الأحد، 15 مارس 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3218 du15 .03 .2009

 archives : www.tunisnews.net


منظمة حرية و إنصاف:التقرير الشهري:حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس فيفري 2009

سمير النفزي:بعد شهر من الجوع : هل قررت وزارة التعليم العالي قتل الطلبة المضربين

الرابطة التونسية للدفاع عن حقـوق الإنسان:بيـــان

العرب:تونس: تأجيل النظر في قضية شــــــــــــورو

د ب أ : منظمات تونسية تطالب بإطلاق سراح زعيم سابق لتنظيم إسلامي محظور

السبيل أونلاين:تسجيل لفتيات تونسيات..يشرحن حوادث التضييق على المحجبات

العالم:محمد السكتاوي / مدير عام منظمة العفو الدولية بالمغرب تردي اوضاع المدافعين عن حقوق الانسان في المغرب العربي

صلاح الجورشي:القرضاوي في تونس..إيحاءات الزيارة

جيلاني العبدلي :وطن وبوليس ورشوة:من شارع قرطاج إلى شارع محمد الخامس

محمد العماري الوداع.. الوداع .. أخي محمد الحبيب الماجري

فيديو يوضح مدي ماوصل اليه الحكام العرب من كراهية لبعضهم: أبو متعب والقذافي

مصطفى عبدالله ونيسي:إضاءات من السيرة النبوية في الحكم و السياسة*ج13

توفيق المديني:آسيان.. هل تجاوزت الأزمة المالية؟

نصر الدّين بن حديد:بما يتميّز السياسي عن السائس؟؟؟؟

تحسين يحيى أبو عاصي :لا للسلام مقابل رغيف الخبز من فانتازيا الأدب الساخر

طارق الكحلاوي:في الإسلاموفوبيا (5)

محمّد الحدّاد : في خطورة البحث عن المعتدلين بين المتشددين

عبدالحليم قنديل يكتب: ممدوح إسماعيل .. «جناية» نظام


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 

 

تـونس في 15 مارس 2009 الموافق 18 ربيع الأول 1430 

منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري

حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2009


 

 نظرا للحصار الأمني المضروب على النشاط الحقوقي و الإعلاميفي تونس و انتشار حالة الخوف بين المواطنين فان التقرير لا يمكنه الإحاطة الشاملة لما يحصل من انتهاكات في مختلف المجالات و القطاعات و الجهات و لكنه يجتهد في تقديم صورة على ما أمكن رصده من انتهاكات و مدى خطورتها و اتساعها و تكرارها كما يقترح خطوات ضرورية لتطوير واقع الحريات و حقوق الإنسان في البلاد.

Iـالتقديم

أصدرت منظمة  » حرية و إنصاف  » هذا الشهر فيفري 2009 (33 بيانا) مقابل (36 بيانا) في جانفي 2009 و رصدت 88 انتهاكا للحريات الفردية و العامة و لحقوق الإنسان في تونس مسجلة نسبة ارتفاع 51.71%  مقارنة بشهر جانفي 2009 إذا استثنينا الانتهاك المتعلق بحق التظاهر السلمي حيث تميز شهر جانفي بالتحركات الشعبية و القطاعية تضامنا مع الفلسطيني بغزة و هذا مؤشر سلبي على تدهور واقع الحريات وحقوق الإنسان في تونس .

مما يفسر هذا الارتفاع تزايد الانتهاكات المتعلقة بالاعتقالات بنسبة 78.57% و الاعتداء على النشطاء الحقوقيين و المناضلين السياسيين  بنسبة 68.42%  و مضايقة المسرحين من المساجين السياسيين بنسبة 55.56% و الاعتداء على الحريات الشخصية بنسبة 37.50% و التضييق على الحريات الاعلامية بنسبة  10% ،  و ذلك مقابل تراجع في نسبة الانتهاكات المسجلة  فيما يتعلق بالمحاكمات بنسبة 33.33% والانتهاكات ضد  المساجين بنسبة 28.57% و الحريات النقابية بنسبة 28.57% .

و لقد تميز شهر فيفري بتفاقم الاعتداءات على النشطاء الحقوقيين و المناضلين السياسيين لتبلغ النسبة 21.59% من جملة الانتهاكات المسجلة و تليها الاعتداءات على الحريات الشخصية بنسبة 18.18% ثم الاعتقالات بنسبة 15.91% و التضييق على الحريات الإعلامية بنسبة 11.36% و مضايقة المسرحين بنسبة 10.23% مما يؤكد لجوء السلطة المتزايد إلى الوسائل الأمنية و توظيف القضاء والإدارة للتضييق على الحريات الفردية و العامة و محاصرة الأصوات المدافعة عن الحقوق سواء كانت سياسية أو إعلامية أو حقوقية أو نقابية وهو ما أدى للمزيد من تأزيم الوضع العام بالبلاد باتجاه  التوتر وعدم الثقة في المستقبل في تناقض خطير مع ما تحتاجه البلاد من توفير الشروط القانونية و السياسية والنفسية لانتخابات حرة و نزيهة يفترض أن تحصل قبل نهاية هذا العام.

 

 

سنة 2009

 

2009

سنة

 

  2009

سنة

 

النسبة بين جانفي و فيفري

 

 

فيفري

 

 

جانفي

نوعية الانتهاك

37,50%

 

18,18%

16

 

12,20%

10

الحريات الشخصية

10,00%

 

11,36%

10

 

10,98%

9

الحريات الإعلامية

-28,57%

 

7,95%

7

 

10,98%

9

الحريات النقابية

68,42%

 

21,59%

19

 

7,32%

6

النشطاء الحقوقيون و المناضلون السياسيون

78,57%

 

15,91%

14

 

3,66%

3

الاعتقالات

-33,33%

 

6,82%

6

 

9,76%

8

المحاكمات

-28,57%

 

7,95%

7

 

10,98%

9

المساجين

55,56%

 

10,23%

9

 

4,88%

4

المسرحون

 

 

0

0

 

29,27%

24

حق التظاهر السلمي

 

 

 

88

 

 

82

 

                        

   

 سنة 2009

 

 

II – أهم الانتهاكات خلال شهر فيفري 2009

2009

 

الحريات الاعلامية

 

 

 

 

 

 

فيفري

الجهة

نوعية الانتهاك

الضحية

07

تونس

اعتقال الصحفية فاتن حمدي من راديو كلمة و تهديدها بالسجن و اعتقال أيمن الرزقي و أمينة جبنون و بدر السلام الطرابلسي من قناة الحوار التونسي و ممارسة ضغوط عليهم مع المراقبة اللصيقة للصحفي سليم بوخذير

صحفيين

09

تونس

رفض السلطة للأستاذ خالد الكريشي الناشط السياسي الترخيص له بإصدار صحيفة  » الناصرية  » و لم تسلمه وصل إيداع و قد عقد ندوة صحفية مع ثلاثة محررين عبر فيها عن تمسكه بحقه الطبيعي في التعبير.

أسرة تحرير  الناصرية

10

تونس

اعتقال الصحفية زكية الضيفاوي و تفتيشها بمركز شارل ديغول و إهانتها بتعريتها بصورة كاملة بغية إجبارها على ترك العاصمة

زكية الضيفاوي

13

تونس

منع توزيع العدد 4085 من صحيفة  »الموقف » المعارضة اذ أن الكمية الموزعة من الصحيفة المذكورة لم تتجاوز نسبة العشرة في المائة من الكمية المسلمة للشركة المكلفة بالتوزيع

صحيفة الموقف

13

تونس

تأجيل المحكمة الابتدائية بتونس النظر في  » قضية الموقف  » إلى 28 مارس 2009 بعد تأخير دام عشرة أشهر أدى إلى عدم البت في القضية في غياب أدلة و إثباتات ضد المدير المسئول أو الناشر.

صحيفة الموقف

16

قابس

حجب مدونة المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية من الأنترنات بسبب رقابة السلطة تحديا منها لحرية الإعلام

المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية

15

تونس

ضرب الموزع ( السرفر ) الايطالي الذي تبث من خلاله  » إذاعة كلمة  » الفضائية و توقف البث الإذاعي للراديو على القمر الصناعي .

راديو كلمة

21

تونس

منع صحفيين من حضور ندوة صحفية بدار المحامي دعت لها لجنة مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر برئاسة الأستاذ محمد عبو لمتابعة تطورات قضية التوظيف الجبائي الذي يستهدف الأستاذ معطر.

صحفيين

19

جرجيس

محاصرة بيت الصحفي عبد الله الزواري بمنفاه بمدينة جرجيس بصفة مستمرة دون مبرر معلن

عبد الله الزواري

20

بوسالم جندوبة

تعرض الصحفي مولدي الزوابي مراسل راديو كلمة بالشمال الغربي إلى مضايقات آخرها صدور حكم استعجالي يقضي بدفع معاليم 12 شهرا نظير كرائه لمكتب إثر ضغوط البوليس و التجمع على مالك المكتب لإخراجه من المقر في ظرف 24 ساعة.

مولدي الزوابي

 

 

 

 

 

 

النشطاء الحقوقيون و المناضلون السياسيون

 

 

 

 

 

05

القصرين

للمطالبة بحق التقاضي ضد أحد أعضاء الحزب الحاكم ( الكاتب العام لجامعة القصرين ) المدعو فوزي شعبان إثر اعتداء بالعنف الشديد التجأ المناضل السياسي عاطف الزايري للدخول في إضراب عن الطعام

عاطف الزايري

05

تونس

منع السيدة سامية عبو من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات من قبل البوليس السياسي

سامية عبو

07

توزر

منع وفد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من دخول نزل القاري حيث دخل 7 عمال في إضراب عن الطعام منذ4 فيفري من قبل أعوان البوليس السياسي

وفد الرابطة في توزر

10

تونس

تعرض الأستاذتين إيمان و نجاة إلى الاعتداء من قبل شخص مجهول الهوية أشهر عليهما سكينا إثر خروجهما من مكتب المحاماة رغم تواجد أعوان البوليس السياسي بالمكان و قد تقدمتا بشكوى في الغرض بمركز الشرطة بنهج يوغسلافيا.

الأستاذة نجاة العبيدي و الأستاذة ايمان الطريقي

15

قفصة

اعتقال المناضلين السياسيين معز الجماعي و فرحات الصمودي و غزالة المحمدي و حبيب المستيري و فاتن خليفة الأعضاء في المكتب الوطني للشباب الديمقراطي إثر اجتماعهم حيث تعرضوا للاعتداء بالعنف اللفظي و احتجاز بطاقات تعريفهم و وثائق الاجتماع من قبل رئيس فرقة الإرشاد محمد اليوسفي و أعوانه.

مناضلين سياسيين أعضاء بالحزب الديمقراطي التقدمي

15

تونس

منع الأستاذين شكري بلعيد و كريم قطيب من التنقل إلى حفوز من ولاية القيروان و حجزهما بمركز الشرطة برادس لمنعهما من تقديم مداخلة حول ظروف محاكمة معتقلي الحوض ألمنجمي بمقر الاتحاد المحلي للشغل بحفوز

محاميان

16

تونس

 اعتقال الناشط الحقوقي لطفي العمدوني 4 ساعات بمنطقة الشرطة بالقرجاني على خلفية إمضائه على عريضة تطالب بإطلاق سراح الأسرى في سجون رام الله و انتمائه إلى حركة النهضة و تهديده بإعادته إلى السجن مرة أخرى.

لطفي العمدوني

17

بنزرت

اعتداء بالعنف على ناشطين حقوقيين اجتمعوا أمام مقر فرع الرابطة ببنزرت للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقي طارق السوسي كما تم اعتقال خالد بوجمعة و تعنيفه و كذلك ياسين البجاوي عضوي جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي ببنزرت.

ناشطين حقوقيين

17

بنزرت

اعتقال الناشط الحقوقي طارق السوسي على خلفية إمضائه على عريضة تطالب بإطلاق سراح الأسرى في رام الله

طارق السوسي

21

تونس

منع الأستاذين عبد الوهاب معطر و محمد عبو من التنقل إلى مدينة بنزرت لإلقاء محاضرة بعنوان الوضع السياسي و الحقوقي بتونس

الأستاذ عبد الوهاب معطر و الأستاذ محمد عبو

21

نابل

منع المناضل السياسي عبد اللطيف البعيلي عضو المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين من مغادرة مدينة نابل إلى العاصمة لحضور اجتماع بالمقر المركزي للحركة

عبد اللطيف البعيلي

21

بنزرت

محاصرة محمد الهادي بن سعيد و علي الوسلاتي و محمد الزار أعضاء المجلس الوطني لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين و محمد الحشاني و سامي الراس عضوي الجامعة و منعهم من التنقل إلى تونس لحضور اجتماع بالمقر المركزي للحركة

مناضلون سياسيون من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين

22

قفصة

اعتداء بالعنف الشديد على معز الجماعي و غزالة المحمدي و رشاد المحمدي بإشراف رئيس منطقة الشرطة بقفصة المدعو فاكر فيالة و رئيس فرقة الإرشاد محمد اليوسفي

معز الجماعي و غزالة المحمدي

22

تونس

منع حمة الهمامي و راضية النصراوي من زيارة الطلبة المضربين عن الطعام بمقر الاتحاد العام لطلبة تونس

حمة الهمامي و راضية النصراوي

24

القيروان

القاضية كلثوم كنو قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقيروان و عضو المكتب الشرعي لجمعية القضاة التونسيين تتعرض لعملية إهانة بالعنف اللفظي داخل مكتبهاثناءأثناء أثناء مباشرتها العمل من قبل مجموعة اقتحمت مكتبها عنوة أمام كتبة المحكمة و القضاة و بحضور أعوان الشرطة.

القاضية كلثوم كنو

26

القيروان

استدعاء زكية الضيفاوي عضو التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات لإعلامها من قبل الإدارة الجهوية للتعليم الثانوي بالقيروان بقرار الرفت الذي اتخذه ضدها وزير التربية دون عرضها على مجلس التأديب.

زكية الضيفاوي

26

قفصة  قابس و القصرين

فرض مسار مغاير لقافلة  » تحيا فلسطين  » للتضامن مع غزة و حصار أمني شديد لمنع التونسيين و التونسيات من استقبالها و الالتحام بها طيلة عبورها للتراب التونسي

قافلة التضامن  »تحيا فلسطين’

28

بنزرت

استمرار الحصار على بيت المناضل الحقوقي و المقاوم علي بن سالم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت

علي بن سالم

28

سوسة

منع نشطاء حقوقيين من فروع الر ابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمنستير و سوسة و المهدية و القيروان من حضور ندوة مشتركة بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة لمساندة مساجين الحوض المنجمي

نشطاء رابطيون

 

 

 

 

 

 

الحريات النقابية

 

 

 

 

 

02

المعهد الثانوي بقفصة

قمع مسيرة تلمذية احتجاجية على إثر مقتل التلميذ طه خلايفية على يد شاب منحرف في ساحة المعهد بسكين و إضراب الأساتذة للتنديد بانتهاك حرمة المؤسسة التربوية و التعبير عن عدم إحساسهم بالأمن.

تلامذة معهد قفصة حوالي الألف

02

قصر قفصة

منع أصحاب أرض من الحراثة على يد المعتمد و أعوان الحرس و اعتصام أكثر من 100 مواطن من عرش أولاد شريط احتجاجا على مصادرة أرضهم و تسجيلها في أملاك الدولة.

مواطنون من منطقة قصر قفصة

09

تونس

طرد مجموعة من الطلبة بسبب نشاطهم النقابي و دخولهم في اعتصام بالمقر المركزي للاتحاد العام لطلبة تونس و هم سمير النفزي ( مطرود منذ 5 سنوات ) و عصام السلامي ( منذ 3 سنوات ) و محمد سوداني ( منذ سنتين ) و أيمن الجعبيري ( منذ سنتين ) و توفيق اللواتي ( منذ سنة ) و محمد بوعلاق ( منذ امتحانات 2009 ) و لطفي اللواتي أثناء ( الامتحانات ) و طالبوا بحقهم في العودة إلى الدراسة.

طلبة نقابيون

11

تونس

دخول الطلبة المطرودين على خلفية نشاطهم الطلابي النقابي في إضراب عن الطعام بمقر الاتحاد العام لطلبة تونس .

طلبة مطرودون

11

بن عروس

بسبب حرمانهم من منحة الإنتاج دخل عمال شركة « أونيلوفار و أوتيك للتوزيع  » في إضراب عن العمل لمدة 3 أيام للمطالبة بمستحقاتهم في منحة الإنتاج بعد فشل المفاوضات.

