الأربعاء، 7 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

  

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2452 du 07.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –فرع القيروان: بيــــــــان نـواة: إعادة إلقاء القبض على قابيل الناصري…الإبن الرابع جريدة « الصباح »:محاكمة 8 شبان بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي  يو بي أي: أحكام بالسجن بين 5 و 11 عاما بحق تونسيين اتّهموا بالاٍرهاب يو بي أي: حزبان تونسيان يستنكران بشدّة الحفريات الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى الحياة: تساؤلات المستقبل في تونس بعد المواجهات الأخيرة الشروق: كــل القضايـا الخلافيــة مطروحة للنقاش عند بن علـــي الشرق الأوسط: وزير ليبي يرد على نظيره الجزائري بشأن قضية التأشيرة:مسؤول مغاربي ينتقد القرار «الارتجالي» بفرض تأشيرة على المغاربيين يو بي أي: تحليل: ليبيا تدقّ آخر مسمار في نعش اتحاد المغرب العربي جريدة « الصباح »:صناديق البريد في الأنهج والشوارع أخبار تونس: بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والأربعين لإحداث ساقية سيدي يوسف: الرئيس بن علي يوجه برقية تهنئة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و ا ج: ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف – الرئيس بوتفليقة يبرق للرئيس التونسي بمناسبة الذكرى 49  رويترز: مجلة تونسية تقول ان أكبر معمر في العالم تونسي الجنسية الصباح:المثقّفـون فــي «خمسـون»: البعـد العالمـــي والخصوصيــــة التونسيــــــة الصباح: في دراسة حول قطاع النسيج بتونس والمغرب ومصر والأردن: القرب من السّوق الأوروبية منقذ البلدان المتوسطية من أسعار دول آسيا الزّهيدة الصباح:في إحصاءات أوروبية أولية حول الاستثمار الأجنبي المباشر بدول جنوب المتوسط:إسرائيل تحـتكر اهتمام المستثمرين الأجانب وتستقطب 13 مليار دولار! سويس إنفو:المفوضية العليا للاجئين:لاجئو العراق يواجهون كارثة انسانية سويس إنفو:أمريكا أرسلت الكثير من الأموال إلى بغداد قبل تسليم السيطرة للعراقيين محمد العروسي الهاني: وقع وتأثير حرية التعبير مهما طال الزمان لها تأثيرها ولا بد لها من مفعول إيجابي حسين المحمدي :مؤتمر دولي حول الإرهاب في تونس…تكريما لرجال القاعدة مغاربيا؟ الهادي المثلوثي: إلى من لم يستوعب الدرس توفيق المديني: تطورالعلاقات الإفريقية – الصهيونية برهان غليون: لم أتهم الجزيرة ولا علماء الدين


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001

الهاتف /الفاكس:71354984

Email: aispptunisie@yahoo.fr

07/02/7200

بلاغ

 

أعلمنا السيد محمد بن سعيدان الناصري أن أعوانا من فرقة أمن الدولة دخلوا منزله عنوة يوم الثلاثاء 06 فيفري 2007 و اختطفوا ابنه السجين السياسي السابق السيد قابيل الناصري من بين أفراد عائلته علما بأن إخوة قابيل الثلاثة حسان و حسني و عقبة وقع اتهامهم بتبني الفكر السلفي  و هم بحالة إيقاف منذ فترة طويلة و أن اثنين منهما هما حسني و عقبة سيمثلان أمام الدائرة الجنائية يوم 13 فيفري 2007 لمقاضاتهما من أجل ذلك بينما وقعت إحالة أخيهما حسان الذي لم يتعدّ عمره سبعة عشر عاما على محكمة الأحداث.

و قد أصيب الأب بخيبة أمل و أصبح يعيش بحالة فزع منذ إيقاف ابنه الرابع بطريقة فضة و أقبل الجيران لمواساته واعتصموا معه بمنزله الكائن 14 بنهج السينيغال عدد 14 حي النجاح منزل بورقيبة كما تحول عدد من الحقوقيين المناضلين في شتى الجمعيات الحقوقية إلى المنزل لمواساة العائلة في مصابها خاصة و أن الأب يعتبر التهمة الموجهة لأبنائه تتعلق بعقيدتهم و ممارستهم لشعائرهم الدينية.

 و قد سبق للشاب قابيل الناصري أن قضى حكما بالسجن لمدة سنتين و ثمانية أشهر و بالمراقبة الإدارية لمدة خمسة أعوام في ما عرف بقضية أريانة. و هي المجموعة التي تمت محاكمتها على خلفية نية إلتحاقها بالمقاومة العراقية. و تم الإفراج عنه في بداية شهر نوفمبر من سنة 2005 بمقتضى قرار سراح شرطي مع مجموعة من السجناء السياسيين إثر شنهم إضراب عن الطعام قبيل قمة المعلومات التي عقدت في تونس.

و بعد إطلاق سراحه وجد قابيل الناصري نفسه عرضة لملاحقات واعتداءات أعوان الفرقة المختصة ببنزرت الذين طلبوا منه الحضور بصفة دورية لمركز الأمن بدعوى الخضوع للمراقبة الإدارية. إلا أنه رفض الخضوع لهذا الإجراء التعسفي. بناء على هذا أصدر قاضي ناحية منزل بورقيبة يوم 4 جانفي 2006 حكما يقضي بسجنه مدة ثلاثة أشهر نافذة من أجل عدم الامتثال للتراتيب المتعلقة بالمراقبة الإدارية. و قد دخل قابيل في إضراب عن الطعام يوم 30 جانفي المنصرم للتنديد بالمضايقات التي يتعرض لها و كل أفراد عائلته التي تعرضت لعديد المضايقات من قبل فرقة أمن الدولة.

 

رئيس الجمعية

الأستاذ محمد النوري


 

 أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001

الهاتف /الفاكس:71354984

Email: aispptunisie@yahoo.fr

07/02/7200

 

 

بلاغ

علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد عبد اللطيف بوحجيلة يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام منذ نوفمبر 2006 للمطالبة بإطلاق سراحه و قد عمدت السلطات السجنية إلى حقنه بمواد مغذية مرارا عديدة رغم إرادته و تخشى عائلته من أن يكون قد أصابه مكروه إذ لم تتمكن من زيارته منذ خمسة أسابيع لأن إدارة السجن امتنعت من تمكين أفراد العائلة من الزيارة دون ذكر سبب لذلك علما بأن السجين السياسي السيد عبد اللطيف بو حجيلة محاكم منذ 1998 بإحدى عشر سنة قضى منا ثماني سنوات بمختلف السجون التونسية وقد كانت أجريت عليه عملية جراحية لاستئصال أورام من الكلى و يشكو من مرض القلب و ضيق التنفس.

 

رئيس الجمعية

الأستاذ محمد النوري

 


 

 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –فرع القيروان

 

 

القيروان في 7 فيفري 2007

بيــــــــان

 

 تعرض الأستاذ السيد الفارسي ، وهو كاتب عام لنقابة التعليم الثانوي بحاجب العيون ل »لإيقاف التحفظي  » عن العمل ، وذلك اثر نقاش دار  بينه وبين المدير الجهوي للتعليم بالقيروان لما كان هذا الأخير بصدد تنصيب مجلس المؤسسة بقاعة الأساتذة – في غياب الأساتذة – حيث حاول السيد الفارسي شرح الموقف النقابي الرافض لهذا المجلس بصيغته الحالية وذلك إلى حد استكمال التفاوض بين وزارة التربية والنقابة العامة للتعليم الثانوي.

 

وفرعنا الذي يستغرب التهم الموجهة للسيد الفارسي ومنها خاصة »اقتحام قاعة الأساتذة  » والحال انه أستاذ يدخل القاعة متى شاء دون حاجة لاقتحامها ، يعبر عن مساندته لحق السيد الفارسي في التعبير عن رائه في كل ما يخص المؤسسة التربوية  وكذلك حقه في ممارسة النشاط النقابي المضمون دستوريا وقانونيا  .

 

كما يقف فرعنا  إلى جانب أساتذة معاهد حاجب العيون الذين يدافعون عن حق زميلهم في العودة للعمل فورا وكذلك يعبر عن تضامنه مع كل  التحركات التي اقرها المجلس الجهوي المنعقد بحاجب العيون بحضور النقابة العامة والاتحاد الجهوي للشغل  والنقابة الجهوية .

 

كذلك نعتبر أن التصرفات التي أقدمت عليها هياكل وزارة التربية والتكوين والتي ترفض التعامل مع الهياكل النقابية الممثلة للأساتذة و التي تريد تكريس الأمر الواقع بالقوة والردع والحرمان من حق الشغل  هي تصرفات منافية لأبسط الحقوق المدنية ، كما أنها تزيد من واقع الاحتقان داخل المدارس والمعاهد وتخالف ما يطمح له المواطن في مؤسسة تربوية تنشر داخلها  قيم احترام الرأي والحوار البناء  وتنبذ سلوك الردع والتجاوز والغطرسة .

 

 

عن هيئة الفرع

 

مسعود الرمضاني 

 


 

إعادة إلقاء القبض على قابيل الناصري…الإبن الرابع

محنة عائلة الناصري

 

 

لقد تم اليوم إلقاء القبض على السجين السياسي السابق قابيل الناصري بعد أن قام أعوان من البوليس السياسي و الشرطة بانتهاك حرمة منزله العائلي بالقفز على السور واقتياده عنوة بعد أن قاموا بإهانة والديه و بث الرعب في المنزل.

 

و قد سبق للشاب قابيل الناصري أن قضى حكما بالسجن لمدة سنتين و ثمانية أشهر و بالمراقبة الإدارية لمدة خمسة أعوام في ما عرف بقضية أريانة. و هي المجموعة التي تمت محاكمتها على خلفية نية إلتحاقها بالمقاومة العراقية. و تم الإفراج عنه في بداية شهر نوفمبر من سنة 2005 بمقتضى قرار سراح شرطي مع مجموعة من السجناء السياسيين إثر شنهم إضراب عن الطعام قبيل قمة المعلومات التي عقدت في تونس.

 

و بعد إطلاق سراحه وجد قابيل الناصري نفسه عرضة لملاحقات واعتداءات أعوان الفرقة المختصة ببنزرت الذين طلبوا منه الحضور بصفة دورية لمركز الأمن بدعوى الخضوع للمراقبة الإدارية. إلا أنه رفض الخضوع لهذا الإجراء التعسفي. بناء على هذا أصدر قاضي ناحية منزل بورقيبة يوم 4 جانفي 2006 حكما يقضي بسجنه مدة ثلاثة أشهر نافذة من أجل عدم الامتثال للتراتيب المتعلقة بالمراقبة الادارية.

 

و قد دخل قابيل في إضراب عن الطعام يوم 30 جانفي المنصرم للتنديد بالمضايقات التي يتعرض لها و كل أفراد عائلته التي نكلت بها أيادي الفرقة الأمنية : فقد تم اعتقال إخوته الثلاث حسان و عقبة وحسني بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ففي حين قـُضي على شقيقه الأصغر حسان، الذي لم يتجاوز سن العشرين، بثماني سنوات سجنا، لا يزال شقيقاه عقبة وحسني موقوفان في انتظار المحاكمة. هذا وتجدر الإشارة إلى ان صهرهم السيد بشير الفاتحي كان قد أمضى حكما بالسجن قبل أن يتم إطلاق سراحه.

 

وكانت عائلة الناصري التي حرمت من أبنائها الأربع قد خاضت العديد من إضرابات الجوع للمطالبة بإطلاق سراح أبنائها، و رفع المظلمة المسلطة عليهم، و للاحتجاج على سوء المعاملة التي يتعرض لها أبناؤهم داخل السجون التونسية.

 

 

قابيل الذي لم يـُمضي يوما على استجابته لطلب التوقف عن إضراب الجوع الذي تقدم له به وفد من مناضلي الجهة (الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، فرع بنزرت للرابطة التونسية لحقوق الإنسان، جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي) خلال زيارة قاموا بها لمنزله البارحة إختطفه اليوم رجال الفرقة المختصة ببنزرت ليلحقوه ببقية إخوته و ليحرموا عائلة الناصري من أبنائها الأربع. 

نواة

 

 6 فيفري 2007

 

(المصدر: موقع نـواة بتاريخ 6 فيفري 2007)

 

 


 

محاكمة 8 شبان بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي

نظرت الدائرة الجنائية الثانية في جلستها المنعقدة يوم 6 فيفري 2007 في قضية تتعلق بتهمة الدعوى الى الانضمام لتنظيم ارهابي وارتكاب جرائم ارهابية واستعمال كلمة ورمز وقد مثل امام الدائرة 7 متهمين بحالة ايقاف اما المتهم الثامن فقد احيل بحالة سراح لكنه لم يحضر يوم الجلسة. وبالرجوع الى الوقائع فان الابحاث في هذه القضية انطلقت من طرف اعوان ادارة امن الدولة حيث تمكنوا من ايقاف 7 شبان في مقتبل العمر اشتبه في انضمامهم الى تنظيم ارهابي. وقد كشفت التحريات عن تورط شخص ثامن مع المجموعة المذكورة. وبعدما ختم باحث البداية التحرير عليهم احيلوا صحبة ملف القضية على انظار هيئة المحكمة الابتدائية بتونس فاصدرت النيابة العمومية بطاقات ايداع بالسجن ضد سبعة فيما ابقت الثامن بحالة سراح. وقد وجهت لهم دائرة الاتهام تهما تتعلق بقانون الارهاب. وبمثول المتهمين امس ذكرهم القاضي بوقائع القضية والتي تشير الى انهم سافروا الى سوريا ومنها الى العراق حيث تلقوا تدريبات على اسلحة (الكلاشنكوف) والرشاشات في معسكر بالبلد المذكور وكان ذلك سنة 2003 ولما سقطت بغداد عادوا الى سوريا ثم الى بلد مجاور لتلقي تدريبات عسكرية والعودة بعد ذلك للقيام باعمال تخريبية بتونس ولكن اعوان امن الدولة احبطوا مخططهم. وباستنطاقهم تبين ان احدهم درس الطب واخر تقني سامي واخر تاجر والبقية يمتهنون مهنا مختلفة وقد اجمعوا على انكار التهم المنسوبة اليهم ونفوا انضمامهم الى اي تنظيم ارهابي ولاحظ احدهم انه فعلا تحول الى العراق باعتبار انه يعمل تاجرا ويتنقل بين العراق وتركيا وسوريا وذكر انه في العراق طلب منه المشاركة في الدفاع عن تلك الارض كدرع بشري ونفى تلقيه اي تدريبات عسكرية. ونفى البقية انضمامهم الى تنظيم ارهابي او استعمالهم رمزا اواسماء لغاية التعريف بتنظيم ارهابي ونفوا تلقيهم اية تدريبات اوتخطيطهم للقيام باعمال تخريبية بالبلاد التونسية. ورافع المحامون وقد ارتكزت مرافعتهم على طلب البراءة في حق جميع المتهمين. وقد حجزت المحكمة القضية للتصريح بالحكم اثرالجلسة. صباح ـ ش (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)


 

أحكام بالسجن بين 5 و 11 عاما بحق تونسيين اتّهموا بالاٍرهاب

 

تونس / 7 فبراير-شباط / يو بي أي: قضت محكمة تونسية بسجن ثمانية تونسيين لمدة تتراوح مابين 5 و11 عاما بتهمة الدعوى اٍلى الاٍنضمام لتنظيم اٍرهابي واٍرتكاب جرائم « اٍرهابية« .

 

وقالت المحامية راضية نصراوي اليوم الأربعاء ليونايتد برس أنترناشونال اٍن هذه الأحكام صدرت في ساعة متأخرة من مساء أمس عن الدائرة الجنائية الثانية التّابعة للمحكمة الاٍبتدائية بتونس العاصمة.

 

وأوضحت أن المعنيين بهذه الأحكام هم سبعة شبّان سبق أن اٍعتقلتهم السلطات الأمنية،بينما المتّهم الثامن لم يحضر جلسة أمس حيث يتمتّع باطلاق سراح المشروط.

 

وأضافت أن المتّهمين أنكروا التّهم الموجهة لهم ،كما نفوا أمام القاضي اٍنضمامهم لأي تنظيم اٍرهابي،أو تلقيهم تدريبات عسكرية والتّخطيط لتنفيذ أعمال تخريبة في تونس.

وبحسب مصادر متطابقة،فاٍن هؤلاء الشبان سبق لهم أن سافروا اٍلى سورية عام 2003 ، ومنها تحوّلوا اٍلى العراق حيث تدرّبوا هناك على اٍستخدام الأسلحة،ثم عادوا اٍلى تونس بعد سقوط بغداد.

 

ولاحظت أن هذه المحكامة تأتي بعد أقل من أسبوعين من محاكمة مماثلة شملت 23 شابا تونسيا،حيث صدرت بحقّهم أحكام بالسجن تراوحت بين 5 و9 أعوام ،وذلك عملا بقانون مكافحة الاٍرهاب.

 

وكانت تونس أقرّت قانون مكافحة الاٍرهاب في العاشر من كانون الأول/ديسمبر من العام 2003 تحت اٍسم القانون المتعلّق بدعم المجهود الدولي لمكافحة الاٍرهاب ومنع غسل الأموال،حيث تمّ بموجبه متابعة ومحاكمة أكثر من 500 شاب تتراوح أعمارهم ما بين 25 و28 عاما بموجب هذا القانون، حيث صدرت أحكام ضد البعض منهم بالسجن لمدة تتراوح ما بين ثلاث وخمس سنوات.

 

 


 

حزبان تونسيان يستنكران بشدّة الحفريات الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى

تونس / 7 فبراير-شباط / يو بي أي: أثارت الحفريات وأعمال التّنقيب الإسرائيلية بالقرب من مدخل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى اٍحتجاج واستنكار الأحزاب السياسية التونسية التي وصفتها بالاٍعتداءات على ثالث الحرمين الشريفين.

وقال منذر ثابت الأمين العام للحزب الاٍجتماعي التّحرري (حزب معارض معترف به)اليوم الأربعاء ليونايتد برس إنترناشونال اٍنّه « يستهجن بشدّة الاٍعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى ،وما رافقها من أساليب ملتوية وحجج واهية « .

واعتبر ثابت أن المحاولة الأخيرة لتدنيس المقدّسات ما هي اٍلا « حلقة جديدة في سياق التّعدي الفاضح على إرادة الشعب الفلسطيني ،وصفحة جديدة في سجل إسرائيل الزّاخر بإجراءات التّعدي الصارخ على مشاعر المسلمين« .

وكانت جرافتان اٍسرائيليتان قد شرعتا أمس في عمليات حفر وهدم بالقرب من حائط البراق بجانب المسجد الأقصى، قالت هيئة الأثار الاٍسرائيلية إنها تندرج في اٍطار بحثها وتنقيبها عن الأثار.

ودعا ثابت  » الضمائر الحية والقوى الديمقراطية والاٍنسانية، وكافة مكوّنات المجتمع الدولي اٍلى تفعيل وقفتها التّضامنية مع الشعب الفلسطيني ،ودعم مسيرته النّضالية حتى تحقيق حلم دولته المستقلة،ولتبقى القدس رمز التّسامح بين الأديان« .

ومن جهته وصف حزب الوحدة الشعبية التونسي(حزب معارض معترف به) الحفريات الاٍسرائيلية في محيط المسجد الأقصى بأنها اٍستفزازية،وتندرج في اطار مخطط صهيوني متكامل الأبعاد هدفه تهويد القدس الشريف.

وأشار في بيان وزّعه اليوم الأربعاء حمل توقيع أمينه العام محمد بوشيحة اٍلى أنه يتابع ببالغ الاٍنشغال هذه الحفريات التي تستهدف فرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين والعرب من خلال اٍستغلال الوضع العربي الراهن الذي يتّسم بتشتت الصف العربي رسميا وشعبيا،وبروز بوادر اٍقتتال فلسطيني-فلسطيني.

واستنكر حزب الوحدة الشعبية هذه الحفريات التي « تندرج في اٍطار سياسات متعاقبة هدفها طمس الملامح الهوية الثّقافية والحضارية لفلسطين اٍنسجاما مع الأساطير والأكاذيب التي تريد الصهيونية أن تبرر من خلالها جرائمها في الحق الفلسطينيين والعرب« .

ودعا بالمقابل القوى الفلسطينية اٍلى الاٍبتعاد عن كل مظاهر التّوتر ،واٍلى التّمسك بالثّوابت الوطنية ،والنظام العربي الرسمي اٍلى التّنديد بالاٍستفزازات الاٍسرائيلية التي تنمّ عن الطبيعة العدوانية والاٍستعمارية للكيان الصهيوني.

وكانت الحفريات الاٍسرائيلية التي تواصلت اليوم قد أثارت غضب الفلسطينيين والعرب ، حيث اعتبرها العاهل الأردني الملك عبد الله قد تخرج عملية اٍحياء محادثات السلام بين العرب واٍسرائيل عن مسارها،بينما اٍستكرها العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يرأس لجنة القدس وقال اٍنها » تستهدف طمس معالم ورموز اٍسلامية وحضارية« .

يشار اٍلى أن اٍفتتاح اٍسرائيل المدخل الذي يقع عند النفق الأثري بالقرب من الحرم الشريف عام 1996 قد أثار اٍحتجاجات فلسطينية وأدى اٍلى وقوع اٍشتباكات قتل فيها 61 عربيا و15 جنديا اٍسرائيليا.

كما أثارت زيارة رئيس الوزراء الاٍسرائيلي السابق ارييل شارون للحرم القدسي عام 2000 الاٍنتفاضة الفلسطينية التي حملت اٍسم اٍنتفاضة الأقصى،علما وأن اٍسرائيل سبق لها أن ضمّت القدس بعد حرب 1967 في خطوة مازالت لا تحظى بأي اٍعتراف دولي.

