الثلاثاء، 27 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3171 du 27 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:محاصرة مقر إذاعة كلمة

 السبيل أونلاين : نقل طارق الحرزي الى سجن »بوكا »ومحاصرة مقر « اذاعة كلمة »

حــرية و إنـصاف:تواصل أعمال التعذيب ضد مساجين رأي

سياسيون وحقوقيون تونسيون :رســــــــالة مفتـــــــوحة إلى السيد الرئيس محمود عباس

رويترز : تونس تسجن 22 شابا بموجب قانون مكافحة الإرهاب

إيلاف:  سوريا تُطلق سراح طالب تونسي

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:  الأمن السوري يفرج عن طالب تونسي بعد إحتجازه أربعة أشهر

كلمة  : إطلاق سراح شيخ السلفيين في تونس

الاتحاد الدولي للصحفيين يدعم الصحفيين المضربين في الإذاعة والتلفزة التونسية

العلم  :منع عبد الحميد أمين ونفيسة ايبن من دخول تونس

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:دفاعا عن حقوق و كرامة عمال وعاملات النسيج

الاتحاد العام التونسي للشغل : الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان : بـــــــــلاغ

المجلس الوطني لحركة التجديد : بـيـــــــــــــــان: حول غزة  : بـيـــــــــــــــان

رشيد الشملي: يشكـــــــــــــــــــــــــر الجميع

مواطن بسيط : لم يرجع الدرّ كاملا إلى معدنه

الصباح  :الحياة البرلمانية : هل ترى المجموعات البرلمانية النور قريبا؟

الصباح  :حديـــــث صحفــــــي مع محمــــــد مزالــــــي : « ندمـــت علـــى اشتغــالـي بالسيـاســـة »

الصباح  :سفير فرنسا بتونس : « منح تونس وضعا مميّزا مع الاتحاد الأوروبي العام القادم »

الصباح  :أسبوعان مّرا على حادث حافلة تلاميذ سليانة : العثور على جثة إحدى المفقودات الثلاث..

الرأي : انتحار تونسية ضبطها والدها في شقة صديقها

محمد العروسي الهاني  :بصراحة حرية الإعلام و التعبير و الكتابة  : الدعامة الأساسية لقوة النظام و تقدم الأمة

مراد رقيّة  :الجامعيون التونسيون يطالبون بتحرير الاتحاد العام التونسي للشغل من مغتصبيه برغم مساندتهم انتفاضة غزة؟

محمد الحمروني  :تونس : كتّاب يشنون حملة ضد «المشككين في المقاومة»

وفا:  خبير قانوني وسياسي تونسي : ما حدث في غزة جريمة حرب وإبادة

بحري العرفاوي: في الدعاء والإستقوا أو العقلانية الداجنة!!

بحري العرفاوي:  حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدد مكانك

رشيد خشانة  :العالم الغربي يُحيي اليوم ذكرى المحرقة.. فهلا ذكّرناه بمحرقة أمام عينيه؟

رويترز  :تركيا تدعو حماس لترك المقاومة المسلحة وانتهاج دبلوماسية السلام

الراية  :الدكتور عبد الجليل التميمي في مقاربة عن الأحداث الأخيرة في غزة للراية

فهمي هويدي  :شعب الجبارين:  أشهد أن أهل غزة يستحقون منا الحفاوة والإكبار، بأكثر مما يستحقون من الرثاء أو الإعذار

د. عبدالوهاب الأفندي  :في العبرة من غزة: أمة عاجزة تتستر وراء ورقة توت المقاومة

توفيق المديني  :وقف اطلاق النار في غزة هل اقفل الجبهة العسكرية الاخيرة مع العدو ؟ّ

محمود المبارك : أزمة الرئاسة الفلسطينية معضلة دستورية أم أزمة سياسية؟

 

إسلام أون لاين.نت  :في الفكر الإصلاحي المغاربي.. الأعلام والمنهج  :دراسة من تأليف : احميدة النيفر

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 manfiyoun@gmail.com  


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 30 محرم 1430 الموافق ل 27 جانفي 2009

محاصرة مقر إذاعة كلمة

حاصر عدد كبير من أعوان البوليس السياسي مقر المجلس الوطني للحريات بتونس اليوم الثلاثاء 27/01/2009 و حوالي الساعة الثانية بعد الظهر تم اعتقال الصحفي ظافر عطي الذي كان مصحوبا بزميلته السيدة مروة الرقيق من أمام المقر كما تم منع الأستاذ محمد عبو و الصحفي سليم بوخذير من الدخول و قد جاء تشديد الحصار الأمني على خلفية انطلاق بث إذاعة  »كلمة » عبر القمر الصناعي هوت بورد يوم الاثنين 26/01/2009 ، و قد تم إطلاق سراح الصحفي ظافر عطي حوالي الساعة السابعة مساء و تم التنبيه عليه بعدم الدخول إلى مقر إذاعة  »كلمة » مستقبلا.

و حرية و إنصاف

1)   تندد بالحصار الأمني على مقر المجلس الوطني للحريات بتونس و اعتقال الصحفي ظافر عطي و منع الأستاذ محمد عبو و الصحفي سليم بوخذير من دخول مقر إذاعة كلمة و تعتبر ذلك اعتداء على حرية التعبير و مظهرا من مظاهر التضييق على حرية الإعلام في البلاد. 2)    تطالب برفع الحصار عن مقر المجلس الوطني للحريات بتونس و عن مقرات الجمعيات و المنظمات الحقوقية الأخرى و وضع حد للمضايقات التي يتعرض لها الناشطون الحقوقيون و الصحفيون.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


نقل طارق الحرزي الى سجن »بوكا »ومحاصرة مقر « اذاعة كلمة »

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس محاصرة مقر « اذاعة كلمة » واعتقال محمد ظافر علي على اثر اعلان « المجلس الوطني للحريات » عزمه تدشين بث « اذاعة كلمة » على القمر الصناعي ، قامت قوات البوليس السياسي اليوم الثلاثاء 27 جانفي 2009 بإستنفار كبير وحاصرت مقر « كلمة » ومنعت الزوار من الدخول اليه، كما وقع اختطاف الصحفي محمد ظافرعلي ، والى حدّ كتابة هذه السطور لم يقع اطلاق سراحه .. فالى متى يستمر التضييق على المنابر الإعلامية الحرّة وخنق حرية التعبير والإعلام ؟   نقل طارق الحرزي من سجن « كروبر » الى سجن « بوكا » بالبصرة بعدما وعدت قوات الإحتلال الأمريكي الملاكم التونسي المعتقل بالعراق بسجن « كروبر » طارق الحرزي ، بتسليمه الى السلطات التونسية فوجىء الأسبوع الفارط بنقله الى معتقل « بوكا » بالبصرة وبقي تحت اشراف قوات الإحتلال الأمريكية ، وقد عبّر الحرزي عن استغرابه من عدم تسليمه لتونس .   من زهير مخلوف – تونس    (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 27 جانفي 2009 )


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 30 محرم 1430 الموافق ل 27 جانفي 2009

تواصل أعمال التعذيب ضد مساجين رأي

مثل صباح هذا اليوم الثلاثاء 27/01/2009 أمام قاضي التحقيق السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس مجموعة من الشبان من بينهم سعيد الخلفاوي و عبد القادر المولدي بدر للتحقيق معهم حول تهم لها علاقة بالقانون عدد 75 المؤرخ في 10/12/2003 و الذي وقع سنه لدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب و غسيل الأموال و هو قانون أجمع الملاحظون الحقوقيون أنه غير دستوري و لا يوفر الضمانات الضرورية للمحاكمات العادلة، و قد تم تأجيل موعد الاستنطاق ليوم الثلاثاء المقبل علما بأن حاكم التحقيق أصدر ضدهم بطاقة إيداع بسجن المرناقية و قد علمت حرية و إنصاف أن كلا المعتقلين المذكورين قد تعرضا إلى التعذيب و أن محاميتهما الأستاذة إيمان الطريقي أرسلت برقية إلى السيد حاكم التحقيق تطالبه فيها بإحضار المعتقلين و إتمام أعمال التحقيق معهما في خصوص أفعال التعذيب التي تعرضا لها و إجبارهما على إمضاء محضر بحث أعد في غيابهما لا يتضمن ما صرحا به لدى باحث البداية و طالبت بسحب الإنابة العدلية من باحث البداية و عرض السجين سعيد الخلفاوي على الفحص الطبي علما بأن والده قد عاين عند زيارة ابنه تورم وجهه و عدم قدرته على الأكل و يخشى أن يكون قد أصيب بكسور بضلوعه. و حرية و إنصاف تندد بتواصل أعمال التعذيب و تطالب بوضع حد لها و فتح تحقيق في ما تعرض له هؤلاء السجناء و معاقبة المجرمين إداريا و قضائيا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


 

بسم الله الرحمان الرحيم رســــــــالة مفتـــــــوحة 

 

السيد الرئيس محمود عباس – رام الله – فلسطين المحتلة..     نتوجه إليكم بهذه الرسالة للتعبير عن بالغ انشغالنا لتواصل اعتقال رجال من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني في سجون السلطة الفلسطينية برام الله ، و رغم ما يشق الصف الفلسطيني من اختلاف في وجهات النظر و تباين في الرؤى و ما يحدونا من تشوف لإصلاح ذات البين و رأب الصدع فإننا لا نرى أي مبرر لسجن المقاومين بالتزامن مع العدوان الصهيوني و في ظل حاجة الوطن لكل أبنائه ، إن سبق معايشتنا لظلم الاعتقال الجائر و ظلمة الزنازين يدفعنا لمناشدة جميع إخوتنا الفلسطينيين أن لا يضيفوا لظلم العدو ..ظلم ذوي القربى ، و لدعوتكم بما لكم من صلاحيات أن تتداركوا الأمر بالإفراج  الفوري عن جميع المعتقلين…  و لله الأمر     تونس في: 24 جانفي 2009  

 

 

لإضافة توقيعاتكم يرجى  مراسلة احد العنوانين  الإلكترونيين التاليين:

 

risala-mti2009@google.com

Ofnenbrief2009@googlemail.com

 

001

حمادي الجبالي

ح .النهضة التونسية

سوسة

002

عبدالله الزواري

ح .النهضة التونسية

جرجيس

003

العجمي الوريمي

ح .النهضة التونسية

سوسة

004

منصف بلهيبة

ناشط حقوقي

جرجيس

005

فوزي الصدقاوي

ناشط حقوقي

بنزرت

006

محمود البلطي

ح. النهضة التونسية

جندوبة

007

طارق السوسي

ح. النهضة التونسية

بنزرت

008

لطفي العمدوني

ح. النهضة التونسية

تونس

009

لطفي الحيدوري

ناشط حقوقي

تونس

010

سامي براهم

ناشط حقوقي

تونس

011

زكية الضيفاوي

التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات

القيروان

012

عبدالوهاب الكافي

ح. النهضة التونسية

القيروان

013

الأسعد الجوهري

ح. النهضة التونسية

تونس

014

منصف بن سالم

ح. النهضة التونسية

صفاقس

015

سمير بن تيلي

ح. النهضة التونسية

تونس

016

طاهر بوصرة

ح. النهضة التونسية

جرجيس

017

خالد الكوت

ح. النهضة التونسية

جرجيس

018

أحمد الذهيبي

ح. النهضة التونسية

مارث

019

عبدالغفار بن قيزة

سجين سابق

جرجيس

020

عبدالكريم العباشي

ح. النهضة التونسية

منزل بورقيبة

021

مبروك شنيتر

ح. النهضة التونسية

مدنين

022

زهير مخلوف

ح. النهضة التونسية

تونس

023

محمود قويعة

ح. النهضة التونسية

القيروان

024

عمر راشد

سجين سياسي سابق

جرجيس

025

معز الجماعي

ناشط حقوقي

قابس

026

بوراوي مخلوف

ح. النهضة التونسية

سوسة

027

سفيان الهمامي

ح. النهضة التونسية

تونس

028

سيد مبروك

ناشط حقوقي بمنظمة حرية و انصاف

نابل

029

محمد الغيضاوي

ح. النهضة التونسية

تونس

030

جلال مبروك

ح. النهضة التونسية

قابس

031

علي الشرطاني

ح. النهضة التونسية

قفصة

032

طه بقة

ح. النهضة التونسية

المنستير

033

محي الدين الفرجاني

ح. النهضة التونسية

تونس

034

سمير ديلو

محام-ناشط حقوقي

تونس

035

سيد الفرجاني

ح. النهضة التونسية

لندن

036

عبدالقادر الونيسي

ح. النهضة التونسية

باريس

037

يوسف البطنيني

 

بنزرت

038

عثمان الجميلي

ح. النهضة التونسية

بنزرت

039

على النفاتي

ح. النهضة التونسية

بنزرت

040

أحمد العبدلي

ح. النهضة التونسية

ماطر

041

بشير اللواتي

ح. النهضة التونسية

منزل بورقيبة

042

خالد بوجمعة

ناشط حقوقي

بنزرت

043

سليم البلغوثي

ناشط حقوقي

بنزرت

044

توفيق الزائري

ح. النهضة التونسية

جندوبة

045

رضا السعيدي

ح. النهضة التونسية

منزل بورقيبة

046

منور الناصري

ح. النهضة التونسية

القصرين

047

محمد الجلجلي

ح. النهضة التونسية

تينجة

048

محمد نجيب الحسني

ح. النهضة التونسية

الكاف

049

إيمان الطريقي

محامية-ناشطة حقوقية

تونس

050

منصف الطريقي

ح. النهضة التونسية

تونس

051

عبدالوهاب معطر

محام-حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

صفاقس

052

يوسف الرزقي

محام-ناشط حقوقي

تونس

053

محمد عبو

محام-حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

بنزرت

054

عبدالحميد الجلاصي

ح. النهضة التونسية

سوسة

055

عبد العزيز بن سعيد

سجين سياسي سابق

بنزرت

056

العروسي الحشاني

سجين سياسي سابق

منزل جميل

057

حمادي الورتتاني

سجين سياسي سابق

منزل جميل

058

معز بن مامي

سجين سياسي سابق

منزل جميل

059

محمود الدقي

ح. النهضة التونسية

تونس

060

شكري رجب

سجين سياسي سابق

منزل جميل

061

رفيق بن قارة

سجين سياسي سابق

منزل جميل

062

حبيب بوسنينة

سجين سياسي سابق

منزل جميل

063

أحمد السميراني

ح. النهضة التونسية

بنزرت

064

توفيق النوي

سجين سياسي سابق

بنزرت

065

ساسي المي

ح. النهضة التونسية

ماطر

066

نورالدين العبيدي

ح. النهضة التونسية

جندوبة

067

نورالدين البحيري

محام-ناشط حقوقي

تونس

068

سعيدة العكرمي

محام-ناشط حقوقي

تونس

069

مسعود بوزميطة

محام-ناشط حقوقي

جرجيس

070

زهير بلحاج عمر

محام-ناشط حقوقي

سوسة

071

طارق السوسي

ح. النهضة التونسية

بنزرت

072

أحمد زكريا الماقوري

التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات

جرجيس

073

الحبيب اللوز

ح. النهضة التونسية

صفاقس

074

عبدالرؤوف العيادي

محام-حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

تونس

075

خالد الكريشي

محام-ناشط حقوقي

تونس

076

سمير بن عمر

محام-ناشط حقوقي

تونس

077

أحمد العماري

ح. النهضة التونسية

بن قردان

078

الحبيب المرزوقي

سجين سياسي

كندا

079

عبدالعزيز الجلاصي

سجين سياسي

كندا

080

محمد رزيق

سجين سياسي

دندا

081

صالح بن رجب

سجين سياسي

كندا

082

جلال الكلبوسي

سجين سياسي سابق

بنزرت

083

ناصر الحاج صالح

سجين سياسي سابق

بنزرت

084

صلاح السعيدي

سجين سياسي سابق

بنزرت

085

حمادي الغربي

سجين سياسي سابق

بنزرت

086

رضا الغربي

سجين سياسي سابق

بنزرت

087

منير بن عمر

سجين سياسي سابق

بنزرت

088

محمد الهادي بن سعيد

سجين سياسي سابق

بنزرت

089

رضا البوكادي

سجين سياسي سابق

تونس

090

عربي الخرباش

سجين سياسي سابق

بنزرت

091

محرز الصفاقسي

سجين سياسي سابق

بنزرت

092

بوجمعة المزليني

سجين سياسي سابق

بنزرت

093

سامي مغنيش

سجين سياسي سابق

بنزرت

094

صلاح العلوي

سجين سياسي سابق

جندوبة

095

جلال مزغيش

سجين سياسي سابق

بنزرت

096

عماد الطرابلسي

سجين سياسي سابق

بنزرت

097

فتحي بن حريد

سجين سياسي سابق

بنزرت

098

كمال عوينة

سجين سياسي سابق

بنزرت

099

نبيل عباسية

سجين سياسي سابق

بنزرت

100

لطفي عباسية

سجين سياسي سابق

بنزرت

101

ابراهيم نوار

 لاجئ سياسي

 

102

محمد رضا الشاذلي

سجين سياسي سابق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

تونس تسجن 22 شابا بموجب قانون مكافحة الإرهاب

 

تونس (رويترز) – قال محامون يوم الثلاثاء إن محكمة ابتدائية بالعاصمة تونس قضت بسجن 22 شابا لفترات بين ستة اعوام و14 عاما بتهم الانضمام الى جماعات ارهابية. وقال المحامي سمير بن عمر لرويترز « أصدر القاضي محرز الهمامي أحكاما قاسية على 22 شابا من الجنوب التونسي بتهم الانضمام الى تنظيم ارهابي وتوفير أسلحة وتفجيرات. » واوضح بن عمر ان بين الشبان المسجونين ثلاثة اشقاء وطبيبا مختصا في العلاج الطبيعي عمره 31 عاما. واعتقل المتهمون نهاية عام 2006 الذي شهد مواجهات مسلحة نادرة بين قوات الامن ومسلحين اسلاميين أسفرت عن مقتل 14 مسلحا. وأضاف ان محكمة ابتدائية ثانية قضت يوم الاثنين بسجن خمسة طلبة لفترة بين ستة اشهر وعامين مع تأجيل التنفيذ وذلك بتهمة تصفح مواقع اسلامية محظورة وتنزيل خطب محرضة على الفكر السلفي والجهادي. ويقدر بن عمر المتخصص في قضايا الارهاب عدد المعتقلين بتهم متصلة بقانون مكافحة الارهاب المطبق في تونس منذ عام 2003 بنحو الفي شخص. وتعكر هدوء تونس اوائل العام الماضي اثر تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الامن واسلاميين سلفيين متطرفين اسفر عن مقتل 14 مسلحا. وتبدي البلاد صرامة واضحة ازاء التطرف الاسلامي. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 جانفي 2009)

 


 

سوريا تُطلق سراح طالب تونسي

 

إسماعيل دبارة من تونس علمت « إيلاف » من مراجع حقوقيّة تونسيّة إنّ الأجهزة الأمنية السورية قامت بترحيل الطالب عثمان بن بشير البوغانمي عبر مطار دمشق الدولي بعد أربعة أشهر من احتجازه. وقال مصدر في الجمعيّة التونسية لمساندة المساجين السياسيين لإيلاف: »أطلق الأمن السوري سراح الطالب المحتجز لديهم منذ 4 أشهر بصورة تعسفية نهاية الأسبوع الماضي » دون أن يتمّ تحديد الوجهة. و كشفت جمعية المساجين السياسيين ومقرها تونس عن « اعتقال الطالب عثمان البوغانمي في ظروف صعبة تعرّض خلالها للتعذيب وتعصيب عينيه خلال جميع مراحل التحقيق واهانته لأجل انتزاع اعترافات تدينه بالعلاقة مع المقاومة العراقية ». وذكر حقوقيون تونسيون أنّ الأجهزة الأمنية السورية قامت باعتقال الطالب التونسي منذ 20 سبتمبر من العام الماضي  » في ظروف سجنية بالغة السوء أدت إلى أصابته بانهيارات عصبية وظهور أعراض نفسية صعبة تعتزم عائلته بسببها عرضه على طبيب نفساني » بحسب ما ذكرته ذات المصادر. وندّدت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بالسلوك الأمني اللامسؤول الذي جرى التعامل به مع الطالب محمّلة السلطات السورية المسؤولية القضائية فيما لو تردت حالته الصحية والنفسية. كما حمّلت الجهات الدبلوماسية التونسية – المختصة بمتابعة هذا الملف- مسؤولية « عدم تعاونها مع عائلة البوغانمي المقيمة في سلطنة عُمان والكشف عن مصير ابنها وقد مضى على اختفائه أربعة أشهر ». كما دعت إلى تمكين الطالب المفرج عنه « من وثائقه الجامعية وجواز سفره الذي احتجزته الأجهزة الأمنية لديها ». (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 27 جانفي 2009)

