To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
قوات الأمن تمنع حزبا قانونيا من النشاط
السيد حبيب اللواتي في ذمة الله
الوالدة الفاضلة سعاد بن يوسف في ذمة الله
ليلة القبض على « فُـلّـة » (*) وأخواتها (**)
(*) وفيما يلي تذكير بظاهرة الدمية فُـلّـة وأخواتها:
مليونا نسخة تم بيعها في العالم العربي منذ ابتكارها الدمية المحجبة « فلة » تتفوق على الشقراء الغربية « باربي » في مصر
القاهرة- اف ب مع تزايد عدد المحجبات في مصر تحقق الدمية المحجبة « فلة » السمراء ذات العينين العسليتين التي ترتدي ملابس محتشمة في السوق المصرية تفوقا على نظيرتها الشقراء « باربي » ذات العينين الزرقاوين التي لا تضع الكثير مما يغطي جسدها. ويقول طارق محمد رئيس المبيعات في متجر كبير لبيع لعب الاطفال في حي المهندسين الراقي « فلة تباع اكثر لانها قريبة من قيمنا الشرقية: فهي لا تكشف ابدا عن ساقيها او ذراعيها ». ويقل سعر « فلة » الذي يتراوح بين 60 و120 جنيها (من عشرة الى 20 دولارا) على سعر « باربي » رغم انها مثلها « صناعة صينية ». وقد بيع حوالي مليوني نسخة من الدمية المحتشمة في العالم العربي منذ ان ابتكرتها شركة « نيو بوي » المسجلة في الامارات العربية المتحدة عام 2003 ولا سيما مع منع « الدمية اليهودية باربي .. رمز القيم الغربية المنحرفة » في المملكة العربية السعودية. ومع بداية طرح فلة في اسواق دول الخليج كانت ترتدي العباءة التقليدية السوداء الطويلة التي تغطيها من قمة الرأس حتى اخمص القدمين باستثناء الوجه لكن عند طرحها في السوق المصرية « جرى ادخال تعديلات على لباسها ليتلائم مع الذوق العام او بالاحرى تحديثها » كما يقول احمد البائع في متجر دمى في « سيتي ستارز » اكبر مركز تجاري في القاهرة. فخلف العباءة يمكن ايضا رؤية فلة الممشوقة القوام مثل باربي ترتدي الجينز وتي شيرت ملتصقة بالجسم اسوة بما ترتديه حاليا الفتاة المصرية التي غالبا ما يكون حجابها متعدد الالوان. وقد اصبح لفلة حاليا صديقتان هما « ياسمين » و »ندى » مع لون شعر افتح لارضاء الصغيرات اللاتي يشعرن بالحنين للشقراء باربي. غير انه لا يوجد حتى الان رديف ل »كين » اذا ان وجود « صديق » لفلة لا يتفق مع الاخلاق في مجتمع يزداد تمسكا بالمظاهر الاسلامية ويشهد اقبالا لكثير من الفنانات على التحجب والتحول الى العمل المربح في وسائل الاعلام الاسلامية. ومن هؤلاء نجمة التلفزيون السابقة عبير صبري التي يمكن ان تكون نموذجا لفلة والتي اعترفت اخيرا برغبتها في العودة الى العمل السينمائي لكن من دون التخلي عن الحجاب. وتقول عبير التي تقدم حاليا برنامجا حواريا اسلاميا على قناة « اقرأ » السعودية الفضائية ان « التحجب كان مرحلة اساسية في حياتي ولن اخلعه مهما كانت الاسباب ». وتقر النجمة السابقة انها تشعر بنوع من خيبة الامل لعدم تلقيها اي عروض للاشتراك في عمل سينمائي مؤكدة « انا على ثقة بان ذلك ليس له علاقة بحجابي لان 70% من المصريات محجبات ». (المصدر: نشر هذا الموضوع على موقع العربية.نت بتاريخ 11 جانفي 2006)
عمال دون سن الثامنة عشر، انعدام التغطية الاجتماعية، عقود وهمية مع أطر فنية من أجل دخول المناقصات
محنة ما بعد القضبان:
رحلة لابد لها أن تنتهي
مرسل الكسيبي (*)
لاشك أن الخروج من وراء القضبان والالتحاق بالأهل والالتحام بالأرض والشجر والتمتع برؤية الشمس والسماء والتشبع بنسائم حرة لم تقيدها الأسوار والبروج العالية ومشاهد الأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية والأليكترونية وبشاعة السادية الأمنية المحفزة بالهواجس السياسية,لا شك أن هذا الخروج لمعانقة عوالم الحرية نعمة يفتح بها الله سبحانه على من فك أسره بعد سنوات من الظلم والظلمات يقضيها أصحاب الرأي والشرفاء والمناضلون في غياهب عوالم سرية لم يفك البعض من عقدها ورموزها الا مايصلنا عنها من أدب راق دون في اطار أدب السجناء.
فرحة فك الأسرى لم تكتمل حتى بضع ساعات مع صدور قرار بالعفو الرئاسي في حق العشرات ومن سبقهم من مؤون الى هذه الرحلة المنغصة بالعذاب تحت مسمى المراقبة الادارية على مدار ماانقضى من سنوات…
ذاك هو حال العشرات والمئات وربما أكون صادقا ومقتربا الى عين الحقيقة اذا قلت الالاف ممن أطلق سراحهم بموجب عفو رئاسي صادر عن مؤسسة رئاسة الجمهورية منذ سنة 1999 وصولا الى دفعات لاحقة صدر في حقها قرار العفو بعد أن قضت أغلب الفترات المحكومة بها وراء زنزانات أحلم أن أرى بلدنا تونس تتخلص منها الى غير رجعة كما تخلص المغرب من سجون سرية كانت مرتعا لأبشع ألوان التعذيب والسحل على عهد الراحل الحسن الثاني .
