الخميس، 3 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2264 du 03.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


نقابة الصحفيين التونسيين: بـيـان الجامعة العامة للتعليم العالي: بيـان مساندة جمعية اهل البيت الثقافية تونس: بـيـان كلمة: أضواء على الأنباء كلمة: اعتداء بوليسي على مسيرة نقابية مؤيّدة للبنان كلمة: مواقف الرفض للمشاركة في مسـيرة 24 جويلـية العربية.نت: وفاة تونسي على إثر إصابته بسكتة قلبية بسبب قانا بي بي سي: تونس وحرب لبنان: حداد رسمي ومسيرات شعبية العربية.نت: الإخوان المسلمون بمصر يطلبون إذناً بإرسال 10 آلاف مقاتل إلى لبنان سليم بوخذير: الإعتداء الوحشي على مراسل  قناة « الحوار التونسي »  إعتداء علينا جميعا .. الحبيب مباركي: مأساة مساجين الرأي في تونس – شهادة السجين إبراهيم السعيداني الموقف: الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي: ندعو سلطة الاشراف إلى التفاوض الجدي حول قضايا الجامعة الموقف: الحكومة تخطط للحد من تمويل التعليم العمومي الموقف: مشقة مهنة التدريس ومشروعية مطلب التقاعد مرسل الكسيبي: ماننتظره من تونس الديمقراطية د.منصف المرزوقي : تدمير الشرق الأوسط  القديم  في مقدورك يا سيد بوش لكن بناء الشرق الأوسط الجديد فوق إمكانياتك كمال بن يونس: رسالة مفتوحة الى بوش وبلير:«أوقفــوا المحرقـة الجديـدة.. والا» فهمي هويدي: هل يستطيع العربُ أن يقولوا الآن «لا»؟ د. علي محمد فخرو: عنفوان البطولة في الأمة توماس فريدمان: نغير النظام الحاكم أم سلوكه؟! د.خالد شوكات: عن محاكمة الأخ العداسي « العادلة » د. سليم بن حميدان : القصف العشوائي يطال قناة الجزيرة: ردا على مقال للدكتور خالد شوكات محمد العروسي الهاني: إحياء ذكرى ميلاد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في الذكرى 103 توفيق المديني: كيف برز مفهوم السوق الاجتماعي: الصين أنموذجاً (2 من 2) المنوبي زيّود: حفنة من تراب

 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


نقابة الصحفيين التونسيين 
11 نهج حبيب ثامر تونس
     تونس 1 أوت 2006 بـــيـــان
تعددت في المدة الأخيرة عمليات القتل والاحتجاز ضد الصحفيين العاملين في لبنان والعراق وفلسطين فقد لقي اليوم الزميل عادل المنصوري مراسل قناة العالم بالعراق حتفه على يد مسلحين، ومنذ أيام  استشهدت اثر غارة إسرائيلية الزميلة ليال نجيب وهي متوجهة إلى الجنوب اللبناني لتصوير الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على الطريق بين قانا وصدقين. وكان عدد آخر من الزملاء تعرضوا للقصف والاحتجاز وإطلاق نار متعمد في لبنان وفلسطين قصد منعهم من أداء واجبهم.
إن نقابة الصحفيين التونسيين إذ تشير إلى تلك الأحداث الأليمة فإنها:
–         تتقدم بأحرّ التعازي إلى عائلات الزملاء الذين لقوا حتفهم في سبيل المهنة الصحفية مبرزين شجاعة نادرة. –         تدين سياسة الاعتداءات المتعمدة ضد الصحفيين أثناء القيام بواجبهم من قبل قوات الاحتلال والآلة الحربية الصهيونية في لبنان وتعتبر تلك الاعتداءات محاولة لإسكات الصحفيين والتعتيم على الحقائق التي يتولى الإعلاميون  كشفها. –         تدين الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب اللبناني والمنافية لكل المواثيق والقوانين الدولية وللأعراف الأخلاقية والإنسانية وتدعو إلى الإيقاف الفوري لهذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب اللبناني. –         تدعو المنظمات الدولية المهنية والحقوقية إلى التدخل الفوري لتوفير حماية ضرورية للصحفيين وتسهيل عملهم وثني القوات الغازية عن استهدافهم. –         تهيب بالصحفيين التونسيين المشاركة في حملات التضامن والدعم لزملائهم وللشعب اللبناني الذي يتعرض إلى تقتيل يومي وصل إلى أبشع مظاهره في مجزرة قانا. عن الهيأة التأسيسية
الرئيس لطفي حجي

الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي
 تونس في 31 جويلية 2006 بيــــان مســـــاندة
   إن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي تستنكر بكلّ شدّة ما يتعرّض له إخواننا في فلسطين ولبنان من تقتيل وتشريد من قبل الآلة العسكرية الصهيونية، الإجرامية والعنصرية، مدعومة بالقوة والمواقف الاستعمارية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وبالتواطؤ السافر، هذه المرة، لأغلب الأنظمة العربية، في وقت بلغت فيه الهمجية الصهيونية أشدّها وتجلى وجهها اللاّإنساني البشع في العملية القذرة التي ذهبت بأرواح عشرات الأطفال والمدنيين العزل في قانا مرة أخرى.
   والجامعيون التونسيون إذ يكبرون المقاومة الباسلة في كلّ من البلدين الشقيقين والصمود المتميّز للوطنيين هناك، بهدف إجهاض المخططات المتجدّدة للصهيونية والاستعمار الرامية للاستيلاء على ثروات كامل المنطقة العربية وإلى القضاء على آمال شعوبها في التحرر والديمقراطية والتنمية الحقيقية، فإنهم يؤكّدون وقوفهم إلى جانب تلك المقاومة التي يفخر بها كلّ عربي ويحيّيها كلّ أحرار العالم.
   كما يشدّون على أيادي كلّ رجال التربية والتعليم ويقفون إلى جانب زملائهم الجامعيين في لبنان وفلسطين في المحنة التي يمرّون بها ويعبّرون لهم عن استعدادهم التام لتقديم كلّ أشكال المؤازرة التي في استطاعتهم في هذا الظرف الصعب.
   كما يؤكد الجامعيون التونسيون بأن في تمتين العلاقة بين رجال التعليم العرب وذلك عن طريق تكثيف اللقاءات العلمية والنقابية فيما بينهم وفيما بين جامعاتهم قصد توثيق التعارف وتبادل التجارب والأفكار خير حماية لمؤسساتنا التعليمية وبرامجنا التكوينية من التدخلات والخطط التخريبية التي يستهدفها بها المحور الصهيوني الاستعماري، وهي خطط لا تقلّ ضررا وبشاعة، على المدى المتوسّط والبعيد وعلى أجيالنا القادمة، عمّا يقوم به نفس ذلك العدو اليوم من قتل وتدمير عن طريق آلته العسكرية.
   عاشت المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية عنوانا لإرادة الشعوب العربية في التحرر والديمقراطية والتنمية الشاملة.    عاشت المؤسسة التعليمية العربية متطوّرة ومناضلة حتى تضلّ مصدرا للمعرفة الواعية والملتزمة.                       الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي                                             الكاتب العام                                            سامي العوادي


جمعية اهل البيت الثقافية تونس
 
بسمه تعالى
السلام على القائد العربي الباسل المؤمن السيد حسن نصر الله السلام على المجاهدين الابطال و الشهداء الابرار السلام على المظلومين الاحرار في فلسطين و لبنان
مرة اخرى يسطر الشعب اللبناني البطل بكل فئاته و طوائفه و دياناته ملحمة بطولية ووحدة وطنية قهر بها الة الحرب الصهيونية وواجه بها الغطرسة الاستكبارية لمحور الشر امريكا و اعوانها من الغربيين و العرب المتخاذلين ان ما يقترفه العدو الصهيوني من فتك بالابرياء و العزل من الاطفال والشيوخ والنساء لهو وصمة عار على جبين هؤلاء الاشرار و حماتهم ادعياء حقوق الانسان ومدعات لكل احرار العالم للوقوف في وجه الاستكبار والدعوة الى مناهضة الصهيونية عدوة الانسانية  
ان واجبنا في تونس ان نقف بوجه طغيان امريكا وعدوانها و ان نقطع الايادي الصهيونية اين ما كانت على كامل ارضنا لقد وقف اهلنا و منذ بداية العدوان الصهيوني على لبنان حكومة و شعبا الى جانب الشعب اللبناني و مقاومته البطلة و سارعت كل القوى الوطنية الى جمع التبرعات و تنظيم المسيرات الشعبية و عقد الندوات دعما لاخوانهم في لبنان  
اننا نثمن ا لمواقف القومية و الوطنية للسيد زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية و نبارك العمل الرائع للسادة المسؤولين في الاتحاد العام التونسي للشغل و الاخوة في التجمع الدستوري الديمقراطي و الحزب الديمقراطي التقدمي وحركةالقوميين العرب الجناح الناصري و مناضلي حزب العمال اشيوعي لنصرة الشعب اللبناني و دعم المقاومة  التنديد بالاعمال الوحشية التي تقترفها امريكا على امتداد وطننا العربي في العراق و لبنان و فلسطين  
لقد اصبحت المقاومة الاسلامية في لبنان اليوم تمثل الخط الامامي للدفاع عن الشعب العربي و الامة الاسلامية انا العدو الصهيوني وجد في ارضنا ليقتلنا جميعا و لينهي وجودنا العربي الاسلامي لذى لزام على الحركةالوطنية في بلادنا الالتزام بوحدة الصف و نبذ الفرقة و الابتعاد عن اعداء الامة  الوطن نتوجه باحر التعازي الى شعبنا العزيز في لبنان و الى مجاهدين الصامدين والى جميع القياداته الروحية و السياسية راجين لهم  النصر و الثبات  
عاش لبنان حرا مستقلا
السيد عماد الدين الحمروني جمعية اهل البيت الثقافية تونس 3 اوت 2006

أضواء على الأنباء

إضاءة أمّ زياد

اغتصاب العجائز !!! اغتصاب العجائز ليس أمرا مستحيلا فالانحرافات النفسية الإنسانية ليس لها سقف. ولكن أن تعمد إلى التحريض عليه جهة تدعي أنها تحفظ أمن العباد. فهذا هو الانحراف والانحطاط الذي لم يُسمع به إلاّ نادرا ولم يتمّ إلاّ على أيد فاشية لا يذكرها التاريخ إلاّ ليلعنها. يوم الجمعة 22 جويلية الجاري، وأمام مقر المجلس الوطني للحريات اهتم بي شبل من أشبال « جمهورية الغد » وممثلي الأمن فيها. وبعد أن قال لي « نحن أصحاب هذا البلد » ونعَتني بالخيانة والوسخ وعند ركوب التاكسي الذي أوقفته ليوصلني إلى بيتي، قال هذا الشبل لسائق التاكسي الشاب « هذي خارجة من رافل اعمل فيها اللي تحب »… طبعا لم يعمل السائق المسكين بتوصية « عون الأمن » بل بقي طوال الطريق يرتجف خوفا من « الحاكم » ومنّي المتطاولة على « الحاكم ». ليست الغرابة في هذا وحده بل في أنّ أحد أعوان « أمن الدولة » وهو شبل آخر بدا أنّه « رئيس » ولكنه لا يملك نفوذا على الشبل الأوّل- قال لي إنّه كان أوْلى بي أن أغطّي رأسي وأن أذهب لأداء صلاة الجمعة !! بصراحة ضحكت أمام هذا الكلام برغم مأسوية الموقف وقلت لمخاطبي إنّه من مطاردي المحجبات ومنتهكي حرماتهنّ الجسدية. فكان جوابه الانصراف من أمامي خاسئا مرتبكا. لعلم الجميع: كان أمام المجلس نوع جديد من البوليس بدا لي أنّ البوليس المعهود يخافهم ولا يجرأ على مخاطبتهم، فالفتى الذي كان يلبس قميصا أصفر والذي عنّفني ماديا وخاصة لفظيا بدا لي غريبا عن أم الدولة وأقرب إلى الميليشيا الخاصة المقحمة صلب البوليس.

 

الماء الماشي للسدرة ما إن اشتدّ تدمير لبنان ليلامس الحد الذي لا تطاق مشاهدته، سارعت فرق من البوليس بالزي المدني والرسمي لتطوّق مقرات الجمعيات والأحزاب المستقلّة لتُفهم الجميع أنّ التظاهر من أجل لبنان وفلسطين ممنوع مـمنوع… حتى البيوت الخاصة كان لها نصيبها من التطويق. وقد كان نصيب بيتي المتواضع طوق أمنيّ يتكوّن من أربع سيارات وحوالي ثلاثين نفرا انتشروا في الحيّ وروّعوا الجيران تحت قيادة رئيس منطقة أريانة بجلالة قدره وكسوته الأنيقة وعطره الفوّاح ورأسه المحلوقة على « الزيرو » على طريقة « المارينز ». أتساءل: لماذا تبديد كل هذه القوى أمام مقرات وبيوت « خونة » اشتهروا ببيعهم للوطنين الصغير والكبير ؟ أما كان من الأجدى أن توضع هذه القوات البوليسية أمام معاقل الوطنيّين الحقيقيّين ذوي الحس القومي العالي بداية بقصر قرطاج حتى لا يتحوّل رئيسه من سياسي متّزن وحكيم إلى ثوري مغامر مرورا بالحزب الحاكم وجمعيات السلطة حتى لا يخرجها خراب لبنان عن طورها فتخرج إلى الشارع وتكسّر الدنيا وتهدد الأمن العام وصولا إلى جرائد « القومية العربية » التي تخصصت في التغنّي بأمجاد الأمّة وفي ذمّ أمريكا (ومدح حليفها المحلّي) وتخوين المحاصرين المذكورين أعلاه ؟

 

انتصار انتصار باهر تحقّق على أرض المعارك في فلسطين ولبنان قبل انتهاء المعارك. إنّه انتصار الإعلاميّين العرب الذين تميّزوا بالشجاعة في صيد الصورة والحدث معرّضين حياتهم للخطر ومنهم من استشهد. وبذلك لم يُخلوا الساحة لإعلام العدوّ وحده حتى يفبرك الصور التي يريد ويشنّ علينا حربا نفسية مدمّرة مثلما وقع في بغداد عام 1991. فتحيّة إعجاب وإكبار لكفاءات إعلاميّينا من مراسلين ومصوّرين وتقنيي بث. نقول هذا وفي قلبنا حسرة مِن تبدّد مثل هذه الثروات في ما يتعلق بالشأن الداخلي. لنتصور النتائج الباهرة التي كان هذا الإعلام الراقي سيحقها لو أطلقت يده في ملاحقة الاستبداد والفساد في بلداننا.

