TUNISNEWS
7 ème année, N° 2244 du 14.07.2006
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــلاغ الأساتذة المسقطون عمدا في مناظرة الكاباس: بلاغ إعلامي التنسيقية المؤقتة لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل:بيان الاتحاد العام لطلبة تونس: بيــان النّقابات العامّة والجامعات العامّة بالاتّحاد العام التّونسي للشّغل: دعوة للإحتجاج على الهجمة الصّهيونيّة على شعبنا في فلسطين ولبنان الحياة: السجن 20 سنة لقادة إسلاميين تونسيين الحياة:مجلس وزراء الداخلية العرب يؤكد عدم الاكتفاء بالمواجهة الأمنية … قلق من سعي الإرهابيين للحصول على أسلحة الدمار الشامل موقع إسلام أون لاين.نت: نص بيان اتحاد العلماء المسلمين نورالدين العويديدي: تونس لكل أبنائها!! رشيد خشانة: ميزات التوريث … الجمهوري توفيق المديني: تأصيل الفكرة الديمقراطية في الواقع التونسي محمد العروسي الهاني: رسالة للتاريخ حماية الأخلاق واجب وطني و ديني الهادي بريك: الرشوة مثالا على آفات التدين موقع إسلام أون لاين.نت: نص بيان اتحاد العلماء المسلمين ( مع الإشارة إلى تونس بفقرة كاملة) القدس العربي: قوات الأمن والشرطة المغربية تقمع تجمعا أمام سجن سري سابق موقع سويس إنفو: بعد عقود مضت.. ضحايا التعذيب بالمغرب يريدون اجابات منتصر حمادة :حتي لا تتكرر المآسي المصرية مع السلفيين المغاربة القدس العربي: مصر: الرقابة تمنع مسرحية تحكي عن بلد يبيعه رئيسه
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831
الأساتذة المسقطون عمدا في مناظرة الكاباس
بلاغ إعلامي
تونس في 14جويلية2006
نحن الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي مناظرة الكاباس 05/2006، نعلم الرأي العام أننا توجهنا صبيحة هذا اليوم 14جويلية2006 إلى مقر وزارة التربية و التكوين بالتنسيق مع أعضاء اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل و بعد تمكننا من دخول مقر الوزارة التحق بالمكان عدد كبير من كل تشكيلات البوليس بالزي المدني و النظامي و أغلقوا باب المقر و منعوا المواطنين من قضاء شؤونهم، هذا و قد تمكن وفد متكون من الأساتذة: محمد مومني و سالم العياري من مقابلة السيدة ليلى البوزايدي المسؤولة عن إدارة التعليم الثانوي، حيث احتجا على الطرق غير القانونية و المشبوهة في انتداب الأساتذة مما يشكل ضربا لشفافية المناظرات و مصداقيتها، و قد وعدت المسؤولة المذكورة بالتفاعل الجدي و الايجابي مع هذا الملف.
و نذكر الرأي العام أننا سنواصل النضال بكل الطرق من أجل الحق في النجاح و العمل و فضح المرتشين داخل وزارة التربية و خارجها في علاقة بانتداب الاساتذة، لهذا نطلب من كل من له شهادة أن يقدمها بلا خوف و لا تردد، ومن ناحيتنا نمتلك من الأدلة ما يكفي لتكذيب سفه السفهاء في حديثهم عن تكافؤ الفرص و المصداقية . و ليتحمل كل ما فعلت يداه.
الامضاءات:
البشير المسعودي (37 سنة) أستاذية فلسفة 1998 · الجيلاني الوسيعي (35 سنة) أستاذية عربية 1999 · محمد مومني (33 سنة) أستاذية فلسفة 1999 و باحث في ماجستيرالفلسفة المعاصرة · الحسين بن عمر (30 سنة) الأستاذية في الإعلامية 2001 و شهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظم الاتصالات و الشبكات 2003 · علي الجلولي (33 سنة) أستاذية فلسفة 2001 · لطفي فريد (32 سنة) أستاذية فلسفة 2002 · محمد الناصر الختالي ( 26 سنة) أستاذية فلسفة 2005 · حفناوي بن عثمان (33سنة) أستاذية عربية 2005
احتجاجا على الهجمة الصّهيونيّة على شعبنا في فلسطين ولبنان
جمعية اهل البيت الثقافية تونس
السيد الصادق الغنوشي في ذمة الله
السجن 20 سنة لقادة إسلاميين تونسيين
مجلس وزراء الداخلية العرب يؤكد عدم الاكتفاء بالمواجهة الأمنية … قلق من سعي الإرهابيين للحصول على أسلحة الدمار الشامل
« الموقف » في رسالة جامعية
سواحل مهددة بالتلوث
انتداب متطوعين لجيش البر
غرة سبتمبر انطلاق موسم جني الحلفاء
الإعـدام شـنقا لقـاتـلي التلميذتين مروى وحليمة
تونس لكل أبنائها!!