ألوان أخرى من الاضطهاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني مازال يتعرض لها هؤلاء المفرج عنهم بموجب قرار اتخذ على أساس الأصل فيه الشفقة والرحمة والصفح والرغبة في اغلاق متدرج لملف سياسي مازال يستنزف التونسيين جميعا…
غير أن ماأحاط بهؤلاء الاخوان المناضلين من رحلة تشفي وانتقام من قبل البعض -ولاأقول الكل- من العناصر الأمنية والحزبية النافذة وربما المتجاوزة وحتى المتعمدة جعل البعض من المفرج عنهم يقسم بالله يمينا بأن عودته الى السجن أصبحت تستوي مع ابقائه على هذه الوضعية خارج القضبان!
قصص رهيبة عن المنع من الشغل والطرد منه والحرمان من حق الدراسة أو حتى التنقل خارج محافظة الاقامة علاوة على الحرمان من التأمين الصحي والاجتماعي ,يضاف الى كل ذلك مضايقات شبه يومية مستمرة من عناصر أمنية متوثبة ومتوعدة ومهددة بالاعادة الى ماوراء الأسوار..
رحلة مريرة لن يقدر الأدب والاخبار وفنون الصحافة والاعلام على الاحاطة بمفاصلها الا اذا ماأدركنا معنى أن يكتب الأخ السجين السياسي السابق صلاح الدين العلوي بقطرات دمه ليخبرنا عن معاناة التجويع والمحاصرة والتعريض للفاقة والمهانة بعد رحلة عذاب سجنية دامت أربعة عشر سنة ملحقة بمايزيد عنها بسنتين رقابة ادارية بعد خروجه من السجن ,وهو مايقتضي نظريا مواصلة رحلة العذاب والنفي واالتفقير والتجويع والاذلال داخل حدود الوطن عقدا ونصفا اخر من الزمن!!!
بعد مرور نفس هذه الفترة المشار اليها وهي العقد ونصف على محنة « سنوات الرصاص » التونسية,اذا ماتجوزنا بعض الشيء في توصيف هذه الحقبة تونسيا ,فان المأمول ليس فقط اخراج المئات من القادة والمناضلين السياسيين والنقابيين سابقا من زنزاناتهم الفردية والجماعية وانما الكف عن سياسة القمع والاضطهاد خارج الحدود السجنية ,والقطع نهائيا مع سجل الاعتقال السياسي حاضرا و مستقبلا,والتأسيس لمرحلة وفاقية انتقالية تنظر في اليات غلق مخلفات هذا الملف السياسي الذي لازال يثقل كاهل التونسيين منذ سنة 1991.
ان الأشواط المتقدمة التي قطعها الاخوان المغاربة والجزائريون وحتى الليبيون بدرجة أقل على مدار الأشهر الأخيرة حرية-بفتح الحاء- بالدرس والنظر من أجل التعويض المادي والمعنوي لهؤلاء الضحايا والاعتراف للأجيال القادمة بخطورة معالجة قضايا الصراع السياسي بالجنوح الى العنف أو أدوات القمع النظامية.
لقد سبق لي أن مهدت الطريق لفتح هذا الملف في جرأة وغيرة على هذا الوطن وحب لأهله في تجرد من العقد مع الحاكم وبعض النخب المتوجسة على شاشة الفضائية الغراء الديمقراطية التي لايفوتني التوجه لطاقمها العربي بجزيل الشكر وعلى رأسهم مديرها الزميل الاعلامي والوجه التونسي البارز الد.محمد الهاشمي الحامدي ,الذي أثبت مرة أخرى حرصه على معالجة قضايا الصراع الوطني في اطار متوازن حكيم يرتجى من ورائه اخراج تونس من حالة القطيعة والصدام بين مكونات طيفها السياسي الرسمي والمعارض…غير أن ماقدمته من أطروحات في هذا الصدد ظل ولاشك مواجها بحالة من القطيعة والصلابة من بعض المحاورين الرسميين برغم ماأبداه الزميل برهان بسيس من مرونة وبراغماتية في الخطاب توحي بأن مؤسسة رئاسة الجمهورية وصانعي القرار لازال يرتقب منهم رصيد من الانفتاح والقرارات الشجاعة المأمولة من أجل غلق هذا الملف المؤلم.
الأمل كبير في الله تعالى ثم في كل الغيورين على هذا الوطن الجميل من أجل تدشين الموسم السياسي الجديد بخطوات مشجعة على الانفتاح السياسي والاعلامي,ولعل اكليلا من الحبات لابد أن ينتظم يوما ما في عقد سياسي فريد تكون معالمه تونسية , ملامحه وطنية واستقراءاته مستقبلية وشروطه غلق باب الاعتقال السياسي ومخلفاته المؤلمة في الحدود البشرية الممكنة بصفة نهائية.
