الاثنين، 20 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2645 du 19.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


  الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات:بيــــان:50  سنة بعد إعلان الجمهورية، أين نحن التونسيات من وعودها؟ جمعية الصحافيين التونسيين: بيــــان عريضة وطنية  : لا للتطبيع، نعم للمقاومة فوزي قارة علي:  نداء إلى أصحاب الضمائر الحية كونا: وفد من الكونغرس الامريكي يبحث في تونس علاقات التعاون بين البلدين وطن برس: مدير مهرجان قرطاج ينفي قرار حجب مارسيل خليفة عن الغناء في تونس الحياة: سحب الجنسية من سهى عرفات سببه «تجنيها» على تونس أمام الليبيين « قنطرة: حوار مع السجين السياسي السابق في تونس المحامي محمد عبو – لا يُمكن بناء ديمقراطيّة في تونس في ظلّ الرئاسة مدى الحياة! محمد العروسي الهاني:رسالة مفتوحة للتاريخ إلى رمز البلاد سيادة رئيس الجمهورية د. محمد الهاشمي الحامدي: عاجل إلى عضوات الهيئة المديرة لجمعية النساء الديمقراطيات الحوار نت:تفاتيش الحوار نت:اعتذار غير رسمي (2) عبد الحميد العداسي: على وقع كلمات صاحب الاعتذار غير الرّسمي شهاب: إلى الدكتور الهاشمي الحامدي البديل عاجل: مؤتمر « حركة التجديد »: كلمة الرّفيق حمّه الهمّامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال البديل عاجل: نقابة الطيارين أمام لجنة النظام الجهوية بالمنستير البديل عاجل: صيف الانتقام : تجاوزات بالجملة في حق أساتذة التعليم الثانوي بالمنستير البديل عاجل: ما المراد بالضّبط من تشغيل لجنة النّظام الوطنية؟ د. سلوى الشرفي: خطاب الفتوى على الإنترنت: الذمّي والمرأة في مرآة الاستفتاء والإفتاء


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات Association Tunisienne des femmes democrates 67، شارع الحرية 1002 تونس   –  ص ب 107 حي المهرجان 1082 تونس 67, Avenue de la Liberté 1002 Tunis Tunisie / BP 107 Cité Mahragène 1082 Tunis Tunisie. Tél: (216)71 831135 Fax: (216) 71 831525  Email : femmes_feministes@yahoo.fr تونس 13 أوت 2007

بيــــان 50  سنة بعد إعلان الجمهورية، أين نحن التونسيات من وعودها؟

 
تمر اليوم خمسون سنة على إعلان الجمهورية، و قد حان الوقت لنا، نحن النساء الديمقراطيات، للوقوف على مدى وفاء النظام الجمهوري بوعوده في المساواة بين الجنسين والحرية والتضامن. ونحن لا نريد في هذه الذكرى التقليل من المكاسب القانونية ولا أن ننفي ما تحقق منها للنساء منذ خمسين سنة في مجالات عديدة، في العائلة والتعليم والصحة والشغل، بل نرمي إلى الكشف عن قصور هذا النظام وعدم إيفائه بالوعد في انخراط الجميع مواطنات ومواطنون في الشأن العام متساوين في الحقوق والواجبات، في ظل علاقات اجتماعية جديدة مبنية على الكرامة للجميع وعلى التضامن والتعايش أحرارا ومتساوين. إنه الأمل الذي مثله إعلان الجمهورية في 25 جويلية 1957 بعد أقل من عام على صدور مجلة الأحوال الشخصية في 13 أوت 1956 والتي كانت بمثابة الميثاق الاجتماعي المؤسس على المواطنة دون  أي اعتبار آخر فأعطى للجمهورية كل معناها لتعبر بتراتيبها الجديدة عن إدماج العائلة التونسية في مشروع حداثي وفي مسيرة نحو الحرية والمساواة والديمقراطية والمواطنة يبنيها النساء والرجال معا. واليوم، وبعد خمسين سنة أين نحن من هذا الوعد؟ لقد تعددت التراجعات في هذا المسار بما يمكن أن يهدد المشروع الجمهوري في تونس ويؤثر على مستقبل مواطنيه نساء ورجالا. لذلك فإن هدفنا اليوم الوقوف على الهنات والترددات والتراجعات والتوجه إلى الجميع إلى كل مكونات المجتمع المدني  والسياسي يحدونا الأمل في فتح نقاش عام حول اختياراتنا الجوهرية لتحديد المستقبل الذي نريده لبلادنا السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي. فعلى المستوى السياسي تتعدد العوائق أمام تمتع النساء الكامل بحقوقهن في المساواة وفي الحظوظ والمواطنة ونجد أنفسنا أمام تناقضات ثلاث : أولهـا بين سلطوية الدولة / الحزب التي أخذت على عاتقها قضية حقوق النساء ولكن بتوظيفها وبالوصاية عليها بينما لم تدرج بعض أحزاب ومجموعات المعارضة التقدمية هذه المسألة ضمن أولوياتها في المعركة من أجل الديمقراطية فيما ركزت المعارضة الإسلامية على مشكلة الهوية ورفضت كل كونية باسم الخصوصية الثقافية. وبالنسبة لنا فإن الترابط شامل وتام بين الخاص والعام وبين المساواة والديمقراطية وبين حقوق النساء وحقوق الإنسان فهي جزء لا يتجزأ منها ولا نقبل بأي تأجيل لها أو تبرير لنفيها. كما أننا نقف أمام عدد من العوائق الدستورية التي تحول دون تمتع التونسيات بمواطنتهن الفعلية مما يهدد المكاسب القانونية ويعوق التقدم بها. وتمثل ازدواجية المنظومة الدستورية القائمة على مرجعيتين الدولة والإسلام تأرجحا بين الردود القانونية لمستلزمات الحياة المجتمعية المتطورة والأحكام الدينية الثابتة. هذه الثنائية بين الفكر الحداثي والفكر التقليدي الذي يقف ضد المبدأ الدستوري في تفعيل المساواة بين المواطنات والمواطنين والذي حدا بالدولة التونسية إلى  إبداء تحفظاتها على اتفاقية كوبنهاجن « ضد كل أشكال التمييز المسلط على المرأة » وعلى « الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل » مما حافظ على عديد القوانين التمييزية في الحقوق والواجبات بين الزوجين. ثانيا الاختلاف بين الخطاب السياسي وبين الواقع، بين مرجعية تحررية وديمقراطية ترتكز على الشرعية الدستورية والتعددية السياسية والاقتراع والمواطنة والمساواة وبين ممارسة سلطوية للدولة واحتكار للتمثيل السياسي فرغم ما تحظى به النساء من مكانة في الخطاب السياسي فإن تمثيليتهن تبقى متواضعة على المستوى السياسي ويبقين مواطنات من درجة ثانية. ثالثا الارتهان السياسي لقضية النساء، فالسلطة أي الدولة/الحزب نصبت نفسها وصية عليها واتخذت من النساء وحقوقهن مشروعها لدعم الدولة في ثنائية مرفوضة، حقوق النساء ضد الحريات العامة / حقوق النساء ضد حقوق الإنسان. وبعد أن كن مدينات للعهد البورقيبي يراد بهن اليوم أن يكن الدرع أمام المد الإسلامي وهكذا يجبرن إما على الولاء السياسي التام للسلطة أو تكتم أصواتهن بمنع وصولها إلى مختلف وسائل الإعلام وحجزها في فضاءات مغلقة ومحاصرة. وتبرهن الدولة بهذا على فرضها الحدود في طرح قضية حقوق النساء محافظة بذلك على النظام الأبوي والتقليدي. قانون العائلة في ظل ثنائية الخطاب السياسي لقد فرضت الدولة حدودا في طرح قضية حقوق النساء واتسمت نسوية الدولة بالضبابية في خطابها محافظة على ركائز النظام الأبوي الذي ينزلهن في منظومة تقليدية في صميم القيم المقدسة للعائلة بما تحملهن من قيم الشرف والتعاقد في النسب والملكية تحكما في أجساد النساء وفي حقوقهن الجنسية. خمسون سنة بعد إعلان الجمهورية ومجلة الأحوال الشخصية لا زالت الأحكام التشريعية  متضاربة بين أحكام وضعية وأخرى دينية، بين نظام أبوي ومرجعية كونية. هذا هو الوضع القانوني للتونسيات اليوم. إن النظر في مجمل القوانين منذ 1956 بدءا بإصدار مجلة الأحوال الشخصية والاعتراف بالحقوق السياسية للنساء في 1957 والتبني وتعميم التعليم في 1958 وإقرار التنظيم العائلي في 1960 وحق الاجهاض في 1973 وحق الولاية على الأبناء للأم عند وفاة الأب في 1981 وإسقاط واجب الطاعة في العلاقات الزوجية ومنح الولاية على الأبناء للأم الحاضنة عند الطلاق في 1993 وحق اختيار نظام الملكية المشتركة عند الزواج في 1998 وعديد القوانين الأخرى وإن أحدثت شرخا في المنظومة الأبوية التقليدية للعائلة فبالمقابل يتجلى التضارب في مختلف القوانين والقرارات. وهكذا فقد أطلقت « حملات أخلاقية » لحماية الآداب في الفضاءات العامة استهدفت النساء بالخصوص  وحافظت القوانين على قاعدة الحصتين للذكر في الإرث وبقي الزوج رئيسا للعائلة ووليا على أبنائه القصر عدا بعض الاستثناءات عند الوفاة أو الطلاق.كما مثل الحفاظ على قاعدة المهر مواصلة تسليع جسد النساء وإن رمزيا والرجوع إلى الأعراف والتقاليد في التعريف بالعلاقات الزوجية وشرط موافقة الزوج الأجنبي لإسناد التونسية جنسيتها لأبنائها ما عدى بعض الاستثناءات، وكل ما أبدته الدولة التونسية من تحفظات على اتفاقية كوبنهاجن الدولية فيما يخص حقوق وواجبات الزوجين وعلى اتفاقية حقوق الطفل في كل ما يتعلق خصوصا بحقوق الطفلة والصمت فيما يخص توارث الممتلكات بين الزوجين حتى في حالة اختيار الملكية المشتركة بينهما وغض الطرف على مشكلة التمتع بالسكن العائلي وسكنى الأم الحاضنة. كما أن تواصل تجاهل آفة العنف المسلط على النساء التي تشق كل فئات المجتمع حرمت النساء من حماية قانونية وإن تقرر أخيرا بعث خطة وطنية للتصدي لهذا العنف. وهكذا يسجل القانون في المجال العائلي وفي الممتلكات عديد المفارقات بين المنظومة الأبوية للعائلة المسلمة وبين واقع العائلة التونسية المتطور وحقيقة وضعها الاقتصادي، بين التفاضلية الذكورية والدينية وقيم المساواة التي تعتبر الحد الأدنى لدولة القانون والشرط الأولي للمواطنة. هشاشة أوضاع النساء في الشغل رغم كل مكتسبات التونسيات والواقع المجتمعي الجديد الذي خول للنساء الانخراط بقوة في عالم الشغل فإنهن لا يملكن حظوظا متساوية مع الرجال. وتتزايد التهديدات لحق النساء في الشغل باختيار اقتصاد السوق وتفويت الدولة شيئا فشيئا في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتراجع في الحقوق الاجتماعية وتراجع أهمية العمل النقابي وإيجاد حلول تمييزية كالعمل نصف الوقت بثلثي الأجر للنساء العاملات. كما أن الطرد المتواصل للعاملات يجبرهن على اللجوء إلى العمل غير المهيكل في قطاع النسيج أو المناولة الذي يجعلهن عرضة لأنواع جديدة من القهر والاستغلال. فينجر عن هذه الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية تفقير للنساء في ظل ظاهرة تأنيث الفقر المعترف بها دوليا والتي هي نتيجة تجمع عنصر الفقر الاقتصادي مع واقع العلاقات اللامتساوية والتمييزية بين الجنسين. فهشاشة أوضاع النساء بكل معانيها تهدد العديد منهن بالفقر المتقع  ولا يأتي الرد على هذا الوضع  إلا في شكل انكماش على الذات ومحاولة استرجاع مغالط للهوية والذي يعد الحجاب أحد أشكاله. وحتى نحدد موقفنا بكل وضوح من ظاهرة الحجاب فإننا ورغم رفضنا له كبرنامج وكأفق لتحرير النساء والتقدم بحقوقهن فيما يمثله من نفي لجسد المرأة وتملك له واختزاله في الجنس بما يكرس التمييز واللامساواة فإننا نرفض القمع المسلط على من يرتدينه ولا نقبل بالحلول الأمنية المتخذة. فالمواطنة التي نناضل من أجلها في بلادنا هي المواطنة القادرة على تحدي العقبات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لتحوي الجميع في موقع سياسي واحد دون أي فرق أو تجزئة. مواطنات ومواطنون متساويات ومتساوين في رسم المستقبل دون أي هوية محددة لمواطنة تامة وفعلية. لكل هذه الأسباب نعتبر اليوم وبعد خمسين سنة من النظام الجمهوري أن الوقت قد حان لاتخاذ كل الإجراءات والتراتيب التشريعية والاجتماعية والثقافية حتى تتحقق المساواة بين الجنسين وتكرس مواطنة التونسيات. عن الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات الرئيسة خديجة الشريف  


جمعية الصحافيين التونسيين تونس في 20 أوت 2007 بيــــان  
 
تعبّـر جمعية الصحافيين التونسيين عن استغرابها لما جاء في خبر أوردته وكالة الأنباء الفرنسية في برقيّـة لها بتاريخ 16أوت 2007، ونقلت فيها عن أحد المواطنين حديثه عن تكوين جبهة مزعومة تشارك فيها لجنة خاصة من جمعية الصحافيين التونسيين. وإذ تنفي جمعية الصحافيين التونسيين قطعيّـا صحّـة هذه الادّعاءات وتعتبرها تدخّـلا سافرا في قراراتها السّـياديّـة، فهي تؤكد بأن هياكلها الشرعيّـة والقانونيّـة هي وحدها المخوّلـة للتّـحدّث باسمها. كما تؤكد بأنها كجمعية مهنيّـة مستقلّـة، تبقى فضاءا حـرّا يتّـسع لكل الآراء مهما تباينت. وتجدّد جمعية الصحافيين التونسيين بهذه المناسبة موقفها الثابت في دعم المقاومة الوطنيّـة في فلسطين والعراق من أجل التّـحرّر والاستقلال، وهي في هذا الصّـدد لا تقبل المزايدات من قبل أيّ كـان. مع تأكيدها على أن السّـلام العادل والدّائم ورحيل القوّات الأجنبيّـة هو الطريق الوحيد للأمن والاستقرار في كامل المنطقة التي تحتاج للتّـفرّغ لمعالجة قضايا التنمية والديمقراطية، في إطار ثقافة تسامح متّـجهة نحو المستقبل؛ تنبذ الظّـلم والقهر والعنصريّـة، وتنتصر للسّـلام وللإنســان.. عن الهيئـة المديـرة الرّئيـس فوزي بوزيّـان

 

عريضة وطنية  :

