المؤتمر من أجل الجمهورية:بيان الحياة :تونس: السجن لـ « عائدين من العراق » الجزيرة.نت: السجن لثمانية تونسيين بتهم متعلقة بـ »الإرهاب » الصباح: أحكام تراوحت بين 5 و12 سنة سجنا لثمانية منتمين إلى تنظيم إرهابي يو بي أي.تونس تستنكر الحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى القدس العربي:البنتاغون ينشئ قيادة اقليمية لافريقيا وسط مخاوف من مخاطر القاعدة الصباح: حـتى لا تستفحل البطالـة فـي تونـس: سوق الشغل مطالب بتوفير 85 ألف موطن شغل سنويا خلال المخطط 11 و100 ألف خلال المخطط 12 الصباح: الديبلوماسي السابق محمد فريد الشريف ينشر مذكراته الأنوار: إبن خلدون … جدلية المعرفة ونقد العقل النظري القدس العربي:الجزائر توقع علي اتفاقية تجريم الاختفاء القسري للاشخاص موقع إسلام أونلاين.نت:مدونات المغرب السياسية.. الإصلاح بالفرنسية! صــابر التونسي »:المواطن والتغيير(2) توفيق المديني :الخيار العسكري ضد إيران يتقدم في واشنطن
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
النسخة العربية من تقرير جديد صادر عن لجنة حماية الصحفيين (مقرها نيويورك) الإعتداءات على الصحافة عام 2006 الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الرابط: http://www.cpj.org/attacks06/lang/attacks2006arb.pdf
بيان المؤتمر من أجل الجمهورية
الاربعاء 7 شباط (فبراير) 2007.
تونس: السجن لـ « عائدين من العراق »
السجن لثمانية تونسيين بتهم متعلقة بـ »الإرهاب«
أحكام تراوحت بين 5 و12 سنة سجنا لثمانية منتمين إلى تنظيم إرهابي
ادانت الدائرة الجنائية الثانية امس الثمانية متهمين بتهمة الدعوى الى ارتكاب جرائم ارهابية والانضمام الى تنظيم ارهابي وقضت في حقهم بالسجن باحكام تتراوح بين الـ5 و7 و9 و12 سنة.
وبالتذكير بوقائع القضية فانها انطلقت على اثر القاء اعوان ادارة امن الدولة القبض على 7 شبان اشتبه في انضمامهم الى تنظيم ارهابي، كما كشفت التحريات عن تورط شخص ثامن من تلك المجموعة التي تبين من خلال الابحاث انهم سافروا الى سوريا ومنها الى العراق وهناك تلقوا تدريبات عسكرية على بعض الاسلحة في احد المعسكرات ثم العودة بعد ذلك للقيام بعمليات تخريبية بتونس ولكن مخططاتهم باءت بالفشل لان اعوان امن الدولة اكتشفوا امرهم.
كما كشفت الابحاث انه بسقوط بغداد رجعت تلك المجموعة واراد افرادها التوجه الى بلد مجاور للانضمام الى مجموعة ارهابية وتلقي التدريبات مرة اخرى.
وبعد احالتهم على المحكمة الابتدائية بتونس قضت بثبوت ادانتهم والسجن في حقهم بأحكام تتراوح بين الـ5 والـ7 و9 والـ12 سنة سجنا.
