الأحد، 20 يوليو 2008

Home – Accueil

 

 

 

TUNISNEWS
8 ème année, N°2980 du 20.07.2008
 archives : www.tunisnews.net 

إيلاف:معتقلون سياسيّون تونسيون يواصلون إضرابات مفتوحة عن الطّعام

الصحافة : انعقاد الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب الخضر للتقدم

الصحافة:اجتماع المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري

الصباح:تفاصيل عن الشهداء الثمانية التونسيين الذين شملهم التبادل

ايلاف :الرئيس التونسي يتخذ قرارات لتخفيف حدة الاحتجاجات

رويترز: البرلمان التونسي يقر صفقة عقارية بقيمة 3 مليارات دولار

توفيق المديني:قمة الثماني و تحديات البلدان الناشئة

أ. مصطفى عبدالله ونيسي : جمال اللّباس وأناقة الإنسان وزينته:مقاصد و احكام. الجزء الخامس.
محمد العيادي

: رسالة إلى كل عربي شريف : رجاءا أعطوا هذه الشهيدة حقها.

عادل الحامدي :المرونة مع الخارج هل تمتد إلى الداخل في ليبيا؟

مراد رقية: من رجالات تونس وقصرهلال المسكوت عنهم  محمد بن عمر بوزويتة

القدس: أحمد فؤاد نجم: مرّ الكلام، زيّ الحسام، يقطع مكان ما يمرّ

القدس العربي:الحكم ليوسف اسلام بتعويض عن اتهامه بالتفوق الذكوري

أحمد الخميسي : الفـــــــــــن والكـــــــــــــــــرامة  

 

العرب أولاين : الجامعة العربية تتكتّم على خطة وساطة لنزع فتيل ازمة البشير

إسلام أونلاين:العدالة المغربي يتجه لإعادة انتخاب العثماني

د. أميمة أحمد :تناقض المصالح المغاربية يقوض اتحاد ساركوزي

الصباح:محمد العادل الخبير في الشؤون التركية لـ«الصّباح» الصراع بين العلمانيين وحزب العدالة والتنمية صراع مصالح ونفوذ..

القدس العربي:التحقيق مع جنرال اسرائيلي قال ان اشرف مروان كان ‘عميلا مزدوجا’

العرب اونلاين :الاسرائيليون لا يثقون فى أوباما والفلسطينيون لا يعلقون آمالا


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

معتقلون سياسيّون تونسيون يواصلون إضرابات مفتوحة عن الطّعام  

إسماعيل دبارة منسق لجنة المساندة لإيلاف: ملفهم اجتماعي بالأساس تونس: معتقلون سياسيّون سابقون يواصلون إضرابات مفتوحة عن الطّعام إسماعيل دبارة من تونس: ناشدت خمسة عشر جمعية حقوقية تونسية وعربية ودولية المجتمع المدني التونسي « القيام بالضغط المستمر من أجل احترام حقوق المواطنة للسجناء السياسيين المسرّحين ». ودعت الجمعيات في بيان وصل ‘إيلاف’ نسخة منه الرأي العام إلى مساندة المضربين عن الطعام في تونس والدفاع عن مطالبهم المشروع. وتأتي مناشدة الجمعيات الحقوقية بعد دخول أربعة مساجين سياسيين سابقين في إضرابات مفتوحة عن الطعام احتجاجا على المضايقات وسوء المعاملة ومطالبة بحقوق أساسية كالحق في الشغل والعلاج والتنقلّ. ومن بين الجمعيات الموقعة على البيان، جمعية التضامن التونسي وجمعية حرية وإنصاف والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وجمعية صوت حر واللجنة العربية لحقوق الإنسان وجمعية الزيتونة بسويسرا والحملة الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين والكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان(جنيف) وجمعية العدالة الدولية (لندن) والمرصد الفرنسي لحقوق الإنسان ومركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بسوريا وآخرون. ويخوض عادل العوني ومحمد  عمار منذ 13 يونيو الماضي إضرابًا مفتوحًا عن الطعام مطالبين بالحق في الشغل و العلاج. ‘إيلاف’ اتصلت بمنزلي المضربين في حيّ ‘الملاّسين’ بالعاصمة تونس، و يقول عادل العويني وهو سجين سابق عن حركة النهضة لإيلاف و قد بدت علامات الإرهاق و التعب الشديدين بادية على محيّاه: ‘تعرضت أثناء فترة السجن التي قضيتها إلى إصابة على مستوى الرأس مما سبب لي مرضا عصبيا مزمنًا (الصرع) وهو ما منعني من مزاولة أي نشاط أو عمل ، لذلك طالبت مرارا ببطاقة معاق علّها تمكنني من بعض الامتيازات ومن بينها الحقّ في العلاج لكنهم رفضوا منحها لي بغية تجويعي خصوصا و أنا متزوج وأب لطفلين ». أما حالة محمد عمّار الذي قضى 14 سنة في السجن فلا يبدو أنها تختلف كثيرًا عن حالة السجين السابق عادل العويني ، فهو يطالب بالحق في التغطية الاجتماعية و الصحية بالإضافة إلى  استرجاع عمله السابق كسائق لسيارة أجرة بعد أن منع من ذلك بعد خروجه من السجن في 2006 حسب شهادته لمراسل ‘إيلاف’. آخر التحاليل التي أجريت على المضربين تشير إلى انخفاض حاد في تدفق الدمّ واضطرابًا خطرًا في دقات القلب. من جهة أخرى، يواصل لطفي الورغي بوزيان إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ الخميس 3 يوليو /تموز الجاري للمطالبة  بـإرجاعه إلى سابق عمله كموظف بوزارة المواصلات أو أي عمل آخر في الرتبة نفسها والمرتّب نفسه واسترجاع جميع حقوقه  بالوزارة المذكورة طيلة سنوات السجن بالإضافة إلى تسوية وضعيته بصندوق التقاعد والضمان الاجتماعي، وتمكينه من حقه في جواز السفر، ومده بتعويض وجبر للضرر الحاصل عن التعذيب  وسنوات المهانة  وسوء المعاملة داخل السجون  التونسية » على حدّ تعبيره. المضرب الرابع هو المهندس التومي المنصوري، أطلق سراحه في 2004 بعد أن قضى 12 سنة سجنًا، و يعتبر إضرابه الحالي احتجاجًا على « إحكام الرقابة الإدارية عليه وسياسة التشفي التي تمارس ضده  وتعزله عن محيطه لتضاعف معاناته النفسية والمادية، وذلك بعد أن استوفى كل السبل للتمتع بأبسط حقوقه في حرية التنقل وحق كسب قوته ». الجمعيات الخمس عشرة التي أطلقت صرخة فزع اليوم بخصوص الحالة الصحية المتدهورة للمضربين دعت الحكومة إلى  »  الكف عن سياسة الهرسلة الأمنية  والتنكيل بمساجين الرأي والتضييق عليهم وعلى أسرهم بعد الخروج من السجن، وتمكينهم من حقوقهم المدنية (أساسا حق العمل والعلاج المجاني والتنقل والحصول على بطاقات الهوية وجواز السفر) التي يكفلها الدستور والمواثيق الدولية وعلى رأسها قرار منظمة الأمم المتحدة رقم  45/111 بتاريخ 14 ديسمبر 1990 وخاصة ما جاء في الفصول 8 و10 و64 و 81 بشأن توفير الأجواء الملائمة  لاندماج السجين السابق في المجتمع في أفضل الظروف المتاحة النفسية والمادية. ويقول زهير مخلوف كاتب عام منظمة حرية وإنصاف الحقوقية لإيلاف: » حكومتنا تواصل سياسة التنكيل والقمع إزاء المساجين السياسيين المسرّحين بمنعهم من العمل ومن العلاج المجاني ومن التنقل والحصول على بطاقات الهوية وجواز السفر وبقية الحقوق المدنية ،وأمام هذا الوضع الصعب من القهر والحرمان لهم ولأسرهم، يضطر بعض المساجين السياسيين المسرحين إلى حلول قصوى ليس لهم فيها من سلاح إلا  أجسادهم، و يعرضون فيها حياتهم للخطر مقابل الحصول على مطالب تعدّ من أساسيات الحياة ». وجدير بالذكر أن لجنة وطنية لمساندة المضربين عادل العويني و محمد عمّار تشكّلت بعد أسبوع من دخولهما في إضراب الجوع، وتضمّ اللجنة وجوها حقوقية و سياسية بارزة كالفنانة حليمة داوود ومالك كفيف و محمد القوماني أعضاء الهيئة المدير للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و أعضاء آخرين عن المكتب التنفيذي لمركز تونس لاستقلال القضاء وعدد كبير من الأساتذة الجامعيين و المحاميين. وفي اتصال هاتفي مع ‘إيلاف’، قال محمد القوماني منسق اللجنة الوطنية لمساندة المضربين:’توجهنا للجهات المسؤولة بعدة رسائل ،ومن بينهم والي تونس العاصمة (المحافظ) و الأحزاب و الجمعيات و المنظمات الحقوقية المختلفة لأننا على قناعة بأن ملف المضربين هو ملف اجتماعي بالأساس وقابل للحل بسهولة ، وضعية المضربين الصحية خطرة للغاية و هو ما يهدد حياتهم . و يضيف القوماني: » شعورًا  منا بالمسؤولية تجاه ما يتهدد حياة المضربين من مخاطر حقيقية  بعد تقدمهما في فترة الإضراب في ظروف قاسية  وفي غياب أية متابعة طبية حقيقية و مساهمة منا في البحث عن حلول منصفة لمطالب  المضربين والتي نراها ممكنة حفاظا على حياتهما  وتجاوزا لحالة الإضراب عن الطعام التي نقدر أنها لا تخدم أحدًا، قررنا أن نشكل هذه اللجنة الوطنية التي لقينا تجاوبًا وإلتفافًا من حولها من قبل عدد من الشخصيات الوطنية و الحقوقية’. وجدير بالذكر أن تونس سجلت رقمًا قياسيًا في إضرابات الجوع التي يرى فيها عدد من المراقبين سلوكات قصوى في التعبير عن حالة الاحتجاج و الغيظ. وتخشى جهات حقوقية وأخرى رسمية من تسييس قضية المضربين عن الطعام مما قد يؤثر على إمكانية إيجاد تسوية سريعة بعد أن تدهورت حالاتهم الصحية. هذا وقد رصدت ‘إيلاف’ عددًا من الزيارات التضامنية مع المضربين أداها مسؤولون في أحزاب المعارضة و قياديين في حركة النهضة، أما الحكومة فمن جهتها اكتفت حسب رواية أحد المضربين بإرسال أعوان أمن وممثل عن الحزب الحاكم بجهة السيجومي للتحدث إليهم و تنبيههم من مخاطر اللجوء إلى إضراب الجوع أمام مطالب اجتماعية. وللتنويه حاولت ‘إيلاف’ الاتصال بجهات رسمية مسؤولة للخوض في قضية المضربين إلا أنهم رفضوا ذلك وتحفظوا على المقابلة. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 20 جويلية 2008)


انعقاد الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب الخضر للتقدم

 
نوه المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدم بمضامين الكلمة التي القاها الرئيس زين العابدين بن علي أمام رؤساء الدول والحكومات في قمة (مسار برشلونة الاتحاد من اجل المتوسط) المنعقدة مؤخرا بباريس والتي دعا فيها سيادته الى تفعيل مبادئ التضامن والتشارك والتكافؤ من أجل استدامة التنمية في البحر الابيض المتوسط مؤكدا على البعد الاستراتيجي للبيئة في تحقيق تلك الغاية. وأشاد المكتب السياسي خلال اجتماعه الدوري اول امس الجمعة برئاسة الامين العام للحزب السيد منجي الخماسي بالمقترحات العملية التي تقدم بها رئيس الدولة الى هذه القمة والهادفة الى حماية البيئة بالبحر الابيض المتوسط ووقايته من التلوث. وأعرب المكتب السياسي عن ارتياحه للنقاط الواردة في المشروع الاولي للميثاق الشبابي مؤكدا ان الحوار مع الشباب يبقى السبيل الامثل لفهم تطورات احتياجاتهم واستيعاب تطلعاتهم مثمنا الارادة الرئاسية الهادفة الى مزيد ادماج الشباب في مواقع القرار والمسؤولية. وعلى صعيد اخر نظر المكتب السياسي في مشاريع لوائح المؤتمر الاول للحزب المزمع انعقاده خلال الاسابيع القادمة.
المصدر جريدة الصحافة ( يومية- تونس ) بتاريخ 20 جويلة 2008

اجتماع المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري

 
نظر المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري لدى اجتماعه اول امس الجمعة بمقره المركزي بالعاصمة برئاسة الامين العام للحزب السيد منذر ثابت في جملة من المواضيع تناولت التطورات على الساحتين الوطنية والدولية. وقد نظر المكتب السياسي في تقدم خطة اعادة هيكلة الحزب مثمنا ما تم انجازه ومؤكدا على أهمية تطوير مردودية الهياكل الجهوية عبر تمكينها من المشاركة الفعلية في الحركية السياسية والتنظيمية العامة للحزب. وأكد المكتب السياسي على ضرورة تضافر جهود مختلف مكونات المجتمع مع ما تتخذه الدولة من اجراءات وقرارات لحماية القدرة الشرائية للمواطن مؤكدا على أهمية كسب الرهان الديمقراطي وتمتين اسس المسار التحديثي. المصدر جريدة الصحافة ( يومية- تونس ) بتاريخ 20 جويلة 2008


بعد عملية تبادل الأسرى بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل: تفاصيل عن الشهداء الثمانية التونسيين الذين شملهم التبادل

   

تونس ـ الصباح: تناقلت وسائل الاعلام نبأ التونسيين الثمانية الذين شملتهم عملية تبادل الاسرى والجثامين التي تمت بين المقاومة اللبنانية واسرائيل وكان هؤلاء التونسيين قد انخرطوا في حركة المقاومة الفلسطينية منذ 1988 ونفذوا عمليات فدائية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وعلى الشريط الحدودي بين لبنان وفلسطين واستشهدوا هناك.   وللاستفسار عن تفاصيل هذه العمليات وعن سيرة هؤلاء الشهداء قبل رحيلهم الى فلسطين وعن تفاصيل عملية التبادل الاخيرة واستقدام الجثامين اتصلنا بعائلات هؤلاء الشهداء في قفصة وصفاقس وجربة وقابس ومدنين وتحصلنا على المعطيات التالية:   * الشهيد ميلود بن ناجح نومة: وهو من مواليد منطقة سيدي بومخلوف بتطاوين استشهد يوم 25 نوفمبر 1988 اثر تنفيذه لعملية فدائية جريئة في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة واستعملت في هذه العملية لاول مرة الطائرات الشراعية.   * الشهيد عمران بن الكيلاني المقدم: اصيل منطقة القصر قفصة استشهد في 26 افريل 1988 في عملية بطولية باصبع الجليل في فلسطين المحتلة  اطلق عليها اسم «ابو جهاد» وكانت عملية ثأرية لاغتيال المناضل ابي جهاد.   * الشهيد فيصل الحشائشي: اصيل مدينة قابس، كان طالبا جامعيا قبل انضمامه الى صفوف المقاومة الفلسطينية استشهد يوم 8 جويلية 1993 اثر مشاركته في عملية فدائية جريئة ضد دورية اسرائيلية بمنطقة العيشية بجنوب لبنان.   * الشهيد سامي بن الطاهر الحاج علي: وهو اصيل  جزيرة جربة استشهد يوم 19 جانفي 1995 اثر قيامه بعملية استشهادية ضد دورية اسرائيلية في منطقة الطيبة بجنوب لبنان على بعد كيلومترين من فلسطين المحتلة.   * الشهيد رياض بن محمد الهاشمي بن جماعة: وهو اصيل مدينة صفاقس كان طالبا جامعيا قبل رحيله الى فلسطين. استشهد يوم 19 جانفي 1995 اثر قيامه بعملية استشهادية ضد دورية صهيونية في منطقة الطيبة بجنوب لبنان على بعد كيلومترين من فلسطين المحتلة.   * الشهيد كمال بن السعودي بدري: مولود في 27 جانفي 1975 بمدينة المتلوي بقفصة وهو اصيل منطقة المكارم بسيدي بوزيد، زاول دراسته بمعاهد قفصة وعرف بتفوقه الدراسي (باكالوريا تقنية بمعدل 68،14) وحسن سلوكه ودماثة اخلاقه وقد ذكر لنا والده انه من عائلة مناضلة (جده علي بن عمر كان من مساعدي القائد البشير بن سديرة وجده وعمه انخرطا في صفوف الثورة ضد الاستعمار الفرنسي وشاركوا في عدة عمليات بجبال عرباطة وسيدي بوزيد كما شاركوا في معركة الجلاء ببنزرت) استشهد يوم عيد ميلاده الواحد والعشرين في 27 جانفي 1996 في عملية فدائية في منطقة السريرة (قضاء جزين) في جنوب لبنان.   * الشهيد بليغ بن محمد انور اللجمي: اصيل مدينة صفاقس وهو ينتمي الى عائلة نقابية مناضلة استشهد في نفس العملية التي استشهد فيها رفيقة كمال بدري وذلك في 27 جانفي 1996 في منطقة السريرة (قضاء جزين) في جنوب لبنان.   * الشهيد خالد بن صالح الجلاصي: استشهد في 28 ديسمبر 1988 في عملية فدائية بمنطقة المنارة بالجليل الاعلى في فلسطين المحتلة.   وعبرت لنا عائلات الشهداء عن ابتهاجها بتحرير جثامين ابنائها من مقبرة الارقام في فلسطين المحتلة وهي تأمل في تسريع اجراءات التثبت من هوية الجثامين واستقدامها الى تونس لتوارى الثرى في هذه الارض الطيبة.   جمعها: رياض بدري   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس )  بتاريخ 20 جويلية 2008