 


 

 » الحرية للدكتور الصادق شورو  »  » الحرية لجميع المساجين السياسيين «  الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس  e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 26 جانفي 2009 الأمن السوري يفرج عن طالب تونسي بعد إحتجازه أربعة أشهر

 

قامت الأجهزة الأمنية السورية ليلة يوم السبت 24 جانفي 2009 بترحيل الطالب عثمان بن بشير البوغانمي إلى تونس عبر مطار دمشق الدولي، بعد أربعة أشهر من إحتجازه بصورة تعسفية في ظروف صعبة تعرّض خلالها للتعذيب وتعصيب عينيه خلال جميع مراحل التحقيق وإهانته لأجل انتزاع اعترافات تدينه بالعلاقة مع المقاومة العراقية. ووفق مصادر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين فإن الأجهزة الأمنية السورية التي تولت التحقيق مع الطالب عثمان البوغانمي طوال فترة إحتجازه، حصل لها يقين ببراءته منذ بداية اعتقاله إلا أنها كانت تصرعلى مواصلة احتجازه تعسفيا وتعذيبه وإذلاله ثم إبقائه في ظروف اعتقال بالغة السوء،لا تستجيب لأبسط الشروط التي تضمنها الإتفاقيات الدولية ذات الصلة،وهو ما تسبب ، حسب ما أفادت عائلته ، في إصابته بانهيار عصبي وظهور أعراض أمراض نفسية عليه . والجمعية التي كانت قد نشرت بيانا بتاريخ 22 جانفي2009 تُشير فيه إلى اختفاء الطالب عثمان البوغانمي منذ 20 سبتمبر 2008 لدى الأجهزة الأمنية السورية و تطالب بإطلاق سراحه ، تندد بالسلوك الأمني اللامسؤول الذي جرى التعامل به مع الطالب التونسي وتحمّل السلطات السورية المسؤولية القضائية فيما لو تردت حالته الصحية والنفسية. كما تحمّل الجمعية الجهات الدبلوماسية التونسية المختصة بمتابعة هذا الملف، مسؤولية عدم تعاونها مع عائلة البوغانمي(المقيمة في سلطنة عُمان) والكشف عن مصير ابنها وقد مضى على اختفائه أربعة أشهر.كما تدعوها إلى تمكين الطالب عثمان البوغانمي من وثائقه الجامعية وجواز سفره الذي إحتجزته الأجهزة الأمنية لديها. عن الجمعيــــــــة  الهيئةالمديرة

 


 

النشرة الإخبارية على موقع « كلمة » إطلاق سراح شيخ السلفيين في تونس

 

لطفي حيدوري من المتوقع أن تكون السلطات التونسية قد أفرجت اليوم الثلاثاء 27 جانفي عن الشيخ الخطيب الإدريسي من سجن المرناقية بانقضاء فترة عقوبته بعامين سجنا. وقد اعتقل الشيخ الإدريسي وهو رجل ضرير في ديسمبر 2006 إبّان الاشتباكات التي جرت في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية ووجهت له في البداية تهمة الإفتاء بالقيام بعمليات جهادية وعدم الإرشاد عن وقوع جريمة. وتمّت إدانته فقط من أجل التهمة الثانية بعامين سجنا. وقد أصبح الإدريسي أحد المشائخ المعروفين داخل البلاد منذ عودته من السعودية بعد أن عمل ممرّضا لمدة 9 سنوات، ولمع اسمه خاصة في أوساط الشباب وكان يستقبل الناس للاستفتاء من جميع جهات البلاد. وأكّد المحامون الذين دافعوا عن الشيخ الإدريسي أنّه « لم يرتكب من الجريمة سوى إبداء رأيه في بعض المسائل العقائدية و الفقهية ». الإذاعة الوطنية تملك أضعف جمهور في تونس كشفت آخر الاستبيانات التي قامت بها مؤسسة سيغما كونساي عن تراجع نسبة مستمعي الإذاعة الوطنية إلى آخر مرتبة بين الإذاعات التي يتم استقبالها في كامل البلاد. واستحوذت إذاعة الزيتونة المملوكة لصهر الرئيس بن علي صخر الماطري على أكبر نسبة من المستمعين بـ 12,1 بالمائة تليها إذاعة موزاييك الخاصة بـ11,3 بالمائة ثم إذاعة الشباب بـ5,5 بالمائة فإذاعة تونس الدولية بأربعة بالمائة ثم تأتي الإذاعة الوطنية في نهاية الترتيب بـ3,8 بالمائة. عزلة المواطنين بسبب الانزلاقات الأرضية تشهد عدة قرى بمعتمدية الفرنانة ولاية جندوبة انزلاقات أرضية تسببت في عزلة كثير من المواطنين. وقد جاءت هذه الانزلاقات نتيجة نزول الأمطار الأخيرة وعدم وجود طرق مهيأة قادرة على الصمود أمام تلك الكميات الهائلة منها. والقادمة خاصة من السفوح الجبلية بالجهة’ والتي تكون عادة محملة بالحجارة وبعض قطع الأشجار التي جرفتها المياه. وانتشر بالمنطقة ما يعبر عنه بالشعاب الجارحة التي أجبرت خاصة التلاميذ عن التغيب عن دروسهم. وقد نجمت هذه الشعاب عن حركة الانجراف التي تشهدها المنطقة منذ سنوات و لاسيما في غياب برامج الصيانة والحماية خاصة لتلك المسالك الفلاحية الرديئة التي تستعمل من قبل أهالي تلك القرى. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 27 جانفي 2009)

 


 

26 جانفي 2009 الاتحاد الدولي للصحفيين يدعم الصحفيين المضربين في الإذاعة والتلفزة التونسية

 

أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين اليوم دعمه للصحفيين التونسيين المضربين عن العمل حاليا في الإذاعة والتلفزة التونسية. حيث يقوم 150 صحفيا، ومصورا، وتقنيين آخرين بتنظيم اضراب عن العمل احتجاجا على رفض الإدارة اعطائهم عقود عمل دائمة تبعا لما تنص عليه تشريعات العمل التونسية. وقال ايدين وايت، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: « لا يمكن قبول حقيقة أنه يوجد صحفيين، بعضهم يعمل في التلفزيون منذ عشرة سنوات أو أكثر، محرومين من الحصول على عقود عمل وتأمين اجتماعي ملائمين. إننا ندعم بشكل كامل مطالب الصحفيين وجهود النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في هذا النضال من أجل الحصول على الحقوق الأساسية لأعضائها. » وقامت النقابة يوم الجمعة الماضية بتنظيم الاجتماع الثاني لهيئتها العامة منذ ان تم تأسيسها، وقامت النقابة أثناء هذا الاجتماع بوضع مسألة تحسين ظروف عمل الصحفيين على قمة أولوياتها. وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين قد تلقت تطمينات في شهر نيسان الماضي من وزير الإعلام يؤكد فيها أنه سيتم حل مشكلة الموظفين ذوي العقود غير الدائمة هي إشكالية قائمة منذ فترة طويلة. رغم ذلك، فإنه لم يحدث أي تحرك من قبل الإدارة منذ ذلك الوقت ووصل الوضع الآن إلى نقطة حرجة. وبناء على تشريعات العمل التونسية، فإنه على صاحب العمل أن يعطي كل العاملين عقود عمل دائمة بعد مرور أربعة سنوات متواصلة على بدئهم العمل. والكثير من الصحفيين المضربين، والمصورين، والفنيين يعملون في التلفزيون الحكومي منذ اكثر من عشر سنوات دون أن يحصلوا على عقود عمل. وقال ناجي بغوري، رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: « لقد عاني الصحفيون لسنوات طويلة لتحقيق مطالبهم وهم الذين لم يطالبوا سوى ان يتم احترام حقوقهم الأساسية. ولقد نفذ صبرهم هذا الأسبوع وستقوم النقابة بكل ما في وسعها لدعم قضيتهم. وبعد نقاش مستفيض قامت النقابة بتأسيس لجنة مساندة الإضراب وتأسيس صندوق تضامن لدعم الأعضاء المضربين. » وتم تأسيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين السنة الماضية بعد حل جمعية الصحفيين التونسيين، وجاء هذا التأسيس لتتمكن النقابة من الدفاع عن حقوق العمل للصحفيين بالإضافة لدفاعها عن حقوقهم المهنية. وتتعرض النقابة منذ تأسيسها إلى سلسلة من الحملات التي تستهدف التفريط بمكانة النقابة واستقلاليتها، ومن ضمن هذه الضغوطات وقف المنحة السنوية للنقابة التي تقدمها الدولة لكل المنظمات النقابية والمهنية في تونس. ** للمزيد من المعلومات اتصل بالاتحاد الدولي للصحفيين على : 003222352205 ** يمثل الاتحاد الدولي للصحفيين اكثر من 600000 صحفي في 123 دولة حول العالم الرابط: http://mena.ifj.org/ar/articles/ifj-supports

 

 


 

منع عبد الحميد أمين ونفيسة ايبن من دخول تونس

 

منعت السلطات الأمنية التونسية يوم الجمعة الماضي (23 جانفي 2009، التحرير) السيد عبد الحميد أمين نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومنسق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان من دخول التراب التونسي وأعادته على متن نفس الطائرة التي أقلته من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى مطار قرطاج بتونس. وكانت التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان قد قررت في اجتماع عقدته مؤخرا بالرباط إجراء اتصالات مع المسؤولين في دول المغرب العربي وكان وفدها قد التقى الوزير الأول المغربي السيد عباس الفاسي. كما منعت نفس السلطات دخول السيدة نفيسة ايبن ممثلة جمعية النساء الديمقراطيات المغربية التراب التونسي وكانت تقل نفس الطائرة رفقة عبد الحميد أمين. وكانت سفارة تونس بالرباط قد أبلغت عبد الحميد أمين أنه غير مرغوب فيه بتونس، كما أبلغت مصالح وزارة الداخلية التونسية جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية التي كانت ستستضيف النشاط منع تنظيمه. (المصدر: صحيفة « العلم » (يومية – المغرب) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)


 

                                                        المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية                                                 البريد الالكتروني  marced.nakabi@gmail.com :                                                                       تونس في 27/01/2009

دفاعا عن حقوق و كرامة عمال وعاملات النسيج

أرسل إلينا أحد المواطنين مشكورا شريط فيديو يحتوي على مقاطع من شريط وثائقي أنجزته القناة التلفزية الثالثة الفرنسية حول مستثمر فرنسي  وصاحب مصنع نسيج في تونس و يبرز هذا الشريط بكل وضوح تردي ظروف العمل في مصنع هذا المستثمر إضافة إلى سوء المعاملة التي تلقاها العاملات . إن المرصد يأسف على وقوع هذه التجاوزات في حق عاملات أبرياء وهو يأمل ان تتكاتف مجهودات كل التشكيلات النقابية ومؤسسات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان للتصدي لهذه الممارسات الخارقة لكل القوانين والمتجاوزة لكل الأعراف وذلك من خلال حملة وطنية تجبر هؤلاء الأعراف على تطبيق حد أدنى من القوانين الجاري بها العمل في تونس حفاظا على حقوق العمال والعاملات واحتراما لكرامتهم الإنسانية. إن المرصد يشدد على ضرورة أن تخضع كل المصانع والمؤسسات الأجنبية العاملة في تونس إلى القوانين الجاري بها العمل وتحديدا إلى مجلة الشغل بكامل فصولها وتفاصيلها لان ذلك وحده الكفيل بتوفير سلم اجتماعية ومنع كل احتقان أو توتر في صفوف العاملات والعمال. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com http://nakabi.blogspot.com عن المرصد المنسق محمد العيادي  


 

الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان بـــــــــلاغ

 

يحيي الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان ذكرى 26 جانفي 1978 ، وذلك يوم الأحد 01 فيفري 2009 بداية من الساعة العاشرة صباحا بدار الاتحاد تحت شعار:  » التضامن مع محكومي الحوض ألمنجمي » يشارك في هذه الندوة كل من : – العميد عبد الستار بن موسى – الأستاذ حسين الديماسي – الأستاذ شكري بلعيد الأخ الأمين العام المساعد المسؤول عن التشريع والنزاعات: حسين العباسي. ونظرا لأهمية الذكرى ، فالرجاء عدم التخلف. والسلام الكاتب العام للتحاد الجهوي للشغل الناصر العجيلي

 


بـيـــــــــــــــان المجلس الوطني لحركة التجديد حول غزة

 

 

توقف منذ أيام العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، بعد أن عاثت فيه الآلة الحربية الإسرائيلية قتلا ودمارا على مدى 22 يوما، مقترفة أفضع الجرائم وأشنعها ومخلّفة الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى من بين المدنيين وتدميرا رهيبا في المنازل والمنشاءات، ولم تتورع الطغمة الإسرائيلية الحاكمة عن استعمال أحدث الأسلحة وأشدها فتكا بالأهالي كقنابل الفوسفور الأبيض وقذائف « الدايم » وغيرها من وسائل القتل المحرمة دوليا. ويأتي هذا العدوان العسكري في وقت تشهد فيه الساحتان الفلسطينية والعربية انقسامات وخلافات عميقة وفي ظل تواصل الحماية الأوروبية والأمريكية التي شجعت حكام إسرائيل على الاستهتار بكافة المواثيق والقرارات الدولية المطالبة بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه المشروعة. لقد أظهرت هذه الهجمة الوحشية صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وتشبّثه بوطنه وتجذره في أرضه. وهو ما أفشل مخططات إسرائيل في تحقيق أي هدف من أهدافها المعلنة بل ازدادت عزلتها الأخلاقية والسياسية في نظر الرأي العام العالمي. إن الحرب توقفت ولكن معاناة الشعب الفلسطيني مازالت متواصلة بسبب استمرار الحصار الجائر المفروض عليه منذ مدة طويلة قبل الحرب الأخيرة وأثنائها وبعدها، والذي أدى ولا يزال إلى أوضاع إنسانية على درجة قصوى من التردي والمأساوية.   والمجلس الوطني لحركة التجديد : – إذ يثمّن الدور الذي لعبه مناضلو الحركة ومساهمتهم الفعّالة مع كافة القوى الديمقراطية ومكوّنات المجتمع المدني في حملة المساندة والتضامن الشعبي الواسعة مع الشعب الفلسطيني التي اتّخذت أشكالا متعدّدة، كالمسيرات والتظاهرات وحملات جمع التبرّعات التي عمّت مختلف أنحاء البلاد. – وإذ يتوجه بالتحية إلى المدّ التضامني الشعبي العربي والعالمي ودوره في إيقاف العدوان العسكري، فإنه :   1- يذكر بأن التهديدات الإسرائيلية مازالت متواصلة بأشكال مختلفة منها بالخصوص استمرار الحصار وإغلاق المعابر في غزة وتواصل نسق الاستيطان واغتصاب الأراضي والممتلكات الفلسطينية في الضفة الغربية إضافة إلى المظاهر العدوانية الأخرى كإقامة الجدار العازل والحواجز وغيرها، الأمر الذي يستوجب تواصل التعبئة الشعبية وتفعيل مختلف أشكال الدعم والتضامن 2- يتوجه بنداء ملح إلى مختلف الفصائل الفلسطينية كي تبذل كل الجهود للتوصل إلى إنجاز الوحدة فيما بينها على أساس الثوابت الفلسطينية القائمة على برنامج التحرر والاستقلال الوطني والتعددية السياسية والديمقراطية وعلى اعتبار منظمّة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني 3- يدعو الحكومات العربية إلى الالتزام بمبادئ التضامن العربي وثوابته في حدها الأدنى، واحترام ما يتم التوافق عليه بين مختلف الفصائل الفلسطينية، كما يطالبها برفع العراقيل عن التحركات التضامنية الشعبية في الشارع العربي وبحشد كل الطاقات واستعمال كافة الوسائل المتاحة للضغط على إسرائيل وحماتها لفرض الاستجابة إلى قرارات الشرعية الدولية ورفع الحصار الظالم وفتح المعابر وإنهاء الاستيطان والاحتلال بما يفسح المجال للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين. 4- يعتبر أنّه يتعيّن على السلطة الفلسطينية والشعوب العربية وحكوماتها وكافة المنظمات الحقوقية في الدول العربية والعالم جمع الأدلة والقرائن على الجرائم النكراء التي اقترفتها الجيش الإسرائيلي وتوثيقها استعدادا لخوض الواجهة القانونية للمعركة وجرّ الجناة أمام محكمة الجنايات الدولية لمقاضاتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين.   تونس في 26/01/2009   رئيس المجلس الوطني أحمد الورشفاني

 


 

رشيد الشملي يشكر الجميع

 

وزّع الاستاذ رشيد الشملي، الاستاذ بكلية الصيدلة بالمنستير في مطلع الاسبوع رسالة توجه من خلالها بالشكر الى كل الذين ساندوه في المحنة التي تعرض لها والمتمثلة في ايقافه عن العمل مدة اربعة اشهر وحرمانه من المرتب لنفس المدة رغم أقدميته التي تزيد عن 32 سنة. وبعد ان عاد الاستاذ الشملي على الاسباب المعلنة والخفية للقرار المذكور اشار «للدور الايجابي الذي لعبته وسائل الاعلام المكتوبة (الطريق الجديد، الشعب، مواطنون، الموقف، حقائق) في التعريف بقضيتي لدى الرأي العام واخص بالذكر اصدقائي وطلبتي وزملائي بكامل الجمهورية والذين عبروا لي عن مؤازرتهم ومساندتهم مستنكرين المظلمة التي سلطت عليّ وانا أوشك على سنّ التقاعد وأضاف الاستاذ الشملي الذي يفترض انه استأنف عمله بداية من يوم الجمعة 16 جانفي الحالي انه «لابد ايضا من تأكيد شكري وامتناني للمساندة المادية والمعنوية التي لقيتهما طلية الاشهر  الاربعة من طرف جل زملائي بالكلية، ورفاقي بحركة التجديد، والجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، ومن العديد من المواطنات والمواطنين الذين عبروا لي عن استنكارهم ورفضهم لهذه المظلمة بسبب «عدم احترام التراتيب الادارية والاخلال بواجب التحفظ»؟


 

لم يرجع الدرّ كاملا إلى معدنه

إنّ فكرة الأساس تختلف دلاليّا ووظيفيّا عن فكرة المبدإ رغم إشتراكهما في الوظيفة المعرفيّة إذ أنّ كليهما مامنه تنطلق عمليّة المعرفة. لكنّه  تجدر الإشارة أنّه لئن كان النّاس في حاجة للمبادئ و الإعلان عنها فهم بحاجة أمسّ للأساس الذي تنبني عليه هذه المبادئ فالأسّ يمثّل ( طبعا بالفصحى ولا يعني الإصطناع في السلوك ) نقطة الإنطلاق الأرشيميديّة و إنّي إنتظرت نقطة الإنطلاق المرسليّة لتكتمل لكنّ مرسل الكسيبي أرسل رسالة إعتذار لقناة الجزيرة ووضّح أمورا كثيرة مشكورا لكنّه غفل أو تغافل عمّن أُذي بما رماه به بشكل مباشر أو غير مباشر مقصود أو على حسن نيّة, المهمّ أنّ ما أعلن عليه السيّد مرسل كان واضحا جدّا فيما يتعلّق بسبب تبرئّه من مبادرة المصالحة بصياغتها المعروفة و التي ضمّت أكثر من 150 ممضيا أغلبهم إسلاميّون و كان من بين الأسباب أنّ القائمة تضمّ أسماء متورّطين في قضايا إرهاب مفتّش عنهم دوليّا و لولا حرصي ألاّ أحرج المقصود بهذا الإتّهام الباطل لسميّته و العاقل يعلم أنّ هذا الكذب و التلفيق لو كان صحيحا للبث هذا الأخ في بطن السجن إلى يوم يبعثون….. الرجل يمارس حياة طبيعيّة في ألمانيا يكدح بجدّ من أجل عائلته و السيّد مرسل يبدو أنّه بحكم بعد سكنه لم تصله المعلومات الكّافيّة إلاّ من بعض الجهات الكاذبة و للأسف لم يتحرّ في الأمر كما ينبغي. الظلم ظلمات يوم القيامة فرُدّ لصاحب الحقّ حقّه و الحقّ أحقّ أن يُتّبع. السيّد مرسل إعتذرت بشجاعة من قناة الجزيرة و إعتذرت بصفة عامّة و لم يزدك ذلك إلاّ رفعة بعد أن ذقت غيضا طفيفا من فيض كثير فإن تألّمت لوضع أساور الحديد في يديك لأوّل مرّة ( حفظك الله و إنّي و الله تألّلمت لذلك من أجلك ) فكادت بذلك نار الظلم و القهر أن تكويك فأعلم أنّ رجالا أبطالا زُلزلوا و أوذوا في سبيل حريّة الشعب لإفتكاك بعض حقوقه في العيش الكريم حتّى أنّ الواحد منهم و صل حدّ البلاء الذي لحقه و الأذى أن حاول نظام بن علي المتهالك أن يطلّق زوجته منه قسرا و يزوّجها بآخر و أتحمّل مسؤوليّتي في هذه الرواية قطعيّة الثبوت و لك أن تتصوّر حجم الإهانة الحقيقيّة……… و لن أروي قصص التعذيب و الإهانة و القهر فمن دخل بوشوشة و 18 جانفي و الدّاخليّة يعرف جميع التفاصيل. أتمنّى أن توضّح هذا الُلبس الذي تسبّبت أنت شخصيّا فيه بعد أن تأكّدت أنّه ليس ما كلّ ما ترويه خفافيش بن علي صحيحة ….والأمر تعرف تفاصيله فإن أحسنت أحسنت لنفسك فالجبال راسيّة لا تهتزّ و إن طال الزمن و تبقى الرّجال رجالا و أمّا الزبد فيذهب جفاءا و أمّا ما ينفع النّاس فيمكث في الأرض. نعوّل على جرأتك و إلتزامك فسدّد الله خطاك و هدانا و هداك لما فيه صالح الشعب و الوطن
مواطن بسيط


