10ème année, N°3806 du 24 .10 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
حــرية و إنـصاف:بعد تجاوز المدة القانونية للاحتفاظ:عائلة علي فرحات تتقدم بعريضة لوكالة الجمهورية بقبلي
كلمة:منظمات حقوقية تطالب بعدم تسليم مواطن تونسي
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
كلمة:ندوة تضامنية مع الفاهم بوكدوس
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:بيـــــــــــــــــــــــــــــان
حــرية و إنـصاف:السيدة منية إبراهيم الجلاصي محرومة من جواز السفر حتى إشعار آخر
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حتى لا تبقى جرائم الإحتلال الأمريكي في العراق .. دون عقاب ..!
قدس برس:تونس: القضاء يمنع نشر معلومات حول قضية اختطاف طفل لحين استكمال التحقيقات
كلمة:رئيس الدولة يهنئ القائمين على إذاعة إكسبريس آف آم بانطلاق البث
الـنقابة الـتونسية للإذاعات الـحرة:بــــــــــــــــلاغ
المرصد التونسي:تقرير هيومن راتس ووتش حول إسكات النقابات العمالية والطلابية في تونس
المرصد التونسي:اساتذة يتدربون على خطة افشال الاضراب في نزل بالحمامات
الصباح:بعد تلويح النقابة بالاضراب وزير التربية يؤكد استعداده للحوار
كلمة:الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل تعيين تاريخ المجلس الوطني وتركيبة اللجان
طارق الكحلاوي ـ:حول التعليم الثانوي الأسئلة المتوقعة مستقبلا في علاقة بالتعليم الثانوي كبيرة
د.خــالد الطراولي:نسبية هي الحيــاة [3]
فتحي العابد:عجائب من الغربة
الشاعر جمال الفرحاوي:ها رحلت يا أخي
منصف المرزوقي:ما لم تدنه واشنطن في تسريبات ويكيليكس
خالد شوكات:الإسلام كلمة السر في السياسة الهولندية
ماجد كيالي:عن مكابدات العلمانية والليبرالية والديموقراطية في بلداننا
النور أحمد النور:أبيي السودانية هل تتحول كشمير أفريقيا؟
الصحافة:رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق: نشرف على تنظيم «الحركة الشعبية»
المصريون:التليفزيون الإسرائيلي يزعم أن قرارا جمهوريا وشيك الصدور بتعيين سليمان نائبا لرئيس الجمهورية
الجزيرة نت:المغرب يواجه الفساد ويزيد الإنفاق
العرب:إرجاء اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى أجل غير مسمى
العرب:أحداث فرنسا.. دعوة لإعادة النظر في النظام العالمي
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
سبتمبر 2010
https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 ذو القعدة 1431 الموافق ل 24 أكتوبر 2010 بعد تجاوز المدة القانونية للاحتفاظ عائلة علي فرحات تتقدم بعريضة لوكالة الجمهورية بقبلي
تقدمت زوجة السجين السياسي السابق السيد علي فرحات بعريضة لوكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقبلي تعلمه فيها باعتقال زوجها من قبل أعوان البوليس السياسي يوم 15 أكتوبر 2010 وبتجاوز المدة القانونية للاحتفاظ دون أن تعلم سبب ومكان اعتقال زوجها.
علما بأن الاعتقال قد شمل أيضا إلى جانب السيد علي فرحات السجين السياسي السابق السيد علي الحرابي بالإضافة إلى اعتقال مجموعة جديدة من الشبان الملتزمين دينيا يقطنون بنفس المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن تجاوز مدة الاحتفاظ التي حددها القانون بستة أيام أمر شائع في تعامل البوليس السياسي مع أغلب المعتقلين في القضايا السياسية أو قضايا الرأي.
وحرية وإنصاف:
1) تجدد تنديدها باعتقال السيدين علي فرحات وعلي الحرابي كما تندد بتجاوز المدة القانونية للاحتفاظ في حقهما وتدعو إلى الإفراج الفوري عنهما أو عرضهما على القضاء.
2) تطالب السلطة بضرورة احترام القانون المنظم للإيقاف التحفظي حتى لا يبقى مصير المواطنين رهين قرارات فردية أو أمزجة تسلطية، وحتى يقع التضييق إلى حدود الصفر في نزعات التنكيل والتشفي والانتقام لدى بعض العناصر العاملة في بعض الأجهزة. منظمة حرية وإنصاف
منظمات حقوقية تطالب بعدم تسليم مواطن تونسي
حرر من قبل التحرير في السبت, 23. أكتوبر 2010 عبر نشطاء حقوقيون موريتانيون يوم الخميس الماضي عن مخاوفهم إزاء مساعي لتسليم المواطن التونسي عبد الكريم بوراوي الذي اصدر القضاء الموريتاني حكما ببراءته من تهمة الارتباط بتنظيم موريتاني على صلة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ، وقد تم اعتقاله يوم الخميس فور الإفراج عنه وهو ما رجح لدى الحقوقيين إمكانية تسليمه للسلطات التونسية.
. وقالت محاميته فاطمة امباي وهي رئيسة الجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان ونائبة رئيس الفيديرالية الدولية لحقوق الإنسان أن اعتقال موكلها بعد أن برأته محكمة الجنايات من تهمة الإرهاب يعتبر بدون أساس قانوني واعتداء صارخ على جميع الاتفاقيات الدولية بشان حقوق المهاجرين. وأشارت أن لديها مؤشرات قوية على نية السلطات الموريتانية تسليمه إلى السلطات التونسية خصوصا بعد أن اقتادته عناصر من المخابرات الموريتانية إلى جهة مجهولة،وطالبت محاميته بعدم ترحيله مضيفة أن حياته وسلامته الجسدية ستكونان في خطر إن تم تسليمه.
يذكر أن عبد الكريم بوراوي اعتقل سنة 2008 في العاصمة الموريتانية نواكشط بتهمة الانتماء لتنظيم « أنصار الله المرابطين في بلاد شنقيط » من جهة أخرى سلم السجين السياسي السابق علي الرواحي نفسه للسلطات السودانية بعد عجزه عن الحصول على جواز سفر قصد الالتحاق بعائلته في باريس و طالبت الجمعية الدولية للمساجين السياسيين في بيان لها صدر يوم 23 أكتوبر الجاري السلطات السودانية بإطلاق سراحه وناشدت الجمعيات و المنظمات المستقلة مد يد المساعدة قصد إنهاء ماساته ومعاناته التي دامت ثلاثة عقود. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 ذو القعدة 1431 الموافق ل 24 أكتوبر 2010 أخبار الحريات في تونس
1) مراقبة أمنية ومتابعة لصيقة للناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة المهندس علي العريض: يتعرض المهندس علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة منذ 10 أيام للمراقبة الأمنية والمتابعة اللصيقة في كل تنقلاته من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي على متن دراجة كبيرة الحجم وعدد من السيارات المدنية، وتندرج هذه المراقبة الأمنية والمتابعة اللصيقة في إطار سياسة التضييق على المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان التي تنتهجها السلطات الأمنية. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. منظمة حرية وإنصاف
ندوة تضامنية مع الفاهم بوكدوس
حرر من قبل التحرير في السبت, 23. أكتوبر 2010 بمناسبة انطلاق الحملة الدولية من اجل إطلاق سراح الفاهم بوكدوس و حسن بن عبد الله وإغلاق ملف الحوض المنجمي احتضن المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي يوم السبت 23 أكتوبر الجاري ندوة تضامنية مع الفاهم بوكدوس وغزالة المحمدي اللذان يخوضان إضرابا مفتوحا عن الطعام. وقد حضر الندوة عدد من الوجوه الحقوقية والسياسية التي طالبت في ختام الاجتماع بضرورة غلق ملف الحوض المنخمي وذلك بإطلاق سراح بوكدوس وبن عبد الله وإعادة المطرودين إلى سالف عملهم كما طالبوا بإطلاق سراح جميع سجناء الرأي ووقف التتبعات ضدهم. وتستمعون إثر النشرة إلى تقرير مفصل حول الندوة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 24 أكتوبر 2010 بيـــــــــــــــــــــــــــــان انشغال عميق للوضع الصحي للفاهم بوكدوس وغزالة المحمدي
تعبر اللجنة الوطنية عن عميق انشغالها للوضع الصحي الحرج للصحفي الفاهم بوكدوس ، المضرب عن الطعام والدواء منذ واحد وعشرين يوما مطالبا بإطلاق سراحه . وقد عبرت زوجته السيدة عفاف بن نصر عن خوفها الشديد على حياة زوجها المصاب بمرض الربو الحاد الذي يستوجب تناوله الدواء يوميا.
أما الآنسة غزالة المحمدي المضربة عن الطعام من اجل إرجاعها لعملها بعد أن اطردت منه عقابا على مساندتها للحركة الاحتجاجية بالحوض ألمنجمي فقد نقلت إلى المستشفى أمس في وضع صحي حرج بعد إصابتها بتعفن في الأمعاء ولازالت مصرة على مواصلة إضرابها ، معرضة حياتها للخطر.
إننا ندعو السلطات التونسية لإنقاذ حياتهما والاستجابة للنداءات المتعددة في الداخل والخارج المطالبة بإطلاق سراح الفاهم بوكدوس وحسن بنعبدالله وتمكين غزالة المحمدي من الرجوع لعملها, وطي صفحة العقاب و الطرد والمحاكمات وفتح صفحة جديدة قوامها الحوار مع النقابيين والنشطاء والمواطنين من اجل تنمية الجهة. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 ذو القعدة 1431 الموافق ل 24 أكتوبر 2010 السيدة منية إبراهيم الجلاصي محرومة من جواز السفر حتى إشعار آخر
لا تزال السيدة منية إبراهيم زوجة السجين السياسي السابق السيد عبد الحميد الجلاصي القاطنة بحي الزهور بمدينة سوسة تنتظر حصولها على جواز السفر الذي تقدمت بطلب لتجديده رُسّم بمركز شرطة المكان بتاريخ 12 أفريل 2008، علما بان جوازها الأول تم حجزه عند اعتقالها سنة 1994 قبل الحكم عليها بالسجن مدة شهرين ونصف في الطور الابتدائي وبعدم سماع الدعوى في طور الاستئناف، وقد قضت كامل مدة الحكم الابتدائي في السجن، وبعد خروجها خضعت للمراقبة الأمنية لمدة 10 سنوات بالرغم من عدم صدور أي حكم ضدها بالمراقبة الإدارية. وتجدر الإشارة إلى أن السيدة منية إبراهيم قامت في عديد المناسبات بمراجعة مركز الشرطة للسؤال عن مآل مطلبها دون الظفر بأي جواب، كما أنها كاتبت عديد الجهات المعنية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ولكن دون جدوى. وحرية وإنصاف: 1) تندد بحرمان السجينة السياسية السابقة السيدة منية إبراهيم من حقها الدستوري في الحصول على جواز السفر وتدعو السلطة إلى مراجعة هذه السياسة المخالفة للدستور ولكل المعاهدات والاستجابة لكل مطالب جوازات السفر بدون إقصاء أو انتقاء. 2) تطالب كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية في الداخل والخارج إلى العمل على تمكين كل المحرومين من هذا الحق الدستوري من خلال تكثيف نشاطها في هذا الاتجاه، وتحث السلطة على ضرورة الإسراع في فتح هذا الموضوع الذي طال أمده. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 24 أكتوبر 2010 حتى لا تبقى جرائم الإحتلال الأمريكي في العراق .. دون عقاب ..!
بعد أن كشف موقع وكيليكس )*( الإلكتروني عن وثائق سرية ، في أكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ، تثبت ارتكاب قوات الإحتلال الأمريكية في العراق وحكوماتها المنصبة جرائم حرب ومجازرفي حق المدنيين العراقيين منذ احتلال العراق في 2003 فإن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : 1) تعبر عن تضامنها المطلق مع ضحايا هذه الجرائم من المدنيين العراقيين وتطالب بالإفراج الفوري عن جميع المساجين السياسيين بسجون الإدارة الأمريكية وحكومة المالكي وتحديد مصير المفقودين والتعويض لهم عما ألحقته بهم الجرائم المرتكبة في حقهم. 2) تحمّل الإدارة الأمريكية وحكوماتها المتعاقبة في العراق كامل المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن هذه الجرائم الفظيعة. 3) تطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق فوري وجدي في الجرائم المكتشفة كبداية لإنشاء محكمة جنائية دولية خاصة لمحاكمة المسؤولين عن تلك الجرائم وتقديمهم للعدالة . ————– )*( ( تم إنشاء موقع ويكيليكس سنة 2006 و قد نشر عشرات الألاف من الوثائق السرية لوزارة الدفاع الأمركية و الحلف الأطلسي حول الحرب في إفغانستان و الجرائم المرتكبة في العراق المحتل، ولفت إليه الأنظار بعد نشر تسجيل مصور يظهر جنودا أمريكيين يطلقون النار من طائرة عمودية على مدنيين عراقيين عزل ..)
عن لجنة القضايا العادلة الأستاذ خالد الكريشي
تونس: القضاء يمنع نشر معلومات حول قضية اختطاف طفل لحين استكمال التحقيقات
تونس – خدمة قدس برس
ذكرت مصادر إعلامية أنّ قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أصدر بلاغا منع فيه نشر أي معلومات متعلقة بقضية اختطاف طفل تونسي، منذ أربعة أيام، إلى حين الإنتهاء من الأبحاث وأعمال التحقيق التي تقوم بها أجهزة الأمن.
وكانت معلومات قد تم تداولها يوم الجمعة (10/22) في تونس عن إنهاء عملية الاختطاف وإعادة الطفل إلى عائلته. لكنّ الخبر لم يتم تأكيده وأحجمت جميع الصحف الصادرة اليوم السبت عن التطرق للموضوع.
وتعيش العاصمة تونس حالة استنفار أمنيّ منذ اختطاف الطفل منتصر (5 سنوات) يوم الثلاثاء (19/10) من أمام بيته بحي الخضراء من قبل ثلاثة أشخاص، وقد وزعت الداخلية صوراً تقريبية للمتهمين، ودعت المواطنين إلى التعاون في القبض عليهم.
وأمر القضاء بعد نشر معلومات « مهما كان مصدرها » وذلك بعد تداول خبر عبر إحدى الإذاعات الخاصة عن إلقاء القبض على أحد المشتبه فيهم بأحد محلات الهاتف العمومي وسط العاصمة، كما كشف مواقع إلكتروني أنّ أسباب خطف الطفل تعود إلى نزاع مع والده. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
رئيس الدولة يهنئ القائمين على إذاعة إكسبريس آف آم بانطلاق البث
حرر من قبل الهادي الرداوي في السبت, 23. أكتوبر 2010 بعد أن حصلت إذاعة اكسبريس أف آم على الترخيص الحكومي وانطلقت في بثها كما أشرنا في النشرة الماضية يوم 21 أكتوبر الجاري وجه رئيس الدولة رسالة تهنئة لكافة العاملين فيها من « إعلاميين وفنيين وإداريين وأعرب عن تمنياته لهم بالتوفيق، معتبرا أن الإذاعة الجديدة إثراء للمشهد الإعلامي الوطني وتعزيزا للتعددية وتعميقا للحياة الديمقراطية ».
وفي المقابل صرحت مصادر إعلامية أن تدخل رئيس الدولة لتهنئة الإذاعة المذكورة هو دليل على عدم استقلاليتها، مستغربة ظهور رئيس الدولة في هذه المناسبة وهو الذي لم يسبق له أن يقدم تهاني لمحطات إذاعية أخرى بما في ذلك الإذاعة الوطنية، كما ذكرت أن الإذاعات المستقلة ممنوعة من البث رغم تقدمها بمطالب ترخيص والتزامها بالقانون، مفيدة بأن المشهد الإعلامي في تونس يزداد اختناقا رغم منح الترخيص لمقربين من القصر لإنشاء إذاعات تزعم أنها مستقلة وهو الأمر الذي أكده التصنيف السنوي المراسلين بلا حدود الذي يصنف الدول حسب درجة حرية الإعلام بها وقد حازت تونس سنة 2010 المرتبة 164 من مجموع 175 دولة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
الـنقابة الـتونسية للإذاعات الـحرة بــــــــــــــــلاغ تـونس في 23/10/2010
أبـدت الـنقابة الـتونسية للإذاعات الـحرة استيـاءهـا بعد انطـلاق الإذاعة الـخاصة الـثانية » أكبراس أف أم » في غضون شهـر واحد واعتبرته انـتهاكا صـارخا للـتشريعـات الـتونسية الـمنظمة للـقطاع (أمر الأمين باي لسنة 1957 الذي جـعل من الـقطاع الـسمعي الـبصري حكرا على الدولة والذي لا يزال سائر المفعول) و لحـق الـمواطنين الـمستحقيـن حسب الأولويـات.
