من رحم الطغاة ثم ينتجون الطغاة. وشاهدت البشرية في عصورها الحديثة صوراً من صور الغلو في النازية والفاشية وقد انتهي أمر هذين النظامين إلي تدمير الدولتين اللتين اعتنقتهما، وأعني بهما إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية.. ومن صور الغلو المعاصر أيضاً ـ فيما أراه ـ العنصرية الصهيونية التي تؤمن بأن هناك شعباً مختاراً يحق له أن يستعبد البشر جميعهم، وهذه العنصرية الصهيونية إذا ظلت حبيسة الأساطير التوراتية فإنها لابد منتهية ـ وإن طال المدي ـ إلي تدمير تلك الدولة التي تقوم علي أساسها. هذه بعض صور الغلاة.. ولعلي لا أجانب الحقيقة إذا قلت إن الله قد ابتلي البشرية في هذا الزمان برجلين من غلاة الغلاة كل منهما ضيق الأفق وكل منهما متعصب وكل منهما يعتقد أن الله يحدثه ويوحي إليه، أحدهما اسمه بن لادن يدعي الحديث باسم الإسلام وآخر اسمه بوش يدعي الحديث باسم المسيحية، وقد استطاع هذان الرجلان أن يشيعا الإرهاب والقلق والطغيان في العالم كله. هؤلاء هم الغلاة.فما أمر الغزاة؟جاء الطغاة والغلاة إلي وطننا العربي، آسف، إلي منطقتنا العربية وأقطارنا العربية بالغزاة لكي ينكلوا بها أبشع تنكيل ولكي يمزقوها شر ممزق ولكي يسيموها صنوف الخسف والهوان الذي ليس بعده هوان، والعراق علي ما أقول شهيد.\ وإذا كان غزاة العراق أمرهم واضح وظاهر فإن ثمة غزاة آخرين ينخرون في كل مكان بصور عدة وأساليب شتي أحياناً يسمونها عولمة وأحياناً يسمونها خصخصة وهي في جذرها الحقيقي تقوم علي فكرة سيطرة القوي علي الضعيف وغزوه وابتلاعه. حقاً إنها ثلاثية حزينة: ثلاثية الطغاة والغلاة والغزاة.وتحياتي للسيد الصادق المهدي مبدع هذه العبارة المعبرة ورجائي أن ينقذ الله السودان من الطغاة والغلاة والغزاة.. والله المستعان. (المصدر: صحيفة « المصري اليوم » (يومية – مصر) الصادرة يوم 30 جويلية 2007)
عباس يرحب بوساطة « مشروطة » لموسكو بين فتح وحماس
بسيوني الوكيل أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن عدم معارضته لقيام موسكو بدور وساطة لرأب الصدع في العلاقات المتأزمة بين حركتي فتح وحماس، مشترطا تراجع حماس عن « الإجراءات الانقلابية » التي اتخذتها بعد أن سيطرت على قطاع غزة في يونيو الماضي. وفي المقابل أبدت حركة حماس استغرابها من التحول المفاجئ في موقف الرئيس الفلسطيني الرافض لأي حوار مع حماس، مؤكدة في الوقت نفسه شروط عباس لهذه الوساطة. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي) اليوم الاثنين عن عباس قوله عقب وصوله أمس الأحد لموسكو في زيارة رسمية : لا أعارض وساطة قيام موسكو بدور وساطة بين فتح وحماس. لكن عباس شدد على أنه ينبغي على حماس أن ترجع عما أسماها « الإجراءات الانقلابية « التي اتخذتها منذ أن أحكمت سيطرتها على قطاع غزة، إذا ما أرادت أن تبدأ حوارا مع السلطة الوطنية الفلسطينية لرأب الصدع. وكانت حماس اتخذت عدة إجراءات بالقطاع عقب سيطرتها عليه، على رأسها إجراءات أمنية لإعادة الانضباط. ووصل عباس إلى العاصمة الروسية في زيارة تستغرق ثلاثة أيام بهدف حض روسيا على لعب دور أكثر نشاطا في مساعي السلام في الشرق الأوسط. « غير مقبولة » وتعليقا على تصريحات عباس قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار: « على ما يبدو أن للزيارة أثرها.. كان عباس يرفض حتى الأمس أي وساطة… ونتمنى أن يكون عباس قد قيم المرحلة السابقة ». وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية إن مطالب عباس لإنهاء الإجراءات التي اتخذتها حماس في القطاع « غير مقبولة ». كما نفى الزهار اتهامات عباس لحماس بتدبير محاولة لاغتياله وقال إن من « العيب الكبير » أن يكرر عباس هذه القصة. وكان مسؤول بالسفارة الفلسطينية بالعاصمة الروسية قال إن « عباس يولي أهمية كبيرة لهذه الزيارة ويعتزم بحث الأوضاع في الشرق الأوسط والأراضي الفلسطينية مع القيادة الروسية »، حيث من المقرر أن يلتقي عباس خلال تلك الزيارة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف. وروسيا هي العضو الوحيد في اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط ( روسيا – الولايات المتحدة – الاتحاد الأوروبي – الأمم المتحدة) التي لها علاقات دبلوماسية مع السلطة الفلسطينية واتصالات بحركة حماس. ويشعر الرئيس عباس بالانزعاج من إبقاء روسيا على صلاتها مع حركة حماس التي خاضت صراعا مع حركة فتح انتهى بسيطرة حماس على قطاع غزة يوم 14 يونيو 2007 . مبادرة لأحزاب أردنية وتأتي تصريحات عباس في الوقت أطلقت فيه خمسة أحزاب أردنية تمثل التيار القومي العربي المعارض، مبادرة جديدة للحوار والإصلاح بين حركتي فتح وحماس، بمشاركة فعاليات وشخصيات حزبية ونقابية وطنية وقومية تلتقي اليوم الاثنين في عمان رئيس كتلة نواب حركة فتح عزام الأحمد. كما اتخذت الأحزاب الخمسة التي تضم (الأرض العربية والأنصار العربي وحركة حقوق المواطن والحركة القومية للديمقراطية المباشرة والبعث العربي الاشتراكي ) إجراءات لترتيب لقاء آخر خلال أيام مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق، وذلك في أعقاب فشل مبادرة مماثلة طرحها التيار الإسلامي في الأردن. وترتكز المبادرة الجديدة بحسب شبكة فراس الفلسطينية على خمس نقاط رئيسية هي : إعادة الأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه قبل سيطرة حماس، والعودة إلى الحوار الوطني بمشاركة جميع القوى والفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. كما تنص على تفعيل وثيقة الوفاق الوطني في سبيل بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل على صيانتها، ووضع حد للتجاوزات على الأفراد والمؤسسات في الأراضي الفلسطينية، ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة والتأكيد على الثوابت القومية في معالجة الأمور كافة، ودعم المقاومة وتأكيد حق العودة للاجئين، وعدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والقومية. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 30 جويلية 2007)
وثيقة صادرة من معهد إسرائيلي … الصراع السني ـ الشيعي يساعد إسرائيل على تحسين علاقاتها مع العرب