 
 


 

تساؤلات المستقبل في تونس بعد المواجهات الأخيرة

 
صلاح الدين الجورشي (*) بعد توالي الإرهاصات، حصل في تونس ما كان يخشاه الكثيرون، حيث أعلن وزير الداخلية عن تمكن مصالح الأمن من القضاء على «مجموعة سلفية إرهابية». وعلى رغم أن التحقيق لا يزال متواصلا مع العناصر المسلحة التي تم اعتقالها بعد مرور أكثر من شهر على الأحداث، إلا أن معطيات عديدة تؤكد أن عددا من الشبان لجأوا إلى حمل السلاح في وجه السلطة، وكادوا أن يعيدوا إنتاج المشاهد نفسها التي عرفتها الجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر والسعودية واليمن والأردن وغيرها من البلدان. وعلى رغم أن الأمن التونسي تمكن من إجهاض هذه العملية قبل تنفيذها، إلا أن ذلك لا يلغي القول بأن تونس انضمت عمليا إلى قائمة البلدان التي أصبحت مستهدفة من قبل ما يسمى «شبكات الإرهاب الإقليمية والدولية». والسؤال الذي لا يزال ينتظر الإجابة: بعد تصفية هذه المجموعة كيف سيتصرف النظام التونسي مستقبلا؟ مر المشهد الديني في تونس بتقلبات عدة خلال الخمسين سنة الماضية. فبعد الاستقلال، انقرض التعليم الزيتوني، وانحصرت ظاهرة التدين في صفوف الجيل الأول الذي ولد بعد الاستقلال، حيث فورة التحديث وصعود التيارات اليسارية والاشتراكية. في مطلع السبعينات شهدت تونس ميلاد حركة إسلامية على نمط «الإخوان المسلمين»، وعودة قطاع متزايد من الشباب إلى تدين ذي مضمون سياسي. وفي الثمانينات استطاعت النخبة الحديثة أن تؤثر نسبياً في خطاب الحركة الإسلامية التي تحولت مع الثمانينات إلى قوة ضاربة تهدد التوازنات السائدة، مما دفع بنظام الحكم إلى تبني نوع من صيغة «التصالح» مع خطاب الهوية، لكن سرعان ما انكمشت الظاهرة الدينية المسيّسة أو الاجتماعية طيلة التسعينات نتيجة الصدام العنيف الذي حصل بين السلطة وحركة النهضة، وتطبيق ما سمي بسياسة «تجفيف المنابع». مع مطلع الألفية الثانية، وتداعيات الحادي عشر من سبتمبر، شهدت تونس موجة تدين عارمة، لكنها مقطوعة الصلة أو تكاد بما سبقها من حيث طبيعة الخطاب ونوعية الثقافة. أما الخطاب فهو مجاف للديموقراطية أو غير معني بقضايا الإصلاح السياسي. وأما الثقافة الدينية فهي شديدة السطحية، تتشبث تحت غطاء السلفية وإصلاح العقيدة بكل ما هو شكلي وجزئي، معتبرة حجاب المرأة وأنماطاً من السلوك والتعبد وفتاوى الشؤون الفردية ذات أولوية قصوى. لكن بعد أن تحول العراق إلى مثال مرعب لسياسة «الفوضى غير الخلاقة» التي بشرت بها الإدارة الأميركية شعوب منطقة الشرق الأوسط، اكتسبت ظاهرة التدين الجديدة مزيدا من التعقيد، مما حولها إلى ظاهرة مركبة. حافظت ظاهرة التدين الجديد على عفويتها وعلى طابعها السلمي، وبذلك بقيت في عمومها ذات دلالات ثقافية واجتماعية محافظة. لكن جزءاً من الظاهرة، وتحديدا داخل دائرة أوساط شبابية، يفتقر للتجربة والخبرة والثقافة السياسية، ويتأثر بما يشاهده يوميا من مظاهر لا عقلانية لسياسة الولايات المتحدة الأميركية داخل العراق وفي المنطقة، مما نمى الرغبة لدى عدد من افراد هذه الفئة القليلة في الالتحاق بالمقاومة العراقية، وهي رغبة أخذت تتصاعد وتتسع تدريجيا. وهكذا شهدت السنتان الماضيتان محاولات كثيرة قام بها بعض الشبان، سعيا منهم للالتحاق بصفوف من يعتقدون بأنهم يشكلون «كتائب الجهاد». وقد كلفتهم هذه الرغبة الكثير، حيث يقبع حاليا المئات منهم في السجون التونسية بتهم لها صلة بقانون مكافحة الإرهاب. كما أن العشرات قضوا نحبهم في عمليات انتحارية نفذت داخل العراق، وفق ما ورد في أحد تقارير الجيش الأميركي. لكن هؤلاء الذين لم تتم مراعاة ظروفهم النفسية ولا سنهم أو تفاعلهم الطبيعي مع مأساة العراق، يتميزون بكونهم لم يفكروا في ممارسة العنف الداخلي، ولم يعرف عنهم أي سعي نحو رفع السلاح في وجه نظام الحكم. المستوى الثالث الذي أخذ يتشكل في إطار ضيق ومحدود حتى الآن، هو جنوح عدد قليل من الشبان التونسيين، نحو الالتحاق بصفوف تنظيم «القاعدة»، والتماهي مع خطابها ومنهجها في التغيير السياسي. هؤلاء لا يميزون بين ما يجري في العراق أو أفغانستان والصومال وبين ما يحصل في تونس. وهم يعتبرون أن العمل المسلح ضد النظام «جهاد». هؤلاء صنف جديد من «الجماعات» لم تعرفه الساحة التونسية من قبل. ولهذا السبب فوجئ الجميع بالمجموعة التي اشتبكت مع أجهزة الأمن والجيش، وسقط منها حسب الجهات الرسمية التونسية 12 قتيلا، وكثرت التساؤلات عن هويتهم الأيديولوجية وأهدافهم وارتباطاتهم الإقليمية والدولية. هنا يخشى أن تكون هذه المجموعة، إن ثبت كل ما يقال عنها، قد قررت الانتقال من «السلفية» كحالة ثقافية ودينية لازمت التاريخ الإسلامي، وإن اكتسبت في السنوات الأخيرة مضمونا موغلا في المحافظة والتشدد، إلى نشاط قتالي يضع حدا للخيار السلمي، ويمكن أن يعرض السلم الأهلي في تونس للخطر. فإن صح ذلك، تكون الحالة الدينية في تونس قد أصبحت ملغومة من داخلها، وهو أمر يتطلب خبراء في فك هذا النوع من الألغام، حتى لا تنفجر في وجه الجميع. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى الجوانب التالية: * يقدر نشطاء حقوق الإنسان عدد المعتقلين في السجون التونسية الذين وجهت اليهم تهم لها صلة بقانون «مكافحة الإرهاب» بأنه يتراوح ما بين 850 وألف معتقل. أما الذين تم استجوابهم ثم أطلق سراحهم فقد يتجاوزون الثلاثة آلاف شخص. وتخشى الأوساط الحقوقية من أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة توسعا في مجال الاعتقال التحفظي، وذلك في ضوء تواتر الأخبار والوقائع. وهذا من شأنه أن يحول المسألة إلى ظاهرة تمس قطاعا واسعا من الأسر والشرائح الاجتماعية، ولا تبقيها في دائرة مجموعات صغيرة ومعزولة. كما أن الخلط بين من حمل السلاح وبين من يؤمن بأفكار محافظة من شأنه أن يزيد المسألة تعقيدا، ويجعل من الصعب التعامل معها مستقبلا. * الوضع التونسي ليس منفصلا عما يشهده العالم العربي والإسلامي من تطورات خطيرة. وإذا كان المشرق العربي قد استشرت فيه ظواهر التفكك والتأزم، فإن المتأمل في أوضاع منطقة المغرب العربي يستشعر بأنها مرشحة لتشهد مزيدا من تكرار محاولات تشكيل مجموعات قتالية مرتبطة أيديولوجيا وربما تنظيميا بدوائر لها صلة بتنظيم «القاعدة». فاعتقال أو قتل عناصر متشددة هنا أو هناك، لا يعني شيئا كثيرا عند هذه الجماعات التي تمجد الموت، وتعمل من أجل توسيع دائرته. وما جرى في المغرب دليل على ذلك، إذ على رغم فشل عملية الدار البيضاء قبل ثلاث سنوات وتداعياتها السلبية على أكثر من صعيد، ها هي المحاولة تتكرر في الاتجاه نفسه وبالإصرار نفسه. * جماعات ما يسمى «السلفية الجهادية» لا تقف عند حدود عدم الاعتراف بالتعددية السياسية والفكرية لمختلف الأحزاب والتيارات الموصوفة بـ «العلمانية»، ولكنها لا تؤمن أيضا بمشروعية الاختلافات التي تشق صفوف الإسلاميين. فالسلفيون التونسيون لا يعترفون بحركة النهضة، ويرون فيها حركة سياسية تخلت عن «ثوابت الإسلام» واستبدلتها بخطاب ديموقراطي علماني، من دون أن تجني شيئا من وراء ذلك. كما أن الكثير منهم يجهل تاريخها وأدبياتها وحتى بعض رموزها. وبما أن السجون قد جمعت بينهم في الفترة الأخيرة، فقد اكتشف كل واحد منهم أنه غريب عن الآخر، ولا يجمع بينهم إلا قليل من المعتقدات. وهذا يعني أن المرشحين ليرثوا حركة النهضة جاءوا على أقصى يمينها. * الكرة الآن في ملعب النظام التونسي. والجميع يترقب الطريقة التي سيتعامل بها سياسيا مع هذه المستجدات. هل سيرى فيها مسألة عرضية تمت السيطرة عليها أمنيا، وبالتالي لا يوجد أي داع لتغيير أسلوب التعامل مع المعارضة ومنظمات المجتمع المدني «المشاكسة»؟ وهو ما يجعله يحتفظ بأسلوب العصا الغليظة بالنسبة الى الاسلاميين، بعد نجاحه في تقزيم حركة النهضة طيلة المرحلة الماضية، وتفكيك أواصرها وشل فعالياتها. هذا سيناريو من شأنه أن يزيد من فتح الأبواب أمام المغامرين. أما السيناريو الثاني، الذي يتمناه الكثيرون، فيتمثل في إطلاق قدر من الحريات، والاستفادة من تجارب دول الجوار. تجربة النظام المغربي الذي تمسك بالخيار الديموقراطي رغم تفجيرات الدار البيضاء. وتجربة الجزائر، حيث أدت صيغة الوئام المدني إلى تطويق النشاط المسلح، وإضعافه بشكل كبير. وتجربة موريتانيا التي رغم حرمان الإسلاميين من حق تشكيل حزب سياسي، إلا أن هامش الحركة لا يزال واسعا جدا أمامهم. وأخيرا التجربة الليبية التي – رغم صراع مرير استمر أكثر من ثلاثين عاما بين النظام وخصومه من الإسلاميين – فها هو بعد إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من سجناء الإخوان المسلمين، يجتهد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي ذو التوجه الإصلاحي في تفكيك لغم «الجماعة الليبية المسلحة». (*) كاتب وصحافي تونسي (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)


منذر ثابت لـ «الشروق»:

كــل القضايـــــا الخلافيـــــــة مطروحة للنقاش عند بن علـــــــي

 
* تونس ـ الشروق: دأبا على سنة الاستماع إلى مكوّنات المشهد السياسي الوطني والاستئناس بآرائهم ومقترحاتهم وتواصلا لعدد سابق من اللقاءات مع الأمناء العامين لأحزاب المعارضة التقى رئيس الدولة أوّل أمس السيد منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري. ثابت قال لـ «الشروق» إنّه خرج من لقائه مع رئيس الدولة أكثر إيمانا وتطلعا بمستقبل فيه المزيد من التقدّم للبلاد. في ما يلي حوار خصّ به السيد منذر ثابت «الشروق» متحدثا عن أهم مضامين اللقاء وأبرز الدلالات والمعاني. * حظيتم بلقاء رئيس الدولة لأوّل مرّة منذ توليكم الأمانة العامّة للحزب الاجتماعي التحرري.. ما هي أبرز انطباعاتكم في أعقاب اللقاء؟ ـ وجدت الرئيس حداثيا في أفكاره وفي مواقفه متفتحا على كل الأفكار والتصورات، مرنا في التفاعل مع محدثه، له مسافة نقدية مقنعة تجاه الأحداث والقضايا وينظر إلى المستقبل بنظرة واقعية. وما لفت انتباهي لدى سيادته أنه متجاوز لمنطق الرضى عن النفس الذي غالبا ما يميز مسلكية رجل السلطة، فأهمية المنجز لديه حافز لرفع التحديات الهامة وضمان مستقبل مستقر وواعد، كما أن المسألة الديمقراطية تمثل لدى سيادته قناعة حقيقية بحيث أنها في فكره تتعدى مستوى الحوار، وقد أكّد سيادة الرئيس في هذا الصدد أنّه ضدّ منطق الإقصاء والتهميش وأنّه مع تشريك أوسع قطاعات المجتمع المدني والسياسي في كل ما يتعلق بالشأن العام، لكنّه في المقابل شدّد على مركزية الثوابت الوطنية التي يعتبرها مقدسات ويعتبر أنّ الوفاء لدماء الشهداء مسألة لا تقبل المضاربة أو المساومة خاصّة أنّ منطق الهيمنة يسود المحيط الدولي. كما وجدت لدى رئيس الدولة إيمانا عميقا بأهمية أن يكون الجميع في مستوى المسؤولية التاريخية تجاه مشاغل الوطن الحقيقية. وأكد سيادته أن السلطة مستعدة لكل الحلول الديمقراطية التي تحترم الثوابت مؤكدا يقينه بوجود أطراف تفتعل الاشكاليات وإيمانه بأنه ليس هناك أفكار وأحكام مسبقة في كل الملفات والقضايا المطروحة بما فيها قضية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي عبّر رئيس الدولة عن اعتزازه بها كمكسب وطني، بل هناك ثوابت لابدّ من صيانتها لضمان بناء متين للمستقبل، فكل القضايا الخلافية ـ لدى سيادته ـ مطروحة للنقاش لأن المصلحة العليا لتونس تبقى فوق كل الاعتبارات. * إلى جانب المسألة الديمقراطية ومركزية الثوابت الوطنية… ما هي المسائل الأخرى التي تم التطرّق إليها خلال اللقاء؟ ـ قضية تطوير المشهد الإعلامي وخاصة المشهد السمعي والبصري أخذت حيزا مهما من اللقاء، وأشار سيادته بأن العناصر الإيجابية الموجودة في المرحلة الراهنة تبقى دون المطلوب، وهو يؤكّد أنّه لا وجود لأي موانع لإقرار المزيد من التعدّدية على المشهد الإعلامي عبر تعدد القنوات التلفزية والإذاعيّة. رئيس الدولة يعتبر أن حلّ معضلة الإعلام يمرّ عبر إقرار التعددية في وسائل الإعلام وإقرار المنافسة بينها كما أن جودة الانتاج الإعلامي لا يحتاج إلى قرار بل يحتاج إلى مبادرة ويحتاج إلى حالة تعددية تفرز النوع. كما يعتبر سيادته أن التوصل إلى مشهد إعلامي مقنع يقي الرأي العام مما تروّجه فضائيات الايديولوجيا الدعائية الهادمة تحد كبير. بالإضافة إلى ذلك وجدت لدى سيادته انشغالا حقيقيّا بقضيّة الشباب من مختلف المستويات وخاصة من حيث ضمان تشريكه وتثقيفه وتأطيره وفي المقام الأوّل قضية التشغيل، وفي هذا الصدد يرى الرئيس أن تأطير الشباب مهمة مشتركة من أجل ضمان وقايته من الهامشية الفكرية، وقد عبّر سيادته عن تأسفه لوجود شباب ينزلق في مطبات الانحراف وقال أنه علينا جميعا أن نعالج الظواهر الشبابية ونتعاطى معها بكل واقعيّة مشددا على ضرورة التوقي من المخاطر الموجودة على شبكة الانترنات مشيرا إلى أنه يوجد على هذه الشبكة ما هو كفيل بتدمير مستقبل شعب شاب كالشعب التونسي. كما وجدت سيادته مهتما بنشاط حزبنا مؤكدا على ضرورة الحرص على توخي العمل الجاد من أجل معالجة الإرث المثقل بالتفكك الذي طبع نشاط الحزب في الفترة الماضية. وعبر لي سيادة الرئيس عن رضاه بما شرعت فيه القيادة الجديدة للتحرري من عملية بناء وتصحيح مشجعا وداعما لمزيد تطوير الصورة الجديدة التي بدأت ترسم حول الحزب كحزب وطني ديمقراطي معتدل يراهن على الحوار والوفاق ويفسح المجال للطاقات الجديدة لأن تبرز وتعبر عن ذاتها من خلال الأطر الحزبية. وأكّد سيادته على ضرورة الإقناع والتفاعل مع الرأي الآخر وعدم التسرع في اتخاذ المواقف والقرارات لأن الحكمة في أن يأتي الآخر إلى مواقفك وهو مقتنع بصحتها وصوابها. * أجرى الحوار: خالد الحداد (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)

وزير ليبي يرد على نظيره الجزائري بشأن قضية التأشيرة مسؤول مغاربي ينتقد القرار «الارتجالي» بفرض تأشيرة على المغاربيين

 
الجزائر: بو علام غمراسة انتقد أمين عام «مجلس شورى اتحاد المغرب العربي» بشدة، قرار السلطات الليبية فرض التأشيرة رعايا دول الاتحاد، ودعا الزعيم الليبي معمر القذافي إلى العدول عن الإجراء الذي كان وزير الداخلية صالح رجب، قال إنه سيدخل حيز التنفيذ قريبا، ويهدف إلى «محاربة الهجرة السرية». وقال سعيد مقدم أمين عام المجلس، إنه «يأسف كثيرا للقرار (فرض التأشيرة) غير المسؤول وغير الناضج وغير المبرر، الذي صدر عن الجماهيرية الليبية والذي فاجأنا كثيرا»، مشيرا إلى أن فرض التأشيرة على مواطني دول الاتحاد «نعتبره عرقلة لحرية تنقل الأشخاص والبضائع في الفضاء المغاربي الواسع، ونلتمس من القائد الليبي التراجع عنه». وبشأن المبررات التي ساقها الليبيون بشأن التأشيرة، قال أمين عام مجلس الشورى الذي يوجد مقره بالجزائر، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد صادق قادة الدول الخمس على معاهدة تأسيس الاتحاد (بمراكش في 1989) وكان القذافي واحدا منهم، حيث وافق على الانضمام إلى تكتل جهوي وبالتالي على قوانينه، فالمعاهدة إذن أسمى من القوانين الوطنية، وإذا تجاوزها يعني أنه تنصل من تعهداته». وكان وزير الداخلية الليبي صالح رجب قال الأربعاء الماضي، على هامش اجتماع وزراء الداخلية العرب بتونس، إن ليبيا قررت فرض تأشيرة الدخول إلى أراضيها على كل الأجانب، وأن ذلك يشمل أيضا دول المغرب العربي ومصر. وقال إن القرار «سيادي يهدف إلى محاربة الهجرة السرية». لكن وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم قال الليلة قبل الماضية، في تصريحات لقناة الجزيرة، إنه سيتم إعفاء التونسيين من شرط التأشيرة، مشيراً الى أن تونس من الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لليبيا، وهناك ما يصل الى 30 الف شخص يعبرون الحدود بين البلدين. وأعلنت مصادر قريبة من الحكومة الجزائرية، أن الجزائر ستواجه القرار وفق مبدأ المعاملة بالمثل. كذلك، قال وزير الداخلية الجزائري نورالدين يزيد زرهوني اول من امس، ان القرار الليبي ستكون له تداعيات على اتحاد المغرب العربي. وفيما بدا ردا على هذا التعليق، قال شلقم الليلة قبل الماضية: «قبل ان يتحدث الوزير عن العواقب، من الأحسن الاشارة الى ان الحدود بين الجزائر والمغرب ما تزال مغلقة». (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)


 

تحليل: ليبيا تدقّ آخر مسمار في نعش اتحاد المغرب العربي

من الجمعي قاسمي

تونس / 7 فبراير-شباط / يو بي أي: لم يكن ينقص أجواء التّشاؤم التي تخيّم على العواصم المغاربية بسبب تراجع فرص تفعيل اتّحاد المغرب العربي،سوى القرار الليبي الأخير بشأن فرض التّأشيرة على رعايا دول هذا الاٍتّحاد الذي يعاني من التّعطيل منذ عام 1994.

وبالتّزامن مع هذا القرار الليبي الذي فاجأ الأوساط الرسمية والشعبية في منطقة المغرب العربي،عادت جبهة البوليساريو اٍلى التّهديد باللّجوء إلى السلاح لاٍحباط تمرير المشروع المغربي بشأن الحكم الذاتي للصحراء الغربية،الأمر الذي دفع أغلب المراقبين إلى وصفه بأنه آخر مسمار يدق في نعش الاٍتّحاد المغاربي .

ولم يتردّد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية التونسي (حزب معارض معترف به) في الإعراب عن اٍستغرابه من القرار الليبي،لاٍعتبارات عديدة منها توقيته الذي جاء في مرحلة دقيقة تمرّ بها المنطقة المغاربية.

وقال بوشيحة ليونايتد برس أنترناشونال اٍن هذا القرار الذي يأتي في الوقت الذي تتولّى فيه ليبيا رئاسة اٍتّحاد المغرب العربي « لا يخدم شعوب المغرب العربي،بقدر ما يساهم في مزيد تعطيل مسيرة بناء اٍتّحاد المغرب العربي،ويكرّس من عوامل الفرقة بين شعوبه وأقطاره« .

وكانت ليبيا قد تسلمت قبل أكثر من عامين رئاسة اٍتّحاد المغرب العربي من الجزائر التي تولت هذه الرئاسة منذ عام 1994 تاريخ اٍنعقاد آخر قمة بتونس،حيث فشلت في عقد قمة منذ ذلك الوقت بسبب تجميد المغرب لعضويته في الاٍتّحاد عام 1995 ،وبسبب طلب العقيد القذافي الذي رفضت بلاده تسلم رئاسة الاٍتّحاد،تأجيل القمة مرتين.

و ساهمت هذه التّطورات التي تعكس حجم الخلافات بين دول الاٍتّحاد (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا) في تعثر مسيرة هذا الاٍتّحاد الذي تأسس في السابع عشر من فبراير/شباط من عام 1989 ليكون تكتّلا اٍقتصاديا قويا قادرا على تمكين دول المنطقة من مواجهة تحديات العولمة.

كما أعرب بوشيحة عن أسفه لهذا القرار ،واٍعتبر أن إعادة النّظر فيه ضرورية من أجل تمتين عرى التّعاون والصّداقة والاٍندماج الحقيقي بين سكان المغرب العربي،ومن أجل الدّفع قدما باٍتّجاه بناء مغاربي موحّد يكفل لهذه المنطقة مكانة بين الأقطاب العالمية الأخرى.

وكان وزير الأمن العام الليبي صالح رجب المسماري قد أعلن في مطلع الشهر الجاري أن ليبيا ستفرض قريبا تأشيرة دخول على كل الرعايا العرب في خطوة قال اٍنها تستهدف محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وقد أثار هذه الإعلان ردود فعل متباينة،حيث في الوقت الذي لزمت فيه أغلب العواصم المغاربية الصمت،اٍعتبره وزير الداخلية الجزائري نورالدين يزيد زرهوني يضر بالجهود الهادفة اٍلى تعزيز الروابط بين دول اٍتحاد المغرب العربي.

وقال زرهوني في تصريح نشرته الصحف الجزائرية أمس الثلاثاء « إذا كانت ليبيا ترى أن القرار ضروري لأمنها فهذا قرار سيادي،ولكن هذا الأمر قد تكون له تداعيات على المقاربة المشتركة لبناء المغرب العربي. ».

ورغم أن وزير الداخلية الجزائري قد أشار بوضوح اٍلى أن بلاده لن تردّ بالمثل على القرار الليبي قبل التّأكد منه عبر القنوات الدبلوماسية،فاٍن ذلك لم يمنع وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم من الردّ عليه بالقول « قبل أن يتحدّث الوزير عن العواقب من الأحسن الإشارة اٍلى أن الحدود بين الجزائر والمغرب ما تزال مغلقة« .

