الخميس، 8 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2453 du 08.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


المؤتمر من أجل الجمهورية:بيان  الحياة :تونس: السجن لـ “عائدين من العراق” الجزيرة.نت: السجن لثمانية تونسيين بتهم متعلقة بـ”الإرهاب” الصباح: أحكام تراوحت بين 5 و12 سنة سجنا لثمانية منتمين إلى تنظيم إرهابي يو بي أي.تونس تستنكر الحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى القدس العربي:البنتاغون ينشئ قيادة اقليمية لافريقيا وسط مخاوف من مخاطر القاعدة الصباح: حـتى لا تستفحل البطالـة فـي تونـس: سوق الشغل مطالب بتوفير 85 ألف موطن شغل سنويا خلال المخطط 11 و100 ألف خلال المخطط 12 الصباح: الديبلوماسي السابق محمد فريد الشريف ينشر مذكراته الأنوار: إبن خلدون … جدلية المعرفة ونقد العقل النظري  القدس العربي:الجزائر توقع علي اتفاقية تجريم الاختفاء القسري للاشخاص موقع إسلام أونلاين.نت:مدونات المغرب السياسية.. الإصلاح بالفرنسية! صــابر التونسي”:المواطن والتغيير(2) توفيق المديني   :الخيار العسكري ضد إيران يتقدم في واشنطن


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

النسخة العربية من تقرير جديد صادر عن لجنة حماية الصحفيين (مقرها نيويورك) الإعتداءات على الصحافة عام 2006 الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الرابط: http://www.cpj.org/attacks06/lang/attacks2006arb.pdf

 

 

بيان المؤتمر من أجل الجمهورية

الاربعاء 7 شباط (فبراير) 2007.

 
تشهد بلادنا منذ أشهر موجة من الاعتقالات والمحاكمات تحت طائلة قانون الإرهاب تزايدت وتيرتها بعد الأحداث المثيرة للجدل التي وقعت في آخر السنة المنصرمة. لقد ركزت منظمات حقوق الإنسان مشكورة على الانتهاكات الجسيمة لأبسط حقوق الإنسان وخاصة على عودة التعذيب ، كما ركز المحامون المطلعون على الملفات على خواء هذه الأخيرة و تناقضاتها المفضوحة من أهمها إحالة متهمين بالمواجهة المسلحة وقع إيقافهم قبل هذه المواجهة. إلا أن ما لا يجب أن يغيب عنا هو البعد السياسي لقضية الحال. فكل الانتهاكات، ومنها محاكمات صورية يعرف الكل أن مهمتها الوحيدة إضفاء مسحة من الشرعية على إرهاب الدولة ،هي نتيجة وضعية سياسية يتوقف على علاجها الجذري تحسين وضعية حقوق الإنسان في بلادنا. إن الشكوك الكثيرة حول “الطبيعة الإرهابية” للعمليات الأخيرة في تزايد مستمر ، كما تدعم التناقضات الكثيرة للرواية الرسمية الاعتقاد بأنها كانت تمثيلية هدفها تبرير تواصل سياسة القبضة الحديدية وحشد الدعم الخارجي والداخلي حتى يتواصل النظام .ولأنه من غير المجدي مطالبة سلطة تكذب بصفاقة منقطعة النظير وبرداءة متزايدة وبارتباك لم يعد يخفى على أحد ، بإبراز الحقيقة أو بقبول لجنة محايدة تبت في صحة الرواية الرسمية ، فإن المؤتمر من أجل الجمهورية الذي ينادي بإنهاء الدكتاتورية بالوسائل السلمية وحدها. 1- يعتبر أن الشباب الملاحقين حاليا بتهمة الإرهاب ، وفي غياب أي حجج جدية تثبت أمام محاكم عادلة ، يحاكمون ظلما لتوفير شهادة مقاومة الإرهاب للنظام أمام الخارج ، ومن ثم يدين بمنتهى الشدة ما يتعرضون له من محاكمات صورية وانتزاع شهاداتهم تحت التعذيب، الذي سيبقى وصمة عار في جبين نظام استخدمه ضد عشرات الآلاف من التونسيين ولا يزال ، كما يتضامن مع عائلاتهم التي تتعرض هي الأخرى إلى تعذيب نفسي لا يقل خطورة عن التعذيب الجسدي الذي يتعرض له أبناؤهم . 2- يذكر كبار المسئولين في جهاز الأمن وجهاز القضاء أنهم مسئولون أمام ضمائرهم وأمام شرف سلكهم وأمام وطنهم، وأنهم ليسوا مسئولين عن الحفاظ على مصالح عصابات الحق العام التي استولت على مقاليد الدولة التي بناها خير الدين ، ويدعوهم إلى عدم التورط في جرائم سيحاسب عليها الشعب التونسي من ارتكبها طال الزمان أو قصر. 2- يهيب بكل القوى الوطنية إلى عدم الوقوع في فخ السلطة الاستبدادية، فسواء كانت الأحداث الأخيرة من صنع بعض الخانات الاستعلامية، أو كانت نتيجة مجموعات اختارت المقاومة المسلحة ، فإن السبب واحد أي سياسة النظام المبنية على ثلاثي الفساد والقمع والتزييف والتي تقود بلادنا حتما لمزيد من العنف. لقد أثبت التاريخ مدى كذب الدكتاتور الذي وعدنا بمشروع ديمقراطي فأرسى مشروعا استبداديا قاده بثبات، بدأ بمنع مقالة، وتواصل بضرب كل المؤسسات المستقلة وتقليص كل الحريات وتعميم الفساد ، ويتوج اليوم بمواجهات مسلحة مفتعلة أو حقيقية نتيجتها واحدة أي مزيد من الاستبداد. إن الموقف الوطني الوحيد اليوم ليس مواصلة تسول الإصلاح أو الالتفاف حول السلطة التي قادت البلاد إلى ذروة التأزم النفسي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، والمصرة على المضي في نفس الطريق، وإنما في الانخراط في المقاومة المدنية السلمية التي يترتب اليوم على كل الوطنيين نقلها من طور الفكرة إلى طور الفعل الميداني ، حيث أن بناء الجمهورية والنظام الديمقراطي على أنقاض النظام الحالي مسؤولية الجميع. عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي في 7-2-2007 الرابط: http://cprtunisie.net/article.php3?id_article=558

 

منتـــــدى الجاحظ من أجل تنوير عربي إسلامي دعـــــوة
 
يتشرّف منتدى الجاحظ بدعوتكم لحضور الحوار المفتوح مع الدّكتور :  هشــام جعيّط  بمناسبة صدور كتابه : تاريخيّة الدّعوة المحمّديّة في مكّة و ذلك يوم الجمعة 9/02/2007 على السّاعة الخامسة والنّصف مساء بمقرّ المنتدى الكائن بحي فطومة بورقيبة  3 نهج السّوسن باردو .

 

تونس: السجن لـ “عائدين من العراق”

 
تونس – الحياة     أفاد المحامي عبدالرؤوف العيادي ان الدائرة الجنائية في محكمة العاصمة تونس قضت أول من أمس بسجن ثمانية عناصر بين 5 و11 عاماً بعدما دانتهم بتهمتي تشكيل تنظيم إرهابي وارتكاب جرائم ارهابية. وأظهرت التحقيقات أنهم سافروا الى سورية وانتقلوا منها الى العراق قبل الحرب الأخيرة حيث تدربوا على استخدام الأسلحة، لكنهم غادروا بعد سقوط بغداد في السنة 2003. وأكد الادعاء ان المتهمين انتقلوا الى الجزائر لمتابعة التدريبات إلا أنهم نفوا أمام المحكمة الانضمام الى تنظيمات إرهابية، فيما اعترف أحدهم بكونه كان يتنقل بين العراق وسورية وتركيا في اطار عمله التجاري، مؤكداً ان العراقيين طلبوا إليه أن ينضم الى «الدروع البشرية فقط نافياً ان يكون تلقى أي نوع من التدريبات على السلاح. ولوحظ أن المتهمين أجمعوا على نفي التخطيط لأعمال ارهابية في تونس وأيدهم محاموهم في استبعاد هذه التهمة. يذكر ان سبعة مثلوا الشهر الماضي أمام القضاء من أجل التهم نفسها وقررت المحكمة سجنهم بين خمسة وتسعة أعوام، فيما أصدرت أحكاماً قاسية على 16 عنصراً ما زالوا فارين. (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)

السجن لثمانية تونسيين بتهم متعلقة بـ”الإرهاب

لطفي حجي- تونس قضت محكمة تونسية الأربعاء بسجن ثمانية شبان لمدد تتراوح بين خمسة و11 عاما بعد اتهامهم بالانضمام لـ”تنظيم إرهابي وارتكاب جرائم إرهابية“. وجاء في محاضر القضية أن من المتهمين من سافر عام 2003 إلى سوريا ومنها إلى العراق حيث تلقوا تدريبات على استعمال السلاح في معسكر خاص. وأضافت المحاضر أنه عقب سقوط بغداد عادوا إلى سوريا ثم إلى الجزائر لتلقي تدريبات عسكرية ضمن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والعودة بعد ذلك للقيام بأعمال تخريبية بتونس, مشيرة أن قوات الأمن أحبطت مخططهم واعتقلتهم قبل ارتكاب أي عملية. نفي وانسحاب في المقابل نفى محامو المتهمين أن يكون موكلوهمالذين اعتقلوا منذ عامين-خططوا لأي عمل “إرهابي” بتونس, مشددين على أنهم يحاكمون من أجل أفكارهم السلفية نظرا لغياب عناصر الجريمة، مضيفين أن “اعترافاتهم انتزعت منهم تحت التعذيب الوحشي بدليل أن منهم من لم يسافر إلى العراق على عكس ما تثبته المحاضر“. وشهدت الجلسة انسحاب المحامين احتجاجا على ما أسموه خرق حقهم في الدفاع وغياب الشروط الدنيا للمحاكمة العادلة. وقالت المحامية والناشطة الحقوقية راضية النصراوي للجزيرة نت إنها لم تتمكن من مقابلة موكليها قبل المحاكمة، وإن القاضي رفض تثبيت أن الموقوفين تعرضوا للتعذيب, وهو ما يعد مخالفا للقانون ويمس حقوق المحامي. سلسلة محاكمات وتأتي هذه المحاكمة ضمن سلسة من المحاكمات تشهدها تونس هذه الأيام لعدد من الشبان يشتبه في تبنيهم الفكر السلفي منهم من اعتقل منذ عامين ويحاكمون بمقتضى “قانون الإرهاب وغسل الأموال” الذي أقره البرلمان التونسي سنة 2003، وعبرت جميع المنظمات الحقوقية عن رفضها له باعتباره منافيا للدستور, وينتهك حقوق الإنسان. وكانت السلطات التونسية شنت خلال الأسابيع الماضية حملة جديدة من الاعتقالات في صفوف الشباب السلفي على إثر المواجهات التي شهدتها البلاد بين قوات الأمن ومجموعة مسلحة وصفها وزير الداخلية التونسي رفيق الحاج قاسم بـ”السلفية الإرهابية” أسفرت عن مقتل 12 من المسلحين واعتقال 15 منهم. وقال محامون تمكنوا منذ يومين من زيارة عناصر من المجموعة المسلحة بعد شهر من إيقافهم، إنهم يعاملون معاملة قاسية بالسجن حيث وضعوا في الحبس الانفرادي مكبلي الأيدي وينامون على الأرض في البرد القارس وقد ألبسوا لباسا خاصا يعد غريبا عن تقاليد السجون التونسية. وسبق لمنظمات حقوقية أن طالبت السلطات التونسية بعدم استغلال تلك الأحداث للتضييق على الحريات وممارسة التعذيب واعتقال من لم يتورطوا في أي جريمة يعاقب عليها القانون، على حد قولهم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت  بتاريخ 8 فيفري 2007)


أحكام تراوحت بين 5 و12 سنة سجنا لثمانية منتمين إلى تنظيم إرهابي

 

ادانت الدائرة الجنائية الثانية امس الثمانية متهمين بتهمة الدعوى الى ارتكاب جرائم ارهابية والانضمام الى تنظيم ارهابي وقضت في حقهم بالسجن باحكام تتراوح بين الـ5 و7 و9 و12 سنة.