 

أيّ « هيومن » قناة الجزيرة استضافت قبل أيّام السيدة سارة ليا ووتسن مسؤولة هيومن رايتس ووتش للشرق الأوسط…. وسألتها عما إذا كانت المجازر الإسرائيلية المرتكبة في لبنان جرائم حرب فكان جوابها أنّ الحسم في ذلك يحتاج إلى التثبّت والتريّث ولما ألحّت المذيعة سائلة عمّا إذا كانت أجساد الأطفال المحروقة بالأسلحة المحرّمة غير كافية لإعانتها على الحسم، كان جواب السيدة تحليلا قانونيا وعسكريا رفيع المستوى مفاده أنّ احتراق الأجسام ليس دليلا على استعمال الأسلحة المحرّمة عقّبته بتحليل عسكري آخر لكاتيوشا حزب الله كاد يصل بها « ومن حسن الحظ أنّه لم يفعل ذلك تماما » إلى اعتبار أسلحة المقاومة اللبنانية هي المحرمة. على رسلك يا سيدة سارة ليا ياابنة العم: منظّمتك تساندنا كثيرا نحن في تونس وتحسم بسرعة في الاعتداءات التي تستهدفنا وهي محقة ولكنّي أسألك في ما يهمّ مأساة لبنان كم يلزمك من الوقت للحسم في مجازر نراها ونتابعها دقيقة بدقيقة وبالصوت والصورة. وكم يلزمك من جسد طفولي مشوي ومن صحفي مقتول ومن مؤسسة إعلامية مقصوفة لتكوني واضحة في توصيفك لما يحدث بلبنان. أرجو الإجابة فورا وقبل أن تساورني شكوك خبيثة في أنّنا ندافع معا عن نفس الـ »هيومن »

 

( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )

http://www.kalimatunisie.com/

 


اعتداء بوليسي على مسيرة نقابية مؤيّدة للبنان

سامي نصر  على إثر الهجمة الشرسة للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينيّة، وما لحق بالشعب اللبناني من تقتيل وتنكيل وانتهاك حرمة وسيادة الدولة اللبنانيّة، وككل شعوب العالم العربي حاول يوم الاثنين 17 جويلية 2006 مناضلو الاتحاد العام التونسي للشغل من مختلف النقابات المهنيّة التعبير عن تضامنهم مع الشعبين الفلسطيني واللبناني والتنديد بما يحدث في البلدين الشقيقين، وذلك عبر التجمهر في ساحة محمد علي والقيام بمسيرة سلميّة. وعلى الرغم من الحضور المكثف للوجوه النقابية والطلاّبيّة إلاّ أنّ الحضور البوليسي الذي عسكر المكان وأغلق كل الطرق والأنهج المؤديّة لساحة محمد علي تميّز كعادته بكثافته التي فاقت بكثير عدد المتظاهرين الذين لم يفلحوا رغم إصرارهم في تجاوز بعض الأمتار من شارع المنجي سليم رافعين شعارات:

« يا مواطن شوف شوف … والإرهاب بالمكشوف » « بالروح بالدم نفديك يا حريّة » « صامدين صامدين … في لبنان وفلسطين » « يا بوش يا جبان … الشعب العربي لا يهان » « مقاومة مقاومة … لا صلح ولا مساومة » « لا مصالح أمريكيّة على الأراضي التونسيّة » « تونس تونس عربيّة … موش ولاية أمريكيّة »

وعلى الفور انقضّ عليهم البوليس بالعصي والهراوات وألحقوا العديد من الأضرار البدنيّة بالمتظاهرين مثل زهير المغزاوي ومنتصر حمدي والطاهر العبيدي من نقابة التعليم الثانوي والمختار التميمي من نقابة التعليم الابتدائي. ولم يسلم من هذا الاعتداء الوحشي والهمجي المناضل النقابي وأستاذ التعليم الثانوي المتقاعد محجوب الزموري والذي تجاوز سنّه 65 عاما الذي أوقعوه أرضا… وقد بلغت خطورة الاعتداءات التي تعرّضت لها الوجوه النقابيّة إلى حدّ نقل كل من كمال الزنايدي الكاتب العام لنقابة الصحة بشارل نيكول ولطفي لحول عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي وزهير المنصري من نقابة الصحة ولسعد العبيدي إلى القسم الاستعجالي لتلقّي الإسعافات، غير أنّ البوليس السياسي لاحقهم إلى مستشفى شارل نيكول ليأمر بإخلاء المستشفى من ضحايا الاعتداء. وتزامن هذا الاعتداء مع اعتقال بعض المشاركين واحتجازهم في سيّارات الشرطة لحين التأكّد من انتهاء التجمهر أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل مثلما حدث مع السيد حسين بن عمر وعبد الحميد الصغير. وقد عبّر لنا العديد من الوجوه النقابيّة عن استيائهم لما حدث من اعتداء سافر على حق المواطن في التعبير عن مشاعر التضامن مع شعب عربي شقيق، وخاصة الحركة غير الأخلاقية التي قام بها أحد الأعوان بالزي الرسمي والمصحوبة بجملة من الألفاظ البذيئة، بعد أن صعد فوق أحد السيارات. وهو ما استفزّ المتظاهرين ليرفعوا شعارات منددة بالنظام التونسي وأجهزته البوليسيّة.

 

( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 3 أوت 2006 )

http://www.kalimatunisie.com/


 

مواقف الرفض للمشاركة في مسـيرة 24 جويلـية

متابعة: لطفي حيدوري

احتجاج و مقاطعة تجمّع عشرات من النقابيين والنشطاء في ساحة محمد علي يوم 24 جويلية في حدود الخامسة والنصف مساء وحاولوا الخروج في مسيرة جمعت في صفوفها الرافضين للسير خلف المسيرة الرسمية. ولم تمكّن الحواجز الأمنية من بوليس سياسي وأعوان أمن بالزي المدني والرسمي وقوّات حفظ النظام التي اصطفّت في منافذ ساحة الاتحاد العام التونسي للشغل المتظاهرين من الخروج إلى الشارع. واكتفى المتظاهرون بترديد الشعارات المنددة بالعدوان وبقمع حق التظاهر في تونس داخل الساحة. هذا في الوقت الذي سارت فيه المسيرة الرسمية يتقدمها الأمين العام للاتحاد يدا بيد مع أمين عام الحزب الحاكم.

 

النسـيج الجمعـياتـي للمنظمات المستقلّة أجمعت منظمات تونسية مستقلّة هي (الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والجمعية التونسية لمقاومة التعذيب والمجلس الوطني للحريات بتونس ورابطة الكتاب الأحرار وراد أتاك تونس) على أنّه أمام رفض السلطة لأيّ تحرك مستقلّ وإصرار الحزب الحاكم على احتواء تحرك يوم 24 جويلية ومحاصرته وعزله ومصادرة جميع الحقوق ومواجهة المناضلين بالعنف وآخرها الاعتداء على نزيهة رجيبة أمام المجلس الوطني للحريات والاعتداء بالعنف الشديد على النقابيين في ساحة محمد علي يوم 17 جويلية. فإنّه لا يمكن التغاضي عن ممارسات الحزب الحاكم ولا يمكن تجاوز العلاقة السيئة معه ما لم تصحح السلطات سلوكها السيّء مع المنظمات.

 

التكتل الديمقراطـي من أجل العمل و الحريات اعتبر أنّ التعتيم الإعلامي الذي اتسم به « الإعداد » لهذه المسيرة وإقصاء أجهزة السلطة لبعض أحزاب المعارضة والجمعيات المستقلّة عن حضور جلسة الهيئة التنظيمية بمقر ولاية تونس واختيار السلطة لمسار تمرّ منه المظاهرة يحيد به عن أيّ اختلاط بالجماهير ويهمّشها. وهي مظاهر تدل بما لا يترك مجالا للشك أنّ السلطة لا تسعى إلاّ إلى الانخراط في مسيرة رسمية درءا للوم من ناحية واستحواذا على الحدث من ناحية أخرى. وعبّر التكتل عن رفضه الانخراط في مسيرة رسمية لا تعبّر عن حقيقة وجدان الشعب التونسي في هذه الظروف المريرة التي يعاني منها الوطن العربي.

 

حزب العمال الشـيوعـي التونسـي اعتبر أنّ قبول مشاركة الحزب الحاكم في المسيرة كشرط ضمني لإجرائها يمثل تخليا عن حق كل القوى السياسية والجمعياتية والنقابية في التعبير عن مواقفها من القضايا الوطنية والعربية والدولية بشكل حرّ ومستقلّ، ويعطي السلطة فرصة للسطو على هذه المسيرة واحتوائها وتوظيفها. كما يبثّ البلبلة لدى الرأي العام حول حقيقة موقف نظام بن علي من العدوان على لبنان وغزة والضفة، وهو موقف، مثله مثل مواقف غالبية الأنظمة العربية، متخاذل ومتواطئ. كما أنّ المشاركة تمسّ من مصداقية الأحزاب والجمعيات والهيئات المستقلة. وتطمس القمع على التحركات الاحتجاجية التي يخوضها النقابيون ومناضلو الأحزاب والجمعيات والهيئات المستقلة منذ بداية العدوان. ويتغافل عن العسكرة التي تشهدها مختلف أنحاء البلاد لمنع الشعب التونسي من التعبير عن مساندته للشعبين اللبناني والفلسطيني.

 

( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 3 أوت 2006 )

http://www.kalimatunisie.com/

 


تونس وحرب لبنان: حداد رسمي ومسيرات شعبية

 كمال بن يونس بي بي سي – تونس تواصلت في العاصمة التونسية التحركات الشعبية والرسمية المنددة بمجزرة قانا تعبيرا عن التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني. وبعد اعلان الحداد الوطني وتنكيس الأعلام وإلغاء جل تظاهرات مهرجان قرطاج الدولي تواصلت التجمعات والمسيرات الشعبية.   متظاهرون مؤيدون لحزب الله
وقد أصبحت ساحة محمد علي وسط العاصمة ؟ حيث المقرالمركزي لاتحاد نقابات العمال ؟ مركزا للتجمعات والهتافات المعادية للحرب والمنددة ب »العدوان الاسرائيلي على لبنان وفلسطين » وقد شارك نحو عشرة آلاف ناشط نقابي وسياسي مساء الثلاثاء في مظاهرة جديدة في قلب العاصمة تونس دعا لها اتحاد نقابات العمال (الاتحاد العام التونسي للشغل) وشارك فيها نشطاء من مختلف التيارات السياسية المعارضة وعدد كبير من النقابيين وممثلي منظمات المجتمع المدني والمثقفين المستقلين.
انتقادات حادة للحكام العرب
ورفعت في المسيرة مئات اللافتات والأعلام منها العلم التونسي والإعلام اللبنانية والفلسطينية والعراقية. وقد هتف المشاركون في هذه المسيرة الشعبية بشعارات كثيرة تعبر عن تضامن الشعب التونسي وقواه الحية ومؤسساته الوطنية الرسمية والمستقلة والمعارضة مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وحملت جل الشعارات المرفوعة القيادة الامريكية الحالية وحلفاءها والانظمة العربية مسؤولية دعم قوات الاحتلال الاسرائيلي عسكريا وماليا وسياسيا، كما انتقدت شعارات عديدة ؟؟ تخاذل الحكام العرب » و »الصمت العربي الرسمي وغياب الدعم السياسي الكافي للمقاومة اللبنانية والفلسطينية .
ومن بين شعارات المسيرة « ياحكام عار عار ..في لبنان شعلت نار » و »واحد اثنين الجيش العربي فين » ..و؟؟عملاء الصهيونية ارفعوا ايديكم عن القضية؟؟و؟؟عملاء الامبريالية ارفعوا ايديكم عن القضية » و »الشعب العربي لن يموت من تونس حتى بيروت » و » اليوم فلسطين ولبنان وغدا كل العرب » و »صامدين صامدين في لبنان وفلسطين  » و »ارض حرية كرامة وطنية » و »لا اولمرت ولا بيريز عربي مسلم باعتزاز  » و »بالروح بالدم نفديك يالبنان » و »بالروح بالدم نفديك فلسطين » بالروح بالدم نفديك يالبنان » و »بالروح بالدم نفديك يا نصرالله  »
كما دعت بعض الشعارات في المسيرة لاتخاذ مواقف معينة مثل « قاطعوا البضائع الامريكية » و »لاسفارة اسرائيلية على الاراضي العربية » و »لا سفارة امريكية على الاراضي العربية  » و »شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين » و »شعب عربي واحد وطن عربي واحد دم عربي واحد »و »لا للحرب نعم للسلام »و « لا للحصار نعم نعم للحوار » و »مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة » و »ياشهبد لا تهتم الحرية تفدى بالدم » و »قانا عاصمة المقاومة العربية  » و »قانا عاصمة الصمود العربي » و »كلنا مقاومة « و »كلنا حزب الله وكلنا فلسطين ».
كما رفعت في المسيرة صور عن آثار الدمار الذي لحق بالمدن والقرى الفلسطينية واللبنانية والعراقية وصورا للطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي قتل بين يدي والده ولحادثة قصف شاطئ غزة.
مسيرات سابقة
وكانت مسيرات أخرى عديدة نظمت في تونس منها بالخصوص مسيرة كبرى نظمها الحزب الحاكم واحزاب المعارضة واتحاد نقابات العمال الاسبوع الماضي رفعت خلالها شعارات مماثلة وعدد كبيرمن اللافتات وصور حسن نصرالله وجمال عبد الناصر وصدام حسين وبشار الاسد مع لافتات تربط بين الاحتلال الامريكي للعراق والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وهجومها الجديد على لبنان.
وقد تدخلت قوات الامن لمنع بعض المتظاهرين من حرق علمي الولايات المتحدة واسرائيل.
تصريحات كبار الفنانين
في هذه الاثناء تتواصل في تونس تحركات عدد من كبار الفنانين بينهم الفنانة لطيفة العرفاوي ولطفي بوشناق وصابر الرباعي وصوفية صادق داعين لجمع التبرعات للشعبين الفلسطين واللبناني وتكوين قافلات ثقافية في كل العالم تضامنا معهم.
وقد ألغت لطيفة وعدد من أشهر النجوم التونسيين حفلاتهم المبرمجة في المهرجانات الثقافية الدولية في تونس ومنها بالخصوص مهرجان قرطاج وبررت لطيفة ولطفي بوشناق للصحافة التونسية موقفهما بأنه « لا وقت للأغاني العاطفية والقتلى والجرحى يتساقطون في فلسطين ولبنان »
وعلى الصعيد الشعبي اصبحت شاشات التلفزة في المقاهي مفتوحة طوال اليوم في الفضائيات الاخبارية العربية التي تتابع المستجدات في فلسطين ولبنان، كما طغت الاخبا روالصور والتعليقات الخاصة بالاحداث على الصفحات الاولى لكل الصحف اليومية والاسبوعية مع عناوين وتقارير مساندة لحزب الله و؟؟للمقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية ؟؟ وأخرى تتهم الادارة الامريكية وحلفاءها ؟؟بالتواطؤ؟؟مع اسرائيل ..
(المصدر: بي بي سي العربي  2 أوت 2006)

 

وفاة تونسي على إثر إصابته بسكتة قلبية بسبب قانا

قراء العربية.نت توقعوا استمرار دعم أمريكا لإسرائيل بعد مجزرة قانا 2

دبي-العربية.نت
رأى 84.48% من قراء موقع « العربية.نت »، الذين شاركوا في استفتاء الأثر المباشر لمجزرة قانا على مجريات الحرب الإسرائيلية على لبنان، أنها ستكون استمرار الحرب مع دعم أمريكي لإسرائيل. ورأى 11.95% من القراء أن الحرب ستنتهي بصدور قرار دولي بالوقف الفوري للنار فيما قال 3.56% من القراء برضوخ الطرف اللبناني للشروط الإسرائيلية.
ومعظم القراء الذين شاركوا في التصويت، والذين بلغوا 11812 على مدى ثلاثة أيام اتفقوا على ان الحرب ستستمر بدعم أمريكي لإسرائيل رغم المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قانا وللمرة الثانية والتي راح ضحيتها نحو 60 قتيلا أكثر من نصفهم من الأطفال.
وتوفي رجل تونسي على اثر اصابته بسكتة قلبية بينما كان يتابع الاحد على شاشة التلفاز مجزرة بلدة قانا في جنوب لبنان وفق ما ورد فى صحيفة لوكوتيديان الخميس 3-8-2006. وقالت الصحيفة ان « مدرسا من مدينة قفصة في الجنوب التونسي عمره 45 عاما توفي الاحد على اثر اصابته بسكتة قلبية بينما كان يتابع صور مجزرة قانا على احدى الفضائيات العربية ». واضافت « ان المدرس لم يتحمل رؤية جثث اطفال ونساء ممزقة بين الانقاض فاصيب بسكتة قلبية ولم يفلح الاطباء من انقاضه » وحال انتشار الخبر خيم الحزن على مسقط راس المدرس الذى « عرف بتعاطفه الكبير مع القضايا العربية » بحسب الصحيفة.
(المصدر:العربية.نت بتاريخ 3 أوت 2006)


