الأحد، 30 أكتوبر 2011

11 ème année, N°4140 du 30.10.2011
archives : www.tunisnews.net


إيلاف:تونس:أهالي سيدي بوزيد يزيلون آثار العنف من مدينتهم

الشروق:جرايات شهرية لعائلات شهداء وجرحى الثورة

بناء نيوز:مساعي لتعديل مرسوم شهداء وجرحى الثورة: المرسوم لم يكفل حق الحالات الخطرة في العلاج بالخارج

بناء نيوز:سيدي بوزيد .. الازمة اعمق من مجرد الاحتجاج على نتائج الانتخابات

كلمة:النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تندد بالهجمة ضد رموز النقابة

آكي:تونس تصدر مذكرة جلب دولية ضد ارملة ياسر عرفات

الشروق:النيابة العمومية تودع البغدادي المحمودي السجن، ومحاميه يتهم وزارة العدل والنظام الليبي الجديد

كلمة:جمعية « عتيد » تقدم تقريرها الأول حول المسار الانتخابي

حزب العمال الشيوعي التونسي:بيان حول انتخابات المجلس التأسيسي

حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي:بيــــــــان

الشروق:بوبكر بن ثابت لـ «الشروق» أسقطنا القائمات التي توفرت أدلة تدينها

كلمة:الهاشمي الحامدي يتراجع عن قراره سحب قائماته من المجلس التاسيسي

الصباح:«الصباح» تنشر القائمة الاسمية لأعضاء المجلس التأسيسي

الصباح:الغنوشي والجبالي في أول مؤتمر صحفي بعد الانتخابات تشكيل حكومة الائتلاف الوطني خلال أسبوع

الصحافة:الغنوشي في ندوة صحفية:«نلتزم بتعهداتنا للشعب التونسي باحترام الحقوق والحريات وتعزيز مكانة المرأة»

علي الكنيس:الشيخ صالح كركر منسي الثورة الزعيم المبتلى « التاريخ يدونه المنتصرون » لكن إلى متى ؟

قناة العالم:تحديات عديدة أمام الحكومة التونسية القادمة

سويس إنفو:تواصل المشاورات بين الاحزاب السياسية بتونس وعودة الهدوء الى سيدي بوزيد

رياض حجلاوي:نداء إلى أهلنا في سيدي بوزيد

نصرالدين السويلمي:الصادق شورو:رجل النهضة القوي

المنصف زيد:23 أكتوبر2011 : الشعب التونسي يفرض النهضة على المشهد التونسي

مرسل الكسيبي: من المستفيد من اسقاط قوائم العريضة الشعبية وكيف لنا أن نتعايش في بحر مضطرب ؟

نورالدين الخميري:هنيئا لتونس

مصطفى عبدالله ونيسي: هنيئا لتونس و شعبها بهذا العرس الديمقراطي

دهماني شفرود:وهكذا انتصرت القوى الديمقراطية المناضلة في البلاد التونسية صانعة الربيع العربي

منير حداد:أين تونس اليوم من أمجاد 1956؟

د. سعد الدين إبراهيم:هل فى تونس شفاء أم شقاء للمصريين؟


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



سيدي بوزيد: قام عدد كبير من سكان مدينة سيدي بوزيد من حيث انطلقت شرارة الثورة التونسية في أواخر 2010، صباح السبت بتنظيف مدينتهم من آثار العنف الذي شهدته بعيد الإعلان عن نتائج الانتخابات مساء الخميس. وقال أحد سكان المدينة إن « الإضرار المادية كبيرة، كان إعصارًا مرّ بالمدينة ».
ووسط السكان الذين شرعوا بما لديهم من أدوات وحتى بأيديهم العارية ينظفون مدينتهم قال سامي المليتي رئيس منطقة الأمن الوطني في الجهة لوكالة فرانس برس « إنه نموذج للتحضر. الجميع يساعد الشرطة، والجيش في تنظيف المدينة التي استعادت هدوءها بعد ليلة احترم فيها عمومًا حظر التجول » الذي أعلن الجمعة. وشوهد رجال ونساء وأطفال وهم يرفعون مخلفات وحجارة وأنقاض وأغراض محروقة خصوصًا في محيط بنايتي البلدية والبريد، اللذين كانا استهدفا بشكل خاص بأعمال العنف. وأضاف الميلتي « إنها بادرة نبيلة » من الأهالي. إزاء حجم الأضرار المادية، تساءل مدير المدرسة معز الحمدوني (42 عامًا) الذي كان يوجّه بمكبر للصوت عمل الأهالي « من لديه مصلحة في تدمير ألف عام من أرشيف المحكمة؟ من من مصلحته حرق ملفات الصفقات العامة أو المعطيات البلدية؟ ».
وأضاف « هذا لا علاقة له بالنهضة (الفائزة بالانتخابات) ولا بالعريضة الشعبية » بزعامة الهاشمي الحامدي، التي ألغيت نتائج قائمتها في سيدي بوزيد. وقال المسؤول المحلي في حزب النهضة الإسلامي الوردي الحامدي « سكان سيدي بوزيد ليسوا عنيفين، ولم تحدث أي أعمال نهب أثناء الثورة ».
واتهم هذا الأخير عناصر حزب بن علي بالوقوف وراء أعمال العنف، وقال « إنهم أشخاص معروفون من الأعيان السابقين، وقد نظموا التظاهرات مستخدمين أشخاصًا مأجورين » لإشاعة الفوضى. وأضاف مسؤول حزب النهضة، الذي دمّر مقره في المدينة، « سيدي بوزيد مدينة صغيرة، والناس تعرف بعضها جيدًا ».
وفي السوق الأسبوعية، قالت هدى (38 عامًا) « لقد خطفوا فرحتنا بعد الانتخابات. أنا خائفة، وزوجي لم يعد حتى يرغب في شراء علوش (خروف) العيد » الذي يحلّ هذا العام في 6 تشرين الثاني/نوفمبر. وقالت مفيدة براهمي « أنا حزينة، المدينة تم تنظيفها، لكن فرحة العيد نغصت ».
وكان زعيم النهضة راشد الغنوشي دعا الجمعة إلى الهدوء في سيدي بوزيد، مؤكدًا أن حزبه لم يبدأ مشاورات إعداد المرحلة الانتقالية المقبلة مع القوائم المستقلة، و »احترامه » لكل من فاز في الانتخابات. جاء ذلك إثر اتهام الهاشمي الحامدي النهضة الخميس بأنها تجاهلته في المشاورات وإعلانه سحب قوائمه الفائزة بعضوية المجلس التأسيسي قبل أن يتراجع مساء الجمعة عن قراره، ويدعو بدوره أهالي سيدي بوزيد إلى الهدوء.
وأعلنت وزارة الداخلية أنها أبقت على حظر التجول ليلاً في المدينة بين الساعة 05:00 و19:00 (18:00 و04:00 تغ) حتى إشعار آخر، وفي انتظار استتباب تام للهدوء في المدينة. ولم يستبعد مسؤول النهضة في المدينة وجود « تلاعب سياسي ».
وقال قائد أجهزة الأمن في المنطقة « لقد بدأنا التحقيق »، مشيرًا إلى أنه « تم تصوير كل ما جرى حتى ما تم تداوله على فايسبوك، والمسؤولون لن يفلتوا من القضاء ».
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 29 أكتوبر 2011)

<



تونس (الشروق) وكان موعد الانتخابات الأسبوع الماضي قد شهد اعتصاما لعائلات الشهداء والجرحى أمام الوزارة الأولى ووزارة العدل بالقصبة. وجاء المرسوم المذكور متضمنا عدة اجراءات واحكام لفائدة هذه الفئة من التونسيين . وقد نص المرسوم في مطلعه على أن للشهداء ومصابي ثورة 14 جانفي 2011 الحق في تعويضات عادلة عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقتهم لقاء دورهم الفاعل والحاسم في اندلاع الثورة ونجاحها، وهو حق مشروع ومحمول على الدولة والمجموعة الوطنية ، على حد ما ذكره المرسوم .
من هم الشهداء والمصابون ؟
يقصد بشهداء الثورة ومصابيها على معنى المرسوم المذكور الأشخاص الذين خاطروا بحياتهم من أجل تحقيق الثورة ونجاحها واستشهدوا أوأصيبوا بسقوط بدني من جراء ذلك ابتداء من 17 ديسمبر 2010 إلى 19 فيفري 2011.
وستتولى إعداد القائمة النهائية لشهداء الثورة ومصابيها لجنة لدى الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الأساسية تسمى «لجنة شهداء الثورة» تتركب من رئيس وثمانية أعضاء يعينون بقرار من الوزير الأول (الرئيس :رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية الأعضاء :ممثل عن الوزارة الأولى ـ ممثل عن وزارة الدفاع الوطني ـ ممثل عن وزارة الداخلية ـ ممثلان عن وزارة الشؤون الاجتماعية ـ ممثل عن وزارة المالية ـ ممثل عن وزارة الصحة العمومية ـ ممثل عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان).
وتضبط القائمة النهائية لشهداء الثورة ومصابيها على ضوء التقرير النهائي للجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق في التجاوزات المسجلة خلال الفترة الممتدة من 17 ديسمبر 2010 إلى حين زوال موجبها . وسيتم تقدير السقوط البدني الذي يخول الانتفاع بأحكام هذا المرسوم من قبل لجنة فنية تحدث لدى وزارة الشؤون الاجتماعية .
ماهي المنافع المخولة للشهداء ولعائلاتهم؟
1ـ جراية شهرية يضبط مقدارها بأمر تصرف لفائدة القرين ما لم يتزوج من جديد وأبناء الشهيد في صورة وفاة القرين أوحرمانه من الحق في الجراية إلى حين بلوغهم سن 18 سنة أو إنتهاء مزاولتهم لتعليمهم وأم الشهيد وأبيه إذا كان الشهيد غير متزوج.
2 ـ الحق في مجانية العلاج بالهياكل العمومية للصحة وبالمستشفى العسكري بالنسبة للقرين والأبناء إلى حين بلوغهم سن 18 سنة أو انتهاء مزاولتهم لتعليمهم.
3ـ الحق في مجانية التنقل بوسائل النقل العمومي بالنسبة للقرين والأبناء إلى حين بلوغهم سن 18 سنة أو انتهاء مزاولتهم لتعليمهم.
ماهي المنافع المخولة لفائدة مصابي الثورة ؟
1ـ الحق في جراية شهرية يضبط مقدارها بأمر في صورة الإصابة بسقوط بدني بنسبة تحددها اللجنة الفنية المنصوص بهذا المرسوم .
2 ـ الحق في مجانية العلاج بالهياكل العمومية للصحة وبالمستشفى العسكري .
3ـ الحق في مجانية التنقل بوسائل النقل العمومي بالنسبة للأشخاص الذين لهم سقوط بدني.
وعلاوة على هذه المنافع المنصوص عليها ، يمكن للجنة شهداء الثورة في الحالات التي تستوجب ذلك إسناد تعويضات مالية إضافية لفائدة الشهداء أو المصابين يضبط مقدارها بقرار من الوزير الأول.
وتتحمل ميزانية الدولة الجرايات والتعويضات المالية الإضافية المنصوص عليها بهذا المرسوم ويتولى الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية صرف الجرايات ولهذا الغرض تسند للصندوق كل سنة منحة من الدولة تساوي مبلغ الجرايات الممنوحة على أن يتثبت الصندوق كل ستة أشهر من التغييرات التي تطرأ على حالة شهداء الثورة ومصابيها ويقوم تلقائيا بتعديل الجراية وتحويلها.
معلما ومتحفا وأنهج وشوارع وذكرى سنوية
إلى جانب كل هذا اقتضى المرسوم ان تُشيد الدولة معلما لتخليد ذكرى ثورة 14 جانفي2011 يتضمن قائمة لشهداء الثورة، شهداء الوطن وأن تحدث متحفا خاصاّ بالثورة ومجريات أحداثها لاستخلاص العبر وتأمينا للذاكرة الوطنية.
واقتضى كذلك أن تُسند الجماعات المحلية أسماء الشهداء إلى الأنهج والشوارع والساحات العامة وأن يتم إحياء ذكرى ثورة 14 جانفي سنويا بصفة رسمية وبفعاليات شعبية . إضافة إلى إدراج مادة تعليمية حول ثورة 14 جانفي 2011 في كتب التاريخ الخاصة بالبرامج المدرسية وذلك وفاء لأرواح شهداء ثورة 14 جانفي 2011، واعترافا لهم بما قدموه من تضحيات في سبيل كرامة الشعب التونسي وحريته ، على حد ما جاء في المرسوم .
فاضل الطياشي
(المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 أكتوبر 2011)

<



تونس – بناء نيوز – نادية الزاير أعربت رئيسة منظمة حرية وانصاف ايمان الطريقي لـ « بناء نيوز » عن استياء المنظمة من المرسوم المتعلق بتعويض شهداء ومصابي الثورة والذي اعتبرته على حد قولها مخيبا للآمال وقالت إنها الآن بصدد التفاوض حول نقطة نقل مصابي وجرحى الثورة للعلاج في الخارج التي لا تزال قيد الدراسة رغم الحالة الحرجة للجرحى.
الموقف ذاته اتخذه الناشطون والمدونون في « موقع نواة » وهو موقع تأسس منذ 2004 يضم نخبة من كافة الأطياف السياسية المعارضة لبن علي آنذاك لذلك تم حجب الموقع. وبعد الثورة عاد أصحابه إلى استئناف نشاطهم فتحصلوا على ترخيص لجمعية نواة التي سيكون مقرها مستقبلا بنفس مقر الموقع. وهم أول من تابعوا وساندوا الجرحى منذ بدأ اضراب الجوع قبل انتقالهم للمستشفى العسكري، لذلك واصلوا مساعيهم للدفاع عن حقوق هؤلاء والتفاوض مع الجهات المعنية لتعديل المرسوم بشكل يحفظ لجرحى وأهالي شهداء الثورة كامل حقوقهم.
ومن بين الحريصين على هذا الأمر رمزي بالزين الذي بدأ فعلا التحرك في مسعى لإصلاح هذا المرسوم فالتقى بنور الدين حشاد رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الذي تم تعيينه وفقا للمرسوم السالف ذكره رئيسا للجنة شهداء الثورة والذي كان رده أنه شخصيا غير راض كليا عن هذا المرسوم وانه قدم مشروع مرسوم اوليا كان ليحفظ للمعنيين جميع حقوقهم، لم يقع اعتماده. وقال حشاد إنه استلهمه من تجربته المريرة التي عاشها بعد استشهاد والده المناضل التونسي الشهير فرحات حشاد وبالتالي فهو أقدر الناس على تقييم حياة أهالي الشهداء الصعبة لأنه عاش تجربة مماثلة.
كما أكد رمزي بالزين من واقع اطلاعه على الملفات الطبية لكامل الجرحى ومتابعته لحالاتهم، أنه بالإضافة إلى الجرحى السبعة الذين تم نقلهم إلى المستشفى العسكري، ثمة تقريبا 20 حالة حرجة وخطيرة، وتستوجب التدخل الطبي العاجل خاصة في الجهات الداخلية للبلاد. فعلى سبيل المثال هناك فتاة في حي الكرمة في القصرين لا زالت تعيش برصاصة أسفل الظهر وهي وغيرها لم يتلقوا سوى بعض العلاجات الأولية في المستشفيات في حين أن حالاتهم تستوجب تدخلا جراحيا عاجلا، وهم طبعا لا يستطيعون دفع تكاليف هذه عمليات خاصة اذا استوجبت علاجا في الخارج. وبالتالي فان هذا المرسوم لا يفي بالغرض بالنسبة لهذه الحلات الحرجة، حسب بالزين.

