حــرية و إنـصاف: تجمع لأطياف المجتمع المدني من أجل أطلاق سراح موقوفين
حــرية و إنـصاف: بيــــــان
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محاكمات جديدة بتهمة ..الإرهاب..!
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: النيابة تستدعي الأستاذين النوري و النصراوي – اعتقلات و استدعاءات بتعلات ..غريبة !
الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب: النـّشرة – العدد الأول
اللقــاء الإصــلاحي الديمقراطــي: رسـالة تضـامن وتأييــد
عبدالله الزواري: اختطافات جديدة… فاعتصام جديد..
يوميات الصمود (3)
إيلاف: وزيرة فرنسية تدعو ساركوزي لدعم النظام التونسي ضد الإسلاميين
العرب أونلاين: ساركوزي: العلاقات الفرنسية التونسية ممتازة – بن على يطالب بمشاركة متساوية للدول المعنية باتحاد المتوسط
يو بي أي: تونس تدعو إلى إرساء قاعدة اقتصادية عربية صلبة لمواجهة تحديات العولمة
العرب: الرئيس التونسي يزور الدوحة الشهر المقبل
اخبار تونس: مشاركة تونسية ناجحة في مسابقة دولية للقران الكريم
محمد شمام: حتى لا يشوش على واجبي الشرعي – الحلقة الثانية
أحد المنفيين المدفونين: ما الذي دفن في نصرالله.. « فريب » أم مواد مشبوهة
صابر عيد: الحرب على الحجاب في تونس تنتقل إلى خشبة المسرح
خالد شوكات: تونس من دون موقف
عبدالباقي خليفة: الموقف من صحيفة « الموقف »
سليم الزواوي: أوضاعنا الاجتماعية بين التأويل المغرض والقراءة المسؤولة
د. بشير عبد العالي:الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء السادس
محمد العروسي الهاني: كتاب الوفاء الدائم سيرى النور قريبا ان شاء الله. لدعم حرية الرأي في بلادنا و اثراء الحوار
اسلام أون لاين: مفكر تونسي يهاجم « الانسلاخسلاميين »
الحياة: صوَر عن انعدام التواصل بين الأجيال في تونس
الحياة: مدينة «الكاف» علامة جديدة على خرائط المولعين بالسياحة البيئية والثقافية
توفيق المديني: العرب والمقاطعة
أيمن حسونة: أحزاب الإنترنت».. قوي سياسية جديدة تجتاح الوطن العربي
د. امحمد جبرون :الاسلاميون ومسألة الثروة والسلطة اسلوبهم في مقاربة إشكالية الحكم ينقصه التحليل وتطبعه العشوائية
الشرق الأوسط: الجزائر تعد قانوناً يجرِّم إحالة الوالدين إلى دار المسنين
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- الصادق العكاري 22- هشام بنور 23- منير غيث 24- بشير رمضان 25 – فتحي العلج |
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش/. |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1- الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلوش |
برنامج « الرابعة » على قناة حنبعل تي في الخاصة ليوم 24 أفريل 2008 مشاكل الشباب التونسي
(تضمن مداخلات شبابية جريئة ونبرة مُلفتة من بعض المشاركين) للمشاهدة، اضغط على الرابط التالي:
http://www.hannibaltv.com.tn/visualise.php?ep=186&em=54بسم الله الرحمان الرحيم لجنة عائلات المساجين ضحايا قانون الإرهاب
تجمع لأطياف المجتمع المدني من أجل أطلاق سراح موقوفين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 28/04/2008 بيــــــان
كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : محاكمات جديدة بتهمة ..الإرهاب..!
في الإستقواء البوليسي..و القضائي..! النيابة تستدعي الأستاذين النوري و النصراوي
اعتقلات و استدعاءات بتعلات ..غريبة !
تم صبيحة اليوم ( على الساعة التاسعة و النصف )اختطاف السجينين المسرحين الأخوين إبراهيم و علي الحرزي و لم يتم تسريحهما إلا حوالي الساعة السادسة و الربع ) و قد تم تبرير احتجازهما بـ » الإجراءات الأمنية المتعلقة بزيارة الرئيس الفرنسي ) ، و إذ تعتبر الجمعية أن هذا الإختطاف الجديد يشكل تماديا في خرق القانون و الإستخفاف بحريات المواطنين فإنها ترى في المبرر المقدم نوعا من » الإستقواء البوليسي » على المواطنين بتعلات لا تقل في غرابتها عن اتهام النشطاء بـ..الإستقواء بالخارج ..! عن الجمعية الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي
النـّشرة العدد الأول أفريل 2008
الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب بـــــــلاغ
تقرير حول الاعتقالات بالرديف