وتعتبر الـنقابة أن الـسلطات الـتونسية التي جـعلت من الإعلام الـسمعي الـبصري رهيـنة لها تحـاول في الـواقع خـنق حـرية الـتعبير والاعتداء على مبادئ الديمقراطية.
و عـلاوة لهـذا الـتحرير الـخيالي للمشهد تـسعى الـسلطة ملأ الـترددات بمـحطات عمـومية وشبه عمـومية لغلق الـمجال أمام جمـيع الـمبادرات الـتحررية.
لهذا تـدين الـنقابة الـتونسية للإذاعات الحـرة بشدة عمليـة قرصنة الـدولة للمشهد الإعلامي وتحتفظ بـحقها في تكويـن لجنة منظمـات غير حكـومية من تونـس وخـارجها للتـحقيق في هذه اللإنتـهاكات اذ ما واصلت الـسلطة في تنفـيذ سياسة الامبـالات.
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 25 اكتوبر2010 تقرير هيومن راتس ووتش حول إسكات النقابات العمالية والطلابية في تونس
قدمت منظّمة هيومن رايتس ووتش تقريرها الجديد حول تونس بعنوان « ثمن الاستقلالية: إسكات النقابات العمالية والطلابية في تونس » خلال ندوة صحفية أقيمت بتونس العاصمة يوم الخميس 21 أكتوبر الجاري بنزل « الديبلوماسي »، بحضور عدد من الصحفيّين والوجوه الحقوقية بعد أن منعتها السلطة السنة الماضية من تقديم تقرير حقوقي. وقدّمت للتقرير بالانجليزية كل من سارة لي ويتسون المديرة التنفيذية بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظّمة ورشا مومنه الباحثة بالقسم. وقد عبرت كلتاهما عن ارتياحهما لسماح الحكومة التونسية بتقديم التقرير وبالتفاعل معه في الوقت الذي مُنعت فيه المنظمة المذكورة السنة الماضية من تقديم تقريرها الحقوقي 1) تقديم التقرير وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: » في مستهل تقديمها للتقرير ان منظمة هيومن رايتس ووتش تشكو من سوء الفهم لدورها ومن فهم خاطئ لنشاطها باعتبارها منظمة امريكية. وقالت إن دورها هو أولا وأساسا تجميع الحجج والقرائن التي تشير إلى تجاوزات السلطة السياسية في علاقاتها بمنظمات المجتمع المدني أساسا وأضافت أن التقارير الصادرة عن المنظمة ترتكز على ملاحظات ناشطي المجتمع المدني هؤلاء الذين يساعدون ويشجعون من خلال بياناتهم وملاحظاتهم على تركيز المجهود على قطاعات محددة . وقالت أيضا أن التركيز على بعض البلدان لا يبرره أي عداء خاص لهذه البلدان بل يبرره دائما النشاط الذي يقوم هؤلاء الناشطون الذين يسهلون عمل المنظمة ويمكنونها من المعطيات الضرورية لإصدار تقاريرها بشان هذا البلد او ذاك. وأضافت أن اتهام البعض للمنظمة بالسكوت عن جرائم الولايات المتحدة في العراق أو جرائم إسرائيل في الأراضي المحتلة لا مبررله اذ أن هيومن رايتس على حد تعبيرها من أكثر المنظمات التي أشارت إلى هذه الجرائم وان كان عملها يحتاج إلى المزيد من الجهد في هذا المضمار . أما في ما يخص علاقة هيومن راتس بالحكومة التونسية فأكدت انها مرت منذ خمس سنوات بفترة ممتازة حيث تمكنت من عقد ندوة صحفية ولكن ساءت العلاقة بعد ذلك آذ منعت المنظمة من عقد ندوتها الصحفية السنة الماضية لعرض تقريرها حول تونس كما رفضت الحكومة الإجابة عن الأسئلة التي طرحت عليها وقالت » إننا ولئن نثمن مجهود الحكومة التونسية في التعامل الايجابي معنا هذه المرة ألا أن ذلك لا يمنعنا من التأكيد على أن مقومات المجمتع الديمقراطي لا تزال تعاني من مشاكل عويصة تتعلق بمصادرة الحكومة لحرية التعبير والتنظّم إذ لاحق لكثير من النقابات في التنظّم وفق ما تقرره التشريعات المحلية والقوانين والمعاهدات الدولية 2)حوار ساخن ولقد جرى اثر عرض التقرير حوار اتسم ببعض التوتر أحيانا بين مجموعة من من الصحفيين جاؤوا أساسا للندوة للتعبير عن وجهة نظر الحكومة وبين مجموعة أخرى من الناشطين الحقوقيين والنقابيين المستقلين .فقد ذكر السيد كمال بن يونس الصحفي بجريدة الصباح أن التقرير لا يعدو أن يكن مسودة احتوت على وجهة نظر واحدة وهي وجهة نظر متحيزة ولا تعكس واقع الأمور واضاف « عندما يقع التحامل على بلادي فأنني اختار أن أدافع عنها ضد من يريدون الإساءة إليها والى رموزها . وهذا وقد جاء ذكر السيد بن يونس في الصفحة15 من التقرير حيث اتهم من قبل زميل له بالاعتداء على رئيس نقابة الصحافيين إبان عرضه في 4ماي 2009 للتقرير الثاني لها عن حرية الصحافة في تونس. غير أن مناضلين في الحق النقابي والإعلامي والحقوقي ومنهم السيدان لطفي الحاجي وصالح الفورتي أكدوا على أن التقرير صادق ويعكس حقيقة ما يجرى من قمع للحريات وملاحقة للناشطين النقابيين ومن ميز وتعسف سواء في إسناد رخص تكوين الجمعيات أو النقابات او الإذاعات. وقد كان المرصد حاضرا في الندوة وممثلا في شخص منسقه للإعلام عبد السلام الككلي الذي أشار إلى أن من يتوقفون فقط عند بعض الجزئيات الواردة في التقرير ليستخلصوا بعد ذلك فساده كله يريدون غض الطرف عن روحه العامة واستخلاصا ته النهائية التي رأى أنها صحيحة وقال إن كل نزيه لا بد أن يقر بان السلطة في تونس تنتهك باستمرار القوانين التي وضعتها هي نفسها ومن الادلة على ذلك تجربة المرصد المريرة مع السلط المحلية بقابس . فطبقا للقانون عدد 154 لسنة 1959 المؤرخ في 07 نوفمبر 1959 و المنقح و المتمم بالقانون الأساسي عدد 90 لسنة 1988 المؤرخ في 02 أوت 1988 و القانون الأساسي عدد 25 لسنة 1992 و المؤرخ في 02 أفريل 1992 قدم مجموعة من المناضلين إلى السلطة المختصة بولاية قابس بتاريخ 19 /06 / 2010 ملفا مستوفيا للشروط القانونية المنصوص عليها بالقانون المذكور من اجل تكوين جمعية أطلقوا عليها اسم ” المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية ” إلا أن السلطة رفضت تسلم ملفهم حتى لا تسلمهم وصلا في الغرض مما اضطر مؤسسي المرصد إلى إرسال الملف بالبريد مضمون الوصول مع الإعلام بالتبليغ لكنهم لم يحصلوا إلى حد الآن على علامة البلوغ. وهو ما يدل على تواطؤ بعض المؤسسات العامة هي أيضا مع السلطة في الاعتداء على القانون وأكد أن المرصد متشبث بحقه في النشاط طبق القوانين الجاري بها العمل وانه سيخوض كل أشكال النضال التي يستوجبها الظرف من اجل تحقيق هذا الهدف. 3)محتوى التقرير هذا وقد جاء في التقرير المطول الذي احتوى على 62 صفحة انه بالرغم مما تلعبه النقابات في تونس من دور حاسم في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلا انه رغم ذلك لا تزال السلطات التونسية تخضع هذه النقابات إلى نظام سيطرة وتضييق وذلك من خلال التدخل في عملها واضطهاد أعضاء النقابات المعارضين لسياساتها وحرمانهم من الصفة القانونية وقد قدم التقرير صورة موثقة عن الأساليب التي تستخدمها السلطة التونسية في قمع المعارضة داخل نقابات العمل والصحافة والطلبة ومن هذه الأساليب ضغط الحكومة التونسية وحلفائها على الصحفيين وخرق القوانين الداخلية المحلية للصحفيين التونسيين الشيء الذي أدى إلى إسقاط مكتب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين المنتخب ديمقراطيا والاستعاضة عنه بمكتب تنفيذي يتألف بالكامل من مقربين من الحكومة أومن حلفاء لها كما يشكل الاتحاد العام لطلبة تونس كما جاء في التقرير هدفا آخر للسلطة فقد قامت باعتقال عشرات من أعضاء الاتحاد وناشطيه وحجزهم بشكل تعسفي ولقد أكد الكثير منهم أنهم تعرضوا للتعذيب في فترة الحجز وأقيمت محاكمات غير عادلة خالية من أية ضمانات قانونية ثم صدرت أحكام قاسية في كثير من القضايا ضد الطلبة وذلك على اثر اتهامهم بالتعدي على القانون دون وجود أية أدلة تثبت ذلك غير أن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء هذه المحاكمات هو تشبثهم بممارسة حقهم في حرية التعبير والتظاهر والتنظم والعمل النقابي . وقد حث التقرير الحكومة التونسية على السماح لمواطنيها بتكوين النقابات والجمعيات ذات الطابع الحقوقي أو النقابي والعمل ضمنها بدون تدخل الحكومة كما يضمن ذلك الدستور التونسي ومجلة الشغل وقانون الجمعيات كما دعا التقرير المجتمع الدولي وخصوصا الاتحاد الأوروبي إلى ضمان احترام تونس لحق مواطنيها في حرية التنظّم والتعبير وفق القانون الدولي .
عن المرصد المنسق المكلف بالإعلام عبدالسلام الككلي
ندوة تجمعية من أجل التصدي لإضراب الأساتذة
حرر من قبل التحرير في السبت, 23. أكتوبر 2010 نظم التجمع الدستوري الديمقراطي يوم الجمعة 22 أكتوبر بمناسبة إعلان النقابة العامة لإضراب عام في التعليم الثانوي يوم 27 أكتوبر الجاري، ندوة وطنية بدار التجمع جمعت الأساتذة التجمعيين والمجالس الجهوية للتعليم وأشرف عليها الأمين العام للتجمع الذي بين أن الالتزام السياسي يقتضي الدفاع عن المصلحة العامة ومصلحة المؤسسة التربوية ومواجهة من يحاول المساس بالثوابت الوطنية عبر الوقوف في وجه من سماهم بمروجي المغالطات و الشائعات ومحاولة الزيغ بالقطاع التربوي عن أهدافه الحقيقية.
كما أشرف الأمين العام للتجمع يوم السبت 23 أكتوبر على الملتقى الوطني للمربيات تناول فيه ضرورة التصدي للإضراب باعتباره محاولة للتشكيك في الخيارات التربوية لبن علي، فيما تناول وزير التربية ما اعتبره الخلفيات الحقيقية للإضراب.
وقد تميزت المداخلات التي تلت كلمة الأمين العام بالتشنج والدعوة للوقوف في وجه بالمتلاعبين بالمؤسسة التربوية على حد تعبير المتدخلين. يذكر أن لجان التنسيق عقدت لقاءات بمديري المؤسسات التربوية للبحث في سبل التصدي للإضراب ودعت للاستعانة بالميليشيات الحزبية لترهيب المضربين. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
اساتذة يتدربون على خطة افشال الاضراب في نزل بالحمامات
قامت وزارة التربية ، بحكم تخصصها في التربية ،باستدعاء اساتذة تجمعيين الى لقاء تكويني بنزل في الحمامات يتعلق بخطة افشال الاضراب الوطني المزمع انجازه يوم 27اكتوبر (الاربعاء القادم)..وقد تم الحصول على نقاط اساسية مررت عبر الورشات التي توزع عليها المدعوون وهي كالتالي
* التدخل خلال الاجتماعات العامة التحضيرية للاضراب واثارة الشكوك حول ضرورته ومشروعيته وجدواه بان تطرح الاسئلة التالية : لماذا ترفض النقابة الحوار مع الوزارة ؟ لماذا تطرح النقابة مطالب كثيرة ومتفاوتة في الاهمية في آن واحد..؟؟..الم يكن الاجدى ان تركز على بعضها بحيث يكون بامكاننا النضال لاجلها ولو باضراب شهرا او شهرين كاملين..؟؟ من استشارت النقابة في تحديد المطالب وفي تقدير اهميتها…؟؟ الم يكن من اللازم العودة في ذلك الى القاعدة الاستاذية…؟؟؟
*تحريك الخلايا التجمعية النائمة وغير المكشوفة وذلك بالاتصال الفردي بالاساتذة قبل الاضراب واثارة الشكوك حول آليات العمل النقابي وتنفير الاساتذة منه . علما ان هذه الخلايا ممنوع عليها الدعوة لخرق الاضراب حتى لا تنكشف الخطة من خلالها.
*مقاطعة الممثلين النقابيين يوم الاضراب بقاعة الاساتذة وافتعال خصومات معهم ثم الخروج بشكل جماعي والالتحاق بقاعات الدرس حتى تتم مهزلة الحوار ومن ثمة استدراج المترددين نحو افشال الاضراب.
*هذا يتصاحب مع مهمة الشعب الدستورية والمهنية التي ستتكفل بشحن الراي العام واظهار الاضراب كانه تعبير عن عدم تقدير الاساتذة لمسؤولية تدريس ابناء الشعب.
*الاساتذة التجمعيين مطالبين بالحضور الى قاعة الاساتذة باكرا صبيحة الاضراب والتهيئ للقيام بالمهام المشار اليها اعلاه ملاحظة: بلغتنا معلومات مؤكدة بان زميل اختصاص فرنسية يدرس باحد معاهد سيدي بوزيد كانت مساهمته في عمل ورشات الوزارة بالنزل متميزة جدا بالاضافة الى زميل له من نفس الجهة اختصاص تربية تقنية.
ندعو كل الزملاء ، هياكل نقابية او قاعديين ، الى التنبه لهذه الخطة والدفاع عن انجاز الاضراب وعدم التاثر بالدعاوى والشائعات ومحاولات اختراق الصف الاستاذي وليكونوا على استعداد لعطاءات اخرى لان مسار النضال طويل وشاق لكنه اختيار الشرفاء. نقابي – سيدي بوزيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
بعد تلويح النقابة بالاضراب وزير التربية يؤكد استعداده للحوار
جدّد السيد حاتم بن سالم وزير التربية تمسكه بالحوار مع الأطراف الاجتماعية لا سيما مع النقابة العامة للتعليم الثانوي مؤكدا جاهزية الوزارة لمواصلة اللقاءات المبرمجة مع النقابة رغم تغيّب ممثليها عن جلسة حوار كانت محددة يوم الخميس الماضي.
واستغرب الوزيرموقف مقاطعة الطرف النقابي الاجتماع والإصرار على الإضرابفيما تتواصل سبل التفاوض قائمة وستبقى كذلك -حسب تعبيره-جاء هذا التصريح على هامش موكب تسليم حافلات دراسية عشية أول أمس حيث أعرب بن سالم في لقاء خاطف مع الصحفيين عن استغرابه ردود فعل الجانب النقابي الذي لوّح بالإضراب قبل العودة المدرسية وفي وقت لم ينقطع فيه حبل الحوار متسائلا في استنكار واضح « لماذا الإضراب وما دواعي مثل هذه المواقف ما لم تغلق الوزارة أيّ ملف مطروح على مائدة الحوار رغم أنها تعد من الملفات العالقة منذ سنوات وقد بادرت الوزارة بفتحها من جديد؟ ».