صباح.ش
(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)
تونس تستنكر الحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى
تونس / 8 فبراير-شباط / يو بي أي: استنكرت تونس اليوم الخميس الحفريات الإسرائيلية الجارية بالقرب من أحد مداخل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى، ووصفتها بأنها أعمال تخريبة واستفزاز لمشاعر الأمة الإسلامية. ففي أول رد فعل رسمي، قالت وزارة الخارجية التونسية في بيان وزّع مساء اليوم، إن تونس »تتابع بقلق عميق ما تقوم به إسرائيل من حفريات وأعمال هدم بمحيط المسجد الأقصى الشريف تستهدف تغيير ملامح هذا المعلم التاريخي المقدس والنيل من هويته الإسلامية« . وأضاف البيان أن « تونس ومن منطلق مواقفها الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية واعتبارا لإيمانها الراسخ بحق الشعوب في صون مقدساتها الدينية،تدين هذه الإنتهاكات المتكرّرة« . وتابعت الخارجية التونسية في بيانها أن « تونس تعتبر هذه الأعمال استفزازا لمشاعر الأمة الإسلامية من شأنه أن يزيد في حدة التوتر والاحتقان في المنطقة وأن يضعف الجهود الدولية والإقليمية الساعية إلى إحياء عملية السلام« . وأهابت بالمقابل بالمجتمع الدولي الضّغط على الحكومة الإسرائيلية حتى تتوقّف فورا عن مواصلة الحفريات والأعمال التّخريبية في محيط الحرم القدسي المبارك. ويأتي هذا الموقف الرسمي التونسي في وقت واصلت فيه إسرائيل هذه الحفريات منذ أول من أمس الثلاثاء غير آبهة باستمرار الاحتجاجات الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تزايدت اليوم.
البنتاغون ينشئ قيادة اقليمية لافريقيا وسط مخاوف من مخاطر القاعدة
حـتى لا تستفحل البطالـة فـي تونـس:
سوق الشغل مطالب بتوفير 85 ألف موطن شغل سنويا خلال المخطط 11 و100 ألف خلال المخطط 12
تونس ـ الصباح
كل العاطلين عن العمل يتوقون إلى النفاذ إلى سوق الشغل والظفر بمكان لهم فيه.. وجل المتخرجين من الجامعات ومراكز التكوين المهني ومدارس المهن.. يتردّدون على مكاتب التشغيل دون هوادة.. وينتظرون فرصة الحصول على موطن شغل على أحر من الجمر.. ويعيشون على أمل كثيرا ما ردده على مسامعهم المشرفون على مكاتب التشغيل ومفاده أن البطالة لن تدوم طويلا وأن هناك حلولا في الطريق.. لكن في الحقيقة فإن كل التوقعات المتعلقة بقطاع التشغيل تشير إلى أن المستقبل القريب سيكون صعبا..
وفي هذا السياق ينتظر أن تبرز عوائق كثيرة ناجمة عن التغيرات الديمغرافية من ناحية وعن تزايد عدد السكان الذين هم في سن النشاط المهني من ناحية أخرى إضافة إلى ارتفاع عدد المجازين وخريجي التكوين المهني.. فباعتبار فرضيات عدد السكان الذين هم في سن النشاط سيرتفع الطلب الإضافي للتشغيل ليبلغ حوالي 87.2 ألفا سنويا خلال العشرية 2007ـ2016 مقابل 80.3 ألفا كمعدل سنوي خلال المخطط العاشر..
وتشير الدراسات إلى أن تأثير انخفاض الخصوبة والنموالسكاني المسجل في الفترات الأخيرة على حجم الطلبات الإضافية للتشغيل لن يكون محسوسا إلا بداية من أواخر الخماسية 2012ـ2016 ومن المؤكد أن هذا الارتفاع المهم في حجم الطلب الإضافي للتشغيل وفي عدد حاملي الشهادات سينجم عنه ضغوط كبيرة على سوق الشغل.
وباعتبار التحديات المرتقبة على الصعيدين الوطني والعالمي وخاصة الضغوط المنتظرة على سوق الشغل جراء المستويات القياسية التي ستبلغها الطلبات الإضافية خاصة من بين حاملي الشهادات العليا، يجب الارتقاء بنسق النموإلى مستويات أرفع تتجاوز 6 بالمائة ومضاعفة الدخل الفردي والتقليص في نسبة البطالة بأربع نقاط قبل نهاية العشرية. ويستوجب تجسيم هذا الهدف تحقيق نسبة نموللناتج المحلي الإجمـالي بمعدل 6.3 بالمائة خلال كامل العشرية 2007-2016 على أن تتطور هذه النسبة بصفة تصاعدية لترتقي من معدل 6.1 بالمائة خلال المخطط الحادي عشر إلى 6.5 بالمائة في المخطط الثاني عشر. كما يستوجب إحداث 925 ألف موطن شغل جديد بمعدل 85 ألف موطن شغل في السنة خلال المخطط الحادي عشر و100 ألف موطن شغل في السنة خلال المخطط الثاني عشر.