 

الرئيس التونسي يتخذ قرارات لتخفيف حدة الاحتجاجات

 

إسماعيل دبارة   إسماعيل دبارة من تونس: أدّت مجموعة من النساء الناشطات في الميدان الحقوقي زيارة إلى محافظة قفصة الجنوبية التي تشهد منذ مطلع العام الجاري احتجاجات اجتماعية عنيفة أدت في مناسبات عدة إلى قتلى وجرحى. وقالت سعاد القوسامي التي تمثّل مكتب المرأة التابع لجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بمحافظة بنزرت في تصريح خاص لإيلاف لدى عودتها اليوم إلى العاصمة تونس: « وافقت زيارتنا لمدينة قفصة أربعينية الشهيد هشام العلايمي (أحد قتلى الاشتباكات بين أعوان الأمن و الشباب المحتجّ) و يتكوّن وفدنا من عدد من النساء الناشطات في العملين السياسي و الحقوقي ، و تأتي زيارتنا هذه في إطار التعبير المتواصل عن مساندة أهالي الحوض المنجمي في مطالبهم المشروعة والتعبير عن الدعم المادي والمعنوي لعائلات الشهداء والمعتقلين والملاحقين’.   و ذكرت القوسامي أن الوفد « عاين الطوق الأمني المضروب على المدينة وخاصة على طول  شارعها الرئيسي. فقد رابطت فيها أعداد هائلة جدا من قوات الأمن وفرق التدخل والسيارات والشاحنات التابعة لهم بما يوحي أنّ الوضع لم يستقرّ نهائيا. وهو مشهد يذكّرنا بما نراها في غزّة وغيرها من المناطق السّاخنة ».   من جهتها قالت الناشطة لمياء الدريدي لإيلاف: » وفدنا زار السيدة جمعة الحاجي زوجة المناضل النقابي السيد عدنان الحاجي (الناطق الرسمي باسم احتجاجات الحوض المنجمي) الذي اعتقلته السلطة يوم 22 يونيو الماضي ووجهت له تهما خطيرة رغم ما قدّمه من تضحيات جسيمة مع رفاقه لتأطير الحركة الاحتجاجية وحمايتها من الانفلات وقد عبّرت لنا السيدة جمعة عن رفضها الشديد للتعاطي الأمني الخطير مع أزمة الحوض المنجمي واعتبرته استفزازيا ممّا زاد الوضع تعقيدا خاصة مع تعدد الاعتقالات العشوائية التي ما تزال متواصلة في صفوف الشباب بالخصوص. وقالت بحسرة بالغة « لقد أخلوا المدينة من شبابها ورجالها ».   وتحدّثت الدريدي عمّا « تعرّضت له زوجة النقابي المعتقل  وعديد نساء المنطقة من إهانات وتعنيف ومراقبة أمنية لصيقة دامت شهورا طويلة ». وقالت إن الوفد « عاين الإصابة الخطيرة التي طالت ساعدها والتي كانت تعرضت لها خلال شهر أبريل الماضي عند اعتقال زوجها ومجموعة من النقابيين في المرة الأولى، وذلك أثناء اعتصام العائلات للمطالبة بإطلاق سراحهم، وهو ما استوجب عملية جراحية دقيقة ».   و اشتكت السيدة ‘ جمعة ‘ من توقّف صرف مرتّب زوجها وهو الدخل الوحيد الذي تعيش منه وعائلتها بعد أن تم فصلها عن العمل وعدم تجديد العقد لها. وتخشى أن يتمّ جرّاء ذلك إيقاف إمدادها بالدواء لمرضها المزمن من الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية.   محاكمات و استنطاق   و في سياق متّصل ،مثل اليوم أمام حاكم التحقيق بمحافظة قفصة المضطربة (جنوب) عدد من شباب الجهة ممّن اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت في يناير الماضي و تتواصل تداعياتها إلى اليوم. ومثل كلّ من أحمد بن عمار خميلة ومحمد بن بوقيرة عزازة (في حالة سراح) راشد بن بوقيرة عزازة ونيس لخضر بن يونس و آدم السعيدي و أنيس بن يونس و عبد الوهاب بالهادي (في حالة إيداع بالسجن). وحسب محامي الدفاع فإن التهم الموجهة إلى الشباب تحوم حول وضع أشياء بالسكة الحديدية من شأنها إخراج الأرتال عن مسارها و هضم جانب موظف عمومي بالقول والتهديد والتعدي علنا على الأخلاق الحميدة والآداب العامة  وإحداث الهرج والتشويش و تعطيل حرية المرور بالسبل العمومية .   و يحاكم الشباب في هذه القضية حسب الفصول 125 – 226 – 316 من المجلة الجزائية والفصل 53 من قانون 19 – 08 – 1992 . كما علمت ‘ايلاف’ باستدعاء عدنان الحاجي الناطق الرسمي باسم احتجاجات الحوض المنجمي المعتقل بسجن القصرين من قبل أشخاص قدموا أنفسهم كموظفين في وزارة العدل وقاموا باستنطاقه. و أعرب محامو الدفاع عن حاجي عن  ‘استغرابهم لأن الاستنطاق يتم أمام قاضي التحقيق’.   قرارات رئاسية وجدير بالذكر أن حدّة الاحتجاجات خفّت خلال الأسابيع الأخيرة في تطوّر اعتبره بعض المراقبون نتيجة ‘ للحلّ الأمني الذي اختارته الحكومة منذ اندلاع الأزمة’. إلا أن الرئيس بن علي أعلم من جهته في خطاب له منذ يومين عن إجراءات عاجلة و هامة لسكّان الحوض المنجمي من أهمها : تعزيز النشاط الفلاحي بمعتمديات الحوض المنجمي وذلك ببعث مشروع ثان بها للتنمية الفلاحية المندمجة بكلفة جملية تقدر ب 25 مليون دينار دعما للمشروع الأول الذي تم انجازه خلال المخطط العاشر . وهو ما سيمكن من توسيع المناطق السقوية إلى 3460 هكتارا ومن مزيد تطوير المساحات المخصصة لغراسة الزياتين والأشجار المثمرة وتربية الماشية وتحسين المراعي.   – انجاز دراسة لمشروع التنمية الفلاحية المندمجة بشمال المحافظة لفائدة 28 منطقة ريفية يقطنها قرابة 168 ألف ساكن. – بعث مركب صناعي وتكنولوجي متكامل العناصر والمكونات بسائر معتمديات الحوض المنجمي يمتد كل مركب منها على مساحة 25 هكتارا ويشتمل على فضاءات إدارية وخدماتية ومركز عمل عن بعد ومركز نداء ومحلات صناعية تمتد على مساحة 6000 متر مربع وقرية حرفية مع ربط كل مركب بالألياف البصرية.   – ربط محافظة قفصة بشبكة الغاز الطبيعي بكلفة تفوق 31 مليون دينار. – إحداث منطقة صناعية بمعتمدية ‘القطا’ر ومنطقة حرفية بـ’بلخير’ بكلفة مليون و300 ألف دينار. – رصد 300 مليون دينار لفائدة صندوق إعادة وتوجيه وتنمية المراكز المنجمية وشركة فسفاط قفصة للمساهمة في رأس مال الشركات التي يتم إحداثها في مرحلة أولى لاستيعاب المزيد من طالبي الشغل ومن ذلك مثلا إحداث معمل للاسمنت بكلفة 300 مليون دينار سيوفر 300 موطن شغل وإقامة معمل لإنتاج ثلاثي الفسفاط الرفيع بكلفة 600 مليون دينار وبطاقة تشغيلية تبلغ 400 موطن شغل علاوة على الشراكة المزمع إنشاؤها بين مجموعة من أصحاب الأعمال التونسيين والأجانب لتحقيق انجازات بالحوض المنجمي في قطاعات الفلاحة والمواد الإنشائية والصناعات المعملية والخدمات.   – انجاز أربعة مشاريع في التنمية المندمجة بمعتمديات الحوض المنجمي بكلفة 20 مليون دينار. – تخصيص ستة ملايين دينار إضافية لفائدة خمسة آلاف من طالبي الشغل وذلك بالترفيع في أيام العمل الموضوعة على ذمة الجهة وعلى ذمة تدخلات الصندوق الوطني للتشغيل. – وضع برنامج تكوين وتأهيل لفائدة طالبي الشغل الذين يمكن انتدابهم من قبل الشركات والمشاريع المزمع إحداثها.    المصدر: موقع ايلاف بتاريخ 20 جويلية 2008 


 
 

البرلمان التونسي يقر صفقة عقارية بقيمة 3 مليارات دولار

 

 
تونس (رويترز) – ذكرت وكالة تونس افريقيا للانباء أن البرلمان التونسي أقر يوم السبت مشروع قانون يمهد السبيل لصفقة عقارية قيمتها ثلاثة مليارات دولار بشمال البلاد. ويعتزم بيت التمويل الخليجي وهو مؤسسة مالية بحرينية انجاز مشروع مرفأ تونس المالي الذي سيقام بمنطقة الحسيان بولاية أريانة على مساحة 521 هكتارا.   وقالت الوكالة ان المشروع « سيتضمن منطقة ستخصص للمؤسسات المالية من بنوك وشركات تأمين وشركات هندسة مالية وكليات ومستشفيات ومرافق حكومية ومرافق وبنايات أخرى الى جانب مبان سكنية وميناء ترفيهي وملعب صولجان (جولف). »   وتجتذب تونس عادة استثمارات أجنبية من دول أوروبية وبخاصة فرنسا وألمانيا وايطاليا. وهي تريد اجتذاب مزيد من الاستثمارات من منطقة الخليج لتعزيز النمو وتوفير فرص عمل للاعداد المتنامية من الخريجين الجدد الذين يدخلون سوق العمل سنويا. تأسس بيت التمويل الخليجي عام 1999 وهو يقف خلف سلسلة من المشروعات في شمال افريقيا منها منطقة للتنمية الاقتصادية تكلفتها ثلاثة مليارات دولار بالجزائر و »مدينة للطاقة » في ليبيا بتكلفة قدرها 3.8 مليار دولار.   المصدر: وكالة رويتزللأنباء بتاريخ 20 جويلية 2008 

قمة الثماني و تحديات البلدان الناشئة  
 
توفيق المديني تعود نشأة مجموعة الثماني  إلى قمة الدول  الرأسمالية السبع  الأكثر تصنيعا في العالم التي عقدت أول اجتماعها  على مستوى  رؤساء الدول و الحكومات  في عام 1975 في قصر رامبوييه بفرنسا.و استمرت  على هذه الصيغة  حتى سقوط جدار برلين، وانهيار المنظومة السوفياتية ، آنذاك طرحت مسألة الأمن النووي على قمة السبع، فكان اندماج روسيا فيها هو الجواب.فالنسبة للمسألة النووية يصبح من السهل جدا ممارسة الضغوطات  على بلد حين يكون عضواً،و الأمر عينه، لموقف موسكو من بروتوكول كيوتو الذي لن يكون كذلك لولم  تكن روسيا عضواً في مجموعة الثماني، و الحال هذه بفضل التصديق الروسي ، دخل بروتوكول  كيوتو حيز التطبيق في عام 2005. في قمة الثماني هذه السنة التي اختتمت أعمالها في بلدة توياكو اليابانية يوم 9 يوليو الجاري ، توصل  قادة مجموعة الثماني ، بعد مناقشات شاقة، إلى «تسوية» اعتبرها المحللون بمنزلة «تهرب من المسؤوليات»، بشأن قضية الاحتباس الحراري ، واتفقوا على أن أزمة ارتفاع أسعار النفط و الغذاء« تهدد الاقتصاد العالمي»، و لكنهم اختلفوا حول  أسبابها. ومع ذلك، فقد اتفق رؤساء الدول وحكومات الدول ، الأكثر تصنيعا في بيان مشترك، عن القمة، على خفض الانبعاثات الحرارية المضرة للبيئة بنسبة 50 في المئةعلى الأقل بحلول  العام 2050 على أن تحدد كل دولة أهدافاً على المدى المتوسط، ما يمهد الطريق  من أجل التوصل  إلى اتفاق عالمي في العام 2009 ، أثناء مؤتمر للأمم المتحدة في كوبنهاغن ، حسب ماقاله رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل بارسو. يعتبر المحللون الغربيون  أن المسائل التي بحثها  قادة الدول الأكثر تصنيعا في العالم في القمة اليابانية  تكشف بوضوح المصاعب الحقيقية التي تواجهها العولمة. فهناك أنانية  البلدان الغنية التي تتبرم من مساعدة إفريقيا  على الرغم من أن قمة  جلين ايجلز باسكتلندا في العام 2005 أقرت زيادة المساعدات العامة للتنمية  في إفريقيا بمبلغ 50 مليار دولار.وقد أعلن قادة الدول الثماني حول إفريقيا، أنهم ملتزمون بشدة بتنفيذ الوعود التي قطعوها في قمة اسكتلندا،بمضاعفة مساعداتهم لهذه القارة، قبل 2010 لترتفع من 25 إلى 50 مليار دولار سنويا، معلنين انه سيقدمون 60 مليار دولار خلال خمس سنوات، لمكافحة الأمراض المعدية  في إفريقيا.كما دعت قمة الثماني إلى إلغاء دعم الصادرات الزراعية  ، وتوصلت إلى اتفاق جديد حول التجارة العالمية، و إلغاء ديون الدول الأكثر فقرا ، والوصول العالمي إلى علاج ضد مرض الإيدز. وجاءانعقاد قمة الثماني هذه السنة ، وسط تزايد القلق الغربي من بروز ظاهرة الحمائية في الولايات المتحدة الأميركية ، إذ تظهر معظم الدراسات أن الأميركيين فقدوا ثقتهم  في قوة اقتصاد بلدهم، بسبب تدهور قيمة الدولار خلال السنة الحالية. وخلف ضعف الدولار، بدأت تظهرالمصاعب المالية للشركات الأميركية ، التي تغذي الشعورأن أميركا أصبحت «مطروحة للبيع»، الأمر الذي  يؤدي إلى ظهور روائح الحمائية، رغم أن معظم الدراسات الحديثة تؤكد أن النمو الأميركي ، هو في جزء كبير منه ، مجرور بفعل ديناميكية البلدان الناشئة. من هنا جاءالطرح المتميز في قمة الثماني هذه السنة من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي،الذي أكد أن مجموعة الثمانية  كانت متسيدة على  العالم في القرن العشرين، لكنها أصبحت إطاراً ضيقا، بل ضيقا جدا لمواجهة تحديات  القرن الحادي و العشرين. لقد فقد نادي الثمانية  الكبارالكثير من بريقه،لأنه  ليس من المعقول أن يستمر عقد الاجتماعات في إطار الثمانية  لمعالجة المسائل الكبيرة في العالم ، متجاهلين الصين التي تعد مليار و 300 مليون نسمة ، و الهند مليار نسمة ، ومن دون وجود أي بلد عربي،و أي بلد إفريقي،و لاأي بلد من أميركا اللاتينية،حسب ما أكده الرئيس ساركوزي عشية انعقاد القمة ، مضيفا  أن هذا الوضع :«ليس معقولاً، و لا عادلا.فالعالم كوني ،ومتعدد الأقطاب».  لقد اقترح الرئيس الفرنسي  على قمة الثماني أن توسع نادي الكبار لكي يدخل إليه أعضاء جدد من البلدان الناشئة: الصين ، الهند ، البرازيل ، جنوب إفريقيا، والمكسيك.لكن اقتراحه هذا  لم يحقق النجاح المطلوب بسبب معارضة اليابان لدخول بكين.رغم أن اقتراح ساركوزي له ما يبرره على صعيد الأزمة العالمية المثلثة : مالية ، و غذائية، و نفطية، و التي تقتضي مشاركة أوسع من بلدان عديدة  ذات شأن ،فإننا لا نجد  في قمة اليابان سوى قادة مجموعة الثماني لوحدهم. وهذا ما جعل ساركوزي يقول  :«نحن نتحدث عن الطاقة، ولكن باستثناء روسيا، لا يوجد أي بلد منتج للنفط. نحن نتحدث عن الأزمة المالية ، و لكن أين هي الصين. جورج بوش يريد فعليا تحريك ملف المناخ،و لكن شريطة أن تتحرك  البلدان الناشئة». فمصطلح القوة العظمى المفرطة في قوتها الذي أطلقه هوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي السابق في توصيفه  للقطب الواحد المهيمن  الأميركي عقب نهاية الحرب الباردة وموت الاتحاد السوفياتي في عام 1991لم «يعد موجودا» حسب قول ساركوزي، الذي حث القوى العظمى الناشئة على تحمل مسؤولياتها.و يعتقد الرئيس ساركوزي أن القوى العظمى ، مثل الصين ، والهند،والبرازيل، لا يجوز أن تنغلق على نفسها.و يقترح ساركوزي إضافة إلى هذه القوى العظمى  بلد سادس ، عربي أو مسلم ، من دون شك مصر، أو المملكة العربية السعودية. فالسبيل الوحيد  لتجنب صدام الحضارات ، و لا سيما بين الغرب و الإسلام، يقتضي أن يجلس الجميع على طاولة واحدة. في عالم متعدد الأقطاب قيد النشوء، آن الأوان لكي تتوسع العضوية في نادي الدول الأكثر تصنيعا في العالم ، ليشمل القوى العظمى الخمس الناشئة، التي أصبحت أقطابا اقتصادية  تقلب المبادلات التجارية العالمية.لكن المشكل الذي يعترض سبيل هاته القوى العظمى الناشئة، أن تقدمها البطيء نحو الديمقراطية لا يتناسب مع النجاحات الاقتصادية التي حققتها في عصر العول (المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية)الأحد, 20 يوليو 2008)


 

جمال اللّباس وأناقة الإنسان وزينته:مقاصد و احكام. الجزء الخامس.