وكان الوزير أعلن في مناسبات سابقة أن الاختلاف في وجهات النظر أثناء التفاوض لا يعني الخلاف فحبذا لوتعود مياه التحاور والتواصل إلى مجراها الطبيعي سيما وأن يد الوزارة ممدودة وستظل كذلك طبقا لتصريحات وزيرها والنقابة بدورها مستعدة لاستئناف الحوار وفقا لآخرتصريح لكاتبها العام. التصدي لبؤر العنف في جانب آخر من تدخله وحول حماية المؤسسة التربوية من مختلف أشكال العنف الذي قد يتهددها وخطة الوزارة في التصدي لأسبابه حتى لا تكون معالجة تداعياته ونتائجه المشغل الأهم في سياسة التعاطي مع مثل هذه الظواهر أفاد السيد حاتم بن سالم أنّه تم بعد الشروع في اعتماد آلية مبكرة للتوقي من حوادث العنف ترتكز على تشخيص المؤسسات التي قد تكون عرضة للحوادث أكثر من غيرها تعتمد فيها الإحاطة على الجوانب النفسية والطبية وكذلك البنيوية مع التركيز على البؤر التي تشكو مشاكل في هذا المستوى ويجري العمل على تنظيم بحوث ميدانية لتشخيص الوضع واقتراح الحلول الكفيلة بتعزيز آليات التوقي والحماية.
وكانت المندوبيات الجهوية للتربية تسلمت أول أمس الدفعة الأولى من الحافلات المخصصة للرحلات المدرسية تعد 30حافلة من الطراز الرفيع مجهزة بأحدث التقنيات من انترنيت وتكنلوجيات حديثة ناهزت كلفتها 8مليون دينار.. « سينتفع بها التلاميذ مجانا هدية من رئيس الدولة وسيعتمد في استغلالها على برمجة محددة وروزنامة رحلات سنوية لكل مدرسة لاحكام توظيفها وتوسيع نطاق الاستفادة منها » حسب تصريح وزير التربية حاتم بن سالم الذي وعد بمزيد دعم الأسطول مستقبلا تطلعا إلى الأفضل في تجسيد خطة الارتقاء بالنشاط الثقافي المدرسي.
وقدانطلقت أولى الرحلات المندرجة في هذا الإطار مباشرة بعد موكب تسليم الحافلات بالحي الأولمبي برادس لمجموعة من تلاميذ بن عروس جابوا عديد المواقع الحضارية والتاريخية بضواحي العاصمة.
وتعوّل الوزارة كثيرا على دعم وعي التلاميذ بوجوب المحافظة على الحافلات نظافة وتجهيزات وللغرض تم تنظيم جلوس كل تلميذ حسب أرقام الكراسي.
ويستفيد هذه السنة الدراسية تلاميذ السنتين الخامسة والسادسة من الرحلات التعليمية مع إعطاء الاولوية لأقسام السادسة حتى يتمتع كل تلميذ برحلة دراسية على الأقل قبل الانتقال إلى المرحلة الاعدادية.
منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 أكتوبر 2010)
الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل تعيين تاريخ المجلس الوطني وتركيبة اللجان
حرر من قبل التحرير في السبت, 23. أكتوبر 2010 علمنا أن الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل التي عقدت يوم السبت 23 أكتوبر2010 إنطلاقا من الساعة العاشرة صباحا قد انتهت أشغالها في ساعة متأخرة من نفس اليوم قد قررت تحديد موعد المجلس الوطني لأيام 10 و11 و12 فيفري القادم بإحدى المدن الداخلية التي لم يعلن عنها بعد. كما تم التصويت على تركيبة اللجان التي شهدت تنافسا كبيرا خصوصا لجنة الهيكلة والتي فاز بعضويتها كل من تونس وقفصة والقيروان والكاف ممثلين في قطاعات النفط والسياحة والمعادن والبنوك والتعليم العالي مع إضافة مقرر من النظام الداخلي.. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
حول التعليم الثانوي الأسئلة المتوقعة مستقبلا في علاقة بالتعليم الثانوي كبيرة
طارق الكحلاوي ـ
قبل أسابيع قليلة كان موضوع «التعليم الثانوي» في قلب العوامل التي حسمت انتخابات عمدة العاصمة الفيدرالية الامريكية واشنطن دي سي. إذ أن شعبية العمدة المتخلي تدنت بشكل كبير بعد تعيينه لمسؤولة شابة لا تنتمي الى قطاع التعليم على رأس ادارة التربية في المدينة، التي تعتبر معدلاتها الأقل في عموم الولايات المتحدة. لكن ما عقد الوضعية بشكل لا يحتمل التعديل هو إصرار المسؤولة الجديدة على فرض اجراءات راديكالية على الاساتذة دون رغبة حقيقية في التواصل مع الهياكل النقابية. وهكذا خسر العمدة المتخلي الانتخابات خاصة بسبب تمسكه بمسؤولة التربية لديه. التي أعلنت في رسالة استقالتها أنها لم تعد تستطيع المواصلة ليس لأن عمدة واشنطن المتخلي انهزم في الانتخابات فحسب بل لأن المناخ العام لم يعد يسمح بذلك واعترفت في ذات السياق بأن تجاهلها للنقابات وإصرارها على تنفيذ القرارات بدون تشاور موسع أرسى جوا عاما من التوتر. الاجراءات الراديكالية التي أرستها، والتي يوجد جدال متصاعد حولها، تتعلق خاصة بفصل عدد كبير من اساتذة التعليم الثانوي في المدينة مقابل تحديد الأجور ترفيعا أو تقليصا حسب أداء المدرس. غير أن هذا التصور مثير للجدل لأنه يكثف تردي التعليم في أداء الاستاذ فحسب في حين يعمل الأخير في الحالة أعلاه في أوساط فقيرة تنخرها الكثير من المشاكل المعقدة. موضوع «التعليم الثانوي» أصبح بشكل تدريجي في الفترة الأخيرة وفي سياق الأزمة الاقتصادية العالمية، والضغط على ميزانيات ذات طابع اجتماعي مثل التعليم، ركنا رئيسيا في الجدال حول الأنظمة التعليمية عبر العالم. صحيفة «لوموند ديبلوماتيك» في عددها الأخير (أكتوبر 2010) خصصت ملفا خاصا حول الموضوع تحت عنوان ربما يبدو مستفزا للبعض: «فيما يصلح التعليم الثانوي؟». هذه الأسئلة الكبيرة والاجراءات الراديكالية تعكس قلقا كبيرا عابرا للقارات، لكن من غير الواضح في كثير من الاحيان إن كان تحميل مسؤولية أي تردي لطرف محدد في المعادلة التعليمية انعكاس لقراءة موضوعية. في هذا السياق أعلنت النقابة العامة للتعليم الثانوي في تونس اضرابا يوم 27 أكتوبر الحالي. اللائحة المهنية التي اشارت الى الاضراب والصادرة عن الهيئة الادارية القطاعية في 6 سبتمبر الماضي تعكس بشكل واضح وضعية من محدودية التواصل كعامل رئيسي في قرار الاضراب. اذ النقطتين الأوليين تركزان على «اقصاء» و«عدم استشارة» الممثلين النقابيين من قبل وزارة الاشراف خاصة اثر الاجراءات التي تم الإعلان عليها من قبل الأخيرة قبيل اسابيع قليلة من العودة المدرسية بشكل فاجأ الهيكل النقابي. بما يؤسس لمشروعية التساؤل عما اذا كانت حالة الحوار ستلعب دورا لتليين الموقف وعدم الالتجاء الى الاضراب. طبعا يمكن لوزارة الاشراف أن تنفي تعمدها «اقصاء» و«عدم استشارة» الهياكل النقابية لكن ذلك لا يبدو أنه سيحل المشكل، وفقط اجراءات عملية للتفاوض والحوار والانفتاح الجديين بين الطرفين وليس تبادل الاتهامات هو الأفق الايجابي الوحيد للوضع الراهن. يجب أن اقول هنا أني أشعر بحميمية خاصة تجاه هذا الموضوع. إذ تحسست من خلال الوالد الذي كان لفترة طويلة على رأس الهيكل النقابي للتعليم الثانوي بشكل مباشر ذلك الزخم الكبير الذي يمثله هذا القطاع النقابي سواء من خلال معاينة الوفود التي تأتي الى المنزل أو من خلال زيارة «ساحة محمد علي» ذات المخزون الرمزي الكبير في مخيلة مرحلة السبعينات والثمانينات أو من خلال مشاهدة المحطات النضالية العديدة خلال تلك المرحلة. إذ ليس فقط الكم الكبير لمنخرطيها بل ايضا الطابع النخبوي والاعتباري لمنظوريها منحا الهياكل النقابية للتعليم الثانوي موقعا خاصا في البلاد. طبعا الأزمان تغيرت والحماسة النقابية لعموم المدرسين لا تبدو على نفس الدرجة الآن كما كانت عليه في السبعينات والثمانينات لظروف محلية ودولية. لكن لا يمكن لأحد أن يحاجج، سواءاهنا أو في أي مكان آخر، بأن النقابات أصبحت بدون معنى. إذ ليست النقابات في هذه البلاد أمرا طارئا. بل هي طرف مؤسس لـ»الدولة الوطنية» ذاتها. كما كانت طرفا مؤسسا في صياغة سياساتها الاقتصادية والاجتماعية سواء بشكل مباشر، خاصة في مرحلة الستينات مع صعود أطر نقابية عليا لمواقع مركزية في السلطة، أو بشكل غير مباشر من خلال التاثير على التوازنات الاجتماعية وحتى السياسية نظرا للوزن الاستثنائي للمنظمة النقابية. وزن يجعلها في أكثر من محطة تاريخية قوة تساهم في تعديل أي مواقف تنحو منحى الغلو خاصة في المسألة الاجتماعية. عندما يكون على رأس مطالب أي هيكل نقابي الحاجة للحوار والتذمر من «الاقصاء» فإن ذلك يجعلنا بعيدين عن مقاربة جوهر الموضوع اي الوضع التعليمي عموما وليس مصلحة هذا الطرف أو ذاك بشكل محدد في العملية التعليمية. يحدث ذلك في وقت يبدو فيه بعض الانفتاح على الهياكل النقابية للتعليم الثانوي من قبل المنابر التلفزية الخاصة، مقابل الامتناع عن استضافة ممثلي النقابة بالتحديد عندما كان يجب أن يحضروا أي في جلسة الحوار مع وزير التربية في التلفزة الوطنية. طبعا الاستجابة بشكل كلي لمطالب أي نقابة تبدو أمرا صعبا حتى في سياقات وبلدان تملك فيها النقابات وزنا هائلا. يكفي أن نلقي نظرة سريعة على الضفة المقابلة لنا حتى نلاحظ أن القوة الضاربة للنقابات الفرنسية ومسيراتها المليونية لن تؤدي بالضرورة إلى فرض إسقاط خطط «إصلاح التقاعد» للحكومة الفرنسية. لكن في المقابل العمل على أن يمسك الجميع بالعصا من الوسط هو تحديدا دور العمل النقابي، كما أن إعادة الثقة بين الطرفين الرئيسيين هنا خطوة ضرورية. مثلا بعض مطالب النقابة التي تركز على حالات محددة مثل وضعية اساتذة التربية البدنية (المتعلقة بتنفيذ اتفاق سابق وليس التوصل الى اتفاق) أو وضعية بعض «الاساتذة المطرودين» يمكن أن توفر مدخلا تقوم من خلاله وزارة الاشراف ببادرات تهدئة تؤسس الى حوار جدي بين الطرفين حول ما هو أهم اي ملف التعليم الثانوي عموما بما في ذلك ولكن ليس حصرا موضوع المقدرة الشرائية وسن التقاعد للمربين، الذي لا يمكن طرحه بشكل معزول عن الوضع الاقتصادي العام. لكن الأسئلة المتوقعة مستقبلا في علاقة بالتعليم الثانوي كبيرة، وعلى الجميع التهيؤ لطرحها والتي يتم حاليا التطرق اليها في السياق الامريكي والذي بدأ يترك تأثيره على السياق الفرنسي، والأخير كما هو معتاد هو السياق الذي نطل منه على الجدالات العالمية. في أحد المقالات التي نشرت في ملف «لوموند ديبلوماتيك» هذا الشهر حول التعليم الثانوي نجد مقالا لمساعدة وزير التربية الأمريكي السابقة تقوم فيه بمراجعة تجربتها، خاصة تراجعها عن منح الأولوية لمعايير تسيير المؤسسة وتقييم المؤسسات التعليمية على حساب نوعية التعليم. تشير مثلا إلى أن الانتباه المبالغ فيه للارقام والتصنيفات والتقييمات أبعد الاهتمام عن مواد العلوم الانسانية والآداب تماما لمصلحة الرياضات بشكل يؤدي الى تكوين غير سوي للتلميذ. لن يمر وقت طويل قبل أن نضطر للمرور في السياق التونسي الى حوار جدي بمساهمة الجميع حول هذه المسائل. أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة «روتغرز» tkahlaoui@gmail.com (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2010)
نسبية هي الحيــاة [3]
د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr كتبت منذ سنوات حلقة أولى ثم ثانية من « نسبية الحياة »، أعود إليها مجددا كلما فاضت المشاعر وهاج الوجدان وارتفع انسياب الحياة ودخلت على الخط مترنحةً أحداثٌ تجذب الخيوط نحو معاقلها وتدفع إلى التوقف والمراجعة والارتفاع نحو منازل التروي والتأمل! أعود مجددا إلى قلمي وحبري لأخط كلمات، اعترافا بضعفي وفقري وحاجتي إلى ذات ربانية أحس دوما أني مقصر في طاعتها وقد اجتمعت علينا الدنيا من كل جانب وفي كل حين تنادي هلموا إليّ أهل الديار فعندي الملاذ، وعلى الضفة المقابلة صدى كلمات كثيرا ما ضعفت درجتها وضاعت بين الحجب، تصلك بعضها، أن هلمّوا أهل الديار، فإن لديّ غُنم الدنيا والآخرة، لديّ راحة المكان والزمان، ولدي المزيد..عنوان لافتتها : « أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود!!! »
الدنيا ابتلاء يسر وعسر، ابتلاء راحة وتنغيص، تجذبك أحيانا إلى أحضانها بابتسامة، بنظرة، بهمسة، باحتضان طفلك العائد لتوه من المدرسة، بملامسة ورقة نقدية ذات شأن، بدردشة على نهر أو بين البوادي، بفتحك لبيت ملكته، بتفاحة قضمتها أتتك من ضيعنك المترامية الأطراف، تأتيك الدنيا أحيانا على الأقدام أو حافية، تجري أو تهرول أو تمشي الهوينا أو تتقاعس، تأتيك وأنت العائد إلى بلدك طاويا صفحة ماضيك وترنو إلى كتابة فصل جديد من حياتك ولو على ورق رمادي، أو تأتيك وأنت القابع على أطراف الحدود ماسك على الجمر تهتز لسماع صوت أمك على الهاتف ولو أن يدك لم تلمس يدها منذ عقود!!
