الاثنين، 26 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3170 du 26 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


بث « راديو كلمة » (المحجوب داخل تونس) ينطلق على القمر الصناعي « هوت بيرد »

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : الأمن السوري يُطلق سراح طالب تونسي بعد إحتجازه أربعة أشهر

الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن:المقامة الهمامية  في معالجة القضايا  » الارهابية »… !!!!!

تـوفيـق الـتـواتـــي:في ذكرى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل:بـــيــان

الشرق الأوسط: في رسالة لابن علي طالب فيها بفتح تحقيق في القضية تونس تمنع ناشطا حقوقيا مغربيا من دخول البلاد

ا ف ب:إبعاد مسؤول في منظمة مغاربية لحقوق الإنسان من تونس

لطفي حيدوري : عبد الحميد أمين يطالب بجبر الانتهاك الذي تعرض له في مطار تونس

مناضل في الحزب الشيوعي التونسي وحركة التجديد:عراقيل تعيق مسيرة حركة التجديد

أبوجعفرالعويني:لا لتمديد الرئاسة

رويترز: تونس تشن حملة على منظمي رحلات الهجرة غير الشرعية الى أوروبا

الصباح الأسبوعي:** الحرس البحري بجربة يطيح  بـ 5 منظمي عمليات «حرقان»

الصباح الأسبوعي:مهربو المحروقات اعتدوا على أعوان الديوانة وهشـّموا سيارتهم

إسلام أولاين:حوار مع المفكر الإسلامي، ورئيس حركة النهضة الإسلامية:  « راشد الغنوشي »

الصباح الأسبوعي: ع الطايرحلّ كلوب!

قدس برس:تونس: عصابات منظّمة وراء نهب آثار وجرائم قتل واختطاف

الحياة: مشاريع تؤمّن آلافاً من فرص العمل … مجموعتا «آرباص» و«يازاكي» تبنيان 3 مصانع في تونس

رويترز:تونس تُصدر مناقصة لبناء محطة للكهرباء تعمل بالغاز

الحياة:جرجيس التونسية تستعد للتحول إلى محطة سياحية بارزة في جنوب المتوسط

إيلاف:حملة على الفايس بوك تلغي عرض ميشال بوجناح في تونس

أم بي سي : لطيفة تبني مدرسة بغزة.. وتقوم بجولة فنية لإعادة إعمار القطاع

رويترز: بي.بي.سي وسكاي نيوز ترفضان بث نداء لمساعدة سكان غزة

رويترز: فتوى من حاخام يهودي بشأن حرب غزة تثير احتجاجات في إسرائيل

رويترز: ليبيا تقول هجوم غزة قتل الاتحاد المتوسطي

عبد الباري عطوان:زلزال غزة يضرب الاعلام

فاروق القدومي في حوار مع « الشروق «  »لو كنت مكان حماس لرفضت الهدنة وأكملت المقاومة »

وحيد تاجا : حواتمة يرسم « طريق الخلاص » للوضع الفلسطيني

إسلام أونلاين : حماس: مساعدات الإعمار تشمل الفتحاويين

طارق الكحلاوي : الرئيس أوباما وغزة: ملاحظات أولية

صالح بشير:التجربة الأميركية إذ تستوي مثالاً للمستقبل

الشرق:من أهمها مواقع سياسية ولحقوق الإنسان.. »مركز الدوحة » يشجب الرقابة البحرينية للإنترنت

د. محمد نورالدين : تركيا تتصالح مع تاريخها

محمد العروسي الهاني : بصراحة حرية الإعلام و التعبير و الكتابة الدعامة الأساسية لقوة النظام و تقدم الأمة

خولة الفرشيشي: الجزيرة الفضائية متواطئة ضد مصر أم محايدة؟

 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


بث « راديو كلمة » (المحجوب داخل تونس) ينطلق على القمر الصناعي « هوت بيرد » يمكنكم الاستماع الى راديو كلمة على القمر الصناعي « هوت برد » 13 درجة شرقا انطلاقا من يوم الاثنين 26 جانفي 2009 في الأوقات التالية:  07.00 و 13.00 و 20.00 و00.00 للاستماع يمكنكم الضغط على الزر « radio » عوض « TV » Channel Name: Global MIR Satellite: Hot Bird 8 Frequency: 11.541 V Symbol rate: 22.000 تجدون تفاصيل البرامج في قسم « راديو كلمة » في هذا الموقع

www.kalimatunisie.com

 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29 محرم 1430 الموافق ل 26 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

 
1)    عرض معتقلي جهة سيدي حسين السيجومي على التحقيق: بعد 13 يوما من الاعتقال بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية تم اليوم الاثنين 26/01/2009 إحالة الشبان الستة الذين اعتقلوا بجهة سيدي حسين السيجومي بتاريخ 13/01/2009 و هم مكرم بن صالح الجموعي و معز بن علي الحاجي و عبد القادر المولدي بدر و صابر محمد ساسي و حمدي الفوغاري و سعيد رابح الخلفاوي على قاضي التحقيق السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي أمر بإيداعهم السجن المدني بالمرناقية بتهم لها علاقة بقانون 10/12/2003 اللادستوري. 2)     صحفيو الإذاعة و التلفزة يواصلون اعتصامهم: يواصل حوالي 150 صحفيّا وتقنيّا من مؤسستي الإذاعة و التلفزة التونسيّتين اعتصامهم لليوم الثامن على التوالي بمقر المؤسسة للمطالبة بتسوية وضعيتهم المهنية و احتجاجا على الظروف المهينة والمزرية التي يعملون فيها خاصة و أن البعض منهم يعمل في هذه الظروف الصعبة منذ عشر سنوات، و قد قرروا تنفيذ الاعتصام بعد أن ملّوا التسويف و المماطلة  في التعاطي مع ملفّهم المصيري. كما هدد الصحفيون المعتصمون بالدخول في إضراب عن العمل للفت الأنظار إلى مطالبهم المشروعة المتمثلة في تسوية وضعيتهم المهنية و عدم التلكؤ في صرف رواتبهم و في زيادة هذه الرواتب المتدنية جدا ( 200 دينار شهريا للبعض منهم). عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


 » الحرية للدكتور الصادق شورو  »  » الحرية لجميع المساجين السياسيين  » الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 26 جانفي 2009

الأمن السوري يُطلق سراح طالب تونسي  بعد إحتجازه أربعة أشهر

 

قامت الأجهزة الأمنية السورية ليلة يوم السبت 24 جانفي 2009 بترحيل الطالب عثمان بن بشير البوغانمي إلى تونس عبر مطار دمشق الدولي، بعد أربعة أشهر من إحتجازه بصورة تعسفية في ظروف صعبة تعرّض خلالها للتعذيب وتعصيب عينيه خلال جميع مراحل التحقيق وإهانته لأجل إنتزاع إعترافات تدينه بالعلاقة مع المقاومة العراقية. ووفق مصادر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين فإن الأجهزة الأمنية السورية التي تولت التحقيق مع الطالب عثمان البوغانمي طوال فترة إحتجازه، حصل لها يقين ببراءته منذ أول إعتقاله إلا أنها كانت تصرعلى مواصلة إحتجازه تعسفاً وتعذيبه وإذلاله ثم إبقائه في ظروف سجنية بالغة السوء،لا تستجيب لأدنى الشروط السجنية القانونية،وهو ما تسبب بحسب مصادر الجمعية في إصابة الطالب بإنهيارات عصبية وظهورأعراض نفسية صعبة تعتزم عائلته بسببها عرضه على طبيب نفساني. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي كانت قد نشرت بيانا بتاريخ 22 جانفي2009 تُعلم فيه بإختفاء الطالب عثمان البوغانمي منذ 20 سبتمبر 2008 لدى الأجهزة الأمنية السورية تندد بالسلوك الأمني اللامسؤول الذي جرى التعامل به مع الطالب التونسي وتحمّل السلطات السورية المسؤولية القضائية فيما لو تردت حالة الطالب الصحية والنفسية. وهي تحمّل الجهات الدبلوماسية التونسية المختصة بمتابعة هذا الملف، مسؤولية عدم تعاونها مع عائلة البوغانمي(المقيمة في سلطنة عُمان) والكشف عن مصيرإبنها وقد مضى على إختفائه أربعة أشهر.كما تدعوها إلى تمكين الطالب عثمان البوغانمي من وثائقه الجامعية وجواز سفره الذي إحتجزته الأجهزة الأمنية لديها.  عن الجمعيــــــــة الهيئةالمديرة


« الحرية لكل المساجين السياسيين » الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr 
  تونس في 26 جانفي 2009 

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : المقامة الهمامية  في معالجة القضايا  » الارهابية »… !!!!!

    

*  مثل يوم أول أمس السبت 24 جانفي 2009 أمام الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في  القضية عدد 16866 التي يحال فيها مجموعة من الشبان متهمون بتشكيل خلية بالجنوب التونسي تابعة لمجموعة سليمان ، و هم كل من : بلقاسم بن على بن صالح شنينة ( مولود في 22/12/1984 ) و صالح بن على بن صالح شنينة ( مولود في 03/04/1986 ) و خالد بن على بن صالح شنينة ( مولود في 25/12/1978 ) و فارس بن العيادى بن مبارك الدخلاوى   ( مولود في 04/02/1988 ) و فؤاد بن احمد بن عبد الله جبير ( مولود في 30/03/1985 ) و لطفي بن العونى بن محمد الرقيق ( مولود في 24/01/1983 ) وعبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحاج الفرجاني ( مولود في 16/01/1987 ) و ضياء الدين بن على بن عمر الفرجانى ( مولود في 1/02/1988 )  و   عبد الحميد بن عبد القادر بن لخضر الصويعي ( مولود في 9/07/1986 ) أسامة بن الشتوي بن عبد الله عبد الصمد ( مولود في 28/8/1977 ) و عادل بن مفتاح بن على المدنيني ( مولود في 14/06/1985 ) و محمد بن الكيلاني بن محمد البدوي ( مولود في 8/12 1979 ) و قيس بن على بن محمد دادي ( مولود في 26/11/1980 ) و صالح بن على الصغير بن العبيدى ذيبي ( مولود في 31/04/1974 ) و نادر بن فتحي بن على بن سالم ( مولود في 01/08/1981 ) و هشام بن بريك بن مفتاح بريك ( مولود في 13/01/1986 ) و حافظ بن صالح بن على صميدة ( مولود في 22/02/1977) و محمد بن على بن محمد العائب ( مولود في 21/05/1984 ) و نصر بن محمد بن نصر فرح ( مولود في 10/04/1976 ) – بحالة ايقاف – و حسان بن المهدي بن محمد بن جمعة  ( مولود في 1/03/1986 ) إسماعيل بن على بن محمد قنفيد ( مولود في 20/03/1984 ) ناجى بن محمد بن سالم مقطوف ( مولود في 16/01 1985 ) –– بحالة فرار –  و  المحالين من أجل الانضمام  إلى وفاق اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات لفائدة تنظيم ارهابي و توفير معلومات لفائدة تنظيم ارهابي . و قد جرت المحاكمة في أجواء مشحونة بسبب إصرار رئيس الدائرة على عدم تمكين المتهمين من الجلوس رغم تدخل هيئة الدفاع و تذكيرها بأن شروط المحاكمة العادلة تقتضي أن يمثل المتهمون أمام المحكمة في ظروف مقبولة و أن تحرص المحكمة على الحفاظ على كرامتهم و إنسانيتهم ، و لكن المحكمة ، و خلافا للتقاليد الجاري بها العمل في القضايا الكبرى ، أصرت على إبقاء المتهمين بحالة وقوف لساعات طويلة .     و بعد المناداة على القضية قامت المحكمة باستنطاق المتهمين الذين  أنكروا التهم المنسوبة إليهم و تمسكوا بأن التصريحات المسجلة عليهم من طرف باحث البداية انتزعت منهم تحت التعذيب ،  ثم أحيلت الكلمة الى لسان الدفاع المتكون من الأساتذة عبد الفتاح مورو و رضا الأجهوري و عبد الرؤوف العيادي و روضة الشريف و وداد البدوي و بوبكر بن علي و بوبكر بالثابت و فتحي الطريفي  و سمير بن عمر و سمير ديلو و راضية النصراوي و شكري بلعيد ،  و بعد بداية المرافعات عمد رئيس الدائرة و إحالة الكلمة إلى الأستاذ سمير بن عمر الذي شرع في الترافع إلا أن رئيس الدائرة الذي كان في عجلة من أمره  كان يعمد في كل مرة إلى مقاطعته ثم سحب منه الكلمة رغم أنه لم يكمل مرافعته و هو ما أدى إلى احتجاج هيئة الدفاع وممثل فرع تونس للمحامين ، و تواصلت الجلسة في أجواء مشحونة . و بعد إحالة الكلمة إلى الأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي شرع في الترافع الا أن رئيس الدائرة عمد إلى التدخل مجددا و مقاطعته لمجرد انتقاده لأعمال السيد حاكم التحقيق ، و  عندما  أصر الأستاذ العيادي على مواصلة الترافع أمر القاضي محرز الهمامي أعوان الأمن بإخراجه من قاعة الجلسة ، و هو ما أدى إلى احتجاج هيئة الدفاع و إعلان انسحابها . و اثر ذلك أصدرت المحكمة حكمها القاضي بإدانة المتهمين و سجنهم مدة تتراوح بين ستة أعوام و أربعة عشرة عاما  . و الجمعية إذ تعبر عن استنكارها لما آل إليه وضع القضاء التونسي و الظروف التي تتم فيها محاكمة الموقوفين في إطار قانون مكافحة الإرهاب اللادستوري فإنها تطالب بالكف عن المس بضمانات الدفاع و بتوفير شروط المحاكمة العادلة لهؤلاء الموقوفين و بإعادة الاعتبار للوظيفة القضائية السامية .   عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية 

تونس ، في 20 جانفي 2009 بـــيــان

في ذكرى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل  

الأخوات و الإخوة  ، نحتفل اليوم مع سائر الشغالين والنقابيين في تونس بالذكرى 63 لإنبعاث الاتحاد العام التونسي للشغل هذه المنظمة التي أرادها حشاد وجيل المؤسسين والرواد إطارا لتنظيم العمال التونسيين خارج النقابات الاستعمارية الفرنسية وأداة للذود عن مصالحم المادية و المعنوية وفي مقدمتها التحرر الوطني والإجتماعي . ولقد كانت مسيرته على امتداد 63 سنة حافلة بالمكاسب والانجازات ولكنها عرفت أيضا فترات انتكاس وأزمات خطيرة بعضها بسبب تدخل الدولة في شؤونها الداخلية ومحاولات تدجينها وإلحاقها بجهاز الحزب الحاكم وبعضها الآخر بسبب الخلافات الداخلية ونزاعات البقرطة والتسلط الفردي والفئوي والجهوي وسوء إدارة شؤونها النقابية والمالية والإدارية . وتمر منظمتنا اليوم بواحدة من هذه الفترات الصعبة التي تشير كثير من المؤشرات على أن الاتحاد مقدم على أزمة جديدة لا يمكن التكهن بانعكاساتها وآثارها لا فقط على مستقبل المنظمة والعمل النقابي في بلادنا بل وكذلك على مصالح العمال والشغالين عامة والبلاد بصورة أعم, والجدير بالتذكير أن المصاعب التي شهدتها الحياة الداخلية للمنظمة تتزامن في الواقع مع جملة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية الجارية على النطاق العالمي وعلى بلادنا أيضا . الأخوات و الإخوة  ، لقد كشفت الليبرالية الاقتصادية الجديدة المعولمة في هجومها على عالم الشغل وعلى مكاسب العمال حيث راجعت أشكال التشغيل وظروف العمل ومقومات نظم التأجير والصحة والسلامة المهنية باتجاه المرونة والضغط على كلفة الانتاج باسم المردودية والمزاحمة وباتجاه تعميم أشكال العمل الهش الأمر الذي أدى إلى ضرب حق الشغل وتسريح الآلاف من العمال ودهورة ظروف العمل والمقدرة الشرائية . ولم يكن لذلك أن ينجح إلا بالتضييق على الحريات النقابية ومحاصرة العمل النقابي والنقابات والتراجع في مكاسب الحركة العمالية . وفي مثل هذه الظروف التي لا يختص بها بلد دون غيره ، يتعرض العمل النقابي في بلادنا كما في غيرها من البلدان لمصاعب كثيرة باتت تستوجب من النقابات مراجعة طرق عملها وتحديث أساليب نشاطها من أجل الحفاظ على موقهعا كطرف اجتماعي له وزنه ومن أجل تجاوز العراقيل التي تواجهها في سبيل تنسيب العمال وتفعيل هياكلها وأنشطتها . الأخوات و الإخوة  ، وكان على الاتحاد العام التونسي للشغل الذي بنى تجربته أساسا على العمل في القطاع العام أن يعدّ نفسه لمواجهة آثار هذه التحولات العاصفة بهذا القطاع لصالح القطاع الخاص الذي أصبح هو المشغل الأساسي في بلادنا غير أن النرعة المحافظة والتكلس والجمود الذي دأبت عليه القيادات المتوالية على رأس الاتحاد خلال العقدين الأخيرين وقفت حاجزا في وجه كل محاولات التحديث والتغيير . وقد انتهت فترة ما يسمى بـ »التصحيح النقابي » التي انطلقت على قاعدة نقد سلبيات فترة التسعينات ورفعت شعارات الديمقراطية والاستقلالية والنضال النقابي القاعدي ، انتهت هي الأخرى بفشل ذريع بل وارتدت إلى مزيد من البقرطة والتسلط الفردي والتكتلات الجهوية والعشائرية وبروز أحلاف واستقطابات تنبني على تنافر مصالح أدت إلى تعطل الحياة الداخلية وتفاقم مظاهر التعسف وشعور عام بأن أوضاع الاتحاد متأزمة أو هي سائرة نحو التأزم . الأخوات و الإخوة  ، يخضع  الاتحاد  اليوم لتمش يقوم على رغبة جامحة  في  الالتفاف  على مكاسب  مرحلة  التصحيح  – على محدوديتها – وفي هذا الإطار تشن اليوم ومنذ مدة حملة واسعة على قرار مؤتمري جربة والمنستير الخاص بالدورتين وضمن هذه الحملة تجري عملية استغلال وتوظيف مفضوح لمراكز النفوذ وللقانون الأساسي والنظام الداخلي للإتحاد لتصفية الخصوم والمخالفين في الرأي وخاصة المتمسكين بهذا القرار بافتعال ملفات وتهم لا يصدقها أحد غير الموالين الطامعين في المواقع و المنافع و الامتيازات . وفي هذا السياق جرت حملة تجريد لنقابيين في تونس وقفصة و القصرين و تمت إزاحة الكاتب العام للإتحاد الجهوي ببنزرت والكاتب العام للاتحاد الجهوي بنابل وافتعلت قضية الملف المالي للاتحاد الجهوي للشغل بتونس بعد أن فشلت محاولات الإنقلاب داخل المكتب التنفيذي الجهوي ، هذا الملف الذي على خلفيته تم تجميدي ثم تجميد عضويين من الاتحاد الجهوي عن النشاط وأحيل عدد من النقابيين على لجنة النظام وماتزال القائمة مفتوحة لغيرهم . الأخوات و الإخوة  ، إن تأجيج الأزمة لشل اتحاد جهوي في حجم الاتحاد الجهوي للشغل بتونس ، في الوقت الذي كان يتعين فيه العناية بمطالب العمال بالجهة ورعاية نضراءهم من أجل حق الشغل وتحسين مقدرتهم الشرائية وظروف العمل والحياة ، إنما الغاية منه التغطية على فشل الفريق الماسك بقيادة الاتحاد اليوم . إن افتعال هذه الأزمة والمضي قدما في تعميمها ليس له من هدف سوى خلق مبررات وتمهيد الطريق لعقد مؤتمر استثنائي سيجرى فيه تمرير الخلافة داخل قيادة الاتحاد والقضاء على القليل من مكاسب الديمقراطية الداخلية . إن التلاعب بمصلحة النقابيين والعمال من أجل الاستجابة لطموح مرضي لبعض المتنفذين في القيادة الذين لا يهمهم سوى مصالحهم أمر يستدعي من كل النقابيين الوقوف صفا واحدا وبكل حزم  في وجه هذا التوجه المنافي لمصلحة المنظمة والعمال . أما فيما يتعلق بمقاومة سوء التصرف والاختلاس لأموال المنظمة ومؤسساتها فالأمر يستدعي إجراء تغيير جذري على نظام التسيير الإداري والمالي والنقابي في الاتحاد بما يسمح لهياكله القاعدية والمسيرة بفرض شفافية التصرف الذي تسري قواعده على الجميع وفي كل المستويات كي لا تستعمل هذه المسألة كقضية حق يراد بها باطل . عاش الاتحاد العام التونسي للشغل ديمقراطيا ، مستقلا و مناظلا . الكـاتـب الـعــام تـوفيـق الـتـواتـــي


في رسالة لابن علي طالب فيها بفتح تحقيق في القضية

تونس تمنع ناشطا حقوقيا مغربيا من دخول البلاد

 
الرباط – «الشرق الأوسط» قال عبد الحميد أمين، منسق «التنسيقية المغاربية» لمنظمات حقوق الإنسان، إنه منع يوم الجمعة الماضي من دخول تونس، فور نزوله من الطائرة المغربية التي كانت قادمة من مدينة الدار البيضاء، ووجد نفسه لدى خروجه من بابها، وجها لوجه أمام مجموعة من رجال الأمن التونسيين بالزي المدني، الذين أبلغوه أنه غير مرغوب فيه، وأمروه بالرجوع في نفس الطائرة إلى بلده دون أي تفسير أو تبرير. وأضاف أمين في رسالة مفتوحة، وجهها إلى زين العابدين بن علي رئيس تونس، تلقت «الشرق الأوسط» أمس نسخة منها، أنه وأمام احتجاجه ورفضه لما سماه «الأسلوب التعسفي»، تم تهديده باستعمال القوة ضده لترحيله إلى المغرب، مشيرا إلى أنه اضطر في النهاية مكرها إلى الرجوع إلى بلده دون القيام بالمهمة التي سافر من أجلها إلى تونس، والتي قال إنها تدخل في إطار الجولة المغاربية التي قررت التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان القيام بها لمجمل البلدان المغاربية، قصد تعريف السلطات والرأي العام المغاربي العام بهذه التنسيقية التي تم تأسيسها في 30 مارس (آذار) 2006 بالمغرب، والتي تتكون من 14 تنظيما حقوقيا، ثلاثة منها تشتغل على حقوق الإنسان بتونس، (اثنتان بتونس والثالث له مقره بفرنسا). وأكد أمين أنه بعث شخصيا، بصفته منسقا للتنسيقية المغاربية، رسالة يوم 18 يناير (كانون الثاني) الجاري إلى المسؤولين الرسميين في الحكومة التونسية، لطلب ترتيب اجتماع بينهم وبين الممثلين عن التنسيقية المغاربية، غير أن الجواب. وخلص أمين إلى القول، إنه يطلب فتح تحقيق بشأن منعه من دخول تونس، حول ما حصل، وقصد جبر ما سماه الأضرار الناتجة عن ذلك، بتقديم اعتذار له، وتمكينه من زيارة تونس الذي سبق له أن زاره في مناسبات مختلفة. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)

إبعاد مسؤول في منظمة مغاربية لحقوق الإنسان من تونس
 
الرباط (ا ف ب) – ذكرت المنظمة المغربية لحقوق الانسان (مستقلة) في الرباط ان مسؤولا في منظمة مغاربية لحقوق الانسان طرد الجمعة بعيد وصوله الى مطار تونس بحجة انه شخصا غير مرغوب فيه في تونس. وقالت المنظمة ان « شرطيين بلباس مدني طردوا عبد الحميد امين نائب رئيسها وعضو الامانة العامة للتنسيق المغاربي لمنظمات حقوق الانسان الجمعة عند وصوله الى مطار تونس ». وكانت الامانة العامة اوفدت امين الى تونس ليبحث مع السلطات التونسية في وضع حقوق الانسان في هذا البلد وفي المغرب العربي بشكل عام. وصرح عبد الاله بن عبد السلام العضو في المنظمة المغربية لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس السبت ان « الشرطيين اجبروه على البقاء في الطائرة بدون ان يطأ الارض التونسية وعاد في اليوم نفسه وفي الطائرة نفسها الى الدار البيضاء ». وتابع « ندين بشدة هذا الابعاد ». واوضح ان الامانة العام « كانت قد ابلغت السلطات التونسية بزيارته وطلبت موعدا مع رئيس الوزراء التونسي ». وتضم الامانة العامة للتنسيق المغاربي لمنظمات حقوق الانسان 14 منظمة لحقوق الانسان في المغرب العربي. وكانت التقت في 18 كانون الثاني/يناير في الرباط رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي. وقد حددت مهمتها « بالدفاع عن حقوق الانسان في المغرب العربي وحمايتها في ابعادها العالمية والشاملة واقامة علاقات متينة بين مختلف المنظمات المغاربية الفعالة في المجتمع المدني ». (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 24 جانفي 2009)