(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 29 أكتوبر 2011)

<



تونس – بناء نيوز – محمد الحمروني كان واضحا من خلال الزيارة التي اداها فريق بناء نيوز يوم امس الى مدينة سيدي بوزيد ان الاوضاع تتجه الى التهدئة، كما كان واضحا ان ما جرى عبارة عن ردة فعل غاضبة على شعور بالظلم والاهانة الذي تعرضت له جهة سيدي بوزيد.
صحيح ان بعض الاطراف المحسوبة على التجمع (الحزب الحاكم زمن إبن علي) هي التي حركت تلك الاحتجاجات، عبر اثارة النعرات القبلية والجهوية، ولكن الصحيح ايضا ان هذه الاطراف ما كانت لتنجح في مسعاها ذاك لولا وجود قابلية لدى اهالي سيدي بوزيد للخروج الى الشارع والعودة الى الاحتجاج من جديد.
ولفهم حقيقة ما جرى في سيدي بوزيد والعوامل التى ساعدت على تأجيج الاوضاع هناك لا بد من تجنب التفسيرات السهلة المبسطة التي تلقي باللائمة على طرف محدد او عامل بعينه دون النظر الى تعقيدات المشهد في سيدي بوزيد حيث يختلط السياسي بالاجتماعي، والقبلي بالجهوي، وحيث تتقاطع مصالح اكثر من طرف، من اعداء الثورة وخصوم الاطراف الفائزة في الانتخابات، تتقاطع في نقطة واحدة وهي افشال العرس الانتخابي الذي عاشته تونس.
تهويل
كنا في الطريق يوم امس الى سيدي بوزيد، عندما حاولنا القيام ببعض الاتصالات للاستفسار عن تطورات الاوضاع هناك، واعلمنا احد المسؤولين الجهويين بان سيدي بوزيد مغلقة بالكامل، وان لا احد بمقدوره الولوج الى المدينة، حتى لو كان رئيس الدولة .. !
وقدم لنا المسؤول صورة عن المدينة تشبه تلك التي تناقلتها وسائل الاعلام، عن مخيم نهر البارد، او مخيم جنين خلال مداهمته من قبل الاحتلال الصهيوني.
… اقتربنا من حدود الولاية دون ان نلحظ اية تحركات امنية غير عادية، عدى بعض السيارات التابعة للحرس الوطني، كان واضحا انها تنقل بعض التعزيزات الى المدينة. وولجنا المدنية من مدخلها الغربي، حتى وصلنا الى وسطها دون ان يوقفنا احد، عدى نظرات بعض المواطنين التي كانت تلاحقنا، في شيء من التوجس والريبة.
كان الدخان المتصاعد من البنايات المحترقة كثيفا وكان يزداد كثافة كلما اقتربنا من وسط المدينة، وكنا نتقدم بصعوبة بسبب الحواجز التي كانت تملؤ طريقنا، وبسبب كميات الحجارة الكبير التي كانت منتشرة في الارجاء والتي تعكس حدة الاحتجاجات التي شهدتها المدينة في الليلة السابقة.
كانت عدة مقار حكومية وامنية محروقة بالكامل وقد تبعثرت محتوياتها من اوراق وملفات ومكاتب وغيرها في الانهج والطرقات المحيطة بها. وشاهدنا النيران وهي لا تزال تنبعث من منطقة الحرس الوطني ومنطقة الامن العمومي والمحكمة والبلدية والمندوبية الجهوية للتنمية وبعض المقار الاخرى اضافة الى حديث عن حرق لاحد المكاتب التابعة لحركة النهضة.
صحيح ان الدمار كان كبيرا والخسائر جسيمة ولكنها كلها كانت محصورة في منطقة صغيرة جدا لا تتعدى 200 متر مربع، لذلك فان الحديث عن احتجاجات عمت مدينة سيدي بوزيد تنقصه الدقة.
اضافة الى ذلك، فان الحديث او الايحاء بان اهالي سيدي بوزيد خرجوا على بكرة ابيهم، مثلما فعلوا خلال الثورة، غير دقيق ايضا. صحيح ان عددا كبيرا من الاهالي شاركوا في الاحتجاجات ولكن الذين تعمدوا مهاجمة المقار الامنية وحرقها لم يكونوا من ابناء المدينة.
وفي هذا السياق اكد عدد كبير ممن التقت بهم بناء نيوز ان الذين قاموا بعمليات الحرق قدموا من « الانحاء » القريبة من المدينة او من اطراف الولاية، وانهم ينتمون الى « عائلة » محددة.
لذلك شعرنا ان الاوضاع ستسير كما قلنا في بداية هذا المقال نحو التهدئة لان ليس كل اهالي سيدي بوزيد موافقون على ما جرى، وشعرنا من خلال النقاشات الحادة التى كانت جارية بينهم ان رايا عاما واسعا يرفض توريط المدينة في عنف قد تدفع الجهة في مقابله ثمنا سياسيا غاليا.
لذلك فان اي قراءة لا تتوخى الحذر ولا تنتبه بدقة الى تفاصيل ما جرى ستكون عبارة عن تشخيص خاطئ ولن تستطيع تقديم الحلول الناجعة.
اسباب مباشرة
ان الاسباب المباشرة التي فجرت احداث سيدي بوزيد ترتبط وفق ما ذكر الاهالي، بالعملية الانتخابية، وما تلاها من اسقاط عدد من القوائم الفائزة بالمناطق الداخلية وخاصة بجهة سيدي بوزيد.
واعتبر عدد من هؤلاء ان اسقاط القوائم التي حظيت بنسب عالية من التصويت في سيدي بوزيد، عملية اقصاء سياسي، تنضاف الى حالة التهميش التي عرفتها الجهة منذ انتصار الثورة الى الان.
ويرى هؤلاء ايضا ان جهتهم التي دفعت اكبر عدد من الشهداء، مقصية ومغيبة عن عمد، وان بعض الاحزاب السياسية والجهات والاطراف والشخصيات هي التي استأثرت بثمار الثورة دون غيرها.
ومن الاسباب المباشرة ايضا لهذه الاحتجاجات « الهجمة » التي تعرضت لها جهة بوزيد بسبب حصول قائمة العريضة الوطنية على عدد محترم جدا من المقاعد في عدد من المناطق الداخلية.
وتمثلت تلك الهجمة على حد تعبير ابناء الجهة في « التحقير » من شان ابناء سيدي بوزيد واتهامهم بالجهل والتخلف، وبانهم كانوا في غالبيتهم من انصار التجمع.
وبلغ الغضب بأهالي بوزيد مبلغه، عندما انطلقت الزغاريد وصيحات الفرح والتصفيق خلال اعلان الهيئة العليا للانتخابات عن اسقاط قائمات العريضة الشعبية، وهو ما اعتبر من قبل اهالي المنطقة، انحيازا كبيرا للإعلاميين ضدهم.
ولعل هذا ما يفسر، الحدة التي تعامل بها البعض من الشبان مع وسائل الاعلام القليلة جدا التي تحولت على عين المكان لتغطية الاحتجاجات. وكان واضحا الاستياء الشديد من وسائل الاعلام الوطنية على وجه التحديد. لذلك حرص هؤلاء الشبان على مقاطعتها ومنعها من العمل.
عمق الازمة
ولكن خلف هذه الاسباب الظاهرة او السطحية تكمن ازمة عميقة سببها شعور بالغبن والتهميش الذي طال الجهة منذ الاستقلال الى الان، رغم ان ابناء الجهة ساهموا بقسط وافر في معركة التحرير من الاستعمار وفي معركة اسقاط الاستبداد.
… كانت السيارة تلتهم الطريق وهي تسرع بنا الى سيدي بوزيد، فالوقت ضيق وحظر التجوال سيبدأ في السابعة والنصف وكان علينا الوصول الى المدينة في ساعة مبكرة حتى نتمكن من مغادرتها قبل بداية فرض الحظر.
وعلى امتداد الطريق ما بين القيروان وسيدي بوزيد كانت المساحات الواسعة المنبسطة تمتد على مدى البصر الا انها كانت جرداء قاحلة الا في ما ندر.
خلال الرحلة من تونس الى سيدي بوزيد تأخذ كثافة الغطاء النباتي منحا « تنازلي » اذا تأخذ الارض في « التعري » كلما تقدمنا باتجاه الجنوب. حتى اذا ما بلغنا مشارف سيدي بوزيد اصبحت الارض جرداء قاحلة، تزيدها الجبال والهضاب العارية الا من الصخور الكبيرة، قساوة ووعورة.
وكان يمكن لهذه الاراضي ان تتغطى بكسائها الاخضر الجميل لو تم توفير الماء لهذه المناطق.
وهذه واحدة من اثار التهميش التي تعرضت لها الجهة والتى اشعرت المواطن، بان شيئا لم يتغير، خاصة بعد ان ظل الحال على ما هو عليه بعد الثورة.
.. دخلنا المدينة وشيئا فشيئا بدا الشبان المتوجسون منا يتعوّدون على وجودنا بينهم واخذوا في الحديث إلينا. سألنا احدهم، انتم احرقتم عددا من المؤسسات، ولنفترض ان هذا يمكن ان يكون مفهوما، ولكن لماذا تحرقون المحكمة؟ اجاب شاب: نحن لدينا محكمة وسجنا، وهناك نية لدى السلطات لبناء محكمة ثانية، وليس لدينا في المقابل اي « معمل » او مؤسسة اقتصادية.
ان مشاعر التهميش والاقصاء، واحساس الاهالي بان شيئا لم يتغير هي العوامل التي ساعدت على تفجير الاوضاع في الجهة. وان اي قراءة تسارع الى تحميل هذا الطرف او ذاك المسؤولية دون الاخذ بعين الاعتبار مجمل الاسباب الاخرى هي قراءة « ناقصة ».
والاخطر من ذلك ان جهات عديدة واطرافا كثيرة تتقاسم مع اهالي سيدي نفس مشاعر الغبن، وان لم تقم لأسباب عديدة، بنفس ردة الفعل.
وعلى الفائز في هذه الانتخابات ان يستجيب لطموحات اهالي سيدي بوزيد المشروعة، وان يعلن « عفوا سياسيا عاما » يرد الاعتبار للجهات الداخلية ويشعرهم بقيمتهم كمواطنين كاملي الحقوق مثلهم مثل غيرهم.
ملحة الوداع
.. شاب وهو في فورة من الغضب قال لاحد مراسلي بناء نيوز: اذا كنتم يا اهل تونس واهل الساحل لا تعتبرون اننا مواطنين مثلكم فإننا سنعلن دولتنا الخاصة، دولة سيدي بوزيد المحرّرة، وانظروا حينها من اين ستأكلون ؟! (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 29 أكتوبر 2011)

<



في بيان وجهه اليوم المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسين الى الراي العام الصحفي و الوطني ، ادان حملة التشويه التي يتعرض لها رموز النقابة الذين صمدوا في ظل العهد البائد خاصة منذ اعلان النقابة الكشف عن قائمة سوداء باسماء الصحافيين الذين اجرموا في حق الصحافة و البلاد و شكلوا ذراعا لنظام الرئيس المخلوع . كما جاء في البيان ان الحملة التي استهدفت رموز النقابة كانت باسماء مستعارة هدفها التشويش على عمل اللجنة المكلفة باعداد معايير للقائمة السوداء التي اوصى بها المؤتمر الثاني لنقابة الصحافيين ، و هو ما اعتبره المكتب التنفيذي  » خرقا واضحا لاخلاقيات المهنة و ميثاق الشرف و ما يترتب عنه مهنيا و قانونيا  » . كما اعلن المكتب انه كلف محام لرفع دعوى قضائية ضد كل من سيكشف عنه البحث من المجهولين المتوطين في الثلب و التجريح .
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 29 أكتوبر 2011)

<



تونس-آكي- قال مصدر قضائي في تونس إن أحد قضاة التحقيق أصدر مذكرة اعتقال دولية ضد سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال مستشار وزير العدل التونسي كاظم زين العابدين، لوكالة « آكي » الايطالية للأنباء السبت ان « قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تونس أصدر مذكرة اعتقال دولية ضد أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، سهى الطويل عرفات، وذلك على خلفية التحقيق في التجاوزات والفساد المالي لمدرسة قرطاج الدولية »، التي كانت تمتلكها في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وتصل عقوبة التهم بحق سهى عرفات، التي منحت الجنسية التونسية لفترة، إلى عشر سنوات. ومن بين المتهمين في هذه القضية ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس السابق بن علي، ومسؤول سابق في شركة الاتصالات الحكومية وأشخاص آخرون. وكانت السلطات التونسية قد أعلنت في شهر آب/أغسطس 2007 عن سحب الجنسية التونسية من سهى الطويل عرفات من دون إبداء أية أسباب بعدما منحت إياها في أيلول/سبتمبر 2006. وكانت سهى عرفات قد اختارت الإقامة في تونس بعد رحيل زوجها في 2004، حيث عُرفت بصداقتها لزوجة الرئيس التونسي المخلوع، ليلى الطرابلسي. السبت 29 أكتوبر (المصدر: وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) بتاريخ 29 أكتوبر2011)

<



تونس ـ (الشروق) بعد أن أصدرت دائرة الاتهام العاشرة بمحكمة الاستئناف بتونس قرارا بالإفراج مؤقتا عن أمين اللجنة الشعبية العامة سابقا (رئيس الوزراء) في عهد نظام العقيد القذافي إلى حين الحسم في طلب تسليمه للسلطات الليبية، يوم 22 نوفمبر المقبل، أصدرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بطاقة إيداع بالسجن ضدّ المحمودي في نفس القضيّة المتعلّقة بالتسليم.
وقد تمّ الإعلان أمس الأوّل عن قرار الافراج المؤقّت وكان محامو البغدادي المحمودي وأفراد عائلته ينتظرون مغادرته لسجن ايقافه بالمرناقية، الاّ أنّ النيابة العمومية رأت خلاف ذلك اذ قرّرت الابقاء على المحمودي بحالة ايقاف، بعد أن أصدرت في مرحلة أولى قرار تحجير السفر عنه، وبذلك فإنّ الافراج عن المحمودي لم يتجاوز السويعات.
واتهم الأستاذ مبروك كورشيد محامي المحمودي وزارة العدل بالوقوف وراء هذا القرار، ويمثل وزير العدل حسب مجلّة الإجراءات الجزائية رئيس النيابة العمومية، واستغرب المحامي كورشيد قرار الإيقاف خاصة أنه كان في موضوع سبق للقضاء أن حسم فيه وأفرج عن المتهم ومن غير الممكن إصدار بطاقة إيداع مرتين في نفس القضيّة وعلى نفس المتهم.
وقال المحامي مبروك كورشيد إنّه يعتقد بوجود ضغط كبير جدّا من المسؤولين الليبيين الحاليين ضدّ الحكومة التونسية، واستشهد بما قاله جمعة القماطي السياسي الليبي والمسؤول بالنظام الليبي الجديد، إنّ قضيّة البغدادي المحمودي تهدّد العلاقات الثنائية بين البلدين، ومع ذلك قال كورشيد «للشروق» إنّه يثق بشكل كبير في القضاء التونسي الذي اثبت استقلالية سواء أثناء محكمة منوّبه أمام محكمة توزر أو أمام دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس.
يشار الى أنّ السلطات الليبية الجديدة تطالب السلطات التونسية بتسليمها البغدادي المحمودي وتتهمه بارتكاب جرائم، ويعطي القانون التونسي كلّ الصلاحيات لدائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس بالنظر في قضايا تسليم الأجانب.
منجي الخضراوي (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 أكتوبر 2011)

<



أكد السيد معز البوراوي رئيس الجمعية التونسية من اجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات ( عتيد) أن التواطؤ في تطبيق القانون فيما يتعلق بالخروقات المرتكبة قبل وأثناء وبعد الحملة الانتخابية من أهم الأسباب التي ساهمت في بروز العديد من التجاوزات القانونية من جهة والأخلاقية من جهة أخرى. وأشار السيد البوراوي أن عدد الخروقات تجاوز الستة ألاف إلى حدود هذه اللحظة داخل الجمهورية التونسية وخارجها على غرار لجوء العديد من الأحزاب والقائمات المستقلة إلى المال السياسي للتأثير على المواطن في اختيار من يمثله في المجلس التأسيسي، إضافة إلى التجاوزات التي تزامنت مع يوم الانتخابات، حيث استطاع ملاحظ من جمعية عتيد اكتشاف خرق قانوني يتمثل في تواجد شخص ينتمي إلى حزب المؤتمر من اجل الجمهورية في قاعة تجميع الأوراق الانتخابية بقبة المنزه على أساس انه رئيس مكتب اقتراع.
كما دعا رئيس الجمعية إلى إنشاء هيكل انتخابي يتولى جميع المسائل الانتخابية بعد انتهاء الانتخابات يوم 23 أكتوبر، وأكد ضرورة نشر تفاصيل النتائج بكل مكتب اقتراع دون تأخير حتى يتسنى لكل مواطن تونسي التأكد من نزاهة العملية الانتخابية.
وقال السيد معز البوراوي أن انتخابات المجلس الوطني التأسيسي كانت حرة لكنها تفتقر إلى الموضوعية والنزاهة والشفافية بسبب ما تم من تجاوزات قال أنها أثرت على العملية الانتخابية. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية من اجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات (عتيد) منظمة تكرس أهدافها في مجال حقوق الإنسان وحماية المبادئ والقيم الديمقراطية عموما وحق الانتخاب خصوصا، تحصلت على الرخصة القانونية يوم 24 جوان 2011 بعد أن كانت قد تأسست يوم 24 مارس من نفس السنة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 29 أكتوبر 2011)