تشهد منطقة الحوض المنجمي منذ مطلع شهر جانفي 2008 تحركات اجتماعية متواصلة ضدّ البطالة وتدهور ظروف العيش والمحسوبية والفساد.. وقد اتخذت هذه التحركات أشكال عديدة منها المظاهرات والمسيرات والاعتصامات في الخيام وفي دور الاتحاد العام التونسي للشغل وحتى في بعض المقرات الرّسمية (المعتمديات) ومقرات الحزب الحاكم « التجمّع الدستوري الديمقراطي ». وقد انطلقت هذه التحركات، التي تمثّل انتفاضة شعبية، محلّية، شاركت فيها كل الفئات السكانية من مختلف الأعمار والمهن ومن النساء والرجال و حتى من المعاقين على حدّ سواء، على إثر إعلان نتائج مناظرة للتشغيل بشركة فسفاط قفصة يوم 4 جانفي الماضي. وجاءت هذه النتائج مخيّبة للآمال سواء من حيث عدد الناجحين أو من حيث معايير النجاح التي طغى عليها معيار الولاء السياسي والمحسوبية والارتشاء وليس معيار الكفاءة العلمية أو المهنية. وقد كانت هذه النتائج بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس. إن منطقة قفصة، وخاصّة مدن الحوض المنجمي، تعاني من نسب بطالة مرتفعة خصوصا في أوساط الشباب بمن فيهم أصحاب الشهائد العليا، ومن تفاقم الفقر والتهميش، بسبب غياب المشاريع التي تنهض بالجهة وتلبّي حاجات سكّانها. كما تعاني من تلوّث المحيط بما في ذلك المياه الصالحة للشراب بسبب المواد الكيمياوية المنبعثة في الهواء من مراكز إنتاج الفسفاط أو المختلطة بالمياه المستعملة في الغسّالات وهو ما أدى إلى تكاثر الإصابات بالأمراض الخطيرة. ولقد سبق أن شهدت الجهة في السنوات الأخيرة عديد التحركات التي قام بها شبان معطّلون عن العمل (تجمعات،إضرابات عن الطعام، اعتصامات…) أو فلاحون أعوزتهم الإمكانيات. و قد قابلتها السلطات بالقمع. وحين انطلقت تحركات سكان الحوض المنجمي تجاهلتها السلطة في فترة أولى اعتقادا منها أنها ستفتر بمرور الأيام، و تجنبت الرّد عليها بعنف كما اعتادت في مثل هذه الحالات، خوفا من أن تتسع رقعة الاحتجاجات و تمتدّ إلى مناطق أخرى من البلاد تعاني من نفس المشاكل وتفضح الطابع الديماغوجي للخطاب الرسمي حول الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية المزعومة التي استعملتها لتغطية انتهاك الحريات وحقوق الإنسان و غياب الديمقراطية. ولكن مع استمرار التحركات وتجذرها، لم تجد السلطة بدّا من الردّ عليها بالقمع. فقد حاصرت قوات هائلة من أعوان البوليس مدينة الردّيف منذ مطلع شهر مارس الماضي وكانت هذه القوات مسلّحة بالرّشاشات والهراوات والكلاب وخراطيم المياه. وفي مطلع أفريل اتخذت السلطات قرارا استفزازيا يقضي بتشغيل الناجحين في المناظرة موضوع الخصام، بداية من يوم 7 أفريل صباحا. وهو ما أثار حفيظة السكان. ولإيجاد ذريعة لتدخّل البوليس وإخماد الحركة نهائيا عمدت عناصر مشبوهة في الليلة الفاصلة بين الأحد 6 أفريل والاثنين 7 أفريل إلى رمي الحجارة على مركز الشرطة بالرّديف فاقتحم البوليس المدينة ونكّل بأهلها، فقرر النقابيون والمعطّلون عن العمل والنشطاء تنظيم تجمّع احتجاجي صبيحة الاثنين 7 أفريل أمام مقرّ الاتحاد المحلّي للشغل لتجديد رفضهم نتائج المناظرة المذكورة وللاحتجاج على أعمال البوليس الانتقامية. فداهم البوليس مقرّ الاتحاد واعتدى بالعنف على المتجمّعين واعتقل عددا من المسؤولين النقابيين والعشرات من الشبان المعطّلين عن العمل. وقد تعرّض جميعهم إلى التعذيب. كما تعرض في نفس اليوم العديد من أهالي أم العرائس إلى أعمال تنكيل وتعذيب. وقد انتقلت رئيسة الجمعية الأستاذة راضية النصراوي والكاتب العام للجمعية الأستاذ منذر الشارني إلى مدينة الرديف واتصلا بعدد من الموقوفين بعد إطلاق سراحهم وبالأهالي وجمّعا المعطيات التالية حول أساليب التعذيب والانتهاكات التي تعرّضوا لها: ·عدنان الحاجي: 50 سنة، معلّم، كاتب عام النـّقابة الأساسية للمعلّمين بالرديف، الكاتب العام المساعد للاتحاد المحلّي للشغل بالرّديف. يؤكّد عدنان الحاجي أنه لمّا كان متوجّها صبيحة الاثنين 7 أفريل 2008، إلى مقرّ الاتحاد المحلّي للشغل بالرّديف اعترض سبيله وهو برفقة النقابيين عادل جيار(تعليم ثانوي) وبوجمعة الشريطي (قطاع صحّة) العشرات من أعوان البوليس يتقدّمهم مدير إقليم الأمن بقفصة المسمى سامي اليحياوي ورئيس منطقة الأمن بالمتلوي المسمى لطفي حيدر ورئيس فرقة الإرشاد بقفصة المسمى محمد اليوسفي. وقد أوقعوه أرضا وانهالوا عليه مباشرة ضربا وركلا على كامل جسمه بما في ذلك على جنبه الذي كان أجرى عليه عملية جراحية (التبرع بكُلية لزوجته) مما أدى إلى تبوّله الدم. وقد أوثق الأعوان يديه إلى الخلف بالكبالات وظلوا يعنفونه في الطريق إلى مركز الشرطة وفي داخله وكذلك أثناء نقله إلى منطقة الأمن بقفصة. وقد أكد عدنان الحاجي الذي تعرض إلى الحرق بالسجائر على مستوى رأسه أن الأعوان كانوا متوترين للغاية وكانت تقودهم روح التشفي والتنكيل وقد كان الضرب مرفوقا بالسب والشتم والإهانات. وقد لاحظا موفدا الجمعية آثار عنف وتعذيب في أماكن مختلفة من جسم