وأضاف شلقم الذي دافع عن قرار بلاده،أنه سيتم اٍعفاء التونسيين من شرط التأشيرة لأن « تونس من الشركاء الاٍقتصاديين الرئيسيين وهناك ما يصل اٍلى 30 اأف شخص يعبرون الحدود بين البلدين« .

ودفع هذا السّجال المرشّح للمزيد من التّفاعل،المراقبين إلى إثارة الكثير من علامات الاٍستفهام حول طبيعة العلاقات بين الجزائر وليبيا،على ضوء التّقارير التي تشير إلى نوع من الفتور بين البلدين بسبب موقف العقيد القذافي الداعي اٍلى إنشاء فيدرالية للطوارق في الصحراء الكبرى،وهو الموقف الذي يبدو أنه أثار حفيظة الجزائر.

وترى الجزائر التي لم تخف غضبها من هذا الموقف أنها لم تشهد أي تمرّد من الطوارق الذين يعيشون فيها ويحملون جنسيتها،كما تقول اٍنها الوسيط الدائم بين طوارق الدول المجاورة وحكوماتهم.

وبالتّوازي مع هذا السّجال،جاءت التّهديدات الجديدة لجبهة البوليساريو باللّجوء إلى السلاح لإفشال تمرير مشروع الحكم الذّاتي المغربي في الصحراء الغربية ليعكس عمق الأزمة التي يتخبّط فيها اٍتّحاد المغرب العربي الذي سيحتفل بذكرى 18 لتأسيسه بعد عشرة أيام.

وكان محمد سالم ولد السّالك وزير خارجية جبهة الساقية الحمراء ووادي الذّهب (البوليساريو) ، قد هاجم بشدة هذا المشروع المغربي الذي نال ثقة فرنسا ،واٍعتبره لاغيا وباطلا لأنه ينتهك الشرعية الدولية .

كما هدّد ولد السالك الذي اعتبر أن اٍستقرار منطقة المغرب العربي يمر من خلال إعطاء الشّعب الصحراوي حقوقه،باللجوء إلى كل الوسائل بما فيها السلاح في حال تمادي المغرب في رفض الاٍعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

ولم تفلح الاٍتّصالات المكثفة التي شهدتها العواصم المغاربية منذ عام 1994 في تجاوز هذه الخلافات والتوترات التي تعرفها العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء ،وخاصة منها الخلاف المغربي-الجزائري حول الصحراء الغربية،والتوتر بين ليبيا والجزائر،وذلك على الرغم من تأكيد كافة العواصم المغاربية على أنها تعتبر الاٍتّحاد المغاربي\ »خيارا استراتيجيا« .

لذلك،يرى مراقبون أنه على ضوء بقاء القمة المغاربية معلقة منذ العام 1994،وعدم توصل القادة المغاربة اٍلى صيغة لكسر الحاجز الذي يحول دون اٍجتماعهم لتسوية النّزاعات والخلافات التي تقف حجر عثرة في طريق تفعيل الاٍتّحاد المغاربي،فاٍن القرار اللّيبي الأخير قد يكون بمثابة المسمار الأخير في نعش هذا الاٍتّحاد الذي تحوّل من مطلب شعبي مغاربي اٍلى مطلب أوروبي وأمريكي أملته التّطورات الاٍقتصادية الدولية المتسارعة.

 

صناديق البريد في الأنهج والشوارع

 
رغم التحولات النوعية التي شهدها قطاع البريد في جملة من المستويات على مستوى الخدمات والمكاتب البريدية وغيرها من الجوانب التي اتسمت بالحداثة والسرعة في الانجاز واعتماد الاعلامية وامتلاك ناصيتها في نسبة كبيرة من الخدمات المسداة للمواطنين.. رغم كل هذا فإن البريد لم يعط العناية الكافية لصناديقه الموضوعة في الشوارع والأنهج، بل أنها حافظت على طابعها القديم، مما جعلها لا تشاهد أحيانا وسط الأنهج. فهل تتولى مصالح البريد الاهتمام بهذا الجانب وتطوير هذه الصناديق وذلك بابراز أماكنها واعطائها شكلا آخر يتناسب وقيمة الخدمات التي تسديها للمواطنين؟ انتداب مفتشي شرطة تعتزم وزارة الداخلية والتنمية المحلية فتح مناظرة الدخول إلى المدرسة الوطنية لتكوين مفتشي شرطة لانتدابهم في مرحلة موالية بسلك الأمن الوطني والشرطة وذلك بعنوان السنة الدراسية 2008-2007 وتهم المناظرة الذين أتموا السنة الرابعة من التعليم الثانوي وفق التشريع الجاري به العمل أو السنة السابعة من التعليم الثانوي وفق نظام التعليم السابق وكذلك المحرزين على شهادة تكوين منظرة بهذا المستوى والمتحصلين على شهائد في مجال الاعلامية والرياضة واللغات وتتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة وقد حددت فترة قبول الترشحات بين 5 و24 فيفري الجاري. القروض الشخصية بعد ما راج من أخبار حول التوجه نحو مراجعة شروط إسناد القروض الشخصية المسندة من صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية بضبط المهلة الفاصلة بين الحصول على قرض وآخر بسنتين أفادتنا بعض المصادر المطلعة أن المراجعة غير واردة وغير مطروحة وتتم الموافقة على هذه القروض وفق المقاييس المتداولة. 120 فرصة استثمارية اكثر من 120 فرصة استثمارية سيتم عرضها خلال الملتقى الجهوي الاول للاستثمار واحداث المجمعات في قطاع الصناعات التقليدية بولاية صفاقس الذي سينظمه مركز اعمال صفاقس مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية. وفيات الامهات تشير احصائيات وزارة الصحة العمومية لسنة 2006 الى ان نسبة وفيات الامهات تقدر بحالي 43 على كل مائة الف مولود حي وهو رقم مرتفع اذا ما اخذنا بعين الاعتبار توفر البنية التحتية للخدمات الصحية وسهولة الوصول اليها وعيادات مراقبة الحمل (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)

بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والأربعين لإحداث ساقية سيدي يوسف

الرئيس بن علي يوجه برقية تهنئة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة

 
بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والأربعين لإحداث ساقية سيدي يوسف غدا الخميس 8 فيفرى الجاري وجه الرئيس زين العابدين بن علي إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية برقية في ما يلي نصها :  » يطيب لي ونحن نحيي الذكرى التاسعة والأربعين لإحداث ساقية سيدي يوسف المجيدة أن أعرب لفخامتكم باسمي وباسم الحكومة والشعب التونسي عن اخلص مشاعر الإخوة والتقدير وأطيب التمنيات لكم بموفور الصحة والسعادة وللشعب الجزائري الشقيق باطراد التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة. وإذ نقف اليوم إكبارا وإجلالا لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية والكرامة نبارك باعتزاز مسيرة التكامل والتآزر بين بلدينا ونثمن الإرادة الخيرة التي تحدونا جميعا لمواصلة دعم وتوطيد عرى التعاون والتضامن بين شعبينا الشقيقين. ان امتزاج دماء الشعبين التونسي والجزائري في أحداث الساقية سيظل على الدوام علامة مضيئة في تلاحم النضال المشترك ونبراسا تقتدي به أجيالنا القادمة في عملها الدؤوب لبناء الغد الأفضل. و لا يسعني بهذه المناسبة الخالدة إلا أن أؤكد لفخامتكم مجددا عزمنا الراسخ على مواصلة العمل سويا من اجل مزيد تمتين العلاقات الأخوية المتميزة بين بلدينا والارتقاء بها إلى أرفع مستويات التكامل والاندماج لتحقيق طموحات شعبينا الشقيقين والمضي قدما نحو استكمال بناء صرح اتحاد مغربنا العربي لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة. وتفضلوا فخامة الرئيس والأخ العزيز بقبول خالص عبارات الود والتقدير ». (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 7 فيفري 2007)


ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف:

الرئيس بوتفليقة يبرق للرئيس التونسي بمناسبة الذكرى 49

 

 

الجزائر – و ا ج –  بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمناسبة إحياء البلدين للذكرى 49 لاحداث ساقية سيدي يوسف أكد من خلالها بان تلك الأحداث تشكل وقفة يستلهم منها الشعبان الشقيقان « عبرا في التضامن و التآزر » .

 

وجاء في برقية رئيس الجمهورية: » يطيب لي بمناسبة إحياء شعبينا الشقيقين للذكرى التاسعة والأربعين لأحداث ساقية سيدي يوسف الخالدة في سجل تاريخ كفاحنا المشترك أن أزف باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي أطيب التهاني الأخوية الصادقة إليكم وإلى سائر أبناء الشعب التونسي الشقيق داعيا المولى جل وعلا أن يديم عليكم نعمة الصحة والهناء وأن يمد شعب تونس الحبيب يد العون لمواصلة الرقي والإزدهار تحت قيادتكم الرشيدة ». – وأضاف الرئيس بوتفليقة- » إننا لنقف بهذه المناسبة الغالية إجلالا وترحما على أرواح شهدائنا الأبرار الذين امتزجت دماؤهم الزكية في تلك الملحمة البطولية وفي ذلك اليوم المشهود « .

 

واستطرد رئيس الدولة قائلا  » إنها وقفة يستلهم منها شعبانا الشقيقان عبرا في التضامن و التآزر ويجددان العهد على تمتين عرى الإخاء والتعاون القائمة بين بلدينا بما يخدم تنمية كل منهما ويحقق التكامل بينهما ». وأضاف رئيس الجمهورية في هذا الصدد « إننا وفاء منا لتضحيات شهدائنا الابرار نجدد حرصنا الكبير وعزمنا الراسخ على تثمير الروابط التاريخية بين الجزائر وتونس ». وخلص الرئيس بوتفليقة في برقيته  » أدعو الله القدير ان يكلل جهودكم الموصولة بالنجاح وأن يسدد خطاكم لما فيه خير الشعب التونسي الشقيق وعزته« .

 

(المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية بتاريخ 7 فيفري 2007)

 

الرابط: http://www.aps.dz/ar/pageview.asp?id=146680


مجلة تونسية تقول ان أكبر معمر في العالم تونسي الجنسية

 
تونس (رويترز) – طالبت مجلة تونسية يوم الاربعاء موسوعة جينيس للارقام القياسية باعادة النظر في معلوماتها بخصوص أكبر معمر في العالم زاعمة انه تونسي وعمره 127 عاما. وقالت مجلة الملاحظ الاسبوعية « علي بن محمد العامري من جهة مارث بالجنوب التونسي هو الأكبر سنا في العالم وعمره 127 عاما ومازال بصحة جيدة وقادر على المشي وذاكرته حية ». ودعت المجلة موسوعة جينيس التي تقول ان الامريكية اليزابيث بولدون (116 عاما) هي أكبر معمرة الى تصحيح معلوماتها. ونقلت الملاحظ عن العامري قوله أن السر في بلوغ هذا السن مع الاحتفاظ بصحة جيدة هو ممارسة المشي اضافة الى انه يقطن على ضفاف البحر ويكثر من تناول الاسماك. وبوفاة الاكوادورية ماريا اسثر دي كابوفيلا عن 116 عاما صنفت الامريكية بولدون أكبر معمرة في موسوعة جينيس. (المصدر: وكالة رويترز بالعربية بتاريخ 7 فيفري 2007)

اللجنة المشتركــة التونسية-القطرية تجتمـــع قريبـــا في الدوحـــــة..

تونس- الصباح قالت مصادر مطلعة لـ«الصباح» إن تونس وقطر تتهيآن منذ فترة لعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في الدوحة.. وأوضحت مصادرنا التي فضلت التكتم على هويتها، أن الاجتماعات ستعقد بإشراف وزيري خارجية البلدين، حيث سيترأس الوفد التونسي إلى قطر، السيد عبد الوهاب عبد الله، وزير الشؤون الخارجية.. ومن غير المستبعد، أن يتم خلال هذه الاجتماعات، التوقيع على اتفاقيات لتعزيز العلاقات الثنائية، سيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية.. اللافت للنظر، أن اجتماعات اللجنة المشتركة، ستلتئم في غياب تمثيل ديبلوماسي تونسي في الدوحة، بعد قرار تونس قبل أكثر من شهرين، سحب تمثيلها الديبلوماسي بسبب أحد برامج قناة «الجزيرة» الذي اعتبرته الحكومة تحريضيا.. وكانت اتصالات ثنائية حصلت بين الحكومتين لاستئناف العلاقات الثنائية، لكن تطورات عديدة حصلت ربما كانت سببا في تأجيل فتح السفارة التونسية في الدوحة.. ولا يستبعد أن تكون اجتماعات اللجنة العليا التونسية-القطرية في الدوحة، مناسبة لعودة التمثيل الديبلوماسي التونسي إلى قطر.. من جهة أخرى، ينتظر أن تناقش اللجنة العليا المشتركة، ملف مصفاة الصخيرة ، التي عبرت مؤسسة قطر للبترول عن نيتها الدخول كمستثمر ثان إلى جانب ليبيا، حيث يفترض أن تحسم اجتماعات اللجنة هذا الموضوع بصورة نهائية.. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)

المثقّفــــون فــي «خمســـون»: البعـــد العالمـــي والخصوصيــــة التونسيــــــة

 
في مسرحية «خمسون» او «أجساد رهينة» رؤية للجانب المعارض من المثقفين التونسيين على مدى الخمسين سنة الماضية يمكن ترجمتها الى ثلاثة اجيال متعاقبة، الجيل الاول من المثقفين الذين رافقوا بناء الدولة الحديثة ولم يلتزموا بطروحاتها ورؤيتها لصياغة مجتمع تونسي جديد على اثر حصول البلاد على استقلالها والجيل الثاني الذي ظهر في النصف الثاني من الستينات وانضم الى الفكر الماركسي او التروتسكي او الماوي، او التحق بالحزب الشيوعي الذي يميل الى اشتراكية الاتحاد السوفياتي وقد شكل اليسار التونسي في منظمات وجمعيات ابرزها الافاقيون اما الجيل الثالث الذي تبلور في الثمانينات والتسعينات يجمع مثقفين يساريين او مثقفين اسلاميين بعضهم اختار طريق التطرف الديني وبعضهم الاخر تبني العمل المسلح وارتحل الى افغانستان وبعض ثالث تحول الى ارهابي رأينا افرادا من هذا النوع يتحرك فجأة في تونس في الاسبوع الاخير من شهر ديسمبر ويستعمل السلاح فلاقى التصدي على جميع المستويات ومن طرف كل القوى الفاعلة.  واذا ما تأملنا في المسار العام للمسرحية وفق طرحها الفكري والسياسي فاننا نجد ان تونس ليست متفردة بذلك بل ان كل البلدان العربية قد مرت من هذا الدرب، فما اليسار الا حركة ايديولوجية اشتراكية عالمية ذات تلوينات مختلفة لارتباطها بالمناهج الفكرية على الطريقة السوفياتية او على الطريقة الصينية وربما كانت مرتبطة بالفكر الماركسي الصفوي. وما الحركات الاسلامية بكل توجهاتها الاصولية او المتطرفة او الارهابية الا ذات ابعاد عالمية اتخذت مراجع لها من سيد قطب الى اسامة بن لادن او من «الاخوان المسلمين» الى القاعدة. وبالتالي فان المسرحية لا تبحث فقط في اوضاع المعارضات التونسية بل هي تعطي فكرة عن اوضاع المعارضات العربية وربما الافريقية والآسيوية دون ان ننسى ان الغرب ايضا عرف نفس المسار منذ الحرب العالمية الثانية الى اليوم مع اختلاف في طرق المواجهة والتصدي من جانب السلط الحاكمة التي باعتمادها الديموقراطية تمكنت من تدجينها او فسح المجال امامها للوصول الى الحكم او ممارسة الشراكة السياسية معها. وبالتالي فان الادانة الجماعية التي نستشفها من المسرحية لا تعني فقط ادانة توجهات اليسار والتطرف الديني التي ظهرت في تونس بل تعني ادانة نفس التوجهات المماثلة او الشبيهة بها التي ظهرت في البلاد العربية وفي الكثير من بلاد العالم والفشل الحاصل لم يسجل تونسيا بل هو فشل عالمي مرتبط باسباب تتبلور وفق مصالح القوى العظمى هذه التي بنفوذها الكبير وقوتها الاقتصادية والعسكرية قادرة على ان تصنع الحركات السياسية بكل انواعها وقادرة على توجيهها وتنميتها ومساندتها وضربها ايضا عندما تنتهي منها وترى انها لا تستجيب لمصالحها كما انها هي التي تصنع المفاهيم وتصنع المصطلحات لكل العالم. وما جرى في البلاد العربية وفي البلاد الافريقية كما هو واضح لكل العيان هو الذي جرى في تونس مع اختلافات بسيطة ناتجة عن اختلافات اجتماعية واقتصادية هي التي تكون وراء بلورة الاولويات وصياغة الحلول والتحركات. لكن المسرحية لم تبحث في البعد العالمي لمجريات الامور في تونس، وقد لاحظنا ان المسرحية لا تدين القوى العظمى المتسببة في الكثير من المآسي، ولم تشر بوضوح الى دور الغرب والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا في ظهور اليسار ونموه ثم تركه يتخبط في الضياع لصالح الحركات الاسلامية التي ساعدت على نشأتها ونموها عالميا الولايات المتحدة لتضرب بها الاتحاد السوفياتي وتضرب بها مختلف الحركات اليسارية بما فيها اليسار العربي المؤمن بالوحدة العربية من وجهة نظر اشتراكية او وجهة نظر  ليبرالية ثمخ انقلب عليها بعد ان هنئت بسقوط الاتحاد السوفياتي وبعد ان احست انها اصبحت خطرة جدا على الانظمة السياسية الحاكمة التي تساندها.. وعلى اسرائيل وعلى الولايات المتحدة الامريكية نفسها. ولم نحس بان المسرحية تدين الخارج الاوروبي والخارج الامريكي باستثناء في لحظة واحدة لما اوضحت ان «أمـل» ابنة اليساري المنهار تبنت الفكر المتطرف في فرنسا وتلقت دروسها الاولى من فرنسي مسلم تحول الى حركي متطرف.  
وحتى عندما اشارت المسرحية الى ان التطرف الديني في البلاد العربية والاسلامية لم يشتد عوده الا بعد ان زار شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية قبل سنوات قليلة القدس ووطأت قدماه ارض بيت القدسي تحديا لمشاعر كل المسلمين.  
والحقيقة ان التطرف الديني لم يقو جانبه الا بانسداد افق القضية الفلسطينية وانسداد كل الابواب لفشل المفاوضات السلمية العلنية والسرية وهو ما يعني تواصل الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية العربية. كما انه لا يمكن بحال ان تنسى المسرحية ولو بشكل تلميحي ان العراق لم يكن فضاء للارهاب ولا للتطرف من اي جهة كانت الا بعد ان ذهبت اليه الولايات المتحدة ودمرت دولته القائمة واحتلته وعملت بشكل او بآخر على تقسيمه سياسيا وفكريا واثارة النعرات المذهبية والطائفية العرقية التي تمكن النظام العراقي اللائيكي من تجميده عشرات السنين. والولايات المتحدة فعلت ذلك بعد ان كانت المساند  الرئيسي للرئيس صدام حسين كما هي المساند الرئيسي للكثير من الانظمة العربية. ولذا فان ادانة الارهاب يجب ان يكون لادانة كلية لاي جهة تمارسه وفي كلمة كان لا بد من ادانة اسباب الارهاب، وكل الذين يقفون وراءه وسعوا الى مساندته وتنميته بالاحتلال وبسياسة القمع والاذلال. قد يقول قائلا: انت تطالب بمسرحية اخرى فأقول: ابدا فلقد كانت «خمسون» زاخرة بالكلام وبالحكايات والسرد والوصف والرواية.. وكان يمكن من داخل هذا الكلام ان نحس بان الاحتلال هو أساس كل المصائب وليس فقط زيارة شارون.. او تشويه صورة الرسول (ص) في اعمال كاريكاتورية. كما ان المسرحية ادانت اليسار والحركات الاسلامية بكل انواعها يمينا ويسارا تطرفا وارهابا.. ولكن كان عليها ان تدين المثقفين الذين يتظاهرون بالعلمانية والعقلانية في كتبهم وفي ابداعاتهم ولهم ارتباطات بالخارج ويتحركون وفق مصالح الولايات المتحدة واسرائيل فهؤلاء ايضا هم اليوم من قبيل التطرف، وهم مساهمون بشكل او بـآخر في تدمير شعوبهم من الداخل وفي تغطية حقائق الاحتلال بل هناك من يستعدي الخارج على وطنه ويركب الدبابات والطائرات الاجنبية لاسقاط نظام بلده وادخال البلبلة في شعبه وهو ما حدث في العراق الجريح وهو ما يمكن ان يحدث في اي بلاد عربية اخرى لوجود اولئك الذين لا يقلون خطرا عن المتطرفين الدينيين وان التحفوا بفكر يدّعي العقلانية ولا هو بعقلاني. وتبقى المسرحية متميزة. محمد بن رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)

في دراسة حول قطاع النسيج بتونس والمغرب ومصر والأردن:

القرب من السّوق الأوروبية منقذ البلدان المتوسطية من أسعار دول آسيا الزّهيدة

 
تونس ـ الصباح: عرفت كل من تونس والمغرب ومصر والاردن على اثر انهاء العمل بالاتفاقيات متعددة الالياف مع السوق الاوروبية في جانفي 2005 تراجعا في صادراتها من النسيج نحو هذه السوق بسبب دخول المنتوجات الاسيوية وخاصة الصينية والهندية في منافسة مباشرة مع منتوجات هذه الدول على مستوى الاسعار. ويلعب قطاع النسيج دورا رئيسيا في حركية التجارة الخارجية لتونس والاردن والمغرب ومصر والتي لديها اتفاقيات شراكة مع الاتحاد الاوروبي وقد انكب البنك العالمي من خلال دراسة صدرت مؤخرا على تقسيم نقاط قوة وضعف قطاع النسيج بهذه البلدان الاربعة امام المنافسة الآسيوية في السوق الاوروبية وعلى متابعة لتطور اداء صادرات النسيج نحو السوق الاوروبية. وتكمن نقاط قوّة المنتوجات الآسيوية للنسيج في تنافسيتها على مستوى  الأسعار أمام منتوجات تونس والمغرب حيث أنّ تكلفة اليد العاملة في هاتين الأخيرتين تصل إلى أربع أضعاف تكلفة اليد العاملة بالصين أو بالهند هذا إلى جانب ارتفاع أسعار القماش الناتج عن حماية متشدّدة للصناعة المحلية وعدم اندماج السوق التونسية والمغربية مع تلك الأوروبية ويعني ذلك إزالة الحواجز الديوانيّة أمام سلع كلّ من الطرفين. في المقابل يتقارب معدّل كلفة اليد العاملة بقطاع النسيج في تونس والمغرب مع دول أوروبا الشرقية الخارجة عن الاتحاد الأوروبي مثل تركيا ورومانيا وبلغاريا، إلاّ أنّ هذه الأخيرة لاقت نجاحا في تنمية صادراتها من منتوجات النسيج في سوق الاتحاد الأوروبي وذلك بفضل الإصلاحات الاقتصادية المنجزة في هذه البلدان والتي تهدف إلى تعميق الاندماج الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي مقابل تطوّر بطيء للإصلاحات الاقتصادية لكل من تونس والمغرب حسب البنك العالمي. وعلى عكس تونس والمغرب، تتقارب تكلفة اليد العاملة في قطاع النسيج بالأردن ومصر مع اليد العاملة الآسيوية إلاّ أنّ العامل المشترك بين تونس والمغرب ومصر والأردن الذي يعيق تنافسية منتوجاتها من النسيج يتمثّل في التكلفة المتأتية من اللوجيستيك والمتمثّلة في ارتفاع أسعار النّقل عند التصدير وتوريد المواد الأوّلية هذا إلى جانب طول استغراق الإجراءات الإدارية للخدمات الديوانيّة والموانئ حسب البنك العالمي. فعلى سبيل المثال يتمّ وسق ما بين 50 و60 بالمائة من الصادرات الصناعية للأردن عن طريق ميناء حيفاء بإسرائيل وليس بميناء العقبة بالأردن وذلك رغم أنّ تكلفة الخدمات بإسرائيل أعلى من تلك في الأردن ب40% إلاّ أنّ المصدّرين الأردنيين يفضّلون عبور سلعهم عن طريق ميناء حيفاء لأنّ المدّة التي تستغرقها البضاعة بهذا الميناء منذ وصولها وإلى غاية شحنها في السّفن تدوم ما بين 17 و22 يوما مقابل معدل ما بيل 30 و33 يوما بميناء العقبة بالأردن. ويساهم تشدّد الاتحاد الأوروبي في تحديد منشأ المنتوجات الصناعية في الرّفع من تكلفة انتاج النسيج والانتاج الصناعي عموما بالنسبة للمنتوجات المروّجة بالسوق الأوروبية القادمة من تونس والأردن والمغرب ومصر فقاعدة المنشأ المعمول بها على ضوء اتفاقيّة الشّراكة الأورومتوسطيّة تحدّ من عملية البحث عن مواد أوّلية بأسعار تنافسيّة من بلدان غير تلك المنضمّة إلى اتفاقيّة الشراكة الأورومتوسطية للتبادل الحر. وتسعى حاليا تونس والمغرب إلى التفاوض بشأن التخفيف من شروط قاعدة المنشأ للرّفع من تنافسية المنتوجات المحلية بالسوق الأوروبية حسب ذات الدراسة. استغلال القرب الجغرافي شهد قطاع توزيع منتوجات النسيج بالاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة تغيرا جذريا في طرق التزوّد فبعد أن كانت المحلاّت التجاريّة تعدّ مخزونا من البضاعة قبل بداية الموسم عن طريق إصدار طلبيّات ضخمة ممّا يكلّفها أعباء الخزن وخسارة في حال نهاية الموسم دون نفاذ المخزون أصبحت مسالك التوزيع بالسوق الأوروبية تمرّر طلبيات صغيرة ومتتالية على منتوجات النسيج وهو ما يتطلّب مرونة وسرعة تلبية الطلبات وآجال تسليم قصيرة للبضاعة وهذه الشروط قد يوّفرها عامل القرب الجغرافي لتونس والمغرب ومصر والأردن من السوق الأوروبية على عكس البلدان الآسيوية. وللاستغلال الأمثل لعامل القرب الجغرافي يقترح البنك العالمي على تونس والمغرب ومصر والأردن مزيد إدخال الإصلاحات على القطاع اللوجستيكي على غرار خدمات الموانئ والديوانة والنقل البحري. ومزيد الاندماج الجغرافي بالتكثيف في إقامة اتفاقيات مناطق التبادل التجاري الحر مع الدول المجاورة وخاصة التي لها اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.                                  نبيل الغربي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)

في إحصاءات أوروبية أولية حول الاستثمار الأجنبي المباشر بدول جنوب المتوسط:

إسرائيل تحـتكر اهتمام المستثمرين الأجانب وتستقطب 13 مليار دولار!

 
تونس – الصباح تشير توقعات أوروبية أولية اصدرتها مؤخرا مؤسسة تابعة للاتحاد الاوروبي مختصة في النهوض بالإستثمار الأجنبي الى ان الدول المتوسطية العشرة شريكة الاتحاد الاوروبي (الجزائر، المغرب، تونس، مصر، لبنان، الأردن، اسرائيل، تركيا، سوريا والسلطة الفلسطينية) سجلت نموا في الإستثمارات الأجنبية العام الماضي الى 43.5 مليار دولار مقابل 30 مليارا العام السابق. وتستأثر اسرائيل بثلث هذه الإستثمارات تقريبا حيث انه وبدون اعتبار اسرائيل فإن هذه الأموال ارتفعت فقط الى 30.3 مليار دولار مقابل 24.5 مليار دولار سنة 2005، حسب ارقام ذات المصدر الذي استعان بتقريرالكنوساد (هيئة الامم المتحدة للتجارة الخارجية والتنمية) الأخير حول الإستثمار الأجنبي في العالم. وهو ما يدعو الى التساؤل حول مدى نسبية عامل الامن و الإستقرارالذي يشترطه المستثمر الأجنبي عند أخذ قراره الإستثماري.  وحسب ذات المصدر فإن تونس تاتي  ضمن المجموعة الأخيرة المستقطبة للإستثمار الأجنبي المباشر العام الماضي بنحو 1.15 مليار دينار (نحو 780 مليون دولار) مع سوريا (500 دولار). في المقابل قد تناهز رؤوس الأموال التي استقطبتها المغرب العام الماضي الـ2.3 مليار دولار.وتترأس القائمة اسرائيل بحجم استثمارات تناهز الـ13.2 مليار دولار. ويشهد الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول المتوسطية العشرة شريكة الاتحاد الاوروبي نموا متسارعا في السنوات الثلاث الأخيرة فسّره خبراء أوروبيون في دراسة حول الإستثمار الأجنبي بالمنطقة بإغراءات  مشاريع الطاقة المستقبلية بالمنطقة، بتوفر الأموال العربية بفضل عامل البترول او ما يعرف «بالبترودولار» وتغيير وجهتها بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 الى الأسواق الناشئة بعد ان كانت متمركزة في الأسواق الاوروبية والامريكية وبتنامي وعي المستثمرين بآفاق الأعمال بالدول الصاعدة بالإضافة الى مشروع ترشح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي وما يعنيه ذلك من فرص تحرير الإقتصاد التركي وما لذلك من وقع ايجابي على مناخ الأعمال بهذا البلد الذي يعتبرمزودا استراتيجيا للسوق الأوروبية الهامة فضلا عن تحسّن مؤشّر مستقبل الأعمال بالمنطقة المتوسطية مستفيدة من اتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وآفاق اقامة منطقة تبادل بين دول الاتحاد الأوروبي وشركائه جنوب المتوسط محرّرة من الحماية الجمركية بحلول 2010. ويلاحظ ان مصادر الإستثمار الأجنبي المباشر الجغرافية بالمنطقـة هي اوروبية رغم منحى التقهقـر الـذي طبـع هـذا المصـدر منـذ سنتـين (42 بالمائة للاوروبيين من إجمالي قيمة الإستثمارات الأجنبية المباشرة بالمنطقة في السنتين الأخيرتين مقابل 50 بالمائة في العامين السابقين)  كما ان هناك تغيّرا في تركيبة باقي مصادر الإستثمارات المباشرة ليصبح العرب الخليجيين ثاني المستثمرين بالمنطقة  متقدمين بذلك على الولايات المتحدة. وتستأثر إسرائيل وتركيا بصفة عامة لوحدهما بنصف هذه الإستثمارات لتاتي بعدها دول المشرق تليها الدول المغاربية على مستوى قيمة الإستثمارات. ويهتم المستثمرون خاصة  بمجالات الاتصالات والطاقة وفي درجة ثانية بالمشاريع  البنكية والسياحية والعقارية والصناعات الكيميائية. وما يثير الإنتباه التقارب التدريجي بين حصص الاستثمارات الأجنبية المباشرة على مستوى العدد في منطقة اوروبا الشرقية (10 دول) المنضمة الى الاتحاد الأوروبي والمنطقة المتوسطية فبعدما كانت حصة المنطقة الأولى 72 بالمائة والثانية 28 بالمائة عام 2002 تطورت هذه الحصص الى 54 بالمائة لاوروبا الشرقية و46 بالمائة للمنطقة المتوسطية وهو ما يؤكد ان اوروبا الشرقية و بعد انضمامها الى الاتحاد الأوروبي اصبحت اقل استقطابا للاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن كلفة المشاريع الدنيا. حالة فريدة ويمكن اعتبار اسرائيل حالة فريدة في المنطقة المتوسطية حيث تطغى على محفظة استثماراتها الأجنبية المباشرة مشاريع التكنولوجيا الحديثة وصناعة الأجهزة المعلوماتية  والمكونات الإلكترونية والتي يتم تمويلها عبر اقتناءات المستثمرين الأمريكيين للشركات الإسرائيلية المختصة في الصناعات التكنولوجية والمحدثة عن طريق آلية تمويل «السيكار» (شركات استثمارية ذات رأسمال مخاطر) وهي شركات استثمارية تدخل في رأسمال مشاريع التكنولوجيا في بدايتها على ان تخرج منها عند تثبيت خطى هذه المشاريع ببيع مساهماتها بهذه المشاريع الى العموم في البورصة. نوعية هذه المشاريع المزدهرة في اسرائيل الى حد مقارنتها بعدد السكان توحي لقراءة اكثر عمقا لهذا الإختيار الإستراتيجي حيث ان التمكن من التكنولوجيا والإستفادة القصوى من آليات التمويل (السيكار) المشجعة على إقامة مثل هذه المشاريع التكنولوجية وتسخير الميزانيات اللازمة (4.8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي) لتطوير التكنولوجيا الحديثة  يعكس الى حد كبير مدى الاهتمام بالمستقبل والتسابق على افتكاك المكانة التي تجعل من المالك للتكنولوجيا الحديثة والمتمكن منها المسير والمسيطر على اقتصاديات الرقعة الجغرافية التي ينتمي اليها على الأقل الى حد السيطرة على العالم وهو حال الولايات المتحدة هذه الساعة.. وربما حال اسرائيل لكن بصفة ضمنية. وتاتي اسرائيل في المرتبة السادسة عالميا على مستوى الوجهات المفضلة للمشاريع التكنولوجية المحوّلة لموقع الانتاج بعد ايرلندا، الهند، بريطانيا والمانيا حسب أحدث الإحصائيات المتوفرة عن منظمة التجارة العالمية. وتمثل التكنولوجيا العالية 12 بالمائة من ناتج اسرائيل المحلي ويتم تصدير 80 بالمائة من منتوجات هذا القطاع. ويتمثل أبرز المستثمرين باسرائيل في الولايات المتحدة، بريطانيا، المانيا، فرنسا وسويسرا. وتتمثل ابرز الشركات التكنولوجية القائمة باسرائيل في « انتال »، «سيمنز»، «ا-ب-م»، «موتورالا»، «سيسكو»، «غوغل» و«ميكروسوفت» استراتيجية وحسب ذات المصدر فإن تونس تستأثر بالنسبة العليا في الإستثمارات التي تقل قيمتها عن الـ50 مليون أورو الى 80 بالمائة  مقابل 76 بالمائة في المغرب، 75 بالمائة للسلطة الفلسطينية، 66 بالمائة في اسرائيل، 63 بالمائة في سوريا، 62 بالمائة في الجزائر، 58 بالمائة في الأردن، 52 بالمائة في تركيا، 46 بالمائة في لبنان و44 بالمائة في مصر وذلك في الفترة 2003-2005. وتكمن ميزة الإستثمارات الأجنبية في تونس بتنوع مجالاتها وهو ما يؤشر الى تنوع  تركيبة الإقتصاد التونسي وعدم اقتصاره على قطاع واحد وهو ما يفتح المجال الى عدد اكبر من الإستثمارات الأجنبية التي تتطلع الحكومة التونسية الى ان ترتقي الى 5 بالمائة من الثروات التي ينتجها الإقتصاد الوطني مقابل ما يناهز 3 بالمائة حاليا. ولعل من اهم ما يقال عن مخطط الإستثمار الأجنبي في تونس هو الإستراتيجية الإستثمارية المتبعة عبر التكوين والإنتقال الى التكنولوجيا رغبة من الحكومة في جذب انشطة البحث والتطوير للشركات العالمية الى تونس وهي رؤية تترجم استباقا لعوامل القوة الإقتصادية مستقبلا… عائشة بن محمود (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 فيفري 2007)

تونس في :06 فيفري 2007 سيمينار الذاكرة الوطنية:

مع سي عبد العزيز بوراوي, أحد الرواد النقابيين الأوائل (الحلقة الثانية)

 
عندما أجرينا مع السيد عبد العزيز بوراوي, أحد رواد الحركة النقابية, الحلقة الأولى يوم السبت 27 جانفي 2007, تبين لنا مدى كثافة المعلومات ودقتها والتي أدلى بها حول بدايات الحركة النقابية في بلادنا وتم ذلك طوال أربع ساعات وقد توقف السيد بوراوي حول أنشطة المنظمة العمالية حتى اغتيال الزعيم فرحات حشاد. ونظرا للأهمية البالغة لرصيد المعلومات التي لم يدلي بها بعد حول الأحداث النقابية والمخاضات العسيرة التي عرفتها البلاد, ارتأينا دعوة السيد بوراوي في حلقة ثانية لسمينارات الذاكرة الوطنية للحديث حول تداعيات اغتيال الزعيمين فرحات حشاد والهادي شاكر, ثم ملابسات إعلان الاستقلال والتوقف مليا حول هذا العام العظيم سنة 1955, كما جاء في إحدى تعليقاته, ثم الانشقاق الحاصل في صلب الحركة النقابية وإعلان الوفاق سنة 1957, ولا شك أن هاته الأحداث الجسام التي عاشها السيد بوراوي, تكتسي استثناء بارزا في صيرورة المنظمة الشغيلة ومنعرجاتها الفاصلة يومئذ. ومن هذا المنطلق فإن ما سوف يدلي به السيد عبد العزيز بواروي حول هاته الملفات, سيمدنا بمعلومات فاعلة ومهمة جدا, شأنها شأن الحلقة الأولى, باعتباره أحد الفاعلين الحاسمين في هاته الفترة الدقيقة في مسارات الحركة النقابية في بلادنا. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله. الأستاذ عبد الجليل التميمي

 

المفوضية العليا للاجئين:لاجئو العراق يواجهون كارثة انسانية

 
 عمان (رويترز) – قال رئيس المفوضية العليا للاجئين يوم الاربعاء ان معاناة أربعة ملايين عراقي أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب العنف المتصاعد قد أصبح « كارثة انسانية ». وقال المفوض الاعلى للاجئين انطونيو جوتيريس ان على المجتمع الدولي ان يبذل المزيد من الجهود ولتي هي متواضعة حتى الان للمساعدة في رفع المعاناة عن العراقيين الذين اصبحوا اما نازحين او فروا من بلادهم. وقال لرويترز في مقابلة في عمان « عندما يكون لديك تقريبا اربعة ملايين شخص نازح في البلاد او في البلاد المجاورة … نحن نواجه كارثة انسانية. » ويزور جوتيريس المنطقة لمدة اسبوع لاستقطاب أموال في اطار النداء الذي اطلقته المفوضية لجمع 60 مليون دولار. وتشير اخر احصائيات المفوضية ان حوالي 1.8 مليون عراقي من سكان العراق البالغ عددهم 26 مليونا تم تشريدهم ضمن حدود العراق منهم حوالي 640.000 في العام الماضي وحده. وفر مليونا عراقي الى دول مجاورة او بعبدة على مدى السنوات الاخيرة. فبالاضافة الى الاردن وسوريا فقد توجه كثيرون الى لبنان وتركيا وايران ومصر. ويقول مسؤولون في الامم المتحدة عن المساعدات ان العديد من الدول المانحة ومن ضمنها الولايات المتحدة التي اجتاحت العراق في عام 2003 تمنعت عن مواجهة ازمة لاجئين عراقيين في المنطقة يمكن اعتبارها اعترافا بالفشل لسياسات ما بعد الحرب. ولكن مسؤولين عن المساعدات يقولون ان العنف المتزايد يحول الانتباه بشكل بطيء الى حجم الكارثة التي تبدو اكبر من قدرات السلطات العراقية على معالجتها. وقال جوتيريس لرويترز « لا اعتقد ان هناك وعيا كافيا… اعتقد ان علينا ان نعترف بأننا نشعر حقا بأننا جميعا تحدق بنا أبعاد المشكلة. » وأدى العنف الطائفي المتصاعد وانعدام القانون في الشهور القليلة الماضية الى نزوح غير مسبوق للعراقيين الذي فروا من منازلهم اما لملاذات اكثر امنا داخل البلد او في الخارج. وقال جوتيريس انه يجب مساعدة دول مثل الاردن وسوريا واللتين استقبلتا اكثر من 1.2 مليون عراقي في السنوات القليلة الماضية من خلال حملة منح كبيرة تتضمن مساعدات مالية وغيرها من اشكال المساعدات. ويقول مسؤولو الامم المتحدة ان العراقيين في الاردن وسوريا يواجهون مصاعب متزايدة سواء في ادخال أولادهم الى المدارس المكتظة اوالحصول على خدمات أساسية منها الخدمات الصحية وتمديد مدة اقامتهم. وقال جوتيريس « يواجهون ضغوطا كبيرة على البنى التحتية والخدمات الصحية وانظمتهم التعليمية. يجب علينا ان نساعدهم على مواجهة هذا التحدي الكبير. » (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 7 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


أمريكا أرسلت الكثير من الأموال إلى بغداد قبل تسليم السيطرة للعراقيين

 
واشنطن (رويترز) – قال اعضاء بالكونجرس الامريكي ان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) ارسل اموالا تقدر بأكثر من اربعة مليارات دولار نقدا الى بغداد في صناديق ضخمة على متن طائرات عسكرية قبل وقت قصير من تسليم الولايات المتحدة السيطرة للعراقيين. والاموال التي كانت الولايات المتحدة تحتجزها جاءت من صادرات النفط العراقية اضافة الى اموال من برنامج النفط مقابل الغذاء التابع للامم المتحدة واصول مجمدة كان يمتلكها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال النائب الديمقراطي هنري واكسمان رئيس لجنة الاصلاح الحكومي والمراقبة بمجلس النواب ان اوراق بنكنوت وزنها الاجمالي 363 طنا شحنت على طائرة عسكرية في اكبر شحنات نقدية على الاطلاق لمجلس الاحتياطي الاتحادي. واضاف واكسمان اثناء جلسة استماع لمراجعة اهدار او تحايل او اساءة استخدام محتملة للاموال في العراق « هل يعقل ان يرسل اناس يتمتعون برجاحة العقل 363 طنا من النقود الى منطقة حرب…لكن ذلك بالضبط هو ما فعلته حكومتنا. » ووفقا لرسالة بالبريد الالكتروني استشهد بها اعضاء اللجنة فان 1.5 مليار دولار شحنت في 12 ديسمبر كانون الاول 2003 وهو ما كان حتى ذلك الوقت « أكبر مدفوعات من النقد الامريكي في تاريخ مجلس الاحتياطي الاتحادي ». واعقب ذلك ارسال أكثر من 2.4 مليار دولار في 22 يونيو حزيران 2004 و1.6 مليار دولار بعد ذلك بثلاثة ايام. وقامت سلطة الائتلاف المؤقتة بالعراق بتسليم السلطة للعراقيين في 28 يونيو. وقال بول بريمر رئيس سلطة الائتلاف الموقتة التي تولت ادارة شؤون العراق بعد انتهاء عمليات القتال الاولية ان تلك الشحنات الهائلة ارسلت بطلب من وزير المالية العراقي. واضاف بريمر قائلا « هو (الوزير العراقي) قال ..انا قلق من انه لن يكون لدي اموال لدعم نفقات الحكومة العراقية في الشهرين الاولين بعد السيادة. لن تكون لدينا الاليات المناسبة.. لا اعرف كيف اتي بالمال الى هنا. » وأبلغ بريمر اعضاء اللجنة « وعليه فان هذه الشحنات ارسلت بناء على طلب صريح من وزير المالية العراقي لتمويل نفقات الحكومة وهو ما يبدو لي انه استخدام مشروع تماما لامواله. » وتساءل الديمقراطيون عما اذا كان نقص المراقبة على اموال عراقية تقدر بحوالي 12 مليار دولار وزعها بريمر وسلطة الائتلاف المؤقتة قد ساهم بشكل ما في تمكين المسلحين من وضع ايديهم على تلك الاموال ربما عن طريق وضع اسماء مزورة في قوائم رواتب موظفي الحكومة. وقال بريمر « ليس لدي أي علم عن تحويل لمسار اموال. كان القلق سيراودني بالتأكيد لو ظننت ان ذلك حدث. » واوضح ان مشكلة الاسماء المزورة في قوائم الرواتب كانت موجودة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. وقال ستيورت بوين المفتش الخاص لعمليات اعادة اعمار العراق في تقرير في يناير كانون الثاني 2005 ان 8.8 مليار دولار لم يعرف مصيرها بعد تسليمها للوزارات العراقية. وقال بريمر للمشرعين « كنا في خضم الحرب نعمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة وتعين علينا التحرك سريعا لجعل الاموال العراقية تعمل لمصلحة الشعب العراقي. » واضاف انه لم يكن هناك نظام مصرفي وكان من المتعذر تطبيق المعايير المحاسبية الحديثة في غمرة الحرب. وقال بريمر « اعترف بانني وقعت في اخطاء والان وقد اتيح لي ادراك ما حدث فانني كنت سأتخذ بعض القرارات بشكل مختلف. » وجادل جمهوريون بأن بريمر وموظفي سلطة الائتلاف قاموا بأفضل ما يمكن في ظل القائمة انذاك واتهموا الديمقراطيين بمحاولة تسجيل مكاسب سياسية على خلفية تصاعد الاستياء الشعبي من حرب العراق. وقال النائب الجمهوري دان بيرتون « نحن في حرب ضد الارهابيين.. ان نعقد اجتماعا لتوجيه اللوم فانه ليس شيئا بناء في رأيي. » (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 7 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
 

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

الرسالة 196

على موقع الأنترنت تونس نيوز

 

 وقع وتأثير حرية التعبير مهما طال الزمان لها تأثيرها ولا بد لها من مفعول إيجابي

 

 

 

