الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس 

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3409 du 22.09 .2009

 archives : www.tunisnews.net


موقع شبكة الحوار نت يتعرض إلى عملية قرصنة آثمة وجبانة

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس كلمة:

انسحاب الحزب الاشتركي اليساري من المبادرة الوطنية للديمقراطية

  التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات :بــلاغ إعــلامـي

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: بلاغ صحفي

القائمات الانتخابية لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي  

كلمة:مرض الرئيس يمنعه من مخاطبة التونسيين وأداء صلاة العيد

كلمة:الحزب الحاكم يُعد مُسبقا للاحتفال بفوزه في الانتخابات المقبلة

الصباح:بولحية يدعو إلى أغلبية رئاسية

الطلبة القوميون ينعون الأخ الرفيق أبوبكر سعدة:بيان نعي

كلمة:تراجع التجارة الخارجية خلال الأشهر الثمانية الماضية

أساتذة التّعليم الثّانوي بمعهد برقو:عـــــريـــضـــة إحــتـجــاج

المولدي الزوابي:جندوبة : ارتفاع مديونية الفلاحين وخيبة آمال المستثمرين

عبدالحميد العدّاسي: بعيد قرصنة الحوار.نت:أولياء الشيطان أعداء الإنسان عصاة الرحمن

حنان قم :رسالة الى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي

مراد زروق :قوارب الموت من جديد

أخبار تونس:رحيل الإعلامي أحمد بوغنيم

عبدالرحمان الخلادي: تونس 7 و الأشاعرة

الشروق:في حديقـــــــــة البلفيديــــــــر يوم العيد: غابت الحيوانات… وحضر الحرقوس والممنوعات !

محمد العروسي الهاني:خاتمة سلسلة المقالات الجريئة حول الانتخابات الرئاسية و التشريعية القادمة 25/10/2009

د.أحمد القديدي :عبد الوهاب المؤدب من التنوير إلى التدمير

توفيق المديني:حرب غزة في مرآة الإعلام الفرنسي

مصر الحرة:حوار خاصّ وشامل مع د. عزمي بشارة

وحيد تاجا:جارودي: الإسلام حـيّ فلا تُـحـنّـطـوه

رويترز:رجل أعمال لبناني يسبب احراجا لحزب الله

فاطمة حسن:دعا لمحور مصري إيراني تركي لقيادة العالم الإسلامي نائب مرشد الإخوان يهاجم النظام المصري ويحذر من زواج المال والسلطة

دنيا الوطن:السفيرة الامريكية تصف البرلمان الكويتي بمجلس كلاب


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

      جويلية 2009                                         


                                          

موقع شبكة الحوار نت يتعرض إلى عملية قرصنة آثمة وجبانة

                  


تعرض موقع شبكة الحوار نت اليوم الثلاثاء 22 سبتمبر إلى قرصنة آثمة وجبانة تنم عن حقد دفين تجاه المواقع الجادة من طرف أشباح لا هم لهم سوى التمعش من آلام الآخرين وإغتيال كدحهم ونضالهم من أجل الكلمة الحرة وهو سلوك لا يعبر  إلا عن اصطفاف خسيس مع أعداء الكلمة والحقيقة ولكن رغم هذا الإعتداء الأثم فإننا على ثقة من أن فريق الحوار نت قادر على استيعاب الضربة والنهوض من جديد ليواصل مسيرته وهو أكثر تشبثا بواجبه الوطني آملين أن يكون ذلك سريعا ليموت الحاقدون بغيضهم . 
مراسلة خاصة بتونس نيوز
 

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 03 شوال 1430 الموافق ل 22 سبتمبر 2009

أخبار الحريات في تونس


1)   هل تنصف المحكمة عمال جربة تكستيل: حجزت المحكمة الابتدائية ببنعروس جلسة يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2009 للنظر في قضية العمال المائة المطرودين من مصنع جربة تكستيل بتاريخ 16 أوت 2009، حيث أحالتهم إدارة المصنع المذكور على البطالة الفنية وتم إعلامهم بالقرار عبر الهاتف في مخالفة للإجراءات القانونية دون علم تفقدية الشغل. 2)   عرض الشاب معز بوسنينة على التحقيق: يتم صباح الأربعاء 23 سبتمبر 2009 عرض الشاب معز بن سالم بوسنينة (أصيل مدينة الحامة) على قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس من أجل تهم لها علاقة بقانون ”الإرهاب” اللادستوري، علما بأنه تم اعتقال الشاب المذكور منذ يوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2009. 3)   منع عائلة الشاب رمزي الرمضاني من الزيارة: للمرة الثانية على التوالي منعت إدارة سجن المرناقية يوم الاثنين 21 سبتمبر 2009 عائلة سجين الرأي رمزي الرمضاني من زيارته تطبيقا للتهديدات السابقة التي وُجّهت له من قبل أعوان البوليس السياسي ردا على اتهامه لهم بتعذيبه ومعاملته معاملة سيئة وتقديمه لمحاكمات غير عادلة وإصدار أحكام جائرة بحقه وصلت 29 عاما. ولم تقف المعاناة عند حدود المظلمة القضائية المسلطة عليه بل تجاوزتها إلى الاضطهاد اليومي الذي يعيشه سجين الرأي المذكور على أيدي أعوان مختلف السجون التي حل بها، والاعتداءات المتكررة التي تعرض لها، والتهديدات التي يعيشها يوميا. 4)   فخري بن نصر وصابر الصغير في عداد المفقودين منذ 6 أيام: ذكرت عائلتا الشابين فخري بن لطفي بن نصر وصابر الصغير أصيلا مدينة منزل بورقيبة أنهما مفقودان منذ 6 أيام، وترجح العائلتان أن يكونا معتقلين في إطار الحملات العشوائية التي يتعرض لها شباب تونس.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري 


 

انسحاب الحزب الاشتركي اليساري من المبادرة الوطنية للديمقراطية


أكدت مصادر قريبة من المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية أنّ الحزب الاشتراكي اليساري الذي كان من المفترض أن يخوض غمار الانتخابات التشريعية بالتحالف مع حركة التجديد وحزب العمل الوطني الديمقراطي فد انسحب من المبادرة وهو حاليا بصدد التحضير لتشكيل قوائم مستقلة. وتقول ذات المصادر أنّ خلافا ظهر بين مكونات المبادرة مساء الجمعة الماضي (18 سبتمبر) حول الأسماء التي سيتم ترشيحها في دائرة منوبة، حيث اعترض ممثلو حركة التجديد على ترشيح الحزب الاشتراكي للسيد نوفل الزيادي القيادي السابق في اتحاد الطلبة على رأس قائمة منوبة بسبب مواقفه السياسية القريبة من الحكومة.  وأضافت مصادرنا أنّ الحزب الاشتراكي سيشارك في 10 دوائر على الأقل بقائمات مستقلة بعد انسحابه من ائتلاف المبادرة الوطنية.  
(المصدر: “كلمة” (محجوبة في تونس) بتاريخ 21 سبتمبر 2009)


  التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بــلاغ إعــلامـي تونس في 22/9/2009 


يقدّم الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات إلى المجلس الدستوري ( ضاحية باردو، طريق الدندان) ترشحه رسميّا إلى الانتخابات الرئاسيّة وذلك في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح الخميس 24 سبتمبر2009.
عن المكتب السياسي المسؤول عن الإعلام يـوسـف الجـربـي  