تأتيك الدنيا وأنت في صحة موفورة، وسقم الآخرين وعذاباتهم تلم بك في كل حال وحين، رزق يطرق بابك بعنف أحيانا وبمشيئة لا تفهمها إلا الأقدار، وغيرك يبحث عن مكان بين الأحياء، راحة ضمير ترافقك، وغيرك يبحث عنها أحيانا بين مزابل التاريخ…تلك هي الدنيا تتهادى بين ظلال ممدودة وواحات خضراء، وبين صحراء قاحلة وسواد يملأ الآفاق…
دنيا تسير على الزئبق لا يأمنها إلا غافل ولا يأنس لها إلا جاهل، من أمنها باغتته، ومن ركن إليها لفظته، ومن اغتر بها فاجأته…مسكين طالبها دون قيم ومبادئ، فقير الساعي إليها دون رقيب، خاسر المهرول نحوها دون هدف يملأ الدنيا والآخرة على السواء…
وتمر الأيام ويمر نصيبنا من الحياة…
فاجأني هذه الأيام نعي بعض الأحبة، منهم من عرفنا وصادقنا ومنهم من لم نعرف، أحوال عجيبة غريبة، منهم من مات شريدا ليعود في النعوش ومنهم من عاد ليموت هناك على تربة الأجداد… أحد الفاضلين يعيش غريبا وحيدا فقيرا أعزبا، ذو علم وبصيرة، مشردا عن بلده، منفيا عن حيه وقريته، محروما لعقدين من رؤية أمه…خرج شابا يافعا ليعود ملفوفا في لحاف، دفعته أياد جائرة إلى الغربة ومغادرة الوطن، ليعود جثة هامدة مرفوعا على الأعناق…خرج غريبا وعاش غريبا ومات غريبا ولعله يبعث مع الغرباء و »من مات غريبا مات شهيدا » ولا نزكي على الله أحدا، رحم الله أخانا » محمد منصف سعودي » وأنهى غربته ووحشته بجوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم تتالى خبر وفاة أخينا رضا الشايبي الذي عرفته في هذا البلد، عاد الرجل إلى أرضه وبين أهله وعشيرته، لكن المنية باغتته في حادث مرور مريع اصطحب معه أباه في رحلته الأخيرة نحو الله، تعلم الرجل وعلّم وتشهد له مسيرته بذلك، ثم أراد العودة وإن حمل معه تردده وشاء الله أن لا يعود إلى هنا…رحمك الله يا رضا وأسكنك فراديس جنانه ولأهلك جميل الصبر والسلوان…
أجيال تتعاقب وأعمار تتقدم ومصير يتوحد وأعمال تترنح وديان لا يموت! نسبية هي الحياة، مشاريع تبنى في العقول، وأحلام تُعاش وآمال تُشيَّد، ومواقف وممارسات وتنظير وكلام كثير، ودنيا تسير ومصير يجري لمستقر له.. حزين أن لا تعود الأحلام وأن لا تصطحب صاحبها، حزين أن تنتظره دون لقاء وإن لقيته يوما فلترافقه إلى السماء… »عبدي أنت تريد وأنا أريد ولن يكون إلا ما أريد »
التاريخ عبر، والأيام دول، وخير الناس من اعتبر:
* الحياة قصيرة وإن طالت أيامها فرحا أو عذابا، وما هي إلا سويعات معدودة يُفتح فيها كتاب ثم يُغلق بعد حين، وأحلى تعبير لدورنا فيها دون تقعّر في الحديث، المثل التونسي الجميل « يا سعدك يا فاعل الخير » والخير موجود في كل لحظة، في كل كلمة، في همسة في لمسة في موقف أو بيان، الخير موجود في كل حركة في الحياة.
* سؤال الحياة هو سؤال الموت، ماذا قدمت، ماذا أعلنت وماذا أسررت، ماذا عملت وماذا تركت، والمحاسبة والتقييم والتقويم، يلمس الفرد والجماعة، وهو سؤال يحوم حول دورك في هذه الدنيا، حول إضافتك في مشوار الحياة، حول الأمانة التي حملتها وأشفقت منها الجبال، ومن هنا تمر الأسرة ويمر البيت، ويمر المهجر ويمر الوطن، وتمر الأمة ويمر الناس أجمعون.
* الحياة والموت ليستا مراحل تتعاقب وتتوالى، ولكن محطات وفصول تتصاحب وتترافق، لا تعرف متى وأين تحيا ومتى وأين تموت « وإنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك » فالحرص الحرص على كسب كل لحظة بقاء في بناء هذه الدنيا بمقاييس الآخرة حيث تصبح الأولى مطية للثانية ومنبت خير وبركة للحظاتها الخالدة والمستديمة.
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم في حديث جامع « مالي وما للدنيا والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكبٍ سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها »
رحم الله الأحبة الأفاضل، وأحسن فعلنا وخاتمتنا وأسكننا وإياهم وآبائنا وأمهاتنا من رأينا ومن حُرمنا رؤيتهم جوار المصطفى وصلى الله على محمد.
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.net أكتوبر 2010
بسم الله الرحمان الرحيم عجائب من الغربة
كنت ذات صباح في قاعة الإنتظار بالمستشفى الجامعي القريب من سكني في روما، أنتظر دوري لأراجع الطبيب لبعض حروق ظهرت على أطرافي، وكان أمامي في القائمة شيخ إيطالي يناهز الثمانين بادية عليه علامات القلق، ينتظر هو بنفسه نفس الطبيب لتغيير ضمّادة حول معصمه وإعادة تطبيب يده من جديد، وكان قد أخبر الممرضة أنه في عجلة من أمره.. يطرق بين الفينة والأخرى باب غرفة الطبيب، يسأل الممرضة عن موعد دخوله، وهي تخبره في كل مرة أن هناك شخص أمامه في حالة حرجة.. وأنا أضحك، متعجبا من عجلته رغم أنه متقاعد ولا مشاغل كبيرة وراءه. وفي نفس القاعة كانت هناك امرأة عجوز إيطالية هي كذلك في مقعد مقابل لي وبعيدة عني بعض الشيء تنظر إليّ محدقة، أحسست بالإرتباك في أول الأمر، ثم حاولت أن ابتسم وأنا أنظر إليها تارة وأصرف النظر عنها مرة أخرى.. وفجأة تقدمت نحوي.. سائلة: ما اسمك؟ فأخبرتها بإسمي! فقالت: لقد كنت أنظر إليك لأن طريقة ضحكك تشبه طريقة ضحك إبني.. وصمتت قليلا، ثم تنهدت وقالت: لقد مات في حادث سيارة.. لم أستطع أن أرد عليها.. ما الذي يمكن أن تقوله لإنسان يقول لك أنك تذكره بغال عليه فقده؟ لقد اعتلاني شعور بالشفقة والحنان عليها، ووددت لو أضمها إلى صدري لأطفأ بعضا من نار قلبها على ابنها الذي فقدته.. ثم أخرجتني هذه السيدة العجوز من حالة الشرود التي أنا فيها، وقالت: لقد تركت فيّ أثرا جميلا يابني هذا اليوم.. شكرا لك، لأنك ذكرتني بطريقة ضحكته المحببة إلى نفسي.. لقد كان يمتلئ حيوية ونشاطا.. كان صباح الممرضات ذلك اليوم مشحون بالعمل، وهن يخرجن ويدخلن الغرف بدون انقطاع.. لم يهدأ بال ذلك الرجل العجوز الذي أثار انتباهي وفضولي، بعد أن أثارت تلك العجوز من قبل عطفي وحناني.. وهو يمشي ذهابا وإيابا، قلق يتذمر من التأخير الذي طرأ على مذكرة يومه، وفي طرقة من طرقاته باب غرفة الطبيب خرجت عليه الممرضة وهي تعاتبه، وقالت له: ماكل هاته العجلة وأنت لا شغل ولا مواعيد مهمة أمامك؟ وطلبت منه الممرضة الجلوس في أي كرسي من كراسي قاعة الأنتظار وستقوم هي بتطبيبه إذا كان لا يرغب في الإنتظار، ومقابلة الطبيب.. فوافق. ذهبت وأحضرت كل المستلزمات، ثم وقفت أمامه وهي تتحدث معه، بعد أن أزالت الضمادة واهتمت بجرحه.. سألته الممرضة: إذا كان موعدك هذا الصباح مع طبيب آخر ولذلك أنت في عجلة من أمرك؟ أجاب: لا.. لكنى ذاهب إلى دار الرعاية لتناول إفطار الصباح مع زوجتي ككل يوم. فسألته الممرضة: ما سبب دخول زوجتك لدار الرعاية؟ فأجابها: إنها هناك منذ فترة لأنها مصابة بمرض فقدان الذاكرة.. وفي تلك اللحظة انتهت الممرضة من تغيير الضمادة بعد أن طبّبته، وسألته: وهل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الميعاد قليلا ؟ فأجاب: أنها لم تعد تعرف من أنا.. إنها لا تستطيع التعرف علي منذ أربع سنوات مضت. قالت الممرضة مندهشة: ولازلت تلازمها وتتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت ؟ ابتسم الرجل العجوز وهو يربت على يديها وقال: هي لا تعرف من أنا، ولكنني أعرف من هي.. وانصرف مسرعا. مسحت الممرضة دمعة من عينها كادت أن تسقط، وقالت وهي تخنها الشهقة: هذا هو نوع الحب الذي أريده في حياتي.. ودخلت الغرفة. تأثرت كثيرا بذلك الموقف وأمضيت بقية يومي أفكر تارة في تلك المرأة العجوز، وتارة أفكر وأستغرب من أمر ذلك الرجل العجوز.. لقد مضت بضع سنوات على تلكما الواقعتين لكنني لم أنساهما.
فتحي العابد
إلى روح الشّهيد الأخ محمّد منصف سعودي ها رحلت يا أخي
ترجع نحو الوطن بعد نأي طال دهرا ها تعود …. . عدت يلبسك الكفن عدت جرحا فينا ينزف نكأتها فينا الجراح كم تمنيت تؤوب كم تلبّسك الشجن كم أتاهتك المسافات كم وأرهقك الوهن كم أخي فيك آه كم تكدست المحن شامخا كنت هناك راسخا رغم الإحن أبدا لا ما أنحيت ما أستكنت للوثن صامدا هجرا قضيت عزّة تأبى الرّدن هامدا عدت لأرض كم تمنيت الرّجوع عدت تسكن فيها ريما وبقت فينا الدموع عدت مسكونا بصمت تسكن تلك الربوع وسكناّ فيك صمتا فيه للحزن نجوع لست تدري بعد هجرك أي حزن في الضلوع ها رحلت يا أخي وبقينا في خنوع
الشاعر جمال الفرحاوي
ما لم تدنه واشنطن في تسريبات ويكيليكس
منصف المرزوقي في تعقيبها على عملية تسريب موقع ويكيليكس جملة من الوثائق عن الحرب الأميركية الأخيرة على العراق، قالت وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون إنه « ينبغي إدانة التسريب بأوضح لهجة، نظرا لأنه قد يعرض الجنود والعاملين الأميركيين للخطر، ويهدد الأمن القومي الأميركي وأمن أولئك الذين نعمل معهم ».
ما لم تدنه كلينتون بأوضح لهجة إذن، ليس أن عملية تحرير العراق قد أدت إلى دماره، وأنه سقط منذ بداية الغزو 285 ألف ضحية بينهم 109 آلاف قتيل على الأقل، 63% منهم مدنيون.. وأن هنالك 300 تقرير مسجل عن ارتكاب قوات التحالف جريمة تعذيب وإساءة معاملة معتقلين، وأكثر من ألف حالة ارتكبت فيها قوات الأمن العراقية جرائم مماثلة بتغطية منها.. وأن أي عنصر من المرتزقة الذين تستخدمهم الولايات المتحدة والذين طالب حتى عملاؤهم بمغادرتهم البلد، لم يحاسب على الجرائم المرتكبة في العراق..
هي لم تقدم اعتذارها للشعب العراقي عن كل الويل والدمار الذي لحقه. هي لم تدن بأوضح لهجة ممكنة كل التجاوزات التي حصلت في حق المدنيين، ولم تتعرض ببنت شفة لعشرات الآلاف من ضحايا اليورانيوم المنضب وكل من ماتوا بسرطاناته بعد حرب الخليج الأولى.
هي لم تعبر عن تعاطفها مع آلاف الضحايا الأبرياء ولم تلمّح إلى ضرورة التفكير في تعويض مادي ومعنوي. هي لم تأسف للصورة المزرية التي أعطاها التدخل الأميركي عن الديمقراطية، مبدية تخوفها من أن يكره العرب مثل هذه الديمقراطية التي تأتي على ظهور الدبابات ويشغلها عملاء لا يتفقون بينهم بعد سبعة أشهر من الانتخابات على حكومة.
هي لم تأسف لأن قوات نظامية استخدمت مرتزقة في إطار بلوغ الهوس الليبرالي ذروته، وهو يجعل حتى من الحرب تجارة (بزنسا) تقوده شركات تقدّم أجود « الخدمات » بأرخص الأسعار. هي لم تبدِ مخاوفها من انهيار مصداقية فكر وقيم حقوق الإنسان بعد اتضاح حجم ضلوع أميركيين في أبشع تعدٍّ على حقوق الإنسان، ولا قالت إنه سيكون من الصعب وحتى من المخجل بالنسبة لإدارتها إصدار تقرير سنوي عن انتهاكات حقوق الإنسان في البلدان الأخرى، أو أنه لا يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه. على فكرة، أين وصلت عملية إغلاق غوانتانامو؟
هي لم تطمئن العراقيين والعرب على أن كل الإجراءات ستتخذ لكي لا تتكرّر الأخطاء التي رصدتها الوثائق.
كلاّ، لم تقل شيئا من هذا الكلام وإنما ركزت كامل اهتمامها على الضرر الذي يمكن للتسريب أن يلحقه بالطرفين الوحيدين المهمين في كل هذه المأساة: جنودها وحلفائهم المحليين.
كل هذا لِتفادي الحديث في جوهر الموضوع والذي يتمثل في حقيقتين مدعّمتين بالأحداث والأرقام حاول كل المسؤولين الأميركيين والعراقيين التغطية عليهما، وهما:
– أن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة تحت ستار تحالف دولي واهٍ، لم تكن نظيفة وجراحية وإنسانية وقانونية وجميلة، تجعلك تشتهي الحروب وتتمنى منها المزيد.
تذكروا الدعاية المحمومة عن « الضربات الجراحية » التي لا تصيب المدنيين لأن عباقرة التخطيط العسكري لا يخطئون المرمى. ما يتضح اليوم أنها كما كنا نتوقع جميعا حرب قذرة، وفوضوية، وهمجية، وبشعة تفيض بالأخطاء والخطايا.
– أن الديمقراطية وحقوق الإنسان لم يكونا سوى قميص عثمان، والوثائق تثبت أن العراقيين عرفوا تحت النظام « الديمقراطي » للعملاء ما عرفوه وأكثر تحت حكم صدام حسين، خاصة أن الإدارة الأميركية تضرب عرض الحائط بقيمها عندما يتعلق الأمر بمصالحها، وأنها لا تستحيي من التعامل مع مجرمين بل وحتى التغطية عليهم والسماح لهم بكل الموبقات.
على الأقل يمكن أن نعترف للمرأة بفضيلة الصراحة. هي لم تخفِ أن ما يهمّ الإدارة الأميركية في المعادلة هو أمن جنود أميركا وأمن العملاء، أما أمن العراقيين فليس شغلها… على الأقل ليس شغلها الأول.
نعم، ليس شغلها لكنه شغلنا، والعراق اليوم هو آخر ضحية وضع لم تعرف له الأمة شبيها منذ أن حاصرها المغول من الشرق والصليبيون من الغرب.
نعم نحن مجددا بين المطرقة والسندان والضرب يزداد فظاظة يوما بعد يوم، والعراق ذروة الضرب.
أما المطرقة فهي الحروب التي لم تنتهِ منذ الخمسينيات ضدّ كل من يرفع الرأس نتيجة الفيتو الغربي الإسرائيلي على كل نهضة، وعلى كل تقارب، وعلى كل وحدة وحتى على الديمقراطية، كل هذا لمواصلة التحكم في خيراتنا ومنعنا من أن نصبح منافسين خطرين.
لتطبيق هذا الفيتو تتوزع قوات الردع حسب ثلاث دوائر:
الأولى هي التحكم عن بعد: وتصفف فيها قوات حفظ النظام الغربي خارج حدود الدولة الوطنية لأن هناك ثقة في قدرة الوكلاء المحليين المدعومين عسكريا ومخابراتيا وماليا على تنفيذ المخطط الإستراتيجي، أي منع كل تقارب عربي مع السهر على تدبير الملفات الكبرى الأربعة: التطبيع (بما هو الاستسلام الذي نرفضه جميعا لا السلام الذي ننشده كلنا)، وفتح الأسواق ونهب الثروات خاصة البترول، ومقاومة « الخطر الأصولي »، وحراسة الحدود الجنوبية الأوروبية من زحف الجياع أفارقة وعربا. الحكم هنا بـ »الرموت كنترول »، ويحدّثك المغفلون عن شيء اسمه الاستقلال.