إن ما كتبه في موقع الإنترنت تونس نيوز منذ بداية شهر جويلية 2005 وهو يفوق 195 مقالا نشرت كلها منها قرابة 39 مقالا حول التاريخ الوطني وذكريات خالدة عن مواقف الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وحوالي 14 تعقيبا على بعض الأقلام وعلى المتحاملين على التاريخ وصانع هذا التاريخ بورقيبة وأكثر من 142 مقالا في شتى المواضيع الهامة السياسية والدولية والإقليمية والعربية والإفريقية والداخلية الشأن المحلي والوطني وقد أسهبت في الحديث حول الوضع المحلي والجهوي والوطني بكل صراحة وإعتمدت أسلوبا طريفا وجديدا وذكيا يتمحور حول كل ما يخص الحياة العامة وإعتمدت طريقة وأسلوب الرسائل المفتوحة إلى كل المسؤولين وفي طليعتهم الرئيس زين العابدين بن علي سيادة رئيس الدولة والتجمع وقد نشرت حوالي 14 رسالة مفتوحة تهم وتخص سيادة الرئيس شخصيا  بإعتباره الضامن للقانون والساهر على تنفيذه والرمز لدولة القانون والمؤسسات وكانت كل الرسائل المفتوحة هادفة ومعبرة وصريحة وهامة وذات طابع سياسي وإجتماعي وإقتصادي وتنموي ثم بعد فترة زمنية أدركت أن الرسائل المفتوحة ربما لم تصل إلى العمق وإلى قلب الرئيس وأخذت طريق ومسالك أخرى… ووقع إخفائها وهذا وارد لأن تجربتي في السنوات المنصرمة قبل عام 1999 أعطتني فكرة واضحة أن الرسائل السابقة كانت تصل إلى سيادة الرئيس وعدد هام منها كما نشرت في مقالاتي السابقة قد وجدت طريقها إلى قصر الجمهورية ووقع تنفيذ جلها قبل عام 1999 وهذا ما يؤكد حرص القائمين على إدارة الأمور وهم واعون بأهمية رأي المواطن لكن في السنوات الأخيرة لاحظت بأن الأمور تغيرت شيئا ما وأدركت أن الرسائل أصبح مسكوت عنها فأخترت طريقة الرسائل المفتوحة المشار إليها ومع هذا الأسلوب الجديد الرائع الذي شجعني عليه الإعلام الإلكتروني الإنترنت مع بزوغ هذا الموقع الجديد تونس نيوز الذي لا تحصى ولا تعد إيجابياته وفعلا رفع عنا هذا الموقع الحرج والضيق والتعتيم الإعلامي في صحفنا المحلية التي أصبحت مغلقة ولا تعبر الرأي الحر أي أهمية وبعد إكتشاف طريقة الحوار بواسطة الإعلام الإلكتروني موقع تونس نيوز إعتمدت هذا الأسلوب وتطورت طريقة الحوار المكتوب مع كل المسؤولين وقد وجهت قرابة 23 رسالة مفتوحة عبر موقع الإنترنت من 04/11/2006 إلى 29/12/2006 وشملت هذه الرسائل قرابة 13 مسئول وطني إنطلاقا من الأخ الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي وإلى السيد رئيس مجلس النواب والسادة وزراء المالية والفلاحة والصحة العمومية والتجهيز والإسكان والشؤون الدينية والشؤون الإجتماعية والإتصال والإعلام والتشغيل والتربية والتكوين وبع الوزراء وجهت لهم 3 رسائل مفتوحة مست كل ما يتعلق ويخص حياة المواطن التونسي ومشاغل حياته وظروف عيشه ونقاط الضعف ومواطن الخلل الموجودة وبعض المقترحات العملية الصادقة ومن باب الوفاء لمست في المدة الأخيرة عناية ببعض الخواطر والمقترحات والآراء التي وردت في مقالاتي والرسائل المشار إليها آنفا في عديد المجالات. خاصة الإستجابة لبعض الأمور كطلب الترفيع في قيمة القرض المسندة لحاملي الشهائد العليا من 40 ألف دينار إلى 80 ألف دينار. وهذا أمر هام وكذلك الترفيع في منحة العائلة المعوزة ولو أن الترفيع شمل شريحة العائلات المعوزة التي لها أطفال في التعليم وأعتقد أن العائلات المعوزة كلها تستحق الدعم والترفيع في المنحة المخصصة لها لأن المنحة الحالية لا تفي بالحاجة المتأكدة ولقمة العيش الضرورية ولو خبز بالماء (1600 مليم في اليوم) كما وقع العناية بنسبة قليلة من شريحة الشباب في مناطق الريف ووقع تشغيل عدد صغير منهم في إطار توصيات رئيس الدولة بدعم هذه الشريحة وهذا ما أشرت إليه في الرسائل المفتوحة للسيد وزير التشغيل خلال شهر ديسمبر 2006 بكل وضوح وصراحة. وفي مجال وضع حد للتبذير والتفريط في توزيع مادة البنزين المجاني على المسؤولين في كل الوزارات والمؤسسات والشركات فقد وقع هذه الأيام الحديث والتفكير في الموضوع وإعادة النظر في هذا الإمتياز الذي فاقت تكلفته على المجموعة الوطنية أكثر من الخيال حوالي 15مليون لتر في العام تقريبا بمعدل 400 لتر لكل موظف سامي أو مسؤول في كل شهر. وهذا النزيف كلف خزينة الدولة مبالغ هامة وأعتقد أن مبالغ فاتت أكثر من 18 مليار سنويا أي ما يعادل تشغيل 06 آلاف طالب من حاملي الشهائد العليا سنويا للحد من أزمة البطالة حيث إرتفع عدد العاطلين عن العمل أكثر من 90 ألف طالب وقد علمنا أن الطلبة المحرزين على الشهائد العلمية العليا الأستاذية الذين شاركوا في دورة الكباس لعام 2007 بلغ 60 ألف طالب نجح منهم 3800 في الدورة الأولى والغربال ما زال يصفي في الشفاهي أي أن على كل 20 طالب ينجح واحد فقط. مع دفع 10 دنانير لكل طالب عند الإمتحان للكباس أي حوالي 600 ألف دينار وقد حكى لي أحدهم أنه إقترض المبلغ لأنه عاطل عن العمل.

وفي خصوص إستعمال السيارات الإدارية للشؤون الخاصة والمأرب الشخصية موضوع مقالاتي السابقة فقد بدأ الحديث حول هذا الموضوع في جريدة الصباح بعدما كان مسكوت عنه سابقا. وقد كنت كتبت مقالا مطولا حول هذا الموضوع الخطير ولكن الصباح أغلقت الأبواب وأوصدت النوافذ عام 2002 وصمتت صمتا رهيبا. واليوم بعد مقالاتي في موقع الإنترنت تونس نيوز بدأ الحديث عن الموضوع في جريدة الصباح وسبحان الله مبدل الأحوال أعتقد أن هناك صحوة إعلامية سببها الإنترنت والحمد لله تعالى الذي هدانا لمثل هذا الإعلام العصري الصريح الواضح الذي كسر الحواجز في العالم بفضل جرأة الإعلام الحر هذه بعض الخواطر أردت التذكير بها والتعليق على الإجراءات التي أتخذت ونرجو مزيد تطويرها ودعمها وفي مرحلة قادمة نرجو تشجيع أصحاب الرأي الحر ودعم مواقفهم ودعم أفكارهم وذكر محاسن تعبيرهم ومقترحاتهم تشجيعا للرأي الحر وتأكيدا لمواقفهم وآرائهم وهذا ما تفعل الدول المتطورة لكسب الرأي النزيه والفكر النير. وأعتقد أن المواطن الذي يبني ويقترح وله شجاعة وجرأة أفضل من المواطن البخيل الصامت الخائف الذي يميل مع الرياح دون ثوابت والوطن يحتاج إلى المواطن الصالح الذي له مواقف وأفكار ويحمل رسالة في الحياة والرسالة صعبة ولها تضحيات وصبر وصمود وكر وفر ولنا عبرة في تاريخ حركتنا الوطنية وحزبنا العتيد حيث خيار القوم من ناضل وكافح وجاهد وضحى بالنفس والنفيس وسجن وأبعد وناضل من أجل الوطن وفارق الأهل والأقارب والأسرة والأولاد تلك هي العبرة من النضال الوطني. والرسالة الوطنية لا زالت قائمة إلى اليوم والمناضل الوطني هو الذي يصدع بالكلمة والرأي الحر ولو كان أحيانا عند بعضهم غير محبذ ومحرج لأن قول الحق هو المحرج ولكنه الرأي الأقنع والأجدر والإيجابي والبناء صعب وحزبنا علمنا كيف نبني ولا نهدم ولا نصدع بالحق ولا نجامل ولا نخاف لومة لائم وتلك رسالة المناضل ودوره وقال المرحوم الطيب المهيري الزعيم الخالد في محاضرته صفاة المناضل الدستوري منها كلمة خالدة كالشمعة تضيء على البيت وتحترق وقال أيضا المناضلون المعذبون في الأرض صدق الطيب المهيري في أقواله وأفعاله.            

  قال الله تعالى: » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا » صدق الله العظيم.   

 

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

 

 

 