 

وبالتذكير بوقائع القضية فانها انطلقت على اثر القاء اعوان ادارة امن الدولة القبض على 7 شبان اشتبه في انضمامهم الى تنظيم ارهابي، كما كشفت التحريات عن تورط شخص ثامن من تلك المجموعة التي تبين من خلال الابحاث انهم سافروا الى سوريا ومنها الى العراق وهناك تلقوا تدريبات عسكرية على بعض الاسلحة في احد المعسكرات ثم العودة بعد ذلك للقيام بعمليات تخريبية بتونس ولكن مخططاتهم باءت بالفشل لان اعوان امن الدولة اكتشفوا امرهم.

 

كما كشفت الابحاث انه بسقوط بغداد رجعت تلك المجموعة واراد افرادها التوجه الى بلد مجاور للانضمام الى مجموعة ارهابية وتلقي التدريبات مرة اخرى.

 

 وبعد احالتهم على المحكمة الابتدائية بتونس قضت بثبوت ادانتهم والسجن في حقهم بأحكام تتراوح بين الـ5 والـ7 و9 والـ12 سنة سجنا.

 

 صباح.ش

 

(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)

 


 

 

تونس تستنكر الحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى

تونس / 8 فبراير-شباط / يو بي أي: استنكرت تونس اليوم الخميس الحفريات الإسرائيلية الجارية بالقرب من أحد مداخل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى، ووصفتها بأنها أعمال تخريبة واستفزاز لمشاعر الأمة الإسلامية. ففي أول رد فعل رسمي، قالت وزارة الخارجية التونسية في بيان وزّع مساء اليوم، إن تونس”تتابع بقلق عميق ما تقوم به إسرائيل من حفريات وأعمال هدم بمحيط المسجد الأقصى الشريف تستهدف تغيير ملامح هذا المعلم التاريخي المقدس والنيل من هويته الإسلامية“. وأضاف البيان أن “تونس ومن منطلق مواقفها الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية واعتبارا لإيمانها الراسخ بحق الشعوب في صون مقدساتها الدينية،تدين هذه الإنتهاكات المتكرّرة“. وتابعت الخارجية التونسية في بيانها أن “تونس تعتبر هذه الأعمال استفزازا لمشاعر الأمة الإسلامية من شأنه أن يزيد في حدة التوتر والاحتقان في المنطقة وأن يضعف الجهود الدولية والإقليمية الساعية إلى إحياء عملية السلام“. وأهابت بالمقابل بالمجتمع الدولي الضّغط على الحكومة الإسرائيلية حتى تتوقّف فورا عن مواصلة الحفريات والأعمال التّخريبية في محيط الحرم القدسي المبارك. ويأتي هذا الموقف الرسمي التونسي في وقت واصلت فيه إسرائيل هذه الحفريات منذ أول من أمس الثلاثاء غير آبهة باستمرار الاحتجاجات الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تزايدت اليوم.


البنتاغون ينشئ قيادة اقليمية لافريقيا وسط مخاوف من مخاطر القاعدة

 
واشنطن ـ اف ب: يعتزم البنتاغون انشاء قيادة اقليمية جديدة لافريقيا في قرار يعكس مخاوف واشنطن من ان تستخدم تنظيمات ارهابية منها القاعدة بعض بلدان هذه القارة ملاذا لها. واعلن الرئيس الامريكي جورج بوش في بيان ان هذه القيادة الجديدة ستعزز تعاوننا الامني مع افريقيا وستوجد فرصا جديدا لتعزيز قدرات شركائنا في افريقيا . وكان وزير الدفاع روبرت غيتس اعلن الثلاثاء امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان الرئيس قرر انشاء قيادة جديدة موحدة لافريقيا تحل محل الترتيبات الموروثة عن الحرب الباردة والتي تخطاها الزمن . وقال غيتس ان القيادة الجديدة ستشرف علي تطوير التعاون العسكري مع الدول الافريقية وستكلف القيام بعمليات عسكرية اذا اقتضت الحاجة. وقال بوش سنتشاور مع القادة الافارقة للاطلاع علي تصورهم لكيفية تجاوب القيادة الاقليمية لافريقيا مع التحديات والفرص الامنية في افريقيا . واضاف ان واشنطن ستستشير ايضا حلفاءها الافارقة لتحديد مقر القيادة الجديدة بهدف قيامها في نهاية السنة المالية 2008. وتتوزع شؤون افريقيا في البنتاغون حتي الان علي ثلاث قيادات اقليمية هي القيادة الوسطي المكلفة الشرق الاوسط وتتولي مسؤولية القرن الافريقي، وقيادة المحيط الهاديء المسؤولة عن شؤون مدغشقر وقيادة اوروبا التي تتولي بقية انحاء افريقيا، اي القسم الاكبر من القارة. وقال غيتس ان هذه القيادة ستسمح لنا باعتماد مقاربة اكثر فاعلية واكثر اندماجا من الترتيبات الحالية . ويعكس قرار انشاء قيادة لافريقيا مخاوف متزايدة لدي واشنطن من ان تتخذ مجموعات ناشطة ملاذا لها في بعض الدول الافريقية وهي تخشي تحديدا ان يستخدم تنظيم القاعدة شرق افريقيا قاعدة خلفية بدل افغانستان. وعبرت مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية جينداي فريزر الثلاثاء عن مخاوف واشنطن من استخدام ارهابيين علي ارتباط بالقاعدة الصومال ملاذا آمنا . وقالت المسؤولة ان استمرار عناصر ارهابيين باستخدام الصومال يهدد الاستقرار في منطقة القرن الافريقي برمتها . واضافت سنعمل بالتالي علي اتخاذ اجراءات شديدة لمنع الارهابيين من استخدام الصومال ملاذا لهم ومن امتلاك القدرة علي التخطيط والتحرك انطلاقا من الصومال . من جهتها اعلنت السنغال عقد اجتماع بين رؤساء اركان الجيوش الامريكية وجيوش تسع دول من المغرب العربي والساحل امس الاربعاء في دكار لبحث لتعزيز مكافحة الارهاب في منطقة الصحراء. وتشتبه واشنطن بأن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، تسعي لانشاء قاعدة في المغرب العربي والساحل . وينشر الجيش الامريكي 1700 عسكري في القرن الافريقي حيث يعود وجوده الي اكثر من اربع سنوات وقد اقام قاعدته الوحيدة في هذه القارة في جيبوتي ومركزها مقر عام سابق للفرقة الاجنبية الفرنسية. (المصدر: صحيفة القدس العربي (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)


 

حـتى لا تستفحل البطالـة فـي تونـس:

سوق الشغل مطالب بتوفير 85 ألف موطن شغل سنويا خلال المخطط 11 و100 ألف خلال المخطط 12

 

تونس ـ الصباح

 

كل العاطلين عن العمل يتوقون إلى النفاذ إلى سوق الشغل والظفر بمكان لهم فيه.. وجل المتخرجين من الجامعات ومراكز التكوين المهني ومدارس المهن.. يتردّدون على مكاتب التشغيل دون هوادة.. وينتظرون فرصة الحصول على موطن شغل على أحر من الجمر.. ويعيشون على أمل كثيرا ما ردده على مسامعهم المشرفون على مكاتب التشغيل ومفاده أن البطالة لن تدوم طويلا وأن هناك حلولا في الطريق.. لكن في الحقيقة فإن كل التوقعات المتعلقة بقطاع التشغيل تشير إلى أن المستقبل القريب سيكون صعبا..

 

وفي هذا السياق ينتظر أن تبرز عوائق كثيرة ناجمة عن التغيرات الديمغرافية من ناحية وعن تزايد عدد السكان الذين هم في سن النشاط المهني من ناحية أخرى إضافة إلى ارتفاع عدد المجازين وخريجي التكوين المهني.. فباعتبار فرضيات عدد السكان الذين هم في سن النشاط سيرتفع الطلب الإضافي للتشغيل ليبلغ حوالي 87.2 ألفا سنويا خلال العشرية 2007ـ2016 مقابل 80.3 ألفا كمعدل سنوي خلال المخطط العاشر..

 

وتشير الدراسات إلى أن تأثير انخفاض الخصوبة والنموالسكاني المسجل في الفترات الأخيرة على حجم الطلبات الإضافية للتشغيل لن يكون محسوسا إلا بداية من أواخر الخماسية 2012ـ2016 ومن المؤكد أن هذا الارتفاع المهم في حجم الطلب الإضافي للتشغيل وفي عدد حاملي الشهادات سينجم عنه ضغوط كبيرة على سوق الشغل.

 

وباعتبار التحديات المرتقبة على الصعيدين الوطني والعالمي وخاصة الضغوط المنتظرة على سوق الشغل جراء المستويات القياسية التي ستبلغها الطلبات الإضافية خاصة من بين حاملي الشهادات العليا، يجب الارتقاء بنسق النموإلى مستويات أرفع تتجاوز 6 بالمائة ومضاعفة الدخل الفردي والتقليص في نسبة البطالة بأربع نقاط قبل نهاية العشرية. ويستوجب تجسيم هذا الهدف تحقيق نسبة نموللناتج المحلي الإجمـالي بمعدل 6.3 بالمائة خلال كامل العشرية 2007-2016 على أن تتطور هذه النسبة بصفة تصاعدية لترتقي من معدل 6.1 بالمائة خلال المخطط الحادي عشر إلى 6.5 بالمائة في المخطط الثاني عشر. كما يستوجب إحداث 925 ألف موطن شغل جديد بمعدل 85 ألف موطن شغل في السنة خلال المخطط الحادي عشر و100 ألف موطن شغل في السنة خلال المخطط الثاني عشر.