بيانات
تشير البيانات الإحصائية إلى أن تحقيق نسبة النمو سالفة الذكر ستساعد على تجسيم الهدف المتمثل في بلوغ الدخل الفردي مستوى 5000 دينار سنة 2009 ليصل الدخل إثر ذلك إلى مستوى 5635 دينارا سنة 2011 و8000 دينار سنة 2016.
كما سيسمح نسق إحداثات الشغل المستهدف بتحقيق نسبة تغطية للطلبات الإضافية للشغل بمعدل 98.2 بالمائة خلال المخطط الحادي عشر وبمعدل 121.3 بالمائة خلال المخطط الثاني عشر. وينتظر أن تنخفض نسبة البطالة من 14.2 بالمائة سنة 2006 إلى 13.1 بالمائة سنة 2011 لتنحصر في حدود 10.3 بالمائة سنة 2016 وبالنسبة لتشغيل حاملي الشهادات العليا فيتمثل الهدف في هذا المجال في التخفيض في نسبة البطالة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا من 16.0بالمائة منتظرة لسنة 2006 إلى 14.1 بالمائة سنة 2011 و11.3 بالمائة سنة 2016.
وسيمكن ذلك من الترفيع في نسبة التاطير لتبلغ 18.5بالمائة سنة 2011 و23.4 بالمائة سنة 2016 مع تجسيم الهدف المتمثل في بلوغ نسبة تأطير تقدر بحوالي 17بالمائة سنة 2009.
ويذكر أن عدد السكان المشتغلين كان قد سجل خلال الخماسية الماضية تطورا في هيكلته حيث ارتفعت حصة المشتغلين الذين لهم مستوى تعليم عال من 8.3 بالمائة سنة 1997 إلى 13.1 بالمائة سنة 2005 وشمل هذا الارتفاع خاصة القطاع المالي وقطاعات الكهرباء التعليم والصحة والخدمات الموجهة للمؤسسات. كما تطور عدد المشتغلين في قطاعي الخدمات والصناعة على حساب المشتغلين في قطاع الفلاحة والصيد البحري الذين تراجعت نسبتهم من 20.9 بالمائة سنة 1997 إلى 16 بالمائة حسب التعداد العام للسكان والسكنى سنة 2004.
ويبرز من خلال تطور هيكلة البطالة حسب المستوى التعليمي تزايد حجم العاطلين عن العمل الذين لهم مستوى التعليم العالي حيث ارتفعت نسبهم في مجموع العاطلين من 3.6 بالمائة سنة 1997 إلى 13.6 بالمائة سنة 2005. ويرجع هذا التزايد بالأساس إلى الارتفاع المتواصل لحاملي الشهادات العليا والذي أدى بدوره إلى ارتفاع نسبة البطالة لمن لهم مستوى التعليم العالي والتي بلغت 14.8 بالمائة سنة 2005 مقابل 8.1 بالمائة سنة 1997. في المقابل تجدر الإشارة إلى تراجع نسبة الذين تتعدى مدة بطالتهم السنة من 49.1 بالمائة سنة 1997 إلى 40.2 بالمائة سنة 2005 أي ما يوازي قرابة 9 نقاط كاملة.
وكانت نتائج الاستشارة الشبابية قد كشفت أن 75,9 بالمائة من الشباب العاطل يرى أن بطالته تعزى لعدم توفر مواطن شغل وأن 45,5 بالمائة يرغبون في وظيفة قارة بالقطاع العمومي و46 بالمائة يرغبون في العمل للحساب الخاص و52,7 بالمائة مستعدون لتعاطي عمل يدوي و72 بالمائة من الذين لا يحبون العمل اليدوي يرجعون ذلك لأنه لا يستجيب لطموحات الشباب ويرى 51,3 منهم أن وسيلة الحصول على شغل هي الشهادة و34,2 بالمائة يرون أن التدخلات والعلاقات الخاصة أي «الأكتاف» هي التي تمكن الشباب من الحصول على شغل ونجد 69,6 بالمائة يرفضون الشغل بعقود قصيرة المدى أودون عقود شغل..