 
أ. مصطفى عبدالله ونيسي/باريس/فرنسا.  اللبّاس بين الأصالة والمعاصرة :   اللباس الإسلامي ،كما تقدم، لباس أصيل له خصائص تُميزه و ترمز  إليه . و الحضارة الإسلاميّة استطاعت  بأشكالها  و تصاميمها اللّباسية  المتعددة  و ألوانها المُفضلة أن تُفرز ذوقا جماليًّا خاصا بها.  و لكن هذا التميز لا يعني  أ نه (أي اللّباس)  جامد ،ثابت ،وواحد في كل زمان ومكان، شكلا وتصميما ولونا و ذوقا،   لا يتطور ولا يأخذ بعين الإعتبار اختلاف الأذواق و الأعراف والبيئات و المجتمعات في تصاميمه و ألوانه وأشكاله الجمالية. فهذا ادعاء تأباه سنن التطور والتحول،لأنّ الذوق الجمالي في اللّباس باختلاف أشكاله وتصاميمه ،إذا ما تجاوزنا تلك الخصائص العامة المُشتركة التّي  حددتها نصوص الوحي، إنّما هو انعكاس لأعراف النّاس و أذواقهم الجمالية العامة و استجابة لتطور ظروفهم الموضوعية ،البيئية و الجغرافية و الإقتصادية.  فاللباس ،ولا شك، يتطور بتطور الظروف، وقد يحصل  ذلك  بتأثير العوامل الجغرافية الـتي تفرض على سكان منطقة  ما من المعمورة اختيار نوع خاص من اللّباس ، نُعُومة ،وخُشونة ، و قصرا، وطولا ….، فلباس سكان الصحراء و المناطق الجنوبية الحارة (كالتوارق) يختلف بالضرورة عن لباس المناطق الشمالية و القطبية شديدة البرودة ( كالإسكيمو)  و سكان روسيا البيضاء . بل إنّ اللباس قد يختلف شكله  في منطقة واحدة  من فصل إلى فصل.  كما أنّ تطور اللباس قد يحصل بتأثير أسلوب المعيشة و الحالة الإقتصادية للأفراد  و المجتمعات  وغير ذلك من الأسباب . كما أنّ ما نعُدّهُ اليوم جميلا من   اللباس لم يكن معروفا كذلك في الماضي ، وقد  لاَ  يَكونُ  ممّا يعده الناس جميلا في المستقبل. فالأذواق قد تتبدل قليلا أو كثيرا بحسب الزمان و المكان.  فالزّي الإسلامي  تبعا لكل هذه الأسباب ينبغي عليه أن يأخذ تشكلات عدة و متنوعة من مجتمع إلى آخر  بل ومن فرد إلى آخر .فالزّي الإسلامي على الشاكلة الشرقية و العربية و خاصة منها الخليجية لا يمكن و لا يعقل أن يكون مماثلا للزي الإسلامي على الشاكلة الأروبية و خاصة منها الغربية. و الخلاصة ،أن اللباس الإسلامي  يجب أن يتطور و يتحسن بصورة مستمرة  دون أن يفقد روحه العامة و خصائصه ومميزاته الثابتة و طابعه الخاص. وهو ما ينبغي أن يحصل في إطار المرجعية الدينية  حتى لا يتأثر المسلم بغيره ولا تتشوه شخصيته و لا ينحرف عن سمته  العام .و في هذا السياق يأتي تحذير النبي صلى الله عليه و سلّم  المسلم من تقليد غيره  عندما يقول في مناسبات عدة خالفوا المشركين و خالفوا اليهود و النصارى . فلباسنا ينبغي أن يحافظ  على أصالته و مقوماته و خصوصياته من ناحية ولكن دون أن يمنعنا ذلك من التطور والتحسن   من ناحية الأشكال و التصاميم و الألوان، حتى يبقى لباسنا،مواكبا    لهذا التطور الجمالي  الذي عرفه العالم ،و متفاعلا مع الذوق الجمالي  العام للبيئة التي يعيش فيها .                                                                  الملابس : وظيفة وأحكام:   إنّ اللباس ،بصفة عامة ، هو من النعم الجليلة التّي أنعم  بها الله على عباده . و للملابس في نظر الإسلام و ظيفتان أساسيتان  هما ستر العورة  أوّلا و تحقيق التزّين والأناقة ثانيا و قد قال الله تعالى :[يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم   و ريشا و لباس التقوى ذلك    خير ،ذلك من آيات الله  لعلكم تذّكرون] الأعراف آية 26 . و هذه الثياب ينبغي أن تكون  حسنة جميلة و نظيفة بقدر المُستطاع    وقد  قال سبحانه [يا بني آدم خُذوا زينتكم عند كلّ مسجد و كلوا و اشربوا و لا تُسرفوا  إنه لا يُحب المسرفين ]           و قال سبحانه [ قل من حرم زينة الله التّي أخرج لعباده و الطّيّبات من الرزق ، قل هي للذّين آمنوا في الحياة الدّنيا خالصة يوم القيامة ،كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ]الأعراف الآيات 31َ،32. فاللباس المنضبط بضوابط الشرع الحكيم،بصريح القرآن الكريم،لم يكن  في يوم من الأيام  كابوسا و حملا ثقيلا  كما يتصور الكثير من الناس جهلا ، بل هو على العكس من ذلك تماما لما يتوفر عليه من مزايا لا تتوفر في غيره من الملابس ،ومن ذلك أنه يرفع عن صاحبه الكُلفة و الحرج و دواعي الإستيلاب وانفصام الشخصية، و يفتح المجال الإجتماعي واسعا أمام الرجل و المرأة ليساهما معا ،جنبا إلى جنب، في إقامة صرح المجتمع الإنساني العادل والسويّ. و بقدر ما يحقق اللباس وظائف الستر و التزين المُباح بقدر ما يكون واجبا، وبقدر ما يبتعد عن تحقيق هذه الوظائف بقدر ما يعتريه  التحريم و المنع ، و تبعا لذلك قال العلماء : إنّ من اللباس ما هو واجب و منه ما هو مندوب و منه ما هو حرام . و حتّى يعرف النّاس و خاصة منهم الشباب الذين وُلدوا في مجتمعات تُهيمن عليها تصورات (علمانية) لا تعير كبير اهتمام للدّين و لقيمه لا بدّ أن نوضح ما هو   اللباس الشرعي الذي يُرضي الله تعالى و يحقق الزينة و يصون كرامة الإنسان   ، و ما هو اللباس الذي يُغضب الله تعالى و يشوه انسانية الإنسان و يُهدر كرامته. فاللباس يُعدّ شكلا ثقافيا يجسد و يعكس رؤية الفرد و المجموعة للجسم و الجسد،وفهما معينا لمجموع القيم و المعايير التي تحدد صورة التفاعل مع هذا الجسد . و اللباس في فلسفة التشريع الإسلامي يُكرس رؤية الفرد المؤمن لجسده و تفاعله معه ،و يكشف القناعات التي يحملها الفرد،بل و يكشف جزءا كبيرا من كوامن شخصيته. وحتى يعلم الناشئة و المعتنقون الجدد للإسلام ،خاصة، أن في ديننا سعة للجمال و الأناقة و حُسن  المظهر ،و أن ما يمارسه بعض المتشددين من التضييق على الناس في شكل اللباس و الأناقة إنّما هو اجتهاد بشري قد يضيق به الدّين ،كان  لابدّ من الإحتكام إلى نصوص الوحي الحكيم الذي لم يترك موضوع الزينة و الأناقة للأهواء الشخصية و الإعتبارات التجارية  الطارئة . فالمسلم في كل أحواله بما في ذلك موضوع زينته و جماله ،إنمّا يستجيب ابتداء لأمر الهي توطينا للنفس على الصمود و محاربة المُغريات العابرة و تفعيلا للحضور الإسلامي اليومي المتميز على الساحة الإجتماعية و الثقافية.   حقيقة اللباس بين الواجب و المندوب:                                           إنّ من الشروط الضرورية  التي ينبغي أن تتوفر في اللباس الشرعي هي أن تكون صالحة و مناسبة لستر العورة و حماية جسم الإنسان من الحرّ و البرد،وهي ما يُستدفع  به الضرر و يُحقق به سلامة الأبدان.  يقول الله تعالى [وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ، و سرابيل  تقيكم بأسكم ] النحل آية   81 . و عن حكيم بن حزام عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله،عوراتنا، ما نأتي منها و ما نذر ؟  قال : صلى الله عليه وسلّم [إحفظ عورتك إلاّ من زوجتك أو ما ملكت يمينك . ] قلت يا رسول الله ، فإذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال صلى الله عليه وسلم :[إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها ] فقلت :فإن كان أحدنا خاليا؟ قال صلى الله عليه و سلم :[فالله تبارك و تعالى أحق أن يُستحيا منه ] رواه أحمد و أبو داود و ابن ماجه و الترمذي و حسنه و الحاكم و صححه.  و اللباس يُطلق على ما يُواري السوأة وهو اللباس الدّاخلي ،و الرِِّّياش يُطلق على ما يستُر الجسم كلّه و يُتجمل به و هو ظاهر الثياب . كما يُطلق الرِّياش على العيش الرغد و سعة النّعمة و المال ، و هي كلها معان متداخلة و متلازمة ، و في هذا السياق يُذكر لباس التقوى و يصفُهُ المُشرع الحكيم بأنّهُ خيرٌ […ولباسُ     التقوى ،ذلك خير ،ذلك من آيات الله] الأعراف آية 26 . قال عبدالرحمان بن أسلم [يتقي (المؤمن)الله ،فيُواري عورته،فذلك لباس التقوى..]  فالتشريع الإسلامي يفيد بأنّ هناك تلازم بين شرع الله في اللباس لتحصيل ستر العورات و تحصيل الزينة و التقوى…،فتحقيق التقوى و الوقوف عند شرع الله  هما خطوتان ضروريتان لتحصيل ستر العورات و الظفر بالزينة التّي ينشدها كل إنسان مُستقيم،سليم الفطرة . فتوقير شرع الله في اللباس لستر العورات و تحقيق الزينة من جهة و تحصيل تقوى الله من جهة ثانية ، كلاهما لباس ، فالتقوى تستر عورات القلوب ثمّ تُزينها و الملابس تستر عورات الأجسام و تُضفي عليها جمالا و بهاء و رفعة.  فعن شعور تقوى الله و الحياء منه ينبثق الشعور باستقباح عُري الجسد و الحياء منه. و هذا سر النداء ين   اللذّان و جههما الله تبارك و تعالى إلى بني آدم يحذرهم في كل مرة من قبح العُريِ و ترك الزينة الحقيقية التي أخرجها لعباده،إتباعا لخطوات الشيطان. يقول الله تعالى [ يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة،ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ] الأعراف آية 29 فستر العورة ،أمر أوجبه الله على كل مسلم لأنّ كل إنسان سليم الفطرة بطبعه يستحي من كشف عورته ،وبذلك تميّز الإنسان العاقل عن غيره من المخلوقات العارية والتي لا تدري ولا تفقه أنّها عارية. فستر الجسد حياء ليس هو مجرد اصطلاح عُرفي و بيئي فرضه المجتمع و الواقع فرضا،و إنّما هو فطرة خلقها الله في الإنسان ، ثم هو شريعة أنزلها الله للبشر و أقدرهم على تنفيذها لما كان قد سخر لهم في الأرض من مقدرات و خيرات.    
أ) الحياء قرين للجمال ومُكون أساسي من مكوناته:    
الحياء من أقوى البواعث على الإتصاف بما هو حسن. و الإسلام ذهب إلى أبعد من ذلك في تشريعاته عندما دعا الإنسان إلى الستر و إن كان مُنفردا و بعيدا عن الأنظار حتى يصير الإحتشام له دينا و خُلُقا. فالإنسان كائن حَيِّيّ ٌ و قد قال صلى الله عليه و سلم :[الحياء خير كله] وهو الذي يُرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى أنّ [الله أحق أن يُستحيا منه].و الحياء بهذا المعنى ، هو الذّي عناه الرسول صلوات الله و سلامه عليه ، عندما قال :[ استحيوا من الله  حق الحياء .  قالوا : يا نبي الله إننا لنستحي  و الحمد لله . قال : ليس ذلك ، و لكن الإستحياء من الله حق الحياء : أن تحفظ الرأس و  ما وعى . و تحفط البطن و ما حوى . و تذكر الموت و البلى …. و من أراد الآخرة  ترك زينة الدنيا ،فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء .] رواه الترمذي و الطبراني. و لما في هذا الخُلق من جمال ، فإن الإسلام ينظر إليه على أنه يأتي في طليعة الأخلاق الإسلامية. يقول النبي صلى الله عليه وسلم[إن لكل دين خُلقا ،و خُلُق الإسلام الحياء] رواه مالك في الموطإ  مُرسلا و رواه ابن ماجه من حديث ابن عباس ومن حديث أنس. و التجرد عن هذه الخصلة هو تجرد عن الدين نفسه ،يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :[الحياء شعبة من الإيمان و لا إيمان لمن لا حياء له] . فالحياء المحمود هو الكف عمّا يستقبحه العقل و يمجه الذوق السليم ، و هو استنكار شديد لما لا يرضي به الخالق و لا المخلوق . فهو خُلُق شريف يمنع المرء من فعل المُنكرات و إتيان المحرمات، و يصون صاحبه من الوقوع و التورط في الأوزار و الآثام. و من ترك    الحياء أصبح منبوذا ومحروما من كل خير و فضل و لذلك قال صلى الله عليه و سلم :[إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى:إذا لم تستح فاصنع ما شئت] رواه البخاري و مسلم ، و قال الله تعالى [و من تزكى فإنما يتزكى لنفسه]  و قد قال الشاعر :                               فلا و الله ما في العيش خير                 و لا الدنيا إذا ذهب الحياء  
وعن عمران بن الحصين  رضي الله عنه ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[الحياء لا يأتي إلاّ بخير]رواه البخاري و مسلم .و قال ،أيضا ، صلى الله عليه و سلم :[ الحياء من الإيمان ، و الإيمان في  الجنة ،و البذاء من الجفاء ، و الجفاء  في النار] رواه أحمد و الترمذي و قال :حديث حسن صحيح. يقول النبي صلى الله عليه و سلم:[ما  كان الفحش في شيء إلاّ شانه ، و ما كان الحياء في شيء إلاّ زانه] رواه أحمد عن يعلى بن أميه . و في حديث آخر يقول صلى الله عليه و سلم :[ إن الله حيُُّ ستّير ، يحب الحياء و الستر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر] . و قال أحد الحكماء [ الحياء في الصبي خير من الخوف ، لأن الحياء يدل على العقل ، و الخوف يدل على الجبن] . وورد في صحيح البخاري و غيره عن عائشة أنها قالت:[نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في  الدِّين] . فتشريع اللباس المحتشم و الستر هو ، أوّلا و قبل كل شيء ،صيانة لإنسانية الإنسان و كرامته من أن تتدهور إلى أسفل السافلين و عُرف البهائم العجماء. فالزينة في عرف الإنسان العاقل هي زينة الستر و الحشمة،  و التبرج والزينة الحيوانية هي زينة العُري و كشف العورات و السوءات و المفاتن. و الإنسان كلمّا ستر عورته و بالغ في ذلك زاده الله زينة و جمالا و هيبة ،وكلما تَعَرَّى  ارتد و ارتكس و تدهور إلى طين الأرض ووحلها و لم يذق طعم  نعمة الله عليه عندما  حفظ  انسانيته و صانها من التلاعب و الإبتذال.            فالعُريُ المعنوي من الحياء و التقوى ينتج عنه عُريُُ حقيقي من اللباس ،فيتبلد حينئذ الذوق السليم عند الفرد و يتجرأ تبعا لذلك على كشف عورته كشفا حقيقيا  ظاهرا للعيان .   أمّا   اللباس المندوب فهو اللباس الذي يتحقق فيه بالإضافة إلى ستر العورة الجمال و الزينة و الأناقة و حُسن المظهر . فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا  رحالكم وأصلحوا لباسكم حتّى تكونوا كأنكم شامة في  النّاس ، فإن الله لا يُحب الفُحش ولا التفحش] رواه أبو داود .وعن  الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في ثوب  دون ،فقال صلى الله    عليه  و سلم [ألك مال ؟]  قال نعم . قال صلى الله عليه و سلم [ من أي المال ؟ ] قال : قد آتاني الله من الإبل و الغنم و الخيل و الرقيق . قال صلى الله عليه و سلم [ فإذا أتاك مالا فلير أثر نعمة الله عليك و كرامته ] رواه أبو داود  .  و تتأكد الزينة في فعل النبي صلى الله  عليه و سلم عند العبادة و خاصة في يوم الجمعة و العيدين ، فعن محمد بن يحي بن حبان أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ ما على أحدكم إن وجد أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة غير  ثوبي مهنته ] أبو داود   . و الفقه الإسلامي لا يكتفي بالدعوة إلى اتخاذ الزينة عند كل مسجد عندما يستنكر بشدة على أولئك الذين  يحرمون على الناس بغير علم ولا هُدى ولا كتاب مبين ما أخرجه  الله لعباده من زينة و رياش ،بل إن الفقه الإسلامي يدعو إلى زينة حقيقية تحقق للإنسان الأناقة المطلوبة و حُسن المظهر من غير أن تُخِّلَ بحال من الأحوال بكرامته الإنسانية أو تعطل دوره  في الحياة الإجتماعية الذي هو الإستخلاف    [ وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يُشركون بي شيئا  ]النور آية  55،أو تُخل بعبادته لله تعالى دون سواه [و ما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مُخلصين له الدّين حنفاء و يُقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة و ذلك دين القيّمة ] البيّنة آية5. فما هي ،إذا، حقيقة هذه الزينة و ما هي مكوناتها وشروطها و حدودها؟ وما هي أحكامها؟.