عمان – الشرق : حصلت « الشرق » على نص وثيقة إسرائيلية صادرة عن المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، وهي عبارة عن تقرير استراتيجي يرى أن الصراع السني ـ الشيعي يساعد إسرائيل على تحسين علاقاتها مع لاعبين عرب مهمين في المنطقة، وأن امتلاك ايران لسلاح نووي بات مجرد مسألة وقت طالما أنها لن تواجه ضربة عسكرية، وأن العالم العربي يواجه هذا الاحتمال منقسماً ومفككاً، فيما يبحث حكامه عن كيفية البقاء في السلطة. ويرى التقرير أن إسرائيل لن تجني أي مكسب أو فائدة من استمرار الوجود الأمريكي في العراق، وأن « حماس » تحافظ على الهدوء لضمان توطيد حكمها، فيما يحرص حزب الله على الهدوء بدوره لإعادة بناء قواته. وهنا نص الوثيقة التي تتعلق بميزان القوى في المنطقة خلال الفترة 2005 ـ 2006. تشير الدراسة إلى أن حرب لبنان الثانية أكدت الوضع الإشكالي والمتحرك في البيئة الاستراتيجية لإسرائيل. إذ أنها (أي الحرب) مست بصورتها كقوة رادعة وكشفت مواطن ضعف تعتري الجيش الإسرائيلي وعملية اتخاذ القرارات في إسرائيل. تسعى إيران إلى الهيمنة الإقليمية، والتجلي البارز لتطلعها هذا هو سعيها الدؤوب لامتلاك قدرة نووية عسكرية. ورغم القلق المتزايد لدى المجتمع الدولي، فإن « معهد دراسات الأمن القومي » يشكك في امكانية أن يتمّ تطبيق عقوبات فعّالة ضد إيران. وفي ظل عدم وجود توجه نحو القيام بعملية عسكرية فإن حيازة ايران لسلاح نووي أضحت مسألة وقت فقط، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن عامل الزمن هو في مصلحة طهران. من جهة أخرى لاحظ « معهد دراسات الأمن القومي » أن العام 2006 شهد تصعيداً للتهديدات على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك نتيجة لعدم التقدم نحو التوصل إلى تسوية على المسار الفلسطيني، ولعدم تحقيق انجازات على صعيد مكافحة الإرهاب العالمي والتطرف الإسلامي، بالإضافة إلى فشل الجهود والمساعي الأمريكية لتحقيق الاستقرار في العراق. الفشل الأمريكي في العراق يمس بمكانة وهيبة الولايات المتحدة في المنطقة. إسرائيل لن تجني أي مكسب أو فائدة من استمرار الوجود الأمريكي في العراق. من الجدير بإسرائيل أن تتفحص عن قرب موقف سوريا، حتى وإن كانت هناك شكوك فيما يتعلق بقدرة واستعداد الرئيس السوري بشار الأسد « لتوفير البضاعة ». في الجانب الإيجابي للميزان الإستراتيجي في الشرق الأوسط يجب التنويه بالعلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتحسن الذي طرأ على علاقات إسرائيل مع المجتمع الدولي. كذلك استمر تعزيز السلام مع كل من مصر والأردن فيما يلوح تقاطع مصالح مع دول أخرى. من ناحية أخرى ما زالت إسرائيل تتمتع بتفوق عسكري كبير مُدعَّم بقدرة اقتصادية متطورة. مع نهاية عام 2006 تبدو البيئة الاستراتيجية لإسرائيل اشكالية. فقد اشتدت التهديدات للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط نتيجة لعدة عوامل مترابطة، ومن ضمنها عدم التقدم نحو إحراز تسوية في الساحة الفلسطينية؛ سعي إيران لامتلاك قدرة نووية عسكرية؛ عدم تحقيق انجازات في محاربة الإرهاب العالمي والتطرف الإسلامي؛ فشل الجهود الأمريكية لإحلال الاستقرار في العراق؛ التحدي المتزايد الذي يطرحه تحالف (ائتلاف) غير رسمي لأطراف ودول مختلفة في المنطقة، والذي يسعى إلى تغيير النظام القائم وسط إعلاء الراية المناهضة للغرب. هذا الائتلاف تتزعمه ايران التي اكتسب سعيها للهيمنة الإقليمية زخماً اضافياً عقب الإطاحة بنظام صدام حسين والتورط الأمريكي في العراق (وأفغانستان). ويتمثل التعبير الجلي لهذا التطلع الإيراني (وكذلك الشعور بالتهديد الذي تمثله) في سعي إيران الدؤوب نحو امتلاك قدرة نووية عسكرية. في مواجهة هذه المساعي الإيرانية يقف العالم العربي منقسماً ومفككاً ينهمك زعماؤه في صراع من أجل بقائهم. وقد خسرت الدولة (أو الدول) العربية من قوتها لصالح منظمات وقوى أجنبية، وبات اللاعبون غير العرب يشكلون عناصر القوة المركزية في الساحة. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 29 جويلية 2007)
سؤال هوية أردوغان وما يترتب عليه
ياسر الزعاترة (*) استمعت بعناية إلى الكلمة التي ألقاها رجب طيب أردوغان أمام الجماهير بعد إعلان نتائج الانتخابات منتصف ليلة الإثنين 23-7. كنت أبحث في الكلمات عن صلة بين هذا الذي يتحدث اليوم وبين ذاك الذي كان يخطب في الجماهير متحدياً العسكر، بالقول « المآذن رماحنا والقباب خوذاتنا » وكلفه ذلك دخول السجن أربعة أشهر. أردوغان الجديد كان مختلفاً إلى درجة الانقلاب، فهنا لم أعثر حتى على البسملة، ولا على أي من المصطلحات القديمة، اللهم سوى دعاء الله بالتوفيق للجميع في آخر الخطاب. لم يكن ذلك هو كل شيء ففي حين غابت المصطلحات الإسلامية من الخطاب، كان الرجل يكرر الحديث عن العلمانية مراراً وتكراراً، فيما يكرر التبجيل لأتاتورك على نحو ممل أيضاً، لكأنه ينفس عن عقد في داخله، ولو كان الذي يخطب في الجماهير هو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني الأتاتوركي، لما كرر كلمة العلمانية وتحدث عن أتاتورك على هذا النحو المبالغ فيه. سيقول البعض إنها السياسة، وأن هدف الرجل هو طمأنة الطبقة العلمانية والجيش، الأمر الذي يمكن قبوله بشكل من الأشكال لو كان سلوكاً فريداً في سياق مختلف، لكن الممارسات العامة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأردوغان وأصحابه ما زالت تؤكد أننا إزاء قوم آخرين غير أولئك الذين تتلمذوا على يد « الخوجا » نجم الدين أربكان، مؤسس الحركة الإسلامية في تركيا، والذي يتهمهم الآن بالعمالة للأمريكان والإسرائيليين، ويعتبر التصويت لهم شكلاً من أشكال الكفر والنفاق. لا يعني ذلك أننا غير فرحين بفوز أردوغان وحزبه الكبير في الانتخابات. كلا بالطبع، فنحن جزء من هذه الأمة التي فرحت باستعادة تركيا لهويتها التي مثّلها اردوغان، بصرف النظر عما يقوله ويفعله، أقله في وعي الأتراك. تذكرت هذا التناقض في سياق موقفنا كمنحازين لقضايا الأمة، أعني فرحنا بالفوز الكبير لأردوغان، تذكرته وأنا أقرأ بعض المواقف الإسرائيلية حيال ما جرى في تركيا. ففي يديعوت أحرونوت، الصحيفة الأهم في الدولة العبرية، عنون الصحفي ايتمار آيخنر تقريره في اليوم التالي لظهور النتائج بقوله « في إسرائيل راضون .. ولكن يخشون ». وفيه قال « نتائج الانتخابات في تركيا استقبلت في إسرائيل بمشاعر مختلطة: فمن جهة هناك رضىً عن انتصار حزب السلطة الذي في عهده ضربت العلاقات الإسرائيلية- التركية أرقاماً قياسية غير مسبوقة (لاحظ غير مسبوقة). ومن جهة أخرى، في إسرائيل مثلما في كل العالم الغربي، ثمة قلق من عملية الأسلمة التي تمر بها تركيا ». بعد ذلك يتحدث التقرير عن بعض تفاصيل العلاقة بين الدولتين في عهد أردوغان بالقول إن إجمالي التجارة بين الدولتين قدر بـ10 مليارات دولار. يفسر المسؤولون الإسرائيليون ذلك بجذور الحزب الإسلامية وسعيه لنفي تهمة التطرف عن نفسه، حتى إن كل قادة الحزب قد زاروا إسرائيل، وأن سفارة الدولة العبرية تعرف معظم أعضاء البرلمان التابعين للحزب، وهي على علاقة طيبة معهم. ليس هذا هو كل شيء في سياق إثبات أن الحزب لم يعد إسلامياً بالفعل. فهناك ابتداءً بحثه عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما يعني التزامه بقرارات الاتحاد وكثير منها ضد العالم العربي والإسلامي، فضلاً عن التزامه بالمعايير الأخلاقية