<



أعلنت مساء الخميس 27 أكتوبر 2011 « اللجنة العليا المستقلة للانتخابات » النتائج الأولية لانتخاب المجلس الوطني التأسيسي. وقد حصلت « حركة النهضة » على المرتبة الأولى يليها « المؤتمر من أجل الجمهورية » فـ »التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات » و »العريضة الشعبية »… ولم يحصل حزب العمال الشيوعي التونسي إلا على 3 مقاعد في كل من صفاقس والقيروان وسليانة.
إن حزب العمال إذ يسجل أن باب المشاركة في هذه الانتخابات، الأولى من نوعها بعد الثورة، فتح أمام كل الأحزاب والتيارات الفكرية والسياسية فإنه لا يمكنه من ناحية أخرى إلا أن يسجل أن هذه الانتخابات رغم تعدديتها شابتها شوائب عدة ينبغي الوقوف عندها دفاعا عن الحقيقة وبعيدا عن اللغة الخشبية الموروثة من عهد بن علي والتي لا تعرف سوى تمجيد « الواقف » وإخفاء الحقائق عن الشعب.
1ـ إن نسبة المشاركة في الانتخابات لم تتجاوز، حسب الأرقام الرسمية التي قدمتها « الهيئة العليا للانتخابات »، 48.9 في المائة وهو ما يعني أن أغلبية الناخبين (3.867.197 من بين 7.569.824 ناخبا) لم تشارك وهو ما يمثل نقطة ضعف كبيرة ينبغي البحث عن أسبابها في المناخ السياسي والاجتماعي العام الذي جرت فيه الانتخابات.
2ـ إن المال لعب دورا خطيرا وقذرا في هذه الانتخابات بدءا بأعمال « الإشهار السياسي » التي يعلمها الجميع، ووصولا إلى أعمال إرشاء واسعة النطاق في شكل « هدايا » و »خدمات خيرية واجتماعية » والتي تواصلت حتى يوم الاقتراع، دون أن تقدر « الهيئة العليا » على وضع حد لها.
3ـ كما أن الإعلام، بما في ذلك الإعلام العمومي، الذي بقي تحت سيطرة أعوان النظام السابق، تصرّف بانحياز لفائدة أطراف على حساب أطراف أخرى ولم يساعد عموم الشعب على فهم الرهانات التي يطرحها انتخاب المجلس التأسيسي وألهاه بقضايا هامشية وزجّ به أحيانا في متاهات عقائدية.
4ـ إن الدين وقع توظيفه في المساجد وفي الفضاء العام بشكل خطير في هذه الانتخابات إذ لم تخل على سبيل المثال، معظم خطب يوم الجمعة 21 أكتوبر 2011 السابق بيومين فقط ليوم الاقتراع من دعوات ضمنية أو مكشوفة للتصويت لأطراف معينة ضدّ أطراف أخرى بدعوى أنها تمثل « الدين » أو أن أتباعها « يصلون »… وهو ما يذكّرنا بنفس الأساليب التي كان يستعملها بن علي.
5ـ إن توظيف الدين ارتبط بحملات تشويه واسعة النطاق، خسيسة ومتخلفة، ضد قوى ثورية وديمقراطية، من بينها حزبنا، استعمل فيها التكفير والسبّ والشتم، وشاركت فيها قوى رجعية مختلفة مناوئة للثورة ولمصالح الشعب التونسي الأساسية ولم يكن لهذه الحملات من هدف، سوى حرف الأنظار عن محاور الصراع الحقيقية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتمزيق وحدة الشعب على أسس عقائدية مفتعلة.
6ـ إن خروقات كثيرة ارتكبت يوم الاقتراع بما في ذلك من طرف العديد من أعضاء مكاتب الاقتراع وتتمثل هذه الخروقات في استعمال سيارات وحافلات خاصة لنقل الناخبين خاصة منهم غير « المسجلين إراديا »، وفي مواصلة الحملة الانتخابية حتى يوم الاقتراع وأمام المكاتب ذاتها وبأساليب مختلفة، والتحريض في صفوف الناخبين على التصويت لطرف دون آخر، وتقديم المأكولات والمشروبات في مراكز الاقتراع…
إن هذه الانتهاكات والخروقات للمبادئ الانتخابية الديمقراطية، بشهادة عدة هيئات مراقبة وملاحظين وتقارير مستقلة، تمسّ من نزاهة انتخابات المجلس التأسيسي ومن شفافيتها وأثرت بشكل أو بآخر في نتائجها. وإن محاولة « الهيئة العليا » التقليل من أهميتها غير مقنعة بالمرّة وهي تخفي عجز هذه الهيئة عن التصدي لتلك الخروقات والانتهاكات.
7ـ إن عدم إعلان النتائج في وقتها وتأجيل ذلك أكثر من مرة يثير أكثر من سؤال حول شفافية هذه الانتخابات. ومن شأن الأيام القادمة أن توضح لنا بعض أسباب هذا التأخير.
8ـ إن حزب العمال الشيوعي التونسي ساهم في الانتخابات وقد كان أول الداعين إلى انتخاب المجلس التأسيسي للقطع مع نظام الاستبداد. وقام حزب العمال بحملة نظيفة، ماليا وأخلاقيا وسياسيا، ركز فيها على البرامج والمقترحات وعوّل فيها على طاقات مناضليه ومناضلاته وواجه فيها حملات تشويه واسعة النطاق وحصارا إعلاميا مفضوحا.
إن النتائج التي حصل عليها الحزب ضعيفة، وهي لا تعكس إشعاعه وحضوره الميداني وتاريخه النضالي وإسهامه من مواقع أمامية في ثورة الشعب التونسي ضد الاستبداد والدكتاتورية. ولئن كانت هذه النتائج راجعة بنسبة هامة إلى المناخ العام الذي دارت فيه الانتخابات والذي كنا تحدثنا عنه، فإن هيئات الحزب ستتولى تقييم الأسباب الخاصة من أجل تجاوزها.
9ـ إن حزب العمال وبقطع النظر عن هذه النتائج سيواصل النضال بلا هوادة إلى جانب العمال والكادحين وسائر الطبقات والفئات الشعبية من أجل استكمال مهام الثورة وتحقيق تغيير ديمقراطي ووطني وشعبي فعلي. لقد كسب حزب العمال خلال الحملة أنصارا كثيرين مقتنعين ببرنامجه ومواقفه وبمصداقيته ومبدئيته، وهو ما سيمثّل قاعدة صلبة لانطلاقه من جديد وكسب الرهانات المقبلة. إن حزب العمال يحيي بهذه المناسبة كل الذين وقفوا إلى جانبه في هذه الانتخابات وصوّتوا له من أبناء الشعب وبناته، وهو يعدهم بأن منوّبيه في المجلس التأسيسي سيدافعون بكل قوّة عن الرسالة التي حملوها إياهم.  
حزب العمال الشيوعي التونسي القيادة الوطنية تونس في 29 أكتوبر 2011

<


بيــــــــان

اجتمع المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وبعد تدارس النقاط المدرجة في جدول أعماله قرر ما يلي

 

أولا : يقر المكتب السياسي بفشل الحزب في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لقصور في الأداء الناجم عن انعدام إمكانيات الحزب المالية والإعلامية ولأسباب خارجة عن إرادته تتعلق بالمشهد السياسي الوطني والترتيبات السياسية التي اشتغل عليها مباشرة بعد الثورة تحالف قوى الإلحاق وتوابعها من وسائل الإعلام الموجهة وفعل المال السياسي الأسود. ثانيا: تتوجه قيادة الحزب بالشكر والامتنان إلى أبناء الشعب في الداخل والخارج الذين منحونا أصواتهم وثقتهم ونعتبرها اصواتا منحازة لقيمنا وثوابتنا الوطنية والقومية و لصدقيتنا في التعاطي معها وهي أصوات صادقة لم تتأثر بموجة الإغراءات والتشويه. ثالثا: يحي المكتب السياسي كافة مناضلي الحزب اللذين خاضوا غمار الانتخابات بخطاب سياسي عال تجنب مغالطة الشعب وتسويق الوهم والزيف له مما حافظ على الروح الوطنية والأخلاق السياسية العالية للحزب. رابعا: تعلن قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تمسكها بثوابت وبرامج الحزب المنحازة للشعب وإرادته الوطنية واستقلال قراره وانخراطه اللامشروط في خط الممانعة في مواجهة الصهيونية والتبعية ويؤكد على مواصلة مسيرته معولا على صحوة الشعب وانكشاف الحقائق أمامه مستقبلا . خامسا : يعلن المكتب السياسي للحزب حل نفسه وتحوله إلى هيئة قيادية مؤقتة لتصريف الشأن اليومي للحزب إلى حين انعقاد المجلس الوطني للحزب ليقرر ما يراه صالحا بخصوص قيادة المرحلة المستقبلية وتحديد آلياتها ومنهجيتها.  
الأمين العام أحمد الاينوبلي

<



تونس ـ (الشروق): عبد الرؤوف بالي
أكد بوبكر بن ثابت كاتب عام الهيئة المستقلة للانتخابات أن اسقاط قائمات العريضة في ست دوائر انتخابية جاء بناء على ما رصدته الهيئة من انتهاكات مشيرا الى ان العديد من القائمات قامت بتجاوزات مشابهة الا أنها لم تفز في الانتخابات وإلا لعوقبت بنفس الطريقة في اطار القوانين المنظمة للعملية الانتخابية. وأوضح بن ثابت ان عمليات الرصد التي قامت بها الهيئة شملت كل القوائم الحزبية وحوالي 520 قائمة مستقلة ولم تتمكن من رصد بقية القائمات لأنه لم تكن لها عناوين واضحة مضيفا ان العديد من القائمات التي كان من المفترض ان يشملها قرار الاسقاط سقطت بطبيعتها لأنها لم تتحصل على أي مقعد. وفي اتجاه آخر أوضح الكاتب العام للهيئة ان آجال الطعون تنتهي منتصف ليل اليوم السبت وكان من المنتظر ان تصدر التركيبة النهائية بعد عشرة أيام بداية من يوم الغد لكن مع التأخير الذي شهدته عملية الفرز قد يتطلب عمل المحكمة التي ستنظر في الطعون أياما إضافية. وطبقا للفصل 72 (جديد) من المرسوم عدد 35 لسنة 2011، فإنّ الطعن في النتائج الأوليّة للانتخابات أمام الجلسة العامة للمحكمة الإداريّة يكون في أجل قدره يومان من الإعلان عن النتائج الأولية الذي تم مساء أمس الأول، ويوجه الإعلام بالطعون إلى الهيئة المركزية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات الكائنة بـ 19 نهج ابن الجزار، لافيات 1002، تونس. ومن جانبه أوضح الأستاذ رضا الطرخاني عضو الهيئة العليا المستقلة ان عدم التفطن الى ترشح «رئيس شعبة» على رأس قائمة العريضة في فرنسا الا بعد انقضاء آجال الانسحاب والطعون في الترشحات وهو ما منع الهيئة من اسقاط القائمة في حينها كما أكد ان عدم مد الهيئة من قبل الداخلية بقائمات المسؤولين التجمعيين ساهم في ترشح عدد منهم. وتابع قائلا ان الهيئة قدمت شكاية برئيس القائمة المعني حال علمها بأنه كان رئيس شعبة للتجمع المنحل في فرنسا لكنه اتصل بها مقدما اعتذاراته وأكد انه لم يكن على علم بأنه مشمول بالفصل 15 من القانون الانتخابي وقدم استقالته من الترشح لكن كان أجل الانسحاب قد فات لكنه تفادى بذلك التتبع الجزائي والذي يكلف المخالفين للفصل المذكور 6 أشهر سجنا، وبذلك لم يكن من الممكن اجرائيا اسقاط تلك القائمة الا بعد الانتخابات. (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 أكتوبر 2011)

<



اعلن الهاشمي الحامدي خلال تصريحاته الصحفية مساء امس تراجعه عن قراره سحب جميع قائماته الفائزة في عضوية المجلس التاسيسي.
و قال ان سبب تراجعه هو تلقيه عدة اتصالات من عديد الاطراف في تونس خاصة السيد كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ، حيث دعاه الاخير الى التوجه الى القضاء . في نفس السياق توجه الحامدي الى رؤساء القوائم التي تم اسقاطه بالتوجه اليوم الى المحكمة الادارية و تقديم الطعون في قرار الهيئة العليا للانتخابات .
كما وجه الحامدي دعوة الى رئيس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة و الاصلاح السياسي و الانتقال الديمقراطي عياض بن عاشور للتوسط بينه و بين قادة حركة النهضة للمصالحة بينهما لما قال انه  » عداء كبير » بين الطرفين .
للتذكير فان الحامدي رفض العودة الى تونس و قال في احدى تصريحاته مؤخرا انه لن يعود الى تونس خاصة بعد اقتراح حمادي الجبالي ليتلوى خطة الوزير الاول في الحكومة المؤقتة .
نشير ان الهيئة العليا للانتخابات اعلنت خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الخميس الفارط اسقاط ستة مقاعد للعريضة الشعبية و هي تطاوين و صفاقس 1 و جندوبة و القصرين و سيدي بوزيد و فرنسا 2 ، و رغم دعوة الحامدي رؤساء قوائمه الى الانسحاب الا ان رئيسي القائمة في بن عروس و باجة اعلنا رفضهما لمقترح الحامدي .
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 29 أكتوبر 2011)