 

رسالة إلى كل عربي شريف : رجاءا أعطوا هذه الشهيدة حقها.

  عاد هذا الأسبوع اسم الشهيدة دلال المغربي ليسطع بقوة في فضاء الإعلام المرئي والمكتوب والالكتروني , حيث لم تخلو صحيفة عربية من الإشادة ببطولتها وشجاعتها  كما لم تغب عن إي موقع الكتروني صورتها البهية وهي تحمل البندقية إضافة إلى مقالات الثناء والتنويه وكان هذا العرس الاحتفالي بالشهيدة مرتبطا بتسلم رفاتها الطاهر من العدو الإسرائيلي في إطار صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل .على كل قريبا جدا تنتهي مظاهر الاحتفاء بالشهيدة وتتراجع دائرة الاهتمام بها إلى مستويات دنيا وهو ما دفعني إلى كتابة هذا المقال أملا في جعل اسمها يدخل حياتنا اليومية ولا يفارقه أبدا وذلك بإجراءات بسيطة وسهلة ولا تكلف شيئا . لن أطالب ببناء تماثيل تذكارية لها في كل مدينة عربية وان كانت تستحق ذلك, كل ما اطلبه أن تكون حاضرة معنا في مدارسنا وجامعاتنا وحدائقنا وساحاتنا…أي أن يطلق اسمها على بعض من هذه المنشات فتكون لنا مدارس في البحرين وجامعات في قطر وشوارع في تونس ومكتبات في ليبيا وساحات عامة في مصر وحدائق في اليمن كلها تحمل اسم الشهيدة دلال المغربي, أكيد أن هذه الإجراءات لن تكلف الخزينة العربية أي شيء سوى يافطات الكتابة وهذا شيء يسير جدا , لكن هذه الإجراءات هامة جدا لذاكرة شعوبنا العربية , هامة جدا لأنها تجعل رموزنا أحياء ويعيشون معنا ويتناقل أخبارهم الكبير والصغير. اعرف أن هذه الاقتراحات تتطلب إرادة سياسية تتبنى فكر المقاومة وأخلاقها وهذا غير متوفر في الكثير من الأقطار العربية, أما في بعضها الأخر فهذه المقترحات ممكنة لهذا فليسعى كل عربي شريف مقتنع بهذه الفكرة إلى تطبيقها كل حسب قدرته وإمكانياته. أما العرب الشرفاء الآخرون المحاصرون بالعراقيل والقوانين والاستبداد فلتكن دلال حاضرة في عائلاتهم وبيوتهم , كلنا قادرون على تخليد دلال في صورة تذكارية وقادرون على تسمية مولودة جديدة دلال وهذا اضعف الإيمان . إن دلال «عميدة شهيدات العرب  » تستحق كل هذا التكريم وأكثر من ذلك وليعلم كل الإخوة العرب الكرام ا ن أي تخليد للشهيدة دلال يساوي أو يفوق طلقة مدفع تجاه العدو الإسرائيلي في دلالاته المعنوية بل ا ن أي تخليد يعني أن مسمارا آخر يدق في نعش  هذا الكيان الغاصب فلا تترددوا أيها الإخوة العرب الشرفاء في تخليد الشهيدة في بيوتكم وشوارعكم وكل مظاهر حياتكم اليومية الأخرى . محمد العيادي -تونسmed_ayady@yahoo.fr    

 

بسم الله الرحمن الرحيم المرونة مع الخارج هل تمتد إلى الداخل في ليبيا؟

 
عادل الحامدي أستبعد أن تكون ذاكرة الدول العربية قصيرة المدى إلى الحد الذي تنسى معه الحصار الرهيب الذي ضربه الغرب حول الشقيقة ليبيا لتدفع بذلك ثمن المدافعة بالقوة أحيانا يوم كانت السلطات الليبية قادرة على ممارستها في ظل توازنات دولية كان بوسع خروتشوف أن يتعامل مع نظيره الأمريكي كنيدي من موقع الندية واستعراض الرعب المتبادل إلى درجة خال معها أحياء الستينات من القرن الماضي أن الفناء الشامل أصبح حتمية على وشك الحدوث! ولا أظنني إلا مصيبا إذا ما ثمنت منذ البداية الواقعية اللامتهافتة التي سلكتها سلطات الحكم الليبي بعد تصفية مخلفات الحرب الباردة بين العملاقين وأنصار كل منهما، وبعد ولوج العالم في مرحلة حرجة من إعادة التشكل في غياب شريك جدي للغرب الليبرالي المنتصر إلى حين قصير من الدهر إذا لم يخب ظني في أن أيام الدنيا دولة بين الأمم وصراعا بين الحضارات رغم تحفظاتي الشديدة على منطق الصراع النكوصي الاستعدائي إلى درجة تتنافى ومصلحة شعوب العالم التواقة إلى تحقيق السلم والتعاون والتعايش ولو في ظل المغالبة والاختلاف، وهذا الأخير إنما هو سنة من سنن الله عز وجل في خلقه: « ولو يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ». إن الإعجاب بآداء الحكومات العربية مغامرة أكبر مني تحيل صاحبها على التسول السياسي والارتزاق الرخيص الذي أغناني الله عنه، إلا أن ذلك لا يمنع أي منصف من تقدير المرونة التي أبدتها القيادة الليبية في أعلى مستوياتها، بل والتضحية الهائلة بالتخلي عن مشروعها النووي الحربي والاستعاضة عنه بما هو خير وأبقى للشعب الشقيق، أعني مشروع الشراكة الليبي ـ الفرنسي والذي سيضمن مستقبل الأشقاء ويسد حاجتهم إلى الطاقة بعد نفاد البترول. والظاهر أن عقد الحصار المرير الذي عانى من ويلاته الليبيون شعبا وحكومة قد تعلمت منه القيادة واقعية عالية مما ساعدها على تقديم الكثير مقابل العودة إلى أحضان الحظيرة الدولية بعد أن تحملت ليبيا بقلب كبير كامل المسؤولية القانونية عن عملية لوكربي، فدفعت المال بسخاء لمستحقيه وقبله ضابطين من ضباطها للمحاكمة الدولية. وفي إطار جدلية الفعل والتفاعل مع المعطيات العالمية المتجددة قام الأخ العقيد بحركة إنسانية مخجلة لأي نوع من الغطرسة والاستعلاء الغربي يوم أن أقدم على إطلاق سراح من اعتدوا على حياة أرعمائة طفل بريء، والمعتدون محترفون صحيون يعيلهم الشعب الليبي من خبزه رغم أنواء الحصار، وبدلا من منع الألم والموت عن الرضع عمدوا إلى تسميمهم بجراثيم الأيدز وفق المحاكم الليبية التي لا يمكن أن تتسلل السياسة إلى قاعاتها في قضية الحال. وما يثلج صدر كل خير هو أن بلغاريا ردت على النخوة العربية بما استطاعت من الكلمة الطيبة إلى شطب كل الديون الليبية، إلا أن المقرحي العربي المسلم والذي دفع أهله الدية بكرم الدول الكبيرة لم يمتع ولو بمجرد التخفيف عنه وسجنه بين أهله في ليبيا، لأن السيد ساركوزي الذي ساهم مشكورا في التخفيف عن البلغاريين نسي أنه لا فرق بين ليبي وبلغاري إلا بأن بني الأصفر قوم أعزهم الله بقلة الذنوب في اقتسام المال والسلطان، والمرارة أكبر إن نسي بن العام ساركوزي أن الله جمع عليه أيامنا هذه قيادة فرنسا زائد 26 دولة فقط، واللبيب من الكتابة يفهم! إن الزعيم الليبي ليس نكرة، وقد بدأ حياته السياسية بالتمرد الداخلي على نظام حكم ارتأى عحزه البين على مواكبة أطوار الزمن، وهو عروبي حالم بأشواق أمة أذاقها الاستعمار فنونا من المعاناة والتقسيم والعبث بل ومحاولات الانتقام والثأر من الماضي وتطاول الإسلام على بعض الديار الغربية، فلم تكن ممارسات العقيد السياسية خالية من استحضار هذه المعاني فتمرد طويلا على المعسكر الليبرالي الغربي قبل أن يأفل نجم السوفييت وتنكشف ظهور كثير من الأنظمة السياسية لتدفع فواتير مواجهات الكبار بأسعار يصل بعضها ما تبقى للبلد الصغير من كرامة وطنية توفق الليبيون إلى صونها والحفاظ عليها في زمن مجهول آفاقه أعظم من منظورها. ولكم كان جميلا بكاسترو العرب أن يواجه الذات السياسية البشرية القاصرة مهما عظمت ويمارس عملية التعديل والتصويب والتجريح لبعض السياسات التي خاضها الحكم تحت أنظاره لعل أخطرها عند الرحمن شطب فريق من الشباب المسلم ـ وللشباب أحلام مشروعة دائما ـ من الخارطة السياسية والجغرافية الليبية لأن كمشة من هؤلاء قد سقطوا في فخ العنف، فشلت الحكومة الليبية في احتوائهم بغير أدوات الحكم العنيفة التي تردع وتلغي بينما كان المطلوب مزيدا من الانفتاح السياسي على جميع الرؤى والفعاليات، ومن ثم تسهيل انخراطها في العمل العام ضمن هياكل خاضعة لقوانين البلاد لا ترى في نفسها بديلا على مؤسسات الدولة، وإن خالفت الحكم في تقدير المصالح وترتيب الأولويات، فهل أن النظام الذي استطاع أن يعارض الولايات المتحدة لعقود من الزمن سيعجزه تنوع العائلات السياسية الليبية وتنافسها الشريف والمنزه عن خسيس الأطماع خدمة للشعب الليبي الشقيق؟ لقد نجح النظام الليبي في فك الحصار الظالم كما أصاب في تفتحه على دول الاتحاد الأروبي الذي ساهمت المملكة المتحدة في بدء حوار طويل وشاق استغرق تسعة أشهر كاملة جمع كلا من البريطانيين والليبيين والأمريكيين كلل بنجاح استفادت منه  جميع الأطراف، نزع من الصدور أكواما من الضغائن والمؤاخذات. إن المنزع الجديد للحكم في ليبيا هو ما حملني على الكتابة والتدخل فيما يعنيني ويشغلني، وينبغي أن يشغل الصحافة ووسائل الإعلام الهادف والجاد لأهيب بالزعيم الليبي شخصيا وبطاقمه القيادي لكي يبادرروا إلى التخلي عن الرؤية الجامدة والمغلقة واليائسة من العلاقات العربية ـ العربية واستبدالها بمقاربة حية ومتمفتحة قابلة لاستيعاب الأنظمة العربية على اختلافها ومراعاة خصوصياتها وبالتالي محاولة لم الشمل العربي في حدود الامكان وخاصة النظام السعودي الذي تمت على أراضيه المقدسة تصفية أغلبية الخلافات العربية لأن تغيير الحاضر وضرورات المستقبل تستدعي إعادة الدفء إلى هذه العلاقات، ولأن العقل الليبي العملي يدرك أن الطلاق بين السياسة والأخلاق أشد فتكا بالدول من أسلحة الدمار الشامل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كاتب وإعلامي تونس مقيم في بريطانيا ـ صحيفة القدس العربي ليوم الاربعاء 16 ـ يوليو ـ 2008


من رجالات تونس وقصرهلال المسكوت عنهم غير المحتفى بهم،غير المكرّمين محمد بن عمر بوزويتة (1884-12 أوت 1944)