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي

  بلاغ صحفي  


استعدادا للانتخابات التشريعية المقررة ليوم 25 أكتوبر 2009, والتزاما بقرار المكتب السياسي للحزب الذي ضبط آجال تقديم القائمات الانتخابية، أنهى حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تقديم  قائماته  الانتخابية في كافة الدوائر  وذلك يوم الاثنين 21 سبتمبر 2009 على الساعة السادسة مساءا حيث قدمت 20 قائمة يوم  الأحد 19-9-2009 و6 قائمات يوم الاثنين 21-9-2009 وقد تحصلت كافة القائمات على الوصل المؤقت  للتقديم. وقد حرص حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي على تشريك المرأة والشباب  وذوي المستويات التعليمية الجامعية في قائماته الانتخابية. ومن خلال قراءة للقائمات المقدمة يتبين ما يلي:   ·       نسبة مشاركة المرأة: 20 بالمائة (20%). ·       نسبة مشاركة الشباب: 32 بالمائة (32%) منها 36 بالمائة (36%) إناث. ·       المعدل العام للمستوى العلمي: بكالوريا + 3 سنوات تعليم عالي. ·       78  % من المترشحين مستوى تعليم عالي. ·       22 % من المترشحين مستوى تعليم ثانوي.   هذا ويشيد حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بالأجواء الايجابية وبحسن الاستقبال من لدن كافة السلطة الجهوية عند تقديم قائمات الترشح في كافة الدوائر.       عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام

 


 

                                

القائمات الانتخابية لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي

  

 


 

 

 

 

 

 

دائرة تونس 1

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  محمد نزار قاسم

2 –  لطفي بن مامي

3 – لمين هذيلي

4 – حاتم دربالي

5 – اسكندر العلواني

6 –  منية اليحياوي  

7 – زياد درواز

8 – ليلى العلواني

محام

رئيس عملة بشركة النقل

فني متقاعد (ديوان المناجم)

رئيس فريق بشركة بترول

طالب مرحلة ثالثة (استاذ بمعهد خاص)

كاتبة إدارة

مدير تجاري بشركة

دبلوم اعلامية

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+1)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+5)

ثانوي  (بكالوريا)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+3)

08/04/1953

01/07/1953

23/09/1942

15/10/1963

07/02/1980

18/05/1961

24/08/1977

27/09/1983

دائرة تونس 2

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – عبد السلام بوعائشة

2 – عبد الكريم عمر

3 – عبد الكريم بن حميدة

4 – هندة الاينوبلي

5 – جلول زروق

6 – سمير البرهومي

7 –عبد الملك زنايدية

استاذ

استاذ

استاذ

موظفة بجريدة الوطن

متقاعد (موظف)

محام

موظف (مسير اشغال)

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+6)

ثانوي (بكالوريا)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+6)

ثانوي (6)

24/06/1960

05/09/1952

21/10/1961

25/04/1976

15/11/1944

12/10/1961

05/02/1966

دائرة اريانة

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – احمد الغندور

2 –  مسعود يامون

3 –  مليكة قانة

4 –  علي بن فطيمة

5 –  بديع بن جميع

6 –  هدى مديوني

7 – مروان الحاج يحي

طبيب مختص

مهندس بيئة استاذ تعليم عالي

معلمة تطبيق

رجل اعمال

اطار بشركة

مهندسة

مهندس

تعليم عالي (+9)

تعليم عالي (+7)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+7)

تعليم عالي (+7)

18/10/1953

27/07/1941

04/04/1960

14/10/1962

22/12/1962

12/01/1984

28/05/1983

دائرة بنرزت

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – مصطفى لويز

2 – حسين بن سليمان

3 –  امير الهذلي

4 – محمد علي البجاوي

5 – حلمي الجباري

6 – سعيدة بوصبيح

7 – عادل حاجي

8 – حمادي الدريدي

معلم

تقني سامي

تقني سامي

مهندس

تقني سامي

ملحق تفقدي بالمالية

تقني بشركة

طالب مرحلة ثالثة

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+3)

تعليم عالي (+3)

تعليم عالي (+5)

تعليم عالي (+3)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+3)

تعليم عالي (+6)

18/04/1968

16/01/1980

12/06/1982

26/11/1979

10/12/1983

12/01/1960

16/07/1971

05/10/1980


 

 

دائرة سليانة

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – عبد الفتاح كحولي

2 –  سليم بوروحة

3 –  العادل منوبة

4 –  عادل مناعي

استاذ اول بالتعليم الثانوي

موظف

موظف

صاحب مشروع كهربائي

تعليم عالي (+6)

ثانوي (بكالوريا)

ثانوي (5)

تعليم عالي (+3)

01/04/1965

16/01/1974

13/04/1961

29/01/1975

دائرة بن عروس

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  نور الدين بنخود

2 –  فتحي شيخاوي

3 – ضحى وسلاتي

4 – سارة بن الشاذلي

5 – شريفة بنخود

6 – نجلاء فريوي

7 –الازهر البلطي

8 – صالح عمر

9 – سيف الدولة مامي

استاذ جامعي 

استاذ اول بالتعليم الثانوي

محامية

استاذة بالتعليم الثانوي

ملحق تجاري

مدير تجاري

عامل بوزارة التربية

تقني بجريدة الوطن

وكيل تجاري

تعليم عالي (+9)

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

15/11/1961

04/01/1964

12/09/1977

24/08/1980

19/01/1969

14/06/1979

15/01/1959

09/08/1981

23/01/1957

دائرة منوبة

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – نوال الهميسي 

2 –  امال القاسمي

3 – صابر المناعي

4 – فخر الدين العويتي

5 – رضا النفاتي

6 – خالد بن الحاج مصطفى

رئيسة مصلحة بشركة

متعاقدة بالصندوق الوطني للحيطة الاجتماعية

اطار بشركة

حافظ مغازة بمدرسة اعدادية

رئيس ورشة بشركة

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

ثانوي (6)

ثانوي (6)

05/10/1969

13/10/1980

25/11/1978

18/08/1967

12/02/1979

26/10/1964

دائرة نابل

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – فتحي خميري

2 – صابر ونيفي

3 – محسن خميسي

4 – ألفة الدريدي

5 – فرج مطير

6 – نادية الاينوبلي

7 – المعز الحويجي

8 – زهرة الصدي 

9 – احمد بن رجب

10 – ماهر الجمل

11 – شاكر خميري

استاذ تعليم ثانوي

دليل سياحي

عامل بنزل

موظفة ب CNSS

موظف بوزارة التربية

موظفة

صاحب مؤسسة

استاذة تعليم ثانوي

طالب

طالب

استاذ تربية بدنية

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (7)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

23/08/1966

20/05/1978

20/10/1963

25/07/1975

03/10/1956

25/06/1972

25/08/1973

11/05/1976

20/12/1983

17/09/1986

06/04/1973

دائرة سوسة 

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – يوسف بوعلي

2 – محمد السوسي

3 – دلندة ابراهيم

4 – محجوب الهيشري

5 – عمر بوهلال

6 – معز الرزقي

7 – عبد العزيز بن عبد الله

8 – محمد علي قرصيع

9 – وليد البنزرتي

استاذ تعليم ثانوي

محامي متقاعد

معلمة تطبيق

الاجازة في الجغرافيا

استاذ تعليم ثانوي

الاستاذية في الرياضيات

موظف

تاجر

موظف

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

ثانوي(بكالوريا)

تعليم عالي (+4)

08/02/1961

17/02/1934

18/04/1963

07/08/1969

05/12/1965

28/08/1978

17/02/1954

05/05/1981

10/05/1980

دائرة جندوبة

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – عبد الوهاب اينوبلي

2 –  عبد الله ورتاني

3 – قيس المحسني

4 – رفيقة غنجاتي

5 – هاجر الورغي

6 – كمال فداوي

7 –النوري بوكحيلي

استاذ تعليم ثانوي

طبيب  مختص

محام

معلمة

معلمة

استاذ اول بالتعليم الثانوي

مهندس تقني

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+9)

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+4)

03/12/1960

18/09/1976

01/10/1973

13/01/1974

04/03/1974

06/11/1968

08/05/1959

دائرة الكاف

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – نادية بورقيبة

2 – رجب معروفي

3 –  فاطمة الكافي

4 –  عماد القاسمي

صاحبة مشروع

معلم تطبيق

عون تجاري

موظف بشركة

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

ثانوي (بكالوريا)

14/10/1962

01/01/1960

13/04/1960

14/04/1965

دائرة القيروان

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  عبد الوهاب مالوش

2 – رمزي العلاني

3 – محمد قربية

4 – سنية ملاط

5 – إيمان الربيعي

6 – جواهر مفتاح

7 – ابراهيم العلاقي

8 – خالد الجريري

9 – رحمة مالوش

اطار بنكي

اطار بنكي

قيم عام متقاعد

لا شيء

طالبة

مستكتبة

ممرض مختص

منشط موسيقى

لا شيء

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

ثانوي (بكالوريا)

