الأربعاء، 28 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3172 du 28 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


كلمة:راديو كلمة تحت الحصار والصحافيين في اعتصام مفتوح

حــرية و إنـصاف:الاعتداء بالعنف الشديد على الناشط الحقوقي زهير مخلوف كلمة:النشرة الاخبارية في موقع مجلة « كلمة » المجلس الوطني لحركة التجديد : بيان: حول الحركة الاجتماعية بالحوض المنجمي سياسيون وحقوقيون تونسيون :رســــــــالة مفتـــــــوحة إلى السيد الرئيس محمود عباس زهير مخلوف : توضيح بشأن  » رسالة مفتوحة لمحمود عباس  »

السبيل أونلاين:مشاهد من الإعتداء على الناشط الحقوقي ومراسل السبيل أونلاين زهير مخلوف

رويترز: تونس تسجن 22 شابا بموجب قانون مكافحة الارهاب ش ويترز: سجن 22 شابا بموجب مكافحة الارهاب ..تونس تطلق سراح الداعية الإدريسي رويترز:تونس تقرر تسوية وضع صحفيين بالتلفزيون الحكومي بعد احتجاجات قنطرة : حرية الصحافة في تونس: الصحافيون المستقلون على قائمة الملاحقات النقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة:لائــــــــحـــة  الحبيب بسباس : بيــــــــــــــان عبدالسلام الككلي:أزمة خطيرة بين اتحاد الشغل ونقابة الجامعيين النقابة الأساسية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس : بيان حول الزيادات الخصوصية «الدستور» تستطلع الاراء حول الانتخابات الرئاسية التونسية .. مغاربية: أكاديميون يناقشون الاجتهاد والديموقراطية وحقوق الانسان أبوجعفرالعويني : هكّه العدالة و الاّ بلاش يازوين المستقبل:(سمير عبد الله) سفير تونس يزورنعيم  حسن: نقف الى جانب لبنان واستقراره حزب « تونس الخضراء  » الوضع البيئي الدولي وعلاقاتنا بحركات الخضر الايكولوجيا الدولية كالة المغرب العربي : شبكة جديدة للاتصالات في تونس الشرق الأوسط : تونس: افتقاد مخطوط أثري نادر بعد 3 سنوات من سرقته عبدالسلام المسدّي :اللغة العربية في المَهَاجر الوحدة:حسونة (المصباحي) وأخلاق البدو الوحدة:هؤلاء لا نريدهم ونقاطعهم آي بي إس : مقابلة مع والدن بيللو، مدير مركز التركيز علي الجنوب: »يجب إدانة إسرائيل ودعم قيام دولة فلسطينية وحق العودة »

إسلام أونلاين:القرضاوي يتمنى الشهادة بغزة ولو على كرسي متحرك

عبد الباري عطوان : اسرائيل الخاسر الأكبر

د. أحمد القديدي : هل يغير أوباما شيئا من حال العرب؟

د.خــالد الطـراولي:الأزمة المالية ومعالم البديل الإسلامي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


راديو كلمة تحت الحصار والصحافيين في اعتصام مفتوح

 
واصلت أعداد ضخمة من البوليس بالزي المدني المرابطة منذ الصباح الباكر من هذا اليوم 28 جانفي محاصرة مقر مجلة و راديو  كلمة إضافة إلى مقر المجلس الوطني للحريات الذي يوجد بنفس العمارة، حيث حاولت  سكرتيرة المجلس التي قدمت لمزاولة عملها الدخول لكنها منعت وتم تهديدها إن هي عادت مرة أخرى  كما تم منع الناشط السياسي و الحقوقي زهير مخلوف القادم لزيارة مقر الراديو  وتم الاعتداء عليه بالعنف اللفظي و الجسدي إضافة إلى الاعتداء بفاحش القول على الزميلة فاتن الحمدي التي كانت بصدد تصوير عملية الاعتداء على زهير مخلوف من شرفة مقر الراديو كما تم التوجه الى السيد عمر المستيري، مدير تحرير كلمة، بالسب و الشتم و الألفاظ النابية أثناء دخوله وخروجه من مقر الراديو. و اصدر فريق راديو كلمة بيانا يعلنون فيه عن دخولهم في اعتصام مفتوح هذا نصه:  » بعد يوم من مباشرته للبث على القمر الصناعي، تعرض مقر راديو و مجلة كلمة الالكترونية إلى حصار مشدد منذ صبيحة الثلاثاء 27 جانفي 2009 من طرف فيلق من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني الذين منعوا زوار المؤسسة و عامليها من الالتحاق بها بكل الوسائل العنيفة و اللامشروعة كاستعمال العنف اللفظي و البدني ضد كل من مروى الرقيق (صحفية بالراديو)، سليم بوخذير و زهير مخلوف كما تم إيقاف الزميل محمد ظافر عطي يوم أمس لمدة أربعة ساعات و تهديده بالسجن إن حاول العودة إلى المقر و يأتي ذلك في سعي السلطة إلى شل نشاط الراديو .       و بناء عليه نحن الفريق الصحفي براديو كلمة نعلن: – دخولنا في اعتصام مفتوح بمقر الراديو نهج أبو ظبي بشارع الحرية بالعاصمة بداية من اليوم الأربعاء 28 جانفي 2009.  – ندين هذا الحصار للعمل الصحفي  الحر والمستقل – نطالب بفك الحصار و الكف عن كل المضايقات التي يتعرض لها فريق كلمة. – ندعو كل أحرار العالم إلى مساندتنا في تحركنا المشروع. و نعلن أن مثل هذه الممارسات لن تمنعنا من مواصلة عملنا من أجل صحافة حرة و مستقلة و نزيهة.  » بامكانكم الاتصال بالفريق على هذه الارقام +21671254673 او +21698245386 (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 28 جانفي 2009)


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02 صفر 1430 الموافق ل 28 جانفي 2009

الاعتداء بالعنف الشديد على الناشط الحقوقي زهير مخلوف

تم حوالي الساعة العاشرة و النصف من صباح هذا اليوم الأربعاء 28/01/2009 منع الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف العضو المؤسس لمنظمة حرية و إنصاف من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات بتونس بمعية السيد عمر المستيري و الاعتداء عليه بالعنف اللفظي و المادي من قبل ثمانية أعوان من البوليس السياسي على مرأى و مسمع من جميع المارة، كما وقع منع الصحفي لطفي الحيدوري عضو المجلس الوطني للحريات بتونس من الدخول إلى مقر المجلس المحاصر لليوم الثاني على التوالي لإثر انطلاق بث إذاعة  »كلمة » عبر القمر الصناعي  » هوت بورد  » يوم الاثنين 26/01/2009.  علما بأن السيد زهير مخلوف تعرض في مناسبات سابقة للاعتداء بالعنف اللفظي و المادي من قبل أعوان البوليس السياسي كما تعرض عديد الناشطين الحقوقيين الآخرين إلى مثل هذه الاعتداءات و عند تقديم شكايات لا يتم البحث فيها لمحاسبة المعتدين و إنصاف المظلومين.

و حرية و إنصاف

1)   تدين بشدة الاعتداء بالعنف على السيد زهير مخلوف و منع السيد لطفي الحيدوري من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات بتونس و تعتبر هذه الممارسات اعتداء على حرية النشاط الحقوقي و مخالفة لما التزمت به السلطة في الاتفاقية الدولية لحماية الناشطين الحقوقيين.  2)   تطالب بإجراء بحث في الموضوع و تقديم المعتدين إلى القضاء و وضع حد لمضايقة النشطاء الحقوقيين و رفع الحصار الأمني على مقرات الجمعيات و المنظمات الحقوقية.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


النشرة الاخبارية في موقع مجلة « كلمة » ليوم 27 جانفي 2009

 
لاجئون تونسيون يواجهون خطر الترحيل من سويسرا يواجه خمسة تونسيين مقيمين على الأراضي السويسرية خطر الترحيل إلى بلادهم حيث يخشى عليهم من سوء المعاملة والتعذيب ومحاكمات جائرة خاصة وأنّ أغلبهم صدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن في قضايا سياسية منذ التسعينات. وكان سفيان البكوش وفتحي البوزيدي وزهير قديرة وعبد الكريم البجاوي ولطفي بن مصباح قد دخلوا الأراضي السويسرية قادمين من البوسنة بعدما بدأت إجراءات طرد العرب المقيمين فيها عقب هجمات سبتمبر 2001. ومكّنتهم إدارة الهجرة بسويسرا من إقامة غير دائمة تتطلب التجديد كل عام ونصف، كما سعت إلى إعادتهم إلى البوسنة التي رفضت استقبالهم، وتم إعلامهم مؤخرا بأنّهم قد يرحّلون إلى تونس. وتوجهت منظمات حقوقية تونسية بنداء إلى السلطات السويسرية من أجل استبعاد تسليمهم إلى السلطات التونسية وتمكينهم من الحصول على اللجوء السياسي حتى يكونوا في مأمن من التعرض إلى سوء المعاملة والتعذيب والسجن، حسب عبارة البيان. حصار أمني على مقر راديو كلمة و اعتقال الصحفي ظافر عطي شدّدت اليوم الثلاثاء السلطات الأمنية التونسية حصارها على مقر راديو كلمة حيث منع أعوان البوليس السياسي بالزي المدني الزميلة مروى الرقيق من الدخول وتم اعتقال الزميل ظافر عطي لمدة أربع ساعات و تهديده بالسجن في حال عودته إلى مقر الراديو . هذا وقد منع أعوان البوليس ضيوف احد برامجنا و المحامي محمد عبو و الصحفي سليم بو خذير والصحفي اسماعيل دبارة  من الالتحاق بالراديو..  كما صدر بيان عن  مرصد حماية المدافعين عن حقوق الانسان استنكر من خلاله اعتقال الزميل عطي و طالب السلطات بالكف عن  مثل هذه المضايقات التي يتعرض لها الفريق الصحفي لراديو كلمة. احتجاز الخطيب الإدريسي قبل الإفراج عنه سلّم الخطيب الإدريسي عصر اليوم الثلاثاء على الساعة الرابعة والنصف إلى عائلته بعد احتجاز دام منذ الصباح في مقر وزارة الداخلية إثر الإفراج عنه من سجن إيقافه بالمرناقية. وكنّا أعلنّا في نشرة الأمس خبر انتهاء عقوبة الداعية السلفي الخطيب الإدريسي بعد عامين سجنا بتهمة عدم إرشاد السلطات بمعلومات أمنية. الاتحاد الدولي للصحافيين يعلن تضامنه مع الصحافيين والتقنيين المعتصمين في التلفزة التونسية أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين دعمه لنحو 156 مضربا عن العمل في الإذاعة و التلفزة التونسية. حيث يحتج الصحافيون من رفض الإدارة إعطائهم عقود شغل تحترم القوانين الجاري بها العمل في مجلة الشغل التونسية. وقال أيدين وايت، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين في بلاغ حصلت كلمة على نسخة منه: « لا يمكن قبول أنه يوجد صحفيين، بعضهم يعمل في التلفزيون منذ عشرة سنوات أو أكثر، محرومون من الحصول على عقود عمل وتأمين اجتماعي ملائمين ». مضيفا « إّننا ندعم بشكل كامل مطالب الصحفيين وجهود النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في هذا النضال من أجل الحصول على الحقوق الأساسية لأعضائها. » وكان وفد من الاتحاد الدولي للصحفيين قد حضر في تونس الجمعة الموافق ل 23 من جانفي الجاري وقائع الجلسة العامة للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والتي تولى خلالها ممثلون عن المضربين تقديم عرض عن قضيتهم. وقفة احتجاجية بالمدرسة الإعدادية ببلاريجية المولدي الزوابي نفذ أساتذة التعليم الثانوي بمدينة جندوبة يوم 26 جانفي الجاري وقفة احتجاجية بعشرين دقيقة دعت إليها النقابة الأساسية للتعليم الثانوي احتجاجا على  ما تعرض له المدرسين عصام غزواني و بلال الخلدوني من اعتداء بالعنف اللفظي و المادي من طرف أشخاص غرباء عن المدرسة و ذلك أثناء أداء الأستاذين لعملهما مما أدى بالغز واني إلى ملازمة الفراش بالمستشفى الجهوي لمدة خمسة أيام. و تطلبت حالته الصحية راحة لمدة خمسة عشر يوما.  اعتصام بمكتب التشغيل ببوسالم اعتصم مساء اليوم الثلاثاء ستة من أعضاء اللجنة المحلية للمعطلين عن العمل ببوسالم و بلطة وبوعوان بمكتب التشغيل ببوسالم بالشمال الغربي احتجاجا على قائمة أسماء  علقت بمكتب تشغيل الإطارات ضمت 600 اسم من مختلف إنحاء الولاية فيما  لم تتعدى حصة كل من معتمدتي بوسالم و بوعوان اثني عشر اسما. و يذكر أن مكتب بوسالم وحده له قائمة ب 138 اسم لم يقع الإعلان عنها بعد . فيما اعتبر المعطلون ذلك مقصودا و حملوا المسؤولية للسلط الأمنية التي لم تفلح كما صرحوا إلا في تقديم تقارير مغلوطة عن أوضاع المعطلين في الجهة معبرين عن استياءهم وخيبة أملهم في وعود السلطة بحل مشاكلهم . هذا و أشار المعتصمون باستعدادهم  لخوض جملة من التحركات والاعتصمات في عدد من المؤسسات بالجهة للتعريف بقضيتهم و الكشف عما اعتبروه مستورا و مخفيا. الجامعيون غاضبون من المركزية النقابية لطفي حيدوري رفضت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الاتفاق الأخير الذي أمضاه وفد اتحاد الشغل مع وزارة التعليم العالي والمتعلق بالزيادات الخصوصية لهذا القطاع واعتبرت أنّها غير معنية بهذا الاتفاق وإنها ترفض تصرف الاتحاد بمفرده في مصائر الجامعيين. القضية مرشحة لكثير من الجدل في الساحة النقابية خاصة وأنّ بعض الجامعيين قد اعتبر أنّ هذا الاتفاق إضافة إلى طعنه في تمثيلية النقابة فإنّه لا يختلف عمّا جرى في ديسمبر 1999 عندما أمضى مصطفى التواتي كاتب عام نقابة التعليم العالي وقتها اتفاقا مع الوزارة رغم رفض القطاع له وهو ما أسفر حينها عن سحب الثقة منه ثم شق النقابة. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 27 جانفي 2009)


بيان المجلس الوطني لحركة التجديد حول الحركة الاجتماعية بالحوض المنجمي

 

 
إن المجلس الوطني لحركة التجديد المجتمع يوم الأحد 25 جانفي 2009   – أمام المحاكمات غير العادلة والأحكام القاسية التي سلطت على مناضلي الحركة الاجتماعية بالحوض المنجمي والمتضامنين معهم على خلفية المشاكل التي يعانيها المواطنون بالمنطقة نتيجة التفاوت الجهوي وانطلاقا ممّا يتطلبه الوضع بالجهة من تهدئة للخواطر وبعث الطمأنينة في النفوس واعتماد الحوار الجدّي لمعالجة مشاكل البطالة والتنمية الجهوية بدلا من الحلول الأمنية وتوظيف السلطة القضائية 1-  يطالب بالإفراج على جميع المساجين وإرجاعهم إلى سالف نشاطهم وغلق الملف برمته 2-  يدعو مناضلي الحركة وكل القوى والرأي العام الوطني إلى تكثيف مساندتهم والوقوف إلى جانبهم لرفع المظلمة عنهم  
رئيس المجلس الوطني أحمد الورشفاني


 

بسم الله الرحمان الرحيم رســــــــالة مفتـــــــوحة 

 

السيد الرئيس محمود عباس – رام الله – فلسطين المحتلة..     نتوجه إليكم بهذه الرسالة للتعبير عن بالغ انشغالنا لتواصل اعتقال رجال من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني في سجون السلطة الفلسطينية برام الله ، و رغم ما يشق الصف الفلسطيني من اختلاف في وجهات النظر و تباين في الرؤى و ما يحدونا من تشوف لإصلاح ذات البين و رأب الصدع فإننا لا نرى أي مبرر لسجن المقاومين بالتزامن مع العدوان الصهيوني و في ظل حاجة الوطن لكل أبنائه ، إن سبق معايشتنا لظلم الاعتقال الجائر و ظلمة الزنازين يدفعنا لمناشدة جميع إخوتنا الفلسطينيين أن لا يضيفوا لظلم العدو ..ظلم ذوي القربى ، و لدعوتكم بما لكم من صلاحيات أن تتداركوا الأمر بالإفراج  الفوري عن جميع المعتقلين…  و لله الأمر تونس في: 28جانفي 2009  

لإضافة توقيعاتكم يرجى  مراسلة احد العنوانين  الإلكترونيين التاليين:

 

risala-mti2009@google.com

Ofnenbrief2009@googlemail.com

 

 

001

حمادي الجبالي

سجين سياسي سابقا ح .النهضة التونسية

سوسة

002

عبدالله الزواري

سجين سياسي سابقا ح .النهضة التونسية

جرجيس

003

العجمي الوريمي

سجين سياسي سابقا ح .النهضة التونسية

سوسة

004

منصف بلهيبة

ناشط حقوقي

جرجيس

005

فوزي الصدقاوي

ناشط حقوقي

بنزرت

006

محمود البلطي

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

جندوبة

007

طارق السوسي

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

بنزرت

008

لطفي العمدوني

ناشط حقوقي

تونس

009

لطفي الحيدوري

 ناشط حقوقي

تونس

010

سامي براهم

ناشط حقوقي

تونس

011

زكية الضيفاوي

التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات

القيروان

012

عبدالوهاب الكافي

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

القيروان

013

الأسعد الجوهري

ناشط حقوقي

تونس

014

منصف بن سالم

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

صفاقس

015

سمير بن تيلي

سجين سياسي سابقا

تونس

016

طاهر بوصرة

سجين سياسي سابقا

جرجيس

017

خالد الكوت

سجين سياسي سابقا

جرجيس

018

أحمد الذهيبي

سجين سياسي سابقا

مارث

019

عبدالغفار بن قيزة

سجين سابق

جرجيس

020

عبدالكريم العباشي

سجين سياسي سابقا

منزل بورقيبة

021

مبروك شنيتر

سجين سياسي سابقا

مدنين

022

زهير مخلوف

ناشط حقوقي

تونس

023

محمود قويعة

سجين سياسي سابقا

القيروان

024

عمر راشد

سجين سياسي سابقا

جرجيس

025

معز الجماعي

ناشط حقوقي

قابس

026

بوراوي مخلوف

سجين سياسي سابقا

سوسة

027

سفيان الهمامي

سجين سياسي سابقا

تونس

028

سيد مبروك

سجين سياسي سابقا –ح. الديمقراطي التقدمي

نابل

029

محمد الغيضاوي

سجين سياسي سابقا

تونس

030

جلال مبروك

سجين سياسي سابقا- ح النهضة

قابس

031

علي الشرطاني

سجين سياسي سابقا

قفصة

032

طه بقة

سجين سياسي سابقا

المنستير

033

محي الدين الفرجاني

سجين سياسي سابقا-

تونس

034

سمير ديلو

محام-ناشط حقوقي

تونس

035

سيد الفرجاني

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

لندن

036

عبدالقادر الونيسي

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

باريس

037

يوسف البطنيني

سجين سياسي سابقا

منزل بورقيبة

038

عثمان الجميلي

ناشط حقوقي

بنزرت

039

على النفاتي

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

منزل جميل

040

أحمد العبدلي

سجين سياسي سابقا

ماطر

041

بشير اللواتي

سجين سياسي سابقا

منزل بورقيبة

042

خالد بوجمعة

الحزب الديمقراطي التقدمي

بنزرت

043

سليم البلغوثي

ناشط حقوقي

بنزرت

044

توفيق الزائري

سجين سياسي سابقا

جندوبة

045

رضا السعيدي

سجين سياسي سابقا

منزل بورقيبة

046

منور الناصري

سجين سياسي سابقا

القصرين

047

محمد الجلجلي

سجين سياسي سابقا

تينجة

048

محمد نجيب الحسني

محام- ناشط حقوقي

الكاف

049

إيمان الطريقي

محامية-ناشطة حقوقية

تونس

050

منصف الطريقي

سجين سياسي سابقا

تونس

051

عبدالوهاب معطر

محام-حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

صفاقس

052

يوسف الرزقي

محام-ناشط حقوقي

تونس

053

محمد عبو

محام-حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

بنزرت

054

عبدالحميد الجلاصي

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

سوسة

055

عبد العزيز بن سعيد

سجين سياسي سابق

بنزرت

056

العروسي الحشاني

سجين سياسي سابق

منزل جميل

057

حمادي الورتتاني

سجين سياسي سابق

منزل جميل

058

معز بن مامي

سجين سياسي سابق

منزل جميل

059

محمود الدقي

ح. النهضة التونسية

تونس

060

شكري رجب

سجين سياسي سابق

منزل جميل

061

رفيق بن قارة

سجين سياسي سابق

منزل جميل

062

حبيب بوسنينة

سجين سياسي سابق

منزل جميل

063

أحمد السميراني

سجين سياسي سابقا

بنزرت

064

توفيق النوي

سجين سياسي سابقا

بنزرت

065

ساسي المي

سجين سياسي سابقا

ماطر

066

نورالدين العبيدي

سجين سياسي سابقا

جندوبة

067

نورالدين البحيري

محام-ناشط حقوقي

تونس

068

سعيدة العكرمي

محامية-ناشطة حقوقية

تونس

069

مسعود بوزميطة

محام-ناشط حقوقي

جرجيس

070

زهير بلحاج عمر

محام-ناشط حقوقي

سوسة

071

صبيحة الطياشي

سجين سياسي سابقا

بنزرت

072

أحمد زكريا الماقوري

التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات

جرجيس

073

الحبيب اللوز

سجين سياسي سابقا ح. النهضة التونسية

صفاقس

074

عبدالرؤوف العيادي

محام-حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

تونس

075

خالد الكريشي

محام-ناشط حقوقي

تونس

076

سمير بن عمر

محام-ناشط حقوقي

تونس

077

أحمد العماري

سجين سياسي سابقا

بن قردان

078

الحبيب المرزوقي

سجين سياسي سابقا

كندا

079

عبدالعزيز الجلاصي

سجين سياسي سابقا

كندا

080

محمد رزيق

سجين سياسي سابقا

دندا

081

صالح بن رجب

سجين سياسي سابقا

كندا

082

جلال الكلبوسي

سجين سياسي سابقا

منزل بورقيبة

083

ناصر الحاج صالح

سجين سياسي سابقا

منزل بورقيبة

084

صلاح الضوايفي

سجين سياسي سابق

منزل بورقيبة

085

حمادي الغربي

سجين سياسي سابق

بنزرت

086

رضا الغربي

سجين سياسي سابق

بنزرت

087

منير بن عمر

سجين سياسي سابق

بنزرت

088

محمد الهادي بن سعيد

ناشط حقوقي

بنزرت

089

رضا البوكادي

سجين سياسي سابق

تونس

090

عربي الخرباش

سجين سياسي سابق

بنزرت

091

محرز الصفاقسي

سجين سياسي سابق

بنزرت

092

بوجمعة المزليني

سجين سياسي سابق

بنزرت

093

سامي مغنيش

سجين سياسي سابق

بنزرت

094

صلاح الدين العلوي

سجين سياسي سابق

جندوبة

095

جلال مزغيش

سجين سياسي سابق

بنزرت

096

عماد الطرابلسي

سجين سياسي سابق

جرزونة

097

فتحي بن حريد

سجين سياسي سابق

جرزونة

098

كمال عوينة

سجين سياسي سابق

جرزونة

099

نبيل عباسية

سجين سياسي سابق

جرزونة

100

لطفي عباسية

سجين سياسي سابق

جرزونة

101

ابراهيم نوار

أسرة تحرير الفجرنيوز

سويسرا

102

محمد رضا الشاذلي

أسرة تحرير الفجرنيوز

سويسرا

103

الهادي الشبعان

ناشط حقوقي

باريس

104

شاكر الشرفي

أسناذ

جندوبة

105

أنور الحاج عمر

ناشط حقوقي

106

صالح بن رجب

ناشط حقوقي

كندا

107

عبدالناصر نايت ليمان

رئيس جمعية ضحايا التعذيب بتونس

سويسرا

108

حافظ الجندوبي

إسلامي تقدمي

تونس

109

فاروق النجار

ناشط حقوقي

قليبيا

110

فوزي قار علي

ناشط حقوقي

نابل

111

سعيد الجازي

ناشط حقوقي

نابل

 