لدعم حزب الله عسكريا

الإخوان المسلمون بمصر يطلبون إذناً بإرسال 10 آلاف مقاتل إلى لبنان

  دبي – العربية.نت اكد المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر اليوم الخميس انه مستعد لارسال « عشرة الاف مجاهد » الى لبنان للقتال الى جانب حزب الله, الا انه اعتبر انه لا يمكن تحقيق ذلك بسبب غياب الدعم من الانظمة العربية.
   وقال محمد مهدي عاكف لوكالة الأنباء الفرنسية « انا مستعد لارسال عشرة الاف مجاهد في الوقت الحالي » للقتال الى جانب حزب الله الشيعي اللبناني الذي يخوض نزاعا عنيفا مع القوات الاسرائيلية منذ 12 تموز/يوليو.
   الا ان عاكف الذي يقود تنظيما سنيا, اقر بان هذه النية قد لا تترجم ابدا على ارض الواقع بسبب معارضة الانظمة العربية, مؤكدا انه لارسال المقاتلين « يجب ان تسمح الحكومات بهذا او تغض الطرف ». واضاف ان « المقاومة في الماضي كانت اسهل واعدادها كان سهل. اسبوع كان كافيا لاعداد وتسليح الفدائيين لكن الان الوضع مختلف ». وكان عاكف قال في تصريح نشر اليوم في صحيفة « نهضة مصر » ان بامكان الاخوان ان يرسلوا حوالي 10 الاف شخص للقتال ضد اسرائيل اذا ما سمحت لهم الحكومة المصرية بذلك. دعوة أعضاء الجماعة لمساندة المقاومة
من ناحية أخرى، وفي حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس دعا عاكف أنصاره لمساندة ودعم المقاومة بكل صورها، في لبنان وفلسطين، وخص في ذلك حركتي « حماس » و »الجهاد الإسلامي » الفلسطينيتين، و »حزب الله » اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله، فيما انتقد الموقف الرسمي العربي ووصفه بأنه « مذل ومخز ». وطالب عاكف بحسب تقرير للزميل عبده زينه نشرته الصحيفة أعضاء الإخوان في كلمته أمام المؤتمرـ الذي نظمته لجنة العمل الوطني بنقابة العلميين مساء أمس وسط إجراءات أمنية مشددة- بإعداد أنفسهم لمجاهدة من وصفهم « بالعصابات الصهيونية التي غرستها الصليبية الغربية في الأراضي الفلسطينية، نيابةً عن القوى العظمى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ». الإسلاميون يتولون الصراع مع إسرائيل
كما أصدر المرشد العام للاخوان المسلمين رسالته الأسبوعية اليوم وقال فيها ان الاسلاميين في المنطقة هم الذين يتولون الصراع ضد اسرائيل بعد فشل الانظمة العربية في دحر الدولة العبرية.
وقال في الرسالة التي نشرت على الموقع الرسمي للجماعة « ان الإسلام اليوم يستعيد دوره في قيادةِ الصراعِ ضد المشروعِ الصهيوني الغربي وهو الدور الذي أرادوا تغييبه عنه منذ أمد بعيد,وبذَلوا في سبيلِ ذلك ما استطاعوا من جهد ومكْر وتزييفٍ للوعي ».
وبعد اتهامات وجهها لأنظمة عربية بمحاربة المدّ الإسلامي، قال « ان الدولة الصهيونية ذاتها قامت على أُسس دينية وعقيدية تستدعي بالضرورة عقيدة مقاوِمة وغالبة ».
 واضاف عاكف « وقد أثبتت وقائع الصراع ان الإسلام المقاوِم -الذي كان دائمًا زادا لحركات التحررِ الوطني في الحُقبة الاستعمارية السابقة – يعود اليوم ليكون زاد المقاومة الواعية في زمنِ التردي والهوانِ العربي, بقدرته الهائلة على حشد الأمة من خلفه وتحريكها في دأب وإصرار نحو غاياتها العظمى في التحررِ والعزة ».
 وتابع ان « المشروع الصهيوني الأمريكي- بكل ما يمتلكه من آلة الحرب والدمارِ- يقفُ اليومَ عاجزا أمامَ قُدرةِ مُقاتلِي حزبِ الله على الصمودِ على مَدَى ثلاثةِ أسابيعَ من القتالِ الضارِي, تماما, كما وقفَ عاجزًا في العقد الأخير أمامَ صمودِ المجاهدينَ في فلسطينَ, وهو نفسُه الذي يتجرَّعُ مرارةَ الهزيمةِ كلَّ يومٍ في العراقِ منذُ احتلالهِ ».
 وقال « ان ذلكَ لا يعني بحالٍ أننا ننفِي دَوْرَ المناضلين من غيرِ الإسلاميين في مقاومةِ المشروعِ الصهيوني الأمريكي, بل إننا لنقدر جهاد كل الفصائلِ الوطنيةِ في التصدي لهذا المشروع ».
(المصدر: موقع العربية.نت1 أوت 2006 )

الإعتداء الوحشي على مراسل  قناة « الحوار التونسي »  إعتداء علينا جميعا ..

 

 
إعتداء جائر آخر إرتكبه بوليس الدكتاتور في حقّ إعلاميّ صادق كلّ ذنبه أنّه قال لا  لتزوير الحقائق ، ففيما كانت الأرجل تهمّ بطريق العودة من المسيرة الأخيرة التي نظمّها إتحاد الشغل بشارع محمد الخامس في أمسية الثلاثاء الماضي ، كانت أياد مفتولة من البوليس السياسي تهرع مُسرعة إلى الزميل الصحفي الشاب توفيق العياشي أحد أفراد طاقم قناة « الحوار التونسي »  التي بدأ الحكم يفهم أنّها  صارت تُشكّل سلاحا إستراتيجيا ضدّ تكتّمه عن حقائقه المُرّة ، لتقوم بإختطافه  هكذا في وضح النّهار ، و قد حاول الزّميل بجسمه الفارع أن يُقاوم و لكن عبثا ، فأصحاب الأيادي المفتولة عددهم كبير و شراستهم معروفة ، فشرعوا في ضربه و سحله ثمّ إجباره على إمتطاء سيارة أمنية و نقله في إتجاه غير معلوم …

    و  بعد 6 ساعات و في حدود منتصف الليل أو يزيد ، تلقّيت إتصالا هاتفيّا من توفيق الذي أغلقوا له هاتفه الجوّال طوال فترة إختطافه  يعلمني فيه أنّهم أطلقوا سراحه ساعتها و قال إنّهم بالغوا في ضربه و إهانته في السيّارة ثمّ في مخفر « باب البحر » سيّئ الذّكر ، و لأنّه عهد الديمقراطية المطلقة و الحرّيات  الصحفية الطليقة ، فقد أجبروه بالضرب .. نعم بالضرب  على أن يُوقّع على  إقرار  بأنّه « صحفيّ خارج القانون » ، فعن أيّ قانون يتحدثون ؟ و هل نسي هؤلاء أن الحكم كلّه في تونس هو « خارج القانون » ؟

   لقد أصاب « الحزن العارم » نظام بن علي ، على شهداء مذبحة قانا  لمدّة 3 أيام ، أو هكذا حاول أن يُفهمنا ،  و ذرف الدمع الوافر .. و نسي أنه  على مقربة من كلّ هذا ، مازال يُقيم للصحافيين على مدى أكثر من 18 عام أكبر مذبحة و أشنع مذبحة .. إنّها مذبحة الإجهاز على حريّة الكلمة و الصورة  من الوريد إلى الوريد ، بضرب الصحافيين النزهاء و تجويعهم و ترويعهم و إعتقالهم و التكيل بهم صباحا مساء …   فبئس التماسيح الباكية و بئس الذابحين ..

   و لكنّنا لن نصمت ..  و سنُدافع عن زميلنا ، ليس فقط لأنّ الإعتداء الخطير الأخير على الزميل العياشي يُعتبر إعتداء على كلّ الصحافيين ، بل لأنّه أيضا يُعدّ إعتداء على كلّ التونسيين  و على حقّهم في إعلاميين يكتبون  و يصوّرون و ينشرون الحقيقة دون أن يسمح أحد لأيادي الظلم و الظلام بإهانتهم أو التشفّي فيهم..لن نصمت ، و سترون أنّنا لن نترك إعتداءكم  الخطير هذا يمرّ هكذا بهدوء..   * الصحفي الحرّ سليم بوخذير


مأساة مساجين الرأي في تونس

الصحة و التغذية:

شهادة السجين إبراهيم السعيداني

 
تميزت الأكلة في سجن برج الرومي سنة 1994 برداءة قل مثيلها فقد تمر كل أيام الأسبوع و لا يقدم للسجين في الوجبتين إلا العجين و بكمية قليلة جدا (مقدار كاس سعة ربع لتر) و قد تمر الأشهر دون توزيع أي نوع من اللحوم و لما حصل الاستثناء في احد الأيام استغرب المساجين وفرة »الدجاج المقلي » (وعلى مدى يومين متتاليين) و أتضح أن الدجاج كان نتنا فاضطرت الإدارة إلى تقديمه للمساجين بدل إتلافه. أما الوجبة التي يطلق عليها اسم »مرقة خضر » فهي في الواقع كمية من الحشيش (الذي تأكله الحيوانات )مطبوخا في الماء….
الحبيب مباركي سويسرا E mail:mbarkiha@yahoo.fr

الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي:

ندعو سلطة الاشراف إلى التفاوض الجدي حول قضايا الجامعة

عبر السيد محمد السحيمي عن اعتزاز الاتحاد ببعث الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي مؤكدا أنها تضم كل أسلاك المدرسين الباحثين والمحاضرين والتكنولوجيين والمبرزين. وقال انه يتمنى ان يكون هذا الهيكل الجديد  سندا لنضالات الجامعيين ولمستقبل التعليم في تونس خاصة وان اغلب الهيئة الجديدة من الأساتذة الشبان ويتولون مهمتهم لأول مرة.
أما الأستاذ سامي العوادي الكاتب العام المنتخب على رأس الجامعة العامة للتعليم العالي فقد أكد في ندوة صحفية أن المؤتمر التوحيدي كان ناجحا بجميع المقاييس. فالمؤتمر التوحيدي انبثقت عنه « الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي » وهي الممثل الشرعي والوحيد في صلب الاتحاد لكافة أسلاك المدرسين والباحثين العاملين بالجامعة التونسية.
وأضاف العوادي  » إننا نأسف لرفض ما بقي من هيكل النقابة العامة للأساتذة والأساتذة المحاضرين الالتحاق بهذا التمشي أو حتى الجلوس لمائدة الحوار ». وقال أن نقابة لا تكاد تجمع 100 منخرط لا يمكن أن تعطل مشروعا حلمت به أجيال من النقابيين. وأكد أن الثقة كبيرة في النجاح في هذا الانجاز والوصول به إلى شاطئ الأمان وإلى تحقيق مراميه ومقاصدة، التي لخصها في النهوض بالأوضاع المادية والمعنوية لمختلف أسلاك الجامعيين، وترسيخ التسيير التشاركي والديمقراطي الذي تأسست عليه تاريخيا الجامعة التونسية، وزاغت عنه تدريجيا خلال العشرية الأخيرة. وثالثا الدفاع عن الجامعة العمومية كمكسب ضحت من اجله المجموعة الوطنية وتطويرها تماشيا مع متغيرات محيطها الوطني والعالمي ومع تطور انتظارات المجتمع والاقتصاد الوطني ومع متطلبات مصداقية الشهائد وجودة التكوين وتحسين المردودية. 
وقال العوادي أن التوحيد لا يمثل غاية في حد ذاته بقدر ما يعكس تكريسا لمقاربة ديناميكية واستشرافية للجامعة العمومية ولواقع التعليم العالي اليوم، الذي لا يكاد يشبه ما كان عليه خلال العشرية الفارطة من حيث تنوع أسلاك العاملين وتنوع مسارات التكوين وتشعبها مما يستدعي السعي دون اقصاء إلى توظيف مختلف الكفاءات لانجاز مشروع قوامه جامعة عمومية عصرية ومتطورة ومستجيبة للمقاييس العالمية من حيث شروط الانتساب إلى إطارها التدريسي ومن حيث محتوى التكوين وجودته ومن حيث مصداقية التقييم والشهائد.
وقال أيضا أن توحيد التمثيل النقابي ضرورة وطنية حتى يتمكن الجامعيون من مخاطبة سلطة الإشراف بصوت واحد دفاعا عن مصالحهم وعن حقهم في التشاور حول مختلف البرامج والإصلاحات التي تصاغ بدونهم في ظرف دقيق يمرّ به اقتصاد البلاد، يتسم بسرعة التحولات وتغير القيم الأساسية واحتداد منطق السوق والتنافسية وسلعنة التعليم العالي وتدويل خدماته. وأضاف أن المرحلة القادمة تقتضي نكران الذات وتغليب مصلحة القطاع، وتحتاج إلى تظافر جهود كل الجامعيين مهما كانت اختلافاتهم، ففي تكاتفهم والتفافهم حول هيكلهم النقابي الموحد تحقيق لمطالبهم المشروعة والعالقة منذ سنتين.
وأكد الكاتب العام الجديد للجامعة العامة للتعليم العالي مدّ يد الحوار إلى كل الذين مازالت نفوسهم لم تطمئن إلى المسار التوحيدي. كما دعا البعض الآخر إلى الرجوع عن الزج بالقضاء في الشأن النقابي الداخلي والعودة إلى حضيرة العمل النقابي الأصيل. ودعا سلطة الإشراف إلى طيّ صفحة الماضي وتدشين عهد جديد من التشاور البنّاء والمسؤول والتفاوض الجدي حول الملفات المطروحة، كما دعا إلى إرساء مناخ من الاطمئنان والثقة المتبادلة ومن التواصل والانفتاح لا سيما وان التعليم كان ولا يزال من أكثر المسائل الوفاقية في بلادنا.
وحول رفض بعض الجامعيين للتوحيد النقابي واصرارهم على الالتجاء للقضاء قال الهادي الغضباني عضو المكتب التنفيذي للاتحاد أن مشاركة 3270 منخرط في هذا المؤتمر التوحيدي تكشف عن الحجم الحقيقي للمشروع وايمان الجامعيين به. واضاف أن صدور الحكم القضائي من عدمه في القضية المعلقة منذ سنوات من قبل المكتب المنحل منذ 2002 لن يضيف شيئا. واستغرب بقاء هذه القضية في المحاكم لمدة أربع سنوات وقال أن القضاء التونسي لم يشهد لها مثيلا.
كما اكد أن المنظمات ومن بينها الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمكن في الأصل أن يتدخل فيها القضاء، فالاتحاد له نظامه الداخلي وقانونه الأساسي والسلطات لها نسخة منه. وقال إن هذا المؤتمر التوحيدي جبّ ما قبله، فلم تعد هناك  صفة قانونية ولا فعلية لما يسمى بالنقابة العامة أو نقابة المحاضرين وسيصدر الأمين العام للاتحاد أمرا داخليا في ذلك. وأكد ان عدد من بقي من المحاضرين خارج المؤتمر التوحيدي لا يتجاوز 100 منخرط وهذا العدد لا يمكن أن ينجز نقابة لأن العدد المتعارف عليه 2000 منخرط. كما أن أعضاء المكتب المنحلّ صدرت في شأنهم إجراءات تأديبية لم تسحب إلى حدّ الآن فهم مجردون من الصفة النقابية.
وحول التهديد ببعث نقابة موازية قال أن الاتحاد يضم الآن 7500 هيكل وتشكيلة نقابية فإذا خطر لبعضهم أن يكوّن نقابة خارج الاتحاد فهو حر ولكن التجربة بينت أن كل نقابة مسقطة وبإيعاز من سلطة الإشراف لا يمكن أن تدوم.
محمد فوراتي (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   370  بتاريخ 28  جويلية 2006)  