<



أعادت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات احتساب الأصوات وتوزيعها في الدوائر الانتخابية التي تم فيها اسقاط قائمات العريضة الشعبية، وفازت حركة النهضة بثلاثة مقاعد اضافية، والديمقراطي التقدمي بثلاثة مقاعد، والتكتل بمقعد اضافي. ليصبح ترتيب الأحزاب الفائزة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي حسب النتائج الأولية التي أعلنتها الهيئة أول امس في انتظار البت في الطعون والإعلان عن النتائج النهائية، كالتالي:
حركة النهضة: 90 مقعدا، بنسبة 41,8 بالمائة المؤتمر من أجل الجمهورية: 30 مقعدا بنسبة 13,82 بالمائة. العريضة الشعبية: 19 مقعدا بنسبة 8,6 بالمائة التكتل من أجل العمل والحريات: 21 مقعدا بنسبة 9,68 بالمائة الحزب الديمقراطي التقدمي: 17 مقعدا بنسبة 7,83 بالمائة  
وتحصل القطب الديمقراطي الحداثي على خمسة مقاعد، وحزب المبادرة على خمسة مقاعد 5، آفاق تونس: 4 مقاعد والبديل الثوري (حزب العمال الشيوعي) ثلاثة مقاعد. كما فازت بمقعدين كل من حركة الوطنيين الديمقراطيين، وحركة الشعب، والصوت المستقل، والوفاء للشهداء، وقائمة من أجل جبهة وطنية تونسية.
فيما فازت بمقعد وحيد كل من النضال الاجتماعي، المستقلة الأمل، حزب الأمة الثقافي الوحدوي، حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، الحزب الدستوري الجديد، الاتحاد الوطني الحر، العدالة والمساواة، قائمة حركة الشعب الوحدوية التقدمية، قائمة قيم العدالة، النضال التقدمي، الحزب الليبرالي المغاربي، حزب الأمة الديمقراطي الاجتماعي.
4 ملايين ناخب
وبلغ العدد الجملي للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 4 ملايين و61 ألفا و735 ناخبا، ساهمت منها 2 مليون و708 ألف و768 في احتساب المقاعد. وأحرزت النهضة لوحدها أكثر من مليون ونصف من الأصوات، ولم تتحصل بفعل نظام احتساب الأصوات النسبي القائم على أكبر البقايا ألا على 33,31 بالمائة من الأصوات التي صوتت لها. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد قررت في وقت متأخر من مساء أول امس بالعاصمة اسقاط ست قائمات للعريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية ثبت مخالفتها للفصل 70 من المرسوم الانتخابي المتعلق بتمويل الحملة الانتخابية، وخاصة في ما يهم التمويل الخاص او التمويل الأجنبي. ومخالفة الفصل 15 من المرسوم الانتخابي. وتتمثل قائمات العريضة التي تم اسقاطها قائمات تطاوين (مقعد)، صفاقس1 (مقعد)، وجندوبة (مقعد)، والقصرين (مقعد )، وسيدي بوزيد، (3 مقاعد) كما تم وعملا بأحكام الفصل 15 منه اسقاط العريضة الشعبية بدائرة فرنسا2 لثبوت تحمل رئيسها مسؤولية في التجمع الدستوري المنحل. فيما يلي توزيع المقاعد الـ217 للمجلس الوطني التأسيسي حسب الأحزاب والدوائر مع أسماء الفائزين، بعد سحب قائمات العريضة الشعبية الست، مع العلم أن هذه النتائج أولية وليست نهائية. مع الاعتذار عن بعض الأخطاء الواردة في عددنا ليوم أمس في توزيع القائمات الفائزة حسب الدوائر.
دائرة تونس1: تسعة مقاعد حركة النهضة 4 مقاعد: أبو يعرب المرزوقي، يمينة الزغلامي، كريم الهاروني، هاجر عزيز. التكتل من أجل العمل والحريات: مقعد: مصطفى بن جعفر المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: سمير بن عمر الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: منصف شيخ روحه حزب النضال التقدمي: مقعد هشام حسني. القطب الديمقراطي الحداثي: مقعد: سمير الطيب. دائرة تونس 2: ثمانية مقاعد حركة النهضة: 3 مقاعد: سعاد بن عبد الرحيم، زياد الدولاتي، حليمة القني. التكتل: 2 مقاعد: خليل منصف الزاوية، لبنى الجريبي المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: العربي عبيد القطب الديمقراطي الحداثي: مقعد: أحمد إبراهيم الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: نجيب الشابي دائرة أريانة: 8 مقاعد حركة النهضة: 3 مقاعد: الصحبي العتيق، آمال غويل، الفرجاني الدغمان. التكتل: مقعد: مولدي الهادي الرياحي المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: عبد العزيز القطي الديمقراطي التقدمي:مقعد : عصام الشابي الحزب الليبرالي المغاربي: مقعد: كريم بوعبدلي القطب الديمقراطي الحداثي: مقعد: محمد فاضل موسى دائرة بن عروس 10 مقاعد حركة النهضة: 4 مقاعد: نور الدين البحيري، هالة الحامي، الصادق شورو، سلمى الصرصوط. التكتل: مقعدان: خميس قسيلة، سلمى هادية المبروك المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: هيثم بلقاسم الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: مي الجريبي القطب:مقعد: سلمى بكار حزب الأمة الديمقراطي الاجتماعي: مقعد: محمد نزار قاسم دائرة منوبة: سبعة مقاعد حركة النهضة:3 مقاعد: عبد الباسط بن الشيخ، لطيفة حباشي، محسن الكعبي المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: عبد الرؤوف العيادي التكتل: مقعد: عبد الرحمان الادغم الحزب الدستوري الجديد: مقعد: عبد الرزاق خلولي العريضة من أجل الحرية والعدالة والتنمية: علي حويجي دائرة بنزرت: تسعة مقاعد حركة النهضة: 4 مقاعد: سمير ديلو، عائشة الذوادي، بشير اللزام، آسيا النفاتي المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: هشام بن جامع التكتل: مقعد: محمد العلوش حركة الشعب: مقعد: مراد العمدوني الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: المهدي بن غربية العريضة من أجل الحرية والعدالة والتنمية: مقعد: محمد صالح شعيرات دائرة نابل 1: 7 مقاعد حركة النهضة: 2 مقاعد: المعز بالحاج رحومة، سناء الحداد المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: محمد المحرزي عبو التكتل: مقعد: عبد اللطيف عبيد العريضة الشعبية من أجل الحرية والعدالة والتنمية: طارق بوعزيز آفاق تونس: مقعد: نعمان الفهري الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: نجلاء بوريال دائرة نابل 2: 6 مقاعد حركة النهضة: 2 مقاعد: عماد الحمامي، صالحة بن عيشة، المؤتمر من اجل الجمهورية: مقعد: محمد منصف المرزوقي التكتل: مقعد: فاطنة الغربي العريضة الشعبية: مقعد: التوفيق عبد اللاوي الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: محمود بارود دائرة زغوان:5 مقاعد حركة النهضة: محمد بن سالم، نبيهة ترجمان، العريضة الشعبية: مقعد: الجديدي السبوعي الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: قيس مختار المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: الناصر ابراهيم دائرة سليانة: 6 مقاعد حركة النهضة: 2 مقاعد: عادل بن عطية، سامية الفرشيشي العريضة الشعبية: مقعد: شكري العرفاوي الاتحاد الوطني الحر: مقعد: نورالدين المرابطي البديل الثوري: مقعد: حطاب بركاتي الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: إياد الدهماني دائرة باجة: 6 مقاعد حركة النهضة: 2 مقاعد: محمد سعيد، نبيلة العسكري السنوسي العريضة الشعبية: مقعد: أيمن الزواغي الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: شكري القسطلي التكتل: مقعد: علي بالشريفية المؤتمر من اجل الجمهورية: مقعد: ربيع العابدي دائرة جندوبة 8 مقاعد حركة النهضة: 3 مقاعد: أحمد المشرقي، سناء مرسني، كمال الهوايدي التكتل: مقعد: سعيد مشيشي الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: رابح الخرايفي المؤتمر من أجل الجمهوري: مقعد: ضهير المناعي قائمة النضال الاجتماعي: مقعد: وسام ياسين حركة الوطنيين الديمقراطيين: مقعد: المنجي الروحي دائرة الكاف: 6 مقاعد حركة النهضة: 2 مقاعد: عبد اللطيف المكي، منيرة عمري العريضة الشعبية: مقعد: حاتم الكلاعي قائمة الأمل: مقعد: محمد نجيب حسني المؤتمر من أجل الجمهورية: طارق العبيدي التكتل: مقعد: عبد القادر بن خميس دائرة المنستير: 9 مقاعد حركة النهضة: 3 مقاعد: نجيب مراد، سنية تومية، منير بن هنية حزب المبادرة: 2 مقاعد: الهادي الشاوش، أميرة مرزوق المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: الأزهر الشملي حزب التكتل: مقعد: جمال طوير العريضة الشعبية: مقعد: عبد المنعم كرير حزب الامة الثقافي الوحدوي: مقعد: ابراهيم حامدي دائرة سوسة 10 مقاعد حركة النهضة: 4 مقاعد: حمادي الجبالي، منية ابراهيم ، زياد العذاري، فطومة عطية حزب المبادرة: 2 مقاعد: محمد كريم كريفة، منية بن نصر المؤتمر من أجل الجمهورية : مقعد: الطاهر هميلة العريضة الشعبية: مقعد: اسكندر بوعلاقي التكتل: مقعد: صالح شعيب الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: محمد قحبيش دائرة المهدية 8 مقاعد حركة النهضة: 3 مقاعد: الهادي العجيمي، نجيبة الهادي، عبد العزيز أحمد العريضة الشعبية:مقعد: جلال فرحات حزب المبادرة: مقعد: فاضل الوج المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: رفيق التليلي آفاق تونس: مقعد: ريم محجوب حزب العدالة والمساواة: مقعد: محمد لطفي بن مصباح دائرة القيروان 9 مقاعد حركة النهضة: 4 مقاعد: محمود قويعة، فريدة عبيدي، أحمد سميعي، مفيدة مرزوقي العريضة الشعبية: 2مقاعد: رمضان دغماني، ريم الثائري المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: نزار مخلوفي حزب التكتل: مقعد: محمد الحبيب هرقال البديل الثوري: مقعد: فتحي اللطيف دائرة القصرين 8 مقاعد حركة النهضة: 3 مقاعد: الوليد البناني، خيرة الصغيري، فرج النصيبي المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: محمد علي نصري حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: مقعد: زكي شعباني الحزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: محمد الناجي غرسلي حزب التكتل: مقعد: سلام دخيلي قائمة الوفاء:مقعد: مبروك الحريزي دائرة صفاقس1: 7 مقاعد حركة النهضة: 4 مقاعد: المنصف بن سالم، فطوم الأسود، كمال عمار، سلاف الشمطني المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: محمد الكراي حزب التكتل: مقعد: جمال القرقوري البديل الثوري: مقعد: أحمد السافي دائرة صفاقس 2: 9 مقاعد حركة النهضة: 4 مقاعد: الحبيب اللوز، كلثوم بدر الدين، بدر الدين عبد الشافي، حبيبة التريكي المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: عبد الوهاب معطر العريضة الشعبية: مقعد: معز كمون حزب التكتل: مقعد: جلال بوزيد صوت المستقل: مقعد: صلاح الدين الزحاف آفاق تونس: مقعد: شكري يعيش دائرة قابس 7 مقاعد حركة النهضة: 4 مقاعد: الحبيب خضر، آمال عزوز، عبد القادر القادري، دليلة بوعين المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: نوفل الغريبي قائمة من أجل جبهة وطنية تونسية: مقعد: فؤاد ثامر العريضة الشعبية: مقعد: مولدي الزبدي دائرة سيدي بوزيد 8 مقاعد حركة النهضة: 2 مقاعد: محمد الطاهر تليلي، بية جوادي المستقل: 2 مقاعد: الطاهر إيلاء، فاطمة منصري حركة الشعب: مقعد: محمد براهمي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: مقعد: أحمد الخصوصي حركة الوطنيون الديمقراطيون: مقعد: محمد الهادي عمري المؤتمر من اجل الجمهورية: مقعد: عبد السلام الخليفي دائرة قفصة: 7 مقاعد حركة النهضة: 3 مقاعد: سليمان هلال، الزهرة صميدة، عبد الحليم زوارة المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: عبد السلام شعبان العريضة الشعبية: مقعد: حسن رضواني حزب الديمقراطي التقدمي: مقعد: محمد كحيلة العدالة: مقعد: فيصل جدلاوي دائرة توزر: 4 مقاعد حركة النهضة: 2 مقاعد: حافظ إبراهيم، كوثر الأدغم المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: أزاد بادي الوفاء للشهداء: مقعد: محمد شفيق دائرة قبلي: 4 مقاعد حركة النهضة: 2 مقاعد: البشير شمام، منية القصري المؤتمر من أجل الجمهورية: مقعد: عمر الشتيوي، حسناء مرسيط العريضة الشعبية: مقعد: ابراهيم قصاص دائرة مدنين: 9 مقاعد حركة النهضة: 4 مقاعد: عبد المجيد النجار، بسمة الجبالي، صلاح الدين لهيبة، هاجر منيفي المؤتمر من اجل الجمهورية: مقعد: سليم بن حمدان آفاق تونس:مقعد: سميرة مرعي شمس العريضة الشعبية: مقعد: سعيد خرفوشي< (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 أكتوبر 2011)

<


الغنوشي والجبالي في أول مؤتمر صحفي بعد الانتخابات تشكيل حكومة الائتلاف الوطني خلال أسبوع


منفتحون على «الديمقراطي التقدمي وكل الأطراف السياسية» ـ أورد السيدان راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة وحمادي الجبالي الامين العام للحزب في مؤتمر صحفي نظمته قيادة الحركة امس هو الاول من نوعه بعد الانتخابات ـ بحضور عشرات من الاعلاميين التونسيين والاجانب والقياديين في الحركة ـ أن  » المشاورات متواصلة بين قيادات النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل ومع بقية الاحزاب والاطراف السياسية لتشكيل حكومة ائتلاف وطني تضم شخصيات من مختلف التيارات وكفاءات وطنية « .
وتوقع حمادي الجبالي ـ الذي اكد ترشيح حركته له شخصيا لخطة وزير اول ـ ان يحسم ملف تشكيل الحكومة الائتلافية الوطنية في ظرف اسبوع او عشرة ايام وعلى اقصى الحالات في ظرف اسبوعين. كما اكد الغنوشي والجبالي ان حزبهما منفتح على كل التيارات والاطراف السياسية خاصة منها التي انخرطت في جبهة 18 اكتوبر2005 المفتوحة ..وبينها الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب التكتل وحزب المؤتمر..وفصائل يسارية عديدة قامت مع قياديين في النهضة وفي احزاب اخرى بصياغة وثيقة فكرية سياسية وفاقية عن نمط المجتمع وعن الاسرة والمراة..  
حقوق النساء ..والدولة مدنية
وتعهد الغنوشي بان تضم الحكومة القادمة نساء غير محجبات واورد مرارا ان « الدولة مدنية وليس من صلاحياتها التدخل في الشؤون الخاصة للنساء والرجال من حيث لباسهم وشربهم واكلهم ونمط حياتهم  » ونفى الغنوشي مجددا ان تكون لحركته اي نية في توظيف مؤسسات الدولة لتغيير سلوكيات النساء والرجال على حد سواء او لفرض الحجاب او الترويج لتعدد الزوجات  » بخلاف ما يروجه عنا بعض المختصين في لعب ورقة  » فزاعة الاسلاميين ».
واعلن الغنوشي ان النهضة التي تستعد للمشاركة الفعالة في الحكومة الانتقالية الجديدة تحترم مكاسب الدولة الحديثة خلال الـ55 عاما الماضية وتعتبر ان « الثورة لم تهدم الدولة ولكنها هدمت النظام الفاسد ».. وفي هذا السياق سجل انه من بين 49 امراة في المجلس التاسيسي المنتخب فان 42 ينتمين الى حركة النهضة.  
التزامات تونس الخارجية
في نفس السياق اورد راشد الغنوشي ان حزبه سيحترم تعهدات الدولة التونسية والتزاماتها الدولية. وقدم بصفة خاصة تطمينات للاشقاء  » في ليبيا والجزائر » وفي الدول العربية والاسلامية والافريقية ولجيران تونس الاوربيين وللولايات المتحدة الذي تربطه علاقات صداقة تقليدية مميزة بتونس « .
دعم السياحة والاستثمار الاجنبي
وردا على عدد من التساؤلات المتخوفة على مستقبل قطاع السياحة وعلى الاستثمار الاجنبي بتونس اورد الجبالي انه من المقرر ان يعقد لقاء مساء امس مع السيد محمد بلعجوزة رئيس جامعة النزل التونسية.. واكد الجبالي والغنوشي مجددا على احترام حركتهما لتعهداتهما قبل الانتخابات فيما يتعلق بدعم قطاع السياحة  » الذي يوفر حوالي 800 الف مورد رزق مباشر وغير مباشر للتونسيات والتونسيين « . واورد الغنوشي ان  » دعايات بعض المختصين في توريج ورقة  » فزاعة الاسلاميين  » تسببت في هبوط بورصة تونس بعد اعلان نتائج الانتخابات بنقطة ..لكن بعد زيارته للبورصة وتطميناته للقائمين عليها فيما يتعلق بدعم حزب النهضة والمفكرين الاسلاميين للبورصة وللاستثمار الخاص التونسي والاجنبي ارتفعت قيمة اسهم البورصة بـ3 نقاط كاملة.
إصلاح القضاء والامن
واعرب راشد الغنوشي ردا على تساؤلات حول الانصاف والمصالحة والعدالة الانتقالية ان حزبه مع اعادة الحقوق الى اصحابها ومع العدالة الانتقالية ولكنها تتمسك بثوابتها وعلى راسها منع الظلم لذلك تعتقد ان القضاء المستقل ينبغي ان يلعب دورا في اصلاح الاوضاع العامة في البلاد وفي استرداد المظلومين لحقوقهم وليس السلطة التنفيذية. واورد الغنوشي انه مع المصالحة وضد التشفي والانتقام لكن لابد للمظلومين من استرداد حقوقهم حسبما يضمنه لهم القضاء المستقل الذي يبنغي ان تبدأ عملية اصلاحه الطويلة فورا مثلما ينبغي دعم مساراصلاح قطاع الامن لتغيير علاقة الامن بالمواطن  » ليكون الامن بالفعل امنا جمهوريا وليس امنا في خدمة شخص او عائلة او حزب معين ».
مورو ومحمد الصالح النيفر
وردا على تساؤلات تهم المنسحبين من حزب النهضة والخلافات بين عدد من رموزها ـ وبينهم الاستاذ عبد الفتاح مورو ـ اورد الغنوشي ان الخلافات طبيعية بين رموز التيار الاسلامي الكبير بمختلف اجياله ورموزه والحركة الاسلامية بمفهومها الواسع الذي يتجاوز الاطار التنظيمي لحزب واحد وان كان النهضة .
في هذا السياق نوه الغنوشي مجددا بخصال الاستاذ عبد الفتاح مورو ووصفه بالمؤسس للحركة الاسلامية والتيار الاسلامي في تونس وان اختلف في مرحلة من المراحل مع النهضة تنظيما واستطرد قائلا : » واحسب ان ذلك الخلاف في طريقه الى الحسم قريبا ..ومتى خرج الاستاذ عبد الفتاح مورو من الحركة حتى يطالب بالعودة اليها ؟ ».
كما نوه الغنوشي بشهداء الثورة وجرحاها وباجيال من الشهداء والعلماء والمناضلين والسجناء من مختلف التيارات السياسية ساهموا في صنع ثورة 14 جانفي ثم العرس الانتخابي ليوم الـ23 من اكتوبر. ونوه الغنوشي خاصة بالمساجين الذين اعتقلوا وعذبوا في عهد بورقيبة وبن علي من القوميين واليساريين والاسلاميين والنقابيين والطلبة وبنخبة من المصلحين والعلماء على راسهم العلامة المجاهد محمد الصالح النيفر ». كما حيا الغنوشي المناضلين الصامدين في فلسطين وسوريا واليمن وفي كل الشعوب التي ترنو الى التحرر وتحقيق مكاسب مماثلة لتلك التي حققها الشعب التونسي يومي 14 جانفي و23 اكتوبر. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 أكتوبر 2011)

<


الغنوشي في ندوة صحفية «نلتزم بتعهداتنا للشعب التونسي باحترام الحقوق والحريات وتعزيز مكانة المرأة»

الصحافة: بعد أن حيا الثورة ورجالاتها وشهدائها أكد الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في ندوة صحفية عقدتها الحركة أمس انفتاح الحركة على اطارها الوطني والخارجي باحترامها لمختلف مكونات الطيف السياسي وتعهداتها للشعب التونسي فضلا عن التزام الحركة بمعاهدات الدولة التونسية مع أصدقاء تونس وأشقائها في الخارج مشددا على دور المرأة صلب الحركة وهو ما يتماشى مع المنزلة الرفيعة التي خصها بها الإسلام. وبين أن الحركة ستعمل على مزيد تعزيز مكاسبها والارتقاء بمكانتها داخل المجتمع التونسي ما يمنع أي ارتداد عن مكاسبها مجددا ان الحركة ملتزمة بضمان الحياة الكريمة لكل التونسيين والحد من انتشار الفقر داخل مختلف جهات الجمهورية.
ودعا في نفس السياق أهالي سيدي بوزيد الى الاحتكام الى العقل ونبذ العنف الذي سيدخل البلاد في الفتنة واحياء النعرات الجهوية مذكرا بدور هذه الولاية في اندلاع ثورة 14 جانفي وعلى دور شبانها البواسل في المحافظة على مسارها مذكرا اهالي سيدي بوزيد بضرورة المحافظة على الهدوء والحفاظ على الممتلكات والأرواح مشيرا الى مساهمة التجمعيين في احداث هذا الارباك مشيرا الى أن الشعب التونسي قادر على صنع النموذج الديمقراطي الحديث.
كما نوه زعيم حركة النهضة بدور الحكومة الحالية وعلى رأسها السيد الباجي القائد السبسي واللجنة العليا المستقلة للانتخابات وكل الأحزاب التي بادرت بتهنئة النهضة على الرغم من اختلاف توجهاتها مشيرا الى أن نجاح الانتخابات هو انتصار لتونس.
وقد أكد أن حركة النهضة ستعمل على تحقيق نظام عادل وحر سيكون فيه الأمن جمهوريا وليس تابع لاي حاكم يخدم الناس والقانون في هذه البلاد مشددا على ضرورة تنظيم حملة اصلاح جذرية وعميقة داخل المنظومة القضائية معتبر ان هذه المنظومة نخر فيها سوس الفساد حتى العمق ومن بين أهداف الحكومة المقبلة العمل على تطهير هذه المؤسسة القضائية.
وحول مدة عمل المجلس التأسيسي أكد ان الحركة ملتزمة بموجب وثيقة أمضتها الحركة مع الأحزاب على ان لا تتجاوز مدة التأسيسي السنة مؤكدا ان الحركة ستدخل في حوارات مع مختلف الأحزاب لفتح باب التوافق حول مستقبل تونس.
وقد طمأن الشيخ راشد الغنوشي مختلف فئات المجتمع التونسي أن الحركة لن تمس بمكتسبات المرأة وبنمط عيش المجتمع ككل.
ومن جانبه أوضح السيد عبد الحميد الجلاصي رئيس الحملة الانتخابية لحركة النهضة ان الانتخابات التي عاشتها تونس في 23 أكتوبر الجاري بحاجة لدراسة المختصين في العلوم الاجتماعية ودراستها تقنيا لمزيد الارتقاء بالأداء في المحطات الانتخابية المقبلة مشيرا الى ان حوالي 3.72 ملايين تونسي توجهوا الى صناديق الاقتراع من بينهم 1.5 مليون صوتوا للنهضة وهو ما يمثل 40.55 ٪ وهو ما أفرز حصول النهضة على 41٪ من المقاعد وأن 46٪ من الممثلين من الحركة في المجلس هم من النساء.
كما أوضح السيد حمادي الجبالي أمين عام النهضة ان الحركة لن تمس بمكانة القطاع السياحي الذي يتميز بقيمة هامة في المشهد الاقتصادي التونسي مؤكدا على التزام الحركة باحترام الحريات وهو المطلب الذي قامت عليه الثورة. فاتن الكسراوي (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 أكتوبر 2011)