 

الحياة البرلمانية: هل ترى المجموعات البرلمانية النور قريبا؟

 

تونس – الصباح

على الرغم من مرور أكثر من عام على إعلان رئيس الدولة، عن قرار مراجعة أحكام النظام الداخلي لمجلس النواب المتعلقة بالمجموعات البرلمانية، عبر النزول بعدد المقاعد المشترطة لتكوين مجموعة برلمانية من 10 إلى 5 بالمائة، فإن النظام الداخلي لمجلس النواب لم يطرأ عليه أي تغيير إلى حدّ الآن، على اعتبار أن اللجنة التي يفترض أن تضطلع بهذه المهمة، لم تجتمع ولم تنظر في هذا الموضوع، بما أطلق العنان للتساؤلات والتأويلات صلب بعض نواب البرلمان، خصوصا من بين المعارضة البرلمانية، التي عوّل بعضها على هذا التعديل لتشكيل مجموعة برلمانية من شأنها إدخال حراك على عمل النواب وعلى أداء المجلس بشكل عام.. وينص القانون الداخلي الحالي للبرلمان، على أن بوسع النواب من المنتمين إلى نفس الحزب، تشكيل مجموعة برلمانية داخل المؤسسة التشريعية، إذا ما توفرت على عشرة بالمائة من أعضاء المجلس.. ووفقا للتركيبة الحالية للأحزاب الممثلة في البرلمان، فإن التجمع الدستوري الديمقراطي هو الحزب الوحيد الذي بوسعه تشكيل مجموعة نيابية إذا ما رغب في ذلك، باعتبار توفره على الأغلبية في مجلس النواب، حيث يحتل 80 بالمائة من المقاعد (152 مقعدا من مجموع 189 مقعدا)، فيما لا تتعدى نسبة تمثيل بقية الأحزاب المعارضة مجتمعة في البرلمان، 37 مقعدا.. حزبان معنيان من جهة أخرى، ينص النظام الداخلي على أن تشكيل المجموعات البرلمانية، يرخص فيه »للمنتمين الى نفس الحزب السياسي«، وهو ما يعني أن الأحزاب المعارضة، غير مؤهلة – بموجب هذا النظام الداخلي – لكي تكون لها مجموعات برلمانية.. إذ لا يتعدى أكبر حضور في المجلس النيابي، الأربعة عشر مقعدا، وهي مجموع مقاعد حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، لكن هذه النسبة لا تصل إلى معدل 10 بالمائة المنصوص عليها في النظام الداخلي (الفصل 28).. وبموجب القرار الرئاسي، فإن حزبين معارضين فقط من الأحزاب الممثلة في البرلمان لهما الحق في تشكيل مجموعة برلمانية، وهما حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، التي تملك 14 مقعدا، وحزب الوحدة الشعبية الذي يتوفر على 11 مقعدا.. وبعملية حسابية بسيطة، يمكن القول إن شرط الخمسة بالمائة الذي سيدخل على النظام الداخلي لمجلس النواب، يوفر للحزب، أي حزب، على 9.45 من النواب، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المجلس، يتوفر على 189 مقعدا، بحيث تكون نسبة 9.45 في المائة، هي الخمسة بالمائة الجديدة المزمع اعتمادها لتشكيل المجموعات البرلمانية.. وهو ما يجعل الحزبين المذكورين معنيين دون غيرهما من الأحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان، بهذا التعديل الجديد.. استفهامات .. وتوقعات.. وفي الواقع، فإن نص النظام الداخلي لمجلس النواب، لا يتضمن أي تفصيل بخصوص المهام الموكولة إلى هذه المجموعات البرلمانية.. فهو لا يتيح لها اقتراح مشاريع قوانين، أو تقديم اعتراض على مشاريع نصوص تقدمها الحكومة، كما لا يقدم فكرة عما إذا كان بوسع رؤساء المجموعات ـ على سبيل المثال ـ عضوية مكتب مجلس النواب، أم أن الأمر يقتصر على مجرد تشكيل المجموعة (الكتلة) البرلمانية فحسب.. ولذلك فإن تعديل النظام الداخلي لمجلس النواب، يبقى المهمة المستعجلة قبل الانتخابات المقبلة، حتى يتسنى لمجلس النواب أن يكسب بعض التقاليد من عمل هذه المجموعات البرلمانية، فيختتم السنة البرلمانية الراهنة بحراك يبدو المجلس في أمسّ الحاجة إليه، عسى أن يقضي على « الحسابات الانتخابية » لبعض النواب ممن لم يعد له حضور فاعل في المجلس منذ فترة بعيدة.. يذكر في هذا السياق، أن الفصول المضمنة في النظام الداخلي (الباب الخامس تحديدا)، تتحدث عن جملة من الترتيبات ذات الصبغة التنظيمية، بينها كيفية تكوين المجموعة وتوقيت الإعلان عنها صلب مجلس النواب، فيما تنص هذه الفصول على شروط الانخراط في المجموعة والموانع التي تحول دون التواجد في أكثر من مجموعة بالنسبة للنائب الواحد، إلى جانب شروط عقد الاجتماعات وغيرها من المسائل الفنية البارزة في هذا المجال.. فهل يسارع مجلس النواب إلى القيام بالإجراءات اللازمة للبدء في تعديل النظام الداخلي، أم يستمر التغاضي عن هذا الموضوع إلى ما بعد الانتخابات القادمة بما يجعله معطلا لنحو عامين كاملين تقريبا؟ صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جانفي 2009)

 


 

حديـــــث صحفــــــي مع محمــــــد مزالــــــي: « ندمـــت علـــى اشتغــالـي بالسيـاســـة » ** « للرئيس بن علي فضل كبير عليّ » ** عرفات قال لي: « كنت أظن أن لصدام قنبلة ذرية لأنه كان مصرا على التحدي والمضي إلى الأمام »

 

حاوره: حاتم النقاطي

أجرى الأستاذ الجامعي حاتم النقاطي حوارا مطوّلا مع السيد محمد مزالي تناول فيه هذا الأخير مسيرته السياسية باعتباره تحمّل عديد المسؤوليات الوزارية أثناء فترة رئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة كما تحدّث عن محطّات من مسيرته الثقافية: إن الحقيقة هي مبحث الأحرار وهي التي أدّت إلى إعدام العظماء في التاريخ القديم والحديث ولذلك كنت أبدا من المتابعين لها والباحثين عن لذّتها. و »محمد مزالي » الوزير الأول السابق في عهد بورقيبة والكاتب التونسي أصدر مؤخرا كتابا تحت عنوان « نصيبي من الحقيقة » نرى أن القارئ يجد فيه لذة المتابعة لحكايات سياسية يتداخل فيها الواقعي بالعجيب والموجود بالمنشود. بعد ست عشرة سنة وبعد أن ردّ القضاء التونسي للرجل اعتباره كمواطن كان هذا الكتاب شهادة من صاحبها عن أيام « بورقيبة ». لقد كان « الطاهر بلخوجة » صوتا من الأصوات التي كشفت للناس صورة من صور الحقيقة غير أنها خالفت في كليتها أقوال « مزالي » فكان على القارئ أن يبحث عن الحقيقة تلك التي قال عنها « بول ريكور » بأنها « تأويل يجد جذوره في قدرة هذه الذات على القراءة للنص وإعطائه المعنى ». إن المعنى كان هو غايتنا من هذا الحديث ففي مساء شتويّ قصدنا شقّة بحي الأندلس بأريانة شمال العاصمة التونسية وقد كان صديقنا « عامر قريعة » رفيقنا في هذه الرحلة التي ما خرجت عن اعترافات جادة تتجاوز صاحبها إلى الآخرين. لم أكن أعرف « محمّد مزالي » من قبل ولم أكن من حزبه السياسي ولكن كتابه أتاح لي فرصة المحاور لأفكار بدت لي متناقضة. فكيف يمكن لهذا الرجل الذي يؤكد انتماءه للتفكير الحر والديمقراطي أن يكون جنديا في طابور الرئيس الراحل « الحبيب بورقيبة » ذاك الرجل الذي حكم تونس بحزب واحد؟ وكيف يمكن « لمحمد مزالي  » أن يظل وفيا لرجل عزم على إعدامه وأذاق عائلته مرارة السجن والتعذيب؟ إن هذا اللقاء قراءة أخرى لكتاب يكشف ضيم رجل يستفهم حاضره وتاريخه. ففي شقة « محمد مزالي » وبحضور الوزير السابق والأديب « البشير بن سلامة » ومحاميه « الطاهر بوسمة » والصديق « عامر قريعة » كانت هذه الشهادة الجديدة إنارة أخرى وعينا نأخذها للقارئ تقريبا للكتاب وللحدث العربي منه. فمن التأويل المضعف تبدأ القراءة وأية لذة أشد من لذة النص طالما أن السلطة السياسية وجع يقلق أصحابها وطريق يؤدي إلى الموت. وفي ما يلي نصّ الحوار: * إن القارئ لكتابكم « نصيبي من الحقيقة » يلمس في هذا العمل باب « السيرة الذاتية » ذاك الذي ما خرج يوما عن البعد الذاتي في قراءة الأحداث. فمن تراه كتب هذا العمل: الكاتب والأديب الموغل في عاطفته أم ذاك السياسي المحنك بموضوعات الواقع والتاريخ؟ أم هو « المظلوم » الذي يبحث في ذاكرة القارئ عن إنصاف « الآن »؟ – هو مواطن آمن بالوطن وآمن بتونس وكان جزاؤه جزاء سنّمار. إنه كل ذاك… مواطن تحمل المسؤولية وساهم في بناء الدولة إلى أن بلغ رئاسة الحكومة ولكنه لم يجد ما كان يصبو إليه فكتب هذا الكتاب ليقرّبه من ذاكرة القارئ. * يلاحظ القارئ لكتابكم هذا السعي الواضح لاستبعاد إلقاء اللوم على الرئيس السابق الحبيب بورقيبة وتوجهكم في أغلب الأحيان لتحميله لغيره وأساسا المقربين منه -سعيدة ساسي- الهادي المبروك – منصور السخيري… ألا ترون في ذلك تبريرا جادّا لسلطة الواحد ذاك الذي كان دائما كاملا في حضارتنا العربية الإسلامية؟ – إني آمنت ببورقيبة : وقد كان هذا الرجل إنسانا وأعتقد أنه ممن ثقلت موازينه. وعندما كبر هذا الرجل تمكنت منه بطانة وأثرت عليه وجعلت منه ألعوبة في أياديهم. ولعل خطة الوزير الأول كانت خطة ملعونة لأنها ترتبط بخلافة الرئيس. وقد عانى منها قبلي « الباهي الأدغم » و »الهادي نويرة » ولكن ما حصل لي كان أعظم إذ أنهم اتجهوا إلى ذاتي وتاريخي وعائلتي وأملاكي قصد الانتقام مني ومن كل من كان حولي. وقد برّأت « بورقيبة » في هذا الكتاب رغم ما أصابني من تشريد وأصاب أبنائي من تعذيب وسجن ذهب إلى حدّ تشويهي واتهامي بالاختلاس والفساد. إن من فعل بي كل هذا ما كان « بورقيبة » بل هو شبح بورقيبة ذلك أني أكن له احتراما عظيما إذ أنه كان بالنسبة إليّ زعيما وأبا. * يذهب الوزير السابق الطاهر بلخوجة في كتابه – الحبيب بورقيبة سيرة زعيم – في تأويل فترة – الثمانينات – من القرن الماضي – تأويلا مختلفا عما ذهبتم إليه في كتابكم – نصيبي من الحقيقة – ويحملكم مسؤولية إفشال – ربيع الإعلام – 1982 – وتواطؤكم الصامت في تدليس الإدارة لانتخابات أكتوبر 1981 تلك التي لعب وزير الداخلية إدريس قيقة – دورا أساسيا في تغيير نتائجها. فهل خلاف الأجنحة السياسية ذاك هو الذي أضاع على الشعب التونسي التمتع بإعلام حر وبتعددية سياسية ممكنة؟ أم هي إرادة « بورقيبة »؟ – أنا لا أعتبر: الطاهر بلخوجة: نظيرا لي إذ أنه كان من « أتباع وسيلة » زوجة الرئيس السابق أما أنا فقد كنت رجلا أشتغل بالسياسة « ساذجا » أي صادقا. إني أول من كتب كتابا في تونس عن « الديمقراطية » سنة 1955. وقد كنت أيضا أربو عن استغلال الآخرين لتمرير أفكار الغير لإرهاب الناس. فعلى إثر أحداث جانفي 1978 استغل الوزير السابق محمد الصياح صمت « اتحاد الكتاب التونسيين » والذي كنت أنا رئيسه وحاول في اجتماع الديوان السياسي إحراجي واتجه للوزير الأول « الهادي نويرة » قائلا : « إن اتحاد الكتاب التونسيين » هو المنظمة الوحيدة في تونس التي لم تندد بالحبيب عاشور وجماعته ». فأجبته قائلا: « إني أترأس منظمة يوجد فيها معارضون من أمثال محمد مواعدة ولذلك كان علي احترام استقلالية هذه المنظمة » هذا الموقف أدى إلى مهاجمتي من قبل جريدة العمل بمقال عنوانه « الجلوس على الربوة أسلم ». إني أذكّر الطاهر بلخوجة بأني عمدت منذ تسلمي مهام الوزارة الأولى -1980- إلى إبعاد الحرس الجامعي الذي سمح وزير الداخلية إدريس قيقة بإدخاله إلى الحرم الجامعي. كما أني عملت على تسريح 1200 سجين سياسي حرر قانون هذا « العفو الخاص » الوزير محمد شاكر وقد وافقني الرئيس بورقيبة على ذلك بعد جهد مني لإقناعه بضرورته تطويرا للحياة المدنية والسياسية. لقد آمنت بالديمقراطية ولذلك سعيت إلى تأكيد وجودها في الواقع السياسي فسعيت إلى إعطاء المعارضة حق التواجد في وسائل الإعلام. إن كل ما ادعاه الطاهر بلخوجة لا أساس له من الصحة لأنه كان ينفذ اختياراتي لا توجهاته هو لأني كنت صاحب هذا الانفتاح الاعلامي والسياسي معا. وإن إدريس قيقة هو الذي زوّر الإنتخابات بإذن من بورقيبة وعمل على إجهاض هذه التجربة الديمقراطية. * إن المتأمل في هذا الكتاب يتبين له أن لمحمد مزالي الوزير الأول حاشية « داخل السلطة السياسية ». وقد استطاعت هذه الحاشية أن تشكل ثقلا فعليا داخل نظام « بورقيبة » مثل المازري شقير والبشير بن سلامة وفرج الشاذلي وأحمد القديدي… فهل من تعليق ييسّر على القارئ التعرف على أبعاد هذا التواجد؟ – إن الذي جمعني ببعض الوزراء داخل الحكومة كان الإيمان بنفس الأفكار فقد كان أغلبهم يؤمنون مثلي بالتعريب والانتماء للأصالة في انفتاحها على الغرب. إن ما كان يجمعني ببعض الأسماء مثل البشير بن سلامة وفرج الشاذلي والمازري شقير… لم يكن ولاء « للذات » بقدر ما هو رابطة فكريّة. إن بورقيبة كان يسمح بهذا الهامش الاختلافيّ بين الوزراء في حكومة واحدة. وقد بينت في كتابي « نصيبي من الحقيقة » هذا الأمر وأكدت على أهمية الولاء لتونس جامعا لكل رجالات بورقيبة أو هكذا كان يريد بورقيبة. * ألا ترون معي أن بورقيبة عندما أقالكم في جويلية 1986 أقال فيكم خلفيتكم -العربية الاسلامية – تلك التي مثلت لديه هاجس رفض وحساسية ولعنة وجبت مقاومتها لدى كل المقربين منه – بدءا بعبد العزيز الثعالبي ومرورا بصالح بن يوسف ووصولا إليكم؟ – لقد ذكرت بولاء الجميع لتونس… وأؤكد أن بطانة بورقيبة شوهت نواياي فجعلت مني مشروع قضاء على الفرنسية وما تخفيه لدى الرئيس من تقدم وحضارة. لقد سعوا إلى تشويه كل أفكاري وجميع أفعالي مستغلين معرفتهم الجيدة بأفكار بورقيبة وخلفياتها المؤمنة بإيجابيات حضارة الغرب ومعقوليته. إنها حاشية حركتها أطماع خلافة بورقيبة فسعت للقضاء على وجودي السياسي واستغلت كل الوسائل. * من من هذه الاسماء تذكر تحديدا؟ لقد بينت في كتابي « نصيبي من الحقيقة » أن هؤلاء جماعة استغلت شيخوخة بورقيبة لتمرر مشاريعها النفعية وتحديدا سعيدة ساسي ومنصور السخيري والهادي المبروك. أنا أعتبر الحكم وسيلة لخدمة البلاد والعباد ولكن هذه الجماعة تعتبر الحكم سلطة ولذة ولذلك سعت لاستبعادي من طريقها لتنفرد ببورقيبة. لقد اعتبرتني هذه الجماعة -ساذجا- لأني نظيف السيرة واليدين إننا نختلف في المنطلقات وفي التوجهات وفي الغايات. * لقد جاءت مداخل فصول كتابكم وأبوابه مؤسسة على جملة من الحكم والمواعظ والأحاديث لمشاهير وعظماء في التاريخ العربي والإنساني: فمن تراه الأقرب إلى نفسك منهم؟ وأي تصدير تختاره منها ليكون الأشدّ وقعا عليكم وعلى القارئ؟ – إني أتألم كثيرا لما قاسته أفراد أسرتي إذ أنهم تعرضوا إلى التعذيب والسجن من قبل حاشية بورقيبة فابنتي وضعت في سجن مع « المخلاّت بالأداب العامّة » وابني مع المجرمين. وإن كنــت أنــا دخلــت السياســة وكــان جزائـي الفـرار مـــن بلـــدي -1986- والبقاء ستة عشر عاما في الخارج فذاك الأمر تفهم أبعاده ولكن الغريب أن الذنب يقع على الأبناء لا لذنب جنوه غير أنهم خلفي. إني لا أجد نفسا أقرب من « الشابي » شاعر تونس: « أنا يا تونس الجميلة في لجـــ     ــج الهوى قد سبحت أي سباحه » إنه ابتلاء من الله فلا زلنا أحياء رغم ما قاسيت من بعد وتشريد وتشويه. * اشتغلتم بالسياسة عقودا ثلاثة: فهل ندمتم على ذلك؟ – إني ندمت على اشتغالي بالسياسة ذلك أني كنت أستاذا في أول الخمسينات أحب مهنتي وأتطلع إلى رهاناتها الإنسانية غير أن الوزير – الأمين الشابي- أول وزير تونسي للتعليم ألحّ عليّ للالتحاق بديوانه. ومن يومها وأنا أنتقل من مسؤولية إلى أخرى مضيفا ومساهما في تطوير الدولة التونسية وأجيالها. لقد كنت ولازلت مؤمنا بقيمة التعليم والثقافة ولذلك تراني اليوم أتحسر على عدم تركيزي على مجلة « الفكر » وعدم الانكباب على التدريس والدرس لأصل إلى نيل « الدكتوراه » والانخراط في السلك الجامعي. إني أحب التدريس وطلب العلم ونشر الثقافة ولكن السياسة أضاعت عليّ لذة كبتها زمن احترافها. إني أعتبر نفسي « درويشا » لأني أؤمن بالقيم وأدافع عنها. * لقد ذكرتم « مجلة الفكر » – 1955 – 1986 – وهي مجلة أنتم رئيسها ومؤسسها ولقد كانت هذه المجلة الثقافية الشهرية علامة من علامات الثقافة التونسية فلماذا لم يسع صاحبها لإعادة إصدارها؟ – بألم أقول لقد مات في نفسي كل شيء جميل ولقد قتلوا فيّ كل ذوق فلم أعد أرى لذلك موجبا. * بعد ست عشرة سنة قضيتموها خارج تونس (1986-2002) كيف تمت تسوية وضعيتكم القضائية ذلك أنكم حوكمتم في قضايا جنائية ذات أبعاد ماليّة بالأساس تخفي حسب مدعيها التلاعب بالمال العام وهو ما أدى لاحقا سنة -1992- إلى مصادرة منزلكم بسكرة لاستخلاص الأموال العمومية المهدورة من قبلكم؟ – لقد وقعت محاكمتي غيابيّا في أفريل 1986 من قبل محكمة الجنايات والحال أن القانون التونسي يؤكد على إحالة أعضاء الحكومة على المحكمة العليا وهو ما تم بالنسبة لأحمد بن صالح في السبعينات من القرن الماضي ولإدريس قيقـة في منتصـف الثمــانينات -1984-. ولقد سعى القضاء التونسي إلى إصلاح هذا الخطأ بعد ست عشرة سنة إذ وقع الحكم ببُطلان إجراءات الإحالة مما ينفي وجود الحكم أصلا. إذ أن المدعي العام لدى محكمة التعقيب بتونس طلب من العدالة أن تنقض ما بتت فيه منذ ست عشرة سنة. لقد سوّي الأمر بما كنت أتمناه برد الاعتبار إليّ قضائيا في 5 أوت 2002 بدون إحالة علما بأني أول تونسي يتمتع بـهذا الإجراء. وبالنسبة لمسكني « بسكرة » فإنه سوّي أيضا ماليا بالإتفاق والتراضي إذ عوّضت لي الدولة التونسية مقداره والتزمت مقابل ذلك بعدم مقاضاتها. وإني أرجع الفضل في ذلك كله للرئيس بن علي الذي حرص على طيّ صفحة الماضي وقد أمر سيادته بتمتيعي بجواز سفر دبلوماسي منذ فيفري 2006. * لقد كنتم من مؤسسي اتحاد الكتاب التونسيين في أول السبعينات -1971- وكنتم أول رئيس لهذا الهيكل. فكيف تقيمون واقع هذا الموجود الثقافي الذي سينعقد مؤتمره السابع عشر بعد يومين – 27 و28 ديسمبر 2008؟ – إني من مؤسسي اتحاد الكتاب وإني أستاء من عدم تواصل الحلقات بين الأجيال. فهل يعقل أن يقع المؤتمر من غير أن تفكر « الهيئة » في استدعاء المؤسسين؟ إني كنت رئيسا مفتوحا على كل الألوان السياسية حيث كان « اتحاد الكتاب التونسيين » يحوي في صلبه العديد من المعارضين مثل محمد مواعدة والميداني بن صالح وغيرهما ولكني لم أقص أحدا. إني اليوم أرى أن هذا « الهيكل » لا يحوي داخله أسماء لها وجود متميز في الساحة العربية. إني تلقيت العديد من الدعوات الخارجية الفكرية والرياضية والثقافية غير أني لا أعرف لماذا يستبعدني البعض من كل حضور ثقافي وفكري وقد خدمت هذا الوطن كثيرا؟ * الأستاذ محمد مزالي السياسي والمثقف ورجل الفكر كيف تفهمون تنامي ظاهرة الأصولية في العالم العربي وغزوها للعالم الغربيّ وتداعياتها على الوجود الإنساني بعد أحداث 11 سبتمبر 2001؟ – إن الأصولية نزعة شباب عربيّ يئس من الماركسية ومن القومية العربية. إن الرجوع للدين لديهم هو الحل إني أعترف بحق كل شخص في اعتناق ما يراه صالحا بالنسبة إليه ولكني ضد كل استغلال عنيف للدين. إنها أزمة تكشف عمق حيرة الشباب العربي من المحيط إلى الخليج في حضور قوى اقتصادية غربية عظمى ومهيمنة على الاقتصاد والثقافة. وإن الديمقراطية تظل هي الحل والفكرة لا تقاوم بالعنف بل تقاوم بالحوار وبالرأي البديل. * هل ترون للأمة العربية اليوم من موقف ثقافي وسياسي واقتصادي في عصر انتفت فيه الهوية والخصوصية والتاريخ لتترك حضورها لمقولات جديدة محاورها العولمة والمركز والكونية؟ – إن العولمة مقولة زائفة ولا بد لها أن تزول فالمستقبل للهويّة وللخصوصية. إننا أمام تيار واقعي لكنه ليس حقيقيا يؤثر في العالم ولكن إلى حين. * كيف تؤوّلون حادثة قذف الرئيس بوش بالحذاء في بغداد؟ – إنها عملية « كويسة » جيدة جدا إنها ردّة فعل عن مكبوت وتنفيس عن ذات عانت من الاستبداد والظلم الأمريكي. * كمثقف عربي وكسياسي: هل يستحق « صدام حسين » نهايته المأساوية؟ – قطعا لا ولكني ألومه على غزو الكويت وعلى خوض حرب طويلة أنهكته وهي حرب إيران. إنه وضع نفسه في مأزق لما رفض الانسحاب من الكويت إذ أعطى ذريعة لمهاجمة الأمريكان له. وقد قال لي المرحوم « ياسر عرفات » لقد ظننت أن لصدام « قنبلة ذرية » إنه كان مصرا على التحدّي والمضي إلى الأمام. * نترك لكم كلمة الختام؟ أشكركم على هذا اللقاء ومحاولة متابعة « الحقيقة » تلك التي أضحت في هذا الزمن أصعب منال. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جانفي 2009)