الحكومة تخطط للحد من تمويل التعليم العمومي

أصدر المؤتمر التوحيدي للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي لائحة عامة ضمت عدة آراء ومطالب حيث أكدت على ان التوجهات الرسمية بخصوص السياسة التعليمية والتي تتجسد في نظام إمد وضعت بصفة أحادية ومرتجلة ودون استشارة وطنية حقيقية وخاصة للهياكل النقابية لمدرسي التعليم العالي.
واعتبرت اللائحة أن السياسة الارتجالية المتبعة في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي لا تنسجم مع متطلبات جودة التعليم والارتقاء بمردوديته ومصداقية الشهائد. وسجلت اللائحة بقلق شديد التنصل التدريجي من التعليم العمومي والحدّ من تمويله والتقليص من الاعتمادات المخصصة للتكوين والتجهيز مع تقديم الدعم والامتيازات للتعليم العالي الخاص.
وبالنسبة للوضع الاجتماعي قالت اللائحة أن توجهات الحكومة لا تستجيب لطموحات جل الفئات الاجتماعية وأنها بقيت أسيرة الدوائر المالية العالمية. وعبرت عن وقوف الجامعيين إلى جانب الفئات المهمشة التي أفرزتها السياسة الاقتصادية الجديدة ومنها بطالة أصحاب الشهائد وعمال المناولة. ودعت قيادة الاتحاد إلى ضرورة مراجعة التمشي المعتمد في التفاوض حول الزيادات العامة في الأجور في ضوء التدهور السريع في المقدرة الشرائية لمختلف الفئات الاجتماعية.
وبالنسبة إلى الحريات والوضع العام بالبلاد عبّر الجامعيون عن تضامنهم مع جمعية القضاة التونسية الشرعية والهيأة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة الصحفيين وكل المنظمات غير الحكومية المستقلة المستهدفة. وطالبوا باحترام حرية الرأي والتفكير والتنظم وحرية الإعلام واستقلاله وبرفع الرقابة الإدارية والأمنية على الانترنت. كما عبروا عن مساندة نضالات التعليم الثانوي والأساسي من أجل مطالبهم المشروعة. 
(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   370  بتاريخ 28  جويلية 2006)  


مشقة مهنة التدريس ومشروعية مطلب التقاعد

انتظم بأحد النزل بمدينة صفاقس يوم دراسي إقليمي تحت عنوان « يوم دراسي إقليمي حول مشقة مهنة التعليم الثانوي و مشروعية مطلب التقاعد » نظمته النقابة العامة للتعليم الثانوي بالتعاون مع الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس. وقد انطلق الملتقى  بكلمات مختصرة ألقاها كل من الأخ محمد شعبان الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفا قس والأخ عامر المنجة  الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفا قس والأخ محمد السحيمي  الكاتب العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل والأخ الشاذلي قاري كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي وقد ركزت على نقطتين أساسيتين :أولاها  تتعلق بالدعم اللامحدود من قبل  الإتحاد العام التونسي للشغل للمقاومة الوطنية و الإسلامية بلبنان و فلسطين وقد دعوا الحضور للوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء المقاومة و الشعب في كل من فلسطين و لبنان.
و قد أشار الأخ محمد السحيمي  إلى ما تعرض له مناضلو الإتحاد من قمع وحشي من قبل البوليس يوم 17/07/2006 منددا بهذه الممارسات مؤكدا على حق كل الوطنيين في التعبير عن دعمهم لنضالات الشعبين الفلسطيني واللبناني .أما النقطة الثانية التي تم التركيز عليها فهي التأكيد على مشروعية مطالب الأساتذة وضرورة تعبئة القطاع التربوي من أجل الدفاع عن مصالحه وهو ما دعا إلى تنظيم سلسلة من النشاطات لمتابعة المطالب التي رفعها الأساتذة والتي من أجلها تم خوض حركة الاحتجاجات أثناء السنة الدراسية المنقضية. وفي هذا السياق أكد الأخ الشاذلي قاري أنه سيتم تنظيم ثلاثة ملتقيات الأول يشمل كل جهات الجنوب  ويتعلق بدراسة الأسس القانونية والاجتماعية التي تؤكد مشروعية مطلب التقاعد والثاني يضم كل ولايات الوسط والساحل يتعلق ببحث ملف القانون الأساسي  والملتقى الثالث  يضم كل ولايات الشمال  ويدرس الملفات ذات الطابع المالي والمتعلقة خاصة بالمنح.
وأكد على أن السنة الدراسية المقبلة ستكون نضالية بامتياز وأنه ستعقد في بداية العام الدراسي هيئة إدارية لدراسة الطرق النضالية الضرورية  لتحقيق مطالب القطاع.
إثر ذلك انطلقت أشغال الجلسة الصباحية بمحاضرة أولى ألقتها الدكتورة عائشة السافي أستاذة القانون بالجامعة التونسية حول القوانين المنظمة لقضايا الضمان الاجتماعي  والتأمين الصحي والتقاعد مشيرة إلى الخلفية الفكرية التي تحكم هذه القوانين والأنظمة ومن خلال لمحة تاريخية  سريعة أكدت على وجود ثلاثة أنظمة في التأمين الاجتماعي
– أولها النظام الكوني وهو نظام  يقوم على مبدأ:لكل حسب حاجياته أي أن المواطن  بمجرد انتمائه للوطن يكون من حقه التأمين على المرض والحصول على التقاعد ويتم التمويل عن طريق الجباية..
  – ثانيا النظام المهني وهو نظام يقوم على مبدإ لكل حسب إمكانياته وعلى التمييز بين المواطنين حيث لا يتمتع بالتأمين الصحي والتقاعد إلا العاملون. وفي أوساط العاملين أنفسهم هناك تفاوت في قيمة التغطية الاجتماعية التي يحصل عليها كل عنصر نشيط..
– النظام الثالث وهو المعتمد في أكثر دول العالم ويقوم على المزج بين الاثنين. فمن ناحية تلتزم الدولة بتأمين تغطية اجتماعية لمن لا دخل لهم و في ذات الوقت يتمتع كل عامل بتأمين صحي واجتماعي مناسب لعمله و جهده..
و شددت الدكتورة السافي على أن تونس تعتمد النظام المهني (الذي رغم بعض الإيجابية التي يتميز بها من جهة كونه يقوم على تكافل الأجيال حيث أن ما يدفعه العنصر النشيط يحصل عليه المتقاعد) الذي لا يكون فعالا إلا بالشروط التالية :
n    ضرورة وضع أسس سياسة تشغيلية ناجحة (بالنظر إلى أن كل متقاعد بحاجة إلى عناصر نشيطة ليحصل على جرايته) n    أهمية بقاء صندوق التقاعد كمرفق عمومي بوصفه مؤسسة ذات نفع عام غير ذات أهداف ربحية n    عدم الترفيع في أجور العاملين يؤثر على فاعلية الصندوق بوصفه يقوم على اشتراكات  المؤجرين . n    ينبغي ألا يكون حل المشاكل الاجتماعية على حساب صندوق التقاعد فالأجير لا يرفض مساعدة العائلات المعوزة لكن ينبغي على الدولة تحمل مسؤوليتها تجاههم لأنها هي من وضع النظام القانوني والاقتصادي المتسبب في ظهور حالات الفقر و العوز.
وبخصوص التخفيض في سن التقاعد أكدت الدكتورة السافي أن مهنة التدريس شاقة في ذاتها و أيضا بالنظر إلى الظروف التي تحيط بها سواء من حيث الانحراف  السلوكي لدى المراهقين أو من حيث فشل النظام التأديبي المعتمد داخل المعاهد في الحد من ظاهرة العنف والإ عتداء على رجال التعليم.
وفي ختام محاضرتها أكدت على النقاط التالية:
— ضرورة إعادة النظر في نظام التقاعد في تونس من خلال التخلي عن تعدد الأنظمة التي تثقل كاهل الموازنات المالية حيث يتمتع بعض الأطراف (الولاة ’المعتمدين ’النواب و أعضاء الحكومة) بمنح مرتفعة بالرغم من اشتراكاتهم المنخفضة في المقابل رجال التعليم أكثرهم دفعا وأقلهم أجورا  — التأكيد على خفض سن التقاعد  إلى 55 سنة مع إمكانية الترفيع  لمن أراد مع اشتراط  التنفيل لمن بلغ العمر ولم يصل إلى النسبة الضرورية — يمكن بحث فكرة التقاعد التدريجي من خلال العمل نصف الوقت..
بعد مداخلة الدكتورة السافي ألقى الدكتور حاتم بن منصور (من معهد الصحة والسلامة المهنية ) محاضرة حول الضغط النفسي ومخاطره مؤكدا بالأرقام والوثائق والدراسات العلمية خطورة هذا الإضطراب المرضي(الوظيفي)الذي يلحق بشرائح عمالية مختلفة ومن أبرزهم رجال التعليم .
وأشارت ورقة عمل أعدتها النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس إلى اعتبار مهنة التدريس بالثانوي مهنة شاقة أسوة بالتدريس في التعليم الأساسي وهو ما يؤدي إلى إدراج هذه المهنة ضمن قائمة الأعمال المرهقة وهو ما يعني أحقية الاستفادة بمبدإ تخفيض سن التقاعد إلى 55 سنة. كما دعت النقابة إلى النظر في قانون الجرايات المدنية والعسكرية والدعوة إلى الاستفادة من التنفيل المتمثل في إضافة 5 سنوات لفترة النشاط الفعلي التي هي 30 سنة و بالتالي يتبلور المطلب  على أساس 30 سنة عمل فعلي و 5 سنوات  منفلة ليتحصل الأستاذ على تقاعد فيه 30 سنة عمل و55سنة سن التقاعد… 
  سمير حمدي
(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد   370  بتاريخ 28  جويلية 2006)

ماننتظره من تونس الديمقراطية

*الساعة السادسة بتوقيت قرينيتش من مساء كل أحد في تونس وانطلاقا من الثالث من سبتمبر القادم بمشيئة الله ستشهد مسامرات فكرية وسياسية تونسية تحت قبة قناة الديمقراطية الفضائية.
مرسل الكسيبي*-الوسط التونسية: http://www.tunisalwasat.com
تجربة المغرب الكبير لازالت تداعب ذاكرتنا الجميلة وسط رحلة المنفى والاغتراب القسري,حيث أن شموعا من الأمل أضاءت سماء التونسيين سنة 2001 حين عانقت قناة المستقلة الفضائية الام التونسيين ومخاض رحلتهم السياسية المعاصرة وهم يرتقبون طرق أبواب الاصلاح السياسي الشامل والجاد تحت تأثير ضغط الاعلام الحر الذي يخترق حجب المنع والمصادرة في فضاء سياسي كثيرا مااشتدت حساسيته تجاه نسائم الاعلام الحر…
الشموع لم تلبث مضيئة أكثر من سنة,لتتجدد المحاولات جادة ومتدفقة سواء عبر الشبكة العنكبوتية أو عبر صناعة الحدث السياسي داخل البلاد من أجل نفض الغبار عن حالة الرقاد أو الغفوة التي شهدتها الساحة والفضاء العام على مدار سنوات خوالي اتسمت فيها العلاقة بين المواطن والسياسة بالمد والجزر ولا سيما أمام افلاح السلطة في استيعاب حالة اليقظة التي شهدها المجتمع المدني منذ أواخر التسعينات.
اليوم يجد التونسيون أنفسهم معنيين بعد ثورة الانترنيت وثورة الفضائيات بما تشهده الساحة الاقليمية والدولية من حراك وهزات ,ولاسيما بعد أن عرف الشارع التونسي حالة من اليقظة غير المسبوقة نتيجة وقع الأحداث الدموية على لبنان والضفة وغزة ,حيث يعرف التونسيون اليوم يقظة ضمير تجاه قضاياهم القومية وماأفرزته من صدمة ضمير في ساحتهم القطرية…
مطالب الاصلاح السياسي ودمقرطة المنطقة بارادة شعبية وجماهيرية ووطنية تواكبها نهضة اعلامية تخاطب الحس الجماهيري قد تكون الرسالة الهامة التي التقطها الد.محمد الهاشمي الحامدي في هذه المرحلة تحديدا من أجل نفض الغبار عن سنوات الخمود الاعلامي في معالجة الشأن التونسي في كثير من الجرأة والموضوعية …
مانأمله من قناة الديمقراطية في برنامجها المخطط له بثا واعدادا وتفاعلا جماهيريا هو الاقتراب حقيقة من نبض الشارع والمواطن في ظل حالة استقالة مقصودة من قبل القائمين على الاعلام الرسمي عند تعاطيهم مع الشأن الوطني والسياسي الداخلي .
فرصة الد.محمد الهاشمي الحامدي اليوم كبيرة بكل المقاييس من أجل الاجابة عن أسئلة الكثيرين ودهشتهم في غياب الموضوع التونسي عن قضايا البحث والحوار الديمقراطي على شاشة الديمقراطية أو شقيقتها المستقلة,ولن تكون الاجابة الفضلى أحسن من رد عملي على أسئلة المشككين والمخذلين والشتامين لكل مخالف في الرأي أو صاحب اجتهاد سياسي اخر.
تونس الديمقراطية عنوان برنامج سياسي وحواري نأمل له في صحيفة الوسط التونسية كل النجاح والتوفيق والسداد والتألق ,وسيلقى من قبلنا كل الدعم والتشجيع من أجل التوسيع في مساحة الحرية الضيقة اليوم تونسيا أو رسميا ,ولعلنا نكون أكثر صدقا اذا قلنا بأن الحرية السياسية المتعثرة أو المنعدمة أحيانا في الفضاء السياسي التونسي تحتاج منا اليوم جهدا اعلاميا استثنائيا تتظافر فيه جهود كل الخيرين والوطنيين ورجال الاعلام من أجل اخراج الواقع السياسي التونسي من مراحل الانغلاق المتقدم الى مراحل الانفتاح الجاد والمسؤول الذي يتيح للتونسيين جميعا حقهم المشروع في فضاء سياسي حر يختار فيه التونسيون بين حالة الجبر والقسر وحالة التنظم الحر والمسؤول في وطن يستظل بظله الجميع بعيدا عن سياسات السجن والتعذيب أو النفي.
مابلغنا من مصادرنا الاعلامية الموثوقة حول ضيوف الحلقة الأولى لهذا البرنامج الأسبوعي ليوم الأحد 3 سبتمبر 2006 ,يعطينا الأمل في أن الحوار سيكون جادا ومسؤولا وبعيدا عن المجاملات وأنصاف الحوارات,حيث أن الزملاء الاعلاميين والوطنيين د.أحمد القديدي وصلاح الدين الجورشي وصالح عطية في مواجهة مقربين من السلطة وهما السادة برهان بسيس وهيشام الحاجي سيجعلون من الحلقة الأولى بمشيئة الله تعالى فاتحة خير في الحوار السياسي الوطني بعيدا عن السباب والشتام وقريبا من اثارة القضايا الحقيقية للشارع والمواطن التونسي.
الساعة السادسة بتوقيت قرينيتش من مساء كل أحد في تونس وانطلاقا من الثالث من سبتمبر القادم ستشهد مسامرة فكرية وسياسية تحت قبة قناة الديمقراطية الفضائية,والنجاح في استقطاب الجمهور والرأي العام الوطني سيعني بلاشك نجاحا لتونس والتونسيين وللزميل الاعلامي والأكاديمي الد.محمد الهاشمي في اخراج المشهد من حالة المد والجزر الى حالة الحراك الأسبوعي المستمر الذي نرجو من ورائه لتونس أن تطرق باب الحريات السياسية والاعلامية التي تتوج بحالة عفو تشريعي عام وحالة مراجعة عامة لما تعثر وتخلف من سياسات قد عفى عليها المكان والزمان ولاسيما الوطن والمواطن. *اعلامي ومشرف عام على ادارة صحيفة الوسط التونسية reporteur2005@yahoo.de 

 

 

تدمير الشرق الأوسط  القديم  في مقدورك يا سيد بوش لكن بناء الشرق الأوسط الجديد فوق إمكانياتك

 