الأوروبية، وقد التزم بالفعل فيما يتعلق بالشذوذ والزنا، كما أن هناك ربطه للاقتصاد التركي بالمنظومة الغربية بالكامل، وما يترتب على ذلك من تداعيات تجعله مرتبطاً بالاستثمارات الأجنبية، وحاجته للالتزام بما تتطلبه من معايير إذا أراد المحافظة وجودها. من الناحية الداخلية الخاصة بالحزب بادر أردوغان ولكي يتخلص أكثر من عقد التاريخ إلى ترشيح 250 عنصراً جديداً في الانتخابات، كثير منهم من العلمانيين واليساريين. أما الذي لا يقل أهمية عن ذلك كله في سياساته الداخلية فيتعلق بإدارته الظهر لناخبيه المتدينين، وهم النواة الصلبة من مؤيديه الذين عولوا عليه في سياق تكريسه لحرية التدين في تركيا، تماماً كما هو حال حرية الكفر وحرية العهر، وهو الموقف الذي يبرره بالخوف من الصدام مع العسكر، الذين كانوا يتربصون على الدوام بكل الممارسات التي يمكن أن تشير إلى تلاعبه بأيديولوجية الدولة. على أن ذلك، وكما قلنا من قبل لن يغير من واقع ترحيبنا بما جرى، لكنه ترحيب عاقل لا يغير لون الأشياء، فهنا ثمة جماهير انحازت إلى هويتها الإسلامية من خلال شخص مازالت تعتقد أنه يمارس التقية لتمرير مشروعه الذي لم يتخل عنه. أما وجود آخر يرفع الشعار الإسلامي مباشر (حزب السعادة) فلم يغير في الأمر لأن قادة العدالة كانوا أكثر إقناعاً بكثير. ونذكر هنا بأن حزب الرفاه الذي كان أردوغان وغل من قادته قد حصد نهاية التسعينيات ربع أصوات الناخبين، ومن الطبيعي أن يحصد وريثه (العدالة والتنمية) ضعف الرقم في ظل تصاعد مد الصحوة الإسلامية، معطوفة على النجاح الواقعي الذي تحقق، لاسيما على الاقتصادي. وإذا قيل عن أن ثمة حزباً أكثر تمثيلاً للإسلام السياسي هو السعادة ومرشده هو أربكان نفسه، فإن الرد هو أن هذا الأخير لم يعد مقنعاً بعد أن انضمت الرموز الأكثر شعبية من الإسلاميين للعدالة والتنمية وأثبتوا نجاحهم. الجماهير التركية انحازت إلى هويتها، تماماً كما انحازت إلى النزاهة ونظافة اليد، وإذا ما فشلت مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن النتيجة ستكون جيدة من حيث إمكانية عودتها إلى فضائها الإسلامي، كما أن تخفيف قبضة العسكر على الوضع الداخلي، لاسيما إذا نحج أردوغان في تنصيب رئيس من جماعته سيساهم في تفعيل ملف حرية التدين، وعندها سيكون بوسع خطاب إسلامي أكثر تسييساً وأوضح من زاوية المطالبة بالانسجام مع دين الغالبية أن يتقدم أكثر في الساحة السياسية. من هنا يمكن القول إنه، وبصرف النظر عن رأينا فيما فعله ويفعله أردوغان، فإن فوزه مؤشر إيجابي ومحطة مهمة في تاريخ تركيا، لكن دعوة الإسلاميين العرب للاقتداء به (تحديداً موقفه من الدولة العبرية، فضلاً عن المواقف الأخرى)، ستفضي إلى خسارة الدنيا والدين، لأن الناس ستنفض من حولهم بسب تخليهم عن ثوابتهم، فيما ستواصل الأنظمة نهجها في التعامل معهم، لأن هذا هو موقفها ممن ينافسونها على السلطة حتى لو كانوا علمانيين أكثر من أتاتورك نفسه!! (*) كاتب فلسطيني (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 29 جويلية 2007)
يساريون وعلمانيون بالجزائر: العدالة التركي يختلف
عبد الرحمن أبو رومي الجزائر – لم تقتصر الإشادة في الجزائر بالفوز الكاسح لحزب « العدالة والتنمية » الحاكم بزعامة رجب طيب أردوغان في الانتخابات البرلمانية التركية على الأحزاب الإسلامية، بل شملت شخصيات تمثل قوى يسارية وعلمانية، اعتبروا أنه يقدم نموذجًا مختلفًا عن باقي القوى والحركات الإسلامية في العالم العربي. واعتبر الصديق شهاب القيادي البارز في التجمع الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى أن حزب العدالة يقدم نموذجًا إسلاميًّا مختلفًا. وقال في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت »: « هذا الحزب الإسلامي نجح إلى حد بعيد في التأقلم مع المعطيات الدولية والاستجابة لتطلعات الشعب التركي »، مؤكدًا على احترام حزبه لإرادة الشعب التركي، وللعلاقات « المتينة والطيبة التي تربط الجزائر بتركيا في ظل حكم العدالة والتنمية ». نفس التوجه أعرب عنه رمضان تعزيبت القيادي في حزب العمال اليساري بقوله: « إن أردوغان سياسي متفتح ومستعد للنقاش حول العديد من القضايا، خصوصًا فيما يتعلق بمشكلة كردستان وبعض المسائل اللغوية والتاريخية، فضلاً عن تأكيده على احترام المبادئ العلمانية وكل هذه نقاط تهم حزب العمال في الأفكار التي يطرحها العدالة والتنمية ». بدوره قال طارق حفيظ الصحفي في يومية « لو سوار دا لجيري » الناطقة بالفرنسية وذات التوجهات العلمانية: « إن تجربة حزب أردوغان في حكم تركيا أثبتت أن العدالة والتنمية يحمل الكثير من التوجهات التقدمية ما يجعله حزبًا غير مخيف، وبالإمكان التعامل معه على عكس بعض التيارات الإسلامية التي لا ترغب في الحوار مع الآخرين ». واعتبر حفيظ أن: « هذا الخيار بغض النظر عن توجهات الحزب الفائز عبّر من خلاله الشعب التركي عن نضجه السياسي، وعن بلوغ الدولة التركية التي أرسى دعائمها مصطفى كمال أتاتورك مكانة راقية بين الأمم ». وأشار حفيظ الذي لم يخفِ توجهه العلماني إلى أن زيارته لتركيا عام 2004 جعلته يقف على حجم التطور الذي شهده هذا البلد على كافة الأصعدة وهو ما يمكن أن يكون الدافع وراء اختيار حزب العدالة والتنمية (ذي التوجهات الإسلامية) مجددًا. وعاد تعزيبت ليؤكد احترام حزبه لخيار « الشعب التركي الذي عانى الكثير جراء وقوفه إلى جانب العراق ورغم اختلاف نظرة الحزب السياسية مع العدالة »، فإنه يرى أن « الأتراك صوّتوا لصالح الحزب الذي يستجيب لتطلعاتهم ». ولم تولِ الصحافة الجزائرية وبخاصة تلك التي تحمل توجهات علمانية أهمية كبرى للانتخابات البرلمانية في تركيا، عدا جريدة « الوطن » الناطقة بالفرنسية التي أوفدت أحد صحفييها لتغطية الحدث بينما اكتفت بقية الصحف بنقل الخبر دون التعليق عليه، على اعتبار أن الفائز في الانتخابات حزب إسلامي في بلد يقوم على أساس علماني منذ أكثر من 70 عامًا. « تجربة تستحق الدراسة » وكانت أحزاب إسلامية جزائرية قد أشادت بحصول حزب العدالة التركي على أكثر من 46% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 22 من يوليو 2007؛ وهو ما يعني حصوله على الأغلبية بـ340 مقعدًا في البرلمان المكون من 550 مقعدًا. فقد اعتبر فاتح ربيعي رئيس حركة النهضة (ذات التوجهات الإسلامية) الممثلة برلمانيًّا بـ5 مقاعد، أن فوز « العدالة التركي طبيعي في مجتمع إسلامي يتوق لأن يحكم بالشريعة الإسلامية »، مؤكدًا أن « هذه التجربة بحاجة لدراسة معمقة من قبل الحركات والأحزاب الإسلامية الأخرى للاقتداء بها ». من جانبه قال عبد الرزاق مقري نائب رئيس حزب حركة مجتمع السلم (القوة الإسلامية الأولى بالبرلمان الجزائري): « إن تجربة العدالة لها علاقة بالخصوصية التركية، فقد وصل الحزب للحكم والبلاد ترزح تحت نير التخلف الاقتصادي، ونجح في إعادة الأمل للشعب رغم عراقيل العلمانيين ». ووصف مقري تجربة العدالة في الحكم بأنها « تجربة ناجحة بكل المقاييس، وحريّ بكافة القوى الإسلامية المعتدلة أن تستفيد منها ». (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 29 جويلية 2007)