ميزات التوريث … الجمهوري
الفصل الحادي عشر: تأصيل الفكرة الديمقراطية في الواقع التونسي
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 12/07/2006
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رسالة للتاريخ حماية الأخلاق واجب وطني و ديني
على كل مكونات المجتمع مسؤولية عظمى أمام الله و التاريخ
أنّ موضوع الأخلاق من أهم المواضيع التي تستحق العناية و الإهتمام و التركيز و الشجاعة الأدبية و الكلمة الصادقة بجرأة وإقدام و بمسؤولية تاريخية ووطنية : لأنّ الأخلاق ركن أساسي هام في حياة الإنسان و بالأخلاق السامية تتضامن المجتمعات و ترتقي و تتحابب و تتعاون و لا شىء أسمى و أنبل من الأخلاق و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
« أنا بعثت لأتمم مكارم الأخلاق »
ما أنبل و أصدق و أسمى هذا الحديث النبوي الشريف الذي له أبعاده و تأثيره على النفوس و القلوب المفعمة بالإيمان و النيرة بالإسلام و الرقيقة و الملئية بالمشاعر و الوجدان و الاحساس بالكلمة الصادقة و الهادفة التي لها وقع و تأثير رباني لمن غرس في قلبه نور الإيمان و هداه الإسلام… و حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم له ألف و أربعمائة عام و زيادة و مازال الحديث محل إعجاب و إكبار مليار و 300 مليون مسلم يرددونه و يكررونه إلى يوم الناس هذا و إلى قيام الساعة لأنه حديث جامع من رسول و صفه الله تعالى في القرآن الكريم
« و أنك لعلى خلق عظيم »
صدق الله العظيم
فرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لخصها في هذا الحديث الشريف إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق لأنه الجانب العظيم في الإنسان و إذا سمت الأخلاق صلح الإنسان في الكون و عمر و أثمر و نفع الناس
مظاهر مزرية لا تمّت للإسلام بشيء
إنّ مظاهر العراء و التفسّخ و اللباس القصير العاري الخليع الكاشف للبطن و الصرة و الزنود و الثدي و غير ذلك من مظاهر مفاتن المرأة و عورتها أصبحت في شوارعنا و غزت معاهدنا و كلياتنا و إداراتنا و حتى مقرات السيادة و في كل مكان و أصبح اللباس الموضة مباح مباح و لا أحد يقول إليك هذا اللباس ممنوع أو حرام كشف بطن الفتاة و صرتها و مفاتنها في بلد عربي مسلم. و قد قلت للسيد وزير الشؤون الدينية في الردّ و التعقيب عليه يوم 30/12/2005 بموقع الأنترنات تونس نيوز ردا على ماقاله و صرح به لصحيفة الصباح يوم 25/12/2005 بأنّ الحجاب دخيل و نشاز قلت له في الردّ المشار إليه أجبني على موضة العراء و كشف الصرّة هل لباس تونسي أو هو دخيل و نشاز …
لحدّ اليوم ننتظر الرد… هل العراء تقدم . هل كشف الصرة حضارة . هل البطن العارية حرية
قال رب العزة : و الساعة أدهى و أمر صدق الله العظيم.
وقال تعالى: » أفمن زين له سوء عمله فراَه حسنا فإن الله يضل من يشاء و يهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنع بما يصنعون » صدق الله العظيم
حملة تاريخية لردع المتهورين و المتهورات في السبعينات
مازلت أتذكر الحملة الأمنية الرائعة التي قام بها السيد أحمد المستيري و زير الداخلية سنوات 68-69-70-71 لردع كل الشبان و الفتيات المتهورين في اللباس و السلوك.
فقد أذن رجال الأمن بإستعمال أنواع من الدهن الملوّن لكل فتاة ترتدي لباس قصير إذا كان لونه أحمر يقع دهنها باللون الأحمر و هكذا … و الشباب الذي يطول شعره يجد المقص في انتظاره وقد كانت حملة رائعة أتت أكلها و أثمرت و حققت أهدافها و السيد الوزير أحمد المستيري أخذ الأمر من رئيس الدولة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله…هذا للتاريخ أقوله وأصدع به وأتمنى إعادة هذه الحملة.