عمال

15

تونس

عمدت مؤسسة دار الأنوار الصحفية إلى التراجع عن بعض المكتسبات مثل خلاص أيام العطل الرسمية و عقد التأمين الجماعي و حساب منحة الإنتاج بطريقة مخالفة للاتفاق السابق مع النقابة إلى جانب رفضها للحوار مع النقابة و كذلك عمدت إلى تخويف المنخرطين فيها.

عمال

26

تونس

دعوة الاتحاد العام لطلبة تونس إلى إضراب عام بسبب الأوضاع المتردية للطلبة ماديا و معنويا و بسبب التضييق على المنظمة في نشاطها النقابي و خاصة عقد مؤتمرها 25.

منظمة طلابية

 

 

 

 

 

 

الحريات الشخصية

 

 

 

 

 

01

مطار قرطاج

منع عمر المستيري المدير التنفيذي  » لراديو كلمة  » من السفر بعد رفضه الخضوع لعملية تفتيش مهينة

عمر المستيري

02

نابل

استدعاء و استجواب للشاب عثمان الرزقي مع مضايقة مستمرة

عثمان الرزقي

06

نابل

تعرض عبد الرؤوف بالنصيب للمضايقات المتكررة من قبلا أعوان فرقة الارشاد بنابل و خاصة المدعو رفيق بن جدو » و ذلك بتهديده و ترويع حرفائه من أجل الضغط عليه للتعاون مع الفرقة المذكورة

عبد الرؤوف بن نصيب

06

نابل

مضايقة وسام التستوري بسبب استعماله الانترنت و دخوله للفايسبوك و قد حجز حاسوبه و ضغط على أصحاب محلات الانترنت العمومية بعدم قبوله و مداهمة بيت جيرانه و حجز حاسوبهم بسبب دخوله إلى المواقع المحجوبة و محاولة عزله عن الناس

وسام التستوري

10

بنزرت

مدير معهد الدراسات التكنولوجية ببنزرت صحبة الكاتب العام المعهد كمال القروي منعا الطالبات المحجبات من دخول قاعات الامتحانات يومي 10 و 11 فيفري 2009

طالبات محجبات

12

منزل بورقيبة

اختطاف الشابة المتحجبة ابتسام القبطيني ( 22 سنة ) أثناء مرورها أمام مركز شرطة بمنزل بورقيبةبولاية بنزرت من طرف ضابط الشرطة و استجوابها و إكراهها على الإمضاء على التزام.

ابتسام القبطيني

13

نابل

اعتقال رابح المشرقي و اقتياده إلى مركز شرطة في سيدي عمر و إكراهه من قبل رئيس المركز المدعو سفيان الخميري و مساعده عزالدين على إمضاء التزام بحلق اللحية ثم نقل على منطقة الشرطة بنابل حيث حررت بشانه بطاقة إرشادات

رابح المشرقي بائع بالسوق الأسبوعي

14

راس جدير مدنين

منع عادل غريب من السفر عندما كان و عائلته متوجها إلى ليبيا دون تفسيرو السيد عادل غريب أستاذ تعليم تقني بالمعهد الثانوي بنابل و عضو بالحزب الديمقراطي التقدمي

عادل غريب

16

جرجيس

حرمان عبد الله الزواري من صلاة الجمعة بفعل الحصار المضروب حول منزله بحاسي الجربي بمدنين

الصحفي عبد الله الزواري

16

نابل

تعرضت عائلة سيف الدين البيري إلى مضايقات من قبل البوليس السياسي و حجز بطاقتي تعريف والده و شقيقه السيدين فوزي البير و محمود البيري بسبب عدم امتثال سيف الدين للاستدعاءات الشفوية المتكررة للحضور إلى منطقة الشرطة

عائلة سيف الدين البيري

19

القيروان

تعرض الطالب صابر السالمي سنة ثانية فرنسية بكلية الآداب للضرب المبرح من قبل أعوان الشرطة بمركز الكلية بسبب تقدمه بشكوى إثر تعرضه لاعتداء بشفرة من قبل طلبة منسوبين للحزب الحاكم.

الطالب صابر السالمي

25

صفاقس

أعوان الشرطة يعترضون طالبات محجبات بين كلية العلوم و المدرسة الوطنية للمهندسين و يطالبونهن بالاستظهار ببطاقة التعريف و استجوابهن

طالبات محجبات

28

سليمان نابل

تهديد الآنسة سندس الرياحي من قبل البوليس السياسي و أمرها بعدم ارتداء الحجاب و التقليل من الخروج من البيت

سندس الرياحي

28

سليمان نابل

اعتراض عدد كبير من النساء المحجبات بالأماكن العامة ( السوق و المحطة و المعاهد ) و مطالبتهن بالاستظهار ببطاقات التعريف و تسجيل معلومات عنهن

نساء محجبات

27

نابل

اعتراض عدد من الشبان إثر صلاة الجمعة و حجز بطاقات تعريفهم و دعوتهم للحضور بمركز الشرطة بواد سوحيل

شبان متدينون

26

الكريب سليانة

منع التلامذة من أداء فريضة الصلاة جماعة أو فرادى بالمعهد و منع التلميذات المحجبات من الدخول

التلامذة و التلميذات

 

 

 

 

 

 

الاعتقالات

 

 

 

 

 

03

ديبوسفيل  تونس

اعتقال 20 من الشباب المتدين و اقتيادهم إلى جهة مجهولة لا تعلمها عائلاتهم

مجموعة من الشباب المتدين

03

المنستير

اعتقال الشاب علاء الدين الحرباوي ( بائع خضر ) و الشاب وجدي الأكحل طالب سنة رابعة بالمدرسة الوطنية للمهندسين و اقتيادهما إلى جهة مجهولة و لم يفرج عنهما إلا بعد 20 يوما بإدارة أمن الدولة في تجاوز الإيقاف التحفظي.

طالب و بائع خضر

06

جزيرة لمبدوزا

الايطالية

تهديد أكثر من 1200 مهاجر تونسي بتسليمهم مع ظروف إقامة غير إنسانية في مركز الاعتقال ب جزيرة لمبدوزا الايطالية و من بينهم 35 أصيلي الحوض المنجمي الطالبين للجوء السياسي و قد وقعت محاولة انتحار جماعية شارك فيها 11 مهاجرا حالة بعضهم خطيرة.

مهاجرون سريون

07

القيروان

اعتقال الطالب الحسين السوسي ممثل الاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الآداب و اقتياده إلى منطقة الشرطة إثر تنظيم اجتماع طلابي يوم 5 فيفري.

الطالب الحسين السويسي

08

بن عروس

اعتقال الشاب زياد الرجيبي بمنطقة الشرطة ببنعروس و تعرضه للتعذيب ثم اقتياده إلى إدارة أمن الدولة و تعذيبه و تهديده بجلب شقيقاته و الاعتداء عليهن أمامه .

زياد الرجيبي

08

 تونس

اعتقال الطالب يونس بن الوافي و اقتياده إلى إدارة أمن الدولة أين تم تعذيبه مما تسبب له في فقدان السمع.

الطالب يونس بن الوافي

09

صفاقس

اعتقال الطالب بالمرحلة الثالثة بالمدرسة الوطنية للمهندسين زياد ابن السجين السابق أحمد سيالة بمركز شرطة الشيحية عند حضوره لاستخراج بطاقة عدد 3 و في منطقة الشرطة بساقية الزيت استجوبه رئيس الفرقة المختصة المدعو طالب العرفاوي و هدده في صورة عدم تعاونه مع البوليس.

الطالب زياد سيالة

09

الوردية

اعتقال مجموعة من الشبان المتدينين من بينهم لطفي محمدي و حسن العبيدي و إيداعهما بسجن المرناقية على ذمة قاضي التحقيق.

مجموعة من الشباب المتدين

18

جزيرة لمبدوزا

الايطالية

احتجاجا على قرار الإبعاد بحقهم من السلطات الايطالية اشتبك حوالي 100 مهاجر تونسي مع قوات الشرطة و أشعلوا حرائق في أحد مراكز الاحتجاز للمهاجرين ب جزيرة لمبدوزا الايطالية و يحتج سكان الجزيرة على تحويلها إلى معسكر.

مهجرون سريون

19

مالطا

حوالي 70 مهاجرا تونسيا في انتظار الترحيل أحرقوا مركزا للاحتجاز بجزيرة مالطا و ذلك احتجاجا على طول مدة احتجازهم.

مهاجرون سريون

19

القيروان

اعتقال مجموعة من الشبان حوكموا بمقتضى قانون الارهاب ربيع الوسلاتي و هشام العبيدي و محمد العماري و داهمت قوات الشرطة منزل ربيع الوسلاتي صباح 18 من الشهر و اعتقلوا معه إخوته بسبب رفضهم لتدخل الشرطة و قد تعرض الموقوفون للتعذيب.

مجموعة من الشباب المتدين

19

قابس

اعتقال عبد المطلب مرزوق بمنطقة الشرطة و نقله إلى إدارة أمن الدولة و قدمت محاميته راضية النصراوي شكاية لتجاوز مدة الاحتفاظ و المعتقل أصيل مدينة دوز بولاية قبلي.

عبد المطلب مرزوق

24

غلاسكو  (اسكتلندا)

دفن تونسيان مجهولا الهوية بعد العثور عليهما في سفينة الشحن « باسكال » و هي سفينة المانية تقوم برحلاتها بين ايطاليا و اسكوتلندا مرورا بصفاقس و اسبانيا و تنقل بعض المواد الكيمياوية و الأسمدة و كانت الجثتان في حالة تحلل كامل بعد رحلة أكثر من 12 يوما و منذ يوم لم تتعرف السفارة التونسية في لندن على هوية الضحيتين.

مهاجران تونسيان

26

قفصة

اعتقال مشاركين في قافلة شريان الحياة للتضامن مع غزة من الناشطين الحقوقيين أحدهما ايرلندي و الآخر من مقاطعة ويلز.

مشاركان في قافلة (  تحيا فلسطين)

 

 

 

 

 

 

المحاكمات

 

 

 

 

 

03

قفصة

محاكمة المعتقلين 38 في قضية الحوض المنجمي بمحكمة الاستئناف دون توقف و إصدار أحكام قاسية

38 معتقلا من منطقة الحوض المنجمي

14

تونس

محاكمة عزالدين زعتور الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس في قضية تعود لسنة 2007 حكم فيها بسبعة أشهر سجنا غيابيا

عزالدين زعتور

18

قفصة

محاكمة في قضية اعتراضية لكل من عادل الزيتوني و حلمي رابح و مهدي التواتي بعد الحكم عليهم بخمس سنوات سجنا بتهمة حرق معتمدية المتلوي ليصبح الحكم سنتان سجنا مع تأجيل التنفيذ

معتقلون بسبب انتفاضة الحوض المنجمي

25

صفاقس

محاكمة الأستاذ عبد الوهاب معطر أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بصفا قس حيث اعترض على قرار التوظيف الإجباري الجائر الذي استصدرته إدارة الجباية ضده لدفع مئات الآلاف من الدنانير و هي سابقة خطيرة لمعاقبته على نشاطه السياسي و الحقوقي و تأجيل التصريح بالحكم ليوم 4 مارس.

الأستاذ عبد الوهاب معطر

27

تونس

تأخر موعد جلسة الاستئناف للدكتور الصادق شورو و طلب محاميه الأستاذ النوري من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف لإحالة الملف على المحكمة للنظر في الاستئناف المقدم من منوبه طعنا في الحكم الابتدائي الصادر بتاريخ 13/12/2008.

الدكتور الصادق شورو

28

صفاقس

جلسة اعتراض أمام المحكمة الابتدائية ضد الحكم الغيابي الصادر ضد الأستاذ عبد الوهاب المعطر بخصوص التوظيف الجبائي.

الأستاذ عبد الوهاب معطر

 

 

 

 

 

 

المساجين

 

 

 

 

 

05

المهدية

منع والد السجين صبري الماجري من زيارة ابنه الذي يخضع لعقوبة السجن الانفرادي بعد تعرضه للعنف الشديد من قبل |أعوان السجن و هو محكوم بست سنوات قضى منها 4 سنوات منذ تسليمه من الجزائر سنة 2005

صبري الماجري ( قانون الارهاب)

05

القصرين

إصابة البشير العبيدي بمرض السل و هو محكوم بثمانية سنوات و ابنه مظفر العبيدي بثلاث سنوات في قضايا الحوض المنجمي

البشير العبيدي (قضية الحوض المنجمي )

05

قفصة

هارون حلايمي و بوبكر بن بوبكر و رشيد العبداوي و مظفر العبيدي و عثمان بن عثمان و جهاد الماكني ينامون أرضا دون سرير في غرفة مكتظة 93 سجين في غرفة مخصصة ل 40 سجينا مع الاهمال الصحي و هم محكومون في قضايا الحوض المنجمي

مساجين الحوض المنجمي

05

العراق

نقل السجين التونسي طارق الحرزي من سجن بوكا بالبصرة إلى سجن كروبر بالمنطقة الخضراء ببغداد و قد عبر عن استيائه من تأجيل سلطات الاحتلال الأمريكي لنقله إلى تونس كما وعدته في السابق

طارق الحرزي

13

قفصة

رفضت إدارة السجن إدخال الكتب الثقافية و الأدبية للسجين رشيد العبداوي عن طريق عائلته و هو المحكوم ب 4 سنوات في قضية الحوض المنجمي ، و هو عضو بالحزب الديمقراطي التقدمي و يعمل مراسلا لجريدة الموقف

رشيد العبداوي

17

برج العامري

الشاب أحمد سهيل يعاني من سوء المعاملة و تتعرض عائلته لى الاستفزاز عند الزيارة من قبل عون سجون بالزي المدني المدعو قدور و يشكو الشاب من الاكتظاظ

أحمد سهيل

19

قفصة

الاعتداء بالعنف الشديد على مساجين الحوض المنجمي بعد دخولهم في إضراب عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة و ظروف الإقامة القاسية في السجن ( اكتظاظ و حرمان من الأسرة )

سجناء الحوض المنجمي

 

 

 

 

 

 

المسرحون

 

 

 

 

 

05

تونس

منع السجينين السياسيين السابقين زياد الدولاتلي و العجمي الوريمي من زيارة المحامي نور الدين البحيري من قبل أعوان البوليس السياسي

زياد الدولاتلي و العجمي الوريمي

06

بنعروس

منع السجين السياسي السابق عبد الكريم بعلوش من تجديد بطاقة تعريفه بمركز حرس فوشانة الشمالية بدلا من بطاقته القديمة المحجوزة منذ اعتقاله سنة 1991

عبد الكريم بعلوش

13

تونس

حرمان سجين سابق من بطاقة الهوية منذ خمس سنوات و منزله تحت الحصار الأمني من غرة مارس 2007 و هو بدون جواز سفر و لا بطاقة علاج بعد سجنه مدة 3 سنوات و 5 أشهر و معاناته داخل السجون التجأ إلى القضاء و إلى السلطة التنفيذية لإنصافه فلم يتلق جوابا بسبب مظالم كلفته مليارين و 500 الف دينار

مواطن تونسي

17

شط مريم

اعتقال العجمي الوريمي بمنطقة الشرطة بشط مريم لاستجوابه بسبب   امضائه في عريضة تطالب بإطلاق سراح المساجين السياسيين في الضفة الغربية و عن انتمائه لحركة النهضة

العجمي الوريمي

17

جندوبة

اعتقال محمود البلطي من طرف منطقة الشرطة بجندوبة حول نفس الموضوع و كذلك بالنسبة للطفي العمدوني

محمود البلطي

19

جرجيس

محاصرة منزل عبد الله الزواري أمنيا بصفة مستمرة من قبل رئيس المركز المدعو عامر الطالبي

عبد الله الزواري

19

الحامة قابس

تواصل مضايقة السجين السياسي السابق علي الأصبعي 77 عاما و المحروم من جواز سفره منذ 23 سنة و التضييق عليه في معاشه بمنعه من كراء محله لزوار مدينة الحامة من المستحمين

علي الأصبعي

28

بنقردان مدنين

يتعرض السجين السياسي السابق السيد محمد ضيف الله للمضايقات عند الإمضاء لدى الشرطة و التعسف في تطبيق قرار المراقبة الإدارية و حرمان شقيقه من جواز السفر و حجز عدد من الكتب بعد تفتيش بيته

محمد ضيف الله

28

منزل بوزلفة

استمرار إخضاع السجين السياسي  السابق السيد المهدي خوجة للمراقبة الادارية بعد انتهاء مدة الحكم الصادر ضده سنة 2008

المهدي خوجة

 

IIIالاستنتاجات:

1)    تزايد الاعتداءات على الصحفيين المعارضين ووسائل الإعلام المستقلة صحفا و مواقع الكترونية و مدونات و إذاعات لترهيب الصحفيين و إقصاء الرأي المخالف و محاصرة حرية التعبير.