لا للتطبيع، نعم للمقاومة

 
نحن الممضين أسفله ، بعد إطلاعنا على البلاغ الصادر في عدد يوم السبت 04 أوت 2007 من جريدة « الصباح » التونسية عن مؤسسة « ليو سافير » الصهيونية التابعة لـ »مركز بيريز للسلام » المزعوم والذي يعلن عن مسابقة متوسطية بعنوان »أطفال العالم وحمامة بيكاسو للسلام »يشترك فيها أطفال من إسبانيا ومصر وفلسطين والمغرب وتونس والكيان الصهيوني . وتشارك فيها صحف الأهرام ( مصر) والقدس الفلسطينية ( فلسطين) والصباح ( تونس) وle matin    ( المغرب)ويدعوت أحرنوت ( الكيان الصهيوني): ـ نعتبر أن ما أقدمت عليه الصحيفة التونسية وبقية الصحف العربية عملا من أعمال التطبيع المباشر مع العدو الصهيوني مغتصب أرضنا ومضطهد شعبنا والمعتدي على أمتنا وقاتل أطفالنا . ـ نستنكر بشدة مشاركة عرب في مسابقات مع صهاينة لأنها تمثل تنكرا لدماء شهداء معارك أمتنا ضد الصهيونية وطعنا لحقها في المقاومة والتحرير . ـ ندين بقوة محاولة توريط أطفالنا في هذه الممارسات المبررة للعدوان على الأمة وهي محاولة خسيسة لمحو تاريخها النضالي الناصع واغتيال مستقبل الأجيال الصاعدة . ـ نطالب صحيفة « الصباح » التونسية وبقية الصحف العربية بالانسحاب من المسابقة الصهيونية لأنها تخدم العدو و تهدف الى تبييض الوجه الأسود لمجرم الحرب شمعون بيريز الذي نعت العرب بالقذارة والجهل والتخلف وقتل الأطفال في فلسطين وقاتا وفي تونس ويتزعم كيان الاغتصاب والإبادة الجاثم على فلسطيننا الحبيبة . ـ نطالب كل القوى والهيئات والشخصيات الوطنية التونسية والعربية بمقاطعة الأنشطة  الصهيونية  ومناهضة التطبيع والتشهير بالمجرمين الصهاينة والعمل على ملاحقتهم قضائيا والدفاع عن المقاومة . الإسم واللقب                                         الصفة                                                  الإمضاء للإمضاء الرجاء بعث ؤسالة الى العنوان التالي Journalistes_libres@yahoo.fr


 
بسم الله الرحمن الرحيم

نداء إلى أصحاب الضمائر الحية

 

 
من قلب أب مكلوم ، فجع بفقدان فلذة كبده و هي في ريعان الشباب : زهرة حياته  و نور بصره ، إلى صاحب كل ضمير حي . في ليلة دامسة و دون إنذار مسبق ، سقطت ابنتي فريسة لعصابة دأبت على نهش لحوم الأطهار ، و التغرير بالشباب و الشابات لدفعهم للإنزلاق في طريق الرذيلة .  لم تبلغ من العمر إلا 17 سنة . و بعد تعرضها لمشاكل مع المدرسة  و ظنها بأنها فقدت الأمل  في حياة  تحوز فيها على بعض الكماليات التي عجز الأب الفقير عن توفيرها . منذ أسبوع غادرت البيت بدون رجعة و دون إعلام لأحد افراد العائلة . و عند اتصالها بعد ثلاثة أيام قالت بأنها تتصل من مدينة سوسة. ابنتي براءة قارة علي لا تمتلك أية وثيقة شخصية : لا جواز سفر و لا بطاقة تعريف شخصية . ندعو كل صاحب ضمير حي ، يراعي حق الله و حق  العباد ، و إلى من زلت به القدم  و سقط كرها في حبال الشيطان : إذا لقيها أو علم بها أن يخبرنا . و ندعو إلى نشر هذا النداء في أكثر من موقع . و السلام الاب فوزي قارة علي  الهاتف0021623282524


وفد من الكونغرس الامريكي يبحث في تونس علاقات التعاون بين البلدين

 
سياسي/تونس/امريكا/وفد تونس – 20 – 8 (كونا) – اجرى وفد من الكونغرس الامريكي برئاسة النائب الديمقراطي عن ولاية ايلينوا جيري كوستيلو هنا اليوم محادثات مع رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي تناولت علاقات التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها. واعرب كوستيلو في تصريح للصحافيين عقب المحادثات عن ارتياحه حيال المستوى الممتاز للعلاقات التونسية الامريكية مشيرا الى ان الزيارة التي يقوم بها على رأس الوفد ستتيح الفرصة لمزيد من دفع علاقات التعاون التي تربط البلدين. كذلك عبر عضو الوفد النائب الجمهوري عن ولاية تينيسي جون دانكن عن الأمل في مزيد من دعم العلاقات الثنائية لا سيما في مجالي السياحة والنقل.
(المصدر : وكالة الأنباء الكويتية  » كونا » بتاريخ 20 أوت 2007)


غيابه عن المهرجانات أثار جدلا : مدير مهرجان قرطاج ينفي قرار حجب مارسيل خليفة عن الغناء في تونس

 

تونس – وطن برس- سليم بوخذير نفى مصدر مسؤول في تونس الأخبار السابقة التي تواترت عن حجب الفنان الملتزم مارسيل خليفة من الغناء في مهرجانات تونس.   و قال رجاء فرحات مدير مهرجان قرطاج لا صحّة لما راج عن حجب مارسيل خليفة وكوننا لم نبرمجه في مهرجان قرطاج فذلك لا يعني أننا ضدّ مارسيل خليفة أو ضدّ فنّه  .   و تابع في مقابلة تلفزيونية في تونس مع الإعلامي برهان بسيس أذاعتها قناة إي.أن.بي لماذا ينسى البعض أنّني أوّل من برمج الفنان مارسيل خليفة في مهرجان قرطاج في أوائل الثمانينات .    لكنّ إعلاميا تونسيا رفض الكشف عن إسمه قال إنّ لا مهرجان قرطاج ولا وزارة الثقافة قدّمتا إلى حدّ الآن أي دليل على عدم صحّة نبأ منع مارسيل خليفة من مهرجانات تونس رغم نفي النبأ مرارا من مسؤولي وزارة الثقافة  .  وكانت وسائل الإعلام قد تداولت سابقا بإسهاب نبأ منع حفلات مارسيل خليفة في تونس، عندما إعتذرت إدارة المهرجان الثامن لمسرح الطفل بمدينة سوسة التونسية بشكل مفاجئ عن دعوة كانت وجّهتها له بصفته « فنان اليونسكو للسلام » ، لإفتتاح المهرجان في 19 ديسمبر – كانون الأوّل 2005.       و أوردت تقارير متطابقة وقتها أنّ قرار منع مارسيل خليفة في تونس أتى على إثر إهدائه أغنية « عصفور » في حفله بمهرجان قرطاج في أغسطس 2005 بحضور قرابة 15 ألف متفرج إلى كل السجناء السياسيين العرب في السجون الإسرائيلية والعربية بما في ذلك السجون التونسية، ممّا أثار حفيظة السلطات التونسية .   من جهته كان مارسيل خليفة ردّ على قرار منعه من الغناء في تونس، برسالة بعثها إلى تونس قال فيها  « أنا ممنوع من دخول بلدكم ولن أكون وحدي الممنوع من دخول بلد أحببته من كل قلبي فالممنوع أيضا تراث كثيف من التجربة الابداعية « .   وأضاف  » يُخالجني إحساس بالحزن الإنساني لأن ثمّة قوى تقدر أن تمنع مشاركة فنان تهمته الوحيدة أنّه يغني للحبّ وللحرّية ».  و من جانبه كان المنتدى الثقافي اللبناني قد ندّد وقتها في بيان له وقّعه رئيس المنتدى نبيل أبو شقرا بالقرار التونسي جاء فيه « إنّ السلطات التونسية فاجأتنا بقرار منع مارسيل خليفة من دخول تونس متذرعة بدفاعه عن الأسرى في السجون العربية وسجناء الرأي في تونس « . * المصدر : موقع وكالة وطن براس للأنباء(فلسطينيّة مستقلّة) بتاريخ 19 أوت 2007 .  الرابط:   http://www.watanpress.net/s/news/3350.html


سحب الجنسية من سهى عرفات سببه «تجنيها» على تونس أمام الليبيين

تونس      قالت مصادر مطلعة إن وراء قرار سحب الجنسية التونسية من السيدة سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات «تجنيها على تونس». وأوضحت أن معلومات خاطئة وأحكاما غير موضوعية صدرت عن السيدة سهى لدى قيامها بـ «زيارة عمل» للبحث في مشاريع استثمارية مع شركاء ليبيين، وذلك قبل تدهور علاقاتها مع مُضيفيها التونسيين. ولم تتسن معرفة مضمون «التجني»، لكنها شكلت مبررا لإصدار مرسوم رئاسي في الثاني من الشهر الجاري قضى بسحب الجنسية التونسية منها مع الإبقاء على الجنسية الممنوحة لابنتها زهوة. وتقيم سهى عرفات منذ مغادرتها تونس أواسط الشهر الماضي في مالطا حيث يعمل شقيقها سفيرا للسلطة الفلسطينية في فاليتا. وما زالت السلطات التونسية متكتمة على دوافع مغادرة سهى عرفات البلد وسحب الجنسية التونسية منها. وفي سياق متصل، أفادت مصادر فلسطينية أن متأخرات رواتب كوادر مؤسسات منظمة التحرير في تونس وصلت إلى عشرة أشهر، ما أدى إلى تعقيد أوضاعهم الاجتماعية. وأوضحت أنهم تلقوا بعض التحويلات عن شهر أو شهرين، لكنهم لم يتقاضوا الرواتب المستحقة منذ أواخر السنة الماضية، فيما هم مطالبون بتسديد أقساط المدارس ورسوم التسجيل في الجامعات لابنائهم مع حلول الشهر المقبل، إضافة للإيجارات التي لم يتسن دفعها.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 أوت 2007)


 

حوار مع السجين السياسي السابق في تونس المحامي محمد عبو:

لا يُمكن بناء ديمقراطيّة في تونس في ظلّ الرئاسة مدى الحياة!

 

في أوّل مقابلة صحفيّة مكتوبة يُجريها بعد خروجه من السجن في أواخر يوليو/تموز 2007، تحدّث محمد عبّو عن ذكرياته في السجن وعن موقفه من تدخّل وزارة الخارجية الأمريكية والرئيس الفرنسي للإفراج عنه وعن رأيه في الدعوة للتمديد للرئيس التونسي ل5 سنوات إضافيّة في الحُكم.

  في البداية كيف تقبّلت عفو الرئيس التونسي عنك وإطلاق سراحك؟ محمد عبو: هو ليس عفوا رئاسيا مثلما أشار البعض وإنّما هو قرار سراح شَرطيّ، كما أنّه أتى بعد قضائي لأكثر من ثُلثيْ مُدّة العقوبة وأرى أنّ الفضل فيه لا يعود للسلطات التي يبدو أنّها كانت مُصرّّة على مُواصلة سجني تشفّيا فيّ وفي كلّ الأصوات الحُرّة التي ناضلت من أجل حرّيتي، بل الفضل يعود إلى زملائي المُحامين الذين بدؤوا حال إختطافي و إيداعي السجن في 1 مارس- آذار 2005 ، حملة كبيرة للإفراج عنّي وتوسّعت هذه الحملة لتشمل عديد أطياف المجتمع المدني التونسي والدّولي حيث لم يهدأ بال لعديد المنظمات الدولية والتونسية طوال أكثر من عاميْن من أجل تمتيعي بحريّتي. هل بلغك أنّ الرئيس الفرنسي تدخّل في نهاية المطاف للإفراج عنك؟ عبو: بلغني ذلك وأنتهز الفرصة للتعبير له عن شُكري له ولكلّ المنظّمات الحقوقية الفرنسية ولكافّة الشعب الفرنسي الصديق، وأشكر أيضا وزارة الخارجية الأمريكية التي طالبت بالإفراج عنّي في بيان رسمي وبذلت سفارتها بتونس وافر الجُهد من أجل ذلك، فضلا عن شُكري لكل المنظّمات الحقوقية الدولية التي دافعت عنّي دون إستثناء، كما أرفع إمتناني إلى كلّ الضمائر الحرّة في عديد وسائل الإعلام بالعالم التي قامت بدورها في كشف زيْف الخطاب الحكومي التونسي. ألا تخشى وقد طالبت الولايات المتحدة ومعها فرنسا بالإفراج عنك أن تتّهمك الحكومة التونسية بالإستقواء بقُوى أجنبية مثلما سبق أن إتّهمت عديد المُعارضين؟ عبو: أريد أن أوضّح أنّه إذا حُرم المواطن التونسي من اللّجوء إلى مؤسّسات الدولة لحماية حقوقه والمُطالبة بإقامة العدل وإذا تحوّلت هذه المؤسسات إلى وسائل لضرب الخصوم السياسيين للحُكم وحرمان المواطنين من حقوقهم فإنّه لابدّ من وجود مخرج لأزمة كهذه. وقد كتب الفلاسفة أنّ للشّعوب في مثل هذه الحالة مُمارسة حقّ مقاومة الإستبداد، ولمّا كنّا نخشى على وطننا تونس من العنف والفوضى فشعبنا معروف بالتسامح رغم حرمانه من الديمقراطية التي يمتلك كلّ المقوّمات التي تجعله جديرا بها، فإنّنا لم نر في غير النضال السلمي طريقا لبلوغه، إلاّ أنّ النظام التونسي لم يسمح بأي شكل نضالي مهما كان سلميّا. ولذلك فإنّه لا يُحرجني إطلاقا أن تأتي ضغوطات دولية من طرف شركاء تونس من شأنها تحقيق المخرج وهو إلزام النظام التونسي بإعادة حقوق الناس وبإحترام دستوره والمُعاهدات الدوليّة التي وقّعها و قوانين البلاد الكافلة لحقوق المواطنين وللحرّيات. مع ضرورة توضيح أنّ هذه الضغوطات من شركاء تونس يجب أن تقتصر فقط على وضع حدّ لحالات إنتهاك الدستور والقوانين وإذلال المواطنين، فنحن لن نكون مع أيّ تدخّل أجنبي محتمل قد يهدف إلى فرض إملاءات على الحكومة تتضارب مع بعض خياراتها التي تكون مُنسجمة مع مصلحة الشعب التونسي. هل لك أن تُعطنا صورة عن ظروف سجنك؟ عبو: عانيت ظروفا صعبة وفي 19 مارس – آذار 2006 كنت قد دخلت في إضراب عن الطعام وطالبت في نفس اليوم بنقلي إلى زنزانة عادية بعدما إستمعت إلى تصريحات الحكومة بأنّه ليس هناك مساجين سياسيين في تونس وبالتالي وجبت مُعاملتي بنفس معاملة بقية السّجناء العاديين. لكن وقع رفض طلبي ومُعاقبتي حيث أدخلوني بالقوّة إلى نفس الزنزانة، وابتداء من اليوم التاسع لإضرابي عن الطعام الذي تواصل 25 يوما، تمّ إرغامي رغم حالتي الصحية المُتردية على الخروج من الزنزانة وحضور التعداد اليومي للسجناء. ورغم رفعي الأمر إلى طبيب السجن فقد زعم لي وأعوان السجن حاضرين أنه لا خطر على حياتي من ذلك وهو موقف منحرف منه وغير إنساني إطلاقا. من ناحية أخرى، و في إطار تضامني مع بقية السجناء في الغُرف الأخرى الذين لا يجدون أسرّة ينامون عليها إخترت النوم على سرير دون حشيّة الأمر الذي خلّف لي متاعب مؤلمة في الكلى. وطبعا كان يُمكن حلّ المشكل فورا بالإستجابة لطلبي المشروع لكنّهم رفضوا حتّى يتواصل نومي في هذا الوضع المؤلم وغير الصحّي لمدّة عام و 4 أشهر. إنّني أتمنّى أن لا تتواصل هذه المُمارسات المُهينة في بلدي الجدير شعبه بالكرامة والعزّة . هل تعرّضت أثنا ء سجنك إلى مُحاولات من السلطات لحثّك على طلب العفو عن المقال الذي زجّ بك في المُعتقل؟ عبو: أتتْ هذه المحاولات عن طريق أشخاص قريبين من السّلطات وعن طريق سجين كلّفوه بهذه المهمّة وغيرها من المُحاولات الرخيصة التي لم تتوقّف يوما إلى غاية خُروجي من السجن، لكنّي رفضتها جميعها وذلك ليس فقط دفاعا عن كرامتي وحقّي في التعبير وإنّما دفاعا عن كلّ أبناء وطني حتّى لا يُذلّوا بسببي. كيف ترى دعوة الرئيس بن علي للشّعب ليُمدّد له في الحُكم 5 سنوات إضافيّة تبدأ في 2009؟ عبو: أعتقد أنّ من أهمّ القواعد في النظام الجمهوري هي التداول على السلطة، كما أنّ وصول الرئيس بن علي إلى الحُكم سنة 1987 لقي ترحيبا ممّن عانوا من إستبداد بورقيبة ومن الرئاسة مدى الحياة على أساس أنّه كان سيقْطع مع الماضي الإستبدادي مثلما وعد في بيان 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 لكنّ هذا الوعد لم يُنفّذ فرغم تنصيص الدستور التونسي منذ 1988 على عدم السّماح لرئيس الجمهورية بتجديد ترشّحه أكثر من مرّتيْن فإنّ تعديل الدستور إثر إستفتاء 2002 أزال هذا التحديد ممّا مكّن بن علي من البقاء في السلطة إلى حدود 2009 إثر ترشّحه في إنتخابات 2004 وما سيسمح له أيضا بالترشّح في إنتخابات 2009 بعد 22 سنة من الحُكم وهو في سنّ الثالثة والسبعين. وهو ما أرجعنا إلى مرحلة بورقيبة والكلّ يعلم المخاطر التي تعرّضت لها البلاد في الثمانينات جرّاء وضعيّته وأعتقد أنّه لا يُمكن بناء ديمقراطيّة في تونس أو في أيّ بلد في العالم في ظلّ الرئاسة مدى الحياة. أجرى الحوار سليم بوخذير