سعيدة بوهلال
(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)
…في دار ابن رشيق
كمال بن يونس
أعيد فتح دار الثقافة ابن رشيق بعد سنوات من «الأشغال»(وما أطول «أحبال» بعض الأشغال عندنا)..
لكن المهم أن دار الثقافة الكبيرة والرمزية في شارع باريس بالعاصمة أعيد فتح ابوابها لتستـأنف استقبالها للجمهور المولع بالثقافة والانشطة الثقافية من مسرح وسينما وندوات حوار مختلفة..
دار الثقافة بان رشيق تستضيف هذه الايام أسبوع الفيلم الايراني.. أي أحد ابرز اسابيع السينما التي تستقطب منذ سنوات جمهورا عريضا.. من مختلف الاعمار والاذواق والجنسيات.. بحكم تألق السينما والانتاج الثقافي الايراني منذ مدة.. رغم ما يمر به البلد من أوضاع استثنائية منها الحصارالدولي..
دار الثقافة بان رشيق كانت منذ مرحلة الاحتلال الفرنسي المباشر قبلة لرموز الثقافة والادب والمسرح والشعر.. والندوات الفكرية والسياسية والوطنية.. بمشاركة رموز وأعلام من حجم الطاهر والفاضل بن عاشور والرشيد ادريس والصادق بسيس والعروسي المطوي ومحمود المسعدي.. وجماعة تحت السور والخلدونية ونشطاء جمعيات الشبيبة المدرسية والشبان المسلمين وصوت الطالب الزيتوني ورموز الحزب الدستوري.. وغيرهم..
وبعد الاستقلال تضاعف اشعاع دور الثقافة.. خاصة في العاصمة وبعض المدن الكبرى.. وكثير يذكر الدور الثقافي والسياسي الذي لعبته بالنسبة للشباب عموما والطلبة خاصة.. دور الثقافة ابن رشيق وابن خلدون والسينماتاك وقاعة المسرح البلدي ومقرات البعثات الثقافية الفرنسية والايطالية والاسبانية والأمريكية والروسية.. (وجلها كان في محور شارعي الحرية وباريس وشارع بورقيبة)..
ولا بد من الاعتراف بتطور الأوضاع.. والمنافسة الشرسة التي تشكومنها قاعات المسرح والسينما ودور الثقافة من قبل آلاف الفضائيات المجانية وغير المشفرة.. وكذلك آلاف المقاهي وصالونات الشاي المختلطة.. وغير ذلك من وسائل الإغراء للمراهقين والشباب.. والكهول.. من الجنسين..
لكن رغم ذلك لا بد من متابعة الرهان على الفضاءات الثقافية.. ودعم دور الثقافة بأنواعها.. عبر تنظيم تظاهرات وعروض مميزة فيها.. مثل أسبوع الفيلم الايراني.. واسبوع الفيلم الارجنتيني الذي تنظمه بلدية تونس هذه المدة ايضا.. وغيرهما..
والازدحام الكبير حول شباك المسرح الوطني منذ أكثرمن أسبوع لمشاهدة مسرحية «خمسون «للفاضل الجعايبي وجليلة بكار.. دليل على ان الشباب والمثقفين يبحثون فعلا عن المنتوج الذي يرتقي إلى طموحاتهم.. مهما كانت اغراءات البارابول وصالونات «الشاي» والشيشة و«الرامي».
(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)
الديبلوماسي السابق محمد فريد الشريف ينشر مذكراته
«ليس للديبلوماسي من خيار سوى تطبيق سياسة حكومته وتبني وجهة نظرها»
تونس/الصباح
تبدو المسيرة الديبلوماسية للأستاذ محمد فريد الشريف غزيرة وغنية اذ التحق بالسلك الديبلوماسي التونسي سنة 1956 وانهى مهامه في المجر عام 1995 وبذلك يكون قد امضى في خدمة الديبلوماسية التونسية ما يقارب الأربعين سنة فالرجل قد قاده العمل الديبلوماسي الى عدة بلدان منها سويسرا وسوريا والجزائر والاردن وقطر والبحرين واثيوبيا والسعودية واليمن وعمان وايران والمجر.