2)    تصاعد سياسة المحاصرة و المضايقة للنشطاء الحقوقيين و السياسيين حيث تصدر هذا الانتهاك قائمة الانتهاكات في شهر فيفري 2009 و بلغ نسبة 21.59 % و عرفت الانتهاكات زيادة بنسبة 68.42 % مقارنة بشهر جانفي 2009 و شملت حق التنقل و حق الاجتماع و حق التعبير و حق التنظم و حق التقاضي و بلغت حد الاعتداء بالعنف اللفظي و المادي ضد بعض مناضلي الأحزاب و المنظمات القانونية.

3)    بلغ الاعتداء على النشطاء الحقوقيين حد انتهاك حرمة مكتب القاضية السيدة كلثوم كنو عضو الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين .

4)    استمرار لما عرفته تونس من قمع و محاصرة للتحركات الشعبية و القطاعية ضد العدوان الصهيوني على غزة و تضامنا مع شعب فلسطين و خلافا لما لقيته قافلة تحيا فلسطين من ترحيب و دعم في مختلف بلدان المغرب العربي عمدت السلطة في تونس إلى تغيير مسار القافلة و ضرب حصار أمني شديد عليها لمصادرة حق الشعب التونسي في استقبالها استقبالا يليق بها و يشرف البلاد.

5)    تواصل الاعتداءات داخل الجامعة من قبل السلطة عبر الوسائل الأمنية و الإدارية و القضائية وما نتج عن ذلك من سجن و طرد لعدد من الطلبة على خلفية نشاطهم النقابي و تعطيل انعقاد المؤتمر 25 للاتحاد العام لطلبة تونس.

6)    الإصرار على انتهاك الحريات الشخصية الذي احتل المرتبة الثانية بعد الاعتداء على النشطاء الحقوقيين والمناضلين السياسيين و ذلك بزيادة 37.5 % مقارنة بشهر جانفي 2009 وقد شملت هذه الاعتداءات عدم احترام القانون الذي يفرض توجيه استدعاء قانوني عند الدعوة للحضور لمقرات الشرطة و عدم الاستظهار بإذن في الإيقاف صادر عن وكيل الجمهورية سواءا كان ذلك في الأماكن العمومية أو مقرات السكنى و منع السفر والتضييق في حرية الإبحار عبر الانترنات والحق في الدراسة و إجراء الامتحانات و حق اختيار اللباس وحق حرية ممارسة الشعائرالدينية.

7)    ارتفاع نسبة الاعتقالات مقارنة بشهر جانفي 2009 بنسبة 78.57 % خاصة في صفوف الشباب المتدين و احتلت الاعتقالات المرتبة الثالثة في انتهاكات فيفري 2009 و تمت في ظروف غير قانونية مع تجاوز مدة الاحتفاظ واستمرار التعذيب.

8)    تفاقم الهجرة السرية التي نتجت عنها أحداث خطيرة في   »لمبدوزا » و  »مالطا » بسبب سوء المعاملة و الظرف القاسية و اللانسانية و التهديد بالترحيل الى تونس  حيث البطالة وانسداد الأفق و المعاملة الأمنية القاسية عوضا عن ايجاد الحلول العادلة لملف الهجرة.

9)    إصرار السلطة على اللجوء إلى الوسائل الأمنية و القضائية في التعامل مع القضايا الاجتماعية و السياسية بتنظيم محاكمات صورية غير عادلة و إصدار أحكام قاسية في ما يعرف بقضية الحوض المنجمي و هو مازاد الوضع الاجتماعي احتقانا و تأزما بسبب عدم الاستجابة للمطالب المشروعة في الشغل و التوزيع العادل لثروات البلاد.

 

10)  توظيف القضاء في المادة  الجبائية  للضغط على المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين و ابتزازهم بممارسات ضدهم تحرمهم من حقهم في معارضة قرار التوظيف المسلط عليهم و إصدار أحكام جائرة بشأنهم تفرض عليهم مبالغ مالية تفوق مداخليهم و ذلك من مظاهر المس من هيبة القضاء و عدالة الجباية.

11)تواصل سوء المعاملة داخل السجون للمساجين السياسيين بسبب الاكتظاظ  و الإهمال الصحي و العزل الانفرادي و العنف اللفظي والمادي و الحرمان من إدخال الكتب العلمية و الثقافية و الصحف المختلفة و منع العائلات من الزيارة.

12) تتواصل معاناة المسرحين من المساجين السياسيين بحرمانهم من أبسط الحقوق بما في ذلك حالات استخراج بطاقات التعريف و جواز السفر و بطاقات السوابق العدلية ( بطاقة عدد 3) و المضايقة الأمنية باسم المراقبة الإدارية و التضييق عليهم في حرية التنقل و التعبير و الاجتماع و حرمانهم من حقهم في الشغل و العلاج.     

 

عن منظمة حرية و انصف

الرئيس

 الأستاذ محمد النوري


 

بعد شهر من الجوع : هل قررت وزارة التعليم العالي قتل الطلبة المضربين


 وصل الإضراب عن الطعام الذي يخوضه  خمسة طلبة من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس إلى مرحلة حرجة ، فلقد بلغ الآن مدة شهر كامل من الجوع  ، شهر اثبت فيه هؤلاء الطلبة مدى العزيمة و الإصرار على نيل حقهم في الدراسة ، شهر اثبتوا فيه أن النضال هو الطريق الوحيد لنيل الحقوق  ، شهر كذبوا فيه أيضا مقولة أن الساحة الطلابية جفت من النضال و المناضلين الصادقين و حل محلهم الانتهازية و الغوغاء ، شهر قالوا من خلال جوعهم أن الحياة لا معنى لها بلا حقوق ، وهو شهر أيضا حاولت فيه السلطة محاصرة هذا التحرك و التضييق عليه لعزله من خلال ضربها لطوق امني على مقر الاتحاد حيث يمكث الطلبة المضربون و يقوم هذا الطوق بدوره الطبيعي الموكل إليه من منع المساندين من زيارة المضربين و هم من الشخصيات الوطنية و الوجوه الديمقراطية المعروفة على الساحة الوطنية على غرار سمير بالريان عضو الهيأة التأسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي و السيد جلال الحبيب عضو المكتب السياسي في حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات و رئيس تحرير جريدة « مواطنون  » و و فد من الحزب الديمقراطي التقدمي و غيرهم كثير و كان آخر الممنوعين السيد مختار الطريفي المحامي المعروف و رئيس الهيأة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان . كما جندت السلطة من الناحية الإعلامية بعض المنابر المأجورة في الصحافة المكتوبة لتشويه صورة الإضراب و بالأخص المضربين و اتهمتهم بالتطرف و استعمال العنف ضد العمداء و الإداريين و تدعي أنهم محل تتبعات عدلية نافية عنهم حقهم في مواصلة الدراسة في محاولة لمغالطة الواقع الذي يعرف فيه القاصي و الداني أنها أراجيف لا أساس لها من الواقع .  الطلبة المضربون متأكدون أن البعد الاحتجاجي لإضرابهم قد انتهى و دخلوا في مرحلة ثانية هي البعد الصحي حيث أن تواصل الإضراب أصبح يهدد سلامة أجسادهم ، لكن وعيهم بمشروعية مطلبهم وهو العودة إلى مقاعد المدرج أقوى من أن يضنيه الأم الجوع لذا فمع كل يوم جوع إضافي هناك مد معنوي إضافي يسري في أجسادهم مكان الطعام لتزداد قامتهم شموخا و إرادتهم تصلبا . فكل الأطباء الذين زاروا المضربين يؤكدون أن صحتهم متدهورة و حرجة و لعل ما وصلت إليه صحة احد المضربين وهو توفيق اللواتي منذ أيام و التي استدعت نقله إلى المستشفى بعد أن أصيب بشد عضلي في كل جسمه و اختناق حاد دليل حي على التدهور الصحي لهؤلاء ، و حتى الآن و سلطة الإشراف لا تحرك ساكنا بل تستمر في تصلبها و هذا مدعاة للاستغراب و الاستنكار فهل ينوي أصحاب القرار في وزارة التعليم العالي قتل هؤلاء الطلبة و التنصل من المسؤولية . غريب أمر هذه الوزارة التي تتعدى عقوباتها الوجه الإنساني فالحرمان من التعليم هو بمثابة التجهيل ألقسري و لا تقف الأمور هنا بل تتجاوزها إلى السجن بما يعنيه أن هناك نهج كامل لتسليط عقوبات انتقامية على الطلبة لا بتجهيلهم فقط بل  و جعلهم من ذوي السوابق العدلية ثم الإلقاء بهم في الشوارع عقابا على نضالهم و احتجاجهم  .كذلك من المحير أن تجعل هذه الوزارة كل من يحتج في وجه خيارتها خصما تتشفى فيه و لعل ما وصلت إليه العلاقة بينها و بين نقابة التعليم العالي من تأزم أوكد دليل على ذلك فالنقل التعسفية و قرارات التجميد التي تطال النقابيين لا تخفى على احد ، ثم من العار أن تجعل من الطلبة الطليعة الشبابية المنوط بعهدتهم كل المستقبل لهذا الوطن خصوما لها لا تفوت فرصة إلا و تنتقم منهم .  بقي أن نقول أن المسالة القانونية التي تتحدث عنها وزارة التعليم العالي فيما يخص المطرودين هي بمثابة الالتفاف على الواقع فالمطرودين من الجامعة تعسفا كثر منهم من هو مطرود من كلية فقط و القانون يسمح له بالترسيم في أي كلية أخرى لكن الوزارة ترفض ترسميه منذ سنوات و الأمثلة كثيرة . و هذا فيه : أولا اعتداء على ما جاء في توطئة الدستور من حرص على حق التعليم و اعتداء على إلزامية تطبيق القوانين النافذة لذا فوزارة التعليم العالي مطالبة بان يكون سلوكها في مستوى تسميتها و ان تضع في اعتبارها حياة الطلبة المضربين و مستقبل المطرودين الذين هم من شباب هذا الوطن العزيز في سنة سميت بسنة الحوار مع الشباب و أن اصل القانون و وضعه من اجل خدمة و مصلحة الإنسان و ليس من اجل الاعتداء عليه .                                                                                             عن لجنة الاعلام : المنسق العام :  سمير النفزي          


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقــــوق الإنســـان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 14  مارس 2009 بيـــان

تكثفت في الأيام الأخيرة الحملات البوليسية  على نشطاء حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين لمنعهم من ممارسة أبسط حقوقهم المدنية والاعتداء عليهم بطرق شتى. وقد طالت هذه الاعتداءات في اليومين الأخيرين خاصة الأساتذة المحامين محمد جمور و محمد عبو وعبد الوهاب معطر والصحفي لطفي حجي. وقد حاصرت أعداد هامة من الأعوان بالزي المدني الأستاذ جمور يوم الجمعة 13 مارس لمنعه، وفي مناسبتين، من الدخول إلى مقر التكتل الديمقراطي للعمل والحريات بتونس حيث نظمت تظاهرة تضامنية مع معتقلي الحوض المنجمي. وكالعادة تذرّع الأعوان ب »التعليمات » التي لديهم لممارسة هذا العمل غير القانوني في حين سمح لبقية المتوافدين على مقر التكتّل بالدخول. وفي نفس اليوم تكثفت المراقبة التي يخضع لها الأستاذ محمد عبو بشكل مستمر وأصبح محاصرا منذ يوم الجمعة بعدد هام من الأعوان بالزي المدني يرابطون حول منزله ويتنقلون معه بسيارات ودراجات نارية ويلاحقونه حيث تنقل معرضين حياته للخطر بتعمّدهم قطع الطريق أمام سيارته بشكل فجئي واستفزازه بعبارات وإشارات منافية للأخلاق. وقد طالت هذه الممارسات الأستاذ عبد الوهاب معطر اليوم السبت حيث تمّ إيقافه وهو في طريق عودته من تونس إلى صفاقس بمدخل الطريق السيارة على مستوى مفترق حمام الأنف وأبقي هناك مع زوجته وابنه وزوجة هذا الأخير وحفيده البالغ من العمر سبعة أشهر لمدة تقارب الساعتين وقد تعلل الأعوان هنا أيضا بـ  » التعليمات « . وما أن أفرج عليه وعلى من معه لمواصلة طريقهم حتى تمّ اعتراضهم من جديد ليتكرر نفس السيناريو لحوالي نصف ساعة.ثم تم اعتراضهم من جديد قبل الوصول إلى مساكن ليعمد أحد الأعوان إلى نزع مفتاح السيارة رافضا إرجاعه ليبقى الرضيع في السيارة تحت لفحات الشمس الحارقة مما يعرض صحته للخطر، وليبقى الجميع محتجزين دون سبب لمدة طويلة في تحد صارخ للقانون . أمّا الصحفي لطفي حجي فقد ضرب عليه الحصار في مدينة بنزرت منذ الصباح الباكر وتولى أعوان بالزي المدني ملاحقته حيث تنقل وما أن اتجه بسيارته نحو العاصمة حتى تمّ إيقافه وإعلامه أنه يمنع عليه مغادرة مدينة بنزرت بدعوى  » التعليمات  » ليعود أدراجه وتتواصل ملاحقته داخل المدينة . وتواصل أعداد غفيرة من قوات الأمن محاصرة مقر الإتحاد العام لطلبة تونس حيث يستمر إضراب مجموعة من الطلبة عن الطعام منذ شهر وقد قام الأعوان بمنع عدد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين من الدخول إلى ذلك المقرّ. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبّر للأساتذة المحامين محمد جمور ومحمد عبو وعبد الوهاب معطر والصحفي لطفي حجي عن تضامنها ومؤازرتها لهم في مطالبتهم بحق المواطنة فإنها تدين بشدة التعدّي على حريتهم الشخصية وحقهم في التنقل وممارسة شؤونهم الخاصة بكل حرية وتدعو السلطات إلى الكف عن مضايقة النشطاء والتقيّد بمقتضيات القانون وإلغاء العمل بأي تعليمات مناقضة لتلك المقتضيات ومحاسبة كل من يتذرّع بـ  » التعليمات  » لخرق القانون والتعدي على الحريات الشخصية والعامة للمواطنين واحترام حق النشطاء في القيام بمهامهم طبقا للإعلان العالمي لحماية النشطاء الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 ديسمبر 1998 والذي وافقت عليه الدولة التونسية. عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختـار الطريفـي
 


تونس: تأجيل النظر في قضية شورو


تونس – محمد الحمروني
بناء على الطلب الذي تقدم به المحامون، أجلت محكمة تونسية النظر في قضية الصادق شورو، الرئيس السابق لحركة «النهضة» التونسية المحظورة إلى نهاية الشهر الجاري. في المقابل رفضت المحكمة إطلاق سراح شورو في انتظار الجلسة المقبلة. ومنعت قوات الأمن عددا من الناشطين الحقوقيين والسياسيين من حضور المحاكمة. وضربت حصارا أمنيا حول مقر قصر العدالة بالعاصمة حيث جرت المحاكمة. تأتي هذه المحاكمة بعد 3 أشهر من الحكم على القيادي النهضوي بسنة سجنا بتهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخَّص لها في إشارة إلى حركة «النهضة» التونسية. كان شورو قد أُطلق سراحه في نوفمبر الماضي في إطار عفو رئاسي شمل من تبقى من أبناء حركة النهضة في السجن قبل أن يُعاد اعتقاله بعد أقل من شهر من إطلاق سراحه. ووجهت له النيابة العمومية عدة تهم من بينها نشر أخبار زائفة والإدلاء بتصريحات مغرضة قبل أن تتراجع النيابة العمومية وتوجه إليه تهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص لها. يُذكر أن شورو قضى نحو 18 سنة في السجن منها 14 سنة في السجن الانفرادي وجاء اعتقاله في إطار الحملة التي شنتها السلطات التونسية على حركة النهضة في بداية التسعينيات من القرن الماضي في إطار سياسة تجفيف منابع التدين التي انتهجتها السلطة خلال العشرية الأخيرة من الألفية الماضية.
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 مارس 2009)