مؤتمر دولي حول الإرهاب في تونس…تكريما لرجال القاعدة مغاربيا؟

 
حسين المحمدي تونس في 8فيفير2007. انتشار القاعدة مغاربيا….محاكمة لرجال الحكم وأحزاب الكتاكيت وحافز لمن حمي ويحمي للتأمل.. .منذ أيام قليلة فشل عقد لقاء بين رجال ليبيا والجزائر ومصر والسودان وتونس.وللعلم تشترك هذه الأنظمة الثلاثة مع كل من مصروالسودان كدول مغاربيةوافريقيةفي أن أنظمتهامتهالكة وفي أرذل العمر السياسي وان التيارات الإسلامية متشابهة من حيث القوة والتحرك داخل هذه البلدان ولو أن السودان كان حكم بالإسلاميين واليوم هو حكم يجمع بين الإسلام والعسكر والأمن.أي لغز سياسي وقانوني واجتماعي.وربما حضور مصر والسودان كان رمزيا؟المقصود هو تونس وليبيا والجزائر؟ أو أن مصر كعادتها كلفت بالتنسيق بين المحور الخليجي وهذا المحور؟وهنا لا يستقيم الأمر إذ غياب مورياتانياوالمغرب يفرغ هذا الاستنتاج من أي مضمون.كما أن شطحة من شطحات القذافي تجعل أيضا القول بغضبه غير ذي جدية. قبل هذاأعلن في تونس عن تقاتل تونسيين الواحدمع الآخر في شوارع بعض المدن التونسيةوباستعمال أسلحة متنوعة ومتعددة؟شاهدالكثير من التونسيين والتونسيات بأم العين جثةهناوأخرى هناك.والى اليوم الأمر لا يزال محل بحث وتقصي وروايات وإشاعات وتسريبات وتاويلات في كل أنواعها وأهدافها.. بعد فشل اللقاء المغاربي الإفريقي؟أقدم العقيد الليبي كعادته على فعل أمر ما.الأمر هذه المرة تمثل في إعلان فرض التأشيرة على الوافدين إليها ولو كانوا مغاربيين أو مصريين؟وفسر القرارعندما شمل المصريين كذلك بغياب الغضب من تونس والسودان بسبب عدم حضورهما اللقاء؟إذ مبارك حضر ومع ذلك شمل قرار المنع مواطنيه.أي ذهبت التفسيرات في اتجاه تنسيق امني من اجل تشديد الخناق على مناطق تنقل وتسلل وعبور المتطرفين؟ .وهذاشخصيا جعلني أكون متأكداانه قرار دولي وتحديداامريكياوبمساندةمن جهةدوليةأخرى من اولوياتهامحاربةتكتل التطرف خاصة ونحن ندرك أن تنسيقا بهذا الحجم وفي حضور مبارك لا يكون من حكة راس ودون رؤية دولية ولو لأمور إقليمية؟ الأمر كان عاديا إلى أن تراجع الليبي في خصوص استثناء التونسيين من التأشيرة؟وله شخصيا مني ومن كل تونسية وتونسية التحية.إذ من ولاية صفاقص بصفة خاصة والى غاية أقصى نقطة في الجنوب العزيز نحن نتداخل كثيرا مع الإخوة في ليبيا في كل المجالات…تضررنا لا يوصف من فرض التأشيرة.ولكن المصريين أيضا؟تراجع الليبي جعل حكاية محاصرة التطرف بلا عنوان.إذن دعوة لتكتل لماذا وحول ماذا؟ نحن نعلم أن هذه الأنظمة بالذات(مع استثناء للجزائر)التزوير والفساد والإفساد والمخابرات والضبط العشوائي والاستنطاق الجاهز مثلما هو حال مليون تهمة وحكم العائلة وكره سماع كلمة الحرية والمشاركة والشفافية وتخوين وتجريم كل اصحابها مهما كانت مرجعياتهم…اذن لا يجتمع هؤلاء الا على الامن والزجر والارهاب والترهيب لنا حتى نرد الفعل ونذهب الى التطرف ليحاربوننا لاحقا باسم الوطن والسيادة والاخلاق والشرعية والامم المتحدة موجودة والويل لمن يتجرا على التحدي شيراك وبرودي وزاباتيرو من هناك ايضا يحركون الانتربول والمخبرين ليلاحقوا ولو في اوروبا… ربما تفطنت الأنظمة الحاكمة إلى أن بهذا ستعجل اكثر بفضح نفسها بعد أن غنّت لعقود بقضائها على آفة التطرف والإرهاب ولاسمّي الأمور بحقائقها وعباراتها وألفاظها’الإسلاميين اندثروا من تونس وليبيا والجزائر تحديدا؟والحال أن جنابي قال منذ 2001بصفة علنية ومنذ 4اكتوبر2004 في كتاب بعنوان..وثيقة تاريخيةحول جمود السياسات التونسية..أن ما يقال عنهم متطرفين هم اليوم يملكون من عوامل التحدي الذكي للأنظمةأكثرمماكانواعليه منذمنتصف الثمانينات..اتهمنابالكفر  وما أتعس منه…اليوم في فيفري2007 صار الكل يتصرف وفق هذا.هذه الأنظمة ممسوكة كما يجب من غربيين ويهود ماذا أنتجوا لنا ولهم بعد عقود؟الإرهاب…أليس الفشل بعينه؟ .الخطوةالليبيةهي خطوة من خطوات التنسيق الأمني المخابراتي تحت عين الرقيب وبإشرافه وادراكه؟وهو ما يعني فشل ذريع لنماذج حكمت وتحكم مغاربيا.وهو ما يعني الانهيار والإفلاس.وهو ما يعني أن الانهيار والإفلاس لا يحارب الإرهاب ولا يحاصر ولو نملة.وهذا الراي يوجّه الى من لا يزال يراهن على هكذا تعاسات.. سياسة تجميع هذا وذاك تعني في ما تعني عدم الوثوق  بتاتا في معلومات  ومعطيات وآراء رجال المخابرات العربية ومن يختارها ويسيرها ويشرف عليها أي السياسيين وعدم الإغفال عنهم لحظة.حجة اصحاب العين الكبيرة مولد افواجا من املتطرفين جزائريا وتونسيا وليبيابل ان قيل منذ عقود الارهاب اليوم لم يعد مشكلتنا بل مشكلة اوروبية اعتبارا لاحتضان اوروبا بعض المتطرفين الفارين؟يعني هو يصنع والغرب لاعتبارات يسميها كل واحد كما يشاء منح اللجوء وحاول ان يكون ارحم من التونسي على اخيه او الجزائري على اخيه او…فصار مجرما لانه لا يملك عقلية ارهابية مثل حكامنا؟ اليوم مغاربيا ثبت ان القاعدة انبتت في تربة الفساد والافساد والتزوير والنهب وحكم القبيلة او العائلة او الجهة او الاحزاب اللقيطة.وثبت التعويل على هذاانه كارثة ما بعدها كارثة والعراق أحسن مثل صارخ وبعده أفغانستان..وهذا فشل رهيب لمن راهن على سلطات البؤس في تونس وليبيا والجزائر ومصر واليمن والسودان و… الفاسد بعدعقود ماذا سيقول للتونسيين او الجزائريين او الليبيين مثلا عندما يخرج للمواطنيين للحديث معهم عن المتطرفين بعد زمن من الطغيان؟نحن فاسدون وكذابون ومجرمون ومزورون وقتلة ونحتقر البشر والشجر والطبيعة والماء والهواء وانتجنا لكم هذا ونريد أن نحاربه معا؟ لن يجد حاكم ليبيا أو تونس أو مصرمعه من المغفلين إلا القليل القليل من الذين لن يقدروا على الحرب في ابسط معانيها وإشاراتها.إلى هناوصلنامغاربيا كما وصلنا مشرقيا.وهو حال مفزع ومبكي وان عالجناه بذهنيات وأدوات الأمس اتجهنا نحو مجهول اكبر من المجهول الذي اثمر11سبتمبر2001.التافه لا يصنع الحرية لأنه يكرهها ويرتعد منها. كان حكمنا عربيا وفق هذه الاستراتيجية؟اليوم وجب التخلي عنها وعن تعاساتها كليا.هنا كانت وتكون كتاباتنا واجتهادنا وتحاليلنا وما أصدرنا من كتب…ولهذا ولغيره منع عنا العمل والأكل والتحرك من رجال الغرب ومن مخابرات غربية لم تلاحقني لوجدي بل حتى أصدقائي وحيثما توصلوا الى علاقة ما….احد الأصدقاء لاحقوه في عمله وفي الخارج إلى أن يثبت انه لا يتعاومن معي؟والحال انه لا من قريب ولا من بعيد يميل أصلا إلى السياسة منذ زمن…كل هذا لحماية العفن والطغاة وفي العلن الحديث عن الإرهاب ومحاربته؟ من يحارب التطرف بسلطات تونس ومصروليبياوالسودان و…يخدم رجاله وكل أنواع التطرف…يقول لكل من هو نظيف وذكي ومستقل وحر…نحن لا نريدك..نريد تافهين ومسرحيين وممثلين…ومنفذين لاوامر دون عقل وتفكير…وبالتالي رأينا أن القاعدة وغيرهاذهب إليهاالكثير من المثقفين والمتعلمين… من يغلق الباب عن الأذكياء لا يبحث أين ذهبوا ويذهبون…إذ الإمساك بأنتن بني البشر هو قول صر يح لكل شريف ونزيه نريدك أن تتطرف حتى نحاربك.وحتى يجدرجال العفن ما به ينشغلون.ولهذا قلت وأقول أن التطرف سيتعزز وسيتنوع وسيتجدد…انتهى زمن الطغاة والاستبلاه والاستغفال…المراهنة على سلطة تونس وما شابهها حرث في ارض مالحة وكالحة…وراينا في23ديسمبر2006 كل مناحي العجز والحال أن للرجال برنامجين انتخابيين ومجالس وزارية تكاد تكون يومية ومنجزات رهيبة وإمساك غربي لا مثيل له وحديث عن الاستقلال والسيادة وتخوين أنزه واشرف بني  البشر؟ والنتيجة إرهاب وكذب…لنرى القليل.. .في لحظة ينسون أن لهم برنامجين انتخابيين؟ على سبيل المثال وحيثما قيل انه سكن المجرمين الخطرين؟بالمدينة الجديدة أي بجانبي؟وعلى بعد أمتار من مقر ولاية بن عروس؟ ومن مقر لجنة تنسيق بن عروس و…فان ولاية بن عروس محكومة إداريا وامنيا من رجال مخلصين؟الوالي الشرطة..الحرس..الإدارات المحلية والجهوية…حزبيا 4اعضاء لجنة مركزية على 5 من المخلصين..عين الاستخبارات وكل أنواع الأمن والشرطة والمسئولين على ولاية بن عروس…في كل عمارة من 4طوابق…أحدثت نقابة؟من أين الإرهاب؟ وكل أنواع السرقات والعراك الليلي الرهيب؟أمام عمارة بهانقابة تسمع كل أنواع الاهانةوالتعدي على الأخلاق الحميدة ولا حراك؟نقابة ماذا ولماذا؟إذا كانت كل عمارة مؤطرة من أين الإجرام الاخلاقي والحرقان والمخدرات والإرهابيين؟وأتحدث عن المدينة الجديدة واحد أين قيل أن اغلب المجرمين سكنوا لمدة طويلة ومنها تحركوا؟…في العراق ومع سقوط صدام أخفيت وثائق هامة جدا بل خطيرة تدين الدكتاتوريات العربية؟..وهذا احد أسباب فشل بوش في العراق… هذا يعطي فكرة عن نوعية وطبيعة23ديسمبر2006.نسيت ذكر أن بعض المعتمدين وعمدة و…طاروا؟والحال أن هؤلاء لا دخل لهم مطلقا في ما جرى إن صح أصلا انه موجود؟قد يعيدهم هذا إلى أعمالهم رغم أنني اكتويت بنار عدد منهم؟ عدد المسئولين المعلن عنهم عبر الهياكل المحدثة في ولاية بن عروس على غرار بقية الولايات يفوق مجموع السكان وفي أية ولاية تفوق أعمارهم 18سنة؟أي من يمكن استقطابهم لعمل السياسي أو لأية عملية؟الرجاء الإطلاع على كتابي..العطش المالي والأخلاقي لفريق حاكم أنموذج تونس الصادر بتاريخ 21فيفري2006….وهي تتضمن وثائق هامة جدا. ولاية سوسة بالذات من فيه رائحة الرجولة وبالحد الأدنى دمروه وقتلوه ودخلوا منزله في غيابه أو في حضور خادمته بحثا عما يكون قد ترك من وثائق؟ما أغباهم؟رجال يعرفونهم ويتركون شيئا ما في تونس؟في سوسة كما في غيرها كل من  معه البشر دمروه…من يمكن أن يتجمع من حوله ولو 10افراد ذبحوه..لا احد يتحدث عن الإرهاب..اعرف بن عروس مكانا مكانا..وفردا وفردا..لا يوجد بهاالارهاب…. نأتي إلى الدولة…اطلب من التونسيين ترك لديهم مقالي ومتابعة ما سيكون وما كان..يوم 1فيفري2007 استقبل ما يقال عنه رئيس مجلس دستوري؟في كل مرة أخرجنا الطعن يستقبل رئيس المجلس واحد التونسيين الأفاضل هو من أشار لي بهذا؟ كاد المريب أن يقول خذوني.  اليوم عبر قناة حنبعل(وليس تونس 7 يروجون على طريقتهم وتكتب في والي قفصة لافتة لتوضع وراء مرمى ما في ملعب قفصة يوم لقاء الترجي وقفصة الخميس ما قبل الماضي…شكرا حنبعل على الصراحة بالمكشوف؟ولعلم العالم والي قفصة  كان معتمدا بصفاقص الجنوبية سنة1993 وما فعله كان من المحتم أن يكون بفضله داخل السجن.إلا أن للرجل محمد شكري والفاسدين فتمت ترقيته الى كاتب عام لجنة تنسيق سيدي بوزيد ثم واليا وهكذا زملائه وحديث عن التطرف؟يوم عين واليا في وزارة الداخلية لعن كل من فيه رائحة الوطنية وما تبقى له من رجولة الدنيا بما فيها.قلت الداخلية ولم اقل شيئا آخر. حتى نحاصر الكذاب أكثر لتكن محاورة مباشرة تنقل إلى العالم ودون أن يعلن عن موضوع المحاورة بالنسبة لي ولمن سيحضر يقولون له ومن قبل شهر ليعد أموره ولتكون المحاورة دون مراجع ووثائق وليحضرالنظام شعبان والرويسي والودرني وبن ضياء والقروي والغرياني والفلوس…أي مفكريه ويضيف عليهم أحزاب الكتاكيت ويعطى لهم ساعة ونصفا ولجنابي 25دقيقة…وسنرى بالارقام والتواريخ والمجالات المنجزات في كل أمر والنتيجة تبيان للعالم عبر الصراحة وبالمكشوف وعبر حنبعل…من أين مرّ وعمّر وعشّش الإرهاب؟ومن رجاله؟وماذا سيفعلون في أحسن الحالات. هذا عرض وليس حديث ولينكشف الكذاب والمراوغ ورجال الإرهاب من رجال الصدق والحرية…انتظر منهم التحرك في هذا الاطار…وهنا خاطبني احد المواطنين ليلا ليقول لي افتح قناة حنبعل…فتحتها ووجدت بها ما يقال عنه حوارا هو مضمون احد مقالاتي وكتبت حول هذا…الغريب ان مخاطبي وعدني بان نتحدث بعد ذلك…ولكنه هرب لأنه بضاعته الوحيدة هذا هو نظام سيعقد له العالم مؤتمرا دوليا حول الإرهاب؟ دعنا من الكلام…الكتابات أرشيف لنا وعلينا.. ليأخذ أي كان ما كتبنا عبر تونس نيوز ويراقب قرارات بن علي…سيجدها إجابات حرفية..ونحن لسنا من المغفلين..نقوم بتعرية هذه السلطة إلى أن يكفر بها من له ذرة حياء وكرامة…وكذلك إجابات على ما تكتب الاوداس وفي تونس الموقف -وسم بن علي يوم 7نوفمبر2006 أمر الحرس واليوم.وقلنا يوم توسيمه وفي بياننا بتاريخ 6نوفمبر2006 أي قبل خطاب بن علي الذي يلقيه سنويا يوم 7نوفمبر وجنابي وجه المقال الى تونس نيوز نيوز يوم 6نفومبر2006 في الساعة الحادية عشرة والثلث من صبيحة ذلك اليوم.أي كنت اعرف أن آمر الحرس سيتم توسيمه .وقلت يومها حرفيا..سأعود إلى ذلك. وحجية قولي هو أن الرجل عاش واليا في سوسة من 1996الى نهاية2006اي 10سنوات.فهو شاهد وعاين وعرف لذا وجب ترقيته ثم إخراجه بفضيحة وبفشل حتى لا يفتح فمه..ووقع هذا للكثير…كما وسم غيره في ذات اليوم واخرجهم منذ أيام…أسلوب غريب وتعيس في إدارة الرجال….وحديث عن الإرهاب.أليس هذا صناعة للإرهاب؟تكتيكات أمنية مخابراتية في التعامل مع كل نوعيات المسئولين من أين يأتي الإنتاج الفكري والسياسي؟من هنا ستتقدم كل أنواع التطرف يا من لم تدركوا بعد خطورة هذا… .منذ مارس2004 تسلطت الأضواء وتتسلط وان كانت طرق واليات ومضامين التسليط لا تبدو بارزة للعيان.ولكن لمن يفهم في الخطاب والزيارات والتصريحات والتحركات من سلطة وأجانب ومعارضين يقف اليوم عند النماذج التالية…    -1-السلطة تسعى بكل السبل للاستمرار وهي لا تزال تبحث في الآليات المطمئنة.وداخلها عراك عنيف جدا على التكيف ضمانا للحد الأدنى من القبول.بعض المستنفذين والعراة لدينا من داخل الحلقة الضيقة المحيطة ببن علي يسعون جاهدين داخليا وخارجيا للملمة الصفوف واقناع بعض الانفار بان هذه السلطة يمكنها ان تنجز امرا ما من داخلها؟وهذا الامر جنابي من فضحه ويفضحه ليس عبر الوشايات او الاستماع الى محادثات خاصة…بل من خلال ارشيف منشور للعموم من السلطة وعلى امتداد زمن…الى جانب تكبلها هذه الحلقة الضيقة بكل انواع المكبلات .اي ما جعل منها جثة هامدة تلعب على الوقت لا غير والوقت صار يخدم التطرف.من هنا رايت السلطة في ارذل مراحا العمر السياسي.بل انقضاض القروي على استغلال مخلفات23ديسمبر2006 لتعيين الغرياني داخل القصر هو احد المؤشرات الهامة.اذ الغرياني(رغم انه يلعب بمليون قروي ومكي..)فانه امام الة الداخلية لا يتحرك كثيرا لاعتبارات ناتي عليها لاحقا كما انه سيقوم بدور رد الخبر لا غير لكتلة وعلى كتلة وبالتالي السلطة تتآكل ولا تقوم بعملية استدراك جدية وحقيقية…ونقف هنا..    2-الأطراف الخارجية تمسك كل الأطراف المتنازعة داخل السلطة ومعها المعارضة الجدي منها والتافه..وجنابي هو من اخرج كل انواع الارانب ليتكلموا ويلعبواويقدموا برامج…وفعلا رايناونرى…اي اخراج التافهين والانتهازيين والحالمين والذين لهم رجلا داخل السلطة واخرى خارجها(أي الجواسيس)…ورجال الطموح ورجال الخوف على ضياع سلطة…كل الانواع توضع على الطاولة ونجحنا في هذاالى ابعدالمجالات ونحن محاصرون بالليل والنهار..اليوم خرج الطامح والانتهازي والجاسوس المخبر والخطط…هنا سلطنا وتسلطت الأضواء…وجنابي هو من اخرج هذا كله وبمحاصرات امنية وسياسية وعلاقاتية واعلامية داخل وخارج تونس…انها الامية السياسية…اليوم الكل عراة…نقف هنا اليوم…. 3-المعارضةعمليامدت اليدإلى عناصرمن داخل السلطةالحاليةلا ترى فيها غدا ما يقلق.كما مدت اليد الى من يمكن ان يقبل  به الأمريكان ولاتحادالأوروبي آو الأمريكان أو الاتحاد الأوروبي؟وهذا برز مع مارس2004 ومع كتاباتناوهو عامل مهم  جدا نقل الترصدوالمراكنة والتصيد والختلة من طور إلى أطوار إلى حد الآن…ولا ننسى هنا ان هؤلاء جميعا يتحدثون عن الامريكان واليهود ..بهم يخونون ويجرمون اعلاميا وخطابيا…ومن تحت يمسحون الارض باللسان…هل الامريكان اغبياء؟هل اليهود اغبياء؟كان قصدنا من الكتابات تعرية هذا…ولينظر أي تونسي وتونسي التحولات الدراماتيكية التي حدثت في مرجعيات هي التحريم والتجريم وقطع اليد واللسان ان اقترب أي واحد من الامريكان او اليهود؟واخرى هي الكره الرهيب للامبريالية والمجرم بوش والمجرمة رايس اين يسرحون اليوم؟متى كان هذا؟وكيف كان؟وبماذا؟قلت يوم 6نوفمبر2006 سنة 2007 سنة التعرية بالاسم والمكان..وفي الواقع انطلقنا في هذا منذ22نوفمبر2006…اخرجنا المسرحيات ورجالها وهي من اهم الاهداف الاستراتيجية لاي تحرك سياسي مدروس وليس انقلابا او مراكنة… النتيجة الى حد اليوم من سلوكنا المنتظم هذامحليا ودوليا.    محليا  ماتت وتموت حكايات الأحزاب والمال والتجنيد الخفي والعناصر المعروفة والتي تم تجريبها على امتداد 40سنة؟أي تسليط كل الأضواء على كل من له علاقةبالسياسةمن حاكم ومحكوم ولاعبين…وهنا تبرز قدرة كل واحد على اللعب…يظهرالسارق للفكر او الافكار او الخطاب…المتحيل..الفرز بين الكل وجهرا…جعل تونس ساحة وميدان لعب للجميع…نوعية اللاعبين او المتلاعبين والفارق شاسع…وراينا هنا الفضائيات التي تلعب وتتلاعب وتخدم تافهين…او تحاول تزرع الوهم..او تصطنع مواضيع عناوينها براقة ومضمونها والمدعوين لتحليلها قتل لها…تكتلات من هنا ومن هناك وليس اعلاما وخبرا وحيادا وموضوعية….ما كان هذا ليبرز لولا استراتيجية إخراج الأرنب….وهنا ليراجع كل تونسي وتونسية مضمون الندوة التي عقدت في واشنطن يوم الاثنين 5فيفري2007 … .في كلمة الحالات النفسية والذهنية لكل من له علاقة بالشان العام…ويكون المواطن الحكم وحيثما تواجدت مراكز دراسات وعمل ممكن وفق الراي العام…لنرى هذا.. دوليا تسليط الأضواء الدولية خطوة ضرورية ومهمة…عدم تصديق الكذب…محاصرة الانهيار والكوارث.. تسليط الأضواء الدولية سيجعل القروي وبن ضياء يرتبكون أكثر.القول بالقاعدة ليس لعب سهل.ومحاربة القاعدة مسئولية دولية.أي الأمور خرجت وتخرج من كذب  أنى كان مصدره.عيون العالم تسلطت وتتسلط.وفي هذا التسلط معاني هامة لعل من أهمها أن أصيب الفريق الحاكم بحالة ذعر وذهول وتخبط لا مثيل لها…سنزيد في تعريتها وكشفها…بل الفريق نفسه سيكشف حاله بحاله من خلال الكذب والهروب إلى الأمام ومحاربة الإرهاب بمن صنع تجارة الموت. ومن أساسيات التخبط احاطة بن علي  نفسه بالوسخ وأصحاب الملفات المالية والأخلاقية والاقتصادية ومن كل لون..وهو ما يعني أن بن علي صار يبحث عن حماية نفسه وليس عن تغيير في السياسات والأشخاص.وهي وضعية بورقيبة قبيل رحيله بأيام…وهذا مؤشر إضافي على طبيعة ونوعية فعلة؟23ديسمبر2006 ورجالها وخطورتها على بنعلي شخصيا؟ لكن ما باليد حيلة.. حرّك ودوّر وشلّك واستنفذ..وأعاد تعويم الرويسي..القنزوعي..انظركتابناالمنشوربتاريخ ديسمبر2005 ..محور شلّك وحرّك واستنفذ…قائمات طويلة…سلطة مفلسة وتفلس..لا تعرف قانون ولا أخلاق…الإرهاب ابنها الوحيد..(راجع كتابي بتاريخ 27ديسمبر2005 عنوان تحريك وتدوير وتشليك البارونات…).نحن من عجل بكشف ما خفي..في جميع المجالات… المعارضة كانت تصرخ منذ 40سنة…لماذاتحولات هامةحدثت وتحدث منذ مارس2004؟إنهاالجدية والموضوعية والاستراتيجية السياسية. نكتب حول السلطة لان التغيير الحقيقي يمر من فهم وإدراك وليس من مراكنات او اعادة تعويم انتن البشر. -بنعلي رجل عسكري وامني.هو يعرف مجموعة من الأفراد إلى أن يغادر ثكنته يظل يحركها ويديرها إلى أن يستنفذ كل حماس وطاقة لديها.هو يحكم لعبة التحريك والتدوير.أي فلان ضد فلان في المكان الفلاني والزمن المحدد. .في هذا الإطار جاء إخراج الرويسي إلى العلن…لمن لا يعلم الرجل كان يمارس ذات العمل أو نوعا منه عبر الرأي الاستشاري…وفي غيرها من الملفات…في تعاون وثيق مع المنجي شوشان؟تحديدا؟أي ليس تعيينا جديدا..بقدر ما هو مسخرة جديدة. يوم عادالرويسي من باريس من يصافحه تصله يدالمخبرين؟اليوم أخرجوه إلى مجالات ماإن فتحت أسقطت رؤوسا ورؤوسا…وأفعالهالا تسقط بالتقادم ولا بمرور الزمن…والرويسي في الواقع الملفات ذاتها لم تكن أبدا غائبة عليه منذ1988 صحبةالمنجي شوشان على الرغم من أن شوشان لم يكن زمنهاسوى رئيس مصلحةومكبل ب… ولولا بنعلي لكان منذ زمن في السجن…ونشرت حول رجوعه إشاعات وإشاعات..اليوم مطلوب اعادة تعويمه في حالة جمعت بين الحاجة الى علاقاته الخارجية لان النظام مقدم على مذبحة؟يلزمها لاعب ماهر ليمرر امورا حقوقية معينة؟كما قد تكون علاقات الرويسي دفعت بالامر؟كما قد تكون مخلفات عودته من فرنسا انتصر عليها وعلى من كان سببا فيها؟.كما ربما اخراجه اليوم هو لمزيد تكبيله وعدم جعله يكون بعيدا حاليا؟ من غائيات حرّك ودوّر وشلّك وحقّرواستبله… -اعدنانشرمن جديدعبرتونس نيوزببتاريخ20جانفي2007 في أول يوم من إضرابنا عن الطعام.ما كان نشر في نهاية 2005…والرجل تم التخلي عن مهامه بعد 12سنة بالتمام والكمال أو ما يزيد؟يعني تركة نتنة ومهولة ألقيت في رقبة الرويسي وهو العالم والمدرك بما هو مطلوب منه في مجالات كهذه؟وما يسمح به البوليس  والسجّان ..ومن تورط من الكبار في أعمال إجرامية وان فتحت أين تصل؟… ما طالب به بوش حمله بنعلي في حقيبة وألقى به في سلة المهملات كما قال بورقيبة يوم 6 جانفي1984…متاع الزبالة(يقصد يومها زكرياء بن مصطفى رئيس بلدية تونس.الرجل منذ ما يزيد عن العقد يتابع حقوق الإنسان والسجون والظلم والقتل والنهب؟)قال لي…الخبز يلقى مع الفضلات…حديثنا قياس..من أين يستمد رجال سلطة تونس القوة؟هم خائفون من فرد…وطلبات بوش مبنية على أمور صحيحة وعلى تقارير جهات رسمية.. اضرابناانتهى يوم26جانفي2007 وخروج بن مصطفى وتعيين الرويسي يوم27جانفي2007 ؟وربماهنابنعلي استمع؟ الينافي حين رفض ذلك في نوفمبر2005 .فله التحية. -وللتذكير كنت نشرت بتاريخ 19نوفمبر2005 تحت عنوان البسيكولوجيا والسياسة ما يلي..وقصدي وقتها وجه الى الرويسي..في بداية7نوفمبر1987  كتب هشام جعيّط مقالا عبر المغرب العربي(أوجه بالمناسبة تحية جميلة جدا إلى عمر صحابو الذي نشر لنا سنة89 ما رفضت الموقف اليوم سنة2005؟) ثارت ثائرة محمد ولكن هناك من كان صادقا معه (وبعدها نفسه أخذته جماعة علي واعذره رغم أنني اكتويت بناره) ليقول له ما معناه..أن عبد الناصر وجبروته واضطهاده للمثقفين والمفكرين..كان يخصّص راتبا لحارس اتحاد الكتاب؟ وان ديقول عندما اعلمه القاضي الفرنسي بان سارترهوالمذنب وهوالمعترف…أجابه ديقول  العظيم ..اسمع أيها القاضي….فرنسا سارتر في السجن..وهكذا خرج سارتر من اللّعبة ليكبر أكثر ديقول وسارتر وفرنسا…ولم يدخل جعيط السجن. .في كل الحالات هي عملية سياسية من سلطة في أرذل العمر السياسي تدفع ما يمكن دفعه وتدير أوضاعها يمينا وشمالا مثل الغريق الباحث عن قشة تنقضه…القشة قد تكون شيراك؟أو اليمين الفرنسي؟أو بعض اليهود؟أو بعض الأمريكان؟ لهذا بن ضياء والرويسي…والقروي…وبرودي و…أية قشة ستكون اصلب؟…لبن علي إن كان يقرا أو يستمع أصلا إلى ما يجري في تونس ومن حوله؟ أقول له مع القشات كلها وليست واحدة فقط(ويمكنني مساعدتك هنا بالمجان من باب الرحمة..)….العقل يصلح كل أمر..وليس المسرح وحرّك ودوّر واستنفذ…  اذكره أيضاوالصحيح رجال البحث عن قشة بما ورد في بياني المنشور بتاريخ 30جويلية2005 والذي أعدت نشره يوم 24جانفي 2007 ولكن لم يدرك بعد معانيه لا هو ولا من يراهن على ان تكون تونس في 2009 غير الحالية.. المحاصرة والتجويع ودفع البوليس والمليشيات لممارسة كل أنواع الضغط المنتظم والمسترسل منذ سنوات أي قبل خروجي من النظام في أوت 2003 وبخاصة منذ 9مارس2004 .نحن اليوم في فيفري2007 واشعر وكأنني انطلقت البارحة وكانه لا يوجد قلق.. الى الدكتور المنصف المرزوقي والذي بالمناسبة أتمنى له كل النجاح وبقية إخوانه في المعارضة.وقلت هذا منذ يوم 6نوفمبر2006 أي ستكون في 2009 ثلاث ترشحات…دعنا من رجال الكومبارس هذا إن وصلوا إلى 2009 . السلطةتدافع عن الفسادوالكذب والتزويروبالتالي لهامرشحها ولا احد يشاغبها في هذا .والمعارضة تجتمع وتختار مرشحاشخصيااراه المرزوقي لمواصفات كثيرة(ولا يحتمل هذاالتاويلات الواسعةأوالضيقة)وهناك مرشّح آخر لا ينافس ولا يلعب حيث تلعب السلطة ولا مجالات لعب المعارضةالحقيقية… اذكر رجال العجز بهذا علما وانه بتاريخ 30جويلية2005 وإضرابنا عن الطعام من 20/1الى26/1/2007 هو تعبير متجدد وبداية فعل.. .هذه المرّةيتعاملون مع رجل صادق عزم على التغييرولوكان ثمن ذلك حياته..أنت تعرفني وأنااعرفك واعلم  الكثير وصمّمت دون رجعة…. اقرؤوا هذا جيدا…وتمعنوا… حسين المحمدي …مواطن تونسي تقدم بتغييربطاقةتعريفه الوطنيةمنذيوم25/6/2005 والى غايةاليوم ينتظر.بل هناك من يسوّق أنهامتوفرةبمركزشرطةالمدينةالجديدة.وتحولت مرتين ولا اثر وزرت المنطقةولا اثر.وقول لهذه الجهة وتلك متوفرة. .لعبة القط والفار.ذهنية الإرهاب…الجمعيات الحقوقية والإنسانية الوطنية والدولية ومعها من يحاربون الإرهاب اخذوا علما وسكتوا….نحن نريد مجرد شكاية من مشتكي لا غير…فضائيات العالم بالمثل…انه مثال صارخ على حماية سلطة الإرهاب وأحزاب الكتاكيت…أي أن خرج تافه خلفه ربما ما أتفه…أين المواطن والحرية والإنسانية والحق؟الكل صار عاريا وكان من أهدافنا هذا…لا للمتاجرة بنا… لم اذهب الى المحكمة الإدارية لأنه لا توجد دولة ومع الوقت سنضع أمام العالم الصحيح.لا نعمل منذ1/8/2003 والى غاية اليوم وكتبنا الى كل جمعيات حقوق الإنسان والشيطان ولا من مجيب.اضربنا مبدئيا لمدة أسبوع خلال هذا الشهر تذكيراوتنبيهاللعالم بمن صنع ويصنع الإرهاب.ولاحقا لكل تصرفه وأريدأن يخرج بن علي بوليسه وإرهابه حتى يكون الفضح أمام العالم..نحن في سجن منذ 4سنوات والعالم يخرج السجن جنةلنضع أمامهم جنتهم وجنةخليفتهم في تونس.. .رجل يصنع رئيس مجلس دستوري مثلا ويكلفه بمهازل ويعيد اليه المهازل ويتعامل بها الرجل معنا على أساس وأنها شرعية ودستور وقانون…مات وانتهى هذا الزمن التعيس إلا عندكم…ودعك من استقبال رئيس المجلس الدستوري لأنك لا تعلم شيئا… Houcine_mhamdi@yahoo.fr العطش المالي والأخلاقي لفريق حاكم أنموذج تونس الصادر بتاريخ 21فيفري2006..عنوان كتابي الثاني..صدر بتاريخ 21/2/2006. لمن يريد نسخة بالمجان يرجى مراسلتي على عنواني البريدي..وسنرى طبيعةونوعيةالإرهاب. .8فيفري2007.
 

 

إلى من لم يستوعب الدرس

 
 
الهادي المثلوثي
البعث صنعته المحن ولن تحدّ من عزمه بل في كل عثرة يستعيد عزمه على الانبعاث مجددا فاحتلال العراق وتفكيك نظام البعث وصدور قانون اجتثاث البعث ومحاكمة قادته ومنتسبيه واغتيال أمينه العام وثلة من رفاقه ثم التنكيل المستمر بمؤيديه وأنصاره وعائلاتهم، جميعها محن فيها شهداء ودماء لا زالت تسقي بلاد الرافدين ومع ذلك يتمترس البعث بخندق القتال ليقود مقاومة تنحني لها الهامات تقديرا وافتخارا، دوّخت بفعلها الجهادي أكبر قوة احتلال على وجه الأرض وأكبر جبهة من الخونة والعملاء وما لها من مليشيات وفرق موت. حاصرت هذه المقاومة الملحمية الجميع وأوقعت بهم في مستنقع الخيبة والرذيلة وكشفت بصمودها جنون الطائفية الصفوية وعنجهية الاحتلال، فتبارى الخائبون على تخريب البلاد ونهب ثرواتها وسفك دم الأبرياء وشرعوا الغدر والتعذيب والتمثيل بالضحايا واغتصاب الشيوخ والقصّر وهدم البيوت على ساكنيها وتهجير وتشريد من تثبت وطنيته، كل ذلك تطبيقا لقانون اجتثاث البعث واستئصال منجزاته من الوجود ومن ذاكرة الشعب العراقي الأبي فلم يجنوا غير المزيد من الخزي والخسة في حين تزداد المقاومة البطلة توهّجا وعنفوانا لتضعهم جميعا على طريق الهاوية وها هم يلعقون سم السقوط السياسي والأخلاقي والعسكري مثلما لعقه من قبلهم ملهمهم خميني والدور آت على بوش وأذنابه. وليس حظ هؤلاء (غزاة وعملاء) بأقل من حظ الساعين إلى تخريب حزب البعث من الداخل وبمساعدة من لهم خبرة في التآمر على البعث بذريعة التصحيح والحنكة الأسدية والقصد تحريف البعث عن مساره النضالي القومي وكان الأولى بهؤلاء أن يكونوا في خندق المقاومة فكأنهم ليسوا في مواجهة ضد أعداء الأمة وضد من يحتل جزءا من أراضيهم وضد المحتل على حدودهم الشرقية. والحقيقة لا غرابة أن يأتي التآمر ممن آوى ورعى معارضي نظام البعث في القطر العراقي بل ساهم في الحرب عليه لتحرير الكويت ولا يدخر جهدا في تعطيل تحرير العراق وشق المقاومة باحتضان مؤتمر التآمر على وحدة الحزب إثر اغتيال أمينه العام شهيد الكرامة والحرية ورمز البعث المقاوم. أستغربُ من غباء من انتسب للبعث يوما وتسمح له نفسه بالردة أو الاستيلاء على الحزب وهو فار من جبهة القتال التي يقودها البعث وأستغرب أكثر ممن خوّلت له بعثيته المزعومة أن يتحالف مع الفرس في حرب الخليج الأولى ويزج بقوته العسكرية ضمن التحالف الثلاثيني في حرب الخليج الثانية ويلتزم الصمت عند احتلال العراق ويرى أن الوقت قد حان للإيقاع بمناضلي البعث وتشتيت شملهم ولا يرى من الواجب تحرير الجولان ويترك أمر تحرير العراق لبعث العراق ومقاومته العربية الإسلامية. إن في الحنكة السياسية للقيادة المعنية ومن ولاهم من منشقين ما يدفع إلى الصراخ بأعلى صوت إلى متى وأنتم تعبثون بالبعث ومتى تستوعبون الدرس ؟. إن البعث عصي على من بهم نزعة غدر أو غيض أو سوء نية أو طائفية لأن البعث حرب على الفساد وضعف الإيمان والانفصال والسمسرة بالمبادئ. فالبعث بعث الرجال وسمو النضال وتاج الأبطال. وندائي للبعثيين أينما كانوا أن يقيموا المنابر ليتلوا رسالة البعث ودستور البعث ومبادئ البعث وتاريخ نضال البعث وسجل قوافل الشهداء وملاحم المقاومة في بلاد الرافدين ليعرف المناوئون والمتآمرون والمتطاولون أن البعث مهما حاولوا النيل منه لا يُطال. الهادي المثلوثي. تونس في 6/1/2007.
 