ثانوي (بكالوريا)

ثانوي (بكالوريا)

13/04/1955

03/01/1972

02/03/1947

15/05/1976

08/05/1980

05/01/1974

24/02/1959

22/09/1962

05/12/1975

دائرة قابس

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  عثمان عبدلي

2 –  فتحي بنموسى

3 –  محمود المنصر

4 – فيصل نجيمة

5 –  محمد عدوني

رئيس فريق

معلم تطبيق

محامي

مساعد كيميائي

مدير معهد ثانوي

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+3)

تعليم عالي (+4)

08/11/1959

22/11/1962

11/11/1959

20/01/1964

02/04/1964

دائرة قفصة

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  ابراهيم حفايظية

2 –  الراشدي سليمان

3 – الحسين ونيس

4 – حافظ عبدلي

5 – حسن ساسي

رئيس مصلحة

استاذ تعليم ثانوي

مستكتب بمستشفى

تاجر

استاذ تعليم ثانوي

تعليم عالي (+5)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+4)

05/05/1951

13/06/1965

25/02/1966

18/11/1965

02/02/1971

دائرة المهدية

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – لطفي وماني

2 –  عبد الله جابا الله

3 – نايلة النويصري

4 – حسين الجبالي

5 – ماجدة الجبالي 

6 – عبد القادر المبروك

صاحب مكتب اعلامية

طالب

فني في الاعلامية

استاذ موسيقى

مصممة ازياء

نشاط فلاحي

ثانوي (6)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+1)

ثانوي (بكالوريا)

42 سنة

26سنة

32سنة

29 سنة

28سنة

59سنة

دائرة باجة

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  العربي مقايدي

2 –  رائف الباجي تراكي

3 –  فتحية اينوبلي

4 – سناء الغندور

5 – انيس القاسمي

استاذ جامعي  

استاذ تعليم ثانوي

استاذة تعليم ثانوي

تقني سامي في التجارة

متدرب بالاعلامية

تعليم عالي (+13)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+3)

تعليم عالي (+3)

19/09/1958

28/07/1981

28/03/1968

08/08/1981

21/06/1982

دائرة زغوان

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  ابو العلاء غوار

2 –  مراد عقيل

3 –  وائل بن فرج

موظف

طالب

طالب

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

14/10/1967

27/09/1982

27/06/1986

دائرة سيدي بوزيد

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – كمال ساكري

2 – سعاد نصيري

3 – محسن نوري

4 – مراد بكاري

5 –  وليد الجد

6 –  عبد اللطيف كدوسي

مرشد اعلام وتوجيه

معلم تطبيق

معلم

طالب مرحلة 3

مامور مصالح مالية

صاحب تاكسي

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

07/12/1959

08/04/1965

19/01/1967

10/10/1980

01/01/1979

06/03/1969

دائرة القصرين

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – عادل العامري

2 –  محمد الوردي حيزي

3 – رضا النصراوي

4 –  عدنان العامري

5 – الطاهر بالطيبي

6 – محمد بناني

7 – طه سنيحة

معلم تطبيق

معلم تطبيق

معلم تطبيق

معلم تطبيق

معلم تطبيق

معلم تطبيق

معلم تطبيق

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

02/06/1966

25/05/1963

03/03/1972

28/04/1968

04/05/1961

16/05/1967

20/12/1962

دائرة صفاقس 1

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – محمد رضا سويسي

2 – صالح خمار

3 – أم السعد الفرشيشي

4 – عادل نصر

5 – عمارة بنمنصور

6 – محمد الجريدي

استاذ تعليم ثانوي

استاذ تعليم ثانوي

معلمة اولى

معلم  اول

معلم اول

عامل يومي

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

22/03/1963

05/07/1970

21/09/1970

10/11/1970

04/03/1973

11/11/1950

دائرة صفاقس 2

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – علي الغضبان

2 –  شوقي المهذبي

3 – عبد الكريم بورويص

4 – فتحي المراكشي

5 – فاطمة بورويص

6 – محمد الغضبان

7 –عبد الرزاق عبار

8 – خالد الغضبان

استاذ اول

موظف بشركة بترولية

مدير مدرسة ابتدائية

عامل بشركة خاصة

استاذة تعليم ثانوي

موظف بالقباضة المالية

عامل بشركة خاصة

عامل في القطاع الخاص

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+3)

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (بكالوريا)

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

23/09/1970

29/03/1966

17/10/1966

17/11/1965

06/05/1969

21/05/1969

14/10/1972

02/02/1981

دائرة مدنين

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – الهادي شراد

2 –  الطاهر دكام

3 –  عبد الكريم شلبي

4 –  عبد السلام دربال

5 – الصادق حفيان

6 –  علي بوعجيلة

7 – رضا الرايس

استاذ اول

متقاعد -رئيس مصلحة

متقاعد – رئيس قسم

مساعد متصرف

معلم تطبيق

معلم تطبيق

معلم

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

28/08/1956

25/01/1948

02/04/1954

29/09/1960

06/01/1960

08/02/1962

06/10/1969


 

 

دائرة المنستير

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – محفوظ الحاج عمر

2 – عبد الفتاح عميش

3 – نزار قرب

4 – محمد الهلولي

5 – عادل اللوزي

6 – محمد مجاهد

7 –عبد الباسط المرابط

8 – فيصل الطيب

استاذ تعليم ثانوي

أستاذ تعليم ثانوي  

استاذ تعليم ثانوي

متقاعد

استاذ تعليم ثانوي

عامل يومي

استاذ تعليم ثانوي

محامي

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (3)

تعليم عالي (+4)

ثانوي (1)

تعليم عالي (+4)

تعليم عالي (+6)

12/01/1967

29/01/1959

27/11/1969

28/05/1946

30/06/1972

18/07/1967

02/05/1972

02/06/1977

دائرة قبلي

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  سمير بن علي

2 –  حامد بن صالح

معلم تطبيق

معلم تطبيق

تعليم عالي (+2)

تعليم عالي (+2)

15/01/1966

28/01/1966

دائرة توزر

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 –  محمد علي

2 – رشاد السدس

استاذ اول تعليم ثانوي

استاذ اول  تعليم ثانوي

تعليم عالي (+6)

تعليم عالي (+6)

16/07/1964

24/01/1968

دائرة  تطاوين

المهنة

المستوى التعليمي

تاريخ الولادة

1 – امحمد سلطاني

2 – سعد عيدودي 

اطار بشركة

متقاعد

تعليم عالي (+2)

ثانوي (بكالوريا)

30/01/1985

20/03/1952

 


 

 

 

مرض الرئيس يمنعه من مخاطبة التونسيين وأداء صلاة العيد


تعذر على الرئيس بن علي حضور صلاة العيد صباح الأحد 20 سبتمبر 2009 بجامع العابدين بقرطاج مثلما تعوّد على ذلك بمناسبة العيدين. وكان التلفزيون التونسي قد أعلن مساء السبت 19 سبتمبر أنّ الرئيس زين العابدين بن علي (73 عاما) أصيب بالتهاب خفيف في الحنجرة وأنّه أعرب عن أسفه لعدم مخاطبته الشعب التونسي مباشرة لتقديم التهاني له بعيد الفطر.  وقد تولى أحد مذيعي الأخبار تلاوة نص كلمة الرئيس، وهو ما تكرر لليوم الثالث أمس الاثنين 21 سبتمبر حيث قام أحد المذيعين بقراءة نص رسالة الرئيس الموجهة إلى الأسرة التربوية بالمدارس والمعاهد والجامعات.  ولم يتم الإعلان من مصدر رسمي عن فترة الراحة التي سيضطر إليها.
(المصدر: “كلمة” (محجوبة في تونس) بتاريخ 21 سبتمبر 2009)  