 
ولد محمد بن عمر بوزويتة بقصرهلال سنة1884،ولم يكتب له أن يتلقى من العلم شيئا فعمل صبّاغا ونساجا،ثم تاجرا في القطن ومواد الصباغة،وقد مكنته التجارة بحكم تردده على العاصمة وأسواقها خاصة من الاتصال بقيادة الحركة الوطنية،ومن بينهم عبد العزيز الثعالبي،فانخرط في الحزب الحر الدستوري عند نشأته،وانتخب عضوا بأول شعبة تأسست بقصرهلال أواخر سنة1921،وقد درج على الامضاء باسم محمد بن عمر بوزويتة للتمييز بينه وبين رفيقه في الشعبة محمد بن حسين بوزويتة. وكان من بواكير نشاطه ارساله في 9 ديسمبر1921 ببرقية الى المقيم العام الفرنسي شجب فيها مقابلته لوفد من الحزب الاصلاحي مؤكدا أنه لايعترف صحبة الممضين معه بغير الحزب الحر الدستوري ممثلا للأمة،وقد ورد نص البرقية بجريدةالصوابليوم9ديسمبر1921،ثم تولى رئاسة الشعبة بداية من شهر جانفي 1924وحتى تنازله عنها يوم 29 أوت 1937،ودشن رئاسته للشعبة فعقد بداره اجتماعا حزبيا أثناء تواجد الوفد الدستوري بالعاصمة الفرنسية في نوفمبر1924 أحيل من أجله على محكمة سوسة التي قضت بتغريمهلعقده اجتماعا عاما بدون رخصة. قاد وفد قصرهلال الى مؤتمر الحزب الحر الدستوري بنهج الجبل بالعاصمة يومي12و13ماي1933 وكان في مقدمة الوفود التي اقترحت تطعيم اللجنة التنفيذية للحزب بجماعةالعمل التونسي،ألقي عليه القبض،وأودع سجن المنستير،وضرب من طرف عاملها الملقب ببودبوسفي أوائل أكتوبر 1933صحبة علي الشملي واسماعيل سعيدان ومحمد الحجري بتهمة التشويش على الامام،ومن الطريف أنه بعث برسالة من سجنه صحبة ابراهيم بن ضياءوعلي الشملي وأحمد الشطي موجهة الىجمعية الرفق بالحيوانللتعبير عن سعادته لتكنه من مشاركة اخوانه في الانسانية،والاطلاع على حالتهم التعيسة،وقد تحدثت عن ذلك جريدتالسان الشعبوالزهرة. شارك في تأسيسنقابة النسج الهلاليةفي أواخر نوفمبر1933 وانتخب لعضويتها،رفض تسليم نادي الشعبة الدستورية يوم 2 جانفي 1934 ليعقد فيه المنشقون عن الحزب اجتماعا،ثم حضر الاجتماع بدارأحمد عيّاد متنكرا أول الأمر،لعب صحبة أحمد عيّاد دورا أساسيا في الاعداد لمؤتمر البعث ماديا وجماهيريا اذ بقيت الصلات بين المنشقين والرجلين موصولة من جانفي الى مارس1934،حضر المؤتمر يوم 2 مارس1934،وترأس فعالياته ،وانتخب عضوا بالمجلس الملّي للحزب،والجدير بالذكر اضافة الى ماكتبه سعيد أبو بكر عن المؤتمر،أن بوزويتة كان أحد اثنين صوتا ضد قبول النواب الخمسة الذين كنت نيابتهم غير قانونية،وقد تم قبول النواب بأغلبية الأصوات،وهذا الموقف يدل على الصرامة التي اتسمت بها مواقفه عموما،ويفسر الكثير من الأحداث السابقة واللاحقة للمؤتمر. بمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب القديم في 26 أفريل1934 كلّفه الديوان السياسي صحبة عبد الكريم الواد رئيس الشعبة الجديدة بالمكنين بالتوسط لدى أحمد الصافيالذي استمع اليهما ثم طردهما من مكتبه،واثر ذلك وفي غرة ماي 1934 حضر اجتماعا بمكتب الحبيب بورقيبة رفقة ثلة من أعضاء المجلس الملي لتدارس نشاط الحزب الجديد،وبمناسبة صدور جريدةالعملفي غرة جوان 1934 كتب مهنئا ومتمنيا أن تكون لخدمة الأمة والوطن لا لشتم الأشخاص والطعن،وقد استشهد بالمناسبة ببيتين من الشعر حسبهما محمدعلي بلحولة من نظم بوزويتة،والرجل كان شبه أمي.واثر ايقاف الحبيب بورقيبة يوم 3 سبتمبر1934 التقى بوزويتة بمحمد زخامة بالمكنين للتنسيق واتخاذ موقف مشترك،ثم ساهم مساهمة فاعلة في مظاهرة المكنين يوم 5 سبتمبر1934،وبالموازاة مع العمل السياسي استمر نشاطه على صعيد الاصلاح الاجتماعي،فراسل الصحف محذرا من ردود فعل بعض الرجعيين بقصرهلال. ألقي عليه القبض في شهر جانفي 1935 وأودع سجن سوسة،وقد طلب وكيله السراح المؤقت،فلم تكتف المحكمة بالرفض يوم 22 فيفري 1935،بل قررت زيادة سجنه على ذمة التحقيق مدة شهرين آخرين،وقد تأخر القبض عليه الى شهر جانفي فذلك لأنه حاول الالتجاء الى طرابلس عقب حوادث سبتمبر1934.ومن الطريف أن نعلم أنه تلقى بسجنه بطاقة بريدية من الحبيب بورقيبة المبعد ببرج البوف،رد عليها برسالة مؤرخة في 4 مارس 1935،ولم يلبث حتى ألحق بمراسله ببرج البوف اثر صدور قرار بابعاده في 17 نوفمبر 1935،وقد اشترك معه في خيمة واحدة بداية من ديسمبر1935،وهناك جرى بين الرجلين حوار ساخن ظاهره لطيف عاب فيه بورقيبة على بوزويتة موقفه في جانفي 1934،وعاب فيه بوزويتة على بورقيبة امضاءه على رسالتي الاستعطاف الى الجنرالأزان،وقد بقي كل من الرجلين متمسكا بموقفه الى النهاية. اثر صدور بلاغ من الاقامة العامة يوم 22 أفريل 1936 بالترخيص للمبعدين الثمانية الباقين بالرجوع الى التراب المدني،سكن بوزويتة مع الطاهر صفر بزاوية سيدي عبد القادر في حومة السوق بجربة،وعند السماح لبقية المبعدين بالعودة الى ديارهم يوم 22 ماي1936 عبّر بوزويتة اثر عودته عن مناهضته الشديدة لتخاذل المبعدين معتبرا اياه خيانة،وتخلى لذلك عن مسؤولياته الحزبية،وأصر على ذلك الى آخرحياته مفضلا العمل كجندي بالحزب،وقد اكتفى بقبول العضوية بشعبة قصرهلال عند تجديدها يوم 29 أوت1937.رأى في عودة عبد العزيز الثعالبي الى تونس أملا في رأب الصدع بين الحزبين،وهو الأمل الذي ما انفك يراوده،فأمضى في عريضة يؤيد فيها مساعي الثعالبي،ويدعو فيها الى الوفاق والاتحاد،ولا شيء غير ذلك،وقد استغلت جريدةالارادةومن ورائها اللجنة التنفيذية العريضة،فنشرتها في 26 نوفمبر1937 وجعلت منها عريضة تأييد واستنكار وتبرّي. وقد تبرأبوزويتة من المقاصد المنسوبة للعريضة،وطلب أثناء اجتماع عام انعقد بقصرهلال في 6 ديسمبر1937 تأليف لجنة بحث حزبية،فتألفت عوضا عن ذلك لجنة تأديب برئاسة الطاهر صفر،وحكمت غيابيا بتوجيه اللوملثبوت ارتكابه لما من شأنه أن يلحق الضرر بالحزب،وقد اغتنمت جريدةالارادة الفرصة مرة أخرى فخصصت لقضية بوزويتة كامل عددها ليوم 30 ديسمبر1937داعية اياهبأب الحركة الوطنية بقصرهلال،وقد رد رجال الشعبة بقصرهلال على ذلك بعريضة أخرى حملت 800 امضاء كذبت فيها مزاعم الجريدة.واستمرت حرب العرائض بين صحيفتي العملوالارادةردها من الزمن،وقد اغتنم كاهية المكنين هو الآخر الفرصة،فدعا بوزويتة بمناسبة انعقاد اجتماع حزبي عام بقصرهلال يوم 6 فيفري 1938 محملا اياه مسؤولية كل سوء يلحق ببورقيبة أثناء الاجتماع،وبذلك تكون القطيعة نهائية بين بوزويتة وبورقيبة،وهي القطيعة التي بدأت في جانفي1934 حين رفض تسليم نادي الشعبة من منطلق الانضباط الحزبي،وازدادت خلال المؤتمر باعتراضه على تكثيف الحضور ولو على حساب الشرعية،واستفحلت ببرج البوف حين اعتبر تصرف الديوان السياسي هروبا منسياسة المعارضة الى سياسة المشاركة. وقد ذكر الحبيب بورقيبة في خطاب 6 مارس1959 مايلي،كان لشعبة قصرهلال الدستورية وزنها في الحزب،ولعل ذلك راجع الى نشاط ومقدرة قادتها الأولين أمثال المرحوم محمد بوزويتة،وقد كانت محاولاتنا الأولى نحن جماعة المنشقين على قلة عددنا منصرفة الى جلب شعبة قصر هلال لصفنا كي يكون لنا وزن لدى الدستوريين،وذكر أحمد بكير محمود،كان أعوان بوزويتة في كل مكان يوجهون ويراقبون،ويدعون السكان،فاذا أمر بأمر نفذ في دقائق،واذا أراد اجتماعا دعي اليه كل الناس بعد ساعة واحدة،وصار الجميع هيكلا واحدا يعمل بمجموعه،كذلك الشعب المجاورة لقصرهلال تعمل كلها بأمربوزويتة…،وذكرمصطفى كريّم،شعبة قصرهلال كانت احدى الشعب القليلة التي برهنت عن حيوية كبيرة لأنها كانت تضم مناضلين ذوي قيمة رفيعة كمحمد بوزويتة وأحمد عيّاد،أما محمد الهادي العامري فوصفه بالرجل الصلب الحديدي ذي الشخصية الممتازة. كان المناضل الكبير والدستوري الفذ معول هدم،وكذلك معول بناء،قاوم البدع والأوهام بلا هوادة،وبنى معاقل الوعي في مستوياته التعليمية والجماهيرية،فكان وراء فكرة بناء مدرسة الهلالمدرسة الحاج علي صوة،وكان وراء جمعية هلال المراسحالتمثيلية،وكان وراء الحركة الكشفية،وكان وراء الحركة التعاضدية،وكان قبل هذا وذاك قطب كل تحرك سياسي بقصرهلال،بل كل تحرك وحسب،ودفع ثمن كل ذلك غاليا،وكسب خلودا……………………….


أحمد فؤاد نجم: مرّ الكلام، زيّ الحسام، يقطع مكان ما يمرّ

 

 
المؤلف: القاهرة – ليس في جبل المقطم من لا يعرف بيت «الفاجومي». وليس في العالم العربي من لا يعرف قصيدة من قصائده عن ظهر قلب. إنّه صاحب «مصر يامّة يا بهيّة» التي حملها الشيخ إمام إلى كل وجدان. جلسة مع المحارب القديم الذي لم يقعده المرض، ولم يتعب من تحدّي الحاكم المستبدّ أقترِبُ من أحمد فؤاد نجم وأسأله: بصراحة، ألا زلت عند رأيك أن مصر «هتقوم تاني»؟ يعتدل في جلسته على الأريكة العتيقة في «دار ميريت» في وسط القاهرة، ينظر إليّ بثقة: «هتقوم تاني وتالت ورابع، وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها، إبداع هذا الشعب لا ينتهي». هدف لقائنا اليوم ليس الحديث في السياسة. جئنا لألف سبب وسبب، وكل من تلك الأسباب يستدعي لقاءً خاصاً بشاعر العامية المصرية الكبير (1929) الذي لم يتوقف إلى اليوم عن الكتابة، ولا… عن النزول إلى الشارع. اعتاد كثيرون منا، في الأشهر الماضية، أن يستقبلوا على بريدهم الإلكتروني قصائد منسوبة إلى نجم، عادة ما تحمل عنوان «أحدث قصائد الفاجومي». محاولات هجينة تستعير ــــ أو تحاول استعارة ــــ أسلوبه، وتوجه نقداً شديداً مقذعاً بلغة يشوبها التقذيع، إلى رموز الحكم المصري. أما موقف الفاجومي، فيبدو أشد غرابة من الظاهرة نفسها: إنّه ببساطة غير مهتمّ بالتبرّؤ من تلك القصائد أو نفي نسبتها إليه: «إنّهم يحتمون بي. لا ضرر في ذلك. المهم أن يتجرّأوا على تلك الأصنام التي تحكمنا». وحين يتدخل محمد هاشم ناشر «ميريت» معترضاً، ويلفت إلى سوء مستوى تلك القصائد في معظم الأحيان. يهز نجم رأسه كمن سمع هذا الرأي من قبل: «صافيناز قالت لي أن تلك القصائد لا بد من أن تحتوي حداً أدنى من الشعر على الأقل، لكني أجبتها: «دعوهم يستخبوا فيّا، وماله؟». صافيناز هي صافيناز كاظم الكاتبة وزوجته السابقة وأمّ ابنته نوارة. يستطرد نجم: «من يعلم؟ ربما خرج من بين هؤلاء شاعر كبير!». ذكر الزوجة والابنة يأخذنا إلى الحديث عن الصحة والمرض. بعد تعافيه من الجلطة التي أصيب بها العام الماضي، فرضت عليه أسرتاه ــــ السابقة والحالية ــــ طوقاً من الرعاية. لكن من يقدر على حصار الشاعر المتمرد الذي عجزت معتقلات عبد الناصر والسادات عن إخضاعه؟ «صحتي لا تشغلني ــــ يقول ــــ لو كنت أوفّر صحتي لما استطعت التعافي بهذه الصورة من جلطتين متتاليتين. يريد الأطباء أن أغيّر عاداتي وأخضع لقواعد صحية صارمة. لكن قل لي: ما الفائدة إذا كسبت سنة إضافية لأقضيها مقيّداً وجالساً كالسجين؟ لا يبدو هذا الكلام مطمئناً من رجل في التاسعة والسبعين. أخبره بمخاوفي، فينفث دخان سيجارته «غير البريئة»، ثم يحكي نكتة: «ذهب رجل للطبيب، واشتكى له مرضاً غريباً يقضي على أفراد عائلته بمجرد أن يتم الواحد منهم سن الثانية والخمسين، أي أكبر بعام واحد من العمر الحالي للرجل. فسأله الطبيب: هل تدخن؟ «كلا»، قال الرجل. هل تشرب؟ «كلا». هل تحشّش؟ «كلا». هل تطارد النساء؟ «كلا». عندها صرخ فيه الطبيب: «لماذا تريد أن تعيش إذاً، يا حيوان؟». ينتهي من الكلام وينفجر ضاحكاً. هذا الرجل أكثر من أسطورة، وأبسط من أي مواطن في الشارع. الشاعر الذي لقّب بـ«الفاجومي» لتمرّده، أسس مع الشيخ إمام عيسى ثنائياً فريداً منذ لقائهما عام 1962. في البداية وضعا معاً أغنيات حبّ نادرة أشهرها «أنا أتوب عن حبك»، «عشق الصبايا»، «ساعة العصاري». ثم صار بيتهما المتواضع في حي الغوريّة القاهري محجة للصحافيين والمثقفين والخوارج. من هنا طلعت أغنيات شهيرة لا تحصى، تربّت عليها أجيال متلاحقة في المغرب والمشرق على السواء. بعد النكسة بدأ التحول الكبير في مشوار نجم الشعري، وأسس مع إمام أبرز تجربة في مجال الأغنية السياسية العربية. وكانت أغنيتهما «الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا» أول أغنية تجرؤ على السخرية من جمال عبد الناصر. ثم انهمرت الأغنيات الرائدة «بقرة حاحا»، «مصر يامة يا بهية»… ودخل نجم وإمام المعتقل. بعد موت عبد الناصر، أفرج السادات عن الثنائي. لكن سرعان ما عادا إلى المعتقل بعد «كامب دايفيد»، وبقيا فيه حتى اغتيال السادات (1981). منتصف الثمانينيات جاءت سنوات التكريس، بعد أن دعاهما وزير الثقافة الفرنسي الاشتراكي جاك لانغ، للغناء في باريس. ثم نشبت بينهما الخلافات، ومات الشيخ الضرير في عام 1995. لكنّ نجم لم يهدأ، ولم يتوان عند خوض أشرس المعارك السياسيّة من خلال قصائده الحادة والبليغة. «لقد عدت إلى روتيني اليومي»، يقول. «أستيقظ مبكراً جداً، أفتح قناة «الجزيرة» لمشاهدة أول نشرة صباحية، عندما تحتدم الأزمات اللبنانية أشاهد «المنار» أيضاً، لأنها تتحدث بلسان «المقاومة»، أشرف فعل في التاريخ. بعد نشرة الصباح، أنزل إلى حواري المقطم، أشتري الفول من عند «أنور»، العيش من عند «أبو أحمد»، الصحف من عند «حسن». أتمشى في مفارق الحي، أحيانًا «استجدع» وأقوم بدورة كاملة من كيلومترين، ثم أصعد السلّم حتى شقتي في الطابق الخامس… تمرين رائع، لا تطلبوا مني أكثر من ذلك! يعني هالعب كورة؟ زمان كنت بالعب كورة». يبتسم ويتابع تفاصيل صباحه. الإفطار ثم قراءة العمود الذي يكتبه يومياً في جريدة «الدستور». ثم يكتب العمود الجديد ويرسله بالفاكس… حتى الظهيرة إذاً يبدو على درجة عالية من النشاط. بعد ذلك يذهب إلى «ميريت»، مشيراً إلى محمد هاشم: «هذا الشيطان يغويني، يجمع عنده صعاليك القاهرة. نعم صعاليك ــــ يؤكد ــــ صنّاع حياة المدينة التحتية، السرية». يحكي فجأة عن أحد أشهر صعاليك القاهرة: الشاعر عبد الحميد الديب (1898 ــــ 1943). ذات يوم أهداه أحدهم معطفاً جديداً، وحين طلب إليه أن يترك عنوانه البريدي، كتب: «عبد الحميد الديب ــــ القاهرة ــــ البالطو»، ذلك أن البالطو كان منزله الوحيد! لكن، هل عنوانك البريدي أنت هو حقاً: «أحمد فؤاد نجم، القاهرة، المقطم»؟ يومئ برأسه إيجاباً. ليس هناك في جبل المقطم من لا يعرف بيت «الفاجومي». يتفق أحمد فؤاد نجم مع محمد هاشم على ترتيبات تحرّك في وسط البلد (أجهضته السلطات قبل أن يتم) الثامنة مساء الثلاثاء 10 يونيو، احتجاجاً على اعتداءات قتل خلالها عدد من الأقباط في الأيام الأخيرة. يحتد نجم، ما تقولش «أقباط»، قل «مصريين»! كيف أسمّيهم أقباطاً، ثم أطالب بإلغاء خانة الديانة من بطاقة الهوية؟ سنقف احتجاجاً على قتل مصريين، استبيحت دماؤهم رغم وجود مليون شرطي لا يحرسون سوى حسني مبارك. ها قد عدنا إلى السياسة! لكن إيمانه بالأجيال الجديدة لا يقتصر على السياسة، يؤمن أنها ستنتج أجمل الآداب والفنون من جديد، «جيلكم هيكسّر الدنيا» يقول. أنتهز الفرصة وأهديه نسخة من ديواني. يأخذه ثم يشير إلى صدره: إحنا عملنا اللي علينا، وسلّمناكم شعر العامية المصرية شامخاً، قوياً كالأسد. يشعل سيجارة جديدة، فأتمنى له دوام الصحة، وأنصرف. قدّم نجم امس أمسية مشتركة مع الشاعر تميم البرغوثي في قصر «الأونيسكو» في بيروت . (المصدر جريدة القدس( فلسطين ) بتاريخ 20 جويلة 2008)


 