 

بيانات

 

تشير البيانات الإحصائية إلى أن تحقيق نسبة النمو سالفة الذكر ستساعد على تجسيم الهدف المتمثل في بلوغ الدخل الفردي مستوى 5000 دينار سنة 2009 ليصل الدخل إثر ذلك إلى مستوى 5635 دينارا سنة 2011 و8000 دينار سنة 2016.

 

كما سيسمح نسق إحداثات الشغل المستهدف بتحقيق نسبة تغطية للطلبات الإضافية للشغل بمعدل 98.2 بالمائة خلال المخطط الحادي عشر وبمعدل 121.3 بالمائة خلال المخطط الثاني عشر. وينتظر أن تنخفض نسبة البطالة من 14.2 بالمائة سنة 2006 إلى 13.1 بالمائة سنة 2011 لتنحصر في حدود 10.3 بالمائة سنة 2016 وبالنسبة لتشغيل حاملي الشهادات العليا فيتمثل الهدف في هذا المجال في التخفيض في نسبة البطالة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا من 16.0بالمائة منتظرة لسنة 2006 إلى 14.1 بالمائة سنة 2011 و11.3 بالمائة سنة 2016.

 

وسيمكن ذلك من الترفيع في نسبة التاطير لتبلغ 18.5بالمائة سنة 2011 و23.4 بالمائة  سنة 2016 مع تجسيم الهدف المتمثل في بلوغ نسبة تأطير تقدر بحوالي 17بالمائة سنة 2009.

 

ويذكر أن عدد السكان المشتغلين كان قد سجل خلال الخماسية الماضية تطورا في هيكلته حيث ارتفعت حصة المشتغلين الذين لهم مستوى تعليم عال من 8.3 بالمائة سنة 1997 إلى 13.1 بالمائة سنة 2005 وشمل هذا الارتفاع خاصة القطاع المالي وقطاعات الكهرباء التعليم والصحة والخدمات الموجهة للمؤسسات. كما تطور عدد المشتغلين في قطاعي الخدمات والصناعة على حساب المشتغلين في قطاع الفلاحة والصيد البحري الذين تراجعت نسبتهم من 20.9 بالمائة سنة 1997 إلى 16 بالمائة حسب التعداد العام للسكان والسكنى سنة 2004.

 

 ويبرز من خلال تطور هيكلة البطالة حسب المستوى التعليمي تزايد حجم العاطلين عن العمل الذين لهم مستوى التعليم العالي حيث ارتفعت نسبهم في مجموع العاطلين من 3.6 بالمائة سنة 1997 إلى 13.6 بالمائة سنة 2005. ويرجع هذا التزايد بالأساس إلى الارتفاع المتواصل لحاملي الشهادات العليا والذي أدى بدوره إلى ارتفاع نسبة البطالة لمن لهم مستوى التعليم العالي والتي بلغت 14.8  بالمائة سنة 2005 مقابل 8.1 بالمائة سنة 1997. في المقابل تجدر الإشارة إلى تراجع نسبة الذين تتعدى مدة بطالتهم السنة من 49.1 بالمائة سنة 1997 إلى 40.2 بالمائة سنة 2005 أي ما يوازي قرابة 9 نقاط كاملة.

 

وكانت نتائج الاستشارة الشبابية قد كشفت أن 75,9 بالمائة من الشباب العاطل يرى أن بطالته تعزى لعدم توفر مواطن شغل وأن 45,5  بالمائة يرغبون في وظيفة قارة بالقطاع العمومي و46 بالمائة يرغبون في العمل للحساب الخاص و52,7 بالمائة مستعدون لتعاطي عمل يدوي و72 بالمائة من الذين لا يحبون العمل اليدوي يرجعون ذلك لأنه لا يستجيب لطموحات الشباب ويرى 51,3 منهم أن وسيلة الحصول على شغل هي الشهادة و34,2 بالمائة يرون أن التدخلات والعلاقات الخاصة أي «الأكتاف» هي التي تمكن الشباب من الحصول على شغل ونجد 69,6 بالمائة يرفضون الشغل بعقود قصيرة المدى أودون عقود شغل..

 

سعيدة بوهلال

 

(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)


 

 

في دار ابن رشيق

كمال بن يونس

 

أعيد فتح دار الثقافة ابن رشيق بعد سنوات من «الأشغال»(وما أطول «أحبال» بعض الأشغال عندنا)..

لكن المهم أن دار الثقافة الكبيرة والرمزية في شارع باريس بالعاصمة أعيد فتح ابوابها لتستـأنف استقبالها للجمهور المولع بالثقافة والانشطة الثقافية من مسرح وسينما وندوات حوار مختلفة..

دار الثقافة بان رشيق تستضيف هذه الايام أسبوع الفيلم الايراني.. أي أحد ابرز اسابيع السينما التي تستقطب منذ سنوات جمهورا عريضا.. من مختلف الاعمار والاذواق والجنسيات.. بحكم تألق السينما والانتاج الثقافي الايراني منذ مدة.. رغم ما يمر به البلد من أوضاع استثنائية منها الحصارالدولي..

 

 دار الثقافة بان رشيق كانت منذ مرحلة الاحتلال الفرنسي المباشر قبلة لرموز الثقافة والادب والمسرح والشعر.. والندوات الفكرية والسياسية والوطنية.. بمشاركة رموز وأعلام من حجم الطاهر والفاضل بن عاشور والرشيد ادريس والصادق بسيس والعروسي المطوي ومحمود المسعدي.. وجماعة تحت السور والخلدونية ونشطاء جمعيات الشبيبة المدرسية والشبان المسلمين وصوت الطالب الزيتوني ورموز الحزب الدستوري.. وغيرهم..

 

وبعد الاستقلال تضاعف اشعاع دور الثقافة.. خاصة في العاصمة وبعض المدن الكبرى.. وكثير يذكر الدور الثقافي والسياسي الذي لعبته بالنسبة للشباب عموما والطلبة خاصة.. دور الثقافة ابن رشيق وابن خلدون والسينماتاك وقاعة المسرح البلدي ومقرات البعثات الثقافية الفرنسية والايطالية والاسبانية والأمريكية والروسية.. (وجلها كان في محور شارعي الحرية وباريس وشارع بورقيبة)..

 

 

ولا بد من الاعتراف بتطور الأوضاع.. والمنافسة الشرسة التي تشكومنها قاعات المسرح والسينما ودور الثقافة من قبل آلاف الفضائيات المجانية وغير المشفرة.. وكذلك آلاف المقاهي وصالونات الشاي المختلطة.. وغير ذلك من وسائل الإغراء للمراهقين والشباب.. والكهول.. من الجنسين..

 

 لكن رغم ذلك لا بد من متابعة الرهان على الفضاءات الثقافية.. ودعم دور الثقافة بأنواعها.. عبر تنظيم تظاهرات وعروض مميزة فيها.. مثل أسبوع الفيلم الايراني.. واسبوع الفيلم الارجنتيني الذي تنظمه بلدية تونس هذه المدة ايضا.. وغيرهما..

 

 والازدحام الكبير حول شباك المسرح الوطني منذ أكثرمن أسبوع لمشاهدة مسرحية «خمسون «للفاضل الجعايبي وجليلة بكار.. دليل على ان الشباب والمثقفين يبحثون فعلا عن المنتوج الذي يرتقي إلى طموحاتهم.. مهما كانت اغراءات البارابول وصالونات «الشاي» والشيشة و«الرامي».

 

(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)


 

 

الديبلوماسي السابق محمد فريد الشريف ينشر مذكراته

«ليس للديبلوماسي من خيار سوى تطبيق سياسة حكومته وتبني وجهة نظرها»

 

تونس/الصباح

 

تبدو المسيرة الديبلوماسية للأستاذ محمد فريد الشريف غزيرة وغنية اذ التحق بالسلك الديبلوماسي التونسي سنة 1956 وانهى مهامه في المجر عام 1995 وبذلك يكون قد امضى في خدمة الديبلوماسية التونسية ما يقارب الأربعين سنة فالرجل قد قاده العمل الديبلوماسي الى عدة بلدان منها سويسرا وسوريا والجزائر والاردن وقطر والبحرين واثيوبيا والسعودية واليمن وعمان وايران والمجر.

 

ونظرا لهذا العمر الطويل الذي انفقه في رحاب الديبلوماسية، فقد اصدر محمد فريد الشريف مذكراته، التي تناول فيها محطاته محطة محطة

 

مستخلصا الى نظرية تكشف عن دور الديبلوماسية وخصائص الديبلوماسي، اي اراد ان يقدم خلاصة تجربة طويلة صنعتها المواقف والاحداث واللقاءات المثمرة، وهو ما يمكن ان يكون في غاية الافادة للجيل الجديد من الديبلوماسيين.

 

ويقول السيد محمد فريد الشريف في لغة واضحة وشفافة، ان مذكراته ليست الا ذكريات ذلك لانه اعتمد عند تدوينها على الذاكرة او على ما ترسب في اعماقها، فلم يعتمد اية وثيقة او مرجع لانه طوال اربعين سنة من العمل الديبلوماسي قضى جزءا كبيرا في تحرير الخطاب السياسي والوثائق بشتى انواعها ولم يحتفظ بشيء منها لنفسه، على اعتبار ان وثائق العمل ليست من الممتلكات الشخصية ولا يستطيع  التصرف فيها او الاحتفاظ بها.

 

ويضيف صاحب المذكرات انه تعرض للأحداث التي رافقت مسيرته المهنية كما حدثت في حينها وذلك كشاهد عيان.

 

وقد خصص الديبلوماسي محمد الشريف صفحات كثيرة للحديث عن الديبلوماسية والديبلوماسيين وفيها يذكر ان الديبلوماسي غير مطالب بالصمت بل هو مدعو الى الكلام الرصين والمتزن المدعم بالمنطق والحجج ولن يتسنى له ذلك الا بعد التحرر من الخجل ومع التجربة الطويلة، بل انه حسب صاحب المذكرات، من المستحسن لو استطاع ان يكون راشقا او حتى لاذعا ذلك انه من ألد ما يستمتع به الديبلوماسي المحنك القدرة على ممارسة هذه اللعبة الشائكة والشيقة في  المبارزات الثنائية في قاعات المؤتمرات وأروقتها. كما ان االديبلوماسي مطالب باتخاذ القرار السريع في حينه والا ضاعت عليه الفرصة وحتى يكون جاهزا للتصدي لهذه المواقف بالقدر المطلوب وفي الوقت المناسب يفترض ان يكون على وعي دقيق بمعطيات الموضوع والاتجاهات السياسية لبلده وبلد الطرف المقابل.