 


 

سفير فرنسا بتونس: « منح تونس وضعا مميّزا مع الاتحاد الأوروبي العام القادم » ** الاتحاد من أجل المتوسّط مازال قائما ** إجراءات تهم التأشيرة والعمل والدراسة في فرنسا

 

تونس ـ الصباح

عقد السفير الفرنسي بتونس سارج دوغاليه أمس ندوته الصحفية الدورية بمشاركة عدد من أبرز طاقم السفارة بينهم القنصل العام ومسؤولي ملفات الشراكة الاقتصادية و هجرة اليد العاملة والتعاون الثقافي والفني والقسم الاعلامي. وقد شمل المؤتمر الصحفي قضايا تونسية فرنسية ومستقبل العلاقات الاورومتوسطية والاتحاد المتوسطي بسبب المعطيات الجديدة التي افرزها الوضع المـتأزم في فلسطين المحتلة وفي كامل المنطقة بعد الجرائم الاسرائيلية في قطاع غزة خلال الاسابيع الماضية.. ونوه السفير الفرنسي بالعلاقات المميزة التي تربط تونس وفرنسا واشار الى أن « تونس من بين العشرين شريكا اقتصاديا الاوائل لفرنسا ونسبة نمو المبادلات التجارية الثنائية من ارفع نسب نمو العلاقات التجارية الخارجية لفرنسا.. ». متابعة نتائج زيارة ساركوزي وتوقف السفير وعدد من اعضاده عند متابعة نتائج زيارة الرئيس ساركوزي في افريل الماضي الى تونس بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي.. في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. بما في ذلك ما تقرر لفائدة هجرة اليد العاملة المنظمة وتسهيل اجراءات التأشيرة.. وصفقة طائرات « الايرباص ».. وأعلن السفير الفرنسي ان هذه الصفقة ماضية وستشمل 16 طائرة (زائد 3 اختيارية ).. واعتبر ان الصفقة ساهمت في تطوير مؤسسات صناعية تونسية في قطاع صناعة مكونات الطائرات (21 مؤسسة حاليا مقابل 7 في 2007).. التأشيرات والعمال التونسيون في فرنسا واورد السفير الفرنسي ان حوالي مليون تونسي يزورون فرنسا سنويا.. وأن حوالي 6 آلاف يحصلون على الجنسية الفرنسية.. وسجل بارتياح ارتفاع نسبة المهاجرين القانونيين بهدف العمل بنسبة 61 بالمائة العام الماضي.. وحصول ارتفاع قياسي في نسبة تأشيرات الطلبة وقبول الغالبية الساحقة من مطالب التأشيرة.. مع اجراءات لتسهيل حركة تنقل المسافرين والسلع في الاتجاهين. وقدر القنصل العام الفرنسي في مداخلته الجالية الفرنسية بتونس 25 الف شخص ثلاثة ارباعها جنسية مزدوجة.. يفسر ارتفاع عددها بتحسن عدد الاستثمارات الفرنسية الجديدة في تونس وبوجود 3 آلاف زواج مشترك سنويا وبدء ظاهرة المتقاعدين الفرنسيين الذين يستقرون بتونس.. ولاحظ القنصل العام الفرنسي أنه ما بين 2003 و2008 ارتفع عدد التأشيرات المسندة من 61 ألف تأشيرة الى 79 ألفا. في المقابل فان نسبة الرفض مرت من 20 بالمائة الى اقل من 10 بالمائة.. علما أن حوالي 20 الف تأشيرة هي من نوع التأشيرات طويلة المدى وحوالي 3 آلاف تأشيرة للطلبة.. مع تسجيل ارتفاع نسبة الطلبة التونسيين في فرنسا بحوالي الثلث. كما تقرر إلغاء طوابير الانتظار امام السفارة (في نهج يوغسلافيا).. وقد بدأ الحوار مع وزارة الخارجية الفرنسية ومؤسسات تونسية لتحسين ظروف الاستقبال ورفع طاقة استيعاب قاعة الاستقبال داخل السفارة. برنامج تعاون تربوي من بين العناصر الجديدة حسب السفير الفرنسي واعضاده ضمان معادلة الشهادات الفرنسية والتونسية في البلدين.. وبين تونس وفرنسا حاليا برنامج تعاون تربوي طموح من بين محطاته القادمة مساهمة فرنسية في تطويرمدرسة المهندسين في بنزرت.. كما سيزور وزيرالتربية الفرنسي تونس خلال الايام القادمة لتفعيل التعاون التربوي بين البلدين في مجالات التعليم والتكوين والتبادل في مجال الاتصال والاتصالات واستخدام تقنيات المعلومات العصرية.. كما سيزور تونس لاحقا كاتب الدولة الفرنسي للنقل ومن المقرر ان يزور الوزير الاول الفرنسي تونس لاحقا تلبية لدعوة وجهها اليه السيد محمد الغنوشي الوزير الاول وهي زيارة ينتظر أن تفعّل التعاون الثنائي خاصة في ظل تزايد الاهتمام الفرنسي والدولي بالمشاريع الكبرى في تونس ومن بينها تلك التي ستقترن بالاستثمارات الخليجية الكبرى في منطقة البحيرة.. مضاعفات العدوان على غزة من جهة اخرى اكد السفير الفرنسي على حرص باريس على المضي مع تونس في جهود دعم مسار بناء الفضاء الاورومتوسطي رغم الازمة المستفحلة في المشرق العربي خاصة بعد العدوان على قطاع غزة.. وحالة الاستياء الكبيرة في الشارع التونسي والعربي من مواقف بعض وسائل الاعلام والحكومات الغربية.. واعتبر دوغاليه ان تونس هي البلد الوحيد جنوب المتوسط الذي بدأ مرحلة الانخراط عمليا في منطقة التبادل الحر الاورومتوسطي.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جانفي 2009)

 


 

أسبوعان مّرا على حادث حافلة تلاميذ سليانة: العثور على جثة إحدى المفقودات الثلاث..

 

تونس-الصباح

تم صباح أول أمس العثور على رفات المرحومة إيمان شلبي (17 سنة) احدى المفقودات الثلاث في حادث حافة تلاميذ سليانة التي جرفتها مياه أحد الاودية مساء الاثنين 12 جانفي الجاري. وتم العثور على رفات ايمان بسد الأخماس. وقد حضر وكيل الجمهورية على عين المكان مع الطبيب الشرعي. وبعد المعاينة، تم تسليم الرفاة لأهل القتيلة لدفنه. ومازالت محاولات العثور على الفقيدتين الأخريين في حادث حافلة النقل المدرسي التي جرفتها مياه وادي رأس الماء باتجاه سيدي حمادة من ولاية سليانة متواصلة من قبل مصالح وزارة الداخلية من وحدات الحماية المدنية والحرس الوطني الى جانب الأهالي. وكان الحادث أسفر عن وفاة التلميذة خولة الهاني (21 سنة باكالوريا آداب) وفقدان ثلاث أخريات جرفتهن المياه تم العثور على جثة احداهن وهي ايمان صباح أول امس الأحد. ومن المفروض أن تتواصل عمليات التفتيش عن المفقودتين وهما تقوى البخاري (17 سنة) وأماني القادري (19 سنة) لغاية يوم 3 فيفري القادم وبعدها يتم قانونيا اعتبارهما في عداد الموتى وتتخذ الاجراءات الادارية في هذا الاطار بشأنهما خاصة أن أهالي المفقودتين لا يأملون اليوم سوى في العثور على جثتي فلذتي اكبادهم لمواراتهن التراب. وتتواصل عمليات البحث من قبل غواصي الحماية المدنية وفرق مختصة في مياه طينية مازالت راكدة على طول الاودية وباتجاه السد وبحيرة الأخماس. ويذكر أن السلطات الأمنية حمّلت مسؤولية الحادث سائق الحافلة التي كان على متنها 84 تلميذا وتم الاحتفاظ به رهن الايقاف رغم أن البعض يعتبر أن حالة الطريق وبعض الاخلالات على مستوى مجرى مياه اودية المنطقة وعدم تعهد منافذ المياه الخرسانية بالصيانة والتنظيف لعبت دورا هاما في ارتفاع منسوب المياه المفاجئ. وأكد شهود عيان وبعض أهالي التلاميذ الذين اتصلت بهم « الصباح » ان السائق لم يغامر بعبور الوادي خاصة أن أربع حافلات سبقته في العبور وأن منسوب المياه لم يكن يشكل خطرا وأن الأقدار جعلت هذا المنسوب يرتفع فجاة .ولم يكن هم السائق سوى ايصال التلاميذ الصغار الى منازلهم في التجمعات الجبلية والريفية بمناطق معتمدية سليانة الجنوبية وبالتحديد تجمعات سيدي حمادة والقنارة وفوار السنوسي وجبل السرج ورأس الماء…سالمين في وقت تجاوز الثامنة ليلا ونزلت فيــه الامطار الغزيرة والبرد القارس. وبالعودة الى ظروف الحادث الذي جد حوالي الساعة الثامنة ليلا من مساء الاثنين 12 جانفي، نذكر أن حافلة للتلاميذ غادرت معهد سليانة عند الساعة السادسة والربع مساء وعلى متنها 84 تلميذا وتلميذة في جو ممطر تجاوزت فيه كميات الأمطار 169 مليمترا اي ضعف المعدلات العادية المسجلة عادة طيلة شهر جانفي بالجهة. وانجر عن قوة تدفق المياه تعطل محرك الحافلة وانقطاع الكهرباء داخلها قبل أن تنقلب على الجانب الايسر للطريق وسط المياه بمن فيها وذلك في حدود الساعة السابعة والنصف مساء. وتدفقت المياه من بلورها الأمامي لتغمر الحافلة وكادت الكارثة ان تكون اكبر لولا مبادرة البعض بتحطيم النوافذ حتى تتسرب المياه الى الخارج وتكاتف التلاميذ لنجدة بعضهم البعض بمساعدة سائق الحافلة الذي تمكن من المسك بتلميذ جرفته المياه. وذلك قبل تدخل الأهالي ومن بعدهم رجال الحماية المدنية والحرس الوطني والجيش الوطني في عمليات الانقاذ التي تواصلت الى الساعات الاولى من فجر اليوم الموالي. وقد امكن نجدة كل التلاميذ باستثناء واحدة عثر عليها في نفس الليلة ميتة على جانب الوادي واعتبار ثلاث اخريات في عداد المفقودين بعد أن جرفتهن السيول نحو بحيرة بسد الأخماس على بعد حوالي كيلومتر ونصف من المكان الذي جد فيه الحادث ليتم صباح أول أمس العثور على رفاة ايمان في انتظار العثور على اثر لتقوى وأماني. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جانفي 2009)

 


انتحار تونسية ضبطها والدها في شقة صديقها

 

تونس – يو بي أي –

أقدمت فتاة تونسية على وضع حد لحياتها بطريقة مؤلمة، إذ ألقت بنفسها من الطابق الأول من مبنى بعدما «ضبطها» والدها داخل شقة صديقها. وذكرت صحيفة «الأسبوعي» التونسية أن «هذه الحادثة الأليمة حصلت نهاية الأسبوع الماضي في إحدى مناطق محافظة الكاف». وأوضحت الصحيفة أن «الفتاة، وهي تلميذة تستعد لإجتياز إمتحان الثانوية العامة، تأخرت عن العودة إلى المنزل، فاحتار والدها، الذي تناهى إلى علمه أثناء البحث عنها، أنها في منزل صديق لها». وأضافت أن «الأب تحوّل بسرعة إلى شقة صديق ابنته التي ما إن فطنت لوجود والدها داخل الشقة، حتى سارعت إلى شرفة الشقة وألقت بنفسها ما أدى إلى وفاتها على الفور نتيجة إصابتها بنزيف حاد». (المصدر: صحيفة « الرأي » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 27 جانفي 2009)

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة عــــ541دد  على موقع تونس نيوز  بصراحة حرية الإعلام و التعبير و الكتابة الدعامة الأساسية لقوة النظام و تقدم الأمة 

 