 
 د.منصف المرزوقي *   يسخر السياسيون  المكيافيليون من كل رؤيا أو تقييم أخلاقي للسياسة،  شعارهم السياسة لا أخلاق أو لا تكون  . لكنهم  لا يستطيعون باسم خيارهم  نفسه،  تفادي التقييم  بصفة عامة انطلاقا من كون  السياسة أيضا نتائج ملموسة تحققها  الوسائل حتى القذرة منها … أو لا تكون. ومن هذا المنظار لا يستطيع المرء إلا أن يقف مشدوها أمام ما حققته سياسة الإدارة الأمريكية الحالية في العالم العربي والإسلامي في السنوات الأخيرة. لنستحضر أهم  » إنجازاتها »  ولو أنها جد معروفة،  لكن لوضعها جنبا لجنب أهمية  . 1-دمرت  سياسة هذه الإدارة العراق تدميرا كاملا وذلك عبر المأتي ألف قتيل الذين دفعوا ثمن  » التحرير »  وفشلت فشلا ذريعا في إحلال السلام داخله فما بالك  بإحلال الديمقراطية، وكذلك الأمر في  أفغانستان .  كما تسببت سياستها تجاه إيران وسوريا وفلسطين في زيادة حالة عدم الاستقرار في المنطقة… والحال أنها جعلت من فرض الاستقرار هدفا إستراتيجيا، بما أن غيابه حسب رأيها عامل من أهم عوامل  » الإرهاب ». 2-ضربت الكثير من حظوظ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي عمل على نشرها منذ بداية الثمانيات مجموعة من المناضلين الصادقين في كافة أرجاء الوطن العربي. هكذا أصبحت اليوم المصطلحات نفسها أبغض ما يوجد في القاموس السياسي الشعبي لاختلاط في الأذهان بين هذه المصطلحات والسياسة الأمريكية التي أصبحت تعني للجميع التدخل العسكري والانتخابات الطائفية تحت الاحتلال، وخطاب المن والتهديد والأمر بالاعتناق…كل هذا في ظل  التأثير المدمر لصور أبوغريب  وغوانتنامو . 3- اضطرت لعدم تواجد أي طرف معارض له الحد الأدنى من المصداقية يتعامل معها، إلى الاتكال شبه الكلي على دكتاتوريات متعفنة  وتوقف كل حديث عن الإصلاح . هكذا أصبحت الإدارة الأمريكية الحالية عدوة الشعوب العربية والإسلامية الأولى بما هي قوة احتلال خارجي وفي نفس الوقت قوة دعم للاحتلال الداخلي الذي تمثله  نظم عنيفة وفاسدة ودون شرعية. 4- في الوقت الذي تبحث فيه هذه الإدارة  جاهدة عن « إسلام معتدل » كحليف سياسي للمستقبل (لأنها أول من يعلم أن نهاية الدكتاتوريات وشيكة  ولاعتقادها أن الديمقراطيين أضعف من التمكن ) نري سياستها تخلق  و تصطفي وتدعم وتقوي  أعنف واصلب القوى  الإسلامية . فهذه السياسة هي الريح التي تملأ شراع هذه القوى وتدفعها قدما إلى الأمام على حساب الديمقراطيين والإسلاميين المعتدلين. 5- خرجت الولايات المتحدة عبر سياسة الانحياز التام لإسرائيل من الدور الذي لعبته بنجاح نسبي في عهد كلينتون كوسيط يعمل من أجل السلام لتصبح كما هو الحال اليوم في لبنان الحليف المصطف خلف حليفه، مما أفقدها كل رصيد معنوي  للعب الدور الذي يفرضه وزنها السياسي والعسكري.. أي كدافع وضامن لحلول ثابتة لأنها عادلة ومقبولة من كل الأطراف. 6- ضربت صورة الولايات المتحدة الأمريكية في كل العالم العربي والإسلامي بكيفية لم يسبق لها مثيل  وعمقت الكراهية بين الشعوب. الخطير في الأمر أن صورة امريكا اليوم سلبية حتى داخل بلدان الغرب نفسه. أي تبعات ستنجر عن عمق الكراهية التي زرعتها مجزرة قانا وكل المجازر الأخرى والكل يعلم أنها تمت بالقنابل  » الذكية » التي أسرعت بها الإدارة الأمريكية حتى تنتصر إسرائيل في حرب هي اليوم التي تصر على تواصلها ضد إرادة العالم أجمع. وتجاه هذه الكارثة المعنوية  لا تجد الإدارة إلا  تلفزيون  » الحرة » الذي لا يشاهده أحد ، وتمويل مجموعات تسوق بضاعتها البائرة لا تأثير لها ولا وجود إلا في بوفيه  المؤتمرات . ثم تتوج السيدة كوندوليزا رايس كل هذه الإنجازات العظيمة  في لبنان بالقول أنها  ليست معنية بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، أي أنها ليست معنية بجرائم الحرب لربيبتها و بتواصل موت آلاف من النساء والأطفال وتدمير بلد بأكمله ، لأن ما يعني سيادتها هو ولادة الشرق الأوسط الجديد على أنقاض ما دمرته سياسة رئيسها . إن أي أمريكي وطني غيور على سمعة بلده ودورها  ومصالحها الحيوية على الأمد المتوسط والبعيد، لا يمكن إلا أن يصدم بنتائج سياسة  لم تفعل سوى ضرب القيم والمصالح  والصورة ،وتهدد بإشعال فتيل حرب حضارات لا يعرف أحد إلى أين يمكن أن تصل بالعالم.  ربما يجب على مثل هذا الأمريكي أن يتساءل ما الفائدة من وجود ما لا يحصى من وكالة الاستخبارات ومؤسسات  التفكير think tank   والعدد الهائل من  الخبراء والأكاديميين، لتكون القرارات الناجمة عن التعامل مع  نتاجها « بالفعالية » و »النجاعة « التي نشاهد. إنه سؤال قلما يسأل ربما لأننا نعرف الرد وأنه يبعث قشعريرة من الرعب. نعم يا للهول أن يكون مصيرنا ومصير العالم بين أيدي حفنة من الناس يتضح يوما بعد يوم أن أهم ما يميزهم قدر كبير من العجرفة والجهل والغباء،  خاصة وأنهم يتحركون  في إطار ايدولوجيا مصنوعة من  المخاوف والأحقاد والخرافات والأساطير. لا غرابة إذن في هول  الخراب الذي  خلقه  بوش ورامسفيلد وشيني ورايس وبيرل وولفوفيتز وبولتون  وبقية الشلة ، في العراق و فلسطين  ولبنان وغدا في سوريا وإيران. المضحك أن يتحدث هؤلاء المخربون عن بناء شرق أوسط جديد. كأنهم يجهلون أن  البناء أمر أعقد بكثير من الهدم …أنه  يتطلب رؤيا وقيم وأصدقاء  وجو ثقة  واحترام كل المصالح  وتفاوض.  لكن الجماعة في إطار ما جبلوا عليه من طبع مقتنعون أن البناء يمكن أن يفرض بالقوة وبالعملاء ولصالح طرف واحد…أنه لن يكون أعرجا بطبيعته ولن يصبح منطلق عدم استقرار جديد. وبانتظار مزيد من الخراب من قبل عباقرة  واشنطن ،على أمل رحيلهم غير المأسوف عليه يوما،  لا خيار لنا غير المقاومة من جهة ومن جهة أخرى  مواصلة العمل على  مشروعنا نحن  لبناء أوطان حرة في الداخل ومستقلة في الخارج،  تستمد قوتها المعنوية من قيم العروبة والإسلام، وقوتها التنظيمية من ديمقراطية  وحقوق إنسان وبحث عن سلام عادل وتواصل مع كل الشعوب ومنها الشعب الأمريكي.. ولا علاقة لها بإملاءات  مجموعة  سيقول عنها التاريخ  أنها كانت في بداية هذا القرن  أكبر مصيبة للديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام العادل والحوار بين الحضارات.

———  * كاتب وسياسي من تونس www.moncefmarzouki.net


 

رسالة مفتوحة الى بوش وبلير:«أوقفــوا المحرقـة الجديـدة.. والا»

 

بقلم: كمال بن يونس

التصريحات «الغريبة» و«التبسيطية للأحداث» الصادرة عن بوش وبلير لا يمكن الا أن تزيد أوضاع المنطقة تعقيدا.. بعد أن أقحمتها حروبهما في أفغانستان والعراق وفلسطين في دوامة.. فمن يوقف المذبحة الحالية في فلسطين المحتلة ولبنان اذا كان بوش وبلير معها؟ من يضع حدا للمهزلة التي يعيشها ساسة العالم وتدهور أخلاقيات بعضهم الى حد تبرير «الهولوكوست» الذي تقوم به القوات الاسرائيلية منذ اسابيع في لبنان وفلسطين؟ لا مجال لأي عاقل درس التاريخ أن ينكرتعرض اليهود الى محرقة جماعية في عدد من البلدان الاوربية في عهد هتلرزعيم ألمانيا النازية.. وليس من مصلحة أحد انكار هذه الحقيقة.. لأن النساء والاطفال والكهول اليهود الذين قتلوا وقتها في بلجيكيا وألمانيا وبولونيا أبرياء.. كان ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في عائلات يهودية.. لكن هل من مصلحة بوش وبلير وحلفائهما غض الطرف عن المذبحة التي تقوم بها اليوم قوات الاحتلال الاسرائيلي في مختلف القرى والمدن الفلسطينية واللبنانية؟ لقد أساءت ادارتا بوش الابن وبلير كثيرا الى صورة بلديهما في العالم بسبب تورطهما ظلما في قتل عشرات آلاف المدنيين في أفغانستان والعراق ودعمهما بالمال والسلاح والمواقف السياسية لقوات الاحتلال الاسرائيلي خلال حربها الحالية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.. ان كل التقارير تؤكد سقوط آلاف الشهداء وعشرات الالاف من الجرحى والاسرى في فلسطين المحتلة منذ زيارة شارون الاستفزازية للمسجد الاقصى واندلاع الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000.. وكل التقارير تؤكد اليوم أن أكث رمن مليون لبناني اجبروا على الرحيل عن ديارهم، أما عدد الجرحى والشهداء اللبنانيين بسبب العدوان الاسرائيلي الجديد اصبح بالآلاف.. ومع ذلك يتابع الثنائي بوش وبلي والادلاء بتصريحات استفزازية للعالم أجمع ـ ولمليار مسلم خاصة ـ.. تصريحات مؤذية تبرر جرائم اسرائيل.. والمذبحة التي تقوم بها حاليا في صفوف الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين.. مع التباكي على ضحايا محرقة اليهود قبل أكثرمن نصف قرن.. والتهجم على سوريا الشقيقة والاحتجاج على تصريحات الرئيس الايراني «التي اخترقت الحدود الحمراء فيما يتعلق باسرائيل»..؟؟ لقد أخطا بلير مرة أخرى في تصريحاته الجديدة التي تخلط بين حق المقاومة الوطنية في مكافحة الاحتلال الاجنبي (مهما كان لونه) والارهاب.. وأخطأ بوش الابن ألف مرة لما شل مجلس الامن الدولي ومنعه من اصدارقرار لوقف اطلاق النار وادانة مجزرة قانا 2.. وهو خطأ يتماشى مع تحديه لمجلس الامن عندما شن منفردا حربه في العراق ودفع ديبلوماسية واشنطن نحو تبرير جرائم الجيش الاسرائيلي ب» الحرب على الارهاب».. وأخطا بوش عندما استبدل الجهود الديبلوماسية لأعضاده بحملات للدعاية والدمغجة المنحازة لاسرائيل.. بينما كانت الديبلوماسية في عهد بوش الاب (بقيادة جيمس بيكر) وكلينتون (بقيادة كريستوفر وأولبرايت) موجهة للسلام.. رغم الانحياز لتل ابيب.. جاء زمن أصبح فيه العالم «يترحم» على كيسنغر ونيكسون وكارتر وبوش الاب وجيمس بيكر وكلينتون وكريستوفر وأولبرايت.. لأنهم جميعا آمنوا بأنه لا سلام بدون القيادة الفلسيطينة وسوريا وبقية القوى الفاعلة في المنطقة.. فهل يتحرك وزراء خارجية الدول العربية (الـ21) والدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي (الـ57) ودول عدم الانحياز ويتوجهوا الى العواصم الاوروبية والى نيويورك وواشنطن وجينيف بكثافة في زيارات للضغط على الثنائي بوش وبلير ووقف المذبحة؟ إن آلاف الاخطاء التي اعترفت رايس بارتكاب الامريكيين لها في العراق تعقبها اليوم آلاف الاخطاء في فلسطين ولبنان وكامل العالم.. واذا كانت نتيجة تلك الاخطاء كارثة انسانية وسياسية في العراق (وأفغانستان) فان نتائج الاخطاء الامريكية البريطانية الجديدة في فلسطين ولبنان أخطر بكثير.. حاضرا ومستقبلا..  

(المصدر: صحيفة الصباح التونسية الصادرة يوم 3 أوت 2006)


 

عنفوان البطولة في الأمة

د. علي محمد فخرو
هناك ثلاثة أنواع من المماحكة والمناكفة مع الظاهرة المبهرة لحزب الله في ملحمة الصُّراع الوجودي بين العرب والمسلمين من جهة وبين الصهيونية النازية والجنون الأمريكي من جهة أخري.

1: هناك أولاً القزامة المثيرة للضحك والشفقة التي ظهر بها الكثير من قادة الأنظمة العربية وهم يحاولون بكل الطرق التعبيرية التقليل من أهمية، بل ورفض، خروج زعامة جديدة، بالغة الشجاعة والصًّفاء الإنساني والإلتزام الأخلاقي، من وسط الفقراء والمهمًّشين الذين لايملكون اليخوت والطائرات الخاصة وقصور الترف والصفقات وقيح الضمائر. ومع ذلك فالقليل الذي يملكونه من مساكن متواضعة ونتف مزارع يقتاتون منها يقدٍّمونه بفرح كثمن لنبل إنساني في داخلهم يدفعهم لأن يموتوا واقفين وأبصارهم تشخص إلي السماء بدلاً من أن يموتوا منبطحين وألسنتهم تلعق الترب والطٍّين. هذا التأزُّم النفسي من جرًّاء غضب الحسد والغيرة في النفوس الصغيرة الرثًّة وهي تقارن بين قدرة الآخرين وعجزها، بين تضحيات الآخرين وجشعها وأنانيتها، بين نبل الآخرين وخسًّتها، هي التي تفسٍّر إلي حدٍّ كبير الأسباب الخفيًّة وراء وصف مقاتلين أبطال بصفات التهور والإستعجال والإستزلام وهم في أوج محنة مواجهتهم لقوي صهيونية حقيرة لاترحم ومؤامرة امريكية لا أخلاقية لا تخجل وصمت دولي يعلن عن عفن الحضارة الإنسانية وهي في طريقها للانتحار. هذه النفسية النرجسية التي لا تري في الوجود إلاً نبتتها ونبتة أولادها لاتستطيع تحًّمل عرض تضحيات فقراء لبنان وفلسطين علي شاشات تلفزيوناتها فتوجٍّه بالتعتيم عليها وتشويهها، ولا تستطيع كتم غيظها فتخرج من أفواهها تصريحات من مثل أنني لن أقحم جيشي (لاحظ جيشي وليس جيش بلدي) في الحرب من أجل هذا أو ذاك، وترفض انعقاد قمة عربية ستكشف شلل إرادتها وتضع في العراء هوانها علي نفسها.
2: هناك ثانياً أشكال من المجموعات، بعضها تصف نفسها بالليبرالية زوراً وبهتاناً، وبعضها ارتهنت نفسها للمال الأمريكي ولكل إغراءاته ورشاويه، وبعضها لم تعد تعرف أولويات الحياة العربية…. وهي كلها تتكون من أفراد منشغلين بعالمهم الخاص أكثر من إنشغالهم بمستقبل الأمة ومصيرها. هؤلاء يخافون أن يعني إنتصار ظاهرة حزب الله، حتي ولو كان إنتصاراً علي جزًّاري الأمة، عدم قدرتهم في المستقبل الجلوس في مقهي وإحتساء البيرة أو الويسكي بحرية أو الإضطرار للبس ثياب محتشمة أو عدم القدرة علي مشاهدة أفلام الجنس والأستماع لأغاني المجون الهابطة، بالنسبة لهؤلاء ممارسة الحرية الفردية في أشدٍّ ضحالة مستوياتها هي أهم بكثير من الوقوف مع من يحاولون بشرف إنقاذ مجتمعاتهم وأمتهم من جحيم ورطة تاريخية تفرضها المؤامرة الصهيونية الامريكية ليل نهار، عار الأمة عند هؤلاء يقلُّ في أهميته عن كأس بيرة.
3: هناك ثالثاً خليط عجيب من قادة ومحلٍّلي وكتاب الغرب الأوروبي والأمريكي ومؤسسات هيئة الأمم المتحدة ممًّن لم يروا في مقاومة حزب الله إلا خوفهم القديم من إنبعاث جديد لروح الإسلام الحقيقية التي تسمو بالإنسان وتحرره من الخوف والعبودية والأساطير والتخلف، لا إسلام الدًّروشه والهذيان والتعصُّب والجهل، فكانت النتيجة أنهم عموا عن رؤية أهوال الدًّمار وموت الأطفال البشع وحقوق المدنيين وحصانة المشاعر الإنسانية في سبيل أن لايخدش تحالفهم مع الحركة الصهيونية النازية ومع مجانين واشنطن. بهذا العمي الذي مارسوه أعلنوا موت عصر الأنوار الأوروبي والتضامن الإنساني والنظام السياسي الدولي. ما لا تعرفه الفئات الثلاث هو أن حزب الله قد أصبح عنوان المستقبل وأن أمة تذوق حلاوة البطولة التي يسطرها بعض من أبنائها لاتستطيع إلاً أن تعود المرة تلو المـرة لتتلذًّذ بطعمهــا، والذي سيجعل ذلك حتميُّاً أن قائدها في هذه المرة، المتواضع الفقيه حسن نصر الله ـ لم يشأ أن يضع إكليل أي إنتصار علي رأسه، وإنما وضعه بابتسامة وأدب جمٍّ فوق رأس أمته، وهي أمة لن تخذل عنفوان البطولة في أحشائها.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 3 أوت 2006)