الأمطار و الزوابع الرعدية الأخيرة بالحمامات يوم 11/07/2006 لها أبعادها و مغزاها
إنّ الأمطار و الزوابع الرعدية الأخيرة التي نزلت بمدينة الحمامات بلد السياحة و بلد الترفيه و بلد الحرية أفعل ما تشاء حتى من طرف شبان و فتيات دون السن القانوني 20 سنة بدعوى الحرية قلت أنّ الأمطار و الزوابع الرعدية مساء يوم 11/07/2006 هي إنذار و عقاب إلاهي من ربّ العزة ربّ العالمين هو إنذار إلاهي من خالق الكون لعباده و هل من رجوع إلى القيم و الأخلاق الفاضلة الذي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم هل نشاهد حملة واسعة لحماية الأخلاق الفاضلة من جديد و هل من رجوع إلى الجادة و الإعتدال و الحياء الذي هو شعبة من شعوب الايمان السبعين أم العجوز هازها الواد إلى الهلاك و الغريق و هي تقول العام صابة و هل إنذار الله نأخذه بعين الإعتبار أم تقول تلفزتنا غضب الطبيعة كما تقول دوما في كل الكوارث في العالم و تجاهلت تلفزتنا الوطنية أنّ خالق الطبيعة هو الله سبحانه و تعالى و هو القادر على كل شىء.
قال تعالى : « إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء »
صدق الله العظيم
و قال الله تعالي : » فليضحكوا قليلا و ليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون »
صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
ملاحظة هامة : نتمنى من الصميم القيام بحملة واسعة النطاق أمنية لإعادة الإعتبار للحياء و الأخلاق و الحشمة و ما ذالك بعسير و لا بعزيز على حكومتنا.
قال الله تعالى : » فستذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلى الله أنّ الله بصير بالعباد »
صدق الله العظيم
الرشوة مثالا على آفات التدين
لعل الرحمان سبحانه يعين على جمع ما تيسر من آفات التدين في كنف رسالة . ذاك موضوع يشغل بالي منذ زمن بعيد إذ حين يتحول التدين إلى بؤرة آفات عقلية ونفسية وإجتماعية عفنة فإن الدعوة الاسلامية تندحر دون شك ويخيم علينا الانحطاط مجددا في زمن نستقبل فيه ضربا معاصرا من ضروب الانحطاط : الوافد الغربي وتأثيراته البالغة .
أصل الرشوة :
لغة : رشا يرشو رشوا ورشى يرشي رشيا : الجذر الاول أحق لواو مضارعه المثبتة في مصدره . أصلها الثلاثي رشو أو رشي . رشاه : أعطاه كلاما مدحه به أو مالا يقضي به عنده مأربا . والرشوة نسبة إلى القلة كالرش من البخار أو الماء . ونسبة إلى الخفاء أحيانا خفاء الرش من البخار والماء . ويزاد الفعل : إرتشى وإسترشى وأرشى . ومنه رشا القربة : وكاؤها الموصول بأسفلها صالحا للتوكية ويسر حملها على الظهر. فهو رشا : لانه يصل بين أمرين كما تصل الرشوة بين الراشي والمرتشي ولخفته مقارنة بالقربة والرشوة خفيفة في مثقال القضية الام عادة .
معنى : لم ترد في القرآن الكريم ولو مرة واحدة ولكن جاء فيها حديث صحيح يقول فيه عليه الصلاة والسلام » لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما » . كما ورد عن بعض الصحابة قولهم » كنا نرشي الاعرابي بثوب ومثله ليسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن أمر نريده « . وقصة ذلك أن كثيرا من الاصحاب سيما الاجلاء منهم فقها وأدبا يعترض لهم الامر يطلبون له قولا منه عليه الصلاة والسلام فيمنعهم من ذلك كثرة السائلين أو غير ذلك مما يظنون أنه يجلب له التبرم سوى أنه لفرط حيائه يهش ويبش في وجه كل أحد … فيختلفون إلى القادمين إليه عليه الصلاة والسلام ممن لا يعرف ويعطونه ثوبا أو غير ذلك ويقولون عن ذلك » كنا نرشي الرجل ليسأل لنا النبي عليه الصلاة والسلام » . وذلك يفيد أن للرشوة معنى لغويا آخر عرفيا لا يشترك مع المعنى الشرعي سوى فيما لا مناص فيه من الاشتراك بسبب وحدة الجذر .