المعني وخاصة في وجهه ورأسه كما تثبت ذلك الصور المرافقة. ·الطّيب بن عثمان: 38 سنة معلّم بمدرسة حي الزّمرة بالرّديف، عضو نقابة التعليم الأساسي. ذكر أنه لمّا علم بإيقاف عدنان الحاجي ونقابيين آخرين توجّه إلى مقرّ الاتحاد المحلّي للشغل فهاجمه حوالي 20 عونا من أعوان فرق التدّخل وهو مع ثلّة من زميلاته وزملائه وأوقفوه واقتادوه إلى مركز الشرطة بالرّديف وهم يعتدون عليه لطما ولكما وركلا. وكان الأعوان يضربونه أيضا بعصيّ مطاطية، على كامل أجزاء جسمه وكسّروا له نظّاراته الطبية. ولما وصل إلى مركز الشرطة طرحوه أرضا ورفسوه بأرجلهم ومزّقوا ثيابه وهم يشتمونه ويسبّونه ويبصقون عليه ويتّهمونه بـ »الخيانة ». وفي الأثناء جيء بأخيه محمد وهو عامل يبلغ من العمر 34 سنة. وعُومِل بنفس الأسلوب وبمحضره قام أحد أعوان الأمن بالتحرّش الجنسي على الطّيب وهدده بإدخال عصى بدبره. وبعد هذه الحصّة من الضرب والإهانة نقل الطّيب إلى منطقة الأمن بقفصة حيث استقبله رئيس فرقة الإرشاد محمد اليوسفي وأعوانه بالضرب على الوجه والرأس. وأثناء التحقيق معه كانوا يضربونه على يديه بالعصيّ ويصفعونه على وجهه. وفي وقت من الأوقات وضعوا رجليه فوق كرسي وهو جالس على كرسي آخر وجلس عون على ركبتيه حتى يمنعه من تحريك رجليه وتولى عون آخر ضربه على أسفل القدمين بعصا. كما ضربه أعوان آخرون على جنبه الأيسر إلى حد أنه أصبح يجد صعوبة في التنفّس والحركة. كما ضربوه على مؤخّرته وعلى ظهره مما جعله لا يقدر على الجلوس إلاّ بصعوبة، ويؤكّد الطيب بن عثمان أن التعذيب دام كامل يوم الاثنين 7 أفريل 2008 بمقرّ منطقة الأمن بقفصة، علما وأن الاعتداءات عليه التي حصلت أثناء إيقافه تمت على مرأى ومسمع من النّاس المتجمّعين والمارّين. وقد لاحظ موفدا الجمعية آثار التعذيب في عدّة أماكن من جسم الطّيب بن عثمان (انتفاخ على مستوى الوجنتين وآثار زرقة على العينين وعلى مستوى الجبين…). ·عادل جيار: 39 سنة، أستاذ تعليم ثانوي، تحمّل سابقا مسؤولية نقابية في قطاع التعليم الثانوي بالرّديف. تمّ إيقافه يوم الاثنين صباحا حوالي الساعة الثامنة ونصف، وعُومِل بنفس الشكل الوحشي الذّي عُومِل به رفاقه. بمجرّد أن وقع إدخاله إلى سيارة الشرطة بدأ الضرب و الشتم وكُبّلت يداه إلى الوراء وكان الأعوان يستعملون ولاّعة لتسخين الكبّالات حتى يحترق معصماه. وقد عاين ممثلا الجمعية آثارا على مستوى العين اليسرى (زرقة حول العين واحمرار داخلها) وجروح على مستوى قصبتي الرّجلين والأصابع وآثار كبّالات خاصّة على مستوى المعصم الأيمن. وكان عادل الجيار يشكو رضوضا وآلاما على مستوى زنديه وكتفيه وزفيفا على مستوى الأذنين جرّاء اللكم واللطم حتى بعد إطلاق سراحه. وبالإضافة إلى التعذيب الجسدي فقد كان الأعوان الذين عذّبوه وعددهم ثمانية يستعملون عبارات ماسّة بالكرامة ويشتمونه باستمرار وقد عمد أحدهم إلى وضع رجله في مؤخّرة عادل جيار لمّا كان هذا الأخير مكبّل اليدين إلى الوراء ومنحنيا واستعمل هذا العون ألفاظا بذيئة تجاهه. أما محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد المعروف بوحشيته لدى النقابيين واليساريين والسلفيين وغيرهم فقد حرمه حتى من الذّهاب إلى دورة المياه مما اضطره إلى التبوّل وهو جالس على الكرسي الذّي كان موثوقا إليه. وصرّح عادل جيّار لممثلي الجمعية أنه أجبر على إمضاء محضر دون الاطلاع على فحواه لأن أعوان البوليس كسروا له نظاراته الطبية بالإضافة إلى كون عيناه كانتا منتفختين ومُدميّتين نتيجة التعذيب. وأطلق سراحه يوم الأربعاء 9 أفريل على الساعة الحادية عشرة ليلا دون أن يكون حصل هو أو رفاقه على المأكولات والسجائر التي وفـّرها لهم فرع الرّابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بقفصة منذ بداية الاعتقال. ·بشير العبيدي: 55 سنة، تحمّل سابقا مسؤولية نقابية في قطاع التعليم الأساسي، رئيس لجنة التفاوض التي شكلها المواطنون المحتجّون. يؤكّد بشير العبيدي أنه ضُرِبَ من قبل أعوان البوليس في الطّريق العام عند إيقافه وطُرِحَ أرضا ووقع تمزيق ثيابه، وكان ضُرب على جنبه الأيسر بشدّة مما أحدث له آلاما حادّة لمدّة أيام عديدة، كما ضُرب على مستوى الرأس والظهر والكُلى، تحت إشراف مدير الإقليم ورئيس المنطقة، ورئيس الغرفة الثانية المختصّة ورئيس فرقة الإرشاد بالمتلوي. كما أكد بشير العبيدي من ناحية أخرى أن محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة كان من أكثر الجلادين وحشية وأنه كان يُظهر للموقوفين حقدا كبيرا. وقد عاين ممثّلا الجمعية آثار التعذيب على مستوى العين اليمنى. وأطلق