 

ويضيف الديبلوماسي السابق محمد فريد الشريف متحدثا عن الفارق بين السياسي والديبلوماسي: «لقد صادفني في مسيرتي الذاتية بعض الديبلوماسيين في العواصم التي عملت بها وارتبطت معهم بعلاقات وطيدة الى حد البوح بمواقفهم الشخصية التي قد لا تنسجم حتما مع سياسات الدول التي يمثلونها، وهو واقع مأساوي يعيشه هؤلاء ولا يستطيعون  الافصاح عنه والجهر به. وهنا يبرز الفارق بين السياسي والديبلوماسي فالأول يكشف عن آرائه بحرية مطلقة ويدخل بها المعترك الديموقراطي ويؤول به الامر الى ان يكون في اغلبية او في معارضة وأن يحتكم الى صناديق الاقتراع والثاني ليس له خيار الا تطبيق سياسة حكومته وتبني وجهة نظرها  والدفاع عنها مهما كانت اراؤه الشخصية، مما يؤكد بوضوح ان الديبوماسية مهنة واحتراف وتخصص».

 

ان كتاب «مذكرات ديبلوماسي: اربعون سنة في خدمة الديبلوماسية التونسية» يجمع بين التجربة وخلاصتها ولا يغفل عن الجمع ايضا بين اظهار رواد الديبلوماسية التونسية وبين تقديم وصفات للديبلوماسي الناجح للجيل الجديد من افراد الديبلوماسية التونسية.

 

عرض: آمــال

 

(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)

 
 

إبن خلدون … جدلية المعرفة ونقد العقل النظري

 
وفيق غريزي إن إبن خلدون هو من اوائل المفكرين الذين شعروا بضرورة التفكير الجدي بظاهرة المعرفة في المجتمع. هذا العلاّمة الذي يعتبر اليوم مؤسساً لعلم الاجتماع، اظهر جهداً مرموقاً في التنظير حول المعرفة. في كتابه (المقدمة). كما هو الاول في ارجاعه الى حظيرة الاشكال الاجتماعية السائدة (بدوية كانت ام مدينية) العلم والمعرفة، وهو الاول الذي تكلم عن الاسس الاجتماعية للمعرفة والعلم … وهو لم يعمل على تعريف مختلف اشكال المعرفة، بيد ان المسألة ليست غريبة عنه لانه عندما يتكلم عن المعرفة، يحرص على التلميح الى التبدّل في اشكالها الناجم عن الديمومة او القطع في الاشكال الاجتماعية. حياته هو ولي الدين ابو زيد عبد الرحمن بن محمد إبن خالد بن الخطاب. ولد في تونس غرّة رمضان 732 هـ (27 – 5 – 1332)، تلقى على أبيه وعلى بعض العلماء في تونس والوافدين اليها القرآن الكريم حفظاً وتفسيراً، ثم الحديث والفقه واللغة والنحو وكثيراً من الشعر. وفي السادسة عشرة من عمره كان قد استوفى اكثر علومه الدينية واللغوية، ثم توسّع بعد ذلك وازداد من علوم المنطق والفلسفة شيئاً كثيراً. سنة 1347 م، التحق بحاشية ابي الحسن المريني سلطان مراكش، على ان اول عهده بمراتب الدولة فعلاً كان سنة 1351، فقد تولّى ديوان الرسائل لأبي محمد بن تافراكين المستبد على الدولة يومئذ بتونس. وتقلّب ابن خلدون في البلاد فكان عند بني مرسين في فاس سنة 1359، وعند بني الواد في تلمسان، ثم عند بني الاحمر في غرناطة، فأرسله بنو الاحمر في سفارة الى بطره ملك قشتالة لإتمام عقد الصلح بينه وبين ملوك المغرب. ثم انتقل الى المغرب، ولكنه سئم التطواف والمناصب فآثر الاعتزال في قلعة سلامة شرق تلمسان فمكث عند بني العريق اربع سنوات، وبدأ بتأليف كتابه في التاريخ. وقد تولى القضاء في مصر ردحة من الزمن، وافته المنية في 15 آذار 1406 م. كان إبن خلدون أشعري السلوك يعتقد ان العقل قاصر عن ادراك الحقائق الماورائية الغيبية، ولذلك نراه في حياته الشخصية والعملية يعوّل على الشرع وحده، وأما في حياته العقلية وفي تآليفه خاصة، فانه معتزلي التفكير يعتمد على العقل والاقيسة المنطقية وطبائع الكائنات وتحليم النظر والبصيرة في الاخبار. ثم يعتقد ان الامور الجارية في عالمنا المادي والاجتماعي والنفساني تخضع لنواميس معينة وتجري في نظام مخصوص، ثم انها تتكرر كلما تهيأت لها مثل الاسباب التي عملت على ظهورها من قبل. وليس إبن خلدون فيلسوفاً اجتماعياً فحسب، بل هو عالم اجتماعي وواضع على الاجتماع على أسس حديثة، ثم ان علماء الاجتماع الذين جاءوا بعده من الغربيين كانوا دائماً مقصرين عنه في بعض النظريات الاجتماعية. المعرفة والحضارة في الحقبة من الافتقار ومن الاختلال العام، انطلقت شرارة الفكر العربي، ان مثال الامس فقد كل اثر على الواقع، وإبن خلدون كان هناك لينظم مسيرة الفكر الجديد، وليد الفوض الاجتماعية العامة، فكان فكره البحّاثة موجهاً نحوالمستقبل. ولقد أعطى ابن خلدون للفكر اتجاهاً عمودياً منطلقاً من مضمار العلم المحض الى مضمار المعرفة وكانت نقطة انطلاقه من ان الصلة القائمة بين العلم، اي كل معرفة علمية، والمدنية هي صلة موضوعية. ويقول في هذا المجال: (ان العلوم تكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة، والسبب في ذلك، ان الصنائع إنما تكثر في الامصار، وعلى نسبة عمرانها في الكثرة والقلّة والحضارة والترف. تكون نسبة الضائع في الجودة والكثرة لانه امر زائد على المعاش). ان إبن خلدون يلجأ الى التجريد ولكن ليس لاي نوع من التجريد، فعندما يعتبر ان المعرفة هي، ما بعد المعرفة نفسها تصور لادراك العالم، فهو ضمناً لا يرفض، رغم ماديته في التفكير، التجريد، غير ان التجريد يبقى تجريداً مادياً. فالمعرفة هي بنية معرفية وهذا ما يلتقطه ابن خلدون مباشرة، ان التجريد عنده له طابع بنيوي وليس مثالياً، كأني به يقول: وبقدر ما اعرف اكثر، بقدر ما اصبح اكثر قدرة على المعرفة). ان في رؤية ابن خلدون مستويين من المعرفة، الاول مرئي والآخر غير مرئي. الاول ملموس والآخر مشخّص، طبعاً لا يذهب الى حد اعطاء الاولوية للوظيفة النوعية على الوظيفة الكمية. فالشكل التجريدي الذي يعطيه للمعرفة لا يهدف الى المثالية، بل يبقى ارادياً في حدود البنية الوليدة من تجمع عدة عناصر مادية من الاساس. نقد العقل النظري إذ ندرس فكر إبن خلدون الواقعي، لا نرغب مقابلته او تحديد وضعيته بالنسبة الى الفلسفة العقلانية والمثالثة الحديثة. فعقلانية ديكارت ونقدية كانط ومثالية هيغل أنماط من الفكر الفلسفي لا تشترك في شيء مع فكر إبن خلدون من جهة اشكاليتها العامة (إن اشكالية فكر إبن خلدون الفلسفي محددة جوهرياً بمعطيات الفلسفة اليونانية – العربية، وبخاصة في وجهها الارسطي والافلوطيني، والمعلومات التي يوفرها لنا تقدم الفلسفة الحديثة تساعدنا على تبيين السمات الحديثة لفكر إبن خلدون، ولكن الفائدة الاولى لتلك المعلومات ينبغي ان تكون في مساعدتنا على ادراك قيمة هذا الفكر بالنسبة الى التراث الفلسفي الكبير). ان الفلسفة التي يقول إبن خلدون بإبطالها وفساد منتحلها، فلا ريب انه يقصد بها ما أسماه أرسطو الفلسفة الاولى او الميتافيزيقا، وهي ما طرقه الفلاسفة العرب المشاؤون في باب ما بعد الطبيعة والالهيات وما يتحدر عنه من نظريات مستغرقة في التجريد والمثالية حول جوهر العقول وتراتبها، او حول السعادة الفلسفية. وما ينتقد إبن خلدون في فلسفة ما بعد الطبيعة هو اساسها المعرفي نفسه، القاضي بإمكانية ادراك الوجود الكلي وتطابق الاحكام الذهنية مع الموجودات الخارجية المحسوسة. وفي نقد الميتافيزيقا ذاتها، فان إبن خلدون يقدم أفكاراً قد تذكّر مؤرخ الفلسفة اليوم ببعض وجوه النواة الصلبة في نقدوية كانط القائلة بعجز العقل الانساني المشروط بمقولاته القبليّة عن معرفة الحقيقة في قضايا الميتافيزيقا والثيولوجيا كالعالم في ذاته، والروح، والله، وكلها قضايا تنتهي فيها الوثوقيات الى افكار مجرّدة متعالية، هي في آخر المطاف افكار ذاتية منتسبة، لا تقول شيئاً سوى عن استعمالها التجاوزي لمقولات الفهم وضربها صفحاً عن معطيات الحساسية والتجربة. إن إبن خلدون ككل الماديين القدامى والمحدثين، يرجع للانسان وضعه ككائن طبيعي خاضع لمنحنى بيولوجي ضروري وشمولي. وهذا المنحنى هو، من جهة اوسع، النموذج الذي يصلح له بالتماثل لتفسير الحياة، حياة وموت الدول والحضارات كما هو الشأن عند شبنغلر على وجه نظري دوغمائي. اما السببية او (العليّة) عند إبن خلدون فهي القدرة على الربط بين ظواهر ومعطيات كأسباب ومسبّبات، وهذه القدرة، كلما مارسها فكر الانسان تميز عن الحيوان وتقدم في انسانيته، ولعل احسن صياغة لمبدأ السببية لدى إبن خلدون هي انه اذا قصد ايجاد شيء من الاشياء فلأجل الترتيب بين الحوادث. ولا بد من التقصّد بسببه او علته او شرطه، وهي على الجملة مبادئه. اذ لا يوجد الا ثانياً عنها. ولا يمكن ايقاع المتقدم متأخراً ولا المتأخر متقدماً. ومبادئ الاشياء لا يمكن ادارتها الا بالعقل عبر مستوياته الثلاثة: التمييزي، التجريبي والنظري، وكلها تتضافر لسبر الحقيقة الانسانية ولتصور الوجود. ان فكرتي الطبيعة والسببية تتصدران تصميم إبن خلدون الدراسي. الفكر والوجود إن إبن خلدون يرى ان العملية التي يرتقي بها الفكر من مستوى الكائنات الجزئية الى مستوى الكليات الشاملة بأسلوب كثيف، تتمثل بالنظر الذي يفيد تميز الحق من الباطل انما هو للذهن في المعاني المنتزعة من الموجودات الشخصية، فيجر منها اولاً صوراً منطبقة على جميع الاشخاص كما ينطبق الطابع على جميع النقوش التي نرسمها في الطين او الشمع. وهذه المجردة من المحسوسات تسمى المعقولات الاوائل، ثم تجرّد من تلك المعاني الكلية اذا كانت مشتركة مع معان اخرى، وقد تميزت عنها في الذهن فتجرّد منها معاني اخرى وهي التي اشتركت بها، ثم تجرد ثانياً ان شاركها غيرها، وثالثاً الى ان ينتهي التجريد الى المعاني البسيطة الكلية المنطبقة على جميع المعاني والاشخاص، ولا يكون منها تجريد بعد هذا، وهي الاجناس العالية، وهذه المجرّدات كلها من غير المحسوسات هي من حيث تأليف بعضها مع بعض لتحصيل العلوم منها تسمّى المعقولات الثواني. فاذا نظر الفكر في هذه المعقولات المجرّدة وطلب تصور الوجود كما هو، فلا بد للذهن من اضافة بعضها الى بعض ونفي بعضها عن بعضها بالبرهان العقلي اليقيني ليحصل تصور الوجود تصوراً صحيحاً مطابقاً اذا كان ذلك بقانون صحيح، حسب قول ابن خلدون. ان المحققين من المتصوفة المتأخرين ألحقوا ما يسمّى (مقام الجميع) الذي تظهر فيه الوحدة بين الموجودات (مقام الفرق) وهو مقام التمييز بين الموجودات. وهذا يعني ان سبب الكثرة في الاشياء ليس الاعتبار الانساني او الادراك الحسي، فالاشياء لا يتعلّق تشكلها والعلاقات فيما بينها. بحواسنا، على العكس، انها هي التي تلقي بخصائصها الذاتية على حواسنا. الانسان يتلقى بواسطة الحواس معلومات ترسلها الكائنات في العالم. ولكي يؤكد إبن خلدون وجود الواقع الموضوعي للكائنات الحادثة، وباستقلال هذا الواقع عن المعرفة التي تكوّنها عنه، وبطابع الكثرة الذي يطبعه في مباشرتنا له، فما هو، في نهاية الامر وضع الفكر بالنسبة الى الوجود? إن الوجود اوسع من ان يحاط به او يُستوفى ادراكه بجملته روحانياً وجسمانياً. من جهة ثانية، يختصر إبن خلدون دعوى الفلاسفة بقوله: (ان قوماً عقلاء النوع الانساني زعموا ان الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسّي، تدرك ذواته واحواله بأسبابها وعللها بالانظار الفكرية والاقيسة العقلية، فاذا كانت هذه الدعوى صحيحة، فمعناها ان الاداة التي يستعملها الفلاسفة مطابقة تماماً، اي انها تجعل الفكر قادراً على تكوين تصور صحيح عن الوجود في ذاتها، وبدونها لا يمكنه ذلك. هذه الاداة موضوعة اصلاً لحفظ العقل من الخطأ، وهي ما يسمّى بالمنطق، ولكن هذه الاداة لا تخلو من الإلتباس، فهي من جهة متعلّقة بمقتضيات في الوجود تخضعها لغير معيار العقل، وهي من جهة اخرى تنزع الى حصر الصحيح المقبول في ما هو متماسك صورياً. فالاستعمال المزدوج لها قد يكون سبباً للوقوع في الخطأ ولتحويل الاداة التي يستعملها العقل في البحث عن الحقيقة الى أداة سيئة) الفلاسفة يقولون ان الحق حق في الوجود، وفي العقل على سبيل المماثلة. وعليه ينبغي ان يكون الاساس الذي ينطلق منه المنطق حقاً ومعروفاً، والا، فإن قوانين المنطق تكون عقيمة. الاخلاق وعلم العمران عندما ننظر الى الاخلاق في علاقتها مع علم العمران، لا تعتبر الاخلاق علماً معيارياً خالصاً، وانما نعتبرها معرفة ببعض القوى الاجتماعية التي تتحول تجريدياً وتنقلب قواعد ضاغطة او ملزمة. بهذا، المعنى، نستطيع ان نجمع تحت عنوان الاخلاق الفلسفة السياسية والحقوق والعادات والتقاليد، ومن البديهي اننا لا نستطيع هنا اثارة مشكلة العلاقات الجدلية بين الفكر الاخلاقي والحادثات الاجتماعية التاريخية. فما نحتاج اليه هو مجموعة ملاحظات تساعد على توضيح العلاقات بين الاخلاق ان دائرة الاخلاق تسيطر على الحياة الاجتماعية. وفي الواقع فإن وجودها بهذا الشكل هو ما لعب دوراً كبيراً في تكوين السوسيولوجيا الخلدونية. فالثقافة العربية – الاسلامية تحدد اولياً بالاخلاق التي انتجتها، وهي اخلاق تعبّر عن مجتمع. يجعل في بنيته الفكرية بذور وأطر الوعي الجماعي الذاتي، واذا اخذنا بعين الاعتبار الدروس الفقهية التي واصل ابن خلدون يتعمق فيها منذ شبابه، فانه يسهل علينا ترميم العلاقة الاصلية بين الواقع وما أثاره من تفكير عند إبن خلدون، الذي التزم بأن الاخلاق تشتمل على ما لا يتعارض مع المعرفة الموضوعية للحوادث الاجتماعية. وعلى هذا الاساس تمكن من الانتقال من دائرة الاخلاق الى دائرة العمران. شخصية إبن خلدون بين الشخصيات الفكرية الكبرى في تاريخ الثقافة العربية، هي شخصية استثنائية الى حد تثير في النفوس الحماسة والحذر في آن واحد، ويستحيل ردّها الى اي مدرسة او اي اتجاه محدّد من المدارس والمذاهب الفلسفية والتاريخية والسياسية والاصولية. وإبن خلدون لا ينتمي الى تيار محدّد من تيارات الثقافة العربية – الاسلامية، لا لانه لا يرتبط بأي تيار منها، بل لانه يرتبط بها جميعاً ففي فكره، نجد أثراً او صدى لكل المشكلات التي انطرحت على الوعي الاسلامي، وفي فكره نجد استيعاباً لتلك المشكلات واعادة صياغة لها من وجهة تأليفية لم يعرف الفكر العربي نظيراً لها. (المصدر: صحيفة الأنوار (يومية – لبنان) الصادرة يوم 8 فيفري 2007) الرابط: http://alanwar.com/ar/article.php?id=16172