الحزب الحاكم يُعد مُسبقا للاحتفال بفوزه في الانتخابات المقبلة


أفادت مصادر فنّية أنّ الحزب الحاكم يُعد لإقامة احتفالية ضخمة إثر الانتخابات بعد الإعلان يوم 26 أكتوبر المقبل عن تجديد فوز الرئيس الحالي بالرئاسة وحصول قائمات الحزب الحاكم على جميع المقاعد المتنافس عليها في البرلمان. وأشارت ذات المصادر أنّ لجنة فنّية تضم رجاء فرحات وتوفيق بن عمر تحضّر لهذه المناسبة.
(المصدر: “كلمة” (محجوبة في تونس) بتاريخ 21 سبتمبر 2009)

بولحية يدعو إلى أغلبية رئاسية


تونس- الصباح: اقترح السيد اسماعيل بولحية الامين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين ما اسماه بــ”عقد اجتماعي جديد” ضمن اغلبية رئاسية تتلاءم مع التثمين والاسلوب التونسي في مرحلة انتخابات 2014/2009 وذلك في ندوة صحفية عقدت ظهر السبت الفارط (19 سبتمبر) بالمقر المركزي للحركة بالعاصمة. وافصح السيد اسماعيل بولحية عن شعار حركته للحملة الانتخابية الرئاسية والتي عنونت بــ”مع بن علي تونس تنشد الحياة وتبنى في كنف التلازم بين التنمية السياسية والتنمية الاقتصادية” واعلن ايضا عن عنوان شعارهم للانتخابات التشريعية والبيان الانتخابي والذي سيكون “الوفاء الدائم لتونس” وكشف امين عام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين عن الاسماء الكاملة لرؤساء قائماته المشاركة في الانتخابات التشريعية وتميزت هذه القائمة بتجديد وصل حوالي 50% وبمعدل اعمار بحدود 38 سنة وحضور نسائي  على راس قائمتين و17 امراة من ضمن 161 مشاركا في جميع القائمات. واستعرض السيد بولحية تفاصيل الحملة الانتخابية لحركته والتي ستتضمن زيارات ميدانية للجهات تتخللها اجتماعات عامة في المدن واكد ان حركته اعدت كل الوثائق القانونية وقائمات الملاحظين للمساهمة بفاعلية في انجاح المحطة الانتخابية 2009. واعتبر السيد اسماعيل بولحية ان التناغم بين مبادئ حركته وبيان 7 نوفمبر 1987 هو ما يفسر “التحالف الموضوعي بين حركته والرئيس زين العابدين بن علي” حسب تعبيره. وجدد مساندة حركته لترشح الرئيس بن علي للانتخابات الرئاسية القادمة مؤكدا على الاجماع الكبير الذي يحظى به سيادته لدى مختلف الفئات ومكونات الشعب التونسي.. وفي حديثه عن مسألة تحديد رؤساء القائمات التشريعية اوضح امين عام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين اعتماد حركته مقاييس موضوعية في اختيار هذه الاسماء وتتمثل في الالتزام والانضباط بخيارات الحركة والكفاءة (خاصة ان مجلس النواب قرر التواصل مع النواب عن طريق الانترنات)، الاشعاع وان تكون سمعة المترشح مشجعة على التصويت واخيرا التفرغ للعمل لخدمة مصلحة تونس من خلال العمل على تجسيد ثوابت الحركة واهدافها الوطنية. أيمن الزمالي (المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 22 سبتمبر 2009)


 

الطلبة القوميون ينعون الأخ الرفيق أبوبكر سعدة بيان نعي

 


بسم الله الرحمان الرحيم “يا أيتها النفس المطمنئة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي و أدخلي في جنتي “ “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا” صدق الله العظيم برضاء تام بقضاء الله و قدره و ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقينا نبأ وفاة الأخ الرفيق عضو المكتب الفدرالي فاطمة البحري بكلية الاداب بمنوبة و المناضل القومي الناصري أبو بكر سعدة اثر سكتة قلبية صبيحة يوم عيد الفطر الموافق ليوم الأحد22 أيلول سبتمبر 2009 و اذ يحتسب الطلبة القوميين فقيدهم عند الله فانهم يعاهدونه عهدا أمام الله على مواصلة المسيرة و كل ولائهم لأمتهم التي ناضل الفقيد من أجل حريتها و يتوجهون الى عائلته و كل اصدقائه و زملائه بأحر التعازي راجين من الله أن يغفر للمرحوم و يسكنه فسيح جنانه. “يترجل الفارس و تبقى رايات النضال من أجل الوحدة و العروبة خفاقة” نم قرير العين يا أيها الاخ و الرفيق و الصديق سيحملك كل حامل نفس ثوري في هذا الوطن معه الى أرض العروبة الواسعة كنجمة في سماء الوطن بانتظار يوم النصر يوم الوحدةالعربية طلبة قوميون/ تونس


تراجع التجارة الخارجية خلال الأشهر الثمانية الماضية


 
التحرير في الأثنين, 21. سبتمبر 2009 كشفت أرقام أصدرها المعهد الوطني للإحصاء أنّ التجارة الخارجية التونسية سجلت تراجعا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة للعام الماضي. وبيّنت الأرقام أنّ الصادرات التونسية تراجعت بنسبة 21 بالمائة عن السنة الماضية، مقابل تقدم تم تسجيله سنة 2008 بـ27 بالمائة.  وتراجعت الواردات بنسبة 18,7 بالمائة مقابل زيادة في نفس الفترة من العام الماضية بنسبة 26 بالمائة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 سبتمبر 2009)

أساتذة التّعليم الثّانوي بمعهد برقو برقو في : 22 سبتمبر 2009 عـــــريـــضـــة إحــتـجــاج  


نحن الممضون أسفله أساتذة التّعليم الثّانوي بمعهد برقو نعبّر عن إحتجاجنا الشّديد تجاه التّهميش المقصود للأساتذة من قبل إدارة المعهد عند إنجاز التّوزيع البيداغوجي ، والتّجاهل الواضح للتّوصيّات البيداغوجيّة المعمول بها في إنجازالموازنات البيداغوجيّة . ممّا أفرز جداول أوقات مختلّة لا ترقى إلى تطلّعات المدرّسين ، ولا تستجيب في شيء لمصلحة التّلميذ . ونعتبر أنّ ما حدث من تعديل في جداول أوقات الأساتذة مقارنة بتلك التّي تسلّموها يوم 30جوان 2009 لم يزدها إلاّ إختلالا . لذلك نطالب إدارة المعهد ، بإعادة النّظر بشكل جدّي في الموازنة البيداغوجيّة بما يخدم مصلحة التّلميذ ويستجيب لرغبات الأساتذة ، على أن لا يتأخّر ذلك عن موفّى شهر سبتمبر . حتّى تنطلق السّنة الدّراسية في ظروف مريحة لكافّة المدرّسين وحتّى تحافظ المؤسّسة على أجوائها المتميّزة من أجل الإرتقاء بنتائجها نحو الافضل. ونحن إذ نحرص على مصلحة المؤسّسة وعلى الحوار أسلوبا في التّعامل مع إدارتها ، فإنّنا نتمسّك بمطالبنا ونعبّر عن إستعدادنا الكامل للدّفاع عن حقوقنا بكلّ الوسائل المشروعة. برقو في 22 سبتمبر 2009 عريضة مساندة نحن أساتذة التّعليم الثّانوي بإعداديّة برقو نعبّر عن مساندتنا المطلقة لزملائنا بالمعهد دفاعا عن حقوقهم المشروعة في أيّ تحرّك يرونه مناسبا في صورة عدم إستجابة الإدارة لمطالبهم في الآجال المحدّدة. عن النّقابة الأساسيّة للتّعليم الثّانوي ببرقو الكاتب العام نجيب البرقاويالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals  