عبد الحميد أمين يطالب بجبر الانتهاك الذي تعرض له في مطار تونس
 
لطفي حيدوري طالب عبد الحميد أمين منسق التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان الرئيس التونسي بفتح تحقيق بشأن منعه تعسفيا من دخول تونس يوم الجمعة 23 جانفي وتهديده باستعمال القوة لترحيله إلى المغرب من قبل سلطات الأمن. واحتج أمين بقوة على تصرف السلطات معه واعتبره خرقا سافرا لحقوق إنسانية ثابتة لابدّ من ترميمه بدءا بتقديم اعتذار عما حصل وتمكينه في أول فرصة من زيارة تونس التي سبق أن زارها في مناسبات مختلفة. وقال أمين في رسالة وجهها للرئيس بن علي « لقد بعثت شخصيا كمنسق للتنسيقية المغاربية برسالة في تاريخ 18 جانفي للوزير الأول ولوزير العدل بحكومتكم لطلب ترتيب اجتماع. ومع الأسف الشديد كان الجواب هو منعي التعسفي من دخول تونس « . وأضاف عبد الحميد أمين « لاشك أنّ منعي من دخول تونس إجراء تعسفي مناف لحقوق الإنسان وخاصة لحرية التنقل ولواجب حماية المدافعين عن حقوق الإنسان.   وهو كذلك عرقلة أكيدة لنشاط التنسيقية التي نعتبرها أداة قيّمة من أجل المساهمة في بناء مغرب الشعوب ومغرب الديمقراطية الذي تطمح له عشرات الملايين من المغاربيين ». من جهة أخرى توجه عبد الحميد أمين بطلب تدخل من رئيس الحكومة المغربية لدى الحكومة التونسية للاستفسار حول أسباب هذا الإجراء وللاحتجاج على ما أصاب مواطنا مغربيا ومدافعا عن حقوق الإنسان من تعسفات، وللمطالبة بجبر الأضرار الناتجة عن هذا الإجراء وخاصة عبر تقديم اعتذار والسماح لي مجددا وفي أقرب وقت من زيارة تونس الشقيقة . ونددت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بهذا الاجراء التعسسفي كما استنكره المجلس الوطني للحريات بتونس هذه المعاملة السيئة قائلا: » أنّ تونس سترحّب به بحرارة بعد تخلصها من الاستبداد شأن أصدقاء آخرين لتونس من المغرب وأوروبا سبق ترحيلهم. » يشار إلى أنّ تونس كانت المحطة الثانية في جولة مغاربية تقوم بها التنسيقية المغاربية بعد الزيارة التي قامت بها لمنظمات حقوق الإنسان للمغرب والتي تم خلالها لقاء مباشر مع رئيس الحكومة المغربية يوم 16 جانفي 2009. لكنّ السلطات الأمنية في تونس منعت الاجتماع المبرمج يوم 24 جانفي بين وفد من التنسيقية وممثلي المجتمع المدني التونسي بإلغاء استخدام فضاء اجتماعات خاص ومنع الوصول لمقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 25 جانفي 2009)


 

عراقيل تعيق مسيرة حركة التجديد

 
ما لا يختلف فيه عاقلان هو أنّ حركة التجديد تضم جيلا كبيرا من المناضلين التقدميين الأفذاذ، الذين اختاروا الدّفاع عن مصالح البلاد وفيهم من دخل السجن من أجل تمسكه بمبادئه. وهؤلاء هم من خيرة نخبة البلاد وجلهم من الجامعيين. حركة التجديد مثلت نقطة تحول في مسار الحزب الشيوعي التونسي، بعد أن اختارت التفتح وفسح المجال أمام أصحاب الفكر التقدمي للتعبير عن آرائهم بحرية داخل الحركة. هذا التوجه قد يتعطل ويتعثر، نظرا لوجود عناصر تريد ان تكون الآمرة الناهية وصاحبة القرار في كل شيء حتى لو كانت توجهاتهم خاطئة وتضر بالحركة وبتحالفاتها. بل قد تجعل المناضلين الذين انخرطوا في صفوفها ينسحبون منها. كما ان هذه الاطراف قد تؤثر بسلوكاتها الاستبدادية على موقع الحزب على الساحة السياسية الوطنية وتؤثر كذلك على نتائج مرشحيه في الإنتخابات التشريعية خاصة خلال السنة الحالية 2009 . ان الخسارة اكثر من الربح بالنسبة الى حركة التجديد في وجود شخص مثل المدعو هشام سكيك عضو لجنة الضمانات في حين انه مختص في (…..)التي جعلت عددا كبيرا جدا من مناضلي الحزب الشيوعي ينسحبون من حركة التجديد لأنهم يرفضون التعامل مع هذا النوع من الاشخاص ولانهم تربوا على مبادئ وقيم اسمى بكثير. وقد اختاروا الابتعاد كي لا يزج بهم يوما ما في زمرة من ساهموا في هدم بنيان الحركة. تصرفات المدعو هشام سكيك الاقصائية لم تتوقف عند (….) داخل الحركة بل تعدتها الى صحيفة الطريق الجديد التي قاطع الكتابة فيها وشراءها جل ابناء الحزب ومناصري النهج التقدمي بعد ان اصبحت تعبر عن افكار ووجهة نظر مدير تحريرها المدعو هشام سكيك والمتحالفين معه الذين يريدون محو تاريخ الحركة والاسماء التي ناضلت سنين طويلة صلب الحزب الشيوعي التونسي. فكل فكر مخالف لفكره وفكر (…) مرفوض ولا ينشر في الصحيفة. ان المدعو هشام سكيك صاحب الافكار (…) نصب نفسه امينا على الحركة متجاوزا الجميع بما في ذلك الامين الاول والحقيقي للحركة السيد احمد ابراهيم وبقية المناضلين صلبها. بل هو يحيك الدسائس ضد الامين الاول في تخطيط  محبك لاقصائه واحتكار القرار داخل الحركة بما يرضي انانيته وانانية عصابته. وهذا الامر اصبح معلوما لدى جميع ابناء الحركة الذين عبروا عن عدم رضاهم عن هذه التصرفات التي تسيئ لتاريخ الحزب والحركة. ان ابناء الحزب الشيوعي وحركة التجديد مطالبون بوضع حد لهذا الفيروس الخطير الذي ينخر احد اعرق الاحزاب في تونس قبل ان يستشري فيه ويلقي به في الهاوية قبل فوات الاوان. ان اهم قرار يجب اتخاذه ودون تاخير هو ابعاد هشام سكيك نهائيا عن الصحيفة ومن لجنة الضمانات التي لا يجب ان توجد فيها دسائس وخيانات تفرق الصفوف وتفرغ الحركة من مناضليها الحقيقيين. ان الامين الاول للحركة السيد احمد ابراهيم مطالب باتخاذ القرار الذي تخوله له صلاحياته كمؤتمن على الحركة وتاريخها النضالي وذلك بتنحية المدعو هشام سكيك من رئاسة تحرير صحيفة الطريق الجديد لان ممارساته لا تليق لا بالحزب وهياكله ولا بالخط التحريري للصحيفة. وليدرك السيد احمد ابراهيم الذي لا نشك في حسن نواياه وحرصه على تجميع صفوف ابناء الحزب والحركة ان التاريخ سيحاسبه اذا لم يتخذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب. فقد انتخب امينا على الحركة ليحافظ عليها ويحميها من اشخاص هو اكثر العارفين بتاريخهم التصفوي وتفرغهم لحبك الدسائس والمؤامرات. واني كمناضل تقدمي في الحزب الشيوعي ثم في حركة التجديد اضم صوتي الى بقية الاصوات التي اطلقت صيحة الفزع خوفا على الحركة وخشية عليها من الاندثار. مناضل في الحزب الشيوعي التونسي وحركة التجديد


لا لتمديد الرئاسة

أبوجعفرالعويني 26/01/2009

 
لا لتمديد الرئاسة لا تحتكر بالبلاد عباد بالأمس محنة  نور و اليوم تُبلى جهاد عحبا نظام يؤرّقه الخماروتوبة الأولاد وطن محنته طالت,وكلّ يوم في ازدياد شعبه يأبى مصير الذّل  و يزدادُ العناد نصف  قرن  قد  مضى  و الضّيم  زاد تترى السّنون,فلا أمل نراه و لا رشاد شوّهوا سمعة الخضراء في  كـلّ  بـر ّ و لـدى البرايا في العالمين أو قل يكاد بلاد القيروان عصيّة و لا  تقبل الأذى تونس الأنس شعبها  اليوم كريم يُقـاد بقبضة الفولاذ , و الظّلم  و الإضطهاد فالسّجن والقهر و النّفي  قد صار يراد قصّة التّحريق عبرالبحرعوما و جهاد ليس حبّا للسباحة بل هروب  و انتجاد ليس أحمد أو مراد, بل لإيلّي و لُرانزو كافاريللي پارازوتّي  ثمّ مافيوزي يراد ماذا يجري يا تهافت يا جنود الخاذلين بانتماء  المسلميـن  السّابقين  للجهاد سقط  البرقع  اليوم  وانكشف الجميع في  فضاء  الإفتراضي اسألوا أمّ زياد لم يعد للجهل باع  يا جماعة  أو قناع أمّنا الخضراء سقف,ولها الدين عماد وبها الأحرار في ظلّ الأخوّة واحترامٌ للجميع,هكذا نبني الحمى  ماض يعاد ليس للبايات قسط  أو لحكم الجهويّة إنّما الشّورى أساس ذاك حلم الأغلبية لا لتمديد الرئاسة  لا إنتكاسة  و فساد يكفي ماعاناه شعب نزعوامنه الإرادة نزعوا منه الكرامة والشهامة وزيادة علّموه  ثقّفوه  و أرادوه  مثالا للرّيادة مثل  جان جاك روسّو وفولتير البلادة الحداثة والدّياثة و ادّعوا التنوير زيفا نسبوا الدّين ظلام ,يا حرام يا رشادة* فكرك  الكلس  يا هذا  حميم  و  رماده فكركم   صرفا  من  الغرب  استيراد ه هُجّنت إلاّ  قليلا من  بني  داوود  عادة مسّحوه  هوّدوه   صهيونوه   للإفادة قدّموه  لقمة  سائغة  لا يسوى جرادة و قضى بالبحر شبّان و ما تلك شهادة جنّة  قيل ,و لكن  لهبا,أوقدوه  ببلاده

 

 تونس تشن حملة على منظمي رحلات الهجرة غير الشرعية الى أوروبا
 
تونس (رويترز) – قالت صحف تونسية يوم الاثنين ان السلطات شنت حملة ادت الى اعتقال عدد من منظمي رحلات الهجرة غير الشرعية باتجاه اوروبا بعد أسبوع من فقد نحو 30 مهاجرا تونسيا كانوا يبحرون خلسة باتجاه جزيرة لامبيدوسا الايطالية. وذكرت صحيفة الاسبوعي ان الوحدات الامنية سددت ضربة موجعة لمنظمي عمليات الابحار خلسة عندما اعتقلت خمسة منظمين وحجزت ثلاثة مراكب تستغل في رحلات الهجرة غير المشروعة. وأعلن يوم الاثنين الماضي عن غرق مركب يقل 35 مهاجرا قبالة سواحل تونس ونجا خمسة اشخاص بينما اعتبر البقية في عداد المفقودين. وتمكنت السلطات من تحديد هوية منظم رحلة الاسبوع الماضي لكنه لايزال فارا. وعادة ما يتلقى منظمو هذه الرحلات اموالا طائلة تصل الى الفي دولار عن كل مهاجر غير شرعي. كما اعتقلت وحدات الامن في بنقردان عشرات الشبان ممن كانوا يستعدون للسفر الى ليبيا للانطلاق من شواطئها في رحلات بحرية باتجاه اوروبا. وكثفت تونس من جهودها للحد من تدفق المهاجرين على اوروبا وفرضت عقوبات صارمة وغرامات مالية طائلة على كل من يضبط من مشاركين ومنظمين لهذه الرحلات. وحث الاتحاد الاوروبي دول شمال افريقيا على عمل المزيد لوقف الهجرة غير الشرعية التي تحاول الوصول الى اوروبا عبر ايطاليا واسبانيا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 جانفي 2009)

جرجيس اقتنـوا 3 مراكب بأكثر من 100 مليون لتهريب أكثر من 100 شخص ** الحرس البحري بجربة يطيح  بـ 5 منظمي عمليات «حرقان»

 
الأسبوعي – القسم القضائي: سدّدت الوحدات الأمنية للمنطقة البحرية بجربة في الآونة الاخيرة ضربة موجعة لمنظمي عمليات الإبحار خلسة عندما أطاحت بخمسة منظمين وحجزت ثلاثة مراكب صيد اقتناها المنظمون بأكثر من 100 ألف دينار وأحبطت بالتالي ثلاث عمليات «حرقان» في المهد تباعا وأنقذت أرواح ما لا يقل عن المائة شخص باعتبار سوء الاحوال الجوية هذه الايام. وحسب ما توفر من معلومات فإن معلومة سرية وردت على مسامع أعوان الحرس البحري مفادها شراء أحد الاشخاص  المعروفين في عالم «الحرقان» لمركب صيد من منطقة الصخيرة لذلك قاموا بمراقبة المظنون فيه في سرية تامة حتى تأكدوا من استعداده لتنظيم عملية اجتياز للحدود خلسة باتجاه جزيرة لمبدوزا بأقصى الجنوب الايطالي فنصبوا له كمينا  نجحوا على إثره في القبض عليه فاعترف بما نسب اليه. وفي إطار التصدي للهجرة غير الشرعية علمنا أن الوحدات الأمنية للحرس البحري بجربة وجرجيس أحبطوا عمليتي إبحار خلسة في المهد حيث ألقت القبض على أربعة منظمين وحجزت مركبي صيد  ويرجح أن يكون المظنون فيهم تسلموا عشرات الآلاف من الدنانير من الحالمين بأجواء أوروبا. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)

الدهماني مهربو المحروقات اعتدوا على أعوان الديوانة وهشـّموا سيارتهم
 
الأسبوعي – القسم القضائي: علمت «الأسبوعي» أن ثلاثة من أعوان دورية تابعة للحرس الديواني بالجريصة تعرضوا في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة الفارطين لاعتداء من قبل أربعة من مهربي المحروقات على مستوى منطقة الزوارين الريفية بولاية الكاف. وتتمثل صورة الواقعة في توجه أعوان الدورية الى إحدى النقاط السوداء الواقعة بين الجريصة والزوارين لمراقبة سيلان المرور والتصدي لكل أشكال التهريب خاصة وأن تلك الطريق يعبرها عدد كبير من مهربي المحروقات الذين يأتون بهذه البضاعة من الحدود الجزائرية. في الأثناء تفطن الأعوان لقدوم شاحنة فأشاروا الى سائقها بالتوقف وبعد التأكد من شحنه لعدد كبير من الأوعية البلاستيكية المملوءة بالبنزين حاولوا تطبيق القانون وحجز البضاعة المهربة غير أن ردة فعل السائق ومن معه كانت عنيفة وغير منتظرة إذ اعتدوا على أعوان الديوانة الثلاثة ورشقوهم بالحجارة مخلفين لهم إصابات متفاوتة كما ألحقوا أضرارا فادحة بالسيارة الإدارية قبل أن يلوذوا بالفرار. وبالتنسيق مع وحدات الحرس الوطني بإقليم الكاف انطلقت التحريات على قدم وساق مما مكن المحققين من إيقاف شخصين بعد ساعات من الواقعة ومازالت الأبحاث جارية الى حد كتابة هذه الأسطر للايقاع بالمظنون فيهما الآخرين. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)

حوار – هادي يحمد مع المفكر الإسلامي، ورئيس حركة النهضة الإسلامية:  « راشد الغنوشي »
 