ونظرا لهذا العمر الطويل الذي انفقه في رحاب الديبلوماسية، فقد اصدر محمد فريد الشريف مذكراته، التي تناول فيها محطاته محطة محطة
مستخلصا الى نظرية تكشف عن دور الديبلوماسية وخصائص الديبلوماسي، اي اراد ان يقدم خلاصة تجربة طويلة صنعتها المواقف والاحداث واللقاءات المثمرة، وهو ما يمكن ان يكون في غاية الافادة للجيل الجديد من الديبلوماسيين.
ويقول السيد محمد فريد الشريف في لغة واضحة وشفافة، ان مذكراته ليست الا ذكريات ذلك لانه اعتمد عند تدوينها على الذاكرة او على ما ترسب في اعماقها، فلم يعتمد اية وثيقة او مرجع لانه طوال اربعين سنة من العمل الديبلوماسي قضى جزءا كبيرا في تحرير الخطاب السياسي والوثائق بشتى انواعها ولم يحتفظ بشيء منها لنفسه، على اعتبار ان وثائق العمل ليست من الممتلكات الشخصية ولا يستطيع التصرف فيها او الاحتفاظ بها.
ويضيف صاحب المذكرات انه تعرض للأحداث التي رافقت مسيرته المهنية كما حدثت في حينها وذلك كشاهد عيان.
وقد خصص الديبلوماسي محمد الشريف صفحات كثيرة للحديث عن الديبلوماسية والديبلوماسيين وفيها يذكر ان الديبلوماسي غير مطالب بالصمت بل هو مدعو الى الكلام الرصين والمتزن المدعم بالمنطق والحجج ولن يتسنى له ذلك الا بعد التحرر من الخجل ومع التجربة الطويلة، بل انه حسب صاحب المذكرات، من المستحسن لو استطاع ان يكون راشقا او حتى لاذعا ذلك انه من ألد ما يستمتع به الديبلوماسي المحنك القدرة على ممارسة هذه اللعبة الشائكة والشيقة في المبارزات الثنائية في قاعات المؤتمرات وأروقتها. كما ان االديبلوماسي مطالب باتخاذ القرار السريع في حينه والا ضاعت عليه الفرصة وحتى يكون جاهزا للتصدي لهذه المواقف بالقدر المطلوب وفي الوقت المناسب يفترض ان يكون على وعي دقيق بمعطيات الموضوع والاتجاهات السياسية لبلده وبلد الطرف المقابل.
ويضيف الديبلوماسي السابق محمد فريد الشريف متحدثا عن الفارق بين السياسي والديبلوماسي: «لقد صادفني في مسيرتي الذاتية بعض الديبلوماسيين في العواصم التي عملت بها وارتبطت معهم بعلاقات وطيدة الى حد البوح بمواقفهم الشخصية التي قد لا تنسجم حتما مع سياسات الدول التي يمثلونها، وهو واقع مأساوي يعيشه هؤلاء ولا يستطيعون الافصاح عنه والجهر به. وهنا يبرز الفارق بين السياسي والديبلوماسي فالأول يكشف عن آرائه بحرية مطلقة ويدخل بها المعترك الديموقراطي ويؤول به الامر الى ان يكون في اغلبية او في معارضة وأن يحتكم الى صناديق الاقتراع والثاني ليس له خيار الا تطبيق سياسة حكومته وتبني وجهة نظرها والدفاع عنها مهما كانت اراؤه الشخصية، مما يؤكد بوضوح ان الديبوماسية مهنة واحتراف وتخصص».
ان كتاب «مذكرات ديبلوماسي: اربعون سنة في خدمة الديبلوماسية التونسية» يجمع بين التجربة وخلاصتها ولا يغفل عن الجمع ايضا بين اظهار رواد الديبلوماسية التونسية وبين تقديم وصفات للديبلوماسي الناجح للجيل الجديد من افراد الديبلوماسية التونسية.
عرض: آمــال
(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)
إبن خلدون … جدلية المعرفة ونقد العقل النظري
الجزائر توقع علي اتفاقية تجريم الاختفاء القسري للاشخاص
مدونات المغرب السياسية.. الإصلاح بالفرنسية!