112

نجيب الكريفي

الحزب الديمقراطي التقدمي

نابل

 

113

عادل غريب

الحزب الديمقراطي التقدمي

نابل

 

114

لطفي المناعي

الحزب الديمقراطي التقدمي

نابل

 

115

شادي بوزويتة

ناشط حقوقي

نابل

 

116

وسام التستوري

ناشط حقوقي

نابل

 

117

العيادي العماري

تونسي مهاجر

استراليا

 

118

محمد النوري

حركة النهضة

فرنسا

 

119

محمد الشملي

سجين سياسي سابقا

سوسة

 

 
إعتذار يُلفت القائمون على متابعة توقيعات الرسالة المفتوحة لرئاسة السلطة الفلسطينية عناية الأصدقاء الكرام أنه ورد إسم السيد مبروك ضمن قائمة الموقعين بصفته منتسباً لحركة النهضة التونسية والصحيح أن عقوبة السجن التي سلطت عليه كانت في إطار محاكمات حركة النهضة في تسعينات القرن الماضي وهو حالياً ينشط في إطار الحزب الديمقراطي التقدمي. يرجى المعذرة
 

زهير مخلوف : توضيح بشأن  » رسالة مفتوحة لمحمود عباس « 

 

إنّي الممضي أسفله زهير مخلوف العضو بالحزب الديمقراطي التقدّمي حيث وردت عليكم رسالة مفتوحة لمحمود عبّاس نطالبه فيها بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين بسجون رام الله وقد وردت بالصفة عضو بحركة النهضة. وأردت في هذه الرسالة تصحيح ذلك  حيث أنّي عضو بالحزب الديمقراطي التقدّمي وليس بحركة النهضة فأرجوا التصحيح ونشر هذه الرسالة ولكم الشكر سلفا    الإمضاء زهير مخلوف  


مشاهد من الإعتداء على الناشط الحقوقي ومراسل السبيل أونلاين زهير مخلوف

 

السبيل أونلاين – تونس   لمتابعة المشاهد الحيّة من الإعتداء على مراسل السبيل اونلاين انقرهنا – الرابط على اليوتوب: http://www.youtube.com/watch?v=IwKd-xB2Ztg   تعرض اليوم الإربعاء 28 جانفي 2009 ، على الساعة العاشرة صباحا ، الناشط الحقوقي ومراسل السبيل اونلاين في تونس زهير مخلوف الى اعتداء بالعنف الشديد من قبل قطعان البوليس السياسي ، وذلك أمام مقر »راديو كلمة » الذى كان محاصرا بجحافل البوليس ، وقد كان مخلوف رفقة المشرف على « الراديو » عمر المستيري ، كما وجهت له تهديدات بالإعتداء عليه مجددا ، وقد استطاعت احدى المعتصمات داخل المقر من التقاط جانب من حادثة الإعتداء ، التى عكست طبيعة قطعان البوليس السياسي الذى يتطاول على النشطاء الحقوقيين وكل صوت حرّ مخالف للسلطة .   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 28 جانفي2009)


 تونس تسجن 22 شابا بموجب قانون مكافحة الارهاب

 
تونس (رويترز) – قال محامون يوم الثلاثاء إن محكمة ابتدائية بالعاصمة تونس قضت بسجن 22 شابا لفترات بين ستة اعوام و14 عاما بتهم الانضمام الى جماعات ارهابية. وقال المحامي سمير بن عمر لرويترز « أصدر القاضي محرز الهمامي أحكاما قاسية على 22 شابا من الجنوب التونسي بتهم الانضمام الى تنظيم ارهابي وتوفير أسلحة وتفجيرات. » واوضح بن عمر ان بين الشبان المسجونين ثلاثة اشقاء وطبيبا مختصا في العلاج الطبيعي عمره 31 عاما. واعتقل المتهمون نهاية عام 2006 الذي شهد مواجهات مسلحة نادرة بين قوات الامن ومسلحين اسلاميين أسفرت عن مقتل 14 مسلحا. وأضاف ان محكمة ابتدائية ثانية قضت يوم الاثنين بسجن خمسة طلبة لفترة بين ستة اشهر وعامين مع تأجيل التنفيذ وذلك بتهمة تصفح مواقع اسلامية محظورة وتنزيل خطب محرضة على الفكر السلفي والجهادي. ويقدر بن عمر المتخصص في قضايا الارهاب عدد المعتقلين بتهم متصلة بقانون مكافحة الارهاب المطبق في تونس منذ عام 2003 بنحو الفي شخص. وتعكر هدوء تونس اوائل العام الماضي اثر تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الامن واسلاميين سلفيين متطرفين اسفر عن مقتل 14 مسلحا. وتبدي البلاد صرامة واضحة ازاء التطرف الاسلامي. (المصدر: وكالة رويترز للانباء بتاريخ 28 جانفي 2009 )

سجن 22 شابا بموجب مكافحة الارهاب ..تونس تطلق سراح الداعية الإدريسي

 
تونس- قدس برس-ويترز:
أفرجت السلطات التونسية أمس عن الداعية السلفي الخطيب الإدريسي بعد إنهائه عقوبة بالحبس لمدة عامين بتهمة عدم الإرشاد عن جريمة إرهابية.وأفادت مصادر حقوقية أنّ الإدريسي نقل مباشرة من سجنه بالمرناقية إلى وزارة الداخلية ولم يقع الاتصال بعائلته إلى حد ظهر اليوم. ورجّح المصدر أنّ الشيخ الإدريسي ستعرض عليه لائحة من الالتزامات قبل نقله إلى مسقط رأسه بمحافظة سيدي بوزيد (300 كلم جنوب العاصمة)، إضافة إلى كونه سيكون قيد المراقبة الإدارية التي حيث حكم عليه أيضا في نفس القضية بخمس سنوات مراقبة إدارية. وكان الإدريسي (54 سنة) وهو شيخ ضرير قد اعتقل نهاية العام 2006. وقالت التقارير الأمنية إنّه استقبل بعض عناصر المجموعة التي اشتبكت مع قوات الأمن في كانون أوّل (ديسمبر) 2006 والتي عرفت « بمجموعة سليمان » وأنّهم قد يكونوا حصلوا منه على فتوى بجواز إعلان الجهاد في تونس.ونفى الإدريسي الاتهامات الموجهة إليه. من ناحية أخرى قضت محكمة ابتدائية بالعاصمة تونس بسجن 22 شابا لفترات بين ستة أعوام و14 عاما بتهم الانضمام إلى جماعات إرهابية.وقال المحامي سميربن عمر أمس »أصدر القاضي محرز الهمامي أحكاما قاسية على 22 شابا من الجنوب التونسي بتهم الانضمام إلى تنظيم إرهابي وتوفيرأسلحة وتفجيرات..  (المصدر: صحيفة الشرق ( يومية – قطر) بتاريخ 28 جانفي 2009)

تونس تقرر تسوية وضع صحفيين بالتلفزيون الحكومي بعد احتجاجات

 
 
تونس (رويترز) – قالت مصادر نقابية وصحفيون إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قرر يوم الاربعاء التدخل شخصيا وتسوية وضع نحو 150 صحفيا بالتلفزيون الحكومي بدأوا اعتصاما منذ عشرة أيام للمطالبة بتحسين أوضاعهم المهنية والمادية. وقال منجي الخضراوي عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين لرويترز « جاء وزير الاتصال الى المعتصمين في الساعة العاشرة صباحا اليوم وأعلمهم انه موفد اليهم من قبل رئيس الجهورية ليبلغهم انه سيتم ترسيم 100 صحفي وتقني فورا بينما سيتم تسوية 50 ملف اخر في شهر مارس اذار المقبل ». وبدأ صحفيون وتقنيون الاسبوع الماضي اعتصاما بمقر مؤسسة التلفزيون الحكومي مطالبين بتحسين أجورهم وأوضاعهم المهنية التي وصفوها بأنها « مزرية وسيئة للغاية ». وكان نقيب الصحفيين ناجي البغوري وثلاثة أعضاء من النقابة قد توجهوا يوم الثلاثاء الى قصر الرئاسة بقرطاج وسلموا رسالة ناشدوا فيها رئيس الدولة التدخل شخصيا لفائدة صحفيي التلفزيون وفض الاشكال الذي طال اكثر من اللازم. ويشتكي صحفيون بالتلفزيون الذي يشتغل فيه اكثر من الف صحفي وتقني من التلكؤ في سداد اجورهم الضعيفة اصلا وعدم توفير عقود عمل مهنية وغياب الضمان الاجتماعي. وقالت ايناس العمري وهي صحفية ومذيعة برامج بقناة تونس 7 لرويترز « صدقوني لقد بكيت من الفرحة..كأنه حلم..تصوروا اكثر من عشر سنوات وانا اعمل في وضع غير مريح مادي ونفسي والان سأرتاح من الكابوس حين ارى اسمي ضمن اللائحة التي شملها قرار الترسيم ». وقالت الصحفية بسمة بوزكري لرويترز « انه قرار عادل ومنصف اعطانا حقنا ونحن انتظرنا هذا القرار من الرئيس الذي عود شعبه على مواقفه الشهمة والنبيلة ». وعبر الاتحاد الدولي للصحفيين امس الثلاثاء عن مساندته المطلقة لمطالب الصحفيين المعتصمين وطالب السلطات بالاستجابة الى مطالبهم المشروعة. وكان من المقرر ان تنظم نقابة الصحفيين وقفة احتجاجية يوم الاربعاء لكن اعضاء من النقابة قالوا انها ستصبح وقفة احتفالية للتعبير عن الارتياح لقرار تسوية اوضاع صحفيي التلفزيون. وتعهدت أول نقابة للصحفيين عقب انتخابها العام الماضي بأولوية العمل على تحسين الاوضاع المادية والمهنية للصحفيين لضمان توفير المناخ اللازم لحرية التعبير في البلاد. وقال البغوري نقيب الصحفيين لرويترز معلقا على صدور قرار تسوية الاوضاع « النقابة كانت مؤمنة بعدالة قضية زملائنا ونحن مرتاحون للاستجابة لطلب النقابة ». وأضاف انه يأمل أن تكون هذه الخطوة بادرة للتعاون المثمر بين النقابة والسلطة مشددا على ان الحوار والتفاوض سيؤدي الى التوصل لحلول لعدة حالات اخرى في الصحافة المكتوبة. من طارق عمارة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 جانفي 2009)


حرية الصحافة في تونس: الصحافيون المستقلون على قائمة الملاحقات

 
تكرّرت اعتداءات بالعنف والترهيب على عدد من الصحافيّين المستقلّين في تونس في الفترة الماضية وكان آخرها واقعة احتجاز صحافيين بقناة « الحوار التونسي » بمخافر البوليس وانتزاع معداتهم. سليم بوخذير (*) يسلط الضوء على واقع الحرية الصحافية في تونس. يُعيد كلّ هذا طرح نفس نقاط الاستفهام من جديد عن أسباب حالة هذا التوتّر المتواصل من جانب السلطات التونسيّة إزاء فئة من الصحافيّين والمراسلين لعدد من وسائل الإعلام بالخارج عُرفوا باستقلاليتهم عن خطّ الإعلام الحكومي. فقبل تعرّض صحافيي قناة « الحوار التونسي » بقرابة أسبوعيْن للاحتجاز، كان ثلاثة صحافيين مستقلين هم لطفي حجي ومحمد الحمروني وإسماعيل دبارة قد تعرّضوا للضرب، كما حاصرت سيارات البوليس في اليوم نفسه منزل الصحفي المستقل لطفي الحيدوري مراسل وكالة « قدس برس للأنباء »، فيما يتواصل -إلى غاية إعداد هذا التقرير- التتبع القضائي لصحيفة « الموقف » المعارضة على خلفيّة مقالاتها الجريئة . ونحن لا نبالغ إذا قلنا إنّ المسألة تبدو وكأنّها محاولة لـ »استهداف جماعي » لصحافيّين تجمعهم خصال معيّنة، من الواضح أنّ السلطات التونسيّة لا تقبل بها البتّة. فالذي يجمع كلّ من تعرّض من الصحافيّين مؤخرا إلى الاعتداء ، هو أنّهم جميعا مُراسلون لعدد من وسائل الإعلام بالخارج ومعروفون باستقلاليتهم وحياديّتهم في ما يكتبون من أخبار عن الأحداث التونسيّة وأنّهم أيضا ممّن يغطّون أحداثا موصوفة بأنّها « مُتكتّم عنها » في وسائل الإعلام المحلّية . هل هي حملة مقصودة قبل الانتخابات الرئاسية؟ ولذلك نتفهّم لماذا ذهبت بعض المنظّمات المدافعة عن حرّية الصحافة إلى اعتبار هذه الاعتداءات بمثابة « محاولة تأديب جماعي » لصحافيّين تمسّكوا باستقلاليتهم ، وذلك من أجل « إخضاعهم » إلى مشيئة قوى متنفّذة في الحكومة ترفض نشر تغطيات محايدة عن بعض الأحداث في البلد في وسائل الإعلام بالخارج . بل إنّنا لا نرى أنّه من المبالغة القول إنّ هناك ترابطا بين الحملة التي شنتها سابقا عديد الصحف القريبة من الحكومة ضدّ الصحفيّة المعروفة بانتقاداتها اللاذعة للحكومة سهام بن سدرين وبين الاعتداءات المتكرّرة على الصحافيين المستقلّين بعد ذلك . فليس غريبا – من وجهة نظر واعية- أن يكون ما جرى هو فعلا محاولة مقصودة وشاملة تهدف إلى إخراس كلّ صوت إعلاميّ لا يسير في ركب الحكومة قبل استحقاق الانتخابات الرئاسيّة المقرّرة في أيلول القادم والذي من الواضح أن الحكومة راغبة في أن يكون مهرجانا للتمديد لمرشحها الرسمي الرئيس بن علي بما لا تسمح معه بأي « تشويش إعلامي » بنشر أخبار مغايرة للأخبار الرسمية أو آراء مخالفة. وفي هذا الخصوص، يمكن لنا التساؤل بجدّية: هل تكون هذه الحملة الهادفة لترهيب الصحافيين المستقلّين بتونس والتي من الواضح أنّها متواصلة ، بأنّها كانت بمثابة عمليّة « فكّ شفرة » فقرة هامّة غير واضحة كانت وردت في كلمة الرئيس التونسي في ذكرى تولّيه الحكم في 7 نوفمبر- تشرين الثاني الماضي، وجّه فيها الانتقاد إلى من وصفهم ب « الدخلاء على المهنة (الصحفيّة) ومحترفي الافتراء بنشر الأكاذيب والنيل من مصالح البلاد العليا ». لم يحدّد الرئيس التونسي يومها هؤلاء بالاسم ، ولكن من هُمْ الذين يمكن أن يكونوا معنيين بكلامه؟ من هم الذين تعتبرهم الحكومة « دخلاء » على المهنة وترفض منهم بطاقاتهم المهنيّة كصحافيين وتنال أيادي البوليس السياسي من سلامتهم بين الفينة و الأخرى، إذا لم يكونوا هؤلاء الصحافيين المستقلّين من مراسلي وسائل الإعلام بالخارج ؟ وبهذا المعنى ، ألا تكون الاعتداءات الأخيرة هي صدى طبيعي لِغضب حكومي مّا من هؤلاء ؟ وهل نفهم أنّ في انتظارهم المزيد لا سمح الله ؟ صمود صحافيين .. و « تنكّر » للمعاهدات الدولية « ممارسات الحكومة التونسية محاولة لإخراس كلّ صوت إعلاميّ لا يسير في ركبها » لسنا نُبالغ حين نرى أنّ صورة حرّية الصحافة هي قاتمة تماما في تونس وأنّ الاعتداء على الصحافيين هو خُبز شبه يوميّ للصحفي في تونس كلّما تعلّق الأمر بقلمٍ باشر طريق الاستقلالية في ما يكتب. وفيما تدّعي بعض الأصوات المهلّلة المكبّرة للحكومة بأنّها « كرّست حرّية التعبير والصحافة  » في البلد ، تقف تقارير منظمات الدفاع على الصحافيين في العالم لتلقي بظلال سوداء على هذه الإدعاءات وتكشف حجم ما نال الصحافيين من عسف في تونس في السنوات الأخيرة . على أنّ كلّ هذا لم يمنع عديدهم من أن يواصل مسيرته في الكتابة رغم ما سدّده من فواتير باهظة تبدأ بالطرد من العمل في المؤسسات الإعلامية المحلية بغرض التجويع وتنتقل إلى الحرمان من السفر والاعتداء بالعنف وتصل حتّى إلى القذف بالصحفي في تلك الحالة في غياهب المعتقلات التونسية المعروفة بظروف إقامتها « المميّزة ». يجدر التذكير أنّ أمر الاعتداءات على الصحافيين لا ينسجم البتّة مع كلّ المعاهدات الدوليّة التي وقّعت تونس ولا مع دستور البلاد الذي يقول فصله الثامن « إنّ حرية الفكر والتعبير والصحافة والنشر مضمونة ». الاعتداء على الصحافيين لا ينسجم مع العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة الذي وقعت عليه تونس والذي تنصّ المادة 19 منه في بندها الثاني على أنّ « لكلّ إنسان الحقّ في التعبير ويشمل هذا الحق حرّيته في التماس مختلف الظروف والمعلومات وتلقّيها سواء بشكل مكتوب أو مطبوع أو في أي وسيلة أخرى يختارها ». الاعتداء على الصحافيين يتنافى في الصميم أيضا مع مقتضيات إعلان ويندهوك الصادر عن الأمم المتحدة (اليونسكو) في 1991 والخاص بالصحافة المستقلّة وقد وقّعت عليه تونس، ولا مع إعلان اليونسكو بصنعاء الخاص باستقلال وتعددية وسائل الإعلام والذي وقعت عليه أيضا. وقبل هذا وذاك لا ينسجم مع ما نصّ عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينصّ أنّ « لكلّ شخص حق التمتّع بحرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحقّ حرية اعتناق الآراء دون مضايقة وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقّيها ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة ودون اعتبار للحدود ». وفي الواقع، تستدعي الاعتداءات المتكرّرة مؤخرا على الصحافيين المستقلين في تونس بقوّة إلى الأذهان ، مظاهر اعتداءات أخرى طال بعضها في تونس صحفيين أجانب ، و كان أخطرها الاعتداء على صحفي فرنسي مساء 11 نوفمبر – تشرين الأول 2005 عشيّة احتضان تونس للقمّة العالميّة لمجتمع المعلومات عندما هاجم عدد من « البلطجية » الصحفي كريستوف بولتنسكي مبعوث صحيفة « ليبيراسيون » إلى تونس في الطريق وطعنوه بواسطة آلة حادّة و انتزعوا وسائل عمله إثر نشره لتقارير عن أوضاع حرية التعبير في تونس ، وقبلها بسنوات لا تنسى الذاكرة عملية إطلاق النار على الصحفي رياض بن فضل في الطريق. يُشار أيضا إلى أنّ تونس مازالت تحتفظ بقانون للصحافة به ما شاء الله من عقوبات السجن على الصحافيين في ما تسمّيه الحكومات الشمولية ب « جرائم النشر والصحافة » . الحكومة ومطالب رفع القيود على الصحافة والصحافيين ونظرا لهذا المنعطف المتردّي الذي مافتِئت تنحدر إليه أوضاع حرّية الصحافة بها، مازالت تونس للأسف تحتلّ مرتبة متأخرة في تصنيف منظمة « مراسلون بلا حدود » إذ انحدرت إلى المرتبة 143 في الترتيب العالمي. يجرّنا كلّ هذا إلى التساؤل : بماذا استفادت الحكومة التونسيّة بكلّ حرصها على هذا الصدام مع الصحافيين المستقلّين والتضييق على حرية الصحافة ؟ قد يخال البعض أنّ السلطات ضمِنت من خلال كلّ هذا الذي يصفه البعض بتهميش وإقصاء الصحافيين المستقلّين وأحيانا التنكيل بهم ، « ترهيب » صحافيين آخرين لم يكسروا بعدُ « عصا الطاعة » لها حتّى لا ينسجوا على منوالهم. ويعتقد البعض أنّ مجمل ما ينال هؤلاء الصحافيين من « سوء معاملة » هو وسيلة « تأديب لهم » بما قد يُثنيهم عن أسلوبهم في الكتابة وبالتالي يريح الحكومة. الحكومة التونسية تقول أنها تحترم حرية الصحافة والتعبير في البلاد ولكنّ كلّ هذا غير صحيح على أرض الواقع ، فعدم منح لطفي حجّي مثلا بطاقة اعتماده مراسلا ل »الجزيرة » وكلّ الضغوطات التي مورست عليه والاعتداءات التي استهدفته في السنوات الماضية لم تجعله بأيّ حال يعجز عن مباشرة عمله بالحياديّة التي تُرضي ضميره ولكنّها ليست دائما ترضي السلطات. والحال نفسه بالنسبة لمحمد الحمروني مراسل « العرب » القطرية ولِلطفي الحيدوري مراسل وكالة « قدس برس » ولإسماعيل دباراة مراسل « إيلاف » ولأسماء أخرى من الصحافيين المستقلين مراسلي وسائل الإعلام بالخارج. أمّا عن الاعتداءات المتكرّرة على أمثال هؤلاء ، فهي لم تُرِح الحكومة منهم بل على العكس هي جلبت لها لوم كبرى المنظمات الحقوقيّة الدوليّة وزادت من قتامة الصورة التي يحملها الرأي العام الدولي عن أوضاع حرّية الصحافة في تونس والحرّيات العامة ككل. ولذلك الأوْلى برأينا أن تتراجع السلطات في تونس عن هذا الأسلوب المتوتّر في تعاطيها مع الإعلام المستقل ورجاله ،وأن تُتيح لحرّية التعبير وتبادل المعلومات ما هي أهل له من سماح وتشجيع. فما ضرّ لو تخلّت عن قمع هذا الإعلاميّ أو ذاك والقبول بحقيقة أنّه لا صنصرة ولا رقابة ولا تصدٍّ يمكن أن يحجب المعلومة اليوم في ظلّ كلّ هذه الثورة الاتصالية الجبارة التي تشهدها المعمورة وكلّ هذا الاتساع المتواصل لإعلام الفضاء؟ ألا يكون إطلاق حرية الصحافة ورفع اليد عن الصحافيين المستقلين لو حصل ، مدعاة للإشادة بالحكومة التونسية من قبل كلّ من يهمّه أمر حرية الصحافة وحقوق الإنسان في الدنيا ، وهي التي كانت لسنوات من أكثر الدول تعرّضا للانتقاد والتنديد بسجلّها في مجال حرّية الصحافة؟ ألا تكون هي (الحكومة) أول المستفيدين، لو أقدمت على ذلك. (*) سليم بوخذير، كاتب وصحافي تونسي ومندوب منظمة « مراسلون بلا حدود » في تونس (المصدر: موقع « قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي » (ألمانيا) بتاريخ 28 جانفي 2009) الرابط: http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-857/i.html
 


الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي النقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة الأربعاء 28 جانفي 2009 لائــــــــحـــة
 
إن المكتب النقابي لكلية الآداب بمنوبة المجتمع بشكل استثنائي اليوم الأربعاء 28 جانفي على اثر ما عمد إليه وفد من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل من مصادرة لصلاحيات المجلس القطاعي لجامعة للتعليم العالي و البحث العلمي، المنعقد بتاريخ 29/11/2009 بدار الإتحاد بإشراف السيد حسين العباسي الأمين العام المساعد للإتحاد المكلف بالتشريع والنزاعات، و من اعتداء على سيادة القطاع في اتخاذ قراراته و من تجاهل و تجاوز لموقفه و ذلك  بإمضائه على مقترح الوزارة المتعلق بالزيادات الخصوصية لأساتذة التعليم العالي وبعد استعراضه وتدارسه لتفاصيل هذا الاتفاق فانه :    1) يستنكر تصرف المكتب التنفيذي ويعتبره سطوا على إرادة القطاع واستهانة بمقررات هياكله المنتخبة.  2) يذكر بأن ممثلي  القطاع رفضوا  بالإجماع  مقترح الوزارة باعتباره لا يعكس بأي شكل من الأشكال ما يبذله الجامعيون من مجهود إضافي في إطار منظومة « إمد » تدريسا وتقييما و تأطيرا وتمسكوا بمطالب القطاع الواردة بالمذكرة الموجهة للوزارة في الغرض  و لم يقبلوا مقترح الوزارة بتعميق نسب الفوارق بين الرتب و ذلك لتنكره لحقّ المساعدين في زيادة مجزية وذلك لأهمية دورهم في الجامعة التونسية لا سيما في المؤسسات الداخلية و نبهوا سلطة الإشراف إلى أن نجاح برامج الإصلاح رهين بمدى انخراط الجامعيين فيها و إلى أن الاستخفاف بالمطالب المادية والمعنوية للجامعيين من شأنه أن ينعكس سلبا على نجاح تلك البرامج، كما يذكر المكتب بتصريحات السيد حسين العباسي عضو الكتب التنفيذي من داخل المجلس القطاعي الأخير حيث أكد أن التفاوض فيما يخص الزيادات الخصوصية للجامعيين كما الإمضاء على أي اتفاق هو من اختصاص الجامعة العامة 3) يدعو المركزية النقابية إلى الاستجابة فورا إلى مطلب الجامعة العامة بعقد مجلس قطاعي استثنائي وعاجل ويعتبر أي رفض لهذا المطلب إمعانا في الانقلاب على إرادة الجامعيين وتكريسا لسياسة الأمر الواقع. 4) يحذر من مغبة الاستفراد بالرأي واتخاذ القرار بمعزل عن الجامعة وممثلي القطاع المنتخبين. 5) يدعو الجامعة العامة إلى اتخاذ كل التدابير الكفيلة بالتصدي لهذا الاتفاق. 6) يهيب بكل النقابات الأساسية في كافة الأجزاء الجامعية بأن تتجند من أجل رفض الاتفاق و مستتبعاته الوخيمة مذكرا إياها بالنتائج الكارثية التي آل إليها اتفاق 1999 و يعتبر الاتفاق الأخير نسخة رديئة منه. عاشت نضالات الجامعيين من أجل تحقيق مطالبهم في زيادات مجزية لا لمصادرة سيادة القطاع و استقلاليته عن مكتب النقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة الكاتب العام عبد السلام الككلي


 الحبيب بسباس بيان

 20جانفى 2009    

الإخوة والأخوات أبناء و بنات الاتحاد التونسي للشغل   في مثل هذا اليوم من سنة1946  اجتمع قادة الحركة النقابية التونسية وقرروا تأسيس نقابة وطنية مستقلة تنضم صفوفهم وتوحد نضالهم وتمركز تحركهم في مواجهة الاستعمار الفرنسي الغاشم والدفاع على العمال التونسيين المهضومة حقوقهم  والسليبة حريتهم والمنتهكة كرامتهم تحت أحكام استعمارية تنهب جهدهم وتسرق عرقهم وتعاملهم دون معاملة غيرهم من الرعايا الفرنسيين والجاليات الأوروبية. ولم يطل حلم التونسيين طويلا في تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة منيعة تصون المكاسب وتذود على الحقوق وتنظم التحركات وتعكس إرادة التونسيين وتوقهم للنضال من أجل معركة التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي حتى كان يوم 20 جافى 1946.بوما مشهودا ليعلن انطلاقة جديدة للنضال العمالي في بلادنا ويفتح الباب على مصراعيه لشباب تونس وعمالها للانخراط في معركة تحرير البلاد والتصدي المستمر ومواجهة مغتصبي الحقوق. ومن يومها كان اتحادنا مدرسة حقيقية تخرجت منها رموز وأعلام  قدمت عبر التاريخ أروع صور الصمود والتضحية من أجل حقوق الشغالين ومكاسب العمال التونسيين وكان المعبر الحقيقي عن تطلعاتهم وأحلامهم في تونس حرة منيعة ومستقلة لا تهان كرامة أبناءها ولا تداس حقوق عمالها واليوم تحيي الشغيلة في بلادنا ذكري تأسيس اتحادنا وقلوب النقابيين ومشاعرهم مع إخواننا في غزة المحاصرة وهي تقدم ضريبة غالية من أجل معركة التحرير لتسطر بدماء شهدائها « لا » شامخة رافضة للتطبيع والاستسلام متحدية بكبرياء كل المؤامرات والطبخات التي تحاك في الظلام معلنة إصرارها على تحرير الأرض ودحر المحتل مهما اختلت الموازين ومهما تتالت الخيانات. واليوم أيها الإخوة والأخوات وأنتم تراقبون بكل مرارة ما يجرى وكيف يصادر حلم الأجيال السابقة وتسرق تضحياتهم عن طريق مجموعة غير شرعية استولت على جهاز المنضمة لا هاجس لها ولا غاية غير تأمين بقاءها على رأس نقابة ضحى من أجلها الشغالون وهانت من أجل تأسيسها كل التضحيات لتقفون بالملموس على حقيقة الفرق الشاسع بين من أسس وبين من خرب وبين من بنى وبين من هدم وبين من ضحى بالنفيس والغالي من أجل العمال ونقابتهم وبين من يضحى بالعمال ونقابتهم وبأقرب المقربين إليه إن لزم الأمر ليضمن بقاءه في قيادة منظمة لا رابطة حقيقية تربطه بها ولا مشاغل مشتركة مع منخرطيها. تراقبون أيها الشغالون ما آلت إليه الأوضاع بعد مؤتمر المنستير المهزلة وتتذكرون أيها الإخوة إصدارات أبناء المنضمة  الحقيقيين وتقييماتهم لهذا المؤتمر »المسخ » التي تضمنت بيانات صدرت بأسماء مختلفة وتوقيعات متعددة أجمعت كلها على توقع ما يحدث الآن وأتحدث عن فشل المؤتمر على أن يعطى الإضافة الحقيقية للحركة النقابية في بلادنا وهي تمر مثل غيرها من الحركات في الوطن العربي وفي العالم بتحديات كبيرة جراء العولمة وانعكاساتها المدمرة وما تفرزه  يوميا من علاقات قوى جديدة تقذف بملايين العمال شهريا إلى ما تحت حافة البؤس والفقر وتعود بالإنسانية جمعاء لعصور مظلمة تصادر فيه إنسانية الإنسان لتطلق العنان لجشع الرأس مال العالمي يقوض أمن الأفراد والشعوب ويأذن بعودة مظاهر القهر والتسلط والعبودية. هل تتصورون أيها الإخوة والأخوات أن من بين أعضاء القيادة الحالية من يفكر في تدهور القدرة الشرائية للعمال التونسيين ومن يحمل هم المواطن في غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ومن طال به السهر وهو يفكر في أزمة التشغيل ومشكلة الكفاءات العاطلة من أصحاب الشهادات العليا ممن تفوقوا في دراستهم ولم ينجحوا في الحصول على شغل يرتقي بأوضاعهم ويؤمن لهم ولعوائلهم حياة كريمة تقيهم الفاقة والجوع. لا وقت لهؤلاء في التفكير في مشاغل العمال وأبناء الشغالين طالما أن أبناؤهم في مأمن مما يعيشه عامة الشعب  يدرسون في التخصصات التي يختارونها دون مؤهلات وينجحون في المناظرات قبل اجتيازها ويرتقون في السلم المهني و في المسؤوليات والوظائف الإدارية بقطع النظر عن حقيقة مستواهم التعليمي أو تكوينهم الأكاديمي، لا وقت للقيادة النقابية في التفكير في قضايا الشغالين أو همومهم اليومية؛فمهامهم وانشغالاتهم اكبر من هذا بكثير، قيادتكم أيها النقابيون منشغلة بتصفياتها الداخلية وتسابق الريح لتصل من جديد للمسؤولية وهي على أتم الاستعداد للدوس على كل من يقف في طريقها غير مكترثة لا بعرف و لا تقليد ولا قانون.فلتامين بقائها لاتفرق بين صديق أو حليف أو عدو، تدوس قوانين المنظمة كما تدوس على حلفائها وتضحي بخيرة أبنائها المهم أن تعبد الطريق لبقائها من جديد.   أيها الأخوة مناضلي ومناضلات الاتحاد العام التونسي للشغل   لن أعدد لكم ممارسات القيادة فأنتم تعرفونها أكثر من غيركم و لن أطلق الأحكام والتقييمات عليها فحقيقتها ما عادت خافية على أحد وكل ما يمكن أن أقوله إن هذه المجموعة ما كان لها أن تعبث بالمنظمة وبتاريخها و قوانينها وتقاليدها لو لم تجد في صمتكم ما يغريها على التمادي ويشجعها للهروب إلى الأمام وإني أقولها صراحة أنه واهم كل من يتصور أنه بسكوته عما يحدث قد ضمن بطش هذه المجموعة أو أمن لنفسه أو لمجموعته معها موقعا لأن الشكل السليم في التعامل مع هذه العشيرة هو مواجهتها والمجاهرة بموقف واضح منها لا التزلف إليها أو مهادنتها أو التفكير في تركة ضحاياها والحد الأدنى الذي يمكن أن يتوحد حوله النقابيون هو المجاهرة بفشلها والإصداح بعدم شرعيتها والتحرك قدما في اتجاه تكوين لجنة نقابية وطنية تتولي الإشراف علي المؤتمرات الجهوية والقطاعية وتحضر لمؤتمر استثنائي تعيد لقانون المنظمة اعتباره ويرجع للمكتب التنفيذي هيبته ويؤسس لشرعية حقيقية أساسها الإرادة القاعدية لا ثقافة التزوير والتدليس وشراء الضمائر والذمم ليفتح ساعتها باب المحاسبة المالية على أسسه فيعرف النقابيون من يحاسب من؟ وتفتح الملفات بالوثائق والأرقام لا بلغة المزايدة والسطو علي الشعارات.  

عاش الاتحاد ةالعام التونسي للشغل حرا، مستقلا ومناضلا أخوكم الحبيب بسباس


أزمة خطيرة بين اتحاد الشغل ونقابة الجامعيين

أعلمت المركزية النقابية الجامعة العامة للتعليم العالي   والبحث العلمي  أنها ترفض الموافقة على انعقاد مجلس قطاعي كانت الجامعة قد طالبت به بعد لجوء وفد من المكتب التنفيذي إلى الإمضاء بالأحرف الأولى على الاتفاقية المتعلقة بالزيادات الخصوصية للجامعيين بدون الرجوع إلى ممثلي القطاع .  وفي تطور أخير دعت الجامعة العامة اليوم الأربعاء 28 جانفي إلى تجمع يوم السبت 31 جانفي في ساحة محمد علي وذلك للتعبير عن رفض الجامعيين للإمضاء على اتفاقية تمنح الإطار الجامعي زيادات هزيلة لا تتماشى مع الجهد الذي يتطلبه برنامج الإصلاح الذي شرعت فيه الجامعة منذ سنتين وللتعبير عن غضبهم للجوء المركزية إلى ممارسات لا ديمقراطية خلنا أن الاتحاد قد تجاوزها من خلال مؤتمريه التصحيحين الأخيرين ولكن يبدو أن البيروقراطية واغتصاب حق النقابات في التفاوض واتخاذ القرار بشكل سيادي يحفظ للمنظمة الحد الأدنى من الممارسة الديمقراطية لا يزالان يمثلان ممارسة مستفحلة يكرسها رأس المنظمة .   ويرى ملاحظون ان الأزمة الأخيرة ذاهبة إلى الاستفحال حيث راجت دعوات من مجموعات ذات مشارب سياسية مختلفة إلى الانسلاخ من المنظمة . وبقطع النظر عن جدية هذه الدعوة فإنها تعكس في كل الحالات جوا من التوتر الشديد بين المركزية النقابية وواحدة من اكبر النقابات الاعتبارية داخل المنظمة . ويخشى كثير من الجامعيين أن يؤدي هذا الاتفاق المفروض عليهم  إلى مزيد إضعاف العمل النقابي في الحقل الجامعي الذي تأثر جدا بمخلفات أزمة التمثيلية التي يعيشها منذ أكثر من عشر سنواتهذا من جهة ومن جهة فقد أرسلت الجامعة رسالة إلى الوزير الأول جاء فيها إن المبالغ المقترحة لكافة أسلاك التعليم العالي لا تستجيب للحد الأدنى المطلوب ولا تكافئ المجهودات الإضافية التي يبذلها الجامعيون في إطار منظومة الإصلاح بحثا وتأطيرا وتدريسا.  كما أن هذه المبالغ جاءت دون ما اقترحته وزارة التعليم العالي في جلسة تفاوض مع الجامعة العامة بتاريخ 10 نوفمبر 2008 أي نصف الزيادة الخصوصية الحالية لكل صنف وهي زيادة ولئن  اعتبرت الحد الأدنى التفاوضي إلا أن المجلس القطاعي للتعليم العالي المنعقد بتاريخ 29 نوفمبر 2008 قد رفضها بالاجماع كما أصدرت الجامعة في نفس السياق بيانا وصلتنا نسخة منه جاء فيه أن المفاوضات بين قيادة الاتحاد والوزارة الأولى افضت إلى الإمضاء يوم 23 جانفي 2009 على المقادير المفصَلة للزيادات الخصوصية للجامعيين والقطاعات الأخرى المعنية. وقد تمّ الإمضاء دون إشعار الجامعة العامة وبقية النقابات المعنية بالأمر فضلا عن عدم إشراكها في الإمضاء على الاتفاق وعن التفاوض في شأنه مثلما طالبت به النقابات عديد المرات ووافق عليه المكتب التنفيذي عند إشرافه على المجلس القطاعي الأخير للجامعة العامة. وذكرت الجامعة العامة في بيانها أنها عقدت جلسة تفاوضية مع سلطة الإشراف بتاريخ 10 نوفمبر 2008 تلقت خلالها عرضا إلا أنها رفضته كما رفضه المجلس القطاعي المنعقد في 29 نوفمبر 2008 رغم أنّ المبالغ المقترحة لبعض الأصناف كانت أفضل من المبالغ الحالية. ونظرا لعدم استئناف التفاوض وتجسيما لقرارات المجلس القطاعي ولما ورد في العريضة التي أمضاها مؤخرا الجامعيون ووقع تبليغها إلى قيادة الاتحاد والطرف الحكومي, فلقد رفع الجامعيون بالتنسيق مع قطاع الأطباء الشارة الحمراء يوم 12 جانفي 2009. كما سبق للجامعة العامة بمعية النقابتين العامتين للأطباء أن كاتبت الأمين العام للاتحاد وكافة أعضاء المكتب التنفيذي في هذا الشأن عبر مراسلة داخلية بتاريخ 31 ديسمبر 2008 تتعلق بمختلف الجوانب المتصلة بتلك الزيادات. وقد جاءت المبالغ المقرّرة لكل الأسلاك والأصناف في غير توافق مع المجهود الإضافي الذي يؤديه الجامعيون والأطباء ودون المطلوب بكثير.  وأكد البيان أيضا إن إمضاء المكتب التنفيذي على هذا الاتفاق دون تشريك الجامعة العامة من شأنه توتير الأوضاع داخل القطاع والعلاقات بين الهياكل النقابية وقيادة الاتحاد لاسيما بعد تصريح هذه الأخيرة في عديد الاجتماعات بأن الإمضاء على الاتفاقات حول الزيادات الخصوصية هو من مشمولات القطاعات المعنية.  وفي آخر البيان احتجت  الجامعة العامة على تجاوز حق الهياكل القطاعية في التفاوض وإبرام الاتفاقات وحملت الطرف الحكومي مسؤولية مزيد تردي الأوضاع المادية بالقطاع, كما  عبرت عن رفضها التام للاتفاق الممضى واعتبرت المقادير المقرّرة غير مجزية للجامعيين ولا تمكنّهم من القيام بواجبهم المهني في ظروف عادية ولائقة وطالبت بإعادة النظر فيه عبر استئناف التفاوض . هذا ولم يصدر عن المركزية أي موقف من هذه التطورات التي تبعث على الانشغال ومن المرجح أن يصادق الاتحاد في جلسة برتوكولية  بالوزارة الأولى على الاتفاق المرتبط بزيادات خصوصية  شملت  مجموعة من القطاعات منها التعليم العالي   وهو الاتفاق الذي كان أمضى عليه بالأحرف الأولى يوم الجمعة 23 جانفي عبدالسلام الككلي

 

الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الاتحاد العام التونسي للشغل النقابة الأساسية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس
تونس في 26 جانفي 2009

بيان حول الزيادات الخصوصية

 
إن النقابة الأساسية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس بعد اطلاعها على الإتفاق الذي تم بين قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل ووزارة الوظيفة العمومية حول منحة الزيادات الخصوصية لقطاع مدرسي التعليم العالي : تؤكد مرة أخرى تمسكها بقرار المجلس القطاعي للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الرافض لهذا الإتفاق والذي لا يتماشى مع الحق المشروع للمدرسين. تعبر عن استيائها العميق إزاء أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل الذين أمضوا على هذا الإتفاق دون تنسيق وموافقة المكتب الوطني للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ودون إستشارة  المجلس القطاعي للجامعة. تطالب بإعادة النظر في هذا الإتفاق  وتمكين المكتب الوطني للجامعة العامة من التفاوض مباشرة مع وزارة الوظيفة العمومية حول الزيادات الخصوصية للقطاع وبعقد مجلس قطاعي في أقرب الآجأل. تحمل وزارة الإشراف تردي الأوضاع بالجامعة التونسية نتيجة تسلطها ورفضها الحوار مع الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وتمريرها للقوانين ولمشاريعها دون إستشارة المعنيين بالأمر ودون إعتماد المقاييس الدولية.  عن النقابة الأساسية أنور بن قدور
 


  

«الدستور» تستطلع الاراء حول الانتخابات الرئاسية التونسية ..