الثانية هي التحكم عن قرب: في حالة قيام تهديد مباشر للمصالح أو اتضاح عجز الوكلاء أو هشاشتهم، تنقل قوات حفظ النظام الغربي إلى الأرض العربية لتكون قادرة على التدخل في كل لحظة لحفظ « الأمن » و »القانون ». إنه نظام الحماية المباشرة لكن بترك مجال للوكلاء يدّعون فيه ما يدّعون. الثالثة هي التحكم المباشر: إنه بعث القوات العسكرية لاحتلال الأرض وقد فشل التحكم عن بعد وعن قرب.
التحذير الأول كان العدوان الثلاثي سنة 1956 وبعده حرب 1967 ثم حرب الخليج الأولى سنة 1991، وأخيرا الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، دون نسيان ما تعرض له لبنان سنة 1982 ثم 2006 وما عرفته غزّة البطلة سنة 2009.
نحن لا نعرف بالتدقيق فاتورة كل هذه الحروب لأنه لم تكن لنا منظمة دولية مثل ويكيليكس لفضح الجرائم المرتكبة. من حسن الحظّ أنه سيكون بوسع المؤرخين استعمال الوثائق الأخيرة لتقدير حجم الجرائم التي ارتكبت بحق العراق، بهدف منعه من أن يكون نقطة ارتكاز لولادة القوة العربية حتى وإن كان نظام حكمه أبعد ما يكون عن قدرة تحقيق طموح مثل هذا.
عن سندان الاستبداد حدّث ولا حرج، كم مضحك مبكٍ أن تسمع بعض القوميين يقولون لك بوطنية هذا النظام أو ذاك لأنه يتصدى للإملاء الخارجي ولا يهمه أن يكون نظاما قمعيا فاسدا طائفيا. لا يكلفون أنفسهم عناء التساؤل: هل مثل هذا النظام قادر على مواجهة التحدي الخارجي؟ لا يفهمون بعد نصف قرن من المآسي أنه لا تحرير للوطن دون تحرير المواطن مثلما لا تحرير للمواطن دون تحرير الوطن.
وعلى كل حال فليس هناك اليوم إلا نظام واحد هو السوري الذي يدعي قدرة مواجهة الاستعمار والصهيونية بشعب مطحون بالفساد وحكم المخابرات، أما الأنظمة الأخرى فلم تعد تستحيي من التخلي حتى عن ورقة العنب هذه لتغطية عوراتها.
كأن للرعايا، الذين سُمّوا مواطنين لمزيد من التحقير والسخرية، الخيار بين الجلاد « الوطني » والجلاد العميل المدعوم بالجلاد الأجنبي.
ما تصوره الوثائق عن ضلوع المالكي في الاغتيالات والاعتقالات وهو يقود فرقا عسكرية تنفذ أوامره لا يختلف كثيرا عمّا عرفته وتعرفه كل شعوبنا وهي تحت وطأة أنظمة استبدادية « وطنية » لا تفهم السلطة إلا كغنيمة حرب توزع بين أقارب الدم أو العقيدة، ويحافظ عليها بالرعب المبثوث بين صفوف الشعب.. باسمه ولمصلحته!
المرعب في الأحداث التي كشفتها وثائق التسريب أنها لا تتحدث عن حاضرنا وماضينا القريب في العراق بقدر ما تعطينا فكرة عن مستقبلنا الأقرب في أكثر من مكان من وطننا العربي المنكوب.
فلا شيء في سياسة المحور الإسرائيلي الأميركي ينذر بالتغيير، بل بالعكس نرى إسرائيل تستعدّ أكثر من أي وقت مضى لضربات استباقية جديدة، سواء في غزة أو في لبنان.
لا شيء ينذر بتغيير في سياسة أنظمتنا وظهرها للحائط، لا مفرّ لها من مزيد من العمالة والقمع إن أرادت أن لا تملأ السجون والمنافي. ما يعيشه العراق هو المبرمج لكل شعوبنا إن حاولت شق عصا الطاعة على الحلف الشيطاني بين الاستبداد والاستعمار الذي يُقيِّد أطراف الأمة الأربعة.
من أين سيأتي النور ومتى سينجلي الليل؟ من إرادة الحياة التي لا تموت أبدا لا في الأشخاص ولا في الشعوب، فما بالك في أمة كبرى مثل أمتنا… وأيضا من القانون الذي سنه توينبي أن التحدي هو الذي يصنع كبرى الحضارات.
من يعي أن خطورة التحديات وكثرتها تضع اليوم كل عربي أمام عبء لا يعرفه أو لم يعد يعرفه الإنسان الغربي وأن « عضلاتنا » الروحية والفكرية موجوعة من كثرة الضغط عليها لكنها تقوى بكل أزمة؟
من يعي بأن خطورة الأزمات تفرز أشخاصا ليس لهم نظير في مجتمعات غير معرضة للأخطار التي نعرف، وأن هؤلاء الأبطال والبطلات مبثوثون داخل الجسم الواهن وهم الذين سيكونون أكبر مفاجأة لمن يحتقرون قدرة الشعوب على النهوض وردّ الفعل على من يهددونهم في وجودهم؟
نعم، هناك قوى دمار جبارة تعركنا وهناك قوى خلق لا تقل قوة وزخما تعتمل داخلنا، وسيأتي يوم لن يتجاسر فيه على حقوقنا وكرامتنا ذئب أميركي أو ثعلب إيراني أو ضبع « وطني ».
النقطة الإيجابية الوحيدة في التسريبات الأخيرة.. وجودها، ودلالات هذا الوجود. على فكرة، متى سيبدأ أبطالنا المجهولون في تسريب وثائق سرقات وعمولات أسيادنا.. مسألة وقت، فنحن في عصر الشفافية وهذا ما لم تزل الخفافيش العربية تتجاهله.
أخيرا لا آخرا، إنها فرصة جديدة لتذكير من يفهمون منا القومية كشوفينية، والصراع الراهن كصراع أديان وحضارات وشعوب متعادية الفطرة والوراثة، أن جوليان أسانج صاحب موقع ويكيليكس المعرّض في كل لحظة لـ »حادث طريق مؤسف »، رجل غربي يقامر بحياته وشرفه ومصالحه، لأنه يضع القيم الإنسانية فوق اعتبارات العرق والدين.
إنه يذكرنا بأن الحاجز ليس حاجز العرق والدين واللغة، وإنما هو حاجز يفصل بين المدافعين عن مصالح مشروعة والمدافعين عن مصالح غير مشروعة.
نحن ندافع عن حق شعوبنا وأمتنا في تقرير المصير، وفي الاستقلال الحقيقي، وفي السلام العادل والدائم، وفي التمتع بخيرات أرضنا وفي العيش تحت أنظمة تحترم كرامة الأفراد وحريتهم. وفي هذا الجانب من الصف حلفاؤنا اليهود الثمانية الذين أرادوا كسر الحصار على غزّة وجوليان أسانج وكل من ساندوا قضايانا داخل الغرب وهم كثر.
وفي الصفّ المقابل العسكرتارية الصهيونية والأميركية والسياسيون المكيافيليون الغربيون والشركات الاحتكارية العالمية والمافيات التي تترعرع على فتاتها، يضاف إليهم صغار النفوس كبار اللصوص العرب الذين تعلقوا بكل ما له ثمن، متخلين عن كل ما له قيمة، فحقّت عليهم لعنة الله والأمة والتاريخ. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 أكتوبر 2010)
الإسلام كلمة السر في السياسة الهولندية
خالد شوكات
تشكلت الحكومة الهولندية الجديدة في بداية شهر أكتوبر الحالي، بعد مخاض عسير استمر قرابة الأربعة أشهر، من ائتلاف هش جعل المناصب الوزارية حكرا على حزبين اثنين فقط هما « الحزب الليبرالي » (VVD) و حزب النداء المسيحي الديمقراطي (CDA)، و اللذين لا يملكان سوية سوى 52 مقعدا من مجموع مائة وخمسين يتكون منها البرلمان الهولندي، معولان في استقرار ائتلافهما على أصوات حزب الحرية (PVV) اليميني المتطرف بقيادة خيرت فيلدرز، والذي يمتلك 24 مقعدا، وبالكاد يحقق أغلبية النصف زائد واحد، مما يجعل مستقبل الحكم محفوفا بالمخاطر ومهددا بالانهيار في أية لحظة. وبمقدور المهتم بالشأن السياسي الهولندي القول بأن « الإسلام » قد تحول إلى كلمة السر الأساسية في الحياة السياسية الهولندية الراهنة، فعلى الرغم من أن المسلمين في هولندا لا يشكلون سوى 6% من السكان بحسب التعداد الرسمي (مليونا واحدا من 16 مليونا)، فإن دينهم أصبح المحور الرئيسي للنقاش على الصعيدين السياسي والإعلامي، كما أضحى القضية الأولى خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 9 يونيو الماضي، والفيصل في جميع المشاورات التي قطعت في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة. كلمة فيلدرز السحرية وإذا كان الحزب الليبرالي رسميا هو الفائز في الانتخابات الأخيرة ب31 مقعدا، فإن حزب الحرية اليميني المتطرف هو الفائز الأكبر بالنظر إلى ارتفاع عدد مقاعده البرلمانية من 9 في الانتخابات الماضية إلى 24 في الانتخابات الحالية، وليس من سبب لهذا الفوز برأي المحللين سوى عامل واحد ووحيد هو رفع زعيمه فيلدرز شعار « معاداة الإسلام » أو بحسب الترجمة الحرفية للعبارة المستعملة في اللغة الهولندية « ضد الأسلمة » (Tegen Islamisering)، و فيما عدا هذا الشعار فإن أحدا لم ينظر في برنامج هذا الحزب أو يجد فيه أي نوع من التميز الحقيقي. و بحسب أحد المعلقين الهولنديين، فإن كلمة « الإسلام » تحولت عند خيرت فيلدرز إلى ما يشبه العصا السحرية عند الساحر أو الحاوي، الذي كلما أراد جلب الانتباه وإدهاش الجمهور أخرج عصاه من جرابه ولوح بها، في حركات إيهام وتمويه وتضليل عادة ما تثير إعجاب الجمهور، لكن هذا الجمهور سرعان ما سيكتشف بعد قليل من الوقت زيف هذه الحركات وخداعها. و قد راهن فيلدرز كما سبقه إلى ذلك بيم فورتاون الذي اغتيل سنة 2002، على تضخيم أسطورة « الخطر الإسلامي » و الاستغلال السياسي لما يعرف بكراهية الإسلام أو « الإسلاموفوبيا » التي تنامت بفعل عوامل متعددة في المجتمعات الغربية، وتفاقمت بشدة بعد أحداث الحادي 11 سبتمبر 2001، على الرغم من أن أي تحليل عقلاني بسيط لمعطيات الأوضاع في هولندا يؤكد أنه لا مجال من قريب أو بعيد لتحقق شعار أسلمة المجتمع، إن كان ثمة فعلا من يؤمن بإمكانية تحققه، فالمسلمون اقلية فقيرة محدودة الإمكانيات ومتواضعة القوة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، يعانون انقسامات داخلية لا حد لها، وغاية ما يطمحون إليه المحافظة على هويتهم الدينية والثقافية من هيمنة الأغلبية، في بلد يضمن لهم هذا الحق من الناحية الدستورية والقانونية. و خلاصة القول أن فيلدرز السياسي الطموح، الذي يعشق الشهرة والسلطة، وجد في ظاهرة « الاسلاموفوبيا » غايته لتحقيق هذا الطموح، كما وجد في كلمة « الإسلام » السر الذي يفتح به كل باب مستعص، في الانتخابات والإعلام و العمل السياسي، ويكاد المحلل يجزم أنه لو استغنى فيلدرز عن ترديد هذه الكلمة لانتهى كظاهرة سياسية وانتخابية في غضون أشهر قليلة. محك للتمييز بالمقابل، فإن التصدي لظاهرة تنامي الأفكار اليمينية المتطرفة، التي يطل اليوم شبحها الكريه برأسه على الأوربيين، مذكرا إياهم بما جرته عليهم ويلات الأنظمة و العقائد الفاشية والنازية، قد فرض على الأحزاب الديمقراطية الهولندية، سواء اليسارية منها أو اليمينية، الحديث عن الإسلام والدفاع عنه في أحيان كثيرة، باعتباره دينا كبيرا كسائر الأديان الكبرى المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية، و لكون الأنظمة الديمقراطية يجب أن تحمي حقوق المسلمين وسائر أهل الأديان في ممارسة عقائدهم وطقوسهم والحفاظ على هويتهم. و بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني لحزب النداء المسيحي الديمقراطي يوم 2 اكتوبر/تشرين الأول للنظر في أمر شراكة الحزب في الحكومة الجديدة، فرض الإسلام نفسه أيضا ككلمة سر بين المؤتمرين، الذين أجمعوا من جهة على أهمية احترام حقوق المسلمين الدينية والثقافية، لكنهم اختلفوا في تقييم آداء حزبهم و مكانته في الائتلاف الحكومي الجديد، وما إذا كان ذلك سيخفف من غلواء حزب فيلدرز تجاه الإسلام، أم أنه سيمنح هذا الحزب فرصة للمضي في حربه الشعواء ضد الإسلام و المسلمين. وبشكل عام، فإن الإسلام أمسى كما يعتقد كثيرون، المعيار والمحك في التمييز بين ماهية الأحزاب السياسية، فمنها أحزاب ديمقراطية لا ترى خطرا من وجود العقيدة المحمدية، ومنها أحزاب غير ديمقراطية كتلك التي يقودها خيرت فيلدرز الذي يعيش على تصوير الإسلام باعتباره دينا عنيفا بالطبيعة، وعلى إثارة العداء والكراهية ضد المسلمين، مفسرا مختلف الأزمات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية بوجود عامل واحد لا غير هو الإسلام، فالإسلام لدى فيلدرز هو المشكلة، تماما على نقيض ملايين المسلمين في العالم العربي والإسلامي ممن يعتقد أن الإسلام هو الحل. جنوح إلى اليمين إن التقدير السائد لدى خبراء السياسة الهولندية أن حكومة « ريت – فيرهاخن » الحالية لن تتمكن من البقاء طويلا، بل إن 30% من الهولنديين بحسب استطلاع للرأي أجري مؤخرا، يعتقدون بأن هذه الحكومة لن تعمر أكثر من سنة، وهو ما يجعلها مرشحة للانهيار فى السنة القادمة 2011، و مرد ذلك تصدي برنامجها لقضايا حساسة و مصيرية وخطيرة كإجراء تقشف في الميزانية بمبلغ يصل إلى 18 مليار يورو سنويا و رفع سن التقاعد إلى سن 66 عاما، على الرغم من أنها حكومة أقلية ضعيفة. ويرى محللون أن الإجراءات التقشفية الحازمة التي تنوي الحكومة الجديدة القيام بها، ستفضي إلى مزيد من تأزيم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وإلى المساس بمستوى المعيشة والقدرة الشرائية لدى الشرائح الاجتماعية المتوسطة والفقيرة، بما سيخدم بالدرجة الأولى خطاب فيلدرز و حزبه، الذي عادة ما ينتعش في أجواء التأزم بطرحه شعارات مبسطة و تحليلات سطحية وحلول سحرية، ترتبط في مجملها بكلمة واحدة هي « الإسلام » كما أشير سلفا، و ببساطة فإن اليمين المتطرف سيجنح باستمرار إلى القول بأن سبب المشكل واضح وبسيط هو وجود المسلمين، وأن الحل أبسط ويتمثل في أن تسخر الدولة أدواتها لإخراج هؤلاء المسلمين وتحجيم دينهم الإسلام. وبهذا الصدد حذرت السياسية الهولندية المسلمة « نباهات بيرقطار »، العضو في الحكومة السابقة، من اعتماد فيلدرز الدائم على تضليل الناخبين واستغلال بعض الأرقام والإحصائيات بشكل خادع، كقوله على سبيل المثال بأن عدد المهاجرين القادمين إلى هولندا خلال سنة 2009، قد بلغ 140 الفا، محاولا الإيحاء بأن الأمر متعلق بمهاجرين مسلمين، بينما الحقيقة أن نصفهم ليسوا سوى هولنديين عادوا إلى وطنهم بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وإذا كان الإسلام قد تحول دون سابق تخطيط من المسلمين، إلى كلمة سر في الحياة السياسية الهولندية الراهنة، فإن المعنيين بالدراسات الاستشرافية يشيرون إلى أن هذه الظاهرة في طريقها إلى الانتشار في كافة الدول الغربية الديمقراطية، باعتبار هولندا كانت باستمرار سباقة على مستوى معايشة الظواهر، وستكون كافة المناسبات الانتخابية القادمة سواء في أوربا الغربية أو الولايات المتحدة الأمريكية، ساحة لصراع بين قوى سياسية يمينية متشددة تنظر إلى معاداة الإسلام كتجارة سياسية رابحة، و قوى ديمقراطية تؤمن بأن ضمان حقوق الإسلام والمسلمين هو المعركة الفيصل في دحر موجة النازية والفاشية الجديدة. المسلمون الغائب الأبرز بمعركة الإسلام وإن ما يثير الباحث في السياسة الهولندية حقا، تلك المفارقة الواضحة التي تحول معها المسلمون إلى مجرد متفرج في ساحة يتبارى فيها أصدقاء فيلدرز و خصومه حول الإسلام، فباستثناء بيرقطار، لم تسجل أية تصريحات قوية لعدد للسياسيين الهولنديين من أصل مسلم كعمدة مدينة روتردام أحمد أبو طالب أو عضو البرلمان عن حزب العمل أحمد مركوش، و كأن هناك تقديرا مبطنا لدى هؤلاء بأن أي تدخل مضاد من قبلهم سيضفي ما قد يسمى طابعا طائفيا على المعركة، مفضلين أن يدافع عن صورة الإسلام وحقوق المسلمين هولنديون يؤمنون بأن تهديدات فيلدرز لن تتوقف عند حد إلحاق الضرر بالإسلام والمسلمين، بقدر ما ستضر بطبيعة هولندا الديمقراطية، التي تضرب بجذورها في أعماق قرنين من الزمان على الأقل، فإلى أي مدى يبدو هذا التقدير صائبا؟ جواب ذلك متصل بشكل وثيق وبنيوي بمصير فيلدرز السياسي، وتلك أيضا مفارقة!. http://www.onislam.net/arabic/newsanalysis/analysis-opinions/islamic-world/125850-2010-10-10-09-31-15.html (المصدر: موقع « ون اسلام » بتاريخ 10 أكتوبر 2010)
عن مكابدات العلمانية والليبرالية والديموقراطية في بلداننا
ماجد كيالي
منذ مطلع القرن العشرين ظلت الثقافة السياسية العربية عاجزة عن توطين مضامين النزعات والتحولات الفكرية والسياسية الكبرى، التي كانت ظهرت في المجتمعات الغربية، وبالخصوص منها نزعات العلمانية والليبرالية والديموقراطية والشيوعية والقومية، والتي كانت أسست لحداثته ونهضته، وأيضاً لمجادلاته وانقساماته.