 


هل يستطيع العربُ أن يقولوا الآن «لا»؟

فهمي هويدي
أحد الأسئلة المهمة التي تطرح نفسها الآن بقوة السؤال التالي: هل يستثمر العرب سياسيا التغيرات التي شهدتها ساحة المواجهة في لبنان خلال الأيام الأخيرة؟
قبل محاولة الإجابة عن السؤال، فإنني ألفت الانتباه إلى أن تلك المتغيرات أعمق مما يتصور كثيرون، وإنها شملت الوجدان العربي والإسلامي من ناحية، كما استدعت حقائق جديدة إلى ارض الواقع.
التقيت قبل عدة أيام ربة بيت من قريباتي عرفتُ عنها استغراقها في شؤون بيتها وأبنائها، وانفصالها عن الشأن العام، والشأن السياسي منه بوجه أخص. وهذه المرة فوجئت بها تقول إنها بعد أن أدت صلاة الفجر ظلت تدعو الله أن يحفظ السيد حسن نصر الله، وان ينصر حزب الله في معركته ضد إسرائيل.
وأضافت أن الدموع انهمرت من عينيها بدون وعي منها حين قالت لها إحدى الجارات إنه أصيب بسوء جراء القصف الإسرائيلي. وحين سمعت من التلفزيون انه سيلقي كلمةً، فإنها انتظرت الى ما بعد منتصف الليل، ولم تنم حتى شاهدته بعينيها الدامعتين، واستشعرت فرحة غامرة حين وجدته معافى، الأمر الذي طير النوم من عينيها فظلت يقظة حتى أذان الفجر.
هذه ليست حالة خاصة، وإنما ازعم أنها تترجم الروح الجديدة التي سرت في الشارع العربي، الذي يعشش فيه اليأس منذ سنوات مقترنا بشعور بالانكسار والمهانة، جراء تلاحق مشاهد التراخي والتفريط والانصياع في العالم العربي، في مواجهة التغول والعربدة الإسرائيلية، التي تتم من خلال الدعم الأمريكي المستمر.
والأمر كذلك، فلعلي لا أبالغ إذا قلت إن الروح الجديدة التي سرت في الشارع العربي تداخلت فيه مشاعر الثقة مع الأمل والكرامة مع شيء من رد الاعتبار.
أما الحقائق التي أبرزتها تجربة الأيام الأخيرة؛ ففي مقدمتها ثلاث هي:
* إن إسرائيل فشلت في تحقيق الهدف الأساسي من العدوان الذي شنته وهو القضاء على حزب الله وتدمير قوته، وهو الفشل الذي لم تعد وقائعه بحاجة إلى إثبات بعدما ذاع أمره، واصبح مثار دهشة كل المعلقين المحايدين، وهم الذين كانوا واثقين ومطمئنين تماما إلى أن إسرائيل سوف تكتسح المقاومة وتهدم كل ما بنته، ورغم أن الحرب لم تنته بعد، إلا أنه مضت ثلاثة أسابيع، بدون أن تحقق إسرائيل هدفها بل أن الإسرائيليين في شمال البلاد ما زالوا في المخابئ، ذلك وحده كاف في التدليل على أن الانتصار لم يتحقق وانه لم يعد مضمونا ولا مفروغا منه، الأمر الذي اسقط مباشرة فكرة الجيش الذي لا يُقهر. وأهم من ذلك واخطر انه ضرب جوهر المشروع الصهيوني الذي استقدم الآلاف من كل صوب لكي يعيشوا في أمان فوق البقعة التي اخترعوا لها اسم ارض إسرائيل. وبعد اكثر من خمسين عاما على إقامة الدولة، فان الأمن الموعود لم يتحقق.
* الحقيقة الثانية أن مقاومة حزب الله لم تصمد فقط أمام الهجوم الإسرائيلي المدجج بكل ما في ترسانة السلاح الأمريكي من أدوات التدمير والفتك، وإنما أيضا وجهت ضربات إلى وحدات «الكوماندوز» العسكرية الإسرائيلية التي طالما تباهوا بها ولم يجد الإسرائيليون بدا من الاعتراف بخسائرهم الفادحة في المعارك التي دارت وليس أدل على قوة وفاعلية تلك الضربات من مسارعة الولايات المتحدة مع حليفتها هل نقول تابعتها؟ بريطانيا إلى التحرك للمطالبة بوقف إطلاق النار، بعدما ظلت التصريحات الرسمية الأمريكية تردد طول الوقت أن وقت وقف إطلاق النار لم يحن بعد. وبعد أن ذهبت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى مؤتمر «آسيان»، وهي تردد انه ليس لديها خطط قريبة للعودة إلى العالم العربي، في ظل السعي الأمريكي المكشوف لإعطاء إسرائيل أطول فرصة ممكنة لتحقيق أي إنجاز على الأرض، بعد أن كان المشهد على ذلك النحو، فان السيدة «كوندي» تلقت تعليمات مفاجئة للقدوم إلى الشرق الأوسط خلال 24 ساعة للحديث عن «صفقة» وقف إطلاق النار.
* نعم نجحت إسرائيل في إشاعة الموت والخراب في أنحاء لبنان لكنها لم تنجح في تدمير حزب الله لذلك صدق فيها قول من قال إنها أنجزت الكثير ربما على صعيد البربرية والهمجية لكنها لم تحقق الانتصار العسكري الذي تنشده ولأن الفشل كان نصيبها في المواجهة العسكرية فان «الكفلاء» ـ أمريكيين وبريطانيين ـ سارعوا إلى استنقاذها وحفظ ماء وجهها، حين دعوا إلى حلول سياسية تتزامن مع وقف إطلاق النار.
* والحقيقة الثالثة أن الولايات المتحدة في هذه الحرب كانت شريكا أصيلا منذ اللحظة الأولى، وهو ما تجلى في معارضتها المبكرة لأي وقف لإطلاق النار لإعطاء الإسرائيليين المزيد من الوقت لمواصلة الاجتياح والتدمير والقتل، كما تجلى في تبنيها الكامل للمطالب الإسرائيلية في كل محفل دولي، وتجلى أيضا في مسارعة واشنطون إلى تزويد إسرائيل بالقنابل التي يسمونها ذكية، أملا منها في أن تستخدم تلك القنابل في دك تحصينات حزب الله وإلحاق الهزيمة برجاله.
* لقد كانت مذبحة قانا الثانية تجسيدا لما بلغه الإجرام الإسرائيلي والتواطؤ الأمريكي، الأمر الذي كان لابد معه أن يصعد لبنان من موقفه ويرفع سقف اشتراطاته، وأحسب أن الروح الجديدة التي سرت في المنطقة شجعت الحكومة اللبنانية على رفض استقبال وزيرة الخارجية الأمريكية، والإعلان عن أنها لن تقبل بأي مباحثات حول الوضع إلا بعد وقف إطلاق النار وإجراء تحقيق دولي في الجريمة البشعة التي ارتكبها الإسرائيليون. الأجواء ذاتها دفعت رئيس البرلمان السيد نبيه بري إلى الإعلان أن الأفكار التي أطلقها في سياق حديثه عن الوساطة في تبادل الأسرى، لم تعد قائمة الآن لأن الموقف تغير بعد مذبحة قانا.
* موقف الحكومة اللبنانية في هذا الشق كان طبيعيا، الأمر الذي يستدعي السؤال الذي طرحته في البداية عن استثمار الدول العربية لتلك المتغيرات التي شهدها لبنان. لا يقولنَّ أحد أن العرب بعيدون عن تلك المواجهة، لان المشكلة لبنانية بالأساس وهو الادعاء الذي نتوقعه من «المارينز» العرب والذي يعبر في الحد الأدنى عن التسطيح والجهل، وكل منهما يصب في وعاء التستر والتواطؤ ليس فقط لان إسرائيل المتوحشة تظل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي، ولكن أيضا لان الأمريكيين يريدون استثمار تلك المواجهة في مشروعهم للشرق الأوسط الجديد، الذي نحن جزء منه، رضينا أم كرهنا، بالتالي فنحن جزء من «الطبخة» الجديدة التي يفترض أن تتم أو هكذا تمنوا في ضوء تقديرهم للهزيمة العربية التي توقعوها والتي حسبوا أن العرب بعدها سيطرقون أبواب الأمريكيين وهم راكعون ومنكسرون.
* هل بوسع العرب أن يقولوا الآن «لا» للولايات المتحدة وإسرائيل؟ ألا يحق لهم أن يعلنوا رفضهم لاستقبال السيدة رايس، ولفكرة الشرق الأوسط الجديد؟ وهل يقبل من أحد منهم الآن أن يتحدث عن خريطة الطريق، خصوصا بعدما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أن عملية السلام ماتت، وان العرب في هذه العملية خدعوا وانضحك عليهم ؟ ثم ـ ألا يحق لنا أيضا أن نعيد النظر في «المبادرة العربية» فنطورها وننص فيها ـ مثلا على حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم إلى جانب انسحاب إسرائيلي من كافة الأراضي التي احتلتها عام 67؟
ادري أنني لست افضل مما يجيب عن السؤال: كيف يستثمر العرب المشهد، وأحسب أن هناك من هو افضل مني واقدر على تلك الإجابة، لكن غاية ما تمنيته أن يكون ردنا بالإيجاب عن السؤال «هل يستثمرون؟»، مدركا أن ذلك الرد له شرط واحد هو توافر الإرادة لدى أصحاب القرار، لأنه في غيبة تلك الإرادة، فان كل ما قلته سيظل نفخا في قِربةٍ مقطوعةٍ وجرياً وراء سراب خداع، وعندئذ سينبهنا ذلك إلى أن مشكلتنا أبعدُ وأعمقُ من الاحتلال الإسرائيلي.
(المصدر: صحيفة الشرق الاوسط الصادرة يوم2 أوت 2006)

نغير النظام الحاكم أم سلوكه؟!

توماس فريدمان

أرتاب جديا بأن فريق بوش سيفلح في تقليص البرامج النووية الايرانية او الكورية الشمالية ما لم يحل التناقض الذي يظل في قلب هذه الادارة منذ البداية: هل الأمر يتعلق بتغيير النظام أم تغيير السلوك في ايران وكوريا الشمالية؟ وبسبب ان فريق بوش رفض أن يقرر، فانه لم يحقق ايا من الأمرين. وكل ما حصلت عليه هو دولتان مارقتان مسلحتان بصورة أفضل.

كيف حدث ذلك؟ عودوا الى الصفقة المؤثرة التي انجزها فريق بوش عام 2003 لدفع زعيم ليبيا معمر القذافي الى التخلي عن برنامج اسلحته النووية. كيف حدث ذلك؟ رواية بوش الرسمية أن القذافي نظر الى الغزو الأميركي للعراق، وارتعب من ذلك، واتصل بإدارة بوش قائلا «يا الهي توجد رؤوس نووية في قبوي، اخرجوها من هنا!».

يؤكد روبرت لتواك، مدير دراسات الأمن الدولي في مركز وودرو ويلسون والخبير بالدول المارقة، أن هذا أمر خاطئ. وقال لتواك ان: «ما جعل القذافي يتبنى موقفه كان تعهدا أمنيا أميركيا ضمنيا ولكنه واضح بأنه اذا ما تخلى عن برنامجه النووي، فإن الولايات المتحدة لن تسعى الى ازاحته عن السلطة، وذلك هو الفرق. فاذا ما تخلت ليبيا عن أسلحتها غير التقليدية، فان الولايات المتحدة ستتخلى عن مساعيها لتغيير النظام».

وما هو غائب في طريقة معالجة بوش لايران وكوريا الشمالية هو ذلك النوع من الخيار الواضح. فعلى سبيل المثال، فإن الادارة، حتى بعد قبولها المشاركة في المسعى الدبلوماسي الذي قاده الأوروبيون باتجاه دفع ايران الى التخلي عن برنامجها النووي، استمرت في مسعاها تمويل زعزعة النظام الايراني، وأوضحت كما قالت كوندوليزا رايس يوم 21 مايو (أيار) الماضي ان «ايران مثيرة مشاكل في النظام الدولي. والضمانات الأمنية ليست مطروحة على الطاولة». ولدى كل من ايران وكوريا الشمالية حافز قوي جدا للإبقاء على الغموض بشأن قدراتهما النووية بينما نحن غامضون تماما بشأن نوايانا تجاههما.

وليس لدي شك في انهما نظامان مروعان وتعسفيان يسعيان الى توريط انظمة اخرى. وفريق بوش محق في رغبته بازاحتهما والسعي الى ايجاد سبل للضغط عليهما. ولكن الاتحاد السوفياتي كان مروعا وتعسفيا ايضا. ومع ذلك فقد سعينا الى «انفراج» مع موسكو. وكانت وجهة السياسة الأميركية في فترة الحرب الباردة تقليص قدرة السوفيات على تهديدنا، عبر اتفاقيات الردع والسيطرة على السلاح، وبالتالي جعل الثورة المعلوماتية والاستياء الشعبي يحطمان الاتحاد السوفياتي من الداخل. وما كان نافعا مع الاتحاد السوفياتي هو نافع مع كوريا الشمالية وايران. لنركز على الدبلوماسية الضرورية لايقاف البرامج النووية الكورية الشمالية والايرانية. فهذا هو ما يهددنا. ليست لدينا القوة القادرة على تغيير النظامين. فشعبا البلدين وحدهما هما القادران على ذلك. لدينا القدرة فعلا على تقييد قدراتهما. ان حقيقة ان الولايات المتحدة كانت لديها سفارة في موسكو ومارست الانفراج لم تنقذ الاتحاد السوفييتي. فقد انهار بأيدي شعبه. ولكن معاهدات السيطرة على الأسلحة التي وقعناها مع الكرملين انقذت العالم من كثير من الرؤوس النووية. وستنهار ايران وكوريا الشمالية من الداخل، ولكن ذلك سيستغرق وقتا. في غضون ذلك الوقت، ستنتجان الكثير من الأسلحة النووية. ولذا، فاننا بحاجة الى انهاء برامجهما الآن، حتى اذا كان ذلك يعني منحهما ضمانات أمنية اميركية ضمنية، كما كان الحال مع ليبيا.