اعتبر الشيخ « راشد الغنوشي » المفكر الإسلامي، ورئيس حركة النهضة الإسلامية، أن العدو الصهيوني قد فشل في تحقيق أهدافه من الحرب على غزة، وأنه لم يستطع اجتثاث حركة حماس، أو القضاء على المقاومة، بل على العكس فإن هذه الحرب قد نقلت قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حركة حماس، بعد أن كان لعقود عديدة بيد قوى أخرى، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية.  وأكد « الغنوشي » في حوار خاص مع شبكة « إسلام أن لاين.نت »، على أن المعتدي قد انفلت من كل قيمة وخلق وقانون للحرب، مفسرا ذلك بفشل الحصار الصهيوني الذي حول غزة إلى سجن لأصحابه في أن يفت في عضد هذا الشعب وهذه المقاومة، ومرجعا هذه الوحشية المنفلتة من أعماق الغرائز البهيمية الإسرائيلية إلى ما ترسب من مواريث تلمودية وتوراتية من أساطير مؤسسة للكيان الصهيوني، ومن فلسفة حلولية؛ حيث يحل الرب في شعب بني إسرائيل المدلل، بما يبيح لهم اجتراح أي شيء. وحول أبرز خلاصات هذه الحرب، رأى « الغنوشي »، أنها التعبير الأبلغ على إفلاس المشروع الصهيوني « الأخلاقي » ووصوله إلى الحدود القصوى في استخدام القوة المنفلتة؛ مما يعني بداية التراجع والانقلاب إلى الضد. وأكد على أن هذه الحرب قد عرت النظام العربي الرسمي والأنظمة المتحكمة فيه، وكشفت عن حجم الهوة السحيقة التي تفصلها عن شعوبها، كما كشفت عن عمق ما تتمتع به القضية الفلسطينية من تأثير وسط التيارات الأساسية الفاعلة في الرأي العام: الإسلامية، والقومية، واليسارية، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وأنها حرب تنقل قيادة مواجهة المشروع الصهيوني إلى التيار الإسلامي بمختلف أطيافه، وتنقل قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حماس وإلى حلفائها: إسلاميين، وقوميين، ويساريين، على امتداد المنطقة والعالم بعد أن صنعت فرزا جديدا فلسطينيا وإقليميا ودوليا في المستويات الشعبية والرسمية.. فرزا بين قوى المقاومة وحلفائها وأنصارها وبين القوى المتحالفة مع المشروع الصهيوني. وفيما يلي نص الحوار: * كيف تصفون الحرب الإسرائيلية الغاشمة التي جرت ضد قطاع غزة؟ لم تكن هذه حربا عدوانية على غرار كل حروب هذا الكيان السرطاني، إلا أنها فاقتها جميعها بانفلات المعتدي من كل قيمة وخلق وقانون للحرب، وبالنظر لأن الطرف الآخر المعتدى عليه في هذه « الحرب »: جيش غزة » المفترض هو بمنطق العلم العسكري غير موجود؛ بسبب غياب أي مستوى من مستويات تكافؤ السلاح، دبابة مقابل دبابة، ومدفع مقابل آخر؛ مما يجعلها حربا على غزة، وليست حربا معها. وإلا ماذا من عبقرية وشجاعة وبطولة في استخدام أفتك ما أنتجت الحداثة الغربية من أدوات التدمير: طائرات من دون طيار، وطائرات مقاتلة، وطائرات يعلو بها مقاتل صهيوني صنديد مدينة غزة دون أي طيران مقاتل، ودون أي دفاع جوي، فيمارس بها العربدة، فيما يسمى بالقصف السجادة، يدمر كل شيء من تحته، كل بشر وشجر وحجر، غير متورع حتى في استخدام القنابل الفسفورية الحارقة؟! وفي الوقت ذاته يوجه فارس صهيوني آخر إلى نفس الأهداف مدافع دباباته المحصنة وجرافاته فاتحا لها طرقات وسط المباني، مستعينا بالبوارج البحرية يدك بمدفعها المدينة دكا، بينما لا يملك حراس المدينة لا طائرة ولا دبابة ولا بارجة ولا مدفعا مضادا.  فهل لهذا الصهيوني الهمام ما يفخر به بمنطق العلم العسكري إذا نجح في تحقيق مجزرة في سوق مزدحم بالناس، أو تدمير مدرسة أو مستشفى أو سجن؟ أم الأحرى أن يكون قد شهد على نفسه بالإفلاس العسكري والخلقي، ومستحقا لأن يحاكم في محكمة دولية باعتباره مجرم حرب. * وما هو تفسيركم لانفلات العدو الإسرائيلي من كل قانون يرتبط بالحرب، وهذا الاستخدام المفرط لكل أنواع الأسلحة دون تفريق بين مدني وعسكري؟ الحقيقة أن قطاع غزة هو في أقرب الأوصاف « سجن »، فُرض الحصار عليه منذ سنتين على مليون ونصف، لا لشيء إلا لأن نزلاء السجن أعطيت لهم فرصة ليختاروا فريقا يدير أمرهم، ففاجأوا السجان باختيار فريق لا يرضيه، فقرر معاقبتهم بحرمانهم من ضرورات الحياة، من أجل تطويعهم وحملهم على التمرد على الفريق الذي اختاروه لإدارة شئونهم، فلم يذعنوا بل طفقوا يحتجون ويستصرخون الضمائر الحية، إلا أن استغاثاتهم لم تصادف نخوة المعتصم، بل شددت إدارة السجن محاصرتهم وتجويعهم، فقرروا أن يقاوموا، واصطنعوا لهم مما هو متوفر لديهم من مواد بسيطة ومما نجحوا في تهريبه، من أدوات وأسلحة ذات طبيعة احتجاجية، هي أقرب إلى أنواع الأسلحة التي تستخدمها المسيرات السلمية كالمولوتوف، تروّع ولا تقتل، دفاعا عن أنفسهم، والدليل أن الصواريخ المستخدمة لم تقتل أحدا بعد أن أطلق منها ما يزيد عن 400، ومع ذلك شكلت قوة توازن وردع بسبب جبن الصهاينة، فما كان من السجان إلا أن صمم على التدمير الشامل للسجن على رءوسهم، مستظهرا عليهم بكل أحلافه، وحتى بالجوار القريب، شانّا عليهم « حربا » مدمرة، غير موفّر فيها أي سلاح مما تستخدمه جيوش الدول عندما تتحارب، بل حتى ما حرمه قانون الحرب وحظرته الأخلاق. وهل يعد ما حدث من حرب على هذا السجن حربا في عرف الحروب ومنطق العلم العسكري؟ وهل النجاح في قتل رضيع وامرأة وعجوز ومدني جائع مجرد من السلاح يعد نصرا؟! ليس شيئا مما تقترفه العصابات الصهيونية لتدمير سجن غزة على رءوس أهله، وتدمير ملاجئ الأونروا يعد في عرف وقانون وأخلاق الحرب حربا.. إنها الوحشية المنفلتة من أعماق الغرائز البهيمية لوحوش مسعورة جريحة تغرف دوافعها مما رسبته مواريث تلمودية وتوراتية من أساطير مؤسسة للكيان الصهيوني، ومن فلسفة حلولية؛ حيث يحل الرب في شعب بني إسرائيل المدلل، بما يبيح لهم اجتراح أي شيء؛ إذ لا قيمة إنسانية خارج الشعب المختار. ولقد تكرر مرات كثيرة في التوراة الأمر الإلهي المزعوم لقادة الشعب المختار بإبادة السكان الأصليين لفلسطين، إلى حد الإبادة الشاملة، حتى تصفو لهم الأرض الموعودة. (انظر مثلا سفر الخروج، الإصحاح 23 و34). كما تغرف من الموروث الغربي الوالغ في حروب الإبادة المستلهمة من الفلسفات الحلولية، وهل من عجب أن يتعاطف الأمريكان مع الكيان الصهيوني، ويتقبلوا كل فظائعه فضلا عن دعمهم غير المشروط، وهم يرونه صورة مصغرة لتاريخهم في إبادة شعوب بكاملها لتأسيس مجدهم على أنقاضها؟ مضافة إلى ذلك المواريث المشتركة في عداوة الإسلام وركوب المشروع الصهيوني -شأن معظم أنظمة العرب- قطار الحرب على الإرهاب. أضف إلى ذلك تغلغل النفوذ الصهيوني الثقافي والسياسي والإعلامي والاقتصادي في كل تلافيف العقل والحياة الغربيين، ومن ذلك عقدة الغرب تجاه آثامه في حق اليهود.. كل ذلك أحل اليهودي منزلة تعلو فوق كل قانون، فأحلّ له عمل ما لا يحلّ لغيره؛ تكفيرا عن ذنب، وإعذارا أو رهبا من بطشه، أو رغبا في الإفادة من نفوذه، وهذا كله يجعل هذه « الحرب »: 1 ـ الترجمة الأكثر كثافة من كل سابقاتها على بلوغ النفوذ الصهيوني شأوا بعيدا، وبالخصوص على صعيد مراكز صنع القرار في الغرب، والشيء إذا بلغ حده انقلب، أو بدأ ينقلب إلى ضده. 2 ـ التعبير الأبلغ على إفلاس المشروع الصهيوني « الأخلاقي »، ووصوله إلى الحدود القصوى في استخدام القوة المنفلتة، بمنأى من كل خلق وقانون ودين، مدفوعا بقوة بالمأزق الذي وصل إليه مشروعه الاحتلالي في مواجهة شعب مصمم على الموت دون القبول بمنطق المتغلب. إنه التصادم بين رفض الضحية المتصاعد المنبعث من الأساطير المؤسسة للاحتلال، مثل أسطورة التفوق الموهوم، بما جعل « الشعب المختار » في حالة جنون إزاء ذلك الرفض المتصاعد للخضوع لمنطق القوة، مضافا إلى غروره المعروف إلى حد المرض العام، وإلا فكيف يفهم ارتفاع أسهم زعيم لديه بقدر ما يرتكب من مجازر؟ ماذا بقي من جرائم يمكن له اقترافها؟ وماذا بقي عنده من أسلحة يمكن له استخدامها لتطويع سجن غزة الثائر بعد أكثر من عشرين يوما من جنون العنف المنفلت؟ * هذا على جانب العدو الصهيوني، ولكن ما هي أبرز الدلالات التي كشفتها هذه الحرب فيما يخصنا نحن العرب والمسلمين؟ إن تتبع كافة المواقف الرسمية والشعبية في العالم العربي والإسلامي إنما يكشف عن أن هذه « الحرب »: أولا: عرّت النظام العربي ممثلا في الجامعة العربية، وفي الأنظمة الأساسية المتحكمة فيها؛ إذ كشفت عن مدى الهوة السحيقة التي تفصلها عن شعوبها بالقدر نفسه الذي يلصقها بالكيان الصهيوني وبالإرادة الأمريكية المتحكمة. ثانيا: كشفت أيضا عن عمق ما تتمتع به القضية الفلسطينية من تأثير وسط التيارات الأساسية الفاعلة في الرأي العام: الإسلامية، والقومية، واليسارية، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. وكانت المسيرات التي حركت الشارع، كما لم يحدث مثل ذلك من قبل، والتي عمت العالم تعبيرا عن عمق الشعور بالمظلمة الفلسطينية، ما جعل الأنظمة ترتعد خوفا من أن يطيح بها الزلزال المنبعث من غزة، دون أن تتزحزح من موقع الارتباط المصيري بالكيان الصهيوني والراعي الأمريكي. ثالثا: مرة أخرى بعد حرب تموز المجيدة يتولى التيار الإسلامي شرف قيادة الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني، وكان ذلك عاملا آخر من عوامل الصمود في مركز الزلزال غزة؛ حيث الصمود الأسطوري، كما كان ذلك عاملا من عوامل زخم وقوة حركة الشارع على امتداد الإقليم والعالم؛ بسبب امتداد وعمق هذا التيار. رابعا: ما ستفرزه هذه « الحرب » أو قُل صمود اللحم في مواجهة السكين، من انتقال قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حماس، وهو المشروع المركزي في المنطقة الذي طالما كان حاملا لواءه، مؤهلا لتسلم قيادة المنطقة منذ اندلاعه في نهاية الأربعينيات؛ حيث عصفت هزيمة 48 بالنظام العربي، وجاءت بأنظمة رفعت شعار تحرير فلسطين هدفا، ومصدرا لشرعيتها. ولأن الثقافة السياسية السائدة في العالم يومئذ كانت تنهل من الفلسفات الاشتراكية والقوميات العلمانية، فقد اصطبغت بها الأنظمة وحركات التحرير، حتى إذا اختبرت على صخرة التحدي الصهيوني المرة بعد المرة، فانكسرت وقبلت نهج المساومة والبحث عن الصلح مع العدو بدل طرده، فقد انصرفت عنها الشعوب باحثة في مخزونها الروحي والفكري عن بديل؛ فكان الإسلام المؤسس للأمة وحادي مسيرتها وصانع أمجادها. وهكذا أخذت -تحت لهيب النيران والقصف والصمود- قيادة المشروع الوطني تنتقل إلى حماس وإلى حلفائها: إسلاميين، وقوميين، ويساريين، على امتداد المنطقة والعالم، صانعة فرزا جديدا فلسطينيا وإقليميا ودوليا في المستويات الشعبية والرسمية، فرزا بين قوى المقاومة وحلفائها وأنصارها وبين القوى المتحالفة مع المشروع الصهيوني. عبر عن ذلك بوضوح الرئيس مبارك في لقائه مع الرئيس الفرنسي ساركوزي بقوله: « إنه في كل الأحوال ينبغي أن تخرج حماس خاسرة »، كما عبرت عنه ليفني إذ قالت: « إن المعركة ليست بين الفلسطينيين وإسرائيل ولا بين هذه والعرب، وإنما هي بين معسكر الاعتدال ومعسكر الإرهاب بقيادة حماس. ولأول مرة تعبر الصحافة الإسرائيلية عن ابتهاجها ببروز هذه الظاهرة: أن كثيرا من العرب لا يتمنون انتصار حماس، بل التخلص منها بيد إسرائيلية، أكد ذلك تشديد مصر للحصار رغم كل الضغوط الشعبية والمماطلة في عقد القمة. وفي خضم إعصار غزة، وحتى قبل أن يهدأ، انحسر مده عن معالم تضاريس جديدة لعالم عربي جديد، مما له من دلالات على عمق المسألة الفلسطينية، وعلى مبلغ اهتراء الشرعيات القائمة، فجاء إعصار غزة ليفعل فعل عواصف الخريف مع الأغصان البالية، وهو ما تفعله الحروب عادة؛ باعتبارها محركا لعجلة التاريخ وتجديد الحياة. * برأيكم ماذا كانت الأهداف الإسرائيلية الحقيقة لهذه الحرب؟ وهل حققت أهدافها؟ لعل هذه أول « حروب » إسرائيلية من دون أهداف واضحة؛ اعتبارا لتصريحات قادتها الأساسيين: رئيس حكومة مستهلك يقاتل جاهدا من أجل تبييض ملفه الملطخ بالهزيمة المنكرة في حربه على لبنان، وبفضائحه المالية، فيحلم بنصر في غزة ينسي ذلك، ويدرجه ضمن قادة الكيان الكبار.  ومتنافسان على خلافته كل منهما يبحث عن أوراق ترشيح يقدمها لجمهور مريض مطعون في كبريائه، يبحث لاهثا عن زعيم يداوي عقده، ويستعيد للكيان مهابة قد مرغت أكثر من مرة في التراب. وليس من سبيل إلى إشباع غروره، ورتق فتوق كبريائه، وتطمينه على مستقبله غير استعادة جيشه، وهو كل رصيده في البقاء في المنطقة قدراته الردعية التي بطشت بجيوش العرب مجتمعة عام 1967، مما لم يتكرر بعدها، بل كانت الهزيمة النكراء نصيبه بالخصوص منذ عام 1982، والخروج مدحورا من بيروت، ثم اندحاره من الجنوب عام 2000، ثم انسحابه من غزة، ثم هزيمته في لبنان عام 2006. فكيف يطمئن كيان قد تأسس على امتلاك جيشه القوة الرادعة المرهبة، وقد توالت هزائم ذلك الجيش، وأخذ يتشكل عبر قوى المقاومة الشعبية، والأنظمة الحليفة لها ميزان قوة جديد، فرض على الكيان الذي بني على التوسع أن يحيط نفسه بجدار عازل؟ فليس من سبيل للزعامة في شعب مريض، يشبه الكلب المسعور، غير المحاولة المتكررة، ولو عبر اقتراف المجازر، لاستعادة الهيبة الضائعة رأس مال بقاء الكيان في وسط معاد له. لم يفصح الثالوث الذي تولى كبر هذه المجازر عن أهداف محددة، وذلك الدرس المستفاد من حرب تموز؛ حيث حوسب القادة على فشلهم في تحقيق الهدف المعلن للحرب آنذاك: استعادة الجنديين المخطوفين، وتجريد حزب الله من سلاحه. ورغم أنه قد تم التلويح بهدفين مماثلين لشن العدوان على غزة: تخليص الجندي، وتجريد حماس من سلاحها، وبالخصوص الصواريخ واقتلاعها من السلطة؛ لإعادتها إلى صنائعهم، فضلا عن التمهيد للكر على بقية قوى المقاومة في المنطقة: حزب الله، ودفع سوريا إلى فك تحالفها مع إيران تمهيدا لضرب هذه الأخيرة؛ وهي أهداف مزكاة أمريكيا إن لم يكن غربيا، ومع ذلك فإن الثالوث المتلمظ للدم والأشلاء سبيلا للمجد التاريخي وللزعامة ظل يلوذ بالغموض في تحديد أهدافه من العدوان، وهي لا تخرج عما ذكرنا. وواضح بعد وقف إطلاق النار أن جيش العدو (خامس جيش في العالم) لم يدخر سلاحا مشروعا وغير مشروع لم يستخدمه، غير القنبلة النووية، ولم يحقق شيئا من تلك الأهداف، ولذلك أخذ يبث في تلك الأهداف قدرا من النسبية والغموض من مثل أنه يريد الحد من قوة حماس الصاروخية، والحد من قدراتها على تهريب السلاح وصنعه. وربما يكون إقدامه على اصطياد صيد ثمين مثل القائد سعيد صيام، هو نوع من الدخان لتغطية الهزيمة والانسحاب، وترضية شعب مريض بالقول: إننا قد انتصرنا بقضائنا على قادة حمساويين كبار! في تضليل واضح عن حقيقة ثابتة أن حماس مشروع مقاومة تقوم عليه مؤسسات ممتدة عبر العالم كله، وليست مجرد أشخاص، يقطع بذلك أن فقدانها لمؤسسها الأعظم ولخلفائه من القادة السياسيين والعسكريين الكبار لم يفقدها شيئا من قدراتها، بل قد رسخ شرعيتها ونشرها وطنيا وإقليميا وعلى صعيد الأمة والعالم. * هل تعتقدون أن حركة حماس ستخرج ضعيفة بعد هذه الحرب؟ وما هي المآلات المتوقعة لمصير القضية الفلسطينية، ولحركات التحرر الوطني الفلسطينية؟ كلا لن تكون أضعف بعد هذه « الحرب؛ فمسار المنازلات السابقة مع الكيان الصهيوني شاهدة على مسار التدهور والانحدار للمشروع الصهيوني منذ عام 1973؛ إذ لم يحقق بعدها تقدما في ميدان مواجهة، اللهم إلا من خلال ما حققه بالمفاوضات إن على صعيد الأنظمة المتخاذلة الفاقدة للشرعية المستظهرة على شعوبها بالكيان اللقيط وبحماته الأمريكان والغربيين، أو على صعيد منظمة التحرير التي تحولت إلى منظمة تخدير وأجهزة أمنية رهيبة في خدمة المحتل. وكانت فكرة الدولة الفلسطينية من أخبث وأشنع الأفكار المدمرة التي طرحت في مسار التحرير.. حولت أكبر منظمة تحريرية في العالم إلى أجهزة أمنية معقدة في حماية المحتل وتجريد الشعب من حق المقاومة، لقد ولدت أوسلو وليدا خبيثا مشوها اسمه السلطة من دون أي معنى من معاني السيادة؛ حيث تم ربط كل ما هو فلسطيني بالأخطبوط الإسرائيلي. وهل من سلطة في العالم تحترم نفسها تقبل بدخول سلطة أخرى مسلحة في نطاق سلطتها تعتقل وتقتل وتصادر وتقيم الحواجز، فلا يدخل ولا يخرج شيء إلا بإذنها بمن فيهم رئيس السلطة؟.. إنها اللعنة والخزي والفساد والطامة. إن شعب فلسطين قد ذاق علقم هذه المهانة واكتوى بنيرانها، فقرر إماطة هذا الأذى عن نفسه، حتى ولو أفقده ذلك بعض متاع الدنيا، وأعاده مجددا إلى حياة الكفاح والتحرير، وتولت حماس ومعها قوى أخرى قيادة هذا المشروع التصحيحي لأفدح وأخطر انحراف لمسار هذه القضية، ولأن حماس جزء من المشروع الإسلامي الضارب في أعماق الشعب، والممتد عبر المنطقة والمتعاظم يوما بعد يوم، مقابل التراجع المتفاقم لعالم الفكر والقيم لدى أهل المشروع المقابل، فليس منتظرا أن يتراجع إلى الوراء مشروع التصحيح الذي تقوده حماس، وإعادة القضية الفلسطينية إلى حقيقتها، إنها مشروع تحرير على خطى كل أوطان الإسلام التي تحررت بالجهاد الناصب. نحن إزاء مشروع تحرير، وليس مشروع سلطة يتنازع عليها، ولولا أن « السلطة » المصطنعة العميلة قد اتخذت من تجريد الشعب من حقه، بل واجبه في المقاومة مصدرا لشرعيتها وتمويلها دوليا لما كان لحماس داع إلى المنازعة في هذا الصدد، أما وقد أمعنت سلطة أوسلو في أداء ما وكلت به فقد تحتم على حماس أن تذهب إلى مصادر النيران لإسكاتها، وتوظيف هذه « السلطة » لحماية المقاومة لا لمصادرتها. وقد نجحت حماس في إعادة وضع المشروع الوطني على السكة؛ إنه مشروع تحرير لوطن محتل، كما نجحت في وصله من جهة بالمخزون العقدي للشعب، ووصله من جهة أخرى بالامتداد العربي والإنساني، بما أحرج الأنظمة التي حسبت أنها قد استراحت من المهمة، وجند من جهة ثالثة شعوب العرب والمسلمين والقوى التحررية في العالم لصالح مشروع التحرير. إن انتزاع غزة من براثن الاحتلال الذي عجز بعد 22 يوما من القصف الرهيب عن التقدم إلى قلبها وتصفية المقاومة، بينما هو يسرح ويمرح بالليل والنهار في رام الله وبقية الضفة يعتقل ويقتل ويعيث فسادا، ثم لا يخجل عباس عن الحديث عن حكم وسلطة! قد عزز مكانة حماس ومكانة غزة في قلب الأمة والعالم باعتبارها نواة وقلعة لتحرير فلسطين. والواضح أن العدوان الصهيوني قد فشل في كل أهدافه عدا التوظيف الوحشي لأحدث أدوات التدمير الأمريكية في القصف والتدمير وتقتيل الأطفال، بما يمثل هزيمة وفضيحة خلقية وإنسانية مثلت أكبر صدمة للضمير الإنساني، وحتى لقسم من اليهود، فلم يتردد أحدهم في تحريق جواز سفره أمام الكاميرا. الواضح كذلك أنه تحت القصف الرهيب والصمود العجيب أخذت تتشكل معالم جديدة لمشروع التحرير الفلسطيني بقيادة حماس، وكذا معالم عالم عربي جديد بقيادة معسكر المقاومة والممانعة في مواجهة قوى الانخذال والتطبيع والتواطؤ مع المشروع الصهيوني. * وأنتم تعيشون في بريطانيا حيث انطلقت أبرز المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي.. من وجهة نظر شرعية ما هو المطلوب من مسلمي أوروبا والغرب في الوقت الحالي؟ المسلمون في الغرب كيان حديث نما بسرعة، وأخذ ينتقل من كونه جالية مهاجرة إلى اعتباره مكونا أساسيا من مكونات الحياة الغربية؛ مستفيدا مما يتوفر عليه الغرب من حقوق وحريات. وكل المؤشرات الحسابية تؤكد أن هذا النمو العددي بالتوالد والاهتداء والهجرة إلى جانب النمو الكيفي بالاندماج في المحيط إذا تواصل بهذه الوتيرة لن يمضي عليه زمن بعيد حتى يمثل جسر تواصل بين عالمين ما دام تصارعا ولا يزالان. وهذا التواصل من شأنه أن ينمي تشابكا في العلاقات يدفع إليها دفعا تطور أدوات الاتصال، وتشابك المصالح بين الأمم، خاصة بين أقرب أمتين إلى بعضهما بالجغرافيا وبالمصالح وحتى بالدين ذاته، كما أن من شأن هذا التواصل والتشابك في العلاقات إذا مضى في سبيله أن يجعل أمر التحارب بين الأمتين عسيرا. إن المسيرات المليونية التي اندلعت في عشرات المدن والعواصم الغربية احتجاجا على الحرب الظالمة التي تشنها الصهيونية بدعم غربي على غزة تذكر بمثيلتها التي اندلعت احتجاجا على الحرب الظالمة التي شنتها دول غربية على العراق.   وفي الحالتين قامت شراكة مهمة جدا بين الحركة الإسلامية وبين قوى غربية تحررية معظمها يسارية وبعضها يهودية تقدمية، وقد تعززت هذه الشراكة هذه الأيام، وزالت تحفظات كثيرة من اليساريين إزاء مناصرة القضية الفلسطينية بعد أن أفلت عدد من صور الوحشية الإسرائيلية من سطوة النفوذ الصهيوني على الإعلام، من مثل تدمير ملاجئ الأمم المتحدة على المساكين اللائذين بها، ومن مثل صور أطفال قد استهدفوا في القلب. وكما انتهت الحرب على العراق بإطاحة زعماء وأحزاب ضالعة فيها، فإن العدوان الأثيم على غزة قد عزز التعاطف مع حماس حتى هتفت الملايين باسمها في عملية تطبيع مهمة جدا للإسلام وللحركة الإسلامية على الصعيد المحلي والدولي. كما عزز الشراكة بين التيار الإسلامي وبقية التيارات الأخرى، على كل صعيد بما في ذلك الصعيد الغربي، وهو ما سيحمل صانع القرار الغربي شيئا فشيئا على أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار كلما كان بصدد اتخاذ قرار يمس الإسلام والأمة الإسلامية، وهو وضع جديد بالكامل عليه، بينما غدا مألوفا وبديهيا تردده كثيرا كلما كان بصدد اتخاذ قرار يمس باليهود أو بإسرائيل، وهو ما يمثل تطورا إستراتيجيا يمثل كابوسا مرعبا لأهل المشروع الصهيوني، ويعتبرونه كارثة عليهم تحرمهم من دعم مضمون هو مصدر شرعيتهم وتفوقهم وحتى بقائهم. المشروع الصهيوني صنيعة استعمارية غربية ما كان له أن يوجد ولا أن يستمر لولا الدعم الغربي فرنسيا وبريطانيا وألمانيا وأمريكيا، لقد استمرأ الصهاينة حقيقة أن الغرب ورقة في جيوبهم مضمونة، بعد جهود طويلة مضنية بذلوها في نقل الغرب من طور العداء لهم إلى طور الشراكة معهم، ثم إلى طور توظيفه لخدمة مشاريعهم لدرجة شن الحروب لمصلحتهم مثل الحرب على العراق، فلم لا يكون أمره مع الإسلام والمسلمين مشابها؟! لاسيما والقوة الانتخابية للمسلمين بصدد التنامي وفرض أخذها بعين الاعتبار، وإن كان ضئيلا بالقياس إلى القوة الانتخابية لليهود ولكن اتجاه التطور هو لصالح المسلمين بحكم تناميهم كما وكيفا مقابل التقلص الديمجرافي لليهود. إن تنامي التأثير الإسلامي في القرار الغربي هو مصلحة للجميع في ضمان التعارف وتبادل المنافع بمنأى عن الحروب؛ فصانع القرار هنا وهناك سيأخذ في الحسبان هذه الحقيقة كلما كان بصدد تقرير سياسة تمس الطرف الآخر. على أنه من الجدير بالملاحظة هنا أن صراع الإسلام مع أهل أي دين بما في ذلك اليهود ليس حتما لازما؛ إذ قد سبق الإسلام كل المواثيق الإنسانية إلى الاعتراف بحرية المعتقد، بينما لم يجد من أهل الديانات الأخرى من يبادله الاعتراف. ولكم جمعتنا مسيرات لندن في أخوة نضالية حميمة مع حاخامات طائفة ناتوري كارتا المعادية للصهيونية؛ باعتبار هذه حركة علمانية ملحدة، كما مع فئات يسارية مناضلة ضد الإمبريالية.   المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 جانفي  2009  