حقوق الطبع قنطرة 2007  

* سليم بوخذير كاتب و صحافي تونسي اعتقل المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان التونسي محمد عبو في مارس/آذار 2005 بعد كتابته مقالات ينتقد فيها الحكومة التونسية، لا سيما ممارسات التعذيب. وحكم على محمد عبو في أبريل/نيسان 2005 بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف. وتبنت العديد من المنظمات الدولية قضية عبو وطالبت بالإفراج عنه.

 

 

* المصدر : موقع « قنطرة » الألماني (موقع تابع لراديو و تلفزيون ألمانيا) بتاريخ 20 أوت 2007 .

 

الرابط :

http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-603/i.html

 


 

 

بسم الله الرحمـــــان الرحيــــــــــــم

و الصلاة و السلام على أفضــــل المرسلين

 

الرسالة 280

على موقع تونس نيوز

 

تونس في 20-08-2007

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري و رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

رسالة مفتوحة للتاريخ

إلى رمز البلاد سيادة رئيس الجمهورية

وهذه الرسالة رقم 17

 

على بركة الله و عونه و توفيقه

سيعدني و يسرني كمناضل وطني صميم و دستوري عريق في حزب التحرير و بناء الدولة العصرية أن أتوجه إلى سيادتكم بوصفكم رمز البلاد و الضامن للحريات و الساهر على دولة القانون و المؤسسات و الراعي لحقوق الإنسان و الحامي لمكاسب البلاد و العباد و الموجه المرشد للشعب. و المسؤول الأول على نشر العدل السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي بين الجهات. و الأمين على مصلحة الوطن العليا و الأب الحنون لرعاية شعبه و المرجع السياسي في القضايا الهامة.

نرفع الى سيادتكم أسمى آيات الإكبار و التقدير على ما أوليتموه من كريم العناية لعديد القضايا و المشاغل الاجتماعية

و الاقتصادية و السياسية و التربوية و الثقافية في بلادنا. و نشكركم على حرصكم المتواصل لدعم التنمية و رعايتكم الموصولة للشرائح الاجتماعية و العائلات المعوزة. و إعطاء الأولوية لأبنائهم في مجال التشغيل و العناية الموصولة لتشغيل أصحاب الشهائد العليا. كل هذا جميل و هام و هادف و مفيد.

 

سيادة الرئيس

 

منذ يوم 26-12-2005 إلى يومنا الحاضر 20 أوت 2007. وجهت الى سيادتكم عبر موقع تونس نيوز سبعة عشر رسالة مفتوحة شاملة و ضافية و تشتمل على أكثر من 57 مقترح و أكثر من 25 عنوان  في شتى مجالات الحياة السياسية

 و الاجتماعية و الاقتصادية و التربوية و الحزبية و التسامح و العفو التشريعي العام و المساواة و العدل في المعاملات و القروض و قضية التشغيل و العناية بالعائلات الفقيرة وشباب مناطق الريف و التبذير في استعمال مادة البنزين المجاني و التحكم في استعمالها فيما ينفع الناس و أنواع الاستغلال التي تتنافى مع بيان السابع من نوفمبر 1987 و التخفيض من الأداء على الدخل السنوي بالنسبة لشريحة المتقاعدين و الترفيع في منحة الأبناء و القضاء على مظاهر المحظوظية  و الأكتاف

 و ترسيخ قيم التسامح و دعم الحوار في و سائل الإعلام و فتح مجالات الحوار في منابر الحوار بأكثر حرية و حذف الرقابة الذاتية على الإعلام بكل أشكاله و توسيع مجال التعبير الحر في  كل وسائل الإعلام بأكثر حرية و فتح ملفات حوارية شاملة دون قيود أو اختيار المواضيع  و  غربلة  الحوارات و ترك الملفات التي تعبر عن رأي واحد مثل الطير الذي يغني  و جناحه يرد عليه  و حذف البحث الإداري و الأمني عند التشغيل باعتبار الخبزة للجميع و العيش الكريم دون استثناء و احترام آجال طرح العقوبة واسترداد الحقوق المدنية و السياسية و الأخلاقية  و عدة مشاغل تهم الجهات و مناطق الظل و تحسين ظروف العيش و التقسيم الترابي و التنظيم الإداري خصصت له 3 مقالات على إثر ترأسكم مجلسا وزاريا بيوم 29 جوان 2007 قصد النظر في إحداث معتمديات جديدة و بلديات. و قد أشرت في مقالاتي إلى ضرورة إحداث 51 معتمدية جديدة و في المقال الثاني إعادة التقسيم الترابي على الصعيد الجهوي (الولايات)  و اقترحت إحداث 5 ولايات جديدة على النحو التالي

إحداث ولاية بجبنيانة

و أخرى بالصخيرة نظرا لحجم و اتساع ولاية صفاقس حاليا و إعطاء استقلالية للمعتمديات الريفية الفلاحية بعد 50 عاما من إيجاد ولاية واحدة بصفاقس و من العدل السياسي اعادة الاعتبار لريف صفاقس؟

إحداث ولاية الجم نظرا لاهمية المنطقة و دورها في الاقتصاد و مكانتها التاريخية و القصر الروماني و المرافق المتواجدة بها و تتطور العقلية و المستوى  الثقافي  لابناء الجهة

إحداث ولاية بماطر نظرا لاتساع ولاية بنزرت ومسافة المعتمديات الترابية مثل سجنان و جومين و غزالة و اوتيك

و أخيرا تقسيم ولاية نابل على ولايتين. و عسى أن يكون موعد الإعلان على إحداث الولايات يصادف الذكرى العشرين للتحول المبارك 07 نوفمبر 2007 بعد سبعة ألاف و ثلاثمائة يوم على العهد الجديد مع إضافة 120 ساعة.

سيادة الرئيس

كما نرجو العناية بشريحة المناضلين و المقاومين ودعم هياكل التجمع القاعدية و العمل على دعم الديمقراطية داخل هياكل التجمع و دعم الحوار و العناية بالإعلام و ما أدراك ما الإعلام حجر الزاوية. ومزيد الإصغاء إلى خلجات الشعب من طرف المسؤولين  و الرد على رسائلهم و  مشاغلهم من طرف السادة الوزراء و الولاة و البلديات و المدراء العامين للمؤسسات. كل هذه القضايا  المطروحة و الاشكاليات المذكورة في الرسائل المشار اليها طرحتها و شرحتها لسيادتكم و مقامكم الرفيع بكل صدق و أمانة و بوصوح و جرأة و شجاعة و بإيمان الدستوري المؤمن بالله و كتابه و رسوله. و المؤمن بحزبه العتيد حزب العمل و الانجاز و الفعل. حزب التحرير و بناء الدولة

 

و كل الرسائل التي وجهتها لسيادتكم من 26/12/2005 إلى اليوم وضعتها في كتاب بعنوان مذكراتي و مقالاتي و تطلعاتي و يسرني بهذه المناسبة الكريمة و الشعب التونسي احتفل بالذكرى الخمسين لعيد الجمهورية  التونسية 25جويلية 1957 – 25 جويلية 2007 و يستعد الشعب لإحياء الذكرى العشرين لذكرى التحول المبارك.

و يطمح الشعب التونسي لمزيد الاعلان على قرارات هامة تهم المجتمع و تستجيب لطموحاته. و اعتقد ان المقترحات التي طرحتها في الرسائل المشار اليها و الابواب التي شرحتها و العناوين التي طرقتها كلها تستجيب لمطامح الشعب و مشاغل كل الشرائح . قلت اعتقد ان ما كتبته الى سيادتكم يهم كل الشعب بصدق الدستوري النزيه و النظيف . غايتي ارضاء الضمير و خدمة بلادي ووطني . وهذا من واجب كل مناضل غيور ووطني صادق . و الدستوري الغيور هو الذي يبادر و ويصدع برايه بحرية ووضوح و هذا من واجب كل وطني و حرية التعبير تشجع على الاصداع بالراي الحر و الصراحة . و مدرسة الحزب علمتنا الصراحة و خدمة الغير و التفاني في خدمة الوطن اقتداءا  بالزعماء الكبار و في طليعتهم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة .

سيادة الرئيس

ان الرسائل المشار اليها لو وصلتكم و اطلعتم عليها في الابان لحصلت مفاجات و لتحققت طموحات جديدة. و قد اشرت في احدى مقالاتي ان رئيس الدولة ليس شمس  يبزغ و  يّطلع على كل شبر من ارضنا و لكن هناك مسؤولين هم من المفروض ان يكونوا العيون الساهرة و الاذان الصاغية . لكن اعتقد ان كل فول لاهي في نواره و البلاد يخدمها رجل واحد هو رمز البلاد .

حتى حفرة في طريق معبدة يعالجها رئيس الدولة، و العائلة المعوزة يزورها، و المناضل يرعاه، و صاحب الشهائد العليا يقرر في شانه ما يراه صالحا : هذا العبئ كبير و لا بد من تخفيف الحمل .

و كما قال الشاعر محمد الساسي الصغير في شعره الملحون اللي يحب الحمل خفيف ما يكونش حاقد و جافي.

سيادة الرئيس

الموضوع الاخير الذي حيرني و جعلني في حيرة طويلة و احباط احيانا هو سر اخفاء الرسائل الصريحة و الصادقة و الهادفة لسيادتكم و ماالفائدة في  الاشخاص الذين يسعون لاخفاء الرسائل وماهو راس مالهم و فائدتهم و قد اشرت الى هذا الموضوع في كل الرسائل التي وجهتها لسيادتكم و قلت لماذا اخفاء  الرسائل و ماهي الفائدة …؟

لعل بعضهم يقول لي من اين لك ان الرسائل لم تصل الى رمز البلاد أجيب فورا و بصراحة ووضوح قد جربت رئيسنا منذ عام 1992 الى 2000 و لمست عناية فائقة و رعاية ابوية كريمة و انجازات سريعة و الاستجابة لمشاغل و هموم المواطنين و هذا بالملموس و قد ذكرته في اكثر من ثلاث رسائل لماذ من عام 2000 لم يقع الاستجابة لاي رسالة . اعتقد ان في الامر سرا غامضا و لغزا سوف ستكشفه الايام  بحول الله تعالى . و لكن كل يوم يمر هو خسارة اذا لم تبرز الحقائق و ياخذ كل ذي حق حقه . و لا نشك لحظة واحدة في يقضتكم و تفطنكم لمثل هذه الاعمال التي اقل ما يقال فيها انها منافية للاخلاق و الامانة و شرف المهنة :

وان كل مسؤول يخفي معلومة او معطيات على سيادتكم خاصة اذا تعلق الامر بمشاغل هامة و مقترحات عملية و خواطر جريئة و شجاعة و اراء هادفة و افكار تقدمية ديمقراطية يعتبر قد قصر في أداء الواجب و اني على يقين تام من حرصكم و عنايتكم الموصولة و اهتمامكم بمشاغل المواطنين و كلما وصلتكم رسالة و اطلعتم عليها الا وكان الخير و القرار الرئاسي مدعما و مستجيبا حسب تجربتنا من عام 1992 الى 2000 . و قد حققتم عديد المقترحات و الطلبات سابقا . ختاما سوف ابعث الى سيادتكم على جناح السرعة ينسخة من الكتاب الذي يحتوي على حوالي  15 رسالة مفتوحة نشرت عبر موقع تونس نيوز.حتى يتسنى لسيادتكم الاطلاع على الرسائل بامانة و توجيه الكتاب حالا و اردت توجيه هذه الرسالة المفتوحة عبر الانترنات حتى تطلعون عليها و تكون لديكم فكرة واضحة على سر اخفاء الرسائل المشار اليها . و من خلال اعلام سيادتكم بتوجيه نسخة من الكتاب بعنوان مذكراتي و مقالاتي و تطلعاتي اهديها الى سيادتكم و الى كل مسؤول وطني غيور و الى اصدقائي الاوفياء .

و لا اريد جزاءا و لا شكورا الا من رب العالمين . و غايتي ارضاء الضمير و خدمة وطني بهذا الشكل لابلاغ صوتي عير هذا المنبر الاعلامي العالمي لسيادتكم متمنيا لكم دوام الصحة و العافية و مزيد التالق و الاشعاع دعما لمسيرة بلادنا و نهضة امتنا و تقدم شعبنا .و خدمة مواطنينا بصدق و امانة بعيدا عن المطامع و المادة و المصالح الشخصية .

عاشت تونس حرة منيعة مستقلة ابد الدهر.

