الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

Home – Accuei

TUNISNEWS

8 ème année,N° 3060 du 08.10.2008

 archives : www.tunisnews.net 


منظمات حقوقية تونسية:بيان مشترك : وصمة عار جديدة في جبين القضاء التونسي الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن: انسحاب هيئة الدفاع بعد تعذيب منوبيهم بقاعة الجلسة .. !  حــرية و إنـصاف:فتح معبر رفح مطلب شعبي عربي و إسلامي الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة جندوبة : عريضة احتجاج: من متساكني أولاد سالم عبدالله الزواري: حمادي الجبالي في ثورة غضب الطاهر الرمة : الشهيد فيصل قربع(المربعات و الرجولة عبد الحميد خلفة : في الرد على السيد الطاهر رمـّة تواصل مع أفكارك حتى النهاية و كن رجلا.. صــابر : سويســـرا : في الواقع المهجري والمساحات الإفتراضية..حين تلج دعاوى الاصلاح إلى حضائر المستبدين العرب : الهيئة العالمية لنصرة الإسلام:  السلطات التونسية تشن حرباً شاملة على الإسلام وهوية البلاد مراد رقية: النقل التعسفي،الحرمان من المرتب ومن العمل،ومن دخول مؤسسة الانتساب أوسمة على صدور الجامعيين الشروق الجزائرية:أربعون ألف نسخة من رواية إباحية عن السيدة عائشة رضي الله عنها في الأسواق الأمريكية الصباح: بعد الأمطار الطوفانية الأخيرة بصفاقس:…«رد فعل المسؤولين المحليين لم يكن في حجم الحدث» يو بي أي:تونس تعتقل 13 شابا حاولوا الهجرة سراً واٍيطاليا تنقذ 51 تونسيا من الموت غرقا قنا:رئيس الوزراء التونسي يلتقي مع مسئول فرنسي تونس ترسم 3 توجهات لمعالجة معضلة البطالة البالغ نسبتها 14.1 % الصباح: في الندوة الوطنية للتشغيل: مقترحات للتقليص في نسبة البطالة

قدس برس:تونس: بعث لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية

ميدل ايست اونلاين:تونس تتخذ إجراءات استباقية لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية

رويترز: ارتفاع أرباح البنك العربي لتونس في النصف الأول من العام بنسبة 57 بالمائة

رويترز:ارتفاع الاستثمار المباشر في تونس 48 بالمائة في أول ثمانية أشهر

الصباح: حسب النتائج النهائية للمعهد الوطني للاحصاء الاقتصاد الوطني ينمو بـ5.2% في النصف الأول من العام

رويترز:(هي فوضى) يفتتح مهرجان قرطاج السينمائي تكريما ليوسف شاهين

رويترز :تونس تعرض تحفا قرطاجنية نادرة باليابان لمدة عام

رويترز: أكبر معمر في العالم تونسي احتفل بعامه ا128

العرب الرياضى: كرمت الأبطال الأولمبيين التونسين من خلال إجراء حوار مطول مع رئيس الإتحاد التونسى لرياضة المعوقين على حرز الله

صابر التونسي : سواك حار ( 95 )

برهان بسيّس : البعد الآخر: هل يُفهمنا أحد ماذا يحصل؟!

عبدالسلام المسدّي  :خواطر هادئة على نيران أزمة متقدة

الشرق الاوسط: خبير أميركي لـ «الشرق الأوسط»: «وول ستريت» تتابع نجاح «أسلمة» الاستثمارات المصرفية وقدرة تأقلمها مع

الأسواق المضطربة إسلام أونلاين:أول شهادة في الاقتصاد الإسلامي بفرنسا

العرب:«قاعدة المغرب» تقيل قيادياً يعارض الهجمات الانتحارية

عبد الحكيم أبو اللوز:دراسة في الحالة المغربية السلفية التقليدية والجهادية.. أوجه الاختلاف

إسلام أونلاين : رئيس أول حزب سلفي في السودان :  السلفيون غير مؤهلين فكراً وتنظيماً للعمل السياسي

العرب اونلاين :طهران تحذر من تواطؤ الغرب مع « طالبان »

ياسر الزعاترة :عندما يتحمس الفلسطيني للتحالف مع عدوه!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


بيان مشترك تونس في 7 أكتوبر 2008 وصمة عار جديدة في جبين القضاء التونسي  
شهدت اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2008  قاعة الجلسة بمحكمة الاستئناف بتونس  حيث تنتصب  الدائرة الجنائية 27 برئاسة القاضي منوبى بن حميدان اعتداء فظ يعا بالتعذيب مارسه البوليس بالقاعة تحت أنظار المحامين الذين عبروا عن احتجاجهم لما حصل أ مامهم , ثم مرة ثانية عند عودة المحكمة للانتصاب و على مرأى من هيأتها تكررا المشهد اذ تولى عدد من الأعوان و خاصة رئيس مركز قصر العدالة الاعتداء بالعنف الشديد على رمزي الرمضاني و رفاقه الثلاث الماثلين أمام المحكمة في القضية عدد 11482   و هو ما تسبب حصول ضوضاء داخل قاعة الجلسة إذ شرع المتهمون  في الصياح كما صاح المحامون بدورهم احتجاجا  على انتهاك حرمة المحكمة و للمطالبة بوضع حد لهذه الجريمة النكراء التي تجرى أمام أن ظ ار المحكمة التي طلبت بعد قترة إخراج كل من رمزي الرمضاني و زميله المختار النفاتى ، و اثر ذلك مباشرة اخذ لسان الدفاع الكلمة و احتج على ما حصل من اعتداء كما عبر عن سخطه لحصول الأمر بمباركة من  المحكمة التي طلبت إخلاء القاعة من المواطنين و لم تحرك ساكنا أ مام ما حصل من انتهاك خطير طال الدفاع ذاته  و طلب الأستاذ الكيلانى الكلمة إلا أن المحكمة رفضت ذلك تعبير عن أسفه لموقفيها ذلك و لاحظ أن ما حصل يشكل عارا للقضاء التونسي عندها طلب رئيس المحكمة تدوين هذه الملحوظة معتبرا إياها من قبل هضم جانب المحكمة  و أمر ب رفع الجلسة من جديد . و إذ تشدد المنظمات الممضية أسفله على الخطورة البالغة لما حصل بفضاء كان يفترض أن تحترم حرمته ، فإنها : – تندد بهذا الاعتداء السافر –  تعتبر بأن  ما حصل يؤكد بطلان المحاكمات تحت غطاء مكافحة الارهاب و عدم توفر الشروط الدنيا للمحاكمة عادلة . – تعبر عن انشغالها من تفاقم ظاهرة التعذيب الذي لم يعد مقتصرا على مراكز الإيقاف فحسب بل أصبح يمارس بشكل علني و في كل الأماكن بما في ذلك داخل المحاكم . الإمضاء – المجلس الوطنى للحريات بتونس – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين – الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب – منظمة حرية و إنصاف  

« الحرية لكل المساجين السياسيين » الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 07 أكتوبر 2008 كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : انسحاب هيئة الدفاع بعد تعذيب منوبيهم بقاعة الجلسة .. !  
* نظرت الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي بن حميدان  اليوم الثلاثاء 07 أكتوبر 2008 في  القضية عدد 11482 التي يحال فيها كل من : رمزي الرمضاني – المختار النفاتي – محمد الأمين رحوي و نوران عبد اللوف ، و المحالين من أجل تهم الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  و محاولة  استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب أشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و محاولة توفير أسلحة لفائدة تنظيم إرهابي و الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية  .  و قد قررت  المحكمة قبل المناداة على القضية رفع الجلسة و إخلاء القاعة من العموم و عقد جلسة سرية ، و قبل أن تلتئم الجلسة من جديد فوجيء المحامون الحاضرون بالجلسة بحضور عدد كبير من أعوان الأمن  داخل قاعة الجلسة و خارجها ثم تناهى إلى مسامعهم صرخات مدوية من محل الإيقاف القريب من قاعة الجلسة ثم صدم الجميع بدخول أعوان أمن و هم يسوقون المتهم رمزي الرمضاني كما تساق الخرفان و يجرونه نحو قاعة الجلسة فيما كانت الركلات تنهال عليه من كل حدب و صوب و هو يصرخ بشدة و ذلك بسبب امتناعه عن الحضور بالجلسة لعدم اقتناعه بتوفر شروط المحاكمة العادلة و باستقلالية القضاء ، و قد تسبب  كل ذلك في إحداث فوضى داخل قاعة الجلسة و هب المحامون للاحتجاج على انتهاك حرمة المحكمة ، فقام الأعوان بإخراج المتهمين من قاعة الجلسة ، و بعد وقت طويل من الانتظار تكرر نفس المشهد و ذلك على مرأى و مسمع من هيئة المحكمة هذه المرة . و بعد انطلاق وقائع المحاكمة تدخل المحامون للاحتجاج على ما حصل كما طلب رئيس فرع تونس للمحامين أخذ الكلمة باسم زملائه الا أن رئيس المحكمة رفض إسناد الكلمة إليه ، و أمام خطورة التجاوزات المرتكبة اضطرت هيئة الدفاع إلى إعلان انسحابها  ، و واصلت المحكمة النظر في القضية و بعد المفاوضة قررت  المحكمة إقرار الحكم الابتدائي القاضي بسجن المتهم نوران عبد اللوف مدة عامين اثنين من أجل الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية  كسجن بقية المتهمين  مدة خمسة أعوام . و تتركب  هيئة الدفاع في هذه القضية  من  الأساتذة شاكر علوان و عبد الرؤوف العيادي   و سمير بن عمر  و راضية النصراوي   .                           * نظرت الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي بن حميدان  اليوم أيضا في  القضية عدد 11597 التي يحال فيها كل من : رمزي الرمضاني – نادر غرس – محمد ميدوني –عبد الستار قويدر – عمر شواط – ابراهيم اللافي – الأزهر شواط –و محمد أمين العلوي ، و المحالين من أجل تهم الانضمام إلى وفاق و تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه   والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية قصد ارتكاب جرائم إرهابية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية  و توفير معلومات لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيمات و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية  و محاولة السرقة من محل مسكون .  و بعد النداء على القضية أعلنت  هيئة الدفاع انسحابها  لعدم توفر أبسط شروط المحاكمة العادلة  ، و واصلت المحكمة النظر في القضية و بعد المفاوضة قررت  المحكمة إقرار الحكم الابتدائي القاضي بسجن المتهمين بين عامين و خمسة أعوام  . و تتركب  هيئة الدفاع في هذه القضية  من  الأساتذة البشير الصيد و عبد الفتاح مورو و كلثوم الزاوي  شاكر علوان و سمير بن عمر  و سمير ديلو و محمد الطيب الشابي و عبد الكريم راجح   . و تجدر الإشارة إلى أن المتهمين في هذه القضية  وقعت محاكمتهم  في الطورين الابتدائي و الاستئنافي في غياب هيئة الدفاع . *  نظرت الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي بن حميدان  اليوم الثلاثاء 07 أكتوبر 2008 في  القضية عدد 11947 التي يحال فيها بعض الطلبة وهم  كل من : جاسم الماكنى- حيدر نصرى- خليل البوخارى- رضوان الحامدى- صابر يوسف الحامدى- عبد الرؤوف فريد- مجدى الغربى- يسرى حامدى- احمد بن سعيد بن سليم مكرازى، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي  و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير معلومات لفائدة أشخاص لهم علاقة بتنظيم إرهابي  .  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 21 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة أنور أولاد علي و عبد الرحمان كريم  و سمير بن عمر  و عبد الفتاح مورو و شاكر علوان و محمد النقازي   .         * و نظرت الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي بن حميدان  اليوم أيضا في  القضية عدد 11939 التي يحال فيها كل من   : رياض تليش و محمد الطاجيني و حاتم التومي و علي التومي ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و المساعدة على إيواء شخص له علاقة بالجرائم الإرهابية.  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 17 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة أنور القوصري و شوقي الطبيب و البشير الطرودي و عبد المجيد قازة و راضية النصراوي   .                       * كما نظرت اليوم  الدائرة الجنائية 11  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  فاروق الغربي  في القضية عدد 11938 التي يحال فيها كل من : صابر عمري و محمد بن محمد و سامي شعبان و حسام ريحان و قيس الخياري و هشام البليدي و مصطفى الميهوب ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي  و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل ارهابي داخل تراب الجمهورية و استعمال اسم و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي  و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم إرهابي .  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 11 نوفمبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة أحمد الصديق و أنور القوصري و سمير بن عمر  و شاكر علوان و عادل ميمونة  . *  أصدرت الدائرة الجناحية 14  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  مصطفى بن جعفر ليوم السبت 04 أكتوبر 2008 في  القضية عدد 2008/9055 التي أحيل فيها مجموعة من الشبان المتهمين بالانتماء الى حزب التحرير الاسلامي  و هم  كل من : محمد السماوى  و محمد على البسكرى و على الحجاجى و محمد عباس و فوزى الشيحى و فتحى البوعزيزى و محمد بن خميلة و رضا بن ثابت و رؤوف العامرى و محرز السعيدى و أنيس الحجاجى و محمد بن يوسف و محمد محمدى و مهدى محرز و فيصل ساسى و يوسف الطرودى و محمد الرازقى و بشير بن محمود بن مبارك الزيتونى و مبروك بن محمد بن صالح بو ظافرى ، و قد قررت المحكمة اقرار الحكم الابتدائي من حيث مبدأ الادانة مع تعديل نصه و ذلك بالحط من مدة العقاب المسلط على جملة المتهمين الى السجن مدة تتراوح بين ثمانية أشهر و عام واحد   . و تجدر الإشارة إلى أن الحكم الابتدائي قضى بسجن المتهمين مدة تتراوح  بين ثمانية أشهر و ثلاثة أعوام .       عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 08 شوال 1429 الموافق ل 08 أكتوبر 2008 فتح معبر رفح مطلب شعبي عربي و إسلامي  
حاولت مكونات المجتمع المدني المصري استغلال ذكرى العبور لكسر الحصار عن غزة و فتح معبر رفح لكن السلطات المصرية واجهت هذه المسيرة السلمية بالعنف و اعتقلت أكثر من ثمانين ناشط حقوقي و مدني. و حرية و إنصاف 1) تجدد دعوتها لكافة مكونات المجتمع المدني في كافة الأقطار العربية و الإسلامية إلى اعتبار كسر الحصار عن أكبر سجن في العالم مسألة حقوقية مركزية وجب إسنادها و دعم كفاح الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أراضيه. 2) تعتبر حق الفلسطينيين في غزة في الغذاء و الدواء حقا مقدسا تكفله كل القوانين الدولية و الأعراف السماوية. 3) تندد باستعمال السلطات المصرية للعنف في مواجهة مسيرة سلمية لكسر الحصار عن غزة و تطالبها بإطلاق سراح الموقوفين. عن المكتب التنفيذي للمنظمة السيد حاتم الفقيه المكلف بملف قضايا التحرر في الوطن العربي و في العالم  

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة جندوبة : عريضة احتجاج: من متساكني أولاد سالم     
* عريضة احتجاج: تلقي مكتب الحريات بجامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي عريضة من متساكني أولاد سالم 2 معتمدية جندوبة ولاياتها ممضاة من ثلاثين عائلة يعبرون عـن سخطهم عن المجلس الجهوي  بجندوبة بسبب حياة العطش التي يعرفونها رغم أن الماء الصالح للشراب يبعد عنهم 720 متر . لقد ذهبت مطالبهم وشكاويهم المكتوبة إلى والي الجهة ومعتمدها والشركة الوطنية لاستغلال المياه و توزيعها سلة القمامة. وصرحوا أنهم يشربون من نقاط السقي الملوثة.  *تذمـــر : بلغ عدد من أهالي عمادة المرجى بوسالم كتابيا مكتب الحريات بجامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي تذمرهم من سلوك عمدة المكان الذي يصفونه  بأنه « مستغل للوظيفة المسندة إليه » فقد بلغ الأمر بأحد المواطنين إلى تقديم شكوى ضمنت لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ضد العمدة الذكور. تعليق المكتب: تكشف هذه  الأحوال  عن حياة الناس في ولاية جندوبـة ، كما تكشف زيف تقارير  التنمية  المنجزة في الجهة ، وتكشف أن الإنسان في تونس مازال يعيش تحت رحمة العمدة ورئيس الشعبة ومازال يعطش والحال انه يعيش في جهة تعتبر خزان ماء تونس ،ومازال الإنسان يجلب ماء الشرب عن الدواب. إن المعركة اليوم في تونس هي معركة تحرير الإنسان من إخطبوط  تحالف الحزب والإدارة عليه. جندوبة في 08/10/2008. رئيس المكتب رابح الخرايفي  

بسم االله حمادي الجبالي في ثورة غضب      
معرفتي بأخي حمادي الجبالي ترجع إلى ثلاثين سنة أو تزيد قليلا، و أشهد أني لم أره غاضبا بل قل غير مبتسم طيلة هذه المدة و لو مرة واحدة.. يلقاك بوجه طلق، يبادلك التحية بأحسن منها، يبادرك مستفسرا عمن معك أو من خلفك…تلقى منه ما يشجعك على المضي في الحديث معه في شتى المواضيع… و لعل جملة من هذا الخلق شجعت بعضهم على تصنيفه ضمن قائمة المعتدلين من قيادات الحركة بقطع النظر عن عزف هؤلاء على أوتار مهترئة لا تشنف أذنا و لا تطرب عقلا و لا روحا.. كان عهدي بأخي حمادي على ما ذكرت إلى أن كانت مكالمة البارحة.. و كان هذا الحديث بعد تبادل سريع عن أحوال عائلتينا: –         أخي حمادي قرأت كلاما بل رأيا منسوبا إليك نقله أحد إخواننا الأعزاء في مقال نشر قبل أيام..         و ما هو؟ قرأت ما أورده الأخ عمر النمري من أسماء وجوه بارزة من قيادات الحركة نسب إليها اعتبارها مسألة العودة مسألة خلافية و أنه لا يرى بأسا بعودة من يعود من أبناء الحركة إذا كان ذلك محفوظ الكرامة.. ثارت ثائرة الأخ حمادي:          ما اسم هذا الأخ؟ –         إنه الدكتور عمر النمري –         هذا الأخ لا أعرف من اسمه غير حروف الهجاء.. لم أره البتة، لم نتبادل كلمة واحدة عبر أي وسيلة اتصال.. فكيف يسمح لنفسه أن ينقل عني ما لم أقله البتة..أعطني رقم هاتفه؟؟ –         ليس عندي رقم هاتفه.. –         من فضلك ابحث لي عنه الآن، أريد أن أبلغه امتعاضي و سخطي عن حديثه باسمي و نقله عني ما لا يمكن أن أقوله.. –         هل أفهم من هذا أنك لا ترى عودة محفوظة الكرامة للاجئينا الذين قضوا في ديار الغربة قرابة العشرين سنة بعيدا عن الأهل و الأحبة و الأقارب؟؟ –         أولا أنا اعتبر أهلنا، أحبتنا، أقاربنا هم الذين نشترك معهم في حمل نفس الهم و الذين نذرنا أنفسنا معا على السير على هذا الدرب فمنا من قضى نحبه و منا من ينتظر سواء في ديار الغربة أو داخل البلد..أما العودة محفوظة الكرامة، فمسكينة هذه الكرامة التي لا تتعدى دخول المرء البلد ليزور أقاربه دما.. ليقضي أياما يتنعم بأشعة شمسنا و برمال شواطئنا و زرقة سمائنا  كشأن أربعة ملايين سائح أو بضع عشرات من الآلاف من عمالنا بالخارج الذين يعودون كل ضيف… –         لكن مسألة العودة مسألة خلافية؟ –         نعم قد تختلف الآراء فيها…لكننا تعودنا أن هده المسائل يبقى للفرد حرية الاختيار منها إلى أن تحسم الحركة الأمر في مؤسساتها، و عندها يصدر الجميع عن رأي واحد.. –         لكن الآن قد تكون مؤسسات الحركة تشكو ضعفا فلا تستطيع –         اسمع أخي مؤسسات أي حركة قد تمر بفترات قوة و فترات ضعف –         نعم –         فترات القوة لا تبرر بأي وجه استبداد المؤسسة بالرأي و فترات الضعف لا تبرر للأعضاء التجني عليها و عدم الالتزام بمقرراتها.. هذا ما تعلمته.. –         لكن ألا ترى أن الغربة قد طالت بما فيه كفاية؟ –         إن كانت الغربة قد طالت فما نقول عن فترة السجن؟؟ –         و أخوك النمري –         أرجوك رقم هاتفه في أقرب وقت، لا بد أن تتضح الأمور، من غير المعقول بكل المقاييس أن يقولني ما لم أقله بل قولني ما أرفضه حرصا على مصلحة البلد و مصلحة الحركة و مصلحة الأفراد أيضا.. –         معذرة أخي حمادي لم أسألك عن أخبارك و أخبار العائلة؟؟ –         السيد محمد جلال سعد مدير معهد الفتيات الطاهر صفر بسوسة أطرد اليوم التلميذة سارة مخلوف من المعهد و عند ذهاب أمها إليه أجاب سيادته: » أنه لا يكلم الإرهابيين و عاد إلى مكتبه… –        سألتك عن أخبارك،  عن أخبار عائلتك؟ –        قد أجبتك. –         نعود إن شاء الله إلى العودة؟؟ –         نعود. –         نلتقي إن شاء الله قريبا؟؟ –         نعم نلتقي.. –         إلى اللقاء إذن؟   –         إلى اللقاء.. لكن –        ماذا؟ –         رقم الهاتف لا تنس!! –         إن شاء الله يصلك حال التحصل عليه..   قد يكون من المفيد التذكير أن أخانا حمادي كان سنة 1981 موجودا بفرنسا و انطلقت الحملة على قيادة حركة الاتجاه الإسلامي  و هو هناك ينعم بالحرية التي ينعم بها كثير من إخواننا في الغربة.. لم يكن ممن وقعت محاكمتهم فلم تتعلق به أحكام قضائية,.. وكان الواجب أن يعود إلى البلد ليواصل المسيرة و يرمم البناء و ينهض بأعباء كثيرة… لم يتردد لحظة في العودة، ترك هناك من ترك… و عاد… كان يستشعر أنه نذر نفسه لهذا العمل يوم جمعه القدر مع إخوانه ليخوضوا غمار معركة كدح متواصلة يدا بيد و جنبا لجنب… فكيف به و إخوانه في غياهب السجون؟؟ أيتلكأ؟؟ أتكون حريته أعز عليه من حرية إخوانه؟ أيمون أطفاله أفضل من أطفال إخوانه؟ أتكون زوجته أفضل من زوجات إخوانه؟؟ أتكون سلامته أفضل من سلامة إخوانه؟ كلا لم يكن التلكؤ من شيمه، و لم تكن حريته أعز عليه من حرية الشيخ عبدالفتاح بالأمس و لا حرية الأستاذ شورو اليوم و لم تكن أم سمية و صفاء و سندس أفضل من أم معاذ أو أم شروق أو أم أيمن.. و كما سمع و أطاع يوم رأى إخوانه وجوب مفارقته الأهل و الأحبة وهجرته.. سمع و أطاع يوم كانت العودة أوجب الواجبات… و في هذا عظة لمن يتعظ….   جرجيس في 8 أكتوبر 2008 عبدالله الزواري  
 


الشهيد فيصل قربع (المربعات و الرجولة  
الطاهر الرمة رحم الله الشهيد فيصل قربع و أسكنه الفردوس الأعلى.  إن القلب ليحزن و العين لتدمع علي بلد يفعل هكذا بأبنائه, أما الشهيد فنفرح له ليقيننا الراسخ بأنه من أهل الجنة إن شاء الله و لا نزكي على الله أحدا.  و بعد تقديم التهاني و المواسات لنا جميعا والوطن الحبيب تونس و لأهل الشهيد و أصدقاءه و على رأسهم الأخ المناضل زهير مخلوف , فإني أحيل هذا الخبر الذي هزني و الجماد من قبلي  إلى أصحاب المربعات البيضاء و السوداء و ما بينهما من منهج بل مناهج ترد علينا من هنا و هناك من الغفير و من الدكتور و معهم من تبعهم بإستسلام إلى يوم الدين.  هل ينفع مع هؤلاء منهج أو مربع أسودا كان أو أبيضا؟ مستطيلا أو دائرة؟ ما بال القوم لا يعتبرون؟ أم تراهم يتعامون و يستغفلون. كيف تبوبون يوم القيامة و يوم الحساب  بل في أي خانة  أو مربع تضعون هاته الجحافل من الشهداء و المرضى و السجناء و المفقودين و المحرومين من العمل  و السكن و التعليم و التنقل بحرية  و حتى التواصل الأسري  ناهيك عن باقي الحقوق المدنية التي تكفلها كل الشرائع السماوية و الوضعية .  ماذا نقول للقوي العزيز عندما يسألنا عن سبب تقاعسنا على المطالبة بحقوق هؤلاء و أولائك و نصرتهم و الضرب على أيد الظلمة و عدم مداهنتهم ؟ هل نقول يا رب قد تشابهت علينا المربعات و الدوائر  و المناهج كما تشابه البقر على بني اسرائيل.  لقد قالها لي أبي ذات يوم إن الطريق وعرة  و المسافة طويلة ~ وكان قد خبرها قبلي~ و الرفاق أصناف فتزود فإن خير  الزاد التقوى و الرجولة.  ثم  استطرد قائلا ليس الرجولة ذكورة، و ليس الرجولة مال و لا جاه، وليس الرجولة شهادات أو ألقاب، وليس الرجولة طول أو قصر، وليس الرجولة بدانة أو نحافة، وليس الرجولة أنوثة أو ذكورة، و لكن الرجولة رجولة. الرجولة تحري الحق و الثبات على المبدإ و الكلمة، الرجولة يا ولدي أمانة،  الرجولة يا ولدى شهامة،  الرجولة شجاعة فلا تكن نعامة.  الرجولة يا ولدى وقوف مع الجماعة و العمل على رصها,  فإياك و شق الجماعة حتى لو خالفتهم أو خالفوك ساعة.  رحم الله شهيدنا شهيد الدين و الوطن و المبادئ و تقبله الله قبولا حسنا و ألهم أهله جميل الصبر و السلوان، وثبتنا الله على الدين و الحق بعده . آمين و السلام عليكم    أهوى الحياة كريمة لا قيد          ****     لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي  ****      يغلي دم الأحرار في شرياني أنا لست أدري هل ستذكر قصتي ****      أم سوف يعروها دجى النسيان أو أنني سأكون في تاريخنا        ****      متآمرا أم هادم الأوثان كل الذي أدريه أن تجرعي         ****      كأس المذلة ليس في  إمكاني لو لم أكن في ثورتي متطلبا      ****       غير الضياء لأمتي لكفاني  


 في الرد على السيد الطاهر رمـّة تواصل مع أفكارك حتى النهاية و كن رجلا..  
كتبه  عبد الحميد خلفة في 08 اكتوبر 2008 قال السيد الطاهر في معرض تأبينه للسيد فيصل قربع رحمه الله و أسكنه فراديس جنانه- مقالا لم يسبقه اليه أحد : « فتزود فإن خير الزاد التقوى و الرجولة ».. لقد اتستغل الطاهر هذا الحدث الجلل لينفث سمومه من وراء حجاب في نصوص الدكتور النجار التي عبر فيها الدكتور بكل توفيق و صدق و دقة  أن الحياة عموما و السياسية خاصة لا يمكن ان تكون مشهدا مربعات بيض فيها نحن و أخرى أكلها السواد و تربع فيها الخصوم… لم يفهم السيد الطاهر بو أن الرجولة هي أن تواجه كل الألوان بعد أن تتبينها كلها و هذا طبعا لم و لا يعطى لجاهل… قمة الجهل هو التطاول على القرآن..لقد اختلطت المفاهيم عند الطاهر لجهله مع إرادة الأذى بالدكتور النجار فجعلته يخلط على القرآن ..  قال الله تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ)(البقرة:197)  (وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) هذه الآية لا تكفي لتربية خلق الله جل و على،عند الطاهر و يرى أن يضيف لها من علمه الغزير فيقول « فتزود فإن خير الزاد التقوى و الرجولة ».. لا حول و لا قوة الا بالله ! تأدبوا مع القرآن يا خلق الله، يا شيوخ آخر الزمان، يا… و تأكد انك لو حرصت على ما أوصاك الله به -أي التقوى- لفتح الله عليك بكلام آخر يدخل القلوب.. و تأكد كذلك،  أن لو اطلع أبوك رحمه الله على ما كتبت لرده عليك.. محاولتك لأذاية الدكتور النجار كشفت  جهلك و ضعف زادك الديني.. و ضعف حرصك على سلامة ايمانك.. انتبه لقد ضيعت السياسية دينكم … ثم أنت لا ترى فائدة في تحليل يعتمد المربعات السود و البيض بل ترفض هكذا تحليل حتى و إن كانت مثلثات أو غيرها..فلماذا لا تتواصل مع الرجولة التي تتحدث عنها و تتواصل مع فهمك للواقع برجولة و تعلنها حربا على الظلم و تجاهد في الله حق جهاده.. تواصل مع أفكارك حتى النهاية و كن رجلا..  