ومن البداهة قبل أن أودع القراء والأحبة أن أذكر المتابعين للشأن الوطني والقائمين عليه بأن حلقة أخرى من مشاهد سنوات الجمر لازالت مؤجلة الطرح على مائدة الفعل والنظر بحكم ارتهانها الى تسوية وضع الداخل سياسيا,وهي في الحقيقة لاتقل أهمية أو وزنا عن اغلاق ملف السجون والمعتقلات السياسية ,هذه الحلقة تتوزع فصولا في المنافي وأقاصي الأرض حيث يتواجد المئات من أبناء تونس الكرام مشردين في المنافي بعيدين عن أرض ولدوا فيها وشبوا فوق ترابها وساهموا في منجزاتها ولكن سنوات الانقسام السياسي المر جعلتهم يغادرونها بليل أو عند أوقات السحر بعد أن أوغل الصراع السياسي المر في التونسيين هدما وتمزيقا نسيجيا للكثير مما هو عضوي وبنيوي.
(*) كاتب واعلامي تونسي
(المصدر: مجلة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 12 سبتمبر 2006)
ذكرى إستشهاد الزعيم الهادي شاكر 13/09/1953
حرب الاستنزاف على الاستبداد
الى الأخ هادي بريك
بعد نشر أفكاره العامة لمستقبل الحركة الإسلامية في تونس
مقالي هذا اعتبره تبادل حديث مع الأخ الفاضل هادي بريك فهو من وجوه الحركة الإسلامية وهو من الرعيل الأول الذي عاش كل مراحل العمل داخل هذه الجماعة. ولا يشك احد في مدى حبه واخلاصه لحركة النهضة. وهو من الذين يصرخون لكن لا يريد لصرخته ان تجتاز حدود التنظيم , وهو من الرموز التي تتحمل مسؤولية كبرى في ماكان وما حصل للجماعة ,وهو من العناصر التي تحسب على رافعي شعار [ هكه خير من بلاش ] .لكن تعجبني فيه صراحته وسعيه الدؤوب للإصلاح . وهو من العناصر التي تقدر على قلب الأوضاع , لكني لا ادري ما الذي يمنعه ويكبله ,و الظاهر ان المهجر اطفأ بريقه في حين هو من العناصر القيادية التي كان عليها ان تبقى مشعة , وهو من الناس الذين أُحبهم في الله واتبادل معه اطراف الحديث من منطلق اخوي بحت ,وانا اكن له كل الإحترام والتقدير وان كنت قد اخالفه الراي لكن ثقتي فيه انه لن يؤول المسائل وسيقبل مني هذا الرد ويقومني ان كنت خاطئ فهو قيادي و قدوة ومربي اجيال داخل هذه الجماعة.
تحدثت اخي عن ثلاثة عقود للجماعة اي مرحلة 70/80 ومرحلة 80/90 ومرحلة 90/02 هذا ما فهمته . ومن خلال فهمي اقول ان العدد الهام من ابناء الحركة من ناحية الكم لم يدرك مرحلة 70/80 واذا ترجمناها الى اجيال لنقل جيل المؤسسين واغلبهم من القيادات وما زالت . ثم الجيل الأول للتنظيم اي الذين انخرطو بعد استقطابهم وتدرجوا في سلم الحركة وهم من اهم عناصر مرحلة 80/90 تمتعوا بالتدرج والتمحيص ولهم فضل اتمام التشييد, فهم اول جيل تنظيمي بأتم معنى الكلمة داخل الحركة وصاحب الفضل مع المؤسسين في اظهار الحركة على الساحة التونسية في معظم المجالات . ثم يات بعد ذلك مرحلة 90/02 وهي مرحلة المحنة حيث فتحت ابواب الحركة على مصرعيها في اواخر الثمانينات فانظم اليها عدد كبير من الأتباع بعد التخلي عن اسلوب التمحيص في الإنتداب ولم يعد من المستغرب ان ينتمي للحركة من لا يصلي الصبح في جماعة مثلا.اي مرت الجماعة بثلاثة محاور مرحلة التاسيس والبناء ساهم فيها المؤسسون وجيل ما قبل محنة 87 ومرحلة الإستلاء على السلطة او معركة السلطة شارك فيها جيل الدولة اي ما بعد89 . ثم بعد بعد محنة التسعينات وجد جيل مهجري اي نما وكبر في المهجر كان عليه ان يتحمل المسؤولية لكنه فشل لأسباب عدة . لكن رحمة الله بهذه الجماعة اوجد فيها فيئة او جيلا او شريحة او جيشا من المناضلين سجنوا فابتعدوا عن التنظيم ممارسة, لكنهم واقعيون وطول مدة السجن منحتهم حنكة وفهما وصبرا ودروسا وتجاربا واحتكاكا ببعضهم بعضا , وهي مسائل يفتقد اليها المهجرين .وهذه الفئة يشهد لها الجميع انها الأصلح والأقدر على استعادة ما فات وما ضاع او ضُيّع بقصد او بغير قصد .باعتبارها هي الأصل , مما سيجعل مهمة هذه الفئة عسيرة وعسيرة جدا ,خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فهي تحتاج الى نصح ولا تحتاج الى ارشاد , خصوصا وان هذه الفئة قد ضيّعت عدة فرص وهي داخل السجن حين اوكلت امرها كله للخارج ظنا منها انه على احسن حال.