وفيما يلي بقية الحوار التي لم ينشرها موقع اسلام اون لاين

  – هناك العديد من الفتاوى التي صدرت في المدة الأخيرة بعضها أثار الجدل من قبيل فتوى الشيخ عائض القرني باستهداف الاسرائيليين  في كامل أنحاء العالم كيف تتفاعلون مع مثل هذه الفتاوى ؟ ج – الشيخ القرني مفكر اسلامي معروف له اعتباره وبلاؤه في خدمة الاسلام والمسلمين ، وكان من بين الفرسان المبادرين الى نصرة المومنين المظلومين المجاهدين في غزة الذين خذلتهم أنظمة وهيآت علمية كان منتظرا منها ومن واجبها نصرتهم،  فلم يكن عجبا أن تحمل حمية الاسلام و نصرة المسلم، مفكرا وعالما مثل أخينا القرني على الصدع  القوي بالنصرة والتحريض عليها والالتحام بصفوف المجاهدين والنقمة على الصهاينة المتوحشين الذين يرتعون في العالم طولا وعرضا يوظفون إعلامه وسائر طاقاته في التستر على ظلمهم وقلب الحقائق وتشويه صورة الكفاح الفلسطيني وإخراجه والاسلام والمسلمين في صورة الارهاب .لم يكن عجبا وبالخصوص في الساعات الاولى للعدوان أن ينبعث مثل ذلك الصوت يحرض على استهداف الصهاينة حيثما كانوا ، وهو منه موقف جريئ ولا شك، إلا أني أحسبه اجتهادا خاطئا، مفاسده تربو عن منافعه ، ذلك بالنظر في مآلات الامور،إذ لا مناص للقائم بتلك النصرة على الصورة المذكورة  من تجاوز للاعراف الدولية التي لا مصلحة للمسلمين بمن فيهم مجاهدوا فلسطين تحديها ، وهم  فعلا قد  أعرضوا عنه على بينة ووعي ورشد، لأنه ينقل الحرب خارج إطارها القانوني المعروف والمعترف به ، أعني حق الشعوب في مقاومة محتليها بكل الوسائل. ولقد شهدت تجربة الكفاح الفلسطيني وغيرها ضد الاحتلال، أن تخطي الحدود الوطنية في الاشتباك المسلح مع  مواطني الدولة المحتلة ومصالحها  تأدى الى أضرار بالغة وكانت مفاسده أربى من مصالحه. إذ هو بالضرورة يجند دول العالم وأممه ضد القضية العادلة فيدرجها كما يدرج كل مسلم في خانة الخطر الامني  باعتباره مصدر تهديد لأمن كل بلد ، في حين أنه من مصلحة حركات التحرير ومنها الفلسطينية حصر معركتها مع قوى الاحتلال في ارضها، وهو ما انتهت اليه عامة فصائل التحرير الفلسطيني بما في ذلك حماس والجهاد،  تضييقا لمساحة الاعداء وجلبا لأكبر، عدد  من الانصار، ذلك أن جبهة  مهمة من جبهات  الصراع على فلسطين هي جبهة الراي العام على امتداد المعمورة. وليس من سبيل لكسب هذا الراي العام دون الافادة مما تتيحه القوانين الدولية من إمكانات وحقوق . وهي قوانين ليست دائما ولا غالبا مصادمة للاسلام باعتبارها مؤسسة على فلسفة القانون الطبيعي وهو معنى من معاني الفطرة الانسانية الجامعة التي قامت الشريعة على اساس احترامها وصونها قد يكون من مسوغات هذا الاجتهاد أنه يجسد عمليا الواجب الشرعي في نصرة المسلم لأخيه المسلم حيثما كان من دون نظر لأي اعتبار غير شرعي كاختلاف الجنس واللون وبلد الاقامة، ولكن تنزيل هذا الواجب في واقع الحياة يقتضي بالضرورة رعاية أحوال الزمان والمكان وأعراف الناس والقوانين المرعية في كل بلد ومآلات الامور حتى لا تأتي هذه النصرة بنقيضها أو تاتي عديمة الجدوى، وهو ما يلخصه مبدأ الاستطاعة ورعاية الموازنة بين المصالح والمفاسد .ولو أننا نزّلنا هذا المبدإ ضمن واقع المسلمين حيث يعيش ثلثهم أقليات في بلاد غالبها غير مسلم لو أن مسلمي الهند مثلا شنوا الحرب على دولتهم باعتبارها في حرب مع الباكستان الدولة المسلمة لكان ذلك اقرب سبيل لدمارهم بل لو أن مسلمي 1948في فلسطين ناصروا اخوانهم في غزة من طريق شن الحرب على الصهاينة لكان في ذلك منتهى ما يتمناه الصهاينة الضائقين ذرعا بهم للخلاص منهم. إن مبدأ النصرة ثابت ولكن ينبغي تنزيله ضمن عالم اسلامي محكوم بأنواع من الدول شتى وبأعراف وقوانين دولية لا مناص من رعياتها ثم إن إقامة علاقات اعتراف متبادل بين دول العالم الاسلامي وبين معظم دول العالم يعطي لأهلها وللمقيمين فيها أمانا أو شبهة أمان يحصّن دماءهم وأموالهم ..الخ. هذا ما أراه والله أعلم.  كيف تقيمون تفاعل حزب الله مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى ألان ؟ ج – أحسب أنه قد تصرف في حدود ما يستطيع، وهو تكليفه الشرعي، كان انفعاله بالقضية سريعا وتحريضه على نصرة غزة حارا وتبشيره بالنصر قويا، وبلغ انفعاله بالقضية الى حد تجاوز حدود، ما اعتاد تجاوزها، من مثل تحميل النظام المصري صراحة مسؤولية كبرى على ما يجري في غزة، سادّا في وجه تخاذله كل سبيل، مشددا عليه ابلغ التشديد. وما أحسب أن حزب الله في حاجة لمن يحرضه على نصرة غزة، فمجاهدوا غزة من حيث المبدأ قرناؤه ورفاقه في السلاح جهادا ضد نفس الاعداء، ومن حيث المصلحة الجميع يخوض نفس المعركة ، ونصر الله وإخوانه يعلمون علم اليقين أنه لو فرغ الصهاينة غدا بالانتصار على المقاومة في فلسطين – ولن يكون ذلك بإذن الله القوي العزيز- لكانوا في اليوم الموالي يصفّون حسابا قديما معهم، يمثل أعمق عقدة  مستحكمة في كيانهم، يحاول الكيان كالكلب الجريح أن يجهز اليوم على المقاومة في غزة  اليوم  تمهيدا لاستدراك ما فاته في لبنان. يمكن أن تكون لنا خلافات مع هذه الهيئة الاسلامية أو تلك ومنها حزب الله ولكن ما ينبغي الخلط بين القضايا  وبخس الناس أشياءهم لدرجة قلب الحقائق والسقوط في خدمة الصهيوني.الحزب يعمل ضمن معادلة وطنية لا يمكن بيسر تخطيها .يقيني أنه ما يمكن أن يقصر في بذل كل وسعه لنصرة اخوانه.  يقيني أن حزب الله وإيران وسوريا مثل عامة الامة وقواها الحية وربما اشد ،هم في غزة يخوضون معركتها باعتبارها معركتهم، كل بحسب وسعه، فما هم بحاجة الى محرض.بينما معظم مكونات النظام العربي هم في تل أبيب.  ولذلك أدرك اخوان سوريا هذه الحقيقة فعلّقوا معارضتهم – ما استمر العدوان- حتى ينأوا بأنفسهم عن شبهة الخدمة غير المباشرة للعدو الصهيوني ، فأصابوا. « لله الامر من قبل ومن بعد . ويومئذ يفرح المومنون بنصرالله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ، وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون »

 
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 جانفي  2009)


 

ع الطاير حلّ كلوب!
 
برجولية.. الفازة متاع حل كلوب عجبتني برشة.. وجاتني كيما قال الماريشال الله يرحمو على المضاغة.. ولهذا كمبصت وخمبصت.. وقست وغست.. وطلعت وهبطت وقررت باش نعمل برشة كليبات (عفوا) كلوبات .. أول كلوب باش نعملو «نادي أحباء الدزان واللزان في الكيران ونادي أحباء الافونسات في البنوك ونادي القروضات.. ونادي ضحايا البراكاجات في الميتروات وباش نحل كلوب للشهارة ونادي للنبارة ونادي للغبارة ونادي للحراقة ونادي للسراقة.. وباش نأسس جمعية محبي نور ومهند ونادي اللي يحب يهند.. ونزيد عليها كلوب الحفر في الكياسات.. والأمبوبات المحروقة.. والقلت والبحيرات.. اللي بيها حومنا تعبات.. وما فيها باس كان نعمل كلوب.. لجمعية المحافظة على الكلاب.. ونحلو كلوب للقلاب.. والشقلاب.. ونزيدوهم نادي أحباء هيفاء وروبي.. ونانسي وبوبي.. ونأسس جمعية للمحافظة على آثار الحرب بلبنان وغزة.. ونادي لأحباء الدزّة.. وما فيها باس كان نعملو كلوب لأحباء القمّة.. ونادي للمتضررين من روايح الفمة.. ونادي للي راحت عليهم الهمة.. ونادي المدمنين على الزطلة والشمة..ونادي للمتحيلين اللي يبيعوا ميترو الأرض بعشرين.. ونادي ا لغشاشين.. والقلابين..وكلوب للخضارة.. وكلوب للجزارة.. ونادي للي عداو حياتهم يلهطوا على دار.. وكلوب أحباء كريدي العطار.. وكلوب لعاشقين البار.. ونادي الفنانين اللي يسهروا في الليل ويرقدوا في النهار.. وكلوب العساسة.. وكلوب النسناسة.. وكلوب الصبابة.. وجماعة الحبابة والكبابة.. ونادي البزناسة.. وأحباء الكليبات.. والمسلسلات التركية.. والسورية.. والأفلام المصرية.. وكلوب شوفلي حل.. واربط تلقى ما تحل.. ونزيدو نعملو كلوب لأحباء المساجات والسونوريات.. والآس آم آس.. والأنترنات والشات.. والحكايات مع البنيات… القنفيدات.. اللي مازالوا كيف خرجوا من ليسيات ودخلوا الكليات.. ونادي أحباء الحيوانات.. وكلوب قصف الصغيرات وكلوب أحباء الحروبات.. وضرب الدبابات.. وصوارخ الطيارات.. وكلوب أحباء أمريكا.. واللي يجريو وراء البوليتيكا.. وعلاش ما نحلوش كلوب ..للي يقولوا وما يعملوش.. ويبهبروا وما ينفذوش.. وكلوب للي يبيعولك النعجة بسوم العلوش.. إذا حلفوا ما صدقوش.. ونحلو كلوب.. لكل مواطن.. العاقلين منهم والشواطن.. وكان لزم نحل كلوب.. لبياعة القلوب وللحماصة نعملو قروب.. ونحلو كلوب وجمعية لأحباء الملاوي واللبلابي والهرفمة والرامي والشكبة.. ونادي للصبة.. ونادي للة.. وكلوب للي مغرومين بالكلوبات.. والجمعيات ..وهكاكة كل مواطن يولي عندو كلوب.. فيصل الصمعي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)

 


تونس: عصابات منظّمة وراء نهب آثار وجرائم قتل واختطاف
 
تونس – خدمة قدس برس كشف النقاب في تونس بداية الشهر الجاري، عن سرقة عدد من المخطوطات المكتوبة على الرق من متحف الفنون والحضارة الإسلامية برقادة في محافظة القيروان (العاصمة الإسلامية التاريخية) تورط فيها الموظف المسؤول عن تنظيف المخطوطات والتحف الذي استولى على المسروق لحساب غيره مقابل مبلغ 20 ألف دينار تونسي. ولم تسلم كثير من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية من عصابات الآثار التي احترفت طرقا مختلفة للوصول إلى أهدافها من تحف ومخطوطات وتماثيل وذهب وعملة ذهبية بالسرقة أو التنقيب غير المشروع. وبرغم قدم هذه الظاهرة في تونس، إلا أنها تعاظمت منذ أواسط التسعينات من القرن الماضي، وقادت كثيرا من المقبلين عليها إلى السجون بجرائم مختلفة من السرقة إلى القتل. وحاولت السلطات التونسية منذ وقت بعيد استباق مثل هذه المخاطر برسم ما يسمّى « الخارطة الأثرية » للبلاد التي يتم تحديثها مع كل اكتشاف جديد وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، بل تم وضع مدوّنة قانونية خاصّة لحماية التراث الأثري. رغم كل ذلك تتواتر التقارير الصحفية عن نشاط عصابات الآثار ففي مدينة القيروان العاصمة الإسلامية القديمة، شملت نهب مساجد ومقابر ومقامات أولياء وزوايا ومنازل قديمة خاصة، كان أبرزها نهب مقام الفقيه المالكي عبد الله ابن أبي زيد القيرواني (توفي عام 396 للهجرة). وفي مناطق أثرية مفتوحة أطاحت وحدات أمنية بعصابات تورطت في القيام بحفريات، أو بصدد ترويج قطع أثرية منها ما يعود إلى العهد الروماني عادة ما تكون تماثيل وقطع نقدية. وتعتقد بعض المصادر أنّ القطع الأثرية بأنواعها في تونس تجد طريقها نحو أوروبا عبر بعض الأجانب الذين يأتون خصيصا للغرض أو سيّاح عاديين. كما يتم ترويجها لدى يهود تونسيين وبعض تجار الذهب. (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 24 جانفي 2009)

مشاريع تؤمّن آلافاً من فرص العمل …

مجموعتا «آرباص» و«يازاكي» تبنيان 3 مصانع في تونس

 
تونس – سميرة الصدفي     أفاد مدير العمليات في مشروع مجموعة «يازاكي» اليابانية جواكيم برناردو، بأن المجموعة باشرت إنشاء مصنع للكوابل في محافظة قفصة جنوب تونس. وصرّح إلى «الحياة» بأن المجموعة أعدت مركز تدريب سيباشر تأهيل 800 عامل و150 كادراً اعتباراً من أواسط شباط (فبراير) المقبل إلى أواخر السنة. وتقرر أن يدخل المصنع، الذي قُدرت كلفته الإجمالية بـ24 مليون يورو (36 مليون دولار)، طور الإنتاج في آذار (مارس) من السنة المقبلة، ويوفّر 2500 فرصة عمل. وتُعتبر مجموعة «يازاكي» من المجموعات الرئيسة المُصنعة للكوابل في العالم، وتسيطر على 30 في المئة من الإنتاج المروّج في السوق العالمية، ولديها 154 فرعاً وسيكون الفرع الجديد في تونس الثاني في القارة الأفريقية. وفي سياق متصل أكدت مجموعة «آرباص» الأوروبية أنها ستباشر قريباً في إنشاء مصانع فرعية لها في تونس أطلقت عليها اسم «آرباص تونس»، تُشغل نحو ألف عامل. وأفاد مصدر قريب من المجموعة أنها طلبت من السلطات التونسية إنشاء خط بحري جديد بين تونس وسان نازار في مقاطعة «بريتانيا» الفرنسية، لنقل أجزاء الطائرات المُصنعة في تونس التي يتعذر نقلها على السفن التجارية العادية، إلى مصانع التجميع القريبة من سان نازار. وأوضح أن المصانع التي ستُبنى في تونس تنتج الأجزاء الأمامية من الطائرات. وكان رئيس مجلس إدارة شركة «لارتيكوار» التي تُصنع طائرات «آرباص» دانيال جونكا، زار تونس العام الماضي لدرس مشروع إنشاء المصنع الجديد، علماً أن الشركة افتتحت مصنعين متوسطي الحجم في منطقتي زغوان والشرقية القريبة من العاصمة تونس. وأعلنت أيضاً، شركة «ميكاهيرس» المتخصصة في صناعة القطع المعدنية للطائرات أنها باشرت إنشاء مصنع جنوب العاصمة تونس للتخفيف من الضغط على مركزها الرئيس في مدينة تولوز الفرنسية. وتنتج مصانع الشركة قطعاً معدنية لحساب مجموعة «آرباص». ولم تُعط الشركة تفاصيل عن حجم الاستثمارات المخصصة للمشروع ولا عن حجم الإنتاج المتوقع، لكنها أوضحت أن مصنعها الجديد في تونس يُشغل 300 عامل في أفق عام 2012. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 جانفي 2009)

تونس تُصدر مناقصة لبناء محطة للكهرباء تعمل بالغاز
 
تونس (رويترز) – قالت الحكومة التونسية يوم الجمعة انها أصدرت مناقصة دولية لبناء محطة للكهرباء تعمل بالغاز بطاقة تتراوح بين 350 و500 ميجاوات. واضافت في بيان ان وزارة الصناعة أطلقت مناقصة لتأهيل المستثمرين المحتملين لبناء المحطة. ودعت الشركات المهتمة الراغبة في التأهل للمنافسة الى تقديم عروضها خلال مهلة تنتهي في 30 مارس اذار 2009 . وستقوم الشركة الفائزة ببناء وادارة محطة الكهرباء وتأمين أعمال الصيانة لمدة 20 عاما. وسيتم انشاء المحطة في مدينة بنزرت الشمالية على أن تبدأ الانتاج في الربع الثالث من 2014. ولم يذكر البيان تفاصيل عن تكاليف المحطة. وفي 2007 وقعت تونس وايطاليا اتفاقا لبناء محطة للكهرباء في تونس تعمل بالغاز بطاقة 1200 ميجاوات بقيمة قدرت بملياري يورو (2.59 مليار دولار) (الدولار يساوي 0.7719 يورو) (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 جانفي 2009)

جرجيس التونسية تستعد للتحول إلى محطة سياحية بارزة في جنوب المتوسط
 
تونس – سميرة الصدفي      بين البحر اللُجي المتلألئ وغابات الزياتين الخضراء الهادئة تمتد الرمال على ساحل مدينة جرجيس الجنوبية في تونس فاتحة ذراعيها لآلاف السياح في جميع الفصول. في الشتاء يقل إقبال السياح الأوروبيين، لكن الذين جربوا زيارتها في هذا الفصل يعودون إليها لأن مناخها يُحافظ على اعتداله فلا رياح ولا عواصف ولا برد قارساً. حتى هطول المطر نادر في هذه المنطقة القريبة من الصحراء. ولم يكن من الصدف أن جرجيس وجزيرة جربة، التي تقع قُبالتها، كانتا من الموائل الأولى للسياحة في تونس منذ نحو نصف قرن. وتتميز جرجيس بمطبخها الذي يطغى عليه السمك، إذ يعود الصيادون كل صباح من خليج قابس أو بحيرة أبو غرارة المُجاورة بشباك مليئة بأصناف مختلفة من الأسماك، بالإضافة للبساتين المحيطة بالمدينة والتي تُنتج أنواعاً من الخُضار والفواكه. وعادة ما يتنقل السياح من جرجيس إلى مناطق صحراوية أو معالم تاريخية قريبة إذ يُتيح موقع المدينة، التي تتوسط مدناً وقرى تاريخية بربرية وعربية، الإبحار في متحف الحضارات التي تعاقبت على المنطقة منذ عهد الفينيقيين. ومنها يتجه السياح إلى الدويرات وتوجان وشنني ومطماطة، وهي قرى حافظت على عمارتها الأمازيغية ونمط حياتها العتيق، وما زالت سيداتها يحذقن فنون التطريز ونسج السجاد والأزياء البربرية القديمة. قصور وجسر روماني كذلك يحفز قُربها من القصور الصحراوية الشهيرة على تمضية يوم هادئ بين كثبان الرمال على متن السيارات رباعية الدفع. وكانت القبائل العربية تسكن تلك القصور جاعلة منها قلاعاً لمقاومة الغزاة الأجانب والقبائل المنافسة، فأنشات ثلاث طبقات خصصت إحداها فقط للسكن والثانية للخزين الذي يفي حاجة السكان من الزيوت والطحين والتمر على مدار سنة بأكملها، فيما خصصت الطبقة الثالثة لتخزين السلاح. وكان رجال القبائل يستخدمون القصر في مثابة حامية عسكرية، فالغرف ذات الطبقات الثلاث أو الأربع أحياناً، تحيط بفناء فسيح تتحصن داخله الأسر في فترات الخطر. وتقع هذه القصور على طريق القوافل التجارية التي كانت تتجه إلى أفريقيا السوداء في القرون الماضية. وينطلق منها السياح بعد استراحة قصيرة في جولات استكشافية متوغلين في كثبان الصحراء المترامية إلى ما أبعد من مرمى البصر، حيث يشعر المرء أنه غادر هذا العالم وحلَ في الكون الساكن المهيب الذي لا يعكر صفوه صوت إنسان ولا تحليق طائر. ومن جرجيس ينطلق السياح أيضاً إلى جزيرة جربة، فالوصول إليها من المناطق الأخرى غير ممكن إلا بواسطة العبارات التي تستغرق رحلاتها إلى ميناء أجيم في صدر الجزيرة نحو نصف الساعة، أما من جرجيس فتنطلق طريق برية وسط البحر أنشأها الرومان منذ ألفي سنة لربط الجزيرة باليابسة، وهي ما زالت إلى اليوم معبراً للسيارات والباصات بعد توسعتها وتحديثها، لكنها ظلت تحمل اسم «الطريق الرومانية» مثلما نقرأ على العلامات الموضوعة في مدخلها الرئيسي. ويستطيع زوار الجزيرة التجوال في المعالم التاريخية الكثيرة في جربة، إلى جانب ورشات المشغولات التقليدية التي توارثها سكان الجزيرة جيلاً بعد جيل منذ آلاف السنين. محطة حديثة ويُتوقع أن تتطور المدينة إلى أبرز محطة  لاستقطاب السياح في الجنوب التونسي إلى جانب جزيرة جربة، بعد استكمال إنشاء المحطة السياحية والترفيهية للة حليمة. ومن ميزات «للة حليمة»، التي ما زالت في طور الإنجاز، قربها من مطار جربة – جرجيس الدولي الذي تنطلق منه رحلات يومية إلى المدن الكبرى الأوروبية، والذي يُبصر حركة كثيفة في الصيف حيث يبلغ الإقبال على زيارة المنطقة ذروته. ويتميز البحر في هذه المنطقة بمستواه المنخفض وهدوئه، بالإضافة لدفئه في جميع الفصول ما يجعل الأوروبيين يُفضلون المنطقة لتمضية فترات طويلة من الشتاء هرباً من سوء الأحوال المناخية في بلدانهم. لكن محطة «للة حليمة» ليست ساحلاً جميلاً ورمالاً ذهبية فقط، وإنما ستشتمل أيضاً على مكونات أخرى تجعل السائح لا يشعر بالملل، خصوصاً المحلات التجارية وقاعات الألعاب والمطاعم والمقاهي. وعمارة جرجيس فريدة فهي تتسم بقبابها البيضاء وبسيطرة اللونين الأزرق والأبيض اللذين يرمزان للسماء والضوء. وتُحيط بالمدينة غابات من النخيل والزياتين تحضن بذراعها المدينة الناعسة على أطراف البحر. وستُنشأ في المحطة مدينة عربية مُصغرة أطلق عليها اسم «المدينة»، وهي عبارة عن مركز عمراني متكامل على النمط الهندسي الأصيل المنتشر في مدن المغرب العربي. وإلى جانب «المدينة»، هناك رباط سيُقام أيضاً على غرار الرباطات التي تُرصع السواحل التونسية في سوسة وحمامات وطبرقة ومُنستير وبنزرت لحمايتها من الغُزاة. كذلك ستُنشأ مدينة للألعاب المائية تقدم للأطفال أصنافاً مختلفة من وسائل اللهو والترفيه. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)

حملة على الفايس بوك تلغي عرض ميشال بوجناح في تونس

 
أمال الهلالي من تونس كان من المقرر أن يكون الممثل الكوميدي  ميشال بوجناح ذو الأصول التونسية اليهودية أبرز ضيوف « مهرجان الضحك  » ، الذي يتواصل على مدى أسبوع كامل بالمسرح البلدي بالعاصمة لكن وفق ما أكدته بعض المصادر الإعلامية أن عرض بوجناح المقرر يوم 27 من الشهر الجاري  تم إلغاءه بسبب حملة مقاطعة  شنت ضده على موقع الفايس بوك من قبل مجموعة من التونسيين من أهل الإعلام والثقافة. وتعود أسباب هذه المقاطعة وفق ما أكدته جريدة « الشروق  » التونسية إلى الموقف الذي أبداه بوجناح من العدوان على غزة ومساندته التامة لإسرائيل  مؤكدا في أحد تصريحاته  أن إسرائيل أقرب إليه من كل الشعوب كما حمّل الفلسطينيين مسؤولية تعرض أبنائهم لرصاص الإحتلال الإسرائيلي  وقال « إنهم يدفعون بأبنائهم إلى القتل من خلال حملهم للحجارة لقذف الجيش الإسرائيلي » . وميشال بوجناح سبق له وأن حضر الدورة الأولى للمهرجان في 2007 ولقيت عروضه المسرحية إقبالا جماهيريا كبيرا .  ويعد  ميشال بوجناح من أهم الممثلين الكوميديين في فرنسا والعالم  وينحدر من ذو أصول يهودية  تونسية  حيث ولد بالعاصمة سنة  1952 .وهاجر بعدها رفقة والده جوزيف بوجناح ووالدته  إلى باريس  مباشرة بعد حرب 1967 عندما احتدت معاداة العرب لإسرائيل. من جانب اخر أكد المشرفون على تظاهرة أسبوع الضحك أن جميع مداخيل المهرجان ستذهب لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخصوصية وكذلك لضحايا العدوان على غزة  وستشارك عدة مسرحيات تونسية وفرنسية على غرار « مدام كنزة للمنصف ذويب وشريط « سيني شيتا » لابراهيم اللطيف  وكذلك الممثل الكوميدي الفرنسي إسماعيل  و ميشال ليب. (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 26 جانفي 2009)

 