قال الله تعالى :

 » يا ايها الذين امنوا اتقو الله و قولوا قولا سديدا  » صدق الله الععظيم

محمد العروسي الهاني

ملاحظة هامة :

نرجو شفافية أكثر في المعاملة مع قضايا و مشاغل المواطنين و انطلاقا من شهر سبتمبر 2007  نرجوا مزيد العناية بموضوع الردود على رسائل المواطنين من طرف السادة الوزراء و قضية التربية و التشغيل في الطليعة و الحرص على إعطاء العدل الاجتماعي بين الجهات في قضية الانتدابات خاصة في سلك التعليم .


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عاجل إلى عضوات الهيئة المديرة لجمعية النساء الديمقراطيات

 

تحية طيبة، وبعد:

 

ألفت نظركن إلى معاناة المرأة في العديد من الولايات الهندية، حيث أظهرت تقارير حكومية أن قرابة عشر ملايين طفلة قتلن في العقدين الماضيين على يد الوالدين، إما أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرة.

 

وتظهر تقارير منشورة على الانترنت في مواقع إخبارية عالمية مشهورة أن ميلاد طفلة يعتبر خبرا حزينا مفجعا لدى العائلات الهندية في عدة ولايات من بلاد المليار ساكن. (1)

 

ويقول مراسلون لهيئات إخبارية عالمية مشهورة مثل البي بي سي أن تكاليف تزويج البنت، والعلم بأن البنت لن تدر على العائلة دخلا ماديا مثل الولد، عاملان كفيلان بدفع العديد من العائلات إلى ارتكاب جريمة قتل البنت، إما أثناء الحمل، أو بعد ولادتها مباشرة.

 

لقد جعلتني هذه المعلومات المفزعة أتذكر من جديد نعمة الله على عباده المؤمنين، وفضل الإسلام على التونسيين وعموم المسلمين، وعلى المرأة في كل زمان ومكان.

 

تذكرت موقف القرآن الكريم الذي حرم وأد البنات، وجعل النساء شقائق الرجال، هن والرجال سواسية، بعضهم أولياء بعض، وكفل للنساء حقوقهن الإنسانية والسياسية والمادية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.

 

كما أنني أجد نفسي عاجزا عن فهم سر كثرة الحملات العالمية التي تستهدف المرأة المسلمة، وتتهم الإسلام بشكل مباشر أو غير مباشر باضطهاد المرأة، وترعى المؤتمرات والندوات الدولية لهذا الغرض، وتصمت صمتا مريبا عجيبا على وأد البنات في الهند بهذه الأرقام المخيفة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية المرموقة.

 

أتذكر الآن مؤتمرات ختان البنات ومحاولة ربط هذه العادة الفرعونية بالإسلام، والحملة على الحجاب، وتضخيم مسألة الميراث بشكل غير طبيعي، وأتساءل: أليس الأولى أن نتعاون جميعا، نحن مناصري حقوق الإنسان وحرية المرأة، لوقف مثل هذه الممارسات الإجرامية التي تعاني منها دول متحضرة مثل الهند، بدل الانخراط في حملة تشويه الإسلام وتخويف الناس منه؟

 

أطلب منكن، أخواتي الفاضلات في الهيئة المديرة لجمعية النساء الديمقراطيات، المبادرة لقيادة حملة عالمية للتضامن مع بنات الهند، والمطالبة بالتوقف فوريا وكليا عن قتل البنات هناك، ورعاية حملة أخرى للتعريف بالمكانة الرفيعة التي أولاها الإسلام للمرأة، والتصدي لحملات التشويه ضد الإسلام، والقيام بدور طلائعي في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تفاقمت بشكل خطير خلال العقدين الأخيرين من الزمان.

 

مع فائق مشاعر الإحترام والتقدير.

 

د. محمد الهاشمي الحامدي

 

* * *

 

حاشية: الرجاء التكرم أيضا بالإطلاع والتعليق على المقترح الذي أعلنته يوم 12 أوت 2007، الخاص بالدعوة لإنشاء الصندوق الوطني للتضامن مع العاطلين عن العمل، لطفا منكن وكرما. إن إنشاء هذا الصندوق سيكون ثورة اجتماعية حقيقية في بلادنا تساهم في تعزيز مبدأ العدالة الإجتماعية، وتوزيع الثروة بين طبقات الشعب، والتعبير عن موقف أخلاقي عظيم لشعبنا، خلاصته أن أحدا منا لن يقبل أن يبيت شبعانا وجاره جائع.

 

* * *

 

(1) ـ مصدر الخبر: توجد تقارير إخبارية كثيرة تتحدث عن ظاهرة وأد البنات في الهند، بعضها منشور في موقع هيئة الإذاعة البريطانية في شبكة الانترنت، باللغة الانجليزية.

 

ومن المصادر المتاحة باللغة العربية، أنقل هذه الفقرات من موقع العربية نت، وفيها:

 

« حسب الجمعية الطبية الهندية تجرى أكثر من عشرة ملايين عملية إجهاض أغلبها من أجل التخلص من الجنين الأنثى كل عام، ليس صعباً أن تجد المكان المناسب فلو رفض أحدهم وافق آخر، هناك عدد قليل من الأطباء يقدمون خدماتهم بشكل علني، لكن وحسب جمعيات حقوق الإنسان فإن معرفة جنس المولود والتخلص منه أصبح عملاً يدر أرباحاً تصل إلى مئة مليون دولار سنوياً، فهناك عيادات متنقلة يمكنها الوصول إلى القرى النائية ومناطق عدة هنا وهناك…

 

نحو 60% من البنات الرضع في منطقة السالم الهندية يُقتلن خلال ثلاثة أيام من الميلاد حسب قسم الشؤون الاجتماعية هناك، هذا بالإضافة إلى الأعداد المتزايدة من حالات التخلص من الجنين قبل الولادة بعد ما أصبحت تكنولوجيا الـ ultra sound متاحة للجميع، في عام 1979 دخلت أشعة الموجات فوق الصوتية إلى الهند.

 

وكما تشير دراسة حديثة أعدها باحثون هنود وكنديون نُشرت في مجلة لانست الطبية، وارتكزت على مسح حكومي شامل لأكثر من مليون أسرة عام 1998 اكتشف الباحثون أن أشعة الـ ultra sound كانت وراء التخلص من حوالي عشرة ملايين جنين أنثى في العقدين الماضيين حتى عام 1998، وخمسة وملايين منذ عام 1994 عندما حظرت القوانين مثل هذه الممارسات، اكتشف الباحثون أيضاً أنه لو كانت الطفلة الأولى أكثر حظاً فالثانية أقل، أما الثالثة فالموت غالباً من نصيبها..

يمكن العودة للتقرير بالتفصيل على العنوان الالكتروني:

http://www.alarabiya.net/programs/2006/02/13/21090.html

 

 


 

تفاتيش
 
هواية جديدة لدى معارضتنا الموقرة منذ فترة ، وهي لعبة التفتيش ، لعبة مقتبسة عن السلطة وما مارسته طيلة سنين … مع معارضتها المصونة. . . و هذا طبعا ليس غريبا إذ كيف تكون سلطة ولا تلعب هذه اللعبة، التي أولا تنشط ساعد البوليس ، و ثانيا ، تنشط في ذات الوقت ذاكرة المنافس حتى يتنازل أخيرا عن المفتش عنه . . . وهكذا تلاحظون عناصر اللعبة وفنياتها واضحة و لا تخفى على مفتـش . و يبقى الأمر ليس غريبا وعاديا . وهذا التفتيش هو النوع الأول ويمكن أن نسميه التفتيش الظاهر أو العلني . إلا أن معارضتنا المصونة تفننت أخيرا في ابتداع أسلوب جديد في التفتيش وهو التفتيش بالنيابة. ووسائله الدماغ والذاكرة مقابل الدماغ والذاكرة … و ثمة أصابع لينة جميلة تمضي النتائج نيابة عمن لم ينوبوه ، مع أن المفتش قد ينوب طرفا واحدا أو ينوب عن أطرافا متعددة . يبدو أني قد ابتعدت عن الوضوح و كان الخوف من التفتيش قد تمكن بي . . . و لكن يمكن أن اضرب مثالا من الواقع للتوضيح ، و هو تجربةـ 18 جانفي ـ عفوا ـ اكتوبرـ اختلط علي الأمر الزكية، التي تنادى مناديها كي تتجمع معارضات البلاد حتى توجد قطبا قد يكون كفؤا لمواجهة المفتش السابق الذي فتش الجميع… و اجتمع في هذا » القطب  » مفتش ومفتش عنه و مفتش لأجله … و نادي المفتش و حتى يأمن مكر المفتش عنه أن لابد و أن يتنازل عن كل المفتش لأجله بالتفتيش الدقيق مع العلم أن المفتش عنه لا زال مسرحا حديثا من حملة تفتيش غريبة عجيبة دامت سنوات، حتى أن مظهره أصبح اشد قسوة وفقرا من مفتشي  » الزيني بركات » ومع ذلك فان نائب المفتش الأكبر لم يرحمه ولم يأسف على حاله و لو باسترداد الأنفاس . و مع انه لازال يريد أن يحافظ على صورة المفتش عنه فانه لم يرح المفتش عنه الجديد و منعه من لملمة شمله من عناء تفتيش السنوات الطوال ، وأصر أخذه غرة و إمضاءه قسرا أو طواعية على المفتشات لأجلها . و قد طاوع المفتش الجديد و أمضى نيابة عن المفتش عنهم جميعا و قد تأتي امضآت أخرى على بقية المفتشات لأجلها وهذا ليس غريبا آذ لم يسمعهم وقد اختاروه وله صفة فكيف يسمعهم ولم يختاروه وليس له أية صفة بأي حال … وهذه هي الفلسفة النيابية الجديدة . أما نيابة المفتش اوالمفتشين فسأترك لفراستكم أن تقرأها . وليس غريبا أن تفهموا عمن ينوبون خاصة وان برنامج الفوضى الخلاقة قد كفانا جميعا شر الذكاء و عناءه … هذه سادتي هواية معارضتنا المصونة الجديدة، وهذه عناصرها وهذا ليس غيبا في عصر….الـــــديـــمـــــغــــرابـــــــــــية مفيد الوحش المصدر: الحوار نت www.alhiwar.net


اعتذار غير رسمي (2)

 
لقد بلغني أن شكل اعتذاري لم يلاقي قبولا، و أزعج سيداتكم ، يبدو أن أمر التوبة ليس سهلا كما رايته، و أن توبتي و يا ويلي لم تكن نصوحا , فاستغفرت ربي من جديد و جددت توبتي وأسالكم جميعا الدعاء كي ينير لي ربي سبيل الهداية ويعطيني نور اليقين الذي يتمتع به كثير من الناس هذه الأيام… ويلي… لقد أزعجت راحتكم و أفسدت عليكم ذهابكم و إيابكم في « كات فوا كاتاتكم »(4×4) بل لعلي حيرت مواجعكم التي تخلصتم منها أثناء عطلكم وانتم تنتظرون عودة أهاليكم بفارغ الصبر. أي لئيم أنا و أي حسود وحقود…… و أي أحمق إذ ظننت أنكم ستهتمون بالمضمون قبل الشكل ، و هل الشكل إلا وعاء و مؤطرا و مجهرا للمضمون ومبرزا له أم لا تبصرون؟؟؟؟ عذرا….إذ كنت متوترا(وهي لافتة لكل ناقد هذه الأيام فهي (موضة و لاشي علينا إن اتبعناها عند بعض « الفقهاء ». قلت عذرا..لتوتري…و أتفهم راحة بالكم… فلم يعترض سبيلكم مناضلا في قلب الظهيرة يهوم على وجهه هاربا من بيته كي لا يقرأ الأسئلة الحائرة على وجه زوجته و أبنائه وهو لا يجد إجابة… و لم يعترض سبيلكم أخ في باب الجزيرة يجري هاربا ببضاعته من الشرطة البلدية ووجهه أزرق خوفا على رأس ماله الذي لا يزيد عن المائة دينار… عذرا…فلم تسمع أذانكم استفسارا منكم…عن الأخ المنعم علي الدر يدي…إن كان حقا اشتد به المرض ويستحق المساعدة…يوم… دفنه وسمعنا الاستفسار في المقبرة….و يلي أزعجتكم… عذرا ..فلم يبلغ أذانكم ..عمن اقتسم إخوته البيت بعد وفات الأب و الأم… ولم يجد مأوى…وقضى أياما … يهوم على وجهه ..وهو ..صاحب « الكات » (4) أمراض مزمنة. . . عذرا….فلم يبلغ أذانكم…خبر التلميذ الذي يشتغل( حارزا و طيابا )في الحمام حتى يبيت فيه.ولا عن القهواجي … ولا عن القهواجي الذي يعد الشيشة لل(رجال)…ويل لهم جميعا إن لم يوالوا …؟ اعتذر إن آمنت… بخلافة الإنسان في الأرض وما يحوط الإنسان بذلك من قداسة وعلو وسمو و ارتقاء، ونسيت تفصيلا دقيقا وحاسما وهو أن الله خلقنا طبقات « يرفس » بعضنا بعضا. وكان علي أن أفكر أن على الإنسان أن يقبل هذا المصير فهو ليس سوى بطارية تشحن فتحرك ساعدا قويا فيرمي حجارة أو يشعل ملوتوفا..(وان كان خصمنا قد اعترف لهذا الإنسان بحق السكن و التداوي و الأكل و حتى السيارة الشعبية). .. أما نحن فنعتبر ذلك التصاقا بالأرض وخنوعا للدنيا و الاستغناء عن ذلك ….رفعة وسموا وطهرا وارتقاء… أما زيد… وما ناله من حضوه فهو ضرورة… حركية…حتى إن بعض الطبالين…يرى أن بيت زيد… لا تليق به…(بينما يقتسم اخر »قراج »مع ولديه المراهقين لا يفصل سريره عن عيونهما إلا لحاف يقسم القاعة إلى نصفين و قد غادر السجن معا … ) ذكرت هذا في نفسي… وقلت لها… ملعون أبو حقدك الطبقي…أليس هو من تحمل قساوة السجن….و « المكر » ووو؟؟؟ فبقيت نفسي مشدوهة لا تدري ما تقول….لي ……نعم ..أقنعت نفسي المارقة… بأن زيدا بارزا لا يمكن له أن يعيش بأقل من 1500دينارا…أقنعت نفسي الجانحة…بان ما عليها إلا التقرب والتفرغ و إما الجحيم . . فهذا أمر معقول ومفهوم لدي…أما نفسي الجانية المارقة ..التي تصطاد في الماء العكر…والتي تنقل الأخبارالزائفة… هذه اللعينة الأمارة بالسوء أعدكم أن أردعها وعقلي الحسود….الحقود الغاشم …للعاملين عليها….. اعتذر لكم سادتي … إن حلمت يوما بالعدل… و الحرية… و الديمقراطية… نعم… حلمت صادقا ببلد مزدهر… و بأمة شامخة أبية… و أفقت ذات يوم… و اهتديت…من أحلامي المزعجة والصبيانية… بل وكان علي أن لا..أحلمها….حتى …لا أزعج منام من يريد أن يدخل العويل كل بيت… حتى يستقيم حال هذه الأمة…..مرة أخرى…عذرا و ألف عذر ……مع أني قد أكون اعرف الغيب هذه المرة كذلك……وهو أني أصيح في بئر مهجورة سياسي مقصى من التاريخ الرسمي مع الوعد ألا أقلقكم مرة أخرى المصدر : الحوار نت www.alhiwar.net
 

على وقع كلمات صاحب الاعتذار غير الرّسمي

 

  عبد الحميد العداسي

ما من شكّ أنّ الاخوة الذين مرّوا بالمحنة التي هيّأها لتونس صاحب العهد الجديد أو صاحب التغيير قد أوذوا في دينهم ومالهم وأهليهم إيذاء بالغا وقد نالهم من الجهد ما لا يعلم مداه إلاّ الله سبحانه وتعالى، ممّا قد يجعل فكرة النسيان والعفو صعبة التحقّق إذا لم تصاحبها قوّةٌ تهب مالكها لذّة التكرّم على ذلك اللئيم الذي ظلمه حتّى القتل.