تطورالعلاقات الإفريقية – الصهيونية

 
توفيق المديني تؤكد التقارير الصادرة عن وزارة الخارجية  الصهيونية أن الكيان الصهيوني أصبح له  علاقات دبلوماسية مع 42 دولة إفريقية, تشمل  تعاونا في المجالات الاقتصادية و السياسية  والعسكرية,فضلا عن تزايد حجم التبادل التجاري بين الجانبين.وقدأصبحت الظروف الآن  ملائمة في أفريقيا أكثر من أي وقت سبق ، لعودة الكيان الصهيوني بقوة إلى توثيق عرى العلاقات مع العديد من البلدان الإفريقية ، بعد القطيعة الدبلوماسية مع إفريقيا عام 1972 – 1973 . و كانت الدبلوماسية  الصهيونية سعت قبل حرب 1967 , إلى الحصول على اعترافات إفريقية بالدولة الصهيونية من أجل تعزيز شرعية وجود الكيان الصهيوني السياسية و القانونية. غير أن الدول الإفريقية تنبهت إلى السياسة الصهيونية المعادية لتحرر الشعوب , وإلى اضطلاعها بدور الأداة في تنفيذ مخططات الإمبريالية  الأمريكية , منها موقف الكيان الصهيوني الداعم لنظام التمييز العنصري  في جنوب إفريقيا, و سياسته العدوانية و التوسعية في احتلال أراضي عربية جديدة عقب حربي 1967 و 1973 . لماذا حصل هذا الانقلاب في جنوح الدول الأفريقية نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني ؟ أهذا وعد الأنظمة الأفريقية في الالتزام بسياسة المقاطعة حيال العدو الصهيوني . إلام تستمر بسياسة التخاذل و الاستسلام العربية على خسارة الموقف الدولي ، و إعطاء المزيد من المبررات للأنظمة في أفريقيا لإعادة علاقاتها مع الكيان الصهيوني ؟إن الأنظمة العربية تريد كسب موقف أفريقيا إلى القضية الفلسطينية ، بينما هي جسدت القطيعة النهائية مع سياسة المواجهة و التصادم مع الإمبريالية الأميركية و العدو الصهيوني ، بل وشرعت تفك الحصار عنه منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد ، و التفريط في الحقوق السياسية للأمة العربية . و هل هذا الاختراق الصهيوني المتجدد لأفريقيا ، يعتبر مسألة إفريقية ، أم أنه و بشكل رئيسي مسألة تتعلق بالسياسة الغربية كلها ؟ نحن معنيون بالطبع بكشف و تحليل خطورة ما حدث و تأثيرات ذلك على مجرى الصراع العربي – الصهيوني ، و علاقة العرب بإفريقيا . منذ فجر الاستقلال لبعض البلدان الإفريقية مع أواسط الخمسينات ، و بعد أن أصاب النضال الثوري لحركات التحرر الوطني مواقع الاستعمار الفرنسي و البريطاني في أفريقيا ، عملت الدولة الصهيونية على النفاذ إلى الدول الإفريقية الفتية . و كانت الإستراتيجية الصهيونية تركز على سياسة مد الجسور  ، بالتنسيق الكامل مع الاستعماريين الفرنسيين و البريطانيين و البرتغاليين ، و بالتحالف الوطيد مع الحكومات العنصرية في جنوب إفريقيا و روديسيا ، من اجل إيجاد موقع قدم في القارة الإفريقية ، و فك طوق العزلة و الحصار المضروب عليها عربيا ، خصوصا في ظروف تصاعد المد القومي التحرري بقيادة مصر ، و تجذر نضال الحركة الشعبية و الثورية في العدي من الأقطار العربية.د و كان    مؤتمر باندونغ 1955 الذي حضرته ست دول إفريقية : ساحل الذهب  » غانا حاليا  » مصر ، إثيوبيا ، ليبريا ، ليبيا و السودان أدان بشدة سياسة الاستيطان الصهيونية في فلسطين غير أن العدوان الثلاثي الفرنسي البريطاني الصهيوني على مصر عام 1956 ، أزاح الستار عن تلك العلاقات المتبادلة الوثيقة بين دولة الكيان الصهيوني و الاستعمار القديم و الأنظمة الرجعية و العميلة مثل كينيا باعتبارها سياسة عنف تعكس من ناحية طموح الاستعمار بين الإمبرياليين الذين خسروا مستعمراتهم من أجل ضرب الحركة القومية العربية و جر البلدان التي استقلت حديثا إلى دائرة التحالف مع الغرب الإمبريالي بزعامة الولايات المتحدة. و  وفي الوقت عينه شكل المؤتمر الآنف الذكر ضربة قوية للسياسة الصهيونية القائمة على العدوان و احتلال أراض عربية جديدة و استعراض كل أشكال القوة العسكرية بغية المحافظة على السيطرة الاستعمارية المباشرة في البلدان العربية ،و دعامة أساسية و قوة إسناد لنهوض حركة التحرر الوطني العربية كما حصل ذلك مع الثورة الجزائرية . و كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أبدى اهتماما ملحوظا بإفريقيا  في محاولة اعزل الكيان الصهيوني من القارة حيث أقامت الدول العربية مجتمعة  علاقات دبلوماسية مع 22 دولة إفريقية من ال35, كما قامت جامعة الدول العربية بافتتاح عدة مكاتب في شرق و جنوب إفريقيا. لكن مع حصول العديد من البلدان الأفريقية على استقلالها السياسي ، و انتهاج قسم كبير منها خيار  » التنمية الاقتصادية  » في إطار علاقات التبعية مع الاستعمار الجديد ، أفسح هذا الوضع الجديد المجال أمام التعاون المتعدد الأشكال بين دولة الكيان الصهيوني و الدول الإفريقية الحديثة التي سيطرت فيها الفئات التقليدية و البرجوازية الصغيرة على الحكم و التي فضلت خدمة مصالحها الطبقية الضيقة و الارتباط بالإمبريالية في شكلها الاستعماري الجديد الاقتصادي على مصالح قضية تحرر شعوب القارة الأفريقية متذرعة في ذلك بظروف التخلف الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ، و حاجاتها الملحة إلى الموارد المالية و المساعدات العسكرية و التعاون التقني في ميداني الصناعة و الزراعة مع القوى الإمبريالية و الكيان الصهيوني. و هكذا طور العدو الصهيوني علاقات التعاون الاقتصادي و العسكري و السياسي مع ست و عشرين دولة إفريقية ، و أقام معها علاقات دبلوماسية رسمية حتى صدور قرارات منظمة الوحدة الأفريقية في 21 نوفمبر 1973 ,القاضية بتطبيق المقاطعة الكاملة مع دولة الكيان الصهيوني, وإقامة جميع الدول الإفريقية علاقات وثيقة  للتعاون بين أعضاء منظمة الوحدة الإفريقية و الجامعة العربية. وقد أدى هذا القرار إلى شل علاقات الكيان الصهيوني  بإفريقيا , و أعاد الكيان الصهيوني إلى نقطة البداية. في نهاية 1973 . لا بد من التأكيد على أن حرب أكتوبر في عام 1973 ، كان لها وقع عالمي كبير في ضوء تحطيم جبروت آلة الحرب العسكرية الصهيونية الأميركية خصوصا لما اجتازت القوات المسلحة المصرية قناة السويس بعد تحطيمها خط بارليف و الانتصارات العسكرية الأولى على الجبهة الشرقية . و بغض النظر عن الطابع الذي كان يراد في حينه لتلك الحرب ، و عن النتائج التي أسفرت عنها إلا أنه يجب رؤية ما نجم عنها من تغيرات هامة أحدثتها على مجرى الأحداث في العالم . لقد كشفت حرب أكتوبر ، عن قدرة الجيوش العربية على إلحاق الهزيمة العسكرية بالعدو الصهيوني و بمواجهة الخطط العدوانية للإمبريالية الأميركية عندما يكون هناك قرار سياسي بخوض الحرب ضد معسكر الأعداء للأمة العربية من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة . و أظهرت للعالم بأن العرب أمة مناضلة و مقاتلة لها من الإمكانيات و الطاقات البشرية و المادية الهائلة ما يجعلها قادرة على محو الهزيمة التاريخية ، و استخدام التقنية العسكرية المتطورة في الحرب و على إجبار الدول الإمبريالية و خاصة منها الأميركية على الاعتراف بعدم إمكان الوقوف أمام الإرادة المصممة على خوض عملية التحرير و انتزاع الحقوق السياسية للأمة ، و هذا ما جعل العرب يحظون بإحترام في العالم الثالث و لدى البلدان الاشتراكية و يتلقون المساندة السياسية و الدبلوماسية من بلدان العالم الثالث عامة و الأفريقية خاصة في هيئة الأمم المتحدة و في حركة عدم الانحياز تأييدا للقضية الفلسطينية و تضامنا مع مصر . و ترافق مع هذا كله ، استخدام العرب لأول مرة بسلاح البترول في خريف 1973 ، كوسيلة من وسائل الحرب الاقتصادية مع البلدان الإمبريالية الغربية التي تقدم دعما غير محدود للكيان الصهيوني ،و كان لقرار حظر البترول العربي في 20 أكتوبر 1973 الذي اتخذته منظمة الأوبك على الولايات المتحدة و بعض البلدان الأوروبية أثر عميق في تثوير أسعار النفط بالنسبة للبلدان المنتجة ، و في إحتدام الصراع بين بلدان العالم الثالث و الدول الإمبريالية و الاحتكارات الرأسمالية على الزيادة في أسعار المواد الخام عامة ، حيث تتمتع أفريقيا باحتياطي كبير جدا بالنسبة للمواد الاستراتيجية . في ظل هذه الظروف كانت الزيادة في أسعار البترول عاملا مساعدا في تعميق أزمة النظام الرأسمالي العالمي و توسيع شقة التناقضات الثانوية بين أوروبا الغربية و الولايات المتحدة حول الموقف من الصراع العربي – الصهيوني ، و أزمة الطاقة . و قاد هذا الوضع الجديد إلى التأثير المتزايد ، أكثر فأكثر ، للدول العربية على مواقف البلدان الأفريقية من أجل كسب موقفها الدولي لمصلحة القضية الفلسطينية . في نفس الوقت ترسخت علاقات التضامن العربية الأفريقية ، باتخاذ منظمة الوحدة الأفريقية قرار المقاطعة لدولة الكيان الصهيوني عشية حرب 1973 باعتبار ذلك مطلبا عربيا ، و فعلا قطعت ست و عشرون دولة أفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني و كانت ساحل العاج ، هي الدولة الأخيرة التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية في 8 نوفمبر 1973 ، على الرغم من عدم حماستها لذلك .و لكن استجابة إفريقيا لقرار المقاطعة ، كان مشروطا بتقديم الدول العربية الفنية مساعدات مالية على البلدان الأفريقية من أجل تسديد فاتورة البترول ، و قد لعبت الجزائر دورا فعالا مؤثرا ، في تحقيق التضامن مع الأنظمة الأفريقية التقدمية و في لجم مواقف الأنظمة الرجعية ، و تطوير علاقات التعاون العربية الأفريقية عامة ،بحكم مركز ثقلها في حركة دول عدم الانحياز التي ترأستها من 1973 إلى 1976 ، و مواقفها الراديكالية ، المطالبة بسيطرة بلدان العالم الثالث على مواردها الطبيعية و نضالها من أجل نظام اقتصادي عالمي جديد ، و دعمها لنضال حركات التحرر الوطنية الثورية في كل من أنغولا ، و الموزامبيق ، و جزر الراين الأخضر  » ساوتومي و برنسيبي حاليا  » التي خاضت كفاحا مسلحا ضد الاستعمار البرتغالي من أجل نيل استقلالها . إذا كانت هذه هي الأجواء و الظروف المعنية التي حصلت فيها المقاطعة الإفريقية للكيان الصهيوني ، على إثر حرب تشرين ، فإن الإجابة على الأسئلة التي طرحناها في البداية ، يقتضي منا مناقشة مسألتين جوهرتين ، أسهمتا إلى حد كبير في تعزيز اتجاه إفريقيا نحو الكيان الصهيوني ، على طريق بداية عودة العلاقات الدبلوماسية .
الأولى : السياسة العربية
إن السبب الرئيسي في خسارة الموقف الدولي لإفريقيا ، يعود بشكل خاص إلى تراجع المواجهة العربية مع العدو الصهيوني على جبهات القتال المختلفة .  فزيارة الرئيس  السادات التاريخية للقدس في نوفمبر1977, و توقيع اتفاقية السلام المصرية- الصهيونية في عام 1979, مهدتا  طريق الانفتاح مرة أخرى لتقارب الجانبين الإفريقي و الصهيوني, و تحسين إلى حد كبير العلاقات الإفريقية – الصهيونية . لقد تبلور في عقد السبعينات من القرن الماضي خط التسوية ,و بات مهيمنا في سياسة الأنظمة الرسمية ، و تجلى بقوة متزايدة في النهج السائد للانخراط في المخطط الأميركي لدى معظم الأنظمة العربية . و إن كان من فيها يتبنى مشاريع تسوية أخرى ، باعتباره تتويجا و استمرارا لسياسة تعميق التبعية و الارتباط بالإمبريالية الأميركية التي ازداد نفوذها و تغلغلها الاقتصادي و العسكري في الوطن العربي ، إذ عملت بعض الأنظمة الوطنية باستبدال سياسة  » المواجهة المباشرة و العداء السافر  » تجاهها ، بسياسة أكثر تفننا في التقرب المباشر و التعاون مع الإمبريالية الأميركية ، بحكم عجزها . و هكذا جاءت اتفاقيات كامب ديفيد ، كنتيجة منطقية لكل ذلك … و تم توقيع اتفاق  السلام المصري -الصهيوني ،ليخرج مصر مؤقتا من دائرة الصراع الصهيوني ، و يكبل دورها القومي في المواجهة مع العدو الصهيوني ، و يزيد من قوة خطر الكيان الصهيوني على الوطن العربي كله . و هناك عامل آخر يغذي و يخدم في نفس الوقت خط التسوية في الوطن العربي ، لقد ازداد صراع المحاور بين الأنظمة في منطقة المغرب العربي ، جراء انشغال كل من المغرب و الجزائر بحرب الصحراء التي استنزفت طاقات القطرين ، و على هذا النحو أصبحت قضية الصحراء أكبر من كل القضايا القومية الأخرى ،و احتلت أولى الأولويات في سياسة الجزائر و المغرب ,و تحول الصراع من أجل كسبها إلى اعتبارها الحرب الرئيسية ، على الصعيد العربي ، و داخل إفريقيا. و في العقدين الأخيرين  انتقلت الصراعات العربية من الجزائر و المغرب إلى داخل منظمة الوحدة الأفريقية التي انقسمت بدورها إلى فريقين حول مسألة الاعتراف  » بالجمهورية الصحراوية  » من أجل كسب موقف هذا الفريق أو ذاك لمصلحة الحرب في الصحراء ، في الوقت الذي لا تعتبرها الدول الأفريقية هي الحرب الرئيسية لها. و مهما يكن من أمر ، فإن استمرار التنافر بين الأقطار العربية الإفريقية ، و تفاقم تناقضات الأنظمة في سياساتها الخارجية ، و انتقال مركز ثقلها النسبي على صعيد القارة الإفريقية بحثا عن التوازن الإقليمي و الإفريقي حسب مصلحة سياسة كل نظام عربي من أجل المحافظة على السلطة داخليا و انتهاج سياسة تطويق و محاصرة لجيرانه ،قاد هذا الوضع إلى فقدان مبررات التناقض بين الدول الأفريقية و الكيان الصهيوني مهما كان مدى و حدود هذا التناقض ،لأن اتجاه أحداث المعارك العربية المحلية في الصحراء الغربية ، و التشاد و القرن الإفريقي عندما كان السادات يعتبر معركته الرئيسية هي مع الوجود السوفياتي في إثيوبيا ، بسبب الخلافات السياسية بين الأنظمة العربية ، و بين النظام الليبي و بعض الأنظمة في إفريقيا ، قد قوى اتجاه إفريقيا الداعي إلى تعزيز التعاون مع الكيان الصهيوني ، في ظل غياب استراتيجية عربية موحدة متصادمة مع العدو الصهيوني . و لكن تطبيع العلاقات بين النظام المصري و الكيان الصهيوني ، و انسحاب القوات الصهيونية من سيناء في 25 نيسان 1982 ، و حرب الاجتياح الصهيونية للبنان أمام القوات الغازية ، و سقوط جبهة الصمود و التصدي, و خروج المقاومة الفلسطينية  من بيروت ، و انتعاش مشاريع التسوية في ظل أجواء الاستسلام العربية ، و عدم احترام الدول العربية بالتزاماتها حيال تقديم المساعدات المالية للبلدان الأفريقية ، قد أنهى نظريا و عمليا بصورة متدرجة مبررات مقاطعة دول إفريقيا لدولة الكيان الصهيوني .    و فعلا اتجهت بعض الدول الأفريقية لاعادة العلاقات الدبلوماسية رسميا مع الكيان الصهيوني ، كما حصل ذلك مع زائير في 14 مايو 1982 ، عقب الانسحاب الصهيوني من سيناء ، و مع ليبريا في 13 أغسطس 1983 ، و وعملت دول إفريقية أخرى في الاتجاه نفسه , إذ حذيت ساحل العاج حذو زائير و ليبريا ، بعد القرار الذي اتخذه  الرئيس هوافيت بوانيه بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني ، في لقائه بجنيف مع شمعون بيريز يوم 18 ديسمبر 1985. و استطاع الكيان الصهيوني  بحلول عام 1989 أن يعيد علاقاته مع 8دول إفريقية. فقد أزالت المعاهدة المصرية- الصهيونية الحرج عن  إفريقيا من تقاربها مع الكيان الصهيوني , و إعتبرت الدول الإفريقية إنسحاب الكيان الصهيوني من سيناء مفتاح التطبيع.و أعتبر دايفد كمحي  مدير عام وزارة الخارجية الصهيونية آنذاك , مهندس سياسة الكيان الصهيوني  الإفريقية , حيث استطاع أن يقنع إسحاق شمير وزير الخارجية بالتركيز على الدائرة الإفريقية و الإهتمام بإعادة العلاقات المقطوعة. ثانيا : السياسة الصهيونية في أفريقيا 
 كانت القاعدة الأساسية للسياسة الصهيونية في إفريقيا ترتكز على العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين الكيان الصهيوني ، الاستيطاني و نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا الذي تشكل منذ وصول الحزب القومي إلى السلطة في عام 1948 ، إذ تشكل الإيديولوجيا العنصرية و الإستيطانية أساسا راسخا لهذا التحالف بين الكيانين, بما أن إحدى خصائص بنية التحالف بين الكيانين تكمن في الاستراتيجية المشتركة التي تقوم عليها كل سياستهما العدوانية و هي : 1-بناء القوة العسكرية الضاربة ، و التوسع في احتلال الأراضي المجاورة و فرض الاستسلام على الدول المجاورة من أجل تكسير طوق العزلة و الحصار المضروب عليهما ، و بالتالي تطبيع علاقاتهما معها . 2- خلق تركيبات اقتصادية اجتماعية رأسمالية مصطنعة ، متطورة و اندماجها بشكل عضوي في النظام الرأسمالي العالمي . 3-استغلال الثورة العلمية و التكنولوجية في الغرب ، و تحقيق التقدم التكنولوجي الذاتي ، ووضعه  في برامج التطور الصناعي ، و الزراعي و إنتاج الأسلحة الكلاسيكية و النووية لاستغلالها في النشاط العسكري العدواني على البلدان المجاورة من أجل ضمان التفوق الاستراتيجي و بيعها إلى الأنظمة العميلة و الفاشية في العالم الثالث ، في إطار الغزو الاقتصادي لأسواقها . 4-تقوية الروابط الاقتصادية و العسكرية بينهما في إطار خدمة الاستراتيجية الكونية للتكامل الأطلسي – الأوروبي الغربي بزعامة الإمبريالية الأميركية ، من أجل الدفاع عن  » العالم الحر « ! و احتل التعاون الاقتصادي و العسكري بين الكيان الصهيوني و نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا أهمية بالغة نظرا لتأثير وجود الطائفة اليهودية في جنوب إفريقيا التي يقدر تعدادها بنحو مائة ألف يهودي . فالكيان الصهيوني يستورد اليورانيوم المقوى و الألماس الخام من أجل تطوير أسلحته النووية و بالمقابل تستورد دولة جنوب  إفريقيا التجهيزات العسكرية و الخبرات التكنولوجية . غير أن هذه العلاقة الاستراتيجية الراسخة مع جنوب إفريقيا استتبعها تطور في سياسة الغزو الصهيونية لأفريقيا في مرحلة مقاطعة الدول الإفريقية للكيان الصهيوني ، في ظل الإحجام العربي عن مواجهة سياسة نفوذها الاقتصادي و في مجال الخبرات العسكرية و التكنولوجية .
  و هناك مصالح إستراتيجية خاصة بالكيان الصهيوني  يعمل على تحقيقها , ومنها:
المصالح الأمنية : إذ يشكل تهديد الأمن القومي العربي عامة و الأمن المصري خاصة ,  محورا إستراتيجيا في السياسة الخارجية الصهيونية, لذا دأب الكيان الصهيوني على تعزيز علاقاته الثنائية و الأمنية مع دول شرق إفريقيا, لاسيما أثيوبيا , و كينيا, و أوغندا, و إيريتريا , و جيبوتي, من أجل تحقيق هذا الهدف. و كان الكيان الصهيوني يستهدف من خلال هذا التحرك و لا يزال تحقيق السيطرة الإستراتيجية على مضيق باب المندب الذي يعتبره  منفذا حيويا لتحركاته الملاحية من و إلى آسيا و إفريقيا حتى يضمن مصالحه الإقتصادية و التجارية.   إضافة إلى ذالك , تستهدف الإستراتيجية الأمنية الصهيونية تهديد أمن الدول العربية  المعتمدة على مياه نهر النيل و هما مصر و السودان بالدرجة الأولى , و الحال هذه تمثل دول حوض النيل إحدى المصالح الأمنية الكبرى للكيان الصهيوني. فإستراتيجية الكيان الصهيوني تتمحور حول الإلتفاف حول هذه الدول (إثيوبيا, و أوغندا, و كينيا, و رواندا, و الكونغو , و إريتريا).   المصالح الإقتصادية: يتزايد دور التغلغل الاقتصادي الصهيوني في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة لأفريقيا في مجال التغذية حيث تبدو فيها البلدان الأفريقية بحاجة إلى التكنولوجيا و الخبرات الصهيونية ، من أجل تطوير الزراعة و استغلال ثروتها الخشبية و استصلاح الري . و من الطبيعي أن ينجم عن هذا الوضع تطوير في التبادل التجاري بين إفريقيا و الكيان الصهيوني . و قد أشار  الكتاب الرسمي الصادر عن وزارة الصناعة و التجارة الصهيونية لعام 1999 أن حجم الصادرات الصهيونية لإفريقيا وصل إلى 478مليون دولار ، و يمثل 2.1% من إجمالي نسبة الصادرات الصهيونية, في حين بلغت الواردات 355 مليون دولار و تمثل 1.3 % من إجمالي نسبة الواردات الصهيونية,دون حساب مبيعات الأسلحة . لقد كانت دولة ساحل العاج نقطة ارتكاز في السياسة الخارجية الصهيونية من أجل النفاذ إلى باقي الدول الإفريقية ذلك أن الرئيس موافقيه بوانيه تربطه علاقات تاريخية وثيقة مع حزب العمل منذ ثلاثين سنة ، و مع الرئيس الفرنسي السابق  فرانسوا ميتران منذ ان كان نائبا في البرلمان الفرنسي في إطار التجمع الديمقراطي الإفريقي و حليفا للشيوعيين الفرنسيين . و حاليا ، تتمركز الشركات الصهيونية في أحد عشر بلدا إفريقيا هي : الكاميرون ، ساحل العاج ، غانا ، كينيا ، ليبريا ، مالاوي ، نيجيريا ،تنزانيا ، زائير ،زامبيا و إثيوبيا و تعمل معظم هذه الشركات في تطوير الزراعة و الري و في مجال الفنادق السياحية و مقاولات البناء الخ . و علاوة على ذلك فإن هذه الشركات المندمجة في شركة مساهمة عملاقة يقع مقرها الرئيسي في امستردام بهولندا يشرف على إدارة أعمالها موظفون كبار تربطهم علاقات وطيدة كبار رجال السياسة في دولة الكيان الصهيوني ، و لا تقتصر مهمتهم على الأعمال الاقتصادية فحسب ، و إنما يقومون كذلك بترتيب اللقاءات السرية بين القادة الأفارقة و الساسة الصهاينة . و قد ترافق مع أساليب التغلغل الاقتصادي ، تلك الأشكال من الاختراق لجيوش الأنظمة الرجعية و العميلة في القارة الإفريقية ..و هنا يكمن الهدف الاستراتيجي للكيان الصهيوني في إبقاء البلدان الإفريقية ضمن دائرة النفوذ و السيطرة الإمبريالية الفرنسية و الأميركية ، و الوقوف أمام تحرر شعوب إفريقيا كما يتجلى ذلك في  » المساعدات العسكرية  » التي يقدمها العدو الصهيوني إلى الأنظمة العميلة و العفنة في الزائير ، و ليبريا ، و التشاد ، و إفريقيا الوسطى ، و الغابون ، و غانا ، الخ .. و بالإضافة إلى ذلك ، يقوم الخبراء العسكريون الصهاينة المتواجدون في هذه البلدان بتدريب القوات الخاصة لقمع المظاهرات ,وإنهاء التمردات العسكرية و الشعبية المناهضة لأنظمة الحكم ، مثلما هي الحالة في الزائير و التشاد في عقد الثمانينات  . و فضلا عن ذلك أصبحت الموساد تشرف على الحماية الأمنية الخاصة للعديد من الرؤساء الأفارقة ، نذكر على سبيل المثال الرئيس السابق  موبوتو … و هكذا ، يحقق المخطط الصهيوني بنفاذه إلى الحياة الاقتصادية و العسكرية و الدبلوماسية لهذه البلدان الأفريقية ، انتصارا كبيرا ، في خدمة استراتيجية الإمبريالية الأميركية عامة ، و الاستراتيجية المشتركة الصهيونية – الأمريكية، الهادفة دائما إلى التدخل العسكري الصريح للحيلولة دون حدوث تغيير تقدمي جذري لمصلحة تحرر إفريقيا . و لو كان الاهتمام الرئيسي للدول العربية موجها نحو المجابهة السياسية و العسكرية مع العدو الصهيوني و الإمبريالية الأميركية ،لما كان في وسع بعض الدول الأفريقية أن تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني ، و لما حدث ما يحدث الآن ، من تراجع في التأييد الدولي الذي حققته القضية الفلسطينية . لأن كسب المواقف الدولية ، و ضمان استمرار التأييد العالمي ، لقضايا العرب العادلة ، مرهون بانتهاج العرب أنفسهم ، خط التحرير و التوحيد القومي ، و انتزاع الحقوق السياسية للأمة العربية فهل نضيف شيئا جديدا ؟ ربما في الإعادة إفادة .  
(المصدر: مجلة الوحدة الإسلامية، العدد الثاني و الستون ، شباط/فيفري  2007، التي يصدرها تجمع العلماء المسلمين في لبنان .)