وكما هو معلوم فقد تمت محاربة كل هذه التيارات بدعوى أنها مستوردة من الغرب وباعتبارها دخيلة على الواقع والثقافة العربيين، في وضع عربي كل شيء فيه مستورد، من الملابس، إلى تنظيم الجيوش والطرق والمدن، ومن أنظمة التعليم والصحة والريّ والقضاء والاقتصاد والحكم، إلى العادات الاستهلاكية والترفيهية والصحية؛ ناهيك عن الثلاجة والغسالة والتلفاز والساعة والمكروييف والمكيف والسيارة والطيارة والكومبيوتر والهاتف والموبايل وشبكة الإنترنت، والبنوك والجامعات والمستشفيات والمصانع والشركات.
في هذا المجال لا نضيف جديداً إذا قلنا بأن ثمة انفصاماً في التعاطي مع منجزات الحضارة الغربية (المادية والاجتماعية والثقافية)، باعتبارها منجزاً إنسانياً، إذ ثمة قابلية للتعامل مع منجزات الغرب المادية (العلمية والتكنولوجية)، وطرق الإدارة والتنظيم والترفيه إلى حد ما، في حين ثمة حذر شديد، مشوب بالعداء احياناً، في التعاطي مع منجزاته في حقول الثقافة والفكر والفن والمجتمع والسياسة.
وبديهي فإن السلطات المهيمنة في المجتمعات العربية، وهي سلطات دولتية وروحية وقبل مجتمعية، تسعى إلى محاصرة هذه المنجزات، والتشكيك بشرعيتها والحطّ من قيمتها، في محاولاتها ترسيخ هيمنتها في مجتمعاتها، وحتى ان هذه «السلطات» غالباً ما تتواطأ في ما بينها، بحسب كل واحدة وأغراضها. وفي ذلك فإن هذه السلطات (على تفاوت واختلاف مكانتها وأدوارها) تقف حجر عثرة في وجه مسارات التطور والحداثة، بل إنها ذاتها مسؤولة عن نشوء واقع من التطور المشوه، أو «التحديث من دون حداثة» في بلداننا، طالما تبيح الأخذ بوجه من اوجه الحداثة في حين تحجب وجهها الآخر.
على أية حال فإن مدركات الثقافة العربية السائدة للأفكار المذكورة جاءت جد متفاوتة، إذ تم تمثلّ فكرة القومية، مثلاً، أكثر من غيرها (مع انها فكرة غربية)، بسبب وجود خلفيات تاريخية وثقافية لها، وبواقع استنادها لزعامة كبيرة بحجم الرئيس جمال عبد الناصر، ولنا ان نتخيّل مآلات هذه الفكرة لولا هذه الزعامة؛ بدليل عدم نشوء احزاب قومية، إذا استثنينا حزب البعث (الذي نشأ في سورية والعراق اساساً)، وحركة «القوميين العرب» (التي انتهت في فترة مبكرة).
وبالنسبة لفكرة الشيوعية فقد لاقت نجاحاً محدوداً، في مراحل معينة، على خلفيات سياسية فقط، وليس لاعتبارات أيديولوجية أو ثقافية، أي بحكم قوة الاتحاد السوفياتي، وشبكة العلاقات التي كانت ربطته بالأنظمة (كما بالأحزاب الشيوعية) في البلدان العربية، وبواقع المناخ الجماهيري المعادي للأمبريالية الأميركية المتحالفة مع إسرائيل؛ وربما بحكم توق الناس في هذه البلدان للعدالة الاجتماعية (المتضمنة في فكرة الاشتراكية) أيضاً.
أما فكرة الديموقراطية فقد لاقت قبولاً أكبر، بالقياس لغيرها، في الثقافة السياسية السائدة في المجتمعات العربية، باعتبارها تغذي الحاجة، عند أطراف وتيارات متضاربة، للتغيير السياسي، وتمهد لوضع حد لنظام الحكم المطلق، وللتخلص من ويلات الفساد والاستبداد، في آن. وكان أن بات ثمة نوع من إجماع على الديموقراطية لدى مختلف التيارات الفكرية والسياسية العربية (يسارية وإسلاموية وقومية ووطنية وليبرالية وعلمانية)، باستثناء بسيط، فقط، يتمثل بالأنظمة المتسيدة التي ناهضتها العداء؛ مع الأخذ في الاعتبار أن كل تيار اشتهى الديموقراطية كوسيلة، وبالمعنى المحدود لها.
ذلك فإن فكرتي العلمانية والليبرالية ظلتا في مكانة محاصرة، أو هامشية، أو في مكانة استبعادية وعدائية في الثقافة السياسية السائدة. الأولى (أي العلمانية) بسبب عداء التيارات الدينية لها على طول الخط، إلى درجة «التكفير»! وأيضاً بسبب عدم هضمها من قبل التيارات الأخرى (القومية والوطنية والليبرالية)، التي أبدت أيضاً نوعاً من الانتهازية في تعاطيها مع فكرة العلمانية (وهذا ينطبق على النظم السياسية السائدة)؛ وذلك بدعوى مراعاة الميول الدينية في المجتمعات العربية، وبهدف توظيف المشاعر الدينية في الأغراض السياسية.
أما الثانية (أي الليبرالية) فقد نبع العداء لها من عدم تبني معظم التيارات السائدة قضايا الحرية والتحرر، أي حرية الرأي والفكر والمرأة والأفراد والجماعات، ومن ضعف الثقافة الحـــقوقية، وأيضاً بسبب ارتكازها إلى فكرة الفرد المواطن، والمساواة أمام القانون، وفصل السلطات، والدولة الدستورية، في واقع يؤبد السيـــــطرة الأحادية والشـــمولية (الأب في الأسرة وزعيم العشيرة في عشيرته، ورجل الدين في مسائل الدين، وزعيم الحزب في حزبه، ورئيس الدولة في دولته).
على أية حال فإن الدعوة إلى العلمانية لم تلق ما كابدته الليبرالية من إشكاليات أو ادعاءات، مع أنها في حقيقتها دعوة للحرية والتحرر، للأفراد والمجتمعات، إزاء مختلف أنواع الهيمنة الفكرية أو السياسية، المجتمعية أو الدولتية. هكذا وصمت الليبرالية بشبهة التبعية السياسية (وليس فقط الفكرية) للغرب (المتحالف مع إسرائيل)، أي أنها وصلت إلى درجة «التخوين»، مع إن قوامها التحرر من أية تبعية، ربما لارتباط هذه الفكرة بالفئات المدينية التي صعدت في بلادنا في مرحلة الاستعمار، وأسست للاستقلال، في بلاد عانت من الاستعمار.
ومشكلة الليبرالية عندنا، أيضاً، إنها ارتبطت بالليبرالية الاقتصادية، أكثر من ارتباطها بالدولة الدستورية وبالحريات السياسية وبحقوق المواطنين، ما وضعها على الضد من العدالة الاجتماعية، في مجتمعات ترزح تحت نير الفقر والحرمان.
المفارقة اللافتة ان الفكرة الليبرالية راجت في البلدان العربية في المجال الاقتصادي، وفي مجال علاقة البلدان العربية مع الدول الغربية، أي فقط في المجالات التي نبذت من اجلها، في حين انها ما زالت محاصرة، وموضع شبهة في المجالين السياسي والثقافي، حيث الحاجة لها ملحة.
ويستنتج من ذلك أن العداء لهذه الفكرة إنما هو عداء مصطنع، ومزيف، وهو عداء يستهدف فقط المضامين السياسية والحقوقية لفكرة الليبرالية، التي قوامها احترام حرية الفرد وحقوق الإنسان وقبول الرأي الآخر والتسامح مع المختلف والمساواة أمام القانون، والمواطنة في المجتمع وإزاء الدولة، وإعلاء شأن الدستور. وعلى ما يبدو فإن هذه المضامين، في منظور غالبية النظم القائمة، والتيارات الفكرية والسياسية السائدة، من المحظورات، والمستوردات والبدع الدخيلة على عقيدتنا ومجتمعاتنا وتقاليدنا؛ كونها تشكل تهديداً لهويتنا، ولحال الاستقرار والسلم والازدهار التي نرتع فيها في بلداننا.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 أكتوبر 2010)
أبيي السودانية هل تتحول كشمير أفريقيا؟
أبيي – النور أحمد النور
زعيم الدينكا الأفريقية: رفض المسيرية التحكيم الدولي إعلان حرب [3] رئيس المسيرية العربية: نشارك في الاستفتاء أو نشعل المنطقة [4]
بات تصاعد النزاع بين شمال السودان وجنوبه على منطقة أبيي الغنية بالنفط يهدد بعودة الحرب الأهلية التي انتهت باتفاق السلام الموقع في عام 2005، وعلى رغم احتكام شريكي الحكم حزب «المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الى هيئة التحكيم الدولية وصدور قرار بترسيم حدود المنطقة لكن الخلاف لا يزال قائماً، ويعتقد مهتمون أن أبيي ستكون «كشمير أفريقيا».
ولا يستبعد أن يتوصل طرفا الحكم الى تسوية في شأن المنطقة يتجاوز قرار التحكيم الدولي والبروتوكول الذي شمله اتفاق السلام وبالتالي تجنب استفتاء في كانون الثاني (يناير) المقبل بالتزامن مع استفتاء الجنوب، على مستقبل المنطقة والاستمرار في وضع استثنائي في شمال البلاد أو الانضمام الى جنوبها، وإذا اختار مواطنو أبيي الانضمام الى الجنوب فيمكن أن تصبح منطقتهم جزءاً من دولة الجنوب الوليدة، ويرجح أن تشمل التسوية اقتسام المنط« قة بين شمال البلاد وجنوبها مما يمنح الشمال غالبية حقول النفط ويعطي الجنوب الأرض مع الاحتفاظ لقبيلة المسيرية العربية بالرعي والتحرك بماشيتها جنوباً، ولكن يستبعد التوصل الى هكذا «صفقة» بين شطري البلاد إلا في إطار تسوية وتنازلات متبادلة.
وتصاعد الجدل في شأن أبيي أخيراً عندما قال مستشار الرئيس السوداني للشؤون الأمنية، الفريق صلاح عبد الله، إن قرار المحكمة الدولية لم يعالج مشكلة أبيي ولم يكن عادلاً أو شافياً أو ملبياً لاحتياجات الطرفين، ودعا الى إيجاد حلول جديدة.
وردت «الحركة الشعبية» متهمة شريكها حزب المؤتمر الوطني بالنكوص عن قرار التحكيم الدولي، وحذرت من التشكيك في قرار التحكيم واعتبرته من «الخطوط الحمر» وأكدت حق مواطني المنطقة في مقاضاة الخرطوم في حال تنصلها من القرار.
وفي حال لم يتفق طرفا السلام على تسوية سياسية فان إجراء استفتاء أبيي سيواجه تعقيدات سياسية وفنية، فمفوضية استفتاء أبيــي المعنيـــة بحســم قضية المنطقـــة لم تشكل بعد وهناك خلافـــات كبيرة بين الشريكين في شأن تشكيلها ومن مهماتها تحديد الناخب الذي يحق له التصويت، وسيكون رئيس المفوضية أخطر شخصية لأن الطـــرفين لديهما ممثلون بعدد متساو وسيكون لرئيس المفوضية صوت مرجح في حال اختلف الطرفان.
وتتألف المفوضية من خمسة أعضاء اثنان من المسيرية ومثلهما من الدينكا والخامس مستقل وسيكون رئيسا للمفوضية، وفي حال كان الرئيس أكثر ميلاً الى «الحركة الشعبية» سينعكس ذلك سلباً على المشاركة في التصويت، وإذا كانت ميوله الى جانب حزب المؤتمر الوطني فسينضم عدد كبير جداً من السكان الى التصويت، وبالتالي فان رئيس مفوضية أبيي سيكون من أخطر الشخصيات في التوصل الى هوية من يحق لهم التصويت وتحديد مصير المنطقة.
ومن القضايا التي تواجه الاستفتاء كذلك ترسيم الحدود لأن المواطنين رسموا الحدود بخطوط وهمية ما قد يؤدي عند الترسيم بطريقة رسمية الى تقسيم قرى الى نصفين، وتتحفظ قبيلة المسيرية على هذه الحدود الوهمية، كما إن بروتوكول أبيي أعطى الحق بالتصويت لمجتمع أبيي والسودانيين الآخرين المقيمين، والمسيرية غير مقيمين بطريقة كاملة وانما يتحركون مع أبقارهم.
وتقع منطقة أبيي في إقليم كردفان في وسط السودان، وتقطنها قبائل عدة لكن غالبيتها من قبيلة دينكا نقوك الأفريقية وقبيلة المسيرية العربية، ويدعي كل طرف سيادته التاريخية على المنطقة التي تعتبر منطقة تداخل يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثامن عشر.