القرآن الكريم والرشوة :
قال تعالى في سورة البقرة » ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون « . وذلك في سياق التفرغ شبه الكلي في هذه السورة الاطول والاعظم لبني إسرائيل بسبب تمحضهم سيما بعيد الهجرة لاخطر سلاح فتاك من الداخل أي سلاح النفاق الذي برعوا فيه كما لم يبرع فيه بشر فوق البسيطة . سرعان ما إنتقل الوحي هنا من توجيه المؤمنين في بعض الاحكام التعبدية والمالية إلى مواصلة الحملة عليهم وبدأها هذه المرة بفضح غريزة التحايل فيهم كأنها غريزة لم تنبت فيمن سواهم من البشر . بدأ بتحرير الرشوة تحريرا موضوعيا يعرض عن إسمها ـ وكثيرا ما يهمل القرآن الكريم الاسماء والاعيان ليتفرغ لتحرير الحقائق ـ ليبين حقيقتها ومظهرها وأثرها وذلك أدعى في النفوس الكريمة الابية أن تنزجر عنها بوصفها » باطلا وإثما « . ثم ثنى بقضية تحايل أخرى وهي تزوير التقوى من خلال دوس حقيقتها في النفوس زكاة والتنسك بمظهر بال منسوب إليها وهو إتيان البيوت من ظهورها .
الرشوة أكلا لاموال الناس بالباطل في حماية القانون إثما معلوما : صناعة إسرائيلية:
لم لم يذكر الرشوة في سورة أخرى لم تتناول قضية بني إسرائيل بالاساس ؟ لان الرشوة بذاك المعنى صناعة إسرائيلية أخبر عنها في موضع آخر حكاية عن قولهم » ليس علينا في الاميين سبيل » أي أن دماء وأعراض وأموال غير » شعب الله المختار » سيما من العرب الاميين غير أصحاب الكتاب السماوي مثلنا حلال علينا شرابا سائغا زلالا . ولذلك ألمح هنا إلى أن ذلك العمل فعل باطل حتى لو إحتمى بالقانون الحاكم وهو ما يعبر عنه الفقهاء بحكم الديانة الذي قد يخالف حكم القضاء لانه عليه الصلاة والسلام يقول » لعل بعضكم يكون ألحن من بعض فأقضي له فمن قضيت له بشيء من ذلك فلا يأخذه » ولذلك جاء التشديد من الوحي ـ قرآنا وسنة ـ كبيرا عظيما على أولوية النية خلوصا له سبحانه في كل عمل حتى رهن كل عمل بنية صاحبه » إنما الاعمال بالنيات « . ولقد حرص الوحي الكريم دوما على تبيين صنائع بني إسرائيل للناس عامة و المؤمنين منه خاصة لئلا يختلط في الناس مفهوم أهل الكتاب على إطلاقه بقيم الحلال والحرام فيشتبه الدين أو يتأثر بهم ضعاف النفوس من المؤمنين أو من يعاني من عي في فهمه سيما أن التحايل سبيل للنفس حين تضطرها العاديات وقد يخفى على بعضها أن حلاله حلال وحرامه حرام لكثرة الملبسين من بني إسرائيل الذين جعلوا التحايل شريعة إسرائيلية مكرا على الله سبحانه كما في حادثتي تحريم الصيد عليهم يوم السبت وشحوم بعض الانعام وغير ذلك .
حقيقة الرشوة ومشارب الناس فيها تحايلا وتشددا :
حقيقة الرشوة هي العدوان على الانسان من خلال التحايل على أكل ماله بالباطل بدون رضاه وعمدا قاصدا ليس فيه غفلة ولا نسيان ولا إكراه ولا جهل . إذا كان ذلك كذلك فعلة تحريمها شرعا وعرفا بين الناس : صون كرامات الناس وحرياتهم في أموالهم وتصرفاتهم المالية وعلاقاتهم الاجتماعية أن تكره على مكروه أو تداس بظلم إذ المال زينة الانسان وقوام حياته .
ولذلك ورد النهي القرآني الكريم فيها صحيحا صريحا » ولاتأكلوا » وركز على ضرب من الرشوة وهوما » تدلوا بها إلى الحكام » وهو الضرب الاغلب في حياة الناس وعلى المقصد القلبي الذي لا يعلمه سواه سبحانه » لتأكلوا فريقا من أموال الناس » وعلى الشعور الغريزي الفطري في الانسان وهو يأكل الرشوة » بالاثم وأنتم تعلمون « . وإشتراط العلم بالحرام في ذلك.