المواطن والتغيير(2)
إستطلاع: صــابر التونسي
واصل « الميكروفون » تجواله في الشارع لسبر آراء المواطنين عن « التغيير » ومدلولاته وما يعنيه لهم. إلا أننا لاحظنا أن الناس لم يتفاعلوا معنا تفاعلا إيجابيا ولا ندري ما مرد ذلك، أهو زهد في الإعلام؟ أم خوف مما يمكن أن يجره عليهم تصريح خاطئ لا يتماشى وهوى « رجال التغيير »؟ أم أن ابن الربط الذي حاورناه في الحلقة الماضية، هو الذي أشاع حولنا الأراجيف وخوّف المواطنين من التعامل معنا؟ بل لعله نشر هواجسه على صفحات الإعلام المعادي « لتونس » خارج الوطن فسرت إشاعاته مسرى النار في الهشيم ككل أمر غريب أو دخيل!!
لم نيأس، حملنا « الميكروفون » في يد وفي الأخرى لافتة مكتوب عليها « هنا الكلمة الحرة، هنا الإعلام الهادف ».
واصلنا البحث عمّن يحاورنا، دون خوف ويدلي برأيه في موضوعنا، التقينا سيدة تدفع عربة رضيع في مكان بعيد عن زحمة الناس، استوقفناها بلطف:
الميكرفون: مرحبا سيدتي هل يمكن أن نجري معك حوارا؟
السيدة: بخصوص ماذا؟ … لم أسأل يوما عن رأيي منذ ولدت وليس لدي الآن وقت فأنا أريد أن أدرك المغازة قبل أن تغلق لأشتري « الغيارات » (الكوش) لابنتي وإلا « باتت ليلتي ليلة »، الزمن قد تغير ومواليد هذا العصر ما عادوا يرتاحون في اللفافات التي استعملتها أمهاتنا في الزمن البائد!
الميكروفون: لقد وفرت علينا كثيرا من الوقت ودخلت بنا في الموضوع قبل أن نحدثك عنه … حوارنا معك إن تكرمت سيكون عن « التغيير » والزمن البائد ولن نأخذ من وقتك كثيرا، وقبل ذلك هل لنا أن نتعرف على اسمك وعنوانك؟!
السيدة: أنا فرح بنت الملاسين!
الميكروفون: سيدة فرح، ماذا يعني لك « التغيير »؟
فرح: لم يكن يعني لي شيئا ولكنه صار مهما جدا في حياتي!
الميكروفون: هل نفهم من هذا أنك كنت معارضة ثم تبت الآن وانخرطت في مشروع « التغيير »؟ ماذا تقصدين بالضبط؟
فرح: يبدو أنك ذهبت بعيدا في تأويل كلامي، ما قصدته أن حياتي كانت رتيبة قبل الزواج ولم يكن لدي مسؤوليات، وأما الآن فقد تغير وضعي جدا، خصوصا منذ أن ولدت ابنتي « معيوفة » وأحتاج من حين لآخر تغيير الجو من كثرة المشاغل والعناء … وألجأ إلى تغيير حَفّاظ ابنتي كلما صدعت رأسي بالبكاء لأرتاح فالتغيير يزيل آثار الرطوبة! وهذا هو التغيير عندي وليس سواه!
الميكروفون: إن كان الأمر كما تقولين فماذا يعني لك الزمن البائد الذي حدثتنا عنه قبل قليل؟
فرح: اسأل من عاشه فأنا ابنة الزمن الحاضر ولا أشهد إلا بما أعلم!
الميكروفون: هل يعني هذا أنكِ ولدت بعد « التغيير »؟
فرح: تغيير ماذا؟
الميكروفون: التغيير السياسي الذي حدث في البلاد سنة سبع وثمانين!
فرح: تقصد التغيير الرئاسي الذي أحيل بموجبه الرئيس السابق على التقاعد معززا مكرما؟؟
نعم ولدت بعد ذلك الحدث بيوم واحد وقد سماني جدي « فرح » شماتة منه في بورقيبة لأنه كان يوسفيا وعانى من تنكيل بورقيبة وقمعه!