منظمات تونسية تطالب بإطلاق سراح زعيم سابق لتنظيم إسلامي محظور


السبت مارس 14 2009 تونس – ، د ب أ –  دعت منظمات حقوقية تونسية اليوم السبت السلطات إلى إطلاق سراح الصادق شورو، الزعيم الأسبق لـ »حركة النهضة » الإسلامية التونسية المحظورة والذي يمثل في وقت لاحق اليوم السبت أمام محكمة الاستئناف بالعاصمة تونس من أجل مقاضاته بتهمة « الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها » (حركة النهضة). ووصفت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وخمس منظمات حقوقية غير معترف بها في بيان نشرته اليوم السبت القضية التي يحاكم فيها شورو بـ »المفتعلة » والحكم الصادر ضده بـ »الجائر ». والمنظمات الخمس هي « المجلس الوطني للحريات » و »الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين » و »منظمة حرية وإنصاف » و »الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب » و »المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر و الإبداع » إضافة إلى « الودادية الوطنية لقدماء المقاومين »، وصدر حكم في 1991 بالسجن المؤبد ضد صادق شورو (62 عاما)، الذي كان يعمل أستاذاً محاضراً بكلية الطب ، بتهمة الانتماء إلى « حركة النهضة » التي اتهمتها السلطات بالتورط في أعمال « إرهابية » ومحاولة قلب نظام الحكم بالقوة أوائل تسعينات القرن الماضي. وأصدر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في الخامس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عفوا عن 21 إسلاميا (من بينهم شورو) يمثلون آخر دفعة من مساجين النهضة. وأعيد اعتقال شورو في شهر كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي. وقضت محكمة تونس الابتدائية في 13 كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي بسجنه لمدة عام واحد بتهمة « الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها ». وذكرت المنظمات أنها « تساند بقوة حقه (شورو) في حرية التعبير واسترداد حقوقه المدنية والسياسية » ودعت إلى « إطلاق سراحه فورا ورفع المضايقات السلطة لأفراد عائلته.
(المصدر : صحيفة « القدس » نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية بتاريخ 14 مارس 2009 .) الرابط :http://web.alquds.com/node/145663


تسجيل لفتيات تونسيات..يشرحن حوادث التضييق على المحجبات

  السبيل أونلاين – اليوم العالمي للحجاب – خاص

رابط الشريط على اليوتوب :

http://www.youtube.com/watch?v=A4r93RJBUM8 المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 14 مارس 2009


محمد السكتاوي / مدير عام منظمة العفو الدولية بالمغرب تردي اوضاع المدافعين عن حقوق الانسان في المغرب العربي


انتقدت اربع عشرة منظمة حقوقية اجتمعت في الرباط التراجع الذي تشهده حركة حقوق الانسان في المنطقة المغاربية، واعتبرت أن التضييق على حقوق الانسان والحقوقيين لا يتماشى وشعارات دولة الحق والقانون التي ترفعها هذه الدول. وقد طالبت المنظمات الحقوقية باطلاق سراح جميع المدافعين عن حقوق الانسان والصحافيين المعتقلين، ورفع كل القيود القانونية عن تأسيس الجمعيات الحقوقية. وفي تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاحد، قال مدير عام منظمة العفو الدولية بالمغرب محمد السكتاوي: « ان المدافعين عن حقوق الانسان يتابعون بجدية نشر معلومات كاذبة للوشاية، ولايكون ذلك سوى وسيلة من اجل التضييق على الحريات العامة ». وتابع: « لا زال المدافعون عن حقوق الانسان في المغرب العربي يتعرضون الى الحبس والاختفاء القسري والقمع ». وفي تصريح مماثل لقناة العالم الاخبارية، ندد المستشار القانوني للجمعية الموريتانية للدفاع عن حقوق الانسان محمد احمد الحاج سيدي بالقوانين الامنية وقوانين ما يسمى بمكافحة الارهاب. كما ندد الحاج سيدي باستعمال القضاء سواء لتسوية حسابات سياسية او مع نشطاء حقوق الانسان، لافتا الى ان القضاء اصبح جهازا تستغله الانظمة في المغرب العربي للحد من نشاطات الحقوقيين ومنظمات حقوق الانسان. من جهته، قال منسق التنسيقية المغاربية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الحميد امين في تصريح لقناة العالم الاخبارية: « ان الصحافيين في بلاد المغرب العربي ليسوا باحسن حال »، لافتا الى ان تقارير المنظمات الحقوقية قد رسمت صورة قاتمة حول ما اعتبرته تراجعا كبيرا في حرية التعبير في بعض البلدان المغاربية، حيث اصبح الاعلاميون عرضة للمساءلة والاعتقال بوسائل وغير وسائل القانون، مطالبا بتغيير كل هذه القوانين. وفي السياق، اعتبرت عضو المجلس الوطني للحريات في تونس زكية ديفاوي في تصريح لقناة العالم الاخبارية تواطؤ الدول الغربية التي لم تعد تشهر ورقة حقوق الانسان بوجه الدول المغاربية، يعد سببا رئيسيا في ما آلت اليه اوضاع حقوق الانسان في المنطقة. وشددت على ان ورقة حقوق الانسان تشهر في بعض الاحيان ضد بعض الدول العربية لتحقيق المزيد من مصالح الدول التي تمارس هذا الضغط ليس الا. محمد احمد الحاج سيدي / المستشار القانوني للجمعية الموريتانية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الحميد امين / منسق التنسيقية المغاربية للدفاع عن حقوق الانسان زكية ديفاوي / عضو المجلس الوطني للحريات في تونس (المصدر : موقع قناة « العالم » بتاريخ 15 مارس 2009 .) الرابط :http://www.alalam.ir/newspage.asp?newsid=028170320090315100957

 


القرضاوي في تونس..إيحاءات الزيارة


صلاح الجورشي (*)
بمناسبة انطلاق فعاليات «القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية»، وجهت السلطات في تونس دعوة إلى الشيخ يوسف القرضاوي، الذي استجاب للدعوة، حيث شوهد في موقع بارز ضمن المدعوين. ولم يكتف بذلك، بل أدلى بتصريح للتلفزيون الرسمي التونسي أبرزته عديد الصحف بصفحاتها الأولى، ثمّن فيه ما ورد في خطاب الرئيس بن علي الذي ألقاه بالنيابة عنه رئيس الوزراء محمد الغنوشي. وبعد أن ضرب عدة أمثلة عما رآه من إيجابيات في تونس، أوضح قائلا: «هذه أشياء تحمد لتونس ولسيادة الرئيس زين العابدين بن علي». ليست هذه المرة الأولى التي يزور فيها القرضاوي تونس، لكنها اختلفت عن سابقاتها نظرا لكونها اكتسبت طابعا رسميا، وهو ما أضفى عليها بُعدا سياسيا لا يخفى على أي مراقب. فالشيخ سبق له أن وجّه نقدا للسلطات التونسية بسبب المضايقات التي كانت تتعرض لها المحجبات. كما سبق أن عبر عن تضامنه مع قادة حركة النهضة، حيث تربطه علاقات قوية برئيسها الشيخ راشد الغنوشي. وفي المقابل، هاجمت الصحف المحلية الشيخ القرضاوي في أكثر من مناسبة في سياق دفاعها عن السلطة واختياراتها الدينية والسياسية. الآن تغير المشهد، وتغيرت العلاقة. فالمؤكد أن السلطة لم تر أي جدوى في استعداء شخصية في وزن الشيخ القرضاوي الذي يتمتع بتأثير واسع داخل الأوساط الإسلامية السنية في جميع أنحاء العالم. فرغم تعاطفه الذي لا ينكره أو يخفيه مع الحركات الإسلامية، إلا أن مكانته الأدبية والرمزية كفقيه معتدل في الكثير من آرائه مقارنة بغيره تتجاوز بالتأكيد الإطار الحركي لتشمل أوساطا أخرى أكثر اتساعا. كما أن للرجل علاقات قوية بالعديد من حكام المنطقة وبمسؤولين كبار وبرجال أعمال مؤثرين، ولهذا فإن أنظمة عديدة لا ترى أي مصلحة في أن تجعل منه خصما يناصبها العداء. ومن هذه الزاوية تعتبر دعوته إلى تونس مبادرة ذكية من قبل نظام أزعجته الحملة التي تقوم بها أطراف عديدة داخلية وخارجية، وقدمته للرأي العام الإسلامي بكونه «نظاما معاديا للإسلام ومحارب للتدين». لقد أصبح للنظام التونسي رصيد من الإجراءات التي اتخذها خلال سنوات حكمه في مجال دعم البعد الديني والثقافة الإسلامية، وهي القرارات التي تضمنها الخطاب الرئاسي، مثل تأسيس مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان، وتحويل الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين إلى جامعة زيتونية، وإنشاء وزارة للشؤون الدينية، إضافة إلى ارتفاع عدد المساجد، وطباعة المصحف الشريف وفق رواية قالون، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد التونسية. وكان آخر هذه الإجراءات السماح لرجل الأعمال المعروف صخر الماطري والمقرب من الرئيس بن علي بإطلاق إذاعة الزيتونة، التي حققت رواجا واسعا في زمن قياسي، والتي رحب بها الإسلاميون وفي مقدمتهم السيد راشد الغنوشي. هذا وقد تميز خطاب الرئيس بن علي الأخير بشحنة إسلامية قوية لافتة للنظر، جعلته يعلن أنه يعمل من أجل «أن تبقى شخصية تونس الدينية والثقافية حصينة صامدة وحيّة متجددة طبقا لما نص عليه الفصل الأول من الدستور (تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها)». مضيفا أنه قد بادر منذ التغيير العام 1987 «بحماية ثقافتنا من كل أشكال التغريب والتشويه». هذه الشحنة الإيمانية القوية، طمأنت الكثيرين من أنصار الدفاع عن الهوية، في حين أثارت تساؤلات داخل الأوساط العلمانية التي لا تزال تخشى من أي تقارب يمكن أن يحصل بين نظام الحكم والإسلاميين. الآن وقد أصبحت الطريق سالكة بين الشيخ القرضاوي والرئاسة التونسية، لعله يفكر في أن يلعب دورا شبيها بما قام به في دول أخرى، كان آخرها ليبيا، حين توسط بين العقيد القذافي بتشجيع من سيف الإسلام وبين الإخوان المسلمين الليبيين، وهي الوساطة التي أسفرت عن إطلاق سراح معتقليهم، وساعدت فعلا على تطبيع أوضاعهم في البلاد. وإذا ما عزم القرضاوي على ذلك، فإنه يكون قد دعم الأصوات التي تدعو من داخل حركة النهضة إلى إقامة مصالحة مع النظام، كما أن مسعاه -إن كان هذا واردا- سيحتاج إلى دعم ومباركة من قيادة الحركة، التي يفترض أن تتكيف مع مقتضيات ما تتطلبه مثل هذه المصالحات. لكن الأهم من كل ذلك هل يجد الرجل -إن عزم على القيام بمثل هذا المسعى- استجابة من قبل السلطة التي بيدها الحل والربط؟ هذا السؤال يصعب الإجابة عليه، لأن المؤشرات التي تصدرها أجهزة الحكم في تونس لا تزال متعددة ولكنها متناقضة في الآن نفسه.. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 مارس 2009)


تونس: وطن وبوليس ورشوة بقلم: جيلاني العبدلي 

من شارع قرطاج إلى شارع محمد الخامس


نزلتُ إلى العاصمة،  وكنتُ قد التزمتُ لأحد الأقارب بإيداع ملفّ إداري له لدى مصلحة تابعة للصندوق القومي للضمان الاجتماعي بشارع محمد الخامس، حسب المُعطيات التي زوّدني بها. ولمّا بلغتُ شارع قرطاج، صادفتُ عوني أمن بزيهما الرسمي يُمسكان بمواطن بدين، يُعنّفانه بشدة، ويدفعانه تحت وابل من الصّفع والرّكل للسير أمامهما دون تلدُّد. وكان الضحيةُ يحتجُّ على تعنيفه، ويطلبُ منهما التوقف عن إهانته ما دام مُطيعا لأمرهما، سائرا أمامهما إلى مركز الأمن كما طلبوا. غير أنّ عوني الأمن رأيا في احتجاجه تجاسُرا منه وتطاوُلا عليهما، فصبّا عليه جامّ غضبهما، ودكّاه دكّا بكلّ وحشيّة، ممّا جعلهُ يفترشُ الأرض مُحتميا بها، مُشترطا لمرافقتهما وقف الاعتداء عليه. لكنّ حيلته لم تشفع له، إذ جعلا يركُلانه ركلا، ويجُرّانه من رجليه جرّا، وهو يستغيثُ ولا من مُغيث. أمام هول المشهد وغرابته، توقّف كثيرٌ من المارة عن السير يتهامسون، مُستنكرين ما كان يدورُ أمامهم من تعنيف مجاني، ضدّ مُواطن رافض لانتهاك حُرمته الجسدية ولكسر روحه المعنوية. ذاك التجمهرُ المتزايدُ أزعج العونين، فظلّ أحدهما مُمسكا بالضحية، في حين عاد زميلُه صارخا في وجوه الجمهور، قائلا:  » انفضّوا سريعا، انطلقُوا في قضاء حاجاتكم، لم نُقدّم لكم عرضا مسرحيا، دعوكُم من التطفّل والفُضول، هيّا تفرّقُوا بسرعة، ليس لكم حقّ التجمهُر في الطريق العام، انطلقُوا الآن وبسرعة… ». عندها دبّ الخوفُ في المُتابعين، وتفرّقُوا، وانصرف كلٌّ في سبيل حاله مُتمتما مُغمغما، وعاد عونُ الأمن يُباشر وظيفته بتفان وإخلاص. واصلتُ طريقي، وقد حزّ في نفسي ذاك المشهدُ الذي بلغ درجة فظيعة في الاستهتار بكرامة الإنسان، وقدّم مثالا صارخا لانتهاك الحُرمة الجسدية والمعنوية للمواطنين. وحين بلغتُ شارع محمد الخامس، بحثتُ عن المصلحة التي كنت أقصدُها، لكنّني لم أعثر لها على أثر لعدم الدقّة في المُعطيات التي كانت بين يديّ. وأمام ما وجدتُه من حرج في عدم إنجاز ما التزمتُ به، رأيتُ من المُفيد أن أستوضح في الأمر عوْني أمن على مقربة منّي، مُتمركزين بأحد مُفترقات شارع محمد الخامس علّهما يُرشدانني. اقتربتُ منهما في المُفترق، ووجهّتُ لهما التحية، فنظر إليّ أحدهُما ثم ما أشاح بوجهه عنّي، دون أن يُسلّم أو يُكلّم، بينما خاطبني الثاني بصرامة، قائلا:  » تفضّل، ماذا تُريد « ؟  قلتُ له:  » زاد الله في فضلك، أريدُ أن أسألك لو سمحت؟، هل لديك علمٌ بوجود مصلحة تابعة للصندوق القومي للضمان الاجتماعي في هذا الشارع « ؟ فأجابني بسرعة قائلا:  » فتّح عينيك جيدا، وانظر أمامك، هاهي ذا أمام ناظريك، ارفع رأسك « . وأشار بسبابته إشارة الواثق، إلى بناية ضخمة عليها لافتةٌ تحمل حروفا اختزالية بالفرنسية، تُحيل على الصندوق القومي للتقاعد والحيطة الاجتماعية. أرسلتُ نظري إلى حيثُ أشار عون الأمن، ثم قلتُ له:  » سيّدي، أنا لا أبحثُ عن إدارة للصندوق القومي للتقاعد والحيطة الاجتماعية، وإنما أبحثُ عن… » إلا أنّه قاطعني قائلا:  » إذا كان الأمرُ كذلك فلماذا جئت إلى هنا، أجئت تُضيّعُ وقتنا « ؟ قلتُ:  » حاشا لله، بل أنا أبحثُ عن مصلحة تابعة للصندوق القومي للضمان الاجتماعي « ؟  فقال بشيء من التشنّج:  » لا تتفلسف، تلك هي مصلحةُ التأمينات التي تبحثُ عنها، انظر واقرأ من هنا ما كُتب عليها، أم أنّك تشكُو نقصا في النظر من بُعد « ؟ ولما أضفتُ مُوضّحا، أنّ هناك صندوقين اجتماعيين: أحدُهما يختصّ في الوظيفة العمومية يُسمّى الصندوق القومي للتقاعد والحيطة الاجتماعية، والآخرُ يهتمّ بالقطاع الخاص يُسمّى الصندوق القومي للضمان الاجتماعي، صرخ في وجهي قائلا:  » يا حمارُ، أجئت إلى هنا لتقدّم لنا درسا في حماقتك؟، قلتُ لك ذلك هو صندوقُ التأمينات الذي تبحث عنه، فإن لم تقتنع  » أرنا عرض كتفيك  » بمعنى: عليّ أن أنصرف فورا. قلتُ له: معذرة، أنت على حقّ، وشكرتُه على حسن إرشاده ثمّ انصرفتُ وأنا أُعاهدُ نفسي بأن لا أستشير في مستقبل الأيّام بوليسا في أمر، مهما بلغتْ بي الدّوافعُ إلى ذلك. انصرفتُ في سبيل حالي، وفي ذهني سؤالٌ طالما ظلّ يتردّدُ على لساني: لماذا لا يتصرّفُ عونُ الأمن عندنا في تونس بصفته مواطنا عاديا يعرفُ مثل غيره أشياء وتغيبُ عنه أشياء أخرى، كما يُصيبُ في مناسبات ويخطئُ في مناسبات أخرى؟؟   يتبع جيلاني العبدلي: كاتب صحفي ناشط حقوقي وسياسي Blog :http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com