 بسم الله الرحمان الرحيم في الواقع المهجري والمساحات الإفتراضية.. حين تلج دعاوى الاصلاح إلى حضائر المستبدين  
بعض « المناضلين » الذين انتهت مدة صلاحية نضالهم في المعارضة ، جددوا لأنفهم في « النضال » ولكن هذه المرة من أقرب قنصلية أو سفارة تونسية بالخارج ، ووقعوا شهاداتهم في التوبة عن « مناطحة » السلطة عبر مقالات مسهبة ، و لم يتورع بعضهم على التلبيس ومجافاة الحقيقة وإقتطاع الوقائع وتزيينها ، والنفخ في « انجازات » السلطة التونسية ، وبيع مبادىء الحق والعدل والحرية إلى مراكب الريح القادمة من قصر قرطاج ، وقد اصبح بعضم مأجورا للنيل من أبرز رموز المعارضة التونسية ومباركة قصر قرطاج وساكنيه والذى يأتيهم منه فضل صاحب الفخامة والسيد الرئيس والتعليمات السامية والعناية الرئاسية . حين تحدثت عن موقف السلطة التونسية من الاسلام ، عنّ لقوم أن يحذلقوا الفهم كعهد الناس بهم (وانى لأحمد الله أنى لا أقرأ ما يتقيؤون إلا لماما لم انتهى ولو مرة واحدة الى استكمال حتى تصفحه ) ، ليبرهنوا مرة أخرى على ضحالة وعيهم الشرعي ، فقد صوروا موقف الحركة الإسلامية كما تصوره جريمة « الإعلان » (وهي جريمة بحق وليست جريدة) صاحبة الفحيح المعلوم ، فحولوا البلاد وشعبها المسلم الى دار حرب جملة واحدة ، وجعلوا من طغمة الحكم شعبا بأكمله ، وأنكروا أن تكون تلك طغمة شياطين ومردة ، على الرغم من أننى لم أصفها بأي وصف في ما كتبت . وانه لمن دواعى العجب أن يبلغ قوم مبلغا لا يحسدون عليه في سقم الوعي وتبييت التلبيس بعد إن استقر بهم المقام على باب سفارة حاكم ظالم ، يشار إليه بالبنان في أركان الدنيا الأربع بأنه لا يراعي في حقوق الله تعالى والناس إلا ولا ذمة . تلك النفوس التى فقدت طهر الوعي بعد أن رانت على قلوبها أدران الدنيا ، وأهواء النفس ، فتردت في ما تأباه كل نفس أبية سوية تكره الظلم ولا تعين عليه ولو بشق كلمة . لقد نشأت في ظل الفضاء الإفتراضي على شبكة الانترنت ظواهر عجيبة ، وهي بكل معنى ظواهر إفتراضية ، حتى سمعنا عن « غرفة أخبار » في موقع أنترنت ، وتقليعات تنتزع منك الإبتسامة وأنت لا تريدها ، أوغلت في الذاتية حتى حصدت نتائجها على غير ما يأمل كل صادق مع الله تعالى ووطنه وأهلة الذين يتجرعون السجن والملاحقات والمرض والخصاصة والحرمان وو..كل ما من شأنه أن يحول حياة مواطن إلى كابوس يومي يمتد الى حياة .. تلك هي الذاتية المقيتة التى حولت »غرفة الأخبار » الإفتراضية الى صالون من صالونات نظام أوغل في الدماء والأعراض والأرزاق والحقوق ولم يبالي . ولقد تفنن أولائك القوم في توليد الغثيان (الافتراضي) عبر مسميات لا تصلح الا أن تكون تعبيرا عن ارتجاج في الوعي ، فإنتهى بهم المقام ، بعد ان خلغوا على أنفسهم ألقابا ليسوا أهلها ،و استحلبوا الخصومة مع أصدقاء الامس وشنعوا عليهم ، بدعاوي باطلة ، انتهو إلى حضيرة السلطة فباركوا سياساتها ورأو في بناء ملعب وتعبيد طريق … دليلا على صلاحها ، وانتبهوا على حين غرة بعد سنوات طويلة انها صالحة وفيها الخير عدموه في رفقاء الامس القريب . ذلك هو أثر عمى البصيرة الذى انتج « مناضلين » عند الطلب يتحولون الى الجهة الاخرى ليلعبوا أدوار « الكومبارس » ، بعد أن تجردوا من كل قيمة فأصبح في نظرهم الباطل هو الحق بعينه ،وتشابكت أمامهم بديهيات الفهم والإستيعاب والتحليل، فتحول الباطل المحض في البداية الى رمادى ثم لم يفتىء ان شابه البياض وعمّه فغدى واقعا آخر على النقيض مما كان ، فولج أصحابه إلى حضيرة السلطة ،فزينوا للظالم فعاله ، وإن منهم من باع آخرته بدنيا غيره ، نسأل الله العافية ، وجدير بنا أن ننشد مع أبي العتاهية قوله : أمــا والله إن الظلـم لـؤم***ومازال المسيئ هو الظلوم إلى ديـان يـوم الدين نمضي***وعند الله تجتمع الخصـوم ستعلم في الحساب إذا التقينا***غـداً عند الإله من الملـوم صــابر : سويســـرا


الهيئة العالمية لنصرة الإسلام:  السلطات التونسية تشن حرباً شاملة على الإسلام وهوية البلاد

تونس – محمد الحمروني  شنت الهيئة الدولية لنصرة الإسلام في تونس هجوما عنيفا على السلطات التونسية، واتهمتهما بشن حرب شاملة على الإسلام في تونس مقابل فسح المجال أمام التطبيع مع العدو الإسرائيلي وأصحاب الديانات الأخرى في تونس. وانتقدت الهيئة -في تقرير حصلت «العرب» على نسخة منه- بشدة الحرب التي تشنها السلطة ضد الشباب المتدين من مرتادي المساجد، وذلك بعد الحرب التي أعلنتها منذ أكثر من عشريتين على الحجاب في تونس. واستنكر التقرير ما وصفه بـ «الحملات الحكومية الجائرة على المساجد وعلى عمَّارها من الشباب المهتدين»، معتبرا أن التعرض «للشباب المصلين سواء بالاستجواب أو المساءلة أو الاعتقال أو المحاكمة بسبب صلاتهم في المساجد اعتداء على حرية العبادة، وصدا للمسلمين عن أداء شعيرة الصلاة التي هي أحب الأعمال إلى الله». وحذرت الهيئة في تقريرها الذي وقعه الناطق باسمها المفكر والكاتب التونسي محمد الهادي الزمزمي «أعوان السلطة من شرطة وقضاة وغيرهم من مغبة الاستمرار في هذه الحملات الظالمة على بيوت الله وعمارها»، وطالبت «بإلغاء كل من قانون المساجد والمنشور 29، لما يمثله كل منهما من تعد على مبادئ الدستور التونسي، وحجر على حرية العبادة، وصد عن سبيل الله». وقال الزمزمي في بيانه إن «حكام تونس» فتحوا «جبهة حرب ضارية.. على الشبان التونسيين المتدينين من عمار المساجد والمصلين، وذلك بالتوازي مع الحرب الشعواء التي تشنها على المحجبات البريئات في القطر التونسي كله». واستندت الهيئة في تقريرها على مجموع من البيانات الحقوقية والتقارير الصحافية الصادرة والمنشورة مؤخرا. وأوردت مقتطفات منها في البيان كأمثلة تؤكد الاستخلاصات التي وصلت إليها عن وجود حرب شاملة على هوية البلاد وإسلامها. ومن المقتطفات والشواهد ذكرت الهيئة الإيقافات التي يشنها البوليس السياسي على الشباب المتدين بدعوى مكافحة الإرهاب، والإيقافات التي تمت على خلفية أداء بعض الشبان لأداء الصبح أو صلاة التراويح في المساجد، معتبرة أن هذه الإجراءات تدخل في خانة ترويع المصلين والمس من حرمة المساجد. وبالإضافة إلى ذلك أوردت الهيئة في تقريرها مقتطفات من بيانات المنظمات الحقوقية التي تتحدث عن الغلق المتعمد للمساجد ومنع التدريس بها، إضافة إلى منع التهجد وقيام الليل علاوة على الاعتكاف، كما جاء في التقرير. ومن الشواهد التي اعتمدت عليها الهيئة أيضا المواجهات التي شهدها محيط أحد مساجد الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية والتي دارت بين عدد من شبان وسكان الحي من جهة وعناصر من الشرطة بعد أن حاول هؤلاء اعتقال مجموعة من المصلين وضربهم في أعقاب صلاة التراويح. وخلص التقرير إلى أن أهل الحكم في تونس يشنون حربا لا هوادة فيها على الإسلام وأهله وشعائره وشريعته ومساجده، بدءا بالحجاب والمساجد «إلى علمنة التعليم، وتسارع عملية التطبيع». وفي هذا السياق انتقد التقرير بشدة سعي السلطة إلى علمانية شاملة في جميع الجوانب التعليمية، وتغيير مناهج التربية الإسلامية في كافة القطاعات التعليمية. كل ذلك في مقابل فتح الباب أمام تدريس التوراة والإنجيل بداية من العام القادم، وتدريس اللغة العبرية في كليات سوسة ومنوبة للآداب والعلوم الإنسانية إلى جانب تدريس تاريخ الدين اليهودي والدين المسيحي. وذكر التقرير بانتقادات نقابات التعليم الثانوي والجامعي في مناسبات متكررة لمشروع «مدرسة الغد»، الذي بدأت الحكومة بتطبيقه منذ سنتين، ووصفت النقابات المشروع الجديد «بأنه معادي للهوية العربية الإسلامية لتونس، ويفتح الباب على مصراعيه أمام التطبيع مع إسرائيل». يذكر أن السلطات التونسية تؤكد دائما على تمسك تونس «بإسلامها الحنيف» وحرصها «على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء». ومن بين الصفات التي تطلق على الرئيس التونسي زين العابدين بن «حامي الحمى والدين» في إشارة إلى رعايته «الموصولة لبيوت الله والقائمين عليها». وعادة ما يرد أعضاء الحكومة على الانتقادات التي توجه لها في هذا المجال بتقديم أرقام عن الارتفاع الكبير لعدد المساجد المشيدة في عهد الرئيس الحالي. كما تؤكد الحكومة التونسية بشكل مستمر على «أن حرية ممارسة الشعائر الدينية في تونس مضمونة للجميع، ولا يمكن أن تخضع في أي حال من الأحوال إلى أية قيود».   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 08 أكتوبر  2008)

 

النقل التعسفي،الحرمان من المرتب ومن العمل،ومن دخول مؤسسة الانتساب أوسمة على صدور الجامعيين

 

مراد رقية

لقد تناولت في أكثر من تدوينة سابقة الحب الغامر والنادر الذي تكنه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا للسلك التدريسي الجامعي التونسي على اختلاف رتبه من المبرز الى المساعد الى أستاذ التعليم العالي،ومن الانتداب الى الاحالة على المعاش المعجل للمغضوب عنهم والمؤجل للموحى اليهم والمرضي عنهم من مقبلي الأيادي أنصار مقولة »شئت ما شاءت الأقدار »؟؟؟ وقد تعزز رصيد هذا الحب الذي تفوق عن جدارة على رصيد كل المحبين العرب والعجم وفي سنة الخمسينية من خلال قطار الاجراءات التنظيمية ذات الصبغة العقابية والأمنية التي تكرس تفوق الادارة وسحق سلطتها غير المحدودة المتحكمة في الرقاب والعباد محولة الجامعيين الى محرومين ومنكوبين ماديا،متنكر لعطائهم وموقعهم برغم رفع راية أهمية دورهم في بناء مجتمع المعرفة؟؟؟ وقد ساعد تخاذل المركزية النقابية-مركزية كرزاي التونسي- المتآمرة الأولى على حقوق الشغالين بالفكر والساعد في مرور قطار الاجراءات التعسفية -التصفوية  بسرعة البرق وبدعم مجلس النواب الذي ندفع منح نوابه من جيوبنا ففرم كل الواقفين على سكته فلم يبق أمام الجامعة العامة المأسوف على نضاليتها سوى  استعطاف الأمين العام وتقبيل الأيادي وتجهيز وامضاء العرائض رفعا لعتب أو ابراء لذمة أكثر من أي شيء آخر؟؟؟ الا أن المطلوب وفي هذه المرحلة الحرجة بالذات بعد أن ورطنا مقاولي الصنف »أ »المكون من الأساتذة والأساتذة المحاضرين عبر التواطؤ غير مدفوع المقابل في تجهيز اصلاحات نظام »امد »والانتظام في سلك المكونين أي « البوليس الـأكاديمي »،المطلوب هو مقاطعة كل أشكال العمل الاداري التي لا تدخل ضمن الواجبات التدريسية،ومقاطعة الأنشطة الترويجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا.فطالما أن الوزارة تهدف الى تحويل الجامعيين الى مجرد أعوان اداريين مطالبين بالخضوع لكل الأوامر واللوائح وابتلاع كل أنواع الأفاعي،والقبول بالأمر الواقع الرديء الماسخ على كل الأصعدة المادية والمهنية والمعنوية ولعل من أوكد واجبات الجامعيين حاليا مقاطعة أعمال اللجان بأنواعها لجان الانتداب ولجان تركيز نظام أمد- مقاطعة لجان الامتحانات- الامتناع عن الامضاء في قوائم حضور الأساتذة وضبط عدد غيابات التلاميذ للحيلولة دون- تحويل المؤسسات الجامعية الى مؤسسات نظام قانون72 تأثرا بمسلسل »صيد الريم »؟؟؟ انجاز الامتحانات وعدم ترسيم الأعداد على السجلات- توقف الصنف »أ »عن ازدواجيته المرضية عبرالانتظام في سلك المكونين وحضور الاجتماعات النقابية؟؟؟- مقاطعة الورشات أو التظاهرات المنظمة لمناسبة بعض المحطات السياسية مثل تظاهرة- التجديد الجامعي الى غير ذلك من الأنشطة التي تخدم مصلحة الوزارة قبل مصلحة المدرس  تجهيز الجامعة العامة للتعليم العالي لموقع الكتروني تضمّن فيه كل الوثائق الصادرة عن – المجالس القطاعية والاجتماعات الدورية وتدرج فيه مكونات الملفات الخاصة بالزملاء المستهدفين بالاجرتءات التعسفية والتصفوية تنظيم الجامعة العامة لندوات صحفية دورية نحضرها الصحافة المحلية والدولية تعرض فيها لمستجدات القطاع وخاصة لتجاوزات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع دعوة المنظمات الدولية للتدخل كلما لزم الأمر؟؟؟- المطلوب اذا وباختصار شديد توقف الجامعيين عن ازدواجية الخطاب والمواقف وخاصة عن النعاون والتواطؤ المشبوه مع سلطة القرار الاداري فطالما نحن في صراع مفتوح مع الوزارة فان الواجب هو الالتزام بالحد الأدنى من الواجبات داخل المؤسسات الجامعية التي فرض على بعض زملاؤنا المعاقبين بالحرمان من العمل والمرتب وهو الأستاذ المناضل الحقوقي والرابطي،عضو المجلس السياسي لحركة التجديد التونسية الذي حرم من الدخول لكلية الصيدلة بالمنستير طيلة مدة العقوبة الادارية ،هذه الكلية التي يعتبر أحد روادها ومؤسسيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أربعون ألف نسخة من رواية إباحية عن السيدة

عائشة رضي الله عنها في الأسواق الأمريكية

بعد الضجة التي أثارتها الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم عادت مؤخرا الإساءة ومن بريطانيا عبر رواية مثيرة للجدل للإعلامية شيري جونز حول حياة زوجته عليه السلام السيدة عائشة رضي الله عنها   -مغالطات تاريخية ودينية عن حياتها منذ خطبتها للنبي « صلى الله عليه وسلم » حتى وفاته  فقد تناقلت الوكالات أعمال الشغب التي نتج عنها إضرام النار في مقر دار النشر البريطانية واعتقال ثلاثة مشتبه فيهم عقب الحادثة مباشرة ووصفتهم الصحافة الدولية بالإرهابيين.وهو الأمر الذي عجل بتوزيع 40 ألف نسخة من الرواية في الأسواق الأمريكية -حسب تصريحات الناشر للصحافة البريطانية- قبل التاريخ المحدد  بتسعة أيام.وتسرد الرواية -حسب وكالة أمريكية- قصة حياة السيدة عائشة منذ خطبتها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وحتى وفاته. ورغم تلقي الفريق المشتغل على نشر الرواية  تهديدات في وقت سابق ونصائح تحذيرية من قبيل أن نشر الكتاب سيثير أعمال عنف من جانب قطاعات متطرفة إلا أن دار النشر البريطانية صممت على نشر العمل للكاتبة جونز التي لم تزر أبدا الشرق الأوسط واكتفت بدراسة التاريخ العربي. وبرر مسؤول دار النشر أمر تعجيل توزيع الرواية بالبعد التجاري نافيا أن يكون للأمر علاقة بالتهديد. وكانت دار بيوفورت هي التي نشرت كتاب « لو كنت فعلتها » الذي كتبه أوجيه. سيمبسون بشأن جريمة قتل زوجته، وذلك بعد أن تخلت دار ريجان عن نشره خشية إثارة حالة من الغضب الشعبي. وهي حلقة جديدة وليست الاخيرة من مسلسل « الإساءات للاسلام ».
( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم  8 أكتوبر 2008)

بعد الأمطار الطوفانية الأخيرة بصفاقس: متساكنون متضررون في ممتلكاتهم: «لا نريد مساعدات بل نريد شبكة تطهير مدروسة» …«رد فعل المسؤولين المحليين لم يكن في حجم الحدث»

صفاقس ـ الصباح: في اليوم الاول من أيام عيد الفطر وتحديدا يوم الاربعاء غرّة أكتوبر في حدود الحادية عشرة ليلا نزلت أمطار غزيرة، يمكن القول بأنّها أمطار طوفانية ذكرتنا بفيضانات سنة 1982، هي في الحقيقة إعصار ذكّر الكثيرين ب »تسوماني » ممّا أثار الكثير من المخاوف في النفوس،  لا سيّما نفوس متساكني الحيّ التعويضي الموجود بين طريقي سيدي منصور والسلطنية على بعد حوالي كيلومترين ونصف الكيلومتر من قلب مدينة صفاقس، هو يوجد في منحدر، تصل مياهه إلى البحر، وهو في الاصل ميدان رماية، أقيمت له مجموعة من الحواجز، المساكن في هذا الحي في حدّ ذاتها حاجز، لو لم يتم تعبيد الطريق في هذه المنطقة لما كان الضرر قويا، كذلك الشأن بالنسبة إلى المعامل الموجودة بعد الطريق بمنطقة البودريار، جميعها كانت توقف جريان الماء ووصولها إلى البحر، كما أنّ قنوات التطهير العادية كانت دوما مسدودة، وتسريحها يعدّ استثناء، لذلك فهي غير قادرة على حلّ المشكلة، من الضروري بعث مشروع استثنائي يمنع تدفّق المياه على غرار الحزام الواقي من الفيضانات وذلك باعتماد قنوات كبرى قادرة على ابتلاع واستيعاب كافة المياه عند الحاجة… هذا الحيّ أقيم في منتصف الستّينات(1966) تعويضا لمتساكني منطقة الربض الشعبية التي كانت توجد بين « القايد محمّد » و »الناصرية ».  » الصباح » حقّقت في الموضوع، فزارت هذا الحي ودخلت العديد من البيوت للوقوف على معاناة أصحابها وعلى حقيقة الوضع والحصول على العديد من الشهادات الحية بالكلمة والصورة وهذه حصيلة ما توصّلنا إليه.  
وضع عقاري غير واضح
هذا الحيّ أقامته الدّولة ومع هذا كانت العملية فيها الكثير من التسرّع،فحتّى الوضع العقاري للمساكن غير واضح، فكلّ من أراد تسجيل مسكنه بإدارة الملكية العقارية لم يمكّنوه من ذلك باعتبار أنّ الارض التي أقيم عليها الحيّ هي في الاصل في ميدان تدريب على الرماية، فهي تابعة لوزارة الدفاع الوطني، استلمته البلدية وقتها وشيّدت عليه الحيّ دون أن تتحوّل ملكيّته من وزارة الدفاع إلى البلدية، لذا هناك إشكالية مطروحة بخصوص التسجيل العقاري مما أثار مخاوف المتساكنين خاصّة أنّ قيم الممتلكات العقارية بالمنطقة قد ارتفعت بسبب مشروع تابارورة، فأصبح المواطنون في هذه الربوع يخشون من تحويل الحيّ إلى منطقة استثمارية وبالتالي حملهم على التفويت في بيوتهم، لذا ينتظرون تطمينات من الجهات المتخصّصة بتقديم توضيحات في هذا الخصوص وتسوية أوضاعهم العقارية في أقرب الآجال حتّى لا يضطرّ أصحاب هذه المساكن إلى تقديم قضية لدى المحكمة العقارية واللجوء إلى التحيين العقاري، حينئذ على الجهات المعنية المبادرة بحلّ هذا الاشكال العقاري تتمثل في مطالبة وزارة الدفاع الوطني رسميا بالادلاء بشهادة بكونها فوّتت في هذا المنطقة لفائدة الحي التعويضي. شهادات حيّة  أثناء زيارتنا لهذا الحيّ حاولنا أن نفسح المجال أمام متساكنيه كي يعبّروا عن معاناتهم ليلة نزول الامطار وما خلّفته لهم من مشقّة وأتعاب نفسانية بالخصوص، هذا محمد الكحلي يقول: » عندما تلبّدت السّماء بالسّحب واسودّت شرعنا في رفع أمتعتنا إلى مستوى أرفع لكنّ المياه تفوّقت علينا لانّ التيار كان قويا فهاجمتنا بشراسة، وارتفع مستوى الماء إلى حوالي أربعين سنتمترا، لم ننم ليلتها لقد أشفقنا على أبنائنا وأنفسنا وأمتعتنا وأثاثنا، لا نريد شيئا غير إصلاح الوضعية ». وذكرعلي الحمامي أنّه تمّ توزيع أغطية صوفية وأمتعة أخرى على المتساكنين، فأشار في هذا الخصوص أنّ السكّان ليسوا في حاجة إلى مثل هذه الاعانات بل إلى إصلاح شبكة التطهير وتعهّدها بالصّيانة بصفة مستمرّة وشكل جيّد في كامل المنطقة حتّى لا تتضرّر مساكن الحيّ، وترى سامية اللطيفي أنّه كلّما يحلّ فصل الشتاء تنتاب المتساكنين المخاوف وتتملّكهم الهواجس، خوفا من هجوم مياه الامطار، هذه المرّة حصل ما حصل ف »تقيّأت » المجاري ما في جوفها فدخلت المياه الملوّثة بيوتنا، وهذا يعني أنّ شبكة التطهير لا تقوم بوظيفتها، وأكّدت قائلة: » لا نريد شيئا، فنحن نرغب في أن تتولّى الجهات المسؤولة الاهتمام بنا وتسوية وضعيّتنا… لا نريد مساعدات بل نريد أن نعيش في اطمئنان وراحة بال دون خوف…فلو دامت هذه الامطار ساعة من الزمن لجرفتنا المياه ». ويرى فتحي اللطيفي أنّ ديوان التطهير لم يقم بواجبه، هذا فضلا عنّ أنّ مشروع تابارورة قد أعاق تصريف المياه بسبب عملية الردم التي أغلقت قنوات التطهير مما اضطرّ السكّان إلى السّهر حتّى الصباح بسبب فيضانها في الحيّ، وأضاف قائلا: » الجهات المسؤولة لم تقم بواجبها ولكن ثقتنا كبيرة في رئيس الدولة، فنحن على يقين إذا ما علم بمعاناتنا سيجد لنا حلاّ سريعا ونهائيا ».  
ضرورة إيجادحلّ نهائي
 فرحات جمعة بوستّة أدخلنا بيته وأطلعنا على محتوياته التي تمّ رفعها على طاولات خشية هجوم المياه عليها مرّة أخرى، وأشار إلى أنّ مياه الامطار وقنوات التّطهير قد اكتسحت البيوت، ومن ألطاف الله أنّ الاطفال الرضّع نجوا من أن تلحقهم المضرّة من جرّاء المياه المتدفّقة والروائح الكريهة المنبعثة من المياه المتعفّنة، وذكر أنّ رجال الحماية لم يصلوا إلاّ في حدود السّاعة التّاسعة من صبيحة يوم الخميس الثاني من أكتوبر، حتّى عملية امتصاص المياه كانت بطيئة جدّا إذ أنّ مستوى المياه التي دخلت المنازل ينخفض سنتمترا ونصف السنتمتر كلّ ساعة، وأكّد في حديثه لنا أنّ الوقت قد حان لايجاد حلّ نهائي لهذا الحي، وباختصار شديد ذكر إبراهيم هديدر أنّ الامطار كانت طوفانية، ولكن ما زاد تعقيد الامور هوأنّها كانت مصحوبة بسقوط البرد ذي الحجم الكبير، وقال: »لم ننم ليلتها إذ بقينا أكثر من ثماني ساعات نفرغ ما دخل من مياه إلى المنازل باستعمال السطول ». وواصل حديثه قائلا: » نحن بادرنا بإقامة حواجز من الاسمنت في الابواب الرئيسية وفي مداخل البيوت للحدّ من تدفّق المياه مستقبلا وما على الجهات المسؤولة إلاّ أن تبادر بسرعة بإيجاد حلّ جذري ونهائي حتّى نطمئنّ على حياتنا وحياة أبنائنا وممتلكاتنا، وبالمناسبة لا بدّ من الاشارة إلى أنّ المياه تصلنا من طريق المهدية ومن طريق السلطنية، فاستعمال المحرّكات لامتصاص المياه عملية غير مجدية، نطلب بإلحاح القيام بدراسة جدّية وعلمية لتنفيذ مشروع رائد ينقذ حيّنا من الغرق، هذا الحيّ الذي يعدّ حوالي 460 عائلة ».وقالت ابنته شافية:  » من حسن الحظّ أنّني كنت موجودة ببيت والدي رفقة زوجي ليلة نزول الامطار، فساعدنا والديّ على تفريغ البيت من المياه وإنقاذ الامتعة، هذا إضافة إلى أنّ الوضع العقاري للبيوت غير واضح، والتسجيل الفردي غير ممكن، فلا يمكن أن يكون إلاّ جماعيا بعد رفع قضية في الغرض لدى المحكمة العقارية، وعلى هذا الاساس هناك اشكال عقاري قائم وشائك وعلى ما يبدو الحي هو حيّ تعويضي، وهومؤهّل للتعويض من جديد، كلّ الفيضانات التي جدّت بمدينة صفاقس مرّت من هنا، لذا فمعاناة حيّنا دامت أكثر من 40 سنة ». وواصلت حديثها قائلة:  » خلال الامطار الاخيرة قمنا بعمل البلدية وديوان التطهير، فلاحظنا تضامنا كلّيا بين المتساكنين ».  
معوق وزوجته المعوقة يتذمّران
أحمد عبد الهادي فاقد للبصر لم يكن موجودا في منزله ليلة الحادثة، لقد ارتفع مستوى الماء حوالي نصف متر في بيته، ومن الغد تمكّن من إفراغ ما في داخله من مياه وأوساخ وتنظيفه بمعية أفراد العائلة، رأشار محدّثنا إلى أنّ الاعانات الظرفية لا تفي بالحاجة ولا تحلّ المشكل، المطلوب البحث عن مخرج من هذا المأزق، وتشكو زوجته وسيلة الجوّة من إعاقة عضوية وتعاني من قصور كلوي يضطرّها إلى الخضوع إلى تصفية الدم، قالت لنا:  » تصوّروا حالتنا عند تكرّر هجوم المياه علينا خاصّة أنّ أبنائي يسكنون بعيدا عنّا… ». في نهاية المطاف قمنا بجولة طويلة داخل الحي وداخل العديد من المنازل فوقفنا عن قرب على العديد من الاضرار في الارضيات وفي السقوف التي أضحى بعضها مرشّحا للسقوط وظهور بعض الشقوق في الجدران وصعود المياه من الجليز في بعض البيوت…  الوضع يحتاج إلى تدخّل سريع وإيجاد حلّ نهائي إن على المستوى الميداني أو على المستوى العقاري.  
إعداد: محمد القبي

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 أكتوبر  2008)


 

تونس تعتقل 13 شابا حاولوا الهجرة سراً واٍيطاليا تنقذ 51 تونسيا من الموت غرقا

  تونس / 8 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: أحبطت قوات الأمن محاولة جديدة للهجرة سراً اٍنطلاقا من الشواطئ التونسية باتجاه السواحل الجنوبية الاٍيطالية واعتقلت 13 شاباً تونسيا، فيما أشارت وسائل إعلام إيطالية إلى إنقاذ 51 شابا تونسياً من الموت غرقاً. وذكرت صحيفة « صباح الخير » التونسية اليوم الأربعاء أن العملية الأمنية التي أحبطت محاولة الدخول الى  إيطاليا تمت في مدينة قربة في محافظة نابل الواقعة على بعد 67  كيلومترا شمال شرق تونس العاصمة. وأضافت أن عدداً من الشبان الحالمين بالهجرة إلى الضفة الشمالية، جهزوا زورقاً صغيراً لإستخدامه خلال رحلتهم البحرية غير الشرعية واقتنوا كمية من البنزين والمواد الغذائية، غير أن وحدة أمنية تنبّهت لهم وأوقفتهم. ويأتي الكشف عن إحباط هذه المحاولة الجديدة للهجرة غير الشرعية، فيما ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن حرس الحدود الإيطالي تمكن من إنقاذ 51 شابا تونسيا من الموت غرقا أثناء محاولتهم التسلل خلسة إلى السواحل الإيطالية. وأوضحت أن هؤلاء الحالمين بالهجرة أطلقوا نداء استغاثة بعد أن تعطل مركبهم على بعد 24 ميلا جنوب غرب مدينة « مادزارا »، حيث  سارعت خافرة للبحرية الإيطالية إلى نجدتهم وبالتالي إنقاذهم من مصير غامض. وأشارت إلى أن الشبان التونسيين كانوا قد أبحروا خلسة من أحد الشواطئ التونسية على متن قارب صيد طوله 16 مترا . يشار إلى أن محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الاٍيطالية انطلاقا من الشواطئ التونسية التي يبلغ طولها 1300 كيلومتراً تتزايد خلال الصيف على الرغم من الإجراءات الأمنية المشدّدة التي اتّخذتها السلطات التونسية.   (المصدر: وكالة (يو بي أي) بتاريخ 08 أكتوبر  2008)

رئيس الوزراء التونسي يلتقي مع مسئول فرنسي

  تونس في 08 اكتوبر /قنا/ التقى السيد محمد الغنوشي رئيس الوزراء التونسي اليوم مع الان جوياندى كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالتعاون والفرنكفونية الذى يزور حاليا تونس. وصرح المسئول الفرنسي عقب اللقاء بانه تم خلاله استعراض العلاقات الثنائية لا سيما في مجالات الاقتصاد والتربية والثقافة فضلا عن العديد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. وقال ان زيارته الى تونس تندرج في اطار البحث في الاتفاق الاطارى للشراكة بين البلدين. واضاف ان البحث تناول ايضا الاستعدادات لتنظيم اللقاء المنتظر عقده بين رئيسي وزراء البلدين خلال الربع  الاول من عام  2009 للبحث في السبل الكفيلة بمزيد تعزيز العلاقات بين تونس وفرنسا.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 08 أكتوبر  2008)

 

تونس ترسم 3 توجهات لمعالجة معضلة البطالة البالغ نسبتها 14.1 %

  تونس / 7 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: قال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي إن حكومته رسمت 3 توجهات أساسية لمعالجة معضلة البطالة في بلاده البالغ نسبتها وفقا للأرقام الرسمية 14.1 %. واعتبر الغنوشي في كلمة فتتح بها اليوم الثلاثاء  » الندوة الوطنية حول التشغيل » أن من شأن التوجهات المحددة إيجاد حلول جذرية وسريعة  لهذه المسألة التي ما تزال تمثل تحديا يستوجب تضافر جهود كافة الأطراف لرفعه. وأوضح أن التوجهات المحددة هي » رفع نسق النمو من نسبة 5.7 %  المسجلة خلال 2007/2008 إلي نسبة نمو في حدود 7 % سنويا » أولا، و »الارتقاء بنسبة الاستثمار من 25 % حاليا إلي 28 % من إجمالي الناتج المحلي » ثانيا،وثالثا « الترفيع في طاقة تأهيل وتكوين الاختصاصات العلمية والتكنولوجية ». ولكنه لاحظ أنه على الرغم من تمكن بلاده من التحكم في النمو السكاني ليتراجع من 2.4 %  خلال العشرية ما بين 1984و 1994 إلي 1 % حاليا، فإن الهيكلة الديمغرافية للسكان والإقبال المتزايد علي سوق العمل  ساهما في استمرار ارتفاع عدد السكان الناشطين بنسق عال،حيث ناهز 2.5% سنويا. وأشار رئيس الوزراء التونسي إلى أن هذا الارتفاع  ساهم في تزايد الطلب الإضافي للعمل من معدل 70 ألف خلال خطة التنمية الخماسية التاسعة 1997(/2001 ) إلى 88 ألفا سنويا خلال خطة التنمية الخماسية الحالية (2007 ـ 2011 ). واعتبر أن بلاده  توفقت رغم متطلبات تأهيل الاقتصاد وإعادة هيكلة وحدات الإنتاج،و « الظروف العالمية التي لم تكن دوما ملائمة »،إلى توفير ما يقارب 600 ألف فرصة عمل جديدة خلال الفترة 2000/2007 ،إلى جانب تقليص نسبة البطالة من 15.6 % عام  1999 إلي 14.1 % عام2007. يشار إلى أن  » الندوة الوطنية حول التشغيل » ستتواصل أعمالها على مدى يومين بمشاركة  واسعة من مختلف فعاليات المجتمع المدني التونسي من منظمات وجمعيات وأحزاب سياسية، باستثناء الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض الذي تغيب عنها رغم توجيه دعوة له.  