لوحات تشكيلية تونسية تصور المعاناة

لطيفة تبني مدرسة بغزة.. وتقوم بجولة فنية لإعادة إعمار القطاع

 
أحمد فتحي – mbc.net دفعت مشاهد الدمار والخراب التي اجتاحت قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي مطربين وفنانين عربا لإعلان « انتفاضة التضامن » مع القطاع، حيث أعلنت المطربة التونسية لطيفة مؤخرا عن جمع تبرعات لبناء مدرسة تعليمية بغزة، ضمن نشاطات مؤسسة لطيفة الخيرية. ووجهت لطيفة نداء عاجلا لكل محبيها الذين ينوون إرسال الورود والهدايا لها بمناسبة عيد ميلادها بعد أسابيع قليلة، بأن يقوموا بالتبرع بقيمة هذه الهدايا لنصرة أهل غزة ولصالح بناء هذه المدرسة، وبذلك تكون هديتهم للطيفة بعيدها هي الأجمل والأبقى، وذلك بحسب ما أعلنته لطيفة من خلال موقعها الإلكتروني. وقالت لطيفة -عبر موقعها الإلكتروني- « تناشد لطيفة كل أعضاء عائلة محبي لطيفة وزوار موقع لطيفة أونلاين إلى نصرة تلاميذ غزة الذين أراد النازيون الجدد طمس عقولهم، ونشر الجهل والظلام في صفوفهم من خلال قصف مدارسهم الآمنة، ولطيفة التي أعلنت عن مبادرة مؤسسة لطيفة الخيرية لبناء مدرسة تعليمية في غزة لتدعوكم اليوم للمساهمة فعلياً مع المؤسسة في هذا الواجب القومي والإنساني تجاه أهلنا في غزة، لنقف معهم وقفة عز ولنساهم معاً بتعمير ما دمره الإرهابيون القتلة ». إلى جانب ذلك، تعتزم المطربة التونسية القيام -خلال الأسبوع المقبل- بعدة تظاهرات فنية في عواصم القاهرة ودمشق والجزائر، يخصص ريعها لإعادة إعمار غزة التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي. وتشارك لطيفة -مساء الخميس 29-1-2009- في العاصمة الجزائرية بمهرجان التضامن مع غزة، برعاية الديوان الرئاسي في الجزائر، وبحضور شخصيات فنية وأدبية وإعلامية وفكرية عربية وعالمية. وتعود بعدها المطربة التونسية للعاصمة المصرية القاهرة لتشارك مساء الأحد 1-2-2009 بمهرجان « لأجلك يا فلسطين »، الذي سيقام بدار الأوبرا تحت رعاية وزارة الإعلام والثقافة المصرية، وبمشاركة عدد من كبار الفنانين العرب. وخلال هذا المهرجان تطلق لطيفة أغنية وطنية جديدة بعنوان « يا عدوي » كتب كلماتها الشاعر الفلسطيني رامي يوسف، وقام بتلحينها الموسيقار العراقي نصير شمة، كما ستقدم أغنية « إلى طغاة العالم » من كلمات الشاعر التونسي الكبير أبي القاسم الشابي، وألحان الدكتور جمال سلامة. وتغادر لطيفة -في اليوم التالي- إلى دمشق، حيث تختم جولتها التضامنية مع غزة بمشاركتها بالحفل الفني الكبير الذي ستنظمه وزارة الإعلام السورية. حالة التضامن تلك سيجدها أيضا الزائر لموقع لطيفة الإلكتروني، فقد تصدر موقعها صورة لها بالكوفية الفلسطينية، وصورا للعلم الإسرائيلي وهو يحترق، إضافة إلى أم فلسطينية مكلومة على طفلها الشهيد، وخلفية عليها صورة المسجد الأقصى. وفي أحد أجزاء الموقع كتبت « أين الكرامة يا عرب »، وفي جانب آخر « ألا أيها الظالم المستبد، حبيب الظلام عدو الحياة، حذار فتحت الرماد الرهيب، من يبذر الشوك يجن الجراح، سيحرقك سيل الدماء ويحرقك العاصف المشتعل ». تضامن تونسي وانتقل التضامن مع غزة إلى الفنانين التونسيين، حيث سعى نحو 20 فنانا تشكيليا إلى تخصيص عائد معارضهم الفنية كمساعدات إنسانية لصالح غزة. ويعرض هؤلاء في رواق « بلال » بتونس العاصمة عشرات اللوحات.. أغلبها تحتوي على رسائل سياسية تتعلق بالصراع في الشرق الأوسط. وذكر منظمو المعرض الذي يستمر حتى يوم الأربعاء 28 يناير/كانون الثاني الجاري أن عائدات بيع اللوحات ستخصص لصالح قطاع غزة. وقالت الرسامة آمال زعيم التي ساهمت بلوحتي « قرية محترقة » و »صرخة » -لوكالة « رويترز »- « هذه مساهمة بسيطة منا بريشتنا تعبر عما أحسسناه من ألم وتعاطف مع أشقائنا في غزة ». ونظم على هامش المعرض الذي خصص عائده لأطفال غزة ورشة شارك فيها أطفال من تونس، ليعبروا بطريقتهم الخاصة عن مأساة أشقائهم في غزة، فرسموا الطفل الفلسطيني وهو يبكي وسط مدينته المدمرة بفعل الحرب. وطغت الألوان الداكنة والخطوط المتشابكة على أغلب اللوحات المعروضة، لتشير إلى حجم المأساة والمرارة التي عاشها أهالي قطاع غزة طيلة الحرب. (المصدر: موقع أم بي سي (دبي) بتاريخ 25 جانفي 2009) الرابط: http://www.mbc.net

 

بي.بي.سي وسكاي نيوز ترفضان بث نداء لمساعدة سكان غزة
 
لندن (رويترز) – تجاهلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وقناة سكاي نيوز انتقادات شعبية واسعة يوم الاثنين ورفضتا بث نداء من مؤسسات خيرية لمساعدة ضحايا الهجوم الاسرائيلي في غزة. وكانت 13 من أكبر المؤسسات الخيرية في بريطانيا التي تشكل معا لجنة طوارئ الكوارث قد طلبت من المؤسستين البريطانيتين بث نداء خلال ساعة الذروة يوم الاثنين يطلب تبرعات للفلسطنيين المتضررين من الصراع. غير أن (بي.بي.سي) وسكاي نيوز اللتين لديهما قنوات اخبارية تبث أخبارها على مدار الساعة في الشرق الاوسط وتتابع تفاصيل الحرب الاسرائيلية التي استمرت ثلاثة أسابيع وقتل خلالها 1300 فلسطيني تقول انهما لم يبثا النداء خوفا من اعتبار أنهما يؤيدان الجانب الفلسطيني. وقال جون رايلي رئيس قناة سكاي نيوز في بيان يوم الاثنين  » التزامنا كصحفيين هو تغطية جميع جوانب تلك القصة بموضوعية شديدة. » وأضاف « لهذا السبب بعد دراسة دقيقة توصلنا الى أن بث أي نداء لغزة في هذا الوقت يتعارض مع دورنا في تقديم تغطية متوازنة وموضوعية لهذا الوضع المستمر لجمهورنا. » وقبل قرار قناة « سكاي نيوز » برفض بث نداء المؤسسات الخيرية كانت هيئة الاذاعة البريطانية تعارض بمفردها النداء مما أثار انتقادات من سياسيين ومعلقين اعلاميين والشعب حيث سجل 11 ألف مشاهد شكاوى. وذكرت متحدثة باسم لجنة طوارئ الكوارث أنها تفهم قرار هيئة الاذاعة البريطانية وقناة « سكاي نيوز » لكنها أضافت « النزاهة بالنسبة لنا تتمثل في تلبية الاحتياجات الانسانية وهي ضخمة. » وتابعت أن الاموال المجمعة من خلال هذا النداء التي ستبث من خلال ثلاث قنوات ستوجه الى الفلسطينيين وخمسة الاف منهم مصابون وليس للضحايا الاسرائيليين جراء صواريخ حركة المقاومة الاسلامية (حماس). (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 يناير 2009)


 فتوى من حاخام يهودي بشأن حرب غزة تثير احتجاجات في إسرائيل
 
القدس (رويترز) – قالت جماعة اسرائيلية معنية بحقوق الانسان ان الحاخام الخاص بالجيش الاسرائيلي وزع كتيبا على الجنود الذين يقاتلون في غزة يحتوي على فتوى دينية يهودية تعارض الرحمة بالاعداء. ودعت الجماعة واسمها ييش دين وتهدف للدفاع عن حقوق الانسان في المناطق التي تحتلها اسرائيل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى عزل كبير الحاخامين في الجيش الحاخام أفيخاي رونتزكي الذي يحمل رتبة بريجادير جنرال. وينسب كتيب وزعه رونتزكي خلال الحملة العسكرية على قطاع غزة الى حاخام يهودي متشدد قوله ان اظهار الرحمة ازاء « عدو قاس » « هو شيء لا أخلاقي بصورة فظيعة » وأبلغ الجنود بأنهم يحاربون « قتلة ». وأضافت ييش دين أن رسالة الحاخام ربما يكون الجنود قد فسروها على أنها دعوة للتصرف خارج نطاق القانون الدولي الخاص بالحروب. وأدت الدعوات الدولية للتحقيق مع اسرائيل بشأن جرائم الحرب التي قد تكون ارتكبت خلال الحملة العسكرية التي استمرت 22 يوما على قطاع غزة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يوم الاحد الى أن يتعهد للضباط في الجيش بحماية الدولة لهم من المساءلة الخارجية. وواجهت اسرائيل انتقادات دولية بسبب هجماتها في مناطق كثيفة السكان في غزة. وقال مسؤولون طبيون ان عدد القتلى الفلسطينيين بلغ 1300 شخص منهم نحو 700 مدني. وقتل عشرة جنود وثلاثة مدنيين اسرائيليين خلال الحملة التي شنتها اسرائيل بهدف معلن هو انهاء الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على جنوب اسرائيل. وكثيرا ما دعا رجال الدين في حماس الى اراقة دماء الاسرائيليين. وشنت الجماعة الاسلامية عشرات التفجيرات الانتحارية في اسرائيل قبل الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في عام 2000 وخلالها. ولم يعلق متحدث اسرائيلي فورا على هذا الكتيب الذي كتبه الحاخام شلومو أفينير وهو شخصية رئيسية في حركة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 يناير 2009)

 ليبيا تقول هجوم غزة قتل الاتحاد المتوسطي
 
طرابلس (رويترز) – قالت ليبيا يوم الاحد إن الاتحاد من اجل المتوسط الذي أنشئ في العام الماضي للمساعدة في اعادة استقرار المنطقة وتنميتها قد مات بسبب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. وكان العرب والاسرائيليون قد اتفقوا في نوفمبر تشرين الثاني على المساعدة في ادارة الاتحاد الذي يضم 43 دولة الذي اقترحته فرنسا في البداية ويهدف الى تعزيز العلاقات بين اوروبا الغنية وبين الجنوب الفقير. ويقول المؤيدون إن المجموعة يمكن ان تقود مشروعات ملموسة من اجل دفع التنمية الاقتصادية والامن الغذائي والمائي والطاقة وحماية البيئة في البحر المتوسط. لكن الرئاسة الليبية لاتحاد المغرب العربي لدول شمال افريقيا قالت ان الهجوم الاسرائيلي على غزة كان المشروع الوحيد « المنظور » منذ تشكيل الاتحاد. وقال مكتب رئاسة الاتحاد في طرابلس في بيان ارسل عبر وكالة الجماهيرية للانباء « انه مشروع منظور ومسموع دوي قنابله ولهيبها ودخّانها وضحاياه ملموسة تدُفن بالالاف ». وكان المكتب يرد على تعليقات مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فريدريك دايزانيو ان الاتحاد من أجل المتوسط يقوم على مشروعات ملموسة ذات طابع اقليمي وان هذه المشروعات من شأنها تعزيز التعاون الاقليمي وخلق ديناميكية استقرار وتنمية اقتصادية وتضامن فعال بين دول المنطقة. وقال البيان ان الاتحاد « قتلته قنابل الاسرائيليين. وله أن يضيف اليها صواريخ الفلسطينيين. وها هو الاتحاد من أجل المتوسط يُقتل واحترق وأصبح جثة هامدة ». وقال ان اتحاد المغرب العربي سيستمر في العمل مع الجيران الشماليين من خلال ما يسمى بحوار (5 زائد 5) وهو الحوار بين 10 دول متوسطية لكن الاتحاد من اجل المتوسط ينبغي ان يلغى. واضاف « ويجب الكف عن تضييع الوقت والمسرحيات الهزلية واستعراضات المسخرة ». ويضم اتحاد المغرب العربي ليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وأنشئ في عام 1989 على امل أقامة منطقة للتجارة الحرة وتعاون اوثق لكن احرز تقدما بطيئا. ورفضت ليبيا الانضمام للاتحاد من اجل المتوسط منذ بدايته لكن تونس والمغرب الحليفين القويين لفرنسا دعما المشروع. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 يناير 2009)


زلزال غزة يضرب الاعلام

عبد الباري عطوان زلزال غزة ضرب الاعلام العالمي، والعربي منه على وجه الخصوص، في صميم قلبه، ووضعه امام ‘محاكمة’ حقيقية، قضاتها هم ضحاياه، اي ضحايا هذا الاعلام بأشكاله كافة، من قراء ومشاهدين وصناع رأي، بل وابناء المهنة انفسهم، والتهمة هي السقوط الاخلاقي والقانوني والمهني بسبب الرضوخ للهيمنة الاسرائيلية، المباشرة منها وغير المباشرة. محطات تلفزة، وصحف، واذاعات، عربية واجنبية، اجتازت هذا الاختبار او المحاكمة بنجاح كبير عندما انحازت الى المهنية والموضوعية، وقدمت الوقائع الحقيقية للمجازر الاسرائيلية في قطاع غزة، بالصوت والصورة دون اي تدخل، واخرى ضبطت متلبسة في الانحياز الى الجلاد ومحاولة تحسين صورته البشعة، مثل هيئة الاذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ بمختلف فروعها وقنواتها التلفزيونية والاذاعية. السقوط الاخلاقي والمهني الكبير لهيئة الاذاعة البريطانية تمثل في رفضها بث ‘نداء غزة’ الخيري الذي تقدمت به اكثر من خمس عشرة مؤسسة بريطانية انسانية لجمع تبرعات لضحايا العدوان الاسرائيلي، تحت ذريعة التمسك بالحيادية، في حين بثت النداء عدة محطات بريطانية منها القناتان الرابعة والخامسة والـ’اي تي في’. مظاهرات احتجاج عارمة احاطت بمبنى المحطة الرئيسي طوال اليومين الماضيين تطالبها بالتراجع عن قرارها، وفعل الشيء نفسه خمسون نائبا في البرلمان، وكذلك جون سينتامو اسقف يورك الذي اتهم الهيئة بالتحيز الى جانب دون الآخر وقال ‘ان النداء ليس من حركة ‘حماس’ من اجل الحصول على السلاح، ولكن من اجل الاغاثة’. هذه ‘الصحوة’ التي انعكست في افتتاحيات قوية في معظم الصحف البريطانية، تنتقد هذه الهيئة الممولة من قبل دافع الضرائب البريطاني، تؤكد على ما كررناه دائما، من سيطرة اللوبي الاسرائيلي عليها بالكامل، بعد ان نجح في ارهابها من خلال سحب اعتماد بعض مراسليها في فلسطين المحتلة، او ارسال آلاف الرسائل الاحتجاجية اليها بعد كل برنامج تتناول فيه جوانب الصراع العربي ـ الاسرائيلي. وقد علمت شخصيا، ومن مصادر وثيقة داخل الهيئة، ان اوساطا اسرائيلية فرضت ما يشبه القائمة السوداء غير المكتوبة، تضم اسماء بعض الخبراء العرب في الشأن الشرق اوسطي، تتهمهم بالتطرف، وتطالب بتقليص ظهورهم اذا لم يتأت منعهم بالكامل. صحيفة ‘الجويش كرونيكل’ الناطقة باسم الجالية اليهودية، والمدافعة الشرسة عن اسرائيل، نشرت في عددها قبل الاخير قائمة بمن اسمتهم بالمحللين التلفزيونيين الناقدين لاسرائيل، سخرت من مهنيتهم، في تحريض سافر، وقالت انهم غير موضوعيين، ويملكون ‘اجندات خاصة’، واحتل كاتب هذه السطور رأس القائمة، مع نبذة عنه مزينة بصورته، وجاء الدكتور ريتشارد فولك منسق الامم المتحدة في قطاع غزة في المرتبة الثانية، والدكتور النرويجي مادس غلبرت، الذي اجرى عشرات العمليات الجراحية لضحايا العدوان الاسرائيلي في مستشفى الشفاء في قطاع غزة، في المرتبة الثالثة. جون سنو المذيع الشهير في القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني المعروف بمواقفه الجريئة، انتج فيلما وثائقيا مع زميله المخرج والمصور ديفيد نيبلوك اذيع مساء الخميس الماضي، يتناول رضوخ معظم وسائل الاعلام العالمية للارهاب الرسمي الاسرائيلي، والرقابة المكثفة التي فرضتها الحكومة الاسرائيلية على هذه الوسائل، بما في ذلك منعها من دخول قطاع غزة، وقذفها بآلاف الرسائل والوثائق والمعلومات المضللة عن الحرب. وبيّن الفيلم كيف نجحت محطات مثل ‘الجزيرة’ بشقيها العربي والانكليزي في تقديم صور حية للدمار الاسرائيلي وجثامين الشهداء من الاطفال، وآلاف المشردين بعد قصف منازلهم بالصواريخ. الفيلم الذي قدم شهادات وصورا غير مذاعة للضحايا وذويهم، وصل الى نتيجة مفادها، ان العالم ما كان سيسكت لو شاهدها مبكرا، ولما سمح لاسرائيل بمواصلة عمليات القتل الوحشية لمدة ثلاثة اسابيع ودون اي ضغوط خارجية. مارك تومبسون مدير عام هيئة الاذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ اتخذ قرارات عديدة استفزازية في السابق، تكشف انحيازه لاسرائيل على مدى السنوات العشر الماضية، ورضوخه لارهابها واللوبي المناصر لها في بريطانيا، ولكن هذا القرار الاخير بمنع بث نداء انساني يجب ان يكون الاخير، وعليه الاستقالة فورا من منصبه، فهناك اجماع في بريطانيا على ان هناك ثلاث هيئات هي الاسوأ ادارة على الاطلاق، وهي ‘البي بي سي’ والبنك الملكي الاسكتلندي، وهيئة المطارات البريطانية، ولا نبالغ اذا قلنا ان هيئة الاذاعة البريطانية تحتل المرتبة الاولى، وصدق الزميل تيم لويلني الذي عمل مراسلا لها لمدة ثلاثين عاما في الشرق الاوسط، عندما قال انها ‘هيئة من الاسود يقودها حمير’. السقوط لم يقتصر للأسف على الاعلام الغربي، او بعض هيئاته، وانما يشمل الاعلام العربي للأسف الذي لا عذر له، وللمشرفين عليه، لانه ابن المنطقة ومن المفترض معرفته بكل تفاصيلها. ومن المؤسف ان بعض وسائط هذا الاعلام، والتابعة منها لما يسمى بمحور الاعتدال، اثبت انه اكثر انحيازا للعدوان الاسرائيلي من بعض محطات التلفزة الاسرائيلية. ففي ذروة حرب الابادة التي كانت تشنها الطائرات والدبابات والزوارق الاسرائيلية على ابناء قطاع غزة، كان من يطلقون على انفسهم بالليبراليين الجدد يتربعون على الشاشات التابعة للمحور المذكور يلومون الضحية، ويحملونها مسؤولية القتل والدمار دون ذرة خجل او حياء. وسمعنا شلة منهم تسخر من فريضة الجهاد، وتطالب بالاستسلام للاعداء بالكامل. فالاعلام الرسمي المصري الذي يكلف خزينة الدولة عدة مليارات من الدولارات سنويا، في بلد يعيش نحو ثلثي سكانه على اقل من دولارين في اليوم، شن حملة شرسة طوال ايام الحرب، وما زال، استهدفت غسل دماء المواطن العادي البسيط، واستنفار مشاعره الوطنية المصرية وتوظيفها ضد العرب والفلسطينيين، للتغطية على فشل السياسة الخارجية في التعاطي مع ‘مأساة غزة’.. بحيث اصبح كل من ينتقد هذه السياسة الحكومية الفاشلة والمهينة لمصر ودورها وتاريخها وشعبها عميلا لايران وسورية وقطر، واصبح الموضوع ‘الهجوم العربي على مصر’. ما يطمئننا ان احداث غزة، وما رافقها من صمود اسطوري، اثبتت ورغم كل حملات التضليل الاعلامية، ان الشعوب العربية، والشعب المصري على وجه الخصوص، اذكى من كل تلك الاصوات الشاذة، والدليل على ذلك خروج مظاهرات غير مسبوقة في مدن صغيرة مثل طنطا ودمنهور وحتى بعض القرى النائية شارك فيها مئات الآلاف. والاهم من كل ذلك ان الاعلام الحكومي العربي، والمصري منه خاصة، ورغم ما ينفق عليه من مليارات الدولارات في شكل رواتب خيالية، وامتيازات لا حصر لها، فشل في مهمته وهي تبييض وجه الانظمة المتواطئة مع العدوان الاسرائيلي، كما فشل في كسب الحد الادنى من الاحترام داخل الوطن العربي وخارجه، باستثناء احترام الاسرائيليين، واثار بعض رموزه حالة من الخزي والاشمئزاز، وقد كانت احدى الصحف المصرية المستقلة اكثر من موفقة عندما قالت في مانشيت كبير ‘فضحتونا’. حرب غزة شكلت علامة فارقة في التاريخ العربي، ستغير معادلات كثيرة، والمعادلة الابرز هي مدرسة التعتيم الاعلامي، والانحياز السافر للعدوان، والرضوخ للارهاب والاملاءات الاسرائيلية. فالرأي العام لا يمكن ان يسمح بعد اليوم بالصمت على سياسات التطهير العرقي وارهاب الدولة، خاصة اذا كانت اسرائيلية بحجة الموضوعية والمهنية الزائفتين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي  2009)

 

فاروق القدومي في حوار مع « الشروق  » « لو كنت مكان حماس لرفضت الهدنة وأكملت المقاومة »

2009.01.18

 
 
 حاورته: ليلى لعلالي دعا فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية حركة حماس الى رفض القرار الإسرائيلي القاضي بالانسحاب أحادي الجانب، وقال في حوار مع « الشروق اليومي » أمس السبت، عبر الهاتف من تونس « لو كنت مكان حماس لقررت الاستمرار في المقاومة ولرفضت التهدئة مع إسرائيل.. ». عباس أخطأ لعدم حضوره قمة الدوحة وانتقد القدومي المعارض الشرس لاتفاق أوسلو موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لعدم مشاركته في قمة الدوحة ووصفه بـ « الخطأ ». كما اتهم بعض الأنظمة العربية والولايات المتحدة بالمسؤولية عما يحدث للفلسطينيين من انقسام، واعتبر أن الدول التي تتعايش مع العدو الإسرائيلي وتربطها به اتفاقيات لا تريد مقاومة ونحن نريدها..  ما هو رأيك في المهازل التي تتخبط فيها الأنظمة العربية والعدوان الإسرائيلي على غزة بلغ ذروته؟  نحن نجابه الآن حدثا كبيرا جدا يتمثل في عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وكان من المفروض أن يجابه بموقف عربي صلب من أجل منع ووقف العدوان بكل الوسائل، لكن للأسف الشديد انقسم الصف العربي وشاهدنا تراخيا في مراجعة القضية ليصبح الخلاف هو المشكلة. ولذلك أصيبت الأمة بنوع من الإحباط انعكس في الشارع وفي المظاهرات التي تنتقد المواقف المتراخية للأنظمة، علما أن دول الغرب تدعم إسرائيل ولم تصوت في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حتى على قرار بسيط يدين إسرائيل بسبب المجازر التي ترتكبها. لكن على العكس من ذلك نلاحظ أنه لأول مرة تتظاهر الشعوب في العالم تنديدا بالمجازر الإسرائيلية. وعلى المستوى الرسمي نحيي موقف الدولة التركية التي ورغم أنها عضو في حلف شمال الأطلسي « الناتو »، إلا أنها لا تتوانى في توجيه الانتقادات والاتهامات لإسرائيل بسبب ما ترتكبه من مجازر ضد الفلسطينيين في قطاع غزة..  ولكن قطر وموريتانيا حفظتا ماء الوجه وجمدتا علاقتهما مع إسرائيل، ما قولك؟  ما قامت به هاتين الدولتين هو الطريق الصحيح لمواجهة إسرائيل وعدوانها المستمر، وأنا أرى أن مبادرة قطر بعقد قمة عربية طارئة حول غزة والتي جمعت عددا من الدول العربية خطوة صائبة وتؤكد حرص هذه الأطراف على الدم الفلسطيني الذي يراق، بينما لا أرى في الصف الآخر أي اهتمام وكأننا نحن الفلسطينيون نتحمل مسؤولية المأساة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة اليوم. والحقيقة أنهم هم والولايات المتحدة من يتحملون المسؤولية وهم المسؤولون عن الفلسطيني. ما هو تعليقك على غياب رئيس السلطة محمود عباس عن قمة الدوحة؟ محمود عباس « أبو مازن »، باعتباره رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، كما يقول، كان يفترض أن يحضر قمة الدوحة التي تناولت قضية فلسطينية وعدوانا على شعب غزة، لكنه لم يحضر ولا أدري ما هي أسبابه، ربما اختلطت عليه الأمور، وكما تعرفين المسؤوليات سلبت من البعض داخل منظمة التحرير الفلسطينية. وعلى كل، عباس ارتكب خطأ بعدم حضوره القمة وكان عليه أن يرسل من ينوب عنه إذا كانت له أسباب شرعية تمنعه. وما كان لمحمود عباس أن يرضخ للضغوط، سواء كانت عربية أو إسرائيلية أو أمريكية ويتحجج بها لعدم الحضور والتنصل من مسؤولياته. وللأسف الشديد نلاحظ أنه ينحاز ويضع نفسه موضع النقد من خلال قرار مشاركته في قمة الكويت التي ستنعقد يومي الاثنين والثلاثاء، رغم أنها قمة اقتصادية وليست سياسية وسيتم بحث قضية العدوان على غزة على الهامش. هل تؤيد دعوة رمضان شلح، الأمين العام للجهاد الإسلامي إلى حل السلطة الفلسطينية وتشكيل حكومة مقاومة؟ أنا، كما تعلمون، لا أعترف بسلطة محمود عباس ولا بشرعيتها، لأنها من إفرازات اتفاق أوسلو المشؤوم، ولذلك أحيي موقف السيد رمضان شلح الذي لم يخض الانتخابات وبقي متمسكا بخيار المقاومة. وما تقوم به حركة الجهاد الإسلامي وأبناء « فتح الأصالة » بعدم اعترافهم بالانتخابات وباتفاق أوسلو يشبه ما حدث عندكم في الجزائر عام 1954، حيث دعا مصالي الحاج الى الانتخابات في حزب الشعب، لكن بن بلة ورابح بيطاط ووغيرهم رفضوا الانتخابات وشكلوا لجنة ثورية وقامت على إثرها الثورة الجزائرية. أما حركة حماس، فإنها تجد نفسها اليوم، في تناقض، لأنها دخلت العملية الانتخابية، ومع ذلك لم تلتزم بشروطها وهي: وقف المقاومة والاعتراف بالاتفاقيات التي أبرمتها السلطة مع إسرائيل وأيضا الاعتراف بهذه الأخيرة. وحركة حماس للأسف أقحمت نفسها في متاهات السلطة، وقد حذرت عناصر حماس التي التقيت بها من هذا الأمر وقلت لهم إنكم ستدخلون في نفق مظلم، لكنهم كانوا شبابا لم يسمعوا كلامي. ولا تنسوا أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كانت قد اعترفت بإسرائيل عام 1993، لكن عندما قتلوا إسحاق رابين تأكد الرئيس الراحل ياسر عرفات « أبو عمار » بأن إسرائيل لا تلتزم بتعهداتها، لذلك أمر باستمرار المقاومة الفلسطينية، لكن للأسف فقد فرضوا عليه حصارا في رام الله الى غاية وفاته..  كيف تقرؤون الخطوة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار من جانب واحد؟ هذه الخطوة تعني أن إسرائيل باتت تخشى وقوع خسائر في صفوف الجنود والضباط، لأنه عندما تبلغ الخسائر حدا معينا عند الإسرائيليين ستنهار معنوياتهم وسيثور المجتمع والشعب على قياداته، بالإضافة الى ارتفاع الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الجرائم التي ترتكبها في القطاع. والنقطة الأخرى هي أن إسرائيل لا تريد اتفاقا مع الفلسطينيين، لأنها تعتبر أرضهم أرض حرام ليس لها هوية وطنية وتبقى بالتالي عرضة للعدوان الإسرائيلي في كل وقت، لذلك كان أرييل شارون قد خرج من قطاع غزة بدون اتفاق مع الفلسطينيين وسموا العملية بإعادة انتشار..  لو كنت مكان حركة حماس، ما هو القرار الذي ستتخذه في هذه الظروف؟  لو كنت مكان المسؤولين في حركة حماس لقررت الاستمرار في المقاومة ورفض الطرح الإسرائيلي وكل المبادرات التي تدعو الى الاستسلام ورفع الراية، وبالمناسبة أنا أرى أن حماس تدير معركتها بشكل جيد وأنا موافق مع تعاطيها مع العدوان، وأعتبر موقفها جيد وأدعمه كل الدعم وأطالب معها ومع بقية فصائل المقاومة أولا بوقف فوري لإطلاق النار وبسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وبفتح المعابر وفك الحصار عن القطاع، لأن الشعب هو الذي يدفع الثمن وإسرائيل عنصرية وكاذبة ولا تلتزم بتعهداتها. نحن مع استمرار المقاومة حتى يزول الاحتلال عن أرضنا ونعارض التهدئة التي تطالب بها إسرائيل والأنظمة العربية المتعايشة معها. يجب أن نعرف تماما أن كل من وقع اتفاقا مع إسرائيل لا يريد المقاومة، لكننا نقاتل ونقاتل حتى يخرج اليهود عن أرضنا. كيف ترى الخروج من حالة الانقسام الداخلي في الساحة الفلسطينية؟ في الوقت الراهن يجب أن تجتمع جهود جميع الفلسطينيين من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسحب قوات الاحتلال وفك الحصار عن الشعب، وبعد أن يتحقق ذلك أرى أن يدخل الجميع في منظمة التحرير الفلسطينية، حيث يعقد
مجلس وطني يجمع كل الفصائل الفلسطينية ونختار قيادة جديدة توحدنا وتوحد كلمتنا الفلسطينية.
(المصدر: جريدة الشروق (يومية – الجزائر ) بتاريخ 26 جانفي 2009 )