الوداع.. الوداع .. أخي محمد الحبيب الماجري


قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ  صدق الله العظيم   لك الله في سفرك الأبدي يا أخي محمد الحبيب الماجري.. وتغمّدك برحمته.. وشملك بعفوه.. وأدخلك فسيح جنانه.. وعوّضنا فيك خيرًا.. وألهمنا صبرًا على فراقك… والله نسأل أن يجمع بيننا في الآخرة في جنانه تحت ظلّه و رضاه كما جمع بيننا في الدنيا على طاعته. يا من شرّفتنا بصحبتك.. وغمرتنا بلطفك ورفعة أدبك.. وأسعدتنا بحضورك سنوات وأيام.. لقد رحلت عنا بدون سابق علم.. وغادرتنا على عجل في لحظة لم نكن نتوقعها.. حيث لبيت داعي ربك يوم الاثنين 23 فيفري 2009..  لقد عرفت فيك دماثة الأخلاق.. وخفة الرّوح ونبل الخصال.. كرما وشهامة وصلابة في الدفاع على المبدأ… عرفت فيك صدق الحديث.. وحسن الصحبة.. وصفاء السريرة.. ونقاوة القلب… عرفت فيك الحياء.. وعدم إحراج غيرك.. عرفت فيك الاحترام والتقدير لأصدقائك والتفاني في خدمتهم ومد يد العون لهم قدر ما تستطيع… غيورا على المبادئ.. ساخطا على الظلم أينما حل.. مناصرا لقضايا الحق أينما كانت… أذكر هذا ولا نزكّي على الله أحدا.. فهو العزيز الذي يزكّي من يشاء من عباده وهو اعلم بهم.. ولكنها شهادة أشهد بها لك يا صديقي عند الرحمان جل وعلا… « وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ » أنا لست بصدد رثائك في هذا المقام يا صديقي محمد الحبيب، فالرّثاء للأموات. أما أنت فستبقى حيًا في ذاكرتي.. كيف لا.. وطيفك الكريم وابتسامتك اللطيفة لا يفارقان عيني كل يوم الجمعة أمام مسجد باريس بعد الصلاة.. أنت حيً في كل مكان كنا نرتاده جميعا.. أتذكرك ونحن نصلّي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلّم.. أتذكّرك ونحن نزور شهداء أحد ومسجد القبلتين وقباء.. أتذكرك ونحن نطوف بالبيت العتيق.. أتذكرك ونحن مقيمون في خيام منى.. أتذكرك ونحن واقفون على صعيد عرفات يوم الحج الأكبر يوم الاثنين 9 جانفي 2006. سوف أتذكرك كلّما جرّني الحديث عن مقدمة بن خلدون.. وعن تاريخ القبائل في تونس.. خاصة  الحديث عن بني سليم و قبيلتي: « المرازيق وأولاد دباب ». سوف أذكرك كلما تذكرت خصالك الحميدة وحماسك المفرط لقضايا الأمة، خاصة لمأساة فلسطين والعراق… إنــــا لله وإنــــا إليه راجعون.. وإننا والله على فراقك يا سي محمد الحبيب لمحزونون.. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع.. ولكن لا نقول إلا ما يُرضي الله.. فالوداع الوداع..   محمد العماري  باريس في 25 فيفيري 2009

 

أبو متعب والقذافي

 


 
فيديو يوضح مدي ماوصل اليه الحكام العرب من كراهية لبعضهم في الفيديو الرئيس معمر القذافي وهو يهين الشعب السعودي الامر الذي دعي الملك ابو متعب ان يرد عليه وينسحب من القمة الفيديو  حصريا علي http://m-forex-online-trading.blogspot.com/2009/02/how-to-make-money-online-with-clickbank_04.html


إضاءات من السيرة النبوية في الحكم و السياسة*ج13

مصطفى عبدالله ونيسي/باريس


محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم المؤسس الأول للدولة الإسلامية: القتال: حدوده، شروطه و ضوابطه الأخلاقية :   آيات القرآن ، و أحاديث النبيّ صلى الله عليه و سلم ، وتقريراته العملية كُلُّها تقطع بأنّ السّلام هو الأصل  و القاعدة  الأساسية الأولى التي تطبع علاقات المسلمين بغيرهم من الأمم و الشعوب، و أنّ الحرب في كُلِّ الأحوال ما هي إلاّ استثناء يُضطرُ المسلمون إليه اضطرارا للدفاع عن أنفسهم عندما تفشل كل محاولات الإصلاح و التسويات السلميّة الأخرى . يقول تعالى : » يا أيها الذين النّاس إنّا خلقناكم من ذكرِِ وأنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إنّ  أكرمكم عند اللَهِ أتقاكم  » (2). و يقول سبحانه: »فإن اعتزلوكم فَلم يُقاتِلُوكم وألقُوا إليكُمُ السَّلمَ فما جَعَلَ اللَّهُ لَكُم عَلَيهِم سَبِيلاَََ َ » (3)   » وإن جَنَحوا للسِّلمِ فاجنح لها و توكل على اللّهِ  » (4). والحرب في الإسلام لا تتجاوز أسبابها المشروعة ثلاث حالات وهي : الدفاع عن النّفس « قَاتِلوا في سبيل اللّه الذين يُقاتِلُونكم و لا تعتدوا إنّ اللّه لا يُحِبُ المُعتدين  » (5)، و الدّفاع عن حرّية العقيدة و التعريف بها لدى النّاس  »  و قاتلُوهم حتّى لا تكون فتنة و يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للَّهِ فإِنِ انتهوا فإِنَّ اللَّهَ بِما يعملون بَصِيرُ  »  (6)، و الدِّفاع عن حقوق المظلومين و المستضعفين من الرِّجَال و النِّساء   » و ما لكم لا تقاتلون في سبيل اللّه و المستضعفين من الرِّجال و النّساء  و الوِلدان الذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظّالم أهلها » ، و يقول سبحانه « أذِنَ  للذِين يُقَاتَلُونَ بأنّهم ظُلِمُوا و إنّ اللّهَ على نصرِهِم لقديرُ ُ. الذين أ ُخرِجُوا من ديارهم بغير حقِِّ ِ إلاّ أن يقولوا ربُّنَا اللّهُ  »  (7) فهذه الأسباب الثلاثة ، الدّفاع عن النّفس،  وعن الحرية و خاصة منها حرية المعتقد ، و عن حقوق الإنسان، متى انتهت ، انتهت معها الحرب وعاد المسلمون إلى الأصل الذي هو السِّلم و التعارف بين الأمم و الشعوب و تبادل المنافع و المصالح، يقول الله تعالى » يا أيها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ، إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم  » (7). فما هي شروط القتال ؟ و ما هي دواعيه؟ و ما هي آدابُه واخلاقياته؟   إنّ للقتال في الإسلام شروط شرعية و ضوابط أخلاقية لا يجوز للمقاتل المسلم أن يتجاوزها مهما كان، وإن تجاوزها فهو آثم . ونتحدث عن القتال باعتباره جزءا من الجهاد ، إذ الجهاد أعم ّ ُ من القتال بكثير ، و هو مبحث واسع ليس هذا مجاله . و في كلِّ الأحوال ، مهما يكن السبب لقيام الحرب ، فإنّ للقتال شروطه وآدابه ،كما قلنا، التي لا يجوز للمجاهد أن يستخف بها مهما كانت الظّروف ، و مهما كانت وحشية العدو المتربص بالمسلمين. و هذه المبادئ و الشروط هي عبارة عن مجموعة من القواعد و المبادئ و السلوكيّات العسكرية التي جاء بها الإسلام وطبقها النبيّ ُ (ص) على نفسه و على أصحابه وطالب المسلمين الالتزام بها مهما كانت الظّروف و الملابسات. و من هذه المبادئ و القيّم، أنّ الإسلام يفرض على المسلمين الاعتناء التّام  بالجرحى و مُداواتهم و إطعامهم و لو كانوا أعداء ، و يحرم عليهم الإجهاز على الجرحى أو إها نتهم  بأي شكل من الأشكال. كما أن التشريع الإسلامي يفرض على المسلمين تَجنيب المدنيين شرور الحرب وأخطارها. فالنّساء و الأطفال و كِبار السّن، بل و الفلاّحون في حرثهم و الرُّهبان في معابدهم ، كُلّ ُ أولئك دماءهم و أموالهم معصومة . و يوصي الإسلام المقاتلين من المسلمين بعدم التعرض للأهداف المدنيّة ، و ينهاهم عن التخريب و التدمير، في أي شكل من أشكاله، لأنّ الإسلام جاء ابتداء للبناء و الأعمار و لم يأت للهدم و الخراب . و كان الرّسول صلى الله عليه و سلم بلا شك هو القدوة الحسنة الأولى في الالتزام بهذه المبادئ و الآداب في ميادين القتال و المعارك. روى  » أبو ثعلبة الخشني » رضي الله عنه: ( إنّ  ناسا من اليهود يوم خيبر جاءوا إلى رسول الله (ص) بعد تمام العهود، فقالوا إنّ حظائر لنا و قع فيها أصحابك ، فأخذوا منها بقلا و ثوما ، فأمر رسول الله (ص) « عبدالرحمان بن عوف  » ـ رضي الله عنه ـ فنادى في النّاس : أن رسول الله يقول لكم : لا أ ُحِلّ ُ لكم شيئا من أموال المعاهدين إلاّ بحق .)  والدّارس المنصف للتاريخ الإسلامي يعرف أنّ الرّسول (ص) قد صبر و صابر على امتداد ثلاثة عشرة سنة، رغم التعذيب و الإهانة  و المحاصرة و التجويع ، و لم يلجأ إلى الجهاد إلاّ عند الضرورة  لمّا أذن الله له بذلك، مثلما كان الحال عندما اضطهدت قريش المسلمين   وعذبتهم و أخرجتهم من ديارهم  قسرا ، بل و لاحقتهم بالأذى حتى و هم في مَهَاجرِهم في المدينة ، بالإضافة إلى مؤامرات اليهود و غدرهم و خياناتهم للمسلمين. ولمّا انتقل النبيّ ( ص)  إلى المدينة وأصبح للمسلمين قاعدة للقتال ينطلقون منها للدّفاع عن أنفسهم  بدأ الرّسول (ص) في إعداد جيش من المجاهدين المخلصين  لحماية الدولة الجديدة و فداء الدّعوة و رمزها الأول محمد بن عبدالله النبي المرسل و الرحمة المهداة إلى العالمين بكل غال و نفيس . و كان (ص) في هذا المجال كما في غيره هو القائد و القدوة لأصحابه الكرام ، فقاد بنفسه سبعا و عشرين غزوة ، قاتل في تسع منها ، هي (     بدر ، و أ ُحد ، والأحزاب ، و بنو قريظة ، وبنو المصطلق، وخيبر ، وفتح مكة ، وحنين ، والطائف )،  وأناب أصحابه في قيادة سبع و أربعين حملة عسكرية أخرى . و مهما يكن عدد السرايا و الغزوات و الحملات مرتفعا ، فإنّ عدد الضحايا مجتمعين من الفريقين كان قليلا جدّا لا يتجاوز أربعمائة قتيل ، و كان شهداء المسلمين في تلك المعارك نحو  مائتي شهيد ،منهم سبعون قُتِلُوا مرّة واحدة غدرا في « بئر معونة » ، في حين لم يتجاوز قتلى المشركين المائتين أيضا . و هذه الإحصائيات هي خير دليل على حرص النبي الشديد على حقن الدّماء، و صيانة الأرواح البشرية ، وحصر الحرب  في أضيق نطاق ممكن لا تتجاوزه . فالنبيّ (ص) و أصحابه الكرام ، فداء للإسلام و جهادا في سبيل اللّه ، خاضوا صراعا مريرا مُتعدد الواجهات : مع الوثنية القرشية في مرحلة أولى و خاصة في معركة( بدر الكبرى و أحد و الخندق) ، ومع الوثنية القرشية مرة ثانية  في ( صلح الحديبية و فتح مكة ).كما أن النبي كان قد خاض صراعا مريرا و صعبا ضد اليهود و حركة النفاق في العهد المدني، كما كان للنبي صراع آخر مع النصارى. (8)  و لعله من نافلة القول أنَّ أفضل ما ينبأ ُ عن حقيقة الإيمان و معادن المجاهدين و المجاهدات هو أخلاقهم و مواقفهم و التزامهم بالمبادئ و القيّم و هم يجابهون المحن و الصعوبات و الفتن . فكيف كانت أخلاق الرّسول صلى الله عليه و سلّم وأخلاق اًصحابه وهم يحاربون أعداء يفوقونهم عُدّة و عتادا ؟.  كيف كانت مشاعرهم و مواقفهم ومعاملتهم لأعدائهم سواء عند النصر أو عند الهزيمة وفي المحن و عند ساعات الشّدة و العسرة؟.   ولإعطاء صورة تقريبية عن ذلك   كان لابُدَّ من  الرّجوع إلى السيرة النبوية  لتقديم خُلاصاتِ ِ و لو موجزة عن تلك الصراعات والمعارك و الغزوات  التي خاضوها في سبيل الله ضد قوى الهيمنة و الشرك بمختلف ألوانهم و أشكالهم ليحيَ من حيَّ عن بيّنةِ ِ و يهلك من هلك عن بيّنة . أ. مصطفى عبدالله ونيسي/ باريس

 