الجزائر توقع علي اتفاقية تجريم الاختفاء القسري للاشخاص

 
الجزائر ـ يو بي آي: وقع وزير الخارجية الجزائرية محمد بجاوي علي الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري. وقالت الخارجية الجزائرية في تصريح نشر امس الأربعاء أن مراسم التوقيع التي جرت أمس بالعاصمة الفرنسية باريس كانت برعاية من هيئة الأمم المتحدة وذلك بعد مصادقة الجمعية العامة لنفس الهيئة علي الاتفاقية في 20 كانون الأول/ديسمبر 2006. وتنص الأحرف الأولي من بنود الاتفاقية علي ايجاد أداة جديدة تتسم بالرادع القانوني وتقر بحق التعويض لضحايا الاختفاء القسري وأقاربهم وتفرض علي الدول تجريم الاختفاء القسري. وقد سجلت الجزائر توقيعها الرسمي الي جانب 60 دولة علي الاتفاقية التي اعتمدها مجلس حقوق الانسان الجديد التابع لهيئة الأمم المتحدة في 29 حزيران/يونيو من العام الماضي، حيث ينظر للاتفاقية علي أنها أداة جديدة تتمتع بالالزام القانوني وتقر بحق التعويض لضحايا الاختفاء القسري أنفسهم، أو لأقاربهم كما تنص الاتفاقية علي رفض مطلق للاختفاءات القسرية في وقت السلم والحرب معا، وعلي أنه لا يمكن وضع أي شخص خارج حماية القانون، وتفرض تسجيل المحتجزين ومنحهم الحق في المثول أمام المحكمة والاتصال بمحاميهم وعائلاتهم، وتضع آلية دولية لمراقبة تقيد الدول بالتزاماتها بموجب الاتفاقية واجراء لتوجيه نداءات عاجلة يمكن اللجوء اليه حيثما اشتبه في وقوع اختفاء قسري. يشار الي أن الجزائر تعالج حاليا في اطار قانون المصالحة الوطنية قضية المفقودين الجزائريين في الأزمة الأمنية والذين يفوق عددهم 4600 مفقود، حيث تتهم عائلات المفقودين الأجهزة الأمنية بالوقوف وراء اختفائهم فيما تري الحكومة أن المئات منهم قد يكونون هلكوا بعد انضمامهم الي الجماعات المسلحة في تسعينيات القرن الماضي أو اغتيلوا علي يد نفس هذه الجماعات، ولكنها اعترفت بامكانية حدوث تجاوزات وصفتها بـ الفردية قام بها رجال أمن في حق بعض المدنيين. الي ذلك قال بجاوي أن قيم الاتفاقية الدولية حول الاختفاء القسري هي تلك التي نص عليها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي وضعه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وزكاه الجزائريون بأغلبية ساحقة في أيلول (ايلول) 2005. وقال بجاوي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ان هذه الاتفاقية الدولية تأتي لتسد فراغا قانونيا . وأسف الوزير الجزائري لعدم توفر تشريع دولي الي يومنا هذا والي يوم التصديق عليها ، مذكرا بأنه في مجال دعم ضحايا الاختفاء القسري ليس للجزائر التي عانت بشكل كبير في مجال مكافحة الارهاب الغاشم لأكثر من 10سنوات أن تتلقي دروسا من أي طرف . (المصدر: صحيفة القدس العربي (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)

مدونات المغرب السياسية.. الإصلاح بالفرنسية!