(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 8 اكتوبر 2008)

 

في الندوة الوطنية للتشغيل: مقترحات للتقليص في نسبة البطالة

   دعوة لبعث صندوق وطني للعاطلين عن العمل والحدّ من الفوارق

 بين الجهات في الاستثمار والتشغيل وتطويق التجارة الموازية  
قمرت ـ الصباح: تتويجا للاستشارة الوطنية حول التشغيل انتظمت أمس بمدينة قمرت الندوة الوطنية حول التشغيل بحضور عدد كبير من المشاركين من ممثلي أحزاب المعارضة والمنظمات والجمعيات وأشرف على افتتاحها السيد محمد الغنوشي الوزير الاول..  وتم خلالها تقديم تقرير يتضمن أهم عناصر التقييم المنجز من طرف اللجنة الوطنية للاستشارة.. لاعتماده كأرضية لتقديم المقترحات الهادفة إلى دعم معالجة إشكالية البطالة. وقال السيد محمد الغنوشي إن نسبة البطالة في تونس انخفضت من 15 فاصل 6 بالمائة سنة 1999 إلى 14 فاصل 1 بالمائة سنة 2007. وقال الوزير الاول: « مازالت نسبة البطالة مرتفعة رغم تراجعها الامر الذي يتطلب القيام بكثير من المجهودات ». ولاحظ أنه نتيجة تزايد عدد طلبة التعليم العالي تغيرت طلبات الشغل وأصبحت نسبة خريجي التعليم العالي تمثل 55 بالمائة من الطلبات الاضافية للشغل.. وذكر أن الطلبات الاضافية للشغل تطورت من 70 ألف طلب خلال المخطط التاسع للتنمية إلى 88 ألف طلب إضافي خلال المخطط الحادي عشر للتنمية. وعبر الوزير الاول عن مخاوف من انهيار عديد البنوك العالمية وذكر أن شروط الاقتراض ستكون أكثر تعقيدا ويمكن أن يتوسع الانكماش في الفترة القادمة ودعا إلى دعم القدرة التنافسية والتمتع بيقظة متواصلة لفتح الافاق أمام الشباب خاصة رواد منظومتي التعليم والتكوين الذين ينتظرون بفارغ الصبر الالتحاق بسوق الشغل وذكر أن نسبة ثمانين بالمائة ممن هم في حالة البطالة تقل فترة بطالتهم عن سنتين لكن ارتفاع خريجي التعليم العالي يملي على الجميع دفع نسق النمو وتعزيز القطاعات الواعدة. وقال « نتطلع أن تنتهي الاستشارة بجملة من المقترحات العلمية تؤمن تحقيق التعبئة الفاعلة لكافة القوى لتوظيف الامكانيات المتاحة والكامنة للتشغيل في تونس ». وقال السيد منصر الرويسي رئيس لجنة الاستشارة الوطنية حول التشغيل إن الندوة الوطنية للتشغيل المنتظمة منذ عشر سنوات انتهت بالاقرار بأن التشغيل شأن وطني الامر الذي يقتضي من جميع الاطراف المساهمة فيه.. وتنعقد هذا العام ندوة وطنية ثانية حول التشغيل في وقت تمكنت فيه تونس من تقليص نسبة البطالة لاول مرة منذ ثلاثة عقود.. وذكر أن الندوة تأتي في سياق استشارة وطنية واسعة وتتويجا لحوار شامل كان للمجتمع المدني دور كبير فيه.. وعقدت اللجنة حصص تفكير جماعية تناولت فيها بالدرس محددات التشغيل وأنشأت ثلاث لجان فرعية عهد إليها بتشخيص معوقات التشغيل كل منها في مجال اختصاصها وقد وضعت وثائق تأليفية في اجتماع ضم أيضا رؤساء اللجان الجهوية.. وبين أنه تم تنظيم عدة ندوات إقليمية وتم على مستوى الولايات تكوين لجان يرأسها جامعيون وعهد إليها تنظيم حوار حر وجريء ومعمق حول معوقات التنمية والتشغيل مع التركيز على الابعاد المحلية والجهوية دون إهمال البعد الوطني بهدف تسريع نسق نمو التشغيل.. وبهدف التعمق في الاشكاليات تم تنظيم نحو 40 ورشة في عدة مجالات تناولت بالدرس عدة مواضيع مثل الاقطاب التكنولوجية والحوار الاجتماعي ودور الدولة في التنمية. وتمت صياغة الوثائق بطريقة تدريجية ومفتوحة..   نشر ثقافة المبادرة     قال السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي إنه لا توجد عصا سحرية لحل معضلة البطالة لكن الخيارات الاقتصادية التونسية نجحت في تقليص نسبة البطالة بنقطتين والتحكم في هذه الظاهرة.. فنتيجة عديد الحوافز والتشجيعات الاستثمارية في مختلف جهات الجمهورية تم التخفيض في نسبة البطالة. وقال إن التجمع الدستوري الديمقراطي وبهدف مواجهة هذه الظاهرة يعمل على نشر ثقافة اقتصادية جديدة على غرار دفع الانتصاب للحساب الخاص وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار والتشغيل وهو يرى أن معالجة معضلة البطالة هي معضلة سياسية أيضا.. وتحدث عن أزمة الاسواق المالية العالمية وبين أن تونس تجنبت مثل هذه الهزات نظرا لان الدولة لم تفقد دورها التعديلي.. وبين أن هناك تفاؤل بمزيد التقليص في نسبة البطالة. وقال السيد منذر ثابت أمين عام الحزب الاجتماعي التحرري إن الحزب يثمن توسيع المشاركة على مختلف الاحزاب والتعاطي العادل مع كل الاحزاب ولن يقبل بأي شكل من أشكال الدكتاتورية داخل المعارضة. وذكر أن أعنف الازمات الاقتصادية التي عاشتها تونس كانت بسبب هيمنة الدولة على الحياة الاقتصادية. وقال إن تطور نسبة النمو لم تكن كافية لامتصاص البطالة فالتفاوت بين النمو والتنمية ممكن.. ولاحظ أن غياب المرونة في القطاع البنكي يحد من التصدير. وقال إنه يجب التخلص نهائيا من وهم التشغيل الكامل ودعا لبعث صندوق وطني للبطالة وتحفيز بعث مشاريع خاصة تستهلك العلوم الاجتماعية والانسانية وعلم النفس.. والتركيز على الاستثمار الخارجي المباشر وحل مشكل المؤسسات الاقتصادية.. وإصلاح القطاع الفلاحي وفتحه أمام الاستثمار الخارجي المباشر ودفع المستثمرين الشبان نحو الفلاحة البيولوجية وتنويع المنتوج السياحي التونسي عبر انتداب أصحاب الشهادات المختصين في المجال ودعم قطاع السياحة الصحية..  ولاحظ أنه لا بد من حماية المؤسسات من المنافسة غير الشريفة وخاصة من التجارة الموازية وذكر أنه يجب تدريس اللغات الاجنبية في مراكز التكوين المهني وتشجيع المستثمرين التونسيين المقيمين بالخارج على بعث مشاريع في تونس. وقال إن دور الدولة هو دور تأطيري وتحفيزي.. وإن كل خطاب في اتجاه معاكس قد يثير حفيظة المستثمر ويقود إلى نتائج عكسية. وذكر السيد المنجي الخماسي أمين عام « حزب الخضر » أنه يجب ألا يتم إنهاء أعمال اللجنة الوطنية حول التشغيل بإنهاء عمل الندوة الوطنية للتشغيل بل يجب رصد البطالة ومتابعة مكامن التشغيل باستمرار وأوصى بسن نص قانوني يساعد على الوصول إلى مختلف المعطيات واستغلال الاليات والامكانيات المتوفرة للتشغيل وطالب بنشر ثقافة بعث مشاريع خاصة لدى الناشئة ونبه إلى أن عديد البرامج التلفزية والاذاعية تبث ثقافة التواكل وعليها تقديم برامج فيها نماذج ناجحة. وقال إنه يجب عدم التسامح مع المخالفين مهما كانت رتبهم الادارية وأكد على ضرورة مواصلة الدولة الاضطلاع بدورها كاملا في مجال البنية الاساسية وتوفير مواطن الشغل. وبين أن جهات الشمال الغربي والجنوب فيها أكبر نسب بطالة رغم ما يمكن إحداثه من مشاريع بيئية. ودعا لاعطاء المشاريع البيئية الاولوية المطلقة.   البطالة.. قنبلة موقوتة   بين الدكتور مصطفى بن جعفر ممثل التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات أن دعوة اللجنة لحزبه للمشاركة في الندوة الوطنية تعد رفعا لحضر دام سنوات.. وذكر أن التكتل يدعو إلى الحوار ولكن ليس للحوار من أجل الحوار بل أن يكون الحوار حوارا جديا وهادفا ومنظما ومنتظما لا يتأثر لا بالظرف ولا بالمزاج وهو حوار ضروري ومكن في المستقبل ودعا للخروج من الحوار الاحتفالي في النزل إلى حوار وطني وهو أمر ممكن لو تساهم وسائل الاعلام في إنارة الرأي العام عبر طرح الرأي والرأي المخالف.. وقال إن التكتل يرغب في الحد من الاقصاء والمحاصرة وكل ما ينمي الشعور بالغبن والمواطنة المنقوصة وأكد على أن ما حدث في منطقة الحوض المنجمي يؤشر لخطورة الوضع وعمق الازمة وهو يرى أن الحل ليس حلا أمنيا..  وقال « يجب ألا يخلو تشخيص قضية التشغيل من الجرأة خلافا للخطاب الخشبي الذي عودتنا عليه وسائل الاعلام الرسمية.. فالمطلوب ليس جلد الذات وإنما استخلاص العبرة من التجارب التي لم تكن مفيدة.. وحان الوقت للتفكير في حلول جذرية تعطي أكلها على المدى المتوسط والبعيد بعيدا عن الاجراءات الظرفية ». وبين أن المنظومة التربوية في حاجة إلى مراجعة شاملة نظرا لضعف نجاعتها.. وذكر أن الهدف منها الان هو الحصول على شهادة التعليم العالي وأن كل من بلغ هذا الهدف لا يفهم ولا يقبل عدم الحصول على شغل. وقال « إن مشكلة بطالة حاملي الشهادات هي بمثابة القنبلة الموقوتة ». ودعا لمقاومة الفوارق الاجتماعية والسعي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.. وذكر أن الاصلاح الاقتصادي يبقى غير كاف في غياب إصلاح سياسي يضمن الحريات وخاصة حرية الاعلام ويجسم استقلالية المؤسسات وخاصة استقلال القضاء. وذكر أن تعثر التنمية السياسية وغياب آليات المساءلة وتغييب الرأي المخالف أدّى إلى هدر الطاقات.. فالطموح ليس في أن تكون تونس في الكوكبة وأفضل من البلدان الفقيرة بل أن تكون في الكوكبة الامامية للدول المتقدمة.. ودعا الدولة لمواصلة القيام بدورها التعديلي لانه لولا الدولة لما كان القطاع الخاص. ويؤدي انسحاب الدولة على حد تعبيره إلى الانخرام. وعبر عن رغبته في أن يكون القطاع الخاص قطاعا يقوم بالمبادرة.. وقال إنه لا يمكن حل مشاكل التنمية والتشغيل إن لم نتقدم بخطى ثابتة للاندماج في الوحدة المغاربية وهو يرى أن الاستثمار يحتاج إلى ظروف مناسبة ومناخ ملائم في إطار دولة قانون ودولة حرية ودولة ديمقراطية.  وذكر السيد اسماعيل بولحية الامين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين أن تونس في حاجة لتعبئة كل الطاقات للحد من البطالة وأن التشخيص الصحيح يعد مدخلا للعلاج وبين أن المنابر الحوارية تمخضت عن مقترحات عدة وتوصيات كثيرة لكن المهم هو قابليتها للتطبيق خاصة في الجهات.. ولاحظ أن المراجعات ينبغي أن تمس إلى جانب منظومات التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي منوال التنمية أيضا لمعالجة قضية التشغيل بنظرة تجديدية لتشمل المعالجة أصحاب الشهادات ومختلف الجهات مثل الشمال الغربي أي اعتماد مقاربات استهدافية واعتماد تمييز إيجابي تجاه بعض الجهات إذ تختلف نسبة البطالة من جهة إلى أخرى ونجدها تبلغ 6 بالمائة بالمنستير و21 بالمائة بزغوان. وقال إن القطاع الخدماتي وحسب ما بينته الازمة المالية هو قطاع هش. وأضاف: « نلاحظ فشل الرأسمالية وقد بدأنا نلاحظ في عدة دول مثل بريطانيا تحول من الخصخصة إلى تدخل الدولة.. فقد بانت حدود القطاع الخاص » ودعا لمواصلة توفير مواطن الشغل لان « الايدي التي لم تجد في الخير عملا وجدت في الشر أعمالا »..   دور القطاع العام   ذكر السيد محمد بوشيحة أمين عام حزب الوحدة الشعبية أن الابقاء على القطاع العام يعد شرطا اساسيا لتسهيل النفاذ إلى سوق الشغل ودعا لاعادة النظر في الحوافز والتشجيعات التي يتمتع بها القطاع الخاص والتي لم تؤد إلى النقلة المرجوة. وذكر أن شعبة المستشارين الجبائيين يعاني خريجوها من بطالة هيكلية نتيجة لما يعيشه قطاع الخدمات من تداخل ودعا للاسراع بتنظيمه. وقال « نؤمن بدور الدولة كأكبر مشغل ومؤتمن على القطاع العام والتنمية الاجتماعية فالتشغيل من أولويات الحكومة ومن استراتيجيات الدولة ويعد بعث المشاريع التنموية في الجهات أمر مهم إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص على دعم سياسات التشغيل في السياحة والفلاحة ». واقترح انجاز خارطة للتنمية الاجتماعية ومزيد تمكين صغار الباعثين من أراض لبعث مشاريع وتضمين نظام خاص لشركات المناولة والحد من التشغيل الهش والتخفيض في سن التقاعد بالنسبة لبعض المهن والتخفيض في ساعات العمل لبعض المهن. وبين السيد أحمد إبراهيم ممثل حركة التجديد أن التشاور مع كل الاحزاب في مسألة التشغيل فيه فائدة للوطن وهو يرى أن فتح باب الحوار الديمقراطي التعددي ضرورة لكسب رهان التنمية والتشغيل. ودعا للحديث عن الواقع بكل سلبياته وإيجابياته لان نهج الصراحة والنقد البناء هو النهج الصحيح.. وتطرق إبراهيم في كلمته إلى عدة مسائل منها نقص في كمية الاستثمارات ونقص في نوعيتها والشروط الواجب توفيرها لربح المعارك التنافسية والاختلالات التي تشكو منها سوق الشغل ودور الدولة والعامل السياسي في ربح معركة التنمية.. ودعا خاصة إلى إيجاد حل للديون وقال إنه ليس من العدل خصخصة الربح من ناحية وتعميم الخسارة من ناحية أخرى.. وذكر أن الاستثمار متجه في تونس إلى قطاعات ذات قيمة مضافة ضعيفة.. كما بين أنه يجب الوعي بظاهرتي عدم تمكن الشباب من الكفاءات الاساسية بحكم المردودية السيئة لمنظومتي التربية والتكوين وهو ما يدعو إلى وقفة حازمة ولاحظ أن سوق الشغل لا تشكو من القطيعة بين العرض والطلب فقط أي بين الجامعة وحاجيات سوق الشغل بل تعود إلى غياب الشفافية وبين أن الوكالة الوطنية للتشغيل لا تقوم بدورها كما يجب وهو ما ساهم في تفشي ظاهرة المحسوبية والاكتاف. ودعا لاعادة النظر جذريا في سوق الشغل باعتماد مقاييس عادلة وشفافة وبين أنه ثمة حاجة إلى نظرة شاملة للحوار الاجتماعي.. وبين أنه لا بد من منعرج حقيقي يعيد الاعتبار لكل الجهات الداخلية المنبوذة بسبب الطابع المزمن لغياب التوازن ولا بد من بعث مخطط تنموي جديد تلعب فيه الدولة دورا كبيرا ينطلق من مثال جديد للتهيئة الترابية ويسمح بإخراج الجهات الداخلية من عزلتها وتخلفها..   ودعا لتنظيم حوار سياسي مفتوح يخرج من الفضاءات المغلقة إلى الفضاءات المفتوحة وإلى مختلف وسائل الاعلام وتنظيم حوار وطني في أمهات القضايا وخاصة التشغيل وهو يرى أن الحوار لا يتم إلا بإقرار انفراج في المناخ السياسي. ودعا إلى إطلاق سراح الموقوفين بسبب قضية الحوض المنجمي..   دور القطاع الخاص   قال السيد أحمد الاينوبلي أمين عام الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إن عدد العاطلين عن العمل تجاوز 500 ألف خلال سنة 2007.. وأن نسبة البطالة من فئة الناشطين من مستوى التعليم العالي تسجل أعلى نسبة وتمثل 19 بالمائة وهي في ارتفاع من سنة إلى أخرى ونجد الكثير منهم قد تحصلوا على شهاداتهم قبل سنة 1999.. وذكر أن معضلة التشغيل ستزداد حدة لعدم قدرة القطاع الخاص على حل مشكلة البطالة ودعا القطاع الخاص لكي يقدم للمجموعة الوطنية بقدر ما يحصل عليها من حوافز. وقال إن الحزب يدعو إلى تأمل الواقع وتقييم الخيارات الاقتصادية التي توختها الدولة خاصة عند اعتماد اقتصاد السوق أو الليبرالية المفرطة.. والبحث عن خطة لضمان التسيير الرشيد والشفاف للقطاع العام ووضع الاجراءات الكفيلة لضمان شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص وحث القطاع الخاص على النهوض بذاته والقيام بدوره في التشغيل ومزيد العمل على جذب رأس المال العربي إلى تونس لتقليص البطالة والحفاظ على الاسواق التقليدية للشغل بتفعيل دور وكالة التعاون الفني للبحث عن فرص عمل لخريجي الجامعات ورصد واقع الفلاحة اليوم في تونس خاصة في ظل تنامي أسعار المواد الاساسية والقيام بمهمته في التشغيل واستعادة عديد الاراضي والضيعات الدولية المسندة في إطار تشجيع الاستثمار الفلاحي والتي لم يقع استغلالها على النحو المطلوب والتوجه للبحث عن أسواق جديدة للمنتوجات الخدماتية بالدول الافريقية والحد من التجارة الموازية المدمرة للاقتصاد الوطني..   منوال التنمية   ذكر السيد عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن العمل محرك أساسي في الرقي الاجتماعي وهو الذي يولد الاحساس بالهوية ويولد الشعور بالكرامة ويساهم في الاستقرار الاسري وهو مقياس من مقاييس التنمية المستديمة. وقال « لسنا دعاة التشاؤم كما لسنا من دعاة تمجيد الذات فالبلاد حققت نجاحات عديدة لكن ما تحقق يجب ألا يحجب النقائص العديدة التي توقفت الاستشارة على العديد منها ». وأضاف « من المسلمات التي تفسر عدم توفق الاقتصاد التونسي في توفير مواطن شغل كافية هو الاستمرار في اعتماد منوال تنمية قائم على أنشطة ذات قيمة مضافة ضعيفة والتراجع المسجل في استثمارات الخواص المحليين في الصناعات التحويلية ذات الكثافة التشغيلية إذ لم تتعد خلال العشرية الممتدة من 1996 إلى 2005 سوى 16 بالمائة.. إضافة إلى تنامي التجارة الموازية ». وتحدث عن الممارسات المتنافية مع قواعد المنافسة الحرة.. وركز في كلمته على أهمية العمل لاستدراج المؤسسة عبر الحوار للتسليم بأنها عالم مفتوح ولم تعد لها مسؤولية فقط تجاه المساهمين فيها بل تجاه عمالها وتجاه المجتمع ككل. وهو يرى أن التحدي الذي يواجه تونس هو ضرورة كثرة الكفاءات وجودتها الامر الذي يدعو إلى إرساء شراكة دائمة بين الحكومة والنقابات والمؤسسات والمربين ومكونات المجتمع المدني وبين أن التواصل مازال مفقودا مثلا بين منظومة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي وبين منظومة الانتاج والتشغيل من ناحية أخرى.   ولاحظ أنه لا بد من اعتماد منظومة مندمجة للتربية والتكوين والتعليم العالي في علاقة بحاجيات الاقتصاد والمجتمع للكفاءات.   وبين أن المعطيات الحالية تنذر بتواصل ارتفاع نسبة البطالة الامر الذي يدعو لمصاحبة التحولات هذه بتدخلات حمائية فالحد من المخاطر والمحافظة على التوازنات يجد سندا في التمسك بالعقد الاجتماعي وهو عقد يقتضي رعاية الحقوق الاساسية للمواطن..   وذكر أن الاستشارة الجهوية حول التشغيل نبهت إلى عديد الثغرات من ذلك التفاوت في حصص الاستثمار بين الجهات الساحلية والداخلية والتفاوت في نسبة البطالة وتوفر التجهيزات والقدرة على خلق القيمة المضافة.. وهي اختلالات تتطلب مقاربة جديدة تقطع مع المقاربة الادارية ومع المفاهيم السائدة القائمة على النمو الاقتصادي دون اعتبار خصوصيات التنمية المستديمة..   وقال جراد « إن مسالة التشغيل لن تجد طريقها نحو الحل إلا في إطار منظومة حوار واعية ومنتظمة وجدية وتحفز جميع القوى الحية في تونس لقهر معضلة البطالة ».   التجارة الموازية   من جهته ذكر السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للشغل أن « رهان التشغيل يضعنا اليوم أمام امتحان قدرتنا على تكريس حق الانسان في الشغل لتحقيق الذات والتميز والاستفادة وهو رهان يزداد تعقيدا بحكم الضغوطات الديمغرافية والصعوبات العالمية ». وبين أن اندماج تونس في الاقتصاد المعلوم ضاعف من مسؤولية القطاع الخاص الامر الذي يجعل دعم هذا القطاع واجبا جماعيا ويتطلب دفع المؤسسة لتبقى نواة لخلق الثروات. وقال إن جميع بلدان العالم تتسابق لاستقطاب الاستثمارات مقدمة مختلف التشجيعات أمام رأس المال الذي لا يعترف بالحدود.   وذكر أنه يجب تجاوز فكرة أن دعم الاستثمار الخاص هو هبة أو هدية لصاحب المشروع بل هو أمر يتطلبه الوضع في ظل احتداد المنافسة الشرسة.. ويرى أن المحرك الاساسي لخلق عدد أكبر من فرص الشغل يكمن في النهوض بالمؤسسة.   وبين أن وعي منظمة الاعراف بخلق مواطن الشغل دفعها إلى تقديم الكثير من الجهد لاستيعاب أصحاب الشهادات لان فرص العمل المؤجر لن تغطي كل الطلبات ودعا لحث الشبان على بعث مؤسساتهم ومشاريعهم والاحاطة بهم للنجاح في ذلك ودعا للرفع في نسق الاستثمار.   وقال « كل أحزاب المعارضة وكل المنظمات مدعوة إلى أن تلتف حول هذا الموضوع الذي يشغل بال كل المواطنين في كامل تراب الجمهورية ».   وبين أن ظاهرة الاسواق الفوضوية استولت على كل مسالك التوزيع وعلى أهم الشوارع التجارية في العاصمة وخارجها ودعا الحكومة للقيام بمجهود حقيقي (وشدد على هذه اللفظة) للحد من التجارة الفوضوية التي تعتبر أكبر تجارة في تونس وذلك على حساب المستهلك وعلى حساب المؤسسات فهذه البضاعة تأتي من بلدان لا تنفع تونس لا من قريب ولا من بعيد.. وقال « إذا لم نحم السوق من التجارة الموازية فلا فائدة من التحدث عن التشغيل وعن البطالة فالتجارة الموازية تلتهم كل إمكانيات التشغيل ».   وأضاف نلاحظ وجود بطء في تحريك بعض القطاعات التي مازالت في يد الدولة رغم هذا العالم المعولم وقدم مثالا عن هذه القطاعات وهي المواصلات والنقل.. كما أن عقلية الدولة في اختيار الصفقات بأقل سعر ليس جيدا لان أقل سعر هو أقل جودة. وبين أن قطاع السياحة مازال مكبلا بقوانين لا تساعد على خلق مواطن الشغل ودعا لاعادة النظر في القوانين المنظمة للقطاع.. وانتقد تدخل الحكومة « بقوة وعنف في تحديد التسعيرة ». ودعا كل أصحاب المؤسسات للقيام بمجهود إضافي في هذه الظروف الصعبة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من أصحاب الشهادات العليا.   وقال السيد مبروك البحري رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري إن المنظمة الفلاحية حرصت على انجاح استشارة التشغيل والاحاطة بطالبي الشغل من أبناء العائلات ذات الدخل المحدود وتم انتداب دفعة من أصحاب الشهادات العليا للعمل صلب الاتحادات الجهوية للفلاحة والصيد البحري. وبين أن المقترحات التي تم تقديمها ستلقى المتابعة.   وبين أن التحديات الكبرى التي تواجه القطاع الفلاحي تفرض الاستفادة أكثر من الطاقات البشرية لتطوير الانتاجية ويعتبر القطاع هذا في مقدمة القطاعات القادرة على استيعاب اليد العاملة. ويقتضي الرفع من نسق التشغيل في القطاع الفلاحي الترفيع في هامش الربح.   وقالت السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية إنه لا يمكن الحديث عن حقوق للمرأة دون الحديث عن حقها في العمل وبينت أنه تم تمكين المرأة التونسية من فرص تشغيل في مناصب متقدمة.. ويزداد عدد المشتغلين من الاناث حسب قولها بنسبة أكبر من عدد المشتغلين من الذكور.. وبينت أنه لا بد من اعتماد مقاربة خاصة في معالجة بطالة الاناث في السنوات القادمة.. وذكرت أن الاتحاد عمل على تشجيع المرأة على خلق موارد رزق.. كما قام بتنظيم ندوات لاعلام طالبي الشغل بالاليات المتوفرة للتشغيل إضافة إلى توفيره مراكز للتكوين المهني. وذكرت أن إقبال المرأة على العمل غير المنظم يستدعي مزيد تدريب الفتيات المنقطعات عن التعليم وتكثيف مراكز تكوين الفتاة الريفية.   ودعت للحد من التمييز الموجود بين الجنسين.   وفي ختام الجلسة الصباحية ليوم أمس للندوة الوطنية للتشغيل التي ستتواصل أشغالها إلى ظهر اليوم بين السيد منصر الرويسي أنه تم توجيه الدعوة لكل الاحزاب.. وقد وجهت دعوة للسيدة مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي لكن تعذر عليها الحضور.   سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 8 أكتوبر 2008 )