سراح بشير العبيدي يوم الخميس 10 أفريل الجاري دون أن يكون تحصّل هو أيضا على الغذاء الذّي وفره فرع الرابطة بقفصة. ·بوجمعة الشريطي: 54 سنة، ممرض، عضو النقابة الأساسية للصحة وعضو الاتحاد المحلي للشغل بالرديف. أوقف يوم الاثنين 7 أفريل الجاري على الساعة الثامنة صباحا أمام مقر الاتحاد لما كان يحاول حماية عدنان الحاجي وعادل جيار من اعتداءات البوليس. وقد أكد أن أعوان البوليس طرحوه أرضا وانهالوا عليه ضربا بالعصيّ والأحذية كما نتفوا شعره وجرّوه وهم يعنفونه إلى مركز الشرطة بالرديف. وقد طال الضّرب ركلا ولكما كامل جسمه بما في ذلك الرأس. وقاموا داخل المركز بطرحه أرضا من جديد وضربوه بوحشية مركزين على القفص الصدري إلى أن أغمي عليه، كما كانوا يبصقون عليه ويسمعونه بذيء الكلام ويلحقون به الإهانات. ويؤكد بوجمعة الشريطي أن أعوان البوليس أجبروه على خفض رأسه لإذلاله وهم يقولون له: »ارحلوا إلى الجزائر كان على النظام أن يعد طائرة لقصفكم بالقنابل ». ثم نقل إلى منطقة الشرطة بقفصة حيث تم تجريده من ملابسه وتداول خمسة وعشرون عونا على تعذيبه ضربا وبصاقا وشتما… وقد دام هذا التعذيب حتى إطلاق سراحه يوم الأربعاء 9 أفريل مخلفا له أوجاعا كبيرة خاصة على مستوى الضلوع من الجهة اليسرى والساق اليمنى التي شعر وكأنها مشلولة. وشهد بوجمعة الشريطي بما تعرّض له عديد الموقوفين من تعذيب وخاصة الأطفال دون 17 سنة. · غانم الشريطي: 25 سنة، طالب مرسم بتونس العاصمة. أوقف يوم الاثنين 7 أفريل حوالي الخامسة صباحا من قبل مجموعة من أعوان فرق التدّخل لا تقل عن ثلاثين عنصرا. وكان هؤلاء قاموا بخلع الباب الخارجي لمنزل الأجوار وصعدوا فوق السطوح ثمّ نزلوا وسط منزل الشريطي. وقد أشهر أحدهم مسدسا في وجه والدة غانم الشريطي فيما كان البقية مسلحين بالعصيّ. دخلوا بعد ذلك إلى غرفة نومه واقتلعوه من فراشه وشرعوا في ضربه إلى أن وصلوا به إلى المركز حيث بادر أحدهم بالقول: »هذا جزائري اقتلوه. لماذا لم تقصفكم طائرة وتريحنا منكم؟ » ثمّ سرعان ما انهال عليه الجميع ضربا وخاصّة « سامي اليحياوي » مدير إقليم الشرطة بقفصة ولطفي حيدر رئيس منطقة المتلوي. قام الأعوان بوضع غطاء على وجهه حتى لا يراهم وأوثقوا يديه بالكبّالات إلى الخلف حتى شعر بأنهما ستقطعان. وحرقوا صدره بالسجائر. وأخرجوه من المركز وكلهم يضربونه على كامل أجزاء جسده، ورموا به في سيارة شرطة كبيرة وركلوه ورفسوه بأحذيتهم الكبيرة. أما محمد اليوسفي فكان يضربه بالكبالات على ظهره محدثا له آلاما كبيرة. أخذوه مع 13 موقوفا إلى منطقة الأمن بالمتلوي فرفض الأعوان هناك قبولهم بالنظر إلى ما تبيّن لهم من خطورة حالتهم الصحّية وقد سمعهم غانم يقولون: « هاذم هاو باش يموتوا » !! فتوجّهوا بهم الأعوان إلى منطقة الأمن بقفصة وهم يرتدون تبانات فقط، وكان الأعوان يوجّهون إليهم بشكل مستمر وابلا من السب والشتم والعبارات البذيئة. وفي قفصة علّق الأعوان غانم في وضع الدجاجة المصلية وهو عار تماما وانهالوا عليه ضربا على كامل جسده وكانوا يسألونه: « هل شاركت في مظاهرة الليل؟ » ويذكر غانم أنهم كانوا يخرجونه من (الجيول geole) ثمّ يعيدونه إليه بعد أن يعذبوه بإشراف محمد اليوسفي الذي كان يتبجّح » أنا متاع فرقة الإرشاد وعذبتكم وبرّوا اشكوا » لقد قضّى غانم الشريطي، حسب تصريحه، ثلاثة أيام وهو عاري الجسم إلا من تبان وتداول على تعذيبه عديد الجلادين أحدهم كان في حالة سكر مطبق وهو لا ينفكّ يشتمه ويسبّه. * جمعة الحاجّي: 44 سنة، معلمة، نقابية، زوجة عدنان الحاجي. ذكرت أنها لما علمت بإيقاف زوجها وضربه وإهانته اتجهت إلى الاتحاد المحلي للشغل حوالي العاشرة والنصف صباحا للتعبير عن احتجاجها. فاعترضها أعوان البوليس وعنفوها وعمدوا إلى جرها من يديها لإبعادها من المكان وإجبارها على العودة إلى منزلها. وأثناء الجر مزق الأعوان عرقا (ناسور fistule) بيد جمعة الحاجي كان يُستعمل لتصفية الدم قبل أن تزرع لها كُلية تبرع بها لها زوجها وقد احتفظ بذلك الناسور احتياطا. وقد أدى تقطيع العرق إلى حصول نزيف خطير بيد المعنية مما استوجب إجراء عملية جراحية عليها يوم الأربعاء 9 أفريل 2008 بإحدى المصحات بقفصة كلفتها حسب تصريحها حوالي 2500 دينار. وقد غادرت المصحة يوم الأحد 13 أفريل ولكن حالتها الصحية تدهورت من جديد مما استوجب نقلها إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة يوم الخميس 17 أفريل حيث خضعت لعلاجات مكثفة لمدة تسعة أيام. إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب: – تدين كل أشكال العنف والتعذيب التي سلطت على كل