حواتمة يرسم « طريق الخلاص » للوضع الفلسطيني

 
وحيد تاجا

دمشق – وضع الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين « نايف حواتمة » بعض المحددات لما أسماه « طريق الخلاص » للقضية الفلسطينية في الفترة الراهنة، تتضمن أولا « حوارا وطنيا غير مشروط بين الفصائل الفلسطينية، وفي ذلك إعادة تفعيل منظمة التحرير عبر انتخابات جديدة لمجلس وطني موحد للمنظمة، تكون قوائم التمثيل النسبي فيها مفتوحة لجميع الفصائل ». أما البند الثاني الذي أشار إليه حواتمة في حوار خاص مع « إسلام أون لاين.نت » فهو « ترميم النظام الرسمي العربي بما يرأب الصدع بين أطرافه، ويدفعهم لاتخاذ موقف جماعي أمام السياسات الخارجية التي تستهدف المنطقة، وفي مقدمتها السياسة الأمريكية، وهذا الموقف العربي يجب أن يكون مفاده (المصالح الكبرى الأمريكية تقابلها الحقوق المشروعة للعرب) ». وأشار حواتمة في هذا السياق إلى أن مضمون إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما التي وصفها بأنها تتبنى مبدأ « القوة المخملية » في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط هو ذاته مضمون إدارة الرئيس السابق جورج بوش التي تبنت سياسة « القوة الصلدة العارية »، من حيث إنهما يتفقان على المحافظة بقوة على ثوابت « المصالح الإستراتيجية العليا الأمريكية في الشرق الأوسط ». وانطلاقا مما سبق أشار حواتمة إلى أن المصالحة العربية العربية، ورصد المال لإعمار قطاع غزة يجب أن يؤدي إلى إنهاء الانقسام في الصف الفلسطيني والحوار الوطني الشامل لتشكيل حكومة وحدة وطنية بديلا عن حكومتي سلام فياض بالضفة الغربية المحتلة، وإسماعيل هنية بقطاع غزة. واختص حواتمة مصر بدور هام في خارطة « طريق الخلاص » التي رسمها، إذ يرى أن « العدوان الدموي على غزة أثبت أن مصر مستهدفة، ومن ثم فعليها بذل المزيد من الجهود التي تبدأ أولا باستيعاب الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وإنجاز الوحدة الوطنية، وثانيا العودة إلى الرؤية العربية والتوافق العربي العربي، وهو ما تم السعي لإنجازه في قمة الكويت ». وفي سياق متصل اعتبر الأمين العام للجبهة الديمقراطية أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما مسفرا عن 1412 شهيدا و5450 جريحا نصفهم من النساء والأطفال « هش ولا يزال مفتوحا على مصراعيه لكل الاحتمالات ». واستطرد موضحا: « فلا توجد آليات دولية أو إقليمية يمكن فعلا أن تثبت وقف إطلاق النار على جانبي خط الصراع، أو توجد حلول متوازنة للصراع الذي دار وتوج بحرب العدوان البربرية الإسرائيلية على قطاع غزة التي كان هدفها الرئيسي تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية بتقرير المصير والدولة المستقلة وعودة اللاجئين، وفرض الحل وفق التصور الصهيوني ». إسلام أون لاين.نت تستشرف ملامح ومستقبل الوضع الفلسطيني الراهن مع حواتمة في الحوار التالي: ** ما هي قراءتكم للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والنتائج التي ترتبت عليه؟ – أولا ينبغي التأكيد على أن العدوان جاء لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية في تقرير المصير والدولة المستقلة وعودة اللاجئين، ولفرض الحل وفق التصور الصهيوني، وهي خطة قديمة سبق أن سميت بخطة شارون – داغان. أما الهدنة التي انتهت بالعدوان، فقد كانت بمثابة ستة أشهر من الأرباح الصافية للاحتلال الصهيوني، وعلى صعيد سدنتهم ومنظريهم فإن خلاصة نظرتهم لها أنها « منعت من تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأبقت على الانقسام »، بل أستطيع أن أضيف أنها عززت التطبيع العربي الرسمي، وذلك بموازاة حصار القطاع برا وجوا وبحرا. والخلاصة من العدوان هي الإمساك بالعنق الفلسطيني، وتقرير مصيره من خلال « الانقسام الفلسطيني »، ووضعه في مواجهة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وآخر مثال الآن تجدد الحرب السياسية والإعلامية الانقسامية بين حماس وفتح بدلا من الذهاب إلى حوار وطني شامل. كما أن الواقع الرسمي العربي وعبر انقسام محاوره، شكل حالة مثالية لهذا العدوان، وهو ما يعلنه ثلاثي الحكومة الإسرائيلية يوميا، باراك وليفني وأولمرت. كما أن العدوان الوحشي لم يكن فقط على القضية الفلسطينية فحسب، بل على الأمن القومي العربي الجماعي بأسره، والمعبر عنه بالحل النهائي الصهيوني، الذي يرتبط بما يسمى « ولادة الشرق الأوسط الجديد ». أما في السياق الداخلي الصهيوني، فقد دخل دم الطفولة الفلسطينية في صندوق الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في 10 فبراير 2009، من هنا علينا إنجاز وحدتنا لنقول إن هذه الدماء البريئة لم تذهب هدرا، ولإفشال هذه « القانونية » الدموية المنفلتة فاشيا في المجتمع الصهيوني ذاته. ** وماذا بشأن ما ترتب عليه من أوضاع؟ – أنتجت الحرب الدموية القرار 1860 لمجلس الأمن الدولي، وهو خطوة غير كافية، وبدون آليات تنفيذية، إلا أنه قرار جدي على الصعيد السياسي والتقني، وإن خلا من الإدانة الصريحة للأعمال الصهيونية الرهيبة إنسانيا بفعل الضغط الأمريكي، لكنه دَوَّنَ المسار المؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تخلو من قيود الاحتلال والحصار، والتي يلتزم المجتمع الدولي بدعم قيامها ماديا وإداريا وحماية على الأرض. وأبرز هنا قراءتي الخاصة للجانب السياسي وأعتبره الجزء الأهم، فقد طرحت تلك الفترة رؤية عربية ودولية محددة، ما يتطلب عملا عربيا موحدا وكبيرا لاستعادة التوازن العربي في استلام ملف الأزمات بالمنطقة.. وبتقديري هذا ما أدى إلى الاندفاع نحو قمة الدوحة، ثم قمة الكويت، وأخيرا قمة شرم الشيخ. ** ثلاث قمم لمناقشة العدوان.. الدوحة، الكويت، شرم الشيخ.. فما تقييمك لها؟ – فضلا عن الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، أبرزت هذه القمم انقساما عربيا عربيا، وإن استعادة التوازن الموحد يتطلب عملا عربيا كبيرا نحو رؤية عربية ودولية محددة وواضحة؛ لحل المسألة الفلسطينية. قمة شرم الشيخ تشير إلى أن استعادة التوازن غير ممكنة راهنا إلا بموقف عربي موحد، وهو ما لن يتم إلا إذا واصلت مصر جهودها من أجل فلسطين؛ حيث اتضح بالعدوان الدموي على غزة أن مصر مستهدفة وفق التصورات الصهيونية. وتبدأ هذه الجهود المصرية أولا باستيعاب الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، وإنجاز الوحدة الوطنية، وهذا ما دعت له مصر في العاشر من نوفمبر الماضي، وقد علقنا عليه آمالا بأن يكون خاتمة الأحزان الانقسامية الفلسطينية، بعد عشرات الحوارات الشاملة التي أنتجت إعلان القاهرة 2005، وبرنامج وثيقة الوفاق الوطني يونيو 2006. ثانيا: العودة للرؤية العربية والتوافق العربي العربي، وهو ما شاهدنا محاولات لتحقيقه في قمة الكويت بعد أن تعمقت المخاطر المحدقة، وواضح أن هذا الملف أحيل إلى المملكة العربية السعودية، وعليه يجب أن يرافق هذه الجهود خلية أزمة في سياق جامعة الدول العربية؛ ببناء رؤية عربية وموقف مسئول حول ما يجري في المنطقة. لقد أدخلت الحرب الوحشية على قطاع غزة المنطقة برمتها في مرحلة جديدة لها مستوجباتها وقواعدها لاختلاف وقائعها، وعليه فالمطلوب فورا ترميم النظام العربي الرسمي. في ذات السياق يمكن النظر لمؤتمر قمة الدوحة، بعد أن تقاعست بعض النظم العربية وفقدت قدرتها على المبادرة، جاءت الدوحة محاولة اتخاذ خطوة للأمام، وأستطيع القول والتقدير أن قمة الدوحة هي التي دفعت قمة الكويت لاتخاذ قراراتها ورؤيتها والعمل على تحقيق المصالحات العربية العربية التي لم تنجح حتى الآن. وانطلاقا مما سبق نرى أن المصالحة العربية العربية، ورصد المال لإعمار قطاع غزة يجب أن يؤدي إلى إنهاء الانقسام في الصف الفلسطيني والحوار الوطني الشامل لتشكيل حكومة وحدة وطنية بديلا عن حكومتي فياض وهنية. وعليه فإننا ندعو الآن لبناء قيادة سياسية وأمنية واجتماعية موحدة من جميع فصائل المقاومة في قطاع غزة، لمواجهة تداعيات العدوان، خاصة سحب قوات الاحتلال، وفك الحصار، وفتح المعابر، وحل المشكلات الاجتماعية الإنسانية والأمنية لشعبنا في القطاع، فوحدة الموقف السياسي، وإنهاء الانقسام طريق دحر العدوان، واستمرار الانقسام طريق الفشل والضياع للمشروع الوطني الفلسطيني، ولحقوق شعبنا بتقرير المصير والدولة المستقلة وعودة اللاجئين. ** موقف الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما إبان محرقة غزة شابه – بحسب ما يرى البعض – نوع من الغموض، فكيف تراه أنت؟ وهل تعتقد أنه سيختلف بعد تنصيبه رسميا؟ – يشكل أوباما مصالحة أمريكا مع ذاتها تجاه تاريخها، وهذا هام، وسيكون الوضع الأمريكي الداخلي هو أساس اهتمامه، أما من ناحية المضمون فلم يختلف كثيرا عن الإدارات السابقة، فإن صمت أوباما خلال العدوان على غزة، واستعادة أطقم إدارة كلينتون في مسألة الصراع الفلسطيني الصهيوني، ووجود هيلاري كلينتون على رأس الدبلوماسية الأمريكية، سيعيدنا إلى السقف الذي عمل عليه كلينتون قبل الانتفاضة الفلسطينية، ويمكن الإدراك أن صمت أوباما مرده عدم الخبرة بشئون الشرق الأوسط، كما أنه لا يريد إثارة اللوبيات في البرلمان ومجلس الشيوخ الأمريكي. وفي هذا السياق يمكن قراءة نص التقرير الذي أعده « مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي »، وهو أحد أبرز الصناع الحقيقيين للسياسات في الولايات المتحدة، بل الصانع الفعلي « السري » للرئاسات. هذا التقرير الذي أجري بالتعاون مع مؤسسة « بروكينغز »، ويحمل عنوان « استعادة التوازن: إستراتيجية شرق أوسطية للرئيس المقبل »، وجاء نتاج جهود سنة ونصف السنة من عمل 15 خبيرا في شئون الشرق الأوسط. ومضمون التقرير هو: « المحافظة بقوة على ثوابت المصالح الإستراتيجية العليا الأمريكية في الشرق الأوسط »، وهذه المصالح تبقى هي ذاتها في عهد أوباما، والفارق سيكون في المساحة الكبيرة المقدمة للمناورة السياسية والدبلوماسية التي تبدو بلا حدود؛ حيث من المنتظر أن يتجه أوباما إلى الحوار المباشر مع سوريا وإيران. أستطيع التقدير وفقا للتقرير أن الوضع سيتطلب من أوباما اهتماما مباشرا لما يسميه بـ »التحدي الإيراني » والوضع الهش في العراق، ولبنان وفلسطين، وعملية « السلام الفلسطينية – الإسرائيلية » وسمعة أمريكا السيئة في المنطقة، وهنا مرة أخرى سيعمل أوباما على التركيز على إيران، وسيتقدم نحوها بدون أي شروط مسبقة، مع حوافز كبيرة لمحاولة منعها من مواصلة تطوير قدراتها النووية، وبذات الوقت سيعمل على حشد دولي لفرض عقوبات عليها في حال الفشل. خلاصة التقرير أن واشنطن تعمل على إعادة تموضع إستراتيجي في هذه البقعة الهامة في العالم، الأمر الذي أكدت عليه استخلاصات تقرير بيكر – هاملتون من قبل. على الصعيد الفلسطيني أستطيع القول إجمالا إن الإدارة الجديدة ستنقل الحال في السياسة الأمريكية الخارجية في منطقتنا، من دبلوماسية القوى الصلدة العارية في ولايتي بوش، إلى دبلوماسية « القوة المخملية » أو القفازات الحريرية – كما يقال – في عهد أوباما، وبالإدراك أن الشرق الأوسط وموقعه الجيو-إستراتيجي وموارد الطاقة وأهميتها، والتزام أمريكا بـ »إسرائيل » سيبقى حيويا للولايات المتحدة إلى عقود مقبلة، وهو ما ورد بالتقرير. وفي المقابل مطلوب موقف عربي جماعي صريح الالتزام قولا وفعلا، يعلن أن المصالح الكبرى الأمريكية تقابلها الحقوق المشروعة للعرب. ** من وجهة نظرك ما هي أبرز أولويات المرحلة القادمة بعد محرقة غزة الأخيرة؟ أولا أحب توضيح أن كل الاحتمالات مفتوحة؛ لأن وقف إطلاق النار هش وقابل للانفجار في أي لحظة بإطلاق رصاصة من هنا أو رصاصة من هناك، ولذلك يجب استحضار الآليات الدولية والإقليمية التي تمكن فعلا من تثبيت وقف إطلاق النار على جانبي خط الصراع، وإيجاد حلول متوازنة للصراع الذي دار، وتوج بحرب العدوان البربرية الإسرائيلية على القطاع. وهذا التوازن في طرح الحلول غير موجود حتى الآن، أما الآليات الدولية لوقف إطلاق النار، وما يترتب عليها من سحب القوات الإسرائيلية وفك الحصار وفتح المعابر، وما يترتب عليه أيضا مما تدعو له إسرائيل من منطقتين عازلتين شمال وجنوب القطاع، ووقف ما يسمى « إطلاق الصواريخ »، وما يسمى « تهريب السلاح » للدفاع المشروع عن الذات، فلا تشمل ضمانات لمنع تكرار العدوان. أما بالنسبة لأولويات المرحلة فهي استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية فورا، وندعو كل القوى الوطنية الديمقراطية الأخرى التي بجانبنا في النضال، لتقديم سلسلة مبادرات، لإعادة بناء الوحدة الوطنية بحوار وطني فلسطيني شامل وغير مشروط، فالرئيس عباس كان يشترط إنهاء « انقلاب حماس » على حد تعبيره وعودة الأوضاع إلى ما قبل 14 حزيران/ يونيو 2007 في قطاع غزة، وبالمقابل حماس تضع شروطها المسبقة بعدم العودة إلى ما قبل الحسم العسكري في 14 يونيو. وفي هذا الصدد فإننا نتبنى صيغة مؤتمر الدوحة في حوار المصالحة اللبناني، بمعنى حضور ومشاركة جميع الفصائل والقوى بدون شرط لفصيل على فصيل، وبرعاية جامعة الدول العربية. وأوضح أننا في الجبهة الديمقراطية لا نوافق على الكثير من سياسات عباس، ونتقاطع مع بعض السياسات، وكذلك الحال مع الإخوة في حماس ومن يواليها لا نوافق على كل السياسات، ونتقاطع مع سياسات، ولكن بيدنا إنجازات فعلية في مجال الحوار الوطني، هي إعلان القاهرة في مارس 2005، ووثيقة الوفاق الوطني في يونيو 2006، والتي أجمعت عليهما كل الفصائل بالإطار السياسي والآليات التنفيذية، لكن ارتداد كل من فتح وحماس عنهما، والذهاب إلى اتفاقات احتكارية ثنائية أدت إلى الحرب الأهلية، وتعطيل وثائق الوحدة الوطنية. وعلى الفصيلين (فتح وحماس) العودة إلى حوار وطني شامل على أساس هذه الوثائق، والمستجد نناقشه بدون شروط مسبقة على مائدة الحوار، حتى نصل إلى اتفاقات بشأنه وننهي الانقسام.  ندرك أن هناك عقبات عرضية بهذا الميدان؛ لأن الانقسامات العربية تفعل فعلها في الصف الفلسطيني، والدليل ما يجري الآن.. ثلاث قمم عربية ومحاولة شد هذا الفصيل أو ذاك لهذه القمة أو تلك، بينما المطلوب موقف فلسطيني موحد بقرار سياسي موحد، حتى يكون لنا وزن فعلي فيما يدور. الأمر الثاني: الذي يمثل أولوية قصوى في الفترة الراهنة هو إعادة بناء منظمة التحرير ودخول جميع القوى الفلسطينية إلى صفوفها؛ وذلك عبر تفعيل المنظمة بانتخابات جديدة للمجلس الوطني الموحد لمنظمة التحرير بقوائم تمثيل نسبي مفتوحة للجميع، وتكون الأرض المحتلة في هذه الانتخابات دائرة واحدة، وكل أقطار اللجوء والشتات دائرة أخرى، ويضع هذا البرلمان الموحد البرنامج السياسي لكل الشعب الفلسطيني وينتخب الهيئات التنفيذية لمنظمة التحرير بقاعدة ائتلافية؛ لأننا حركة تحرر وطني تحتاج إلى كل الفصائل، وكل مكونات الشعب الفلسطيني. ثالثا: علينا أن نبني وحدة الشعب الفلسطيني داخل وخارج منظمة التحرير؛ ولذا يتوجب علينا بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية في الداخل أيضا، عبر انتخابات تشريعية ورئاسية وبلدية ونقابية جديدة وفق مبدأ التمثيل النسبي. وختاما أقول إن هذا هو طريق الخلاص للقضية الفلسطينية في الوضع الراهن.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 26 جانفي   2009)  

 
 
 
 