جندوبة : ارتفاع مديونية الفلاحين وخيبة آمال المستثمرين


المولدي الزوابي في الأثنين, 21. سبتمبر 2009  
كشفت مصادر مطلعة أنّ ديون الفلاحين بولايــة جندوبة لفائدة البنك الوطني الفلاحي والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية تجاوزت 20 مليارا من المليمات يعود بعضها إلى أكثر من 15 سنة. وأضافت ذات المصادر أن نحو 6 مليارات من مجموع الديون هي ديون ريّ. وأفاد بعض الفلاحين بأنّ ارتفاع حجم الفائض الذي يتجــاوز12 % وسلسلــة الفيضانات التي عرفتها الجهة دون أن يحصل المتضررون على تعويضات، وغلق مصنع اللفت السكري الذي أضرّ بحجم الاستثمار الذي وجّهه الفلاحون للقطاع، إضافة إلى اعتماد الدولة على سياسة التوريد وارتفاع سعر ماء الري (126 مليم المتر المكعب) وضعف الهياكل الفلاحيّة وقلة تكوين الفلاحين، كانت من أبرز العوامل التي أدت إلى تراكم تلك الديون وحالت دون قدرة الفلاحين على تسديدها.  وفي مقارنة بسياسة الاستثمار بين ما هي عليه بالاتحاد الأوروبي قال بعض المزارعين إنّ البنوك الأوروبية لا تتعدى فوائضها 2 % بما يفتح المجال لتشجيع الفلاح على الإنتاج والتشبث بخدمة الأرض وتوطيد العلاقة بها على خلاف ما هو حاصل ببلادنا وهو ما يجعل التوجه للاستثمار في القطاع الفلاحي يبقى أمرا بعيد المنال. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 سبتمبر 2009)  


أولياء الشيطان أعداء الإنسان عصاة الرحمن

 


  كتبه عبدالحميد العدّاسي بعيد قرصنة الحوار.نت   من جملة تعريفات القرصان في اللغة العربية أنّه “رجل أعمال قليل الذمّة والشفقة، يُثري على حساب الآخرين”… وقد مرّ ببيتنا (الحوار.نت) اليوم الثلاثاء 22 سبتمبر 2009، ثالث أيّام عيد الفطر المبارك (3 شوال 1430)، حوالي الساعة الواحدة قبيل الظهر، قرصان يختلف كثيرا عن القراصنة التقليديين، فهو من حيث الذمّة والشفقة ليس بقليلهما ولكنّه منعدمهما، وهو من حيث الإثراء لا يثري مالا وإنّما يثري ذنوبا وخطايا وآثاما ودعاء ولعنة عليه، وقد جاء فيما رواه مسلم عن أبي برزة الأسلمي مرفوعا: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه فيما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه”. وقد علّق ابن حجر رحمه الله في فتح الباري بقوله: [وفي سياق حديث أبي برزة إشارة إلى الخصوص؛ وذلك أنه ليس كل أحد يُسأل عن العلم  وكذا المال! فهو مخصوص بمن له علم وبمن له مال دون من لا مال له ومن لا علم له. وأمّا السؤال عن الجسد والعمر فعامّ… والله أعلم]… فسيُسأل هذا القرصان: لمَ لمْ يُسخّر علمه في الإعلاميّة، فأعان به على تصميم موقع أو تيسير اتّصال أو إشاعة كلمة طيّبة خادمة للمصلة العامّة مقوّية للرّوابط بين أبناء الشعب الواحد منبّهة إيّاهم إلى خطورة فعل الفاسدين ممّن تولّى إدارة شؤونهم!… ويسأل عمّن دفعه ولِمَ دفعه إلى فعله الشرّ الذي به أفسد عمل المصلحين من أهله!… ولِمَ لمْ يقدّر الليالي الطوال التي سهرها الأخ مدير موقع الحوار.نت كي يظهر الموقع بحلّته القشيبة الأخيرة؟! ولِمَ لمْ يحترم الآلاف المؤلّفة من القرّاء والكتبة الذين لم يفرغوا بعد من تبادل التهاني بالعيد؟! ولمَ تساهل في السفول والانحطاط ليكون أداة هدم قذرة نجسة في يد الظالمين؟! ولِمَ لمْ يدقّق في ماله أهو حلال كالذي يكتسبه – مثلا – زملاؤه من أصحاب المواقع الإلكترونية ممّن انحاز إلى أهله يخدمهم ويبرّهم وإلى دينه ينصره وإلى رسوله يصلّي ويسلّم عليه ويوقّره وإلى ربّه يحمده ويثني عليه ويمجّده ويعبده؛ أم هو حرام اكتسبه – كهذا الذي اكتسبه – من اتّباع ظالم يذلّه ثمّ يتخلّص منه وشيطان يركبه ثمّ يتبرّأ منه وهوى يتّبعه ثمّ يُرديه، حتّى إذا كان يوم القيامة عُرف هو والمجرمون – ممّن أغروه بالمؤمنين – بسيماهم فأخذوا بالنواصي والأقدام فسيقوا إلى جهنّم زمرا عياذا بالله تعالى!… فلا بارك الله فيك أيّها المجرم ولا فيمن أمرك ووجّهك فأضلّك ضلالا بعيدا!… وسوف تموت كمدا، وكمدا يموت مستعملك بُعيد سويعات قليلة – بإذن الله – عندما ترى الموقع أمامك فاتحا أبوابه لرواده ممّن لعنوك بالعشي والإبكار وهم يهنّؤون “القادري” – الذي تحوّط لأمثالك من الوضيعين التافهين – على نجاحه في طردك بعيدا وحالك كالشيطان الذي يسمع النّداء، فقد ثبت في الصحيحين عن النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: (إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله ضُراط…”الحديث”…)… وإنّي لأرى فعلك فعل شياطين ولا أحسبك حينها إلاّ تضرط ضراطهم!…   أنا أحتقرك أيّها القرصان المجرم ومستعملك وألعنك ومستعملك حتّى إذا تبتما أقلعت عن لعنكما، وأكرهك ومستعملك وأكره فعلكما ولن أحبّكما حتّى تحبّا الخير وأهله… وأنا أعزّي أخي مدير موقع الحوار.نت – ذلك الرّجل الأبيّ الشهم الغيور المنقّى بالمصائب (نحسبه) هذه السنة – بأنّه ليس الاوّل فيما تعرّض له موقعه ولن يكون الأخير! فقد تعرّض تونس نيوز وتونس أولاين والفجر نيوز وكلمة والكثير من المواقع الأخرى والكثير من الصفحات الخاصّة (البْلُوغْ: (Blog إلى ما تعرّضت له، ولكنّهم قاموا سريعا وهم أقوى وأصلب ممّا كانوا عليه، في حين بقي المجرم ومستعمله لا يحسنون التعايش مع الخير والصلاح لأنّ أصلهم وساديتهم قد قصّرا بهم….   اللهمّ أرنا في الظلمة يوما تقرّ به أعيننا وتُطمئن به قلوبنا وتُسكن به أنفسنا!… اللهمّ خذهم أخذ عزيز مقتدر ولا تدع منهم على الأرض ديّارا!…       