المعتقلين بمن فيهم الذين لم يقع التعرض لهم في هذا التقرير سواء كانوا من الرديف أو من أم العرائس أو من المظيلة. كما تدين العنف المادي واللفظي الذي سلط على أهالي مدن الحوض المنجمي من قبل أعوان البوليس. – تندد بإمعان السلطات في استعمال الأساليب الأمنية لمواجهة مطالب المواطنين المشروعة ومنها خصوصا الحق في الشغل والكرامة، وتؤكد أن هذه الأساليب منافية لأبسط مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في المواثيق الدولية. – تذكّر السلطات بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها والتي كانت تدعي احترامها أمام الهيئات الأممية في نيويورك (مارس 2008) وجينيف (أفريل 2008) في الوقت الذي كان فيه أعوان البوليس يقمعون أهالي الحوض المنجمي الذين يطالبون بالشغل والعيش الكريم وينددون بالمحسوبية والفساد. – تطالب بفتح تحقيق مستقل حول كل الانتهاكات الحاصلة في الحوض المنجمي والمستمرة إلى حد إصدار هذا التقرير وبإحالة المسؤولين عنها أمرا وتنفيذا. كما تطالب الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع الأوقات لتلبية المطالب المشروعة للأهالي والكف عن معاملتهم كمواطنين من درجة ثانية. 25 أفريل 2008 ************************************
تفاقم الاعتداءات على الناشطات
تفاقمت الاعتداءات الجسدية واللفظية خلال الفترات الأخيرة على الناشطات في تونس. فقد أن تعرضت الحقوقيتان فاطمة قسيلة موفدة اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وسامية عبو عضوة الهيئة المديرة للجمعية التونسية لمقاومة التعذيب إلى العنف الشديد من قبل أعوان البوليس السياسي (فيفري 2008) في سوسة بمناسبة زيارتهما لعائلتي عماد بن عامر وصابر الراقوبي المحكومين آنذاك بالإعدام، وهو ما خلف لهما أضرارا جسدية، وقد قدمتا شكوى في الأمر إلى وكالة الجمهورية في سوسة التي لم تحرك ساكنا ولم تبادر حتى بفتح بحث في الموضوع كما تعرضتا إلى السب والشتم وهما بمعية الأستاذ محمد عبو بتونس العاصمة والتهديد بالاعتداء الجسدي من قبل أعوان البوليس السياسي. وقد رفع جميعهم شكوى إلى وكالة الجمهورية بتونس دون جدوى. كما تعرضت سهام بن سدرين، الصحفية والناشطة الحقوقية إلى الاعتداء بالعنف الشديد بمعية زوجها عمر المستيري من قبل البوليس السياسي وذلك بميناء حلق الوادي بمناسبة عودتهما من النمسا وقد خلف لها ذلك الاعتداء أضرارا على مستوى اليد اليسرى وكالعادة لم تحرك النيابة العمومية ساكنا لتتبع الجناة من أوان البوليس والديوانة. علما وأن هؤلاء افتكوا لها ولزوجها العديد من الوثائق الشخصية والأقراص الرقمية وسلبوا محتويات حاسوبيهما الشخصيين. وتعرضت سهير بلحسن رئيسة الفيدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان إلى حملة تشويه من قبل صحف العار الموجهة من قبل البوليس السياسي والممولة من طرف السلطة وذلك على إثر نيلها دكتوراه فخرية من إحدى الجامعات البلجكية الكبيرة. وفي منتصف شهر فيفري حاصرت قوات البوليس السياسي مكتب المحامية راضية النصراوي بتونس ومنعت بالعنف والتهدي والسب والشتم عددا من أمهات الشبان الموقوفين بمقتضى قانون « مكافحة الإرهاب » والذين تتولى الأستاذة النصراوي الدفاع عنهم. كما تعرضت هذه الأخيرة في منتصف شهر أفريل إلى العنف اللفظي والتهديد بالاعتداء الجسدي والإضرار بسيارتها بمناسبة توجهها إلى مقر الإدارة العامة للسجون والإصلاح لتقديم مطلب زيارة للصحفي السجين سليم بوخذير وللسجين السياسي الهادي الغالي القابع بالسجن منذ حوالي 18 سنة في إطار قضية « حركة النهضة ». وفي يوم 23 أفريل تعرضت سيارة عزة الزراد، الصحفية السابقة وزوجة الكاتب والصحفي توفيق بن بريك إلى اعتداء من قبل مجموعة من أوان البوليس السياسي وقد فسرت المعنية سبب هذا الاعتداء برفضها الدخول في مساومة مع السلطات ضد زوجها. وقد تقدمت بشكوى ضد الجنرال علي السرياطي الذي تتهمه رأسا بالاتصال بأفراد عائلتها وحثهم على تشجيعها على الطلاق. ولكن البوليس رفض قبول الشكوى ضد المعني الذي تحمله مسؤولية الاعتداء. بيان توضيحي أصدرت الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب بلاغا بتاريخ 1 جانفي 2008 حول « وفاة تلميذ » بأحد معاهد جبنيانة نتيجة عنف بوليسي على إثر التحركات التلمذية التي جدت بالمكان تضامنا مع أهالي غزة المحاصرة. وقد أصدرت جمعية حرية وإنصاف بيانا في نفس الغرض ونشرت جريدة « الطريق الجديد » نفس الخبر في عددها الصادر في نفس الأسبوع. وقد سارعت السلطة، عن طريق أحد المتحدثين « غير الرسميين » باسمها بنفي الخبر. كما نفى هذا « المتحدث » تعرض تلامذة جبنيانة للعنف البوليسي، زاعما أن النظام التونسي ليس من عاداته قمع الاحتجاجات المساندة للشعب الفلسطيني. وقد فضلت الجمعية عدم الرد مباشرة على تصريحات السلطة وغيرها ممن استغلوا هذه الحادثة للتشكيك في مصداقية العمل الحقوقي في بلادنا وذلك للتثبت في دواعي انتشار ذلك الخبر وفي الأسباب التي جعلت عديد المصادر تؤكد صحته مستندة إلى عدة معطيات من بينها تواصل الحضور البوليسي المكثف بالمنطقة المعنية وإيقاف بعض الأشخاص الذين حاولوا استجلاء حقيقة الأمر. ويهم الجمعية اليوم أن تتوجه إلى الرأي العام بما يلي: 1 – إن خبر وفاة تلميذ على خلفية التحركات المساندة لأهالي غزة وصل الجمعية من مصادر عدة، تلمذية ونقابية وحقوقية. وقد اتصل أكثر من عضو من الجمعية بالمصادر المذكورة التي أكدت حصول الواقعة وقدمت نفس المعطيات تقريبا وهو ما حدا بالجمعية إلى إصدار البيان المذكور. 2 – إن تحرياتنا قادتنا إلى التأكد من أن التحركات التلمذية لمساندة أهالي غزة قد حصلت فعلا وليست مختلقة وأن قمعها بوحشية من قبل البوليس قد حصل أيضا وليس مختلقا. أما وفاة تلميذ على خلفية هذه الأحداث فهو ما لم يتأكد رغم أن الوجود الأمني في المنطقة في تلك الفترة في الحي الذي زُعم أن التلميذ المتوفى يسكنه، ظل لغزا. وقد يكون لانتشار مثل تلك الإشاعة أسباب عدة منها حدة العنف البوليسي الذي سُلّط على التلامذة وإصابة العديد منهم من جهة وحصول وفاة شاب يحمل اسما قريبا من اسم « سامي بن فرج » في حادث طريق مستراب على ما يبدو (فرار السائق الذي لم تعرف هويته في البداية). فكان الخلط. وبالإضافة إلى ذلك لا بد من ملاحظة أن من أسباب انتشار الإشاعات وعدم دقة المعلومات أحيانا هو تكتم السلطات عليها ومنع الجمعيات والمدافعين عن حقوق الإنسان من الوصول إلى مصدر المعلومة والتثبت من صحتها. وليس أدل على ذلك من الاعتداءات التي تعرض لها عدد من الشبان ممن حاولوا التحقق من خبر وفاة التلميذ المذكور. وكذلك الاعتداء الحاصل أخيرا على كل من الحقوقيتين فاطمة قسيلة وسامية عبّو اللتين تحولتا إلى سوسة خلال شهر فيفري 2008 للاتصال بعائلتي عماد بن عامر وصابر الراقوبي المحكومين آنذاك ابتدائيا بالإعدام. 3 – ومهما يكن من أمر فإن الجمعية إذ تعتذر للرأي العام فإنها ستعمل مستقبلا على مزيد التحري في الأخبار التي تنشرها وخصوصا التطبيق الصارم للمبدأ الذي قادها في كل حالات القتل السابقة أو حالات الوفاة في ظروف غامضة في مراكز البوليس أو في السجون أو في الطريق العام وهو التأكد من الخبر عن طريق الاتصال مباشرة بعائلة الضحية أو محاميها حتى وإن تطلب ذلك وقتا طويلا. 3 – إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب لم تنشر منذ نشأتها في ماي 2003 أي خبر كاذب عن وفاة تحت التعذيب أو بسبب العنف البوليسي أو سوء المعاملة سواء كان ذلك بوزارة الداخلية أو بمراكز البوليس أو السجون أو في الطريق العام. إن كل الأخبار التي نشرتها الجمعية كانت مؤكدة ولم تجد السلطات من وسيلة لمواجهتها إلا الكذب والمراوغة حول أسباب الوفاة علما وأن الحالات التي أثارتها الجمعية وتحركت من أجلها عرضت على القضاء الذي أكد الوفاة ولكنه نفى أو خفف مسؤولية أعوان البوليس أو السجون أو ادعى أن الوفاة طبيعية أو أنها ناتجة عن انتحار. 4 – ونحن نستغل هذه المناسبة لنطالب السلطات إن كانت جادة فعلا في مقاومة آفة التعذيب كما تدعي بإلقاء الضوء حول وفاة العشرات من المعتقلين السياسيين بمقرات وزارة الداخلية والسجون الذين نشرت المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية قائمة فيهم، وكذلك حول وفاة عدد من معتقلي الحق العام في ظروف غامضة وحول اختفاء بعض الموقوفين لأسباب سياسية وآخرهم عباس الملوحي الذي اختطفه أعوان البوليس من أمام منزله يوم 11 أفريل 2005 وذلك على مرأى من الأجوار ولم تؤدّ كافة المساعي التي قامت بها عائلته لدى الرئاسة ولدى وزارة الداخلية من الكشف عن مصيره. 5 – وخلاصة القول، أن تكون الجمعية أخطأت في حالة جبنيانة فإن ذلك لن يثني أعضاءها الذين يعملون في ظروف صعبة (عدم اعتراف السلطات بالجمعية، مراقبة بوليسية دائمة، اعتداءات مستمرة…) عن مواصلة الجهد من أجل وضع حد لممارسة التعذيب والقضاء على ظاهرة الإفلات من العقاب. كما أن استغلال السلطة هذه الحادثة للتشكيك في مصداقية العمل الحقوقي والتبرؤ من ممارسة التعذيب والعنف الوحشي ضد الناشطات والنشطاء في مختلف المجالات وضد المشاركين في الاحتجاجات الاجتماعي وضد المواطنين بشكل عام لن ينطلي على أحد. 1 مارس 2008
اختطافات جديدة… فاعتصام جديد..