تونس في27 جانفي 2009

إن ما أشار إليه الرئيس ساركوزي مؤخرا من اهتمام و عناية لدور الإعلام و الصحافة المكتوبة بالخصوص يؤكد من جديد للرأي العام الدولي بأن ما أشار إليه الرئيس الفرنسي ساركوزي هو الصواب و إن لا تقدم للوطن و لا حياة لشعب و لا استقرار لنظام و لا ازدهار لأمة و لا رفاهية لشريحة ما الا بإعلام حر مستقل مسئول و صادق يقوم برسالة على الوجه المرضي بكل حرية و مسؤولية و نبل و أخلاق عالية و يكشف كل التجاوزات بكل حرية و يذكر كل الخلل و الضعف و يضع النقاط على الحروف و يقول كلمة الحق بكل حرية و بدون مجاملة خدمة للشعب و دعما لمصداقية الإعلامي و ثوابت العمل الإعلامي الذي لا يعرف المجاملة و النقاق و التغطية عن التجاوزات و المظالم و الفساد هذا هو دور الإعلام الحر . هذا هو الإعلام الذي أراده ساركوزي لفرنسا و قد أكد الرئيس الفرنسي مؤخرا بأن على الصحافة المكتوبة أن تقوم بواجبها خدمة لأغراض و مشاغل الفرنسيين و بالتالي كل دور للصحافة إيجابي بحرية و ديمقراطية يعطي دفعا جديدا و مصداقية للنظام و قوة للإعلام و إشعاع لرسالته و خدمة للشعب الفرنسي و تأكيدا على دعم دور الإعلام و خاصة الصحافة المكتوبة و دعى الرئيس ساركوزي المسؤولين على الصحف المستقلة و المعارضة و الحكومية إلى مزيد الدعم لحرية الرأي و التعبير و اعتبارا لما تعانيه الصحافة المكتوبة من صعوبات مالية في الطبع و الورق و التوزيع و الإشهار أكد الرئيس الفرنسي ساركوزي بدعم الصحافة المكتوبة حتى تتغلب على معضلتها و مشاكلها و ارتفاع أسعار الورق و الطباعة و اليد العاملة و صعوبة التوزيع لا فقط في فرنسا بل في العالم بأسره . ونتيجة ذلك قرر دعم الصحافة ماديا بنسبة 30 بالمائة من تكاليف الورق و الطباعة حتى تلعب دورها كاملا دون صعوبات و عراقيل كما دعى إلى مزيد حرية الصحافة أي أنه قرر إعانتها ماديا و شجعها معنويا و سياسيا دون خوف أو تحجيم أو تعتيم . و قال أن الصحافة لها دورها و رسالتها وهي السلطة الرابعة و لا سلطان عليها إلا ضوابطها و أخلاقيات المهنة و شرف الرسالة و نبل المهنة و ثقل الحمل و صراحة الكاتب و الصحفي و عمق وطنيته و تعلقه بالوطن و حبه لمهنته و ما يمليه ضميره و رسالته التاريخية و إضافة لذلك بادر الرئيس ساركوزي بالقرار التالي : قرار الرئيس ساركوزي في محل و قراره الممتاز بتشجيع كل شاب فرنسي أو مولود بفرنسا و بلغ سن الثامنة عشر له الحق في اقتناء صحيفة يختارها الشاب بنفسه و تدفع الحكومة من ميزانية الدولة ثمنها تشجيعا للشبان لمطالعة الصحف و الاهتمام بدور الإعلام و المشاركة في بوتقة الحياة الوطنية الفرنسية حتى يتشبع الشاب وطنه و مشاغل شعبه و حجيات الأمة الفرنسية و الجالية التي تعيش في فرنسا من كل أنحاء العالم و عددا هاما من الجالية العربية و الإسلامية و قد أراد الرئيس ساركوزي بهذا القرار دعم الإعلام الحر و مزيد تشجيع  القراء على القراءة و المطالعة و المساهمة . و هذا هو الدور الفاعل لدعم الإعلام . ما أحوجنا في الدول العربية لمثل هذا العمل الهادف و نحن في دولنا العربية نرحب بهذا الاهتمام من طرف الرئيس الفرنسي ساركوزي للإعلام و الصحافة المكتوبة . و نرجوا من حكامنا العرب الإقتداء بهذا العمل و الإجراء الحكيم و الشجاع و الجريء و نتمنى من صميم الفؤاد و من أعماق القلب و الوجدان أن ينسج قادتنا بكل شجاعة لدعم دور الإعلام المرئي و المكتوب و المسموع و كل ما يتعلق بحرية الرأي و التعبير بما في ذلك إصدار الكتب و المجلات و النشريات الشهرية بكامل الحرية و ربما دولنا أحوج إلى الإعلام الحر لأن مسيرتنا مازلت تحتاج إلى الصراحة و قول الحقيقة و كشف السلبي و ذكر التجاوزات حتى نبني وطننا بصدق بقول الحق و الصراحة و الشجاعة و لا   حقيقة إلا بإعلام حر و لا تقدم لشعب إلا بحرية الرأي و لا رفاهية لشريحة إلا بالجرأة و تحمل المسئولية  بأخلاق عالية . شعوبنا العربية في حاجة إلى إعلام حر و جرأة في التعبير إن الدواء الناجح لإصلاح المجتمع و القضاء على التجاوزات و الجهوية و المحظوظية و الولاء الشخصي و الحزبي الضيق      لا يتم إلا بإعلام حر و مسئول و هادف و نزيه كفى للإعلام الأحدي و كفى من دور الإعلام الذي يغني و جناحه يرد عليه و كفى من إستعمال مصدح التلفزة لنوع واحد كفى أن يستغل الإعلام المسموع شريحة دون اخرى …. كفى أن يكتب في الصحافة المكتوبة أقلام دون أخرى كفى أن تمتاز صحيفة على أخرى كفى أن يكون الإشهار حسب الولاء … كفى حبس الكتب من أجل رأي حر… كفى عدم إحترام القرارات و القوانين … كفى تجاهل قرا ر إلغاء الإيداع القانوني للكتب … كفى استثناءات رغم وضوح قرارات رئيس الدولة الذي حرص على إلغاء الإيداع القانوني للكتب و الصحف . و كفى إجتهادات في غير محلها و الرئيس بن علي لا يعلم بهذه الخروقات الخطيرة . و كتابي الذي وقع طبعه يوم 23/07/2008 و أهديت النسخة الأولى منه إلى سيادة رئيس الجمهورية حاليا مازال في وزارة الثقافة ينتظر إشارة الطبيب ومازال محبوسا في وزارة الثقافة و المحافظة على التراث و عندما نحاول الإتصال بالمسئول الثاني رئيس الديوان يكون الجواب في 23/08/2008  كتابكم سيرى النور قريبا وهو سليم طبعا بعد الفحص الدقيق و كأنه مريض يحتاج على فحوص دقيقة من طرف الطبيب … و فعلا قال لي هذا المسئول نعم كتابكم سليم معافى و أردف قائلا ردا على ذلك سؤال حول قرار سيادة الرئيس العادل بإلغاء الإيداع القانوني للكتب و الصحف . أجابني رئيس الديوان نحن مع قرار الرئيس قلبا و قالبا إذا كان هذا صحيحا لماذا مرت 6 أشهر كاملة على مقابلتي للمسئول المذكور و الكتاب مازال محبوسا لحد اليوم ؟ و عندما قلت في رسالتي المفتوحة لسيادة الرئيس في أوت 2008 الفرق   بين خطابكم و قراركم و بين الممارسة في الإدارة … أجابني المسؤول ماذا تقصد من إشارتكم ؟ قلت له : بصراحة و جرأة المناضل أقصد الإدارة التونسية و وزارة الثقافة . إبتسم و قال لي : كن على يقين أننا مع قرارات الرئيس . لكن بعد مرور 6 أشهر لم ألمس إنفراج لكتابي الوفاء الدائم . فهل الوفاء للرموز و الزعماء و الشهداء الأبرار الحديث عنه ممنوع و خطوط حمراء… و الضريبة غالية و العقاب حجز الكتاب لمدة 6 أشهر . و هل الكتابة على زعيم الأمة يستحق كل هذا العقاب ؟ و هل الكتاب المحبذ هو الذي يتحامل على الزعيم و يذكر السلبيات و يتهجم على الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة بالإساءة و قول الزور و الإفتراء لغاية في نفس يعقوب ؟ و هل صاحب الكتاب الذي يذكر مناقب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله و يبرز خصاله و أعماله و مواقفه هو الذي يعاقب و يحجز كتابه في رفوف وزارة الثقافة … نتيجة الحب و الوفاء و الأكبار و تقديرا لزعيما خالدا لا يزال العالم يذكر خصاله و أريحا فلسطين تذكر خطابه و أمريكيا عام 1963 تشهد شوارعها جولاته و صولاته و باريس تشهد مفاوضاته و خطاباته و العالم كله يشهد للرجل بالحكمة و بعد النظر فهل كتاباتي بوفاء لهذا الرمز الخالد أقلقتهم أم ماذا يا ترى ؟؟؟ و أقول بصراحة لو كتابي طبع في فرنسا لأخذ الضوء الأخضر و تم ترويجه في 3 طبعات نظرا لتعلق الفرنسيين بالزعيم الخالد و تمسكهم بحرية الرأي الذي دعمها الرئيس ساركوزي مؤخرا لدعم الصحافة المكتوبة في فرنسا فعلا كانت قرارات هامة تعكس الحياة السياسية في فرنسا و تعمق حرية الرأي و التعبير ملاحــــظـة : اخترت بلادي كما قال الشاعر: بلادي و إن جارت علي فهي عزيزة… يا ليت يفقه قولي و إشاراتي. الخــاتمـــة : اعتقد أن هذه الرسالة الصريحة و الشجاعة لو يطلع عليها رئيس الدولة بنفسه سوف تعطي بحول الله نتائجها في الآبان و يأذن بإطلاق صراح كتابي طبقا لقراره عام 2007 بالغا الإيداع القانوني و دعم الصحف و إلغاء الرقابة الذاتية . المهم لو يسمحوا للرسالة بالوصول بدون رقابة إلى مكتب الرئيس و الإطلاع عليها بصفة شخصية و لنا كامل الثقة في قراراته و أوامره و تعليماته . وقد لمسنا بكل وضوح حرصه على تطبيق القوانين في إبانها و لكن إجتهادات المسؤولين أحيانا لا تتماشى و مشاغل المواطنين و حقهم في التعبير و إن كتابي يندرج ضمن حرية التعبير التي أولاها رئيس الدولة كل العناية و أذن بإلغاء الإيداع القانوني حتى يتمكن الكتاب و الناشرين من إصدار كتنبهم في أحسن الظروف و لست أدري لماذا هذا التعطيل و القرارات واضحة … و أن حقنا في التعبير لا يمكن بأي طريقة حجمه أو تعتيمه مهما كانت الظروف و الملابسات و كذلك العقليات التي مازالت تحن الى الكبت و الخوف و كذلك ثقافة الخوف … قال الله تعالى : « سيجعل الله بعد عسر يسرا «  صدق الله العظيم  و الــــســــــــلام محمد العروسي الهاني نهج الوفاء عــ03دد حمام الشط الهاتف: 22022354

 


 

 

الثلاثاء,يناير 27, 2009 الجامعيون التونسيون يطالبون بتحرير الاتحاد العام التونسي للشغل من مغتصبيه برغم مساندتهم انتفاضة غزة؟

 

الجامعيون التونسيون يطالبون بتحرير الاتحاد العام التونسي للشغل من مغتصبيه برغم مساندتهم انتفاضة غزة؟؟؟ برغم احتفال الاتحاد العام التونسي للشغل بالذكرى الثالثة والستين لانبعاثه التي وضعها رياء وتزلفا وبهتانا تحت شعار »كلنا مع غزة » بعد تنظيمه لعديد المسيرات التضامنية مركزيا وجهويا ومحليا،وبعد اشرافه على عديد حملات تجميع الأدوية والأموال والدماء فان هذه الشعارات الجذابة المتناغمة والمتماهية مع نبض الشارع التونسي والعربي والاسلامي والدولي فان هياكل الاتحاد العام وخاصة منها المكتب التنفيذي ،المكتب التصفوي،مكتب المنشور83 كان وفيا وكالعادة لتنفيذ مؤامراته التي تضع اغتيال حقوق الشغالين  التونسيين بالفكر والساعد هدفا رئيسيا لها باعتبارها سلطة انتداب عمالية،أو وزارة داخلية ذات اختصاصات عمالية؟؟؟ وبرغم اشراف محمد السحيمي الأمين العام المساعد للاتحاد على وفد الاتحاد في أشغال الدورة العاشرة للمجلس الأعلى للبحث العلمي والتكنولوجيا الذي انعقد يوم السبت20 جانفي2009 فان مقال الأخ عبد السلام الككلي المناضل النقابي الأصيل الصادر بعديد المواقع  والصادر يوم24 جانفي بموقع تونس نيوز أفادنا مشكورا  لغياب الاعلام الصادر عن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي باقدام الاتحاد العام التونسي للشغل(دون ذكر تركيبة الطاقم التآمري المكلف بانجاز المهمة القذرة؟؟؟)على توقيع الاتفاقية المتعلقة بالزيادات الخصوصية لقطاع التعليم العالي دون استشارة أو علم الجامعيين التونسيين مع الاشارة الى تطابق سلم هذه « الصدقات المخزية » وليس الزيادات مع مفترحات وزارة الاشراف مما يؤكد بأن قيادة الاتحاد أصبحت المتآمرة الأولى بتحولها الى طرف غير مؤهل لات يمثل العمال والشغالين في شيء لتوازي مواقفها مع مواقف الحكومة التونسية الباحثة عن الاستسلام وليس السلم الاجتماعية بأي ثمن؟؟؟ وبرغم الدعوة الى انعقاد مجلس قطاعي يوم31 جانفي   2009 من قبل الجامعة العامة للتعليم العالي برئاسة الأمين العام للمكتب الدولي للشغل لثبوت تآمر قيادة الاتحاد العام منتحلة الصفة بعد فوات الأوان والاقدام على تمرير المؤامرة القذرة تحت غطاء مساندة غزة التي لاتتشرف بمثل هذه الممارسات المشينة ضد حقوق الشغالين التونسيين عموما والجامعيين خصوصا في عيد الخمسينية،عيد تكريس مهانة السلك التدريسي الجامعي التونسي.وقد ساهمت قيادة الاتحاد مساهمة متألقة في الاعتداء على كرامة وحقوق الجامعيين بسحب البساط من تحت أرجلهم بتحصين الوزارة من توقيع أي اتفاق مع الجامعيين ومع ممثلهم الشرعي الوحيد الجامعة العامة،وكذلك من خلال التلاعب بقيمة الصدقات عبر اعطاء الأولوية للقطاعات »المفيرسة »أو الكرزايية ذات الثقل الانتخابي واسنبعاد القطاعات التي تريد تهميشها مثل قطاع التعليم العالي؟؟؟ وبرغم مواكبة قيادة الاتحاد لأحداث غزة ورفعها شعار »كلنا مع غزة » ومشاركة الأمين العام مشكورا في مسيرة تضامنية ببروكسيل الضاحية التونسية يوم11 جانفي فان كل ذلك لا يجب أن يغطي خيانة هذه القيادات المتآمرة في وضح النهار التي تريد من خلال التلاعب بمصير الشغالين تكريسا للاستسلام الاجتماعي لا السلم الاجتماعية حصولها على حصانة قانونية بعدم محاسبتها ومحاكمتها على ماارتكبت وترنكبه من تجاوزات ومخالفات ومجازر مغلفة قانونا،ونحن نهيب بكل القطاعات النقابية وخاصة منها تلك غير الراغبة في لعب دور « شاهدة الزور »،وقبل تجديد الهياكل الجهوية أن تمرر عرائض ممضاة تطالب برقع يد هذه القيادة »الأمنية » للاتحاد العام وبضرورة انطلاق « حرب تحرير »الهيكل المغتصب بفتح الملفات الساخنة والقذرة في أقرب الآجال قبل الاجهاز على ما تبقى من حشاشة كرامة ونخوة لدى الشغالين التونسيين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ » » كتبها مراد رقيّة

 


 

تونس: كتّاب يشنون حملة ضد «المشككين في المقاومة»

 

تونس – محمد الحمروني  شنّ عدد من المفكرين والكتاب والأساتذة الجامعيين المستقلين وعدد من الفنانين «التقدميين» هجوما عنيفا على بعض الوجوه اليسارية والعلمانية بسبب ما «أعلنته من مواقف تمس حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتعتبرها حركة رجعية لا يجب مساندتها وتنتقص من النصر الذي حققته». وهذه هي المرة الأولى منذ ثمانينيات القرن الماضي التي يتعرض فيها ما يسمى بـ «التيار التقدمي العلماني» لهجوم بهذه الحدة والجرأة، وهو ما اعتبره بعض المتابعين سابقة مهمة تؤسس لاستعادة تيارات «الممانعة» زمام المبادرة بعد السيطرة شبه المطلقة التي فرضها التيار العلماني على البلاد منذ الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي إلى الآن. عدنان منصر، أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية، وأحد المفكرين البارزين المعروفين باستقلاليتهم عن جميع التيارات الفكرية والسياسية، شنّ مؤخرا هجوما عنيفا على من أسماهم بـ «المغرقين في العقلانية الباردة، وأيتام وسدنة الحداثة المجهضة، وهواة الاستمناء الثقافي». ووصفهم بأنهم «غرباء عن الصراع الذي تخوضه الأمة وبأنهم مغيبو الوعي لا يفيقون إلا بعد فوات الأوان». وقال منصر في مقال بعنوان «غزة غراد.. والدونكيشوتيون الجدد»: إن ما يقلق هؤلاء هو التعاطف الجارف الذي حققته المقاومة اعتقادا منهم أن حماس بصفتها الدينية والإيديولوجية هي من سيستثمر ذلك، فأنصار الحداثة المزعومة ينظرون إلى القضية الفلسطينية وكأنها لاتهمهم فينهالون نقدا وانتقادا على المقاومة». وركز منصر في رده على المواقف التي أعلنها عبدالمجيد الشرفي، الأستاذ الجامعي المعروف بمواقفه المعادية للهوية العربية الإسلامية، يوم الجمعة 16 يناير الجاري خلال ندوة عقدت في العاصمة التونسية حول «الاجتهاد والشورى والديمقراطية وحقوق الإنسان» واعتبر فيها أن حركة حماس ليست حركة تحرر وطني وأنها حركة رجعية. وأضاف الشرفي، خلال الندوة، أن حماس لا يمكن أن تمثل مشروعَ مقاومةٍ فضلا عن أن تمثل مشروعا اجتماعيا.. وهي نموذج لكل الحركات الإسلامية غير القابلة للتطور والعمل الديمقراطي». وبنى الشرفي موقفه من حماس على ما اعتبره «موقفا سلبيا للحركة من قضية المرأة». واستغرب منصر هذه الطريقة في التفكير والتحليل، وقال «لا أعتقد أن المسألة تتعلق بالموقف من المرأة وحريتها مطلقا فهذه المسألة لم تكن حاضرة أبداً كأولوية لدى حركات التحرر الوطني مشرقا ومغربا»، مضيفا أن هذه قضية باتت مجرد «رأسمال نضالي» لدى البعض من نخبنا ومفكرينا. ودعا الجامعي التونسي أصحاب مثل هذه الدعاوى لزيارة فلسطين وغزة تحديدا حيث يوجد شعب «صنع من الحجارة سلاحا ومن الصمود قاعدة ينمو عليها التاريخ من جديد ومن الإسلام دينا يساعد على الحفاظ على الجنس البشري». من جانبه رد الكاتب والباحث الجامعي يوسف لخضر بشدة على ما ورد على لسان الشرفي. وقال لخضر في مقال نشر على صفحات الإنترنت «لم نكن في حاجة لسماع ما قاله الشرفي لنكتشف الوجه الحقيقي لبعض النخب العلمانية التونسية التي لم تُرد أن تتطور أو بالأحرى ليست لها القدرة على التطور». وقال لخضر «لا عجب في أن يصف هذا المفكر -يقصد الشرفي- حماس بالقروسطية في محاولة يائسة منه لتنفير الناس من حولها.. وهو بذلك يضع نفسه في خانة المثقفين المتصهينين الذين بدأت الأمة في لفظهم ولعلها لفظتهم منذ زمن». ووفق عدد من الكتاب والمفكرين هنا في تونس فقد سمحت معركة غزة بفضح العديد من الأطراف المرتبطة بالمشروع الصهيوني الإمبريالي والسائرة في ركب الاستعمار الجديد في تناقض تام مع مصالح الأمة العربية الإسلامية. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 جانفي 2009) 


 

 

خبير قانوني وسياسي تونسي: ما حدث في غزة جريمة حرب وإبادة

 

تونس – وفا- قال رافع بن عاشور الخبير القانوني والسياسي والدولي أن هناك قدر من الإجماع بين الخبراء القانونيين والمجتمع المدني العربي والعالمي على أن ما تورطت به إسرائيل في قطاع غزة تنطبق عليه جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية. وتابع إنها جرائم حرب وجريمة اعتداء على شعب أعزل، إلى جانب جرائم أخرى من بينها استخدام أسلحة خطيرة جدا ومحظورة دوليا مثل الأسلحة الفسفورية. وأضاف أن النصوص والمواد القانونية التي تدين إسرائيل كثيرة، من أبرزها المادة 146 من اتفاقية جنيف الرابعة حول حماية المدنيين زمن الحرب، فقد نصت المادة 32 من اتفاقية جنيف الرابعة على منع سلطات الاحتلال من القيام بتدابير من شأنها أ، تسبب معاناة بدنية أو إبادة للأشخاص المدنيين الموجودين تحت سلطتها، ولا يقتصر هذا الحظر على القتل والتعذيب والعقوبات البدنية والتشويه والتجارب الطبية والعلمية، لكنه يشمل أيضا أعمالا وحشية أخرى سواء قام بها وكلاء مدنيون أو عسكريون. وأضاف أنه بالرغم أن اتفاقية جنيف تقر مبدأ العقاب لكنها لم تحدد آلية تنفيذ واضحة بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية في مسألة تتبع المسئولين الإسرائيليين وفق الاتفاقية، مشيرا إلى أن الحل يكمن في تحريك القضية في مجلس الأمن الدولي بإصدار دعوى رسمية ضد قيادة إسرائيل بسبب تلك الجرائم في غزة وفي مناطق أخرى من فلسطين جرت في السنوات السابقة. (المصدر: وكالة الأنباء الفلسطينية وفا بتاريخ 26 جانفي 2009)

 


 

 

في الدعاء والإستقواء                                                              أو العقلانية الداجنة!!                                                            ………………………