 

ولئن كتب الله لبعض النّاس السجن بويلاته المنجرّ عنه وعنها وافر الأجر المفضي – بإذن الله – إلى جنّة عرضها كعرض السماوات والأرض افتتحها لهم ربّهم برحمته، فإنّ البعض الآخر قد تعرّض لمحنة « الغربة » (اجتنبت لفظ الهجرة، لأنّها تكون بالاغتراب وتكون بغيره، وقليل منّا مَن يأتيها بصدق، نسأل الله العافية).

وهذه المحنة – وإن خلت من فعل السياط في الأجساد وسوء المعاملة في المقام – قد تفوق خسارتُها بكثير خسارة الصنف الأول… فمِنَ المغتربين مَن قد قلّ زادُه الخلقي والتربوي وبالتّالي قد ضعف ارتباطه بالسبب الذي أخرجه من بلده، ومنهم مَن قد جانب الصواب في تربية أولاده فلم يوفّق في حسن تنشئتهم ومصاحبتهم أو أنّه لم يقدر على ذلك، ومنهم مَن قد ضعُفَ واستكان واتّبع هذا وذاك مشرّقا أو مغرّبا أو دون وجهة تُذكر، ومنهم مَن انبرى يلعن الخُطوة الأولى التي جعلته على هذا المضمار أو تلك السبيل حتّى أنّه لم يُبقِ لنفسه ما يعتذر به إلى ربّه عياذا بالله تعالى، وجميعهم قد فقد الأهلَ والسَّكَنَ والبلدَ…(وكلّ هذه المآسي وغيرها أوزار يحملها المغيّرون أعداء تونس في تونس على أكتافهم المثقلة)…

 

ولقد رأينا بعد خروج إخواننا من السجون التونسية ما يؤكّد هذا الزعم: فالسياط الملهبة والقلوب القاسية والتصرّفات الوحشية لم تكن كافية أو قادرة على خفض الهامات أو انتزاع  العزّة (عزّة المؤمن) أو قتل الهمم أو تنكيس الرّؤوس، بل لقد كانت كلماتهم تبعث فينا الأمل وقد بادرنا إليهم نعزّيهم، وترفع معنوياتنا وقد أسرعنا إليهم نواسيهم، في الوقت الذي سارع فيه بعضٌ منّا نحن المغتربين، على سعة عيش هُم فيه، إلى طرق أبواب دُورٍ سكنها اللّئام، دون كثرة اهتمام بما تفرضه المبادئ في مجافاة دعاة التخلّي عن المبادئ.

 

وأحسب أنّ أخي صاحب « اعتذار غير رسمي » الذي ورد في جزئين على صفحات الحوار.نت وتونس نيوز، هو من الصنف الأوّل الذي كتب الله عليه السجن، ثمّ كتب له الخلاص منه في الآونة الأخيرة (قصرت أم بعدت)، غير أنّه بَدَلَ أن يغنم كلّ ما جمع من أجور بمناسبة السجن، بدأ هذه الأيّام ينفق منها بالحديث عن أشياء يحسب أنّه يراها ولا يراها غيرُه ويُتعب نفسه كثيرا مرّة بالنّظر إلى ما في أيدي النّاس ومرّة أخرى بالتفكّر فيما هو في أيدي النّاس… ولست أعتب عليه الحديث عن الظلم الذي يتعرّض له التو نسيون (وأنا وهو منهم) من طرف ذاك الذي جاء « محاربا » للظّلم (وقد كذب)، ولكنّي ألومه عن الحديث الموجّه إلى « عائلة زملائه من المساجين السياسيين »، لما فيه أوّلا من الرّجم بالغيب ولما فيه ثانيا من إهدار الثّواب (لا قدّر الله)…

 

وللإنصاف أقول بأنّ معاملاتِنا – وإن أخذت الصفة الإسلامية – لم ترْقَ بعد إلى العدل العُمَري ولا إلى نصفه، بل لقد كانت ولا تزال – للأسف – تخضع إلى العاطفة والمعرفة الشخصية وغيرها من التأثيرات التي قد تتخلّلها بعض الأمراض (وقد عايشنا ذات يوم ذلك)، غير أنّ ذلك لا يعني أبدا أنّ الأمر قد وصل إلى حدّ استئثار « زيد » بما يكفي الكثير من العوامر (جمع عمرو)، كما ألمح إلى ذلك الأخ الكريم صاحب « الاعتذار »، فلعلّ زيد هذا قد كان في أصله صاحبَ مال وحظوة!…

ثمّ إلى متى نظلّ هكذا مسمّرين في أماكننا نرقب هذا أو ذاك دون مبادرة ودون حراك، بشكل لا يزيد إلاّ من حديث النفس ومن كره الأنفس وإبغاضها؟! وإلى متى تظلّ هذه الحركة في مرمى أعدائها وكثير من أبنائها؟! ومتى رأيناها أو اعتبرناها بقرة حلوبا أو لا تكون؟! أحسب أنّ « حركة النهضة » بوضعها الحالي غيرُ قادرة على الإطعام والإيواء الكاملين. وأستغرب كثيرا لوجود من يهنأ بـ »التفرّغ » بالمعنى الإعاشي إن صحّ التعبير، وعليه فإنّي لا أقبل بسهولة إيحاءات الأخ الكريم في « اعتذاره »، أي بعبارة أخرى  لا بدّ من إقلاع القوم الذين يسلكون هذا السلوك – إن وجدوا – عن فعلتهم لأنّها لا تتناسب مع الظرف العام المعيش…

 

هذا وأتفهّم الإشارات أو التلميحات – التي تزيد من عذاباتنا – الصادرة عن هذا الأخ أو ذاك حول تصرّف بعض الزوّار الموسميين من النّساء والأطفال وبعض آبائهم، وقد دفعتهم رغبة التنعّم ببلد حُرِموه السنين الطويلة إلى عدم التوازن (ربّما) في الصرف أو في التمتّع بشمس البلاد وبحرها وهوائها وزيتونها كما قيل… فقد كان لا بدّ من احترام مشاعر النّاس خاصّة ممّن أوذي في لقمة عيشه، ولكنّي أجد مقابل ذلك ما ينغّص عليّ وعلى آخرين – أحسب – العيش وذلك من خلال هذا الخطاب المكتوب أو المسموع المجرّم للجميع، حتّى أنّ الأخ « صاحب الاعتذار » لم يَزِنْ كثيرا كلامه الذي تحوّل بوعي أو دون وعي إلى سباب لاذع حيث قال: « فعذرا وألف عذر لكم إن انتظرت يوما أن تكونوا في المستوى« ، مع العلم أنّه قد رفض حسب قوله مساعدة « الخلايعية »… فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله!…

 


´

إلى الدكتور الهاشمي الحامدي

 
رسالتان سريعتان أوجههما إلى الدكتور الهاشمي الحامدي وأرجو أن يتقبلهما بصدر رحب الرسالة الأولى: غريب أمر الدكتور الهاشمي الحامدي مع قناته المستقلة فلا صوت فيها إلا صوته ولا ظل فيها إلا ظله فهو قارئ القرآن والمحلل السياسي والمفكر والمحاور في جميع القضايا الفكرية والسياسية والاقتصادية..وهو قارئ الشعر والقادر على أن يخوض في كل موضوع. لعلَك يا دكتور في قرارة نفسك تقول « إنك أنت الأجدر وعندك من الكفاءة ما لا يتوفر عند الآخرين ». لماذا حينئذ ننتقد المستحوذين على كل شيء في بلادنا ها نحن مثلهم تقريبا. يا أخي افتح المجال لغيرك من الكفاءات الإعلامية ليطوروا منبرك الإعلامي هذا ويحسَنوا مظهره . الرسالة الثانية: الدكتور الهاشمي فيما يبدو ذو عاطفة قوية وهَاجة تدفعه أحيانا إلى الحكم على الأمور أو على الأشخاص دون إعمال عقل ولا تحكيم شرع فيلقي الأحكام أحيانا على عواهنها ويوزَع الرحمات والمدائح على من يشاء. ترحَم سابقا على بورقيبة واستغرب ممن رفض الترحم عليه. وهاهو اليوم في مقاله وفي قناته يترحَم على الشاعر نزار قبَاني من دون أدنى تحفظ . واختار له من أشعاره أعذبها وجهل أو تناسى أن هذا الرَجل وإن كان شاعرا فطحلا صاحب مدرسة شعرية فريدة إلا أنَ في شعره تطاولا على الباري عز وجل وعلى ذوات طاهرة مقدسة مثل الملائكة الكرام ولعلَي أسوق لك مثالا واحدا مصداقا لكلامي هذا. يقول قبَاني: لأني أحبَك يحدث شيء غير عادي في تقاليد السماء: يصبح الملائكة أحرارا في ممارسة الحب ويتزوج الله حبيبته هل بعد هذا التطاول حتى لا أسميه شيئا آخر من تطاول. أريدك يا دكتور أن تكون عادلا وأنت تتكلم على الأشخاص أو الهيئات فلا تأخذك غمرة العواطف فتحمد أناسا بما ليس فيهم وتزكَي على الله من جاءوا شيئا إدّا خاصة وأنَه لم يثبت أن نزارا قد اعتذر عن مقولته القبيحة هذه.  » ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدَنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يَكون عليهم وكيلا » والله المستعان. شهاب

 

مؤتمر « حركة التجديد »: كلمة الرّفيق حمّه الهمّامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال

 
أيتها الرفيقات، أيها الرفاق، باسم مناضلات حزب العمال الشيوعي التونسي ومناضليه يسعدني أن أحييكم متمنيا لمؤتمركم النجاح والتوفيق. إنه لا يمكن لأي مناضلة تقدمية أو مناضل تقدمي أن لا يتطلع إلى نتائج مؤتمركم هذا، فكل خطوة تقطعها أطراف ديمقراطية تقدمية نحو توحيد صفوفها، إنما هي خطوة من شأنها أن تعزز الحركة السياسية، بل المعارضة السياسية في تونس. لذلك أجدد لكم تهانينا وتمنياتنا بالنجاح والتوفيق. واسمحوا لي بهذه المناسبة، وفي إطار الفسحة الزمنية القصيرة المتاح لي التحدث فيها إليكم أن أعبر عن موقف حزب العمال من بعض القضايا الهامة التي تشغل بالكم في مؤتمركم هذا كما تشغل بال كافة فصائل المعارضة السياسية في بلادنا، وقد تطرق بعض من سبقني إلى مخاطبتكم، إلى هذه القضايا أو إلى بعضها. إن القضية الأولى التي أريد الخوض فيها تتعلق بالتقدم والتقدمية. نحن في حزب العمال متمسكون بالقيم التقدمية ومدافعون عنها. وهذا أمر ليس في حاجة إلى إثبات. نحن متمسكون بالقيم التقدمية ومدافعون عنها، بما تعنيه من انتصار للعقلانية والتحرر الفكري والأنوار ضد الجمود والتحجر والظلمات، وبما تعنيه أيضا من انتصار للحرية والديمقراطية ضد الاستبداد والدكتاتورية، وللعلمانية ضد الدولة التيوقراطية، وللمساواة ضد الميز بسبب الدين أوالجنس أو اللون أو القومية أو المركز الاجتماعي، وللعدالة الاجتماعية وللعمال والكادحين عموما ضد الاستغلال الرأسمالي وضد مصاصي الدماء أفرادا وجماعات، وللثقافة النيرة وللعلم ضد ثقافة التفسخ والتنميط والتجهيل والخرافة، وللحرية والاستقلال ضد التبعية والإلحاق الاستعماري، ولحركات التحرر الوطني والاجتماعي في العالم بأسره ضد القوى الامبريالية والرجعية، وأخيرا، للأخوّة الإنسانية ضد التعصّب القومي والديني، بل ضد التعصّب بجميع أشكاله. هذه بشكل موجز التقدمية، أو بالأحرى القيم التقدمية التي نتمسك بها وندافع عنها والتي يتمسك بها ويدافع عنها مناضلات ومناضلون كثيرون في هذه البلاد. ولكننا نريد أن نؤكّد أن التقدمية تصبح بلا معنى وبلا مصداقية إذا ظلت مجرد شعارات ولم تتنزل في إطار الصراع الوطني والاجتماعي الدائر اليوم في تونس، إذا لم ترتبط بالنضال الملموس في بلادنا، وبعبارة أخرى إذا لم تتحول إلى خط سياسي وبرنامج واستراتيجيا وتكتيك تستهدف النظام الاجتماعي والسياسي الذي يعرقل إنجاز المهمات التقدمية في بلادنا، تستهدف أولا وقبل كل شيء نظام الاستبداد لأنه هو الذي يكرس الاستغلال والتخلف والجمود والتبعية. وإنّ من يريد حقا مقاومة الظلامية والسلفية في تونس عليه أولا وقبل كل شيء مقاومة هذا النظام الذي يوفر التربة المناسبة لظهورها وتطورها. وإن من يريد حقا مقاومة التبعية و »الولاء للخارج » عليه أن يقاوم أولا وقبل كل شيء هذا النظام الذي ربط بلادنا بـ »الخارج » وأغرقها في التبعية للدول والشركات الامبريالية. فمن باع المؤسسات العمومية لـ »الخارج »؟ ومن ساند العدوان الامبريالي على العراق؟ ومن هو عرّاب مشروع الشرق الأوسط الكبير في بلادنا؟ أليس هو أوّلا وقبل كل شيء نظام بن علي؟ لذلك نحن في حزب العمال نعتقد جازم الاعتقاد أن القوى التقدمية إذا أرادت حقا أن تسدّ الطريق أمام وصول القوى السلفية والظلامية إلى الحكم وتجنيب بلادنا قيام دكتاتورية جديدة، تدّعي النطق باسم « السماء »، عليها أن تكون هي في طليعة النضال ضد النظام القائم، في طليعة النضال ضد الاستبداد والاستغلال والفساد والتبعية، لا أن تتخذ من الحركة الأصولية والسلفية ذريعة لتهادن هذا النظام أو تخدم في ركابه بدعوى أنه « شرّ أهون ». هذا هو الدرس الذي على كل تقدمي أن يستخلصه من كل التجارب في العالم العربي والإسلامي، من السودان وإيران ومصر وفلسطين وغيرها. فكلما تخلفت الحركة أو الحركات التقدمية عن القيام بواجباتها، وفقا لما تفرضه عليها مصالح شعوبها، وكلما هادنت أنظمة الاستبداد والفساد بهذه التعلة أو تلك، إلا وفقدت مكانتها، إلا واحتلت الساحة قوى أخرى، خصوصا القوى السلفية اليوم، التي لا يتردد بعضها إن لم نقل جلها في تكفير التقدم والحرية والديمقراطية، وفي الدفاع عن أسس النظام الرأسمالي النيوليبرالي. وليس خافيا أن هذه الحركات تنجح في ظل الفراغ الذي تتركه القوى التقدمية، في كسب تعاطف قطاعات واسعة من الشعب وتبدو وكأنها المتمثلة لمصالحه وطموحاته، المدافعة عن هويته في وجه الغزو الامبريالي وعن حقوقه في وجه الحكام المفلسين. إن الحركة التقدمية هي المدعوة إلى تمثل مطالب الشعب، مطالب العمال والكادحين، وهي المدعوة إلى أن تكون في طليعة النضال ضد نظام الاستبداد فتبلور البرامج والخطط النضالية وتقدم التضحيات وتفتك بها عن جدارة هذا الموقع الطليعي، وقتها سيثق بها الشعب وسيختار السير معها، على السير وراء أيّة حركة سلفية أو ظلامية تعده بتعويض الاستبداد الحالي باستبداد من نمط جديد. وفي ما عدا هذا السبيل، لا يوجد سبيل آخر للحركة التقدمية كي تتطور وتؤثر في مجرى الأحداث وتكسب معركة التقدم والديمقراطية والتحرر والحداثة. هذا في خصوص القضية الأولى، أما القضية الثانية فتهمّ العمل المشترك بين قوى المعارضة في تونس. لقد قال السيد محمد حرمل في الكلمة التي افتتح بها هذا المؤتمر إن « حركة التجديد » مع بناء « جبهة موحّدة » ومع « حركة وطنية تلتفّ حول الحدّ الأدنى »، ولا يسعنا إلا القول بأننا نحن في حزب العمال مع هذا التوجه، نحن مع التفاف قوى المعارضة حول حدّ أدنى يهدف إلى تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية الدنيا التي من شأنها أن تحسّن أوضاع شعبنا، وحالة مجتمعنا. وما من شك في أننا نختلف حول الموقف من « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » التي نساهم فيها نحن، كما نختلف حول الموقف من « الائتلاف الديمقراطي » الذي تساهمون فيه أنتم، وليس المجال هنا لنناقش أسباب هذا الخلاف ونقيّم مسار كلّ من « الهيئة » و »الائتلاف » ولكن دعوني أقول لكم: هل أن هذا الخلاف يحول دون القيام بأعمال مشتركة بيننا وبينكم في العديد من المجالات؟ جوابنا، لا، بالطبع. نحن نعتقد أن أمامنا مجالات واسعة للعمل المشترك حتى وإن اختلفنا حول المسألة المشار إليها، المهم هو أن نقتنع بذلك ونتجنب الشروط المسبقة، كما نتجنب الاتهامات المجانية. لقد سمعت من يتحدث عن « تحالف 18 أكتوبر » والحال أننا أوضحنا أكثر من مرة أن الأمر ليس كذلك، وأنه لا يتجاوز حاليا حدود « وحدة عمل » حول محاور محددة تهم الحريات. لأن التحالف يتطلب مقتضيات أخرى غير متوفرة اليوم. كما سمعت من يتكلم وكأن التقدميين واليساريين في « هيئة 18 أكتوبر » « باعوا جلودهم » وتخلوا عن هويتهم. وهذا ليس صحيحا، وخير شاهد على ذلك النصوص والمواقف التي تصدر عن « الهيئة » والتي تدافع بدون لبس عن مطالب فيها مصلحة للشعب التونسي وللحركة التقدمية والسياسية ككل. ولكن دعونا من هذا كما قلت ولنتحدث عن إمكانيات العمل المشترك في ما بيننا. ألا توجد يوميا نضالات عمالية وتحركات اجتماعية، فـَلِمَ لا نتكتل من أجل دعمها؟ لِمَ لا نتكتل من أجل دعم تحركات أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل؟ لِمَ لا نتكتل من أجل الدفاع عن العمال الذين يُطرَدون يوميا بالجملة؟ لِمَ لا نتكتل للدفاع عن لقمة عيش الشعب، فالأسعار ترتفع يوميا وغلاء المعيشة يدمّر حياة الطبقات والفئات الفقيرة، بل يدمّر حتى حياة الفئات الوسطى من المجتمع؟ إنه بإمكاننا التكتل حول هذه المحاور كما بإمكاننا التكتل حول محاور أخرى كمحور الحريات، أو ضدّ الهجوم الامبريالي اليومي على بلادنا. إن الشركات الامبريالية تسيطر أكثر فأكثر على مصائر اقتصادنا وبلادنا ناهيك أنها، استأثرت، إلى حد الآن، استنادا إلى المصادر الرسمية الحكومية، على 85% من رأس مال الشركات المفوّت فيها، علما وأن موقعها سيتعزز أكثر في القادم من الأيام الذي سيشهد تفويتا في ما تبقى من ممتلكات عمومية. فأين هي الحركة التقدمية؟ وما هو موقعها من كل هذا؟ وما هو برنامجها وخططها للتصدي لهذا النزيف؟ إلى ذلك توجد مسألة أخرى على غاية من الأهمية تواجه الحركة التقدمية اليوم، وهي موعد 2009 الانتخابي. وقد تعرّض له بعض المتدخلين قبلي. إن هذا الموعد هام. ونظام الحكم أخذ يستعد له منذ مدة. ونحن نعتقد في حزب العمال أن الحركة التقدمية مطالبة بالاستعداد له حتى تكون مؤثرة في مجرى ما سيحدث مستقبلا. ودون إطالة، بالنظر إلى ضيق الوقت، نحن نعتقد أنه من الممكن أن يجمعنا في هذا الصدد شعار واحد وهو « لا للرئاسة مدى الحياة، لا للحكم الفردي المطلق ». نحن نقول هذا لأنه طالما أن هناك رئاسة مدى الحياة وحكما فرديا مطلقا، لا أمل في انتخابات رئاسية حرّة، تعددية وديمقراطية، ولا أمل أيضا في انتخابات تشريعية حرة، تعددية، وديمقراطية، وبالتالي لا أمل في تداول ديمقراطي على السلطة، لذلك علينا أن نعرف على ماذا نركز جهودنا، كما أنه علينا الانتباه إلى مناورات السلطة التي تهدف إلى تمرير مشاريعها، بما في ذلك رئاسة بن علي مدى الحياة. فاليوم يوجد كلام هنا وهناك حول « انفراج » أو « بوادر انفراج » بناء على بعض الإجراءات التي اتخذتها السلطة [1] نتيجة ضغوط داخلية وخارجية. ولكن ما هو حجم هذه الإجراءات ومغزاها؟ لقد ذكرت السيدة ميّة الجريبي، قبلي، وهي محقة في ذلك، أن الإجراءات المقصودة هي بكل المقاييس دون الحدّ الأدنى الذي تطالب به الحركة الديمقراطية من جهة، ودون التضحيات التي قدمتها هذه الحركة من جهة ثانية. أما من حيث مغزاها فهي لا تخرج عن نطاق محاولة توسيع الخناق عن نظام الحكم، وتهيئة المناخ لاستدراج المعارضة أو بعض فصائلها إلى تفاهمات مغشوشة لتمرير بقاء بن علي في الحكم، فلنتصدى إذن موحدي الصفوف لهذا الوضع وخصوصا لمهزلة 2009 حتى لا تستمر مأساة تونس، مأساة الرئاسة مدى الحياة والحكم الفردي المطلق. إن نقد النظام السياسي في بلادنا ينبغي أن يبدأ، حتى يكون له معنى، بنقد الحكم الفردي المطلق المتجلبب بجلباب الرئاسة مدى الحياة، وإن أيّ تغيير للنظام السياسي في بلادنا، ينبغي أن يبدأ، حتى تكون له جدوى، بتغيير هذا النمط من الحكم والتخلص منه. إن الحكم الفردي المطلق هو الذي قضى على المؤسسات وعلى دولة القانون كما قضى على الحريات وأفرغ الحياة السياسية من أي محتوى وهمّش الأحزاب والجمعيات وحكم على الشعب التونسي بأن يبقى في وضع الرعية. فلنتكتل ضد هذا الواقع، لنتصدى لمهزلة 2009 موحدي الصفوف. فذلك أدنى ما يمكن أن نقوم به وذلك من شأنه أن يقدمنا ويقدم قضية الشعب التونسي. وفي الختام أجدد لكم الشكر والتحية. [1] المقصود بالإجراءات ما يلي: رفع الحكومة يدها عن أموال جمعية النساء الديمقراطيات المقدَّمة لها من الاتحاد الأوروبي في إطار خطة « دعم المجتمع المدني » وهو أحد بنود عقد الشراكة الذي أمضته الدولة التونسية مع الطرف الأوروبي، ومنح الجمعية مبلغا آخر من صندوق رئاسة الجمهورية، إطلاق سراح عدد من المساجين السياسيين من بينهم من قضى حوالي 17 سنة سجنا، استقبال رئيس الهيئة العليا للحريات وحقوق الإنسان الرسمية رئيس الرابطة بطلب من هذا الأخير. وقد غذت هذه الإجراءات المحدودة والشكلية بعض الأوهام علما وأن القبضة الأمنية متواصلة: اعتقالات في صفوف الشباب، تعذيب، محاكمات جائرة، مراقبة مقرات الأحزاب والجمعيات، مواصلة منع الرابطيين من الدخول إلى مقرات منظمتهم وعقد مؤتمرها، منع انعقاد ندوة شبابية تابعة لجمعية النساء الديمقراطيات، تفتيش منزل رئيس فرع منظمة العفو الدولية بتونس، إلخ.
 

(المصدر: « البديل عاجل » قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ أوت 2007)  


نقابة الطيارين أمام لجنة النظام الجهوية بالمنستير

 

 
كان من المقرر دعوة نقابيين من قطاع النقل الجوي : كمال تمزيني ومعز الدين قطاطة، الطيارين بمؤسسة الطيران الجديد (Nouvel Air)، على لجنة النظام الوطنية لكن تدخل السيد سعيد يوسف الكاتب العام الاتحاد الجهوي بالمنستير أقنع القيادة النقابية للاتحاد بعد جهد جهيد بتحويل الملف إلى لجنة النظام الجهوية بالمنستير. ويتمحور الاستجواب حول تعطل سير العمل يوم 24 جويلية الماضي وعدم تحمّل النقابة مسؤوليتها في منع الاحتجاج الذي تم من طرف أغلب الطيارين (تغيّب 50 طيار بصورة فجائية ولكن قانونية وشرعية: إجازات مرض) حول أوضاعهم المهنية وخاصة حول مآل الخصم على الأجور بعنوان التأمين على المرض (360 دينار شهريا تقطع من الأجور بدون خدمات تأمين مند سنة 2001 ورغم عديد الجلسات ومحاضر الاتفاق ورغم وعد الأمين العام عبد السلام جراد بفض المشكل دون جدوى). إن نقابة الطيارين مكسب للاتحاد لا يجوز ضربه خاصة وأنّ الاحتجاج لم يكن مؤطرا من النقابة بل هو نتيجة انسداد الآفاق، فما هو خطأ النقابة حتى تقع إحالة عضوين منها على لجنة النظام؟ إنه من الأجدى إيجاد الحلول المتراكمة وتأطير العمل النقابي أكثر من طرف الاتحاد حتى تصبح التحركات والانجازات مكاسب نقابية تجبر الأعراف على احترام الحق النقابي و تقف ضد الاستهتار بحقوق العاملين بالقطاع الخاص الذي يشكو نقصا كبيرا في التأطير والإحاطة.
 

(المصدر: « البديل عاجل » قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ أوت 2007)  


صيف الانتقام : تجاوزات بالجملة في حق أساتذة التعليم الثانوي بالمنستير

 
انعقدت ندوة إطارات التعليم الثانوي بالاتحاد الجهوي بالمنستير وذلك يوم الثلاثاء 14 أوت 2007 لتدارس أوضاع بعض الزملاء المنتظر إحالتهم على مجلس التأديب بتهم واهية تدلّ على تردّي المناخ الاجتماعي بالمؤسسات التعليمية بالجهة وتنكر المسؤولين الجهويين للاتفاقات السابقة، لكن وفي غياب محاضر ممضاة بين الطرف النقابي (النقابة الجهوية) والإدارة الجهوية فإنّ الأمر لا يستغرب في إعادة إثارة الملفات انتقاما و توتيرا للأجواء. –  الحالة الأولى والتي يمثل صاحبها على مجلس التأديب يوم 29 أوت، تهمّ أستاذ العربية بمعهد علي بورقيبة بشر الصكلي والذي وجهت له تهم خطيرة هي التطاول على الوزارة وثلب وزير التربية والاعتداء على « الزميل المسمى العربي » وهو صاحب الافتراء، ولا يعدو أن يكون هذا الاعتداء سوى تشفيا إثر نقد وجهه حول بناء المدرسة الإعدادية الجديدة بخنيس على ضفاف سبخة (بحر ميّت) غير ملائمة لاحتضان الناشئة وهو ما اعتبر تطاولا وثلبا للسيد وزير التربية الصادق القربي أصيل بلدة خنيس فكيف لا يتسع صدر الوزارة لحرية التعبير والنقد الصريح من أجل مصلحة البلدة ومواطنيها؟ –  الحالة الثانية تهم أستاذ العربية بمعهد بنبلة نعمان حريق الذي وجهت له بفعل فاعل تهمة القذف في شخص الوزير عبر عريضة ممضاة من ثلة من الأساتذة الغيورين على صورة وسمعة وكرامة السيد القربي ويطالبون بالقصاص من زميلهم « الذي شبّه وجه الوزير بوجه الدجاجة.. » والكل يعلم كفاءة نعمان وجديته لكن مدير المعهد السيد الأزرق الذي فشل في إثارة الأولياء ضدّه وجد ضالته في بطانته للانتقام وقد عبّر المدير الجهوي في جلسة سابقة مع النقابة الجهوية على حفظ القضية لكنه ها هو اليوم يتراجع. –  الحالة الثالثة تهم النقابي منذر قنابة أستاذ التاريخ والجغرافيا بطوزة والمتهم بالتطاول على مدير المعهد السيد حسين نصر أثناء مداولات مجلس الأقسام حين طلب الإذن متدخلا حول التسيب بالمعهد والتوزيع الغير عادل لمراقبة الامتحانات… فتمارض المدير (أمضى ليلة بالمستشفى) وتم توجيه تهمة الاعتداء بالعنف على موظف وتهمة التأخير في الحضور وهو المسجل على رأس القائمة يوم انعقاد مجلس الأقسام. إنها تهم واهية ترمي إلى التخلص من « الجرثومة النقابية » بطوزة. ندوة الإطارات ندّدت بهذه الممارسات التي من شأنها ضرب الحق النقابي وباستهداف القطاع في فترة الصيف وغياب الأساتذة فقرّرت الاحتجاج يوم انعقاد مجلس التأديب بالاعتصام وكذاك بمقاطعة أعضاء اللجنة الإدارية المتناصفة وحمّلت مسؤولية تدهور الأوضاع للإدارة الجهوية وللوزارة مع مفتتح السنة الدراسية.  