وقال لتواك، مؤلف كتاب «تغيير النظام: استراتيجية الولايات المتحدة عبر موشور الحادي عشر من سبتمبر»، ان «هذا ليس اعترافا بأي من النظامين. انه طريقة براغماتية للتعامل مع حقيقة ان وقت تطوير الأسلحة النووية ليس متوافقا مع الوقت الذي يتطلبه الكشف عن تغيير النظام». فقد أدت خمسة عقود من عزل أميركا لكوبا الى خمسة عقود من وجود فيدل كاسترو. وما دمنا نحتفظ بغموضنا تجاه ايران وكوريا الشمالية، أي تغيير النظام أو تغيير السلوك، فانهما ستحتفظان بغموضهما بشأن برامجهما النووية. وليست لدي فكرة عما اذا كانتا ستتخليان عن اسلحتهما الآن، حتى اذا ما أعطاهما فريق بوش ضمانات أمنية. وربما تكون الأمور قد مضت الى حد أبعد. ولكننا بحاجة الى اختبار ذلك.

واذا لم نختبر تلك القضية فلن نعرف ابدا ما اذا كان هناك حل سلمي للتحديات النووية الايرانية والكورية الشمالية، ولن يكون لدينا حلفاء في سياسة أكثر صرامة إن لم تكن لدينا مثل هذه السياسة.

* خدمة «نيويورك تايمز»

(المصدر: صحيفة الشرق الاوسط الصادرة يوم 3 أوت 2006)


عن محاكمة الأخ العداسي « العادلة »

د.خالد شوكات
تعليقا على ما ورد في نص « حكم » الأخ العداسي وحيثياته، المنشور البارحة، أود لفت نظر سعادته إلى ما يلي من نقاط موجزة:
·        لم أكن أحسب أن قناة « الجزيرة » قد أصبحت « تابو » (محرم) لا يجوز نقده أو مناقشته. كنت أظن أنها من الشأن العربي العام، يجوز للمرء أن يعلق على مسارها ويراجع تاريخها، وينبه حسب ما يعتقد إلى أخطائها و انحرافاتها، فبالنقد والنقاش وحده تتقدم الأمم والمشاريع.
·        لقد سارعت أيها الرجل الطيب، إلى إقامة محكمة عسكرية عربية لشخصي المتواضع، عادلة تماما كما هو شأن المحاكم العسكرية (وحتى المدنية) في بلادنا العربية السعيدة، فدرست أمر القضية سريعا دونما نظر أو تحقيق، ونهضت بأحكام تخويني وعمالتي للأمريكان والصهاينة واشتغالي بالتقارير الاستخباراتية الرخيصة، فضلا عن انعدام المروءة والأخلاق لدي ، وانتهيت إلى حكمك العادل جدا في، بأن قتلتني، ومن سماحتك – بارك الله فيك- ترحمت علي ومشيت في جنازتي، أفبهذا النوع من المحاكمات تعد مخالفيك من بني قومك إذا ما مكنك الله وصحبك الكرام من الحكم.
·        لقد ذهبت في مقالي المذكور إلى نقد الخط الإعلامي والتحريري للجزيرة، وليس نقد مقدمي البرامج ممن بددت جهدا غير مطلوب في الدفاع عنهم، وأحسب أنهم في النهاية موظفين يقرأون ما يكتب لهم في غالب الأحيان، ولم أكن أول من انتقد الجزيرة كما لن أكون اخرهم. وإنني لأؤمن بأن من يحب الجزيرة حقا، يجب أن ينبهها ويهديها عيوبها.
·        و إن الأوقات العصيبة التي تمر بها الأمم لا يجب أن تكون ذريعة لإيصاد باب النقد والمراجعة، فتلك واحدة من أهم مواطن الخلل في التفكير العربي الإسلامي، حيث يرفع الحاكم كما المعارض حجة الأزمة ليخرس الأفواه ويكسر الأقلام. أنظر إلى الصحافة الصهيونية في صحيفة القدس العربي مثلا، ستجد أنها لا تتردد في توجيه ألذع الانتقادات للحكومة الاسرائيلية، على الرغم من أن قادة هذه الحكومة يستصرخون شعبهم بأن وجودهم  من أساسه في خطر، وبأن الوقت عصيب يستدعي الوحدة.
·        وإنني أؤكد لك أيها الأخ الفاضل، أن حملات الإرهاب والتخوين التي ساهمت فيها للأسف الشديد ضدي، لن تثنيني عن التعبير عن أفكاري  والإدلاء بآرائي (خاطئة كانت أم صائبة)، كما لن تثنيني عن الدفاع عن حقك أنت في أن تقول فكرك ورأيك، متمنيا أن لا يكون دعوة للإماتة. ولتراجع ما كتبت جيدا، ستجدني ولله الحمد حرا طليقا، لم أجد غضاضة في نقد شيخك بشدة و الدفاع عنه بشرف ساعة اتهم بالإرهاب.
·        وليغفر الله لنا ولك. إن التعصب عادة ما يعمي البصائر و يذهب « الشيرة ».  
 

القصف العشوائي يطال قناة الجزيرة

ردا على مقال للدكتور خالد شوكات **

د. سليم بن حميدان * القصف العشوائي ليس حالة عسكرية فحسب بل هو أيضا ظاهرة ثقافية تشهر فيها الأقلام بدل المدافع وتغتال فبها الأرواح وتهتك فيها الأعراض. ظاهرة تتخفى عادة خلف شعارات النقد الفكري والسياسي.
القصف طال هذه المرة قناة الجزيرة والمعتدي ليس أمريكيا ولا صهيونيا وإنما هو للأسف كاتب تونسي يزعم حمل مشعل المشروع الديموقراطي العربي ويدعي المنافحة بقوة عن قيم الكفاءة والتواضع وأخلاقية المهنة وسمو الضمير.
ليس الموضوع جديدا، فلا مقدس يعلو فوق عملية النقد. غير أن الناقد هنا أولى بالموعظة من المنقود والناصح أوجب للنصيحة من المنصوح.
لقد ركز الناقد في انتقاده لقناة الجزيرة على مركزية البعد السياسي التنظيمي في إدارتها و أدائها. ولم يجد أفضل من اتهامها بالوقوع فريسة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين من اجل إثبات إستبداديتها وفقدانها لأخلاقيات الكفاءة و المهنية.
اختيار التهمة لا يتطلب كثيرا من الذكاء، فهي بضاعة رائجة في سوق النخاسة الدولية حيث الأصولية والإرهاب و الأخوان عملات رائجة لمن أراد مكانا أو أراد رقيا. تبدو الملفات التي بيد صاحبنا حمالة لحجج قطعية لا لقرائن قابلة للدحض. فشخصية وضاح خنفر، ذي الانتماء الأصولي العريق، وأسطول الموظفين المبايعين لمرشد الإخوان، على حد قوله، صواريخ كافية على ما يبدو لنسف القناة تحت تهليل مجلس الأمن و بمباركة من وزراء الداخلية العرب وتحريض من جيش المثقفين من عرابي المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد.
ليست التهمة، في مضمونها، جديرة بالرد وإنما هي أبعادها الخطيرة ومغزاها التحريضي المدمر دفعتنا للتصدي وفضح المكر الخبيث « ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ». السؤال المحير حقا: لماذا تستهدف قناة الجزيرة اليوم من طرف مثقف عربي يدعي الالتصاق بهموم الأمة والدفاع عن قضاياها والحال أنها أصبحت اليوم، بدون منازع، رأس حربة في المواجهة الإعلامية ضد الهجمة الصهيونية والأمريكية- الصليبية على الأمة وضد إستبداد الطواغيت من بني جلدتنا، و أضحت شوكة عصية في حلق الدكتاتوريات الماكرة وكلمة حق وصدق في مستنقع الإمبراطوريات الإعلامية الكاذبة؟
هل يمكن أن يفهم هذا الموقف المتجني خارج نسق الحملة الأمريكية-الصهيونية على القناة والمشروع؟
وإذا كان الأمر غير ذلك، ألم يكن من الأجدر والأنسب أخلاقيا ومن قيم الشهامة والرجولة تأجيل جريمة الطعن إلى ما بعد انتهاء الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان أو على الأقل حتى يتوقف العدوان الصهيوني الغاشم على جنوب لبنان وقطاع غزة، حيث يقوم « إخوان » الجزيرة بتغطية بطولية كلفتهم غالي النفس (طارق أيوب) وسجون أوروبا (تيسير علوني) ومعتقل غوانتنامو (سامي الحاج)، ولست أعرف مؤسسة عربية أو عالمية أخرى تحظى بمثل هذه الأوسمة والنياشين المنتزعة بالقلم والجهد والدم وربما ببعض المال الخليجي الوفي لقضايا أمته العربية والإسلامية.
ألا يستحي هذا المثقف من نفسه وهو يصادم الشعور العام للشارع العربي الملتف حول مشروع الجزيرة الرائد والذي لا يهمه أن يكون هذا المشروع إخوانيا أوناصريا أو ماويا، كما لا يهمه بالمناسبة أن يكون حزب الله شيعيا أو إيرانيا أو سوربا، وما يهمه فقط هو الولاء للقضايا العربية والإنسانية العادلة وترجمة هذا الولاء العملية على أرض الواقع.
ألا يخجل من نفسه وهو يتهم موظفي الجزيرة، المشهود لهم بالكفاءة والمهنية، بالوقوع ضمن دائرة الإبتزاز الإخواني بكل ما يحمله ذلك الإدعاء من إحتقار لهذه الكفاءات حيث أضحوا مجرد عجينة طيعة تتلوى حسب هوى المرشد أو نائبه في القناة.
ثم أي فضاعة ونذالة أشد من وصفه تدين البعض و ارتداء الحجاب من طرف البعض الآخر، ولست أعلم غير الصحفية القديرة « خديجة بن قنة » مثالا، على أنه إرضاء للمدير و « تكفيرا عن معاصي الماضي »،  لما في هذا الجرم من نبش في النوايا وإفتراء بلا دليل و قذف للمحصنات، وهي جريمة بشعة لا يرتكبها سوى الأفاكين من القوم ..
أما درس التواضع الذي أراد « الناقد الحصيف »  إلقاءه على قرائه الكرام فقد تحول على طول العكاظية التحريضية إلى شهادة على الغرور والخيلاء، فهو تارة في رفقة كبار الصحفيين يسرون إليه بمكنون الصدور، وأخرى في مطار الدوحة يوجه النصح و »التقريع » إلى مديرهم.
في الختام، يبدو أن سببا آخر حرك صاحبنا ليصب حمم غضبه على قناة الجزيرة ومديرها وعلى التنظيم الدولي للإخوان ومرشده.
قد يكون هذا السبب خلافه السياسي مع إخوان الماضي القريب الإخوانيين (التونسيين) أو سخطه على مسؤول  برنامج حواري لم يعرف قدره الرفيع وحرمه كلمة الختام، أو حسدا لإطار القناة على نجاحاتهم الباهرة ..  ذلك ما نرجحه ونتمناه .
كما قد يكون دورا مخابراتيا توظفه بعض الدوائر اليمينية المتصهينة تمهيدا لقصف الجزيرة أو نسفها من الوجود حيث الحرب على الإرهاب والإخوان مبرر لإرتكاب أبشع المجازر. وهذا ما نستبعده ولا نرجوه إجتنابا لسوء الظن لأن بعض الظن إثم.   
وفي كل الحالات، من المؤسف حقا أن تصدر هذه الإدانة وهذا التحريض من لاجئ سياسي يتمعش من إنتماء سياسي سابق إلى تيار إخواني.
نصيحة نهائية للكاتب – القناص، كل سلاح لا يوجه للعدو أثناء المعركة هو سلاح مشبوه، فاعرف أين توجه سلاحك، أو تبوأ مكانك ضمن « العاقلين ورافضي المغامرات » وعرابي مشروع كوندوليزا للشرق الأوسط الجديد. * كاتب من تونس – مقيم بباربس ** مقال  » قناة الجزيرة في ظل حكم الإخوان  » – المنشور بموقع إيلاف ثم بنشرية تونس  نيوز
 

 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

تونس في: 03/08/2006

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

إحياء ذكرى ميلاد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في الذكرى 103

03 أوت 1903 – 03 أوت 2006

ÏÏ

ÏÏÏÏÏÏÏ

أحييت جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية ذكرى ميلاد أمة، ميلاد زعيم، ميلاد قائد عظيم، ميلاد عملاقا ورمزا خالدا على الدوام. وبهذه المناسبة تحول السيدان محمد العروسي الهاني كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية وعبد الحميد العلاني الكاتب العام المساعد للجمعية إلى المنستير لحضور حفل الترحم على روحه الطاهرة الزكية وقد إلتقى في الروضة بالسادة الحبيب بورقيبة الإبن نجل الزعيم ومحمد الصياح واحمد قلالة وعبد الله بشير ومحمد بن نصر وحرم الحبيب بورقيبة الابن ونجله مهدي ومحمود مزالي ونجل المرحوم علالة العويتي وثلة من المناضلين القدامى الأوفياء للزعيم الراحل وأفراد أسرة آل بورقيبة والمبروك وقلالة وجميع غفير من المناضلين. وبعد تبادل الذكريات حول مسيرة الزعيم الحبيب بورقيبة ونضالاته الجسام. تحول الوفد إلى روضة الزعيم الراحل وبعد الإستماع إلى المقرئ الذي تلا آيات من الذكر الحكيم ودعاء في خاتمة القراءة بالرحمة والمغفرة للزعيم الأكبر المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة ثم تقدم السيد محمد بن نصر الوالي السابق بالمنستير وتضرع إلى الله العلي القدير بالدعاء المؤثر للزعيم الراحل الذي ضحى من أجل الوطن بأكثر من 60 سنة من عمره في سبيل تونس وعزتها وكرامتها وحريتها والمحافظة على إسلامها ودحض الاستعمار الفرنسي وبنى الدولة العصرية واعادة الكرامة للموطن والعزة للوطن. ثم تحول الوفد والحاضرون إلى مختلف الأجنحة المخصصة للمتحف التاريخي والصور المجسمة للمعركة التحريرية والملابس المتواضعة للزعيم الزاهدني الدنيا، والذي خرج منها نظيفا لا يكسب حجرة ولا شجرة ولا دينار وهو الزعيم العربي الوحيد لم يترك إلا محبة الشعب والذكر الطيب. وعلى إثر ذلك تمت زيارة روضة آل بورقيبة وتلا الجميع فاتحة الكتاب على ارواحهم الطاهرة بكل تأثر وخشوع. وغادر الجميع الروضة كلهم تأثرا بمناقب هذا الزعيم خالد الذكر التي قدم اسمى التضحيات وأنبل العطاء والسخاء الأعمال لفائدة الوطن العزيز، وضحى وعاش لغيره قولا وعملا وسيبقى نبراسا للأجيال وحديث العامة والخاصة وسيخلد التاريخ ذكره وكما قال الشاعر احمد اللغماني يوم وفاته في مرثية وفقدانه الابيات التالية نورد بعضها للعبرة والدرس:

سيدا كنت، سيدا سوف تبقى .. 

!

إن صدري حضن يضم رزايـاه

Ë

وقد تحضن الرزايا الصدور

يكبر الصبر قدر ما يكبر الخطب

Ë

كذا يعدل الكبير كبيــــر

أيها الراحل العزيز! او من عزك

Ë

عزي مستلهم مستنيـــر

انت مني في حبة القلب محفوف

Ë

بودي بغيرتي مخفــــور

هو ذا ما رغبت مني سحــابا

Ë

مثقلا صاب منه صوت غزير

بعضه سال هادئا في مجاريـه

Ë

وبعض عبابه مسجـــور

فهو حينا توجع غطه الكبـــر

Ë

وحينا تمرد وزئيـــــر

كنت أدعو به رثاء حزينــــا

Ë

هادئا لا يثور لا يستثيـــر

فأتاني بركان غيــض عنيـف

Ë

القذف من جوفه السعير يفور

فجرته حميتـــــي وودادي

Ë

فشفاني وراقني التفجيــــر

فتقبله نفخة من صراح الــود

Ë

يهديكها ودود غــــــيور

نفحة من مودتي هي كنـــزي

Ë

وبما عنده يجود الفقيــــر

حسب حزني عليك هــــذي

Ë

التراجيع اليتامى واليتم رزء مرير

إن

لله وإن إليه راجعون

قال الله تعالى: فإما الزبد فيذهب جفا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. صدق الله العظيم.