  أستاذ جامعي من المنظرين الراسخين في « العقلانية » و »الحداثة » لم يجدْ حرجًا في القول ـ من داخل قاعة بنزل فاخر بالعاصمة التونسية ـ : » إن حركة حماس ليست حركة تحرر لأنها ضد حرية المرأة »… ولا يدري أحدٌ عن أي امرأة تحديدًا يتكلم هذا الفحل المرابط في فجاج الريح؟! لو كانت غزة « امرأة » لكفت المُقاومين شهادة على حماستهم ورجولتهم وثوريتهم… « غزة » أجملُ وأطهرُ »أنثى »  تجندت لأجلها الأرضُ والسماءُ واستشهد الكبار والصغارُ دفاعًا عن كرامتها وحريتها… « غزة » أشرف « أنثى » دافعت عن نفسها وعن الذكور المعطوبين في رجولتهم لا يخجلون من دعوة الثائرين إلى الإعتدال على (…..)!! أولائك المعتدلين على الخزي وعلى المذلة والجبن!! لا يحتاجُ مُترهّلو « الحداثة » أدلة أبلغَ من الصمود الصادم ومن رجولة أطفال « غزة » كي يُراجعوا خرسانات نظرياتهم الإسمنتية المسلحة… مترهلون ومتصابون ومعطوبون في كل أجهزتهم!! شاعر من الساكنين في أبرد « بيت  » سُئلَ في برنامج تلفزي إن كانت أحداث غزة الهَمتهُ شيئا… قال بأنه ليس صحفيا ليكتب على عجل فالمسألة تحتاج تركيزا وتأملا… !! تنتظرك غزة أيها الهمام ! ينتظرك المشردون والمغدورون والجامعة العربية!! وآخرون… حقوقي مقيمٌ يروي عن حقوقي ضيف احتجاجهُ على شاعر إذ كتب قصيدًا بعنوان »دعاء المغدورين » يدعو على الغادرين… يتفق الحقوقيان على أن القصيدة لم تكن شاعرية  وعلى أنهُ لا يجوز الدعاء على هؤلاء!! … الدعاء حالة استقواء المستضعفين المغدورين بربهم القادر والعادل… لماذا يستقوى الغالبون الغادرون بقوى الإستعمار ويعيبون على المغدورين الإستقواء بربهم؟؟!! اللهمّ تولّ الغادرين والمتواطئين معهم والمتواطئين مع المتواطئين… اللهم إني أجدُ قوتي في الإستقواء بك وإني أسخرُ من المُستقوين بقوى الإستعمار أولائك الناعمين يُعلمُون الموجوعين « آداب التوجع » و »فنون الإسترخاء »و » العقلانية الداجنة » و »المدنية المُتدنية »!!                                         2   أنت عقلاني حضاريّ ومُعْتدلٌ وإنساني! إذا صُفعَ لكَ خدٌّ مددْتَ خدّكَ الثاني! وإن ركلوك من دُبُرٍ طلبتَ العفوَ مُبْتسمًا وقلتَ إنني الجاني!! …………………. « عقلانية » مفتولة من أسلاك الرّخوانية العربية الجبانة تزيّن الاستسلام وتقيمُ عُقلة على الحقيقة مدعومة بالقوة العامة المستخرجة من ميزانية الدولة ومن المال العمومي.. تلتفّ كما العُقال على ألسنة المختلفين والمُخالفين تحرّض على إلجامهم أو إعدامهم وتنفرُ من المقاومة بكل أدواتها… « عقلانية » لم تنتج غير تبريد الإرادة وترويض الفطرة السوية على القبول باللامعقول!!وعلى التبرؤ من كل علامات « الغضب »!! « عقلانية » يشتغل أصحابها في مقاولات التجريف الثقافي ينتصبون كما الكاسحات يُمهّدُون المسالك لمشاريع الغزو ويغرون الناس بالإستسلام!! قال الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل السيد عبد السلام جراد:    « إذا كانت المقاومة إرهابًا فانا أولُ إرهابي »… ذا أعلى صوت وأقوى موقف من رئيس منظمة عريقة وشعبية  يختزل دلالات واضحة لا تتخفى بشعارات بارقة ولا بغمغمة المثقفين و السياسيين الرّخوانيين. « غزة » دافعت بنفسها عن المغدورين جميعًا … « غزة » ثقافة أرحبُ من الجغرافيا وأبلغُ من الجراح وأسْخنُ من الدم… « غزة » لن ْ تجاملَ أحدًا ولن تسكت للغادرين ولسماسرة « التراب » و »الماء » .. لن يكبُرَ أحدٌ ولن تعْلو قامة بعدَ النصر… إلا الإنتصار .   بحري العرفاوي تونس 26:01:2009  


 

 

حدد مكانك   شعر: بحري العرفاوي*  هذا دمٌ…………………. حَدّدْ مكانكَ في الصّـراعْ لا تختبئْ بتساؤلٍ أوْ باختلافاتِ طباعْ! حرْبٌ هِيَ أسرجْ خيُـــولكَ للنــزاعْ إمّا أخٌ ورفيقُ معركةٍ وإمّا…………………. لا حيادَ ولا انتظارَ ولا ضياعْ الدّمُّ مسْفوحٌ وَحَيّ شاهدٌ والعظمُ تكْسرهُ الضّباعْ مدُنٌ تخرُّ على الجراح حزينةً والأهْلُ في عِزّ جياعْ ويقاومُون النارَ والريحَ والموْجَ المُكسّرَ والسّباعْ حدّدْ مكانكَ .. لا مكان للفراغ ْ لا قولَ أبلغُ من دم الشهداءِ من دمْعِ الطفولةِ .. من عذاباتِ الوَدَاعْ حدّدْ مكانكَ واتضِحْ لا وَقتَ للتجْريبِ! لا يُجْدي الخداعْ الحرْبُ قائمة ٌ بكلّ مساحةٍ والرّوحُ تُطحنُ في مشاريع اقتلاعْ! هذا دَمٌ .. حَرْبٌ هيَ حدّدْ مكانكَ .. لا مكانَ ولا اتسَاعْ ..   

*شاعر من تونس (المصدر: جريدة الشرق ( يومية – قطر ) بتاريخ 27 جانفي 2009)

 

 

 


 

العالم الغربي يُحيي اليوم ذكرى المحرقة.. فهلا ذكّرناه بمحرقة أمام عينيه؟

 

رشيد خشانة (*)  مع حلول الذكرى السنوية للمحرقة اليوم الثلاثاء تعبأت الآلة الإعلامية الإسرائيلية لمحاولة غسل الدماء العالقة بصورة جيشها في كافة أنحاء العالم بعد موجة الاستنكار الواسعة التي خلفتها مجازر غزة. إسرائيل تتحرك في حملتها المضادة على أربعة محاور، هي جولة مكثفة لوزرائها الأساسيين على عواصم القرار في الغرب، وحملة تقودها اللوبيات المرتبطة بها، وأشهرها «أيباك» (AIPAC) في الولايات المتحدة و «المجلس التمثيلي للجالية اليهودية» في فرنسا (CRIF)، وتأثير واسع في وسائل الإعلام الغربية من صحف وإذاعات ومحطات تليفزيونية عن طريق يهود يحملون عادة جنسية مزدوجة، وأخيرا استثمار واسع لشبكة الإنترنت. مهدت إسرائيل لتحركها في الذكرى السنوية للمحرقة بحركة دبلوماسية وإعلامية واسعة نفذها وزراؤها الرئيسيون في عواصم القرار الدولي خلال الأيام الأخيرة. فما إن شعر أعضاء الحكومة أنهم أطفؤوا شيئا من ظمئهم إلى الدماء الفلسطينية، في اليوم الثاني والعشرين من الحرب على غزة، حتى غسلوا أيديهم ونظفوا ثيابهم وقصدوا مطار بن غوريون ليتجه كل واحد منهم إلى بلد أوروبي من أجل خوض الفصل الثاني من الحرب. ليس هذا المشهد صورة مجازية، وإنما هو ما فعله بالضبط ستة وزراء في حكومة أولمرت تحولوا إلى العواصم الرئيسة في أوروبا بعد الإعلان عن نهاية الغارات على غزة، ليبدؤوا غارات مكثفة على الرأي العام الغربي الذي أبدى تعاطفا خفراً مع الفلسطينيين واشمأز من أعمال الجيش الإسرائيلي. وقاد هذه الحملة الإعلامية المضادة كل من وزير النقل وزير الدفاع السابق ومجرم الحرب الشهير شاؤول موفاز، ووزير الداخلية رئيس جهاز المخابرات «شين بيت» سابقا مائير شتريت، ووزير الشؤون الاجتماعية إسحق هيرتسوغ، ووزير العدل دانييل فرايدمن، ووزير الأمن الداخلي أفي ديختر، ووزير التربية يولي تامير. لم يُكلف هؤلاء بمخاطبة الرأي العام الأوروبي الذي تعاطف مع سكان غزة عندما شاهد الجرائم المُروعة على شاشات محطاته التلفزيونية وحسب، وإنما طلب منهم أيضا أن يتحدثوا إلى المسؤولين في البلدان التي زاروها، لأن هؤلاء وقعوا تحت تأثير الصدمة التي هزت وجدان مواطنيهم وباتوا غير مُقتنعين بالمبررات الإسرائيلية لإشعال الحرب، أو على الأقل غير قادرين على الدفاع عنها. هكذا لجأت إسرائيل إلى أسلوب «الحرب الخاطفة»، الذي برع فيه هتلر، كي تُخمد زخم التعاطف العام في أوروبا وخارجها مع القضية الفلسطينية. وركز الموفدون اجتماعاتهم مع المسؤولين الأوروبيين على ترويعهم باستخدام «معلومات» مثيرة للهلع عن «حماس» واستدرار العطف على سكان المدن والقرى التي تقع في مرمى صواريخ القسام، كي تبدو الدولة العبرية وجيشها الجرار أرنبا أو قطة وديعة مُهددة بالسحق. وفي هذا المعنى قال مائير شتريت، الذي زار بلجيكا حيث مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي، في تصريح أدلى به لصحيفة «يديعوت أحرونوت» قبل مغادرة القدس المحتلة: «ماذا يتوقعون منا (الرأي العام الغربي)؟ أن نبني لهم (الفلسطينيون) بيوتا أثناء الحرب؟». ونقل الوزير يولي تامير أسطوانة مماثلة إلى الأيرلنديين الذين تميز إعلامهم بنقد لاذع للدولة العبرية على الجرائم التي ارتكبتها، وبحركة واسعة من المنظمات الأهلية التي مارست ضغوطا على الحكومة الأيرلندية لكي تُدين المجازر التي نفذها الجيش الإسرائيلي في حق المدنيين في غزة. حاول الوزراء الستة مسح دماء الأطفال والنساء الفلسطينيين العالقة بالشاشات الأوروبية وإلقاء خرق من القماش لإخفاء الجثث الملقاة في شوارع غزة أو المعجونة تحت الأنقاض، لكن المهمة كانت صعبة، لا بل مستحيلة. فكم من مواطن أوروبي شريف كتب في مدونته أو في المواقع المصدومة بحجم الدمار «كم ينبغي أن يموت من الفلسطينيين كي تشعر إسرائيل بالأمان؟»، وقال آخرون «أيها السادة الوزراء لا حللتم أهلا ولا نزلتم سهلا»، فيما كتب فريق ثالث بالحبر البارز «أغربوا عنا.. لا نود أن نراكم»، والتفتوا إلى مواطنيهم متسائلين «لو جاءكم نازيون ليبرروا محرقة اليهود أو سواها من الجرائم الأخرى التي ارتكبوها، هل كنتم ستصغون إليهم؟». مع ذلك استقبل الوزراء في البلدان المعنية نظراءهم الإسرائيليين وتحادثوا معهم بشكل طبيعي. صحيح أنهم أسمعوهم نقدا لاذعا بسبب «إطلاق الصواريخ على الأحياء المدنية» مثلما نُقل عنهم، لكن إسرائيل هي التي خرجت رابحة من هذه الحملة الواسعة للعلاقات العامة، لأنها كسرت فكرة نبذها من الساحة الدولية وأعطت الانطباع لمخاطبيها بكونها تسعى إلى إيجاد حل دائم للصراع. وهي تعتمد اليوم على شبكة واسعة من المؤيدين بين اليهود في الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية الرئيسة الذين يسيطرون على أعصاب الإعلام ويستثمرون مواقعهم للتغطية على الجرائم التي يرتكبها الإسرائيليون أو التقليل من بشاعتها، في مقابل تضخيم أي عملية للمقاومة كي تبدو تهديدا لأمن المدنيين الإسرائيليين. وإلى جانب التحركات السياسية ووسائل الإعلام التقليدية من صحف ومحطات إذاعية وتلفزيونية، أوجدت الدولة العبرية وسائل اتصال مختلفة للوصول إلى عقل المواطن الغربي مُستثمرة عالم الإنترنت إلى أبعد مدى متاح. وأنشأت موقعا متعدد اللغات تحت غطاء منظمة «خيرية» غير حكومية، كي توصل خطابها إلى الجميع وتُقدم صورة «حضارية» عن مسؤوليها الذين أجرى معهم صحافيون يعملون في الموقع حوارات بلغات مختلفة لتبرير العدوان على غزة. إزاء هذه الحملة الواسعة والماكرة، ماذا أعد العرب للهجوم المعاكس؟ بين أيديهم اليوم ورقة مهمة، هي موجة الاستنكار الدولي العارم لمجازر غزة، والتي تجعل آذان الرأي العام وعقولهم أكثر استعدادا لسماع وجهة نظر العرب. وبين أيديهم فوق ذلك القناعة الغربية بمشروعية إحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما جعل الحكومة الإسرائيلية مرعوبة من هذا السيناريو. وليس أدل على عمق الوعي الغربي الجديد والمتنامي بدموية المشروع الصهيوني في فلسطين من قرار حكومة كتالونيا المحلية في إسبانيا إلغاء إحياء ذكرى المحرقة اليهودية هذا العام، لأنه من غير الجائز إحياء ذكرى محرقة قديمة فيما هناك محرقة أخرى ما زال دخانها يتصاعد في غزة، مثلما قالت. وإذا كانت الحكومات العربية مُقصرة في استثمار هذه اللحظة التاريخية المواتية، ولا تبذل جهودا لاقتناصها، فيمكن للقوى الأهلية من منظمات حقوقية وأحزاب ونقابات أن تقوم بمبادرات، بالتعاون مع مثيلاتها الأوروبية، لإرسال وفود إلى عواصم القرار في الغرب لمتابعة إجراءات إحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى القضاء الجنائي وإقناع الحكومات ووسائل الإعلام بالامتناع عن استقبالهم بوصفهم المسؤولين عن المحرقة الجديدة. ولو حققنا جزءا يسيرا من ذلك تكون دماء شهداء غزة لم تذهب سُدى. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 جانفي 2009)

 


 

تركيا تدعو حماس لترك المقاومة المسلحة وانتهاج دبلوماسية السلام

 

اسطنبول (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي علي باباجان ان الحكومة التركية التي اتهمت بالانحياز للفلسطينيين وقت الهجوم الاسرائيلي على غزة دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى انتهاج اساليب سلمية لتحقيق أغراضها بدلا من الكفاح المسلح. وتعرضت الحكومة التركية للانتقاد بسبب لغتها المتشددة ضد اسرائيل خلال الهجوم على قطاع غزة. واتهمت احزاب المعارضة التركية ودبلوماسيون سابقون وكتاب افتتاحيات حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان باتخاذ موقف موال لحماس. وقال وزير الخارجية التركي لصحيفتي ميليت وراديكال في حديث نشر يوم الثلاثاء « على حماس ان تقرر.. هل تريد ان تبقى منظمة مسلحة ام حركة سياسية. » وأضاف باباجان « نقترح ان يعملوا داخل اطار النظام السياسي. حماس حصلت على 44 في المئة من الاصوات في الانتخابات الماضية. من المستحيل تجاهل هذه القاعدة. » ولعبت تركيا وهي دولة علمانية تسكنها غالبية مسلمة تربطها علاقات تاريخية طيبة مع اسرائيل والعالم العربي دورا في انهاء الهجوم الاسرائيلي هذا الشهر خاصة بالضغط على حماس حتى تعلن من جانبها وقفا لاطلاق النار. ووصف أردوغان العمليات الاسرائيلية التي كان الهدف منها وقف الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس عبر الحدود بأنها « جريمة ضد الانسانية » وأعرب عن أسفه لما اعتبره استخداما مفرطا للقوة واقترح اخراج اسرائيل من الامم المتحدة. وصدمت تصريحات أردوغان اسرائيل وفسرها بعض المراقبين السياسيين بأنها محاولة لحصد التأييد قبل انتخابات محلية تجري في مارس اذار نظرا لتعاطف الناخبين الاتراك مع الفلسطينيين. وقال فكرت بيلا وهو كاتب افتتاحية بارز « نهج باباجان واختياره الكلمات بعناية يظهر ان أنقرة التي انتقدت لموقفها الموالي لحماس بل أيضا كمتحدثة باسم حماس تتحرك الان صوب الوسط. » ويقول محللون اتراك ان موقف الحكومة خلال حرب غزة ربما يكون قد أضعف دورها كوسيط في الشرق الاوسط. وقادت تركيا محادثات غير مباشرة بين اسرائيل وسوريا. وقال باباجان « انتقدنا العمليات الاسرائيلية من اليوم الاول. وتلقينا بيانات مكتوبة وشفهية من منظمات يهودية قلقة خاصة في الولايات المتحدة. وقالوا لنا ان معاداة السامية ستأخذ قوة دفع وان العلاقات التركية الاسرائيلية ستتضرر. « نضع ردود الافعال هذه في الاعتبار. العلاقات التركية الاسرائيلية قد تتضرر على المدى القصير لكني لا اتوقع نتائج سلبية على المدى المتوسط أو البعيد. » (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 جانفي 2009)

 


 

الدكتور عبد الجليل التميمي في مقاربة عن الأحداث الأخيرة في غزة ل الراية: موقف أردوغان من المجازر أعاد تركيا لمحيطها العربي والإسلامي

 