مصادر حكومية : مشروع القانون الجديد يعد انفتاحا جديدا من شأنه توسيع الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة
 
تونس – الدستور – غادة الحوراني    تحمل سنة 2009 في أسابيعها وأشهرها حراكا سياسيا استعدادا للانتخابات الرئاسية التونسية المزمع عقدها في تشرين الأول ، هذه الانتخابات التي تعد الأولى من نوعها بالنسبة لعدد المرشحين من أحزاب المعارضة للرئاسة ، فقد شهدت الساحة السياسية التونسية ترشح ثلاثة من أحزاب معارضة تونسية بالإضافة إلى الرئيس التونسي « زين العابدين بن علي » ، الذي يترشح للمرة الخامسة بعد انتهاء ولايته الأخيرة الممتدة لخمس سنوات. فقد تولى الرئيس « بن علي » الحكم من الرئيس والزعيم « الحبيب بورقيبة » (الذي تقدمت به السن وأصبح عاجزاً عن القيام بمهمات الدولة) في 7 تشرين الثاني1987 ، وتم تغيير نظام الحكم القائم في تونس على مبدأ « الرئاسة لمدى الحياة » الذي أقره الرئيس السابق « الحبيب بورقيبة » عام 1975 عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عهده. حيث يذكر أن بورقيبة أعيد انتخابه لأول مرة عام 1959 ثم 1964 1969و و,1974 وبمجيء الرئيس « بن علي » في السابع من تشرين الثاني 1987 تم إلغاء نظام الرئاسة مدى الحياة ونظمت أول انتخابات رئاسية في « العهد الجديد » ، كما يطلق عليه التونسيون ، يوم 2 نيسان 1989 ثم جرت الثانية يوم 20 آذار1994 وفاز بها الرئيس زين العابدين بن علي . وفي تشرين الأول 1999 ، وللمرة الأولى في التاريخ التونسي ترشح للانتخابات الرئاسية مرشحان إضافة إلى الرئيس زين العابدين بن علي ، هما: أمين عام حزب الوحدة الشعبية محمد بلحاج عمر ، وأمين عام الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عبد الرحمن التليلي. إلا أن الفوز كان حليف الرئيس زين العابدين بن علي بنسبة 99,44% . وجرى تعديل الدستور في استفتاء عام 2002 للسماح للرئيس بالترشح لعدد غير محدود من الفترات الرئاسية مدة كل منها خمس سنوات. وفاز « بن علي بنسبة 94,4%من الأصوات في الانتخابات الأخيرة في عام 2004 ، أمام كل من « محمد بوشيحة » الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية » ومترشح للرئاسة عام 2009 و »محمد علي الحلواني » و »محمد منير الباجي » ، مستقلين.     قانون جديد وبعد مرور خمس سنوات تعود الساحة التونسية لاستقبال الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، وقد صادق البرلمان التونسي على مشروع قانون دستوري يمكن بصفة استثنائية بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية لسنة 2009 أن يترشح لرئاسة الجمهورية المسؤول الأول عن كل حزب سياسي سواء كان رئيسا أو أمينا عاما أو أمينا أول لحزبه ، شريطة أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية وأن يكون يوم تقديم طلب ترشحه مباشرا لها منذ مدة لا تقل عن سنتين متتاليتين منذ انتخابه لها . وتم تخفيض السن الدنيا للانتخاب من عشرين سنة إلى ثماني عشرة سنة. وإحداث مرصد وطني للانتخابات وهيئات دستورية للمراقبة والطعن. بينما خفض عدد الدوائر الانتخابية لكي تتمكن قائمات المعارضة من تعيين ملاحظين في كل الدوائر. وأكدت مصادر حكومية أن مشروع القانون الجديد يعد انفتاحا جديدا من شأنه توسيع الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، حيث يتيح لقادة بعض الأحزاب المعارضة غير الممثلة في البرلمان فرصة الترشح لهذا الانتخابات المقرر تنظيمها في تشرين الأول ، مؤكدة أن القوانين العادية أو الأساسية أو الدستورية يمكن مراجعتها ، بالإضافة إلى الإلغاء أو التنقيح إذا تم الإشارة إلى أن الأحكام الاستثنائية هي أحكام وقتية تنتهي بانتهاء المدة المتعلقة بها. ويوجد في تونس خمسة أحزاب معارضة ممثلة في البرلمان بـ37 نائبا ، بالإضافة إلي ثلاثة أحزاب غير ممثلة هي: الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل من أجل العمل والحريات ، وحزب الخضر للتقدم. بينما اعترضت جهات مستقلة على مقترح اعتماد نظام التسجيل الآلي لكل المواطنين في القائمات الانتخابية ( بمجرد الاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية) معتبرة أن تونس تطورت من نظام تعديل القائمات الانتخابية سنويا إلى نظام التسجيل المستمر. واعتبرت أحزاب المعارضة أن التعديل الدستوري الاستثنائي يدعم المسار الديمقراطي والتعددي ، بينما انتقده حزبان معارضان هما التكتل من أجل العمل والحريات برئاسة مصطفى بن جعفر ، والحزب الديمقراطي التقدمي الذي سبق أن رشح أمينه العام السابق أحمد نجيب الشابي لخوض السباق الرئاسي لعام ,2009 اقصاء وبين الحزب الديمقراطي التقدمي أن مشروع القانون الجديد فُصل على المقاس لإقصاء مرشحه أحمد نجيب الشابي 60( عاما) من الاستحقاق الرئاسي ، الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي الذي تنحى منذ مدة عن أمانة الحزب ورشحته اللجنة المركزية منذ شباط الماضي ، للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في خريف سنة ,2009 ويرى الحزب الديمقراطي التقدّمي نفسه مستهدفًا من قبل الحكومة التي لم تغفر له تمسّكه بمطالب الانتقال الديمقراطي والتمسّك بحرّية التنّظيم وسنّ العفو التشريعي العام ودوره الكبير في تشكيل « ائتلاف 18 أكتوبر » الذي ضمّ أطرافًا شديدة التناقض من أصوليين وشيوعيين وليبراليين وعلمانيين تحت راية عدد من المطالب الحقوقية والسياسية مثّلت قاسمًا مشتركًا لما يسمّى بالمعارضة الراديكاليّة في تونس. إنّ تيارًا « أغلبيّا » داخل « التّقدّمي » ما زال ينادي بضرورة التمسّك بالمرشحّ الذي اختاره الحزب في السابق وهو المحامي أحمد نجيب الشابي الذي كان أمينًا عامًّا للتقدّمي وسبق أن تقدّم للانتخابات الرئاسيّة التي جرت في 2004 قبل أن يعلن مقاطعته لها في آخر لحظة ، وفي المقابل يدعو تيّار آخر داخل الحزب الأبرز في تونس إلى ضرورة الاستفادة من التنقيح الدستوريّ الأخير الذي أعلن عنه نظام الحكم في تونس والذي يجيز للأمينة العامّة « ميّة الجريبي » الترشّح للانتخابات الرئاسيّة المقبلة ، وهي أول امرأة تونسية تتولى هذا المنصب الحزبي ، وفي هذا السياق تقول « مية الجريبي » إنّها لم تتقدم للانتخابات وإنّ حزبها متمسّك بترشيح زعيمه الشابي ، الذي اتهم سابقا الحكومة بتعمّد إقصائه بعد تعديل الدستور. أولوية دولة القانون من جهته صرح محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية المعارض لمراسلة الدستور في تونس ، والذي حصل في الانتخابات الرئاسية لعام 2004 على 3,78% ، أنه يسعى في هذه الانتخابات إلى التأكيد على الجانب السياسي على دعم التحول الديمقراطي من خلال إبراز أولوية دولة القانون واحترام حقوق الإنسان وتوسيع مجال ممارسة الحريات ودعم فصل السلطات وحياد مؤسسات الدولة تجاه كل الأحزاب السياسية. أما اقتصاديا يؤكد على أولوية الفلاحة ودعم الرأسمالية الوطنية ، والاستثمار العربي ، وأيضا الانخراط في مجتمع المعرفة والعمل على الحد من التفاوت بين الفئات والجهات وعلى العدالة الاجتماعية. وأشار إلى انه لن ينسى التصورات المتصلة بحركات التحرر الوطني في العراق وفلسطين في اتجاه دعمها ومناهضة الامبريالية. وبيّن بوشيحة أن المشاركة في الانتخابات هي تكريس لآليات التنافس السياسي الديمقراطي بما تقوم عليه من احترام للقانون والتأكيد على أن اللحظة الانتخابية تبقى رغم أهميتها محطة عابرة ، في ما هو أهم وهو إثراء الحياة السياسية واعتماد الحوار أسلوبا لتجاوز الإشكاليات. وما يعنينا في هذا المستوى هو أن نلعب دورنا كاملا في مستوى المنافسة وأيضا في الإسهام في نحت ملامح مستقبل مجتمعنا.     الممانعة والمقاومة وفي لقاء « للدستور »مع السيد « احمد الانوبلي » المترشح عن حزب الاتحاد الوحدوي الديمقراطي ، قال إننا نشارك بكل جدية وبكل مسؤولية عالية ، من اجل إظهار المبادئ التي يحملها الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ، ومهما كانت النتائج لن تتعطل حركتنا بل يكفيني أن نقول لمحيطنا العربي والإقليمي والدولي أنه في هذا الشعب من يقاوم وينتصر للمقاومة ويحمل لواء الممانعة ومنتصرون للجهات الضعيفة ، وسندخل هذه الانتخابات دون أي وهم أو استضعاف لأنفسنا بل وفقا لما يتاح لنا من إمكانات سياسية ومادية. وسنحاول محاولة جادة دون الاستناد لأي جهة خارجية لأننا ضد الاستقواء بالخارج ونتمسك بالخط الوطني.ففي داخل تونس لسنا حملة وهم ولا نروج للوهم بل ننظر بكل عقلانية.. خطنا خط وسطي ، ولكنا نرفض الحوار مع كل من يمد يده لقتلنا في فلسطين والعراق الأمريكان والصهاينة وأعداء الامة التاريخية لا حوار معهم. وقال إننا نريد لشعبنا أن يتصل بقضايا الأمة العربية وان ينتصر لقضية شعبنا في فلسطين والعراق وان لا يتعامل مع إسرائيل ، وهذه عناصر ستكون حاضرة في حملتنا الانتخابية. ونسعى لان تكون الديمقراطية نابعة من شعبنا وإرادتنا واستقلال قرارنا الوطني بعيدا عن املاءات خارجية. وكل من يستقبل أجنبيا من اجل الإصلاح الداخلي نضعه في خانة العملاء. واعتبر أن المشاركة في الانتخابات الحالية تختلف عن المشاركة في عام 1999 لأنه بالأساس الخطوط العريضة للحزب آنذاك لم تكن واضحة مثل ما هي اليوم :خط وحدوي قومي اشتراكي. وأضاف أيضا بأننا ننادي بالعدالة الاجتماعية والتوازن بين الجهات والبعد التنموي. وأكد انه يجب السماح لكل مواطن بلغ السن القانوني بالانتخاب ويكفي أن يدلي ببطاقة هوية كي يكون ناخبا. ودعا إلى اعتماد الصناديق الالكترونية التي تعتمدها أغلبية الدول حتى دول العالم الثالث. رهان الانتخابات وقد صرح السيد « احمد إبراهيم » المرشح الثالث للانتخابات الرئاسية عن حزب حركة التجديد المعارض أن الرهان الأكبر بالنسبة للانتخابات هو الانتخابات ذاتها.. وأول صراع لنا هو أن توجد انتخابات بصراع حقيقي وإشراف محايد عليها تعكس فعليا موازين القوى ، مشيرا إلى انه في وضعية كوضعية تونس السياسية وجب أن يكون هناك عدد من المراقبين على الانتخابات لتكون شفافة وذات مصداقية ، مبينا أن الأحزاب التونسية ليس لديها القدرة على إيصال برنامجها الوطني للمواطنين عبر الإعلام ، حيث أن وسائل الإعلام في تونس تقع تحت سيطرة الحزب الحاكم وأنهم ممنوعون من اللقاءات والاجتماعات المباشرة مع المواطنين. وقال أخذنا الانتخابات بشكل مسألة صراع ليتخلى المواطن عن دور المتفرج ، والعمل بجهد لينتقل التونسيون من شبه الرعايا إلى مواطنين ، ونحن لسنا من دعاة المقاطعة للانتخابات التي تعني عدم الاكتراث بل نعمل للوصول للرأي العام. مضيفا أن تونس من طليعة البلدان التي حققت تقدما اقتصاديا واجتماعيا لكنها من آخر البلدان في التقدم السياسي.  (المصدر : جريدة الدستور ( يومية – الأردن ) بتاريخ 28 جانفي 2009)

 
 

أكاديميون يناقشون الاجتهاد والديموقراطية وحقوق الانسان 2009-01-20   

ناقش مشاركون في منتدى في تونس طرق التوفيق بين الدين والأفكار المعاصرة عن حقوق الإنسان والديمقراطية.

 

 
[جمال العرفاوي] اقترح الطيب البكوش رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان الاستفادة من تعاليم الإسلام لخدمة حقوق الإنسان والديمقراطية. اختتم مفكرون وباحثون من المغرب الكبير وتركيا والولايات المتحدة الامريكية ندوة على مدى يومين في تونس العاصمة السبت 17 يناير. الندوة نظمها المعهد العربي لحقوق الإنسان وعالجت ثلاثة مواضيع وهي الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية. وفي مستهل الندوة، تساءل الطيب البكوش، رئيس المعهد العربي عن الهوية في المنطقة. وقال إن الهوية العربية الاسلامية التي تستعمل عادة لوصف شمال إفريقيا تتجاهل الأمازيغ والأقباط وباقي سكان المنطقة. وحول موضوع الاجتهاد، تساءل البكوش إن كان بالإمكان اعتماد آلية للإفادة منه في حقوق الانسان والديموقراطية. من جهته قال رضوان المصمودي رئيس مركز دراسات الإسلام والديموقراطية بواشنطن، الولايات المتحدة « إن الشعوب العربية والإسلامية تعاني من الاستبداد من قرون عديدة. ورغم أن الاسلام أمر بالعدل والمساواة، إلا أن المسلمون اليوم يعانون من نظم حكم…تعتبر النقد جريمة يعاقب عليها القانون ». وتابع قائلا إن الأنظمة العربية تستخدم تأويلات النص الديني لفرض السمع والطاعة. ونتيجة لذلك، أصبح من المستحيل أن تترسخ قيم الديموقراطية « ما لم يقتنع غالبية الناس بأنه لا تعارض بين الديموقراطية والإسلام ».وبحسب المصمودي فإنه بإمكان الاجتهاد والتحديث الحفاظ على كرامة الإنسان وحرية المعتقد التي نص عليها القرآن، قال عز وجل « وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر » سورة الكهف الآية 29. وقال رضوان « يخطئ العلمانيون في المنطقة العربية عندما يتجاهلون العنصر الديني… كما أن الإسلاميين يخطئون حين يرفضون الاجتهاد وتطوير المجتمع واعتبار الدفاع عن الحريات واجب ديني مثله مثل الصلاة والزكاة ». أما عمرو حمزاوي الباحث بمركز كارينغي للسلام فقد أشار خلال تدخله إلى ما اعتبره التناقض البين بين أطروحات الاسلاميين والعلمانيين في ظل غياب ثقافة التسوية « إن المفردات المستخدمة من قبل العلمانيين والإسلاميين تبرز مدى الفجوة القائمة بين الطرفين « . أما الباحث السوري في الفكر السياسي، عبد الله التركماني فطالب بالبحث في الطرق التي توخاها الغرب لحل معضلة الدين والديموقراطية وتساءل « كيف يمكن للمنطقة العربية التي يشكل فيها الدين دورا أساسيا الانتقال الى الديموقراطية وكيف يمكن اقناع الناس بذلك ». تركماني قال إنه لا مفر من لقاء بين العلمانيين والإسلاميين « ففي السابق خاضت حركات التحرر الوطني نضالاتها تحت شعار الدين لله والوطن للجميع أما اليوم فالوضع مختلف « . إلا أن جميلة موصلي النائبة بالبرلمان المغربي عن حزب العدالة والتنمية قالت إن الدين الاسلامي لا يتعارض والمساواة مثلما تحددها اليوم المواثيق الدولية لحقوق الانسان. وقالت « إلا أننا نرفض استخدام مفهوم المساواة بشكل ميكانيكي لأن ذلك يؤدي إلى العكس. فالمواثيق الدولية تسمح لكل دولة بالتحفظ على البنود التي لا تتلائم والخصوصية الثقافية لكل دولة وكذلك طبيعة مجتمعاتها ». واتفق المشاركون في الندوة على ضرورة تعميق التفكير في القضايا والأسئلة الجوهرية التي طرحها المشاركون في الندوة حول الدين وحقوق الإنسان. وأكدت النائبة جميلة موصلي على أن التغيير الذي يأخذ الجانبين معا في الاعتبار ممكن. واختتمت قائلة « إن مدونة الأسرة المغربية، على سبيل المثال، انطلق بناؤها من المرجعية الدينية مع مقاربة متفتحة وجديدة تهتم بقضايا الأسرة ». جمال العرفاوي من تونس العاصمة لمغاربية – 20/01/09 http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2009/01/20/feature-01


 

هكّه العدالة و الاّ بلاش يازوين

 
بحثت قي بعض المواقع الإفتراضية التونسية خاصة,علّني أعثر على مقال بمناسبة الذكرى الواحدة والثلاثين ,لأحداث 1978 لمّا كانت القوى الحيّة من الشعب تتحرّك,ولكنّها مرّت مرور الكرام,وربما لم تكن للمرّة الأولى,ولا أدري كيف تسرّبت إلى ذهني مع ما يجري هاته الأّيام بغزّة ,فعثرت على نبأ المحاكمة المهزلة,ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله. *  مثل يوم  السبت 24 جانفي 2009 أمام الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في  القضية عدد 16866 التي يحال فيها مجموعة من الشبان متهمون بتشكيل خلية بالجنوب التونسي تابعة لمجموعة سليمان ، و كلهم تقريبا من ولاية ڤبلّي ,فكيف تواصلوا ونسقوا مع مجموعة سليمان,و ولاية ڤبلّي لاتزال منطقة عسكرية منذ عهد الحماية الفرنسية,الحقيقة التي لا ريب فيها, أنّ هذا النظام المجرم عدوّ شعبه عميل للغرب حتى النخاع,و,سواء يتقاضى الأجر بالدولار أو الأورو,أو إيمانا بالماسونية وخنوعا للصهيونية . أحد الموقوفين الذين قُدّموا للمحاكمة يوم السبت 24 جانفي 2009,ألقي عليه القبض أواخر ديسمبر2006ومنذ ذلك التاريخ لم يقدّم للمحاكمة مع أبناء بلدته,وذنبه يا جماعة ,أنّه إبن شهيد نهضوي كان ضحية هذا النظام.  و الإصطوانة  المشروخة هي ككلّ مرّة – محالين من أجل الانضمام  إلى وفاق اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات لفائدة تنظيم ارهابي و توفير معلومات لفائدة تنظيم ارهابي. وأقتبس ما نشر في « موقع تونس نيوز  » عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية :  -جرت المحاكمة في أجواء مشحونة بسبب إصرار رئيس الدائرة على عدم تمكين المتهمين من الجلوس رغم تدخل هيئة الدفاع و تذكيرها بأن شروط المحاكمة العادلة تقتضي أن يمثل المتهمون أمام المحكمة في ظروف مقبولة و أن تحرص المحكمة على الحفاظ على كرامتهم و إنسانيتهم ، و لكن المحكمة ، و خلافا للتقاليد الجاري بها العمل في القضايا الكبرى ، أصرت على إبقاء المتهمين بحالة وقوف لساعات طويلة . و بعد المناداة على القضية قامت المحكمة باستنطاق المتهمين الذين  أنكروا التهم المنسوبة إليهم و تمسكوا بأن التصريحات المسجلة عليهم من طرف باحث البداية انتزعت منهم تحت التعذيب ،  ثم أحيلت الكلمة الى لسان الدفاع المتكون من الأساتذة عبد الفتاح مورو ورضا الأجهوري وعبد الرؤوف العيادي و روضة الشريف و وداد البدوي و بوبكر بن علي و بوبكر بالثابت و فتحي الطريفي  و سمير بن عمر و سمير ديلو و راضية النصراوي و شكري بلعيد ،  و بعد بداية المرافعات عمد رئيس الدائرة و إحالة الكلمة إلى الأستاذ سمير بن عمر الذي شرع في الترافع, إلا أن رئيس الدائرة الذي كان في عجلة من أمره , كان يعمد في كل مرة إلى مقاطعته ثم سحب منه الكلمة رغم أنه لم يكمل مرافعته و هو ما أدى إلى احتجاج هيئة الدفاع وممثل فرع تونس للمحامين، وتواصلت الجلسة في أجواء مشحونة . و بعد إحالة الكلمة إلى الأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي شرع في الترافع الا أن رئيس الدائرة عمد إلى التدخل مجددا و مقاطعته لمجرد انتقاده لأعمال السيد حاكم التحقيق ، وعندما  أصر الأستاذ العيادي على مواصلة الترافع أمر القاضي محرز الهمامي أعوان الأمن بإخراجه من قاعة الجلسة ، وهو ما أدى إلى احتجاج هيئة الدفاع وإعلان انسحابها, واثر ذلك أصدرت المحكمة حكمها القاضي بإدانة المتهمين و سجنهم مدة تتراوح بين ستة أعوام و أربعة عشرة عاما  . – هكذا إذٌا هو القضاء و العدالة بتونس الخضراء اليوم, تونس اليوم صارت مراحا***لكلّ ظلم والعدل فيها غريب لإن كان أساس الملك كيف***يطول عمرهذا النّظام الكئيب أبوجعفرالعويني