حدود الاستفادة من مقومات نموذج أردوغان وحزبه
تركيا.. نجاح غير قابل للاستنساخ
نبيل شبيب (*) ما وقع في تركيا انتصار كبير بمنظور تاريخي، تحقق على مفصل رئيسي من مفاصل التطورات الجارية بقوة دفع ذاتية أو تحت تأثير قوى دولية وإقليمية تسعى لصنعها وتوجيهها، وتشمل المنطقة الإسلامية عموما. وما وقع يمثل في الوقت نفسه فوزا « اعتياديا » منتظرا على ضوء معايير توقعات النجاح والخسارة في أي انتخابات حرة تجري بعد تحقيق منجزات ملموسة في الواقع المعيشي للناخبين. والجمع بين هذا وذاك ضروري لاستيعاب حجم الحدث نفسه وطبيعته من وراء انتخابات 22 يوليو 2007م، وكذلك لاستخلاص معالم التجربة التركية التي يجري الحديث عنها كنموذج جدير بالاهتمام من أجل بلدان إسلامية أخرى، وتحديد ما يمكن الاستفادة منه وما لا يمكن. معالم خاصة بالنموذج التركي ليس أمرًا بسيطًا أن تسقط في الانتخابات للمرة الثانية أحزاب تُعتبر عريقة في تمسّكها بإرث مصطفى كمال، وتحظى علنًا بتأييد القوات العسكرية التي لا تزال تعتبر نفسها الحارسة على ثكنة تطبيق العلمانية التي فرضها على تركيا، ثم أن يفوز في تلك الانتخابات، للمرة الثانية، حزب انبثق من الأوساط الإسلامية، ولا ينقطع وصفه بالإسلامي المحافظ، ويظهر زعماؤه مع نسائهم المحجبات في المعركة الانتخابية وفي الاحتفالات بالفوز، في بلد جعل الحرب على الحجاب رمزا سياسيا لعلمانيةٍ يعضّ عليها بالنواجذ والبنادق. وأردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية كان حريصا على متابعة المسيرة دون عراقيل، بعد الإصلاح الذي حققه في الفترة التشريعية الأولى، فأراد فوزًا يمكّن حزبه من تشكيل الحكومة بمفرده، كضمان لاستقرار سياسي واقتصادي لم تعرف تركيا مثله منذ إعدام عدنان مندريس الذي فاز مع حزبه آنذاك ثلاث مرات متوالية فوزا ساحقا، على الأحزاب العلمانية نفسها، فما عادت لها السلطة آنذاك إلا على ظهر دبابات انقلاب عسكري. العنصر الأهمّ من سواه هو أن أردوغان وحزبه استوعب الواقع القائم في بلده كما هو، والأرضية التي يتحرّك عليها، والشروط والظروف والمعطيات المفروضة، محليا ودوليا، وحدود ما يمكن تغييره منها أو إضافته إليها، كما أتقن قواعد لعبة الطرف الآخر، المتمسّك بعلمانيته الأصولية، والممسك من داخل الثكنات بخناق النظام الديمقراطي القائم، وكذلك لعبة الطرف الدولي، الغربي على وجه التخصيص، ومداخل العلاقات معه، سواء عبر حلف شمال الأطلسي، أو عبر الاتحاد الأوروبي، أو عبر العلاقات الثنائية لا سيما مع الولايات المتحدة الأمريكية. إن تحديد المنطلقات شرط أوّلي للتحرّك على طريق التغيير أو الإصلاح، والشرط الثاني هو اختيار الوسيلة الأنسب، للتعامل مع واقع قائم على طريق صناعة واقع جديد، تنشأ فيه معطيات يمكن الاعتماد عليها لخطوة تالية. فكان مما يلفت النظر في مسيرة أردوغان وحزبه مثلا، التحول من معارضة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي الالتحاق به كما لم تفعل حكومات سابقة، ثم المضي بإصرار شديد على هذا الطريق إلى لحظة زمنية وضعت الزعماء الأوروبيين، لا سيما الرافضين عضوية تركيا لأنها دولة مسلمة، أمام ضرورة اتخاذ قرار واضح، من وراء مناورات سياسية طويلة، ومشى معهم لهذا الغرض إلى درجة استصدار قوانين يعلم ويعلمون أنها مرفوضة على مستوى قواعد حزبه وعلى مستوى ناخبيه من عامة الشعب التركي، ثمّ أصبحت الحصيلة الحقيقية من وراء ذلك كله هبوط أسهم الرغبة الشعبية في الانضمام إلى أوروبا داخل تركيا نفسها، إلى جانب أشواط كبيرة قطعتها تركيا في مسيرة الحقوق والحريات وفي المسيرة الاقتصادية، بما يجعل مسألة الانضمام نفسها لا تأتي لتركيا بتلك الميزات التي كان يجري التلويح بها لكل دولة حديثة الانضمام تحت عنوان دعمها أوروبيا لتلحق بالمستوى الأوروبي المتقدم، وبتعبير آخر لم يعد هدف الانضمام هدفا حيويا من الدرجة الأولى، وإن بقي التمسك به وسيبقى حتى يتم التقرير النهائي بشأنه. والجانب الأهم في إتقان أردوغان وحزبه للعبة الخصم الداخلي، العسكري أو العلماني الأصولي، من القيادات العسكرية والحزبية، هو إعلان التمسك بالنهج العلماني، المفروض على البلاد على كل حال، غير أنه -وهنا أحد المكامن الرئيسية لتميز المسيرة التركية- كان تمسكا بعلمانية يجردها تدريجيا من أسلحتها الأصولية فكرا وعقيدة، والعسكرية الإملائية تطبيقا وتنفيذا. كان مما يلفت النظر مثلا أن شعار حرية العقيدة الذي رفعه العلمانيون الأصوليون أصبح جزءا من واقع يعمل حزب العدالة والتنمية لتحقيقه رغما عنهم وليس برضاهم، وإن بقيت فيه شوائب، لا شك أنها قابلة للاضمحلال في بلد ثبتت استحالة أن تنسى غالبية أهله مبادئ ثابتة في عقيدتهم وتاريخهم الحضاري، مثل مبدأ « لا إكراه في الدين ». كما أن نهج الديمقراطية الذي كان يُصوّر وكأنه بضاعة يحتكرها العلمانيون الأصوليون، وهم يقيدونه بأشد القيود المفروضة على الآخر، تحوّل إلى نهج يكشف عن تلك القيود، وهو ما ساهم في تساقطها أو اهترائها. وكان ذلك يجري بصورة موازية لجهد حقيقي يُبذل من أجل مكافحة البطالة، والفقر، والتضخم، والانغلاق الاقتصادي، والقروض الأجنبية، فأصبح النجاح الميداني في مقدمة ما ميز سنوات حكم أردوغان وحزبه، وانعكس في الحياة المعيشية اليومية، حتى بات الفوز في الانتخابات الأخيرة محتما، فلم يعد السؤال المطروح قبلها يتجاوز حدود حجم الفوز المنتظر، هل يسمح بالانفراد في تشكيل الحكومة أم يفرض ائتلافا ما مع حزب أصغر. بعد إقليمي في حدث تركي يأتي الفوز الانتخابي الكبير في تركيا في مرحلة تاريخية مفصلية يجعل من المستحيل أن يبقى دون آثار إقليمية، وكذلك على صعيد العلاقات الدولية التي أصبح في مقدمة معالمها المعاصرة تلك الهجمة العسكرية وغير العسكرية على المنطقة الإسلامية، مقترنة بادعاءات « استعلائية » حول نشر الديمقراطية ومنظومة حقوق الإنسان، بأي ثمن، ولو كان من قبيل ما شهدته وتشهده أفغانستان والعراق، ثم ذلك النكوص المزري عن ذكر تلك الادعاءات، مع ظهور أن التيار الإسلامي هو الذي يحظى بتأييد الناخبين، حيثما نُصب صندوق للتصويت « الديمقراطي » على أي مستوى من المستويات. ووسط هذه التقلبات تظهر مقولات عديدة عن « النموذج التركي »، بعضها ما يصدر عن دوائر غربية حرصت في الآونة الأخيرة على طرح علمنة الإسلام أو علمنة الإسلاميين، واعتبار ذلك شرطًا لتأييد « اندماجهم » في تحولات ديمقراطية « مرجوة أو محتملة ». وبعضها الآخر يصدر عن دوائر إسلامية، ترى