وأنا الآن عمري هو عمر رئاسة الرئيس الحالي أي أنني ابنة « العهد الجديد » فيه ولدت وفيه كبرت وفيه تزوجت وفيه أنجبت ابنتي « معيوفة » … وقد صار « العهد الجديد » بهذا المعنى جدا، بولادة ابنتي يومين قبل الإحتفال بالذكرى التاسعة عشر للتغيير !
وسياسيا حياتي مستقرة جدا ولم أشهد أي تغيير يذكر عدا ما حصل من طلاق الرئيس لزوجته الأولى وصعود السيدة ليلى بعدها، وإن كنت لا أذكر هذا الحادث فقد حدث في بداية طفولتي فإنني أجد الآن آثاره ويجدها كل مواطن!
الميكروفون: هذا لا يمنع من أن تعطينا رأيك في « التغيير »!
فرح: يا سيدي أنا لم أكمل دراستي لأن حالة والدي الإقتصادية قد تضررت بسبب الحادثة آنفة الذكر! مما اضطرني للانقطاع عن الدراسة والبحث عن عمل ثم تزوجت مبكرا لأخفف العبء عن والدي، ولذلك أنا لا أفهم في التنظير السياسي ولا يمكنني أن أعطي رأيي في أمر لم أعشه أو أجربه بنفسي! وإن أردت أن أجيبك عن كيفية تغيير حفاظ ابنتي وفوائده الصحية والنفسية للطفل، أجيبك! وفي الزمن البائد قالوا: « اسأل مجرب ولا تسأل طبيب » ! فاسأل عن « التغيير » الذي تقصده غيري يجيبك!
الميكروفون: لاحظنا بداية أن اسم « فرح » اسم « مودارن » على خلاف اسم « معيوفة » فهو اسم « انتيكة » جدا كانوا يطلقونه قديما على الفتاة التي يخشى عليها من الموت حتى يعافها ويتركها على قيد الحياة!! وبما أن لإسمك سببا فهل لإسم ابنتك كذلك سببا؟؟
فرح: رجاء لا تحرجني ويكفيني ما أنا فيه!
الميكروفون: ليس في الأمر أي إحراج إنما هو مجرد حب إطلاع!
فرح: زوجي أحد الحالمين بالديمقراطية، أصيب، بالإحباط يوم أن قرروا تغيير الدستور ليتمكن الرئيس الحالي من الإستمرار في الحكم وازداد توتره بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأصيب بصدمة نفسية يوم أن أعلن الناطق باسم الرئاسة عن عزم الرئيس على الترشح لانتخابات 2009 بعد المناشدات الشعبية المتكررة!! وكان ذلك يوما واحدا قبل ولادة ابنتي! وقد سبق ذلك طردي من العمل بسبب وضعي « لفولارة » على رأسي!!
وهكذا فاض كأس زوجي ـ الحالم بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطةـ فأغرق ابنتي بهذا الاسم ولكنه وعد بتغييره إن تغير حال الديمقراطية في البلاد إلى الأحسن! وللعلم زوجي ليس له مشكلة مع أحد، ومشكلته مع نفسه فقط فهو « نية »، صدّق الشعارات التي سمعها والمبادئ التي تعلمها وفاته أن الممارسة غير التنظير وأن النص غير التنزيل!! ويحيى « السيد » الرئيس الذي علمني هذا وذاك!!
وعن إذنكم ومع السلامة!!
الميكروفون: شكرا وإذنك معك……!!
الميكروفون: سيدة فرح!! …. سيدة فرح ….!! أرجوك لا تغيري اسمك إلى « حزن » ولا تنسي أن تغيري حفاظ ابنتك بسرعة فقد بدأت رائحته تفوح ويخشى أن تَجلب لكم الجعلان!!
وإلى اللقاء مع مواطن آخر ومع رأي آخر في « التغيير »
ونأمل أن نتمكن في الحلقة القادمة من زيارة السيد محمد عبو في سجنه لنسأله عن رأيه في « التغيير » بمناسبة مرور سنتين على سجنه!!
(المصدر: مجلة « كلمة » (شهرية الكترونية – تونس)، العدد 50 لشهر فيفري 2007)
الخيار العسكري ضد إيران يتقدم في واشنطن