لم أتهم الجزيرة ولا علماء الدين

 
   برهان غليون (*) نشرت الجزيرة في الأسبوع الماضي على الصفحة الأولى لقاء صحفيا وضعت له عنوان « غليون يتهم الجزيرة بتسطيح الرأي العام العربي »، وكان ذلك على إثر ندوة التحولات المجتمعية وأزمة القيم التي عقدها المجلس الوطني للثقافة والآثار، في 22-26 من الشهر الماضي. ونظرا لردود الأفعال السلبية العديدة التي أثارتها المقابلة والتي نجمت في نظري عن الابتسار في عرض الفكرة وسوء الفهم النابع منها، أجد من واجبي تجاه الجمهور والأمانة العلمية أن أعلن أنني لم أعط أي صحفي من الجزيرة مقابلة صحفية. أثناء خروجي من قاعة المحاضرات أحاط بي عدد من الجمهور وفيهم بالتأكيد بعض الصحفيين، ومنهم مراسل الجزيرة من بين كثيرين، طرحت علي بعض الأسئلة التي أجبت عليها إجابات سريعة ومقتضبة، اعتقادا بأن النقاش قد استوفى حقه في القاعة، ولم يكن يخطر لي أنني في صدد مقابلة تقدم لجمهور الجزيرة الواسع. وكان أولى بالمراسل في هذه الحالة أن يقوم بمقابلة تستوفي شروطها وتوضح الأفكار الغامضة أو المثيرة للجدل بدل الاعتماد على التفسير الذاتي كما حصل بالفعل. من هذا المنطلق كان بودي لو أن مراسل الجزيرة قد أتعب نفسه بلقاء يستوضح فيه الآراء التي أثرتها بدل نشر أجوبة غير دقيقة، سريعة ومبتسرة، من دون علمي ولا استشارتي. لم يكن موضوع المحاضرة قناة الجزيرة، كان موضوعها أزمة القيم في المجتمعات العربية، ومن بين الأفكار التي وردت فيها أن اختلال القيم في مجتمعاتنا، بسبب عوامل عديدة داخلية وخارجية، قد دمر المرجعية المشتركة الضرورية لقيام أي نخبة اجتماعية فاعلة، وعمل على تفجيرها وتشتيتها. فصرنا على شفا حرب أهلية علنية أو كامنة، لا يفهم أحدنا لغة أخيه، ولا يتواصل معه من خلال قيم متماثلة. وقلت إن تجاوز الوضع الراهن، وإعادة بناء المرجعية الاجتماعية، أي منظومة القيم المشتركة التي تجسد الحد الأدنى من التفاهم الاجتماعي، يرتب مهام كبيرة على قادة الرأي، من صحفيين ومفكرين وسياسيين وفنانين وأدباء وغيرهم، من الذين ينصت لهم الجمهور ويتمثل بأفكارهم وآرائهم. وطالبت في هذا المجال باحترام التعددية باعتبارها الشرط الأول لأي تفاهم أو عمل مشترك، وقلت إن الاعتراف بها وتأكيدها كمبدأ مؤسس هو أول لبنة في بناء هذه المرجعية الواحدة التي نطمح من خلالها إلى إعادة بناء النخبة الاجتماعية، ومن ورائها بناء فكرة القيادة الوطنية ونمط ممارستها معا. وفي هذا الإطار تعرضت بالنقد لفكرة الاستئثار، واعتبرت أن الاعتراف بالتعددية هو اللبنة الأولى في إقامة الإجماع الوطني المنشود. وفي اعتقادي لا يقتصر القضاء على التعددية على النظم الاستبدادية القائمة فحسب، ولكن يتجاوز الأمر ذلك أكثر فأكثر نحو القضاء على التعددية الفكرية وتعددية الرأي من قبل أطراف المجتمع المستقلة عن السلطة أيضا. وليس من الصعب على المراقب أن يشاهد كيف يتراجع المجتمع نفسه نحو الفكر الواحد، تماما كما تراجعت السلطة من قبل، حتى ليمكن القول إن المجتمعات العربية تعيش بين طغيانين، طغيان النخب الحاكمة على الدولة واحتكارها للسلطة ومنعها الأطراف الأخرى من المشاركة فيها، وطغيان التيارات الإسلامية المختلفة -وليس علماء الدين– على الرأي العام، عندما تنزع لاحتلال كل ميادين السلطة الاجتماعية، الثقافية والسياسية والدينية والاقتصادية والفنية، ولا تترك لغيرها من أصحاب الاختصاص أي مجال مستقل، أو أي استقلالية في تقرير ما هو صحيح في ميدان اختصاصها نفسه. وهذا يشكل افقارا للتفكير العربي ككل في الشؤون الاجتماعية، لأنه يخفض الخطاب في المجتمع والمعرفة الاجتماعية المتعددة والمتنوعة والمركبة بكاملها إلى معرفة لاهوتية أو فقهية، كما يقلص النخبة الاجتماعية إلى مكون واحد وحيد من مكوناتها هو النخبة الدينية التي تنزع في هذه الحالة إلى الحلول محل جميع النخب الاختصاصية الأخرى. ولا يمكن لمثل هذا الوضع إلا أن يفقر المجتمع فكرا وممارسة ويحولنا إلى أتباع لرجال الحكم والأوصياء على الدين وأتباعه معا. والواقع أن كلتا السلطتين تمثلان نمطا واحدا من السلطة المطلقة التي تستتبع الآخرين ولا تطلب منهم سوى الطاعة والانقياد، وكلتاهما لا تتسقان مع تنمية ملكة النقد والتفكير الشخصي الحر. فرجل السياسة الاستبدادية لا يقبل بأقل من الخضوع لإرادته الجائرة، ورجل الوصاية الدينية لا يطلب أقل من التسليم الكامل بتفسيره وتأويله وروايته. فالطغيان الأول يقوم على احتكار السلطة السياسية والدولة، بينما يقوم الطغيان الثاني على احتكار الرأي والفكر، وكلاهما ينزع إلى النظر إلى المجتمعات ككتل تابعة، ولا يهتم أي اهتمام باستقلال الفرد الفكري والسياسي وتحرره. وبعكس ما ذكر في اللقاء المنسوب لي، لم أتهم الجزيرة بتسطيح الرأي العام، وإنما ذكرتها على سبيل المثال، أي كنموذج للموقع الذي يعكس هذا التحالف الموضوعي القائم بالفعل في مجتمعاتنا بين الطغيانين، بصرف النظر عن إرادة أصحابها. فما يبث فيها يجسد واقع ما نعيش بشكل واضح، أي عالمنا الذي تتصارع فيه بالدرجة الأولى نخبتان سياسيتان، النخبة السياسية الاستبدادية المسيطرة على الحكم والنخبة الإسلامية المسيطرة على المعارضة والرأي العام، بينما تغيب عنها أغلب جماعات الرأي والاختصاص الأخرى، ولا تتاح لها فرصة التعبير عن نفسها والمشاركة في النقاشات الوطنية، مما كان سيخفف لو حصل من حدة التناقض والتصادم في ما بينهما. فمن حق الصناعيين والنقابيين والعلماء والفنانين والإداريين والمبدعين في جميع الميادين أن يكون لهم مكانهم في وسائل الإعلام، وأن يتمكنوا هم أيضا من التواصل عبرها مع الرأي العام. ولن يكون هذا في مصلحة المجتمع ككل الذي سيتمثل تعدديته ويستبطنها ويفهم شرعيتها ومسبباتها فحسب، ولكن في مصلحة الإسلاميين أنفسهم أيضا. وأملي أن يدرك الإسلاميون الذين عايشوا تجربة الفكر الواحد والحزب الواحد التي قادت مجتمعاتنا إلى الهاوية، والتي عانوا هم منها الأمرين، مخاطر الانجرار وراء النزعة ذاتها والقبول، تحت ذرائع مختلفة، بمبدأ الاستئثار بالرأي، وعدم التردد أمام فكرة إقصاء الآخرين وقطع الطريق عليهم، على أمل تحقيق السيطرة الكاملة على المجتمع، وتفريغ الساحة من أي خصم أو رأي مغاير. وهذا النزوع قائم لا يمكن إنكاره، ويتخذ أشكالا عديدة منها استسهال اتهام الخصم المختلف في الرأي بالعمل في سياق الإستراتيجيات الغربية أو في ما لا يخدم الأمة وإخراجه من الدائرة الوطنية، وتشويه آرائه أو الابتسار فيها للتشهير به والقضاء عليه. ولا أحد ينكر أن للفكر الإسلامي اليوم السيطرة الشاملة على الرأي العام، بينما تحولت التيارات الأخرى الليبرالية أو الحداثية أو العلمانية، إلى تيارات أقلوية معزولة داخل جيوب محدودة وضيقة، تكاد تفقد هي نفسها الثقة بذاتها، وتهرب من بلدانها بحثا عن سماء أخرى تستطيع أن تعبر فيها بحرية أكثر عن رأيها. وبعكس ما يعتقد الإسلاميون، لن يساعد انهيار هذه التيارات المغايرة واندثارها وخروجها من الساحة على تقدم قضيتهم، أو على أي انتصار حقيقي لهم، كما لن يقربهم احتكار السلطة الاجتماعية والتحكم الكامل في الرأي العام من السلطة السياسية والدولة. إن ذلك سيقلل بالأحرى من حظوظهم في الوصول إليها أو المشاركة فيها بقدر ما سيدفع قطاعات الرأي العام التي لا يمكن حلها أو امتصاصها بأي شكل، إلى الالتحاق بالسلطة الديكتاتورية والتحالف معها، وبالتالي في استمرار حالة المواجهة المميتة الراهنة وما ينجم عنها من انسداد في أفق التحول والتغيير. ليس المقصود من رفض الاستئثار إذن صون حقوق الأقلية الفكرية بالدرجة الأولى، وإنما تأكيد مبدأ التعددية وشرطها الذي لا يمكن أن تقوم من دونه حياة سياسية ومدنية سليمة. فمجتمع الرأي الواحد والسلطة الواحدة ليس محكوما عليه بالتقهقر والفقر والفساد، كما هو حالنا اليوم فحسب، ولكن بالحرب والاقتتال الأهليين الدائمين. ذلك أنه متى ما قضي على مبدأ التعددية، لن يكون هناك مجال لتحقيق وحدة المذهب أو الرأي الواحد نفسه، لأن كل مذهب ودين قائم أيضا على اجتهادات وتأويلات ومناهج نظر مختلفة، لا يمكن تعايشها إلا على أساس الاعتراف بحق الاختلاف والمغايرة. ولهذا قال القدماء المسلمون « اختلاف الأمة رحمة ». ليس المطلوب من الإسلاميين التنازل عن مواقعهم التي اكتسبوها بجهدهم أو بسبب انهيار التجارب الليبرالية واليسارية الحديثة، وهي مواقع النخبة المسيطرة بحق اليوم على الرأي العام المسلم، ولكن المقصود عدم الاستسلام لإغراء القضاء نهائيا على الخصم وتصفيته من الوجود، حتى لو كان ذلك في متناول اليد. ويرتب هذا مسؤوليات كبيرة على قادة الرأي من بين المسلمين والإسلاميين معا، وينبغي أن يحثهم على الاعتدال في التعبير عن السيطرة والسلطة ويدعوهم إلى المزيد من التمرس على ضبط النفس، والابتعاد عن الغطرسة التي يدفع إليها الشعور بالقوة والتمكن، وعدم الاندفاع بعيدا وراء إغراء الانتصار الخالص، أو استثمار التفوق الواضح لدى الرأي العام لتحقيق أهداف سياسية اجتماعية خاصة، أو للتخلص مما بقي من آراء ومواقف ورؤى مغايرة في المجتمع. كما يدعوهم إلى الإمساك عن تسويد صفحة الخصم وتشويه صورته من خلال اتهامه المستمر والتهجم عليه والهزء بمواقفه وآرائه، فما بالك باستسهال تكفيره أو تخوينه في مسائل لا علاقة لها بالدين، وتدخل ضمن دائرة الاجتهاد السياسي والعقلي، مما تطفح به الساحة العامة اليوم في مجتمعاتنا. من هنا، وانطلاقا من المبادئ الديمقراطية العادلة نفسها التي حفزتني، في الثمانينيات، ضد جميع تيارات الإقصاء والأحادية الفكرية والسياسية واحتكار السلطة السياسية أو الفكرية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، إلى الدفاع عن الإسلاميين وحقهم في الوجود، عندما كانوا أقلية مضطهدة من قبل ما يسمونهم اليوم العلمانيين، واتهمت من قبل هؤلاء في وقتها بالإسلاموية، وعزلت في أوساط هؤلاء العلمانيين وأنظمتهم التابعة، أشعر اليوم أن من واجبي التذكير بخطر الانجراف وراء نزعة الإقصاء والاقتلاع ذاتها التي تبدو لي في نمو متزايد في وسط التيارات والحركات الإسلامية المختلفة، التي تشعر في الوقت نفسه بالإحباط والقهر نتيجة إغلاق باب المشاركة السياسية في الوقت الذي تشكل فيه الكتلة الأكبر أو ذات التأثير الأكبر لدى الرأي العام. لكن الحل لهذا الإحباط ليس في الانتقام من الأقليات الفكرية المغايرة، واحتكار السلطة الاجتماعية وساحة الرأي العام وإغلاقهما في وجه من يسمون الليبراليين والعلمانيين والحداثيين، وحرمانهم من الحرية أو من الوجود الشرعي المعترف به والمقبول، وإنكار حقهم في المناقشة والحوار. فلن يقدم مثل هذا الموقف أي مخرج من الأزمة التي يعيشها التيار الإسلامي ومعه المجتمعات العربية بأكملها، ولكنه يعمل بالعكس على تعميقها وإدامتها. إنه لا يقدم للاستبداد المقيت الذرائع التي يبحث عنها لتبرير نفسه واستمراره فحسب، وإنما يزرع الخوف الشديد أيضا في قطاعات واسعة من الرأي العام لا مصلحة لها في بقائه، ولكنها لا ترى والحالة هذه فرقا كبيرا بينه وبين البديل القادم، ما دام هذا البديل لا يختلف عنه في رفض التعددية والنزوع إلى الاستئثار الفكري والسياسي. وهذا ما يفسر الكساح الحقيقي الذي تعاني منه الحركات الديمقراطية في المجتمعات العربية لصالح قوى التكلس والتعصب والاستبداد والطغيان. لا تعني التعددية الاعتراف بالآخر أو التسامح مع وجوده فحسب، ولا تقتصر على القبول به أو صرف النظر عنه، إنها تتطلب أكثر من ذلك الاعتراف بمشروعية فكره والمنطلقات التي يقوم عليها، حتى لو أننا لا نؤمن بها، ونعتقد، وهذا حقنا، أن مشروعية فكرنا هي الأقوى. ولا ينبغي أن نجد صعوبة كبيرة في التأسيس لمشروعية التعددية في ثقافتنا العربية والإسلامية، فهي لا تعني شيئا آخر سوى رفض الاعتقاد بالعصمة لأي إنسان، والإقرار في المقابل أن احتمال الخطأ كامن في أي نظر، وذلك على منوال القاعدة التي سنها كبار أئمة المسلمين أنفسهم « رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي الآخر المختلف خطأ يحتمل الصواب ». فاعتقادي بصواب رأيي لا يصل إلى درجة الاعتقاد بعصمتي، وبالمثل اعتقادي بخطأ رأي الآخر المخالف لي لا يلغي احتمال وجود الصواب فيه. بالتأكيد مثل هذه الدعوة لتحمل المسؤولية والارتفاع على مشاعر الإحباط، وعدم السير وراء غريزة الربح والانتصار الكاسحين وتحقيق المكاسب الفئوية، لا تعني المؤمنين ولا الناشطين العادين، ولا معنى لها في هذه الحدود. إنها موجهة للقادة السياسيين من الإسلاميين ولرجال الدين الكبار الذين يفكرون بمصير البلاد والمجتمعات ككل وبمستقبلها، ولا يكتفون بالتفكير في مكاسبهم السياسية الخاصة، كما لا ينخدعون بالمظاهر والانتصارات السريعة والسطحية. يكفينا ما نحن فيه من محن ونزاعات في كل مكان، ولا حاجة إضافية لتصيد الخلافات ولا تسعيرها، ولا فائدة لأحد في استعداء بعضنا على البعض الآخر، أو الإساءة إليه، أو الإيقاع به، ولا من باب أولى خلق الأعداء من العدم. (*) كاتب سوري (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 6 فيفري 2007) الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0CC3B234-8997-4C97-B40D-7E98FA21293F.htm

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.