في الحدث التركي نموذجا قابلا للاستنساخ في البلدان الإسلامية الأخرى. وكلتا الصيغتين أقرب إلى شعارات منهما إلى « نهج » عملي قابل للتطبيق. القوى الغربية، السياسية والفكرية والإعلامية، في حيرة كبيرة على صعيد التعامل مع النموذج التركي نفسه، وهي أيضا في مرحلة إعادة النظر في أساليب التعامل مع المنطقة الإسلامية بمجموعها بعد أن غلبت عليها « عسكرة الهيمنة الأمريكية » وتكاد تنتهي بكارثة بمنظور المخططات الغربية. فما يصدر عنها بشأن النموذج التركي لم ينضج عند من يطرحه، ناهيك أن يصبح أرضية صالحة للانطلاق منها في بلدان أخرى. الحديث من منطلق غربي عن النموذج التركي ما زال يطرح على التيار الإسلامي علمانية أصولية، رغم أنها أخفقت في تركيا، وهذا مما يجعل عنونة الحديث بعبارة « نموذج تركي » متناقضة مع نفسها. ولو صح أن المقصود هو تقليد مسيرة حزب العدالة والتنمية؛ فالمفروض إذن أن يتبع التيار الإسلامي في بلدان أخرى نهجا يؤدي إلى التخلص من مثل تلك العلمانية الأصولية، ومن قيودها العسكرية والحزبية على النهج الديمقراطي. وليس هذا هو المقصود في الأطروحات الغربية -حتى الآن على الأقل- إنما المطلوب دعم من تسميهم الدراسات الغربية -كدراسات مؤسسة راند- « المسلمين العلمانيين المهملين » في المنطقة الإسلامية، ليكونوا القوة المواجهة للتيار الإسلامي. بينما تفتقر دعوات « اتباع النموذج التركي » في الأوساط الإسلامية افتقارا أكبر إلى تحديد دقيق لما يمكن اتباعه أو استنساخه وما لا يمكن تحت عنوان « النموذج التركي ». ليس في البلدان الإسلامية الأخرى ما يشبه الوضع التركي المفروض من عهد كمال أتاتورك، وإن كان بعضها يطرحه من باب تقليد ناقص أو أعرج. وليس فيها إقرار بنهج ديمقراطي فيه فسحة كبيرة من شروط التعددية والاحتكام إلى الإرادة الشعبية، بغض النظر عن أنه مقيد أو غير مقيد بقيود العلمانية العسكرية، فلا يمكن أن ينشأ حزب شبيه بحزب العدالة والتنمية، ليعمل بأسلوب شبيه بأسلوبه. وليست مسيرة الارتباطات التركية بالعالم الغربي متطابقة مع مسيرتها في بلدان إسلامية أخرى. هذا ناهيك عن المعطيات الاقتصادية والمعيشية والفكرية وغيرها. إن القاسم المشترك الأعظم في غالبية البلدان الإسلامية الأخرى هو الاستبداد المختلف في جوهره عن التعددية والديمقراطية المقيدة في تركيا. وهو استبداد يلبس في كل بلد رداء يختلف عما يرتديه في بلد آخر، فقد يكون هنا عسكريا صريحا، وهناك غير ذلك، إنما يبقى هو العنصر الأظهر للعيان، بالمقارنة مع علمانية تتبناها أحزاب محلية، بعضها في مواقع المعارضة في الدرجة الأولى، كما يتبناها أفراد يجدون من خلال الولاء لكل حاكم مواقع قريبة من صناعة القرار. أما الاستبداد فيمثله أفراد ببزة عسكرية أو دونها -بعد الوصول إلى السلطة- وتمثله أحزاب تجد في رفع شعار العلمانية ما يمكّنها من تحقيق التقاء المصالح، فيما بينها، أو مواجهة التيار الإسلامي الشعبي، أو للتلاقي مع قوى أجنبية، وفي سائر الأحوال تبقى العلمانية وسيلة مرتبطة بما يحقق مطامع ذاتية في الدرجة الأولى، ومرتبطة بعنصر توارث مراكز القوى وصناعة القرار في ميادين متعددة، لا سيما الفكرية والأدبية والإعلامية. الاستنساخ مستحيل والإصلاح حتمي إن ما يعطيه النموذج التركي يعطيه في مجال آخر، للقوى التي تتطلع إلى الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في البلدان الإسلامية الأخرى. أول ما يستحيل استنساخه من التجربة التركية هو ما يقال عن التزام إسلامي بمرجعية علمانية.. كما صنع حزب العدالة والتنمية. ولأن العنصر الأبرز في تركيا هو العلمانية الأصولية مع ديمقراطية مقيدة وفي سواها هو الاستبداد مع علمانية ضعيفة، تتحول تلك المقولة في حالة تطبيقها إلى التزام إسلامي بمرجعية الاستبداد للوصول إلى منظومة الحريات والحقوق، وهو أمر متناقض مع ذاته. وفي تركيا لم تكن مسيرة انتزاع الحقوق والحريات من أيدي محتكريها مرتبطة بتبنّي علمانيتهم، إنما كانت رغم قيود علمانيتهم الأصولية. ولم يكن اتباع نهج اقتصادي يهبط بنسب التضخم من مستوياتها الأسطورية، ويحقق الفوائض في الموازين التجارية، ويحدّ من الفساد، وليد التمسك بالعلمانية من جانب أردوغان وحزبه، وإلا لتحقق شيء من ذلك في عهود من سبقوه ممن كانت العلمانية شعارهم وحصنهم العسكري، إنما هو نجاح تحقق نتيجة الخروج من قفص الشعارات العلمانية الأصولية ومن واقع الفساد المستشري عبر أحزابها، إلى واقع التخطيط والتطبيق العملي الواقعي على طريق نهضة اقتصادية تنطوي على مكافحة الفساد. وفي تركيا كان من وراء الفوز في انتخابات 2007م مسيرة طويلة، من مراحلها سجون العلمانية الأصولية، وأمام حزب العدالة والتنمية وزعمائه مسيرة أطول للتخلص النهائي من السجون وصانعيها. ويحتاج أي بلد إسلامي آخر يراد فيه الوصول إلى هدف الإصلاح والتغيير، إلى مسيرة مشابهة للنموذج التركي في « معالم أساسية » يسري مفعولها في كل بلد، ولكن لا تكون مشابهة له من حيث خصوصياته ومن حيث الأساليب والوسائل؛ فهذه مرتبطة بتركيا وظروفها والشروط القائمة فيها. وأبرز تلك المعالم الأساسية لمن يريد الإصلاح والتغيير: 1- استيعاب الواقع المحلي المتميز عن سواه في كل بلد على حدة، واستيعاب الواقع الإقليمي والدولي استيعابا متجددا مع تطوراته الجارية دون توقف. 2- القدرة على التفاعل مع المتغيرات تفاعلا مدروسا متوازنا وسريعا، بما يشمل التقويم الدائم لمجرى الأحداث والتطورات والقوى المؤثر فيها، وتعديل المخططات والمناهج بما يتناسب معها. 3- الانطلاق المرحلي من الواقع القائم وليس من تجاهله، أو تجاوزه رغم وجوده، أو اعتبار الصدام المباشر مع معطياته هو الوسيلة الوحيدة للتعامل معه، ومثل هذا الانطلاق المرحلي يتطلب ابتكار أساليب ووسائل، تختلف من بلد إلى بلد، وتتميز بتجانسها واندماجها مع معطيات موازين القوى ومواطن تأثيرها في كل بلد على حدة. 4- اعتبار الإنجاز المرئي في الميادين الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وغيرها مما يرتبط بحياة الأفراد والشعوب ارتباطا مباشرا، هو الأساس الأول في تحديد الأهداف المرحلية، والعمل لها وفق نهج ثابت قائم بذاته، يراعي المعطيات الواقعية وينطلق منها، واعتبار ذلك شرطا لا غنى عنه -وليس شعارًا- في أي مسيرة تريد أن تصل إلى هدف الاحتكام إلى الإرادة الشعبية، آجلا أو عاجلا. 5- توطين الثوابت في الأهداف البعيدة، وهي الثوابت التي يكون « الإنسان » محورها، ويكون تحريره مدارها، بما يشمل التخلص من مختلف أشكال القهر والاستبعاد والاستغلال في مختلف الميادين، ويشمل البناء المستقبلي القائم على مشروع حضاري متكامل. (*) كاتب ومحلل سياسي سوري مقيم في ألمانيا. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 24 جويلية 2007)
خلوة السجين بزوجته واجبة كالصلاة!