(سمير عبد الله) سفير تونس يزورنعيم  حسن: نقف الى جانب لبنان واستقراره
 
 
استقبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في فردان، السفير التونسي محمد سمير عبد الله، الذي أكد « وقوف بلاده الدائم والثابت الى جانب استقرار لبنان ووحدته، وأجواء الوفاق السائدة فيه »، متطلعا « الى جهد مشترك بين البلدين من أجل التأسيس لمنظومة روحية في العالمين العربي والاسلامي، تقوم على التسامح ونبذ التطرف والانغلاق ». وقال خلال اللقاء أمس: « إننا نحيي أجواء المصالحات التي كرستها قمة الكويت » مشيرا الى « أن الانقسام الفلسطيني والعربي أتاح لإسرائيل الفرصة من أجل القيام بعدوانها على غزة »، مستشهدا « بقول الرئيس التونسي (زين العابدين بن علي): إن افضل خدمة للقضية الفلسطينية هي وحدة الكلمة والصف العربيين من أجل مواجهة التحديات، خصوصا في ظل العولمة، والاستقطاب الذي يشهده العالم ». أضاف: « إن وجودي كسفير جديد هو عربون ثقة من تونس للمسار الذي أخذه لبنان، وانخراطه الصحيح في المصالحة والتوافق، خصوصا وأن الشعب هنا دفع الكثير من أجل استقلال لبنان »، مؤكدا « أن اللبنانيين ومهما اختلفت مذاهبهم وآراؤهم محكومين بالتوافق، وهو جوهر النظام الديموقراطي ». ودعا « الاشقاء اللبنانيين الى التمسك بهوية لبنان الحضاري، على مستوى البحر الابيض المتوسط والعالم »، لافتا الى « قواسم مشتركة تاريخية بيننا، ومشروع ثقافي قائم على الحداثة والوسطية والاعتدال »، معتبرا « أن تونس تقدم في هذا المجال نموذجا، علما انها تفتقد الثروات الطبيعية والبترول ». وأشار الى « أن مؤتمر دافوس الاقتصادي صنف تونس في المرتبة الاولى في افريقيا وعلى مستوى المغرب العربي، في ميدان التنافسية الاقتصادية، لانها تعتمد على احترام قيمة الانسان وذكائه ». وأكد « العمل شخصيا بتشجيع من الرئيس بن علي وتجاوبا مع الارادة السياسية للرئيس ميشال سليمان، على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية والتكنولوجية والتربية والتعليم، واضعين خبراتنا في هذا المجال في خدمة لبنان، آملين تبادل الزيارات والوفود، والقيام بمشاريع مشتركة واننا سعداء لمستقبل لبنان الواعد بفضل وحدة أبنائه، وإلتقاء كلمتهم على تقدم الوطن من أجل أن يبقى نقطة إشعاع حضاري وثقافي في منطقة الشرق ». (المصدر: صحيفة « المستقبل » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 28 جانفي 2009)
 


الوضع البيئي الدولي وعلاقاتنا بحركات الخضر الايكولوجيا الدولية

 
 لجنة التحرير :   عبد القادر الزيتوني منسق عام رؤوف الشماري عضو مكتب وطني فاضل رواشد  عضو مكتب وطني نجيبة بختري عضوة مكتب وطني مصطفى الشين عضو مؤسس
1- الوضع الدولي السياسي البيئي  يعرف الاقتصاد العالمي اليوم سيطرة غير مسبوقة للاحتكارات الكبرى للدول المصنعة. وهي تهيمن بصفة مطلقة على السوق التجارية العالمية عن طريق اتفاقيات مجحفة وملزمة لكل دول العالم وخاصة البلدان الفقيرة. كما تتحكم في كل الوسائل المصرفية والنقدية ، هذا زيادة على امتلاكها لمصادر الطاقة والتصرف فيها. كما أن حركة النقل الدولية التابعة للاحتكارات  برّا و جوا وبحرا تشكّل عبئا ثقيلا على البيئة من جرّاء ما تسرّبه كل وسائل النقل من غازات ملوثة كربونية ساهمت مساهمة كبيرة في أزمة الانحباس الحراري. لقد تسبب الاستهلاك الغير محدود  لمصادر الطاقة لكامل بلدان العالم أزمات ايكولوجية  بل حروب مدمّرة كالحرب على العراق ، غير أن الدول الكبرى المصنعة لا تكتفى بهذا بل هي تصدر للبلدان الفقيرة صناعاتها ملوثة )في الهند Union Carbide ) ونفاياتها النووية وتروّج للطاقة النووية الغير نظيفة ومكلفة . لقد أصبح الاقتصاد الدولي مصدرا لأكبر أزمة يعرفها الكون ، وهي أزمة الانحباس الحراري  المنجر عنها تغير المناخ وكوارث بيئية  ذات آثار سلبية خطيرة على الانسان والكون. لقد أصبت الايكولوجيا في المقام الأول بالنسبة  للقرن الجديد ! لقد أصدرت الحركة العالمية الايكولوجية وجميع أحزاب الخضر في العالم بيانا هاما  حول هذه الأزمة أثناء انعقاد مؤتمر بالي الأخير وطالبت بالحد من الانبعاث الغازي*  « بنسبة 30 بالمائة  في حدود 2020 و 80 بالمائة لسنة 2050 . إن الاهتمام الدولي الواسع بقضايا البيئة نتج عن الوعي السياسي البيئي الذي بلورته آلاف الجمعيات الغير حكومية وكذلك الخضر في العالم كما تلعب مراكز البحث العلمي والتكنولوجيا المختصة في البيئة والعلماء والخبراء الدوليين المدافعين عن البيئة دورا حازما من أجل تكوين رأي عام مساند ومدافع عن الكون وذلك بدعم الثقافة البيئية الجديدة . وهكذا ظهرت أو جمعية دولية غير حكومية للدفاع عن البيئة في البلدان المصنعة سنة 1971 وهي Green peace، السلام الأخضر لتعبر عن تيار جمعياتي وسياسي فاعل في السياسة الدولية. في نفس الوقت وبالتحديد سنة 1974 تقدم الأخصائي والمهندس الفرنسي René Dumont أبرز المدافعين عن افريقيا أمام ذهول الطبقة السياسية الفرنسية – قدّم ترشّحه للانتخابات الفرنسية . لقد قدم الخبير البيئي الدولي René Dumont لاول مرة في أوروبا برنامجا انتخابيا رئاسيا يدافع عن البيئة والانسان وحقوقه البيئية . وتوسّع هذا البرنامج بعد الانتخابات الفرنسية وجمع حوله عشرات الجمعيات  والمناضلين البيئيين في فرنسا وتأسس حزب الخضر الفرنسي سنة 1978 كتنظيم سياسي مستقل إلى جانب أحزاب أخرى في عدة بلدان أوروبية  كبلجيكا و فرنسا وايطاليا … ولقد استطاع الحزب الألماني بمساعدة Green peace،  وجمعيات أخرى  تشكيل  قوة انتخابية محلية فدرالية كبيرة امتازت بالعديد من انجازاتها البيئية المحلية على غرار مدينة Fribourg التي أصبحت نموذجا في استغلال الطاقة النظيفة والمتجددة ! كما تكونت كذلك عدة أحزاب خضر في البلدان الاسكندنافية  وباقي أوروبا  وتجمعت الآن في حزب أروبي انتظم به أكثر من 32 حزبا. امتازت حركة الخضر في أمريكا الشمالية أي كندا إلى جانب  Green peace، بظهور آلاف الجمعيات المدافعة عن البيئة  و حزب كندا و أمريكا للخضر . أما الولايات المتحدة الامريكية  فكان ترشيح  رالف نادر Ralf Nader باسم الدفاع عن البيئة  حدثا هاما سنة 2000 وانتظم حوله مئات الجمعيات والمنظمات البيئية الامريكية لأول مرة في تاريخ هذه البلد العملاق والذي يتسبب وحده في نسبة 25 % من الغازات الكربونية في الكون !!و في سنة 2008 ساندنا ترشيح « سينتيا ماكيني » « Cynthia McKinney » كرئيسة و « روزا كلمنت  » Rosa Clemente » كنائب رئيس مرشحي الحزب الأخضر الأمريكي مع العلم أن اللوبي الصهيوني يسيطر علي الحزب الديمقراطي . نشير أيضا بالنسبة لاستراليا التي أصبحت المركز الدولي لتجميع أحزب الخضر  بتأسيس المنظمة العالمية « Global Greens » حيث تنشط آلاف الجمعيات للدفاع عن البيئة  والانسان لقد أصبحت البيئة  نتيجة لعمل الجمعيات في صدارة اهتمام المواطن الاسترالي بفضل انتشار الثقافة البيئية، ولقد تكونت في آسيا  فدرالية تضم احزاب الخضر  بما فيها في أقطار المحيط الهادي !!
2- أوضاع الحركة الايكولوجية وأحزاب الخضر في أفريقيا  والبلدان العربية    يجدر هنا ملاحظة هامة، أن العمل البيئي والدفاع عن الكون والانسان لا يتقدم و لا ينمو إلا في ظل الجمعيات الديمقراطية التي تحترم دولها حرية الرأي والتعبير  عن حق التنظم وتكفل حق المواطنة في قارتنا الافريقية ، امتازت الحركة المدنية المدافعة عن البيئة بظهور جمعيات مختصة في الدفاع عن البيئة الغابية والثروات النهرية والمائية والزراعية . إن المخزون الغابي الافريقي يحتوي إلى جانب الغابات الاستوائية على أكثـــــر من 90% من المخزون  الحيوي في اليابسة  والذي يمتص جزءا هاما من الغازات الكربونية المتسببة في الانحباس الحراري . ولقد ظهرت عدة أحزاب خضر افريقية وكونت فدرالية  للخضر ونحن نعمل أيضا على تأسيس حزب الخضر العربي. واجتمعت مؤخرا في ساوبولو بتاريخ 27 أفريل 2008 من أجل انجاز هذا الهدف  و تشارك عدة أحزاب عربية في هذا المشروع ، حزب تونس الخضراء ، حزب الخضر في المغرب ، حزب الخضر في مصر و حزب الخضر في لبنان. كما تميز العمل البيئي المدني في افريقيا بالجائزة الدولية  نوبل للسلام التي اسندت للسيد Wangari Matai .. اعترافا لكفاحها المتواصل من أجل الدفاع عن البيئة الغابية وإعادة اعتبارها وغراسة مئات آلاف الأشجار في بلدها كينيا
3- وجهات نظر مختلفة داخل الحركة الايكولوجية الدولية    غير أنه يجب أن نذكر بأن واقع العمل السياسي البيئي في العالم لا يخلو من وجهات نظر مختلفة للتعامل مع كل الظواهر الكونية المتسببة في تدهور البيئة والمنظومات الحيوية في الكون لكن رغم اختلاف وجهات النظر فإن الأهداف هي نفسها أي حماية الكون والدفاع عن الانسان. لقد تحور هذا الخلاف أولا حول طبيعة العمل وآليات الدفاع عن السياسة البيئية: الجمعية أم الحزب؟ هكذا كان الخلاف في المرحلة الأولى من تأسيس حركة الخضر الايكولوجية العالمية ولازال هذا الخلاف مستمرا. لقد امتازت جمعية  Green peace الدولية بعملها الكبير التحسيسي عبر العالم  واستطاعت أحيانا كما فعلت في ألمانيا أن توحد مجهوداتها مع حزب الخضر الألماني ، الشيء الذي مكن هذا الحزب من بلوغ مراكز قوى وقرار سياسي مؤثر لفائدة الدفاع عن البيئة وبتحالفه مع الاشتراكيين !! في نفس الاتجاه – أي الاهتمام بمشاكل البيئة – وأمام التجاوزات الخطيرة التي تهدد الكون تجندت دول العالم ومنظمة الامم المتحدة من أجل تدارك الوضع الكارثي المهدد للانسان . لقد دعت الأمم المتحدة تحت تأثير آلاف الجمعيات والشخصيات العلمية والسياسية المدافعة عن البيئة إلى العديد من الندوات والقاءات والقرارات الدولية ، نذكر بالخصوص مؤتمر 1972 في مدينة ستوكهولم وهو أول مؤتمر دولي يعتني بالبيئة . تبع  هذا المؤتمر صدور تقرير الامم المتحدة سنة 1987 مستقبلنا جميعا ، ثم قمة ريو سنة 1992  بالبرازيل   و مؤتمر كيوتو 2001  الذي تخصص في أزمة الانحباس الحراري وقمة جوهانزبورغ في جنوب أفريقيا سنة 2002 والذي جمع لأول مرة  100 دولة وآلاف الجمعيات والمنظمات البيئية وأخيرا مؤتمر بالي 2008  الذي كان هدفه تعزيز اتفاقيات كيوتو وتعويضها  في نفس الوقت تم التوقيع من طرف أغلب دول العالم على اتفاقيات أممية من أجل حماية البيئة والمنظومات الحيوية التي بلغت إلى حد الآن هذا الالتزامات الأممية أكثر من 900 اتفاقية  و بروتوكول عمل !! لكن يجب أن نؤكد على أمر هام جدا، فبرغم اهتمام هيئات الدول والأمم المتحدة  بموضوع البيئة  وقضاياها ووجود ما يزيد عن 900 اتفاقية كما ذكرنا فإن الوضع البيئي مازال على حاله منذ أن طرحت القضية في مؤتمر ستوكهولم من ذلك أن العديد من الدول التي التزمت بمقررات الامم المتحدة لم تحترم هذه القرارات  وترفض تطبيقها وعلى سبيل المثال اتفاقية كيوتو التي تحدد وتقنّن الانبعاثات الغازية لم يقع احترامها خاصة من طرف الولايات المتحدة  والصين وحتى الهند. !! كما نشير أيضا أن العديد من الدول تنكر على مجتمعها المدني المشاركة الفعلية من أجل الدفاع عن البيئة والثقافة بيئية ونخص بالذكر هنا البلدان الافريقية والعربية  أين يمنع  الاستبداد السياسي  تأسيس جمعيات وأحزاب تدافع عن البيئة مستقلة وتلجأ أحيانا إلى فبركة أحزابها وجمعياتها كما جرى ذلك في المغرب حيث حرمت الرفيقة فاطمة علوي من تأشيرة  لحزبها لعدة سنوات في حين مكنت الحكومة في هذا البلد الشقيق وزير سابق من حزب بيئي ودفعت به إلى البرلمان وكذلك بالنسبة لتونس  وأنتم تعلمون  كيف وقع السطو على حزبنا « تونس الخضراء » أما في مصر فإن الصراع مازال قائما
4- علاقة حزب تونس الخضراء بالحركة الايكولوجية الدولية   كما يعلم الجميع ، لقد تم الاستيلاء والسطو على حزبنا في 3 مارس 2006 وسلمت تأشيرتنا لشخص لا يمثل البيئة في شيء ولم يعرف عنه أنه في يوم ما قد عبر عن ميولاته البيئة الايكولوجية  والعكس هو الصحيح !،  إذ هو ينتمي لحزب توجهاته متناقضة مع العمل الايكولوجي ، لكن هذا السطو لم ينل من حزبنا بل زاده قوة وإصرار على الوجود والتحدي ، ولقد تمكنّا من تعزيز علاقاتنا الداخلية مع مكونات المجتمع المدني واستطعنا بذلك أن نحافظ على قوانا رغم امكانياتنا المادية المحدودة والمحاصرة الاعلامية التي ضربت حولنا وما قابلها من دعم « اعلامي » رسمي وما يزال هذا الدعم متواصل والأموال العمومية تهدر . ولقد زادت هذه الوضعية المبكية والمضحكة سوءا ابتزاز المتطفلين عن الاعلام والاستفزازية والنفعيين ، ومنهم من تهجم علينا تهجما رخيصا كجريدة الشروق والحدث في مقالات جاهزة غير شجاعة أي بدون امضاء !! وما زلنا واقفين ونحن سوف نعمل كما أعلنا على تأسيس قائمات ايكولوجية مستقلة متفاعلة مع المجتمع المدني والقطب الديمراطي في الانتخابات القادمة 2009 وننظم صفوف الحركة الايكولوجية التونسية ونطرد كل المتطفلين مهما كانت الأموال التي تغدق عليهم والتغطية الاعلامية الرسمية !! أما من ناحية علاقاتنا بحركة الخضر الدولية فلقد عززنا موقعنا منذ أن قدمنا ملفنا وكانت لنا لقاءات حتى قبل تسليم الملف أي في مرحلة التأسيس . لقد قمنا بزيارة يوم 24 فيفري 2004 إلى بلجيكيا وشاركنا في لقاء دولي أوروبي حول البيئة والعولمة والتقينا فيه بعدة شخصيات ديمقراطية ونشيطين فاعلين على صعيد الاتحاد الأوروبي  وتقابلنا مع السيدة ايزابيل دورون  … المسؤولة عن حركة الخضر « Ecolo » وتبادلنا الوثائق والخبرات عن الوضع البييئي والايكولوجي في بلداننا – بعد هذا اللقاء جاءتنا دعوة رسمية لمشاركة حزبنا تونس الخضراء في مؤتمر حزب الخضر الفرنسي في مدينة رانس بتاريخ 04 ديسمبر 2004 وتوّجت مشاركتنا برسالة من المؤتمر إلى الأعضاء المؤسسين لحزب تونس الخضراء تحمل المساندة الكاملة تأكد على : « اعتبار حزبنا شريكا لحركة الخضر في فرنسا « . بعد عودتنا من فرنسا بقليل زارنا رئيس فدرالية الخضر الافريقية السيد عثمان سوهو شارد بمعية الرفيقة المناضلة البيئية فاطمة علوي الأمينة العامة لحزب الخضر المغربي وأبلغ هذا الوفد حزبنا مبدأ قبوله ضمن الفدرالية الافريقية و دعوة للمشاركة في المؤتمر القادم . كانت أو ل مشاركة لنا في لقاء أورو متوسطي لحركة الخضر في نوفمبر 2005 في مالطا وقام حزبنا بمداخلة هامة حول التشغيل والبيئة وفي هذا اللقاء الهام أصدر المشاركون (8 أحزاب متوسطية وحزب الخضر الأوروبي بيانا هاما بتاريخ 13 نوفمبر يساندون فيه « حزب تونس الخضراء ، وكان من بين الممضين الكاتب العام لحزب الخضر الأوروبي والصديق Arnold Cassola – بدعوة من أحزاب الخضر في أروبا قمنا بزيارة طويلة للتعريف بحزبنا والمشاركة في مؤتمر حزب الخضر الأوروبي في فنلدا ولقد دامت هذه الزيارة مدة شهر كامل من 17 أفريل إلى 17 ماي 2006 – زرنا السويد يوم 4 ماي 2006 وتم استقبالنا من طرف السيد Lotta Hedstrom نائبه لحزب الخضر السويد في البرلمان ومسؤولة العلاقات الخارجية صحبة الآنسة Shoffer رئيسة الشبيبة الخضراء وتم هذا اللقاء ببيان مشترك أكد الحزبان فيه على إدانة عملية السطو على حزبنا ومساندة حزب تونس الخضراء  ومطالبة الحكومة باحترام حقوق الإنسان والحريات العامة . – مع العلم أننا تقابلنا في تونس مع وفد سويدي برلماني بطلب من رئيسة الوفد السيدة Inngegerard Sarinen . وهي نائبة حزب الخضر السويدي بتاريخ 27 مارس 2006 أي بعد مدة قليلة من السطو على حزبنا. – تم استقبال  وفد حزب تونس الخضراء في فنلندا يوم 5 ماي 2006 للمشاركة في مؤتمر الخضر أيام 06/07 ماي 2006  وقدمنا مداخلة في المؤتمر عن الوضع البيئي في بلادنا وعملية السطو على حزبنا ، ولقد أعتبر المؤتمر تدخلنا وثيقة رسمية للمؤتمر ، كما أصدر لائحة مساندة لحزبنا – مع العلم أنه كان لنا لقاء ثنائي مع الحزب الفلندي وثم الاتصال بالاعلام الفلندي وكذلك السويدي أثناء تواجدنا في البلدين – بعد عودتنا من هلنسنكي قمنا بزيارة لحزب الخضر في باريس وأصدرنا مع السيد فاربياز المسؤول عن العلاقات الخارجية بيانا مشتركا بتاريخ 10 ماي 2006  عبرنا فيه عن توافق وجهات نظرنا لمسائل التنمية المستدامة ومساندة بلدان الجنوب في اطار عقد الشراكة مع أوروبا  – يوم 11 ماي 2006 تم لقاء بين حزب تونس الخضراء والحزب الفرنسي  وممثل الحزب المغربي وتم الاتفاق على توحيد القوى ووضع برنامج عمل مشترك تضامني مع حزبنا . أثناء زيارتنا لفرنسا قمنا بلقاء صحفي مع إذاعة RFI و RMC وأجرينا حديث مع صحيفة « لابرسيون  » الفرنسية. – يوم 27 ماي 2006 تم استقبال السيدة Helene Flauter عضوة برلمانية أوروبية للخضر ونائبة لجنة حقوق الانسان في البرلمان الأوروبي من طرف  المكتب الوطني الموسع لتونس الخضراء . ولقد أكدت السيدة Flauter أثناء اللقاء  » أن تأسيس حزب تونس الخضراء هو مكسب كبير وحدث ايجابي في الساحة السياسية التونسية بما يقدم الحزب من ثقافة بيئية ووعي بالتنمية المستدامة وأكدت أنها سوف تعمل على مساعدة حقوقنا في التواجد القانوني لدى المؤسسات الأوروبية  » بعد هذا العمل والاتصالات في أوروبا وجهت السيدة Benita Ferrero Waldener المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي رسالة لحزب تونس الخضراء ، ولقد أكدت المسؤولة الأوروبية عن انشغالها أمام الصعوبات التي يتعرض لها حزبنا من أجل ترسيمه لدى الإدارة التونسية » كما أعلنت أنه في إطار  العمل السياسي المشترك وسياسة حسن الجوار التزمت تونس دائما بالاصلاحات السياسية. » – بدعوة من حزب الخضر الفرنسي شاركنا يوم 25 أوت 2006 في لقاء دولي التأم في مدينة « Coutances  » تحت شعار  » انقاض أفريقيا  انقاض الكون » وكانت لنا مداخلة طويلة عن الوضع البائس لقارتنا السمراء وعن الوضع البيئي المتردي بها. – بدعوة من حزب الخضر الأوروبي (32 حزبا) شاركنا يوم في أكتوبر 2006 في مداولات الحزب بمدينة  Genève في سويسرا وتم إصدار لائحة هامة جدا بتاريخ 15 أكتوبر 2006 وأعلن الناطقان الرسميان باسم الحزب : أولريك لوناتشبك و فيليب لمبرتس عن  » الاعتراف الرسمي لـ 32 حزب أوروبي بحزب تونس الخضراء و يدعون الحكومة التونسة الاعتراف به قانونيا طبقا للاتزامات الدولة التونسية ضمن اتفاقيات حسن الجوار مع الاتحاد الأوروبي » كما أعلنت الأحزاب المشاركة في المؤتمر إدانتها لعملية السطــــــو علـــــــى حزبنا ! في 1 نوفمبر 2006 صدر في جريدة الشروق مقالا غير ممضي يشتم المنسق العام شخصيا واسميا وتقدمنا بقضية عدلية ومازلنا ننتظر. دعونا بعد هذا الاستفزاز والارهاب اللفظي الصادر عن جريدة الشروق إلى ندوة صحفية بحضور السيد Anold Cassola النائب الأخضر الإيطالي بتاريخ 9 ديسمبر 2006  ولقد طلبت منا وزارة الداخلية إلغاء الندوة علما بأن النائب الايطالي الأخضر تمت « هرسلته » بالأنترنيت وأعلموه أن حضوره للندوة غير مرغوب فيه لأن سلامته ليست مضمونة … هكذا !!! ولقد طالب على إثر هذا المنع والتهديد « العنكبوتي » حزب الخضر الأوروبي  ومجموعة النواب الخضر في الاتحاد الأوروبي في بيان  » أخذ بعين الاعتبار التعديات على حقوق الانسان في تونس  » ويساندون حق « حزب تونس الخضراء  في التعبير الحر والتواجد القانوني
5- مشاركتنا في مؤتمر ساوبولو ؟   انعقد مؤتمر ساوبولو في البرازيل من 01 إلى 5 ماي 2008 وجمع 80 حزبا في العالم و 300 جمعية ومنظمة تعتني بالبيئة منظوين في إطار المنظمة الدولية للخضر « Global Greens » في استراليا . كما حضر هذا المؤتمر 500 شخصية ايكولوجية عالمية. مع العلم أن « حزب الخضر » لوزارة الداخلية لدينا رفض مطلبه  الحضور ورغم « الهرسلة » الركيكة التي قام بها صاحبه في اتجاه المشرفين على هذا المؤتمر ولنا وثائق رسمية في ذلك . إلى جانب مؤتمر « Global Greens » التأم مؤتمر الفدرالية الافريقية للخضر  للنظر في شؤون الأحزاب الخصوصية المنضوية في الفدرالية الافريقية من 28 إلي 30 أفريل 2008 ولقد تم  في افتتاح هذا المؤتمر الأفريقي بطلب من السيدة فاطمة علوي رئيسة الحزب المغربي وقوف دقيقة صمت ترحما وتذكرا للرفيق المنصف بن فرج أحد أعضاء الكتب الوطني لحزب تونس الخضراء ومن القرارات الهامة لهذا المؤتمر وعديد اللوائح الايكولوجية والسياسية التركيز أساسا عن الوضع البيئي الدولي وتغير المناخ والانحباس الحراري وفي ما يخص  تونس لقد تم الموافقة على لائحتين واحدة سياسية لمساندة حزب تونس الخضراء  في العمل القانوني و ثانية ايكولوجية بأغلبية الأحزاب الحاضرة : كما تمت مساندة مشاركة حزبنا في الانتخابات القادمة التشريعية واستعداد أحزاب الخضر و « Global Greens » إرسال ملاحظين أثناء الانتخابات  كما تقرر أن تعقد جامعة صيفية في 2009 في المغرب و ثانية في تونس 2010 (بعد الاعتراف بحزبنا). وقدمنا لائحة مساندة للشعب الفلسطيني والعراقي بتوافق بين حزبنا وحزب الخضر الأمريكي و لقد رحب رئيس المؤتمر و رئيس الحزب الأخضر البرازيلي باللائحة   وافق عليها المشاركون بالإجماع ، تعهد الحزب الخضر في أمريكا بمتابعة وضع حزبنا ومراسلة السيد رئيس الجمهورية في ما يخص الاعتراف القانوني. كما تم بعث لجنة تأسيس حزب الخضر العربي متألفة من 4 أحزاب  » تونس الخضراء، الحزب المغربي، الحــــــــــزب المصـــــــري، واللبنــــــــاني. (أنظر بيان تونس الخضراء بتاريخ 08 ماي2008 ) . شاركنا أخيرا يوم 9 و 12 أكتوبر 2008 في الندوة السنوية لحزب الخضر الأوروبي في باريس وكانت لنا لقاءات هامة مع رئيس الحزب الأوروبي والسيدة ونقاري ماتاي « الكينية » والعديد من الشخصيات الايكولوجية الأوروبية والافريقية. كما التقينا بممثل حزب الخضر الفرنسي وأصدرنا بيانا مشتركا يدعو إلى توطيد العلاقات بين الحزبين ويؤكد على حقنا القانوني الذي يكفلنه لنا الدستور.  المنسق العام حزب « تونس الخضراء  » عبد القادر الزيتوني عضو الحزب الخضر الأوروبي عضو الفيدرالية الإفريقية للخضر عضو « Global Greens » عبد القادر الزيتوني منسق عام رؤوف الشماري عضو مكتب وطني فاضل رواشد  عضو مكتب وطني نجيبة بختري عضوة مكتب وطني مصطفى الشين عضو مؤسس