الحكم ليوسف اسلام بتعويض عن اتهامه بالتفوق الذكوري

 
لندن – ا ف ب: وافق يوسف اسلام، المغني والمؤلف الموسيقي البريطاني الشهير الذي كان يسمى كات ستيفنز قبل اعتناقه الاسلام، على قبول تعويض كبير واعتذارات عن مقالات وصفته بانه مسلم اصولي يؤمن بالتفوق الذكوري كما اعلن محاموه. وبذلك ستدفع وكالة انباء ‘وورلد انترتينمنت نيوز نتوورك’ وموقع ‘كونتاكتميوزيك.كوم’ الالكتروني ليوسف اسلام ‘تعويضات ضخمة’ عن الادعاءات الكاذبة التي اتهماه بها وذلك بموجب اتفاق بين الاطراف اقرته المحكمة العليا في لندن. واكدت المقالات التي نشرت في آذار (مارس) الماضي بمناسبة احتفال بتسلمه جائزة في المانيا ان هذا الفنان (59 عاما) يرفض التحدث الى اي امراة غير محجبة كما يرفض التحدث الى النساء بلا وسيط كما اوضح محاميه ادم تودور. واشار المحامي الى ان هذه الادعاءات تسببت له في ‘احراج كبير وألم شديد’ لانها اعطت ‘انطباعا خاطئا تماما عن موقفه من المرأة’ وحقرت من ايمانه. واوضح ان ‘اسلام لم يجد ابدا اي صعوبة في العمل مع النساء سواء لاسباب دينية او غيرها من الاسباب. وهناك الكثير من النساء بين الاعضاء المهمين في فريق عمله’. واوضحت متحدثة باسم مكتب كارتر- راك للمحاماة ان قيمة التعويض المحددة التي ستقدم لجمعية خيرية لن تعلن. وكانت اعمال كات ستيفنز لموسيقى الفولك روك حققت نجاحا كبيرا في الستينات والسبعينات قبل ان يعتنق الاسلام وهو في قمة مجده عام 1977 ويكرس نفسه للتعليم ولأعمال الخير. وفي عام 2006 اخرج البوما جديدا كان الاول له منذ 28 عاما بعنوان ‘اناذر كب’ (فنجان آخر). (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  2008)

الفـــــــــــــــن والكـــــــــــرامة    
 
د. أحمد الخميسي في بعض الأحيان تقدم لنا الفرقة القومية العربية للموسيقى ، وغيرها عروضا موسيقية لإحياء ذكرى فنان كبير مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب ، أو غيره ، وفي تلك الساعات القليلة تتضح قدرة الفن الغريبة والموسيقى تحديدا . ذلك أن للأغاني مقدرة عجيبة على اختزان مالا يستطيع الأدب أو المسرح أوغيره أن يختزنه من مشاعر . فالأغاني أقرب لذاكرة الدماء منها لذاكرة الوعي. وقد جرت ألحان محمد عبد الوهاب في شرايين أجيال مصرية وعربية عديدة ، وصاغت في القلوب شكل ذكرياتها العاطفية والوطنية . ومحمد عبد الوهاب الذي ولد في منطقة باب الشعرية الفقيرة ، هو الرأس  الموسيقى الأكبر بعد خالد الذكر سيد درويش . ومثلما أقام نجيب محفوظ  الرواية العربية ، وأقام توفيق الحكيم المسرح العربي ، فإن عبد الوهاب هو مؤسس قالب الأغنية الحديثة في مصر بكل روافدها. وقد قام بدوره الريادي ذلك جنبا إلي جنب مع عملاقين آخرين في عالم الموسيقى هما رياض القصبجي ، ومحمد السنباطى . لكن عبد الوهاب كان الأوفر عطاء والأكثر تنوعا فلم يترك شكلا موسيقيا إلا وطرقه : لحن المعزوفات الآلية مثل ‘ المماليك ‘ وغيرها ولحن الأغنيات الخفيفة مثل ‘ أحبك وأضحي لحبك ‘ لشادية ، ولحن القصائد الموسيقية الفخيمة مثل ‘ الجندول ‘ ، والطقطوقة مثل ‘ قلبى بيقول لى كلام ‘ ، والنشيد الوطنى العاطفى مثل نشيد ‘ يانسمة الحرية ‘ ، وحاول عبد الوهاب أن يطرق باب المسرح الغنائي بمشاهد درامية ومقاطع من مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي ، لكنه لم يستطع أن يواصل دور سيد درويش مؤسس المسرح الغنائي ، والدراما الموسيقية . ومع ذلك فقد أقام عبد الوهاب مدينة كاملة للأغاني بمختلف أساليبها وعمرها بالبيوت والمشاعر الموسيقية فلم يعد الموسيقيون من بعده يدخلون إلي فراغ ، ولكن ينشئون ويطورون معتمدين على ما تركه الفنان الكبير من قواعد وخبرات ريادية . أيضا كان عبد الوهاب أكثر الموسيقيين جرأة في تجريب الالآت المختلفة الوافدة بكل ما تحمله معها من طعوم موسيقية جديدة. وهو أول من أدخل آلة ‘ الماندولين ‘ إلي التخت المصري . لكن المدهش أن الجمهور الذي يحضر الحفلات التي يعاد فيها إنشاد أغاني عبد الوهاب كان يبدي حماسه غير المسبوق بالذات لأغنيات عبد الوهاب الوطنية مثل أغنية ‘ أصبح عندي الآن بندقية ‘ ( غناء أم كلثوم ) ، وأغنية ‘ وطني حبيبي الوطن الأكبر ‘ غناء مجموعة من الفنانين ، وقد لاحظت نفس الظاهرة في مسارح مصرية أخرى ، وفي عروض أخرى ، وعلى سبيل المثال فقد عرض المسرح القومي ذات يوم ‘ أمسية لصلاح جاهين ‘ ، وهناك غمرت القاعة موجة نارية من الحماس مع أغنية بالأحضان لعبد الحليم حافظ ! وهو ما حدث أيضا خلال عرض فيلم ‘ ناصر 56 ‘ للنجم الراحل أحمد زكي ، فقد أصاب المشاهدين نوع غريب من الحماس تجاوبا مع مشاهد التحدي المصري للاستعمار ومع مشاعد الزعيم جمال عبد الناصر وهو يخوض معارك التحرر. ألا يشير ذلك إلى أن لدى الجمهور شوقا ملحا لما يمكن أن نسميه ‘ الكرامة في الفن ‘ ؟ وأننا صرنا نفتقد لذلك النوع من الموسيقى والأدب الذي يغذي الشعور بالتحدي والعزة ؟ ألا يشير ذلك إلي أن بناء هذه الكرامة في الثقافة والفن أصبح مطلبا قوميا ؟ وأن معظم ما نقدمه الآن من أغنيات وموسيقى أشبه ما يكون بلحن الهزائم ؟ بل وأقرب إلي الرقص المذبوح على إيقاع الشعور بالإحباط واليأس ؟ إننا أحوج ما نكون إلي فن يلهم الناس مرة أخرى الحماسة، والشجاعة ، والأمل . أليست هذه هي مقدرة الفن وواجبه ودوره ؟ أم أن حياتنا صارت خالية من أي انتصار ملهم يبعث في نفوس الفنانين اللحن المنشود ؟  ***   أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com

 

الجامعة العربية تتكتّم على خطة وساطة لنزع فتيل ازمة البشير

 
القاهرة – العرب اونلاين – وكالات : حل الأحد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالعاصمة السودانية الخرطوم ليعرض « خطة عمل » على الرئيس عمر البشير وتتكتم أوساط الجامعة على تفاصيل الخطة، إلا أن توقعات المحللين تقول إنها ستحتوى على مبادرة فى شكل وساطة لنزع فتيل الأزمة بين المدعى العام أوكامبو والرئيس البشير. وكان موسى اعلن خطة العمل هذه اثناء اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب عقد السبت فى القاهرة. وقال موسى « سوف ننسق مع الاتحاد الافريقى وسنواصل الاتصال بالامين العام للامم المتحدة « بان كى مون » وبعدد من المرجعيات الدولية الكبيرة لتبادل بعض المقترحات للتعامل مع هذا الموقف الخطير ». وحذر من ان هذا « الموضوع الخطير لن يعالج بشعارات او ادانات ولكن بموقف رصين اجماعى من الجامعة العربية بتعاون وثيق مع الاتحاد الافريقى والامم المتحدة »، مشيرا الى وجود شقين، قانونى وسياسي، لهذه الازمة ينبغى التعامل معهما. من جهته، حذر وزير الخارجية المصرى احمد ابو الغيط امام الصحافيين من « خطورة التعامل غير المسؤول مع الاوضاع فى السودان »، معتبرا « ان ذلك قد يؤدى الى زعزعة الاستقرار الامنى والسياسى فى هذا البلد وفى اقليم دارفور خصوصا ». ويقول محللون إن هذه التصريحات « التحذيرية » تحمل بصمات الاعتدال العربى الذى يطلب الحكمة والوسطية والهدوء والعقلانية من النظام السودانى الذى سبق أن هدد بالتصعيد. وتقوم « الخطة العربية » وفق ما يتوقع المراقبون على محاكمة الأشخاص المهمين الذين طالبت محكمة الجنايات السودان بتسليمهم، فى الخرطوم وليس خارجها، على أن تكون الأحكام وفق انتظارات المدعى العام. وفى هذا السياق، شدد الوزراء العرب على « اهلية القضاء السوداني »، مؤكدين انه « صاحب الولاية الاصيلة فى احقاق العدالة »، فى اشارة الى انهم يرغبون فى تولى القضاء السودانى التحقيق فى جرائم دارفور ما يسقط تلقائيا ولاية المحكمة الجنائية الدولية وفقا للوائحها. ودعوا الى « استكمالات المحاكمات » التى جرت فى السودان فى جرائم دارفور « وتحقيق العدالة الناجزة بمتابعة من جانب الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ». ولم يشر الوزراء العرب الى الفكرة التى طرحت فى وقت من الاوقات وتقضى بالطلب من مجلس الامن الدولى تبنى قرار يطالب المحكمة الجنائية الدولية بتعليق اجراءاتها خلال عام.  (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 20 جويلية 2008)


 

العدالة المغربي يتجه لإعادة انتخاب العثماني

 
أحمد حموش 
جانب من المؤتمر الرباط – تظهر توجهات المؤتمر الوطني السادس لحزب العدالة والتنمية المغربي أنه يسير نحو إعادة انتخاب د.سعد الدين العثماني، الأمين العام الحالي للحزب لفترة ولاية ثانية تمتد لأربع سنوات باعتباره « رجل التوافقات ». وفي ختام أعمال المؤتمر اليوم الأحد 20-7-2008 يجرى التصويت لانتخاب الأمين العام للحزب وأعضاء الأمانة العامة (أعلى هيئة تنفيذية) وأعضاء المجلس الوطني. وبخلاف أعضاء « العدالة والتنمية » الذين يبدي أغلبهم ميولهم لاختيار العثماني على رأس الحزب مجددا، لم يخف مسئولون في النظام المغربي رغبتهم في رئاسة العثماني لولاية ثانية، معتبرين إياه « رجل التوافقات ». في المقابل، عبر مؤتمرون من أعضاء الحزب -رفضوا ذكر أسمائهم- في تصريح خاص لـ »إسلام أون لاين.نت » اليوم عن قلقهم المتزايد من استمرار أغلب القيادات في مسئولياتها منذ أكثر من عشر سنوات، مؤكدين ضرورة أن يغادر بعض منهم منصبه لإفساح المجال أمام قيادات شابة قادرة على التفاعل مع التحديات الجديدة التي تفرض نفسها على التنظيم. وتنص قواعد التصويت لاختيار الأمين العام على تقديم المجلس الوطني عددًا من المرشحين، يُختار منهم ثلاثة ممن حازوا أكثر من 10% من الأصوات، وتعاد بعدها عملية التصويت لاختيار الأمين العام من بين الثلاثة، ويمنع التجديد للأمين العام لأكثر من ثلاث ولايات مدة كل منها 4 سنوات متصلة. مسئولية الجميع وخلال كلمته أمس السبت بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر المقام تحت شعار « لا حياة سياسية بدون مصداقية » أكد العثماني مبدأ النضال الديمقراطي الذي رفعه الحزب كمدخل للإصلاح السياسي في المرحلة القادمة وأعطاه الأولوية. وقال العثماني: « إن رد الاعتبار للحياة السياسية والحزبية والمؤسساتية المنتخبة هي مسئولية تقع على عاتق الجميع، لكنها على عاتق الناشطين الحزبيين آكد وأوجب ». وفي تلميح للانتخابات البلدية التي ستجرى العام المقبل ويعزم الحزب المشاركة فيها بقوة، شدد العثماني على أن « إجراء انتخابات خالية من الشوائب يتطلب إرادة وطنية جماعية للإصلاح ». وأضاف: « ويحتاج أيضًا إلى أحزاب سياسية فاعلة ومسئولة، وذات جاذبية قوية، ومستعدة للإدماج الفعلي للطاقات والكفاءات، تقوم بواجبها في مقاومة عوامل الفساد الذاتي بتكريس الممارسة الديمقراطية الداخلية والشفافية في العلاقات والانتدابات، وإلى مواطنين واعين بحقوقهم وواجباتهم ». ومن جهتهم، انتقد بعض المشاركين أعمال المؤتمر قائلين: « إنه كان يجب أن تنصب في جزء منها على حصيلة السنوات العشر الماضية منذ بدء المشاركة الانتخابية، وأن يقدم الأعضاء الأوراق المعدة للنقاش قبل وقت كاف لدراستها، والإسهام في تطويرها عبر نقاش حقيقي، بدل المجيء لسماع الكلمات الافتتاحية ومتابعة النقاشات السريعة في اللجان ثم المرور نحو التصويت ». وفاز العدالة والتنمية في أول مشاركة له بالانتخابات البرلمانية عام 1997 بتسعة مقاعد، ليضاعفها إلى 42 مقعدًا من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 325 مقعدا في انتخابات 2002. بينما لم يضف إلا أربعة مقاعد في انتخابات 7 سبتمبر 2007 بعدما فاز بـ46 مقعدا فقط، متهما السلطة بـ »غض الطرف عن الفساد الانتخابي » الذي ساهم في عدم حصوله على المرتبة الأولى كما كان يتوقع الجميع. حضور نوعي ووسط حضور جماهيري مكثف ملأ أركان القاعة المغطاة بالمركب الرياضي « الأمير مولاي عبد الله » بالعاصمة الرباط، تميز اللقاء الافتتاحي للمؤتمر السادس بحضور قيادات سياسية محلية وإسلامية كبيرة، في مقدمتها مسئولو ثلاثة أحزاب جزائرية هي: حركة مجتمع السلم (حمس)، وجبهة التحرير الوطني، وحركة الإصلاح الوطني. كما حضر من تركيا وفد عن حزب « العدالة والتنمية »، ووفد عن حزب « السعادة » برئاسة زعيمه رجائي قوطان، الذي شدد في مداخلة له على أهمية العمل السياسي بالنسبة للحركة الإسلامية، موضحا أنه « إضافة نوعية من شأنها الدفاع عن مصالح الأمة وتوحيد الشعوب ». (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 جويلية 2008)

 

تناقض المصالح المغاربية يقوض اتحاد ساركوزي

 