 

تونس: بعث لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية

 

  تونس ـ خدمة قدس برس أعلن محافظ البنك المركزي التونسي عن إنشاء لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية عهد للبنك الإشراف عليها قصد التدخل في الوقت المناسب واتخاذ القرارات اللازمة بما يحافظ على استقرار الاقتصاد التونسي. وأفاد توفيق بكار محافظ البنك المركزي في تصريحات صحفية إنّ تونس اتخذت كذلك عديد الإجراءات على مستوى التصرف في الاحتياطي من العملة الصعبة وعلى مستوى القوانين المنظمة للقروض السكنية. ونوّه محافظ البنك بخيار البنك الشمولي عوضا عن صيغة بنوك الاستثمار وهو ما سيوفّر موارد مالية متنوّعة تؤمّن رصيد المدخرات الثابتة مشيرا إلى سعي تونس إلى تحويل بنوك التنمية إلى بنوك شمولية على غرار البنك التونسي الكويتي والبنك التونسي الإماراتي والبنك التونسي القطري. واعتبر أنّ السوق المالية التونسية في مأمن من الأزمة، حيث امتنعت تونس عن الخروج إلى السوق المالية الدولية خلال سنة 2008 كما أنّ هناك اقتراح بعدم الخروج كذلك في العام 2009 والاقتصار على تعبئة موارد ميزانية الدولة بصفة استثنائية على السوق المحلية. وبحسب السيد توفيق بكار فإنّ الهيئات المالية التونسية بمأمن من المخاطر نظرا لكونها لا تستخدم بصفة مكثفة التقنيات التي كانت سببا في الأزمة ولأنّ توظيف البنوك التونسية لأرصدتها من العملة الصعبة في الأسواق المالية الدولية تخضع لقواعد صارمة. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 8 أكتوبر 2008)


 

تونس تتخذ إجراءات استباقية لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية

  تونس ـمن غسان بن عامر   « الوقاية خير من العلاج »، لا بد وان الحكومة التونسية، اعتمدت هذا المبدأ في حل ومجابهة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الطارئة، وهو ما أكده توفيق بكار، محافظ البنك المركزي التونسي حين كشف عن إحداث لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية، بقرار من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. كما تم إحداث لجنة للتقييم الى جانب اتخاذ عديد الإجراءات سواء على مستوى التصرف في الاحتياطي من العملة الصعبة للبلاد اوعلى مستوى القوانين المنظمة للقروض السكن. وستتولى الخلية مراقبة تطور الأسواق المالية العالمية عن كثب قصد التدخل في الوقت المناسب واتخاذ القرارات اللازمة بما يحافظ على مكاسب الاقتصاد التونسي. وأكد خبراء اقتصاديون، ان حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التونسية بهدف تطوير جهازها المصرفي، وجعله مواكبا للتحولات العالمية، من زاوية مقاربة تونسية تعتمد التدرج، قد ساهم بشكل كبير في تجنيب، وبدرجة كبيرة، القطاع المصرفي التونسي، واقتصادها عامة، تداعيات الأزمة المالية العالمية، التي انطلقت شرارتها الأولى من الولايات المتحدة الأميركية، قبل ان تعم إرجاء القارة العجوز، بسبب قروض الرهون العقارية خلال السنوات الأخيرة وهي قروض منحتها البنوك الأميركية بأسعار فائدة متغيرة ولفائدة حرفاء غير مضمونين وذلك في وقت كانت فيه نسبة الفائدة متدنية. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، اقر جملة من الإجراءات، تخص دعم القطاع المصرفي وتنفيذ الخطة الإصلاحية لهذا القطاع. وأقر بن علي خلال تلقيه تقريرا حول وضع القطاع المصرفي خلال سنة 2007، حمل البنوك على عدم توظيف عمولات بعنوان مسك حساب بالنسبة إلى الحسابات الخاصة للادخار والإذن لبنك الإسكان بالتخفيض في نسبة الفائدة على قروض السكن مع تثبيت سعر للفائدة كلما فاقت فترة تسديد القروض المباشرة 15 سنة إلى جانب التخفيض من مستوى نسبة الفائدة النشطة باحتسابها على أساس زيادة بـ 20 في المئة من معدل نسبة الفائدة الفعلية مما يؤدى إلى التخفيض في نسبة الفائدة النشطة بحوالي نقطة وربع وإرساء مؤشر لمتابعة تطور كلفة الخدمات المصرفية. هذه الأزمة، وبحسب توفيق بكار، قد رسخت صواب خيارات تونس من خلال تدعيم أسس الجهاز المالي عبر توخى تمشيا تدريجيا للتحويل الجاري للدينار ولإرساء البنك الشمولي. وتتوقع تونس ارتفاع نسبة النمو لتصل الى حدود 6 بالمائة مقابل 5.1 بالمائة مقدرة لسنة 2008 معتمدة في ذلك على تطور الطلب الخارجي وهوما يحتم على تونس الرفع من قدرتها التنافسية. وفي سياق متابعة الأزمة المالية العالمية، أقرت الحكومة التونسية، حزمة من الإجراءات على صعيد التصرف في مدخرات البلاد من العملة الصعبة. وتتمثل خاصة في عدم اللجوء الى الأسواق المالية الدولية سنتي 2008 و2009 وتوجيه عمليات توظيف العملة في البنك المركزي التونسي نحو أدوات الاستثمار الأكثر أمنا وهي رقاع الخزينة بالاورو وبصفة اقل بالدولار الصادرة عن أهم الدول الصناعية والحاصل على ترقيم مالي عالي الثقة « أي.أي.أي ». ولا تملك تونس اي توظيف مالي فى بنوك بيير ستيرم وليمان براذيرز ومريل لانش او فورتيس وهى البنوك المتضررة بأزمة قروض الرهون العقارية. محليا، كشفت مصادر من البنك المركزي التونسي، انه تم إقرار جملة من التدابير منها التمديد في فترة قروض السكن التي يمنحها بنك الإسكان من 15 الى 25 سنة مع التوجه نحو النسب القارة وهو قرار اتخذه الرئيس التونسي فى شهر ابريل/نيسان 2008 بهدف المحافظة على قدرة الأسر على التسديد وتجنيبها مخاطر ارتفاع نسب الفائدة وكذلك في اتجاه صيانة متانة الجهاز المالي. ومن المتوقع أن تواصل الحكومة التونسية برامج تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد وترشيد النفقات والسيطرة على الأعباء قصد تعويض آثار الركود العالمي بالحصول على حصص جديدة في الأسواق العالمية للتصدير. وكشفت هذه الأزمة، بحسب توفيق بكار، جدوى الخيارات التى اقرتها تونس على درب التحويل الجاري للدينار حيث ارتكزت على تصور يولي الأولوية للعمليات الجارية والمرتبطة مباشرة بجهاز الإنتاج ويفتح المجال تدريجيا بالنسبة للعمليات المتعلقة بحساب رأس المال. كما أقرت تونس البنك الشمولي عوضا عن صيغة بنوك الاستثمار، وهو ما يسعى إليه بنكا الاستثمار في أميركا وهما غولدمان ساش ومورغان ستانلي من خلال الاستناد الى بنك تجاري والتحول بالتالي الى بنك شمولي. وأكد توفيق بكار في هذا الصدد، أهمية توفر موارد متنوعة للبنك حتى يدعم موارده ويؤمن رصيدا من المدخرات الثابتة وهو ما جعل تونس تسعى الى تحويل بنوك التنمية الى بنوك شمولية على غرار البنك التونسي الكويتى والبنك التونسي الاماراتي والبنك التونسي القطري. ولاحظ ان هذا التمشي لا يعنى الاستغناء عن مهمة الاستثمار او التنمية بل يتعين تدعيمها مع الاستناد الى تعبئة الموارد الثابتة فى اتجاه جعلها اداة لمعاضدة الاستثمار الحقيقي وليست فى خدمة الاستثمار المالي غير الحقيقي والمضاربات. وكانت أولى البوادر المنبئة بحدوث ازمة مالية خطيرة بدأت تلوح خلال شهرى يوليو/تموز وأغسطس/آب بينما كانت تونس في بصدد اصدار قرض رقاعي على السوق اليابانية فقد كان هامش القرض خلال تلك الفترة تتراوح بين 45 و50 نقطة قاعدية غير ان البنك المركزى قد اضطر الى التنازل عن 25 نقطة قاعدية في سبيل تعبئة الموارد المطلوبة. فتم اثر ذلك وبتعليمات من الرئيس التونسي، بعث لجنة تقييم ومتابعة واتخاذ جملة من الاجراءات سواء على مستوى التصرف في المدخرات من العملة الصعبة في البلاد او على مستوى تنظيم وإسناد القروض الخاصة بالسكن. ويصنف مختصون اقتصاديون التداعيات المحتملة للازمة على الاقتصاد التونسي، الى »الأثر المباشر » و »الأثر غير المباشر او بعيد المدى ». فالنسبة للأثر المباشر فقد نتج عن الأزمة الأخيرة، ارتفاع هامش اعتماد القروض المعبأة في السوق المالية الدولية وخاصة في البلدان الصاعدة. اما بالنسبة الى الانعكاس غير المباشر فيقول، توفيق بكار انه من البديهي اذا دخل الاقتصاد العالمي مرحلة ركود فان الاثر سيكون مباشرا على الاقتصاد التونسي لا سيما وانه اقتصاد يتميز بالانفتاح على الخارج مبينا انه في نهاية الامر لن يبقى أي بلد في منأى عن هذه الازمة التي يقارنها عديد المختصين بازمة 1929. ولا بد من التذكير حسب محافظ البنك المركزي بان الهيئات المالية التونسية لا تستخدم بصفة مكثفة التقنيات التي كانت سبب الأزمة وفي تفاقم الهوة بين الاقتصاد الحقيقي والمالي على غرار التسنيد المهيكل نظرا لكون عملية توظيف البنوك الوطنية لأرصدتها من العملة الصعبة في الأسواق المالية الدولية تخضع الى قواعد صارمة.   منوال التنمية والأزمة الدولية من جهته اعترف محمد الغنوشي، الوزير الأول التونسي خلال اجتماع المجلس الأعلى للتنمية، المكلف باستعراض نتائج 2007 /2008 وآفاق 2009، بأن تنفيذ المرحلة المقبلة من المخطط 11 للتنمية بتونس، لن يكون بمنأى عن الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم. وقال الغنوشي ان تنفيذ هذه المرحلة من المخطط الحادي عشر تزامن الى حد الآن مع جملة من المستجدات والتطورات غير الملائمة منها ارتفاع متواصل لأسعار المحروقات وارتفاع أسعار المواد الأساسية، الى جانب أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة الأميركية مضيفا ان تونس أقدمت على جملة من الإصلاحات الكبرى منها إرساء قانون المبادرة الاقتصادية وقانون الشركات ومجلة الضريبة على الدخل بهدف إذكاء روح المبادرة والإقدام على بعث المؤسسات وإحداث المشاريع والتشجيع على تهيئة المناطق والفضاءات والصناعات والنهوض بالتنمية الجهوية ودعم الإحاطة بالمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وقد مكنت حزمة الإجراءات التي قامت بها الحكومة التونسية، بحسب الغنوشي من ارتفاع نسبة الاستثمار من الناتج المحلي الإجمالي، من 23.4 بالمائة سنة 2006 الى 23.9 بالمائة سنة 2007 والى25.1 بالمائة سنة 2008. وهي نسب ارفع من تقديرات المخطط الحادي عشر وذلك بفضل نسق الاستثمار الخاص الذي أصبح يمثل 60 بالمائة من مجموع الاستثمار. كما تشير الأرقام الرسمية، الى ارتفاع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر في الناتج المحلي الإجمالي من 3 بالمائة قبل سنة 2007 الى5 بالمائة خلال الفترة 2007/2008. وصنف البنك الدولي في تقريره السنوي حول مناخ الأعمال خلال العام الجاري، تونس في المرتبة الأولى مغاربيا، والمرتبة الثالثة إفريقيا، والمرتبة الثامنة عربيا، والمرتبة 73 عالميا من جملة 181 دولة. وأرجع البنك الدولي في تقريره الذي نشرت الصحف التونسية مقتطفات منه، هذا الترتيب إلى ما وصفه بـ »النجاحات » التي حققتها تونس التي وصفها بأنها أول الدول التي قامت بإصلاحات متعددة في المنطقة المغاربية. وركز البنك الدولي في تقريره على الإصلاحات المتعددة التي إتخذتها تونس خلال العام الماضي، وخاصة منها، إلغاء رأس المال الأدنى للمؤسسات ذات المسؤولية المحدودة، وسن قانون جديد يتعلق بالمبادرة الإقتصادية.   الحفاظ على التوازنات المالية وكشفت مذكرة من وزارة التنمية والتعاون الدولي، حول النتائج المنتظرة لسنة 2008، ومشروع منوال التنمية لسنة 2009،، ان تونس تمكنت خلال سنة 2008، من الحفاظ على استقرار التوازنات المالية رغم حدة الضغوط المسجلة بسبب التطور غير الملائم للظرف الاقتصادي الداخلي والخارجي. وأفادت الوثيقة، انه ينتظر أن تستقر اتجاهات التوازنات في موفى هذه السنة، في الارتفاع النسبي للعجز التجاري بسبب ارتفاع واردات المحروقات والمواد الغذائية. وتواصل تحسن مؤشرات الدين الخارجي بعد التدفق الهام للاستثمار الخارجي وكذلك تحسن مساهمة الادخار الداخلي في تغطية حاجيات التمويل، حيث يتوقع ان تتراجع نسبة التداين الى حدود 39.2 بالمائة من الدخل المتاح وتتقلص خدمة الدين الى مستوى 7.6 من المقابيض التجارية. كما ينتظر، بحسب الوثيقة ذاتها المحافظة على سلامة ميزانية الدولي وحصر العجز في حدود 3بالمائة من الناتج وتسجيل ضغط جبائي معتدل وان تبقى الضغوط قائمة بحكم تنامي نفقات الدعم.   حصر العجز الصافي للميزانية وتفترض تقديرات المالية العمومية حصر العجز الصافي للميزانية دون التخصيص في حدود لا تتعدى 3 بالمائة من الناتج الإجمالي بهدف مزيد التخفيض في مستوى الدين العمومي. وتعتمد هذه التقديرات على مواصلة دعم الموارد الذاتية للدولة وتواصل الجهود لترشيد النفقات وحصرها في حدود معقولة، رغم أهمية الضغوط المرتقبة. ويهدف منوال التنمية لسنة 2009، الى كبح الزيادة المسجلة في الأسعار خلال هذه السنة والتي بلغت حدود 5 بالمائة والرجوع بها الى مستويات معقولة لا تتجاوز 3.5 بالمائة، وذلك بهدف المحافظة على القدرة الشرائية للمواطن من جهة والرفع من القدرة التنافسية للاقتصاد من جهة أخرى، بحسب الوثيقة ذاتها. ولمزيد التحكم في مستوى التضخم سيتم توخي سياسة نقدية حذرة والضغط على تكاليف الخدمات العمومية والحرص على توفير المواد الأساسية في السوق بصفة منتظمة والعمل على الحد من المضاربات   5 مؤسسات مصرفية تمتثل لأهداف 2009 وبحسب البنك المركزي التونسي، فإن 5 مؤسسات مصرفية أصبحت تمتثل لأهداف 2009 فيما يهم نسبة الديون المصنفة ونسبة تغطية الديون المصنفة بالمدخرات فيما أنجزت 9 بنوك الهدف المرسوم بخصوص ديون مصنفة اقل من 15 في المئة. كما حققت نسبة قائم تدخلات القطاع المصرفي (قروض ومساهمات) تطورا لتصل إلى نسبة 9.8 في المئة مقابل 7.1 في المئة سنة 2006 فيما تدعمت قدرة البنوك على تعبئة الادخار إذ سجلت الإيداعات زيادة بنسبة 15 في المئة مقابل 11 في المئة سنة 2006 . وساهم ارتفاع نسق تعبئة الإيداعات وتمويل الاقتصاد، ساهم في تحسين سيولة القطاع مقارنة بسنة 2006 وهو ما انعكس على مؤشرات الصلابة المالية للقطاع المصرفي إذ تراجعت نسبة الديون المصنفة من التعهدات من 19.3 بالمائة سنة 2006 إلى 17.3في المئة سنة 2007 مقابل هدف مرسوم في حدود 15 في المائة في أفق 2009 . وحققت نسبة تغطية الديون المصنفة بالمدخرات تحسنا لتصبح في حدود 54.5 في المئة في ديسمبر 2007 مقابل48.5 في المئة خلال نفس الشهر من سنة 2006 وهدف مرسوم في حدود 70 في المئة في أفق 2009 فيما تراجعت نسبة الديون المصنفة الصافية من المدخرات مقارنة بالتعهدات من 10.9في المئة إلى 8.7 في المئة خلال نفس الفترة 5 في المئة مستهدفة سنة2009. وأقرت وكالة الترقيم العالمية أن الطريقة التي تعتمدها تونس في احتساب الديون المصنفة تخضع إلى المعايير الدولية المعمول بها وهي طريقة « جد متحفظة » وايجابية لتقييم المخاطر بصفة شاملة. ويشار الى ان تونس تستعد لوضع الاجراءات اللازمة لاعتماد قواعد اتفاقية بازل 2 . وتقترح قواعد بازل 2 جملة من المعايير الدولية الجديدة ترمي الى ضمان التحكم في المخاطر وإرساء نظام مالي مواكب لكثافة حركة التصنيع واحداث سلطة رقابة داخل كل مؤسسة بنكية. وكان صندوق النقد العربي قد اعد كشفا لتقييم مدى استعداد الدول العربية للانخراط فى قواعد بازل 2 الذى بين ان اغلب هذه الدول قد عبرت عن استعدادها لهذه المرحلة الجديدة وقد قطعت اشواطا عدة فى هذا الاتجاه فى حين ان دولا اخرى لا تزال تشكونقصا فى مستويات المعلومة والخدمات والانشطة المالية المتنوعة.   (المصدر: ميدل إيست أون لاين بتاريخ 08 أكتوبر  2008)

ارتفاع أرباح البنك العربي لتونس في النصف الأول من العام بنسبة 57 بالمائة

  تونس 8 أكتوبر تشرين الاول /رويترز/  قال البنك العربي لتونس ان صافي أرباحه قفز 57 في المائة في النصف الأول من العام فيما عزز النمو الاقتصادي القروض والودائع. وطبقا لبيان للبنك نشره على موقع البورصة التونسية على الانترنت فقد بلغ صافي أرباحه في النصف الاول من العام 2ر13 مليون دينار /3ر10 مليون دولار/ ارتفاعا من 4ر8 مليون في الفترة نفسها من العام الماضي. وأوضح البنك في البيان ان الايرادات نمت 13 في المئة الى 7ر51 مليون دينار مع بلوغ الدخل من الفائدة 7ر61 مليون دينار وهو ما يمثل ارتفاعا مقداره 24 في المئة. ونمت ودائع العملاء في النصف الاول الى 2ر2 مليار دينار من 9ر1 مليار العام الماضي فيما بلغ اجمالي قروضهم 36ر1 مليار دينار ارتفاعا من 13ر1 مليار قبل عام. وتسعى البنوك التونسية الى تعزيز عملياتها لتطبيق قواعد اتفاقية بال2 الافصاح المالي وتحقيق الفائدة القصوى من النمو الاقتصادي الذي تتوقع الحكومة أن يبلغ 1ر6 في المئة هذا العام بعد بلوغه 3ر6 في المئة في 2007. وتراجعت أسهم البنك العربي لتونس 7ر4 في المئة الى 50ر7 دينار في أوائل التداول اليوم بعد ارتفاعها 45 في المئة منذ بداية العام.   (المصدر: وكالة رويترزللانباء (بريطانيا ) بتاريخ 08 أكتوبر  2008)


 

ارتفاع الاستثمار المباشر في تونس 48 بالمائة في أول ثمانية أشهر

  تونس 8 أكتوبر تشرين الاول /رويترز/  أظهرت بيانات رسمية أن الاستثمار الأجنبي المباشر في تونس ارتفع بنسبة 48 في المئة في الفترة من يناير كانون الثاني الى نهاية أغسطس آب المقبل بفضل قطاعي السياحة والعقارات سريعي النمو. وبلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر 41ر1 مليار دينار /10ر1 مليار دولار/ في الأشهر الثمانية الأولى من العام ارتفاعا من 8ر952 مليون دينار في الفترة المقابلة من العام الماضي. وقفزت التدفقات على قطاعي السياحة والعقار الى 6ر183 مليون دينار من 2ر8 مليون. وتحتاج تونس الى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية للمساعدة في إتاحة الوظائف للإعداد المتزايدة من الخريجين. وتستهدف الحكومة تطوير القطاع العقاري باستثمارات من منطقة الخليج تتراوح بين 50 و60 مليار دولار خلال السنوات الخمسة عشرة المقبلة. واجتذب قطاع الصناعات التحويلية 1ر272 مليون دينار من الاستثمار المباشر بنهاية أغسطس بزيادة 53 في المئة وقطاع الخدمات 4ر227 مليون دينار بزيادة 6ر146 في المائة. وتأمل تونس أن يمثل الاستثمار الأجنبي 1ر26 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2016 ارتفاعا من 7ر22 في المئة حاليا. /الدولار يساوي 280ر1 دينار تونسي/   (المصدر: وكالة (رويترز) بتاريخ 08 أكتوبر  2008)

ظرف اقتصادي: حسب النتائج النهائية للمعهد الوطني للاحصاء الاقتصاد الوطني ينمو بـ5.2% في النصف الأول من العام

تونس ـ الصباح: تشير الارقام النهائية الصادرة حديثا عن المعهد الوطني للاحصاء الى نموّ الناتج المحلي الاجمالي لتونس خلال النصف الاول من العام الحالي بـ5.18% مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة ليصل الى ما يناهز 12.4 مليار ديناروذلك بفضل التطور الايجابي لانتاج قطاع الخدمات المسوقة والذي يساهم بنسبة 43.9% في تركيبة الناتج المحلي الاجمالي  مقابل نموّ بـ6.4% للانتاج في النصف الاول من العام الماضي مقارنة بنفس الفترة من السنة التي سبقتها. وارتفع حجم انتاج قطاع الخدمات المسوّقة في تونس والذي يتكون من قطاع النقل والاتصالات وقطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي والتجارة وعديد الخدمات الاخرى خلال النصف الاول من العام الحالي بنسبة 8.34% الى نحو 5.45 مليار دينار مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 لترتفع بذلك نسبة مساهمة قطاع الخدمات المسوّقة من الناتج المحلي الاجمالي من 42.64%  في النصف الاول من العام الماضي الى 43.9% في الستة اشهر الماضية من العام الحالي. وذلك بفضل نمو انتاج قطاع النقل والاتصالات بـ13.1% خلال الستة اشهر الاولى من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 ليصل الى نحو 1.85 مليار دينار مقابل نموّ انتاج قطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي بـ5% الى مايناهز 558.1 مليون دينار و انتاج بقية الخدمات المسوّقة بـ6.2% الى مايناهز 3.04 مليار دينار. وارتفع انتاج قطاع البناء والهندسة المعمارية في النصف الاول من العام الحالي بـ4.7%  مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية ليصل الى نحو 582 مليون دينار حيث من المنتظر ان يساهم هذا القطاع مستقبلا في التمكن من تسجيل معدل نموّ سنوي للاقتصاد التونسي خلال الخمس سنوات القادمة بـ6.2%  منها 0.6 نقطة عن طريق مشروع تهيئة الضفاف الجنوبية لبحيرة تونس.  
الصناعات المعمليّة
تراجعت مساهمة قطاع الصناعات المعملية في الناتج المحلي الاجمالي خلال النصف الاول من العام الحالي الى 17% لحساب قطاع الخدمات وقد بلغ انتاج القطاع مايناهز 2.12 مليار دينار مقابل 2.02 مليار دينار خلال نفس الفترة من سنة 2007 أي بنسبة نموّ بـ5.6%. ويعود النمو المسجل في انتاج الصناعات المعملية الى ارتفاع انتاج صناعة الميكانيك والكهرباء خلال النصف الاول من العام الحالي بـ15.8% مقارنة بنفس الفترة من العام الفارط ليصل الى نحو 515.5 مليون دينار بينما يواجه نسق تطور انتاج قطاع صناعة النسيج والجلود والاحذية في النصف الاول من العام الحالي تعثرا حيث تراجع بـ1.65% مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية الى 522.6 مليون دينار متأثرا في ذلك بمزاحمة السلع الصينية في السوق المحلية والخارجية وخاصة السوق الاوروبية الحريف الرئيسي للقطاع بعد ان تم التوقف عن العمل باتفاقية الحصص المبرمة بين الاتحاد الاوروبي والصين المنافس الاول لمنتوجات النسيج التونسي بالسوق الاوروبية والتي (الاتفاقية) مكنت من حماية 74% من المنتوجات المصدرة نحو الاتحاد الاوروبي من المنافسة الصينية عبر تحديد سقف لكمية المنتوجات المصدرة من الصين نحو السوق التقليدية لتونس، وانتهت هذه الاتفاقيّة بحلول سنة 2008. وفي المقابل، ارتفع انتاج الصناعات الغذائيّة في الستة اشهر الماضية من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الفارط بـ5.14% حيث بلغ نحو 384.4 مليون دينار بعد ان شهد ركودا في النصف الاول من سنة 2007 وذلك بسبب التراجع المسجل في انتاج زيت الزيتون. بالتوازي، سجل انتاج كل من صناعة مواد البناء والخزف والبلور وصناعة الكيمياء نموا بنسب على التوالي بـ5.2% و3.94% 190.2الى نحو 212.2 مليون دينار و197.4 مليون دينار وذلك خلال النصف الاول من السنة الحالية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ويضم قطاع صناعة الكيمياء عديد الانشطة من بينها صناعة الادوية وصناعة مواد التنظيف وصناعة البلاستيك وصناعة الاطارات المطاطية..  
الصناعات غير المعمليّة
تمثل الصناعات غير المعملية كل من قطاع المناجم وقطاع الطاقة حيث تراجع انتاج المناجم خلال النصف الاول من العام الحالي بنسبة 3.8% بالتوازي مع انخفاض انتاج الطاقة بـ9.1%  مقابل نمو لهذا الاخير بـ21.76%  في بنفس الفترة من العام الفارط. وبلغ انتاج قطاع المناجم منذ بداية السنة والى موفى شهر جوان من العام الحالي نحو 60.7 مليون دينار بينما ناهز انتاج قطاع الطاقة في النصف الاول من العام الحالي الـ 605 مليون دينار مقابل 665.6 مليون دينار في نفس الفترة من سنة 2007. وسجل قطاع الفلاحة والصيد البحري من جانبه، نموا في الانتاج حيث بلغ خلال الستة اشهر الماضية من العام الحالي نحو 1.36 مليار دينار مقابل 1.26 مليون دينار في نفس الفترة من السنة الماضية أي بنسبة بـ3.4% .
اعداد:نبيل الغربي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 أكتوبر  2008)


 