** الدولة العثمانية حافظت على عروبة شمال أفريقيا من الاستعمار اللاتيني ** الموقف التركي له جذور عميقة ويقودنا لتمسك السلطان عبد الحميد بالقدس تونس – الراية – إشراف بن مراد: يرى بعض المراقبين أن تركيا أربكت حسابات الفاعلين العرب في المنطقة، في حين يرى البعض الآخر أن موقفها جاء مزايدة على الدور الإقليمي الإيراني، وأنّ الدور التركي في المنطقة جاء بمثابة ورقة ضغط أساسية في مفاوضات الأتراك مع الكتلة الأوروبية من أجل الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، أكّد الجميع أنّ الموقف التركي من مجزرة غزة كان مفاجأة للرأي العام العربي مما يدفع الى القول أن الموقف التركي الحالي جاء صلة لمواقف لم يكن آخرها موقف السلطان عبد الحميد الثاني في المفاوضات حول القدس. ويذكر أنّ رئيس الوزراء التركي كان قد صرّح أنّه يجب سحب عضوية إسرائيل من الأمم المتحدة نتيجة تجاهلها المستمر للمطالب الدولية بوقف هجومها على غزة. وتساءل رجب طيب أردوغان  كيف يسمح لدولة تتجاهل كلياً وترفض تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي أن تدخل من أبواب الأمم المتحدة؟ . وكان أردوغان أصدر عدة تصريحات شديدة اللهجة وصف فيها العمليات الإسرائيلية بأنها  عار في جبين الإنسانية ونقطة سوداء في صفحات التاريخ . ولاستجلاء الخلفيات التاريخية للموقف التركي، التقت الراية الدكتور عبد الجليل التميمي صاحب مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات. فكان الحوار التالي: بين أردوغان والسلطان العثماني عبد الحميد عن الخلفيات التاريخية للموقف التركي الحالي خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار موقف السلطان العثماني عبد الحميد الثاني من القدس، يقول الدكتور عبد الجليل التميمي لالراية:  هذا موضوع متفرع عن جدلية التاريخ العثماني وجدلية (الايالات) العربية في العهد العثماني، هذا التاريخ الذي سعينا منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد إلى تنقيته وعلى وضعه على سكة الدراسات المنهجية الموضوعية. وقد نظمنا في هذا المجال 13 مؤتمرا عن العهد العثماني وعن مدونة الآثار و28 مؤتمرا لتحسين العلاقات العربية التركية . وللإشارة فإنّي سبق أن قلت في أكثر من رسالة  يا عرب إنكم لم تموقعوا ولم تفهموا تركيا الحالية فانظروا إلى جدلية هذا التاريخ وسترون أن هناك أكثر من عنصر فاعل في فهم المواقف الحقيقية للدولة العثمانية . إنّ هذا التعايش الحضاري بين الأمتين العربية والتركية له أكثر من سبب وهنا أقول انه صحيح أن فترة الاتحاديين (أي من سقوط عبد الحميد إلى الحرب العالمية الأولى) كانت فترة حرجة ومؤلمة وبائسة نظرا لأن الاتحاديين أساؤوا إلى الدولة العثمانية وإلى غيرها ونصبوا المشانق وقتلوا. وهنا أقول للعرب لا تعممّوا هذه الفترة على كامل الفضاء العثماني فهناك فترات رائعة جدا فيها حفاظ على كينونتكم وذاتيتكم ولغتكم خلال 400سنة من الوجود العثماني في الفضاء العربي. صحيح أن هناك بعض الولاة لم يكونوا ديبلوماسيين ولم تكن لهم الخبرة في احتواء الفضاء العربي لكن لا يعني هذا أن نحمّل الدولة العثمانية مسؤولية ذلك. أنا لا أحب كلمة  استعمار  أو  احتلال  ولذلك وجدت كلمة جيدة جدّا هي  عثمنة الايالات العربية . من هذا المنطلق، أدعو من يشتم الدولة العثمانية إلى أن يتوقف مليا عند القرن 16 الذي بفضله حسمت مصيرية البلاد العربية ولولا الوجود العثماني العسكري في البحر الأبيض المتوسط لكان هذا الشمال الإفريقي كله لاتينياً مثل ما حصل لأمريكا اللاتينية، إذن، البداية الأولى للعهد العثماني في المغرب العربي على الأقل ركّزت على الحفاظ على اللغة والكيان والذاتية وعلى الإطار الجيوسياسي العربي. ومن ثمّة، نحن ندين للدولة العثمانية بالحفاظ على ذلك. ومع القرن 17، يمكن الحديث عن تطلعات جديدة ظهرت على مستوى الدولة العثمانية نفس الشيء في القرن 18. إذ تبنت الدولة العثمانية رؤية إصلاحية لهيكلية جديدة في الفضاء العربي. فهناك عناصر تحتاج منا إلى التوقف عندها دون أن ندخل في التفاصيل التاريخية لهذه الفترة. وهنا أتوقف قليلا عند موقف السلطان عبد الحميد تجاه فلسطين.  فقد رفض هذا السلطان أن يفوّت من أي شبر من ارض فلسطين إلى اليهود واخذ موقفا صارما مع هرتزل. وليعلم العالم العربي أن هذا الموقف لم نشهد له مثيلا في تاريخ العلاقات العربية العثمانية فالسلطان عبد الحميد قد رفض كل الاغراءات المالية ولكن القوى الأوروبية كانت بالمرصاد ومع ذلك علينا ألا ننسى هذا الموقف التاريخي الرائع ونذكّر به. واستمرت هذه الارهاصات في الحرب العالمية الأولى لنصل إلى وضع مؤلم جدّا من خلال تقسيم العالم العربي من خلال  سايسبيكو  وأيضا استيلاء بريطانيا على فلسطين ووعد بلفور وتسهيل الاستيطان اليهودي في فلسطين شيئا فشيئا ثم قرار 1948 الذي أسس لدولة إسرائيل. ومن المهم أن نذكر أنه من 1917 إلى 1948 قاوم الفلسطينيون بكل الوسائل هذا الاستيطان وهم يدفعون الثمن غاليا. لكن الذي يشد الرأي العام العربي اليوم هو تصريحات اردوغان الأخيرة التي اعتبرها استثنائية في دلالاتها وعمقها وفي مؤشراتها التاريخية، هو يقول انه استمد ذلك من التاريخ العثماني وأنا أقول إن اردوغان رجل نزيه ونظيف له حس العدل التاريخي والذي قاله لم يقله عدة زعماء عرب نظرا لما تحلى به من صراحة وجرأة. وأنا أهنىء أردوغان بتركيا وأهنئ تركيا باردوغان. فمن المهم أن نعلم أنّ الذي أعطى اردوغان هذه الجرأة والصراحة هو تركيا الكمالية التحديثية. وبالتالي أنا لا أقول إن أردوغان هو نتاج كمال أتاتورك ولكن أقول إن أردوغان نتاج تاريخي لمسيرة هذه الدولة العثمانية وعلينا أن نأخذ الدروس من تصريحاته التي هزت حتى أعداء تركيا ». علاقات جديدة عربية تركية ورداً على سؤال عن إمكانية تطوير العلاقات العربية التركية كأحد انعكاسات الرد التركي على مجزرة غزة، يقول الدكتور التميمي:  بطبيعة الحال تركيا تطمح لذلك فهي تعرف جيدا أهمية الوصول إلى العمق العربي وهي تدرك أيضا أنّ الفضاء العربي مهم لتحركها الاقتصادي والسياسي. ولا شك أنّ هذه التصريحات ستسهل الاستثمارات التركية في العالم العربي وستفتح الأسواق على مصراعيها مما سيؤدي إلى نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية والسياسية والتوافق الحضاري بين الأمتين. وقد أدرك الآن العالم العربي انه غيّب تركيا منذ خمسين سنة. ولكنها الآن بتصريحات اردوغان تتموقع من جديد في الخريطة الجيوسياسية الشرق أوسطية. وأنا متفائل في هذا المجال . الفلسطينيون والموريسكيون عن أوجه الشبه بين محنة الفلسطينيين ومحنة الموريسكيين، يقول الدكتور عبد الجليل التميمي: « أوجه الشبه واضحة. ولذلك من الضروري أن ندرس الموريسكيين حتى نجنب العالم العربي والإسلامي هذه المآسي. فمن الضروري أن ننتبه جيدا لما حصل في بلغاريا وفي الدول البلقانية في صربيا وفي آسيا.. أوجه الشبه عديدة وواضحة بين الفلسطينيين والموريسكيين وهي أن تحارب في لغتك وكينونتك وفي تراثك الفكري وفي حضارتك هذا حصل في القرن 16 ويحصل الآن خاصة بعد أحداث مجزرة غزة. فما رأيناه شيء لا يصدق من شدّة الرعب والوحشية والدمار. ونحن نتمنى أن تستنهض أحداث غزة الضمير العربي. ومن ثمة، علينا العودة لدراسة التاريخ، لكنّ العالم العربي لا يعرف شيئا عن الموريسكيين ولم يستفد ولم يقرأ شيئا وهذه مصيبتنا . (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 جانفي 2009)

 


 

شعب الجبارين أشهد أن أهل غزة يستحقون منا الحفاوة والإكبار، بأكثر مما يستحقون من الرثاء أو الإعذار

 

فهمي هويدي (*)

(1)   أدري أننا مسكونون هذه الأيام بمشاعر اللوعة والحزن، جراء ما شاهدناه على شاشات التلفزيون من صور سجلت بشاعة البربرية الإسرائيلية التي فتكت بالبشر، وحولت القطاع إلى خرائب وأنقاض. كأن ما جرى لم يكن اجتياحاً عسكرياً، وإنما كان حملة انتقام وترويع استهدفت تدمير القطاع، وذبح أهله والتمثيل بهم، حتى يكونوا أمثولة وعبرة لغيرهم ممن يتحدون العجرفة والاستعلاء الإسرائيليين. أدرى أيضا أن الجرح أكبر من أن يلتئم لأجيال مقبلة. وأن شعورنا بالخزي والعار لا يمكن إنكاره، سواء لأننا لم نستطع إغاثة الفلسطينيين وهم يذبحون، فى حين وقفت أنظمتنا متفرجة عليهم، أو لأن بعضنا كان عليهم وليس معهم أو لهم. ذلك كله صحيح لا ريب. لكن من الصحيح أيضاً أن دماء فلسطينيي غزة التي نزفت وأشلاءهم التي تناثرت وصرخات أطفالهم التي ألهبت ضمائرنا ومازالت أصداؤها تجلجل في أعماقنا، هذه كلها إذا كانت قد سجلت أسطر المأساة، إلا أن وقفة الشعب، وصموده الرائع ومقاومته الباسلة، هذه أيضاً سجلت صفحات مضيئة في تاريخ أمتنا لا ينبغي أن نبخسها حقها. يكفي أن شعب الجبارين هذا رغم كل ما تعرض له من حمم أمطرته بها آلة الحرب الإسرائيلية بكل جبروت وقسوة، ظل رافضاً للركوع والتسليم، وها هو سيل الشهادات التي سمعناها بعد وقف المذبحة على ألسنة الأطفال والنساء والشيوخ، كلها تجمع على أن طائر الفينيق الذي تحدثت عنه الأسطورة، ذلك الذي يخرج حياً من تحت الرماد، ثبتت رؤيته في غزة. لأنهم لم يركعوا ولم يرفعوا رايات التسليم فإنهم نجحوا وأفشلوا خطة عدوهم. صحيح أن هذا كلام لا يروق لبعض الساسة والمثقفين من بني جلدتنا ممن يرون أن شرف الأمة لا يستحق أن يموت المرء من أجل الدفاع عنه، إلا أن المعلومة تظل صحيحة، أعجبت أصحابنا هؤلاء أم لم تعجبهم. تشهد بذلك كتابات أغلب المعلقين الإسرائيليين، التي سجلها تقرير نشرته صحيفة  » الشرق الأوسط » في 19/1، تضمن خلاصة لتلك الكتابات. منها مثلاً أن رون بن بشاي المعلق العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر في النسخة العبرية للصحيفة في (18/1)، أن إسرائيل فشلت بشكل واضح في تحقيق الهدف الرئيسي المعلن للحرب، المتمثل في تغيير البيئة الأمنية في جنوب إسرائيل. وهو ما لم يتحقق حين تبين أن حركة حماس مستمرة في إطلاق صواريخها. وهو نفس المعنى الذي أكده المعلق السياسي ألوف بن، وكرره جاكي كوخي معلق الشئون العربية في صحيفة « معاريف » الذي قال أن إسرائيل فشلت في توفير صورة النصر في معركة غزة، وأن ما تبقى من هذه الحرب هو صور الأطفال والنساء والقتلى. التي أوصلت إلى عشرات الملايين في العالم رسالة أكدت تدني الحس لدى الجيش الإسرائيلي. منها أيضاً ما قاله يوسي ساريد الرئيس السابق لحركة ميرتس في مقال نشرته صحيفة « ها آرتس » أن عملية القتل البشعة التي أنهت بها إسرائيل مهمتها في غزة تدل على أنها هزمت في هذه المعركة ولم تنتصر. أما المعلق عوفر شيلح فقد ذكر أن القيادة الإسرائيلية حين قررت تدمير غزة فإنها تأثرت فى ذلك بالنهج الذي اتبعه رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين مع شيشينا وجورجيا، ثم أضاف: ”إذا كنا نريد أن نظهر كمنتصرين باستخدام هذا النهج، فويل لنا.“ (2) صحيح أن المقاومة لم تستطع أن تفعل شيئاً يذكر أمام الغارات التي أطلقت فيها إسرائيل أقوى طائراتها النفاثة لأسباب مفهومة، إلا أن معركتها الحقيقية كانت على الأرض، حيث فاجأت المقاومة خلالها إسرائيل بما لم تتوقعه. لم تهزم المقاومة القوات الإسرائيلية، لكن كل الشواهد دلت على أنها صمدت أمام تلك القوات، ووجهت إليها ضربات موجعة، أسهمت في إفشال مهمتها. ولا تنس أن يوفال ديكسين رئيس المخابرات الداخلية الإسرائيلية كان قد توقع أن يسقط القطاع خلال 36 ساعة، ولكن بسالة المقاومة أطالت من أجل الحرب، حتى اضطرت إسرائيل إلى وقف إطلاق النار من جانبها في اليوم الثاني والعشرين. ليلة الاثنين 12/1، والاجتياح في أسبوعه الثاني، فوجئ الجنرال يو آف بيليد قائد لواء الصفوة (جولاني) والعشرات من جنوده بأن النيران فتحت عليهم عندما كانوا يقومون بتمشيط المنطقة الريفية التي تقع شرق مخيم « جباليا » للاجئين شمال قطاع غزة. فما كان منه إلا أن اندفع مع جنوده للاحتماء ببيت أحد الفلسطينيين في المنطقة، كان قد تم إخلاؤه من سكانه. لكن ما إن تجمع الجنود والضباط في قلب المنزل، حتى دوى انفجار كبير انهار على أثره المنزل؛ فقتل ثلاثة جنود وجرح 24 منهم بيليد نفسه، وعرف أن ستة من الجرحى في حالة ميئوس منها. وكانت تلك إحدى صور الاستدراج التي لجأت إليها المقاومة. ذلك أن إطلاق النار أريد به دفع الجنود للاحتماء بالمنزل الذي تم تفخيخه بالمتفجرات في وقت سابق. موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت تحدث باقتضاب عن قصة ضابط آخر هو الرائد ميكي شربيط، الذي يرقد في أحد المستشفيات للعلاج من إصابته في اشتباك مع رجال المقاومة الفلسطينية في شمال القطاع. هذا الضابط الذي خدم كقائد سرية بسلاح المدرعات في حرب لبنان الثانية، استهجن تجاهل الإعلام الإسرائيلي الإشارة إلى شراسة المقاومة التي واجهتها القوات الإسرائيلية. وفي الحديث الذي أدلى به إلى النسخة العبرية لموقع الصحيفة وصف الحرب الدائرة وقتذاك بأنها  » حرب أشباح لا نرى فيها مقاتلين بالعين المجردة، لكنهم سرعان ما يندفعون صوبنا من باطن الأرض. لقد كنا نتحرك في الشوارع ونحن ندرك أن أسفل منا مدينة خفية تعج بالشياطين ». فوجئ الإسرائيليون بكل ذلك. واعترف روني دانئيل المعلق العسكري لقناة التلفزة الإسرائيلية الثانية بأن قوات الجيش الزاحفة واجهت مقاتلين أشداء، وقال على الهواء أن الإبداع العسكري الذي يواجه به نشطاء حماس الجيش الإسرائيلي فاجأ قادته بشكل صاعق. ونوّه إلى أنه محظور عليه التحدث عن المفاجآت التي تعرض لها الجنود الإسرائيليون في غزة، التي تفسر عدم قدرة هؤلاء الجنود على التقدم في كل القطاعات رغم مضي 19 يوماً على الحملة، ورغم إلقاء الطائرات الإسرائيلية مئات الأطنان من القنابل الفتاكة لتقليص قدرة المقاتلين الفلسطينيين على المقاومة. في هذا السياق نقل إليكس فيشمان المعلق العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت عن عدد من الجنود في ساحة المعركة أن الهاجس الذي سيطر عليهم طول الوقت هو الخوف من الوقوع في الأسر. وأشار هؤلاء إلى أن مقاتلي حماس أعدوا شبكة من الأنفاق للمساعدة في محاولات أسر الجنود. (3) هؤلاء المقاومون البواسل لم يهبطوا على غزة من السماء، ولكنهم أحفاد وأبناء شعب الجبارين، الذي لايزال منذ مائة عام متشبثاً بأرضه التي رواها بدمه. لقد راقبت أبناء غزة الذين ظهروا على شاشات التلفزيون طوال المذبحة وبعدها، فلم أسمع واحداً منهم أعلن تمرده أو سخطه على الأوضاع في القطاع. كانوا جميعاً ودون استثناء أكثر نضجاً ونزاهة من كل الأصوات التي حاولت تمييع الموقف وإلقاء تبعة ما جرى على وقف التهدئة تارة أو على حكومة القطاع تارة أخرى. لم يروا إلا عدواً واحداً ومجرماً واحداً هو إسرائيل. وانعقد إجماعهم على أن حماس ليست الهدف، وإنما رأس المقاومة هو المطلوب وتركيع الفلسطينيين هو الهدف. رغم الجحيم الذي عاشوا في ظله والمآسي التي لحقت بهم، فإنهم لم يفقدوا صبرهم الأسطوري. وكشفت محنتهم عن معدنهم الحقيقي، بالتحامهم وتكافلهم وإصرارهم على الاستمرار والثبات على الأرض. القصص التي تروى عن المدى الذي بلغه الالتحام والتكافل لا تكاد تصدق، وكلها تثير الدهشة والإعجاب، يتحدث القادمون عن الموسرين الذين كانوا يشترون شاحنات الخضار وأكياس الدقيق ويوزعونها على المعوزين. يتحدثون أيضاً عن البيوت التي فتحت لمن دمرت مساكنهم، وعن الثياب والبطانيات التي جمعت لتوزع على الذين لاذوا بالخيام احتماء من البرد. وعن السيدات اللاتي أصبحن يخبزن يومياً مئات الأرغفة لجيرانهن، وأخريات كن يتناوبن طبخ العدس والبقول ويبعثن بالوجبات الساخنة إلى أماكن تجمعات الفارين من الجحيم. يتحدثون أيضاً عن الكيروسين الذي كانوا يتقاسمونه فيما بينهم يوماً بيوم، لإشعال المصابيح والمواقد البدائية التي أصبحت تهرب من مصر، بعدما اختفت هناك منذ عقود.. إلخ. الذي لا يقل إدهاشا عن ذلك هو حالة الانضباط الشديد التي مر بها القطاع، فقد كانت أجهزة السلطة تتولى طول الوقت الإشراف على توزيع الخبز والبطانيات والكيروسين. ورغم أن الدوائر كانت معطلة، إلا أن رواتب الموظفين كانت تصل إليهم في بيوتهم. ورغم أن القصف المكثف كان يمكن أن يدفع ألوف البشر إلى الاتجاه صوب الحدود المصرية ومحاولة عبورها هرباً من الموت، إلا أن ذلك لم يحدث، ووقفت شرطة القطاع تحرس الحدود وتؤمنها. وفور إعلان وقف إطلاق النار، سجلت الفضائيات كيف تحركت الأجهزة لضبط المرور وإزالة ركام الأبنية المدمرة، والتخلص من النفايات. وقبل هذا وبعده، رفع الأنقاض بحثاً عن الأحياء وانتشال بقايا الجثث. لقد دبت الحياة في طائر الفينيق. (4) لقد كان المقاومون يعرفون جيداً أنهم سيواجهون العدو في واحدة من معارك كسر العظام، لذلك أطلقت كتائب عز الدين القسام على المعركة اسم  » الفرقان »، باعتبارها اشتباكاً مصيرياً يفرق بين الحق والباطل. وحسب مصادر الحركة، فإن المقاومة لم تخسر أكثر من 10% من مقاتليها، في حين أن قدرتها التسليحية مازالت جيدة، وبوسعها أن تواصل إطلاق صواريخها التي تكدر حياة العدو لشهر آخر على الأقل. بل إنها لم تستخدم الطاقة القصوى لمدى الصواريخ، لأنها أرادت أن تحتفظ به للتوقيت الذي تختاره. وأغلب الظن أن إسرائيل أدركت ذلك جيداً، وذلك هو التفسير الوحيد للوثة التي أصابتها وهي تستنفر أمريكا وأوروبا وبعض العرب لكي يهبوا جميعاً لأجل وقف تهريب السلاح إلى غزة. غزة لم تهزم، وما حدث في القطاع ليس مأساة ولكنه ملحمة. لكن الهزيمة الحقيقية والمأساة التي يندى لها جبين الشرفاء، هي من نصيب الواقفين على الضفة الأخرى من المنسوبين إلى الأمة العربية، الذين تقاعسوا وولوا الأدبار حين جد الجد. وهم الذين وصفهم القرآن بأنهم: يحلفون بالله أنهم لمنكم، وما هم منكم، ولكنهم قوم يفرقون.  (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 جانفي 2009)

 


 

في العبرة من غزة: أمة عاجزة تتستر وراء ورقة توت المقاومة

 