<



علي الكنيس مسلم ثائر _ إسلامي مستقل الشيخ صالح كركر شفاك الله مرحبا بك في بلدك تونس بين إخوانك وأحبائك يا رمز الصمود رغم ما بادرك به بعض إخوانك من فعل نستهجنه . « التاريخ يدوّنه المنتصرون » لكني أقول التاريخ سيدوّن يوما ما بموضوعية أو على الأقل أن تسمع جميع وجهات النظر و نرجو أن يكون ذلك اليوم قريبا المنسيون في تاريخ تونس الشيخ صالح كركر مازال منفيا في فرنسا و لم يتمتع بالعفو التشريعي إظافة للمعاناته المتواصلة مع المرض الإقامة الجبرية و قد رفعت السلطات الفرنسية الإقامة الجبرية عنه يوم 26 اكتوبر 2011 و كانت تعتبره السلطات الفرنسية شخصا خطيرا على سلامة ترابها و هو مريض إذ أصيب بجلطة دماغية كما انه أبتلي في أهله و بنيه و إخوانه . الشيخ صالح كركر منسي الثورة الزعيم المبتلى : – ولد صالح كركر في 22 اكتوبر 1948 . – تحصل على شهادة السلك الثالث في العلوم الإقتصادية . – نال درجة الدكتوراه في علم الإحصاء . – و هو أحد المؤسسين الثمانية للحركة الإسلامية في تونس. و يعتبر بدون منازع الأب التنظيمي للحركة و أحد أهم المنظرين لها و رجل المؤسسة الأول فيها. – في سنة 1981 : صدر في حقه حكم بالسجن 11 سنة مع 14 من إخوانه و هم : راشد الغنوشي , بن عيسى الدمني , علي نوير , صالح بوغانمي , نجيب العياري , صالح الهشيري , عبد القادر الجديدي , ضو المسكين , عبد الرؤوف البولعابي , الحبيب اللوز , الفاضل البلدي , الحبيب المكني , عبد الرؤوف العريبي , صالح التكاز , أحمد بن عمر . – أول مسؤول عن المؤسسة التنظيمية بالحركة، وبقي على رأسها طيلة العشرية الأولى التي عقبت تاريخ التأسيس. وتحمل لمدة طويلة نيابة رئاسة الحركة ورئاسة مجلس الشورى . – قاد صحبة ثلة طيبة من إخوانه المواجهات التي حصلت بين الحركة والسلطة والتي انتهت بسقوط بورقيبة من الحكم على إثر انقلاب قام به ضده وزيره الأول الجنرال بن علي. – تولى رئاسة حركة الإتجاه الإسلامي في صيف 1987 إلى أكتوبر 1988 . – حكم عليه بلإعدام سنة 1987 و غادر البلاد سرّا في سنة 1988 . – إستقر في لندن ثم في باريس أين تحصل على اللجوء السياسي . – سنة 1993 أصدر وزير الداخلية الفرنسي « شارل بالسفوا » نزولا تحت رغبة السلطات الفرنسية قرارً بترحيله و الذي تم العدول عنه بقرار آخر يقضي بفرض الإقامة الجبرية عليه . – في أكتوبر 24 2002 إتخذت حركة النهضة قرار بفصله من صفوفها و اعتبر هذا القرار من أخطر القرارات الصادرة عن الجهاز التنظيمي . – في 15 جانفي 2005 أصيب بجلطة دماغية خلفت له أضرارً كبيرة ذهنية و بدنية . – في 26 اكتوبر 2011 قررت السلطات الفرنسية رفع الإقامة الجبرية عنه التي طالته لمدة 18 سنة . صالح كركر من قادة الحركة الإسلامية التونسية الأوائل هلاّ يذكره إخوانه في حركة النهضة و في الوطن ؟ و قد قد زاره بعد الثورة كل من عبد الفتاح مورو و راشد الغنوشي كل منهما منفردًا (هذا القدر المتوفر من المعلومات وسنسعى لتأكيدها إذا اتيحت الفرصة )
 
« من يحتفظ في ذهنه بصورة قديمة للزعيم الإسلامي التونسي الشيخ صالح كركر، ربما لا يعرفه إذا التقاه هذه الأيام. فالضغوط الأمنية القاسية انتهت به إلى مرض لم يمنعه رغم وطأته من متابعة أخبار الوطن الذي عصفت رياح الثورة فيه مؤخرا بالنظام الذي جعل منه فزاعة، يرعب به أنصاره وخصومه على حدّ سواء » ( تعليق قناة الجزيرة في تقرير سلسلة أذرع بن علي الباريسية حول الشيخ صالح كركر ) و كنت قد نشرت فيديو الجزيرة حول الشيخ صالح كركر و أرفقته بالتعليق الذي جمعت فيه عدة معطيات على صفحتي الشخصية على الفايسبوك « Ali Palastine(علي الكنيس) » و هو موجود مع الفيديو و قد قامت صفحة » شباب حركة النهضة الإسلامية على الفايسبوك » بنشر الفيديو مع التعليق مع التصرف فيه بإزالة هذه الفقرة : « هلاّ يذكره إخوانه في حركة النهضة و في الوطن ؟ و قد قد زاره بعد الثورة كل من عبد الفتاح مورو و راشد الغنوشي كل منهما منفردًا (هذا القدر المتوفر من المعلومات وسنسعى لتأكيدها إذا اتيحت الفرصة ) يذكر أن الشيخ صالح كركر أتخذ في شأنه قرار بالفصل من حركة النهضة و ذلك 24 أكتوبر 2002 ! »

<



تونس-العالم : بدأ المشهد السياسي التونسي الجديد بالتشكل في ظل سيطرة واضحة لحركة النهضة الاسلامية على اجمالي مقاعد المجلس التأسيسي ، وامام الحكومة القادمة التي ستشكلها الحركة هناك عدة رهانات لابد ان تسعى لتخطيها في ظل حالة عدم الاستقرار الحالية .
واوضح القيادي في حركة النهضة علي الطبيب في تصريح لمراسل قناة العالم في تونس ان التحديات التي تواجه الحكومة المقبلة تتمثل في ثلاث، الاول هو التاسيس ووضع دستور يرضي كل التونسيين ، والثاني تصفية ارث السلطة السابقة كأرث الفساد الذي استشرى في جميع القطاعات ، والثالث هو وضع قوانين والاستعداد للانتخابات القادمة . من جانبه قال المحلل السياسي التونسي معز زيود لمراسل العالم ان المطروح سياسيا اليوم هو ان تأخذ حركة النهضة وتلتزم بما كانت تتحدث عنه من تمسك بالوفاق الوطني لان هناك العديد من الحركات والتيارات السياسية التي كانت في الحكم بشكل او باخر ستكون اليوم في المعارضة وهذا ما يفعل الجو الديمقراطي ويتطلب من النهضة مزيدا من المصداقية . اما الصحفي التونسي نصر الدين بن حديد فاعتبر في حديثة مع مراسل العالم ان تونس اليوم هي محط رؤية العالم على المستويين السياسي والاقتصادي وبالتالي فان العالم ينظر باكبار الى التجربة التونسية وخاصة ان نسبة المشاركة في الانتخابات وصلت الى 80 بالمئة مما يعني ان الدول العربية جميعها مؤهلة للديمقراطية وتونس فتحت هذا الباب لاول مرة ودخلته ومن ثم فهي ستعطي المثال وبالتالي ستتطور المعادلة الاقتصادية كذلك . وبالنهاية فان حركة النهضة تسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية في تونس لكسب ثقة الذين لم يصوتوا لها والذين يعتبرونها حسب رأيهم تهديدا لمكتسبات الحداثة التي غنموها من نظامي بورقيبة وبن علي . (المصدر: موقع قناة العالم (طهران– ايران) بتاريخ 28 أكتوبر 2011)

<



تتواصل المشاورات بين مختلف الاطراف السياسية خصوصا بين الاسلاميين وابرز احزاب اليسار للتحضير للفترة الانتقالية الثانية في تونس في حين عاد الهدوء الى مدينة سيدي بوزيد بعد اضطرابات اعقبت الاعلان عن نتائج انتخابات المجلس التاسيسي. واعلن حمادي الجبالي الامين العام لحزب النهضة ومرشحها لمنصب رئيس الحكومة الانتقالية الثانية بدء « مشاورات اولية » منذ الخميس بين حزبه (90 مقعدا في المجلس التاسيسي) وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي-30 مقعدا) والتكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات (يسار-21 مقعدا) في اطار مشاورات ستشمل العديد من الاحزاب الاخرى، للاتفاق على مختلف مؤسسات المرحلة الانتقالية الثانية. ورغم ان الاتفاق بين هذه القوى الثلاث الرئيسية في المشهد السياسي التونسي الجديد (141 مقعدا من 217)، يكاد يؤمن لها اغلبية الثلثين في المجلس، فان مصادر حزبية اشارت الى سعي حزب التكتل الحثيث الى ضم قوتين يساريتين اخريين الى الاغلبية ل »تعزيز موقع اليسار ولضمان اكبر قدر من الاجماع ». والقوتان هما الحزب الديمقراطي التقدمي (17 مقعدا) وتحالف القطب الديمقراطي الحداثي حول حزب التجديد (الشيوعي سابقا- 5 مقاعد) اكبر الخاسرين في الانتخابات واللذان اعلنا انهما تحولا الى المعارضة. من جهة اخرى اشار العديد من الصحف التونسية الى تودد حزب النهضة لحزب العمال الشيوعي التونسي وللحزب الديمقراطي التقدمي والقوميين. واكد زعيم النهضة راشد الغنوشي الجمعة انفتاح حزبه على كل القوى التي ناضلت ضد الاستبداد منذ اكثر من 50 عاما في تونس لبناء مؤسسات الدولة الجديدة على قاعدة « الوفاق ». وقال في هذا الصدد « نسعى الى اخواننا في الوطن مهما كانت توجهاتهم طالبين منهم المشاركة في كتابة الدستور وفي نظام ديمقراطي وفي حكومة ائتلاف وطني في اطار الوفاق ». واضاف « لا يجب ان نغفل جهاد من ناضلوا من اجل هذه الثورة وتداولوا على السجون منذ الاستقلال (1956) من قوميين واشتراكيين ونقابيين وليبراليين وشيوعيين » مشيرا الى ما يعرف في تونس ب »وثائق وارضية ائتلاف 18 تشرين الاول/اكتوبر » 2005. وهو تحالف واسع ضم اغلب القوى اليسارية والقومية والنقابية والشخصيات المناضلة ضد الاستبداد في عهد زين العابدين بن علي اضافة الى الاسلاميين بعد تاكيد هؤلاء خصوصا موقفهم المؤيد لحقوق المراة ولايمانهم بالدولة المدنية والديمقراطية وسيلة للوصول الى الحكم. وبعد انقضاء اجل الطعون في نتائج انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر، سيدعو الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع المجلس التاسيسي المنتخب الى الاجتماع. ويتولى المجلس التاسيسي اختيار رئيسه ونائبيه والاتفاق على نظامه الداخلي ونظام مؤقت لادارة الدولة كما يعين رئيسا مؤقتا جديدا محل المبزع الذي كان اعلن نهاية الاسبوع الماضي انسحابه من العمل السياسي. وبعد ذلك، يكلف الرئيس الموقت الجديد من تتفق عليه الاغلبية في المجلس بتشكيل حكومة جديدة للمرحلة الانتقالية الثانية منذ الاطاحة بنظام بن علي. ويدعو حزب النهضة الى تشكيل « حكومة ائتلاف وطني » ويؤيده في ذلك حزب المؤتمر من اجل الجمهورية. في المقابل يدعو حزب التكتل الى « حكومة مصلحة وطنية » مع استبعاد « الاحزاب التي تعاملت مع بن علي » في حين يدعو حزب التجديد (الشيوعي سابقا) الى « حكومة كفاءات وطنية من خارج الاحزاب ». من جانب آخر عاد الهدوء السبت الى مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب تونس) التي كانت شهدت اضطرابات واعمال تخريب لمقار عامة وخاصة عقب اعلان نتائج انتخابات المجلس التاسيسي مساء الخميس في تونس. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الليلة الماضية كانت هادئة جدا واحترم حظر التجول الليلي الذي اعلن اثر الاضطرابات ولم تسجل اي حوادث. وكان اعلن عن حظر تجول ليلي الجمعة من الساعة 19,00 الى 05,00 (18,00 الى 04,00 ت غ). وصباح السبت وهو يوم السوق الاسبوعية في سيدي بوزيد، كانت الحركة طبيعية في المدينة وفتحت المحال التجارية والمقاهي ابوابها ونظمت حملات نظافة بمشاركة الاهالي لازالة آثار اعمال العنف. ورغم ذلك فقد اصدر المسؤول المحلي للتعليم امرا بابقاء المعاهد الثانوية مغلقة اليوم وذلك « من باب الاحتياط »، بحسب المصدر ذاته. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس ان حظر التجول الليلي سيستمر « حتى اشعار آخر ولحين التاكد من استتباب الهدوء في المدينة » مؤكدا ان الاضطرابات لم تسجل فيها اصابات. وكانت مدينة سيدي بوزيد (وسط غربي) شهدت اعمال عنف تلت احتجاجات على الغاء فوز عدد من قوائم « العريضة الشعبية » وتنديد زعيمها الهاشمي الحامدي الذي يتحدر من منطقة سيدي بوزيد بما قال انه استبعاد النهضة له من مشاورات التحضير للمرحلة الانتقالية القادمة. غير ان الغنوشي اكد الجمعة « نحن اكدنا اننا نحترم ارادة الشعب وكل قائمة فازت سواء كانت مستقلة او تابعة لحزب فهي جديرة بان تحترم ويحترم اهلها » مضيفا « نحن تشاورنا مع احزاب وليس مع قوائم مستقلة وهذه الاحزاب لنا معها تاريخ ولم نتشاور بعد مع اي قائمة مستقلة ». ودعا الهاشمي الحامدي مساء الجمعة في مداخلة هاتفية في برنامج حواري مع قناة « حنبعل » التونسية الخاصة الى الهدوء والى التوسط بينه وبينه النهضة. وقال « يا اهالي سيدي بوزيد اوقفوا الاحتجاجات والمظاهرات » داعيا الى التوسط بينه وبين النهضة لمعالجة اي خلاف ومشيرا الى ان المجلس التاسيسي « يحتاج معارضة قوية ». (المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 29 أكتوبر2011)

<


بسم الله الرحمان الرحيم نداء إلى أهلنا في سيدي بوزيد

رياض حجلاوي يا أحرار سيدي بوزيد لقد رفعتم صوت تونس عاليا وأصبحت الثورة التي كان لكم الشرف في تفجيرها مثالا عاليا يحتذى به في العديد من الدول وكان لكم الشرف أن يزاح العديد من الفراعنة في هذا العصر ثم كان لكم اليوم الشرف في إنجاح الإنتخابات الأولى بعد الثورة وأرجعتم من دماء أبنائكم الزكية للشعب إرادته ليمارسها بكل حرية لكن اليوم مدينتنا العزيزة تحترق والمرافق العامة والخاصة تتلف وهي ملك الشعب الكريم إنني تابعت الأخبار من بعيد ولم أجد ما يبرر هذا العمل خاصة أن الثورة والإنتخابات نجحتا وأصبح الأمر بيد أبناء الشعب وستنطلق التنمية والبناء إن حركة النهضة التي أنتمي إليها لاق أبناؤها المحن والأذى طيلة عقود ولم تساوم على مبادئها وعلى إستقلال تونس وصابرت وقدمت العشرات من الشهداء من أبنائها دفاعا عن كرامة تونس وعزتها وعزة الإسلام وقاومت الإستبداد بالكلمة الحرة وبالوسائل المشروعة ولم تنحرف إلى مطبات العنف رغم الأذى الشديد واليوم أعطاها الشعب ثقته ولم تأتي بالدبابات الأمريكية وهي تمد يدها إلى كل إبناء تونس الأحرار إلى التعاون من أجل نهضة تونس لا أريد أن أتحدث عن الهاشمي الحامدي ودوره في إثارة الفتنة رغم معرفتي لهذا الشخص منذ سنوات المعهد في السبعينات من القرن الماضي لأنني أعتقد أن الأمر يتجاوزه وهو مجرد حلقة في مسلسل مكر ستتكشف خيوطه في المستقبل إنني أدعو كل أبناء سيدي بوزيد مهما إختلفت آراؤهم إلى ميثاق نتعاقد فيه على إرساء دعائم الحوار بين العائلات الفكرية والسياسية من أجل تنمية سيدي بوزيد والحفاظ على مقدراتها نبذ العنف مهما كان شكله في حل الخلافات أدعو حركة النهضة إلى الدعوة إلى تكوين لجنة محايدة لمعرفة أسباب الحرق والإتلاف للممتلكات العامة والخاصة ادعوالأخوين حمادي جبالي وسمير ديلو إلى مقاضات المدعو سفيان بن حميدة الموظف في ‘قناة نسمة’ والذي صرح في جلسة حوارية أن التصريحات ‘الامسؤولة’ لقيادات النهضة كانت السبب في إندلاع أعمال الشغب في سيدي بوزيد أدعو أبناء شعبي إلى التظامن والتعاون من أجل بناء تونس الثورة وتونس العدل وتونس الحرية