//هي فوضى// يفتتح مهرجان قرطاج السينمائي تكريما ليوسف شاهين

  من طارق عمارة تونس 7 أكتوبر تشرين الاول /رويترز/  قال منظمو مهرجان قرطاج السينمائي اليوم الثلاثاء ان فيلم //هي فوضى// للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين سيفتتح الدورة 22 من المهرجان تكريما لروحه في 25 اكتوبر تشرين الاول الحالي. وأبلغت ادارة المكتب الصحفي للمهرجان رويترز انه تقرر ان يفتتح فيلم //هي فوضى// المهرجان هذا العام اعتبارا لانه فيلم متميز يحمل دلالات ورسائل سياسية ولانه يمثل خلاصة تجارب شاهين السينمائية. وقالت انه تم اختيار فيلم شاهين الذي مات نهاية يوليو تموز الماضي عن عمر يناهز 82 عاما بعد تعرضه لنزيف في الدماغ تكريما لروح فقيد السينما العربية وأحد ابرز أعلامها اضافة الى أنه فيلم متميز ذو مستوى درامي واجتماعي سياسي راق. ويقوم بأدوار الفيلم وهو اخر أفلام شاهين والذي واصل اخراجه خالد يوسف خالد صالح ومنة شلبي ويوسف الشريف وهالة فاخر وهالة صدقي. وينتقد شاهين في //هي فوضى// البلطجة والقمع الذي يمارسه بعض افراد الشرطة بسبب الفساد وعدم تطبيق القانون. وستحتضن قاعة الكوليزي بالعاصمة حفل الافتتاح الذي سيحضره عدد من نجوم التمثيل في افريقيا والعالم العربي واوروبا. وأوضح نفس المصدر لرويترز انه من بين النجوم الذين سيحضرون المهرجان الذي يستمر أسبوعا عزت العلايلي من مصر وسيكون ضمن لجنة التحكيم اضافة الى ايمانيول بيار وجان مونورو من فرنسا. وترأس درة بوشوشة وهي سينمائية التي تعمل منذ 1992 ضمن قسم //ورشة المشاريع// الدورة 22 من المهرجان هذا العام. ومهرجان قرطاج السينمائي أعرق حدث سينمائي في افريقيا والعالم العربي حيث تأسس عام 1966 ويقام كل عامين بالتناوب مع مهرجان قرطاج المسرحي. ومن اللافت ان المهرجان سيعرض في دورته الحالية فيلم //كل ما تريده لولا// للمغربي نبيل عيوش ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان والذي استبعد من افتتاح مهرجان الاسكندرية السينمائي بحجة أنه يسيء لمصر. وقال المكتب الاعلامي لمهرجان قرطاج السينمائي قبل أيام قليلة من عقد مؤتمر صحفي ان أفلام متميزة ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان من بينها //عين الشمس// للمصري ابراهيم بطوط وفيلم //نصف محبة// للتونسية كلثوم برناز. وأضاف أن المهرجان قرر رفع قيمة الجائزة الكبرى لكنه لم يذكر تحديدا قيمة الجائزة المالية. وخلال الدورة الماضية بلغت قيمة جائزة التانيت الذهبي /الجائزة الكبرى/ وهي رمز المهرجان واسم الهة فينيقية ترمز للتناسل والحصاد 20 الف دينار تونسي /حوالي 18 الف دولار أمريكي/. ويفتخر منظمو مهرجان قرطاج بأنه تظاهرة تحتفي بسينما دول الجنوب وتعطيها موقعا متقدما. ويكرم المهرجان أيضا خلال الدورة الحالية المنتج التونسي أحمد بهاء الدين عطية الذي توفي هاذذ العام اضافة الى للمخرج السنغالي صامبي عصمان والذي نال أول تانيت ذهبي في المهرجان عام 1966 عن فيلمه//سوداء//.   (المصدر: وكالة رويترزللأنباء( بريطانيا) بتاريخ 07 أكتوبر  2008)


 

تونس تعرض تحفا قرطاجنية نادرة باليابان لمدة عام

تونس (رويترز) – قالت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بتونس يوم الاربعاء انها ستقيم معرض متجولا باليابان يضم مجموعات من التحف النادرة تعود الى الحقبة الرومانية طيلة عام كامل ابتداء من شهر مايو ايار من العام المقبل. وقالت ان وزير الثقافة عبد الرؤوف الباسطي وقع على هذه الاتفاقية التي يرعاها المعهد التونسي للتراث ومؤسسة « توي » اليابانية التي تعنى بالثقافة والتراث والتي خصصت عام 2009 عام للاحتفاء بتونس في اليابان. ويحتوي المعرض الذي ستقيمه تونس باليابان واسمه « ارث قرطاج » على حوالي 150 تحفة يعود تاريخها الى الفترتين البونية والرومانية وتشمل مجموعات من المجوهرات والخزف ولوحات نادرة من الفسيفساء. وأوصى الباسطي بأن يسهم المعرض بمختلف مكوناته في ابراز أهمية قرطاج كتراث عالمي وتجذر تونس في هويتها وانفتاحها على الثقافات والتجارب الحضارية. وتسعى تونس الى استقطاب سياح من الوجهات الاسيوية مثل اليابان والصين ودول الخليج العربي لرفع مردود صناعة السياحة فيها وتنويع اسواقها.  
(المصدر: وكالة رويترزللأنباء( بريطانيا) بتاريخ 08 أكتوبر  2008)

 

مجلة: أكبر معمر في العالم تونسي احتفل بعامه 128

  تونس 8 أكتوبر تشرين الاول/رويترز/  قالت مجلة تونسية اليوم الاربعاء ان أكبر معمر في العالم هو تونسي يبلغ من العمر 128 عاما وانه لايزال يتمتع بصحة جيدة. وأضافت مجلة الملاحظ ان علي بن محمد العامري وهو من مدينة مارث بمحافظة قابس الواقعة في الجنوب التونسي أكمل عامه 128 في الخامس من أكتوبر تشرين الأول الحالي واحتفل بالمناسبة مع عائلته. ونقلت المجلة عن العامري قوله ان سر محافظته على صحته هو إصراره على قطع مسافات كبيرة مشيا باستمرار، إضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن. وأضاف انه يقضي باقي الوقت في أداء الصلوات والنوم.   (المصدر: وكالة رويترزللأنباء( بريطانيا ) بتاريخ 08 أكتوبر  2008)


 

 على حرز الله يشيد بأداء تونس وتنظيم الصين

تونس –العرب أونلاين- وكالات:اسمهان العبيدى : حقق المنتخب التونسى لرياضة المعوقين فى الألعاب الاولمبية الموازية التى احتضنتها بكين الصينية نتائج طيبة ترجمت مدى تطور هذه الرياضة الفتية فى تونس. وقد تمكن الأبطال التونسيون من جنى إحدى وعشرين ميدالية منها تسع ذهبيات وأنهوا الألعاب فى ترتيب مشرف بما انهم شاركوا فى إختصاص واحد. العرب الرياضى كرمت الأبطال الأولمبيين التونسين من خلال إجراء حوار مطول مع رئيس الإتحاد التونسى لرياضة المعوقين على حرز الله والذى تحدث عن مسيرتهم نحو جنى المعادن الثلاثة فى أولمبياد بكين وهذا أهم ماجاء فى الحوار. * هل هناك سر وراء نجاح الرياضيين التونسين فى بكين؟ – سر النجاح كان العمل المتواصل والإنضباط من قبل الرياضيين وكذلك الإطار الفنى بالإضافة الى ماقدمته الجامعة للرياضيين من معدات ملائمة للعمل دون أن ننسى الرعاية الطبية المتواصلة والاصرار على تحقيق النتائج المرجوة ووضوح رؤية الجامعة وسياستها طيلة الأربع سنوات المنقضية. هذا بالإضافة الى دعم وزارة الرياضة ووزارة الشؤون الإجتماعية معنويا وماديا باعتبار أن رياضة المعوقين فى تونس تعد إحدى مقومات حقوق الانسان. *كيف تدعمكم هاتان الوزارتان؟ – ترصد وزارة الرياضة لجامعة المعوقين ميزانية خاصة بها كسائر الجمعات الأخرى وهو القسط الأكبر من جملة المداخيل التى تصلنا، أما وزارة الشؤون الإجتماعية فتساهم بمنح منتظمة لمساعدة الجامعة على القيام بمهامها. * وهل تكفى هذه الأموال لقيامكم بالمهام المنوطة بعهدتكم؟ – هذا لايكفى بالطبع لأن عدد عناصر المنتخب الوطنى « قرابة 90 عنصر دولي » ولهذا السبب اخترنا العناية بألعاب القوى فقط لأن كل رياضى سندمجها ستتطلب منا مجهودا ماليا كبيرا. ورغم ذلك لا يجب علينا ان نعتمد فى مواردنا المالية على دعم الدولة فقط، وعلى المؤسسات الإقتصادية والتجارية دعم مجهود الدولة فى هذا الإتجاه وبناء شراكة مع الجامعات لتساهم فى تطوير رياضة المعوقين فى بلادنا الى جانب خدمتها على إبراز المستشهرين وعلاماتهم التجارية، هذا بالإضافة الى ضرورة مساهمة المجتمع المدنى فى تمويل النشاط الرياضى للمعوقين إذ أن تألق رياضيينا فى التظاهرات الدولية يساهم فى إبراز مكانة تونس وإمكانياتها كما يساهم فى دعم السياحة التونسية فى المجال الرياضى وغير الرياضي. *بعد هذا النجاح الملفت هل تفكرون فى إضافة اختصاصات جديدة غير ألعاب القوى؟ – نعم سيقع بعث إختصاصات رياضية جديدة منها الكرة الطائرة جلوس والجودو للمكفوفين والبوتشيا لعميقى الإعاقة من صنف الشلل الدماغي. * هل تتمتعون بالأولوية بالنسبة للمنشآت الرياضية والتدرب عليها؟ -المنشآت الرياضية مفتوحة أمامنا متى طلبنا استعمالها وليس هناك أى تفضيل بيننا وبين الأسوياء ولكن علينا أن ننظم أنفسنا ونقدم طلب استغلال اى ملعب أو قاعة فى الوقت المناسب ذلك أن الاقبال على القاعات متزايد من قبل التلاميذ والفرق الوطنية لذلك لانجد فى بعض الأحيان الشغورهذا بالنسبة الى القاعات أما الملاعب فلا مشكل لدينا. * حدثنا عن أجواء بكين والإقامة هناك؟ – الأجواء كانت ممتازة اذ لا يمكن لنا الا ان ننوه بحسن الاعداد والاستعداد للمنظمين الذين أبهروا الجميع بانظباطهم وحسن تعاملهم مع الجميع على قدر من المساواة. ما أبهرنى هو عدد المتفرجين فى ألعاب القوى فكل الفضاءات الرياضية كانت ملآنة ونادرا ما تجد فى ملعب عش الطير الذى تبلغ طاقة استعابه 90 الف متفرج مكانا شاغرا. * كيف كان شعوركم عند حصول تونس على أول ميدالية؟ – عند انطلاق المسابقات تجد صعوبة فى الحصول على الميدالية الأولى ويهيمن عليك الشك بعد انقضاء اليوم الأول والثانى دون الصعود على منصة التتويج وتشب الحيرة والشك فى نفوس الجميع وهذا ماشعرت به فى اثينا وتجدد فى بكين ، فى اليوم الثانى من مسابقة ألعاب القوى كان نصيب تونس ميدالية من المعدن النفيس وهو مارفع عنا الكابوس وجعلنا نثق فى برنامجنا الإعدادى وأهدافنا خلال هذه الدورة وأبنائنا. والنتيجة كانت 21 ميدالية منها تسع ذهبيات. * هل كانت لك جلسات مع الرياضيين قبل وبعد اجراء منافساتهم؟ – كانت مهمتى فى المسابقة شحن اللاعبين معنويا واعطائهم ثقة فى انفسهم وانهم قادرون على بلوغ الهدف وقد كنت اجتمع بهم يوميا جماعة وفرادى، وكان هذا دور كل اعضاء المكتب الجامعى دون استثناء. *كنت تشحذ عزيمة الرياضيين قبل الدخول فى المنافسات من كان يشحذ همتك انت؟ – كنت أستمد ثقتى من المخطط الذى قمت به اذ كانت لدينا اهداف واضحة وبالارقام ، ثقتى مستمدة من عملى الذى قمت به طوال أربعة سنوات لذلك لم تكن النتائج اعتباطية وكنا نتابع منافسينا عن كثب طوال فترة التحضيرات . * على ذكر متابعة منافسيكم هل صحيح أن الصينيين وضعوا أرقاما مغايرة للتى تحصلوا عليها فى المنافسات التى سبقت الأولمبياد؟ – كنا نعتمد على النتائج التى اعتمدتها اللجنة البرالمبية الدولية وكانت نتائج صحيحة ولكن الصينيين لم يبعثوا بنتائجهم وكانوا خارج الترتيب الدولى وأخفوها وقد كان مستواهم عال جدا وقد تفاجأنا بهم. *لم عجزت العناصر التونسية على إحراز اى ذهبية فى سباق المارطون وهل هناك نية لتطوير هذا الاختصاص؟ – لقد صدمنا فى سباق المارطون بعدم حصول الشاب عبد الرحيم زهيوة صاحب الرقم العالمى على أية ميدالية وذلك بسبب تعرضه الى اصابة وأنهى السباق فى المرتبة الرابعة، وفقدنا بذلك ميدالية ذهبية كانت محققة بالنسبة الينا. شاركت تونس فى سباق المارطون بخمسة لاعبين إلا أن الحظ لم يحافلنا وسنسعى فى الفترة القادمة الى التركيز على هذا الإختصاص وعلى تطويره حتى نعتلى منصة التتويج ونحصد من ورائه الميداليات. * هل بلغتكم أصداء فرحة التونسيين الى بكين؟ – مذ كنت فى بكين اتصل بى العديد من الاشخاص وأكدوا لى ان التونسيين سعداء بما حققه الرياضيون فى الألعاب الموازية وقد تابعت التغطية الإعلامية التونسية التى كانت فى حجم الإنجاز، كما حظى الوفد عند عودته الى تونس باستقبال حار من المواطنين الذين جاؤوا لتهنئة الابطال إلا ان حضور رئيس الدولة وحرمه لاستقبال البعثة التونسية كان له تأثير كبير على نفوس كل العائلة الرياضية للمعوقين من أولياء ومكتب جامعى ورياضيين، شخصيا أقدر كثيرا هذه الحركة من رئيس الدولة رغم أنها ليست غريبة عنه لأنه تعود الوقوف الى جانب ذوى الإحتياجات الخاصة فى هذا المجال. * هل كنت راضيا على التغطية الإعلامية التونسية للحدث وللإنجاز؟ – التغطية الإعلامية اختلفت من وسيلة الى أخرى مثلا فى اثينا كانت هناك تغطية مباشرة للمنافسات وهذا لم يقع فى بكين نظرا لفارق التوقيت بين الصين وتونس، مالاحظته أن التغطية كانت مقبولة وأتمنى أن تكون أفضل فى ألعاب لندن الأولمبية القادمة. *هل لديكم طريقة عمل للمحافظة على هذا المستوى أو تطويره مستقبلا؟ – سنسعى فى دورة لندن المقبلة الى تحقيق نتائج أفضل من دورة بكين، ولكن قبل ذلك سنعود لمشاركتنا وسنحلل النتائج المحققة والمشاركة ككل من مختلف الزوايا وهذا ماسيسمح لنا بوضع استراتيجية عمل متكاملة لنكون على أتم الإستعداد للدورة القادمة. * كيف كانت نظرة الصينين للأبطال التونسيين بعد نجاحهم اللافت؟ – انبهر الصينيون بمردود الرياضيين التونسيين وصفقوا لهم طويلا وكل الوفود المشاركة ونتأكد من هذا من خلال الحوارات والإستجوابات العديدة التى قامت بها مئات وسائل الإعلام العالمية مع الرياضيين التونسيين من أهمهم صحيفة « الشعب » الصينية أهم صحيفة هناك كتبت عن عناصرنا بإطناب فتفتخر بهم وهذا ما نحس به تجاههم. * هل نال الأبطال مستحقاتهم المادية؟ – ليس بعد ولكن عن قريب إن شاء الله وهذا حقهم ومنحهم فى الطريق اليهم. * ماهى الإشكاليات التى لاتزال تعترضكم؟ – نفتقر الى مركز إقامة وبودنا لو يسمح لنا بإتمام مركز إقامة الفريق الوطنى بتونس لأن هذا الانجاز سيوفر لنا الكثير من الامكانيات خاصة وأن أبناءنا يقضون أغلب أيام السنة فى معسكرات مغلقة فى النزل وتكلفة ذلك باهظة، كما نطمح الى بناء مركز إقليمى فى الجنوب وفى قابس بالتحديد. * هل تعتبر أن نتائج البعثة التونسية كانت ترجمة حقيقية لعناية تونس بالمعاقين؟ – نعم وأكيد انها كانت احسن ترجمة ودليل على ماتوليه الدولة التونسية من اهمية ادماج المعاقين حيث تعددت النصوص والتشريعات لفائدة هذه الشريحة من المجتمع باعتبار أن تربية المعوقين وتأهيلهم وفتح كل المجالات أمامهم يعد احدى مقومات حقوق الانسان واهتمام الرئيس بهذا الموضوع أكبر دليل على أنه يولى المعوقين المكانة التى تشرف تونس وتدعم مسيرة هذه الشريحة من المجتمع. * كلمة الختام؟ – أتمنى أن يتضاعف دعم المؤسسات للجامعة معاضدة لمجهود الدولة حتى تتمكن الجامعة من مواصلة النجاحات وتضمن مشاركة أفضل فى لندن 2012 عما كانت عليه فى بكين 2008، وأتمنى لكل الرياضات التونسية والعربية مزيدا من التألق فى التظاهرات الدولية.  
 (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 8 اكتوبر 2008)


 
 

سجال بين ق

ارئ و »السـّواك »

 
 
صابر التونسي  مشهد1 « قارئ »: يبدوا أن صاحبنا الإعلامي البارز قد ملّ منهج « الكلمة الطيبة » والتودد « لسلطة الإشراف » فقد  شن هجوما لاذعا على السلطة واصما إيها بأقذع النعوت! … هل قرأت مقاله؟ … جيد أليس كذلك؟ « السواك »: لا تحكم على جودة هذا المقال حتى تقرأ ما سبقه وتنتظر الذي يليه! « قارئ »: ماذا تقصد؟ « السواك »: أقصد أنني على يقين بأنه سيعود ويهادن ويداهن ويتلطف ويتودد! « قارئ »: لا أعتقد أنه يفعل فقد أحرق مراكبه وهو يعلم أن صاحب « سلطة الإشراف » حقود ولا ينسى الإساءة! « السواك »: سيكون نجّارا ماهرا وسيصنع قوارب أخرى لعبور جديد، وانتظر إني معك من المنتظرين! مشهد 2 « قارئ »: لقد صدق توقعك هذه المرة، فصاحبنا زار القنصلية وقدم طلب جواز، وقال في القنصل ما لم يقله قيس بن الملوح (مجنون ليلى) في ليلاه أو جميل في بثينة ولا المتنبي في سيف الدولة! « السواك »: ذاك شأنه وحقه! … ولكن ثق أن الأمر لن يطول حتى يقول في القنصل ما لم يقله الحطيئة في الزبرقان أو مالك في الخمر! … إن لم يحصل على ما أراد وعلى عجل! « قارئ »: غريب أمرك وسوء ظنك! … قلنا عارض، قلت سيهادن! … قلنا هادن، قلت سيعارض، هل لديك مشكلة شخصية معه؟ « السواك »: ليس لي مشكلة معه أو مع سواه بل أنا أشفق عليه من نرجسيته وأناه التي سبق وأن رمى بها غيره دون أن يبصرها في نفسه، وكثيرا ما أقرأ ما يكتب فأتألم لأجله وأخجل بدلا منه! « قارئ »: لماذا تنكر عليه أن تتطور مواقفه أو تتغير، أو تتناقض؟ أليس التناقض أمرا طبيعيا في الإنسان؟! « السواك »: التناقض أمر طبيعي وكذلك التغير والتطور، ولكننا بصدد تخبط وتذبذب يدل على تِيهٍ وضياع « للبوصلة » وفقدان للإتجاه! « قارئ »: لكن مقالاته جيدة وقلمه سيّال! « السواك »: نعم مقالاته جيدة شرط أن تقرأها وأنت فاقد للذاكرة حتى لا تربط المقال بما سبقه ولا تتوقع ما يمكن أن يلحقه! مشهد 3 « قارئ »: هل تابعت السجالات الأخيرة التي دارت بينه وبين المهندس! « السواك »: للأسف نعم، وقد أجهد المهندس نفسه ليجمع له كثيرا من المواقف التي تناقض موقفه الأخير، وأعتقد أن « المهندس » لم  يكن « أمينا » في نقله! « قارئ »: هل تعني أنه حرف كلامه؟ « السواك »: لا ولكن قد تخلل تلك المواقف ما يناقضها ويدعم الموقف الحالي! « قارئ »: لكنه هذه المرة قد نقد تجربته وعبر صراحة عن وجهته ويبدوأنه قد وجد طريقه الذي يحقق فيه ذاته ويشبع فيه أناه! « السواك »: ذلك ما أتمناه له من قلبي سائلا الله له التوفيق، ولكني أكاد أجزم أن الأمر لن يطول فقد سبق له أن نقد تجربته ولكنه انقلب ونقد نقده ولم يقر على قرار وتجربته مع النهضة ومع توجهه الإسلامي، أو خياره الليبرالي، وكذلك موقفه من بورقيبة، و صداقته مع صاحب المستقلة وبسيس، ومع أعضاء 18 أكتوبر، والمرزوقي ـ وغيرهم كثير من علمنا ومن لم نعلم ـ كلها عرفت التوجه ونقيضه! واقرأ معي إن شئت كلامه هذا معرفا الأستاذ الزمزمي: تأملت في وجه الأخ سمير ديلو,الميال الى البياض وخواطري تسبح مع الأستاذ محمد النوري الممنوع هو الاخر من السفر برغم كبر سنه وهيبة جلباب المحاماة الذي يتسربل بعلوية قانونه وبينهما وقف أمام محياي شخص اخر مثل رجال القانون في المنفى وهو شيخ المحامين والكاتب المحترم محمد الهادي الزمزمي الذي غادر البلاد منذ بداية التسعينات لتحتضنه ثلوج ألمانيا وقساوة غربتها ,بعد أن استحال عليه مواصلة المشوار بين جنبات المحاكم وقصورها نتيجة سياسات القمع الأعمى منذ أن حلت بالبلاد فاجعة بدايةالتسعينات.(حركة 18 أكتوبر ما بين بون وتونس: تونس نيوز 25 ديسمبر 2005) ليصبح التعريف بعد ذلك متطابقا مع موّال السلطة: « الأستاذ محمد الهادي الزمزمي القيادي البارز في حركة النهضة التونسية المحظورة » الذي لا يفقه النصوص وأما تنزيله لها فمحفوف بالتكفير وتفريخ الإرهاب في حين أن « رموز الدولة يتمسكون أحيانا بتطبيق الشعائر والفرائض الاسلامية أكثر من قادة الحركة الاسلامية المعاصرة ». موقف مفهوم لصحابه كل الحق أن يتخذه ، ولنا أن نقول له الآن وقد عرفت أن مائدة « بن علي أدسم » فننصحك أن تلزم أو على الأقل أن تُدفئ موضعك حتى لا يتعامل معك أصدقاؤك على أنك حالة توجب الشفقة وتستحق العلاج! لقد سبق لي أن نشرت مقالا بعنوان إعلاميون في المزاد العلني تحدثت فيه عن « الأنا » وقد عممت ولم أخصص، نشر المقال على الحوار نت ونقلته تونس نيوز بتاريخ 30 ديسمبر 2006 أنصح بإعادة قراءته! وكل موقف وصديقنا العزيز بصحة وعافية!   
 
 
 

إعلاميون في المزاد العلني

 
 
تذكرة الدخول إلى « المزاد »:  حديثي عن « الأنا » في « المزاد » حديث عن ظاهرة وليس عن شخص محدد فالـ « الأنا » فيَّ وفي كل شخص وهي قد تتضخّم هنا وتضمر هناك!.. وإنْ تَناسب نص « المزاد » مع فرد أو جماعة فذلك ليس من صنعي وتدبيري وإنما هو خيارهم الخاص، اختاروه بوعي أو بغيره!! وقد تعمدت أن أضخم الصورة وأبرزها بشكل « كاريكاتوري » ثم أرجعها (الصورة) لأصحابها علّهم يرونها بغير العين التى روّجتها ! وليكن كلامي هذا من باب « ما بال أقوام »! أو من باب المؤمن مرآة أخيه!…و »المزاد » دعوة للتواضع والإنتباه لخطر الـ « أنا » والنرجسية المقيتة!… والتواضع خير وأرفع! تواضع تكن كالنجم لاح لناظر*** على صفحات الماء وهو رفيع! ولا تكن كالدخان يعلو بنفســه***إلى طبقات الجو وهو وضيــــع! (1) نص المزاد: أيتها القنوات الفضائية!… أيتها المحطات الأرضية! أنــا هنا!!….أيتها الإذاعات والجرائد والمجلات أنــا هنا!!…يا مراكز البحث! يا مكاتب الدراسات الإستراتجية! أنــا هنا!!…أيتها الصفحات الإلكترونية والشبكات العنكبوتية أنــا هنا!!… أيتها الشخصيات الوطنية والعالمية! أنــا هنا!!…أنــا هنا!!…أنــا هنا!!  أنــا الإعلامي لا كذب!!…أنــا الإعلامي أبا عن جدّ!!…أنــا السباق للمعلومة!! أنــا المؤسس!!…أنــا المدير أنــا المسؤول!! أنــا الكاتب المتمرس!… أنــا الدكتور!!… أنــا الخبير!!.. أنــا الباحث!!… أنــا الفاهم!!…أنــا الصحفي المجرّب!… أنــا السياسي المحنك!!…فهل عرفتم من أنــا؟؟ أنــا أجيبكم عن « أنــا »…أنــا الإعلامي أنــا الفخور بأصله وعلاقاته!!… أنــا أبي « راديو » وأمي تلفزيون!!…أنــا أختي جريدة!! وأخي بيان!!… أنــا عمي كتاب!! وخالي تقرير!!.. أنــا خالتي استشراف!! وعمتي تحليل!!…أنــا جدي قمر صناعي!! وجدتي مركز التقاط!!…كل نجوم الإعلام والسياسة من عائلتي!! وأنــا ألمعهم!! عجيب أمركم يا من تعرضون عني!!… من حجب أبصاركم عن لمعاني؟؟…وأصابكم بعمى الألوان؟؟ من لوث عقولكم بفكر اختطاف الإسلام؟؟…أنــا هنا عندي الدواء!!… السياسة؟؟ أنــا أستاذها!!… البراقماتية؟؟ أنــا منظرها!!..الإستراتجيا؟؟ أنــا خبيرها!!… ولا ينبئكم مثل خبير!!…الديمقراطية؟؟ في مخازني معلبة!! تفيض عن حاجتي!! والتوزيع وفق بطاقة التموين!!…التي يطبعها « صديقنا » و »شيخنا » المفتي، المحلل! المحرم!! غريب أمركم كيف تتحدثون مع غيري « أنــا »؟؟!! وأنــا هنا!!… أيفتى ومالك في المدينة؟؟!… أيتحدث في الإعلام والسياسة والإستراتيجيا مع غيري « أنــا »؟؟ وأنــا هنا؟؟!!… أي جحود هذا وأي عقوق؟؟!!… أيعرضون عني وأنــا الذي أخذ من كل شيء بطرف!! وجمع الشيء ونقيضه!!…أنــا المتفتح!! أنــا المتطور!!… أنــا المتنور!!… أنــا اليبرالي!!… أنــا الإسلامي!!… أنــا الوسطي!!…أنــا الحقوقي!!… أنــا المعارض!!… أنــا المهادن!!… أنــا « التائب »!!… أنــا النادم!!… أنــا الناقد!! أنــا « المبعوث » للهدم والإصلاح!!… سلاحي التحرر ووسيلتي التمسح!!… أنــا يا من لا تعلمون من أنــا! أنــا مالئ الدنيا وشاغل الإعلام!!… أنــا الذي نظر الأعمى إلى كتاباتي… وأسمع نقدي من به صمم!!… سيعلم الجمع ممن ضم الإعلام والسياسة أنني خير من يسعى بيده قلم أو يجري على لسانه كلم (في عصرنا)!! أنــا يا من تُشرّفون من دوني « أنــا »….وتحاورون غيري أنــا!!…وكأنكم لا تعلمون من أنــا!!…وكأنكم لا تملكون طريق الوصول إلى « أنــا »!!… أنــا لست نكرة أو حاملا لاسمٍ مستعارٍ؟؟… أنــا عنواني لديكم…وكذا هاتفي و »إميلي »!!…الطريق لي معبدة… والشوك بأمري لا يؤذيكم!! أنــا الذي يهاتفني « الكبار »!! عالميين كانوا أو وطنيين!!… أنــا المرشد الموجه!!… أنــا الناصح الأمين… أنــا نابغة عصري!!… ولكنكم قوم تجهلون!! أقول « للجزيرة » المختطفة من قراصنة الإخوان. أنــا الأقدر على الحوار وإدارته!!… أنــا الوحيد في هذا العالم الذي يمكنه إدارة « الإتجاه المعاكس » أو « أكثر من رأي » بمفرده!! يمكنني أن أحاور نفسي و أرد عليها… ويمكنني أن أدافع عن الرأي ونقيضه في آن واحد!!…ويمكنني أن أكون « جُوكر » يملأ فراغ أي ضيف اعتذر في آخر لحظة أو حيل بينه وبين الوصول إليكم!!…(ولبقية القنوات أوجه نفس الرسالة الموجهة « للجزيرة » مع تغيير الشكل أحيانا واستعمال عصا النقد والتهجم مرة، وجزرة المدح أخرى)!! قُفل المزاد وخسر من باع نفسه لـ « أنا »ه واتبع هواه!! هذه سبعون « أنــا » أو تزيد قليلا، أبرزتها لي ولكم لعل الله يوفقنا فنستعمل قلم « التواضع » لنشطب من نفوسنا بعضها أو جلها!! ومن أراد أن يزيد عليها فذلك شأنه!! و »أجره على الله، وعيدكم مبروك وكل عام وأنتم متواضعون!!   (1) لا أعرف الشاعر ولست متأكدا من صحة النقل  (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ  7 أكتوبر  2008)

 

البعـد الآخـر هل يُفهمنا أحد ماذا يحصل؟!