آسيان.. هل تجاوزت الأزمة المالية؟


توفيق المديني
اختتمت القمة الـ14 لرابطة دول جنوب شرق آسيا«آسيان» أعمالها في منتجع هواهين بتايلاندا يوم الأحد 1 آذار 2009 بحضور زعماء و مسؤولين كبار، اتفقوا على محاربة الأزمة المالية العالمية عن طريق سياسات اقتصادية ونقدية ميسرة، وتعهدوا أيضا العمل مع مجموعة العشرين في شأن إصلاح المؤسسات المالية الدولية ومقاومة إجراءات الحماية التجارية، وحضوا «الأطراف الرئيسية» في منظمة التجارة العالمية على إتمام جولة الدوحة لتحرير التجارة بسرعة.كما ناقشت قمة «آسيان» أيضا مدى صلاحية النموذج الاقتصادي الذي ساد حتى اندلاع أزمة النمو المنقطع النظير في المنطقة.‏ ومن المعلوم تاريخيا أن رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» تشكلت في سنة 1967، وضمت تايلاندا، وأندونيسيا، وماليزيا، والفيليبين، وسنغافورة، وانضمت بروناي إلى المنظمة في سنة 1984، وفيتنام سنة 1995، ولاوس، وميانمار في عام 1997، وكمبوديا سنة 1997. ويبلغ تعداد سكان هذه البلدان في سنة 2006 ما يقارب 560 مليون نسمة، ويقارب ناتجها المحلي الإجمالي 1100 مليار دولار و مبادلاتها التجارية بنحو 1400 مليار دولار. ويكمن هدف الآسيان في تسريع النمو الاقتصادي و التقدم الاجتماعي في المنطقة.‏ وفي سنة 2005 شكلت رابطة «آسيان» منطقة من التبادل الحر. وعقب الأزمة المالية التي عصفت بالنمور الآسيوية في سنة 1997-1998 أقامت آليات لضمان مزيد من الاستقرار المالي. ومن خلال تقويض الاستهلاك الأميركي و الأوروبي، أصاب فيروس الأزمة المالية، من خلال شبكة المقاولين الصغار الذين يأخذون مقاولات من المقاولين الأصليين ، ليس الصين فحسب: مصنع العالم،و لكن أيضا الاقتصادات المجاورة كلها، التي جعلت من الصين جسرا لصادراتها الخاصة.‏ وهكذا، فإن الصدمة بلغت البلدان المتقدمة ( اليابان،كوريا الجنوبية، وتايوان، وسنغافورة) بصورة عنيفة أيضا،حيث يرتكز نموها على الصادرات، أكثر من البلدان الناشئة (فيتنام، الفيليبين، و ماليزيا) التي احتلت مكانا مهما في ساحة العولمة أيضا، وكذلك البلدان الفقيرة(كمبوديا، ولاوس )، آخر الواصلين إلى قطار الإقلاع الاقتصادي .‏ ومع ذلك،تمتلك دول جنوب شرق آسيا مجتمعة عدة مزايا غير موجودة في البلدان الغربية لكي تجد مخرجا للأزمة الاقتصادية و ابتكار نموذج من النمو أقل تبعية للصادرات، ومتجه نحو الاستهلاك الداخلي، وقادر على توجيه الاحتياطات المالية الضخمة، المستثمرة حتى هذا الوقت في شراء سندات الخزينة الأميركية، و نحو تنمية البلدان الأكثر فقرا في المنطقة.‏ بكل تأكيد من السذاجة بمكان الاعتقاد أن هناك جدارا ما بين آسيا و الكساد الاقتصادي الذي يسود في كل العالم. و في الواقع فإن الهندسة الاقتصادية الإقليمية هي ثمرة «أربعين سنة من التصنيع عن طريق التصدير»، الذي اعتمدته النمور الآسيوية. و كانت كوريا الجنوبية و تايوان هما البلدان اللذان اعتمدا هذه الاستراتيجية ، المنقولة من اليابان، و التي شجعها بشكل كبير البنك الدولي. و في عام 1985، دفعت اتفاقيات بلازا، اليابان لإعادة تقويم الين، و إلى نقل خطوط إنتاجها الصناعية نحو جنوب شرق آسيا. وكانت اليابان تحلم بمد نفوذها الاقتصادي على قاعدة التراجع الأميركي في منطقة آسيا من خلال ضخ كميات كبيرة من السيولة المالية ( حوالي 15 مليار دولار ما بين 1985 و 1990). وبالمقابل شجعت المنافسة الآسيوية الاستهلاك في الغرب، ونزع عملية التصنيع لمصلحة تنمية القطاع الثالث.‏ وعملت الصين على نسخ نموذج جيرانها ولكن من خلال إضافة بعض الشيء عليه، جاذبة بذلك استثمارات العالم كله، لكي تصدر سلعها الرخيصة لاحقا.وخلال عقد من الزمن، بدأت الصين بتجميع إنتاج جيرانها الميسورين بأقل التكاليف، قبل إعادة تصديره.‏ هذه التبعية الجديدة لجنوب شرق آسيا تجاه الصين، التي هي نفسها تابعة لبقية العالم ولكن ليست بدرجات متساوية، هي التي تسهم من الآن فصاعدا في سقوط النمور الآسيوية، وإن كانت تحمل في ثناياها مخرجا للأزمة.‏ وفي الواقع،اليوم لا يوجد أي اقتصاد يمتلك مشروعاً للتنمية دقيقا جدا و مندمجا بصورة واضحة للتخطيط الاقتصادي مثل الصين، التي وضعت برنامجاً لهيكليتها الاقتصادية والاجتماعية، عبر التركيز على الرأسمال البشري، و الابتكارات التكنولوجية و الاقتصادية، حيث يكمن هدفها المباشر في إعادة التوازن للاقتصاد لمصلحة الاستهلاك. وليست كلمات المرور هذه قشوراً فارغة: إنها نشأت من واقع، عقب الفورة الاقتصادية التي حصلت خلال السنوات الماضية، حيث أسهم النقص في الطاقة، وتناقص الموارد، في دفع الاقتصاد الصيني نحو الحائط.‏ فالأزمة التي ألغت نموذج النمو عن طريق الصادرات بأسرع مما كان متوقعاً عززت بشكل جلي فريق أنصار هذا الانتقال الإرادوي . ولهذا السبب، تشكل قمة «آسيان» الأخيرة فرصة لاقتصاديات المنطقة للاندماج أكثر فأكثر، وتعزيز استقلالها المالي.وتبرز الصين اليوم القوة الاقتصادية الأولى التي يمكن أن تستفيد من الأزمة لكي توسع نطاق نفوذها خارج نطاق حدودها عبر الاستثمار في بلدان جنوب شرق آسيا، وخلق منطقة مزدهرة على الطريقة الصينية.‏
كاتب تونسي
(صحيفة الثورة السورية ،شؤون سياسية-الأحد 15-3-2009م)


بما يتميّز السياسي عن السائس؟؟؟؟


نصر الدّين بن حديد nasrbenhadid@yahoo.fr   بدءا أريد كتابي تواصلا نبتعد به ونرتقي عبره من درك الخصومة المقنّعة والعراك المهذّب إلى ذلك السعي المطلوب، بل هو المحمود في ولوج منطق التأسيس لتراكم معرفي وتوسيع دائرة التوافق الجاد ومساحة الوفاق الفعلي، بغية الانطلاق ضمن منظومة إصلاحية فاعلة، تكون نافذة بقدر وضوحها وصفاء نوايانا… سيّدي الدكتور،   أخاطب فيكم الحكيم الذي عرك العلم وخبر الطبيعة البشريّة، ومن ثمّة نتّفق حدّ التطابق قطعًا، أنّ علم الطبّ سواء على مستوى التوصيف أو الفحص أو المداواة، لا يحتمل من اللفظ سوى الدقّة، ومن العبارات ما لا يقبل التأويل، وإلاّ صار الجاهل نطاسيا نسلمه أرواحنا، ونودعه صحتنا… أخاطب فيكم الحقوقي الذي سار في هذا الدرب طويلا وقطع فيه أشواطا، بل صار الكثير يعتبرك نبراسا ويرون فيك مثالا، ليس فقط على مستوى التنظير والفكر، بل ـ وهذا الأخطر والأهمّ ـ عند دائرة الممارسة ومجالات الفعل. نتّفق قطعًا أن المجال الحقوقي أبعد ما يكون عن تلك «الماكيافيليّة» المقيتة، ومرجعيّة من أبادوا الأمم وأفنوا الشعوب بتعلّة التحرير وتحت شعارات الديمقراطيّة وحقوق الإنسان… نتّفق قطعا أن الفعل الحقوقي لا يستقيم سوى حين يكون فاعله طاهر السريرة، نقيّ النيّة، حسن الفعل وطيّب المقصد، وإلاّ ـ والعياذ بالله ـ انقلب هذا الفاعل إلى صورة ـ مشوّهة ـ عمّا يراه في خصومة… هي الأخلاق إذًا، عند التفكير وعند التخطيط وعند التنفيذ وأساسًا عند التقييم.. نحن ـ في هذه النقطة على الأقلّ ـ نوافق شيخ الإسلام بن تيمية، حين رأى أنّ مدخل الكفر كفرًا، حين لا يمكن أن نتوسّل ـ ضمن المجال الحقوقي ـ أدوات مشبوهة وعلاقات ـ مهما كانت ـ مع جهات لا تربط فعلنا وتستند ممارستها إلى الأخلاق. أخاطب فيكم السياسي، الذي يأتي تعريفًا في صورة المتعالي عن ألم اللحظة متجاوزًا لمصلحته الشخصيّة والمباشرة، ليكون ناظرًا بدءا وتأسيسًا ومواصلة إلى الصالح العام، وإن كان الاختلاف عند معنى هذا المفهوم ومدى تأصيله. حين ننطلق من الدقّة في التوصيف ومرجعيّةالأخلاق والسعي للصالح العام، تتّضح أمامنا ـ أو هي بيننا ـ المعادلة، وتتحدّد الرؤية، فنكون بذلك ربحنا سواء على المستوى الإجرائي أو المنهجي خطوات أو هي مسيرة دهر، كانت ستستهلك منّا ـ كعادة العرب ـ الجهد والوقت، وتبقينا أسرى نقاشات سفسطائيّة ومعارك كلاميّة جوفاء…   أنطلق سيّدي الدكتور من الصورة التي ترون عليها المحكمة الجنائية الدولية، حيث جاء [والقول لكم] :«المحكمة الجنائية الدولية مسيّسة لأنها تتعاطى مع أخطر المشاكل السياسية التي هي مسؤولية السياسيين في سياسات مجرمة». أقف عن معنى «التسييس»، الذي أعتبره شخصيّا لبّ المسألة وأصل الإشكال، بل أرى أنّ الموقف من هذا «التسييس» يحدّد مجمل الرؤية ويضع الأسس للعلاقة التي تربطنا بهذه المحكمة ومن ثمّة الموقف منها. أرى سيّدي الدكتور، وأرجو التصويب، أنّكم ترون التسييس في مجرّد العلاقة القائمة بين المحكمة على اعتبارها «فاعل» من جهة، والقضيّة المطروحة أمامها على اعتبار أنّ المتّهم يشتغل ويهتمّ بالشأن «السياسي»، وأنّ الضرر تمّ من خلال أدوات «سياسيّة»؟؟؟ عند التسليم بهذا الرأي ورجوعًا إلى مرجعيّة الأخلاق، الذي افترضت جدلا أنّنا نتّفق بشأنها يكون السؤال المستند إلى الدقّة في التوصيف ضمن السعي إلى الصالح العام، عن أسباب نشوء هذه المحكمة، علمًا وأن الطبّ الحديث ينفي ويفنّد نظريّة النشوء من فراغ، بل إنّ العلم كان ولا يزال يلاحظ عمليات النشوء بحثا وتفسيرًا، لنسأل عن السبب الذي جعل هذه المحكمة تختار هذا البلد، وقد جاء من لدنكم الإقرار ـ سيّدي الدكتور ـ أنّ عمر البشير لا يمثّل حالة شاذّة أو نقطة خارج سياق الخطّ العربي، بل ـ والأمر مثبت من خلال خطابكم ـ هو نقطة من بحر الظلمات العربي. أيضًا وحين نُعمل أدوات التشريح المخبري في هذه المحكمة، نراكم سيّدي تقرّون، أنها :«مرتبطة أكثر من اللازم بمجلس الأمن. حقا هي انتقائية وما زالت عاجزة عن التوجّه إلى الحيتان الكبيرة ومنهم مجرمو الحرب في العراق وأفغانستان»… رجوعا إلى تكوينكم العلمي وما تدركون، أرى أنّكم توافقون أهميّة وضع سلّم يوضّح معنى «مرتبطة أكثر من اللّزوم»، سواء عند شرط «الارتباط» ونوعه أو هذا «اللزوم»، وما هو ـ رجوعًا إلى مرجعيّة الأخلاق ـ الحدّ الأقصى المقبول من الدقّة في التوصيف، لتحتفظ هذه المحكمة بقدرة السعي إلى الصالح العام؟؟؟؟ يمكن بغية تيسير الأمر أمام القراء نضبط النقائص التي كشفها الدكتور المنصف المرزوقي، حيث هي: ـ مرتبطة أكثر من اللازم بمجلس الأمن، ـ انتقائية، ـ ما زالت [والأصح لا تزال] عاجزة عن التوجّه إلى الحيتان الكبيرة ومنهم مجرمو الحرب في العراق وأفغانستان. نطرح سؤالا في غاية البساطة: هل النقائص العديدة والمتعدّدة، تأتي مرتبطة «ظرفيا» بحداثة سنّ هذه المحكمة أم أنّ الأمر جزء من تركيبتها الجينيّة؟؟؟؟ ببسيط العبارة ـ سيّدي الدكتور، وحين نبغي تبسيط الأمر لعموم القراء ـ هل هذه المحكمة تأتي كمثل الحمار الذي سيفقد وبره عند الكِبر ويقوى عوده ليصير قادرًا ـ كمثل ما نأمل من المحكمة ـ على حمل الأثقال، لا تهن ولا تكلّ؟؟؟ أم أنها كمثل عديد الأنواع من الأفاعي والثعابين، التي تمارس اللدغ منذ الولادة إلى حين تفارق الحياة؟؟؟ سيّدي الدكتور متى ستصبح هذه المحكمة ستصير «قليلة الارتباط بمجلس الأمن» أو هي ـ وهذا الحلم ـ ستستقلّ عنه تمامًا؟؟؟ متى ستتخلّص من هذه الانتقائيّة؟؟؟ وكيف؟؟؟ وأيضًا نسألك ـ بصفتكم الطبيّة حين يأتي العلم لديك مرتكزًا إلى الدقّة في التوصيف، متى ستترك «كرسي الإعاقة»، وتقف على قدميها؟؟؟   حضرة الدكتور الفاضل، جاء في مقالكم التالي: «إنها أداة قابلة للتطوير وهذه مهمتنا لنجعل منها ولو على الأمد الطويل أداة ردع لدكتاتوريتنا ولمجرمي الحرب الصهاينة ولكل من سينهجون على منوالهم، فتتقدم البشرية ولو خطوة على درب الأنسنة.»… ليس السؤال عمّا نستطيع فعله ـ نحن العرب ـ بغية جعل هذه المحكمة «قابلة للتطوير»، فالأمر من البديهيات، بل ـ حين نستند إلى مرجعيّة الأخلاق ـ بخصوص الجهة التي تتحمّل «الخسائر الجانبيّة» [على حدّ تعبير العسكري الأمريكي]؟؟؟ من السذاجة ومن الغباء مجرّد تخيّل أنّ محكمة «مرتبطة أكثر من اللازم بمجلس الأمن»، وكذلك «انتقائية»، وأيضًا «عاجزة عن التوجّه إلى الحيتان الكبيرة ومنهم مجرمو الحرب في العراق وأفغانستان»، ستمارس الدور، الذي تبشرون به، في حفاظ على «الحدّ الأدنى المقبول من العدالة»…   حضرة الدكتور الفاضل، أدرك جيّدا أنكم على معرفة كاملة بشخص العالم «كلود برنار» [أحد أهمّ واضعي المنهج التجريبي]، الذي ينطلق من الملاحظة ثمّ الفرض، إلى التجربة ومنها إلى الخلاصة ومن ثمّة يضع القانون، مع إمكانية أن تؤتي التجربة إلى نتائج عكس ما جاء عليه الفرض، وقد [والمعلومة للقراء] فتحت عديد التجارب أمام العلم عوالم لم يكن صاحب التجربة يراها… هل مطلوب أن نقبل بفرضيّة قدرة الإنسانيّة جمعاء على تجاوز الهنّات التي تفضلتم بذكرها، ولسائل أن يسأل ـ استنادا إلى مرجعيّة الأخلاق ـ [ضمن منهج كلود برنار] عن ردّ فعلنا ومدى قدرتنا حين لا تأتي هذه المحكمة ـ عندما تكبر كما وجب أن تكون؟؟؟ أيضًا ـ والسؤال يأتي في طابع علمي وضمن مرجعيّة الأخلاق ـ عن الجهة [أو الجهات] التي ستقبل «الشرعيّة الدوليةّ» بجعلها «فئران تجارب»؟؟؟   حضرة الدكتور الفاضل، أعتذر سيدي عن جهل بعدم معرفة من قال بأنّ آخر الطبّ الكيّ، لكني أجدكم تنادون بشرب السمّ على سبيل التجربة، فقولكم :«أما من يرمون بكل القانون الدولي في المزبلة فماذا يقترحون: العودة إلى شريعة الغاب أكثر مما هي عليه الآن؟ وآنذاك من سيأكل من؟»، فنراكم ـ من خلال هذا التشخيص الطبّي ـ تضعوننا بين الطاعون والكوليرا، فيكون الخيار بين القبول بهذه المحكمة على ما فيها من هذه العلل الخطيرة أو الرجوع إلى «شريعة الغاب»؟؟؟ أرجو منكم التفضّل بالردّ، وتبيان الأسباب التي جعلتكم ترون بانعدام درب ثالث نختاره؟؟؟   حضرة الدكتور المبجّل، أرجو منكم رحابة الصدر والتفضّل بقبول ـ من الفقير إلى ربّه، الغنيّ بحمده ـ بعض الملاحظات، وأوّلها ما أصاب العديد من المثقفين ومن يمارسون دورًا ضمن المجال الحقوقي، دون أن ننسى من يرون أنفسهم طرفا في معادلة سياسيّة، حيث انسدّ الأفق وضاق الصدر، فكان أن طاروا يحلقون في مجال المثاليات الأخلاقيّة والمرجعيات الفلسفيّة، في قطيعة خطيرة مع الواقع، حيث نرى ـ من مثال هذه المحكمة ـ أنّ «الأخلاق والمرجعيات المثاليّة»، تأتي متجاوزة موازين القوى الفعليّة، وقد يعمد البعض إلى «تزويج مرجعية الأخلاق» بالواقع، والإفتاء بجواز المرور إلى الغاية «الأخلاقيّة» من خلال القوى الفاعلة على الأرض، كأنّ القوى الفاعلة حقّا تأتي «فاعلة خير مجرّد» أو أنّنا نملك قدرة الانفصام عنها، حين نستوفي منها الغرض… لم يحدث أبدًا أن جاءت الأخلاق والمرجعيات بمثل هذه الطوبائيّة ولم تكن مطلقًا القوى الفاعلة على الأرض ذلك الحمار الذي يحمل أسفارنا، بل إنّ الواقع الماثل أمامنا هو نتاج طبيعي ومنطقي لموازين قوى على الأرض، ولكلّ أن يبتدع المرجعية الأيديولوجية والأسّ الأخلاقي الذي يستند إليه!!! تعلم هذه الفئة أو هي تتغافل عن أمور عدّة، أوّلها عدم قدرتها على الجمع بين مرجعيّة الأخلاق من جهة وتبريرها هذا المنزع النفعي [المباشر والآني] من هذه المحكمة أو غيرها من الأدوات التي ابتدعتها هذه «الشرعيّة الدوليّة» تأتي مشكلة هذه الجماعة فيما هو قائم على المستوى السيكولوجي من انفصام في الشخصيّة بين ما هي عليه من جهة وما ترى لنفسه من قدر وقيمة ومن ثمّة دور الريادة، فهي تدرك يقينًا أنها أعجز من أن تكون الشريك أو حتّى الطرف المشارك [لفترة مهما كانت قصيرة] في أيّ تغيير فعلي وفاعل في أقطارها من جهة، وأيضًا تدرك ما لنفسها من قدرة [افتراضيّة، أو مفترضة] تفوق قدرة القادة ومن هم في الحكم… إضافة إلى أنّ هذه الفئة، تسعى جاهدة إلى «تثليث المشهد»، فهي من ناحية تعادي الدكتاتوريّة في أوطانها، وكذلك تعارض ـ بدرجات متفاوتة ـ المرجعيات الغربيّة، لنفهم منها أنّها لا تتّكل سوى على ذاتها وأنها حاملة لمشروع مستقل… إضافة إلى أنّها تشكو من «نكران شعوب» لقدرتهم… حينها تصبح الرياضة الأولى لهؤلاء القفز بين عالمين والسعي للربط بينهما. عالم ارتباطهم الفعلي والفاعل والدائم والمتواصل والموصول مع ما يقدّمون من مرجعية الأخلاق التي تمثّل رأسمالهم الأعظم، والتي بدونها ينزلون إلى مصاف الحكام من جهة، وعالم يحاولون من خلاله «دورًا» ضمن منظومة «مفترضة أو منتظرة» لإسقاط هذا الحاكم أو ذاك…   حضرة الدكتور المحترم، الفرق بين السياسي وسائس الخيل، هو الفرق ذاته بين الماء الهادر وغثاء السيل!!!   حضرة الدكتور الفاضل، أرجو تشريفي بمواصلة الحوار، حيث نعلم أنّ المثقف لا يبغي الفعل فقط، بل يسعى ـ وهذا دورنا ـ إلى تأسيس الفعل على الدقّة في التوصيف ومرجعيّةالأخلاق والسعي للصالح العام.