شبكة جديدة للاتصالات في تونس
 
 
تونس: طرحت تونس عرضا دولياً لإقامة واستغلال شبكة جديدة للاتصالات الثابتة وتوفير خدمة الانترنت والهاتف الجوال من الجيل الثالث. ووفق مصادر وزارة الاتصال التونسية، فإن 13 مؤسسة خليجية وأوروبية متخصصة مهتمة بالتقدم لإنجاز المشروع، وأن الإعلان عن المؤسسة الفائزة سيكون في يونيو المقبل، بعد دراسة العروض. ويأتي المشروع الجديد في إطار تحديث البنية التحتية التونسية للاتصالات، وتطوير خدمات الانترنت ذات السعة العالية، خاصة الموجّهة إلى المؤسسات، والتحكّم في الكلفة وتحسين المنافسة. يذكر أنه يجري حالياً العمل في مشروع إنشاء « كابل » بحري دولي جديد باتجاه أوروبا، تصل طاقته إلى 30 جيغابايت في الثانية، لتوسيع الربط بالشبكة الدولية للإنترنت. وتعمل في قطاع الاتصالات حالياً، إلى جانب المؤسسة شبة الحكومية « اتصالات تونس »، مؤسسة أخرى خاصة، تقدم خدمة الجوّال دون الخدمة الثابتة. (المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية – المغرب) بتاريخ 28 جانفي 2009)

اكتُشف اختفاؤه خلال جرد لموجودات متحف رقادة الإسلامي

 تونس: افتقاد مخطوط أثري نادر بعد 3 سنوات من سرقته

 
تونس – المنجي السعيداني أعلنت إدارة متحف رقادة الإسلامي بولاية (محافظة) القيروان، الواقعة على بعد 150 كلم بوسط تونس، عن افتقادها مخطوطا أثريا إسلاميا من أندر القطع الأثرية، وذلك بعد ثلاث سنوات من تنفيذ عملية السرقة والتخلص من القطعة بالبيع بمبلغ لا يزيد عن ثلاثة آلاف دينار تونسي (نحو 2700 دولار أميركي). مصادر حسنة الاطلاع ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن المخطوط الأثري، المفقود منذ ثلاث سنوات، يتمثل في رقاع من الخط الكوفي، يتخذ شكل مجلد مكون من 20 صفحة، لا يقل عمره عن ألف سنة، وهو من الوثائق النادرة، بل هو النسخة الوحيدة المتوفرة. ولم يتبين فقدان هذه القطعة الأثرية إلا عندما تولى فريق من الباحثين الفرنسيين ونظرائهم من تونس جرد محتويات المتحف، وقد وجهت إدارة المتحف أصابع اتهامها إلى عاملَين بالمتحف، أحدهما يعمل في المختبر، والثاني في صيانة المخطوطات وترميمها، وجارٍ الآن التحقيق معهما. ويستفاد من نتائج التحقيق الأولية أن مواطنا تونسيا اشترى المخطوط، وبالتالي فوت فرصة بيعه إلى جهة أجنبية. من جهة ثانية صرحت مصادر متحف رقادة الإسلامي لـ«الشرق الأوسط» بأن المخطوط المسروق لا يمكن التصرف فيه بالبيع بعدما جرى إعلام «الإنتربول» (الشرطة الدولية) بالموضوع. وأضافت أن الشخصين المتهمين بالسرقة يعملان في المتحف منذ عشرين سنة، وهما من بين ستة مرممين يعملون فيه. ولاحظ أحد المصادر أن طول المدة التي تتطلبها عملية الترميم ربما أسهم بالإغراء على السرقة، إذ إن ترميم ورقة واحدة يتطلب عشرين يوما من التفرغ الكامل، وقد ساعدت عملية التوثيق الكامل للوثائق بين 1994 و2001 في الكشف عن مثل هذه السرقات. ومما يجدر ذكره أن متحف رقادة الإسلامي، الواقع على بعد 8 كلم جنوب مدينة القيروان، يحتوي على أكثر من أربعين ألف مخطوط، تؤرخ لمختلف الحقب التاريخية التي عرفتها مدينة القيروان، إحدى أقدم وأعظم عواصم الإسلام في شمال أفريقيا. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جانفي 2009)

اللغة العربية في المَهَاجر

 

 
عبدالسلام المسدّي      أستأذنك – أيها القارئ الكريم- في أن أحدثك اليوم عن لقاء خطير انعقد مؤخراً في العاصمة الفرنسية، وقد أعود لأحادثك فيه ثانية. هو لقاء هيأته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسسكو) بالتعاون مع مؤسسة غرناطة للنشر والخدمات التربوية التي تتخذ باريس مقراً لها، أطلق على هذا اللقاء اسم «المنتدى الأوروبي الأول للنهوض بتدريس اللغة العربية في الغرب» ودارت محاوره الخمسة حول «الواقع والتحديات وآفاق التطوير»، وحول «المناهج التعليمية والطرق التربوية»، وحول «الموارد المالية»، ثم حول «دور الإعلام»، وأخيراً حول «تعزيز الشراكة في بلاد المهجر». دُعي إلى المنتدى جمع كبير من الوزراء والقائمين على التربية والتعليم في الدول العربية والإسلامية، ودعي جمع من أصحاب الخبرة والاختصاص علهم يشخصون القضية من جوانبها المختلفة بشكل موضوعي تماماً، في أعراضها، وفي سبل تداركها، ثم في تحديد الأطراف المجتمعيّين الفاعلين الذين بوسعهم أن يحققوا الأغراض المرسومة ضمن استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب التي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي العاشر. يعدّ الاهتمام باللغة العربية الفصحى، من حيث وضعُها الراهن، ومن حيث آفاق الانتقال بها إلى أوضاع مستقبلية أكثر متانة، وأوسع إشعاعاً، قرينة بالغة الدلالة على وعي حضاريّ جديد، فإذا انعطف على ذلك الاهتمام اهتمامٌ بالأوضاع اللغوية التي تعيشها الجالية العربية والإسلامية في المهاجر، ولاسيما في المهجر الغربي، فإن الموضوع يكتسب خطورة بالغة لما له من حدّة ذاتية، ومن أثر عميق في تثبيت الهوية وإعادة تشكيل مرجعيات الانتماء. إن تطوير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها مسألة مشدودة إلى شبكة من القضايا المتناضدة، أولها أنه يأتي كوجه بديل لما عُرف طويلاً بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ابتداءً بحكم أن بعض الدول العربية –ولاسيما في منطقة الخليج- تستقبل وافدين عديدين إليها من البلاد الآسيوية جلهم من المسلمين، ولكن لغاتهم القومية لغات أخرى غير العربية. إن الموضوع الذي تناوله هذا المنتدى الأوروبي الأول يتضمن أبعاداً متباينة ومتكاملة في آن، ففي البدء يتضح جلياً بعده التربويّ، ذلك أن ضبط البرامج التعليمية والطرق البيداغوجية (التربوية) المُوصَى بها، وكذلك ما يسمّى بتدريب المدربين –سواءٌ في صيغة إعداد المدرسين ليباشروا وظيفتهم التعليمية أو في صيغة إعادة تأهيلهم بواسطة التدريب المستمرّ– كل ذلك يعتبر من صميم علوم التربية بمفهوميْها المتسع والمتحدّد، ولئن تجمّع لدى الأمة العربية منذ عقود تراكم هام في هذا الحقل من المعارف فإن وضع أبناء جالياتنا في المهاجر يستوجب أن تنبري النخبة من علماء التربية كي يستحدثوا اختصاصات فرعية تتناول المسألة في خصوصيتها المتناهية، أعني علوماً تربوية تتصل بتعليم اللغة العربية لأبناء الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في الغرب. وفي الموضوع بعد معرفي، فمن المتعارف عليه أن تعليم اللغة حقلٌ يتضافر عليه علم التربية وعلم اللغة، ولكن علم اللغة قد شهد تطوّراً هائلاً خلال العقود الماضية، وأصبح مشتملاً على واجهات عدة، ولاسيما تحت مصطلحه الذي شاع حتى في الوطن العربي وهو اللسانيات، ولم يعد تأليف الكتاب المدرسي ولا ضبط المقاربات المنهجية والمعالجات التعليمية يستغني عن منجزاته النظرية والتطبيقية، ناهيك أن أحد فروعه المتمازجة استقام اليوم كعلم مستقل بذاته يسمّى اللسانيات التربوية، ولئن غضضنا الطرف في وطننا العربي عن غيابه بين علومنا المتداولة فإن قضية النهوض بتدريس اللغة العربية في الغرب –سواءٌ بوصفه مجالاً لحوار الثقافات أو بوصفه محتضنا لأبناء جالياتنا العربية والإسلامية– تحتم علينا جميعا وعيا جديدا بضرورة الاعتماد عليه وعلى منجزاته، وعلى نفس المقدار من الأهمية والضرورة ما يرافق العملية التعليمية من حقول أخرى متمازجة الاختصاصات انزرعت في حقل العلم اللغوي الحديث، وأهمّها في مجالنا هذا اثنان: علم النفس اللغوي (أو اللسانيات النفسية) وعلم اللغة الاجتماعي (أي اللسانيات الاجتماعية). وللموضوع بعد اجتماعيّ ثقافيّ، ذلك أن أبناء الجاليات العربية المقيمة بالمهجر يتوزعون الآن إلى أجيال ثلاثة، فهناك أبناءٌ يَقدمون مع أوليائهم ومعهم أحمالهم اللغوية والثقافية، ويتعين معالجة أوضاعهم اللغوية النوعية، وهناك أبناء جاء آباؤهم قبلهم فولدوهم في المهجر وأنشأوهم إنشاءً مزدوجاً، وهناك أبناء هم حفدة الجيل الأول لأنهم وُلدوا هم الآخرون على أرض المهجر، ولكل صنف قضاياه النوعية، ولكل جيل تتحتم مناهج وطرق وكتب ليست مطابقة لما يصلح للجيلين الآخرين. وهنا يُبسط موضوع على غاية من الدقة والإشكال، ويتمثل في المعادلة التي ما فتئت تتعقد وتتعسّر بين لغة الكتاب المدرسي، ولغة التعليم التي يستعملها المدرسون في خصائصها التامة، ولغة التداول التي تعيش بها الأجيال المتلقية للعملية التعليمية ومدى وظيفيتها. أما أخطر الأبعاد الحافة بموضوعنا فهو البعد الحضاريّ، ذلك أن أيّ خطة تهدف إلى نشر اللغة العربية، وإلى فسح مجالات التداول الشائع –على قدر ما تحظى به اللغات العالمية في العصر الحديث– لن تستوي استواءً ناجعاً إلا إذا استندت أولاً وبالذات إلى تشخيص موضوعي دقيق لجملة من القضايا المبدئية التي تسيِّج المسألة اللغوية من خارج دائرتها، وفي مقدمتها علاقة اللغة بالهُويّة. إن الهُويّة في مفهومها الشامل قيمة جوهرية في حياة الإنسان بوصفه كائناً ثقافياً قبل أن يكون كائناً بيولوجياً، وجوهر الهوية الانتماء، وهو الذي به يفارق الإنسان آدميته الغريزية مرتقياً إلى آدميته المتسامية. والانتماء مضمون وإبلاغ، فأما المضمون فعقيدة تكفل له الإيمان وتقيه شرّ الضياع في الوجود، وأما الإبلاغ فلغة تؤمّن له التواصل الإنساني الخلاق، فإذا تصاقبت دائرة الإيمان ودائرة اللسان كان الانتماء إلى التاريخ، وكان الاستشراف إلى المآل.  (المصدر : جريدة العرب ( يومية – قطر ) بتاريخ 28 جانفي 2009)
 

حسونة (المصباحي) وأخلاق البدو
 
حين تكون المعركة حول الأرض يتعين على الانتلجنسيا أن تتخلق بأخلاق المزارعين والفلاحين حتى تتجنب الخطب الجوفاء التي تهب الأعذار دون مقابل للعدو. هذه المقولة للشاعر الصديق الصغير أولاد احمد ذكرتني بكلام أحدهم على احدى الفضائيات الوطنية في أحلك أيام العدوان الصهيوني على غزة الذي خلف مئات الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ.. ذكرتني بالآيات البينات التي تلاها علينا ذات ليلة البدوي السابق سليل المزارعين والفلاحين حسونة المصباحي والتي نـظّـر فيها (بالتشديد على حرف الظاء) فيها في كيفية التعاطي مع أحداث غزة وفي التعاطي مع مصطلحات ومعاني المقاومة والشرف.. والتي أباح فيها سفك الدم الفلسطيني في غزة متسترا بأقنعة الحداثة الخاوية والعقلانية الركيكة والديمقراطية المستوردة. .. »هلوسات.. » حسونة هذه ذكرتني بأخلاق بعض البدو في بلدتي المتاخمة لقرية العلا الذين سرعان ما يتنصلون من قيم بداوتهم مع أخذهم لاول طريق معبد، والمصباحي اختار مثلهم الاصطفاف المجاني على معبد اختلاق الاعذار للعدو واباحة قتل الاطفال والنساء.. ولا أعتقد أن كل هذه الاستماتة من طرف صديقنا هي هكذا لوجه الله ولوجه عقلانيته المفرطة في الانحناء… حسونة المصباحي لا نريده هنا أن يتخلق ببعض أخلاق المزارعين والفلاحين لأنه أبعد ما يكون عن هذه الاخلاق ولكننا نطالبه بأضعف الايمان، أي الصمت، لأن تصريحاته هذه ليست أولى الاخطاء التي يرتكبها في حق نفسه، اذ سبق وأن وصف الرئيس العراقي صدام حسين بعد اعدامه بالدكتاتور والطاغية على احدى الفضائيات العربية في حين أنه كان يتمعش من خير بلاد الرافدين في السنوات الخوالي مثل الكثيرين من المثقفين والعقلانيين جدا جدا… سفينة (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس) العدد 623 بتاريخ 23 جانفي 2009)