رسالة الى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي


سيادة الرئيس زين العابدين بن علي حفظكم الله ورعاكم لما فيه خير الشعب والرعية انا اقرر انا احكم هذه سياسة الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء اول وكالة انباء في افريقيا واليكم التفاصيل انا الشاعرة والاعلامية حنان قم المطرودة من وكالة انبائنا ظلما وقهرا وتعسفا مند اكثر من سنة كاملة في بلد اعاد الى القانون هيبته في بلد لا مجال فيه للظلم والقهر والمحسوبية في بلد وهدا واجبي عملت فيه بما يمليه علي ضميري وكتبت فيه الاغاني الوطنية لفنانين من تونس وخارجها وتحصلت فيه على جوائز وطنية في مختلف مجالات الابداع كما شرفته وهدا واجبي ايضا بالحصول على جوائز عربية ومتوسطية ومن ضمن جوائزي الاغنية الوطنية المتحصلة على جائزة احسن كلمات من طرف السيد محمد الغنوشي الوزير الاول في اختتام السنة الوطنية للحوار مع الشباب وجائزة اخرى تسلمتها من يدي السيد الهادي مهني الامين العام السابق للتجمع الدستوري الديمقراطي ودلك يوم 7 نوفمبر 2007 بمناسبة الاحتفال بعشرينية التغيير وهده الاغنية كانت سببا في طردي من الوكالة نعم سيدي الرئيس اصراري على المشاركة في احتفالات بلادنا بالدكرى العشرين للتحول باغنية من كلماتي والحان الموسيقار العربي المصري صلاح الشرنوبي كانت سببا في طردي دون سبب من وكالة تونس افريقيا للانباء ولا غرابة مادام السيد الرئيس المدير العام يعيش بسياسة اناوحدي اقرر انا الذي احكم والبداية كانت حين تمسكت بحقي المشروع والقانوني في الحصول على رخصة مبدع للمشاركة في مختلف فعاليات الاحتفال بدكرى التحول المبارك وحضور الحصة التلفزية المباشرة في اول يوم بث فضائي لقناة تونس 21 بالاضافة الى حضور خطابكم برادس استنادا الى الدعوات التي وصلتني وو صلت الادارة من مختلف الجهات الرسمية وعلى راسها الامانة العامة للتجمع الدستوري الديمقراطي لكن رغبتي هده وحرصي على حقي وواجبي قابله الرئيس المدير العام بالرفض في البداية ثم القبول على مضض مع وابل من عبارات التهكم على اصراري داك وتشبثي بالابداع وكتابة الاغاني ومند دلك اليوم وهو يكن لي حقدا جسمه باستفزازي والقاء كل ما اكتب في سلة المهملات مثل شهادات اهل الثقافة والفنون في انجازات التغيير بعد ان طلب انجازهاو التي ظلت شهرا في مكتبه ليرميها عرض الحائط قائلا لي بالحرف الواحد ليست نهاية العالم وهنا اساله لمادا نشرت شهادات اخرى ببقية الاقسام في حين اهمل المثقفين الدين يعدون سند التغيير ولمادا تعمد الايقاع بي في حرج شديد مع فقدان مصداقيتي ومصداقية القسم الثقافي باكمله مع رجالات الفكر والفن والثقافة ونحن نتعامل معهم باستمرار ومع المؤسسات التي يديرونها على غرار السيد محمد ادريس مدير المسرح الوطني ورئيس المركز الوطني لفنون السيرك والفرجة الحية واتحاد الكتاب التونسيين ممثلا في شخص السيد عبد الله مالك القاسمي والمركز الوطني لفنون العرائس ممثلا في شخص مديره السيد محمد العوني الى جانب عدد من الوجوه الفاعلة والمؤثرة في المشهد الثقافي ببلادنا ولم تقف ممارسات السيد الرئيس المدير العام عند دلك بل انه القى ايضا كتابي 7 اغان وطنية الصادر بدعم من الادارة العامة للشباب بوزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية في سلة مهملاته ومعه مراسلة رجوته فيها نشر خبر صدوره في اطار مناشدة سيادتكم الترشح الى الانتخابات الرئاسية 2009والمراسلة كما الكتاب كما الشهادات لدي منها نسخ تثبت صحة ما اقولولم تقف ممارسات الرئيس المدير العام السيد محمد الميساوي عند دلك بل واصل اساليب استفزازي بشتى الطرق بايعاز ومساندة من السيدة مديرة التحرير نعيمة زاوق حتى اصبح العمل جحيما لا يطاق ورغم اني عملت بجد وفي ايام العطل والاحاد والاعيادودون تمتع باية تغطية اجتماعية ورغم رحلة العمل الناجحة التي رافقت فيها بعثة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث الى الجزائر في اطار الاسبوع الثقافي التونسي واشادة السيد الوزير بعملي ورغم وجود تقرير ايجابي يخص التربص الدي قمت به الا ان كل دلك لم يشفع لي بل انه حاول الضغط بشتى الوسائل على السيد رئيس القسم الثقافي الدي اعمل به لتغيير التقرير وحين فشلت مساعيه ومساعي مديرة التحرير قام بتمديد فترة التربص دون الاستناد الى القانون الاساسي للمؤسسة الدي لا يعطيه اي حق في التمديد في صورة وجود تقرير ايجابي واثناء فترة التمديد التي ظللت قبلها ثلاثة اشهر دون عمل اي دون خبزواصل السيد محمد الميساوي اساليب الاستفزاز و الضغوطات مما جعلني افقد كل رغبة في العمل وعرضني الى مشاكل صحية عديدة حيث تم نقلي الى اقسام الاستعجالي بكل من مستشفى اريانة وشارل نيكول في اكثر من مرة كما غير رئيس القسم وطلب من معوضه عدم نشر البرقيات التي اكتبها وبنهاية فترة التمديد فاجاني السيد محمد الميساوي بقوله ان كفاءتي التي لا ينكرها لا تكفي لاواصل العمل بالوكالة ودكرني بالسبب الرئيسي لعدم رغبته في وجودي الا وهو اصراري على المشاركة في عشرينية التحول معتبرا دلك تمردا عليه وهو الدي تعودنا منه سماع كلمة انا احكم بمناسبة او دونها وحين وجدت نفسي بلاعمل حاولت الاتصال بالسيد وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين دون جدوى ادكانت كاتبته ودون اسباب تمنعني من مقابلته او التحدث اليه ولو عبر الهاتف وظللت احاول مقابلة السيد رافع الدخيل حتى وفقني الله في دلك بمساعدة عدد من الوزراء والمسؤولين وحين تاكد الوزير من صحة كلامي اتصل برئيس القسم مؤكدا انه الوحيد الدي بامكانه اعادتي ادا كانت المؤسسة تحتاج فعلا الى خدماتي واكد له السيد رئيس القسم الثقافي اني تعرضت فعلا الى مظلمة كبرى وان الوكالة تحتاج الي نظرا لكثافة الانشطة الثقافية وخاصة الليلية منها والتي لا تعجب المترسمين هناك ولا ترضيهم ووعدني الوزير بالعودة في الحال لمباشرة عملي طالبا مني الانتظار بمكتب رئيس ديوانه السيد شوقي العلوي حتى انهاء مكالمنه مع الرئيس المدير العام لكن ورغم ان المكالمة طالت لاكثر من ربع ساعة الا ني فوجئت بخبر الرفض القاطع الجازم علما اني سعيت الى العودة مجددا خاصة ان بدائل السيد الوزير كانت لا تسمن ولا تغني من جوع وفقر الا ان السيد الرئيس المدير العام اخبر الجميع انه اقسم بحياة زوجته بان لا اعود ابدا وباءت مساعي عودتي الى وكالة الانباء بالفشل كما فشلت في مقابلة السيد الوزير الدي وعدني بالحل لكن كاتبته التي اضحت تحكم باحكامها اخبرتني انه تراجع وانه علي انتظار رحمة السماء او القبول بمقابلة مستشاريهالدين فشلوا في اقناعه بترسيمي في اية مؤسسة بالنظر الى تجربتي الطويلة وحملي لبطاقة احتراف مهنية كما فشلوا في مساعي اعادتي الى عملي. سيدي الرئيس أمام استمرار لامبالاة السيد الوزير وتعنت السيد الرئيس المدير العام الذي ما انفك يغالط كل المسؤولين الذين سعوا الى مساعدتي ونظرا للأوضاع المعنوية والصحية والمادية المتردية التي أصبحت عليها لم يعد أمامي غيركم أنتم راعي الثقافة وسند المبدعين لانتشالي من هذه الوضعية سيدي الرئيس ان حبي الصادق لتونس التي تظل فوق كل المصالح الخاصة و الشخصية والضيقة جعلني و يجعلني دائما أقاوم كل اغراءات الهجرة للعمل خارج الوطن وكان لي دافعا لألجأ اليكم لتضعوا حدا لهذه المأساة و تعيدوا لي حقي . ان ثقتي فيكم وطيدة في عهد أعدتم فيه الى القانون هبته والى المبدع مكانته وفق الله أعمالكم لما فيه خير تونس ودمتم السند والملهم والمعلم والسلام ابنتكم الشاعرة والاعلامية حنان قم  