<



نصرالدين السويلمي – تونس – لم تكن النتائج التي أسفرت عنها انتخابات المجلس التأسيسي مفاجئة على الأقل بالنسبة للمركز الأول، فقد كانت كل المؤشرات تشير إلى أنّ حركة النهضة في طريق مفتوح نحو تحقيق تقدّم مريح على نظرائها من بقيّة الأحزاب والقوائم المستقلة، ولم تأتِ مثل هذه التوقعات من فراغ، فالحزب الذي انتزع أكثر من 40 % من الأصوات وبنظام إنتخابي ابتزّ الكتل الكبيرة لصالح تلك الصغيرة لم يكن وليد الرخاء ولا هو قدم إلى الساحة السّياسيّة حديثا إنّما هو حزب نشأ وعمل وتحرّك في ظل قبضة بورقيبة الحديدية، ولم يكد يخرج من محنة حتى يجد الأخرى في انتظاره .
لقد قدّمت حركة النهضة تضحيات كبيرة ومؤلمة حتى تصل إلى هذه اللحظة التي حازت فيها على ثقة شعبها، وتعرّضت إلى أقصى أنواع البطش التي يمكن أن يبتكرها دكتاتور يتلذذ بتعذيب وتدمير مخالفيه، وحطّمت الحركة سلسلة من الأرقام القياسيّة في المحن والابتلاءات، فلم يسبق لحزب أو تيار أو هيئة أن دفعت ما دفعته النهضة من سجون وشهداء وتعذيب وتجويع وتشريد، وإلى جانب شتى أنواع المحن التي تعرّضت لها الحركة فإنّ أحد أهمّ زعمائها الدكتور الصادق شورو يعدّ السجين السّياسي الأكثر بقاء في السجن في تاريخ تونس، الصادق الذي قضى أكثر من ثلثي فترة حكمه في السجن الإنفرادي، والذي رفض مقايضة خروجه بعد ثمانية عشر سنة سجنا بالسكوت والانسحاب من ساحات النضال لكنّه أبى مفصحا عن شجاعة نادرة تسكن في جسم نحيل ومنهك بالأمراض، لقد قدّم هذا الرجل أنموذج ثبات يستحق أن يكون مرجعيّة لكل السائرين في طريق النضال وعلى درب الحرية، وكان الدكتور صادق في مستوى الثقة التي وضعتها فيه الحركة عندما كانت تمرّ بأكثر المنعرجات خطورة في تاريخها، حينها تقدّم الرجل وتحمّل المسؤولية كما تحمّل تبعاتها التي دامت لعقدين كان فيهما صابرا محتسبا، والشيء الثابت لدى الرأي العامّ اليوم أنّ رمزا وطنيّا مثل شورو يعتبر مرجعيّة في النضال يترقّب الوقت المناسب لكي يقع تكريمه ليس على مستوى حركة النهضة فحسب بل على مستوى تونس ككل ولما لا على مستويات اقليمية وعالمية .

<



كل الأساليب وكل الأدوات وكل الوسايل وقع تفعيلها من أجل أن تكون اللحظة التار خية ليوم 23 أكتوبر لحظة علمانية غربية بحتة وأن تكون اللحظة الإسلامية باهتة أو ميتة لقد رأى الشهيد أحمد ياسين رويا كانت تبدو قريبة من الخيال أكثر من قربها من الواقع السياسي الملموس وملخص الرويا أن سنة 2012 ستشهد تحولا تاريخيا في العالم الإسلامي بصفة خاصة وفي العالم الكوني بصفة أكبر عندما بدأت المناقشات والمناورات السياسية المشبوهة لتكوين اللجنة العليا المستقلة للانتخابات ، كان الهدف الأساسي هو تحجيم دور النهضة الاجتماعي والسياسي في المجتمع التونسي من خلال إضعاف نتائجها بشكل مدروس ومقنن للانتخابات لقد تكهن السيد الباجي كايد السبسي خلال زيارته للبيت الأبيض الغير مقدس ، تكهن بان لا تفوز حركة النهضة بأكثر من 20% من المقاعد ، وفرق كبير بين رويا شهيد ألحق الشيخ ياسين وبين تنجيم شاهد الزور السيد السبسي بدأت القوانين الانتخابية المفصلة على قياس الأحزاب المنبتة عن شعبها وعن أمتها وبدأت المحاولات المتكررة من أجل جر الشباب المسلم إلى العنف ، فكانت الأفلام الضاربة عرض الحائط بقيم الشعب التونسي ، وكانت مهازل المحاكم تطل على الناس في كل يوم لتبرير ساحة قتلة الشعب ما حصل يوم 23 أكتوبر كذب كل التكهنات العلمانية وأسقط في زبالة التاريخ كل الحسابات التي سخر من أجلها طاقات وقدرات « تقدمية » محلية ودولية كبيرة جدا لقد قرر الشعب التونسي الذي لطالما وصف بالمسكين وبالضعيف ، لقد قرر أن يفرض بكل جرأة حركة النهضة على المشهد السياسي التونسي رغم كل التهديدات التي تعرض لها من الأحزاب المنبتة ورغم كل ألوعود الفردوسية التي تلقاها من أحزاب المال وشراء الذمم لقد تهاوت في فصل الخريف كل الأحزاب الورقية الصفراء التي فرضت على إرادة الشعب مدة 50 سنة ولم تبق إلا أوراق الغصون اليانعة المبشرة بثمرات الخير والبركة لشعب تونس من كان يتوقع أن يعاقب الشعب التونسي كل المشاريع المشبوهة والتي تذكره بجبروت المال والسلطان ؟ أين رحل الاتحاد الوطني الحر وكذبة التغير تو ؟ أين رحل حزب أفاق الذي ملاء الدنيا كذبا وو عود ؟ أين رحل حزب السلم والنما الذي جعل همه الوحيد تشويه حركات النهضة ؟ أين مشت طريق السلامة لعبد الفتاح مورو الذي صال الدنيا شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا من أجل أن يبين للعلمانيين أنه البديل الثابت والصحيح لحركة النهضة وأنه مستعد لكل مبادرة حتى تقديم البرامج الهزيلة في رمضان لقد عاقب الشعب التونسي كل المشاريع المشبوهة وقرر بمحض إرادته أن يتوج حركة النهضة وأن يفرضها على الساحة السياسية كفاعل أساسي لم تنتصر حركة النهضة لقوتها أو لتنظيمها كما يقول البعض بل انتصرت لكونها كانت على نفس موجات النضال والمشروعية مع الشعب التونسي سنة 2011 وسنة 2012 هما سنوات التحولات الكبرى في الوطن العربي وفي العالم وما تشده أوروبا من معاناة مالية واقتصادية خيالية وما يشده العالم العربي من ثورات صحيحة يبشر بدورة حضارية جديدة سيلعب الإسلام فيها الدور الأساسي رغم كيد وتفاهة المشروع الحداثي المنبت.
المنصف زيد 28 أكتوبر 2011

<



مرسل الكسيبي-صحف-الوسط التونسية:
تتجه أعين المراقبين لمسارات الربيع العربي الى تونس تحديدا هاته الأيام في أجواء تتراوح بين الاحتفائية والتفاؤل بالمستقبل , كماعودة مظاهر الاضطراب الى معقل الثورة التونسية حيث محافظة سيدي بوزيد … مايفرحنا جميعا منذ تاريخ 23 أكتوبر 2011 , هو الاقبال التاريخي للشعب التونسي على العملية الاقتراعية , فيما شكل مفاجأة غير محسوبة ماثلت في نتائجها وقع التوزيع الجديد والمفاجئ أحيانا للخارطة السياسية … كان من المتوقع طبعا أن تتصدر قوائم حركة النهضة الاسلامية نتائج الاقتراع النسبي وفق نظام البقايا , فماأكدت عليه في مناسبات عدة للأصدقاء كما في تحليلات سابقة كان يحوم حول نسبة تتراوح بين الثلاثين في المائة أو الخمسة والخمسين بالمائة من العدد الاجمالي لمقاعد المجلس التأسيسي الثاني في تاريخ الدولة التونسية … حصل فعلا ماتوقعت , ولم يكن بالمقابل لدي من المفاجئ كثيرا أن يحصد د.الهاشمي الحامدي بقوائم العريضة الشعبية نسبة العشرة بالمائة تقريبا من أصوات الناخبين , اذ أن الحاحه باستمرار على مخاطبة ليلية مستمرة عبر شاشة المستقلة لجماهير العاطلين والفقراء وجماهير الهوية المضطهدة , مع حرصه الملحوظ على عدم التصادم مع أنصار التيار البورقيبي , ثم توظيفه المتصاعد لخطاب شعبي بسيط استعملت فيه آليات الاستقطاب الفني وحتى الكروي أحيانا .., كل ذلك جعلني أميل الى قدرة على استمالة شريحة اجتماعية ومتدينة ستعيده من جديد الى الواجهة من باب اللاعب السياسي بعد أن جزم الكثيرون من النشطاء بسقوطه النهائي من المشهد في ظل تطورات برقية وضعتنا أمامها مقتضيات الثورة … ربما تضرر د.الحامدي من قراءة استندت الى القدرة على الاصلاح من خلال الحفاظ على جسور الوصل مع رئيس تونس المخلوع الى حدود آخر أيام حكمه , أو ربما تراجع موقعه السياسي في ظل قراءة خاطئة ظنت أن بن علي سينجح مع ليلاه في تمرير مشروع المزرعة الوراثية , لكن العارفين بالشأن الطلابي والسياسي التونسي يوقنون بأن للرجل مهارات ديبلوماسية وخطابية وأخرى مادية قد تعينه على اعادة خلط الأوراق متى قرر المنافسة أو الازعاج في المضمار السياسي … خلطت الأوراق فعلا مع تسرب النتائج الأولى للانتخابات وتبين تفوق النهضة بنسبة فاقت الأربعين بالمائة مع تراجع ملحوظ جدا لمكانة الحزب الديمقراطي التقدمي , ثم تموقع ايجابي جدا للمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي للعمل والحريات , غير أن حسابات اسلامية ولائكية وديبلوماسية فوجئت بوجود العريضة بمقعد على الأقل في كل الولايات تقريبا , مع منافسة كبرى للنهضة في سيدي بوزيد معقل الثورة ومزاحمة شديدة لها في القيروان عاصمة تونس الاسلامية ومهد الفتوحات في شمال افريقيا … نتائج فاجأت الكثيرين وأزعجتهم , حتى تطورت الأمور الى ضغوطات وشكاوى ضد قوائم العريضة الشعبية , لينتهي الأمر الى الغاء مقاعد العريضة في سيدي بوزيد مهد الثورة مع خمس دوائر أخرى … سكتت الأغلبية عن الهاشمي الحامدي في الأشهر الأخيرة من زمن الثورة وحتى في أوج الحملة الانتخابية لاقتناع البعض كما صرح لي بأنه لن ينافس على 1 أو 2 بالمائة من المقاعد , وظن الكثيرون بأن الأكثر منافسة هو قوائم طريق السلامة بقيادة الشيخ عبد الفتاح مورو …, لكن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن …, وتلك هي السياسة في أحيان كثيرة حين تحمل في طياتها مفاجآت الساعة الأخيرة , كما هو الشأن بالنسبة لفرار بن علي عصر الرابع عشر من جانفي 2011 … وضعتنا الهيئة العليا المستقلة للانتخابات باعلانها الغاء مقاعد العريضة في ست دوائر , أمام اكراهات عودة الاضطرابات والقلاقل الى سيدي بوزيد , كما وضعت حركة النهضة في مواجهة اللااستقرار بعد أكثر الانتخابات شفافية ومصداقية في العالم العربي…, لنجد أنفسنا كتونسيين ومن جديد أمام حالة حظر جولان جديدة في معقل الثورة ! من المستفيد من الغاء مقاعد العريضة الشعبية بقرار اداري يثير الكثير من علامات الريبة ؟ , لا أعتقد حقا بأن لتونس مصلحة في ذلك ؟ , ولاأعتقد أنه من مصلحة حركة النهضة أن تدشن مشوارها السياسي في الحكم بحالة من القلاقل والفوضى ؟ , انه اسفين يدق بطريقة ناعمة في خاصرة الثورة برغم احتراز الكثيرين على طريقة د.الحامدي في ادارة المعركة الانتخابية من العاصمة لندن … علينا جميعا التسليم بارادة الشعب والناخبين , والقبول بالآخر وان اختلفنا معه , كما الابتعاد عن منطق التخوين والاتهام المجاني , كما احتساب تصريحاتنا السياسية بما يترفع عن الاستفزاز والاقصاء , وقد لقي لدي تصريح الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة كل القبول والابتهاج حين جدد تأكيده في أكثر من مرة على أن تونس وطن للجميع , وهو ماتقتضيه بداهة حقوق المواطنة والمساواة فيها … لم أصوت على صعيد شخصي لمرشح العريضة الشعبية بألمانيا , واخترت أن أعطي صوتي لمن عرفته عن قرب في النضال الطلابي أثناء دراستي بجامعة صفاقس , وقد جمعتني به رحلة المنفى والتشرد بعيدا عن الأهل ورفاق الدرب والوطن ,,, ولم يكن ذلك الا من باب الايمان بأن الصوت أمانة وبأن من دفع ثمن الكلمة والموقف هو الأجدر بنيل ثقة الشعب , غير أن ذلك لم يعني على الاطلاق أن صاحب مبادرة العريضة ليس ابنا من أبناء تونس وشعبها أو أن بعض قادة الأحزاب المعروفة هم الأكثر جدارة بعنوان الوطنية …, وقد اخترت في هذه المرحلة أن يكون انتصاري للهوية والاسلام والوسطية والحرية والكرامة هدفا أسمى بقطع النظر عن المسميات والأشخاص … لاشك أنني أسر كثيرا لرؤية النهضة كتيار اسلامي واسع ووسطي وعريض في مواقع صناعة القرار بعد أن دفعت مع أبنائها ثمن الموقف واللحظة التاريخية , بل انني عرفت رئيسها كماأبرز قياداتها بالداخل والخارج , وتعلمت منهم تلميذا وطالبا وحتى بعد التخرج الجامعي والانخراط في كبد الحياة , كما أني متأكد بأنهم استفادوا كثيرا من تجاربي النقدية لهم في لحظات تراجع أداء التيار وتقهقره الى موقع تلقي الضربات …, غير أنني حريص رغم هذا القرب وهذا الوفاء على أن يظل التيار الوسطي الاسلامي متناغما ومنسجما ومتكاملا , بعيدا عن الخصومة الفاجرة والقطيعة … من هذه المنطلقات المبدئية فانني أنصح أبناء التيار الاسلامي في حركة النهضة كما عموم أبناء هذا الوطن بالاصرار على نجاة السفينة وشموخها في أعالي سباقات الربيع العربي المضطرب , قبل البحث عن منطلقات الخصومة والصراع والتخوين وتشخيص المعارك وتصفية الحسابات , فالشعب منح أنصار الاسلام والهوية ثقته , وعلى الجميع أن يدرك اليوم معاني هذه الرسالة وهذه الثقة … ربما يتآمر الاستئصاليون على التجربة الوليدة من رحم الثورة والانتخابات الحرة من باب تعميق الخلافات واللعب على التمايزات , فالحذر الحذر , الحذر من الوقوع في شراك فخاخ تتعدد وتتجدد مع كل مرة ينجح فيها أبناء التيار في ابراز مكامن القوة الفاعلة حين يزاوج الاسلاميون بين المحافظة والتحديث وفنون صناعة الحياة واخراج الاسلام من مناطق الاحتراب وصناعة التخلف… كتبه مرسل الكسيبي بتاريخ 29 أكتوبر 2011 كاتب واعلامي تونسي – رئيس تحرير الوسط التونسية