هؤلاء لا نريدهم ونقاطعهم
 
 
أسماء عديدة كانت تدخل إلينا بعنوان الفن وباسم التسامح وباسم الحوار بين الثقافات وغيرها من الشعارات الأخرى التي لا نختلف في شأنها بقدر ما نحترم حق الاختلاف فيها وحق التنوع والحق في التعبير… لكن تتمترس بعض هذه الأسماء في خندق العدو، بل وتساند الاعتداء الصهيوني الغاشم على أرضنا وفي تقتيل أطفالنا ونساءنا وشيوخنا في غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.. الصهيوني أنريكو ماسياس كان هنا منذ سنتين في أحد مهرجانات مدينة طبرقة بل ومبرمج في أحد برامجنا المدرسية ويقدم الى صغارنا على أنه فنان وانساني وهلم جرا من التسميات التي تقدمه كفنان يستحق الاحترام فيما هو معروف لدى القاصي والداني بنازيته وبأفكاره الموغلة في الصهيونية ولا يستحق الا القذف بالحذاء، والامر نفسه ينطبق على الكثيرين غيره كميشال بوجناح الذي كان مبرمجا في مهرجان الضحك لهذه السنة ووقع سحب اسمه في صمت على اثر العدوان الاخير على غزة، هذا دون أن ننسى المغني باتريك بويال المعروف بأفكاره الداعمة للكيان الصهيوني والذي سبق له أن غنى في تونس. هؤلاء وغيرهم لا نريدهم، ولا نحبهم على قدر كرههم لنا مع احترامنا الكبير لكل الأديان وكرهنا الشديد لافكارهم المتطرفة، بل وندعو كافة الهياكل المسؤولة في وزارة التربية والتكوين الى سحب اسم الصهيوني انريكو ماسياس من برامجنا المدرسية كما ندعو كافة الهياكل والمهرجانات والتظاهرات الثقافية الى عدم دعوة هؤلاء في أي تظاهرة ثقافية وطنية لأنهم وببساطة لا يمتون الى الفن الحقيقي بأي صلة لأن الفنان الحقيقي لا يمكن أن يكون داعما للعنصرية وللقتل وجرائم الابادة الهمجية بحق شعبنا. لا نريدكم.. ونقاطعكم.. ولا نزلتم أهلا ولا حللتم سهلا… وسنظل ندينكم حتى تكفوا عن عنصريتكم أو..تموتوا بغيظكم وكراهيتكم وحقدكم الأعمى الذي يسلبكم كل معاني الفن… وأبدا لا يكون الحاقد فنانا.. وأبدا لا يكون العدو مبدعا… بوعود (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس) العدد 623 بتاريخ 23 جانفي 2009)
 

المنتدي الإجتماعي العالمي: « يجب إدانة إسرائيل ودعم قيام دولة فلسطينية وحق العودة »  مقابلة مع والدن بيللو، مدير مركز التركيز علي الجنوب

 
بيليم – بقلم اليخاندرو كيرك, يناير (آي بي إس) – أكد مدير مركز التركيز علي الجنوب والدن بيللو، علي حتمية إتخاذ المنتدي الإجتماعي العالمي موقفا قويا وثابتا بشأن نضالات أساسية كالقضية الفلسطينية، وإدانة إسرائيل، ودعم حق الفلسطينيين في دولة لهم، وحق الفلسطينيين في العودة إلي ما هي إسرائيل الآن. وإضافة إلي تصريحه لوكالة آي بي اس عن الحرب الإسرائيلية علي غزة، تعرض الأكاديمي الفليبيني المعروف للحاجة لأن يستبق المنتدي الإجتماعي العالمي المنعقد حاليا في البرازيل، ردود الرأسمالية العالمية، وأن يقترح حلولا بديلة لمواجهة الأزمة المالية العالمية الراهنة. وشدد علي حتمية التركيز علي الرد جماعيا علي الأزمة العالمية في إطار المنتدي الإجتماعي العالمي في دورته السنوية الجارية (27 يناير- أول فبراير) بمدينة بيليم البرازيلية، بمشاركة 80,000 مندوبا عن المجتمعات المدنية في 150 دولة. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة. آي بي اس: ما هي القضية الأساسية المطروحة أمام المجتمعات المدنية في المنتدي الإجتماعي العالمي؟. والدن بيللو: نعيش مرحلة تاريخية حرجة، تسير فيها الرأسمالية النيوليبرالية نحو الإنهيار، وأعتقد أن المنتدي الإجتماعي العالمي هو المحفل الملائم لإجراء مناقشات بالغة الجدية بغية إستباق ردود الرأسمالية العالمية المرتقبة، وصياغة البدائل الضرورية للأزمة الراهنة. آي بي اس: تعتقد إذن أن دورة المنتدي الإجتماعي العالمي الحالية تواجه نقطة تحول حاسمة؟. والدن بيللو: بالتأكيد. فمن الأهمية الحاسمة أن يرد المجتمع المدني العالمي علي هذه الأزمة بتجاوز حلول الإستقرارية (المالية) التي بدأ العمل بها في أوروبا والولايات المتحدة. بالبفعل، شرعت نخبة الرأسمالية وبطرق مختلفة في تعدي النيوليبرالية وتجاوزها. من الضروري أن يتوصل هذا الإجتماع إلي توافق جماعي حول الرد علي أزمة الرأسمالية، وإيجاد السبل التي تكفل لنا أن نتجاوز بدورنا الحلول التي سيقدمونها (الرأسماليون) لنا. أعتقد أنه علينا (المجتمع المدني العالمي) أن نبحث عن بدائل في صلب النظام، مثل التركيز علي تمتين الديمقراطية الإجتماعية. آي بي اس: كيف يمكن للمنتدي الإجتماعي العالمي أن يصيغ هذا الرد الجماعي، وكيف يمكنه تنفيذه؟. والدن بيللو: علينا أن ننظر بجدية إلي أن الأمر لا يتعلق بأزمة النيوليبرالية وإنما بأزمة الرأسمالية. نتحدث عن جذور الأزمة، عن صياغة مقترحاتنا للبدائل في إطار القيم العالمية كالعدل والإنصاف والتركيز علي رفاهية البشر. أما عن مسألة التنفيذ، فلابد من الإبتكار والربط بين حركاتنا في مختلف الدول، والتشابك والتنسيق فيما بيننا للترويج للبدائل ولتنفيذها. لن يكون هذا سهلا، لكنها مهمة يمكن للمنتدي الإجتماعي توليها. ما نتطلع اليه حقا هو ديمقراطية ملكية وسائل الإنتاج. يمكنك أن تسمي هذا ما تشاء: إشتراكية أو ديمقراطية شعبية، أو إشتراكية ديمقراطية، فالمقصود في النهاية هو التحكم الديمقراطي في الإقتصاد. نحتاج إلي النظر في صيغة الإقتصاد المختلط، بنظم ملكية مختلفة بما فيها الشركات الإجتماعية، والتعاونيات، والشركات الخاصة، والشركات العامة. ومن ناحية أخري نحتاج إلي إعادة التركيز علي الإقتصاد المحلي، الإقتصاد المحلي كبديل للتصدير، وآليات قوية لإعادة توزيع الدخل. نتطلع إلي بدائل مستدامة بيئيا… آي بي اس: هل يوجد شيء من هذا النوع في العالم الآن؟. والدن بيللو: أعتقد أننا نشهد بالفعل جهودا جادة في هذا الإتجاه في بلدان مثل بوليفيا وإكوادور وفنزويلا.
 
(المصدر: وكالة الأنباء العالمية انتر بريس سيرفيس ( آي بي إس ) بتاريخ 28 جانفي 2009)

 


القرضاوي يتمنى الشهادة بغزة ولو على كرسي متحرك

 

حازم مصطفى   القرضاوي انتصار غزة سيكتمل بتحرير الأراضي الفلسطينية « أتمنى وأنا في نهاية حياتي أن أذهب إلى غزة ولو على كرسي متحرك، فأطلق رصاصة على العدو الإسرائيلي، فيقذفني بقنبلة لأنال الشهادة على أرض فلسطين ».. بهذه الكلمات أعرب الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن أمله في أن ينضم إلى صفوف الشهداء الفلسطينيين، مشددا على أن المقاومة وصمود شعب غزة وتوحده رغم محاولات بث الفرقة هي أساس النصر. جاء ذلك في احتفالية شعبية بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم الأربعاء تحت شعار « وانتصرت غزة » شارك فيها عدد من قيادات حركة المقاومة الإسلامية « حماس » في مقدمتهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة. وقال الشيخ القرضاوي: « حق لشعب غزة أن ينتصر.. وكان لابد للحق أن ينتصر.. فالنصر للمؤمنين وبالمؤمنين ». أساس النصر وفي هذا السياق قال إن المقاومة ووحدة أهل غزة هي أساس النصر، « جمع أهل غزة بين الإيمان والترابط، وألف الله بين قلوبهم.. أرادوا (إسرائيل وحلفاؤها) أن يفصلوا الشعب عن المقاومة بالحصار والتجويع؛ لكي يضيقوا بحكومة حماس، لكن الشعب قبل الجوع، ولم يقبل الخضوع ». وشدد الشيخ القرضاوي على أن قوات الاحتلال « اندحرت ولم تحقق هدفا واحدا من أهدافها ». وردا على من يحمل المقاومة مسئولية ما حدث وينظرون إلى ارتقاء آلاف الضحايا والشهداء باعتبارهم خسارة قال « إن الشهادة مكسب.. ولا تحسبن شهداء غزة أموات »، وتمنى أن ينال شرف الشهادة التي حققت النصر لشعب غزة. وسبق أن طلب الشيخ القرضاوي في كلمة له أمام « ملتقى الإمام القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب » الذي عقد بالدوحة يوم 14-7-2007 من الحضور الدعاء له بحسن الخاتمة متمنيا أن يختم الله له بالشهادة في سبيله، وأن يفارق الدنيا شهيدا. وفي الوقت ذاته، شدد على أن المقاومة هي الطريق إلى النصر، داحضا الانتقادات الموجهة إلى حماس، وقال: « إذا أردت أن تنجح في أي مفاوضات، فيجب أن يكون معك سلاح لتحقيق الأهداف المرجوة ». وأضاف أن: « أي سلام يأتي استنادا إلى الوهن ليس سلاما »، مذكرا بالآية الكريمة {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} محمد : 35. « نصر جزئي » لكنه أوضح أن « نصر غزة هو نصر جزئي.. وما زلنا ننتظر النصر الكلي بتحرير أرض فلسطين ». وأشاد الشيخ القرضاوي بموقف أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من العدوان الإسرائيلي على غزة الذي خلف نحو 1415 شهيدا و5450 جريحا. وقال: « زار وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمير لتحميسه بشأن قضية غزة، فإذا به يحمسهم.. فمازحته بقولي سنضمك إذن إلى الاتحاد ». وأضاف أنه « في قطر ذاب الحاجز بين الرسمي والشعبي.. وبين الدولة والجماهير » (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 28 جانفي2009)  

اسرائيل الخاسر الأكبر

 

 
عبد الباري عطوان يدور جدل ساخن هذه الايام في اوساط سياسية واعلامية عربية، وفلسطينية على وجه الخصوص، حول كيفية تقييم نتائج حرب الثلاثة اسابيع التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة، من منظار الربح والخسارة، فأنصار حركات المقاومة يؤكدون انهم الطرف المنتصر، واعداء هذه الحركات، وفي معسكر محور الاعتدال العربي، ومن ضمنه رموز السلطة في رام الله، يرون عكس ذلك تماما، ويسخرون من ادعاءات النصر هذه، مستخدمين ما حدث من قتل ودمار وتشريد ذخيرة لدعم حججهم هذه. لا نريد ان نقع في فخ حالة الاستقطاب المستعرة حاليا في المنطقة، ونفضل ان نناقش الامور بطريقة اكثر تعقلا، خاصة ان الحقائق بدأت تتضح على الارض، بعد ان توقف العدوان الاسرائيلي على القطاع، ولو مؤقتا، وبدأ الاهتمام ينصبّ حاليا على قضايا الاعمار، والاموال المخصصة لها، والجهة الأنسب للقيام بهذه المهمة. لنقف في معسكر المناهضين للمقاومة، وحركة ‘حماس’ على وجه التحديد، ونفترض جدلا انها لم تنتصر، او ان نصرها كان باهظ الثمن، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عما اذا كان الطرف المعتدي هو الذي انتصر في هذه الحرب، وحقق كل اهدافه من ورائها؟ علمتنا تجارب الحروب السابقة ان الطرف المنتصر يحقق اهدافه في نهاية المطاف، ويفرض شروط الاستسلام على الطرف الآخر الذي لا يجد امامه اي خيار آخر غير القبول، والتوقيع على الوثائق المقدمة امامه دون مناقشة، مثلما حدث في نقطة صفوان، وبعد هزيمة العراق في حرب عام 1991، او معاهدة فرساي الشهيرة بعد الحرب العالمية الاولى، وهناك امثلة عديدة في هذا الصدد. فهل وقعت فصائل المقاومة الفلسطينية صكوك الاستسلام هذه، بعد ان رفعت الراية البيضاء، ورضخت لشروط المنتصر؟ الاجابة قطعا بالنفي، فالمقاومة ظلت تدافع عن ارضها وكرامة شعبها حتى اللحظة الاخيرة، ولم تطلب مطلقا وقف اطلاق النار وفق شروط المعتدي، ورفضت المبادرة المصرية بصيغتها المطروحة، وابدت تحفظاتها عليها دون تردد، الامر الذي دفع القيادة السياسية الاسرائيلية الى اتخاذ قرار وقف العدوان من جانب واحد، وسحب جميع قواتها من قطاع غزة تقليصا لخسائرها السياسية والعسكرية. نستطيع ان نقول، وباطمئنان المؤمن، ان اسرائيل لم تكسب هذه الحرب عسكريا، وخسرتها سياسيا، وخرجت منها الطرف الاضعف، رغم ما خلّفته من دمار واعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، ودليلنا على ذلك كما يلي: اولا: اذا كانت اسرائيل هي الطرف المنتصر فعلا، فلماذا تستجدي العالم بأسره لارسال فرقاطاته لمراقبة سواحل قطاع غزة، ولتوقيع اتفاقات امنية مع الادارة الامريكية لمنع تهريب الاسلحة الى القطاع؟ ثانيا: من الواضح ان اسرائيل تتعامل مع قطاع غزة، وحركات المقاومة فيه، كما لو انها دولة عظمى تهدد الامن الاسرائيلي، وتملك قدرات هائلة، في الحاضر او المستقبل، يمكن ان تشكل في مجملها تحديا وجوديا للدولة العبرية. ثالثا: ضخّمت العجلة الدعائية الاسرائيلية بشكل مبالغ فيه مسألة أنفاق رفح، واجرت وما زالت تجري اتصالات مع دول عظمى، ومع الحكومة المصرية، لتعزيز الاجراءات الامنية على الحدود، واستيراد احدث ما انتجته التكنولوجيا الحديثة لتوظيفها في هذا الخصوص. فطالما ان اسرائيل انتصرت، والمقاومة هزمت، فلماذا لم تحتل القوات الاسرائيلية ممر صلاح الدين، او فيلادلفي، مثلما كان عليه الحال قبل انسحابها، وتتولى هذه المسؤولية بنفسها، ودون الحاجة الى الآخرين؟ رابعا: الحروب تتم في معظم الاحيان لتحقيق اهداف سياسية للذين يتخذون قرار اطلاق الرصاصة الاولى، وتجييش الجيوش لخوضها، فما هي الاهداف السياسية التي حققتها القيادة السياسية الاسرائيلية من هذه الحرب، فهي لم تغير سلطة ‘حماس’ في القطاع، ولم تمنع اطلاق الصواريخ، ولم تعد سلطة رام الله الى سرايا القطاع (مقر الاجهزة الامنية). خامسا: من المفترض ان تكون اسهم المنتصرين في هذه الحرب قد ارتفعت في استطلاعات الرأي قبل اسبوعين من الانتخابات الاسرائيلية العامة (ستجرى يوم 10 شباط/فبراير المقبل)، ولكن ما نراه ان اسهم اليمين الاسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو الذي لم يخض هذه الحرب هي المرتفعة (29 مقعدا حتى الان) بينما تنخفض اسهم حزب ‘كاديما’ بزعامة تسيبي ليفني (26 مقعدا)، اما ايهود باراك وزير الدفاع الذي كان يحصي عدد المقاعد الاضافية التي حصل عليها حزبه (العمل) في هذه الحرب، بينما كان الفلسطينيون يحصون جثث شهدائهم، فالمؤشر البياني يؤكد تحسنا بسيطا في حظوظه الانتخابية، وهو تحسن مرشح للتراجع في كل يوم يتكشف فيه حجم الكارثة السياسية التي لحقت بالدولة العبرية على الصعيدين الداخلي والخارجي. من يريد تثبيت النصر الاسرائيلي، وهزيمة المقاومة في قطاع غزة هم حكومات دول محور الاعتدال، وليس ابناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الاسلامية قاطبة التي انتصرت لصمود المقاومة، ونزلت الى الشوارع بالملايين لاظهار مساندتها، وادانتها لمواقف انظمتها المتخاذلة، الامر الذي يؤكد تواطؤ هذه الحكومات مع العدوان، والتقاء اهدافها مع نظيرتها الاسرائيلية في حلم القضاء على آخر ثغور المقاومة المسلحة في فلسطين المحتلة. لنكن صريحين، ونعود بالأمور الى بداياتها، فالمقاومة في قطاع غزة لم تقل ابدا انها ستفتح تل ابيب، وتحرر المسجد الاقصى وكنائس القدس المحتلة، وكل ما قالته في ادبياتها انها ستتصدى لاي عدوان اسرائيلي بكل ما اوتيت من قوة، وهذا ما فعلته بإعجاز غير مسبوق في اي معارك سابقة داخل الاراضي المحتلة، باستثناء صمود الابطال المدافعين عن مخيم جنين في مواجهة عدوان اسرائيلي مماثل، وللهدف نفسه. هذه المقاومة تشكل مصدر قلق مشترك لأنظمة الاعتدال العربية واسرائيل، لانها تجمع بين أمرين أساسيين وهما: الارادة والايمان الداعم لها. فالغالبية الساحقة من الانظمة العربية تفتقد الى الاثنين معا. وهذا ما يفسر هرولتها الى الولايات المتحدة في السابق، واسرائيل الآن، لخوض حروبها نيابة عنها، مع تغطية النفقات كاملة من ارصدة شعوبها وأجيالها المقبلة، فلجأت الى امريكا لتخليصها من ‘خطر’ النظام العراقي السابق، وحركات المقاومة الاسلامية والقومية التي ظهرت في العراق كرد فعل على الاحتلال، وها هي تلجأ الى اسرائيل لتخليصها من الحركات الاسلامية في القطاع، على أمل ان تنجح اسرائيل فيما فشلت في تحقيقه في حربها صيف عام 2006 على جنوب لبنان. أليس غريباً ان يتوحد العالم الغربي بأسره مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول محور الاعتدال العربي حول هدف واحد هو كيفية منع وصول أسلحة الى المقاومة في قطاع غزة؟ الا يعكس ‘تحالف الخائفين’ هذا مدى أهمية، وخطورة، وتميز هذه المقاومة، مما يحتم ضرورة الالتفاف حولها ومساندتها؟ نقول، وباختصار شديد، ان الخاسر الأكبر في ‘حرب غزة’ الاسرائيلية هو اسرائيل وأنصارها في الغرب، وحلفاؤها القدامى ـ الجدد في الوطن العربي. فيكفي ان هؤلاء وإعلامهم في حال دفاع عن النفس، وهذه ليست من مواصفات المنتصرين في الحروب. فالعالم الغربي، ونحن نتحدث هنا عن الشعوب، أو قطاع عريض منها في حالة غليان وغضب شديد، يترجم عملياً في مسيرات احتجاجية، وجهات قانونية تطالب بلجان تحقيق في جرائم الحرب، والاستخدام المفرط لأسلحة محرمة دولياً، ودعوات متزايدة للتعامل مع اسرائيل كدولة عنصرية مارقة، اسوة بالنظام العنصري السابق في جنوب افريقيا، ومقاطعة كل منتوجاتها. حتى الاعلام الغربي الذي كان السلاح الاسرائيلي الاقوى للتضليل وتشويه الحقائق، بدأ ينقلب تدريجياً وبسرعة ضد اسرائيل، واصبح اللوبي اليهودي المؤيد لها يلوذ بجحوره بعد ان خسر زمام المبادرة كلياً. فقد انقلب السحر على الساحر. من حق المقاومة وبعد كل ما تقدم ان تعلن انتصارها في هذه الجولة، وان تواصل استعداداتها لجولات مقبلة، وعلينا ان نتذكر جميعاً ان المؤشر البياني لحروب اسرائيل في هبوط، بينما مؤشر المقاومات العربية والاسلامية في صعود. فقد انتهى الزمن الذي كانت تكسب فيه اسرائيل جميع حروبها، ولسبب بسيط هو ان خصومها ليسوا جنرالات متكرشين تتلألأ اوسمة الهزائم على صدورهم، وانما هم أناس امتلكوا أهم مقومات النصر: الايمان والارادة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جانفي  2009)