اذا اخي الهادي اي جهة تريد ان تخاطبها ؟ او من هي الجهة المعنية بخطابك هذا ؟ فالأمر اختلط عليّ خصوصا وانك قلت :
أعني بالحركة الاسلامية أمورا ثلاثة : الحركات الاسلامية التونسية التقليدية أي أساسا حركة النهضة وجماعة الدعوة والتبليغ والاسلاميين التقدميين وحزب التحرير وكذا الصحوة الاسلامية الجديدة بكل ميولاتها الفكرية ومناهجها السلوكية وكذا المهتمين والعاملين في الحقل الاسلامي دعوة أو تفكيرا أو تأليفا أو ضمن مجامع علمية أفرادا ومؤسسات قريبة من السلطة أو بعيدة عنها . تلك ثلاث مستويات في حقل الدعوة الاسلامية أعنيها بهذا الحديث لكن حديثك كله مركز على النهضة وهذا منطقي فلا يمكن لنهضوي ان يبرمج ويخطط لحزب التحرير , او لجماعة التبليغ او جماعة اخرى او ظاهرة غير منظمة – كما هو حال الصحوة بتونس.
ثم بعد ذلك دخلت في التقويم العام المختصر السريع للحركة الإسلامية اعني النهضة على مدى ثلاثة عقود من خلال عدة مجالات , وانا اعتبر هذا تقويم لا ينطبق على مرحلة ما بعد 90 اذا قلت:
ثقافيا : بعث جيل إسلامي كثيف … سياسيا : تختلط هنا الحسنة مع السيئة … حسنة كبيرة يمكن لك أن تتوسع فيها بالقول بأن الحركة نجحت في تربية أجيال متلاحقة من الشباب والمثقفين وفق أصول التغيير الاسلامي أما السيئة فهي : إرتهان التحولات الكبرى داخل الحركة من مرحلة الدعوة إلى مرحلة السياسة ثم من مرحلة السياسة إلى مرحلة ما فوق السياسة .. إلى الموازين التنظيمية الداخلية في علاقتها مع سلسلة الانكشافات
داخليا : هنا أيضا إختلطت حسنات بسيئات . تمثلت الحسنة في بناء الحركة لهيكل تنظيمي داخلي ظل يقود الحركة دوما ويشرف على أعمالها وفق مؤسسات شورية ديمقراطية في الاغلب رغم حصول التجاوزات وذلك أسهم كثيرا في تربية أجيال متلاحقة …. السيئة هي : تضخم الجهاز التنظيمي على حساب رسالته في أحيان كثيرة ـ أي رسالة الدعوة المنفتحة على الشارع التونسي العادي ضمن المؤسسات وخارجها …. كما يسجل للحركة في هذا المجال قدرتها على المحافظة على وحدتها بوجهيها الفكري والسلوكي أي وحدة صفها العام رغم تنازع حركات شقه داخليا مرات غير يسيرة منذ النشأة حتى اليوم . تلك إيجابية عظمى للحركة إذ الوحدة محمودة دوما حتى على كثير من مظاهر السوء وهي مقدمة أبدا على الفرقة حتى على كثير من مظاهر الحق .هذاالإختلاط هو المقتل يا ليتها كانت فرقة ولم تكن محنة راح ضحيتها ارواح بشرية ومستقبل اجيال من اجل لا شيئ . وحدة حيث نقضي وقتنا حتى يبين كل منا فشل فكرة صاحبه بدل ان نتحد حول فكرة واحدة ؟ فينا من يؤمن بالإنقلاب وفينا من يرى التخلي عن الصفة الإسلامية والعمل في اطار حزب يحقق بعض المكاسب الديمقراطية والحرية , وفينا من لا راي له سياسته الإتباع والإنقياد الى اي ريح تهب وفينا وفينا ….. ليتها كانت فرقة مع حفظ النفس والدين ولا » وحدة » مع ضياع النفس والدين والوقت والمال . ولا يمكن ان نتحدث عن وحدة داخل جماعة تطحنها وتغلي بداخلها او تتجاذبها افكار […]. ثم تحدثت عن المشهد الإسلامي المقبل
– حركة النهضة : رقم أخفقت مشاريع إستئصاله رغم حصد كثير من آثاره . إستئناف الحركة أي مشروعها رهين إرادة داخلية شجاعة في مراجعة شكل ولون الظهور مع تثبيت بطاقة هويتها حركة إسلامية سياسية سلمية شاملة وكذا مراجعة مناطق ذلك الظهور وتقدير مساحة كل منطقة هذا يعتبر اعترافا منك اخي بفشل من كان اولى بهم حمل العبء وتوفير على الأقل ارضية يمكن ان ينطلق منها من تعنيهم بحديثك . وانا لست مع كلمة » شاملة » لأن الشمول قد نحمل ما لا نقدر على حمله , ونحمّل نفسنا ما لا طاقة لنا به على الأقل في هذه المرحلة.
التعدد الاسلامي التونسي حقيقة ماثلة وواقع مشروع جدير بالاعتراف …. لو لم يكن ذلك التعدد اليوم ماثلا حقيقة لكان متعينا على حركة النهضة إيجاده سلاحا مشهورا ضد أحادية السلطة الحركة ضمت في داخلها انماطا والوانا لا يسعها الا المجتمع والتصنيفات الحزبية الفكرية داخل المجتمع التونسي لها نماذج مصغرة داخل الحركة وهذا من اسباب تعطيل حركة السير
الصحوة المتوسعة عددا الملغومة فكرا وسلوكا….. حقل عملنا هو : نزع فتائل الالغام الفكرية والسلوكية لحفظ مصلحة الوحدة الوطنية التونسية قبل الوحدة الاسلامية التونسية أولا ثم التهيئة لمصالحة بين حركة الصحوة تلك وبين المجتمع السياسي والحقوقي والنقابي والاعلامي ثانيا هذا دور السلطة وليس دور حركة سياسية معارضة- او عندما تكن الحركة في السلطة – , فيجب ان نموقع انفسنا ونقتنع اننا لسنا السلطة ولا يمكن ان نحل محلها باي حال من الأحوال وهذا الدور الذي ستقوم به الحركة تحت اي غطاء فهو مصادرة لفكر الغير المختلف عن فكر الحركة واصرارا مستمرا من الحركة على ان تكون جميع الأطياف الإسلامية في تونس في نفس دائرة النهضة , وقد يكون هذا مدخلا حتى تتولى الحركة دور التصدي لهذه التيارات فهذا المنطق مرفوض حتى وان كان لمغازلة السلطة. فاحذر من هذا الدورولا تجعلوا انفسكم اوصياء على الناس .