صبحي مجاهد (*) القاهرة ـ أثيرت مجددا المطالبة بممارسة الخلوة الشرعية في السجون المصرية عقب مطالبة الدكتور حمدي السيد – نقيب الأطباء المصريين ورئيس اللجنة الصحية بمجلس الشعب_ بذلك؛ لمواجهة الأمراض التي باتت تهدد آلاف المساجين وأبرزها الإيدز، بسبب انتشار الممارسات الجنسية الشاذة بينهم.. ذكورًا أو إناثًا. وقد جاءت مطالبة د. حمدي السيد عقب تقرير للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري في إبريل 2006 أكدت فيه تزايد حالات الوفاة بمرض الإيدز داخل سجون بور سعيد، جراء الممارسات الجنسية الشاذة. وقد كان هناك شبه إجماع بين علماء الشريعة والفقهاء على وجوب تحقيق الخلوة بين السجين وزوجته أو العكس، مؤكدين على رفضهم اعتبار حرمان السجين من زوجته جزءا من العقوبة. وكان الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق أول من أصدر فتوى تجيز الخلوة الشرعية بين السجناء المصريين وزوجاتهم.. وقد جاء في نص الفتوى: « إن السجن عقوبة شخصية وليس عقوبة جماعية لقوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} أي أن العقوبة لا تنتقل إلى شخص آخر ». وأوضحت الفتوى « أنه من حق زوجة المسجون ألا تحرم من الحقوق الزوجية الخاصة؛ لأن الحياة الزوجية إذا استمرت بين الزوجين ولم تطلب الزوجة الطلاق بعد دخول زوجها السجن فمن المفروض أن تكون هناك حقوق زوجية شخصية خاصة بين الزوجين ـ أي المعاشرة الزوجية ـ حفاظًا على الأسرة والأبناء ». وأشار واصل في فتواه إلى ضرورة توفير الفرصة لالتقاء الزوجين، سواء كان ذلك في مكان لائق داخل السجن، أو بالخروج من السجن إلى مقر الأسرة، بحيث يتم تخصيص وقت محدد لهذا الغرض. وشدد على أن الخلوة الشرعية بين المسجون وزوجته ليست نوعًا من الترفيه، بل هي واجب مثلها مثل الصلاة؛ لأن العلاقات الزوجية عبادة كالصلاة والزكاة، وقمة العبادة هي ارتباط العلاقة الزوجية بما يحقق الغرض منها؛ وهو بناء أسرة سليمة اجتماعيا ووجود النسل الصالح. خلوة إجبارية! الدكتور محمد كمال إمام الأستاذ بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية يوضح أن القانون ليس فيه نص في مسألة تنظيم الخلوة بين المسجون وزوجته، وعليه يكون تنظيم تلك المسألة سلطة تقديرية لوزير الداخلية، فكما يسمح للسجين بزيارة الأب المريض، أو تشييع جنازة ابنه، يسمح بزيارة السجين لزوجته للخلوة بها. ويطالب إمام أن يتم تطوير المسألة بحيث يكون تنظيم الخلوة بين السجين وزوجته بطريقة إجبارية؛ باعتبار أن ذلك يتفق مع الشريعة الإسلامية، بحيث يوجد نص قانوني يسمح للسجين والمسجونة للقاء الزوجة أو الزوج، لتنفيس الغرائز بدلا من المشكلات الكثيرة التي تحدث داخل السجون وخارجها. ويلفت إمام إلى أنه من الناحية الشرعية فهناك حقوق خاصة تتعلق بالمرأة والرجل في الحياة الزوجية، فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية، ولا ينبغي منعها لكون الزوج أو الزوجة تم سجنهما، ويضيف أنه لا بد أن تكون هناك وسائل متاحة لتحقيق اللقاءات المناسبة بين السجين وزوجته لتقليل الأضرار الخاصة بالأسرة والسجين. ومع ذلك يشير إمام إلى أنه ليس في السجون المصرية أماكن لمثل هذه اللقاءات؛ إلا أنه يقترح في الوقت نفسه أن تكون هناك زيارات محددة تتم كل أربع أشهر؛ يسمح فيها للسجين بالزيارة لبيته في ظل ترتيبات محددة، حتى يمكن تنفيذ مسالة الخلوة بين المسجونين وزوجاتهم بشكل واقعي. لا حرج شرعًا الشيخ محمد الجزار أمين عام لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقًا يوضح تأييد الشرع الشديد لتنفيذ فكرة اللقاء الحميم بين السجين وزوجته أو العكس، ويعتبره أمرًا لازم التحقيق للقضاء على الانحرافات الأخلاقية داخل السجون وبخاصة إذا كان المسجونين من الشباب. ويستطرد قائلا: « إنه من الشرع والدين أن تكون هناك حجرات خاصة لتحقيق اللقاءات بين السجناء وزوجاتهم، أو بين السجينات وأزواجهن. مؤكدًا ضرورة أن تكون تلك الحجرات مناسبة مع قضاء حاجة الإنسان الشرعية ». ويرفض الجزار اعتبار حرمان السجين من زوجه جزءًا من عقاب السجن، وأن المسئولين عليهم فهم طبيعة العقاب وحقيقته، ومعرفة أن المعاقبة الجنسية بناءً على المعاقبة القانونية غير جائزة شرعا. ويشير إلى أن ما يدعم وجوب الخلوة الشرعية بين المسجونين وزوجاتهم هو أن الإسلام يأمر باستمرار العلاقات الزوجية حتى مع سجن الزوج؛ لأن في ذلك فائدتين: منع الشذوذ الجنسي، ومنع انحراف بعض الزوجات. على نفس الفكرة يؤكد الدكتور محمد دسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، حيث يوضح أن تحقيق الخلوة بين السجين وزوجته أمر مطلوب ولا حرج فيه، ويعتبر أن هذه القضية من الناحية الشرعية لا تتعلق بالسجين فقط، حيث إن عدم تحقيقها يؤدي إلى حرمان الزوجة من زوجها؛ مما قد يعرضها للفتنة. ويرى أنه يجب شرعًا على المسئولين التعهد بتحقيق هذه الخلوة حفاظًا على الأسرة،، ومنعا لإجبار الزوجة على اللجوء لطلب الطلاق خوفًا من الفتنة على نفسها، وكذلك حماية للمجتمع من الفساد الأخلاقي والشذوذ الجنسي، خاصة أن ما يجري داخل السجون قد يؤدي إلى انحراف جنسي. ويضيف دسوقي أنه قد يكون المقصود من معاقبة السجين هو عزله عن الحياة الطبيعية، ولكن المسألة معقدة بالنسبة للزوجة، ولذلك قامت بعض الدول الإسلامية مثل دولة قطر بتحقيق الخلوة بين المسجونين وزوجاتهم. ويشدد على أن تحقيق هذه الخلوة ليس له علاقة بقضية العقاب الكامل لهذا السجين؛ على أن يتم الأمر بصورة كريمة للزوجة والزوج. أما الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر فيبسط القول في مجموعة من القواعد والمقاصد الشرعية بنا عليها رؤيته في إباحة الخلوة. فيوضح أنه من المقرر شرعا أن الرفق بالإنسان واجب، وأنه من المتفق