قوارب الموت من جديد


مراد زروق 2009-09-22 لم نكن نسمع عن ضحايا الهجرة السرية الذين ابتلعتهم أمواج البحر الأبيض المتوسط قبل أن تفرض آخر دول الاتحاد الأوروبي إجراءات التأشيرة على المواطنين المغاربيين ومواطني دول إفريقيا جنوب الصحراء نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن الماضي. حينها اتسعت الهوة بشكل مهول بين دول الشمال والجنوب فبدأت فلول المهاجرين السريين تعبر مضيق جبل طارق باستعمال قوارب خشبية وأحيانا مطاطية لبلوغ الضفة الشمالية، فاكتشف العالم الوجه البشع للفقر عندما بدأت الأمواج تلفظ جثث الغرقى الذين ماتوا دون أن يبلغوا مرادهم وبدأ النقاش حول هذه الظاهرة التي حيرت الدارسين والمتتبعين، ظاهرة المقامرة بالحياة من أجل حياة أفضل. مع مرور الوقت تطورت الآليات القانونية والوصفات الاجتماعية والاقتصادية والإجراءات الأمنية الهادفة للحد من عبور المهاجرين من شواطئ المغرب الشمالية إلى جنوب إسبانيا، بوابة القارة الأوروبية الأقرب إلى إفريقيا، فتغيرت نقاط العبور حيث وضعت مافيات تهريب البشر نصب أعينها جزر الكناري الإسبانية الواقعة في المحيط الأطلسي، رغم أمواجه العاتية التي جعلت العرب يطلقون عليه في غابر الأزمان اسم بحر الظلمات، لنرى كيف بدأت قوارب المهاجرين تغادر خلسة جنوب المغرب وشواطئ موريتانيا وأحياناً السنغال في رحلات لا ينجو منها إلا القليل. وبينما كان الجميع يعتقد أن المهاجرين السريين قد يئسوا من عبور المضيق نظرا للحراسة المشددة التي يفرضها المغرب والاتحاد الأوروبي على حد سواء، فوجئنا يوم السبت الماضي بغرق قارب كان على متنه 60 مهاجرا أغلبهم من نيجيريا، لم ينج منهم إلا 11 شخصا وما زال الباقون في عداد المفقودين، ويوجد بينهم نساء وأطفال، بل وعائلات بأكملها كانت تمنّي النفس بحياة كريمة في أوروبا قبل أن ينتهي بها المطاف في قبور مجهولة الهوية، ويطرح من جديد السؤال الملح: إلى متى سنظل مكتوفي الأيدي أمام هذا النزيف؟ لقد أهدر وقت ثمين في النقاشات العقيمة حول هذه الظاهرة. هنا في أوروبا انقسمت الآراء حسب الانتماءات السياسية وحسب الاستحقاقات الانتخابية. اليمين يميل إلى سياسة صارمة للقضاء نهائيا على هذه الظاهرة بحيث تعتمد في الأساس على اتخاذ إجراءات أمنية إضافية وعدم تسوية وضعية المهاجرين السريين واليسار تبنى سياسة تسوية وضعية الأجانب غير الشرعيين وتشجيع الاستثمارات في الدول المصدرة للمهاجرين. وعندما تكون هناك استحقاقات انتخابية ترتفع بعض الأصوات الشعبوية التي يجد خطابها المتطرف صدى عند الناخبين اليائسين. أما في الدول التي تصدر المهاجرين السريين إلى أوروبا فيسود في الغالب صمت القبور لأنها كلها دول لا تحترم نفسها ولا مواطنيها ولا تعطي للحياة أية قيمة، وهي دول تحكمها أنظمة ديكتاتورية دموية لا تأبه بالدماء المراقة فوق أراضيها فكيف بالأرواح التي تزهق في صمت بين الأمواج المتلاطمة. لقد حضرت ندوات ومؤتمرات عديدة تناولت هذه الظاهرة وشارك فيها باحثون من تخصصات مختلفة، تناولوا الموضوع من كل جوانبه، بعضهم حمل المسؤولية لدول الشمال التي فرضت القيود على دخول المهاجرين وبعضهم الآخر أشار بأصابع الاتهام إلى دول جنوب البحر الأبيض المتوسط لأنها تراخت في مراقبة نقاط العبور ولم نعدم أصواتا انتقدت المهاجرين أنفسهم للجوئهم إلى الخيار شبه الانتحاري بركوب أمواج البحر، فبددنا سنوات طويلة في هذا النوع من النقاشات رغم أن الأمر ليس معقدا من حيث تحديد المسؤولية المباشرة لما يحدث. فيما يخص دول الشمال، من حقها أن تقلص عدد الوافدين بفرضها لنظام التأشيرة وإلا تضررت وأصبحت شبيهة بمخيمات اللاجئين، لكن ليس من حقها أن تعتبر الهجرة السرية جريمة كما فعل برلسكوني وحواريوه من المتطرفين في إيطاليا، إلا إذا تعلق الأمر بمهربي البشر لأنهم يتاجرون في أرواح الناس. أما عن مسؤولية المهاجر، فمن حق أي إنسان في العالم أن يتنقل من مكان إلى مكان آخر حتى ولو لم يحترم نظام التأشيرة وحتى ولو لم يكن بحوزته جواز سفر، فحرية التنقل حق قديم قدم الإنسان، لذلك لا أفهم كيف خرج بعضهم في دبر هذا الزمان بفكرة ترسيم حدود تفصل البؤس عن السعادة والفقر عن الغنى ويستغرب من طموح فقراء العالم لتغيير أوضاعهم. لقد ضرب الإنسان منذ القدم في الأرض باحثا عن الكلأ والصيد وفارا من القيظ أو القر ولم يثبت أن حاول أحدهم تغيير هذه السنة، بل على العكس من ذلك نجد أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعترف بحرية التنقل كحق من الحقوق الأساسية. لم يعد من الممكن الإغراق في هذا النوع من النقاشات لأن الأمر يتعلق بأزمة أخلاقية بكل المعايير. فهؤلاء الضحايا وهم يعدون بالآلاف شيعهم الصمت وتجاهل العالم إلى مثواهم الأخير لأنهم لا يهمون أحدا ما عدا عائلاتهم التي اكتوت على امتداد السنين بلوعة فقدانهم. من السياسيين من تباكى عليهم ومنهم من استعملهم ورقة ضغط على الجانب الآخر وحتى وسائل الإعلام لا تخصص لكوارث غرقهم إلا حيزا ضيقا في الأخبار والصحف على حد سواء, وهذا أمر استوى فيه إعلام الأوروبيين المتحضر وإعلام دول جنوب البحر الأبيض المتوسط الغارق في التخلف. بعد يومين على غرق 60 مهاجرا في عرض الشواطئ المغربية لم تنتشل إلا ثماني جثث وقفزت أخبار أخرى إلى الواجهة غطت على هذه الحادثة الأليمة، فأسال خبر عيد ميلاد صوفيا لورين ونهائي كأس أوروبا لكرة السلة وخماسية ريال مدريد في شباك خريث مدادا كثيرا في إسبانيا إلى درجة أنه غطى على خبر غرق القارب الذي لولا عدم العثور على عشرات الجثث المفقودة، وانتهى الأمر في آخر نشرة أخبار يوم السبت. هذا في إسبانيا، أما في المغرب فأخبار التدشينات الملكية وبرقيات التهنئة الموجهة للأشقاء بمناسبة عيد الفطر لا تترك مجالا لغيرها من الأخبار سواء أكانت مهمة أو تافهة. وحتى وسائل الإعلام النيجيرية مرت مر الكرام على الخبر رغم أن أغلب الضحايا جاؤوا من ذاك البلد الإفريقي. لا أدري كم من القرابين يجب أن تقدم إلى أمواج البحر حتى يهتم هذا العالم بشأن هؤلاء المهاجرين الذين أخرجهم الجوع من ديارهم، ولا أدري كم من الدراسات ستنشر وكم من المؤتمرات ستعقد قبل أن نصل إلى خلاصة بسيطة مفادها أن إعادة توزيع الثروات توزيعا عادلا بين الشمال والجنوب ونهاية الأنظمة الفاسدة في دول الجنوب هو الحل الوحيد لوضع حد لهذه المأساة.   zarmourad@gmail.com ……………………………………………………………………………………. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2009)