وعند حديثك عن استئناف الرسالة الدعوية للحركة قلت :
أجدد التذكير بأن شروطا أولية لابد منها لحسن إستئناف تلك الرسالة وهي ـ القيام بمراجعة نقدية شاملة كاملة متكاملة لكسب ثلاثة عقود ونيف تحيط بالمعطيات الموضوعية دوليا وإقليميا ومحليا وتصل التقويمات المرحلية السابقة بتلك المراجعة العامة كما تصل الخطط والاستراتيجيات بتنزيلاتها العملية هذا العمل لا يمكن ان يتم خارج الوطن وفي غياب العناصرة الفاعلة والتي تعيش الحدث . لكن في المقابل يمكن ان يكون عملا داخليا حتى في غياب العناصر المهجرية باعتبارغيابها لا يؤثر بحكم قلة العدد مع كثرة المنسحبين اضافة الى ان عدد منهم في العقد الأول لم يولد او كان طفلا فلا يمكن فسنه لا تسمح له بذلك مواليد 64/77 .
ـ تثبيت الرسالة العامة للحركة : حركة دعوية شاملة الاسلام منطلقها والسياسة وسيلتها والحرية غايتها لابد من تحديد معنى كلمة شاملة وارى ان كلمة شاملة لم تعد تصلح اليوم , فلنقل مهتمة ببعض الجوانب في اطار الدعوة واعيد واقول ليس الخير في التنظير وانما الخير فيما نقدر على انجازه والصدق في تحمل مسؤوليته. فكلما اتسعت المهام ثقلت المهمة ثم استحالت لذا فلنخفف الحمل على كاهلنا ولا نتحمل الا مسؤولية ما نقدر على فعله.
وهذا التحديد مقيد بالإمكانيات البشرية والمادية والإطارات الشرعية الموجهة لها . فغياب او نقص احد هذه العناصر يحتم التخفيف من المهام والأخطر عند غياب العنصر او الموجه الشرعي الذي به نسترشد وهذا ما ينقصنا.
ـ قراءة صحيحة للاوضاع المحيطة وخاصة : المقاومة قضية الامة المركزية بسبب تأثيرها في نبض حركة التغيير الداخلية . هذه النقطة تحتاج منك الى توضيح فهي حمالة الأوجه
بعد ذلك تعرضت الى حقول الإستئناف قائلا:
– الحقل الداخلي للحركة : نخبة ورصيدا بشريا وهذا هو الأساس والممكن حاليا وما سواه محل نظر واعادة نظر اعني الحقول الأخرى التي ذكرتها فهي تتشابها احيانا وتتناقض حينا . ثم بينت ان هنا ك خمس معارك لا بد من خوضها متلازمة وفق الأولوية التالية انا اسال لماذا متلازمة؟
معركة الوسطية الاسلامية: غرس شجرة الحركة في المجتمع والصحوة على نحو يعسر جدا إقتلاعها لماذا غرس الحركة في الصحوة ؟ ان كان من منطلق ان الحركة تبحث لها عن انصار داخل الصحوة فهذا امر مقبول . اما ان تغرس نفسها داخل الصحوة بغية الإحتماء من الإقتلاع فهذا امر عسير جدا , فمن لا يقدر على حماية نفسه بنفسه في هذه السن ويحتمي بغيره فهو استمرار للوضع الحالي نستنجد بالآخرين لحمايتنا . يجب ان تكون للحركة مناعة ذاتية بعيدة عن الصحوة حتى لا يكون اندساسا داخل مكونات المجتمع او افرازاته.
تغذية الصحوة بالثقافة الاسلامية الوسطية فكراوسلوكا تأهلا لفعل إيجابي مثمر لماذا هذه الوصاية على الصحوة ؟اليس من الغرور السياسي ان نعتبر انفسنا الوحدين الين يسلكون مسلك الحق؟ . وان هذه الصحوة لن تكون ايجابية الا اذا غذتها الحركة بالفكر الوسطي . وهل كل من هو خارج الحركة لا يحمل الفكر الوسطي؟ وتذكر انك في بداية حديثك قلت : أعني بالحركة الاسلامية أمورا ثلاثة…..
مساعدة المجتمع في عملية إستيعابه للصحوة الجديدة بما يشذب زوائدها الغالية الحركة في حاجة الى مساعدة استعجالية وليس المجتمع . ومن هو في هذه الحال عبثا يطلب منه مد يد المساعدة لغيره . والصحوة لا تحتاج لمن يستوعبها لأنها هي وعاء اي هي التي تستوعب . ثم لماذا تحذر من زوائد الصحوة الغالية ؟ لماذا تتهم هذه الصحوة هذا الإتهام هل لأنها غير مسيسة ؟ ام لأنها لا تحمل فكر الحركة ؟ ام ماذا؟ الأحسن تجنب تصنيف من يقول لا اله الا الله.