 
 الدار البيضاء- عبد الرحمن خيزران- إسلام أون لاين.نت فاعلية متزايدة تتمتع بها المدونات السياسية في المغرب يوما بعد يوم، فعلى الرغم من حداثة تجربتها التي تقارب العام الواحد وقلة عددها، فإنها استطاعت إثارة عدد من القضايا التي تشغل الرأي العام، بل وإحداث تغيير ولعب دور إصلاحي في المجتمع، حتى إن إحداها خلعت وكيل وزارة الاقتصاد من منصبه بعد كشفها عن اختلاسه أموالا عامة. ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت بأن هناك قضايا متعددة تناقشها -على اختلاف اهتماماتها- المدونات المغربية، إلا أنه من اللافت أن 90% منها يستخدم اللغة الفرنسية، وهو ما أدى لظهور مدونات معارضة لذلك وتدعو للحفاظ على الهوية والثقافة العربية في مواجهة السيطرة الفرانكفونية للمجتمع، ومن بينها مدونة “بلا فرنسية” المعنية بإعطاء العربية مكانتها. كما بدا مؤخرا حرص من المدونين على التعريف أكثر بأهمية مدوناتهم من أجل تشكيل وعي عام بقضايا المجتمع المغربي. وفي هذا السياق طافت قبل أسبوع قافلة للمدونين عدة مدن، وأقامت مؤتمرات صحفية بهدف التعريف بأهمية التدوين، وخاصة السياسي منها، للشباب المغربي. “لوبي” ويعتبر يحيى اليحياوي، أستاذ الإعلام والاتصال المغربي، في تصريحات لـ”إسلام أون لاين.نت”، أن المدونين أمامهم آفاق أكبر للتأثير في المجتمع والقيام بدور إصلاحي ويمكنهم لهذا الهدف تكوين “لوبي”. وعن شروط تحقق ذلك قال د. اليحياوي: “المدونون يمكن أن يكونوا فاعلا مجتمعيا إذا نحت مدوناتهم أكثر نحو الطابع العام السياسي والشأن العام للمواطنين بدلا من القضايا ذات المنحى الفردي.. بل يمكن للمدونات أن تتحول إلى سلطة ولوبي ضاغط إذا كان لأصحابها خلفيات حقوقية ومشاريع سياسية”. وتشير التقديرات إلى أن عدد المدونات بالمغرب يقارب 30 ألف مدونة، في حين يشترك 400 ألف مغربي في الإنترنت، ويتصفحه حوالي 3 مليون. 10 %.. سياسية وخطفت المبادرات المتلاحقة للمدونات، وخاصة السياسية، الأضواء بشكل لافت خلال عام 2006، مما دفع الكثير من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية إلى تخصيص ملفات عن تأثيرها المتزايد بالمملكة. ويقدر ناشطون في التدوين وإعلاميون حجم المدونات السياسية بـ10% من مجموع المدونات المغربية. أما الفئة العمرية للمدونين فغالبيتها العظمى من الشباب دون سن الثلاثين، وتتوزع انتماءاتهم بين إسلاميين ويساريين ومستقلين ونشطاء في المجتمع المدني، كما يعمل جزء من المدونين في الميدان الصحفي. وهناك نجوم للتدوين اشتهرت مدوناتهم السياسية بشكل ملحوظ، ومنهم سعيد أحجيوج ومحمد لشيب ويونس الأزرق وسعيد بن جبلي ورشيد جنكاري. ألف باء التدوين ويتفق الإعلاميون المغاربة على أن أشهر حملات المدونين السياسية حتى الآن تلك الحملة القوية التي أطلقها العام الماضي الصحفي رشيد جنكاري، من مدونته الخاصة ضد الفساد المالي للسياسيين والمسئولين الحكوميين، مما أسفر عن إقالة الكاتب العام لوزير الشئون الاقتصادية والعامة، بعد أن نشر فاتورة تفضح الكاتب واختلاسه أموال الوزارة. أما سعيد أحجيوج، وهو واحد من أنشط المدونين رغم عدم تجاوزه الـ24 سنة، فاستطاع أن يحول مدونته، التي أسسها في 2005، إلى واحدة من أكثر المدونات تأثيرا وقدرة على مواكبة المستجدات، حتى إنه أصدر كتابا إلكترونيا تحت عنوان “المغرب كما هو” فقط من المادة التي كتبها على مدونته، كما أصدر كتابا إلكترونيا آخر للتعريف بأهمية المدونات تحت عنوان “ألف باء التدوين”. ويرى أحجيوج، الذي يدرس الكمبيوتر، في تصريح لـ”إسلام أون لاين.نت” أن قوة وتأثير المدونات يزداد يوما بعد يوم.. المدونات أصبحت قوة إعلامية ومصدرًا من مصادر التأثير والتغيير، وعلى المدونات أن تخترق التابوهات (المحظورات) وتتجاوز الرقابة الذاتية”. غير أن خبراء سياسيين يرون أنه في حال اختراق المدونات “للتابوهات” السياسية بالذات، فقد يتغير موقف السلطات “الصامت” حاليا تجاه المدونات. قافلة المدونين وترسيخا لحضورهم وتأثيرهم المجتمعي، سير ستة مدونين انطلاقا من مدينة أغادير على ساحل المحيط الأطلسي، مؤخرا قافلة إلى عدة مدن نظمت سلسلة ندوات في ستة مدن، وذلك بمشاركة مدونين محليين من تلك المدن، بهدف التعريف بالتدوين ودوره للشباب المغربي. وخرجت القافلة يوم 29 يناير الماضي، واختتمت فاعليتها يوم 2 فبراير الجاري، حيث جاب المدونون مدن مراكش وفاس والرباط والدار البيضاء والجديدة وأغادير، ونظموا ندوات صحفية، وزاروا مراكز سياسية وإعلامية، منها البرلمان ومقر الإذاعة والتلفزيون، كما زاروا عددا من الشخصيات البارزة فى المجتمع، منهم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الدكتور سعد الدين العثماني. اللغة العربية وخلافا لاهتمام المدونات بالسياسة، فهناك مدونات تهتم بقضايا أخرى اجتماعية وثقافية، مثل مدونة “بلا فرنسية”، المعنية بموضوع “الاستقلال الثقافي واللغوي” وإعطاء اللغة العربية مكانتها في المنظومة التعليمية والإدارية والاقتصادية للمملكة. ويقول صاحب المدونة -الذي لا يدرج اسمه- في مقدمتها: “تهدف المدونة إلى لفت النظر إلى موضوع الاستقلال الثقافي الذي له أهمية في بناء مستقبل زاهر للمغرب لكنه بقي برغم مجهودات الكثيرين في آخر أولويات الأفراد والمؤسسات”. وفي السياق الثقافي أيضا تهتم بعض المدونات بحماية المقدسات الدينية. ومع هذا الزخم في مجال التدوين بالمغرب، يسعى المدونون المغاربة إلى تشكيل إتحاد لهم على شاكلة اتحاد المدونين العرب. وشهد عام 2006 نشاطا حافلا للمدونين على المستوى العربي بشكل عام، وباتت المدونات في كثير من الدول العربية تمثل حرجا حقيقيا لحكومات تلك الدول، حيث عملت الكثير منها على اعتقال المدونين من أصحاب المدونات السياسية. وتتراوح عدد المدونات فى العالم ما بين 80 و100 مليون مدونة، وفق إحصائيات إعلامية، علما بأن العديد منها تنشأ يوميا وتتوارى يوميا أيضا.  (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 فيفري 2007)


المواطن والتغيير(2)

إستطلاع: صــابر التونسي

 

واصل “الميكروفون” تجواله في الشارع لسبر آراء المواطنين عن “التغيير” ومدلولاته وما يعنيه لهم. إلا أننا لاحظنا أن الناس لم يتفاعلوا معنا تفاعلا إيجابيا ولا ندري ما مرد ذلك، أهو زهد في الإعلام؟ أم خوف مما يمكن أن يجره عليهم تصريح خاطئ لا يتماشى وهوى “رجال التغيير”؟ أم أن ابن الربط الذي حاورناه في الحلقة الماضية، هو الذي أشاع حولنا الأراجيف وخوّف المواطنين من التعامل معنا؟ بل لعله نشر هواجسه على صفحات الإعلام المعادي “لتونس” خارج الوطن فسرت إشاعاته مسرى النار في الهشيم ككل أمر غريب أو دخيل!!

لم نيأس، حملنا “الميكروفون” في يد وفي الأخرى لافتة مكتوب عليها “هنا الكلمة الحرة، هنا الإعلام الهادف”.

واصلنا البحث عمّن يحاورنا، دون خوف ويدلي برأيه في موضوعنا، التقينا سيدة تدفع عربة رضيع في مكان بعيد عن زحمة الناس، استوقفناها بلطف:

الميكرفون: مرحبا سيدتي هل يمكن أن نجري معك حوارا؟

السيدة: بخصوص ماذا؟ … لم أسأل يوما عن رأيي منذ ولدت وليس لدي الآن وقت فأنا أريد أن أدرك المغازة قبل أن تغلق لأشتري “الغيارات” (الكوش) لابنتي وإلا “باتت ليلتي ليلة”، الزمن قد تغير ومواليد هذا العصر ما عادوا يرتاحون في اللفافات التي استعملتها أمهاتنا في الزمن البائد!

الميكروفون: لقد وفرت علينا كثيرا من الوقت ودخلت بنا في الموضوع قبل أن نحدثك عنه … حوارنا معك إن تكرمت سيكون عن “التغيير” والزمن البائد ولن نأخذ من وقتك كثيرا، وقبل ذلك هل لنا أن نتعرف على اسمك وعنوانك؟!

السيدة: أنا فرح بنت الملاسين!

الميكروفون: سيدة فرح، ماذا يعني لك “التغيير”؟

فرح: لم يكن يعني لي شيئا ولكنه صار مهما جدا في حياتي!

الميكروفون: هل نفهم من هذا أنك كنت معارضة ثم تبت الآن وانخرطت في مشروع “التغيير”؟ ماذا تقصدين بالضبط؟

فرح: يبدو أنك ذهبت بعيدا في تأويل كلامي، ما قصدته أن حياتي كانت رتيبة قبل الزواج ولم يكن لدي مسؤوليات، وأما الآن فقد تغير وضعي جدا، خصوصا منذ أن ولدت ابنتي “معيوفة” وأحتاج من حين لآخر تغيير الجو من كثرة المشاغل والعناء … وألجأ إلى تغيير حَفّاظ ابنتي كلما صدعت رأسي بالبكاء لأرتاح فالتغيير يزيل آثار الرطوبة! وهذا هو التغيير عندي وليس سواه!

الميكروفون: إن كان الأمر كما تقولين فماذا يعني لك الزمن البائد الذي حدثتنا عنه قبل قليل؟

فرح: اسأل من عاشه فأنا ابنة الزمن الحاضر ولا أشهد إلا بما أعلم!

الميكروفون: هل يعني هذا أنكِ ولدت بعد “التغيير”؟

فرح: تغيير ماذا؟

الميكروفون: التغيير السياسي الذي حدث في البلاد سنة سبع وثمانين!

فرح: تقصد التغيير الرئاسي الذي أحيل بموجبه الرئيس السابق على التقاعد معززا مكرما؟؟

نعم ولدت بعد ذلك الحدث بيوم واحد وقد سماني جدي “فرح” شماتة منه في بورقيبة لأنه كان يوسفيا وعانى من تنكيل بورقيبة وقمعه!

وأنا الآن عمري هو عمر رئاسة الرئيس الحالي أي أنني ابنة “العهد الجديد” فيه ولدت وفيه كبرت وفيه تزوجت وفيه أنجبت ابنتي “معيوفة” … وقد صار “العهد الجديد” بهذا المعنى جدا، بولادة ابنتي يومين قبل الإحتفال بالذكرى التاسعة عشر للتغيير !