 
د. أميمة أحمد   هل يسير العرب خلف ساركوزي للنهاية؟ « مستقبل أوربا يوجد في الجنوب، وبإدارة ظهرها للمتوسط تقطع ليس فقط منبعا ثقافيا وأخلاقيا وروحيا بل تقطع مستقبل أوربا في الجنوب ومستقبل أفريقيا في الشمال ». هذا ما قاله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم 23/10/2008 في خطابه بمدينة طنجة المغربية خلال أول زيارة رسمية له إلى المملكة المغربية. بهذه العبارة، ومن قبلها وعود ساركوزي الفرنسيين بمكاسب جمة يدرها مشروع الاتحاد المتوسطي، غازل ساركوزي أوروبا بتحقيق الأمن الجماعي في البحر الأبيض المتوسط، وغازل أيضا الشركات الفرنسية التي وجدت نفسها خلف الركب الأمريكي بعد أن بلغت الاستثمارات الأمريكية في دول المغرب العربي أضعاف الاستثمارات الفرنسية، ففي الجزائر وحدها يقدر حجم الاستثمار الأمريكي أكثر من 6 مليار دولار أمريكي منها نحو 4.5 مليار دولار أمريكي في مجال النفط، بينما الاستثمار الفرنسي لا يتجاوز 2 مليار دولار أمريكي. ولم يكتف ساركوزي بغزل فرنسا وأوروبا، بل جعله خارجيا كذلك بانضمام إسرائيل إلى تجمع إقليمي يلقي بعض المصالح العربية في أحضان التطبيع مع إسرائيل. وبهذا يكون ساركوزي وفيا لجذوره اليهودية بدعم إسرائيل، حتى لو حاول شد المظلة الأمريكية ولو قليلا عن إسرائيل لتكون فرنسا شريكا في هذه المظلة. يبدو ساركوزي كذلك وكأنه يخوض مع الأمريكيين كفاحا « وديا » للحفاظ على مناطق نفوذه القديمة في بلدان المغرب العربي وخاصة في المستعمرات الفرنسية السابقة: الجزائر، وتونس، والمغرب. لا شك أن ساركوزي يدرك حجم وخطورة هذه المعركة الكفاحية، ليس على المصالح الفرنسية بل والأوربية عموما، ولكي يكسب هذه المعركة أو على الأقل  يحقق نصرا جزئيا فيها، لابد أن تقتنع شعوب الضفة الجنوبية بما يمكن أن تجنيه من فوائد انطلاق الاتحاد الجديد. مواقف متباينة ظاهريا مرت القمة التأسيسية لتدشين الاتحاد الجديد بسلاسة وسلام، لكن خلافات دول اتحاد المغرب العربي إزاءه لا زالت جلية. ولعل فشل القمة المغاربية التي استضافتها ليبيا يوم 13 يونيو 2008 وحضرتها سورية، والتي لم تستمر سوى ثلاث ساعات لا أكثر، وانفضت دون صدور بيان عنها، لهو مؤشر على عدم وجود رؤية مشتركة ولو بالحد الأدنى لدول الاتحاد المغاربي خاصة وللمجموعة العربية عموما كي تطرحها خلال انعقاد القمة التأسيسية. فقد اعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي مضيف القمة العربية المصغرة مشروع ساركوزي بمثابة إهانة للبلدان العربية والأفريقية، وقال في كلمة افتتاح تلك القمة « نحن بلدان أعضاء في الجامعة العربية وكذلك في الاتحاد الأفريقي.. وعلى شركائنا (يقصد الأوربيين) أن يفهموا هذا جيدا، وإذا أرادت أوربا التعاون فلتفعل مع الجامعة العربية أو الاتحاد الأفريقي، لا نقبل أن تتعامل أوربا مع جزء واحد من هذه الدول ». الزعيم المخضرم، والذي يعتلي كرسي السلطة منذ العام 1969، يعلم علم اليقين كما يعلم قادة الدول العربية والأفريقية أن تلك التجمعات الإقليمية التي يعتد بها للتعاون مع أوربا قد أظهرت عجزها في حل مشاكل داخلية لدول تنضوي تحت لوائها، وفتحت الباب واسعا أمام التدخل الغربي، كما أن الواقع الرسمي للدول العربية والأفريقية الراهن لا يمنحها قدرة التفاوض والرفض لأي مشروع يطرحه الطرف المهيمن على القرار الدولي، والذي أصبح بيد أمريكا بلا منازع. وليس سرا أن مثل هذا الرفض الليبي لا يخرج عن السياق العام للموقف العربي  والأفريقي المألوف بالشجب والاستنكار، لذا لم يؤثر غياب ليبيا بأي قدر على القمة الأورومتوسطية. لكن ماذا بعد قمة تأسيس هذا الاتحاد بالنسبة لدول اتحاد المغرب العربي التي تعتبر النواة الأساسية لهذا الاتحاد؟. لاحظنا تباينا « محتشما » لمواقف دول اتحاد المغرب العربي إزاء الاتحاد من أجل المتوسط، يدور حول مصالح فردية لتلك الدول. المغرب وافق على الاتحاد من أجل المتوسط شريطة أن يكون له وضع متميز في علاقاته مع الاتحاد الأوربي، كما صرح الملك المغربي محمد السادس إبان زيارة ساركوزي للمغرب في أكتوبر الماضي، واعتبر العاهل المغربي مشروع الاتحاد المتوسطي تكريسا لـ « الدور الرائد » للمغرب على صعيد التقريب بين ضفتي المتوسط، ورأى أن الاتحاد خطوة ستساهم في تشكيل أسس جديدة بين « أوربا وأفريقيا يكون البحر المتوسط محورها ونقطة ارتكازها ». ساركوزي أبدى استعداده لمنح المغرب هذا التميز في علاقاته مع الاتحاد الأوربي، وخلال زيارته أبرم عقودا بما يزيد عن 4 مليار دولار أمريكي.. ترى هل كانت « رشوة  » لتسويق المشروع الساركوزي وبأن « خيراته ستهطل كالمطر على أفريقيا العظمى ». ولم تكن الجزائر مرتاحة للتقارب الفرنسي – المغربي، وهذا ليس بجديد، لكن التقارب البرجماتي في عهد ساركوزي وبقاء قضية الصحراء الغربية عقبة كأداء أمام تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب، جعل الجزائر تربط موقفها من الاتحاد بثلاثة شروط، هي: 1 ـ اعتراف فرنسا بجرائم الفترة الاستعمارية (1830- 1962)، وهذا يعني لدى منظمات الأسرة الثورية اعتذار فرنسا رسميا للشعب الجزائري، ودفع التعويض للمتضررين. 2 ـ معالجة النزاع في الصحراء الغربية بما يضمن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم بتنظيم استفتاء تحت رعاية المجتمع الدولي. 3 ـ تعهد باريس بالسعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. فرنسا لا تستسيغ الحديث عن الماضي ولا ترتاح له بالمطلق، فقد قال ساركوزي خلال زيارته الرسمية  للجزائر « علينا النظر للمستقبل »، وأوضح « أنه غير معني بالفترة الاستعمارية لأنه لا ينتمي إلى جيلها ». لكن الشروط الجزائرية هذه لم تمنع الجزائر من حضور القمة بل أيدت كافة الأحزاب الجزائرية مشاركة الرئيس بوتفليقة في أعمالها، واعتبرت أن السياسة الخارجية من صلاحيات رئيس الجمهورية. فيما يرى التيار الإسلامي أن مشروع ساركوزي استعماري، ويرمي إلى وضع اليد على مقدرات الشعوب العربية والأفريقية، والاستحواذ على الثروات الطبيعية خاصة الطاقة، حيث تقتسم « الكعكة »  كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أقطاب الاتحاد الأوربي. تفاءلت تونس بمشروع ساركوزي، وقال الرئيس التونسي « زين العابدين بن علي » في أبريل الماضي: « إن أية مبادرة ترمي إلى إرساء شراكات أكثر ديناميكية بين ضفتي المتوسط لا يمكن إلا أن تكون مفيدة لشعوب المنطقة ». وشدد بن علي على أن « للاتحاد الأوربي مسؤولية خاصة جدا في هذا المجال دون أن يحدد طبيعة تلك المسؤولية ». موريتانيا التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لم تعترض على مشروع ساركوزي، بينما أحزابها الإسلامية ترفض المشروع برمته وتعتبره يشرع وجود « الكيان الصهيوني » والتطبيع معه. اختلاف الرؤى ودرجة الارتباط بين كل دولة وبين فرنسا بقيت هي الشاغل الأول للدول المغاربية رغم الإجماع على أن أهم انشغالات شعوب جنوب المتوسط هي: حرية تنقل الأفراد بين ضفتي المتوسط، وقدوم الاستثمارات الأوربية لتوفير فرص عمل للشباب العاطل. منفعية ساركوزي وأوربا على خلفية هذه المواقف المتباينة ظاهريا، والمؤيدة في واقع الحال، ما الذي تجنيه الدول العربية المتوسطية من هذا المشروع الاتحادي وهي التي أخفقت في تجمعات إقليمية عربية، كاتحاد المغرب العربي الذي فشل في عقد قمته منذ 1994؟ خرجت القمة بشعارات ساركوزي البراقة، فأكد المجتمعون على عناوين كبرى، منها: التعاون المتكافئ، المساواة بين سكان ضفتي المتوسط، تقاسم التكنولوجيا والمعرفة والخبرات بين دول المتوسط، إنشاء شركات مختلطة وجامعات مشتركة وغيرها من وعود تسيل لعاب المحرومين في دول ضفة المتوسط الجنوبية ودول الجنوب عموما. لكن خلف هذه الوعود أهداف تعتقد أوربا أن تحقيقها يبعد عنها شبح مشاكل الجنوب، ومنها: الإرهاب، الهجرة السرية، الاتجار بالمخدرات، وغيرها من قضايا يكون على دول الجنوب محاربتها ومنع وصولها إلى دول الشمال. وبمعنى أدق تصبح دول الجنوب شرطيا لمحاربة هذه الظواهر، بفتح معسكرات للمهاجرين غير الشرعيين في بلدان جنوب المتوسط، ومحاربة المسلحين بأبناء تلك الدول، في حين لا تكلف دول الشمال نفسها عناء لبحث حلول تجعل الشباب يتمسكون بأوطانهم، بعمل شريف وعيش كريم يعز وجوده حاليا لدى شباب الجنوب، بل تريد قطع دابر الهجرة، وتفضل الهجرة الانتقائية، أي من ذوي الكفاءات العالية. الملاحظ أن مشروع ساركوزي ينطوي على بعد برجماتي نفعي، ويملك هذا البعد السند الاقتصادي والسياسي في الكثير من نظريات التكامل الدولي التي تسعى لتقليل التناقضات ومعالجة بؤر التوتر. وبهذا يضرب الرجل عدة عصافير بحجر الاتحاد من أجل المتوسط ، أولها: إذا صدقت وعوده بالتعاون التنموي مع دول الضفة الجنوبية فسيشعر المواطن بالنفع والفائدة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نشوء ولاءات أكبر من الولاء للأوطان (فالوطن لدينا ليس جغرافية بل هو العيش الكريم لمواطنيه). وهذا ـ باعتقادنا ـ ما يطمح إليه ساركوزي من خلال الاتحاد من أجل المتوسط حيث تصبح قضايا التاريخ الاستعماري لفرنسا خارج الاتحاد، وبالتالي يريد أن يتخلص من قضايا تاريخية لا يمكن أن تسقط بالتقادم، وهو لا يزال متمسكا برفض تقديم الاعتذار عن ماضي فرنسا الاستعماري. وهنا نلاحظ التناقض في الخطاب الفرنسي حينما طالب الفرنسيون ألمانيا بالاعتذار لعقد اتفاقية صداقة معها، واعتذرت ألمانيا، بينما ترفض فرنسا ذلك مع الجزائر، ونجد فرنسا تطالب تركيا بالاعتراف بمجاز الأرمن، وهو شرط لدخولها الاتحاد الأوربي. أما ثانيها، فهو الهاجس البيئي، حيث يعبر البحر المتوسط ما لا يقل عن 30 % من النقل البحري الدولي، ومن 20 إلى 25 % من النقل البحري للمحروقات، وهذا من شأنه أن يضاعف مخاطر تلوث المتوسط سيما وأنه يعتبر بحيرة مغلقة، تتجدد مياهه  كل قرن، مما يهدد الثروة البحرية، ولذا كان موضوع مكافحة تلوث المتوسط من أبرز أعمال الاتحاد من أجل المتوسط. وثمة مسألة أخرى في غاية الأهمية وهي مصادر المياه، والتي تشكل قلقا مستقبليا لسكان جنوب المتوسط. فحسب تقرير منظمة الزراعة والتغذية (الفاو) فإن عدد الفقراء بالمياه في العالم في ارتفاع (حصة الفقير بالمياه سنويا أقل من 1000 متر مكعب). وتتطلب منطقة المتوسط جهودا كبيرة من دوله لتحقيق أمن المياه، وهو الأمر المرتبط بشكل أو آخر بمحاربة التلوث. على أن أهم أهداف ساركوزي، ومعه أوروبا، فهي علاج مخاطر أمن الطاقة والي يأتي من جنوب المتوسط، حيث تستحوذ الجزائر وليبيا ومصر على 5 % من الاحتياط العالمي من الغاز الطبيعي و3 % من الاحتياطات العالمية النفطية، وتعد الجزائر الممول الرئيسي من الغاز الطبيعي لدول جنوب أوربا عبر أنبوبي الغاز الطبيعي الماران بإيطاليا وإسبانيا. كما يتوقع ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي في السنوات القادمة، ويقدر احتياج الاتحاد الأوربي من الطاقة إلى 70 % مع حلول عام 2020 وقد تصل إلى 85 % سنة 2030، في الوقت الذي تعتبر فيه الجزائر الممول الثالث لأوربا بعد روسيا والنرويج، إذ توفر نحو 30% من احتياج السوق الأوربية من الغاز الطبيعي. وهذا يعطي دلالة على الاهتمام الفرنسي بدول ضفة جنوب المتوسط خاصة دول المغرب العربي، الممول الرئيسي لأوربا بالطاقة، وهي السوق الأقرب والأوسع  لمنتجات أوربا عموما، إذ تقدر طاقة استهلاك السوق المغاربية بأكثر من 90 مليون نسمة، وهي محور الصراع غير المعلن بين أوربا ساركوزي البرجماتي وبين أمريكا التي تشن حروبا ضارية للهيمنة على منابع الطاقة والأسواق العالمية. رغم كل ذلك، ورغم إدراك الشعوب غايات الدول الغربية من تلك المشاريع وذاك الصراع الخفي حينا والظاهر حينا آخر بين أوربا وأمريكا، لا يزال قادتنا يؤمنون بالشعارات البراقة ولا زالوا يصرون رغم مرارة تجربة عملية برشلونة على إكمال المسار دون أدنى تنسيق من أجل مصالح بلدانهم المشتركة ويدخلون تجارب تعوزها فرص النجاح، وذلك لما يعاني منه هذا المشروع من عدم وضوح للمفاهيم وللصراعات الإقليمية التي تقسم الشركاء المفترض تعاونهم في المجال الاقتصادي والإنساني بل والسياسي… فأين العبر والدروس المستخلصة من مسار برشلونة؟. سيعيد التاريخ نفسه بعد 13 عاما أخرى، وستجد ضفتا المتوسط أنها أقامت سياجا همايونيا للتعاون بين الشمال والجنوب. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 جويلية 2008)


محمد العادل الخبير في الشؤون التركية لـ«الصّباح»

الصراع بين العلمانيين وحزب العدالة والتنمية صراع مصالح ونفوذ..

ومسألة الدولة الدينية شعار لتخويف الرأي العام التركي

 