بقلم: برهان بسيّس لا حديث هذه الأيام إلا عن الأزمة المالية العالمية، مصطلحات عديدة سيطرت على تحاليل الخبراء وتقارير الإعلام كالهلع والانهيار والتراجع الحاد واصفة أجواء «قياميّة» تشبه فزع الحشر قلبه هذه المرة البورصات وعذابه انهيارات الأسهم وافلاس البنوك وأزمة المال. أحاول بجهد من التركيز تلمّس تفاصيل هذه الأزمة واستيعاب انعكاساتها المتعددة الآثار، فالفزع على ما يبدو يشبه النفخ في الأسوار إيذانا بنهاية العالم ولكني كلما ضاعفت جهد التركيز إلا وغمرتني مشاعر الطمأنينة السائدة في بلدي فخففت هذا الجهد بل وأجهزت عليه. تسير الأمور في تونس كعادتها مطمئنة، هادئة لم تكلف أية جهة أو وسيلة اعلام جماهيري واسع الانتشار نفسها عناء التوجه الى الناس لتوضيح حقيقة ما يجري في العالم!! أزمة مالية عالمية، هذه عرفناها حتى وهي مصحوبة بجمل مقتضبة مركبة في فضاءات ايديولوجية مختصة في العناوين جاهلة بالمضامين تلوك دوما كلمات مثل الأزمة الهيكلية للنظام الرأسمالي أو الأزمة الدورية للرأسمالية أو سقوط النموذج الليبرالي. الأكيد أن أزمة ما انطلقت من زحمة ذاك الصراخ الذي يملأ قاعات المال وسط قبضات تلوّح بإشارات غريبة لأناس أنيقين يشبهون في اندفاعهم جمهورا من المعتوهين الملوّحين بكلمات واشارات من الطلاسم والأعاجيب. أنا متأكد أن هذه الصورة هي كل ما يحمله قطاع واسع من العامة والنخب عن شيء اسمه بورصة ورغم ذلك فإننا كمواطنين لنا الحق في معرفة ما يحصل حولنا خاصة أن سؤالا رئيسيا يفرض نفسه يخص امكانات تأثر بلادنا بهذه الأزمة العالمية في ظل فزع واستنفار اقتصاديات بلدان متقدمة؟!!! هل نحن بمعزل عن هذه الأزمة التي أسقطت مؤسسات مالية كبرى وأفزعت اقتصاديات عملاقة وتسربت الى واقع الحياة اليومية للناس في مجتمعات مثل أمريكا وبريطانيا واليابان وفرنسا لتغطيها بسحابة سوداء من نذر الافلاس والانهيار. صحيح أنه ولله الحمد خرج رمضان ومرّ العيد بسلام  تواجدت البقلاوة في الأسواق وكذلك الكعك والمقروض لكن هذا لا يكفي لكي يمتنع أي خبير أو مسؤول اقتصادي عن الظهور على الملإ ليفسر للتونسيين ما يحصل حولهم، وقبل هذا أو ذاك ان كان ما يحصل سيؤثر على اقتصادهم وتنميتهم وحتى واقع حياتهم اليومية؟؟ مشهد الخوف والفزع الذي يسود عواصم العالم يوحي باستنفار واسع لتجنب كارثة ما، على الأقل نريد أن نفهمها في حالة كنا كالعادة غير معنيين بها!!!
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 أكتوبر  2008)  


خواطر هادئة على نيران أزمة متقدة

  عبدالسلام المسدّي    أيهما أحلك سوادا من الآخر: سبتمبر 2001 أم سبتمبر 2008؟ سؤال قد يبدو أقرب إلى الهزل السياسي منه إلى الاستفسار الرصين، بل قد يرى عليه الرائي مسحة من السذاجة الفطرية. ولكننا نعرف أن طوفان الزوابع إذا فاجأ الناس تعذر عليهم أن يصطنعوا هدوء الأعصاب أو توازن التفكير، وكل شيء حولهم يستثيرهم نحو التوتر، ويستحثهم نحو التعامل مع الأحداث بأقصى درجات الانفعال. لكأن الوقت -هذه الأيام أو حتى هذه الأسابيع- لا يتيح أكثر من الرصد العاجل أو التعقب البرقي السريع. فبين اختمار الفكرة وصياغتها قد تنزل عليك الأخبار بما يُدخل الارتباك على ما فكرت فيه. مع كل ذلك سنجرُؤ -ونحن في قلب إعصار المأزق العالمي- أن نفتح نافذة ولو عَجْلى نتسلل منها إلى فضاء الأسئلة الكبرى. وفي البدء لا مناص من استدعاء محطات كلنا نعلمها، وقد نكون مللنا معاودتها، لكنها ضرورية لاستجلاء مخفيّات المشهد البانورامي العام للأزمة المالية الدولية: 18 مارس 1985: اعتلى غورباتشوف سدة الحزب الشيوعي السوفيتي وأعلن عن البريسترويكا التي أفضت إلى التسليم بالتفكك الاقتصادي من الداخل. 12 يونيو 1990: أعلن يلتسين استقلال جمهورية روسيا. 16 يناير 1991: قادت الولايات المتحدة حرب تحرير الكويت. 3 نوفمبر 1992: اختار الشعب الأميركي بيل كلينتون الذي اتخذ من مقولة النظام العالمي الجديد شعارا انتخابيا، واعدا بمعالجة الركود الاقتصادي الذي تسبب فيه منافسه جورج بوش الأب رغم انتصاراته العسكرية. 15 أبريل 1994: تم بعث منظمة التجارة العالمية على أنقاض معاهدة التجارة الدولية المعروفة باسم الجات. هكذا تشكلت وتشخصت فكرة العولمة بقيادة الولايات المتحدة، ولئن مثلت حرب تحرير الكويت الصورة الفعلية للعولمة في بعدها السياسي بتسخير مجلس الأمن للإرادة الأميركية، فإن بعث منظمة التجارة العالمية قد جسّم العولمة في عمقها الاقتصادي. أما ما انبثق عن ذلك من تصوّرات غيّرت المفاهيمَ الجوهرية التي كانت بمثابة الإرث الإنساني المشترك، فيمكن حصرها في نقاط ثلاث: أ- الانسياب الماليّ: فحرية التجارة الدولية تقتضي إسقاط الحواجز الجمركيّة، وعن ذلك ينتج تمتع الشركات الكبرى العابرة للقارات بصلاحيات واسعة تتيح لها اختراق الحدود المعهودة، وهذا ما جعل مفهوم السيادة الوطنية تتقلص داخل الأقطار. ولئن جرّ ذلك منافعَ عدَّة للدول المشاركة فعليا في اقتصاديّات السوق، فإنه قد أضرّ بعديد الدول التي أصبح يقال لها الدول الصاعدة. ب- الانسياب المعلوماتيّ: وهذا مفاده إسقاط كل الجدران الموروثة حول المعلومة، وليس الأمر متعلقا -في منطلقه- بالمعلومة السياسية أو الأمنيّة، وإنما هو متصل أساسا بالمعلومة المالية والاقتصادية. وكانت الولايات المتحدة قد سنت العام 1993 -وهي تستعد لموعد 15 أبريل 1994) كما أسلفنا- قانون «البنية الأساسية للمعلومات والاتصالات القومية»، فكان أول قانون يؤسّس للمنافسة العالمية استنادا إلى آلية المعلومة فائقة السرعة والتي بها يرتبط مفهوم «الطرق السيارة» في تنقل المعلومات عبر الشبكات المندمجة. ج- مفهوم الدولة: لم يعد للدولة مفهومها الكلاسيكي، لا على منوال نظرية الاقتصاد المؤمّم ولا حتى على منوال نظرية الاقتصاد الليبراليّ كما توارثه الفكر الإنساني على مدى قرنين ونصف القرن. إن الدولة -حسب التنظير الاقتصاديّ الجديد- لم يَعد لها أيّ دور إجرائيّ في إنتاج الثروة القوميّة، وإنما دورها قائم على أنها المنسّق للوظائف المختلفة بين الأطراف المساهمين في إنتاج الثروة وإنمائها. من هنا انتصبت آلية الخصخصة كطاقة جبّارة تجرف ما كان بيد الدولة من مصادر التمويل لتأمين الحدّ الأدنى من المصالح الحيوية للعموم. ومن هنا أيضا تهاطلت الوصفات الجاهزة من لدن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي كان الخبراء -من هذا وذاك- يقدمونها للدول الصغيرة تحت ما يسمّى ببرنامج إعادة الهيكلة الاقتصادية، ترافقها من حين لآخر قروض سمّوها قروض التأهيل الاقتصادي التي كانت مشروطة ببنود تصب فوائضها جميعا في موازنات الدول المانحة. بين العام 1994 والعام 2001، تعالت الأصوات من مختلف أنحاء المعمورة، ومن لدن كبراء الفكر السياسي والاقتصادي والمالي على المستوى الإنساني، محذرة من الكوارث المنتظرة لهذه الآليات الجديدة المتحكمة في العلاقات الدولية، والتي أرضخت كل قرار سياسي إلى مفاتيح الربح والخسارة حسب منطق السوق، والتي تسارع نسقها في زيادة إغناء الأغنياء مقابلَ زيادة إفقار الفقراء. يكفينا هنا أن نذكر -على سبيل الشاهد الأنموذجي- مثالَ ذاك الأميركي الذي جاء على الشاشات المختلفة متحدثا عن الأزمة، ومصرحا بأنه حذر منذ سنوات من انفلات المنظومة المالية، ومعترفا أنه بخبرته استطاع أن يربح في يوم واحد مليار دولار عن طريق المضاربة في السوق المالية. وكان ناقوس الخطر الأكبر قد دق يوم عقدت منظمة التجارة العالمية مؤتمرها في سياتل (3 ديسمبر 1999)، إذ تحوّل الأمر إلى انتفاضة كبرى في عديد العواصم الغربية، احتجاجا على الرمز الأكبر للعولمة، ولم يكن أحد قد قرأ لتلك الأحداث أيّ حساب. الحقيقة أن بعض الإرهاصات كانت قد أنبأت بالشروخ الجوهرية في منظومة التصوّر الجديد، وكانت قد تجلت خلال العام 1997: أولا: في قمة دنفر بكولورادو في الولايات المتحدة، حيث التقى قادة الدول الصناعية الكبرى وانضمت إليهم القيادة الروسية بصفتها عضوا كاملَ الحقوق، فسميت منذئذ قمة الثماني (21 يونيو 1997). ثانيا: في القمة التي عقدتها منظمة الأمم المتحدة في نيويورك وسميت بقمة الأرض (23 يونيو 1997). ثالثا: في قمة الحلف الأطلسي التي احتضنتها مدريد (8 يوليو 1997). بعد أن حصلت أحداث 11 سبتمبر 2001، اتضح أن الولايات المتحدة التي ظلت طيلة الأعوام المنصرمة تقود بانفراد مركبة الاقتصاد العالمي أرادت -بإصرار مكين- أن تحوّل زعامتها الاقتصادية إلى زعامة عسكرية وسياسية بلا نظير وبلا منافس. وهنا تكاثف الضغط على التناقضات الداخلية التي كانت مزروعة هنا وهناك داخل المنظومة الجديدة، فانفجرت في منعطفات حاسمة: أولا: انتقاض صلاحية قانون الانسياب المعلوماتيّ بحكم ما انكشف من استغلال الشبكات المندمجة لأغراض أخرى غير أغراضها العولميّة الأولى. ثانيا: انتقاض صلاحية قانون الانسياب المالي للسبب نفسه، إذ تم استغلاله لتمويل الأنشطة غير السلميّة. وهكذا استرجعت آليات الرقابة على الأموال وعلى المعلومات سلطتها، بل استعادت شرفها ومهابتها بعد أن هُزئ بها إلى حد اللعنة، واستسلم الجميع غربا وشرقا، جنوبا وشمالا، إلى أنموذج الدولة الأمنيّة. واليوم هاهو الركن الأكبر للمنظومة الجديدة يتهاوى بشكل مفزع ومريع: مفهوم الدولة ذاته. وهاهي الأصوات تسكت عمّا كانت تردده من اقتصار وظيفتها على تنسيق الأدوار المالية والاقتصادية دونما تدخل أو مشاركة. إنه التأميم في ثوب جديد. إننا جميعا على عتبات مراجعات جوهرية فاصمة. إننا نعيش -يوما بيوم وساعة بساعة- تشكلا جديدا لمكونات علم اقتصاديّ آخر، وعلم مصرفي آخر، وفكر سياسي آخر. كان شهر سبتمبر 2001 سوادا تم إنتاجه خارجَ الولايات المتحدة ثم صُدّر إليها معلّبا، وجاء سبتمبر 2008 سوادا تم إنتاجه في الولايات المتحدة ثم صدرته إلى الخارج متشظيا.     abdessalemmseddi@yahoo.fr   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 08 أكتوبر  2008)


 

خبير أميركي لـ «الشرق الأوسط»: «وول ستريت» تتابع نجاح «أسلمة» الاستثمارات المصرفية وقدرة تأقلمها مع الأسواق المضطربة علي خان: أزمة النظام المالي العالمية فرصة مواتية لتعضيد التمويل الإسلامي

جانب من التداولات في بورصة نيويورك، وفي الاطار البرفيسور علي خان («الشرق الأوسط»)

طارق محمد «لنسمها عواقب عمليات الغزو الاميركية غير المسؤولة، أو الحماس غير العقلاني للبائعين على المكشوف، أو كارثة القروض مرتفعة المخاطر، أو سوء إدارة المنتجات الممولة بقروض، أو حمّل المسؤولية عنها كيفما تشاء، ولكن الأسواق الاميركية تواجه انهيارا غير مسبوق، والمتشائمون لا يرون أي بصيص أمل في حزمة الإنقاذ الاقتصادي الفيدرالية».. هكذا وصف أستاذ قانون في إحدى الجامعات الاميركية حال الأزمة التي تعانيها الأسواق الأميركية. وأكد البروفيسور علي خان، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة ووشبيرن في توبيكا بولاية كانساس الاميركية، في حوار مع «الشرق الأوسط» في أبو ظبي أن الفرصة مواتية لتعضيد التمويل الإسلامي، خاصة أن «وول ستريت» لاحظت أن الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، حققت نجاحا أكبر في الأسواق المضطربة، حيث نمت الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية في الأسواق الغربية، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى أكثر من نصف تريليون دولار. وقال أستاذ القانون إن المستثمرين المسلمين لهم كل الحق في مطالبة المصرفيين الاستثماريين الغربيين بابتكار أنواع استثمارات ومنتجات استثمارية تتجنب مخاطرة الميسر والربا، مضيفاً أنه رغم تميز النموذج الإسلامي ببساطته، إلا أن الشركات الغربية مستغرقة في الربا بشدة لدرجة أنه يصعب علينا أن نجد شركة لا تتقاضى أو تدفع فائدة، داعيا المستثمرين المسلمين إلى الاستثمار في الشركات الغربية، التي تبذل جهدا صادقا من أجل تجنب الربا والمقامرة. وأشار خان إلى أن خطة الإنقاذ الأميركية قد توفر علاجا مؤقتا، وهو في الأساس علاج نفسي، ومن الممكن أن يعزز ثقة المشترين المفقودة، في حين أن الإنقاذ الاقتصادي لن يؤتي ثماره، ما لم تكن الأصول المعنية ذات قيمة، مضيفا أن الخطة التي تروج لها إدارة بوش على أنها علاج سريع لكافة المشكلات لن تزيد سرطان الدين المغل للفائدة إلا سوءا. إلى نص الحوار: > ما الذي يجري في الأسواق المالية الأميركية؟ ومن المسؤول عما يحدث؟ ـ سمّها عواقب عمليات الغزو الاميركية غير المسؤولة، سمّها الحماس غير العقلاني للبائعين على المكشوف.. سمّها كارثة القروض مرتفعة المخاطر، سمّها سوء إدارة المنتجات الممولة بقروض.. حمّل المسؤولية عنها كيفما تشاء، ولكن الأسواق الاميركية تواجه انهيارا غير مسبوق، والمتشائمون لا يرون أي بصيص أمل في حزمة الإنقاذ الاقتصادي الفيدرالية. الأسواق الاميركية تواجه حاليا حالة من اللايقين نتيجة الانخفاض في قيمة أصول تساوي مليارات الدولارات، ويوجد بائعون ولكن لا يوجد مشترون لهذه الأصول. ومعظم هذه الأصول عبارة عن أوراق مالية ناشئة عن الرهونات العقارية. فالمصرفيون الاستثماريون يراكمون العديد من الرهونات العقارية في سلة واحدة، ويحولون هذه السلة إلى أوراق مالية. ويتحدد سعر الورقة المالية بقسمة قيمة السلة على عدد الأسهم التي تتضمنها. لنقل مثلا إن القيمة الإجمالية للسلة هي 500 ألف دولار، فإذا تم إصدار 50 ألف سهم لبيع السلة بأكملها، فإن كل سهم سيتم تسعيره بمبلغ 10 دولارات، وسوف ترتفع قيمة الورقة المالية وتنخفض حسب قيمة السلة. فإذا ارتفعت قيمة الملكية العقارية، ارتفعت معها قيمة السهم، وبالمثل فإذا انخفضت قيمة السلة، فسوف يتأثر سعر السهم بالسلب. ومن هنا بدأت أزمة السوق عندما تعرضت آلاف من الرهونات العقارية لفقدان قيمتها؛ نظرا لأن الرهونات العقارية المعنّية فشلت، اما لأن ملاك العقارات تخلفوا عن الإيفاء ولم يستطيعوا سداد الرهن العقاري، أو لأن قيمة العقار المرهون انخفضت انخفاضا حادا. في أي من الحالتين، انخفض سعر السهم في الأوراق المالية المستندة إلى الرهونات العقارية، حيث تعرضت هذه الأوراق لمشكلات كثيرة لدرجة أن المشترين رحلوا عن السوق. أما حملة هذه الأوراق المالية القائمة على الدين فقد تورطوا في خسائر فادحة؛ لأن سعر السهم انخفض ما بين 50 إلى 80 في المائة. ونظرا لأن حَمَلَة هذه الأوراق اقترضوا أيضا أموالا لشراء هذه الأوراق المالية، فهم صاروا مدينين بمبالغ طائلة للمقرضين. ويجد المقرضون أنفسهم في ورطة عندما لا يكون لدى المقترضين أموال لسداد القروض. علاوة على ذلك، يعرض المقرضون عن إقراض المزيد من الأموال؛ لأنهم يخشون من فقدان المزيد من المال. وبالتالي فإن الأسواق المالية تعاني من مجاعة ائتمانية. وستتطلب خطة الإنقاذ الاقتصادي الفيدرالية من الحكومة الاميركية شراء أوراق مالية قائمة على الدين، وبالتالي تدخل الحكومة السوق كمشتر للأصول التي لا يريد أي شخص آخر شراءها. ويراهن مؤيدو هذه الخطة على أنه ما إن تنتهي حالة الخوف هذه، سوف يعود المشترون إلى السوق بحيث يمكن للحكومة أن تبيع الأصول المسماة بـ«السامة» وتحقق ربحا لدافعي الضرائب. > كيف ترى مستقبل التمويل الإسلامي في خضم هذا البحر من النكبات الاقتصادية، وماذا عن وجهة انظر الإسلامية فيما يتعلق بأزمات الأسواق الاميركية؟ ـ هذه فرصة ممتازة لتعضيد التمويل الإسلامي، فالأمر المثير للسخرية أن وول ستريت لاحظت أن الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية ـ والتي تتجنب المخاطر القمارية والجشع المثقل بالديون ـ حققت نجاحا أكبر في هذه الأسواق المضطربة. ففي السنوات القليلة الماضية، نمت الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية في الأسواق الغربية إلى أكثر من نصف تريليون دولار. كما أن الإسلام يحرم نوعين من المخاطر، أولا يحرم المخاطرة القمارية والتي يطلق عليها اسم (الميسر)، وبناء على ذلك فإن أي استثمار يبدو في صورة لعبة من ألعاب الحظ هو حرام. فخيارات الأسهم المكشوفة، وخيارات الفائدة، والعقود الآجلة تنطوي على قدر كبير جدا من المقامرة ولا تجوز كاستثمارات إسلامية، رُغم الزعم بأنه تم تصميمها لتحويط الاستثمارات. فكثير من هذه المنتجات المالية يجتذب المضاربين على أمل تحقيق ربح سريع. وعندما يلجأ مديرو الصناديق الموثوق بهم ـ تحت الضغوط المؤسسية لإظهار الربح ـ إلى المخاطرة القمارية، تتحول استثمارات التحوط إلى استراتيجيات انتحارية للدمار المالي. ونتيجة للطمع والسعي وراء الإثارة، افتقدت الاستثمارات المستقيمة في الشركات الضالعة في أنشطة مفيدة اجتماعيا جاذبيتها، بل وصارت مملة، نتيجة لمعدل عائدها الذي يفترض أنه منخفض، وهي في الأغلب نبوءة تحقق ذاتها. فهناك مليارات من الدولارات التي يتم الإلقاء بها في الشركات التي تعد بأرباح طائلة من دون أن تنتج شيئا. وفي حين أن الإسلام يبيح المخاطرة بالاستثمارات في المشروعات البحثية المفيدة اجتماعيا، إلا أنه يحرم الاستثمارات في الشركات التي تبيع الكحول أو التبغ أو المواد الإباحية أو الديْن أو الأسلحة، وهي المنتجات التي تدمر صحتنا وتودي بسلامتنا. كما أن الإسلام يحرم الاستثمارات الخالية من المخاطر، إذ يتضمن الربا الاستثمارات الخالية من المخاطر والتي لا ينخرط فيها المقرض في تجارة، بل يريد تحقيق الربح من دون تعريض استثماراته لأية مخاطرة. وبين هذين الحدين ـ وهما الاستثمارات القمارية والاستثمارات الخالية من المخاطر ـ يطرح الإسلام فكرة التجارة، من شراء وبيع، حيث يمضي المسلمون في مشروعات حلال لإنتاج سلع وخدمات مفيدة للمجتمع. أما الاستثمارات في صناعات تنتج الكحوليات والمواد الإباحية والأسلحة فهي إما حرام أو مكروهة. وهذه الأسواق المباحة ليست خالية من المخاطر ولا عرضة لمخاطر غير مسؤولة. ورغم أن هذه الأسواق مبتكرة وأصلية، إلا أنها متشربة بقيم النزاهة والشفافية والأرباح المسؤولة، كما أنها خالية من الممارسات اللصوصية التي تفسد المعاملات بالجشع وتتسبب في خلق صعوبات أمام الفقراء وكبار السن والمبتدئين. وعلى ذلك، فإن المستثمرين المسلمين لهم كل الحق في مطالبة المصرفيين الاستثماريين الغربيين بابتكار أنواع استثمارات ومنتجات استثمارية تتجنب المخاطرة القمارية والربا. ورغم أن النموذج الإسلامي يتميز ببساطته، إلا أن الشركات الغربية مستغرقة في الربا بشدة، لدرجة أنه يصعب علينا أن نجد شركة لا تتقاضى أو تدفع فائدة. إذن فمن الناحية العملية يمكن للمستثمرين المسلمين الاستثمار في الشركات الغربية التي تبذل جهدا صادقا من أجل تجنب الربا والمقامرة. > في رأيكم، كيف يمكن للولايات المتحدة أن تخرج من هذه الأزمات؟ وهل يقدم التمويل الإسلامي أي حل؟ ـ نعم.. أعتقد أن الإسلام لديه الكثير مما يقدمه للأسواق الاميركية في ظل جملة من المسببات. أولا سوف يؤدي الاستهلاك الأعمى في النهاية إلى فشل النظام. فأي افتتان دائم بالاستهلاك دائم التزايد تم تسويقه على أنه أساس ازدهار الرأسمالية. فالناس والشركات وحتى الحكومة جميعهم يقترضون المال من أجل الإنفاق والاستهلاك. وقد بلغت دورة الاستهلاك غير المسؤولة هذه حدودها. والإسلام يعلم المؤمنين الاعتدال في الاستهلاك، ويجب أن تحترم الأسواق الاميركية الاستهلاك المعتدل وتتوقف عن السعي وراء فكرة الاستهلاك غير المحدود بناء على الاستدانة، وهي فكرة فاسدة أخلاقيا. ومن ثم فإن الاستهلاك المبني على الاستدانة مرفوض في الإسلام؛ لأنه ينتهك اثنتين من قواعد الشريعة، وهما القاعدة التي تمنع الإفراط في الاستهلاك، والقاعدة التي تمنع الربا. وعلى هذا يجب أن تعيد الأسواق الاميركية النظر في فكرة البيع على المكشوف، وهو نوع من أنواع الاستثمار يزدهر عندما تنهار الشركات وتغلق أبوابها ويفقد العاملون بها وظائفهم ويقضى على صناديق المعاشات نظرا لتراجع سهم الشركة. إن البائعين على المكشوف يحققون أرباحا عندما تنهار الشركات وتغلق أبوابها. فبقلب المنطق التقليدي للاستثمار رأسا على عقب، يتمنى البائعون على المكشوف أن تنهار الشركات، لا أن تزدهر؛ نظرا لأنهم يحققون أرباحا أكثر عند إفلاس هذه الشركات. إن مثل هذه الاستثمارات التي تخدم المصالح الشخصية تتعارض مع المبدأ الإسلامي الذي يشجع الاستثمار في ازدهار الشركات لا في خرابها. ويوصف البيع على المكشوف بأنه قوة مفيدة تحقق التوازن، ولكنه يبدأ في نشر السلبية والسيكولوجية اللصوصية في السوق. وفي أوقات الشدة نجد أن البيع على المكشوف يزيد الوضع تفاقما. ولكن حتى في أوقات الرخاء، فإن البيع على المكشوف فكرة فاسدة أخلاقيا ترفضها الشريعة الإسلامية. > هل تعتقد أن خطة إنقاذ النظام المالي الأميركي سوف تحل المشكلات التي تواجه الأسواق الاميركية؟ ـ ربما توفر حزمة الإنقاذ الاقتصادي الفيدرالية علاجا مؤقتا. وهو في الأساس علاج نفسي، ومن الممكن أن يعزز ثقة المشترين المفقودة. ولكن الإنقاذ الاقتصادي لن يفلح إلا إذا كانت الأصول المعنية ذات قيمة. فإذا أخذنا في اعتبارنا قيم العقارات المتضخمة بشدة، نجد أن معظم الرهونات العقارية عبارة عن قروض رديئة مبنية على تفكير في أن قيم العقارات سوف تستمر في الارتفاع. ومن غير المحتمل أن تزداد قيمة هذه العقارات، بل من الممكن أن تنخفض أكثر منذ ذلك، فتغرق الأموال التي تستخدمها الحكومة لشراء هذه الأصول. أو ربما تزداد قيمتها ولكن بدرجة قليلة، فتحتجز الأموال الفيدرالية في أصول عديمة الفعالية. ولا أظن أن الحكومة سوف تحقق ربحا، وعلى الأرجح أن الحكومة ودافعي الضرائب سوف يخسرون أموالهم. إن حزمة الإنقاذ الاقتصادي الفيدرالية التي تروج لها إدارة بوش على أنها علاج سريع لكافة المشكلات لن تزيد سرطان الديْن المغل للفائدة إلا سوءا. ومن غير المحتمل أن يؤدي ضخ المزيد من المال إلى إصلاح المؤسسات والشركات المبنية على طبقات من الدين المغل للفائدة. فعندما يستغرق الأفضل والأذكى في إيجاد طرق لكسب المال بالمال ولا شيء أكثر من ذلك، فإن النظام قد يبدو مبتكرا وذكيا، ولكنه يسير في اتجاه الدمار المشترك.  http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=58&article=489709&feature=1&issueno=10906
 
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 أكتوبر 2008)