وسياسيا حياتي مستقرة جدا ولم أشهد أي تغيير يذكر عدا ما حصل من طلاق الرئيس لزوجته الأولى وصعود السيدة ليلى بعدها، وإن كنت لا أذكر هذا الحادث فقد حدث في بداية طفولتي فإنني أجد الآن آثاره ويجدها كل مواطن!

الميكروفون: هذا لا يمنع من أن تعطينا رأيك في “التغيير”!

فرح: يا سيدي أنا لم أكمل دراستي لأن حالة والدي الإقتصادية قد تضررت بسبب الحادثة آنفة الذكر! مما اضطرني للانقطاع عن الدراسة والبحث عن عمل ثم تزوجت مبكرا لأخفف العبء عن والدي، ولذلك أنا لا أفهم في التنظير السياسي ولا يمكنني أن أعطي رأيي في أمر لم أعشه أو أجربه بنفسي! وإن أردت أن أجيبك عن كيفية تغيير حفاظ ابنتي وفوائده الصحية والنفسية للطفل، أجيبك! وفي الزمن البائد قالوا: “اسأل مجرب ولا تسأل طبيب” ! فاسأل عن “التغيير” الذي تقصده غيري يجيبك!

الميكروفون: لاحظنا بداية أن اسم “فرح” اسم “مودارن” على خلاف اسم “معيوفة” فهو اسم “انتيكة” جدا كانوا يطلقونه قديما على الفتاة التي يخشى عليها من الموت حتى يعافها ويتركها على قيد الحياة!! وبما أن لإسمك سببا فهل لإسم ابنتك كذلك سببا؟؟

فرح: رجاء لا تحرجني ويكفيني ما أنا فيه!

الميكروفون: ليس في الأمر أي إحراج إنما هو مجرد حب إطلاع!

فرح: زوجي أحد الحالمين بالديمقراطية، أصيب، بالإحباط يوم أن قرروا تغيير الدستور ليتمكن الرئيس الحالي من الإستمرار في الحكم وازداد توتره بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأصيب بصدمة نفسية يوم أن أعلن الناطق باسم الرئاسة عن عزم الرئيس على الترشح لانتخابات 2009 بعد المناشدات الشعبية المتكررة!! وكان ذلك يوما واحدا قبل ولادة ابنتي! وقد سبق ذلك طردي من العمل بسبب وضعي “لفولارة” على رأسي!!

وهكذا فاض كأس زوجي ـ الحالم بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطةـ فأغرق ابنتي بهذا الاسم ولكنه وعد بتغييره إن تغير حال الديمقراطية في البلاد إلى الأحسن! وللعلم زوجي ليس له مشكلة مع أحد، ومشكلته مع نفسه فقط فهو “نية”، صدّق الشعارات التي سمعها والمبادئ التي تعلمها وفاته أن الممارسة غير التنظير وأن النص غير التنزيل!! ويحيى “السيد” الرئيس الذي علمني هذا وذاك!!

وعن إذنكم ومع السلامة!!

الميكروفون: شكرا وإذنك معك……!!

الميكروفون: سيدة فرح!! …. سيدة فرح ….!! أرجوك لا تغيري اسمك إلى “حزن” ولا تنسي أن تغيري حفاظ ابنتك بسرعة فقد بدأت رائحته تفوح ويخشى أن تَجلب لكم الجعلان!!

وإلى اللقاء مع مواطن آخر ومع رأي آخر في “التغيير”

ونأمل أن نتمكن في الحلقة القادمة من زيارة السيد محمد عبو في سجنه لنسأله عن رأيه في “التغيير” بمناسبة مرور سنتين على سجنه!!

(المصدر: مجلة “كلمة” (شهرية الكترونية – تونس)، العدد 50 لشهر فيفري 2007)

الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=448

 