د. عبدالوهاب الأفندي رغم الهزيمة الكاملة وغير المتوقعة التي مني بها العدوان الإسرائيلي على غزة، والأداء المشرف للمقاومة هناك، فإن المشهد الذي سيظل يؤرق كل من أهمته نكبة غزة الأخيرة هو مشهد الاستغاثات: استغاثة تلك المرأة التي اتصلت هاتفياً بقناة الجزيرة لأن الدبابات كانت تقصف منزلها وهي بداخله؛ استغاثات أطفال ألهبت جلودهم نيران الفوسفور الأبيض؛ استغاثات العطشى والجوعى؛ استغاثات من هدمت منازلهم، ومن تقطعت بهم السبل. الكل يستغيثون الله، وهو سميع قريب مجيب. والبعض يستغيث الإخوة والجيران، ويتساءل: أين العرب؟ أما المستغاث بهم من الإخوة فهم بدورهم يستغيثون: الرئيس مبارك يناشد إسرائيل؛ الوزراء والقادة يستغيثون بمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وأمريكا وقادة أوروبا وطوب الأرض. أما الجماهير التي امتلأت بها الشوارع فقد كانت بدورها تستغيث بالزعماء وتستصرخهم لأضعف الإيمان، وهو فتح المعابر لإيصال الإغاثة إلى الضحايا من جرحى ومشردين وممن تقطعت بهم السبل. لم يدع أحد إلى تزويد المقاومة بالأسلحة، أو حتى استخدام الوزن الدبلوماسي العربي (وهو وزن الريشة أو دون ذلك) للضغط على العدو ومن يقف خلفه. غاية ما كان يطالب به المطالبون هو ترك المقاومة وأهل غزة العزل يواجهون وحدهم آلة الدمار الإسرائيلية التي هزمت وأرعبت كل جيوش العرب وجعلتها جميعاً مثل القواعد من النساء: لا تدافع عن حريم أو تذب عن وطن. وكان من أغرب ما سمعنا مناشدة أهل غزة المحاصرين العزل أن يصبروا ويصمدوا! أمة من مليار نسمة تحتمي بأطفال ونساء غزة العزل، وتصرخ مشجعة لهم حتى يواجهوا قنابل الفوسفور بأجسادهم، ويصمدوا تحت منازلهم المهدمة، بينما لا تستطيع هذه الجماهير الهادرة أن توصل لهؤلاء شربة ماء كما كانت النساء تفعل لجرحى الحرب في العصور القديمة. هذا مشهد من العجز يلخص حال الأمة، فهي أمة خارج التاريخ، عاجزة عن الفعل حتى في أبسط صوره. أمة بلغ بها العجز أن تعلق آمالها في النصر على أضعف أفرادها: على المحاصرين العزل الواقعين تحت نير الاحتلال. وهذا وضع يدعو لتأمل عميق في هذه الحال، تأمل يتجاوز هذا الواقع المدهش إلى مدلولاته البعيدة. فالأمر يتعدى ملحمة غزة التي ناب فيها العزل عن المسلحين، والمحاصرون عن الطلقاء، والجوعى عن المتخمين في الدفاع عن وجود أمة تثبت باستمرار أن وجودها وعدمه سواء، وأنها قد أصبحت، كما قال الصادق الأمين، غثاءً كغثاء السيل. وهذا يعيدنا إلى الحديث عن طبيعة ‘المقاومة’ وظروف وجودها والدور المنوط بها في ظل هذه الأوضاع غير المسبوقة وغير المعهودة. وكنا قد انتهينا في حديث الأسبوع الماضي إلى نقطة واقع الاعتماد المتبادل بين المقاومة وفريق ‘العقلانيين’ في المتلازمة العربية، وهو وضع يعود أولاً إلى عدم وجود دولة عربية قادرة على احتضان المقاومة بعد هزيمة حزيران 1967 المدمرة. ولم تكن الهزيمة الكاسحة هي المشكلة ولكن العقلية الانهزامية التي ولدتها، وخاصة في مصر الساداتية، هي التي خلقت الواقع الجديد. فقد أعلن السادات اعتقاده الجازم بأن محاربة إسرائيل تعني محاربة أمريكا التي تمسك كما قال بتسعة وتسعين بالمائة من أوراق اللعبة، واستنتج من ذلك ضرورة كسب ود أمريكا عبر التقرب من إسرائيل. وقد كان سبقه بالإيمان بذلك قادة عرب كثر، رأوا أن أمريكا قادرة على كل شيء، وأن العرب عاجزون عن كل شيء، فتعبدوا في ذلك المحراب ونالوا ثواب السبق. ولعل الطريف أن التقارب بين مصر وأمريكا بدأ في السنة التي أعلنت فيها هزيمة أمريكا في فيتنام، كما أن المعاهدة المصرية الإسرائيلية وقعت في السنة التي تفجرت فيها الثورة الإسلامية في إيران، مكتسحة أحد أهم قلاع الهيمنة الأمريكية في المنطقة. أي أن الآيات كانت تشير إلى تهاوي الصرح الأمريكي وعجز أمريكا عن الدفاع عن حلفائها الأوثق، فتأمل. وفيما بين مرحلة الهزيمة والتسليم بها مرت مرحلة ‘ابتكار’ المقاومة واستخدامها كأداة في يد الدول المعنية، في محاولة لتمويه عجز الأنظمة من جهة، ومحاولة لاستثمار هذا العجز من جهة أخرى. وكنتيجة لذلك وجدت قوى المقاومة نفسها في الشرك، بحيث أصبحت معظم فصائل المقاومة أدوات في أيدي الدول المضيفة والممولة تستخدمها في صراعاتها البينية. وقد كانت حركات المقاومة منذ البداية تتخذ من الدول الأضعف مسرحاً لنشاطها، حيث تمركزت في الأردن ولبنان. أما الدول الأقوى مثل مصر وسورية والعراق فإما أنها لم تسمح بوجود المقاومة أصلاً، أو أنها وضعتها بحزم تحت سيطرتها التامة، مما جعلها مثل جيوش تلك الدول: عاجزة عن كل مهمة سوى القمع الداخلي. وقد وصل التنازع مع حكومات الدول الأضعف إلى حروب أهلية خسرتها المقاومة. أما حركات المقاومة الراهنة فقد نشأت من حطام الحركات السابقة والدول التي كانت تحتضنها، حيث أدى طرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت إلى انقطاع الآمال التي علقت عليها لمواجهة الاحتلال، فكانت النتيجة انتفاضة الداخل وحركات حماس والجهاد الإسلامي التي نشأت في كنفها. أما في لبنان فإن رحيل المنظمة وحلول إسرائيل محلها ولد المقاومة اللبنانية التي كان اللون الإسلامي هو الغالب عليها أيضاً. في الحالين بنت المقاومة مواقعها في التجاويف والفراغات داخل الدول المتهاوية أو المساحات الملتبسة مثل الأراضي المحتلة. ولم تفتقد المقاومة الجديدة ما حازته سابقاتها من دعم من دول كل منها يغني على ليلاه، وإن تمتعت باستقلال نسبي أكثر. وتبقى هذه كما كانت في السابق معضلة المقاومة التي تحتاج إلى مساحة في دولة فاشلة أو متهاوية تعشش في فراغاتها، ولكنها في نفس الوقت تعتمد على وجود ودعم منظومة من الدول تستخدمها أداة في سياستها الخارجية. ولكن المقاومة الإسلامية لها معضلة إضافية، حيث أنها قدمت نفسها كمقاومة متخصصة، بمعنى أن المقاومة هي غايتها ومبرر وجودها ونشاطها الأساسي. فهي في هذا تختلف عن حركات التحرير السابقة، بما فيها منظمة التحرير، التي كانت تمتلك أجندة واقعية لوراثة الوضع الذي تحاربه. أما حركات المقاومة الإسلامية فإنها تفتقد هذا البعد، رغم أنها في لبنان أنشأت دولة داخل الدولة، وفي غزة بنت دويلة، إلا أنها مثل الحركات الإسلامية الأخرى تفتقد الطموح لكي تحل محل الدولة، مما يطرح وطرح سؤال: ما ذا ستفعل المقاومة إذا تم التحرير؟ (وهذا عين السؤال المطروح حالياً في لبنان مع ارتفاع الأصوات الداعية إلى نزع سلاح المقاومة(. ورغم أن حركات المقاومة الإسلامية تقدم طرحاً أيديولوجياً متشدداً يدعو إلى مقاومة حتى النهاية ورفض أي مساومة أو حلول وسط. ولكنها من جهة أخرى تدخل في مساومات متداخلة، بعضها تستحق الثناء (مثل دعم حزب الله لشرعية الدولة اللبنانية وسعيه للوفاق مع كل الفرقاء اللبنانيين ومحاولة النأي بنفسه عن الصراعات العربية، ومثل ابتعاد حماس حتى وقت قريب عن الصدام مع الفصائل الأخرى) وبعضها يطرح كثيراً من التساؤلات (مثل علاقة حزب الله مع سورية وإيران، ودخول حماس عملياً في منظومة أوسلو واضطرارها إلى التعامل مع أنظمة كامب دايفيد ووادي عربة). ولكن بنفس القدر فإن هذه الحركات تعتمد في وجودها وفاعليتها على هذه المساومة. فحزب الله ما كان ليكون شيئاً مذكوراً لولا الدعم السوري، وحماس ما كانت لتكسب الانتخابات لو لم تدخل لعبة أوسلو، وما كانت لتكون فاعلة لو كانت في صدام مباشر مع مصر. والأهم من ذلك كله ‘المقاومة’ ما كان ينبغي لها أن توجد أصلاً لولا تخاذل وعجز الأنظمة، مما يعني أن الأنظمة لو تحركت كما هو مطوب منها لما كان هناك داعٍ للمقاومة أصلاً. ومن جهة أخرى فإن المقاومة تتحول إلى ورقة توت تستر عورة الأنظمة المتخاذلة وشعوبها المكبلة العاجزة. وها هي بعض الأنظمة تدعي النصر لمجرد أن أهل غزة لم يفنوا عن بكرة أبيهم! لكل هذا فإن المقاومة رغم شرف غايتها وما حققته من إنجازات، إلا أنها لا تجسد فقط العجز العربي، بل تساعد في استمراره بخلق أوهام خادعة حول انتصارات وتقدم، وتسمح لبعض الأنظمة القمعية الفاسدة الفاشلة بأن تفخر بإنجازات كاذبة تتستر خلفها. إن الأسئلة المحورية التي يجب أن تطرحها ملحمة غزة لا ينبغي إذن أن تنتهي عند الإشادة بصمود أهل غزة الأسطوري، وما تحقق من إعادة لفت النظر إلى القضية الفلسطينية وكسب التعاطف معها، بل لا بد من أن تصل إلى التساؤل حول طبيعة هذا العجز العربي الأسطوري بدوره. فما كشفت عنه المحنة ليس فقط أن الأنظمة عاجزة، بل أيضاً أن الشعوب أعجز لعدم قدرتها على إطاحة هذه الأنظمة العاجزة. فالمشكلة هي في غياب الشعوب عن ساحة الفعل وتسليم أمرها لمن هو عاجز عن كل فعل إلا قمعها واستعبادها. فالشعوب الحية تعبر عن نفسها أولاً في أنظمة الحكم المنبثقة عنها والمعبرة عن إرادتها. أما في حال الشعوب التي تقبل أن تحكم بأنظمة غريبة المنشأ، أجنبية الولاء والهوى، فإنها شعوب فاقدة للحياة ومجتمعات مختلة التركيبة. صحيح أن المقاومة تمثل أقوى محاولة للتمرد على الواقع، وصحيح أن قوى الفساد والاستبداد والتبعية هي التي تصطف اليوم ضد المقاومة وتتمنى هزيمتها. ولكن الصحيح كذلك أن الجهد الأكبر يبذل لتدجين المقاومة وتحويلها كذريعة للقعود (بدعوى أن المقاومة تقوم بالواجب) أو لأداة في يد نفس الأنظمة العاجزة، وأيضاً كأداة لتبديد جهود وحماس الشباب وتحويلها إلى قنوات ‘آمنة’ كما شهدنا من قبل في أيام ‘الجهاد’ الأفغاني. وأساليب حركة المقاومة الحالية تساعد على هذا لأنها بطبيعتها ‘الجهادية’ المتخصصة تسير على نهج قريب من الجهاد الأفغاني في تحديد هدف ضيق في ‘التحرير’ مع عدم المبالاة بما سيحدث بعده، أو بأي جهة تقدم الدعم للجهاد وما هي أهدافها. إضافة إلى ذلك فإن الحركات الجهادية الإسلامية تعكس نهج الحركات الإسلامية الذي يتميز بما يمكن أن يطلق عليه ‘التشدد السلبي’، أي وضع أهداف وشعارات أيديولوجية غير قابلة للتطبيق على المدى القريب، واتخاذ التمسك بهذه الشعارات ذريعة للسلبية من جهة، وللسماح للخصوم بالسيطرة على الساحة بسبب امتلاكهم وحدهم للبرامج الواقعية من جهة أخرى. فاحتياجات الناس اليومية لا يمكن أن تنتظر وتحتاج إلى جهة تتولى أمرها، كما هو الحال في غزة أو غيرها. هناك إذن حاجة لمواجهة جذور أزمة العجز العربي الحالي، وهو أمر أدركه المقاتلون في حرب عام 1948 حيث اتضح لهم أن الجيوش العربية لم تهزم على أرض فلسطين، بل قبل أن تطأها. ولكن ما حدث هو أن الأنظمة التي تولت فشلت في معالجة الأزمة بل إنها عمقتها، مما جعل هزيمة 1967 أوجع وأشد مرارة. فالأولوية هي لتحرير الأراضي العربية غير المحتلة عسكرياً، ولكنها محتلة فعلاً وغير مالكة لأمرها كما ثبت بجلاء من الأزمة الأخيرة التي جعلت كل الشعوب عاجزة عن أي شيء سوى الاستغاثة والتباكي. فالعواصم العربية أحوج إلى التحرير من غزة. وكما صرح أحد المناضلين العرب، فإن المقاومة الأولى هي مقاومة الأنظمة العربية القائمة لا معارضتها. فالمعارضة تصح في الدول التي تسمح بالتعددية السياسية ولا تعامل الشعوب كأنها محتل أجنبي. أما الأنظمة التي تتعامل مع الشعوب بأسوأ مما يعاملها الاحتلال فإنها لا تترك للشعوب خياراً سوى المقاومة. ما تحقق من إنجازات الصمود في غزة لا يجب إذن أن يصبح مخدراً يلهي الشعوب عن واجب المقاومة الحقيقية للأنظمة التي سلبت الشعوب إرادتها والأمة وجودها، وعن طرح الأسئلة الأهم حول السبب في إلقاء عبء مواجهة الاحتلال على أفقر وأضعف أهل الأمة من ضحايا الحصار، وما هي فائدة الجيوش التي تسد الأفق وتستنفز موارد الأمة والأجهزة الأمنية المنتشرة بالعشرات في كل بلد، وهي لا تنكأ عدواً، بل هي العدو بعينه؟ ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن

 

 (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جانفي  2009)


 

وقف اطلاق النار في غزة هل اقفل الجبهة العسكرية الاخيرة مع العدو ؟ّ

 

توفيق المديني إذا كان من المستحيل على إسرائيل أن تتخذ قرار الحرب العدوانية على غزة من دون موافقة أميركية، فإنه من المستحيل أيضا أن توافق الإدارة الأميركية بزعامة الرئيس باراك أوباما على هذه العملية العسكرية من دون أن تقود إلى تحريك عملية التسوية السياسية في المنطقة على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي أو على المسار السوري ـ الإسرائيلي. وكانت مجموعة من الباحثين والديبلوماسيين السابقين دعت الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الى اعتماد استراتيجية ديبلوماسية شاملة لمنطقة الشرق الاوسط تعيد تحديد الأولويات الاميركية التي كانت تتمحور على الحرب في العراق في السنوات الست الأخيرة. وابرز الفصل الأول المتعلق بالصورة الاستراتيجية للمنطقة، والذي كتبه هاس وانديك، ضرورة السعي الى حل النزاع بين الفلسطينيين واسرائيل، ولاسيما أن الأمل في أوساط الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة يتبخر. لكن الخلافات والانقسامات بين الفلسطينيين ومعارضة المستوطنين الإسرائيليين للحل وغيرها من التحديات، تجعل التوصل الى حل وتطبيقه، أمراً صعباً في المستقبل المنظور (المصدر: النور الصادرة عن الملف برس ـ الكاتب: النور شؤون سياسية ـ 05/12/2008). هل التسوية قدر لا مفر منه في المنطقة العربية؟ يعرف الكاتب والصحافي المصري الراحل محمد سيد أحمد في كتابه « بعد أن تسكت المدافع » التسوية بين العرب والكيان الصهيوني بأنها: « تعني عقد اتفاقات صريحة أو ضمنية، تنشئ التزامات متبادلة بين أطراف النزاع، معززة بضمانات متكافئة، من أجل استبعاد ممارسة التناقض بأسلوب الحرب، أو بأي أسلوب آخر، يلحق ضرراً بجميع الأطراف، يفوق ما قد يحمله من مزايا لأي طرف ». ورغم أن الصراع العربي ـ الصهيوني لم تتوافر شروط تسويته بعد، فإننا نستطيع القول أنه من خلال قراءة تاريخ هذا الصراع أن جبهات القتال ما انفكت تغلق الواحدة تلو الأخرى . لقد كسبت إسرائيل كل حروبها مع العرب. ففي سنة 1948 واجهت إسرائيل سبعة جيوش عربية، وهزمتها، وأقامت دولتها. وواصلت إسرائيل عدوانها الثلاثي ضد مصر عام 1956، ولم تعد إلى حدود فلسطين الدولية إلا بضغط أميركي. واستطاعت إسرائيل أن تهزم ثلاثة جيوش عربية (مصر وسوريا والأردن) في عام 1967، وأن تحتل كل فلسطين وسيناء والجولان. أما في حرب 1973، فقد واجهت إسرائيل جيشين عربيين. وشكلت تلك الحرب التي شنتها كل من مصر وسوريا يقظة لا تزال تشكل نموذجاً في المخيلة العربية، وإن كانت هذه الحرب أرادها الرئيس الراحل السادات أن تكون تحريكية لخطوط وقف إطلاق النار العائدة لعام 1967، للدخول في مفاوضات حول التسوية للصراع العربي ـ الصهيوني ، انطلاقاً من شروط أفضل. وقد نجم عن هذه الحرب، توقيع اتفاق لفصل القوات بين سورية وإسرائيل في 31 ايار 1974، حيث سكتت المدافع على جبهة الجولان منذلك الوقت وليومنا هذا، ثم توقيع اتفاقيات كامب دافيد بين مصر وإسرائيل عام 1979، التي أخرجت مصر من دائرة الصراع العربي ـ الصهيوني. وفي حرب الاجتياح الصهيوني للبنان في حزيران عام 1982، احتل الجيش الصهيوني أجزاء أساسية من لبنان، ولم يواجه سوى قوى منظمة التحرير الفلسطينية. وفي حرب 2006، واجهت إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية ممثلة بحزب الله، الذي كان يمتلك جبهة داخلية متماسكة، ويستند إلى محور إقليمي متكون من سورية وإيران. أما إسرائيل التي أصيب جيشها بخيبة أمل كبيرة، فإنهامع ذلك نجحت في إقفال جبهة جنوب لبنان عن طريق التزام الحكومة اللبنانية وحزب الله باحترام وتطبيق القرار 1701. أما على الصعيد الفلسطيني، فعلينا الاعتراف، بأن إسرائيل نجحت في القضاء على الانتفاضة الثانية من خلال تدمير مخيم جنين في آذار 2002، وبناء شارون جدار الفصل العنصري، الذي أخرج عملياً جبهة الضفة الغربية من الصراع. وهاهي إسرائيل اليوم بعد أن خاضت الحرب التدميرية والإبادية المجنونة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، تعلن وقفاً أحادياً للنار، سعت قمة شرم الشيخ الدولية إلى تثبيته. وكانت حركة « حماس » خاضت ثلاث حروب في آن معاً، وتتداخل في ما بينها، متجاهلة كلياً موازين القوى العسكرية والسياسية والدبلوماسية في تعاملها مع العدو الإسرائيلي: حرب ضد إسرائيل، وهي حرب مقاومة مشروعة ضد قوة احتلال. وحرب ضد السلطة الفلسطينية تعبر عن حالة الانقسام العميق في المشهد السياسي والعسكري الفلسطيني. وحرب ثالثة هي جزء من الصراع العربي ـ الإقليمي. وفي ظل توصل الأطراف المتصارعة إلى صيغة لوقف النار، فإن الحرب المشتعلة في غزة ستتوقف، وبالتالي ستقفل آخر جبهة قتال في الصراع العربي ـ الصهيوني، في انتظار بروز مشروع عربي نهضوي تحرري جديد، ومقاومة من طراز جديد ذات طابع وطني وقومي حقيقي تستند إلى قاعدة شعبية موحدة، لا إلى نزعة أصولية أو مذهبية تقسيمية. (المصدر: صحيفة المستقبل اللبنانية بتاريخ 27 جانفي 2009)  

 

  


في الفكر الإصلاحي المغاربي.. الأعلام والمنهج دراسة من تأليف: احميدة النيفر قُدمت في إطار مؤتمر: « اتجاهات التجديد والإصلاح في الفكر الإسلامي الحديث » الذي عقد في مكتبة الإسكندرية من 19 إلى 21 جانفي 2009. http://www.islamonline.net/arabic/in_depth/arts/ReformRenovation/topic_03/articles/18.pdf

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 27 جانفي 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.