كما أكد الوحي هنا على حرمة الاكل دون العطاء تماما كما فعل مع الربا وذلك في موضعين في آية واحدة هنا . وذلك لكون الآكل مختار دوما للعدوان ـ رشوة وربا معا ـ بينما يكون المعطي غالبا مكرها تلجئه الحاجة وهي في منزلة الضرورة . ولكن ذلك لايشمل الراشي في الحديث لانه يعطي مالا لاقتطاع حق إنسان بغير حق وكذا الرائش لانه تاجر في حقل حرام كله .
أحاطت الاية الوحيدة في قضية الرشوة بكل جوانب الموضوع الظاهرة والباطنة . أما الحديث الصحيح فيها فقد بادر إلى لعنة الاطراف ا لثلاث المتورطة في الرشوة بالمعنى القرآني المعلن آنفا واللعنة هي أغلظ وأشد ما يواجه الانسان فالملعون لو مات على ما لعن بسببه مات مغضوبا عليه مطرودا من رحمة الرحمان سبحانه يوم القيامة وكل ملعون فيه هو كبيرة من الذنوب والفواحش وقد يحجز صاحب الكبيرة الذي مات عليها حتى يقضى بين الناس غضبا عليه وإحتقارا وقد يرد النار تطهيرا له من كبيرته فيمكث فيها بقدر ذلك والله تعالى أعلم .
اللعن النبوي هنا يعكس مدى دوران الاسلام في تشريعه على حقوق الانسان حتى المالية منها .
المسؤولية الجزائية الشخصية في الرشوة المحتمية بسلطان القوة قضاء أو غلبة :
الناس في هذا صنفان : منهم من يظن حقا أن كل مال مغصوب من صاحبه الشرعي بأي سلطة ولو سلطة الحياء حلال عليه زلال كلما لم يكن مساهما في ذلك الغصب وخاصة إذا كان غاصب المال حاكما أو صاحب سلطان ما من قضاء أو غير ذلك عادلا كان أم جائرا معلوم الجور . ومن أقرف ما شهدت في تونس سابقا أن يجتمع صاحب البضاعة المحجوزة من إدارة حرس الحدود أو من مصلحة التفليس بالمحكمة مع بقية الناس في سوق عام حول مزاد علني تعرضه إدارة الحدود أو التفليس ويظل المسكين صاحب البضاعة المحجوزة من بيته أو من طريق تجارته يدلي بسعره مع من يدلي لعله يظفر بماله المغصوب ظلما في أغلب الحالات بأقل ثمن ممكن فإذا تفطنت الادارة لحركة غير عادية في ذلك المزاد تبغي تخفيض السعر لادنى مستوى ممكن رحمة من الناس بذلك المسكين تؤجل البت فيه إلى أجل قابل .
ومنهم من لا يظن ذلك ولكنه يتحايل على أكل المال الحرام ـ الرشوة مثلا ـ أكلا لرقبتها كما يفعل القاضي أو من يقوم مقامه أو أكلا لثمرتها كما يفعل المحكوم له .. فيعمد إلى رفع القضية إلى السلطان الحاكم ويرشيه بمال أو مديح أو قضاء حاجة أو هدية أو أي شيء يريد منه في بطن صدره قضاء حاجته به عدوانا على غريمه أو صاحبه أو خصيمه أو شريكه في تلك القضية . والقرآن الكريم صريح في تحميل كل إنسان مسؤوليته الشخصية ويشتد الامر حين يتعلق بحرمات الانسان » ولا تزر وازرة وزر أخرى » . بل وصل الامر إلى حد عتاب أحد أنبيائه عليهم السلام ـ داوود ـ لمجرد أنه إستمع إلى أحد الخصمين فعلق برأيه قبل أن يستمع إلى الخصم الاخر فجاءه الحق يقول » إنا جعلناك خليفة في الارض فأحكم بين الناس بالحق « . وهو لم يتبع هوى عليه السلام ولكن فاتته الحكمة المطلوبة هنا فما بالك بمن يتبع هواه من القضاة والسلاطين غلبة وقهرا أو من الخصوم تشفيا ونكالا وإيثارا للعاجلة ؟
وسدا لذريعة الرشوة تحرم الهدية للقاضي أو السلطان الذي يحكم في قضية يكون أحد أطرافها ذلك الهادي ولقد بلغ كثير من سلفنا الصالح في ذلك قمما من التورع والتقوى والتحري لا يصدقها العقل المعاصر المخمور بسحر اللعاب الغربي الخبيث .