حماس: مساعدات الإعمار تشمل الفتحاويين

 
شيماء مصطفى – علا عطا الله
  غزة- قالت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية في قطاع غزة إنها توزع المساعدات على الأهالي المتضررين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة دون النظر إلى انتماءاتهم السياسية، حيث وصلت مساعدات لأيدي العديد من الأسر المنتمية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني « فتح » « لم تكن تتوقع ذلك من حكومة حماس ».  وبدأت حكومة هنية حملة الإغاثة بتقديم مساعدات لـ20 ألف أسرة في القطاع، بتكلفة تتجاوز 40 مليون يورو (…)، كتعويضات عما لحق بهم من دمار جراء الحرب الإسرائيلية التي بدأت يوم 27-12-2008، ودامت 22 يوما، مخلفة -فضلا عن الدمار الواسع- أزيد من 1315 شهيدا و5300 جريح، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال. ففي تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت »، قال أحمد الكرد وزير الشئون الاجتماعية بحكومة هنية: إن الحكومة تقدم مساعدات عاجلة لإغاثة وإيواء المشردين، مشددا على أن « هذه المساعدات موجهة لجميع المتضررين دون تمييز، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ». وأوضح أن الحكومة بدأت المرحلة الأولى من جهود الإغاثة عبر لجنة وطنية عليا للإشراف على المساعدات، وأن هذه اللجنة تصرف دفعات مالية لأصحاب البيوت المدمرة بشكل كامل أو جزئي لتوفير مسكن بديل. وأضاف الكرد -الذي يرأس اللجنـة- أن أطقم عمل متخصصـة في مجال الإغاثـة بدأت في توزيع 5 آلاف يورو على كل صاحب بيت جرى تدميره بالكامل، وألفي يورو لكل من تدمر بيته جزئيا، وألف يورو لأسرة كل شهيد، و500 يورو عن كل جريح. لكـل المُتضررين جمال نصار رئيس اللجنـة الاقتصادية بالمجلس التشريعي (البرلمان)، والقيادي في حماس، أكد هو الآخر توزيع المساعدت على كل المتضررين « دون التفريق بين أي فصيل أو لون، لا بين فتح أو حماس، أو الجبهة والجهاد ». وأضاف نصار في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت » أن « الحركة خرجت من الحرب منتصرة وكبيرة، ولا يمكن أن تصغر من نفسها بتوزيع مساعدات على فئة دون أخرى »، مشيرا إلى أن الحركة شكلت في كل منطقة سكنية لجنة اجتماعية تحصي أسماء المتضررين. وتابع: « التوزيع يتم بالعلن، وأتحدى كل من يدعي غير ذلك أن يأتي بدليل على أن هناك متضررا تم استثناؤه.. حماس لا يُمكنها أن تحـرم أي متضرر.. المناطق المتضررة كبيرة ومن لم يتسلم المساعدات اليوم سيتسلمها غدا دون تمييز ». أكثر من 600 فرد من سكان قرية المغراقة جنوب مدينة غزة، والذين دمرت إسرائيل بيوتهم ومزارعهم، ولجئوا للسكن عند أقاربهم أو النوم على أنقاض بيوتهم، تنفسـوا الصعداء عندما منحتهم الحكومة والمؤسسات الخيرية التابعة لحماس مساعدات عاجلة لإيوائهم، وقامت باستئجار أبراج سكنية في مدينة الزهراء غرب المدينة لتكون بمثابة بيوت مؤقتة لهم إلى حين إعادة إعمار بيوتهم. وانفرجت أسارير الحاج أبو حمدي الجيار، أحد هؤلاء المتضررين، عند استلامه شقة سكنية عوضا مؤقتا عن بيته المدمر. وقال الجيار: « منزلي دُمر بالكامل وأصبح أثرا, ومزرعتي جُرفت ولم يتبق فيها أي شجرة، ومنذ أكثر من عشرين يوما، وأنا أسكن عند أقربائي مع أولادي الستة وزوجتي.. الآن أصبح لي بيت، ولن أكون عبئا على أحد ». والتقط طرف الحديث جاره أبو أكرم قائلا:  « بعد أن شُردنا ونصبنا الخيام على ركام بيوتنا في العراء والبرد القارس.. استأجرت لنا الحكومة شققا سكنية في أبراج الزهراء.. وأصبحنا نحن وجيراننا في برج واحد ». وتابع: « الشقق تم توزيعها علينا جميعا، ولم يميزوا بين الحمساوي والفتحاوي، فجاري المحسوب على فتح يسكن بالشقة المجاورة لشقتي، ومن تحتنا جار آخر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،  فكلنا في المصيبة سواء ». وأكد نبيل الدالي، الناشط في الجبهة الشعبية، تلقيه مساعدات من حكـومة هنيـة وبعض المؤسسات التابعة لحماس، وقال لـ »إسلام أون لاين.نت »: « وزعوا عليّ مبالغ مالية تمكنني من استئجار منزل يلملم أسرتي.. واستلمت بعض المعونات الغذائية وملابس لأطفالي ». ولفتح أيضا بسام السوسي، المحسوب على فتح، والذي تدمر بيته كاملا شرق مدينة غزة، قال: « أعطوني 1000 دولار لكي أستأجر بيتا يؤويني أنا وأسرتي بعد أن شردتني الحرب الإسرائيلية، وسأبقى في المنزل المستأجر لمدة عام، وخلاله ستبني حكومة هنية بيتي من جديد ». وعن الجهات التي منحت السكان هذه المبالغ أضاف السوسي لـ »إسلام أون لاين.نت »: « جمعية الحصاد الخيرية التابعة لحماس هي التي وزعت هذه المبالغ.. هذا غير المساعدات التي توزعها حكومة هنية ». وأكد حديثه جاره الفتحاوي علاء أبو ليل بقوله: « لم أتوقع أن تصلني مساعدات، خاصة بعد أن وصلني أنباء عن أن حماس توزع المساعدات على أنصارها فقط، وأننا لن نكون ضمن القائمة، ففوجئت بعدم وجود تمييز في توزيع المساعدات ». وأضاف أبو ليل: « سألت أحد أفراد اللجنة ممازحا: أنا فتحاوي فلماذا تعطونني هذه المساعدات، فابتسم مجيبا: لا نفرق بين فتحاوي وحمساوي.. وكلنا سواء، فالاحتلال لم يميز بين فصيل وآخر خلال قصفه للبيوت وقتله للمواطنين ». تكاليف إعادة الإعمار وفيما يخص المساعدات التي تقدمها الدول العربية لإعادة إعمار غزة، اقترحت الكتلة البرلمانية لحماس تشكيل لجنة حيادية عربية للإشراف على توزيع المساعدات المالية الممنوحة من الدول العربية، لتلافي تسليمها إلى من وصفته بـ »الفاسدين » في السلطة الفلسطينية ومؤسسة الرئاسة. فيما تطالب حكومة سلام فياض في رام الله بتحويل أموال الإعمار إلى السلطة. وقدرت تكلفة إعادة إعمار غـزة بـ2.215 مليار دولار، منها 850 مليون دولار تكلفة إعادة بناء 20 ألف وحدة سكنية، و880 مليون دولار لإعادة بناء المباني الحكومية والمؤسسات العامة من بلديات ونواد رياضية، و65 مليون دولار لإعمار المساجد والجمعيات الخيرية، و100 مليون دولار لإعادة بناء المطار والميناء. هذا فضلا عن 40 مليون دولار لإعادة بناء مئات المدارس والجامعات ورياض الأطفال، و55 مليون دولار للمصانع والورش وآليات الدفاع المدني ومراكب الصيد والسيارات الخاصة والعامة. إلى جانب تخصيص 75 مليون دولار للطرق والجسور ومياه الشرب والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والهاتف، و40 مليونا للصوبات الزراعية ومزارع الثروة الحيوانية. وتعتزم مصر تنظيم مؤتمر دولي للجهات المانحة نهاية فبراير 2009 لإعادة إعمار غزة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 26 جانفي   2009)  

 
 
 

الرئيس أوباما وغزة: ملاحظات أولية

 
طارق الكحلاوي (*)  انتهت فترة «الرئيس المنتخب» وبدأت منذ 20 يناير الماضي السلطة التنفيذية للرئيس أوباما. حتى هذا التاريخ كانت ظروف مختلفة توفر إلى حد ما بعض الأسباب التي لا يمكن أن تسمح بقراءة موضوعية لردود أفعال أوباما. حتى الصمت الذي حافظ عليه أوباما في الأسابيع التي استغرقتها الحرب على غزة فُسر على أن التقاليد الأميركية لا تسمح للرئيس المنتخب أن يعبر عن آرائه في المرحلة الانتقالية (منذ انتخابه حتى تسلمه السلطة) إلا إذا تعلق الأمر بحالة يكون فيها رأيه مخالفا للإدارة المنتهية ولايتها في ملفات الشؤون الخارجية. الآن ورغم مرور أقل من أسبوع على تسلمه السلطة يمكن أن نسوق بعض الملاحظات الأولية حول ما يمكن أن يميز سياسة الإدارة الجديدة عن الإدارة السابقة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي. أولا: نأتي الآن للكلمة التي ألقاها أوباما في مقر وزارة الخارجية يوم الخميس أثناء الإعلان عن تعيين جورج ميتشل مبعوثا خاصا للشرق الأوسط. طبعا الكلمة لا تتضمن الموقف الذي يتمنى أن يسمعه أي مراقب منصف للحرب على غزة من خلال التنديد بالطرف الإسرائيلي القائم بالعدوان وبمجازر مروعة. لكن فيه نقاط تؤكد فعلا أن هناك تميزا واضحا عن الإدارة السابقة. سأنقل هنا ملاحظات الصحافي جيم لوب مدير مكتب واشنطن لوكالة (IPS) للأنباء في موقعه (www.ips.org/blog/jimlobe ) والتي أعتقد أنها تقدم أفضل تحليل لهذه الكلمة، وأيضا لمغزى تعيين جورج ميتشل كمبعوث خاص. ملاحظات لوب تؤكد ليس على المتوقع (أي العبارات العامة التي تشير إلى تعاطف مبدئي مع إسرائيل) ولكن على غير المتوقع أو المختلف عما كان معتادا في الثماني سنوات السابقة. يشير لوب إلى أن الكلمة قطعت مع أسلوب الإدارة السابقة التي تتجاهل قتل المدنيين الفلسطينيين من خلال التركيز على العبارات التي «تحمل المسؤولية لحماس» بما يشكل إشارة واضحة إلى أن قتل المدنيين الفلسطينيين أمر لا يمكن تبريره تحت أي مسمى. لكن الأهم من ذلك هو الخطوط العامة التي تضمنتها الكلمة في علاقة بالوضع الراهن بما يشكل خريطة طريق لأفكار الإدارة الأميركية، خاصة في علاقة بكيفية تسيير وقف إطلاق النار الراهن. وهي لا تتضمن وقف إطلاق الصواريخ والانسحاب الإسرائيلي من غزة فحسب، بل الأهم من ذلك فتح المعابر ليس للمساعدات الإنسانية فقط ولكن أيضا «للتجارة»، بما يشكل دعوة واضحة لرفع الحصار وهو مطلب رئيسي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهو كذلك المطلب الذي تم تجاهله بشكل كامل طيلة السنتين الأخيرتين من قبل الإدارة السابقة. النقطة الأخرى هي الطريقة التي تمت بها الإشارة إلى الآلية التي تقوم بمراقبة المعابر غير الإسرائيلية (أي بالتحديد معبر «رفح») من خلال الإشارة ليس إلى شرط رجوع السلطة في غزة إلى «السلطة الفلسطينية» بل حصره ذلك في «مشاركتها» في مراقبة المعابر، وهو الأمر الذي يمكن أن يحصل بشكل رمزي مع تواصل تواجد «حماس» بشكل ما قرب المعبر، وهو الأمر الجاري حوله التفاوض أصلا في القاهرة. الجملة الأخرى التي تؤكد التخلي عن شرط رجوع سيطرة حكومة تسيير الأعمال في رام الله على غزة قبل رفع الحصار هو الإشارة إلى أن المساعدات يجب أن تتم بـ «توجيهها» بشكل تم فيه تجنب استعمال كلمة «تحت سيطرتها». ثانيا: في خصوص مغزى تعيين جورج ميتشل، أشير أيضا إلى تعليق جيم لوب الذي كان أول صحافي حصل على معلومات بخصوص تعيين ميتشل عوضا عن الإشاعات التي راجت عن تعيين دنيس روس في هذا الموقع. يلاحظ لوب أولا أنه مقارنة بدنيس روس المقرب بقوة من مركز «اللوبي الإسرائيلي» أي منظمة «إيباك»، يبرز ميتشل بوصفه شخصا تعرض للانتقاد من قبل الأخيرة. حيث اشتكى رئيس «إيباك» أبراهام فوكسمان في تصريحات مشهورة أن ميتشل «شديد الحيادية» وهو ما يعتبر أمرا سلبيا بالنسبة للوبي. يجب التذكير هنا أن ميتشل الذي أشرف على صياغة تقرير التقصي في أحداث انتفاضة الأقصى قد تعرض لانتقادات عنيفة من قبل مجمل الطيف السياسي الإسرائيلي عند نشر التقرير في شهر أبريل 2001 بسبب ما اعتبر أنه «مساواة بين القاتل والضحية». النقطة الأخرى التي يشير إليها لوب هي خصوصية موقع ميتشل والصلاحيات الخاصة التي تم منحه إياها. حيث أشار في كلمته أن جهوده ستتصل بـ «أعلى السلطات» في إشارة إلى البيت الأبيض والرئيس تحديدا بما يتجاوز حتى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. كما أن مقارنة بين خطته وخطة المبعوث إلى باكستان وأفغانستان، ريتشارد هولبروك، تشير إلى أن ميتشل «سيقود جهود السلام» في حين أن هولبروك «سينسق جهود السلام». وفي هذا السياق حتى لو تم منح دنيس روس -كما تتناقل بعض وسائل الإعلام- موقعا في الخارجية له علاقة ما بالشرق الأوسط فإن ميتشل يبدو أنه ضمن نوعا من الصلاحيات التي تجعله في مستوى متصل مباشرة بالبيت الأبيض. يذكر لوب في هذا السياق أن ميتشل بوصفه سيناتورا قديما وذا نفوذ كبير داخل الحزب الديمقراطي يتمتع بوضع يتجاوز أوضاع بقية البيروقراطيين في الخارجية الأميركية بما في ذلك دنيس روس وريتشارد هولبروك. مع هذه الملاحظات الأولية يجب أن أشير إلى بعض الاستنتاجات العامة الأولية أيضا. لن تكون الإدارة الجديدة موالية لقضايا العرب والمسلمين. لكن كل من راهن أو يراهن على ذلك قام بحسابات وتوقعات خاطئة أصلا. الجديد حقا والأمر الذي يحتاج إلى الانتباه أن هذه الإدارة واقعية إلى الحد الذي يجعلها تتفاعل مع واقع ممانعة المشروع الأميركي في المنطقة. وعلى سبيل المثال، فإن أول امتحاناتها، أي الحرب على غزة ونتائجها، أبرز أن الرئيس الجديد وإدارته لا يتمسكون بعناد بشروط أوضاع ما قبل الحرب. تمكن المقاومة الفلسطينية من الدفاع عن مواقعها وعدم السماح لجيش الاحتلال الإسرائيلي باكتساح المناطق الحضرية في غزة، وإجباره على وقف إطلاق نار من جانب واحد من دون تقديم تنازلات سياسية أسهمت بالتأكيد في جعل هذا الملف موضوعا مركزيا للإدارة الجديدة بعد أن كان موضوعا هامشيا أمام ملفات العراق وأفغانستان وإيران. والأهم من ذلك أن الإدارة الجديدة استخلصت النتائج الصحيحة من الحرب على غزة، أي أنه لا يمكن إقصاء وتهميش سلطة فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خاصة «حماس». القبول الرسمي وعلى لسان الرئيس أوباما بمطلب رفع الحصار من دون شرط رجوع السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة يعني عمليا القبول بالتعامل مع وضع سيطرة «حماس» على القطاع من دون شرط «اعترافها بإسرائيل». ترديد أوباما لهذه النقطة أضحت مسألة خطابية أمام القبول برفع الحصار دون تغيير الوضع السياسي لغزة. (*) كاتب وباحث تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)
 


التجربة الأميركية إذ تستوي مثالاً للمستقبل
 
صالح بشير (*) انتقى الرئيس باراك أوباما، وهو يخاطب الجموع والملأ العالمي يوم تنصيبه، صورة عن التحول العميق والبعيد الغور الذي جدّ في بلاده حتى أوصله إلى الرئاسة العظمى، إلى المنصب الأسمى، فاستقاها من سيرته الشخصية، إذ قال، في معرض الإشادة بثقته بـ»الأمة»، إن الرجل الذي يقف في ذلك اليوم، الثلثاء الماضي، «لأداء اليمين الأقدس»، إنما هو سليل رجل ما كان، قبل أقل من ستين سنة، ليحظى بالخدمة في أحد مطاعم المدينة. لم يجد الرئيس الأميركي الجديد من وسيلة، خطابية أو كلامية، للتعبير عن تحول كان هو، «باراك حسين أوباما»، ثمرته «الأطيب»، قائدا مختارا إفريقي الملامح «شرقي السمات» لأكبر أمة «بيضاء» في العالم، وفي التاريخ ربما، غير اللواذ بسيرته الشخصية ينمذجها ويتخذها مقياسا. والرجل محق في ذلك أو هو على بعض حق. إذ أن سيرته الشخصية ما عادت كسيَر سائر الناس أو سوادهم الأعظم، واقعة مجهرية في تاريخ أعم، يشملها ويتضمنها وقد يغمطها حقها في الوجود المتميز، بل هي تماهت مع التاريخ، بمعناه الأكمل والأوسع والأبعد مدى، منذ لحظة ترشيحه ثم، على نحو أخص، منذ لحظة انتخابه، لتغدو تلك السيرة كناية عن تاريخ أمة أو حقبة. قد يكون في ذلك مقصرا، شأنه في ذلك شأن معاصريه أو جلهم الغالب، لا يفقهون ذلك التحول إلا بواسطة ما كان من وسائل إدراكه متاحا في المتناول، على طريقة «أين كنا وأين أصبحنا» على سبيل المثال، ربما لأن المدى الذي يتحرك فيه ويفكر في مضماره المعنيُّ وأولئك المعاصرون محكوم بقصره، تحكمه السياسة بما كان من مجرياتها آنيا أو يعود إلى الماضي القريب، إلى فترة «حركة الحقوق المدنية» أو ما يزيد عليها قليلا، قرنا ونيّفا مثلا. والحال أن ما هو سياسي وما هو آني، قد لا ينجد كثيرا، أو قد لا يفعل إلا لماما، في الإحاطة بتلك الظاهرة وفي إدراكها، مدى ومفاعيل. إذ ليس في الأخذ باعتبارات من تلك السوية، وحتى بعوامل أكثر «استثنائية»، من قبيل النفور الذي استثارته الإدارة البوشية المنصرمة أو الأزمة المالية التي ألمت بالاقتصاد الأميركي، وذلك العالمي، انهيارا غير مسبوق، ما من شأنه، في ذاته وبالاقتصار عليه، أن يجعل من انتخاب أوباما أمرا حتميا، مآلا لا مناص منه. تلك عوامل كان النظام «السابق»، القائم على التراتب العرقي، قادرا على الاستجابة إليها، ممتلكا لوسائل مواجهتها، دون ما حاجة إلى تحول كذاك، ينتقل بالولايات المتحدة وبنظامها إلى طور ما بعد عرقي، عُدّ في ذاته ثورة، لأنه أقدم على ما ليس أقل من إحلال صفة المواطنة منزلة الصدارة، تسبق كل انتماء سواها. بهذا المعنى، ربما كان من الأصح القول أن أميركا لم تنصب في شخص أوباما أول رئيس أسود (وإن استقام ذلك) أو أنها لم تكتف بذلك، بل هي نصبت أول رئيس مواطن، لا تنال من صفته تلك أية حيثية أخرى، سواء تمثلت في محتده أو في لون بشرته. بحيث لم يكن سواد البشرة، في هذه الحالة، غير رمز يؤكد عمق ذلك التحول ويعبر عنه التعبير الأجلى. قد يكون ذلك بعض تعليلٍ لما حصل، وقد يفيد ذلك التعليل بأن تطورا عميقا قد طرأ على الديموقراطية الأميركية، لم يكن أوباما وانتخابه سوى «أداة» له. ذلك أنه إذا كان الإنجاز الأكبر للديموقراطية، قياسا بأنظمة الحكم التي سبقتها، أنها ارتقت بالدولة، كمرتبة متعالية، إلى ضرب من تجريد، هيئة ثابتة متصلة مستدامة، أي غير مشخصنة، وجعلت من ممثليها ومن المؤتمنين على السلطة التي تمثلها عارضين طارئين زائلين، بمقتضى تفويض مؤقت، فإن الانتخابات الأميركية الأخيرة، بلغت بذلك المفهوم مداه الأبعد واستكملت عملية الفصل تلك، بأن أناطت وظيفة التفويض تلك بأي مواطن تراه جديرا بأدائها، أي أنها ابتدعت عن حق ديموقراطية مواطنين، بديلا عن تلك التي كانت تأخذ بها، تلابسها وتحددها انتماءات فئوية، تستند إلى تراتب ثابت ملزم، كأن يكون الرئيس حكما من الواسبيين. وإذا كان قوام ديموقراطية المواطنين تلك إحلال مساواة «شكلانية» صارمة ناجزة، تجعل من انتخاب أحد أولئك المواطنين أمرا «عشوائيا» وفق المقاييس التقليدية، فقد كان التنصيب الأخير لأوباما آية ذلك التحول وتجسيده الأبلغ. ولكن الأمر قد لا يتوقف عند ذلك الجانب على أهميته، بل هو يذهب بالحلم الأميركي مدى أبعد. فتلك الأمة التي تأسست على نحو إرادي، كما لم يحصل ربما قط مع سواها في التاريخ، ولم تكن معطى موروثا، بل اجتُرحت اجتراحا، واختارت حتى لغتها اختيارا واعيا، وهي التي ترددت في لحظة ما من لحظات تأسيسها بين اعتماد الإنكليزية وتبني الألمانية، رأت نفسها خلاصة التاريخ البشري ووسيلة استئنافه أو إعادة اختراعه على أسس جديدة وبواسطة العقل. كان ذلك توقا أساسيا سعت وراءه «فلسفة الأنوار»، أفضى في حال الثورة الفرنسية إلى كابوس، ربما لأن هذه الأخيرة كانت ارتدادا على تاريخ مديد، توسل العنف، الأقصى في بعض الحالات والأحيان، في حين كُللت نظيرتها الأميركية بالنجاح، لأنها أقبلت، متفائلة متحللة من كل ماض، على تاريخ بكر، لا تنتصب في وجهه غير «حدود» يُصار إلى تذليلها وإلى تخطيها. وغني عن القول الإشارة إلى مركزية مفهوم «الحدود» في التجربة الأميركية، من إخضاع «الغرب الأميركي» في القرن التاسع عشر، إلى غزو الفضاء في عهد جون كيندي، وها أنها، بتنصيب أوباما، تجتاز «حدودا» كانت تلوح عصية كأداء، تلك المتمثلة في «الحدود» العرقية. وبذلك، تكون تلك التجربة الأميركية، قد خطت خطوة أبعد في تحقيق ما تعتبره سمتها الفارقة، استواءها مثالا للمستقبل البشري، على ما يسم تلك المهمة المناطة بالذات من ادعاء، تنجزه وتقترحه وتدعو إليه، فاصطفت رئيسا «كوني» الملامح متعدد الانتماءات، مرآة للإنسانية في طورها الراهن، ليس فيه أي قسمة من قسمات «العم سام»، كما عهدها العالم حتى الآن. ثم أنه حسب ذلك التنصيب أنه لاءم وصادف، على نحو غير مسبوق أو نادر، بين منظومة القيم الأميركية، مرجعية قوامها العدالة والمساواة والإنسانية والسخاء، وبين واقع الحال الذي لم يكن دوما كذلك، فآل إلى تفعيل تلك القيم، وإن استثناءً في هذه الحالة. أما عن سياسات أوباما، أو السياسات التي ستسلكها بلاده في عهده، فلكل حادث حديث… (*) كاتب تونسي (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)

من أهمها مواقع سياسية ولحقوق الإنسان..