يوميات الصمود (3)
حزب الوحدة الشعبية منتدى التقدم دعــوة
وزيرة فرنسية تدعو ساركوزي لدعم النظام التونسي ضد الإسلاميين
تنديدا بمضايقات السلطة صحفيو »الموقف » التونسية يقررون الدخول في إضراب عن الطعام
ساركوزي في تونس: الاقتصاد و«المتوسطي» يتصارعان مع ملف حقوق الإنسان
ساركوزي: العلاقات الفرنسية التونسية ممتازة بن على يطالب بمشاركة متساوية للدول المعنية باتحاد المتوسط
نيكولاي ساركوزي يصل إلى تونس في زيارة رسمية
تونس تستقبل اليوم الرئيس ساركوزي
حقوق الانسان في الأجندة دون ان تعكر أجواء الزيارة نيكولا ساركوزي يبدأ زيارة الي تونس لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون
ساركوزي : زيارة تونس مناسبة لفتح سبل جديدة للتعاون والشراكة الاقتصادية الثنائية
ساركوزي في تونس: الاقتصاد و«المتوسطي» يتصارعان مع ملف حقوق الإنسان
صوَر عن انعدام التواصل بين الأجيال في تونس
تونس تدعو إلى إرساء قاعدة اقتصادية عربية صلبة لمواجهة تحديات العولمة
الرئيس التونسي يزور الدوحة الشهر المقبل
مشاركة تونسية ناجحة في مسابقة دولية للقران الكريم
حتى لا يشوش على واجبي الشرعي – الحلقة الثانية محمد شمام بين الحقيقة والواقع
الصراع بقي الثابت الأبرز في الواقع التونسي:
إنّ الصراع يحفز فينا جوانب الشرّ لنلحق بخصومنا أكثر الأذى والضرر ويوظف الإمكانيات في الهدم والتقويض، بينما التحابب والتوادد والأمن والأمان والحرية تحفز فينا جوانب الخير وتوظف الإمكانيات في النفع والبناء. وإنّي لأعجب الآن كل العجب كيف نستجيش الشرّ الذي فينا ليحطم بعضنا البعض بدل أن نستجيش الخيرالذي فينا ليدعم بعضنا البعض. لقد تغير – بعد 18عاما – كل شيء تقريبا تغيرا هائلا: البلد والعالم والناس والأفكار… والصراع بقي الثابت الأبرز في واقع بلدي (تونس). لقد عشت مع أسرتي العزلة كما عاشها أصحاب الكهف طوال سنين، إلاّ أنهم لما خرجوا وجدوا قومهم وقد تآلفوا، بينما وجدت قومي على حقيقة الصراع ثابتين. محمد شمام إنسان متواضع ولكن ذاك الصراع صنع له صورة، وأي صورة؟ وأنا الآن أسير تلك الصورة فكيف كان ذلك؟
كيف كانت البداية؟
كانت البداية باعتقالي مدة أسبوع في ماي 81 19 الأمر الذي أثار تلامذتي – وأنا أستاذ ثانوي في الرياضيات – ثم تلاميذ المعهد كلهم حتى تعطلت الدراسة مطالبين بإطلاق سراحي. وعندما أطلق سراحي استقبلوني استقبال الأبطال ورفعوني فوق الأعناق رغما عنّي في تيار جارف لم تقدر الإدارة ولا أنا شيئا أمامه. وبعد ذلك أصروا أن أتكلم فقدّرت موقفهم، وفي كلمات قليلة قصصت لهم ما حدث لي، ثم طلبت منهم أن يلتحقوا فورا بأقسامهم. ولقد رأيتُ ورأت الإدارة والأساتذة عجبا، حيث توجه كل التلاميذ وبهدوء عجيب إلى أقسامهم وكأن شيئا لم يكن. إنّ القمع قد رفعني إلى مقام البطولة وكيف لا يأتمرون بأمر البطل؟ القمع والسجن أدمجاني في القيادة المركزية: لقد أتى عليّ حين من الدهر لم أكن شيئا مذكورا في هذه الحركة. وتعرضي إلى الإعتقالات والتعذيب والسجون الذي جمعني مع قيادة الحركة رفعني إلى مقام البطولة، فوجدت نفسي بعد خروجي من السجن عضوا في المكتب التنفيذي للحركة ثم نائبا لرئيسها. أنا متأكد أنه لولا التعذيب والقمع الذي تعرضت له لبقيت عنصرا عاديا، ذلك إن إمكانياتي متواضعة، ولم أعيّن عاملا على « قفصة » (78ـ81) إلاّ لأنّني كنت أوّل عضو في الحركة وُجد فيها وقتها، بعد أن تم إبعادي عن « قابس » في 77 إبعاد عقوبة لتديني. وتبعا لذلك أصبحت عضوا في مجلس الشورى الذي كان يضم إليه العمال وقتها. وأخذت هذه البطولة حجما آخر في صدام 87 مع السلطة، حيث اختار الأمن لي صورة – بمواصفات موحية – صوروني إياها في اعتقالاتي السابقة. تلك الصورة علقوها في كل مكان مع صور عدد من قيادات الحركة مجندين كل امكانيات الدولة والحزب لاعتقالنا. وقدر الله اعتقالي يوم 27/10/87، وقد كان يوما مشهودا خرجت الصحافة بعده بعناوين وكلام كبير. وشاع بعد ذلك موتي تحت التعذيب فكان لذلك صداه الكبير والواسع، خاصة في دائرة إخواني وأهل بلدتي المتواجدين بكثرة في العاصمة.