الخيار العسكري ضد إيران يتقدم في واشنطن

 
توفيق المديني     
الساعة الآن هي للهجوم الأميركي.الولايات المتحدة الأميركية القلقة من إخفاقاتها العسكرية والسياسية- على جبهتين رئيستين في ما بات يعرف في قاموس السياسة الأميركية ب”الحرب على الإرهاب”، إذ تواجه مقاومتين قويتين في أفغانستان و العراق، تحاول أن تأخذ زمام المبادرة من خلال الانتقال إلى الهجوم المضاد عبر تمديد استراتيجيتها لمقاومة  التحركات الإيرانية في الشرق الأوسط. وتحدد واشنطن  أكثر فأكثر معركتها بوصفها معركة شاملة، إذ تجد دعما كاملا من إسرائيل ، وهي تريد مهاجمة المتطرفين من السنة ( طالبان في أفغانستان ، والقاعدة في العراق)، ومن الشيعة(إيران وحزب الله). ورأى الرئيس الأميركي أن “المتطرفين الشيعة والسنة وجهان للتهديد الاستبدادي والشمولي نفسه”، مضيفا أن “تنظيم القاعدة وأتباعه هم من المتطرفين السنّة، تقودهم الكراهية، ويأتمرون بأيديولوجية قاسية وضيقة”. إن الرئيس بوش  لا يزال مصمما على المضي قدما في خوض استراتيجيته الهجومية يكشف عن ذلك  مشروع الميزانية التي عرضها  للعام المالي 2008 ،التي بلغت رقماً قياسياً هو 2،9 تريليون دولار،إذ  قال بوش أنه سيسعى إلى طلب مبلغ إضافي هو 235 مليار دولار في العامين الماليين 2007 و2008 تخصص للإنفاق العسكري و”الحرب على الارهاب” التي تخوضها الولايات المتحدة.وتشمل خطة الميزانية، التي جاءت في أربعة مجلدات خضراء كبيرة، طلب مبلغ 141،7 مليار دولار مخصصات طارئة لتمويل “الحرب على الارهاب” في العام المالي 2008 الذي يبدأ في الاول من اكتوبر/ تشرين الأول. كما تشتمل كذلك على مبلغ 93،4 مليار دولار كمخصصات اضافية لعام 2007 لدعم العمليات العسكرية في الخارج. وتهدف “الاستراتيجية الجديدة”إلى ممارسة الضغوطات المتعددة الأشكال على الجمهورية الإسلامية الإيرانية “لقلب الآفاق التي يعتقد الإيرانيون أنهم لا يهزمون فيها” حسب قول دبلوماسي أميركي.و حسب صحيفة الواشنطن بوست ، الشعور السائد لدى الإدارة الأميركية هو “أن الايرانيين لا يستجيبون لمطالب المجتمع الدولي إلا تحت الضغط،لا عندما يشعرون أنهم أقوياء”. ويعتقد بعض المحللين أن ادارة الرئيس بوش قررت تصعيد المواجهة ضد إيران، وأنها تنفذ سلسلة خطوات حتى تحقق هدفين: أولاً تجييش الشارعين العربي والإسلامي مذهبيا ضد إيران عبر تضخيم وتهويل خطر التمدد الشيعي – الفارسي. وثانياً، استدراج طهران إلى حرب مع الغرب والدول الإقليمية. وكان بول روبرتس مساعد وزير الخزانة الأميركية في عهد رونالد ريغان، قال في مقال له الاسبوع الماضي أن المحافظين الجدد والقيادة الاسرائيلية يخططون لاشعال حرب مع إيران يجد الكونغرس الأميركي نفسه مضطرا للموافقة عليها، معربا عن اعتقاده أن ايران تُستدرج حاليا لشن هجوم على قوات أميركية يكون له تأثير على الشعب الأميركي مشابه لهجوم اليابان على بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية، والذي دخلت أميركا الحرب على أثره. الموقف المتشدد الجديد للرئيس جورج بوش حيال إيران وحشده العسكري في الخليج يعيدان الى الأذهان بعض مظاهر قرع طبول الحرب التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.وكما حدث آنذاك، فإن إدارة بوش تعلن الآن عن مزاعم بشأن إيران من دون ان تقدم أدلة. وتقول إدارة بوش أن إيران ترسل أسلحة إلى العراق، إلا أنها لا تقدم أية أدلة على أن هذه الشحنات تأتي من إيران، وهناك أيضاً كلام بشأن وقوف عملاء للاستخبارات الإيرانية وراء خطف وإعدام خمسة جنود امريكيين مؤخراً. وبنظر إدارة بوش، فإن إيران هي دولة “محور الشر” التي ينبغي وقف طموحاتها النووية. والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حل الآن محل صدام حسين باعتباره “الخصم الرهيب” الأول لبوش في الشرق الأوسط.وجهود بوش لحشد تأييد الرأي العام وراء خطه المتزايد في التشدد إزاء إيران جعلت العديد من أعضاء الكونجرس وبعض المسؤولين والخبراء في عالم الاستخبارات والدفاع يتساءلون عما إذا كان ذلك تمهيداً لعمل عسكري. ويصر بوش على انه ليست لديه اية خطط لغزو ايران، وان كل ما يسعى إليه هو فقط حماية الجنود الأمريكيين في العراق.ولكن في الأيام الأخيرة رفع بوش الوجود البحري الأميركي في الخليج إلى أعلى مستوى له منذ عام ،2003 عندما أمر مجموعة ضاربة ثانية من حاملة طائرات وسفنها بالتوجه إلى الخليج.كما أكدت الإدارة الأميركية أن بوش أجاز للجيش الأمريكي قتل أو أسر العملاء الإيرانيين الذين يدبرون هجمات ضد قوات أمريكية.وزودت الإدارة الأميركية دولاً عربية مجاورة لإيران بصواريخ باتريوت المضادة للصواريخ. وفي الوقت ذاته، أوقفت وزارة الدفاع الأمريكية بيع قطع غيار لمقاتلات أف  14 التي أحالتها الوزارة حديثا إلى التقاعد، بهدف منع نقل قطع الغيار هذه إلى إيران التي تملك عدداً من هذه المقاتلات. ويرى منتقدوا الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض يبالغ في علاقة إيران بالهجمات التي تقع داخل العراق من أجل تبرير هجوم عسكري محتمل في المستقبل، تماماً كما تلاعبت بالمعلومات الاستخباراتية لدعم قضيتها في الفترة السابقة على غزو عام 2003.وقال مايكل اوهالف، المحلل في شؤون السياسة الخارجية لدى مؤسسة بروكينجز ومستشار مجموعة الدراسات بشأن العراق، مشيراً إلى بوش “مرة أخرى، يبدو مقتنعاً بأنه على حق، ويقاتل ضد قوى شريرة، ويعرض هذه الرؤية التبسيطية للعالم. انه يفعل ما يعتقد انه التصميم الذي يتوجب عليه ان يظهره”. القاسم المشترك بين إيران و العراق أن إدارة الرئيس بوش ذات القناعات الإيديولوجية الراسخة، اعتبرتهما دولتين ذات نظامي حكم مرفوضين و عدوانيين، ويشكلان خطرًا مباشرًا على مصالحها الاستراتيجية. ففي الحالة العراقية ، كان للرئيس السابق صدام حسين طموح نووي، و كان يسعى لبناء قوة عسكرية ضاربة في منطقة الشرق الأوسط، لكن إسرائيل تنبهت بسرعة للأمر، و نفذ الطيران الإسرائيلي  عملية قصف تدميرية للمنشآت النووية العراقية يوم الأحد 7 حزيران 1981. هل إيران اليوم أكثر تهديداً من العراق بالأمس؟ لطالما كانت إيران كذلك. في ما يتعلق بالطموحات الإقليمية، كان العراق قزماً مقارنة بإيران. وعبر غزو بغدادفي 2003، اختار الأميركيون الدولة الأضعف وليس الدولة الأكثر طموحاً أو الأكثر انتشاراً للأسلحة النووية.أما إيران ، فقد اعتمدت أسلوبًا مختلفًا عن العراق،إذ نجحت لفترة طويلة في المناورة مع  المفاوضين الغربيين الدوليين. و إضافة إلى ذلك ، النظام الديني  في إيران يتمتع بشعبية أكبر من التأييد  الذي كان يحظى به النظام العراقي ، ذو القاعدة العائلية و العشائرية.و لعبت إيران بذكاء و مكرفي ملف العراق، و هي  اليوم المستفيد الأكبر من الغزو الأمريكي للعراق،حيث أن لمناصريها الأغلبية في البرلمان العراقي.و ناورت مجددًا بمكر في ملفها النووي مستغلة اختلاف أولويات واشنطن و دول الاتحاد الأوروبي و موسكو إزائها، واستفادت أيضا من قنوات اتصال غير مباشرة مع واشنطن و من بعض علاقاتها الإقليمية في المنطقة. يعتبر التيار المتشدد في إيران أن مسألة انتشار أسلحة الدمار الشامل لم تكن في الحقيقة سوى ذريعة كاذبة، استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية  لغزو العراق.و الحال هذه تمثل حرب العراق عنصراً حاسماً في قرار التشدد الإيراني.وقد أثّرت الأكاذيب الأميركية سلباً على صدقية التنديد بمخاطر انتشارأسلحة الدمار الشامل. والأدهى من ذلك هو أن كوريا الشمالية قد واصلت باطمئنان وثقة مساعيها لامتلاك ترسانة نووية، في الوقت الذي توشك فيه إيران على امتلاك ترسانتها الخاصّة..  الحقيقة أن طهران لاحظت أن العراق الذي كان يصرّح تكراراً بأنه لا يمتلك أسلحة دمار شامل وقبل بعمليات التفتيش الدولية، قد شُنَّت عليه حرب. في حين أن كوريا الشمالية التي سلكت نهجاً معاكساً نعمت بالسلام. فاستنتج النظام الإيراني أن سبيله الأفضل للحفاظ على نظام حكمه هو امتلاك ترسانة نووية وليس احترام التزاماته بشأن الحدّ من انتشار السلاح النووي. هذا فضلاً عن أنّ الولايات المتحدة المتورطة في المستنقع العراقي ستكون أقلّ قدرة على المناورة وفي ممارسة الضغوط على طهران. لذلك وجد الإيرانيون في الظروف المحيطة ما يحثّهم على التمرد. الإدارة الأمريكية بقيادة جورج بوش تحضر جديًا لإستخدام  القوة العسكرية لإجبار نظام الملالي للعدول عن برنامجه النووي.و المسألة مطروحة بقوة في واشنطن بعد سلسلة من المقالات  المنشورة من قبل مجموعة من الخبراء المهمين في هذا المجال . في المواجهة العسكرية الأمريكية  الإيرانية المحتملة، يبقى الميزان العسكري مائلاً بدرجة واضحة لمصلحة واشنطن،و لا يمكن لإيران أن تصمد عسكرياً، نظرا للإختلاف الجذري للبلدين اللذين يعيشان في عصرين مختلفين : عصر إيران الذي يعود إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، و عصر أمريكا المتفوق على جميع الصعد تكنولوجيا نوويا ، و عسكريا،  واقتصاديا. فعلى الرغم من قدرة طهران على إلحاق الأذى بقواعد واشنطن في الخليج وبإسرائيل، إلا أن هذا “الأذى” سيفوق بالتأكيد الضرر الاستراتيجي المترتب على حيازة طهران للسلاح النووي. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك إدراكا أمريكيا أن أي إجراء عنيف من عقوبات أو ضربات عسكرية سيؤجل البرنامج النووي الإيراني ويؤخر تنفيذه ولن يهدمه تماما ولكنه سيزيد من شرعية النظام الإيراني ومن التفاف الشعب الإيراني حوله، وهو ما يعني أن تحقق واشنطن هدفا مرحليا بتدمير المفاعلات النووية الإيرانية  وهو أمر مشكوك فيه عسكريا  مقابل التضحية بالهدف الرئيسي في الإطاحة تماما بالنظام الإيراني. ويبدو أن التصور الأمريكي الحالي لمواجهة إيران توسع ليس لضرب أو قصف مفاعلات ايران النووية فقط، بل إن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش مالت نحو تغيير يبدو جديا في التعامل مع الملف الإيراني . فبحسب “واشنطن بوست” و”هآرتس” تعتزم واشنطن انتهاج سياسة من شأنها تصعيد التوتر في المنطقة من خلال ممارسة ضغوط متزايدة على طهران، تستهدف “إسقاط” النظام الايراني.. وبحسب الصحيفة الأميركية، فقد انتصر الفريق المؤيد لإسقاط النظام في إيران، داخل ادارة بوش. إن إدارة الرئيس بوش لها هدف في إيران : تغيير النظام.وبدأت في تحرير مبلغ بنحو 85 مليون دولار لهذا الغرض.و لاشك أن هذا ليس إلا بداية.و في سبيل الوصول إلى تحقيق هدفها ، لن تتوان الإدارة الأمريكية عن استخدام كل الوسائل التي تمتلكها.فالعقوبات  التي تطالب مجلس الأمن بفرضها على إيران ، لا تستهدف فقط  وقف ، أو أيضا تعطيل، البرنامج النووي الإيراني، إنما وظيفتها تكمن في زعزعة النظام ، و الإسهام في إسقاطه. و يدخل الخيار العسكري المثار لضرب  المنشآت النووية الإيرانية في هذا السياق. ورأى خبراء ومحللون استراتيجيون ان الموقف المتشدد الذي تتخذه ادارة بوش من إيران حالياً، مترافقاً مع بناء حشد عسكري في الخليج، يعيد إلى الأذهان بعض مظاهر قرع طبول الحرب التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق في ربيع 2003. في هذا السياق ،قال القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الاطلسي الجنرال الامريكي ويسلي كلارك الذي تحول إلى السياسة أن مصدر قلقه هو أن التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية قد يصل إلى نقطة اللاعودة. وأضاف “على الإيرانيين أن يأخذوا بجدية تامة احتمال شن هجمات جوية وصاروخية، إلى جانب عمليات أخرى تستهدف منشآتهم النووية وجميع عناصر قوتهم العسكرية الأخرى”. إلى جانب ذلك، توقع خبراء اسرائيليون أنجزوا دراسة سينشرها يوم الاربعاء 7 شباط “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، أن تسعى إيران إلى اتباع سياسة تعتيم نووي كالتي تتبعها اسرائيل حيال قدرتها النووية. ورأى الخبراء أنه في حال تصرفت إيران “بشكل منطقي وليس بدوافع دينية وأيديولوجية فقط” فإنه يمكن تفهم رغبة إيران بحيازة سلاح نووي على أنها نابعة من اعتبارات “دفاعية ورادعة ضد العراق في الماضي والولايات المتحدة اليوم” إضافة إلى سعيها لتحقيق هيمنة إقليمية وتعزيز مكانة النظام الإيراني. وأضاف الخبراء أنه “يمكن الافتراض أنه في المستقبل أيضا ستفضل إيران الحفاظ على هذا السلاح كورقة مساومة أخيرة وأن القضاء على إسرائيل لا يعتبر مصلحة مهمة ولا تحتم استخدام هذا السلاح لتنفيذها”. العديد من المحللين الغربيين يعتقدون أن إدارة الرئيس بوش لن تعقد أي “صفقة كبيرة” مع إيران  تهدف إلى  تقاسم النفوذ معها في العراق أو في منطقة الخليج.، أو التفويض لإيران  أن تلعب في الساحة العراقية دورا مماثلا للدور السوري السابق الذي كان مهيمنا على لبنان ، لأن ذلك سيؤدي إلى تقوية الدور الإيراني في المنطقة مما يهدد موازين القوى حاليا و يتعارض مع المصالح الحيوية و الإستراتيجية الأمريكية و الغربية. إن أي تسوية مهما كانت جزئية سواء بتأجيل الملف النووي ، وبالإمهال في العراق، أو التمكين من تشكيل حكومة وحدة وطنية بالعراق، سيخدم في المحصلة النهائية إيران .ففي هذه الحالة، إيران هي الباقية في المنطقة، والنووي عندها قد اتخذ مساره ولو طال الامر سنة أو سنتين. ومعنى ذلك أن التنازل الإيراني المؤقت، لن يشكل خسارة لإيران في المدى المتوسط والطويل. من هذا المنطلق لن تتساهل إدارة بوش مع إيران  في شأن برنامجها النووي في مقابل تعاونها معها في العراق، بحيث تسمح لها بتخصيب اليورانيوم في أراضيها مما يفتح الباب أمام احتمال امتلاك الإيرانيين السلاح النووي في مستقبل قريب . فالتهديد الذي سيشكله السلاح النووي الإيراني  سيدفع  الدول العربية الأخرى و على رأسها مصر و السعودية و الجزائر إلى الدخول في سباق  للحصول عليه.كما أن مضي إيران في مشروعها النووي لا بد أن يعزز مكانتها الإقليمية و يقوي من نفوذها ،و من نفوذ حلفائها في المنطقة مثل سوريا،” وحزب الله” الذي قد يلجأ إلى توسيع نطاق عملياته و يشعر أنه بات يملك قدرة أكبر للحركة. كما أن ذلك لابد أن يزيد من نفوذ إيران في العراق بصورة خاصة. ومن وجهة النظر الأمريكية الخلاف مع إير ان يتعدى برنامجهاالنووي،إذ إنه من الصعب إيجاد أرضية مشتركة مع حكومة تعتقد أن إسرائيل يجب أن تزول و تساند حزب الله والمنظمات الفلسطينية الأخرى المصممة على تحطيم مسار السلام. كاتب تونسي
(المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 فيفري 2007)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

6 novembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2359 du 06.11.2006  archives : www.tunisnews.net AISPP: Communiqué La communauté Tunisienne

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.