« مركز الدوحة » يشجب الرقابة البحرينية للإنترنت

 
الدوحة – الشرق دان مركز الدوحة لحرية الإعلام تعميم وزارة الثقافة والإعلام البحرينية، الذي وجهته في 14 من الشهر الجاري، إلى الشركات المزوّدة لخدمة الإنترنت في المملكة، حيث تلزمها بموجبه بحجب عدة مواقع مكرّسة للدفاع عن حقوق الإنسان. واعتبر المركز في بيان له هذا التدبير الرقابي منافياً لنية السلطات البحرينية السماح بالنفاذ إلى إعلام حر وتعددي، كما يدعو إلى الرفع الفوري للحظر المفروض، وإلغاء الأحكام التي تخوّل وزارة الثقافة والإعلام فرض الرقابة على المنشورات الإلكترونية. وشدد البيان على ضرورة اغتنام النقاش الدائر في برلمان المنامة حول قانون الصحافة الجديد لمنح المنشورات الإلكترونية، وكذلك مجمل المطبوعات الصحافية، حماية تليق بدولة القانون ». وكانت وزارة الثقافة والإعلام قد أجازت مشروع قانون صادر في عام 2002 يأمر بمنع تداول المطبوعات أو المواقع الإلكترونية التي « تتضمن المساس بنظام الحكم في الدولة أو دينها الرسمي أو الإخلال بالآداب أو التعرّض للأديان تعرضاً من شأنه تكدير السلم العام ». ونتيجة لذلك خضع عشرون موقعاً إلكترونياً جديداً على الأقل للحجب منذ إصدار التوجيه الأخير وقد أحصى مركز البحرين لحقوق الإنسان 69 موقعاً يتعذّر على متصفّحي الإنترنت ولوجها. ومن اهم المواقع المحجوبة،موقع مركز البحرين لحقوق الإنسان منذ أكثر من عامين، حيث يقوم بالتنديد بأعمال العنف المرتكبة ضد النساء لا سيما العاملات الأجنبيات في المنازل.، كما يطول الترشيح المواقع السياسية أو المكرّسة لحقوق الإنسان ومنتديات النقاش والمواقع التجارية، ما يحتّم تصفّح الإنترنت بمجهولية تامة وتفادي الرقابة بواسطة الخوادم ». (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 26 جانفي 2009)

تركيا تتصالح مع تاريخها
 
د. محمد نورالدين (*) انتهت الحرب العسكرية على غزة وانسحبت القوات الإسرائيلية المعتدية بعدما خلفت دمارا واسعا وأكثر من 1300 شهيد و6000 جريح. انتهت الحرب،مبدئيا، وسط إجماع على أن إسرائيل لم تحقق أي هدف من أهدافها لا العسكرية ولا السياسية ولا سيما احتلال غزة وكسر شوكة المقاومة وشطب حماس من المعادلات المختلفة.وحين لا يحقق العدو أهدافه يكون انتصارا للمقاومة رغم الكلفة العالية التي دفعتها غزة وهي ضريبة الحفاظ على شرف الأمة وكرامتها التي دفعتها من قبل المقاومة في لبنان في تموز/يوليو 2006. حفل العدوان على غزة بالكثير من الظاهرات والعبر.لكن سيبقى علامة فارقة الدور التركي أثناء الأحداث والذي فاجأ الجميع أو العدد الأكبر من المراقبين.يتساوى في ذلك الداخل التركي أو العالم العربي والعالم عموما. لقد بان الدور التركي جليا من خلال انسجام الموقف الرسمي والشعبي من النظرة إلى العدوان. فعلى امتداد الحرب لم يمر يوم دون تصريح مندد بالعدوان ومدافع عن غزة من جانب رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وصل إلى حد المطالبة بمنع إسرائيل من دخول الأمم المتحدة.ووصل بوزير العدل محمد علي شاهين إلى وصف إسرائيل بالمحرض الأول على الإرهاب العالمي.ورفض اردوغان الرد على مكالمات أيهود أولمرت كما رفض وزير الخارجية علي باباجان استقبال وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني.كان الموقف الرسمي موحدا.الرئيس غول ندد بالعدوان ومجلس الأمن القومي التركي طالب بوقف فوري للعدوان. وعلى صعيد المعارضة كانت المواقف مشابهة امتدت من زعيم الحركة القومية اليميني دولت باهتشلي الذي اتهم الغرب بالازدواجية وصولا إلى حزب السعادة الإسلامي الذي طالب اردوغان بخطوات اكبر ضد إسرائيل مثل قطع العلاقات. أما على الصعيد الشعبي فكان المشهد مؤثرا إذ تحركت كل التيارات والقطاعات التركية من شرق تركيا إلى غربها ومن أتراكها إلى أكرادها انتصارا للشعب الفلسطيني وأشعروا الإسرائيليين عبر سفارتهم في أنقرة وقنصليتهم في اسطنبول أنهم أمة منبوذة من التاريخ ولا تمت بصلة إلى القيم الإنسانية. وعلى الصعيد الإعلامي لم يتأخر أحد في الكتابة نصرة لفلسطين وتفنيدا لمزاعم شعب الله المختار. أما القلة من الأقلام المعروفة بولائها للوبيات الصهيونية والتي تريد لتركيا أن تبقى إسرائيلية الهوى فأمرهم بات مكشوفا عندما ينحازون إلى المستعمر والجزار على حساب كرامة وطنهم الأم تركيا وباتوا لا يؤثرون على ذكاء الشعب التركي. وعلى الصعيد العملي كانت تركيا أولى الدول التي سعت إلى وقف مذبحة غزة وسعت حثيثة إلى محاولة رأب الصدع العربي، المدخل إلى موازنة الغطرسة الصهيونية.وكان لتركيا دور مهم في التوصل إلى اتفاق وقف النار من خلال إقناع حماس به وبالتالي إراحة الوضع بعض الشيء. لقد كانت تركيا وفية لقيمها ومنحت بذلك دورها الوسيط مزيدا من القوة الأخلاقية لا كما يزعم البعض أنها فقدت هذا الدور بمواقفها المنحازة إلى الطرف الفلسطيني. لقد دخلت تركيا،بهذا الموقف، إلى قلوب المسلمين والشارع العربي وكل محبي القيم الإنسانية.فاكتسبت تركيا للمرة الأولى بُعدا جديدا رآه كل العالم .لذا ليس من العيب أن ترفع صورة اردوغان الى جانب صورة هوغو شافيز في لحظة كانت أجساد أطفال غزة ونسائها الممزقة والمحروقة بالقنابل الفوسفورية تنام راضية مرضية مطمئنة من مواقف هؤلاء القادة الذين أظهروا أنه لا يزال في هذا العالم ما يستحق الحياة، كما كتب مرة الشاعر الفلسطيني العظيم محمود درويش. اليوم خرجت تركيا بالصورة التي يريدها كل أحرار العالم والتي تعيد التصالح مع نفسها ومع تاريخها ومع محيطها، بعدما خطفها لعقود مبيدو الهنود الحمر في أميركا وجزّارو صبرا وشاتيلا وقانا وجنين وغزة في الكيان الإسرائيلي العنصري والإرهابي. وكما انطلقت حملة التصالح المعنوي مع الأرمن من خلال حملة الاعتذار من الأرمن على « الكارثة الكبرى »التي أصابتهم عام 1915، ها هي تركيا تكمل وجهها الحقيقي بموقفها المشرّف من مأساة غزة. وليس من شك أن هذه الذهنية الإنسانية ستواصل-ولو أخذ ذلك بعض الوقت، الانتشار- لتطول أيضا العلاقة مع الأكراد وكل « الآخرين  » في الداخل التركي. وإذا كان البعض يجد من تأخر في بعض المجالات على هذا الصعيد إلا انه ليس بالامرالمقلق .المهم إن القافلة تسير في الطريق الصحيح على أمل اكتمالها لنكون بالفعل »خير أمة أخرجت للناس ». (*) كاتب وباحث لبناني متخصص في الشؤون التركية (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 24 جانفي 2009)
 

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة
عــــ541دد   على موقع تونس نيوز 

بصراحة حرية الإعلام و التعبير و الكتابة الدعامة الأساسية لقوة النظام و تقدم الأمة
 
تونس في 26 جانفي 2009 إن ما أشار إليه الرئيس ساركوزي مؤخرا من اهتمام و عناية لدور الإعلام و الصحافة المكتوبة بالخصوص يؤكد من جديد للرأي العام الدولي بأن ما أشار إليه الرئيس الفرنسي ساركوزي هو الصواب و إن لا تقدم للوطن و لا حياة لشعب و لا استقرار لنظام و لا ازدهار لأمة و لا رفاهية لشريحة ما الا بإعلام حر مستقل مسئول و صادق يقوم برسالة على الوجه المرضي بكل حرية و مسؤولية و نبل و أخلاق عالية و يكشف كل التجاوزات بكل حرية و يذكر كل الخلل و الضعف و يضع النقاط على الحروف و يقول كلمة الحق بكل حرية و بدون مجاملة خدمة للشعب و دعما لمصداقية الإعلامي و ثوابت العمل الإعلامي الذي لا يعرف المجاملة و النقاق و التغطية عن التجاوزات و المظالم و الفساد هذا هو دور الإعلام الحر . هذا هو الإعلام الذي أراده ساركوزي لفرنسا  و قد أكد الرئيس الفرنسي مؤخرا بأن على الصحافة المكتوبة أن تقوم بواجبها خدمة لأغراض و مشاغل الفرنسيين و بالتالي كل دور للصحافة إيجابي بحرية و ديمقراطية يعطي دفعا جديدا و مصداقية للنظام و قوة للإعلام و إشعاع لرسالته و خدمة للشعب الفرنسي و تأكيدا على دعم دور الإعلام و خاصة الصحافة المكتوبة و دعى الرئيس ساركوزي المسئولين على الصحف المستقلة و المعارضة و الحكومية إلى مزيد الدعم لحرية الرأي و التعبير و اعتبارا لما تعانيه الصحافة المكتوبة من صعوبات مالية في الطبع و الورق و التوزيع و الإشهار أكد الرئيس الفرنسي ساركوزي بدعم الصحافة المكتوبة حتى تتغلب على معضلتها و مشاكلها و ارتفاع أسعار الورق و الطباعة و اليد العاملة و صعوبة التوزيع لا فقط في فرنسا بل في العالم بأسره . ونتيجة ذلك قرر دعم الصحافة ماديا بنسبة 30 بالمائة من تكاليف الورق و الطباعة حتى تلعب دورها كاملا دون صعوبات و عراقيل كما دعى إلى مزيد حرية الصحافة أي أنه قرر إعانتها ماديا و شجعها معنويا و سياسيا دون خوف أو تحجيم أو تعتيم . و قال أن الصحافة لها دورها و رسالتها وهي السلطة الرابعة و لا سلطان عليها إلا ضوابطها و أخلاقيات المهنة و شرف الرسالة و نبل المهنة و ثقل الحمل و صراحة الكاتب و الصحفي و عمق وطنيته و تعلقه للوطن و حبه لمهنته و ما يمليه ضميره و رسالته التاريخية و إضافة لذلك قرار الرئيس ساركوزي في محله و قراره الممتاز بتشجيع كل شاب فرنسي أو مولود بفرنسا و بلغ سن الثامنة عشر له الحق في اقتناء صحيفة يختارها الشاب بنفسه و تدفع الحكومة من ميزانية الدولة ثمنها تشجيعا للشبان لمطالعة الصحف و الاهتمام بدور الإعلام و المشاركة في بوتقة الحياة الوطنية الفرنسية حتى يتشبع الشاب وطنه و مشاغل شعبه و حجيات الأمة الفرنسية و الجالية التي تعيش في فرنسا من كل أنحاء العالم و عددا هام من الجالية العربية و الإسلامية و قد أراد الرئيس ساركوزي بهذا القرار دعم الإعلام الحر و مزيد تشجيع  القراء على القراءة و المطالعة و المساهمة . و هذا هو الدور الفاعل لدعم الإعلام . ما أحوجنا في الدول العربية لمثل هذا العمل الهادف و نحن في دولنا العربية نرحب بهذا الاهتمام من طرف الرئيس الفرنسي ساركوزي للإعلام و الصحافة المكتوبة . و نرجوا من حكامنا العرب الإقتداء بهذا العمل و الإجراء الحكيم و الشجاع و الجريء و نتمنى من صميم الفؤاد و من أعماق القلب و الوجدان أن ينسج قادتنا بكل شجاعة لدعم دور الإعلام المرئي و المكتوب و المسموع و كل ما يتعلق بحرية الرأي و التعبير بما في ذلك إصدار الكتب و المجلات و النشريات الشهرية بكامل الحرية و ربما دولنا أحوج إلى الإعلام الحر لأن مسيرتنا مازلت تحتاج إلى الصراحة و قول الحقيقة و كشف السلبي و ذكر التجاوزات حتى نبني وطننا بصدق بقول الحق و الصراحة و الشجاعة و لا   حقيقة إلا بإعلام حر و لا تقدم لشعب إلا بحرية الرأي و لا رفاهية لشريحة إلا بالجرأة و تحمل المسئولية  بأخلاق عالية . شعوبنا العربية في حاجة إلى إعلام حر و جرأة في التعبير إن الدواء الناجح لإصلاح المجتمع و القضاء على التجاوزات و الجهوية و المحظوظية و الولاء الشخصي و الحزبي الضيق      لا يتم إلا بإعلام حر و مسئول و هادف و نزيه كفى للإعلام الأحدي و كفى من دور الإعلام الذي يغني و جناحه يرد عليه و كفى من إستعمال مصدح التلفزة لنوع واحد كفى أن يستغل الإعلام المسموع شريحة دون اخرى …. كفى أن يكتب في الصحافة المكتوبة أقلام دون أخرى كفى أن تمتاز صحيفة على أخرى كفى أن يكون الإشهار حسب الولاء … كفى حبس الكتب من أجل رأي حر… كفى عدم إحترام القرارات و القوانين … كفى تجاهل قرا ر إلغاء الإيداع القانوني للكتب … كفى استثناءات رغم وضوح قرارات رئيس الدولة الذي حرص على إلغاء الإيداع القانوني للكتب و الصحف . و كفى إجتهادات في غير محلها و الرئيس بن علي لا يعلم بهذه الخروقات الخطيرة . و كتابي الذي وقع طبعه يوم 23/07/2008 و أهديت النسخة الأولى منه إلى سيادة رئيس الجمهورية –مازال محبوسا في وزارة الثقافة و المحافظة على التراث و عندما نحاول الإتصال بالمسئول الثاني رئيس الديوان يكون الجواب في 23/08/2008  كتابكم سيرى النور قريبا وهو سليم طبعا بعد الفحص الدقيق و كأنه مريض يحتاج على فحوص دقيقة من طرف الطبيب … و فعلا قال لي هذا المسئول نعم كتابكم سليم معافى و أردف قائلا ردا على ذلك سؤال حول قرار سيادة الرئيس العادل بإلغاء الإيداع القانوني للكتب و الصحف . أجابني رئيس الديوان نحن مع قرار الرئيس قلبا و قالبا إذا كان هذا صحيحا لماذا مرت 6 أشهر كاملة على مقابلتي للمسئول المذكور و الكتاب مازال محبوسا لحد اليوم ؟ و عندما قلت في رسالتي المفتوحة لسيادة الرئيس في أوت 2008 الفرق   بين خطابكم و قراركم و بين الممارسة في الإدارة … أجابني المسئول ماذا تقصد من إشارتكم ؟ قلت له : بصراحة و جرأة المناضل أقصد الإدارة التونسية و وزارة الثقافة . إبتسم و قال لي : كن على يقين أننا مع قرارات الرئيس . لكن بعد مرور 6 أشهر لم ألمس إنفراج لكتابي الوفاء الدائم . فهل الوفاء للرموز و الزعماء و الشهداء الأبرار الحديث عنه ممنوعا و خطوط حمراء… و الضريبة غالية و العقاب حجز الكتاب لمدة 6 أشهر . و هل الكتابة على زعيم الأمة يستحق كل هذا العقاب ؟ و هل الكتاب المحبذ هو الذي يتحامل على الزعيم و يذكر السلبيات و يتهجم على الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة بالإساءة و قول الزور و الإفتراء لغاية في نفس يعقوب ؟ و هل صاحب الكتاب الذي يذكر مناقب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله و يبرز خصاله و أعماله و مواقفه هو الذي يعاقب و يحجز كتابه في رفوف وزارة الثقافة … نتيجة الحب و الوفاء و الأكبار و تقديرا لزعيما خالدا لا يزال العالم يذكر خصاله و أريحة فلسطين تذكر خطابه و أمريكيا عام 1963 تشهد شوارعها جولاته و صولاته و باريس تشهد مفاوضاته و خطاباته و العالم كله يشهد للرجل بالحكمة و بعد النظر فهل كتاباتي بوفاء لهذا الرمز الخالد أقلقتهم أم ماذا يا ترى ؟؟؟ و أقول بصراحة لو كتابي طبع في فرنسا لأخذ الضوء الأخضر و تم ترويجه في 3 طبعات نظرا لتعلق الفرنسيين بالزعيم الخالد و تمسكهم بحرية الرأي الذي دعمها الرئيس لساركوزي مؤخرا . ملاحــــظـة : اخترت بلادي كما قال الشاعر: بلادي و إن جارت علي فهي عزيزة… يا ليت يفقه قولي و إشاراتي. الخــاتمـــة : اعتقد أن هذه الرسالة الصريحة و الشجاعة لو يطلع عليها رئيس الدولة بنفسه سوف تعطي بحول الله نتائجها في الآبان و يأذن بإطلاق سراحه كتابي طبقا لقراره عام 2007 بالغا الإيداع القانوني و دعم الصحف و إلغاء الرقابة الذاتية . المهم لو يسمحوا للرسالة بالوصول بدون رقابة إلى مكتب الرئيس و الإطلاع عليها بصفة شخصية و لنا كامل الثقة في قراراته و أوامره و تعليماته . قال الله تعالى : « سيجعل الله بعد عسر يسرا « 

صدق الله العظيم

و الــــســــــــلام محمد العروسي الهاني نهج الوفاء عــ03دد حمام الشط الهاتف: 22022354


 الجزيرة الفضائية متواطئة ضد مصر أم محايدة؟
 
تقرير :  خولة الفرشيشي   اتهمها البعض بالتواطؤ علي مصر وأيدها البعض الأخر هذه قناة الجزيرة الفضائية الإخبارية أثناء فترة الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة والتي استمرت 22 يوماً من القصف المستمر لأراضي القطاع .   فقد قال رجال سياسة وإعلام من مصر أثناء الحرب على غزة بأن قناة الجزيرة الفضائية متحيزة ومتواطئة ضد مصر, وتسعى إلى إشاعة الفوضى وزرع الفتنة داخل المجتمع المصري، وتأتي هذه التصريحات المعادية لقناة الجزيرة بعد جملة من الحوارات  التي أجرتها القناة مع معارضي النظام المصري، أو من بعض الوجوه الإعلامية العربية والتي وجهت انتقاداً شديد اللهجة للنظام المصري كالمفكر الفلسطيني عزمي بشارة ورئيس تحرير جريدة « القدس » الصحفي عبد الباري عطوان.   وعقب انتهاء العدوان الإسرائيلي بأيام توجه راديو حريتنا بسؤال إلى مجموعة من رجال الإعلام المصريين حول أداء الجزيرة خلال تلك الفترة : -كيف تقيم أداء الجزيرة طيلة أيام العدوان على غزة في تغطيتها للعمل المصري الديبلوماسي والسياسي ؟ -هل كان أداء الجزيرة متواطئا أو محايداً؟ وبسؤاله اعتبر رئيس تحرير جريدة « الأحرار » صلاح قبضاية أن قناة الجزيرة متحيزة وتهدف إلى الإثارة ولا تستطيع أن تكون محايدة لأنها ملتزمة بسياسات دول بعينها فهي تتكلم عن الأحوال الداخلية المصرية وتحرص على نقل ما تقوله المعارضة وتأتي بعناصر محايدة لتكمل المشهد الديكوري , حسب تعبيره .   وواصل قبضاية حديثه بأن قناة الجزيرة على قدر اهتمامها المتواصل بالأوضاع الداخلية في مصر تتجاهل في الآن نفسه وجود معارضة بدول بعينها كسوريا وقطر و السعودية وغيرها .   ولم يخفي قبضايه إعجابه بالحرفية العالية لقناة الجزيرة إلا أنه اعتبرها على المستوى السياسي متحيزة وتسعى إلى إبراز سلبيات مصر أكثر من سعيها إلى الحياد.   وذهب رئيس تحرير جريدة  » القاهرة « صلاح عيسى في التحليل بأن العدوان الأخير على غزة شهد استقطاب إعلامي فضائي بشكل واضح بحيث كانت هناك قنوات ذات الصلة بشكل أو أخر بالإسلام السياسي حيث كانت منحازة إلى حماس وتغطيتها جزء من الحرب معها وقد بدأ هذا الانحياز قبل العدوان وذلك بعد انسحاب حماس من الحوار الوطني الفلسطيني والذي كانت تنظمه القاهرة وبدأ الحديث عن أن مصر منحازة والوسيط المصري غير نزيه وبرز هذا بشكل واضح في قناة الجزيرة والأقصى.   وتابع قائلاً : بعد العدوان الإسرائيلي الأخير كانت الحملة الإعلامية بتنظيم حركة حماس في هذه القنوات والتي سماها عيسى كالتالي الجزيرة،الأقصى ،المنار ،المستقلة ،الحوار وقد بدأت هذه القنوات اتهام مصر صبيحة العدوان بالتواطؤ مع إسرائيل وركزت في التدليل على ذلك على وقائع تافهة على حد قوله كتصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزيارتها لمصر قبل العدوان ورد وزير الخارجية المصري  الذي لم يكن حاسماً حسب هذه القنوات والتعليق على تصريح قديم منسوب لرئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب المصري الدكتور مصطفى الفقي  والذي قال فيه أن مصر لن تقبل دولة دينية على حدودها .   وأضاف أن هذه القنوات انتقلت على طول الحملة إلى اعتبار القضية الأساسية هي فتح معبر رفح و الادعاء بأن مصر تشارك في حصار حماس بإصرارها على ألا تفتح معبر رفح إلا طبقا لاتفاقية 2005 .   كما شمل هذا تحريض المواطنين المصريين على فتح معبر رفح بالقوة خصوصاً على منبر قناة الجزيرة .   كما أن هذه الأخيرة لم تستضف إلا شخصيات عدائية لشخص الرئيس مبارك تحديداً كما ابرز عيسى أن هذه القناة  منحازة أولا لأن رئيسها وضاح خنفر كادر من كوادر حماس وثانيا تتحرك وفق أجندة تسعى إلى طبع الدهشة وغسيل المواقف فكما هو معروف أن بقطر أكبر قاعدة أمريكية وتغطي على ذلك بقناة الجزيرة التي تبدو متشددة من إسرائيل وأمريكا .   وأكمل عيسي حديثه بقوله أن قناة الجزيرة لم تتورع عن إثارة جو من الكراهية ضد مصر وليس ضد النظام فحسب .   وأكد عيسي في نهاية كلامه أن قناة الجزيرة حرفية ولكنها ليست مهنية وشعارها الرأي والرأي الآخر كذب ورياء.   وخالف عيسي في الرأي رئيس تحرير جريدة « صوت الأمة »  عبد الحليم قنديل وأبدى إعجابه الشديد بأداء الجزيرة الذي وصفه بالباهر حيث قال أن الجزيرة وشبكة مراسليها كانت الوسيلة الأولى في نقل الحدث لحظة بلحظة وكان لها السبق الإعلامي  في اكتشاف جرائم إسرائيل واستخدامها للفسفور الأبيض  من خلال البث المباشر .   وواصل قنديل حديثه بأنه لولا قناة الجزيرة لم يكن للعالم أن يعرف حقيقة ما يجري خاصة وأن إسرائيل منعت دخول المراسلين الأجانب إلى غزة .   وأثبتت قناة الجزيرة حيادها ومهنيتها حسب رأي قنديل من خلال البرامج الحوارية طيلة فترة العدوان حيث كانت وجهة النظر الرسمية المصرية حاضرة.   وقال قنديل أنا شخصياً شاركت ثلاث مرات في برامج الجزيرة  وكان إلى جانبي جهة رسمية تمثل النظام سواء رؤساء تحرير الصحف الحكومية أو بعض الأعضاء البارزين في الحزب الوطني .   كما هاجم رئيس تحرير صوت الأمة بعض منتقدي الجزيرة بقوله إن وصف قناة الجزيرة بالتحيز وصف ظالم والحقيقة أن الموقف الرسمي مخزياً وجالباً العار للمصريين.   أما رئيس تحرير جريدة « المصري اليوم » مجدي الجلاد فقد وصف أداء الجزيرة بأنه لم يكن محايداً بشكل كامل ومن جهة أخرى لم تحاول قناة الجزيرة إشاعة الفوضى والعصيان المدني في مصر فهذه تهمة كبيرة ,ولكن هذا لا يمنع من أن الجزيرة كانت مثل باقي الوسائل الإعلامية العربية لعبت دوراً يلتصق مع التوجهات القطرية الرسمية ،فأثناء عدوان إسرائيل على غزة حدثت ظاهرة جديدة وهي تخلي وسائل الإعلام العربية عن استقلاليتها وتبنيها للمواقف الحكومية للدول التي تمولها.   وقال الجلاد بأن قناة الجزيرة وقفت موقف عدائي ضد مصر لأن الموقف القطري الرسمي كان ضد الموقف المصري وحاولت الجزيرة ترويج وتسويق وجهة النظر القطرية في الأزمة الماضية.   ولذلك يرى رئيس تحرير المصري اليوم أن الجزيرة إذا كانت قد استطاعت تغطية الحرب من الناحية الخبرية بشكل محترف فإنها تحولت إلى قناة قطرية محلية فيما يتعلق بالرأي والتحليل وهو موقف سحب مراسلي الجزيرة على المستوى المهني لأنها لم تقف على خط الحياد والاستقلال.   وظهر بوضوح أن التمويل استطاع أن يدير الإعلام العربي بالكامل بما فيه الجزيرة أثناء العدوان الإسرائيلي لأن هذه الأزمة من الأزمات النادرة عكست صراعاً عربياً عالمياً وبالتالي كان طبيعياً أن تحدث حالة استقطاب سياسي لوسائل الإعلام وتتحول كل قناة فضائية إلى قناة محلية تدافع عن النظام الحاكم الذي يمولها. خاص القاهرة خولة الفرشيشي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.