كيف غبت ولماذا وأين؟
سوف أجيب على هذا من خلال جواب على سؤال سُئلته لم ينشر بعد: س1: منذ بداية المواجهة مع السلطة أوائل التسعينات وأنت غائب فما هى دواعى هذا الغياب، وكيف مرت عليك كل هذه المدة الطويلة؟ ج: إخواني التونسيين وأخواتي التونسيات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… بعد غيبة سبعة عشر سنة، يسرني جدّا أن أتواصل معكم، وما كنت أرغب أن يكون أول ذلك هو بالحديث على المواجهة. ومثل هذه البداية تعبر بوضوح أنّ التونسيين عجزوا عن طيّ هذه الصفحة، وهذه مسبة كبيرة لنا جميعا لا يمكن أن أقبلها. هذه المواجهة التي عجزنا عن طيها قد بدأت في أواخر 1990، وكانت لها قبل ذلك إرهاصات جادّة وملموسة لتوجهات استئصالية لدى السلطة، بل قرأناها خطة مكتوبة. لما انكشف ذلك بوضوح، ألزمني إخواني بمغادرة البلاد، خشية أن أتعرض فيه إلى اعتقال وتعذيب مميت أشد من اعتقال وتعذيب 1987 الذي أشرفت فيه على الموت. لم أكن أفكر أصلا في الخروج من البلاد، فسياسات الحركة تنهى عن ذلك إلاّ للضرورة القصوى، ولذلك كان قرار الخروج رغما عني، وقبلته بشرط أنه وقتي، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، حيث طال هذا الوقتي إلى يوم الناس هذا « وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ». لقد كنت أعيش في عالم الاختفاء مع أسرتي في العاصمة منذ صائفة 1989، ثم لما ألزمت بالخروج، خرجت إلى الجزائر التي تدهورت فيها الأوضاع بسرعة. ولم تلبث أن التقت عليّ وعلى أسرتي محنة الغربة ومحنة الاختفاء الذي أصبح في حقيقته سجنا اضطراريا لمدة أزيد من11 سنة. لقد بقيت هذه الأسرة طوال تلك السنوات لا يعلم عنها أحد شيئا، حتى أقاربي وأقارب زوجتى، هل هي في عالم الأحياء أم في عالم الأموات؟ كما أنّ هذه الأسرة لم تكن طوال تلك السنوات لا هي مع الناس ولا هي مع الأموات، حتى قدمتْ السويد في جوان 2002، وأخذت – بتيسير الله تعالى – اللجوء السياسي في وقت قياسي.
محمد شمام مسؤول عن الجهاز الخاص:
وفي أثناء تلكم الظروف، انطلقت المواجهة من طرف السلطة في 22 أو 23 ديسمبر 1990. ثم تطورت الأحداث بسرعة حتى كانت ندوة قلال – وزير الداخلية – الشهيرة، حيث أعلن فيها عن مؤامرة شيطانية من تدبير المتطرفين الإسلاميين للإستحواذ عن السلطة بالقوة وفرض حكومة دينية لاهوتية. وفصّل الوزير في هذه المؤامرة، وما أعدت لها حركة النهضة. وذكر أن حركة النهضة هي قسمان، فإضافة إلى قسمها المعروف، لها قسم ثانٍ يسمى « الجناح الخاص » الذي يكتسي صفة السرية المطلقة. وتكوين هذا الجناح ينبثق من فكرة أساسية تتمثل في أنّه لا خيار سياسي من غير تدخل القوة. وهذا الجناح الخاص تم تأسيسه في 1989 بعد إطلاق سراح قيادات حركة النهضة المحاكمة في 1987، ومن أعضاء ما يسمى بـ »المجموعة الأمنية ». وكان هذا باقتراح من محمد شمام، الذي كلف بالإشراف عليه شخصيا، واختيار معاونيه فيه، وتحديد مساهمته. وبعد ذلك فصل الوزير في الجهاز الخاص وهيئاته الذي يمتد على كافة البلاد ويشق الكثير من المجالات. وبغض النظر عن صحة هذا من عدمه – إذ ليس هذا سياق حديثنا – فإنّ هذه الصورة للجناح الخاص التي اقترحها محمد شمام، وسهر على تكوينها والإشراف عليها، تضخم صورته تضخيما كبيرا. وقد تمّ كل هذا في الإعلام العمومي وفي التلفزة وبالصورة والرسوم، فأي صورة ستصبح في الأذهان لدى القاصي والداني عن محمد شمام؟ خاتمة: ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل جاء الخيال القصصي – وأنا مقطوع الصلة عن العالم – ليكمل دفع تلك الصورة إلى أقصاها وقمتها، كما سنراه في الحلقة القادمة إن شاء الله، من خلال ما فاجأني به أحد الأحباب في كتاب « تنظيمات الإرهاب في العالم الإسلامي » لعبد الله عمامو. وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل
قضية جديرة بالاهتمام ما الذي دفن في نصرالله.. « فريب » أم مواد مشبوهة