 


لا للسلام مقابل رغيف الخبز من فانتازيا الأدب الساخر

(( مَن لم يفقه ولم يتذوق رسالة ومعاني الأدب الساخر فلا يلمنا )) بقلم : تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب مستقل – tahsseenn2010@hotmail.com  


قال لصاحبه وهو يحاوره : يا شيخ روح إنت مش واقعي ، بلا كيان بلا هوية بلا أرض ، بلا وطن بلا كرامة بلا هَم ، بلا ما يحزنون . إحنا في عصر الوِنجز والدولار والفلوس والرفاهية وشمة الهوا ، رُوحو شوفو السويد وألمانيا وفرنسا والعالم الحر ، يا امقملين ، وروحو اتعلموا قبل ما تحكو عن الوطن والكرامة ، العالم تغير واللي مات مات ، واللي وانجرح وهاجر وانخرب بيته راحت عليه ، والشاطر ابن يومه وابن وقته ، اليوم عصر أمريكا ، عصر الذرة ، عصر الفضاء والصواريخ عصر العولمة ، مش عصر التحجر والتخلف والجهل وتياسة الراس والعمى . وبدي أشوف مين رح ينجح خطك السياسي العدمي ، ولا خطي أنا المتنور والمنفتح ، أنا في ضهري أمريكا ، ومدعوم من الرباعية الدولية ، وتؤيدني كل دول العالم بما فيها العرب والمسلمون ، كلكم فشلتم وما قدمتم لنا حاجة ، وان كنا نحن اليوم بنفهم خلينا أن أيد نتنياهو في خطة السلام الاقتصادي ، يا عمي اتركونا نعيش ما بدنا انموت ، روحو موتو لحالكم ، بدنا نبني ونتعلم ونتزوج ، ونكسب ونسافر ونطلع وننزل ، ونرقص ونلعب ونفرح، إسرائيل ما بتيجي بالقوة ، اسرائيل بدها لمحايلة ، حتى لو تراجع الكثير من قادة إسرائيل عن مواقفهم وتصريحاتهم القديمة لصالح طرحكم وخطكم السياسي ، وما اتسمعني مصطلحاتكم والتي أكل عليها الزمن وشرب ، من ثورة وتحرير وسياسة ، واحتلال ومقاومة ومستمرات وإرادة ، واحذر أن تصفني بأني مفرط وخائن وجبان ، حتى لا أصفك بأنك تنفذ أجندة خارجية ، وأنك رهنت شعبك وقضيتك بمصالح إقليمية ، وانك لا تملك أدنى رؤية سياسية ، وأنك … وأنك … وأنك … وألف أنك … إن بِدّك كمان أنك بأعطيك … لأني قلبي ملان منك ومن أنّاتك ، وبلا بيت فلسطيني بلا بيت بطيخي ، وها هم يجتمعون في القاهرة للمصالحة ، وسوف نرى ماذا سيفعلون يا جدع ، وبالمشمش إن بيصطلحو ، وإن اصطلحوا رح أحك ……….. بالحيط ، ونذرا مني لأمشي في الشارع حافي عريان بلبوص ، متل ما جَبَتني إمي من دارنا لداركم ، وإن متت وما وفيت النذر بيوفوه اولادي من بعدي ، وايش بدك في وجع الراس وخلينا الآن نحضر أنا وأنت فيلما من إنتاج فلسطيني ؛ لنوقظ الحسّ الوطني ولو قليلا ، ولا تفهم من قصدي أنني ألحَسَ الوطني ، فالوطني مثلي لا يلحَس ولا يُلْحَسْ ، ولكنه يُلَحَّسَ تلحيساً فنياً بكفاءة وخبرة عاليتين ، ولاّ إيش يا عمي بتفكر إنت الدنيا اليوم ، لِحكاية مش سبهلله ، أنا طول عمري ابن عز ودلال مش ابن تعب وشقا متلك    . ومن على مسرح (قصر الثقافة)  فيلم (المر والرمان) الذي حصد خمس جوائز دولية حتى الآن واعتبره بعض النقاد بداية لتشكل معالم السينما الفلسطينية  ، فعاشت السينما الفلسطينية ، ردّدوا معي : عاش … عاش … عاش … ، مضمون الفيلم يدور حول زوجة أسير فلسطيني لدى الاحتلال يعتقل زوجها بعد وقت قصير من زفافها إليه ، لتعيش بعد ذلك في صراع داخلي يؤدي بها إلى العودة لاستئناف تدريبات الرقص الشعبي ، بعد تجديد اعتقال زوجها ، ثم تنشأ بينها وبين المدرب الجديد للفرقة علاقة عاطفية . هَيْ الأفلام الوطنية ولا بلاش . رقّصني يا ولد …. دلعني يا جدع …. وعاشت فلسطين عربية حرة ، وهيك الأبطال ولا بلاش . رد عليه صاحبه : والله يكفيني أعيش يوماً واحداً بشرفي وكرامتي ، يا ناس هوّ أنا أكم موته بدي أموت ؟ طيب ما أموت موتة شريفة تكون عبرة ودرس لأولادي وذريتي من بعدي ، ومش غلط صدقوني عندما نكون أنا وأنت جسرا ، يعبر عليه أبناؤنا ؛ ليعيشوا بأمن وكرامة ، مش هيك الصحيح ولاّ …لا . طيب خلينا يبقى نحكي الصحيح ونمشي عليه ، لأنه والله يا حبايبي ، ما بتنفعنا أمام كرامتنا وعزتنا لا وظيفة ولا سلطة ، ولا شهادة ولا مال ولا ما يحزنون ، وهِيَّ الكرامة إلها ثمن ؟ . فلقد مات نيرون وبقيت روما .


في الإسلاموفوبيا (5)


طارق الكحلاوي (*) الكتاب الأول الذي نشره «ابن الوراق» والذي جمع فيه الدراسات الأكاديمية عن التاريخ الإسلامي كان بعنوان «أصول القرآن» (1998). جميع المقالات -باستثناء مقالين- كتبها الجيل القديم من المستشرقين الذين اهتموا بموضوع «الدراسات القرآنية» وهو ما يفسر العنوان الفرعي للكتاب «مقالات كلاسيكية للكتاب المقدس للإسلام». من بينها مقال المستشرق الألماني ثيودور نولدكه (Theodor Nöldeke) والذي لخص فيه سنة 1891 دراسته الكلاسيكية المنشورة سنة 1860 «تاريخ القرآن» والتي أسست لجميع الرؤى الاستشراقية الأولية حول موضوع «الدراسات القرآنية»، وحصل مقابلها على جائزة «أكاديمية النقائش والآداب» الفرنسية. نجد كذلك دراسة لأبراهام غايغر (Abraham Geiger) الذي كان من مؤسسي تيار «اليهودية الإصلاحية» في ألمانيا وكتب دراسة سنة 1832 حول «الأصول اليهودية للإسلام»، كما نجد أيضا دراسة الأمير الإيطالي ليوني كايتاني (Leone Caetani) والذي نشر دراساته حول التاريخ الإسلامي في بداية القرن العشرين، ونفس الأمر بالنسبة للأب اليسوعي هنري لامانس (Henri Lammens) الذي نشر في الفترة نفسها، والبريطاني الأب سانت كلير تيسدال (W. St. Clair Tisdal) رئيس البعثة التبشيرية لـ «كنيسة إنجلترا» في إيران نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. الأفكار الأساسية التي دافع عنها هذا الجيل من المستشرقين ذات العلاقة بالقرآن هي «الأصول المسيحية واليهودية للقرآن» وتفنيد أي تميز فيه عما سبقه. قدم هذا الجيل المؤسس من المستشرقين إضافات أكاديمية على مستوى المنهج، خاصة في نقد المصادر الإسلامية بما في فيها الإخبارية ومدونات الحديث ومساءلة روايتها (كما فعل أحيانا كايتاني على سبيل المثال)، وحتى ملامسته للإسلاموفوبيا من أسس أكاديمية (مثلما هو حال لامانس مثلاً كما سأذكر أسفله) لا يمكن مقارنتها بسطحية وهشاشة «الإسلاموفوبيا الأكاديمية» الخاصة بـ «إسلاموفوبيي الخدمة» والتي هي بالأساس استنساخية مثلما هو حال «أعمال» ابن الوراق. لكن استحضار هذه الدراسات وإعادة تجميعها من قبل الأخير ليس مجرد مصادفة، فمن الضروري التوقف هنا عند نقطة أساسية وهي أن الرؤى العامة لهذا الجيل من المستشرقين لم تحقق قطيعة على مستوى نقاط التركيز والمضمون عن الرؤى التي سيطرت خلال الفترة القروسطية على الكتابات المسيحية عن الإسلام. فرغم التعمق المنهجي والمعرفي لهؤلاء المستشرقين الرواد وغالبيتهم من الذين قاموا بمقاربات لغوية بوصفهم متفوقون في «اللغات السامية» (عربية وعبرية وأرامية- سريانية) فإن الإشكاليات المدروسة وبالتحديد موضوع «أصول القرآن» (في إشارة خاصة إلى «أصوله المسيحية واليهودية») وكذلك المضمون الذي يتميز بشكل دائم بـ «التشاؤمية» و «التشكيك المنتظم» (مثلما يشير «ابن الوراق» في مقدمته) في الرواية التاريخية الإسلامية وإدعاء تقديم بديل راديكالي عنها هي ذاتها مميزات الكتابات المسيحية القروسطية عن الإسلام. وتسنى للباحثين الآن الاطلاع بشكل أكثر دقة على هذه الكتابات القروسطية من خلال دراسات جديدة مثل كتاب توماس بورمان (Thomas Burman) حول «قراءة القرآن في المسيحية اللاتينية 1140-1560» مما يمكننا من مقارنتها مع الدراسات الاستشراقية التي بدأت منذ القرن التاسع عشر والتي تم النظر إليها تقليدياً بأنها تمثل قطيعة مع ما سبقها. إذ يفصل بورمان في كتابه والذي اعتمد على دراسة ممنهجة لقائمة طويلة من المخطوطات غير المنشورة كتبت في القرون الوسطى في الأديرة الأوروبية هيمن الاهتمام فيها بموضوع «أصول القرآن» وبالتحديد من زاوية سجالية تنطلق منهجياً من مسلمة «ضلال القرآن» وتضع مسبقاً نصب أعينها إثبات «الأصول المسيحية» أو «التوراتية» عموماً للقرآن ومن ثمة «تزييفه» للمسيحية. الاستعداد المبدئي لإثبات خلو الإسلام (عبر القرآن) من أي تميز وأنه مجرد «نسخة مزيفة» من المسيحية أو اليهودية هي مقاربة الجيل الأول من المستشرقين نفسها بما يمثل تواصلاً مع الرؤية القروسطية الصادرة من أوساط دينية. وفي هذا السياق لا يبدو من الصدفة أن عدداً من أقطاب الجيل المؤسس من مستشرقي القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين هم رجال دين مسيحيون ويهود وبعضهم كان جزءاً من التركيبة الاستعمارية أو شبه الاستعمارية الأوروبية في الربع الأول من القرن العشرين (مثلا لامانس في لبنان وتيسدال في إيران). كما أنه ليس من الصدفة أن أول اتهام مسجل تاريخياً بـ «الإسلاموفوبيا» كان موجهاً لأحد أقطاب هذا الجيل من المستشرقين ورجال الدين أي الأب لامانس إثر نشره كتابه حول سيرة الرسول في بداية عشرينيات القرن الماضي. وهنا يجب استحضار مقاربة إدوارد سعيد لاستشراق القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لفهم هذا الجيل من المستشرقين بالنظر إلى الخلفية الكولونيالية لاستشراقهم. فرغم صحة الانتقادات التي وجهت إلى سعيد خاصة حول الارتباط الميكانيكي بين جنسية المستشرق والانخراط الاستعماري لبلده وحول خلو عمله من أي تركيز على دراسات المستشرقين الألمان (في إشارة إلى باحثين مثل نولدكه وغايغر) واقتصاره على مستشرقين من أقطار مارست الاستعمار مثل بريطانيا وفرنسا، فإن ذلك لا يعني أن رؤية سعيد العامة من دون أساس. الأصول الألمانية لبعض رموز الجيل المؤسس من المستشرقين لا تعني عدم تميزهم بنفس ميزات «الاستشراق الكولونيالي» لمعاصريهم الفرنسيين والبريطانيين. ليس لأنه كان هناك تواصل معرفي واضح بين المستشرقين العاملين ضمن هذه الفضاءات الجغرافية (مثلما هو واضح في مثال نولدكه مثلاً)، بل لأن الجامع هنا بينهم ليس الخلفية الجيوسياسية، بل الخلفية الثقافية «المسيحية اللاتينية»، والتي تفسر تشابه اهتماماتهم بدراسة الإسلام من خلال مسائل مثل «أصول القرآن». إذ من الممكن أن نرى أن الإشكال المنهجي الرئيس بالنسبة لرؤية إدوارد سعيد في موضوع الاستشراق هو تركيزه على الخلفية الكولونيالية الحديثة وطابعها السياسي بمعزل عن أصولها الثقافية المؤسسة قروسطياً. ومن هذا المنظور أيضاً يجب النظر إلى محاولات الإحياء لأطروحات ومقاربات «الاستشراق الكولونيالي» التي استرجعت قواها بشكل خاص مع سبعينيات القرن الماضي، وللمفارقة في نفس المرحلة التي عرفت التأسيس للنقد المنهجي لـ «الاستشراق الكولونيالي». إذ على هامش الرؤى الاستشراقية العامة السائدة في الفترة ما بعد الكولونيالية وبعد تعرض السرديات الخاصة بـ «الاستشراق الكولونيالي» لانتقادات قوية منذ بداية ستينيات القرن الماضي من مستشرقين مثل مكسيم رودنسون وبرنارد كوهن استرجع بعض المستشرقين الآخرين، خاصة في السياقين الأنجلوسكسوني (خاصة البريطاني) والألماني أطروحات واهتمامات الجيل الأول من المستشرقين. فالمنشورات الاستنساخية لابن الوراق ليست سوى محاولة توظيفية لعمليات الإحياء هذه، وهو ما ينعكس في احتواء كتاب «أصول القرآن» على مقالين لرمزين من مدرسة «المراجعة» الجديدة هذه والمتواصلة إلى اليوم: أرثور جيفري (Arthur Jeffrey) وأندرو ريبين (Andrew Rippin). في المقابل سيرد «الاستشراق ما بعد الكولونيالي» (المؤسس على أنقاض «الاستشراق الكولونيالي») على ذلك من خلال التأكيد على الطابع «التشاؤمي» بشكل غير مبالغ فيه لهذه المقاربات الجديدة تجاه المصادر التاريخية الإسلامية وأيضا الخلفية «المعادية للإسلام» و «السجالية» لبعضها. كما ستركز على الفارق بين موضوع «الدراسات القرآنية» واختزال الأخيرة في إشكالية «أصول القرآن»، وهو ما سنفصل فيه في المقال القادم. (*) أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرز (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 مارس 2009)