وفي حديثك عن المعركة الإجتماعية قلت:
كل الثورات والحركات التغييرية الناجحة نشأت من فكرة خيالية مفارقة للواقع ولا تختلف عن الحركات الفاشلة سوى بأمر واحد وهو أنها أحسنت فقه الواقع هذا امر غير معقول ويحتاج لدليل من الواقع. فمن لم يكن تفكيره واقعي لن ينجز اي شيئ وان انجز فمجرد مغامرة وليدة قفزة سرعان ما يهوي صاحبها . لذا اعود فاقول يجب ان ننطلق من الواقع واليه نعود ولا نترك العنان لفكرنا حتى يدخلنا في مشاريع خيالية ثم نطلب من انفسنا – نحن ابناء الواقع – انجاز امر مغاير لواقعنا , قد يكون أمرا مستحيل الإنجاز بكل المقاييس الواقعية . فنحن ننظر للسماء لكن نسير على الأرض ولا يمكن ان نُجنّح –اي تصبح لنا اجنحة- خصوصا مهما تقدمنا في التقوى فلن نمتلك عصا موسى عليه السلام.
من وسائل المعركة الاجتماعية كل هذه الوسائل التي ذكرت و على كثرتها تحتاج الى تنقية , اما كلها مع بعضها فحتى والحركة في السلطة لن تحقق الكثير منها . ونعود فنقول ما لا نقدر على حمله نتركه . ثم اين هي العناصر البشرية التي يمكن ان تتفرغ الى هذه الوسائل؟ ام نعود للحال الذي كنا عليه الواحد منا تجد ه في عشرات المواقع ويتحمل عشرات المهمات في قطاعات شتى. القطاع الذي ليس لنا من يمتلكه ويتقنه لا ندخله حتى لمجرد التمثيل , نوفر الطاقات البشرية وهي التي حسب ميولاتها تتموقع.
وفي حديثك عن معركة الهوية أقول لك اخي :
لا بد من تحديد الخصم الذي يعادي هويتنا, وقد لا يكون السلطة , وقد لا يكون اصحاب الفكر العلماني لأن جزء من هذه العناصر قد احدثت فيه الأيام التغيير, عملا بسنة التوبة او خيبة المسعى . لكن المطروح علينا كيف ننجح نحن في ضم اكثر عناصر ومكونات المجتمع كي تنهض وتعتبر ان الهوية مسالة تهم كل التونسيين . لأن تونس مسلمة فكل اطياف المجتمع يجب ان تدرك انها مكلفة بحماية الهوية . وعلى الحركة الا تقبل بان تنفرد بالدفاع عن الهوية , فبالتالي لا تدرجها او لا تعلنها الا في وجه من يحارب لإسلام كعقيدة للمجتمع التونسي , اي عدم تسييس المحافظة على الهوية لأن تسييسها قد يجعلنا نتورط فنتنازل او نتحالف مع من هو عدو للهوية الإسلامية من منطلق مصلحة سياسية كما هو حالنا اليوم مع الأحزاب اليسارية المعادية للعقيدة .
ثم ذكرت مثالين :
إباحة التبني وذكرت منع تعدد الزوجات مطلقا هذه الأمثلة قد تفرق بين ابناء الهوية الواحدة – الا اذا استثنيت النظام اي السلطة , فالسلطة تقول انها تمثل الإسلام – . فطرح هذين المثالين في معركة الهوية طرح غير صحيح ويتماشى مع اعداء الهوية اكثر مما يخدم المدافعين عنها فبامكاننا ان لا نعترض لهذين المثالين.
لأن الأمر يتطلب منا هل نقبل فكر غير المسلم ؟ ام نرفضه ؟ ام لنا ان نتقاسم المسائل – وهي لا تقبل القسمة – .فهذه مسائل يمكن ان تتبناها جمعية او منظمة ذات هدف واحد / مثلا جمعية للدفاع عن التعدد/ ام ان تتبناه حركة وتعلنه فمجرد الإعلان قد يقلب الموازين . وهنا تظهر حاجة البلاد الى جمعيات مستقلة متخصصة بقدر حاجتها او اكثر من حاجتها لأحزاب سياسية. فما يمكن ان تقوم به جمعية مستقلة في هذه الحالة اكثر من دور الحزب او الحركة- في العلن – وهذا ما يتماشى وقولك معركة الهوية ليست معركة سياسية بحال من الاحوال لا هدفا وقصدا ولا وسيلة وخطابا … وهي تحتاج خلقا حسنا وحكمة سديدة وصحبة صادقة وقبل ذلك وبعده علما وفقها في الحياة والاسلام والواقع . لا تجدي فيها الخصومات المكشوفة والمناظرات البليدة والضوضاء الايديولوجية والضجيج الحزبي فعالم تونسي او فقيه متمكن من الشريعة يكون له الأثر يغنينا عن هذه « المعركة » .اي ندخلها من باب غير باب السياسة مثلا من باب العلماء , وهذا يتطلب منا او يطرح علينا اين هو العالم الذي يمكن ان يستحوذ على قلوب التونسيين بعلمه وخلقه ؟ هل من بيننا هذا العالم ؟
وسؤالي الأخير : هل نحن بصدد الترميم ام اعادة البناء؟ وهل من شروط يجب ان تتوفر في المرمم ام البناء ؟
هذه ملاحظاتي اخي الحبيب الهادي على ما جاء في مقالتك سائلا الله التوفيق لنا و لجميع من يريد الخير والنصح والإصلاح.