هل يغير أوباما شيئا من حال العرب؟

 
د. أحمد القديدي أول سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أشاهد حفل تنصيب الرئيس البركة بن الحسين في واشنطن هو: هل يكون هذا الشاب الأسود طالع تغيير حقيقي في العلاقات الأمريكية العربية؟ فقدومه للبيت الأبيض أثار لدى جماهير العرب موجة أمل وحلم ورجاء ولدى النخب الحاكمة بعض التوجس والحذر. لكنني رجعت لمصادر ثقافتي السياسية المتواضعة لأدرك بأن أعظم مشكلة واجهها العالم العربي منذ حوالي قرن ولم يهتد إلى حلها على الصعيد السياسي والإستراتيجي هي بدون شك مشكلة التأثير في توجيه الدبلوماسية الأمريكية بشكل من الأشكال نحو نهج الاعتدال ومراعاة المصالح العربية والحد من التطابق الكامل بين الخيارات الإسرائيلية والمواقف الأمريكية. ولا نذيع سرا إذا أكدنا أن الفشل العربي في هذا المجال ليس فقط نتيجة طبيعية للدعم الأمريكي الثابت وغير المشروط الذي تغتنمه إسرائيل ضد العرب بل هو أيضا نتيجة تخبط عشوائي عربي له جذوره السياسية منذ معاهدة سايكس بيكو عام 1916 لأننا كعرب قبلنا عملية الغش التاريخية المتمثلة في منحنا استقلالات منقوصة وتلغيم الإقليم العربي بقنابل موقوتة مبرمج لها أن تنفجر بالريموت الأمريكي- الأوروبي حين تقرر تلك القوى وحدها إخضاعنا ولي أعناقنا وجر دولنا إلى فلك المحاور والصراعات أو مجرد الاحتفاظ بأمتنا في (الفريزر) أي في الجزء المخصص لتجميد الأمم من ثلاجة الحضارات في شبه نومة تاريخية من نومات أهل الكهف. و قد ثابرت منذ عشريات طويلة على مطالعة مذكرات رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين بدءا من دوايت إيزنهاور (1953-1961) إلى بيل كلينتون (1993-2001) مرورا بكارتر وريغن بحثا عن الثابت والمتحول في تقييم هؤلاء الأقوياء وسياساتهم إزاء العالم العربي واهتديت إلى أن جميعهم بدون استثناء وببعض الفروق الطفيفة في الشكل لا في الأصل يعتقدون بأن العالم العربي عوالم عربية وبأن كل دولة عربية رسمت حدودها خريطة سايكس بيكو إنما هي قلعة شامخة منفصلة عن محيطها الحضاري الطبيعي الذي هو عربي بالضرورة وقد لخص الرئيس إيزنهاور منذ نصف قرن (سنة 1958) هذا الوضع بقوله للصحفي الأمريكي ستيفن أمبروز الذي سأله عن العرب:  » دعك من العرب يا ستيفن فقادتهم يشترون السلاح لشعوب تطالب بالخبز! » و لم يشذ عن تلك اللعبة أي موقف إقليمي أو دولي على مدى حوالي قرن. ونكاد نشهد نفس السيناريوهات تتكرر بتغييرات طفيفة تفرضها تحولات الأوضاع العالمية. نفس المنطق يسيطر على مشهد العلاقات الأمريكية العربية مهما اعتراه بعض التزويق لضرورة التسويق بإحداث تعديلات على الشعارات والواجهة والحرب النفسية، لكن الأصل باق لا يتزحزح والزمن يمر والإدارات الأمريكية تتعاقب ونحن خالدون في التخبط لا يزيدنا الزمن إلا انشقاقا داخليا وفقدان مناعة والمزيد من التعرض للسلب والابتزاز. و إني أعتقد أن حالة العلاقات المتذبذبة والمتناقضة بيننا وبين الولايات المتحدة هي من صنيعنا نحن العرب بنسبة عالية. فواشنطن منذ الرئيس روزفلت في الثلاثينات ساندت حركات التحرير العربي من الاستعمار الأوروبي وكان موقف الرئيس دوايت إيزنهاور في أكتوبر 1956 حاسما لإيقاف العدوان الثلاثي (الإسرائيلي- الفرنسي- البريطاني)على مصر وهو ما أكده لي شخصيا مهندس ذلك العدوان وزير الخارجية الفرنسي حينئذ كريستيان بينو. كما أننا نكتشف العجب العجاب حين نقرأ مذكرات وزير آخر للخارجية الفرنسية في الستينات السيد موريس كوف دو مرفيل الذي قال بأن الرئيس جون كيندي استقبله في أكتوبر 1963 (قبيل أيام من اغتياله) وأغلظ له القول وعزره لأن باريس ساعدت إسرائيل على امتلاك السلاح النووي بإنشاء مفاعل ديمونة، وأكد الوزير الفرنسي بأنه استاء من التعزير فسأل الرئيس الأمريكي عن سبب إنزعاج واشنطن من تلك المساعدة وجاءه رد كيندي كالتالي: نحن نعتقد أن الأجدر بالمساعدة على إنشاء مفاعل نووي هو شاه إيران لأنه عامل توازن في الشرق الأوسط أما إسرائيل فهي طرف في صراع مستمر وطويل وصعب! نعم هكذا كان موقف أمريكا قبل أربعة عقود! فابحثوا أيها الخبراء العرب كيف تغير الوضع 180 درجة؟ وكيف وقع التحول الجذري في العلاقات الأمريكية العربية إلى حالة العداء المستحكم؟ إن الولايات المتحدة ديمقراطية حقيقية ورؤساءها يقسمون على صيانة دستورها وعرفت كيف تطوي صفحات ثماني سنوات عجاف من العهد البوشي القائم على الإيديولوجيا الإنجيلية لتنصب الرئيس البركة بن الحسين من أجل تجديد طاقاتها وتفعيل عبقرياتها ولا بد أن تتغير أشياء كثيرة في الأسلوب والمنطلقات والتقييم لكن العرب مطالبون بأن يغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله ما بهم. وكل تغيير حقيقي يمر عبر التأصيل وتعميق الهوية واكتساب المناعة وتحرير العقل والاجتهاد وتفعيل الحرية واستعادة الكبرياء المشروعة.  (المصدر: صحيفة الشرق ( يومية – قطر) بتاريخ 28 جانفي 2009 )  


الأزمة المالية ومعالم البديل الإسلامي

 

 
د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr تمثل الأزمة العالمية الحالية استثناء في سلسلة الأزمات التي شهدها الاقتصاد العالمي منذ قرابة القرن، حيث تلامس عند الكثير الأزمة الكبرى التي زلزلت أركان  عديد البلدان وأدخلت العالم في فترة انكماش وكساد رهيبين تواصل لسنين عدة قبل أن يقع استرداد أنفاسه ويتطلع من جديد عبر نظريات كينز وتنزيلات النيو ديل لمعاودة نموه. ولقد كانت إرهاصات الأزمة الحالية متوفرة في عديد الأزمات التي تسارع انسيابها وخاصة أزمات جنوب شرقي آسيا في سنة 1997 وأزمة الاقتصاد الجديد في بداية الألفية الجديدة. الجديد الذي تحمله الأزمة الحالية هو هيكليتها، فهي ليست أزمة ظرفية نابعة من حالة عدم انسجام حيني بين عوامل أولية أو ثانوية، ولكنها تنبثق أساسا من فشل رؤية أيديولوجية وهزيمة مدرسة فكرية، وسقوط مقاربة حضارية، وانفضاح أخلاقية تعامل وممارسة داخل إطار متكامل لفلسفة حياة. إن الأزمة الحالية وضعت لأول مرة على المحك وفي بعده التطبيقي وليس النظري صلاح نظام اقتصادي عالمي تمترس ببداهة استعماله وطبيعية الأخذ به، حتى أنه أصبح مسلّمة معرفية يقارب القداسة في صلوحيته لكل زمان ومكان، في ظل غياب بدائل جدية وواقعية صلبة، وكانت الماركسية وتنزيلاتها الاشتراكية أو الشيوعية آخر ضحاباه، ممن تجرأ على مقامه وادعى منافسته في إسعاد الفرد والمجموعة. رغم أن نهاية الرأسمالية لن تكون الليلة ولا صبيحة الغد نظرا لتوفر نسقها على محرك ذاتي يجعلها ترقع وتلفق، في انتظار البديل الجدي المفقود والمنشود. لا يخفى على الجميع « الانتعاشة » الأيديولوجية واليقظة الفكرية والمعرفية التي تلت هذه الهزة الجديدة لدى عديد الأطراف، حتى من بين أصحاب الحل الماركسي نفسه الذي ظننا جنازته منتهية، مما جعل الأعناق تشرأب والأقلام تسيل بحثا عن هذا البديل المرتقب. يجعلها في هذا المسار في البحث عن « الحقيقة » أو عن البديل المرتجى والمنتظر، تدخل المرجعية الإسلامية، ولأول مرة بعد غياب طويل، ساحة العرض بعد أن ظلت لعقود موطن التلقي والتقليد، ومخبرا للنماذج والتصورات، لتدلي بدلوها عبر طرح بصماتها نحو بديل إنساني عادل، تجاوزا لهذا المأزق الحضاري أولا وللأزمة الاقتصادية ثانيا، التي تمثل إحدى منازله الأساسية والخطيرة. في ظل هذا الإطار، يمكن طرح مقاربة ذات مرجعية إسلامية تحمل بديلا للمطروح للخروج من الأزمة، وذلك في ثلاث مستويات: * مستوى حضاري جامع ينطلق من هذه الهيكلية التي تتصف بها الأزمة الحالية، وهي رؤية شمولية يطرحها الإسلام كبديل حضاري تجتمع تحت لواءه كل ظواهر حراك المجتمع من اقتصاد وسياسة واجتماع وثقافة، حيث يلامس الحل الإسلامي كل الظاهرة الإنسانية في جميع أطرافها، وهو مشروع حضاري يحمله الإسلام من منطلق إنساني، ويتجاوز شأن هذه الورقة المحدود… * مستوى حيني استعجالي سريع، وقد تعرضنا له في مقال سابق على نفس هذا الموقع منذ أسابيع تحت عنوان « الحل الإسلامي الاستعجالي » وهو من باب عمل رجال المطافئ الذين توكل لهم مهمة أساسية أولية، وهي إطفاء الحريق وإنقاذ ما يجب إنقاذه وحماية المحيط، وهو جزء اقتصادي لحل اقتصادي، حيث تعتبر الصيرفة الإسلامية جزء من المقاربة الإسلامية للاقتصاد، فطالبنا حسب مرجعيتنا المقدسة بتنزيل معدل الفائدة بكل جرأة إلى حدود الصفر مع تبني تأميم حيني لقطاع الصيرفة والأخذ التصاعدي بفلسفة البنوك الإسلامية في التعامل المالي وما يتبعها من وسائل وصيغ استثمار جديدة، ومن ثم توسعتها إلى نطاق عالمي. * مستوى اقتصادي محدد ومعمق، وهو شأن هذه الورقة رغم بعض الاقتضاب الشديد بين الحين والآخر لدوافع النشر وتيسيرا للفهم حيث نلتزم بذكر توجهات رئيسية أو رؤوس أقلام. المصفاة الأخـلاقية لا يمكن الحديث عن هذه الأزمة دون التعرض إلى عامل أساسي ساهم بشكل مهيمن على انطلاقة شرارتها وهو السقوط الأخلاقي، حيث تميز التعامل المالي بعوامل ثلاث تلتف كلها حول ماهية الربح والكسب، فالربح الرأسمالي في مفهومه الممارس بعيدا عن تعقيدات المدارس الفكرية تحمله ثلاثية جهنمية، فهو ربح شخصي، وريح عاجل، وربح وافر، في إطار تنافسي غير سليم، حيث تتداخل فيه عوامل احتكار المعلومة أو السلعة، وممارسات التلفيق والتغرير في كثير من الثنايا والوجوه. والإشكال ليس في مفاهيم الشخصية والعجلة والوفرة، فهو يمكن تقبله ولاضرار، ولكن الإشكال في أن نسبية هذه الممارسات هو المفقود وحملت كلها على الإطلاق زيادة على الإطار الخائب. فالربح الشخصي له ضابط وحارس ومرافق هو الربح الجماعي أو لنقل مصلحة الجماعة، والربح العاجل له ضابط وهو الربح التنموي المتسع في الزمن، والربح الوافر له مواز هو الربح الأمثل الذي يراعي الإطار العام بما يحمله من مصالح عامة. الأخلاق و الأبعاد الروحية ليست إطارا أو ديكورا للاقتصاد و لا حالة استثناء، بل هي الأصل في العملية الاقتصادية. فليست هناك أخلاق اقتصادية و لكن هناك اقتصاد أخلاقي. ولا يخفى على أحد أهمية الأخلاق في المشروع الإسلامي حتى أنها جمعت هدف الرسالة المحمدية (حديث: « إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق »). وتنزيل الأخلاق في الفضاء الاقتصادي يجعل منه فضاءا إنسانيا محصنا ضد الرذيلة والمنكر والفساد والانحراف. وتبنّي الفرد والمجموعة والمؤسسة لهذا الميثاق الأخلاقي، يعتبر عنصر نجاح للعملية الاقتصادية في كل مستوياتها. ويمكن حصر هذا الأساس الأخلاقي في الظاهرة الاقتصادية عبر مجموعة قيم ذكرها الإسلام لتحرس الظاهرة الإنسانية في كل أبعادها، وهي تطبعها وتوجهها في كل مراحلها ومظاهرها الاجتماعية والثقافية والسياسية والنفسية. من صدق وعدم احتكار وغش وميسر وغرر… إن محاربة الفساد والإفساد يشكل إحدى المهمات الرئيسية لمشهد اقتصادي سليم، ولا يمكن بناء رفاهة اقتصادية على أسس مغروسة في مستنقعات الرشاوي والمحسوبية والغش. ولا يمكن لمنظومة قيمية حازمة الاحترام والتأطير إذا لم يكن الإطار مهذبا من هذه الطفيليات التي أصبحت تشكل ثقافة وعقلية وحتى آلية في خدمة اقتصاد غير عادل ومتخلف. فمن أولويات هذا البعد الأخلاقي تفعيله المباشر في حزمة من القوانين الرادعة والمناهج التربوية البناءة والقرارات الاقتصادية الفاعلة لتشكّل حلقة ثقافية اجتماعية اقتصادية سليمة تؤسس على بياض. في مقابل هذه السقطة الأخلاقية الأساسية التي يحفل بها المشهد المتأزم الحالي، تقابلها المرجعية الإسلامية بنظرة فطرية سامية للمال وللكسب، فالمال مال الله بما تعنيه من ملكية محدودة وضوابط يلزمها المالك الحقيقي على الخليفة، فلا ربا ولا احتكار ولا غش ولا محسوبية ولا غرر ولا ميسر.ورغم هذا التفسير البسيط لهذه العلاقة والتي يمكن أن تتمايل لها بعض الرؤوس استخفافا إلا أنها في أبعادها الكبرى وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة لها بصمات وتوجيهات أساسية وهي تشبه في حالها حراك أجنحة فراشة في الصين في تكوّن الأعاصير الشديدة والتغيرات المناخية الضخمة في الأرض من الجهة المقابلة. ففلسفة المال في الإسلام واعتمادها على بعدي الفطرة والنسبية، تجعل من فطرية التملك فطرية في السلوك والمعاملات تنجر عنها حرية المبادرة داخل الإطار الشرعي المحدد، ومن هذه النسبية في التملك تتشكل نسبية في التصرف والإنفاق والتعامل، وتؤطره داخل منظومة قيمية حازمة. وهذه الفطرية والنسبية نفسهما، هما اللتان تؤطران المال المصرفي وتجعلانه رهينة هذه الأخلاقية الصارمة في المعاملات، فلا بيع ما لا تملك، ولا بيع للديون، ولا بيع على المكشوف، وهي مبادئ تشكل إحدى هنات الطرح الرأسمالي السائد والسبب الأولي في الأزمة المالية الحالية، على تعقيداتها الكثيرة. من تعايش الملكيات إلى تعايش القطاعات إن عنصر الملكية المحترم داخل المنظومة الاقتصادية الإسلامية يفرز معالم أساسية لها تأثيرات مباشرة على المشهد الاقتصادي الحالي وأزمته الهيكلية. فالملكية في الإسلام تتراوح بين ملكية فردية وملكية جماعية وملكية وقف، فالملكية الفردية  تملي حرية الفرد في التملك في الإطار التشريعي والقيمي المحدد، وهي ملكية جماعية تحت وصاية الدولة تفرضها حاجة المجموعة إلى جماعية في التمتع والتصرف في بعض المناحي من الحياة، ثم هي ملكية وقف تحتمي برعاية شخصية أو دولية لإشباع حاجة محددة. وعن كل هذه الأصناف من الملكيات تتولد توجهات أساسية في المشهد الاقتصادي: فأولا لا يكتفي الاقتصاد الإسلامي بقطاعين عاديين والمتعارف عليهما بالخاص والعام، بل يزيدهما تميزا بوجود قطاع كامل له مميزاته وأهدافه ومنهجية تيسيره، ويطبع الجميع بهذا المميز الأخلاقي والإنساني الرفيع، فقطاع الوقف ليس بديلا وليس ذرا على الرماد وليس ديكورا للمشهد الاقتصادي، ولكنه قطاع اقتصادي إنساني قائم بذاته له خصائصه الذاتية ويتعايش مع القطاعات السابقة ويتنافس معها من أجل إسعاد الفرد والمجموعة. أما التوجه الثاني فهو نتيجة الإقرار بضرورة الملكية الجماعية، وهو تدخل الدولة، الذي يمثل عنصر إنتاج واستثمار واستهلاك، فالدولة الريغالية المحدودة الفعل ليس لها قبول في المشهد الاقتصادي الإسلامي، واليد الخفية لآدام سميث تختفي من المقاربة الإسلامية التي تعتبرها مثالية زائفة وغير مضبوطة. والاقتصاد الإسلامي ليس اقتصاد سوق في مفهومه المتوحش والمستفرد، وليس اقتصاد تخطيط في بعده المركزي الضاغط والمهيمن، ولكنه اقتصاد سوق بالأساس لأنه اقتصاد الفطرة، مع توفر يد الدولة غير الخفية ولا المخفية. ولهذه الفلسفة الاقتصادية تبعات مباشرة للأزمة الحالية وخاصة في القطاع المصرفي الذي لا نزال نتبنى منذ كتاباتنا الأولى منذ سنين أن يكون للدولة دور كبير في تملك المصارف حتى لا يكون القطاع المصرفي الوحيد بين القطاعات الذي يهبمن عليه أو يستفرد به الخواص. [انظر مقالنا: المصرفية الإسلامية سلامة النظرية صحة التجربة وخطأ التحميل 2001] فالدولة بوجودها، منافسة وتوجيها ومراقبة وتشريعا، تمثل عجلة أمان ومرجعا ثقافيا واقتصاديا أمام التجاوزات التي يمليها التنافس المشط وراء جمع المال. وفي حالة أزمتنا المالية، ما الدعوى الحالية المنبثقة من أطراف المشروع الرأسمالي وأصحاب القرار فيه إلى تأميم بعض المؤسسات البنكية، إلا تعبير عن هذا الخلل الهيكلي الذي مثله استبعاد الدولة من التواجد الصارم داخل هذا القطاع. الزكاة من التطهر الروحي إلى دعامة تنموية عنصر الزكاة يمثل ولا شك إحدى خاصيات الطرح الإسلامي الاقتصادي وأعمدته الأساسية، وعلاقة الزكاة بالأزمات الاقتصادية عامة والأزمة الحالية خاصة، يبرز أولا من خلال البعد الأخلاقي لكسب المال والتصرف فيه، ثم البعد الاجتماعي في تقارب الطبقات وتعاونها، وفي البعد الاقتصادي عبر الأخذ بيد المعوزين في مسار تنموي صاعد، حيث لا تقف الزكاة عند باب الصدقة « الثابتة » ولكنها تدخل باب المسار التنموي المتحرك عبر إعانة المحتاجين في تنشئة موارد رزق قارة. ولذلك فإن وجود الأزمات في ظل تطبيق اقتصادي إسلامي وإن كان ممكن الحدوث فإن معالجته عامة وسريعة تكون لمؤسسة الزكاة الضلع الأوفر في تجاوزها عبر مقولة الحديث [في المال حق سوى الزكاة]. وفي حالنا اليوم فإن تدخل هذه المؤسسة يبدو حازما لو فرضنا أن مجتمعاتنا تعاني من أزمة عقارية على الشاكلة الأمريكية، فمن واجبات هذه المؤسسة التدخل المباشر في إعانة الملهوفين مع تدخل الدولة حيث « لا يؤمن أحدكم وجاره جائع » فكيف به مطرود من بيته يفترش الأرض ويلتحف السماء؟ لا أشك لحظة أن ما قدمناه هو توجهات رئيسية غير تامة ولا متكاملة، وخطوطا عريضة جدا، نظرا لمتطلبات النشر لتأسيس مشروع اقتصادي انساني عملي واضح المعالم والمنهج والأفق، ولكنها ومضات وإشارات ومعالم نرى أنها منبت تحوّل جدي وأساسي لبناء منازل الرفاه للإنسانية جمعاء، ومخرجا هيكليا للأزمة المالية الحالية وللمأزق الحضاري إجمالا، ولحظة صفر حضارية جديدة للمقدّس الذي نحمله نحو عالمية إنسانية ثانية.
 
(المصدر: موقع الجزيرة نت ركن المعرفة 26 جانفي 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

الأربعاء، 5 مايو 2010

Home – Accueil   TUNISNEWS  10ème année, N°3634 du 05 .05 .  2010  archives : www.tunisnews.net الحريةلسجين  العشريتينالدكتورالصادق شوروولضحاياقانونالإرهاب المنظمةالدوليةللمهجرينالتونسيين:أحزابسياسية

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.