عليه في القضاء الإسلامي ما يسمى بـ « شخصية العقوبة » بمعنى أن العقوبة تكون للجاني فقط ولا تتعدى غيره، كما أنه من المجمع عليه في الإسلام عدم ازدواجية العقوبة إلا ما أتى فيه نص، كجلد القاذف ورد شهادته، وجلد الزاني البكر وتغريبه عام. ويضيف أن الأصل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق المحاربين الذين استاقوا إبل الصدقة غدرا، وقتلوا الراعي الأمين عليها غدرا: « لا تجمعوا عليهم بين الحر والعطش »، فصار ذلك أصلا في الإسلام.. وهو أن الأصل في العقوبة عدم تعددها إلا بنص. ويشير إلى أن من مبادئ الشريعة الإسلامية أن السجين والمحبوس عقوبته للتقويم والتهذيب لا للآلام والتعذيب. ويشدد كريمة أنه على ضوء هذه النصوص والقواعد والمقاصد الشرعية فإن « إتاحة خلوة بين المسجون أو المحبوس وأهله سواء الزوجة أو الأقارب من الرجال والنساء للأنس بهم وليس بالضرورة المعاشرة الجنسية فقط؛ يحقق جملة مصالح دينية واجتماعية، وكما قال بن القيم: « حيث كانت المصلحة فثم شرع الله ». ويلفت إلى أنه لا ينبغي « إهدار » تجاهل انتشار فعل قوم لوط، ولا الاستمناء والكبت الجنسي والعذاب النفسي للمسجونين، بسبب منع تحقيق الخلوة لهم بزوجاتهم؛ لأن في ذلك مفاسد، في حين أن القاعدة الفقهية هي « دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح ». ويؤكد كريمة أنه لا عبرة بمن يتعلل بأن تحقيق الخلوة بين المسجون وزوجه نوع من تخفيف العقوبة؛ لأن التخفيف أمر ظني، ولا عبرة بالظن في الحكام الفقهية. ويضيف أنه على فرض أن هذه الخلوة ستؤدي إلى التخفيف، فإن التخفيف أمر حض عليه الشرع؛ رعاية لآدمية الإنسان، ويوضح أن آلية الخلوة تعد أمرًا تنظيميًّا، يترك بالدرجة الأولى إلى الجهات ذات العلاقة، فهي أدرى بوسائلها ودراستها وخبرتها ورجالها. المردود النفسي وحول التأثير النفسي الناتج عن مسألة تحقيق الخلوة الشرعية بين المسجون وزوجته يوضح الدكتور أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن سجن الإنسان في حد ذاته حرمان من الحرية ومن حقه الجنسي في الاستمتاع بزوجته، ومن هذا المنطلق وجد أنه في مجتمع السجون يحدث انتشار للممارسات الجنسية المثلية بسبب الكبت. ويشير إلى أن ما يساعد نفسيا على ظهور الشذوذ وممارسته في السجون في ظل غياب المعاشرة الزوجية للسجين؛ هو أن السجين يأكل ويلعب رياضة وليس لديه شيء آخر، فيصبح الفراغ مع الانشغال الجنسي ملحا يدفع إلى ظهور ذلك الشذوذ. ويعتبر العقباوي أن الخلوة الشرعية بالزوجة هي الحل الوحيد لمشكلة انتشار للشذوذ الجنسي بين المسجونين، ويوضح أن المنع يؤدي إلى عقاب للزوجة أيضا، وإصابتها بالكبت الجنسي والعكس صحيح أيضا. وعن التحديات التي قد تواجه تطبيق فكرة الخلوة بين المسجونين وزوجاتهم يوضح أنه قد يظهر في إحساس القائمين على السجون بأنهم يفعلون أمرًا غير واقعي، وبالتالي ستكون هناك مقاومة شديدة لديهم لهذه المسألة. (*) صحفي مصري (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 25 جويلية 2007)
فيلم شاهين «هي فوضى» في مهرجان البندقية
روما – عرفان رشيد سيعرض فيلم يوسف شاهين الجديد «هيّ فوضى» في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، في دورته الرابعة والستين التي ستنطلق في جزيرة الليدو في 29 آب (أغسطس) المقبل وتستمر حتى التاسع من شهر أيلول (سبتمبر). وأعلن مدير المهرجان ماركو موللر أمس عن عرض 57 شريطاً روائياً طويلاً من 29 بلداً، اختير 22 منها للمسابقة الرسمية، من بينها فيلم «هيّ فوضى» ليوسف شاهين، كما اختير 13 شريطاً للعرض خارج المسابقة الرسمية، فيما تضمّن برنامج «آفاق» 22 شريطاً. وإضافة الى فيلم يوسف شاهين يتضمن برنامج المســـابقة الرســمية أفلاماً لمخرجين كبار الى جانب مخرجين شباب اعتبر موللر أنهم «طاقات ستتحدث عنها الســـينما وجمهورها في وقت قريب للغاية». وشدّد على أنهم «موهوبون حقاً». ومن الذين سيعرضون أعمالهم في المسابقة الرسمية الأميركي برايان دي بالما والبريطانيون بيتر غرينواي وكين لوتش وكينيث براناه، والروسي نيكيتا ميخالكوف، ومن الشباب المخرجان الإيطاليان فينتشينسو مارا وباولو فرانكي، إضافة الى الفرنسي – التونسي الأصل – عبداللطيف قشّيش. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جويلية 2007)
كشف جديد لصراع بوش وسرقة النفط العراقي ونظرة جديدة علي الفساد العربي عبر ألف ليلة وليلة: عدد جديد من شهرية وجهات نظر
القاهرة ـ القدس العربي صدر العدد الجديد من مجلة وجهات نظر وتصدر العدد مقال لديفيد ريمثك 1967: إسرائيل، الحرب، والسنة التي حولت الشرق الأوسط لتوم سيجيف وترجمته الكاتبة العراقية بثينة الناصري تحت عنوان اليوم السابع! لماذا تستمر حرب الأيام الستة حتي الآن ، البحث نشره المؤلف بالانكليزية عن دار ميتروبوليتان، ويعتبر المقال ان سيجيف اليهودي أول مؤرخ يجادل بأن حرب 1967 لا تشبه قصة ديفيد وجوليات كما روجتها الأبواق الرومانسية، بل مسيرة كارثية متعددة الجوانب تصل حد الحماقة، ويقول المقال ان مايكل أدرين وهو مؤرخ يقف سياسيا علي يمين سيجيف لم يتردد في كتابه المهم ستة أيام من الحرب أن يعدد الأخطاء وسوء المشورات والأحداث العشوائية والعنجهيات المهلكة من الجانبين. كذلك نشر العدد مقدمة أندريه فرساي ستون عاما من الصراع في الشرق الأوسط وهو عبارة عن حوارات مع بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة ووزير الدولة للشؤون الخارجية في مصر إبان عهد الرئيس السادات وشيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ورئيس حزب العمل آنذاك. أيضا تضمن العدد مقالا حول رواية جون أبدايك الإرهابي كتبه جوناثان رابان وترجمه عادل فتحي بعنوان تحت نهاية النفق يشير المقال الي الخلفية الغربية عن الإرهاب الإسلامي قائلا: إن كل ما نعرفه عن حياة الإرهابيين الإسلاميين الجدد يؤكد أن منابع الجهاد ضد الغرب لا تقع في الشرق الأوسط وانما في ضواحي المهاجرين الحقيرة في مدن الغرب الكبري، مثل ضاحية هاربورج علي الضفة الأخري من النهر القادم من هامبورج حيث جري هناك في مسجد متواضع تكليف محمد عطا ورفاقه بمهمتهم السماوية كشهداء، أو ضاحية بيستون في ليدز بإنكلترا، حيث جمع صديق خان عصابته من مفجري لندن، أو ضاحية لافابيس في مدريد، حيث كان يقطن جمال زوقام المتهم بتفجيرات قطارات مدريد، ويشير جوناثان رابان الي أن رواية أبدايك أبدعت في تصوير مشهد لمدينة بائسة يقطن فيها مجاهدوه المتخيلون، وتتساءل المجلة في مقدمتها للمقال بقولها: هل يفهمنا هؤلاء الغربيون حقا؟ هذه الرواية لكاتبها الأمريكي الشهير تأخذنا إلي موضوع قتله البحاثة الغربيون بحثا: لماذا يتحول بعض الشباب المسلم إلي إرهابيين؟، حسب لغتهم وتوصيفاتهم، هل هي كراهية المجتمع الليبرالي وثقافته المنفتحة، ام هو مجرد التزام بالتعاليم الدينية التي تحض علي ذلك، أم أن الأمر كله لا يخرج عن عملية غسيل مخ تقوم بها جماعات منظمة للمراهقين من الشباب؟ وتضيف المجلة: ان السؤال الذي بات بندا ثابتا علي أجندة المراكز البحثية الغربية، تعالجه الرواية معالجة يبدو أن فيها من السذاجة ما قد تفرضه طبيعتها الدرامية، وإن كان يحسب لها علي أية حال اقترابها المجرد من قضية الهاجس الإيماني في المجتمع المادي لما بعد الحداثة، وربما يحسب لها أنها في نهاية النفق تقودنا إلي الحقيقة المطلقة: الإيمان لا يقتل . كذلك تضمن العدد مقالا لـ كريس فلويد تحت عنوان بترول العراق، الجائزة الكبري ترجمة عادل فتحي، يتناول المقال وضع النفط العراقي بعد النصر الأمريكي بتدمير العراق ويقول الكاتب ان هناك مشروع قانون للنفط العراقي صاغته إدارة بوش وتابعه البريطاني وسيؤدي المشروع الي اعادة تشكيل جوهرية لصناعة النفط في العراق وفتح الباب علي مصراعيه علي ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم، وسيسمح لشركات النفط الاجنبية بالعمل هناك علي نطاق واسع لأول مرة منذ تأميم الصناعة عام 1972. ويضيف كريس فلويد أن القانون سوف يقدم فرصا سخية للغاية وغير مسبوقة لشركات إكسون موبيل، وبي بي، وشل وغيرها من أصدقاء البيت الأبيض العاملين في مجال الطاقة، مما يسمح لها بضخ أرباح هائلة طوال عقود قادمة من حقول البترول العراقية المملوكة – صوريا – للدولة، ويؤكد المؤلف أن القانون بدأ العمل عليه من بداية الغزو بل يشير الي انه تم إعداده قبل بداية الغزو بأشهر معدودة. عندما استدعت إدارة بوش فيليب كارول كبير المسؤولين التنفيذيين السابق لشركتي شل وفلور، وهي مؤسسة الخدمات البترولية ذات الصلات السياسية لوضع خطط طواريء لاقتسام النفط العراقي بعد الغزو. كما كتب حسين عبدالله حول نفس الموضوع بعنوان قانون المحتل ! وأكد أن حجم ما يتم نهبه من النفط العراقي يتراوح بين 100 و300 ألف برميل يوميا، وتتراوح قيمة النهب والسرقات بين 5 و15 مليون دولار يوميا، كذلك كتب فاروق شوشة عن كتاب الرائد اللغوي أحمد مختار عمر اللغة واختلاط الجنسين ، وكذلك قدم جانبا من كتابه الجديد الذي صدر عن دار العين تحت عنوان غريب الوجه واليد واللسان . تضمن العدد أيضا مقالا لـ ريمتريوس ثانا سولاس ترجمته بثينة الناصري تحت عنوان لغة متمردة ويتناول المقال ويناقش العلاقة الوثيقة بين اللغة وجنس المتكلم باعتبارها جزءا من القضايا الرئيسية المعقدة في علم اللغة الاجتماعي. كما نشرت المترجمة رفق مقالها جزءا من كتاب العراقية لطيفة الدليمي الصادر عن دار عشتار في القاهرة عام 1999 تحت عنوان المرأة المبدعة في حضارات العراق القديم والمقالات الثلاث تتناول وضع المرأة في اللغة العربية ومعظم لغات العالم. كذلك تضمن العدد جزءا من كتاب محمد عبدالرحمن يونس الاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة تحت عنوان قوانين القصر ونساؤه والكتاب صادر بالتعاون بين الدار العربية للعلوم ببيروت ومكتبة مدبولي. كذلك نشر العدد ملخصا لرسالة الدكتوراه التي حصلت عليها الصحافية والمترجمة دنيا حشمت حول موضوع تطور تمثيل مدينة القاهرة في الأدب المصري الحديث والمعاصر تحت إشراف هايدي تولو، وتشكلت لجنة المناقشة من لوك ديهوفيلس، بطرس الحلاق، أمينة رشيد، هايدي لوك وحصلت عليها الباحثة من جامعة باريس. كذلك نشر العدد ردا من الدكتور سليم العوا علي الدكتور جابر عصفور تحت عنوان الإسلام دين ودولة، مساءلة مقال ، كما نشر عمار علي حسن دراسة بعنوان الدين والسياسة في مصر من تألية الحكام الي تكفيرهم وقدمت ليلي عنان مقالا بعنوان الحفر في المقدس حول كتاب حفر المقدس، علم الآثار والنظرة الجديدة لتاريخ إسرائيل للمؤلف شارلز إندرلين، كذلك كتبت أمية جوزيف سماحة عن والدها الراحل جوزيف سماحة الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، تحت عنوان صورة عائلية، كان جوزيف وقد كتبت المقال ابنة جوزيف سماحة بالفرنسية، وترجمته داليا توفيق سعودي، كذلك كتب محمد فؤاد الذاكري تحت عنوان كوميديا العرب وكتبت شريفة زهور عن ليلي مراد عبر قراءتها لكتاب أسرار أسمهان: المرأة والحرب والغناء الذي ألفته شريفة نزار بالانكليزية وترجمت المقال نرمين نزار، وكتب عزت إبراهيم تحت عنوان عرابي، في الصحافة الأمريكية ، هذا بالإضافة الي الباب الثابت إصدارات جديدة، وقد اختتم العدد الكاتب أيمن الصياد مدير تحرير المجلة بمقدمة قصيرة لكلمة محمود درويش التي نشرها بجريدة الحياة حول الاقتتال الفلسطيني. يترأس تحرير مجلة وجهات نظر الكاتب الصحافي سلامة أحمد سلامة وتصدر عن دار الشروق. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جويلية 2007)