(المصدر: « البديل عاجل » قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ أوت 2007)  


ما المراد بالضّبط من تشغيل لجنة النّظام الوطنية؟

 

 
بقلم إطار نقابي قاعدي يلاحَظُ منذ نهاية جوان 2007 تقريبا وإلى حدود هذه السّاعة اشتغال لجنة النّظام الوطنيّة في علاقة بمناضلي قطاع التّعليم الأساسي بسرعة تكاد تكون قياسيّة، إذ ما إن يتمّ الإنتهاء من استدعاء مجموعة والتّحقيق معها حتّى يقع استدعاء مجموعة أخرى، وعلى حدّ علمنا فالقائمة مازالت تطول. هذا دون أن ننسى طبعا المناضلين من قطاع الصحّة الذين أوقفا عن النشاط النقابي مؤخّرا والمضايقات في حقّ مناضلين من التّعليم الثانوي (سحب التفرّغ لكلّ من الطيّب بوعائشة وفرج الشبّاح). السؤال الأوّل الذي يتبادر إلى الذهن، لماذا المضايقات تجاه هؤلاء النقابيّين ومحاولة تصفيتهم؟ السؤال الثاني، لماذا التركيز على قطاع التعليم الأساسي بصورة خاصّة؟ السؤال الثالث، لماذا التركيز على أسماء معيّنة في قائمة المدعوّين لسماع أقوالهم من طرف لجنة النظام الوطنيّة؟ السؤال الرابع، هل كلّ ما تقوم به لجنة النظام هذه الأيام هو فعلا الدفاع عن الإتحاد ومبادئه، والتصدّي للفوضى والتسيّب والمسّ بقيادات الإتحاد كما يدّعون، أم لأسباب أخرى خفيّة ومعلنة؟ أسئلة عديدة تخامر ذهن كلّ نقابي نزيه وغيور فعلا على مبادئ الإتحاد وعلى أسس العمل النقابي المستقلّ والدّيمقراطي وعلى مصالح الشغيلة التونسية المادية منها والمعنويّة، سنجتهد في الإجابة عنها في هذا المقال. إنّ كلّ الذين وقع استدعاؤهم للمثول أمام لجنة النظام الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل متّهمون بصورة عامّة بالإخلال بمبادئ الإتحاد والنيل من أهدافه، وللتوضيح أكثر فقد وجّهت لهم تهم المسّ من كرامة أعضاء المكتب التنفيذي والأمين العام ووقعت مساءلة البعض حول شعار رفع أكثر من مرّة وفي مواقع مختلفة « يا حشاد أو يا تليلي شوف شوف الخيانة بالمكشوف » ومحاولة منع الأمين العام من إلقاء كلمته في قفصة – والمشاركة أو الإشراف على اجتماع عام أسيء فيه للقيادة في الإتحاد وهلمّ جرّا من سلّة التّهم التي يراد بها في الحقيقة تصفية وتجريد مناضلين نقابيّين بعينهم حتى لا يفسدوا حلم التوريث الذي يخطّط له البعض. هل كان يقع ما وقع لو أنّ القيادة وقفت إلى جانب هياكل قطاع الأساسي ومكّنتهم من هيئة إدارية ولم تنجرّ إلى أوهام السّلطة، ولم تستبدّ بها الرّغبة الجارفة في الإنتقام من النقابيّين المعارضين لها أثناء مؤتمر المنستير الأخير؟ لنتحدّث بصراحة : ألم يصرّح « علي رمضان » في عديد المواقع أنّه لن ينسى ما وقع في مؤتمر المنستير – يعني أنّه سيتولّى بنفسه الإشراف على إعداد ملفات للنقابيّين المناوئين لحلمه طبعا، وهو قد أوكل إلى أتباعه مهمّة الإستجواب في تحدّ واضح للنظام الداخلي الذي يدّعي الإشراف على حظوظه. إنّ مهمّة البحث وتقصّي الحقائق واستدعاء النقابيّين لسماع أقوالهم تقوم بها اللجان الجهوية أو اللجنة الوطنية كلّ حسب مجال اختصاصه، وفي قضيّة التعليم الأساسي أغلب المدعوّين إمّا مسؤولون في نقابات أساسية أو نقابات جهوية وبالتالي استدعاؤهم كان ينبغي أن يتمّ من طرف اللجنة الجهوية التابعة للإتّحاد الجهوي المعني والتبرير المقدّم الذي يقول بأنّ المسألة تتعلّق بالأمين العام والمكتب التنفيذي ينطبق عليه مثال « ربّ عذر أقبح من ذنب » إذ أنّ في المنظمات الديمقراطية الأمين العام أو أيّ عضو في المكتب التنفيذي له نفس الحقوق وله نفس الواجبات مثله مثل أيّ عضو في أيّة نقابة أساسية والإحالة على لجنة النظام تكون حسب مسؤوليّة المشتكى به وليس حسب مسؤولية الشّاكي مهما كان موقعه، وإلاّ ما الفائدة من انتخاب اللجان الجهوية طالما أنّ لجنة النظام الوطنيّة تمركز كلّ شيء بيديها؟ الواضح أنّ طرفا في القيادة يسعى إلى توظيف لجنة النظام الوطنية لبلوغ أهدافه وليست له ثقة في لجان النظام الجهوية. إنّ الإتحاد العام التونسي للشغل يمرّ اليوم بحالة استقطاب شديدة بين تيّارين رئيسيّين : –  الطامعون في تكسير قرارات مؤتمري « جربة » و »المنستير » وذلك بإلغاء شرط الدورتين وجعل عدد الدورات لا محدودا، ويتزعّم هذا التيّار السيد « علي رمضان » الذي يستعمل موقعه كمسؤول عن قسم النظام الداخلي بمباركة أطراف داخل الإتحاد وخارجه لاسيّما السلطة التي من مصلحتها التخلص من كلّ مسؤول نقابي يروم النضال من أجل توجّه نقابي مستقلّ ديمقراطي ومناضل وبالطبع فهؤلاء يشكّلون خطرا على مصالحها. –  التيّار النقابي الديمقراطي والمناضل وهو يتكوّن من العديد من التيّارات النقابية والسياسية والمستقلّين الذين يناضلون جميعا من أجل دمقرطة الإتحاد ووضعه على سكّة النضال ورفض مفهوم النقابة المساهمة التي تخدم مصالح الأعراف والسلطة، أي مصالح رأس المال والتي تقدّم للشغيلة الفتات، وأطروحات هؤلاء معروفة : الحفاظ على السّلم الإجتماعية وعدم القفز في المجهول – الحوار الإجتماعي (اقرأ النفاق والكذب الإجتماعي) – الحفاظ على مصالح العمال والمؤسسة (أي في الحقيقة الحفاظ على مصالح الأعراف، الخ.). لقد التقت المصالح : مصلحة السلطة ومصلحة المجموعة المتنفّذة داخل المكتب التنفيذي أو ما عبّر عنه البعض بـ »العشيرة » وكذلك مجموعات الإنتهازيّين، إذ الجميع يعرف كيف يدخل البعض منهم المسؤوليّة خالي اليدين وبتحمّله لها يصبح من أصحاب العقارات والجاه والملايين. وحتّى الخلاف الذي حصل مؤخّرا بين المركزيّة والسلطة والذي تلته تحرّكات غاضبة بقيادة المكتب التنفيذي : ندوات « أميلكار » وجهة « نابل » والندوة الصحفيّة المشتركة لقطاعات التربية والتعليم التي انعقدت بقاعة « أحمد التليلي » تحت إشراف عضو المكتب التنفيذي للاتحاد محمّد السحيمي لاتعدو أن تكون ظرفيّة حسب بعض المراقبين الذين يرجّحون أنّ الخلاف لم يكن حول تصفية بعض المسؤولين النقابيين من عدمه فالإتفاق هنا حاصل وإنّما حول من يقدّم لصاحبه الأوّل : السلطة تطالب بضرب « المتطرّفين » من النقابيين ثمّ تنظر في ما يمكن أن تقدّمه والقيادة النقابية تطالب بإمضاء اتفاق حول مطالب الأساسي ومعالجة وضعيّة التمثيل النقابي في التعليم العالي حفظا لماء وجهها ثمّ إنها ستنفّذ مشروع تجريد بعض النقابيين الذي يصادف أيضا هوى في نفسها. إنّ الخلاف لا يعدو سوى أن يكون أزمة ثقة بين طرفين يخاتل أحدهما الآخر، ولا علاقة له بصنف الخلافات المبدئيّة. [1]. وهانحن اليوم بعد إمضاء اتفاق الأساسي وماكينة لجنة النظام مازالت على أشدّها بل ازدادت سرعة وانتشارا، وهذا ما يدعّم الرؤية السابقة (استدعاء اثنين من القصرين هما رضا البرهومي من النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسبيطلة، وساسي البوعلاّقي عضو اتحاد جهوي سابق بالقصرين ليوم 14 أوت الجاري، وأيضا مجموعة قفصة الأخيرة من التعليم الأساسي: النّاصر القطواني، جمال عمامي، علي عبداللّه، السّبتي الردّاوي، أحمد سليم، وحسين المبروكي من التعليم الثانوي نقابة الرديّف)، والصّمت المريب من المركزيّة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر حول إحالة المناضل النقابي « سليم غريس » على مجلس التأديب بالوزارة ليوم 5 سبتمبر القادم. لقد طرحنا سابقا لماذا التركيز على قطاع الأساسي وعلى أسماء معيّنة، للإجابة نقول لقد مثل قطاع الأساسي مؤخّرا مركز ثقل للعمل النقابي المناضل داخل الإتحاد وشكّل حلقة متقدّمة في التصدّي لمشاريع السلطة نحو خصخصة التعليم والهجوم على مكاسب المعلمين وأهمّها حركة النّقل وضرب الحقّ النقابي وذلك بالإنفراد بالرأي وتجاهل الهياكل النقابية في قطاع الأساسي جهوية كانت أم وطنية. وممّا زاد الطّين بلّة أنّ جماعة التوريث داخل الإتحاد ساندوا هذا التوجّه وهو تصفية المناضلين لأنهم لم يكونوا في صفّهم، وكانت فرصتهم للتخلّص منهم وإلاّ بماذا نفسّر الهجوم المتزامن على بعض النقابيين، مساءلات من طرف الإدارة ومن الإتحاد في نفس الوقت؟ بماذا نفسّر إيقاف نقابيين في الصحّة عن المسؤوليّة النقابية؟ بماذا نفسّر شجّ رأس « خالد الدّلهومي » من قبل قوات القمع في القصرين والإتحاد لم يفعل شيئا يذكر وحتى الوفد الذي تحوّل إلى هناك تجاهله الوالي، لو « كانت الدّنيا دنيا » لأعلِنَ الإضراب الجهوي من قبل القيادة، وإنّما أحيل نقابيّون من هذه الجهة المعتدى عليها اعتداء همجيّا وبربريّا على لجنة النظام الوطنية، بماذا نفسّر سحب التفرّغ النقابي لمسؤولين من نقابة الثانوي؟ إنّ كلّ هذه الأسئلة تجد تفسيرا وحيدا وهو ضرب كلّ نفس نقابي مناضل. ثمّ وبقراءة سريعة في الأسماء التي وقع استدعاؤها للمثول أمام لجنة النظام الوطنية نلاحظ استهدافا لطرف نقابي معيّن لا يخفى على أحد – وهذا الطرف فعل أم لم يفعل فهو مستهدف، وهو الذي يقضّ مضجع السيد « علي رمضان » الذي يقوم بحملة تحريض ضدّه ويحاول إظهاره زورا وباطلا بمظهر الخطر على الحركة النقابية والبلاد وحتى في بعض المواقع وفي بعض الأحداث التي ليست فيها لهذا الطرف لا ناقة ولا جمل فإنّ مسؤول النظام الداخلي ينسب له كلّ شيء. بقي السؤال الأخير هل أنّ ما تقوم به لجنة النظام الوطنية ومن ورائها جماعة التوريث والسلطة هو فعلا للدفاع عن مبادئ الإتحاد وأهدافه وهيبته وهيبة قيادته أم أنّ في الأمر أشياء أخرى؟ لايخفى على أحد أنّ قوانين منظّمتنا التي ضحّى من أجلها المناضلون على اختلاف مشاربهم واضحة في هذا المجال : تقول وثيقتا القانون الأساسي والنظام الداخلي في الفصل الثاني ضمن أهداف الإتحاد : العمل من أجل الدفاع عن الحريات العامة والفردية وترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. ولكن ليس هذا هو رأي بعض العناصر في القيادة النقابية – شأنهم في ذلك شأن نظام بن علي – يعتبرون كلّ نقد لمواقفهم وممارساتهم تهجّما على مبادئ الإتحاد وأهدافه. و »بن علي » أيضا يعتبر كلّ نقد لسياسته أو لسياسة حزبه ونظامه إساءة لتونس وجب معاقبة القائم بها. بن علي ونظامه يعتبرون أنفسهم تونس وبعض العناصر في قيادتنا النقابية يعتبرون أنفسهم الإتحاد. قوانين الإتحاد وتصريحات مسؤوليه تدافع عن حرية التعبير والنقد (انظر تصريح السيد « محمّد سعد » عضو القيادة النقابية في مؤتمر حركة التجديد الأخير في شأن دعم الإتحاد للمجتمع المدني ومطالبه من حرية التعبير والتنظّم… وقد قوبل هذا التّدخّل بالترحيب من كافة الأطراف سواء أحزاب تقدّميّة أو منظّمات المجتمع المدني المستقلّة)، انظر مقرّرات مؤتمرات الإتحاد وهيئات قراره كيف أنها مع حرية الرأي والتعبير ولكن المجموعة المتنفّذة في القيادة والتي تحتجز الإتحاد رهينة لديها تمارس العكس تماما. نوضّح موقفنا من هذه المسألة : نحن ضدّ التجريح والثلب الشخصي ولكن نحتفظ لأنفسنا ولكلّ مكوّنات الفضاء النقابي الديمقراطي بحقّ نقد سياسات الإتحاد ومسؤوليه ومواقفهم من مختلف القضايا والمسائل. « لاأحد يعلو فوق النّقد » ما ضرّ القيادة النقابية لو أنها استمعت في مختلف مواقع الإحتجاج النقابية لملاحظات ومطالبات القواعد الغاضبة وأخذتها في الحسبان وعدّلت بها مواقفها في اتجاه خدمة هذه القواعد التي يتغنّى كلّ مسؤول نقابي بتمثيلها وخدمتها أم أنّ سياسة دفن الرؤوس في الرمال والتهرّب من تحمّل المسؤولية ومواجهة السلطة الهاجمة على المكاسب والتمسّح على أعتابها هو الحلّ الأسلم؟ ما ضرّ القيادة النقابية لو أنها تحلّت بقليل من الصبر والحكمة واستمعت إلى القواعد وأقلعت عن تشغيل ماكينة لجنة النظام؟ أليس هذا هو الحلّ ونحن لم نأت بالجديد لقد كان هذا هو مقترح أغلبيّة كلّ من مجلس القطاعات والمكتب التنفيذي الموسّع الأخيرين. لقد قال الجميع لا لإحالة النقابيين على لجنة النظام ولا للتجريد – انظر الشعارات التي رفعت بمناسبة إحياء ذكرى 5 أوت الأخيرة بصفاقس كلّها تصبّ في نفس المصبّ. إنّ مصلحة الشغّالين والاتحاد تقتضي ونحن على أبواب مفاوضات اجتماعية قادمة وتحدّيات أخرى عديدة لا يتّسع المجال لذكرها: –  إغلاق ملفّات كلّ النقابيين المحالين على لجنة النظام وحفظها وإرجاع الموقوفين عن النشاط النقابي إلى سالف المسؤوليّة والدفاع باستماتة عن النقابيين الذين تضايقهم الإدارة. –  الإعداد الجيّد للمفاوضات الإجتماعية القادمة بصفوف موحّدة وبدراسات معمّقة واستشارات موسّعة، أمّا الذين يريدون تغيير موازين القوى لصالحهم فعليهم اعتماد الصراع الديمقراطي منهجا ونحن نقول لهم إنّ التعويل على سيف لجنة النظام لن يجدي نفعا.
تونس، في 18أوت 2007 [1] ملاحظة : إنّنا لمّا نتحدّث عن المركزيّة أو نستعمل عبارة المكتب التنفيذي أو القيادة النقابية لا نضع الجميع في سلّة واحدة، بل نقصد وهم يعرفون أنفسهم والجميع يعرفهم جماعة التوريث
 
(المصدر: « البديل عاجل » قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ أوت 2007)

 

خطاب الفتوى على الإنترنت: الذمّي والمرأة في مرآة الاستفتاء والإفتاء

   
د. سلوى الشرفي   
 

 فئة أخرى من السائلين هي فئة المسلم الجديد المفارق للتو لعالم « الجاهلية الجديدة » والسّاعي إلى إرساء « مجتمع الإنسان الخليفة » تحت شعار « لا حكم إلا لله » والذي بدأ يجادل وينقد الإفتاء التقليدي والرسمي.