أول شهادة في الاقتصاد الإسلامي بفرنسا

هادي يحمد   البنوك الفرنسية تسعى لجذب الاستثمارات الإسلامية باريس – بدءا من شهر يناير القادم ستشرع إحدى الجامعات الفرنسية في مدينة « ستراسبورج » في تدريس شهادة في « الاقتصاد الإسلامي » وهي الأولى في تاريخ فرنسا في هذا الاختصاص منذ أن بدأت السلطات السياسية والاقتصادية الفرنسية الاهتمام بجلب الاستثمارات الإسلامية وخاصة الخليجية إلى فرنسا. وبحسب المكتب الإعلامي للجامعة، تمتد سنوات الدراسة على خمس سنوات وتتضمن 405 ساعات طيلة عام كامل في سبل التعامل في الاقتصاد الإسلامي من عقود واقتراض، وفيما يعرف بنظام الإجارة والصكوك وغيرها استنادا إلى تجارب البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية والمستنبطة من تعاليم القرآن والسنة النبوية. وتمكن هذه الشهادة في الاقتصاد الإسلامي حامليها من الاندماج في النظام البنكي الفرنسي وخاصة بعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزيرة الاقتصاد الفرنسية « كريستين لاقارد » بإدماج بعض بنود التعامل بالاقتصاد الإسلامي في النظام البنكي الفرنسي؛ بغية جلب الاستثمارات الإسلامية وخاصة الخليجية. وقررت السلطات الفرنسية أوائل هذه السنة إجراء تعديلات قانونية لجذب الاستثمارات الإسلامية وخاصة الخليجية من أجل مزاحمة العاصمة البريطانية لندن والتي أصبحت في السنوات الخمس الأخيرة مركز الجذب للتمويل الإسلامي في الغرب عن طريق الترخيص لخمسة بنوك تمارس المعاملات المالية حسب الشريعة الإسلامية. إقحام النظام الإسلامي ويأتي إقرار هذه الشهادة الجامعية الأولى في تاريخ فرنسا في الوقت الذي أصدر مجلس الشيوخ الفرنسي (الغرفة الثانية من البرلمان) الأسبوع الماضي مذكرة من 60 صفحة يبرز فيها أهمية اتساع دائرة التعامل بالاقتصاد الإسلامي في العالم مطالبا في الوقت ذاته بضرورة اتخاذ إجراءات عملية من أجل إيجاد تسهيلات لإقحام النظام المصرفي الإسلامي في النظام البنكي الفرنسي. وفي بادرة هي الأولى من نوعها، نظم مجلس الشيوخ الفرنسي يوم 14 مايو أول ندوة حول التمويل والاقتصاد الإسلامي؛ حيث أقرت هذه الندوة ضرورة الاستفادة من نمو الاقتصاد الإسلامي وجلب الاستثمارات الإسلامية، وخاصة أن فرنسا تمثل سوقا مستقبلية لنمو هذا الاقتصاد على ضوء وجود حوالي ستة ملايين مسلم يعيشون على أراضيها. 4 تريليونات دولار وفي منتدى اقتصادي دولي نظم في العاصمة باريس في يوليو 2008 وبمشاركة العديد من المؤسسات المالية الخليجية قدر خبراء نمو التمويل الإسلامي من 800 مليار دولار حاليا إلى 1.4 تريليونات دولار بحلول عام 2010. ويتركز التعامل المصرفي وفق أحكام الشريعة الإسلامية بمنطقة الشرق الأوسط؛ حيث تستأثر بتعامل مالي يبلغ 350 مليار دولار، ثم تأتي في المرتبة الثانية منطقة جنوب شرقي آسيا بمائة مليار دولار، ثم بريطانيا بـ 20 مليار دولار، أما بلدان أمريكا الشمالية فتحتل المرتبة الرابعة بـ10 مليارات دولار. وبحسب مجلة « دي بنكر » البريطانية المختصة، فإن ترتيب البنوك الثلاثة الأولى التي تتعامل وفق أحكام الشريعة الإسلامية هي: البنك الإيراني « ميلي » بحجم تعاملات يبلغ 35,5 مليار دولار، وبنك « صادرات » الإيراني بـ 34,8 مليار دولار، ثم « مؤسسة تكافل » في سلطنة بروناي بـ 31,5 مليار دولار. وولدت فكرة إنشاء بنوك إسلامية لأول مرة سنة 1970 بتوصية من منظمة المؤتمر الإسلامي، وبعد هذا التاريخ بخمس سنوات جرى إنشاء أول بنك إسلامي باسم « البنك الإسلامي للتنمية »، ثم « بنك دبي الإسلامي ». وقامت فيما بعد باكستان بتحويل نظامها البنكي سنة 1979 إلى نظام المعاملات الإسلامية، ثم لحقت بها السودان وإيران وغيرها من الدول العربية والإسلامية.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 أكتوبر 2008)


«قاعدة المغرب» تقيل قيادياً يعارض الهجمات الانتحارية
ذكرت صحيفة «النهار الجديد» الجزائرية أمس أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أقال المسؤول عن الشؤون الدينية في التنظيم لرفضه شن هجمات انتحارية في الجزائر. وقالت الصحيفة إن أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبدالودود واسمه الحقيقي عبدالمالك درودكال، طرد رئيس الهيئة الدينية في التنظيم أبو الحسن الرشيد الذي يشغل هذا المنصب منذ سنوات. وأوضحت أن أبو الحسن الرشيد واسمه الحقيقي رشيد زرامي كان المسؤول عن الهيئة الدينية في التنظيم ومهمتها إصدار الفتاوى التي استند إليها التنظيم في شن الاعتداءات الانتحارية في الجزائر منذ 2007. ونقلت الصحيفة عن أحد عناصر التنظيم الذي سلم نفسه إلى السلطات الأسبوع الفائت، أن أبو الحسن الرشيد أخذ مؤخرا يعرب عن تحفظاته حيال شن هجمات انتحارية وعلى ممارسات أخرى يلجأ إليها التنظيم ولا سيما خطف رجال أعمال أثرياء أو أقرباء لهم. وسجلت في الأشهر الأخيرة عمليات خطف عدة لرجال أعمال أثرياء أو أولادهم ولا سيما في منطقة القبائل، وقد نسبتها مصادر أمنية عدة إلى مجموعات مسلحة. وانتهت غالبية هذه العمليات بالإفراج عن الرهائن مقابل دفع فدية مالية وصلت قيمتها في كل حالة خطف إلى عشرات آلاف الدولارات. وأوضحت الصحيفة أن عبدالملك درودكال عين مكان المسؤول الديني المقال، قياديا سابقا في الجماعة الإسلامية المسلحة يدعى أبو عاصم الذي ترك صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة ليلتحق بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أعلنت ولاءها في سبتمبر 2006 لأسامة بن لادن، وأصبح اسمها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو أول من أدخل نمط الهجمات الانتحارية إلى الجزائر، حيث لم يسبق لأي جماعة مسلحة أن اعتمدت هذا الأسلوب في الجزائ  
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 7 أكتوبر   2008)


 
دراسة في الحالة المغربية السلفية التقليدية والجهادية.. أوجه الاختلاف

عبد الحكيم أبو اللوز   أحد معتقلي السلفية الجهادية بالمغرب كما أن الاشتراك في الانتماء إلى مذهبية دينية واحدة يحدث تماسكا أخلاقيا واجتماعيا كبيرا، فإن الاختلاف الذي يحدث في فهم أحد عناصر هذه المذهبية يحدث تباينا بين الأطراف المتبنية لهذه المذهبية حيث تشحن المذهبية بمساهمات جديدة أقل أو أكثر تصلبا، هذا إذا لم تصبح، تحت ضغط الأحداث، متسمة بقوة البراجماتية، أو بالمزيد من الراديكالية السياسية.. وقد تبن من الدراسة ان وجوه الاختلاف بين السلفية التقليدية والسلفية الجهادية تمثلت في الموقف من السياسة وكذلك الموقف من الجهاد ورؤية كلا الاتجاهين للعمل التنظيمي، وسوق الاستقطاب السلفي، وسنتحدث عن هذه النقاط بالشرح والتوضيح.   الموقف السلفي من السياسة 1-الموقف من السياسات:  طالع: السلفية التقليدية والجهادية..أوجه التشابه ومن أهم ما يفرق بين الحركات السلفية هو الشرط الموضوعي المتمثل في الموقف من السلطة السياسية تحديدا، ويكاد هذا الشرط يشكل المفصل المميز بين بقاء الخطاب عند حدود العنف الرمزي أو تلك التي تجاوز ذلك نحو تبني العنف المادي، لكن يجب الانتباه إلى أنه حتى لو لم يكن هناك عنف مادي عند المسماة تقليدية أو معتدلة، لم تكن الحلول التي يتبناها هذا التيار ثورية بالمعنى المادي، إلا أنها كذلك من الناحية الرمزية، فالشعور بابتعاد المجتمع عن الدين الصحيح يؤدي إلى تفاديه للعيش على شكل طوائف منعزلة من حيث وجودها الرمزي. ففي مقابل تضخم البعد السياسي في خطاب السلفية الجهادية يزدري خطاب السلفية التقليدية السياسة وتبعدها من اهتماماتها، لكنه إذا كان من المستحيل، الحديث عن خطاب سياسي لدى الاتجاهات السلفية التقليدية، فإن الامثثالية السياسية تشكل مبدأ ناظما لفعلها السياسي، إذ تختصر السلفية فعلها السياسي في هذا المبدأ، وتبعد من خلاله كل حديث مفصل عن السياسة بكل ما يتفرع عنه من قضايا. على المستوى النظري، تظهر هذه الامثثالية في منع الاشتغال على الإشكاليات السياسية بحيث تعتبر السلفية التقليدية أن من ترف العلم صياغة نظريات سياسية ثم التحدث في شأنها وصياغة احتمالات بصددها مثل: لمن الحق في إزالة الحاكم غير الخاضع لحكم الشريعة؟ فالخوض في ذلك يجانب منهج السلف الصالح الذين لا يتحدثون في القضايا إلا عند وقوعها، وهذا هو أسلوب الدعوة الذي يجب أن يتبع، وليس التنظير وبناء الأحكام على تصورات خيالية. ومن المبادئ المؤسسة للامثثالية عند السلفية التقليدية الشعار القائل « لا نكران ولا هجران ولا خروج ». والمعنى، أن التمرد والخروج على ولي الأمر فيه مفاسد كثيرة ولا خير فيه للأمة الإسلامية.. مهما بلغ ظلمهم وجورهم. من الواضح إذن، أن جزءا من الحركات السلفية المعاصرة تكتفي بترديد الأيديولوجيا التقليدية التي روجها العلماء القدامى، عندما قالوا بوجوب الطاعة الكاملة وعدم شرعية الإعلان عن الجهاد على السلطان وجر الأمة إلى الفتنة وخدمة العدو، ليبقى مجال التحرك السياسي الوحيد المتوفر هو النصيحة، من خلال المشورة مع إبدائها بمراعاة للضوابط الشرعية، بعيدا عن لغة الإلزام أو التشهير، فالبلاغ يقيم الحجة ويبرئ الأمة. إن إنكار العمل السياسي هو في مقابل العمل الذي يعتبر عند السلفيين شرعيا ومنطقيا في آن واحد: نبدأ بالعقيدة ثم بالعبادة ثم بالسلوك تصحيحا وتربية، أما التحرك السياسي قبل تحقيق التصفية والتربية، فلن تكون له سوى نتائج سيئة. بين الأعمال الجهادية والخيرية 2- الموقف من الجهاد: يؤدي ازدراء الجهاد من لدن السلفية التقليدية إلى الانشغال بالنشاطات خيرية حيث يقوم السلفيون التقليديون بتحمل نفقات الأطفال في المدارس القرآنية وجمع العاطلين في المساجد للصلاة، والعمل على إعادة تنظيم وجودهم بتقليد المثال النبوي حرفيا، فهم يبعدون هؤلاء عن الجنوح والسلوكيات الاحتجاجية كما يبعدونهم عن السلفية الجهادية. لقد جرت الامثثالية المطلقة للتيارات السلفية التقليدية للسلطة على نفسها هجوما من أقطاب السلفية الجهادية فصاروا ينعتونهم بالمهادنين والمعطلين فريضة الجهاد حتى أن بعضهم يصر على تسمية اتجاههم الدعوي باسم أهل السنة والجماعة تمييزا للخط السلفي التقليدي. لكنه عند الحركات السلفية الجهادية، لا يعبر الجهاد سوى عن عمل فردي بمعنى أنه غير مؤطر أيديولوجية محددة يصبح معها عملا جماعيا مؤسساتيا، فبالرغم مما يعطيه الجهاديون من أهمية وأولوية للجهاد، فإنه يبقى عندهم واجب شخصي (فرض عين) على كل فرد وفي كل وقت، في حين أن التقليد الجماعي ومنه التقليد السلفي التقليدي يعتبره واجبا جماعيا (فرض كفاية)، أي أنه ينحصر ضمن حدود جغرافية زمنية، ويتوجب على أي جماعة تتعرض لتهديد عدواني، وعليه فإن السلفية الجهادية تتصور العمل الجهادي على أنه عبادة فردية لا تعبر مطلقا عن إرادة الجماعة. وبما أنه جهاد فردي، فإنه لا يعتمد على أي خطة إستراتيجية ولا يرسم أي أهداف سياسية، والدليل أنه لم يرسم أية خطة لما بعد 11 سبتمبر 2001. فعلى عكس عنف الإسلاميين الكلاسيكيين الذي يبقى دوما قابلا للمفاوضة، لا يسعى العنف السلفي الجهادي إلى تطبيق برنامج محدد ولا يرتجي نتيجة ملموسة، بل يختار أتباعه الموت لما يحمله من معان ورموز، لذلك فالتفاوض معهم يبدو مستحيلا.  
الجمعيات والتنظيمات السلفية 
3- التنظيم:     مجموعة سلفية في السجن في بلد كالمغرب يعبر الخط السلفي التقليدي عن نفسه عبر عدة جمعيات تحمل أسماء متعدد مثل جمعية الدعوة، جمعية الإمام مالك، جمعية الحافظ ابن عبد البر، ولكن بعض شيوخ السلفية الجهادية يرفضون تأسيس الجمعيات ويعتبرون ذلك طريقة بدعية في ممارسة الدعوة ويتجهون نحو ممارسة النشاط في خلايا صغيرة مثلما فعل (الميلودي زكرياء)، أو إلى ممارسة الدعوة عبر الانخراط في المنظمات الأهلية كالوداديات السكنية (أبو حفص)، في حين دفع رفض السلطة الترخيص لجمعية أهل السنة والجماعة بفاس (بالفيزازي) إلى الحراك في جمعية الدعوة إلى الله التي يوجد مقرها بنفس المدينة. بالرغم من إغلاق العديد من دور القرآن ومنع عديد الجمعيات الدينية من ممارسة نشاطها عقب الأحداث، فقد تمكن العمل السلفي التقليدي من مواصلة التعبير عن نفسه، ويبدو أن السلفية التقليدية قد وضعت في حسابها ما قد يعرفه المجال الديني من تقلبات، واحتمال تغير هذه السياسة الرسمية وبالتالي تغير موقف السلطات إزاءها. لذلك، فإن إغلاق دور القرآن التابعة رسميا لجمعية الدعوة، لم ينجم عنه اجتثاث فروعها المتمثلة في دور القرآن التابعة لجمعيات مستقلة اسميا، ولكنها تابعة للخط السلفي التقليدي. وبهذا الشكل يتخذ تنظيم جمعية الدعوة وضعية نسق فرعي (sous système) داخل المجتمع، مما يجعلها قادرة على مواجهة متطلبات المراحل القادمة واحتمالات تصادمها مع المصالح المتغيرة، هذا عكس السلفية الجهادية التي اجتثث فروعا واعتقل زعماؤها بسرعة بعد أحداث 16 مايو. ومن خلال المظاهر التنظيمية التي رصدناها في الحالة المغربية تبين نتيجة عامة، وهي أن التنظيم الديني هو في حد ذاته عامل محدد لما للحركة من إمكانات التطور وانتداب الأتباع. بحيث نجد أن تلك الهيكلة التي تطبع تنظيمات السلفية التقليدية تسعفها في تقوية مستوى الاستقطاب والحفاظ على المستقطبين على صفوفها في حين أن عدم تحقق السلفية الجهادية تنظيميا لا يسعفها في ذلك، إذ إن كل ما تحصل عليه من المستقطبين هو الإقرار اللفظي بالانتماء دون أن يتجسد ذلك بالانخراط في تنظيم معين. كما أن انعدام تنظيم محدد وجلي في صفوف التيارات الجهادية منعنا من دراسة مسألة القيادة في حين أن وجود هذا التنظيم عند التيارات التقليدية مكن من ذلك فقد انتهينا من خلال دراسة هذا الجانب، إلى وجود نوعين من القيادة: قيادة مركزية أوتوقراطية تغيب فيها تراتبيات السلطة، ثم القيادة الاندماجية التي تقوم على نظام الاعتماد المتبادل، تكون القيادة فيه تعاونية يعمل فيها القائد كخادم للجماعة، فالكل يشارك كأقران في صنع القرارات، كما يتحمل الكل المسئولية الناجمة عن تلك القرارات.  
سوق الاستقطاب السلفي

4- سوق الاستقطاب: من خلال دراستنا للحالة المغربية تبين أن سن الأتباع المنتمين إلى الجمعيات السلفية التقليدية والسلفية الجهادية متقارب جدا، بحيث يتراوح سن الأفراد ما بين 17 و28 سنة. ومن ناحية المستوى التعليمي اتضح أن أغلب أتباع السلفية سواء كانت تقليدية أو جهادية قد تلقوا تربية دينية، من أهم مظاهرها إما ارتياد المدارس الدينية العتيقة أو مؤسسات دور القرآن. بالنسبة لمستوياتهم من التعليم العصري وجدنا أنه كثيرا ما يلاقي السلفيون التقليديون والجهاديون صعوبة في تتمة مسارهم الدراسي مع ملاحظة أن ارتياد دور القرآن كان عند البعض حلا لأزمة عاشوها مع التعليم النظامي ممثلا في الرسوب المتكرر. إن المعطيات التي توفرت بوساطة البحث الميداني توضح أن أغلب الحساسيات السلفية ليس لها سوى حظ يسير من التربية المؤسساتية، فأتباعها إما عاطلون عن العمل أو شباب يافعون فقراء أو أرباب أسر حائرون يواجهون أبناء فقدوا سلطتهم التقليدية عليهم، ويعبرون عن احتجاجهم بتعاطي الكحول والمخدرات والانحراف قبل أن يتحولوا بفعل الدعاية السلفية إلى مبشرين ووعاظ هدفهم إرجاع البقية إلى جادة الدين. إذن، ليس الاستقطاب من داخل القاعدة الاجتماعية خاصا بالسلفية الجهادية وحدها، لكنه أمر ملازم للحركات السلفية التقليدية ذاتها، بحيث إن ولوج العديد من الأشخاص إلى الجمعيات السلفية (مثل جمعية الدعوة) يجد تفسيره في نجاحها في إخراج البعض منهم من الإدمان كان يفسد أخلاقهم، إلى وضعية أرقى تمكنهم من انتزاع اعتراف اجتماعي جديد، الشيء الذي كون انطباعا بجدوى وفعالية هذه الجمعيات، وأعطاها نوعا من المصداقية لدى الرأي العام، زاد منه ما قامت به من ربط بين عمل الوعظ والإرشاد وحركة إدماج الشباب في مقاولات اقتصادية صغيرة، مما وفر لبعض أتباعها مداخيل مالية. ظهر من البحث أيضا أن بعض الجمعيات التقليدية الأكثر اشتغالا بتعليم العلم الشرعي مثل (جمعية الحافظ ابن عبد البر) التي تقوم بإعادة تأهيل أتباعها وتوفر لهم إمكانية استئناف مشوارهم الدراسي ذلك أنها تؤهل هؤلاء لاجتياز باكالوريا التعليم الأصيل، بحيث يمكن اعتبار المعهد جسرا يعبر منه طلبة المدارس العتيقة إلى الكليات النظامية. تكمن محفزات الانتماء لهذا النوع من الجمعيات إذن في أنها تمكن الطالب من « استدراك » ما فات أتباعها وإعادة إدماجهم في مستويات متقدمة وقريبة من مستوى السنة الأخيرة من البكالوريا، بحيث يمكن لأتباع الجمعية الترشح لهذا المستوى بعد سنوات قليلة من الدراسة في المعاهد السلفية التقليدية.  
السلفيون والحرمان الاقتصادي  من الناحية الاقتصادية، يأتي العاطل والممارس لمهن هامشية وموسمية يأتون في مقدمة أتباع الحركات السلفية، فهم ينتمون في العادة إلى مدن الصفيح أو المدن الهامشية، فغالبيتهم باعة متجولون ومستخدمون وعمال بحوالي، ثم ممارسون لمهن صغيرة كالبقالة وبيع الخضر.. وهكذا دواليك حتى نصل إلى الخياط، والإسكافي، وبائع ماء الإعشاب، وبائع السمك، وسائق سيارة الأجرة، والميكانيكي، والكهربائي.. إنها مهن يومية لا تتيح لأصحابها انخراطا قويا في العالم، وبالتالي فهي مجال مهم للنشاط التعبوي للحركات السلفية، التي يمكن اعتبارها حركة تمارس التعبئة على مستوى القاعدة المجتمعية. يتعلق الأمر إذن بشعور بدونية اقتصادية واضحة، لكنه وإذا ما كانت الحركات الجهادية تواجه هذه الدونية الاقتصادية بتعبئة أتباعها بالدعوة إلى نصرة الجهاد أو إلى القيام به، فإن الحركات السلفية التقليدية تواجهه بالوعظ الديني، وبذلك فهي تقوم، في واقع الأمر، بإخفاء الأسباب الحقيقية التي رجحت الإقبال عليها، إنها تقوم بمكافحة الفقر بالمعاني الجمعية التي تتشكل من خلال العيش داخلها، فليس من مصلحة الحركة أن يعي أتباعها طبيعة الحرمان الذي كان في مصدر انتمائهم لها، لأنها ستضطر عندئذ إلى وضح حلول عقلانية ودنيوية للتغلب على الحرمان مما سيقضي عليها كحركة دينية، فالحل الديني الذي يتمثل في حالتنا بخطاب الوعظ هو في الحقيقة تعويض عن الشعور بالدونية الاقتصادية أكثر منه مجهودا للتغلب عليها. وبدراسة الصلات العائلية والقرابية للمناضلين السلفيين الجهاديين على المستوى العالمي تبين وجود تمايز في طرق التعبئة بين السلفية التقليدية والجهادية ففيما يتعلق بحركة الجهاد السلفي العالمي، فإن للعائلة والصداقة دورا كبيرا في مواصلة تعبئة المجندين، حيث يتم الالتحاق بالحركات الجهادية عبر ثلاث مراحل: مرحلة الانخراط الاجتماعي في الجهاد بدافع الصداقة أو القرابة، ثم الترسيخ التدريجي للقناعات وللعقيدة حتى قبول أيديولوجية الجهاد السلفي العالمي، فالدخول الرسمي في الجهاد الذي يبدأ من خلال العثور على قناة تقود إليه، أما الأوضاع المزرية النسبية والاستعداد الديني القبلي والانجذاب الأيديولوجي فتبقى من العوامل الضرورية، ولكنها ليست كافية من أجل إقناع الفرد باتخاذ قرار الاندماج في الجهاد. باحث في جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، المغرب. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 29 سبتمبر 2008)

 

رئيس أول حزب سلفي في السودان : د. يوسف الكودة السلفيون غير مؤهلين فكراً وتنظيماً للعمل السياسي