<



رجال ونساء ، شيب وشباب ، أطفال بمختلف الأعمار ، رضّع ، أبناء مدارس، ممثّلي أحزاب ، كهول مقعدون ، عجائز من كلّ حدب وصوب ، كلّهم اصطفّوا في طوابير طويلة من أجل تونس ، تونس العزّة والكرامة والشّموخ .
وحول هذا المشهد العظيم اختلطت دموع الفرح بآهات المحرومين والمهمّشين لتتحدّى روح الإنكسار ولتعلن للسّاسة ولأصحاب القرار بأنّ إرادة التّونسي لن تموت ، وأنّ الوقائع تؤكّد يوما بعد يوم بأنّ الوعي الجماهيري ليس بظاهرة عرضيّة ولا هيّ في طور التكوّن تبرز أحيانا وتختفي أحيانا أخرى ، بل إنّها مخزونة في كيان هذا الشّعب ، لأنّ الواقع الإجتماعي ما هوّ إلاّ انعكاسا فعليّا تتفاعل داخله العوامل الإقتصاديّة والسيّاسيّة والثقافيّة والإعلاميّة ، ويمكن أن تترجم في أيّ لحظة إلى ممارسات قد تتحوّل فجأة إلى حركية ثوريّة تتجلّى ملامحها من خلال رغبة الجماهير في التّغيير لتحديد حقيقة الوضع الفعلي الذي ينسجم مع حاضر الفرد المتجذّر في هويّته العربيّة والإسلاميّة والمتطابقة مع ذاته والمستندة إلى مستقبل يتطلّع إلى المزيد من تكريس تلك الهويّة والمصالحة من الذّات .
لقد كانت تلك المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام العربيّة والأجنبيّة تأكيدا على رأي مازلنا نؤمن بحقيقته لما يستند عليه من حجج ، وهو القول بأنّ النّظام البائد الذي ظلّ يحكم تونس بتجلّياته المختلفة ، والذي أمعن في التنكيل بنا داخل السّجون والمعتقلات ، لم يكن سوى مجرّد سلطة بربريّة همجيّة مرتبطة في الأساس بالرّغبة في التفرّد بالحكم ، وقتل كلّ المعاني المتعلّقة بالحريّة والعدالة ، والكرامة الإنسانيّة لخدمة مصالح ذاتيّة وعائليّة ، و أنّ الإقبال الجماهيري الكثيف على صناديق الإقتراع ما هوّ إلاّ تجسيدا لوعي والتزام ذاتي بالمسؤوليّة في واقع العمل السيّاسي للتعبير عن ممارسة حضاريّة واختيار حرّ يقطع نهائيّا مع ماض فقد كلّ معاني التحضّر والتمدّن .
وضمن هذا الفضاء الجديد يمكن أن نؤكّد بأنّ من سيحكم تونس في المستقبل لا يمكن له بأيّ حال من الأحوال أن يستولي على ثروة البلاد أو يبيد الآخرين ، فضلا عن الوقوف ضدّ تطلّعات الشّعب للحريّة والعدالة الإجتماعيّة ، لأنّ الرّقابة الشّعبيّة هذه المرّة حاضرة بقوّة .
فهنيئا لتونس إذا بهذا النجاح الباهر ، في انتظار تشكّل المشهد السيّاسي الجديد ، الذي قد ينجح في وضع بدائل تمكّننا فعلا من تجاوز الواقع الزّائف الذي رسمت خطواته الأولى العلمانيّة البورقيبيّة وسهرت على تنفيذ أدواته آلة القمع للرئيس المخلوع بن علي . نورالدين الخميري ـ إعلامي تونسي

<



مصطفى عبدالله ونيسي/باريس يوم 14 جانفي 2011 سقط الطّاغية ، فكان هذا اليوم يوما مشهودا ليس في تونس فقط ، بل في سائر البلدان العربيّة خصوصا و لسائر الشعوب المحبّة للسلام و المناصرة لحقوق الإنسان في العالم. كان هذا اليوم العظيم مؤشرا لولادة ربيعنا العربي، و هو يوم لن تنساه الشعوب بصفة عامة و الشعوب العربية بصفة خاصة. كان هذا اليوم لأول مرّة منذ الاستقلال بداية لعصر جديد، اللاعب الجديد و القويّ فيه هو الشّعب.
و على هُدى من الله تواصل الثورة مسيرتها نحو إنجاز مهامها بكل ثبات، و يوم 23أكتوبر2011 كان خطوة أخرى نحو تحقيق هذا التحوّل الديمقراطي الحضاري الشّامل. وهو يوم آخر من أيّام تونس في رحلتها نحو الدّيمقراطية، نحو استرجاع الشّعب سيادته. في هذا اليوم مرّة أخرى يبرهن شعبنا عن رفضه لتقاليد و ثقافة الاستبداد و جدارته بحياة كريمة قوامها المُواطنة و المساواة. وفي انتظار صياغة دستور جديد يكون أساسا لجمهورية ثانية يكون قوامها العدل والمساواة والأخوة و التضامن بين كل التونسيين، هنيئا لتونس و إلى شعب تونس العزيز الأبيّ الجدير بحياة كريمة بهذا العرس الديمقراطي. و إلى أن تكتمل الثورة إنجاز مهامها عندما تقوم دولة القانون و المؤسسات و المساواة بين كل المواطنين تحيّة نضالية حارّة لكل من أحبّ تونس و عمل لصالحها.
السبت 29 أكتوبر2011 مصطفى عبدالله ونيسي/باريس

<



 
المقال الأول/ بامضاء : دهماني شفرود
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هنيئا لشعبنا العضيم بثورته التي ترسّخت يوم 23 -10-2011 والتي انطلقت شراراتها منذ التسعينات ، يوم فهم المخلوع بن علي أنه مهدّد في عرشه من قائمات النهضة المستقلة ، هنيئا لأبناء حركتنا الذين فجّروا الثورة منذ تلك الأيام عندما نفانا بن علي إلى فيافي الصحراء برجيم معتوق وعزلنا بجزيرة « زمبرة  » . إنه لم يفلح ولم يعلم أننا قررنا الثورة عليه ورغم أنه شدد الخناق وأرجعنا للجامعات ، لم يعلم المعتوه أننا قررنا مواصلة الزحف عليه نحو داخليته ولكن بطرق أخرى ، صحيح أنه نجح في إطالة المدّة وتخفيت سرعة ثورتنا ولكنه لم يفلح أبدا في إخمادها ، أبعدنا وشرّدنا وقتل منا ما قتل وسجن ما سجن ,,,,ولكنه لم يفلح في صدّنا للتواصل مع شعبنا ولم يفلح في تسللنا من جديد لساحات الحرية منذ يوم 17 ديسمبر حيث كانت بداية نهايته . نعم أنا أخوكم  » دهماني شفرود — تعلّمت في معهد النضال والوفاء بجبنيانة في مرحلتي الثانوية وكنت منذ ذلك الزمان نشيطا ضد نظام « أبو رقيبة رفقة العديد من الإخوة من بلدة حزق ومعتمدية جبنيانة كالبحري لبلاب ونورالدين العويديدي والمنصف الحزقي ، رائدنا في تلك المرحلة أخونا الفاضل نورالدين البحيري ، الذي ألهمنا من صبره ومعاناته وإصراره الكثير من الدروس والعبر في مقارعة الطاغوت ….. انتقلنا للجامعة الزيتونية وهناك بدأت محنة التسعينات وصارعنا ظلم بن علي وأبعدنا مع زمرة من الأخوة لجزيرة « زمبرة  » ثم للرجيم معتوق  » لم يفلح الطاغية تحت ضغط الإتحاد الأروبي وأرجعنا للجامعات لننخرط من جديد في حياة الكفاح بعد سنين من خارج تونس . أقيم الآن بألبانيا ويٍسّر لي الله اللجوء هناك لمدة 18 عام وها نحن نستعدّ للعودة لبلد الحريات وبلد الزيتونة . أردت مصافحتكم بمقال ، نرجو الإطلاع عليه ونشره بصحفيتنا المفظلة : تونس نيوز  » وفّقنتا الله وإياكم لما فيه الخير أخوكم أبو علي دهماني شفرود يقول أحد عضماء أمريكا الذي يعشق حريات الشعوب  » إنه إذا رأينا شعبا ما يخاف من حكومته فلنعلم أن الديكتاتورية في تلك البلاد هي الغالبة والسائدة… أما إذا رأينا حكومة تلك البلاد تخاف من شعبها فلنعلم يقينا أن الحرية هي السائدة بشكل واسع في تلك البلاد .. »
ولعل هذا ما كنا نسمعه عن تونس وشعبها منذ عهد بورقيبة الذي حكم شعبه بالحديد والنار منذ سنة 1957 لمدة ثلاثين سنة وخلفه تلميذه زين العابدين بن على بانقلاب أبيض منذ 1987 ومسك البلاد وسيطر عليها وقضى على حرية شعبه لمدة 23 سنة … وصبر هذا الشعب المعطاء قهرا وظلما وقدم تضحيات كبيرة منذ سنة 1989 حيث استفتح بن علي بتدشين حقبته الرئاسية المطلقة بالوعد بانتخابات تشريعية جديدة تعطيه شرعية شعبية لتولّيه السلطة وانطلق السباق السياسي ووعد بن علي بالحرية التامة ولكنه بقي متوجسا ومتخوفا من بعض الأحزاب الكبرى والتي تتمتع بقاعدة شعبية واسعة ومتأصلة جذورها داخل الجماهير من مثل حزب النهضة فلم يمنحها الحرية التامة ولم يسمح لها بتأشيرة عمل سياسي بل سمح لها بحذر بالدخول فقط في اللعبة السياسية عبر قائمات مستقلة …..
وتم الوثوق في خطاب هذا الرئيس نسبيا من أغلب شرائح المجتمع وضنوه أنه المنقذ الحقيقي لتونس ، ولكن ذلك لم يدم طويلا إلى حين إعلان النتائج النهائية الأولى والتي فاز بها بن علي بنسبة 99 في المائة بدون منازع وهي النتيجة التي تعوّد عليها الشعب التونسي منذ عهد بورقيبة الزعيم الأوحد والذي ترك ذلك العادة الانتخابية أمانة لخليفته زين العابدين بن علي …
بعدما تبّينت الحركة الطلابية زيف شعارات بن علي في الحرية واحترام حرية العمل السياسي واجهته منذ ذلك الحين واختارت سبيل معارضته وانحازت لمقاومته وفضح بهتان شعاراته منذ ذلك الوقت فقام بن علي بتحريك جهازه الأمني لضرب و تدجين الجامعة وإفراعها من الأنشطة الطلابية الهادفة والبناءة و نفى الطلاب الفاعلون في غياهب الصحراء ما بين لبيا والجزائر مجندين وفي تلك الجزيرة المعزولة « زمبرة » تحت إشراف الجيش الوطني التونسي وذلك لإبعادهم وعزلهم عن الحياة الجامعية ومن ثم إبعادهم عن التأثير في الحياة الإجتماعية ليخلو له المسرح ويواصل هيمنته للقبض على المجتمع بيد حديدية وهكذا سقطت شعارات الحرية الذي رفعها بن علي وظهر بهتانه وزيف خطابه وأنه  » لا ظلم بعد اليوم  » .
أبعد هؤلاء الطلاب – وأغلبهم قيادات في العمل الجامعي – ظنا منه بالقضاء على الثورة العارمة التي كادت أن تنطلق من الجامعة وتأكل كل ما وعد به بعدما زيّف انتخابات 89 والذي دخلت فيها حركة النهظة المناضلة بقائمات مستقلة آنذاك.
وبعدما حصدت الحركة –عبر القوائم المستقلة آنذاك- ما يقارب 60% من نتائج هذه الإنتخابات شمّر بن علي على ساعديه وعلم يقينا أن لا فلاح له ولا نجاح لمشروعه الديكتاتوري ما لم يقض على النهضة ومن شايعها من المجتمع ، وهكذا بدأ حملته على الحركة الطلابية –العصب الرئيسي لحركة النهضة- وتوصل لتدجين الجامعة ثم انطلق لمحاصرة أنصار النهضة ركنا ركنا في بقية الأوساط الإجتماعية حتى هجّر منهم ما يقارب عن ثلاثين ألف خارج تونس وسجن منهم ما يزيد عن عشرين ألف داخل الزنزانات الإنفرادية وسجون الأشغال الشاقة بتونس وقتل ما يزيد عن 100 شهيد منهم وهكذا …ضن أنه انتهى واستراح ولكن هيهات هيهات ؟؟؟؟ ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .
عاث واستبد بالحكم لمدة 23 سنة بسلطان مطلق وصنع معارضة وهمية من أحزاب موالية له كرطونية البرامج والتصورات و أوهم بها الدول الأروبية والغربية بشكل عام أنه منقذ البلاد وصانع التغيير الحقيقي وأن تونس تتمتع بالحريات وتصان فيها حقوق الإنسان ، وهو في الحقيقة ما زادها إلا احتقان بسياساته الإقتصادية الفاسدة المتركزة على الرشوة وتجميع كل المشاريع المثمرة بين يديه ويدي أصهاره . استخف بالشعب التونسي واستخف بالمعارضة وخوّف الغرب كاملا من الإسلاميين في الداخل والخارج ونشّط أجهزته الإستخبارية بالخارج للتجسس على أنصار حركة النهضة وقيادتها وتحالف مع العديد من الأنضمة العربية الديكتاتورية الفاسدة لمحاصرة أنصار الحرية وإقصائهم … ولكن هيهات له ، لم يفلح ولم يدم له هذا الحلم في الإستيلاء على ثروات تونس وتدجين شعبها .
بدأت أركان حكمه تهتزّ منذ يوم 17 ديسمبر حيث انطلقت شراراة الثورة من مدينة سيدي بوزيد التي همّش شبابها وأفقر شعبها وعطّل قدرات إطارتها ، وتتالت بعدها الإنتفاضة المباركة في كل أرجاء الجمهورية التونسية ، ولم يجد بدّا من مواجهة هذه الثورة إلا بالقنابل المحرقة والرصاص الحي فأسقط ما يقارب عن 300 شهيد ا و700 جريحا وأدخل الرعب في قلوب العائلات ولكنه لم يفلح بهذه الطريقة وخرج في خلال ثلاث أيام أربع مرات على شاشات القناة الرسمية يستجدي شعبه الهدوء لأنه فهم ما يريدون  » ولكنه بقي خارج التاريخ بهذه التصرفات ، وأشطب الشعب الثائر يومها اسمه نهائيا من قائمة رؤساء تونس ، وأصبح مخلوعا شرعيا من الجماهير وهو لا يعلم .
فاستيقظ يوم 14 جانفي 2011 ليجد نفسه محاصرا أمام وزارة الداخلية التي منها تسلّل ليحكم تونس الأبية ، تونس الحضارات، تونس بلد الأحرار ، حكمها بالحديد والنار …لم تتوالى الساعات حتى ياتيه الخبر أنه وقع القبض على حلفائه من عائلة الطرابلسي وأصبح قصره مهددا بالحصار من الثوار من حين لأخر ….
عندها تفطن أنه أخطأ في حق شعبه وأنه يجب أن ينجو ببدنه ويترك تونس لأبنائها الذين سالت دمائهم من أجل تحريرها مرة ثانية من ظلم بورقيبة وبن على بعدما حرروها قبل 54 سنة من فرنسا في معارك جهاية باسلة .
فرّالمسمى المخلوع  » بن على  » إلى المجهول وبقيت طائرته تحلّق لمدة سبع ساعات في الجوّ بعدما رفضت استقباله ايطاليا وفرنسا والدول الصديقة الغربية وأخيرا سمحت له المملكة السعودية للنزول باراضيها ليسجّل رسميا أنه فرّ وخان البلاد دستوريا وبقي هناك منفيا – وان شاء الله للأبد – وعادت حركة النهضة للبلد من طريق الحرية وفازت في انتخابات شعبية مباشرة وحرة بعد 31 سنة من الإضطهاد والقمع . اليوم والحمد لله بعد انتخابات حرة ونزيهة تجرى لأول مرة في تاريخ البلاد التونسية -انتخابات أذهلت العالم تسييرا وتنظيما – بعد ثورة هادئة فاز بها أحرار تونس الذين شردوا وعذبوا لمدة 31 سنة ولم يذوقوا طعم الحرية .
فازت حركة النهضة التونسية في هذه الإنتخابات بنسبة 41 % من المقاعد في الداخل ونسبة 50% في الخارج وأقنعت قيادتها وإطارتها في الداخل والخارج الشعب التونسي أنها البديل الوحيد لنظام ديكتاتوري طالما استخدمهم كأداة تخويف للإستيلاء على السلطة في كل المحطات الإنتخابية .
توصلت الحركة بفضل الله للفوز وطمأنت دول الغرب باعتدال أطروحاتها وجدية برنامجها وهو ما لمسناه نحن هنا ببلدان أروبا الشرقية وأثبتته البعثات المراقبة لسير كل العملية الإنتخابية لمدة شهر ونصف كاملة هناك بالاراضي التونسية .
انطلقت هذه الأيام وبعد صدور النتائج النهائية حركة النهضة مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك بعد إعلان النتائج النهائية لأنتخابات المجلس الوطني التأسيسي -التي أجريت يوم الأحد الماضي-والتي أظهرت النتائج الأولية تقدممها على باقي منافسيها بفارق كبير.
تونس للجميع بلا استثناء : قمّة التواضع السياسي
وتؤكد قيادات حركة النهظة في الداخل والخارج أن حزبهم لن يستثني من هذه المشاورات أي حزب أو شخصية وطنية أو حركة اجتماعية، فنحن في السابق كما قال الأخ الجلاصي « كنا ضحية سياسات الإقصاء، وهدفنا اليوم هو تكوين حكومة وحدة وطنية ».
وأضاف الجلاصي –الذي كان مديرا للحملة الانتخابية للنهضة- أن حزبه سيحرص على ضمان استمرارية مؤسسات الدولة، ولن تحدث القطيعة، فلقد جئنا إلى السلطة بالانتخابات وليس بالدبابات ».
كما قال الجلاصي في تجمع جماهيري في تونس العاصمة تونس قبل أيام في احتفالات بفوز حزبه إن النهضة « لم تعد ملكا لمناضليها ولا لناخبيها، بل أصبحت الحزب الأول في البلاد، أي ملكا للشعب التونسي ».
أما رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي فأشار بدوره -في تصريحات للجزيرة مساء أمس- إلى مشاورات بين الأطراف الفائزة، تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية, وشدد على أنه لم تعقد بعد أي تحالفات، مع أنه أشار إلى الروابط القوية بين حزبه والنهضة.
وفي السياق ذاته, أعلن الأمين العام للتكتل من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر أمس محادثات بدأت بين حزبه وأحزاب أخرى بينها النهضة، تمهيدا لتحالف يتولى تشكيل حكومة جديدة ينعتها بن جعفر بحكومة مصلحة وطنية.
النتائج نهائية : تعبير عن إرادة شعب بأسره
وتشير النتائج النهائية حتى الآن, إلى أن حزب النهضة –الذي يتزعمه الأستاذ الشيخ راشد الغنوشي- (الذي كان محكوما عليه بالإعدام ومنفيا ببريطانيا لمدة 20 سنة ) يتقدم بفارق كبير عن الفائزين الآخرين، وهم المؤتمر من أجل الجمهورية بقيادة الدكتور منصف المرزوقي, والتكتل من أجل العمل والحريات برئاسة الطبيب مصطفى بن جعفر.
ولقد أقرّ هذه النتائج كامل الشعب التونسي – البالغ سياسيا- وهذا ما أثبتته النسبة العالية لمشاركة المنتخبين والتي رصدتها أغلب الدوائر المحلية والأجنبية والتي تقدر ب 95% تقريبا ، وهذه شهادة وإعتراف كامل وليس جزئيا بأن الشعب التونسي اختار إطارات ومناضلين حركة النهضة مع بقية أحزاب المقاومة الأخرى « المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب تكتل الحريات  » إلى قيادة البلاد لفترة انتقالية وأودع ثقته فيهم لتحديد وإعادة بناء هياكل البلاد ومؤسساتها الدستورية والقانونية .
هذه النسبة العالية من الإقبال الجماهيري يوم الإنتخابات أبهرت كل الملاحظين من الدول العربية والغربية وأكدت للجميع مستوى نضج الشعب التونسي وتعطشه لقيم الحرية والديموقراطية ، كما أكدت رسميا أن الشعب التونسي اختار بالإجماع المطلق الأحزاب التي قاومت ظلم بن علي ورفضت سياساته على كل المستويات .
فمنذ هذا اليوم – يوم 23 -10-2011 م لم يعد هناك مجالا للشك لأي طرف سياسي في الداخل أو الخارج أن يزايد باسم الشعب التونسي مدعيا أن هذه الأحزاب التي سوف تحكم تونس هي فئة ظالة قليلة – معروفة بتطرفها وعدم قبولها لقيم ما يسمونه « الحداثة  » والتقدمية وما شابه ذلك …
فالشعب قد قال كلمته واختار أحزاب الهوية ، أحزاب العدالة و العهد والوفاء للمبادئ وحسم فترة من ثمانية أشهر من الجدل القائم بين العديد من الفئات الحزبية والسياسية هدفه تحييد تونس عن محيطها العربي وتوجهها الإسلامي باسم القيم الثورية .
أما المجموعة المستقلة والتي تسمى « العريضة الشعبية  » التي يقودها صاحب فضائية المستقلة -التي تبث من لندن- الهاشمي الحامدي فقد نجحت بما يقارب عن 20 مقعدا ولكنه نتيجة تحالفها مع بقايا نظام بن علي الفاسد في الداخل ونتيجة تجاوزها للقوانين المنظمة للإنتخابات فإن اللجنة المستقلة المنظمة للإنتخابات قد أسقطت جل قوائمها وأحالتها للعدالة للبت في تجاوزاتها .
وهذا إن دلّ فإنه يدلّ على أن تونس بعد الثورة- ورغم انها تمرّبفترة انتقالية – فقد أفلحت في إنشاء قوانين ومؤسسات مستقلة لإدارة البلاد على أسس ديمقراطية .
وبينت النتائج التي نشرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نهائيا داخل تونس، أن حزب النهضة حصل على تسعين مقعدا من جملة 217 مقعد وهي الأغلبية المريحة التي تمكنه من قيادة البلاد لمرسى الأمان في المستقبل القريب باذن الله . وقال « في حين أدلى التونسيون بأصواتهم، كان الليبيون يحتفلون بنهاية أربعين سنة من الديكتاتورية الوحشية وأظهر كل منهما ما يمكن تحقيقه، ومثلما وقفنا إلى جانبهم في كفاحهم من أجل الحرية، فإننا سنستمر في تقديم الدعم لهم لصياغة مستقبل حر وديمقراطي وشامل ». ووصفت البعثات الدولية لمراقبة انتخابات المجلس التأسيسي في تونس المسار الانتخابي وأسلوب الفرز « بالواضح والشفاف »، وقالت إن هذه الانتخابات « إنجاز كبير » لكونها نظّمت بعد فترة قصيرة من خروج البلاد من عقودٍ سادها الحكم الدكتاتوري المظلم . من جهته أشاد الأمين العام لمنظمة الدولية للفرنكفونية عبدو ضيوف بالسير الجيد للعملية الانتخابية والإقبال الكبير للتونسيين على صناديق الاقتراع، وأكد قناعته « بأن التونسيين سيواصلون إنارة السبيل والحرص على أن تكون هذه الانتخابات نموذجا في مسار الانتقال الديمقراطي في فضاء الفرنكفونية بأفريقيا الشمالية والشرق الأوسط ». وفي آخر هذا المقال ليسعنا إلا أن نقول ما أكّده الشاعر التونسي الموهوب منذ زمان بعيد  » إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر  » صاحب المقال : دهماني شفرود- رجل أعمال مقيم بالبانيا وأحد الطلاب المبعدين في عهد نظام بن علي لجزيرة زمبرة