ومن صور الرشوة في أسواقنا : التحايل على عمليات المزاد العلني لصرف منافس شديد والحقيقة أن صور الرشوة في حياتنا المالية لا يقف لها الانسان مهما رصد على إحصاء لكثرتها بكثرة تشعب الحياة الاقتصادية وتشابك المعاملات المالية التي أضحت تدار بكثرة الوسطاء وكثرة التعقيدات الادارية وبنيابة الصكوك والاوراق عن المال السائل وبطغيان القانون الغربي القائم على شرعية الاحتكار والظلم على حياتنا وأخيرا إنخرطت في اللعبة الشبكة العنكبوتية.
الرشوة مثالا على آفات التدين وعلى حكم شرعي ثابت يدور مع علته :
كل حكم معلل مقصد بالبيان أو بالاستنباط ـ وكل التشريع الاسلامي كذلك سوى الهيئات وما في حكمها في بعض العبادات المعروفة ـ لا تدرك علته ومقصده ولو ظنا غالبا أو لا تنشأ العلاقة بين ذلك الحكم وتلك العلة … يصيب التدين بآفات عظيمة . الرشوة مثالا :
ـــ رجل إغتصب له السلطان أو من في حكمه مالا بغير حق إسلامي لا قانوني وضعي مخالف للحق الاسلامي : الناس فيه فريقان يتحاجان بالرشوة : أحدهما يحرم دفع درهم واحد لذلك الحاكم أو من ينوبه رشوة لاسترجاع ماله الحلال المغصوب بغير حق بحجة حرمة الرشوة في حين يجوز الاخر رشوة الحاكم ولو بكل المال إضطرارا لصون مثله دفعا لاكبر الضر وتحملا لادناه وتقديما لدرإ المفسدة على جلب المصلحة . الغريب الذي وقفت عليه خبرة للناس أن النفوس تشمئز من الرشوة إشمئزازها من الخمر والخنزير ولكن قليلا منها يصمد أمام مغريات المال والاغرب من ذلك كله أن تلك النفوس التي ترشي تظل تشعر بالذنب حتى لو كان أنسب حكم في دفع الرشوة هو الوجوب المفروض وليس مجرد الاباحة والجواز . ذلك مثال حي لافة واحدة من آفات التدين في موضوع مالي واحد هو الرشوة . آفة عنوانها : رسب فينا الانحطاط نبذ التعليل فكانت آفة عقلية وسحرتنا المادية الاستهلاكية الغربية بلعابها الزعاف فتقحمنا الباطل والاثم والحرام نبذا للورع وطمسا للتقوى فكانت آفة نفسية.
فهل من مدكر وهل من قائم معي نتفكر ؟
الهادي بريك ــ ألمانيا
ملاحظة أولية من « تونس نيوز »
البيان الصادر عن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين لم يسم تونس بالإسم لكنه أشار إليها بوضوح شبه تام في فقرة كاملة (*) :
نص بيان اتحاد العلماء المسلمين
ويقف الاتحاد موقفًا مماثلاً من حقوق الأكثريات المسلمة في بعض البلدان الإسلامية التي تنتهك سلطاتُها حقوقَ الأكثرية الإسلامية؛ فتحرم نساءها من ممارسة حقّهنّ الطبيعي في ارتداء اللباس الإسلامي أو تضيّق على الملتزمات به، وتضطهد الملتزمين بدينهم لا لشيء إلاّ أن يقولوا: ربُّنا الله! بل قد يصل الأمر إلى حدّ تدنيس المصحف الشريف، والاستهانة بشعارات الإسلام وشعائره، من قِبل زبانية بعض هذه الأنظمة. ويدعو هذه الدول إلى الالتزام بدساتيرها التي تنصّ على مرجعية الإسلام لقوانينها، والانصياع لرغبات أكثرية شعوبها، إن كانت كما تزعم أنظمة ديمقراطية.
قوات الأمن والشرطة المغربية تقمع تجمعا أمام سجن سري سابق
بعد عقود مضت.. ضحايا التعذيب بالمغرب يريدون اجابات
حتي لا تتكرر المآسي المصرية مع السلفيين المغاربة
مصر: الرقابة تمنع مسرحية تحكي عن بلد يبيعه رئيسه