وظلت المنطـــقة تتبع إدارياً الى شمال السودان منذ 1905، لكنها تحولت الآن إلى منـطقة نــزاع بين حزب المؤتمر الوطني و «الحركة الشعبية» التي تريد ضمها إلى الجنوب الـــذي تحكـمه وترى الخرطوم أن أبيي منطقــــة تمازج بين القبائل العربية والأفريقية، نافية كونها خالصة لطرف من دون الثاني.
وتعتقد «الحركة الشعبية لتحرير السودان» إن أبيي كانت تابعة الى الجنوب قبل عام 1905، ولكنهـــا ضمت من قبل الحاكم العام البريطانــــي الى شمـــال مديرية كردفاـــن بقرار إداري، وتطالب بإعـــادتها إلى الجنوب، وتضيف الحركة أن العلاقة بين مجموعة الدينـــكا والعرب عرفت تغييراً في فترة الرئيس السابق إبراهيم عبود، حيث حاول عبود إنهاء مشكلة الجنوب عبر العمل العسكري، إضافة إلى جهود الأسلمة والتعريب هناك، وحينها بدأ عدد من أبناء دينكا أبيي في الالتحاق بالحركات المسلحة الجنوبية.
وعانت قبائل تلك المنطقة من آثار الحروب الأهلية في السودان، في الحرب الأولى التي امتدت بين أعوام 1956 و1972، والحرب الأهلية عام 1983.
وظلت العلاقة بين قبيلتي المسيرية والدينكا تتسم بالتعاون والهدوء قبل عشرات السنين، غير أن تدخل النخب السياسية أفسد تلك العلاقة، ولم تكن أبيي بمنأى عن جملة تحولات سياسية واقتصادية ذات انعكاس اجتماعي. فقد اتخذ الصراع بين القبيلتين بعداً جديداً شكلته حسابات السياسة لتتحول طبيعة المشاكل في المنطقة والتي كانت غالباً ما تخضع إلى قانون القبيلة إلى صراع مسلح بين قبيلة المسيرية و «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على الجنوب.
وفي عام 2005 عندما وقع اتفاق نيفاشا بين فرقاء الشمال والجنوب اعتبر ما سمي بروتوكول آبيي أهم ما تمخض عن الاتفاق في هذه القضية، وهو البروتوكول الذي انتهى إلى طرح قضية أبيي على لجنة خبراء دولية كمخرج للنزاع الدائر فيها، إلا أن تقرير اللجنة جاء مخيباً لآمال الشماليين إذ نزع من قبيلة المسيرية حقوقاً تاريخية مكتسبة في أبيي لمصلحة قبيلة الدينكا.
ومن أبرز الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ توقيع اتفاق السلام وقوع أعمال عنف دامية خلفت نحو مئة قتيل وأرغمت آلاف السكان على الفرار في أيار (مايو) 2008، واعتبرت أعمال العنف هذه بمثابة التهديد الأخطر لاتفاق السلام الشامل، وفي أعقاب المواجهات اتفق شريكا الحكم على تكليف هيئة التحكيم الدولية الدائمة في لاهاي بحسم الخلاف بينهما.
وطلب من هيئة المحكمة الفصل في مسألة ما إذا كانت لجنة من الخبــراء الدوليين تم تشكيلها بموجب اتفـــاق السلام قد تجاوزت تفويضها حين وضعت حدود أبيي عام 2005.
وأصدرت المحكمة الدائمة للتحكيم قرارها في شأن الحدود الجغرافية لمنطقة أبيي، وقالت إن الحدود الشرقية والغربية للمنطقة بحاجة الى إعادة ترسيم، وبحسب قرار المحكمة فإن حدود منطقة أبيي الغنية بالنفط من جهتي الشرق والغرب بحاجة إلى إعادة ترسيم بما سيجعل مساحات غنية بالنفط تابعة الى الشمال.
وكان مطلوباً من المحكمة أن تحدد ما إذا كان الخبراء قد تجاوزوا التفويض الممنوح لهم وفق بروتوكولات أبيي المصاحبة لاتفاق نيفاشا للسلام وأضافوا مساحة جديدة إلى منطقة أبيي شمال الحدود التي تركها الاستعمار حين خروجه عام 1956.
كما كان مطلوباً من المحكمة أن تقدم رؤيتها لحدود أبيي وفق الوثائق التي قدمها الطرفان المتنازعان.
وخلصت المحكمة إلى أن الخبراء تجاوزوا جزئياً تفويضهم في شأن الحدود الشمالية ولم يتجاوزوه في شأن الحدود الجنوبية فيما تجاوزوا ذلك التفويض في شأن الحدود الشرقية والغربية، ما جعل المحكمة تعيد ترسيم تلك الحدود.
كما أقرت المحكمة بحقوق الرعي والحقوق الثانوية للقبائل في منطقة أبيي ودعت شريكي الحكم إلى الالتزام بالحكم.
وأرضت هيئة التحكيم الدولية الطرفين وعلى رغم أن القرار قلص مساحة أبيي من 18500 كلم مربع إلى نحو عشرة آلاف كيلومتر، ومنح حقول النفط الأساسية إلى شمال البلاد، إلا أن الجنوبيين كانوا راضين بدورهم كونهم سيتحكمون علــى الأرجح بالإقليم من خلال قبيلة الدينكا التي يرجــح أن تختار الانضمام إلى الجنوب في الاستفتاء المقرر في 2011، كما أن الجنوبيين يرون إن ثروات النفط ليست محصورة في المنطقة التي مُنحت للشماليين. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 أكتوبر 2010)
رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق: نشرف على تنظيم «الحركة الشعبية» إسرائيل تعترف بنشر شبكات في الجنوب ودارفور
الصحافة: وكالات: كشف رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية «أمان» السابق الجنرال عاموس يادلين، ان استخبارات بلاده تمكنت من «انجاز عمل عظيم للغاية في السودان» بعد ان أمنت خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في الجنوب، وتدريب العديد من كوادره.
وأقر عاموس في تنوير لمراسلين حربيين خلال تسليمه مهام الجهاز لخلفه الجنرال آفيف كوخفي قبل ايام، بان الاستخبارات الاسرائيلية نفذت أكثر من مرة أعمالا لوجستية، لمساعدة جنوب السودان، بجانب نشر «شبكات رائعة وقادرة على الاستمرار في العمل إلى ما لا نهاية في الجنوب ودارفور».
وتابع «نشرف حالياً على تنظيم «الحركة الشعبية» هناك، وشكّلنا لهم جهازاً أمنياً استخبارياً قادرا على حمايتهم وإنجاح مشروعهم بإقامة دولة ذات دور فاعل في هذه المنطقة».
وقال عاموس ان جميع مشروعات الدولة اليهودية ستنطلق، بعد الإنجاز الكبير في العراق والسودان واليمن، بجانب انطلاقة قريبة جدا في لبنان، وحيا الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس، «لما قدماه لاستقرار اسرائيل وانطلاق مشاريعها».
واكد الجنرال عاموس يادلين ان الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية أنجزت خلال الأربع سنوات ونصف الماضية كل المهام التي أوكلت إليها، واستكملت عدة مهام بدأتها القيادات السابقة كان أهمها الوصول إلى «الساحر»، وهو الاسم السري للقائد اللبناني عماد مغنية، قائلا «لقد تمكّن هذا الرجل – اللغز من عمل الكثير ضد دولتنا، وألحق بنا الهزيمة تلو الأخرى، ووصل إلى حد اختراق كياننا بالعملاء لصالحه، لكننا في النهاية استطعنا الوصول إليه في معقله الدافئ في دمشق، والتي يصعب جداً العمل فيها، لكن نجاحنا في ربط نشاط الشبكات العاملة في لبنان وفلسطين وإيران والعراق أوصل إلى ربط الطوق عليه في جحره الدمشقي، وهذا يعتبر نصراً تاريخياً مميز لجهازنا على مدار السنين الطويلة».
واضاف عاموس ان الاستخبارات الاسرائيلية استطاعت صياغة عدد كبير من شبكات التجسس لصالحها في لبنان، وشكّلت العشرات اخيرا، وصرفت من الخدمة العشرات أيضاً، قبل ان يؤكد بسط كامل سيطرتهم على قطاع الاتصالات في لبنان، «المورد المعلوماتي الذي أفادنا إلى الحد الذي لم نكن نتوقعه».
واشار الى انهم اعادوا تأهيل عناصر أمنية داخل لبنان، من رجال ميليشيات كانت على علاقة مع تل ابيب منذ السبعينات، إلى أن نجحت في العديد من عمليات الاغتيال والتفجير ضد أعداء اسرائيل في لبنان، بجانب تسجيل أعمال رائعة في إبعاد الاستخبارات والجيش السوري عن لبنان، وفي حصار حزب الله.
وفي ايران ، قال عاموس ان الاستخبارات سجلت اختراقات عديدة، بتنفيذها أكثر من عملية اغتيال وتفجير لعلماء ذرة وقادة سياسيين، بجانب مراقبة البرنامج النووي الإيراني، الذي استطاع كل الغرب الاستفادة منه بالتأكيد، ومن توقيف خطر التوجه النووي في هذا البلد إلى المنطقة والعالم. وتطرق عاموس ايضا الى نشاط الاستخبارات الاسرائيلية في شمال إفريقيا، قائلا ان نشاطها تقدم كثيرا في هذه المنطقة عبر نشر شبكات جمع المعلومات في كل من ليبيا وتونس والمغرب، والتي أصبح فيها كل شيء في متناول اسرائيل، وهي قادرة على التأثير السلبي أو الإيجابي في مجمل أمور هذه البلاد.
ووصف رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق مصر، بالملعب الأكبر لنشاطهم، وقال إن العمل تطور فيها حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، عبر احداث الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، وتصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر.
وعلى المستوى الفلسطيني اشار عاموس الى نجاحهم في افراغ السلطة الفلسطينية من محتواها، بالسيطرة على معظم قادة منظمة التحرير الذي عادوا إلى أراضي سلطة محمود عباس، بتكوين أوثق العلاقات معهم، وقال ان السلطة ساعدت الاستخبارات في عدد من الساحات العربية، ونسجت لها علاقات مباشرة وغير مباشرة مع أجهزة وقادة عرب.
واعتبر الجنرال عاموس ان الخطر الأشد ما زال مصدره حركة الجهاد، التي تتمتع بسرية تامة، وتعمل داخل الاراضي الاسرائيلية بتكتّم شديد، وفي أراضي أكثر من دولة عربية، حيث ما زالت لغزاً يجب المواصلة لكشفه، وزاد «أما حركة حماس فإن الضربات يجب أن تتلاحق عليها في الداخل والخارج، فحماس خطر شديد على الدولة اليهودية، إنها تستنهض المنظومة الإسلامية في البلاد العربية والعالم ضدنا، لذلك من المفترض الانتهاء من إفشالها وتبديدها في المدة المحددة بالبرنامج المقرر في عمل جهازنا بكل دقة».
وختم الجنرال الذاهب إلى التقاعد حديثه الذي اثار استغراب الحاضرين، بان حادثة اغتيال رفيق الحريري كان لها الفضل الأكبر في إطلاق أكثر من مشروع لاستخبارات الجيش الاسرائيلي في لبنان، كما كان للخلاص من عماد مغنية الفضل في الولوج إلى مرحلة جديدة في الصراع مع حزب الله، داعيا لمواصلة العمل بهذين المخططين ومتابعة كل أوراق العمل على الساحة اللبنانية، خصوصاً بعد صدور القرار الظني الدولي، والذي سيتوجه إلى حزب الله بالمسؤولية عن اغتيال الحريري للانطلاق إلى مرحلة طال انتظارها على الساحة اللبنانية، قبل التوجه إلى سورية، المحطة النهائية المطلوبة، حتى تنطلق جميع مشروعات الدولة اليهودية، بعد الإنجاز الكبير في العراق والسودان واليمن، والقريب جداً إتمامه في لبنان، وقال «كما يجب تحية الرئيسين حسني مبارك ومحمود عباس كل يوم، لما قدماه لاستقرار دولتنا وانطلاق مشاريعها» (المصدر:موقع الصحافة للديمقراطية والسلام والوحدة(السودان)بتاريخ 24 أكتوبر 2010)
التليفزيون الإسرائيلي يزعم أن قرارا جمهوريا وشيك الصدور بتعيين سليمان نائبا لرئيس الجمهورية
الكاتب محمد عطية (المصريون)
بعنوان » هل يصبح اللواء عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهوية ؟ » قال تقرير للتليفزيون الإسرائيلي أمس أنه بعد موجة الشائعات التي تعلقت بصحة الرئيس المصري وصلت البشائر من القاهرة بأن مبارك البالغ من العمر 82 عاما والموجود بالسلطة منذ 28 عاما سيدخل السجال الانتخابي للوصول الى كرسي الرئاسة في ولاية جديدة له بالانتخابات التي تجرى العام المقبل 2011 . وأضاف التقرير الاسرائيلي أنه وفقا لما يتردد حاليا فإن الرئيس المصري يفكر في الاعلان عن عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية كنائب للرئاسة لمدة عام وخلال ذلك يقوم مبارك بالإعداد للإعلان عن ابنه كمرشح للرئاسة . وقال التقرير الاسرائيلي أن الحزب الوطني الحاكم الذي يترأسه مبارك أعلن أمس أن ترشيح الرئيس مبارك للانتخابات هو رغبة قيادة الحزب مما يعني أن الرئيس المصري سيخوضها لافتا إلى أنه خلال السنوات الاخيرة تحولت قضية وريث مبارك إلى أحد القضايا شديدة السخونة في العالم العربي بل وفي العالم كله موضحا أن التقارير التي تحدثت عن تدهور صحة الرئيس تولد عنها شكوك فيما يتعلق بهوية خليفته وخاصة في ظل حقيقة أن مبارك لم يعين وريثا له حتى الآن وبشكل رسمي . على صعيد متصل قالت صحيفة معاريف الاسرائيلية أن 10.000 متسلل قاموا باختراق الحدود المصرية الاسرائيلية منذ بداية العام 2010 موضحة في تقرير لها أمس أنه بينما تسود حالة من الهمهمة والتلكؤ في تل ابيب إزاء بناء الجدار الحدودي مع سيناء عبر هذا الأسبوع المتسلل رقم 10.000 من سيناء لاسرائيل منذ بداية العام لافتة إلى أن هذا الرقم هو ضعف عدد اللاجئين الذين اخترقوا الحدو العام الماضي 2009 . وبعنوان » هل تحولت اسرائيل الى ملجأ للأفارقة القادمين من سيناء » قالت معاريف أنه في بداية هذا الأسبوع دخل المتسلل رقم 10.000 الحدود « المخترقة » مع سيناء ناقلة عن مصادر بهيئة السكان والهجرة قولها أنه في المجمل يوجد في اسرائيل أكثر من 30 ألف لاجئ غير شرعي منتشرين على خريطة اسرائيل كلها كاشفة في نفس الوقت عن قيام ايلي بن يشاي وزير الداخلية الاسرائيلي بالتوجه وبشكل طارئ غلى وزارة الدفاع بتل أبيب طالبا منها وداعيا اياها الى الاسراع ببنا الجدار الحدودي مع سيناء في اسراع وقت . وبعنوان فرعي » الأرقام تتحدث عن نفسها » قالت الصحيفة الصادرة بتل ابيب أنه حتى عام 2006 تسلل الى اسرائيل حوال 1.100 لاجئ افريقي من سينا لكن من هذا التوقيت بالتحديد زاد العدد ووصلت الى « حالة من الانتفاخ » في معدلاته إلى أن وصل الى اختراق المئات للحدود بداية هذا الأسبوع بمعدل 1000 افريقي خلال العشر أشهر الأخيرة موضحة أن 2.000 متسلل أخرين نجحوا في اختراق الحود خلال نفس العام 200 دون ان يتم القبض عليهم وأضافت الصحيفة الاسرائيلية أنه بسبب الأعداد المتزايدة بدأ المتسللون ينتقلون في أماكن تركزهم من مناطق جنوب تل ابيب وايلات وعيريد إلى الانتشار في جميع أنحاء اسرائيل من الشمال وحتى الجنوب من طبرية وحيفا شمالا وحتى اشقلون « عسقلان » وبئر سبع جنوبا ونقلت معاريق عن امنون بن عامي مدير عام هيئة السكان والهجرة قوله : منذ بداية العام ونحن مفزوعون من الايقاع المتزايد في عدد الافارقة العابرين للحود من مصر » وقالت معاريف أن هذه المعلومات المققة المذكورة أنفا دفعت ايلي يشاي وزير الداخلية الاسرائيلي إلى حث ايهود باراك وزير الدفاع للمعاجلة ببناء الجدار الحدودي مع سيناء ناقلة نصر الخطاب الذي أرسله يشاي الى باراك والذي جاء فيه : » الحديث يدور عن تطور خطير في عدد المتسللين إلى اسرائيل بالإضافة إلى أن غالبيهم من النساء والأطفال ، أعود وأكرر وأحذر بأننا نقف اليوم أمام موجة بحرية ضخمة تحاول اغراق اسرائيل ومحوها وعلينا أن نفعل كل ما في سعنا لوقف تلك الموجة » (المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 21 أكتوبر 2010)