ملاحظة هامة: أقل ما نقوم به للإعتراف بالجميل والوفاء لصانع الوفاء.  هذا مع العلم أن الاتحاد العام التونسي للشغل في كامل أنحاء البلاد يحافظ على صور زعماء الاتحاد من الزعيم فرحات حشاد رحمه الله إلى الحبيب عاشور رحمه الله بينما صور الزعيم بورقيبة مؤسس الدولة ومحرر الوطن والمرأة لم تكن موجودة في نوادي شعبنا (مع الأسف). ليت شعري لو يفهم كلامي ويفقه قولي لكان الوفاء أسمى وأعمق والعدد أكبر وأعظم ولكن ليت شعري. والله ولي التوفيق.

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري


كيف برز مفهوم السوق الاجتماعي: الصين أنموذجاً (2 من 2)

توفيق المديني
انطلاقاً من النجاحات التي حققتها التحديثات الاقتصادية في الريف، وضعت القيادة الصينية الحالية موضع التنفيذ برنامجاً شاملا للتحديثات الاقتصادية على مستوى المدن وكل الصين، في نهاية العام 1984، في سبيل تحويل العديد من التجارب المحلية والقطاعية إلى أنموذج من المبادئ تخدم التحديث الاشتراكي، أي اقتصاد السوق الاجتماعي.
ولقد ترجم هذا البرنامج واقعياً من خلال تدفق رؤوس الأموال الأجنبية، ورجال الأعمال الخواص إلى الصين.
 فقد استخدمت الصين 20 مليار دولار من رؤوس الأموال الأجنبية وظفتها في بناء 1800 شركة مشتركة، وبنت 3308 شركات ذات إدارة مشتركة، و109 شركات ذات رأسمال أجنبي بوجه خاص.
 وأقامت القيادة الصينية أربع مناطق اقتصادية، أسمتها مناطق اقتصادية خاصة  منفتحة بشكل حر على العالم الرأسمالي، مثل منطقة شنزهان المحاذية لهونغ كونغ، وكانتون، وشنغهاي، وتيانجين.
 وقد شجعت الدولة المبادرات الرأسمالية الفردية في الاستثمار الصناعي، التي أصبحت مراقبتها صعبة جداً، جراء تحول قسم أساسي إلى عصابات تهريب للتلفزيونات الملونة، والسيارات وتهريب العملة الخ.
وانتشر الفساد والرشوة عند بعض الصينيين المتنفذين الذين تحولوا إلى تجار عملة صعبة، من خلال الضرائب غير المباشرة المفروضة على المستثمرين الأجانب، على صعيد السكن، ورواتب الموظفين والعاملين الصينيين المتساوية نظرياً مع زملائهم الغربيين، ولكنها تعود في المحصلة النهائية إلى جيوب رجال الإدارة المتنفذين.
وكان من نتائج  اعتماد مفهوم “السوق الاجتماعي” أن عمم اقتصاد السوق بالمعنى الرأسمالي للكلمة، باعتبار أن “السوق الاجتماعي” يحمل في سيرورته عناصر الاقتصاد الرأسمالي، وقوى الصناعات الخفيفة المعتمدة على التكنولوجيا الغربية ورأس المال الأجنبي أو الصيني المغترب.
وفضلا عن ذلك، فقد خلق تطبيق مفهوم السوق الاجتماعي  تفاوتات في الرواتب  والأجور بين مختلف  الفئات الاجتماعية ، لا سيما على صعيد الطبقة العاملة الصينية، واستهدف  القضاء على المكاسب الاجتماعية للطبقة العاملة، حيث إن %8,96 من عمال الدولة هم عمال دائمون مدى الحياة.
أما مفهوم السوق الاجتماعي، فقد ركز على إدخال نظام العقود بين الشركات الرأسمالية الحديثة والعمال، كما هو معمول به في بلدان الغرب، إذ أصبح ثلاثة ملايين عامل من أصل 86 مليون عامل دولة (إحصاء 1989)، يعملون  حسب عقود مبرمة، وعلى تحسين الانتاج والانتاجية حسب المعايير الرأسمالية، بدلا من التركيز على التوظيف الكامل، إضافة إلى تقوية امتيازات فئة التكنوقراط ومديري الشركات والمصانع على حساب العمال.
 وقد استشعر عمال القطاع العام الخطر الداهم عليهم، لذا بدأت مقاومة عنيفة، أمام تنامي سلطات الفئة التكنوبيروقراطية المتهمة بالفساد والرشوة.
وفي كل مكان من العالم الرأسمالي أصبح عدم الثبات في العمل أو العمل المؤقت، هو السائد في الصين وكل البلدان التي انتقلت حديثا إلى تبني فلسفة اقتصاد السوق تحت مسمى “مفهوم السوق الاجتماعي”، بينما نشهد  بالمقابل تراجع النضالات العمالية، والمعارك النقابية،  والحقوق الجماعية الكبيرة المكتسبة بفضل النضالات (خاصة  حق الإضراب).ففي كل مكان تهب رياح النيوليبرالية المتوحشة، تعصف بالسدود الاجتماعية  التي تم تشييدها  بصبر طيلة سنوات 1900-1850، وتزعزع أسسها نفسها، في مبادئها وشرعيتها.
 وماذا يفيد أن نلحظ هنا وهناك، أن حق العمل يخدم مصالح “أصحاب الثروات” عندما يتموقع المهم في ظل سيادة بطالة معممة إلى جانب التوظيف.
من خصائص الرأسمالية الجديدة المغلفة بمفهوم السوق الاجتماعي، أن قوة جاذبية  الليبراليين المتطرفين أصبحت تضمن لهم نفوذا شرعياً يضخم أزمة حق العمل  المهزوز ليس فقط من قبل المعطيات الاقتصادية الجديدة، وإنما أيضا، وهذا هو المهم، من العودة القوية للنموذج الليبرالي الذي تأسس على الضد منه.
 فالوضع الحالي يطرح علاقة الاقتصاد بالاجتماعي. وفيما كان الاشتراكيون يرون أن التقدم الاجتماعي يتوقف على التقدم الاقتصادي، يرد عليهم الليبراليون المتطرفون بخطاب العودة إلى “الجدية”، أي رد الاعتبار للربح ولسلطة أرباب العمل تحت غطاء إعادة هيكلة الاقتصاد، أي تحويل  الواقع وقوانينه من خلال: “الاقتصاد هو الذي يحدد الاجتماعي”.
 ولم يتردد رؤساء الشركات والمصانع  عن إعلان  تساريح للعمال والموظفين من أجل تحسين معدل الربح. ويحدث هذا كما لون أن الاجتماعي أصبح “فضالة” الاقتصاد، مقدراً بدلالة المردودية والإنتاجية فقط.
إن تكيف أنظمة  عقود  المدة المحدودة والعمل المؤقت تنبثق من ذات الإيديولوجية لمفهوم السوق الاجتماعي . وفي معظم البلدان التي طبقت هذا المفهوم ، أصبح عدد كبير من الأجراء مجبرين على ترك أوضاعهم كعمال ثابتين لكي يتم إعادة توظيفهم مباشرة في ظل نظام العمل غير الثابت. والحال هذه، تحولت العقود ذات المدة المحدودة وعقود العمل المؤقت إلى وسائل عادية  لإدارة اليد العاملة.
 وتغذي معظم الأنظمة الاستثنائية المطبقة لمصلحة الفئات الخاصة بطالبي التوظيف (خاصة الشباب منهم) هذا الإتجاه.  وتستخدم دورات التكوين المهني للشباب كيف ما جاء وبخبط عشوائي لأنها أقل  كلفة لأرباب العمل.
وفي ظل سيطرة النيوليبرالية تتعرض التعبئة الاجتماعية لأخطار حقيقية تتمثل  في الطرد الإجباري من عالم العمل، إذ تلقى حق العمل ضربات موجعة جراء هذه التحولات.
 فلم  يعد الاجراء يمتلكون القدرة المبدئية لحرية الاختيار، بل إنهم مجبرون على القبول أو التسريح من العمل.
 وقاد هذا الوضع إلى تراجع عدد المنخرطين في النقابات، وتراجع المشاركة في الانتخابات المهنية، وتراجع المحبة للهيئات التمثيلية للأفراد، إضافة إلى تنامي الشكوك حول فاعلية هذه الهيئات، واللجوء المتكرر إلى الاستفتاء.
 وبذلك تحول المصنع أو الشركة  إلى إطار مثالي للاستراتيجيات النيوليبرالية  القائمة على تغليب أولوية المصلحة الفردية  بمعناها الأناني  والخلاص الفردي من واجبات الإيديولوجية التايلورية.
 والنتيجة واضحة للعيان، إذ يتقمص الأجير أيضا نفسية المصنع  كليا، مثلما يتقمص الابن نفسية أبيه.
 ولم يعد الاجتماعي يشكل المكان الملائم لتشكيل هوية جمعية، مستقرة، تأخذ مكانتها في لعبة السلطة، وإنما وسيلة تحرير طاقات  الأفراد في سيرورة تفضل  فاعليتهم وإنتاجيتهم إلى أقصى حد.
* كاتب اقتصادي
صحيفة الخليج: آخــر تحديــــث 2006-08-03

حفنة من تراب

2006/08/01 المنوبي زيّود
في طابور المسافرين وقف رجل في نهاية العقد الخامس من عمره ينتظر دوره امام الجمارك. كان اثنان من اعوان الجمرك يتفقدان ادباش المسافرين. عندما اتي دوره نظر اليه احد العونين نظرة استكشاف فلم يبد علي الرجل ارتباك او اي مظهر يشي بالريبة. ولكن شيئا واحدا لفت انتباه العون. الكيس الذي يحمله الرجل. كيس صغير جدا لا يكاد يتسع لبدلة واحدة وقد اعتاد اعوان الجمرك ان تكون حقائب المسافرين عديدة ومكتنزة. سأله العون: اهذا كل ما تحمله؟ اليس لديك متاع آخر او حقيبة او ادباش اخري؟ اجاب الرجل بالنفي. نظر اليه العون نظرة شك وحيرة واضاف: هل لديك ما تصرح به؟ قال الرجل باقتضاب ولكن بحسم واعتداد: لا شيء. ـ افتح الكيس. فتح الرجل الكيس. وضع العون يده فتبعثرت بدلة قديمة وتحسست يده لفافة صغيرة صلبة فسحبها فاذا بها تحتوي علي تراب. قال العون: ـ ما هذا؟ ـ تراب. ـ تراب؟! لماذا تحمله معك؟! ـ احمله للذكري. بدا العون مذهولا. لم يفهم ما سمعه. فتح جواز السفر وتأمل في خانة مهنة المسافر فوجد العبارة التالية: مدرس متقاعد. ـ انت مدرس علوم الحياة والارض؟ ـ لا كنت مدرس مادة التاريخ. ـ آه. جميل.. وابتسم العون مداريا دهشته قائلا: ـ التاريخ مادة هامة. ولكنني كنت متوسطا فيها. قلت لي انك تحمل معك هذا التراب للذكري. الم تجد الا التراب لتتذكر وطنك في غيابك عنه؟ لماذا لم تحمل صورا مثلا؟ ـ التراب يذكرني بمسقط رأسي. واشم منه روائح الوطن. ـ آه. صحيح. هل ستبقي طويلا خارج الوطن؟ ـ لا ادري. ـ ولماذا تسافر؟ اقصد هل تسافر للسياحة ام لشغل ام لسبب آخر؟ ـ اريد ان أجرب في اخر عمري العيش في منفي اختياري. لا ادري كم يدوم. ازداد العون تعجبا من جواب الرجل. وطفق يقلب الصرة التي وضعت فيها حفنة التراب باستغراب ثم قال: ـ لئن كانت حفنة التراب هذه شيئا تافها في التقدير المادي والمالي فانني سأضطر الي عرضها علي رئيسي المباشر ليتخذ في شأنها قرارا. وقطب وجهه وزم شفتيه وانزاح حاجباه قليلا عن عينين لامعتين واضاف: ـ صدقني. لاول مرة اجد نفسي في هذا الموقف. امرك بسيط يا رجل ولكنه غريب في نفس الوقت. ومضي الي رئيسه المباشر. قال الرئيس: استاذ تاريخ متقاعد!! هل له علامات مميزة؟ أجاب العون: انه شخص عادي. قال الرئيس: اقصد اشياء تثير الريبة. مثلا هل له لحية؟ اجاب العون: لا يا سيدي.
شغل الرئيس جهاز الكمبيوتر امامه. نقل اسم الرجل ولقبه الي الجهاز. وجد البيانات التالية: لا سوابق له. لا ينتمي الي الحزب الحاكم ولا لأي تنظيم آخر وان كان يميل الي المواقف المعارضة. يقرأ جريدة الحزب المعارض الوحيد. مستقيم ومنضبط لكنه خجول وانطوائي. مستقر في حياته الزوجية. سافر مرتين. المرة الاولي الي العراق. حجز عنه عشرون كتابا معظمها في الادب ثم استرجعها من وزارة الثقافة بعد خلاص عشرين دينارا. وفي المرة الثانية حجزت عنه لدي عودته من لبنان مطبوعات عن الاتفاقية العالمية لمناهضة التعذيب وعن الاعلان العالمي لحقوق الانسان واعدم المحجوز .
وضع اصبعه باهتمام شديد علي البيانات المتعلقة بالمحجوز وقال: ـ الرجل من ذوي السوابق. المحجوز يدل علي خطورته. اخذ ورقة البيانات معه وصرة التراب وتوجه الي رئيس مركز الشرطة. اتصل رئيس مركز الشرطة برئيس المنطقة، واتصل رئيس المنطقة برئيس الاقليم، ورئيس الاقليم بادارة العمليات بوزارة الداخلية. وكان كل واحد عندما يتصل بالآخر يضيف الجملة التالية: في رصيد الرجل السابق محجوزات مريبة وسفر الي بلدين تدور فيهما احداث ساخنة رغم ان البلد الذي سيتوجه اليه الآن سياحي وليس لنا مشاكل معه. بعد سعي حثيث في جمع المعلومات وتشاور كثيف بين الاطراف المعنية في سلم الترتيبات قررت ادارة العمليات حجز صرة التراب وتحليلها ومنع الرجل من السفر الي حين ظهور نتيجة التحليل.
اظهر التحليل ان التراب من حديقة منزل الرجل ولكن الرجل بقي موقوفا علي ذمة التحقيق لانه لم يستطع ان يجيب عن سؤال الباحث المختص الذي قال له: لقد اظهرت نتيجة التحليل ان حفنة الرمل تحتوي علي سبع حبات من الحصي الكبير واحدي عشرة حبة من الحصي المتوسط والفين وثمانية حبات من الحصي الجيد. ماذا تقصد بهذا المقدار المضبوط؟
وعندما اجاب الرجل: انني لا اقصد شيئا. لقد جمعت حفنة الرمل بيدي دفعة واحدة ووضعتها في صرة ، اغتاظ الباحث صائحا: لا تقل لي انك لم تحسب حبات الرمل. كان الباحث ينتظر بفارغ الصبر جوابا مقنعا من الرجل لينهي التحقيق ويشاهد مباراة شيقة لكرة القدم من جهاز تلفزيون امامه. لكن قبل ان تبدأ المباراة كان المذيع يعلق علي رحلة لسفينة فضاء امريكية وعن حفنة تراب جلبها عالم فضاء من رحلته الاخيرة الي القمر وقد تحلق حولها علماء الناسا لتحليلها.
كاتب من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 أوت 2006)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.