يحتج أحد السائلين على المفتي الرسمي قائلا: « يرفع الإخوان المسلمون الشعار القرآني ’ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون’ في وجه الدولة يتهمونها بالكفر. ونراك تتفق معهم في هذا باعتبارك تؤمن بهذه الآية. فلماذا تختلف إذن مع الإخوان المسلمين، وهم الذين يقولون القرآن شعارنا؟ ».

ويسأل آخرون بنبرة تبكيت: « ما هو حكم الاحتكام إلى القوانين الوضعية؟ »، « هل تجوز الهدنة مع الأعداء مطلقة ومؤقتة إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك؟ »، « ما هوواجب العلماء المسلمين تجاه النكبات التي حلت بالعالم الإسلامي؟ »

وقد ذكرني سؤال أحدهم من هذه الفئة، والمتعلق بـ »حكم إزالة التماثيل»بالطريقة التي دشّن بها الإسلاميون في الجزائر سلطتهم على العاصمة، فور فوزهم السّاحق في الانتخابات البلدية سنة1991. فقد قاموا بستر التماثيل بالأسمال البالية. ألبسوها الـ »تي شيرت»والدشداشة وحتى الخمار، تمهيدا لدفن مناطقها الحساسة في وقت لاحق بالباطون. كان المشهد مضحكا ومحزنا في آن.

الفئة الثالثة يمثلها المسلم الباحث عن الأمل من خلال تنبؤات النصوص بطرح مثل هذا السؤال: « ما معنى قوله تعالى: ’ألم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون »؟

الفئة الرابعة هي فئة المسلم الجريء الذي يطرح أسئلة كانت تعتبر حكرا على النخبة، تتعلق بأخطاء لغوية في القرآن وأخطاء حسابية في قسمة الميراث. وهذا نموذج منها:

« كثيراً ما يرد كلام أن في القرآن أخطاء نحوية كثيرة، من مثل: ’إن هذان لساحران’، أو ’لا ينال عهدي الظالمين’، أو ’إن الذين آمنوا وهادوا والصابئون …’، فما رأيك؟»

« جاءتنا رسالة من قارئ يقول إن زوجته ماتت وتركت ورثة معه يشاركونه في الميراث وهم اثنان فقط، أخت شقيقة للزوجة وأم الزوجة، ومع ذلك فإن توزيع التركة على الزوج والأخت والأم يأتي بنتيجة غريبة لا يعرف كيف يتصرف معها لأن للزوج نصف التركة، وللأخت الشقيقة النصف الآخر من التركة، أي لا يبقى شيء للأم مع أنها تستحق السدس… فكيف يتم حل هذا الإشكال؟ »

وأيضا الاستفسار عن: « الحق في معنى الساق في قوله تعالى: ’يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُون’

« هل مات أبو طالب كافرا؟ هل أسلم أبو طالب أم لم يسلم؟ »
« ما قول أستاذنا في ما يعرف بالقراءات السبع للقرآن؟ »

وأخيرا نجد فئة المسلم المحتج والرافض لمنطق حكمة الله. وأقوال هذه الفئة من المستفتين، وإن جاءت في الأغلب في شكل سؤال، فهي تنطق برأي أو موقف أكثر من تعبيرها عن رغبة في المعرفة، لأنّ السؤال يصاغ في شكل مغلق وموجّه وليس في شكل مفتوح. بحيث يمكن القول أننا، في هذه الحالة بالذات، إزاء جدل بين فاعلين متكافئين أكثر من مجرد طلب تحكيم « موقّع عن الله»في مسألة أغلقت على السائل. وتنسف مواقف هؤلاء، وهم قلّة، سلطة المفتي المعبّر عنها في العقد الاتّصالي الموجز في شعار « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»الذي تعلّقه جلّ مواقع الإفتاء كيافطة على أبواب دكاكينها الإلكترونية، والتي تذكرني بعهد الأميّة المطلقة حين كان بعض من تمكن من فك الحرف يشتغل رسميا كاتبا عموميا.

وقد أسس رفض السائل لهذا الشعار ولهذه الاحتكار المعرفي، تقاطبا في تصورات المتجادلين حول المرجعية التي ينطلقون منها وبالتالي اختلافا في فهمهم للحق وللباطل وللزمان النموذجي ولدور العقل والواقع والنص والإرادة الإنسانية وإشكالية مالك الحكم، وكذلك لأسبقية الفرد أم الجماعة.

وسؤال الاحتجاج، كما يدل على ذلك وصفه، لا يقتصر على جملة استفهامية، بل هو نص كامل يحمل حججا وبراهين وتبكيتا وتساؤلات فرعية تجعله يتساوى مع حجم نص الجواب. ويقول المحتج صراحة أو ضمنيا، أن زمن القول الفصل قد ولّى بانتهاء الظروف التي أنشأته وأن كل قول فصل مطلقا عن الزمان والمكان، هو قول غير واقعي.

ويطرح المسلم المتمرّد أسئلة، تتدرّج في أسلوبها الجريء، من النّفاق إلى الرفض الواضح وحتى الرغبة في الصدام. ونظرا لأهمية الدّلالات اللغوية الواردة في هذه النصوص الاستفهامية، ننسخ بعض الأسئلة حرفيا وإن كان فيها بعض الطول.

«لماذا لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من كتابي إذا كان الله قد أحل لها ذلك فكيف يحرّمه البشر؟ فهل إرادة البشر أقوى من إرادة الله في موضوع زواج المسلمة من كتابي؟ »

« إذا كان القصد من أية إدناء الجلابيب معرفة المرأة الشريفة فلا تأذى فكيف يتحقق هذا المقصد إذا فرض الحكم على جميع النساء؟في إيران تحايلت الوضيعات من النساء بارتداء الجلباب بطريقة معينة تسمح للزبون بمعرفتها. فهل العفة في إدناء الجلابيب؟ »

« كيف نفسر زواج النبي محمد من أكثر من الأربعة المنصوص عليها في القرآن الكريم؟ »

«هل تزوج الرسول السيدة عائشة وهى في التاسعة من العمر؟! وهل يجوز ذلك؟! وهل يصح أن نأخذ ديننا عنها وهى في هذا العمر؟ »

«إذا كان الختان للذكور ليس من الإسلام وإنما هو عادة اجتماعية، فهل يدخل ضمن تغيير خلق الله

وبالتالي نعاقب عليه؟ »

«لماذا يمنع المسلم من حريـة الخروج من الدين؟ »

«في كل الدول الإسلامية أوا لعربية يقول القانون أو الدستور أو التشريع بأن على رئيس الجمهورية أو رئيس الدولة أن يكون مسلماً وهذا يعني مهما كان المسيحي عظيماً وفي أي مستوى كان لا يحق له المساواة مع المسلم الذي يركض خلف الجمال في الصحراء. لقد وضع هذا القانون العنصري وهذه التفرقة لأن القرآن يقول : « المائدة 5-آ51: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء لكم ». إذا كنتم لا تقبلون بحكم المسيحي فكيف سيقبل المسيحي بحكم المسلم. أين هي الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة التي يتكلم عنها الإسلام؟ ولماذا وقّع رؤساء وقادة الدول الإسلامية مواثيق الأمم المتحدة التي تنص على المساواة والعدالة. لماذا لا يحترم المسلم توقيعه وتعهده؟ »

«لقد تكونت لدي فكرة من قراءاتي للقرآن الكريم وهي أن الدين الإسلامي ينظر للأنثى نظرة دونية فيها شيء من الاستنكار لمقارنتها بالذكر وذلك لما يلي: « جاء في سورة الزخرف الآية 18 « وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا … ». جاء في سورة الطور الآية 39 « أم له البنات ولكم البنون ». وجاء في سورة النجم الآيتين 21 و22 « ألكم الذكر وله ألأنثى »، وفي الآية 27 « إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى ».

«يحق للأقارب الميراث في حالة وجود إناث للشخص المتوفى ولكنفي حالة وجود ذكر واحد يمنع ميراث الأقارب ما السبب؟ أليس هم نفس الأقارب فيالحالتين؟ أليس هذا ه والسبب الذي يجعل كل امرأة تصارع الله لتنجبالذكر؟ الحالة التي أتكلم عنها أسرة كلها ميسورة الحال بل ومن الأغنياء.

أيأن أولاد عمومة البنات أغنى منهم وليسوا في حاجة للأموال. أخيرا، نحن في زمن تشقى فيه المرأة مع الرجل بل ويتأثرالأبناء أيضا بهذا الشقاء. ولا يشقى أخوات الرجل معه في بناء ثروته.

إذا من أولىبالمال؟ حق من هذا؟ الذي تعب وساعد الرجل لبناء حياته أم أخوته الذين كانوا يبنونحياتهم مع زوجاتهم وأبنائهم. وإذا كان هذا الأخ له ولد ذكر فلن تدخل أسرة رجلنا فيالميراث ولكن سيدخل الأخ وأولاده في ميراث رجلنا لأنه للأسف لم ينجب الولد الذييقش؟ أهذا عدل؟ »

وباستثناء هذه « النعاج الجرباء »، فإن بقية الأصناف تجمع بينها الحيرة في التعامل مع المرأة، بما فيها المرأة نفسها التي سلبت من ذاتها فأصبحت لا تعرف كيف تتصرف مع جسدها. وقد تجاوزت الأسئلة الخاصة بهذا الجنس « الآخر » عدد الاستفتاءات المتعلقة بالتعامل مع « الآخر » المختلف دينيا. فإذا كان الذمي مهمّشا، فإن المرأة مقصيّة تماما عن الفضاء العام وممنوعة حتى من بعض مجالات الحياة الاجتماعية النسائية. وهذا مثال لبعض الاستفتاءات في هذا الاتجاه:

« ما هو حكم تولي المرأة القضاء؟»
« ما حكم عمل المرأة في محل الحلاقة؟»
«ما هو حكم عمل النساء كمضيّفات؟»
«هل يجوز للمرأة أن تسوق السيارة؟ »
«هل يجوز للمرأة المشاركة في النوادي الرياضية النسائية؟»

«بعض النساء يقتنين الهاتف الجوال فهل يجوز أن تتحدث من خلاله أثناء سيرها في الطريق؟ »

«هل يجوز للرجل الأجنبي مخاطبة المرأة في التليفون أو بصورة مباشرة؟ »

وتقصي هذه النوعيّة من الاستفتاءات، المرأة عن جسدها خاصة. وهو ما يفسّر الهوس بكامل جسدها الذي تضمنته أغلب الأسئلة المتعلقة بهذا الكائن. وتغطّي هذه التساؤلات الحائرة، المرأة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها.

أحكام الرأس وطلب توضيح العقوبة لمخالفة ذلك أحيانا:

«حكم قص بعض النساء لمقدم رؤوسهن باسم الزينة « 

«حكم وضع ربطة الشعر على جبهة الفتيات « 
«حكم لبس الباروكة من باب التزين للزوج « 
«حكم قص الشعر للمرأة وحدّه « 

«هل يجوز لعروس أن تذهب يوم عرسها إلى حلاقة النساء لتتزين؟ »

أحكام الوجه:

«حكم نمص الحواجب « 

«حكم العدسات اللاصقة الملونة « 

« حكم إزالة المرأة لشعر اللحية والشارب »

« حكم عمل المكياج « 
 

أحكام الذراعين واليدين:

« حكم إزالة شعر اليدين »
«حكم استعمال طلاء الأظافر »

«حكم ظهور يدي المرأة في السوق »  

حكم الساقين:

«حكم إزالة شعر الساقين »
«حكم ستر القدمين بالجوربين »
 

حكم البدن:

« حكم التهاون في موضوع التّعطّر »

«حكم لبس الحزام الذييصف جسم المرأة »
«لبس المرأة الثياب التي تنتهي بذيل »

«لبس المرأة للبنطلون أمام محارمها وغيرهم »

 

ونخرج من الجسم لنصل أخيرا إلى منعها من التعامل والتعايش مع بنات جنسها:

« حكم ظهور المرأة بملابس تظهر مفاتنها أمام بنات جنسها »

«حكم الذهاب إلى الكوافيرة الكافرة »

«حكم ذهاب المرأة إلى المشغل النسائي الذي به عاملات كافرات « 

وتوحي بعض الأسئلة بأن المرأة كائن غير أرضي لا يعرف مدى قدرته وأحقيته في استعمال حتى مجرد أدوات صنعتها المخلوقات الأرضيّة. وقد ورد سؤال يقول حرفيا: «بالنسبة لمجفف الشعر التي تستعمله النساء ما هو حكمه الشرعي؟ هل هو جائز ولا حرج في استعماله؟ »

ومن أطرف الأسئلة وأغربها: «ما حكم خروج يدي المرأة في السوق خاصة؟ وهل يفضّل لبس قفّاز أسود لليدين أو أبيض؟

ويدل هذا الخطاب على أن حرارة الإيمان لا تظهر عند المسلم بهذا الوضوح والدقة والحماس، إلا فيما يتعلّق بالأحكام الخاصّة بالمرأة، مما يوحي باستحالة الاجتهاد في ما يسمى رسميا بقانون الأسرة، الذي ينفرد في المدونة القانونية العربية بأحكام التمييز الجنسي، والذي يلقّبه السّاخطون بقانون الأسرّة أو قانون العار، لما احتواه من أحكام مخجلة تسلب إنسانا اسمه امرأة حقوقا أساسية، إرضاء للرغبات والفنتزمات الجنسية لإنسان آخر اسمه رجل. يسأل أحدهم بوقاحة: « ما تفسيركم لقوله تعالى:

«فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ؟ فهل يحرّم على من بإمكانه نكاح أكثر من أربعة؟ »

أليس من الغريب أن يواصل البعض في بداية القرن الحادي والعشرون، التنظير لمجتمع يفرق بين مواطنيه ويضطهد الناس على أساس الفوارق البيولوجية والدينية والمرتبة الاجتماعية والأصل القبلي، مما يظهرنا في شكل شعوب عنصرية؟

( المصدر: موقع الأوان بتاريخ 20 أوت 2007)

الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1478&Itemid=7


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.