بوعبدالله بوعبدالله
الشيخ راشد الغنوشي لـ«أخباراليوم»:علاقة النظام اليمني بـ«الإخوان» لها خصوصيات والتجربة اليمنية تجاوزت مرحلة احتكار السلطة |
|
الأحد , 10 سبتمبر 2006 م |
|
هجمة غربية بزعامة اميركا الصهيونية ضد العالم الإسلامي، ولكنها تلاقي مقاومة.. بهذا الوصف للحرب الصليبية على المسلمين بدأ المفكر الاسلامي التونسي د.راشد الغنوشي حديثه لـ«أخباراليوم»، موضحاً ان المحافظين الجدد يلاقون معارضة شديدة في الولايات المتحدة وفي البلاد الغربية، وكشف الغنوشي في هذا الحوار عن تراجع ملحوظ في الاستراتيجية الاميركية وتشجيعها للديمقراطية خوفاً من ان يؤدي ذلك إلى انهيار الانظمة العميلة والتابعة، وبروز الحركات الاسلامية، وتحدث الغنوشي عن الحرية المتاحة للحركة الاسلامية في اليمن من قبل النظام – وهو ما اعتبره الغنوشي خصوصيات نابعة من طبيعة المجتمع اليمني بتكويناته المجتمعية القبلية الدينية، الامر الذي يسّر التعايش وجعله معقولاً بين الحركة الاسلامية والدولة، وينصح الغنوشي جميع التكوينات السياسية في اليمن بالمحافظة على الحق الديمقراطي وسط الجزيرة العربية والابتعاد عن منحدرين. هذه وغيرها من القضايا ذات الاهتمام بين سطور هذا الحوار فإلى نصه: حاوره : إبراهيم مجاهد
> ماهي قراءتكم للاوضاع التي تعيشها دول المنطقة وخاصة فلسطين والعراق وافغانستان ولبنان وكيف تقيمون التدخل الاميركي في دول المنطقة؟!. – هنالك هجمة اميركية أو هجمة غربية بزعامة اميركا والصهيونية على العالم الاسلامي وهي تلاقي مقاومة وتتعثر وتلاقي خيبات متلاحقة سواء في افغانستان أو في لبنان أو فلسطين أو العراق، ولكنها بدل ان تتراجع عن خططها الهيمنية تفكر في تصعيد هجومها والتداوي بالداء من خلال التخطيط لاكتساح جبهات اخرى، هناك تفكير لغزو ايران، هنالك تفكير في الاعتداء على سوريا، ولكن هذا التوجه المتطرف بقيادة الصهيونيين المحافظين الجدد يلاقي معارضة داخل الولايات المتحدة وفي البلاد الغربية. > لماذا تستمر مخططاتهم ويلاحظ بأن هناك تأييداً كبيراً لتوجه هذا التيار؟. – هذا التيار يوجد بسبب الخيبات التي لاقتها مخططات الصهيونيين والمسيحيين، هنالك معارضة في الدوائر الغربية في الدوائر السياسية والصحفية، معارضة لتوسيع الهجمة ودعوة لسياسة متعقلة تعترف بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، تعترف بحقوق الشعوب في ان تحكِّم الديمقراطية. > شيخ راشد..اذا ما انتقلنا معكم إلى الديمقراطية.. كيف تقيِّمون الديمقراطية في دول المنطقة التي باتت حديث الساعة وما تنشده كافة القوى السياسية داخل البلدان العربية لاسيما منها المعارضة؟. – واضح ان هنالك تراجعاً اميركياً عن استراتيجية تشجيع الديمقراطية خوفاً من ان يقود ذلك إلى انهيار الانظمة العميلة والانظمة التابعة ومجئ الحركات الاسلامية ذات التوجهات المعادية للهيمنة الاميركية الصهيونية، ما حصل في مصر وماحصل في فلسطين وحتى في الكويت.. كله اعطى حججاً للدوائر الصهيونية المحافظة المتحكمة في القرار الاميركي ان تتراجع عن سياسة نشر الديمقراطية في المنطقة وعودة الدفئ إلى العلاقات الاميركية مع الانظمة الديكتاتورية في المنطقة. > شيخ راشد.. كيف تقرأ علاقة النظام اليمني بالحركات الاسلامية في اليمن، لاسيما حركة الاخوان المسلمين التي وصلت واستطاعت ان تشارك في الحكم واتيحت لها فرصة الحضور وممارسة نشاطها بكل حرية اذا ما قارنه ايضاً ببقية الحركات، على سبيل المثال في سوريا ومصر والاردن وكيف تقيِّمون علاقة النظام اليمني بالحركات الاسلامية في اليمن، هل فعلاً تمثل تجربة فريدة كما يرى البعض؟. – من الواضح ان للتجربة اليمنية خصوصيات نابعة من طبيعة المجتمع اليمني الذي لم تنفصل فيه الدولة عن نسيجها المجتمعي القبلي، ولم تنفصل عن قيم مجتمعها الدينية بما يسر تعايشاً معقولاً بين الحركة الاسلامية والدولة.. هذا التعايش تراوح بين التحالف ضد الشيوعيين إلى التآلف والاشتراك في حكومات وانتهى الآن إلى معارضة ولكنها معارضة قانونية، فاليمن بهذا يمثل نوعاً من الخصوصية في المنطقة على اعتبار ان