وليد الطيب وحسام صالح    رغم كر الأزمان على الإسلاميين في السودان وتقلبهم في جو بلادهم السياسي، فإن القطيعة مع العمل السياسي ظلت هي الملمح المميز للعديد من المجموعات السلفية في السودان سواء على مستوى التنظير أو الممارسة، حتى المشاركات السلفية التاريخية المحدودة في العملية السياسية لم تتطور وتصل لمرحلة من النضج أسوة ببقية المجموعات الإسلامية الأخرى، وكان الغالب في كسبها السياسي أنه انحصر في المشاركة السياسية مع الآخرين وحول قضايا محددة. ولم تبدأ النظرة السلفية تجاه العمل السياسي في التغير إلا في الفترة الأخيرة عندما شاركت جماعة أنصار السنة المحمدية بمنسوبين لها في حكومة الوحدة الوطنية التي كونها حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، وحتى هذه المشاركة المحدودة في العمل السياسي لم تسلم من آثار القطيعة، حيث ساهمت بصورة ما في شق صف الجماعة إلى مجموعتين لم تفلح جهود الإسلاميين إلى الآن في جمعهما. في هذا الجو، برزت في السودان تجربة سلفية جديدة رأى أصحابها أنهم المعنيون بطي الصفحة السلفية القديمة بأخرى جديدة تستلهم ما جاد به التاريخ من تجارب سلفية محدودة في العمل السياسي وتستعين كذلك بما وصل إليه الحاضر من أفكار تستحق التطبيق، وبهذا تكوّن حزب الوسط الإسلامي الذي يرأسه القيادي السابق بجماعة أنصار السنة المحمدية د.يوسف الكودة. والكودة بأفكاره ونشاطاته، شخصية سلفية مثيرة للجدل في الوسط الإسلامي والسلفي. والرجل يتسم بدرجة كبيرة من (الوفاقية) يشهد له بها الكثيرون، وقد لمسناها منه في هذا الحوار عندما دعانا للقائه في المركز العام لجماعة أنصار السنة بحي السجانة في الخرطوم، وهو المركز الذي تركه الرجل ليكوّن لوحده حزب الوسط الإسلامي بمركزه وداره الخاصة. طرح الكودة في الحوار أفكارا عن حزبه وعن السلفية يعتبرها الكثيرون جديدة على التيار السلفي، لكنه تمسك بها بشدة ورأى أنها صاحبة الجولة في الساحة، فمثلا يرى أن الاسم غير المسجل لحزبه السلفي إنما هو (حزب المرأة)، وأن المواطنة هي أصل الحقوق والواجبات بين المواطنين بغض النظر عن دين الفرد، ودعوته لتجديد الخطاب السلفي بما لا يفضي إلى الصدام مع المجتمع، وغيرها من الأفكار الجريئة التي حفل بها الحوار. غياب الأهلية السياسية * يتهم التيار السلفي عموما بعدم تأهله للعمل السياسي من ناحية التنظير ومن الناحية التنظيمية، فما هو رأيك في هذا الاتهام؟ – أنا أتفق مع هذا الرأي تماما، هو كذلك إلا من رحم الله؛ وهذا يرجع لتربية السلفيين من أناس أول، رسموا حاجزا نفسيا ما بين إخوتنا السلفيين وما بين العمل السياسي، وقد سمعناها صراحة منهم أحيانا من على المنابر والكتابات الصحفية أو يصرحون بأن الدين ليس فيه سياسة؛ ويبدو أن ذلك يرجع إلى الممارسات الخاطئة للسياسة الشرعية أيضا من بعض الإسلاميين، جعلت هؤلاء بدلا من أن يقوّموا ويصحّحوا ويجددوا جعلتهم ينفرون ويبحثون عن مبررات وأدلة للهروب؛ بدعوى أن الدين ليس فيه سياسة، وبدعوى أن السياسة تشغل عن العمل الدعوي، وكل ذلك كان الغرض منه الهروب من السياسة وممارستها، ولذلك كانوا مقصرين في هذا الجانب بدرجة كبيرة.. وفاقد الشيء لا يعطيه، وأنا أتفق مع القائلين بأن هناك من جعل حاجزا نفسيا سميكا بين السلفيين وبين العمل السياسي، ولكن ذلك لا ينفي أبدا أن هناك شخصيات سلفية أبدت اهتماما واضحا بالسياسة وتعرفها جيدا. * هل ينطبق على التيار السلفي في السودان نفس هذا التوصيف بالرغم من أنه كانت هناك مشاركات أولية في الشأن السياسي منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي؟   – المحير بالنسبة لي أن تجد من أمثال الشيخ الراحل محمد هاشم الهدية رجلا سياسيا من الدرجة الأولى، ويمارس السياسة بامتياز وهو خير من يمكن أن يكون قدوة في العمل السياسي، ولكن تجد أن هذا الفهم والإدراك والسلوك السياسي عند الشيخ الهدية لم ينعكس على مجموعته السلفية بالقدر المطلوب، وواقع الحال يقول إنهم كأنهم عقدوا صفقة أن يشتغل الشيخ الهدية بالسياسة بينما  يبتعدون هم عنها، والشيخ الهدية كان أحرص منا في السياسة، وكان مدرسة في ذلك، وكنا نحن تلاميذ له. * هل من الممكن إطلاق حكم عام على التيار السلفي بأنه اقترب بدرجة كبيرة من العلمانية بحسبانهم فصلوا عمليا الدين عن السياسة، وبحسبان العلمانية تسعى نظريا لفصل الدين عن الدولة؟ ــ  لا أعتقد ذلك، العلماني هو الذي يقصد العلمانية، السلفيون في السودان لم يفصلوا بين العمل الدعوي والسياسة إلا نتيجة لفهم خاطئ؛ إنهم يقولون إن السياسة الشرعية تختلف عن السياسة التي يمارسها أهل الدعوة الآن، تلك التي ترتبط بالديمقراطية والانتخاب ومثل هذه الأمور، التي لم تكن في عهده صلى الله عليه وسلم، فهم يفهمون خطأ؛ أن هذه الأمور ليست من الدين في شيء فيحكمون على هذا النوع من السياسة: أنه ليس من الدين سياسة.. الديمقراطية سياسة، الانتخابات سياسة، التوظيف والتعاون مع من لم يحكم بما أنزل الله، يعدون كل ذلك ليس من الدين. السلفيون لا يفصلون الدين من السياسة بالفهم الذي يدعو له العلمانيون، العلمانيون أصلا ليسوا متدينين حتى نقول إنهم فصلوا الدين عن السياسة. * في فترة الديمقراطية الثالثة التي عاشها السودان من قبل وفي الانتخابات المؤهلة لها وجدنا أن فصيلا سلفيا مثل جماعة أنصار السنة المحمدية، توزعوا بين القبائل السياسية، مجموعات ساندت الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ومجموعات أخرى ساندت حزب الأمة وآخرون صوتوا للحزب الاتحادي الديمقراطي.. بوصفك أحد المراقبين اللصيقين بالتيار السلفي في السودان، كيف نتفهم هذا التنوع في السياسة والاتفاق في أصول الفكرة؟ – صحيح أن كان هناك قرار اتخذته جماعة أنصار السنة المحمدية حينها؛ منحت بموجبه قواعدها حرية التصويت والدعم لمن تراه مناسبا وأقرب للإسلام بين المرشحين وأحزابهم؛ لذلك تجد بعضهم انتخب حزب الأمة والاتحادي والجبهة الإسلامية. تجديد في النظر السلفي * كنت في السابق أحد القيادات المهمة في جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان وأنت الآن رئيس حزب الوسط الإسلامي.. فما الذي تراه مميزا لتجربتك الجديدة عن تاريخك السابق مع الجماعة؟ – ما يميز تجربتي الخاصة أنني لا أسير في خطئي، ولا أمارس العمل الدعوي بعقلية السلفيين، التي تشترط مثلا شروطا للعضو الذي يجب أن ينتمي إليها.. نجد أن الإسلام لم يشترطها على الناس لنيل عضويته، فنجد كثيرا من المقصرين ومن أصحاب المعاصي أعضاء أصيلين في الإسلام، بينما تجد أنصار السنة وبعض الجماعات الإسلامية السلفية وحتى الإخوان المسلمين يشترطون شروطا تمنع المسلم من الانضمام لهم، أما نحن فنقول ليس مطلوبا من العضو لينتمي إلينا أكثر من أن يوفر ما سمح له بالانتماء إلى أمة الإسلام، حتى إن كان ظالما لنفسه لا يمنعه ذلك من الانتماء إلينا، ونمتلك كذلك كثيرا من المفاهيم والأفكار، تختلف مع ما درج عليه السلفيون. * هلا ضربت لنا مثلا لهذه المفاهيم والأفكار؟ – مثلا القضية التي أسميها « عشق التحريم » أو ظن السلامة في انتهاج نهج التحريم، فكثير من الدعاة والأساتذة في التيار السلفي يعتقدون أن الإنسان إذا أراد أن يسلم إذا ما خُيِّر بين التحريم والتحليل في قضية ما فعليه أن يختار التحريم، لأن ذلك يحفظ له مريديه، وهو معيار الاستقامة والورع عندهم بخلاف من يحل، وتجد أغلبهم لا يتحرج أبدا في أن يحرِّم تحرَّجه عندما يريد أن يحل، وهذا الكلام معكوس منكوس، إذا كان هناك تخوف أو تحفظ على أمر ما، فينبغي أن يكون عند قول الإنسان هذا حرام لأن الأصل في الأشياء الإباحة والمحرمات استثناءات، إذا أراد الإنسان أن ينتقل من منطقة العفو هذه إلى منطقة التحريم فعليه بالدليل القوي المتفق عليه. وأنا أتصور الخطأ في الحِل أيسر في تصوري من الخطأ في التحريم؛ لأن من يحل يستصحب معه أن الأصل في الأشياء الإباحة، ومن يحرم لا أدري ما يستصحبه معه حتى يحرم، لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الباب أن أصل الضلال في أهل الأرض بسبب الشيئين، اتخاذ دين لم يشرعه الله، وتحريم ما أحله الله، ولذلك يقول شيخ الإسلام في هذا الباب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث  القدسي (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)، فيقول بخصوص التحريم تجده يقول إنه كثير عند المتورعة المتعبدة المتفقهة، والشرك تجده عند المتصوفة، لذلك المتصوفة نجدهم يتهمون دائما بعدم التحقيق في قضايا التوحيد والبدع والخرافات، في هذا الباب أختم وأقول ورد الحديث: « بعثت بالحنيفية السمحة » يشرح شيخ الإسلام الحنيفية فيقول « هي ضد الشرك، والسماحة هي ضد الحجر والتضييق ». لذلك نحن نختلف مع الذين يعشقون التحريم والذين يميلون للتحريم والذين يرون أن من يُحل، إنسان ينبغي ألا يؤخذ منه علم ويتبرأ منه ولا يجب أن يوصف بالاستقامة أو الورع والتقوى، لذلك نحن نقول إن هذا الكلام معكوس ومنكوس، هذه أمثلة لمميزات المنهج وخط السير لمجموعة حزب الوسط الإسلامي عن بقية المجموعات السلفية. * بما يفهم من خلال إفاداتك الفكرية المميزة لحزب الوسط الإسلامي يجد المرء نوعا من الصعوبة في تصنيفه كحزب سلفي مقارنة بالمجموعات السلفية المماثلة.. يمكن أن نصنفه بأنه حزب إسلامي، لكن هل نستطيع تصنيفه بأنه حزب سلفي؟ – دعني أجيب هنا بسؤال: وما هي السلفية؟ هل السلفية هي مجموعة الأخطاء التي نجدها عند من سمى نفسه سلفيا لذلك نهرب منها؟  أنا الآن أستدل هنا بأقوال سلفية مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، يمكننا القول إن هذه سلفية وفق الكتاب والسنة، ويمكن أن يقال إنه اختيار فقهي خاص فلا يمكن أن نصف الأخطاء ونقول إنها هذه هي السلفية، لذلك لا اعتراض لنا على وصف الحزب بلفظ السلفية. * هل استطاع الحزب فعلا أن  يتخلص من ماضي د.الكودة السلفي وينجح في استقطاب كوادر من خارج التيار السلفي؟ – هو أصلا لا يستقطب إلا الأعضاء من خارج التيار السلفي، فنحن لا نشترط الشروط التي يشترطها السلفيون، لكني كنت أتوقع أن يكون السؤال: هل تقبلون السلفيين بالحزب؟! * حسب المفاهيم التي ذكرتها عن التيار السلفي في السودان والتي تختلفون معهم في رؤيتكم لها، هل نستطيع أن نقول إن خلافكم مع التيار السلفي السائد ينحصر في قضايا نظرية مثل الذي ذكرتها أم لديكم رؤية مختلفة في توصيف الواقع السوداني نفسه وقضاياه العملية؟ – لدينا قضايا عملية يمكن أن نصنفها بأنها من دواعي تأسيس هذا الحزب ونرى ضرورة تصويب ما انحرف منها، مثلا هناك قضية خرجت من طور التنظير إلى الواقع مثل الحكم بما أنزل الله ومفهوم الشريعة الإسلامية، فمفهوم الشريعة والحكم بما أنزل الله في السودان من كثرة الطرق عليه اقتصر فهمها على جانب معين فيها وهو الحدود؛ اختزل المفهوم اختزالا مشينا، عندما نسمع كلمة شريعة أول ما يتبادر إلى ذهننا الحدود، حد السرقة أو حد الزنا أو حد الخمر أو غيرهما، لذلك فنحن نقول لا يجوز عندما نريد أن نعرض مشاريعنا أن نقدم أول ما نقدم قانون العقوبات، فلا يوجد مشروع سياسي يريد أن يستقطب الآخرين أن يرغبه بعرض قوانين العقوبات. وكلمة شريعة لا تعني فقط الحدود، فالشريعة أول ما يدخل فيها العدل والحريات وحقوق الإنسان، ويدخل فيها كثير مما لم نذكره ونبين أنه من مدلولات الشريعة، نحن نريد تصحيح هذه القضية ونبين أن الشريعة أوسع مدلولا. هناك قضية أخرى، ترتبط بسلم أولويات الأحزاب الإسلامية التي أتيحت لها فرصة الحكم، مثل تجارب المحاكم الإسلامية في الصومال وطالبان ونظام الإنقاذ في السودان، نعتقد أنهم لم يحسنوا سلوك سلم الأولويات، فقدموا ما حقه التأخير، وأخروا ما حقه التقديم وكان هناك ارتباك في فهم الأولويات، فوجدنا إسلاميي المحاكم الإسلامية في الصومال، بدءوا أول ما بدءوا بتحريم مشاهدة كأس العالم وتحريم الموسيقى والغناء وتعاطي القات، كل هذه الأشياء لا أتحدث عن حلها وحرمتها الآن، لكني أركز على أنها هل هي من الأولويات أم لا؟ حتى إسلاميي طالبان أيضا أول ما جاءوا تحدثوا عن أحمر الشفاه والصور الفوتوغرافية والتلفزيون والمرأة وأوجبوا النقاب واللحى وجعلوا هذه المسائل مواد قانونية يعاقب عليها الفرد ودخلوا في صراع مع المجتمع، وكانت النتيجة كما يعرف الجميع، لذلك نحن نرى أننا بحاجة إلى ترتيب الواجبات والفروض والخارطة الدعوية. الوسط السلفي وقضايا العصر * من الملاحظ أن هناك مجموعة قضايا بذاتها أصبحت موضع امتحان للإسلاميين بصورة كبيرة، منها الديمقراطية واعتماد الإسلاميين لها ممثلة في الانتخابات والاحتكام للشعب في تقرير مصيره وتشريعه، ما هي نظرتكم لهذه المسائل؟ وما هي رؤيتكم في قضية التعددية السياسية؟ – ما زال البحث قائما في مدلول الديمقراطية، إذا كان المرجو من الديمقراطية وبرلمانها أن يعرض حتى ما قال الشرع مقاله فيه فهذا هو محل خلافنا الوحيد مع الديمقراطية، نحن نعرض النوازل والمستجدات والأمور التي تحتاج إلى شورى في برلمان البلد. أنا لا أعرف خلافا بين الديمقراطية والشورى غير هذه النقطة، صحيح لا يجوز لنا أن نتعرض لقضايا حسمها الشرع ونعرض ما تبقى من قضايا وما أكثرها. أما رفض البعض للديمقراطية لتعريفها بأنها حكم الشعب بالشعب فهذا فيه تفصيل، إذا كان الحكم هنا يراد به القانون فهذا لله سبحانه تعالى، أما إذا كان المراد بالحكم الإدارة فهذه عبارة لا غبار عليها، فالشعب هو الذي يحكم وهو الذي يدير وهو الذي ينفذ، ثم إننا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تعد بأيدينا وسيلة محصورة لا يجوز الخروج منها في اختيار الحاكم، فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم نعرف كيف اختلف الناس حتى في أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وهذا يدل على أنه ليس هناك وسيلة محصورة في اختيار الحاكم مما يدل على أنه لا مانع من اختيار وسيلة الديمقراطية في اختيار الحاكم، ولماذا نرفض الديمقراطية ونحن نستجلب من الغرب ومن أهل الديمقراطية الثياب التي نصلي فيها والماكينات التي نطبع بها المصحف فما المانع أن نستجلب منهم وسيلة لنختار بها حاكمنا. ثم إن رأي الأغلبية موجود في الشرع، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشاور وينزل عن رأيه لرأي غيره كما فعل عند أحد، وهذا ما يمكن أن يفعله البرلمان، والبرلمانيون إن كانوا يسمون نواب الأمة نحن كذلك عندنا ما يمكن أن نطلق عليهم عرفاء الأمة، والعريف هو سيد القوم، عندما أسلمت هوازن جاءت للرسول صلى الله عليه وسلم وقالت له نحن أسلمنا ونريدك أن تعيد لنا السبي والغنائم فخيّرهم بين السبي والغنائم فاختاروا السبي، فقال لهم ما كان لي ولبني هاشم فهو لكم أما ما كان عند غير هؤلاء فدعوني أسألهم فبدأ يسأل المسلمين فاختلطت عليه الأصوات فقال أخرجوا لي عرفاءكم، والحديث صحيح « العرافة حق » ويقول لا يستقيم الناس إلا بعرفاء.. فهذا كله يدعم الرأي القائل بأنه لا خلاف في إمكانية وجود برلمان ونواب للأمة واعتماد الأغلبية فيصلا بين الآراء. وأما الانتخاب فنحن نقول إن هناك دليلا قطعيا عليه، وهو أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عندما وصل الأمر بين علي وعثمان رضي الله عنهما وكل كان له شيعته ومحبوه ولم يتنازل أحدهما للآخر فاتخذ منهما موقفا أن يقترع، فدخل البيوت وسأل الناس وحتى العذراء في خدرها سألها أتريد عثمان أم عليا، وأخذ منهم موثقا بقبول النتيجة التي تسفر عنها عملية الاقتراع فكان الناس أن اختاروا عثمان رضي الله عنه وأول المبايعين لعثمان بعد عبد الرحمن بن عوف كان علي رضي الله عنه. * وما هو موقف الحزب من التعددية السياسية ومشاركة الأحزاب غير الإسلامية فيها؟ – قبل الحديث عن مشاركة الأحزاب غير الإسلامية.. هل يجوز أن يكون هناك عشرة أحزاب إسلامية في دولة واحدة مثلا؟ أنا أقول إنه ليس هناك ما يمنع التعددية داخل الدولة الإسلامية، بدليل وجود علي وعثمان رضي الله عنهما فكانا يمثلان حزبين، فما المانع من وجود أحزاب إسلامية تتنافس ويفوز أحدهما على الآخر رغم أنهم أبناء دولة واحدة ومنهج ومذهب واحد، ولو كانوا يتطابقون في الفهم يمكن أن تكون هناك تعددية. تبقى مسألة الأحزاب غير الإسلامية في الدولة الإسلامية، هم مواطنون ولديهم رأي وفهم، أنا لا أعرف دليلا يمنع من أن يبدي الإنسان رأيه سواء كان في إطار تنظيم أو صحيفة أو حزب.. لا أعرف دليلا يمنع، لأن الناس بينها الحوار والمصالح ما داموا مواطنين، لا سيما في الفترة الأخيرة ومع كثرة الأصوات الداعية للحريات وبحقوق الإنسان أنا في تقديري ولو من باب المصلحة والموازنات هذه الأمور ينبغي أن تكون كما هي عليه. * والمواطنة.. هل تعتقد أنها يجب أن تكون أصل الحقوق والواجبات في الدولة؟! – المواطنة أصل في الحقوق والواجبات، فالشمس لا تشرق فقط على الموحدين والمسلمين لكنها تشرق حتى على أعداء الله، وهذا الهواء والأكسجين متاح للجميع، وقس على ذلك بقية الحقوق وما يحتاجه الإنسان المواطن بصرف النظر عن دينه. * دار جدل بين الإسلاميين منذ فترة طويلة حول مصطلح أهل الذمة، وكان من المشاركين في هذا النقاش العلامة القرضاوي الذي اقترح استبدال مصطلح مواطن بمصطلح أهل الذمة باعتباره أكثر حيدة بجانب أن مصطلح ذمي يرتبط بتاريخ وظروف محددة.. فما هي رؤيتكم لهذه القضية؟ – أنا لا أرى قدسية لهذه الأسماء، وإن كان هناك ثمة تقدير وقدسية لها فإن القرضاوي عندما يقول ذلك إنما يسعى لئلا يتأثر الإسلام ولا يتضرر، لذلك السلف كانوا يقولون حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله، فهذه الاجتهادات من الشيخ القرضاوي حتى إن لم نقبلها وراءها حسن النية والعلم والمعرفة. حزب المرأة * أين موقع المرأة في حزب الوسط الإسلامي؟ – المرأة.. يكفي أننا ذكرنا أن اسمنا غير المسجل في السودان هو (حزب المرأة) وأن حزبنا المسجل هو الوسط الإسلامي. * هل لديكم نفس تحفظات الإسلاميين حول مشاركتها وولايتها للوزارة والمناصب الدستورية والقيادية في الدولة؟ – ليس لدينا تحفظ أن تتولى المرأة أغلب المناصب أو كلها فيما عدا الإمامة العامة لاعتبارات خلقية وتركيبية قد نتحفظ في أن تتولى المرأة الولاية العامة. * كيف ترون واقع العمل الجهادي في العالم؟ – الإسلام تضرر ضررا كبيرا جدا مما يعرف بالتفجيرات والعنف الذي حدث في كثير من مناطق العالم، التفجيرات التي تتناول المدنيين، والتفجيرات التي يظن الناس جهلا أنها تعتبر غزوات حتى لو كانت في بلاد غير المسلمين، الآن لندن من تحتل عندما يفجر أحد الأشخاص نفسه في مترو الأنفاق ويقتل العشرات من النساء والأطفال ومنهم من هو متعاطف مع المسلمين، فما علاقة ذلك باليهود والاحتلال وما هي علاقته بالمقاومة، فهذا الأمر منهي عنه بالنصوص حتى في حالة الجهاد الحقيقي المتفق عليه منهي عنه، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان وقتل الأشجار، لذلك أقول إن هذه التفجيرات الفوضوية تعتبر خدمة جليلة لأعداء الإسلام، بل هي وسائل إيضاحية يستخدمها غير المسلمين في تعريف أبنائهم وأمتهم بأن الإسلام هو غاية السوء، لذلك نحن ضد هذه التفجيرات، وهو عمل مشين ويعد غلوا وتطرفا. * كيف ترى مستقبل حزب الوسط الإسلامي في السودان؟ – الإصلاح والتغيير الاجتماعي بطيء بطء النمو الجسماني فثمرتنا لا تظهر خلال سنين بسيطة أو عقد من الزمان، لكننا نقول إن أي منهج منفتح ومرن ويحمل من الرشد الفكري ما ينبغي أن يحمله فهو منهج ناجح وله الجولة. * هل يمكن أن يشارك حزب الوسط في تحالفات سياسية في المرحلة المقبلة في السودان؟ – نعم ويمكنكم أن تروا ذلك خلال شهور قريبة بإذن الله
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 6 أكتوبر 2008)


طهران تحذر من تواطؤ الغرب مع « طالبان »

طهران ـ العرب اونلاين ـ وكالات: حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامى فى إيران على لاريجانى الأربعاء من مغبة تواطؤ الغرب مع زعماء حركة « طالبان ». وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية « إرنا » أن لاريجانى انتقد أمام اجتماع المجلس التنفيذى للبرلمانات الآسيوية اللقاء‌ات الأخيرة التى جرت بين عدد من المسؤولين الغربيين وزعماء من حركة « طالبان »، مشيرا إلى إمكانية جلوس مسؤولين غربيين مع زعيم « طالبان » الملا محمد عمر على مائدة واحدة فى البيت الأبيض. وقال لاريجانى إن ارتفاع إنتاج المخدرات فى أفغانستان من 3000 إلى 9000 طن، يكشف « زيف الشعارات التى يرفعها الغرب فى حربه المزعومة ضد الجريمة والإرهاب ». ورأى أن الإجراء‌ات التى اتخذها الغرب فى حربه ضد الإرهاب « أدت إلى زيادة مستوى الإرهاب فى المنطقة إلى ثلاثة أضعاف »، معتبرا أن تفشى المشاكل النفسية الناجمة عن الإرهاب والتى قال إنها انتشرت بسبب السياسات الخاطئة للدول الغربية « باتت تشكل حاليا معضلة تهدد الأمن والاستقرار فى العالم ». غير أن وزير خارجية طالبان السابق وكيل أحمد متوكلى نفى الاربعاء ان يكون الاجتماع الذى عقد بحضور مسؤولين فى الحكومة الافغانية فى المملكة العربية السعودية الشهر الماضى هو بمثابة محادثات سلام لانهاء الصراع المستمر منذ سبع سنوات. لكن الاجتماع الذى استضافه العاهل السعودى الملك عبد الله مازال من الممكن أن يكون فاتحة للحوار بين الحكومة الافغانية التى يدعمها الغرب وحركة طالبان لإنهاء القتال الذى أوقع بالفعل هذا العام 3800 قتيل ثلثهم مدنيون. وقال متوكلى لوكالة « ايه. اي. بي » للأنباء التى تتخذ من باكستان مقرا لها « انها أنباء خاطئة تماما. لم تحدث محادثات ولم يكن هناك ممثل لطالبان. كان اجتماعا عاديا طبيعيا وعشاء ». واستطرد « خلال الاجتماعات مع وفود الدول المختلفة تحدث الجميع عن مشاكل افغانستان وأعربوا عن قلقهم وبالمثل عرفنا ان المملكة العربية السعودية قلقة أيضا لكن لم تكن هناك مفاوضات رسمية ولا حضر ممثلو طالبان تلك المناقشات ». وجاءت تصريحات متوكلى متفقة مع نفى سابق من جانب الحكومة الافغانية ومن جانب طالبانى سابق آخر حضر الاجتماع. ونفت أفغانستان الثلاثاء إجراء أى محادثات سلام مع مقاتلى طالبان بوساطة سعودية على الرغم من اجتماع استضافته المملكة الشهر الماضى بين مسؤولين من الحكومة الافغانية وزعماء سابقين بطالبان. ومع وصول حجم قتلى الحرب فى أفغانستان التى بدأت فى السابع من أكتوبر تشرين الاول عام 2001 وتدخل الان عامها الثامن إلى مستويات قياسية يدعو قادة عسكريون ودبلوماسيون من الدول الاعضاء بحلف شمال الاطلسى لإجراء محادثات مع طالبان بوصفها السبيل الوحيد لانهاء القتال. ووجه الرئيس الافغانى حامد كرزاى نداء مباشرا للسلام لزعيم طالبان الملا محمد عمر قبل أسبوع وطلب من السعودية المساعدة فى التوسط فى المحادثات. وقال المتحدث باسم كرزاى إن المفاوضات لم تجر بعد. وقال المتحدث الرئاسى همايون حميد زاده فى مؤتمر صحفى الثلاثاء « أفغانستان لم تتحدث مع احد بمساعدة السعوديين وأشقائنا فى السعودية ». وأضاف ان كرزاى « طلب من سمو العاهل السعودى الاضطلاع بدور.. فى إحلال السلام فى أفغانستان وسيرحب بأى مسعى من الجانب السعودي.. الحكومة الافغانية منفتحة للحديث مع أى شخص فى المعارضة والاشخاص الذين يقاتلون ضد الشعب الافغانى والحكومة الافغانية لكن لم تجر تلك المحادثات بعد ». وذكر مبعوث سابق لطالبان إنه هو وأعضاء سابقين بطالبان سافروا إلى السعودية الشهر الماضى والتقوا الملك عبد الله ومسؤولين بالحكومة الافغانية لكن ليس هناك أى مفاوضات. وقال مبعوث طالبان السابق إلى باكستان الملا عبد السلام زاييف لرويترز « كان هناك ما يتراوح ما بين 15 و16 شخصا وكنا سبعة أو ثمانية مسؤولين سابقين بطالبان وبعض المسؤولين الحكوميين وعقدنا اجتماعا مع الملك عبد الله. فى هذا الاجتماع لم نتحدث ولم نناقش أى قضية سياسية تشمل أفغانستان ». وكان قائد القوات البريطانية فى أفغانستان البريجادير مارك كارلتون- سميث قد قال يوم الاحد الماضى لصحيفة صنداى تايمز إنه لا يمكن تحقيق النصر فى الحرب ضد حركة طالبان الافغانية. وقال سميث « لسنا بصدد النصر فى هذه الحرب. الامر يتعلق بخفض التمرد الى مستوى يمكن التعامل معه ولا يمثل تهديدا استراتيجيا ويمكن للجيش الافغانى التعامل معه ». ومع وجود أكثر من 60 الف جندى اجنبى فى أفغانستان تحت قيادة حلف الاطلسى وتحت قيادة الولايات المتحدة تكبدت هذه القوات العام الجارى خسائر فى الارواح بين صفوفها تفوق كل الخسائر التى تكبدتها فى اى عام منذ الاطاحة بحكومة طالبان عام 2001 لرفضها تسليم قادة القاعدة الذين وقفوا خلف هجمات سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة. وقال وزير الدفاع الامريكى روبرت جيتس إن تصريحات قائد القوات البريطانية فى أفغانستان « انهزامية » لاعتقاده أن الحرب لا يمكن تحقيق النصر فيها فيما تسعى واشنطن لحشد مزيد من القوات للصراع. وعلى الرغم من ان المسؤولين الغربيين ومن بينهم جيتس نفسه يقرون بأن المصالحة يجب ان تكون جزءا من الحل فى افغانستان الا انه يصعب عليهم تسوية خلافاتهم مع طالبان فى الوقت الذى تحتفظ فيه الحركة بعلاقاتها مع تنظيم القاعدة. كما ستصر أيضا السعودية وكانت من ثلاث دول فقط تعترف بحكومة طالبان اواخر التسعينات على ان تقطع الحركة علاقاتها مع القاعدة ومع زعيمها السعودى المولد اسامة بن لادن. لكن طالبان ليست بأى حال من الاحوال حركة موحدة بشكل كامل ولها حلفاء مثل شبكة حقانى التى تعمل فى شرق افغانستان والتى يقول محللون انها تعتمد على مساندة القاعدة.
 (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 8 أكتوبر 2008)


 
عندما يتحمس الفلسطيني للتحالف مع عدوه!

 
 
ياسر الزعاترة في تقرير مثير نشر في صحيفة يديعوت أحرونوت (19/9)، تحدث الصحافي الإسرائيلي المعروف «ناحوم برنياع» عن اللقاء الذي تم في مستوطنة «بيت إيل» بين عدد من قادة الأمن الإسرائيليين، وبين ثمانية من قادة الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية، وكان مخصصاً لمناقشة خطة «جنين 2» التي يشرف على تنسيقها الجنرال الأميركي دايتون. يقول برنياع: «فوجئت من الأمور التي قالها الفلسطينيون، كما فوجئت من اللهجة التي قيلت بها». أما الخلاصة الأولى التي قدمها الأمنيون الفلسطينيون فهي أن مجابهة عنيفة بين فتح وحماس حول السيطرة على الضفة ستحدث بعد انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني بتاريخ 9/1/2009. يجب عدم استبعاد إعلان غزة إقليماً متمرداً، وفي المقابل سيقوم أتباع حماس باغتيال قادة فتح وأبناء عائلاتهم، ولذلك فهم يطلبون من أجهزة الأمن الإسرائيلية أن تعكف معهم على إعداد خطة ميدانية، وأن تدرب قواتهم وتزودها بالأسلحة. طبعاً، كل ذلك محض تهويل، لأن ضربات الإسرائيليين والسلطة اليومية الموجهة لحماس لا تمنحها فرصة التقاط الأنفاس، لكن المبالغة تبدو ضرورية من أجل الحصول على الدعم الإسرائيلي. يقول برنياع: «لم أسمع بمثل هذا الاستعداد المفرط للعمل مع إسرائيل من القيادة الفلسطينية في أية مرة من المرات باستثناء فترة قصيرة في ربيع 1996، عندما لوحت إسرائيل لعرفات أن إرهاب الانتحاريين سيؤدي إلى إبعاده. جبريل الرجوب وأتباعه قضوا على مخربي حماس فوق تلة بيتونيا. خلال شهرين إلى ثلاثة انتهت الحكاية». ذياب العلي (أبو الفتح) قائد الأمن الوطني قال لمضيفيه الإسرائيليين: «ليس هناك خصام بيننا، لدينا عدو مشترك»، مضيفاً «أنا سأفعل كل ما أستطيعه لكي أمنع العمليات، أنتم تدركون أننا أفضل من السابق، وأنتم تمدحون ذلك. بفضل عملياتنا أصبحتم أقل حاجة لقواتكم». (هو نفسه هدد في حديث لصحيفة هآرتس باحتلال غزة عسكرياً إذا سمح الإسرائيليون). قائد آخر، رئيس الاستخبارات العسكرية (مجيد فراج)، قال: «قررنا خوض الصراع حتى النهاية، قررنا وضع مشاكلنا على الطاولة. كل شيء علني وظاهر، وأنا أقول لكم، لن يكون هناك أي حوار معهم، فمن يريد قتلك عليك أن تبكّر بقتله»، ويضيف: «أنتم توصلتم إلى هدنة معهم، أما نحن فلا. توخياً للصدق أقول إننا تصرفنا بصورة مغايرة في الماضي. الآن نقوم بتولي أمر كل مؤسسة حمساوية ترسلون اسمها إلينا. أعطيتمونا في الآونة الأخيرة أسماء 64 مؤسسة، وقد انتهينا من معالجة 50 منها. بعض هذه المؤسسات أغلقت، والبعض الآخر استبدلنا إدارتها. كما وضعنا أيدينا على أموالهم (إسرائيل حولت للسلطة 150 حساباً بنكياً يشتبه بعلاقاتها بالتنظيمات الإرهابية. السلطة أغلقت 300 حساباً)». بعد ذلك تحدث عن دخول المساجد والجامعات من دون حرج، خلافاً لما كان عليه الحال في الماضي. ثم ختم بالقول «حتى لو لم يكن النجاح %100 فالدافعية %100». مخيف هذا الذي نقرأ، ونحن لا ننقله هنا فقط حتى يدرك الناس نمط السلوك الذي يقوم عليه بنيان السلطة (المال والمعونات الأجنبية مقابل الأمن للإسرائيليين)، ومن ثم دلالاته السياسية، بل أيضاً لكي يتفكر قادة حماس في حقيقة الخطأ الذي ارتكبوه بمشاركتهم في انتخابات سلطة كهذه، وما ترتب عليه من أخطاء قبل وبعد الحسم العسكري الذي استأثر بقطاع غزة تاركاً الضفة الغربية نهباً لسياسات حمقاء، أمنية وسياسية. إذا لم يتخلص قرار حماس من روحية السيطرة على غزة بأي ثمن، فإن مسار الأخطاء سيتواصل، بينما يجد الطرف الآخر مزيداً من المبررات لحرب الاستئصال التي يشنها ضد الحركة في الضفة، إلى جانب المضي في مسيرة التعاون الأمني بصرف النظر عن نتيجة المفاوضات. ندرك أن شيئاً من ذلك الذي أشار إليه الصحافي الإسرائيلي كان سيحدث في كل الأحوال، لكننا نتحدث خوفاً على حماس وعلى برنامج المقاومة والقضية برمتها، أما أولئك، فلم نكن ننتظر منهم أفضل من ذلك، بل كنا نعول على أن مسارهم البائس هو الذي سيتكفل بإسدال الستار على تجربتهم التي انتهت إلى حزب سلطة مدجج بالفساد، لا مكان للمقاومة في قاموسه
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 7 أكتوبر   2008)

 

 

\Home – Accueil الرئيسي

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.