 
أجرى الحوار: صالح عطية   تونس: الصباح: كيف يبدو الوضع السياسي في تركيا بعد التطورات المسجلة في الآونة الأخيرة؟ هل تتجه الأمور نحو حل حزب العدالة والتنمية الحاكم بسبب تهمة « الانقلاب على القيم العلمانية » أم ينجح الحزب في تخطي هذا الامتحان؟ ما هي خلفية التطورات الحالية؟    وما هو السيناريو الذي أعدّه حزب أردوغان للمرحلة المقبلة؟ كيف يبدو مستقبل التيار الكمالي في تركيا؟ وما هو موقف المؤسسة العسكرية من هذا الخضم؟   هذه الأسئلة وغيرها كانت موضوع حوار جمعنا بالخبير في الشؤون التركية، السيد محمد العادل، الذي يرأس في ذات الوقت الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون..   فكان هذا الحوار..   استنفار الحزب الحاكم..   ++ كيف يبدو المشهد السياسي التركي في ضوء الملف الذي تنظر فيه المحكمة الدستورية بشأن حظر حزب العدالة والتنمية؟   ــ لا شكّ أن الدعوى القضائية المطالبة بحظر نشاط حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة التي تنظر فيها المحكمة الدستورية، قد أربكت الحياة السياسية التركية وجعلت حكومة رئيس الوزراء أردوغان، تخصّص جلّ وقتها وجهدها لحماية الحزب الحاكم من الحظر، الأمر الذي يؤثّر بشكل واضح على أدائها السياسي محلّيا وخارجيا.. فحالة الارتباك السياسي، عطلت حركة الإصلاحات السياسية التي نشطت منذ تولي الحزب السلطة في أنقرة العام 2002، ولعلّ ذلك هو السبب الرئيسي وراء محاولات حظر نشاط حزب العدالة والتنمية، لأنّ بعض الأطراف العلمانية المتشدّدة ترى في هذه الإصلاحات السياسية خطرا كبيرا على نفوذها داخل أجهزة الدولة، باعتبارها تجرّدها من الامتيازات التي منحتها لنفسها من خلال النصوص القانونية والدستورية التي سطّروها بأنفسهم طيلة السنوات الماضية لحماية مصالحهم وتعزيز نفوذهم داخل مؤسسات الدولة المختلفة..   عرقلة مسيرة الإصلاحات..   ++ ولكن التيار العلماني يتهم حزب العدالة والتنمية بمحاولة  تغيير بنية النظام العلماني وتهيئة الأرضية لإقامة نظام إسلامي في تركيا، وأن لديه أجندة خفية، ما حقيقة هذا الأمر؟   ــ دعني أوضّح أنّ حزب العدالة والتنمية، هو عبارة عن حركة سياسية مشكّلة من ثلاثة تيارات، هم الإسلاميون المعتدلون، والقوميون المحافظون والعلمانيون الليبراليون، وبالتالي هو ائتلاف أو تحالف على أجندة إصلاح سياسي واقتصادي، وليس حزبا تقليديا له رؤية أيديولوجية معينة، وجميع هذه التيارات داخل حزب العدالة والتنمية لها رموزها، وهي تتقاسم الحقائب الوزارية وتشارك في إدارة الدولة، فكيف لحزب بهذا التنوع أن يخطّط لتغيير بنية النظام العلماني في تركيا، إن ما تردّده الأطراف العلمانية المتشدّدة من خلال أبواقها الإعلامية الكبيرة والمؤثّرة في الساحة التركية، وإصرارها على تصوير حزب العدالة والتنمية الحاكم بأنه حزب إسلامي وله أجندة خفية، هو محاكمة للنوايا وليس للأفعال.. وحقيقة الأمر أنّ الأطراف العلمانية المتشدّدة التي تقف وراء الدعوى القضائية لحظر نشاط حزب العدالة والتنمية، هدفها الرئيسي هو عرقلة مسيرة الإصلاحات السياسية، لأنهم يدركون أن التعديلات القانونية والدستورية الأخيرة ضيّقت عليهم الخناق، بحيث بات القانون يحاسبهم كما يحاسب غيرهم من المواطنين الأتراك، فالمعركة الحقيقية بين الكمالية المتشدّدة وحركة الديمقراطية، وليس صراعا بين الدين والدولة، كما تحاول إبرازه الأطراف العلمانية المنزعجة من الإصلاحات السياسية..   ++ ألا تخشى الطبقة السياسية والمؤسسة العسكرية والتيار  العلماني على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الذي تنعم به  تركيا منذ عدة سنوات من خلال استمرار الخلاف مع التيار الإسلامي الحاكم؟   ــ الخاسر الأكبر في هذه المعركة هو الديمقراطية والاقتصاد وبالتالي المواطن التركي، فهذه الأزمة سيكون لها تأثير بالغ على حركة الاقتصاد التركي وقد تدفع العديد من المستثمرين الأجانب إلى وقف استثماراتهم، وربما أجّل البعض الآخر إقامة استثمارات في تركيا، إلى حين انفراج الأمور في الساحة التركية.. من جانب آخر، تبدو بعض الأطراف العلمانية المتشدّدة منزعجة أيضا من الإصلاحات الاقتصادية، التي أدخلتها حكومة العدالة والتنمية، خصوصا في مجال المناقصات الحكومية المتعلقة بمشروعات خصخصة مؤسسات الدولة، التي باتت محكومة بمعايير شفافة، وهو الملف الذي كان هؤلاء يوظفون نفوذهم داخل أجهزة الدولة للحصول عليها بشكل غير قانوني.. من هنا يمكن أن نفهم مساعي تلك الأطراف العلمانية للإطاحة بحكومة أردوغان، مستخدمين شعارات وطنية وقومية، ومقدمين أنفسهم على أساس أنهم حماة للنظام العلماني..   ضد السياسة الخارجية..   ++ هناك من يذهب إلى القول بأن السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية، من الأسباب الأساسية للأزمة الراهنة بين الحزب الحاكم والتيار العلماني.. إلى أي مدى يبدو الأمر صحيحا؟   ــ هذا صحيح، فالأطراف الكمالية المتشدّدة التي تقف وراء هذه الأزمة، لا تخفي انزعاجها من السياسة الخارجية التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الحالي.. فهذه الأطراف تعارض بشدّة توجّه أنقرة الجديد نحو البلدان العربية والإسلامية والإفريقية، فهم  يعتقدون أنّ هذه البلدان متخلّفة ولن تضيف لتركيا أيّ شيء، ويصوّر الكماليون هذا التوجّه على أنّه بديل عن الاتحاد الأوروبي، سيما في ضوء تراجع العلاقة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، كما أن عدم انصياع حكومة أردوغان لمعظم الخيارات الأمريكية في العراق والمنطقة، وخاصّة رفضها المطلق لمشروع إقامة دولة كردية في شمال العراق، بالإضافة إلى موقفها المعارض لأيّ عمل عسكري أمريكي ضدّ جارتها (إيران)، جعل علاقة أنقرة مع الإدارة الأمريكية تعرف حالة من الفتور في الفترة الأخيرة، الأمر الذي تحاول الأطراف الكمالية المتشدّدة استثماره لصالحها في معركتها ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم.. فهذه الأطراف العلمانية لا تخفي حماسها لضرب إيران نظرا لأنها تعتبرها منافسا لأنقرة في المنطقة، وخطرا على الأيديولوجية الكمالية والنظام العلماني في تركيا، لذلك فلا أستبعد أن تكون الإدارة الأمريكية تساهم في إضعاف حزب العدالة والتنمية عبر أوراق داخلية بهدف إجباره على الرضوخ لخياراتها في المنطقة وعلى رأسها الملف الإيراني..   خطر الفراغ السياسي..   ++ إلى أي مدى يمكن للتيار العلماني في تركيا، أن ينجح في إبعاد حزب العدالة والتنمية عن الحكم؟   ــ التيار الكمالي يهيمن على العديد من المؤسسات الدستورية في تركيا، ومنها المحكمة الدستورية التي تنظر في الدعوى القضائية لحظر نشاط حزب العدالة والتنمية، وبالتّالي قد ينجح في حظر الحزب الحاكم في أنقرة، لكن التصريحات الأوروبية الأخيرة المندّدة بمحاولات حظر الحزب، بالإضافة إلى تعالي أصوات النخب السياسية والإعلامية التركية والمجتمع المدني، ومنها التيارات العلمانية الليبرالية التي ترفض سياسة حظر الأحزاب، كل ذلك قد يجعل المحكمة الدستورية تراعي في قرارها مصلحة الأمن القومي التركي والسلم الاجتماعي في البلاد، لذلك هناك من يرجّح بأن تتخذ المحكمة الدستورية قرارا توفيقيا كأنّ تحكم بمعاقبة الحزب وبعض مسؤوليه تجنّبا لقرار الحظر الذي قد يوقع تركيا في حالة فراغ سياسي..   ++ إلى أين تتجه الأمور في هذا الموضوع؟   ــ يصعب التخمين بأية نتائج لأن ملف المحاكمات سيستغرق وقتا طويلا، ولكن بعض المراقبين في أنقرة يعتقدون أن بعض المؤسسات داخل الدولة، ومنها المؤسسة العسكرية قد تتدخّل لإغلاق ملف المحاكمات تحت مبرّرات المحافظة على أسرار الدولة أو أية مسمّيات أخرى، مقابل صدور قرار من المحكمة الدستورية بعدم حظر حزب العدالة والتنمية واستمراره في السلطة.. وفي حال حصول ذلك، فإن المنتصر لا محالة سيكون حزب العدالة والتنمية وليس الأطراف العلمانية المتشدّدة..   أجندة العدالة والتنمية..   ++ لكن ما هو موقف حزب العدالة والتنمية من هذه التطورات؟ وكيف يتعاطى معها حاليا؟   ــ يبدو واضحا أن حزب العدالة والتنمية يستثمر هذه المعركة بحنكة، فهو استطاع أن يقنع قطاعا كبيرا من المجتمع التركي بأنّه الطرف المظلوم في هذا الصراع، وأنّ ذنبه الوحيد كحزب حاكم أنّه ينفّذ مسطرة القانون على الجميع دون استثناءات، وقد كانت الاعتقالات الأخيرة التي شملت جنرالات متقاعدين وشخصيات علمانية وقومية متشدّدة بتهمة التخطيط للإطاحة بحكومة العدالة والتنمية وإشاعة الفوضى في البلاد، كانت مؤشّرا واضحا على شجاعة حكومة أردوغان، الأمر الذي أكسبها مزيدا من التعاطف الشعبي والمساندة من قطاع كبير من النخب التركية والمجتمع المدني، لأنّ ملفّ هذه التنظيمات السرّية داخل أجهزة الدولة كان مطروحا منذ سنوات بأشكال مختلفة، ولم تتجرّأ الحكومات المتعاقبة على المساس بهذا الملف خوفا على مستقبلها السياسي، ولاشكّ أنّ هذه الجرأة من حكومة أردوغان ستعزّز رصيدها الانتخابي سواء في الانتخابات البلدية القريبة أو أية انتخابات عامة مبكّرة ستضطرّ لها تركيا في حال صدور قرار بحظر نشاط الحزب الحاكم..   ++ ما هو مستقبل التيار العلماني في تركيا في ضوء التراجعات الكبيرة التي عرفها في السنوات الأخيرة؟   ــ العلمانيون في تركيا أصناف متعدّدة، فهناك تيارات علمانية ليبرالية شريكة في حكومة العدالة والتنمية، وهناك تيارات علمانية أخرى وطنية وعقلانية وتقف في صف المعارضة، لكنّ العقبة الكبرى هي في المدرسة الكمالية القديمة، حتّى أن الاتحاد الأوروبي يصنّف الكماليين بالتيار العلماني المتشدّد ويعتبرهم العائق الأكبر في انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فالكمالية لا شكّ أنها تيار وطني وكان له الفضل في تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، وهو الذي شكّل مفهوم الدولة الوطنية في تركيا، لكنّه لم يستوعب بعد أنّ تركيا تشهد تحولات على مختلف الأصعدة، سيما منها الاجتماعية والفكرية والسياسية، وأن الأجيال التركية الحديثة، لم تعد تنظر للكمالية بقدسية كما كان يراها بعض أجدادهم، ولأنّ الأيديولوجية الكمالية لم تجدّد نفسها ولم تطوّر فكرها بما يخاطب أجيال تركيا اليوم، بقيت تيارا محدودا لكنّه صاحب نفوذ في مؤسسات الدولة.. فمشكلة التيار الكمالي المتشدّد، أنّه يفرض نفسه وصيّا على الدولة وحاميا للنظام العلماني وكأنّه يدّعي بذلك الوطنية وينفيها عن الآخرين، وهذا المنطق لم تعد أجيال تركيا اليوم تقبله، بل إنها تعتبره تعدّيا صارخا على إرادتها وخياراتها..   موقف المؤسسة العسكرية   ++ أين تقف المؤسسة العسكرية في هذا الصراع، وهل يمكن أن  تشهد تركيا انقلابا عسكريا جديدا؟   ــ يبدو لي أن زمن الانقلابات العسكرية في تركيا قد انتهى، ولعلّ انخراط جنرالات متقاعدين في تنظيم مدني للإطاحة بحكومة أردوغان دليل قاطع على ذلك، وفي حال نجاح التيار العلماني المتشدّد في الإطاحة بحكومة العدالة والتنمية، فسيكون ذلك نجاحا مؤقّتا لأنّ الانتخابات المقبلة ستعيد أبناء العدالة والتنمية إلى السلطة أكثر قوة، حتّى أن استطلاعات الرأي التي قامت بها الصحف العلمانية التركية اعترفت بأن شعبية حزب العدالة والتنمية، ارتفعت في الشهرين الأخيرين أكثر من 10 بالمائة، وأنه في حال خوضه للانتخابات في هذه الفترة سيحصد ما لا يقلّ عن 55 بالمائة من أصوات الناخبين، أمّا فيما يتعلّق بموقف المؤسسة العسكرية من هذا الصراع بين العلمانيين المتشددين وحزب العدالة والتنمية، فإنها تلتزم الصمت حيال هذه المسألة، والجيش التركي مؤسسة وطنية مسؤولة عن الأمن القومي، ومن الواضح أنها تتحرّك بمسؤولية برغم أنّها معنية بهذا الملفّ وتتابعه بدقّة، وتجدر الإشارة، إلى أن معظم الذين تمّ اعتقالهم في هذا التنظيم يستقوون بالمؤسسة العسكرية، وكانت وسائل الإعلام تحدثت عن خطط لهم بإشاعة الفوضى في الشارع التركي لدفع رئاسة الأركان للتحرّك والقيام بانقلاب عسكري يظهرها ويظهرهم أيضا في صورة المنقذ للوطن والشعب..   ++ كيف يبدو السيناريو السياسي والدستوري القادم في تركيا؟   ــ في حال صدور قرار بحظر نشاط حزب العدالة والتنمية، ومنع 72 مسؤولا في الحزب من النشاط السياسي، ومنهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، فإنّ السيناريو المتوقّع أن يبقى أبناء العدالة والتنمية يديرون حكومة أقلية، باعتبارهم أكبر كتلة برلمانية حتى يتم الإعداد لانتخابات عامة مبكّرة، وفي هذه الحالة سينتقل أبناء العدالة والتنمية إلى حزب جديد يتمّ الإعداد لتأسيسه، وقد يعلن عنه قريبا ليكون البديل عن العدالة والتنمية، ويمكن أيضا لرجب طيب أردوغان أن يترشّح للانتخابات البرلمانية المقبلة كنائب مستقلّ ليبقى زعيما من وراء الستار للحزب البديل للعدالة والتنمية..   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس )  بتاريخ 20 جويلية 2008

التحقيق مع جنرال اسرائيلي قال ان اشرف مروان كان ‘عميلا مزدوجا’
 
القدس المحتلة – ا ف ب: افاد مصدر قضائي الجمعة ان تحقيقا فتح في حق مدير الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق ايلي زريعي الذي يشتبه في انه كشف هوية عميل مزدوج مفترض هو الملياردير المصري الراحل اشرف مروان. ويشتبه في ان الجنرال السابق الذي كان قائدا لجهاز الاستخبارات العسكرية خلال حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1973 كشف اسم الملياردير في كتاب وقال ان هذا الاخير حذر اسرائيل من الهجوم الذي ستشنه مصر وسورية. وتوفي اشرف مروان صهر الزعيم جمال عبد الناصر في ظروف غامضة في لندن في حزيران (يونيو) 2007. ونفى الرئيس المصري حسني مبارك بعد وفاته ان يكون مروان عميلا مزدوجا يعمل لحساب اسرائيل مؤكدا ان ‘اشرف مروان كان وطنيا مخلصا لوطنه’. وقال ان اشرف مروان ‘قام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها ولكنه كان بالفعل مصريا وطنيا ولم يكن جاسوسا على الاطلاق لاي جهة’. وقال زفي زامير مدير الموساد السابق ان اشرف مراون اغتيل اثر اعترافات زريعي محملا هذا الاخير المسؤولية غير المباشرة عن مقتله. وطالب ان يلاحق زريعي قضائيا بتهمة الكشف عن اسرار دولة لكن النيابة العامة رفضت البدء باجراءات قضائية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جويلية 2008)


اوباما سيظل وفيا للسياسة الامريكية فى الشرق الاوسط الاسرائيليون لا يثقون فى أوباما والفلسطينيون لا يعلقون آمالا

 

 
القدس المحتلة – العرب اونلاين – وكالات : بينما يبدو الاسرائيليون غير واثقين من سياسات المرشح الرئاسى الامريكى باراك اوباما أو ما يمكن توقعه فى حالة انتخابه ، فإن الفلسطينيين لا يعلقون آمالا كبيرة فى حدوث أى تغيير جوهرى فى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط التى تنحاز لإسرائيل على طول الخط. ومع ذلك فإن الجانبين حريصان على الاصغاء إلى ما سيقوله أوباما عند وصوله إلى إسرائيل الثلاثاء فى إطار جولة انتخابية قصيرة من المتوقع أن يقسم وقته خلالها بين القدس المحتلة للقاء القادة الاسرائيليين ورام الله للاجتماع مع مسؤولى السلطة الفلسطينية. ويقول الاسرائيليون إن أوباما يبعث برسائل متباينة. فقد ذهبت حملته الانتخابية خطوات فى نفى الاقاويل والشائعات عن عدائه لإسرائيل. لكن قسما كبيرا من الإسرائيليين يتحمسون لوصول المرشح الجمهورى المنافس جون ماكين إلى دفة البيت الأبيض لأنه سيواصل السير على نهج واشنطن المؤيد لهم. ويقول محللون اسرائيليون: « إذا انتخب ماكين ، فإننا نتوقع استمرار العلاقات الطيبة « بين إسرائيل وأمريكا ». لكن أوباما ليس واضحا تماما فى موقفه بالنسبة للشرق الاوسط أو حتى ما إذا كان يفهم القضايا » المتعلقة بالصراع. أما فلسطينيا، فيغلب على الرأى العام تصور شائع وهو أن اوباما سيحاول فى زيارته التملق للإسرائيليين كسبا لأصوات اللوبى الصهيوني. ومن المقرر أن يسعى أوباما خلال جولته فى المنطقة التى تشمل زيارة لرام الله – الشيء الذى لم يفعله ماكين خلال جولته فى آذار/ مارس الماضي- إلى توضيح موقفه تجاه الشرق الاوسط وتوجيه رسالة فحواها: « سأقف بجانب إسرائيل لكنى سأعمل أيضا من أجل السلام » وذلك على حد قول شمويل روزنر فى عموده بصحيفة هاآرتس الاسرائيلية مؤخرا. كما يفسر مهند عبد الحميد وهو كاتب صحفى من الضفة الغربية زيارة أوباما للمقاطعة المقر الرئاسى الفلسطينى فى رام الله على أنها رسالة من قبل المرشح الرئاسى الامريكى الذى قد يثبت أنه « أكثر عقلانية ومنطقية » من الرئيس الامريكى الحالى جورج بوش. وأضاف: « بالطبع زيارته إلى هنا هى أساسا لاسرائيل ونحن مجرد جزء صغير من زيارته لاسرائيل . ومع ذلك فإنها ستكون فرصة له لمعرفة المزيد عن الفلسطينيين بعد أن يسمع منهم مباشرة عن الصراع ». وغضب الفلسطينيون من تصريحات اوباما الاخيرة بشأن القدس المحتلة والتى قال فيها إن المدينة يجب أن تبقى العاصمة الموحدة لاسرائيل، وهى تصريحات تراجع عنها فيما بعد. ويقول حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية « انه « أوباما » الان يستكمل حملته بزيارة لاسرائيل. انه يريد أن يغازل إسرائيل واللوبى الصهيونى للحصول على أصواتهم ».  (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 20 جويلية 2008

Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

20 mars 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3223 du 20.03.2009  archives : www.tunisnews.net   Lettre de prisonniers du bassin minier

En savoir plus +

24 juillet 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3349 du 24.07.2009  archives :www.tunisnews.net   L’IFEX-TMG exige la fin des agressions et de

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.