تجربة الحداثة هناك لم تقطع الصلة بين الدولة والمجتمع. > شيخ راشد.. قلتم بأن حركة الاخوان المسلمين التي تتمثل في التجمع اليمني للاصلاح شكلت تحالفا ضد الشيوعية، الآن واليمن تسير نحو انتخابات ونحو استحقاق ديمقراطي يتمثل في الانتخابات المحلية والرئاسية سعى التجمع اليمني للاصلاح إلى التحالف مع عدو الامس الذي هو الحزب الاشتراكي اليمني الذي يمثل الحزب اليساري والحركة الشيوعية في اليمن للتحالف معه كما يوصف من قيادات التجمع حتى وقت قريب ومنافسة مرشح الحزب الحاكم الذي يمثله الرئيس علي عبدالله صالح ومنافسة جدية للوصول إلى الحكم؟ كيف ترون هذا التنافس؟. – هذا تطور مشهود سجله الاخوان والاشتراكيون في الدولة اليمنية، فلم يكن احد ينتظر ان تتطور العلاقة بين الاخوان وشيوعيي الامس من طور القتال إلى طور التحالف، كما كان مستبعداً ان تتطور من جهة اخرى علاقة الاخوان بالحزب أو بالدولة إلى مرحلة المعارضة.. هذا يشهد على مرونة في الفكر السياسي اليمني فيما يجعل احتمالات التطور باستمرار قادمة، وهذا ايضاً يشهد على حيوية التجربة اليمنية الديمقراطية.ومثل ذلك بدأ يحصل بين الاخوان والناصريين في مصر. وقد يحصل من نوعه في بلاد أخرى مثل تونس نضالا ضد الاستبداد > شيخ راشد.. باعتقادك.. هل هذه المنافسة ستصب في مصلحة الحركة الاسلامية ام انها ستجعل النظام الحالي اذا ما فاز مرشحه في الانتخابات الرئاسية ان يتخذ الاسلوب العدائي لإقصاء حركة الاخوان المسلمين من الساحة والنظر إليها فيما بعد بأنها عدو ويجب اقصاؤه من الساحة؟. – اظن ان التجربة اليمنية تجاوزت مرحلة احتكار السلطة- الاحتكار الكامل، والتخطيط لإقصاء المعارضة.. التجربة اليمنية ألفت تجربة المعارضة، معارضة سياسية قوية، واحسب ان خروج الاخوان من الحكم للمعارضة وتحالفهم مع الاشتراكي صنع توازناً مهماً جداً هو ضروري لكل حياة سياسية ديمقراطية، لأن انظمة المنطقة التي تنسب نفسها للديمقراطية في كثير من الاحيان تفقد التوازن الضروري بين الدولة والمعارضة بما يجعل المعارضة مجرد ديكور شكلي، ولا ديمقراطية إلا بوجود قوى متوازنة، هذا التحالف بين الاخوان والاشتراكي اعطى للتجربة الديمقراطية مقوماً اساسياً من مقومات الديمقراطية ووجود توازن الدولة والمجتمع وبين الحكم والمعارضة بغض النظر عن النتيجة التي ستكون. > هل تؤيدون المظاهر المسلحة في كرنفالات انتخابية ومهرجانات انتخابية، حيث انه لوحظ ان احد المهرجانات تجمهر ما يقارب ثلاثين الف مسلح والمرشح الانتخابي ينشد الديمقراطية ويؤكد انه سيسعى لإنشاء دولة مؤسسات مدنية؟. – من الخصوصيات المحمودة للمجتمع اليمني ان حمل السلاح مألوف ومعتاد بينما المجتمعات العربية كلها تقريباً جردت من حمل السلاح، الاميركي يحمل سلاحه الخاص وبقية شعوب العالم محرومة، ولذلك انا اعتبرت من الخصوصيات التي ينبغي للمجتمع اليمني ان يحافظ عليهاا الحق في حمل السلاح، ولكن المهرجانات الانتخابية ليست مهرجانات حربية بل الانتخابات هي الانتقال بالحرب من مرحلة استخدام السلاح إلى مرحلة الكلمة، وبالتالي فأنا لا ارى مبرراً للاستعراضات المسلحة في مهرجانات انتخابية. > شيخ راشد.. رسالة توجهونها إلى جميع التكوينات السياسية في اليمن، واليمن تتجه نحو انتخابات رئاسية في 20 من سبتمبر الجاري؟. – ان تعي كل الاطراف اهمية المحافظة على هذا الحقل اديمقراطي وسط الجزيرة العربية وفي عالم عربي ما يزال محكوماً اما بأنظمة اقطاعية تقليدية أو بديكور ديمقراطي، ان تقوم تجربة ديمقراطية في قلب العالم العربي وفي قلب الجزيرة العربية.. هذا امر مهم جداً المحافظة على هذه التجربة والبعد بها عن منحدرين خطرين منحدر التحريف، تزييف الارادة الشعبية أو التورط في استخدام العنف في اقصاء الخصم، يعني استخدام ادوات الدولة للاقصاء أو استخدام ادوات الدولة لتحريف ارادة الشعب، اكبر هدية يقدمها اليمن للعالم العربي ان يحافظ على هذه التجربة الديمقراطية وان يطورها وان ينأى بها عن كل انتكاس بغض النظر عن الفائز. ( المصدر صحيفة أخبار اليوم بتاريخ 10 سبتمبر 2006 )
|
الموت أو الإنـتـصــــار