في خطورة البحث عن المعتدلين بين المتشددين


محمّد الحدّاد (*) اختارت أسبوعية أميركية مشهورة أن تخرج على قرائها بغلاف غير مسبوق، صفحة كاملة باللون الأخضر مكتوب عليها بحروف ضخمة: الإسلام الراديكالي حقيقة من حقائق الحياة، كيف نتعايش معه. والعبارة التي أذكرها ليست من ترجمتي بل هي واردة باللغة العربية في المجلة الصادرة بالإنكليزية! يبدو أن المشرفين على المجلة المعروفة بقربها من دوائر القرار في الخارجية الأميركية قد أرادوا بذلك سبق الأحداث والتمهيد لتوجهات جديدة. ففي نفس الأسبوع دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى فتح حوار مع المعتدلين في طالبان، ورحب بذلك الرئيس الأفغاني وأقرّه، وبدأت وسائل الإعلام العالمية تحلّل وتناقش هذا التغيير الإستراتيجي اللافت في السياسة الأميركية، وذهب كثيرون إلى أن أميركا تضغط على كرزاي ليختار أسلوبا أقل تشددا في تعامله مع حركة طالبان، مشيرين إلى الانتقادات الكثيرة، الصريحة والضمنية، التي ما فتئت الإدارة الأميركية الجديدة توجهها إليه، ويشيرون أيضا إلى الصفعة التي تلقاها عندما رفض الجيش الأميركي ضمان أمن الانتخابات الأفغانية في الموعد الذي أراده وحدده وأعلنه، وفق أحكام الدستور، فاضطر للتراجع وقبول شهر آب (أغسطس) وهو موعد استكمال نشر القوات الأميركية الإضافية، ما يعني أن ولاية كرزاي ستظل ثلاثة أشهر ولاية غير قانونية، أو أنه ينبغي تعيين حاكم مؤقت، إذا ما طبق الدستور الأفغاني حرفياً. وإذا ما كان ثمة خطأ في التحليل فهو هذا الذي يحمّل المسؤولية لكرزاي ويبرىء ساحة الأميركان، فالحقيقة أن كرزاي هو الذي كان قد بادر منذ 2007 باقتراح هذا الحل، وكانت قد حصلت في الشهر التاسع من تلك السنة (في ذكرى تفجيرات 2001!) عملية إرهابية ضخمة أودت بـ 35 أفغانيا غالبهم من الجنود، عندما فجر انتحاري حافلة تابعة لوزارة الدفاع في كابول، وقد جاء ردّ فعل كرزاي مفاجئا، إذ عبر آنذاك عن استعداده للحوار مع زعيم طالبان الملا عمر، ومع حليفه زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار. وبعد أسابيع أعلن كرزاي في خطاب رسمي أنه يضمن سلامتهما إذا رغبا في التفاوض معه، على رغم علمه بأنهما مطلوبان لدى الولايات المتحدة الأميركية. والمزعج في التحول الأميركي ليس الصلف الذي وقع ضحيته كرزاي، لكن إمكانية أن تقوم السياسة الخارجية الأميركية بالانتقال من النقيض إلى النقيض، كما حصل ذلك مرات في التاريخ الأميركي الحديث. علينا أن نتخيل ما معنى محاورة المعتدلين في حركة طالبان: أولا، معناه أن يوجد معتدلون في حركة ظلامية عنيفة ليس فيها ذرة من احترام البشر. ثانيا، معناه العودة إلى الموقف الأميركي من الحركة قبل تفجيرات 11ـ9ـ2001 وقد كان موقف الاعتراف الضمني. ثالثا، معناه مقايضة سلامة الجنود الأميركان في أفغانستان بغض الطرف عن تنامي النفوذ السياسي والاجتماعي والثقافي للحركة، أي مسالمة من يلتزمون بعدم القيام بعمليات انتحارية ضد الأهداف الأميركية وتركهم أحرارا، هؤلاء الذين سيصبحون معتدلين، لإغلاق ما بقي من مدارس تعليم البنات، والمزيد من اضطهاد النساء، وتطبيق ما يدعى بأحكام الشريعة والحدود، وفسح المجال للقضاة الطالبانيين للعودة إلى دوائرهم القضائية، وإعادة فتح مدارس تفريخ الإرهاب…، كل هذا في إطار ما دعته المجلة الأميركية بالاعتراف بالإسلام الراديكالي حقيقةً من حقائق الحياة والتعايش معه. وبما أن السياسة الأميركية ترسم على منهج «البراديغمات»، أي أنها تخطط لحالة غالبة ثم تسحبها على الحالات التي تصنف مشابهة، فإن «التعايش» الأميركي مع التشدد والبحث فيه عن الاعتدال قد يتجاوز أفغانستان ليشمل ما كانت الإدارة السابقة تدعوه بالشرق الأوسط الكبير. وعليه، فإن الغزل البريطاني الحالي لحزب الله قد لا يكون مفصولا عن بقية اللوحة، وإذا ما تأكد هذا التوجه، فإن كرزاي لن يكون الضحية الوحيدة للصلف الأميركي. ينبغي أن يبلّغ أوباما بالرسالة التالية: لا تجعل من أفغانستان «براديغم» السياسة الخارجية الأميركية في ما كان يدعى بالشرق الأوسط الكبير، والإسلام الراديكالي حقيقة لكنه ليس قدرا أبديا مسلطا على شعوب المنطقة، وينبغي أن لا نتعايش معه بل أن نعمل جميعا على التخلص منه، والمشكلة ليست في أنه خطر على المصالح الأميركية بل في أنه خطر على شعوب المنطقة، وقد تعايشت معه الولايات المتحدة بل شجعته ورعته أثناء الحرب الباردة إلى أن ارتطمت به يوم 11ـ9ـ2001، فلن تغفر أرواح ضحايا تلك التفجيرات أن تعيدوا الخطأ مجدداً. (*) كاتب تونسي (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 مارس 2009)


عبدالحليم قنديل يكتب: ممدوح إسماعيل .. «جناية» نظام


ربما لايصح التنكر لجهد قانوني رفيع نهض به فريق الدفاع عن الضحايا في قضية عبارة الموت التي راح ضحيتها ما يزيد علي ألف مصري ومصرية وربما لا يجوز إغفال أن حكم مستأنف جنح سفاجا جاء أفضل من حكم أول درجة ، ووصل بحكم السجن سبع سنوات لممدوح إسماعيل إلي أقصي المتاح قانونا، وفي ظل توصيف الكارثة علي بشاعتها كمجرد «جنحة»! لكن القصة كلها ـــ رغم انتظار الثلاث سنوات. لم تعدو كونها سباقا للحصول علي «فأر ميت»، فلا الحكم يشفي غليل الصدور ، ولا هو يصلح عزاء للأمهات والأخوات والآباء المكلومين، ولا هو مكافئ -بأي معيار ـــ لحق الدم ، ورغم انه نهاية المطاف في محاولات الثأر القانوني لدم الضحايا ، وإذا كان حكم القانون بديلاً -في الأعراف المدنية المستقرة – لحكم الغابة ، فإن المفارقة الكبري أننا -رغم حكم القانون- انتهينا إلي حكم غابة حقيقي ، فالمتهم بقتل ألف مصري يظل هناك بعيداً في لندن ، ولن ينفذ فيه حكم السجن الهزيل ، وربما يهزأ في مهربه النائي من أطراف القصة كلها ، من الضحايا والمحامين والقضاة ، ويضحك في كمه من لوعة المكلومين، ومن أفراحهم اليتيمة لحظة النطق بالحكم، ومن ابتساماتهم المنتزعة من أحزان الجلد. وربمايكون المعني الإيجابي الرمزي الوحيد للحكم أنه انتهي إلي القطع بالإدانة، وأزال حكم البراءة العبثي القبيح الذي انتهي إليه حكم أول درجة، وكأنه لاجريمة ولايحزنون، واستعاد للقضاء بعضا من حيويته وجاذبيته ودواعي الإنصاف فيه، وإن كانت القصة-فيما نظن- أكبر من القضاء، وأكبرمن تحقيقات النيابة، والتي نزلت بحد الجريمة إلي درجة وجنحة «علم ولم يبلغ»، وأكبر من كفاح باسل متصل لمحامين متطوعين- علي رأسهم المحامي ياسر فتحي- في تقديم بلاغات جديدة للنائب العام، أو السعي المتواصل في جمع وتوثيق أدلة لفتح ملف المفقودين، وهو ملف مثقل بوجع القلب، وتسيل فيه دموع أهل لم يعثروا علي جثث أبنائهم ، ولم يتيقنوا من موتهم، ويتحدثون عن شهود عيان، وعن صور متلفزة، وعن رئيس ومحافظين، وعن اتصالات تليفونية، وعن أصوات لأبنائهم تشبه زيارات الأحلام، وعن أدلة قليلة ممسوكة في اليد، وعن نزيف متصل للأرواح والأعمار، وفي دراما مفزعة فيها مرارة وهول ماجري، وغموضه، وحجم الفجيعة المتجددة فيه. وقد رفض أهالي الضحايا- من الصعيد بالذات- تقبل العزاء في شهدائهم بعد صدور الحكم، وهم علي حق كامل، فشرائع السماء والأرض قاطعة في تقرير الحكم بما جري، وهو أن من قتل يقتل ولو بعد حين، والذين قتلوا هم أبناؤهم وأحبابهم، فيما ظل ممدوح إسماعيل وحماته في مأمن، ولو إلي حين، ظل الجناة في الحفظ والصون وبدواعي السلامة، والجناة ليسوا- فقط-ممدوح إسماعيل وصحبه الصغار في شراكة الموت المباشرة، بل إن هذا الممدوح هو أهون ما في الجريمة كلها، فالقصة ليست في جنحة تنسب إجرائيا لممدوح إسماعيل، بل في جناية تنسب موضوعيا – وبالقطع- إلي نظام، ومن مراكز القمة وصناعة القرار والثروات الحرام، فلم يكن ممدوح إسماعيل شيئا يذكر، وإلي أن قادته ضربة الحظ إلي معية صديقه زكريا عزمي رئيس ديوان الرئيس، والصداقة معلنة ومؤكدة- علي أي حال- باعترافات زكريا عزمي نفسه، ومن وقتها صار إسماعيل حوت البحر الأحمر، والمالك الأعظم لسفن وعبارات نقل المصريين إلي محطات الشرق، والسيد الأقوي في هيئة موانئ البحر الأحمر، وصار من حقه أن يفعل ما يشاء، وإلي حد أن يحشر المصريين كالأنعام في سفن المواشي، وعلي طريقة ماجري في عبارة الموت، وأن يتعامل مع حادثة قتل ألف مصري، كأن بغلة عثرت في طريق، أو كأن طيرا نفق بشربة ماء مسموم، أو كأن لاشئ حدث من أصله، ثم أن يجد سندا من التشكيل العصابي الحاكم، فالعصابة التي صنعته، هي ذاتها التي تكفلت بحمايته وقت الخطر، وتأخرت بمواعيد رفع الحصانة عنه، وبمواعيد إجراء التحقيقات،وتقدمت بمواعيد تهريبه،وإلي حيث أمواله في لندن، وفي سياق تواطؤ ورعاية ظاهرة من السلطات كلها، ثم جري العبث بمشاعر الناس، والتلاعب في تكييف الجريمة، وتحويلها من جناية إلي جنحة، ونظرها هناك بعيدا في الغردقة، وتحصين ممدوح إسماعيل من العقاب حتي إن صدر حكمه، وكل ذلك في مقام الجريمة الأصلية، وهي الأكبر من الجريمة المباشرة المنسوبة- بعد التحوير- لشخص إسماعيل، فقد كان القصد- ولايزال- أن يختفي ممدوح إسماعيل، وربما أن يصمت، وأن تعدم الأدلة في جريمة الذين صنعوا ممدوح إسماعيل، والذين أعطوه فرصة التضخم بالمال، ثم فرصة التلميع بالسياسة، وإلي حد أن أصبح ممدوح إسماعيل قريبا من قلب وعين العائلة، وصدر له قرار الرئيس بتعيينه نائبا بمجلس الشوري، وصدر له قرار الرئيس بتعيينه أمينا للحزب الحاكم في منطقة مصر الجديدة، والتي تسكن بها عائلة الرئيس شخصيا، والمغزي: أن إسماعيل صار علي درجة قربي حميمة من العائلة، وفي موضع الحماية الوثقي، وفي دائرة الصمت عند اللزوم، وقد التزم ممدوح إسماعيل بالعقد الضمني إلي الآن، فهو يعرف مقامه بالضبط، ويعرف أن القصد ليس حمايته كشخص، بل حمايته كوعاء استثمار وملف أسرار، وهو مايصدق فيه وفي غيره، وإن جرت المقادير بغيره إلي العكس أحيانا، وبدواعي ضغط أكبر من طاقة الحماية، وعلي نحو ما جري في قضية قتل اللبنانية سوزان تميم، والتي تنظر- مع حظر النشر- في محكمة الجنايات، فقتل لبنانية واحدة- مع دواعي الضغط الخليجي- ينتهي إلي محكمة جنايات، بينما قتل ألف مصري ويزيد ينتهي إلي مجرد «جنحة» (!) وقد قدر لي أن أحضر واحدة من جلسات المحاكمة الثانية لممدوح إسماعيل، وضمن وفد من «كفاية» حرص علي التضامن الجدي مع أهالي الضحايا، وبدا كطرف أصيل ممثل للرأي العام في القصة كلها، وفي الجلسة- وهي الأخيرة قبل النطق بالحكم- فجر المحامي محمد الدماطي المفاجأة المسكوت عنها، وطالب باستدعاء رئيس الجمهورية نفسه، والمناسبة: لغز التخلف في إنقاذ الضحايا، وهو أخطر ما في القصة كلها، وعنصر الربط بين مسئولية إسماعيل ومسئولية النظام برأسه، فقد وصلت إشارة الاستغاثة- عبر سفارة أوروبية- إلي السلطات المعنية مبكرا، لكن جهود الإنقاذ تأخرت لساعات طويلة، وإلي الصباح التالي، ولسبب مذهل، فقد كان الرأس نائما، ولايجرؤ أحد علي إيقاظه، أو علي المبادرة بالتحرك دون أوامره. ويبقي أن القضية كلها تستحق إعادة التحقيق، ومن أول سطر، وبمعرفة لجنة تقصي حقائق من شخصيات عامة مستقلة بالكامل، وتوضع أمامها الملفات كلها، وبغير ذرائع حجب لامحل لها من الإعراب، فحق الدم يبقي معلقا، وطائر الثأر يبقي محلقا، وإلي أن يصدر له قرار محكمة التاريخ لاحكم محكمة الجنح! إشارات ·الحادثة الخطيرة- محظورة النشر – تعني أن النظام بدأ يتفكك. · نهنئ الدكتور محمود أبوزيد بإقالته من وزارة الري، فالأسباب كلها تشرفه. · ونهنئ السيدة سوزان مبارك بقرار تعيين «سفيرتها» مشيرة خطاب وزيرة للأسرة والسكان(!). · طرح مبادرات إصلاح فات أوانه، ولم يعد من خيار يصلح غير الانحياز للتغيير وبوسائل العصيان السلمي، أو البقاء- محلك سر- في حظيرة التواطؤ مع النظام.. ولو من الأبواب الخلفية. · التغيير في مصر لن يحدث من مكتب أوباما، بل بائتلاف تغيير سياسي واجتماعي قادر علي كسب الحرية.. ولو بتضحيات الدم.   عبدالحليم قنديل: kandel2002@hotmail.com

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.