المغرب يواجه الفساد ويزيد الإنفاق
كشف المغرب اليوم الجمعة عن خطة تهدف إلي محاربة الفساد الذي يستهلك نسبة كبيرة من الناتج المحلي للبلاد, فيما أكد وزير المالية أن بلاده تعتزم زيادة الإنفاق الاستثماري بنسبة 3% خلال العام المقبل بهدف تعزيز النمو الاقتصادي. وقال وزير القطاع العام محمد سعد العلمي « بهذه الخطة لمنع الفساد ومكافحته ندخل مرحلة جديدة من التصميم على تحقيق نتائج في إنجاز هذا البرنامج ». وتتضمن الخطة 43 إجراء جديدا من بينها أن يعلن كبار مسؤولي الدولة عن ثرواتهم، وأن تتكفل الحكومة بحماية العاملين في هيئات مكافحة الفساد. كما تشمل إعطاء دروس لتلاميذ المدارس عن مكافحة الفساد وإتاحة قنوات للجمهور للإبلاغ عن حالات الفساد والاختلاس من قبل موظفي الحكومة. وأضاف العلمي « من الصعب قياس تكلفة الفساد لأنه سري, لكن التقديرات تشير إلى أن الاقتصاد المغربي يخسر بسبب هذا الوباء حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي ». وأكد أن الخطة سيبدأ تنفيذها أوائل 2011 وتستمر في العام التالي, وفي العام الماضي جاء المغرب في المركز 89 بين 180 دولة في مؤشر الفساد الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية. الإنفاق الاستثماري من جهة أخرى قال وزير المالية المغربي صلاح الدين مزوار إن بلاده تعتزم زيادة الإنفاق الاستثماري بنسبة 3% خلال العام المقبل بهدف تعويض تباطؤ الانتعاش في أسواق صادراتها الرئيسية في أوروبا وتعزيز النمو الاقتصادي. وأكد مزوار « هدفنا وتركيزنا في مشروع الميزانية لعام 2011 هو تحفيز النمو، والنمو والمزيد من النمو », مشيرا إلى أنه ستتم زيادة الاستثمارات إلى 167.3 مليار دولار العام القادم. وأضاف أن الإنفاق الاستثماري وفر الحماية للاقتصاد من تأثير الأزمة العالمية, وأنه تم إنفاق أربعمائة مليار درهم (49.46 مليار دولار) من 2008 إلى2010. وأشار إلى أن الحكومة تتوقع نمو الاقتصاد بمعدل 5% العام المقبل مقابل تقديرات بنمو 4% هذا العام, كما تتوقع أن يبلغ العجز في الموازنة 3.5% العام المقبل مقابل 4% هذا العام, مع بقاء
التضخم دون تغيير عند 2%. وستتركز الاستثمارات وفقا لمزوار على تحديث البنية التحتية الرئيسية مثل الطرق والموانئ وتخفيف حدة الفقر في المناطق النائية. المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
مصدر لـ «العرب»: الاكتفاء بحضور السفراء نهاية أكتوبر إرجاء اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى أجل غير مسمى
القاهرة – أحمد علي
تأكيداً لما نشرته «العرب» عن استمرار الخلافات حول اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث قرارات قمة سرت بشأن تطوير منظومة العمل العربي المشترك، قررت الجامعة العربية، أمس، تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقرراً عقده يوم 30 أكتوبر الجاري إلى أجل غير مسمى، على أن يعقد اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين يوم الأحد 31 أكتوبر بدلاً من الجمعة 29 أكتوبر، وذلك استجابة لطلب عدد من الدول العربية. وقال مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية لـ «العرب» إنه تقرر عقد الاجتماع غير العادي على مستوى المندوبين بالجامعة العربية يوم الأحد 31 أكتوبر بدلاً من يوم الجمعة 29 أكتوبر بناءً على رغبة عدد من الدول العربية، لمناقشة الموضوع الخاص بتطوير منظومة العمل العربي المشترك. وأضاف أنه لم يتقرر بعد تحديد موعد لعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية الخاص بتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وأنه سيتقرر ذلك في ضوء اجتماع المندوبين الدائمين. كان أعلن في وقت سابق عن تحديد يوم الجمعة 29 أكتوبر لعقد اجتماع على مستوى المندوبين، على أن يعقبه اجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم السبت 30 أكتوبر. وحسب المصدر، فقد أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال الأيام الماضية اتصالات ومشاورات مع وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع غير عادي لمجلس وزراء الخارجية العرب بناءً على طلب دولة قطر لاحتواء الخلافات حول تطوير منظومة العمل العربي المشترك. وطلبت قطر من الأمانة العامة للجامعة عقد اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في أقرب وقت حرصاً منها على وحدة العمل العربي وبغية الوصول إلى صيغة مشتركة ومتوافق عليها تأخذ في الاعتبار الملاحظات التي أبدتها الدول العربية بشأن تنفيذ قرار قمة سرت الاستثنائية المتعلقة بتطوير منظومة العمل العربي. وتقدمت عدة دول عربية، يوم الخميس، بمذكرات للأمانة العامة للجامعة العربية طالبت عقد الاجتماع على مستوى المندوبين أولاً على أن يتقرر خلال الاجتماع الحاجة إلى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب من عدمه، للنظر في قرار القمة العربية الاستثنائية بخصوص قضية تطوير منظومة العمل العربي المشترك. كانت «العرب» قد انفردت بالإشارة إلى وجود جهود عربية لتطويق الخلاف بين عدد من الدول العربية والأمانة العامة للجامعة العربية، ومنها الدعوة القطرية لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لهذا الغرض، كما كشفت عن وجود خلافات بين الدول العربية بشأن عقد الاجتماع. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 24 أكتوبر 2010)
أحداث فرنسا.. دعوة لإعادة النظر في النظام العالمي
تبدو فرنسا (الشعب) في هذه الأيام وكأنها خطّ الدفاع الأخير عن دولة الرفاه بالمصطلح السياسي/ الاقتصادي للكلمة. يرفض هذا الشعب حرمانه من ضماناتٍ وميزات يرى أنها حقٌ طبيعي للإنسان. يريد الفرنسيون أن يعملوا إلى سنّ الستين، ثم يقضوا ما تبقى لهم من عمر للاستمتاع بحصيلة جهدهم طوال تلك السنوات. لهذا، يرفضون خطة رئيسهم ساركوزي برفع عمر التقاعد لسنتين إضافيتين. ويبدو أنهم مستعدون للتضحية بالكثير في سبيل تحقيق هدفهم. بل إنهم مستعدون لإنكار الحقائق الجديدة مهما فرضت نفسها بالأرقام والحسابات. كانت دولة الرفاه حلماً جميلاً تحقق في ظل الرأسمالية في الأيام (السهلة). يوم كان الغرب يسيطر على جميع مفاصل الاقتصاد العالمي. لم يكن ثمة منافسة شرسة من دول كالصين والهند والبرازيل وغيرها. كانت أسعار النفط كالعسل على قلب المنظومة الاقتصادية الغربية. لم يكن الاقتصاد يعني المقامرة بالمال تحت اسم الاستثمار، وإنما كان يعني الإنتاج. وكانت شركات القطاع الخاص نفسُها تقنع بهامشٍ (معقول) من الأرباح، ولم تكن درجة الجشع والطمع السائدة في عالم الاقتصاد اليوم شيئاً طبيعياً يُشكّل القاعدة. كانت الأقليات محدودة العدد إلى حدٍ ما في أوروبا، وكانت تنزوي في قطاع خدماتٍ يزهد فيها الأوروبي الأبيض. لكل هذا، ولغيره من العناصر. كان يمكن لدولة الرفاه أن تظهر وتستمر. فالطبّ مجاني، والتعليم مجاني، والأجور مرتفعة، والإجازات طويلة، وفرص العمل متوفرة، وحقوق العمال والموظفين كثيرة، وهناك ضمانات اجتماعية لهم ولعوائلهم، خلال سنين العمل وبعدها. لكن الدّهرَ قُلّب كما يقول العرب. وما بين غمضة عينٍ وانتباهتها، يُغيّر الله من حالٍ إلى حالِ. تغيّرت الحقائق السابقة، وظهرت حقائق جديدة ومعاكسة في كل اتجاه. بدأ الأمر من أميركا. فبشكلٍ ما، تطور مفهوم (الفردية) المقدّس إلى قاعدةٍ أشبه بالقانون السائد في عالم الغاب. فإذا كنت فرداً قوياً جسدياً أو عقلياً بحيث يمكن لك أن تصنع النجاح، ومعه ما تستطيع من ثروة، فأنت تستحق ذلك. أما إذا كنت ضعيفاً وأدى هذا إلى تشريدك وبطالتك ومرضك وبؤسك في كل اتجاه، فأنت بالتأكيد تستحق هذا أيضاً. لا يوجد في تلك المعادلة مكانٌ للبحث عن أسباب القوة والضعف، ولا مجال للحديث فيها. فلا تركيزُ الثروة في شرائح معينة يبرر النتيجة، ولا عمليات الظلم التاريخي التي أحاطت بالأقليات اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً تُفسّر الظاهرة، ولا علاقة للأمر بطُغيان التفكير المادي في كل مجال. كل ما في الأمر أنها حتميةٌ فريدة خلقتها الرأسمالية، كما تخلق الماركسية حتميّاتها. وتدريجياً، لم يتبقّ من دولة الرفاه في أميركا إلى ما قبل عامٍ سوى بقايا وأشلاء تؤكد حقيقة هجران ذلك النظام أكثر من أي شيء آخر. بالمقابل، تمسّكت أوروبا (الغربية) عقوداً بنظام الضمانات الاجتماعية المكثّف والمُكلف. لكن القارة العجوز بدأت تستسلم أمام (الحقائق) التي فرضتها الجوانب الوحشية في الرأسمالية، والتغييرات السكانية والديموغرافية في العالم. دقّت يدُ المرأة الحديدية مرغريت تاتشر المسمار الأول في نعش النظام منذ أكثر من عشرين عاماً. وكما فعل صديقها العزيز ريغان في الولايات المتحدة، أطلقت رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك يد الشركات الخاصة في كل مجال. حصل هذا بدعوى تخفيف تدخّل الدولة في عمليات الإنتاج والخدمات وفي السوق بشكلٍ عام. وكان الهدف المعلن إعطاء الناس مزيداً من الخيارات ومزيداً من الفعالية. لكن ما حصل في نهاية المطاف لم يُحقق ذلك الهدف بالمثالية التي يجري الحديث فيها. فُتحت الأبواب مُشرعةً لرأس المال الجشع الذي يبحث عن تراكم الأرباح بأي طريقة. ومع زيادة التنافس العالمي بشكلٍ غير مسبوق، ثم انفجار الأزمة المالية العالمية بسبب انتشار اقتصاد المقامرة في العالم كالسرطان، لم يبق مجالٌ لصرف تلك المبالغ الضخمة التي تُنفق على الضمانات الاجتماعية. لهذا، يُصبح مفهوماً عزم الحكومة البريطانية أيضاً منذ أيام لوضع خطة تقشّف هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. وبالتالي، امتداد المظاهرات والاحتجاجات إليها وإلى نيوزيلندا، والمسبحة تكرّ. المفارقةُ أن تحاول أميركا أوباما استعادة بعض الملامح الأساسية لدولة الرفاه الآن. في نفس اللحظة التي تجد فيها أوروبا نفسها مضطرةً للتخلي عنها. خاصة بعد أن رأت ما حصل في اليونان، وهي تتحسب من موقع الانفجار القادم. في المحصّلة، نعرف أنه يُفترض بالنظام أن يكون نظاماً. لكن الواضح أن النظام الاقتصادي السائد يحكم هذا العالم بشكلٍ أقرب للفوضى. فالأسئلة كثيرة ومثلها المشكلات. والإجابات شحيحةٌ ومثلها الحلول. والوقائع توحي بأن أساطين الاقتصاد العالمي يتعاملون مع الظاهرة/ الأزمة بعقلية الهروب أولاً، ثم بمنطق التجريب والمراوحة بين الخطأ والصواب. رغم هذا، تندر الأصوات التي تنادي بالبحث عن المشكلة من الجذور. ولو أن أي طرفٍ آخر في العالم تعامل مع مشكلاته بتلك العقلية وذلك المنطق لوُصف بالتخلف والرجعية وافتقاد الروح العلمية وكل مرادفٍ آخر. لكن الأمر لا يقف عند الاقتصاد ودلالاته. وإنما يمتد إلى المشهد السياسي. فساركوزي وحكومته يُصرّان على المضي في الأمر رغم كل شيء، وها هو مجلس الشيوخ يقرّ القانون. ثمة وقائع إذاً تشهد بوجود أزمة في تركيبة النظام السياسي في أكثر من مجال. على سبيل المثال: ماذا عن أصل فكرة التمثيل في النظام الديمقراطي، والتي تسمح لمن يملك الأغلبية البرلمانية بتمرير قراراته بغض النظر عن رأي شرائح مقدّرة من المواطنين/ الناخبين؟ لا ننسى هنا أن الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض يقف إلى صفّ المتظاهرين معنوياً وإعلامياً وشخصياً أيضاً، حيث شارك قادة ذلك الحزب بأنفسهم في التظاهرات الأخيرة. بمعنى أننا أمام إشكالياتٍ حقيقية لآلية التمثيل السياسي ونتائجه، وهذا يحدث في نظامٍ سياسي يُفترض أنه أكثر نظامٍ يؤمّن تمثيل الناس وتحقيق مطالبهم ضمن الأنظمة المطبقة حالياً في العالم.. لسنا هنا في معرض (هجاء) النظام الاقتصادي الرأسمالي والنظام الديمقراطي بصورته المعاصرة. وتشعر بالملل من ناسٍ يقرؤون هذا الكلام، فلا يكون أقصى مبلغهم من الجهد والعطاء إلا أن يُصنّفوك في فرقة (الردّاحين)، وتَظهر نباهتهم حين يطلبوا منك أن تنظر إلى (مساوئ) الواقع العربي والإسلامي قبل أن تتحدث عن المشكلات في الغرب. نعرف مساوئ هذا الواقع يا سادة ونتحدث عنها. لكن هذا لا يتعارض مع المطالبة المتكررة بضرورة فتح الملفات، ومع الحق في طرح الأسئلة، بل والمساهمة في تقديم الإجابات، في كل ما يتعلق بالنظام الدولي الذي يريد البعض أن يكون نهاية التجربة البشرية وتاريخها. وإذا قررَ البعض الاستقالة نهائياً من هذا الموضوع، فالباب مفتوح و(يُفوّت جملاً) كما يقولون بالعامية. ❍ كاتب عربي www.waelmerza.com waelmerza@hotmail.com
(المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 24 أكتوبر 2010)
Home – Accueil – الرئيسية