<



منير حداد ما أن حصلت الدولة التونسية على استقلالها بأقل التكاليف حتى تمت الدعوة لانتخاب المجلس القومي التأسيسي يوم 25 مارس 1956. بطبيعة الحال، لم تكن تلك الانتخابات تنافسية بمعايير اليوم، لكن الجبهة القومية التي تم تكوينها لخوض غمار الانتخابات كانت ممثلة إلى حد كبير للمشهد السياسي آنذاك، إذ شملت، بالإضافة للحزب الحر الدستوري الحاكم، كلا من الاتحاد التونسي للشغل و اتحاد الأعراف و الاتحاد القومي الفلاحي. و أتت العزائم اثر ذلك على قدر أهل العزم. فبهدي من زعيم الاستقلال و باني الدولة المستقلة الحديثة الحبيب بورقيبة، تمت صياغة الدستور و صدر قانون المرأة في شهر أغسطس من نفس السنة، و أعلنت الجمهورية، بالتوازي مع البدء الفوري و الجاد لنشر التعليم و تطوير الاقتصاد.
لعل من سخرية القدر أن يتم استدعاء التوانسة بعد ستة عقود من ذلك التاريخ لإعادة اختراع العجلة، بدعوى انتخاب مجلس لكتابة دستور جديد للبلاد، و الحال إن دستور الاستقلال، أي قبل المسخ الذي أصابه من خلال التعديلات التي توالت بعد ذلك، كان بإمكانه أن يكون نسخة أولية يتم البناء عليها لإعداد دستور جديد، مع الاستئناس بدساتير بعض الديمقراطيات، و بمشاركة الخبراء و المفكرين من مختلف الاختصاصات، مع استشارات موسعة تشمل كافة الطوائف السياسية و منظمات المجتمع المدني دون الحاجة إلى انتخابات و مجلس تأسيسي.
اكتشف المواطن العادي بالفطرة عبثية المسعى، و زادت الريبة و الحذر و هو يرى الأحزاب السياسية و قد زاغت في حملاتها عن الموضوع الرئيسي للمجلس و مهامه و الفترة المحددة له، مفضلة تقديم وعود شعبوية غير قابلة للتطبيق، مثل القفز بنسبة النمو الاقتصادي السنوي إلى 7% (النهضة) إلى دفع رواتب إلى نصف مليون بطال (الهاشمي الحامدي صاحب قناة المستقلة) إلى توفير 100 ألف موطن شغل في القطاع العام (التكتل). كما تمت كتابة مجلدات تم تسويقها على اعتبارها برامج اقتصادية و اجتماعية، و كان مهمة التأسيسي تتمثل في تحديد السياسة الاقتصادية للبلاد لا صياغة الدستور، أشهرها برنامج النهضة المتكون من 360 نقطة و الذي لم يقراه معظم أعضاء الحركة نفسها، ناهيكم عن الآخرين.
أدى هذا إلى برودة الحملة الانتخابية في بادئ الأمر، و إن تم تجاوز ذلك ا نسبيا يوم الانتخاب بمشاركة فاقت التوقعات. ثم جاءت تشكيلة المجلس الجديد مستبعدة مناضلين شرفاء ضد الاستبداد السابق، من أمثال المناضل حمى الهمامي، و هو الزعيم الوحيد الذي تطاول على بن علي من داخل البلاد و طالبه بالرحيل أيام قليلة قبل هروبه في 14 يناير الماضي، و زوجته المحامية راضية النصراوي، التي عرفها ضحايا بن علي مدافعة شرسة عن قضاياهم العدلية، و المرشحة لجائزة نوبل للسلام منذ سنوات. كما جاء المجلس خالي الوفاض من الشباب – مفجري الانتفاضة – و من الاتحاد العام التونسي للشغل و من المثقفين و المفكرين و الخبراء القادرين أكثر من غيرهم على صياغة الدستور.
أمام فشل حركة النهضة الإسلامية في الحصول على الأغلبية و تخوفها من الفشل المنتظر في رفع التحديات التي تهم المواطن، و هي الحد من البطالة و إعادة عجلة الاقتصاد إلى الدوران، و بما أن كتابة الدستور من عدمه لا تعني الرأي العام، لم يكن أمام النهضة من خيار غير تحالفها مع أحزاب متكونة أساسا من نشطاء حقوق الإنسان يختلفون معها في مفاهيم الحرية و الحقوق المدنية و المساواة، ممثلة في حزب المؤتمر بقيادة د. منصف المرزوقي و التكتل بقيادة د. مصطفى بن جعفر، بالإضافة إلى بعض قيادات المركزية النقابية، و ذلك في محاولة للتملص بتشريك الآخرين في تحمل المسؤولية.
من ناحية، سوف يلعب حلفاء النهضة الجدد دور طابور خامس – بالمعنى الايجابي للكلمة – في عملية مراقبة دائمة لما يحصل، من منظور المعايير الدولية لحقوق الإنسان لا من منظور النهضة، و هذا عامل ايجابي. لكن في المقابل، يوجد خطر حقيقي نتيجة توزيع المناصب الوزارية على النهضة و حلفائها السياسيين، على حساب الخبرات الاقتصادية و العلمية التي لا إدارة ناجحة للاقتصاد الحديث من دونها، و هو ما يؤشر لانهيار اقتصادي قادم سوف يكون من الصعب تحمل تبعاته.


بقلم د. سعد الدين إبراهيم ٢٩/ ١٠/ ٢٠١١
مثلت تونس، منذ ثورتها على الرئيس زين العابدين بن على قبل عام مضى، «أيقونة» أو «سندريلا» لبقية شعوب الأمة العربية، التى كانت ترسخ تحت طُغيان أنظمة حُكم مُستبدة لأكثر من نصف قرن من الزمان. و«الأيقونة» فى أدبيات اللاهوت الدينى هى تمثال صغير مُقدس، و«سندريلا» فى الأدبيات الشعبية الأوروبية والعالمية هى تلك «الأخت» المسكينة، التى فقدت أمها وهى طفلة، وتزوج أبوها، وأنجب أخوات أخريات، عاملن سندريلا مُعاملة استعلائية قاسية، حتى جاءت مُناسبة، كان يبحث فيها أمير البلاد عن فتاة ظهرت فى أحد حفلات العصر الملكى فجأة، واختفت فجأة،
ولم يكن لديه ما يهتدى به فى البحث عنها، إلا مُفردة «فردة» حذائها، التى تركتها وراءها، وهى تُسرع للخروج من القصر عند مُنتصف الليل، طبقاً للأوامر التى صدرت لها من الساحرة، قبل المجىء إلى الحفل الملكى، وعلى غير ما توقعت سندريلا، فإن أعوان الملك الذين تولوا البحث عن صاحبة «فردة» الحذاء ذلك، وصلوا إليها، وفرح الأمير باكتشافها واختارها عروساً له، وتضاعف حقد أخواتها وزوجة أبيها الشريرات. ولأن تونس هى أحد البُلدان العربية الصغيرة سكاناً ومساحة، والتى لم يكن لها دور مرموق يُذكر فى عالم السياسة، فقد كانت ثورتها على حاكمها المُستبد، ونجاحها فى إسقاطه، مُفاجأة كُبرى لبقية العرب وللعالم بأثره، ومن هنا أوجه الشبه بين تونس وسندريلا، الفتاة التى كانت مغمورة ولكنها هى التى فازت بقلب الأمير الباحث عن عروس.
وكانت ثورة الشعب التونسى ونجاحها فى الإطاحة بالطاغية زين العابدين بن على، إلهاماً للشعب المصرى، فانتفض شبابه خلال أقل من شهر، بعد ثورة تونس، ونجح أيضاً فى الإطاحة بآخر الفراعنة المُستبدين فى تاريخ مصر الحديث، وهو الرئيس محمد حسنى مبارك.
وألهم نجاح الثورتين التونسية والمصرية، شعوباً عربية أخرى، ثارت على حكّامها المُستبدين فى اليمن وليبيا وسوريا، وهى الظاهرة التى أبهرت العالم، فأطلق عليها تعبير الربيع العربى للديمقراطية. واستمرت تونس، سندريلا الديمقراطية العربية، فى إعطاء قدوة فى مرحلة التحول الديمقراطى، من ذلك أنها رسمت خارطة طريق واضحة، بدأت بدستور توافقى مؤقت، ثم بانتخابات برلمانية، عُقدت فى الأسبوع الماضى، وأبهر الشعب التونسى العالم مرة أخرى بنسبة المُشاركة غير المسبوقة، عربياً، ولا حتى دولياً، فقد وصلت نسبة التصويت أكثر من ٨٥%، وهى أعلى مُعدلات حتى فى أعرق الديمقراطيات الغربية. ورغم أن حزب «النهضة» ذا المرجعية الإسلامية قد فاز بالأكثرية، فإن الأحزاب المدنية الأخرى المُنافسة له، بادرت بالتهنئة والتعبير له وللشعب التونسى، عن استعدادها للعمل والتعاون معه، من أجل بناء تونس ديمقراطية جديدة.
وبما أن الثورة التونسية كانت مُلهمة لشباب الثورة المصرية، فلعل الانتخابات التونسية، والروح الرياضية التى عمت إجراءها، تكون أيضاً، خير مُرشد للقوى السياسية المصرية فى الانتخابات البرلمانية القادمة. وأول واجب لقوى المجتمع المدنى فى مصر، أن تضاعف من مجهوداتها من أجل:
١ـ تعبئة المواطنين للتهيؤ لمُتابعة الحملة الانتخابية، والمُشاركة فى أنشطة الأحزاب والحركات السياسية التى تملأ الساحة المصرية.
٢ـ أن تحضّ كل مواطن على أن يصبح، ليس فقط ناخباً نشطاً، يؤدى واجبه الانتخابى، ولكن أيضاً أن يُراقب سلامة ونزاهة العملية الانتخابية.
٣ـ أن يقوم شباب ثورة ٢٥ يناير، الذين تبعثروا بعد نجاح ثورتهم، بالتجمع من خلال الحركات الرائدة ـ مثل حركة ٦ أبريل، وكفاية، وشايفنكو، واتحاد المُحامين الليبراليين، ولجنة الحريات فى نقابة المُحامين، وباقى الائتلافات الأخرى ـ ومعهم مركز ابن خلدون، من خلال كاتب هذا المقال، الذى يظهر عنوان بريده الإلكترونى تحت اسمه أعلاه، أو بالتراسل مع مركز ابن خلدون، فى مقره ١٧ شارع ١٢ بالمقطم. ٤ـ أن يقوم الراغبون والقادرون من شباب الثورة بالانضمام إلى برنامج «شارك وراقب» الذى يرعاه مركز ابن خلدون، والذى يستغرق عدة أيام، يحصل بعده المُتدرب على شهادة تؤهله للقيام بالمُراقبة الدولية، داخل مصر وخارجها.
٥ـ أن يقوم من لم ينضم منهم إلى أحد الأحزاب القائمة، بالمُبادرة بالانضمام، عملاً بالقول المأثور «يد الله مع الجماعة»، وأن عضويته فى أى من هذه الأحزاب، تُضاعف من حيوية الحياة السياسية فى مصر. لقد كانت نسبة التصويت فى آخر انتخابات عُقدت فى عهد الرئيس السابق حسنى مُبارك، أقل من ١٠%، لأن المواطنين المصريين كانوا قد فقدوا الثقة والاهتمام فى العمل السياسى. ولكنهم بعد الثورة، وفى أول استفتاء على التعديلات الدستورية، وصلت نسبة مُشاركتهم إلى أكثر من ٤٠%، أى أنها تضاعفت أربعة أمثال، ولذلك ليس من المُبالغة أن نتوقع استمرار اهتمام المواطنين المصريين بالمُشاركة فى الانتخابات القادمة.
وحتى إذا لم نصل إلى المُستوى الرفيع الذى وصل إليه الشعب التونسى، أى نسبة مُشاركة ٨٥% فلا أقل من أن نصل بنسبة المُشاركة إلى ٧٥%، وليس ذلك بكثير على مصر والمصريين، فليبهروا العالم كما بهروه بثورة يناير المجيدة. وعلى الله قصد السبيل. semibrahim@gmail.com (المصدر: موقع « المصري اليوم » (مصر) بتاريخ 29 اكتوبر2011)

<

Lire aussi ces articles

10 février 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2455 du 10.02.2007  archives : www.tunisnews.net   Kalima: Initiatives de la

En savoir plus +

8 septembre 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.