رحيل الإعلامي أحمد بوغنيم


فقدت الساحة الإعلامية التونسية مؤخرا الإعلامي البارز أحمد بوغنيم الذي وافاه الأجل المحتوم عن سن تناهز السبعين عاما بعد صراع طويل مع المرض. ويزخر تاريخ عميد الصحفيين التونسيين بعديد الإنجازات في المجال الإعلامي فقد ساهم أحمد بوغنيم في وضع أسس العمل الوكالاتي الوطني في تونس إذ التحق بوكالة تونس إفريقيا للأنباء في بداياتها سنة 1963. واعتلى منصب رئيس تحرير في وكالة تونس إفريقيا للأنباء حيث ساهم بما تميز به من مواهب واختصاصات متنوعة و مهارات عالية في التحرير باللغتين العربية والفرنسية في تكوين أجيال من الصحفيين التونسيين. ويشار إلى أن فقيد الساحة الإعلامية التونسية تميز بإتقانه التحقيقات الميدانية. اشتهر عميد الصحفيين التونسيين بظرافته وبنشاطه متعدد الأوجه في الحقلين الجمعياتي والرياضي. وهو يحظى بشهرة كبيرة في الأوساط الرياضية التونسية والعربية إذ يعتبر ممن ساهموا في تركيز ودعم عديد الجامعات الرياضية التونسية والعربية وآخرها الاتحاد العربي للكيوكوشينكاى كاراتي الذي ترأسه حتى وفاه الأجل. (المصدر: “أخبار تونس” (حكومي – تونس) بتاريخ 22 سبتمبر 2009)  


تونس 7 و الأشاعرة

 


عبدالرحمان الخلادي يحضرني قول المعري وإني وإن كنت الاخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل فقناة سبعة وإن كانت صمتت دهرا عن التكلم في الدين أو في الفكر الاسلامي إلا أنها تبدو مؤخرا تسابق الريح في إثبات مدى حجم الردى الذي وصلنا إليها مادفعني لكتابتي لهذه الكلمات هو ما شاهدته في برنامج للفكر الإسلامي قد حضرت له مقدمته واستدعت شيوخ وأساتذة الجامعة لمناقشة فكر الأشعري وعقيدته ولاأخفي حقيقة صدمتي في الوهلة الأولى بعنوان البرنامج الذي يوحي في وهلته الأولى أننا في صراع فكري كذاك الذي حصل بين المعتزلة وأهل السنة . حدثت نفسي قائلا سيحتدم النقاش الآن بين قائل بنظرية الكسب عند الأشعري وبين تفسير لعقيدة السلف وعقيدة الخلف التي بني عليها المذهب قلت في نفسي لابد أن القوم قد اجتمعوا ليشرحوا كيف قادت الاشعري عبقريته لينقلب على المعتزلة بعد أن تربى بين شيوخها. ولكن خاب ظني فكانت صدمتي بعد سماعي البرنامج أشد منها في الأول. فلقد اتفق الجميع أن ابن أبي زيد القيرواني هو من نشر مذهب الاشعري وهم لايعلمون جهلا أنه لم يكن أشعريا أصلا فكيف يكون هو من نشر المذهب بل زاد أحدهم قول الامام مالك في الاستواء عندما سئله أحد المبتدعة الرحمان على العرش استوى كيف اسوى فقال مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وماأظنك إلا مبتدعا , فجعل قول الامام مالك هذا أصلا لمذهب الاشاعرة وهو لايعلم أن الأشاعرة يجعلون قول مالك هذا ثاني القولين في المذهب إذ يفضلون التأويل فيفسرون الاستواء بالاستيلاء وكأن الله كان في مغالبة فاست ولى على العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ثم يقولون أن عقيدة السلف أسلم وعقيدة الخلف أعلم وأحكم كناية عن قول مالك وقول التأويل ،ثم استشهد أحدهم بكتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري رحمه الله وترك كل كتب الأشاعرة وهو بهذا يثبت أنه لايفرق بين مايوجد في هذا الكتاب وبين ماهو مقرر في مذهب الاشاعرة فهذا الكتاب لايحتوي أي شئ من عقيدة التأويل عند الأشاعرة بل هو خالص في عقيدة السلف في العقيدة لعل الأشعري ألفه في آخر حياته فيكون بذلك قد رجع عن عقيدة الخلف التي تزخر بها كتب الأشاعرة التي جل اجتهاداتها من أتباع المذهب ,وبذلك كانت خلاصة البرنامج أنها لم تأتي بشئ من مذهب الأشاعرة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن في خضم هذا الصراع السلفي الأشعري إن صح فمن هم أهل السنة والجماعة فالاشاعرة يريدون حصر مسمى أهل السنة فيهم وفي الماتريدية التي لايختلفون معها كثيرا متناسين بذلك أن مسمى أهل السنة نشأ أصلا قبل مذهب الأشاعرة وأن عقيدة السلف الأولى هي ماتركها رسول الله صلى عليه وسلم ولعل السلفية في عصرنا هذا ماهي إلا امتداد لتلك الفترة المباركة ولعلها القول الأقرب لسلف الأمة وبالمقابل يريد بعض السلفية حصر مسمى أهل السنة فيهم متناسين أن علماء أجلاء من السنة كانوا أشاعرة من أمثال النووي وبن حجر رحمهما الله . وبهذا يتضح أن السلفية والأشعرية ماهي إلا رئى واجتهادات داخل مسمى أهل السنة والجماعة غفر الله للمخطئ منهم ووفق المصيب منهم .  

 


في حديقـــــــــة البلفيديــــــــر يوم العيد: غابت الحيوانات… وحضر الحرقوس والممنوعات !


تونس ـ الشروق : … الحركية على أشدّها… منتصبون احتلوا الممرات كما احتلت بضائعهم الحواجز المطلة على المساحات التي غابت عنها حيواناتها ولم يبق منها الا اللوح الذي يرمز إليها ويقدّم عنها البعض من المعلومات… لعب بلاستيكية اختلفت أنواعها من المسدسات ذات الكريات الصفراء الى ذات الأسهم… الى غيرها من تلك القائمة الطويلة التي ما فتئت مصالح المراقبة الصحية والاقتصادية والتجارية تحذّرنا من اقتنائها… بعد حجز الأطنان منها جرّاء الأمراض السرطانية المتسببة فيها… صوت الأطفال المهرولين هنا وهناك طغى عليه صوت باعة الكسكروت الجاهز المعروض في كراطين تغيّر لونها ومال الى السواد تراصفت بدورها الى الأرض… على صوت النسوة الاتي تربعن على الأرض… تاي أخضر… حرقوس… إيجا منّا حرقص. كان هذا المشهد العام أول أمس الأحد (يوم العيد) داخل فضاء حديقة الحيوانات بالبلفيدير… غابت �الفقمة�… كما غاب قبلها الفيل والزرافة… ونام الأسد في غيبوبة… وبقيت أقفاص أخرى فارغة… فيما احتلت القوارير البلاستيكية والأكياس والفضلات كل الأحواض المائية الى درجة تبعث على الاشمئزاز هذا دون اعتبار الفضلات التي غطت المساحات الخضراء… مشهد غريب جدا على هذا الفضاء الذي عايشنا منذ الطفولة وألفناه… أيام قبل العيد لاحظ عدد من الزوار أن البحيرة الخارجية بمدخل البلفدير والتي سحبت منها المياه وأعيد تنظيفها بعناية… قد تكون بادرة خير لتمتد تلك الايادي الى داخل حديقة الحيوانات… عاد الماء الى البحيرة وعادت معه أعداد قليلة من البطّ… الذي سبح هنا وهناك… لكن �يا مزيّن من برّة� آش حالك من الداخل� فهذه الحديقة خيّبت ظن الزوّار في يوم العيد خاصة لمن لم تتح لهم الفرصة للزيارة بسبب الأوساخ المتراكمة والتي لم تكن وليدة تلك الساعات الأولى للصباح… هذا دون اعتبار المنتصبين ببضائع هي محظورة داخل فضاء يعتبر فضاء بلديا محميا. الحديقة مهزلة … الحديقة اليوم مهزلة بالفعل… جل الحيوانات التي نعرفها لم تعد موجودة… وما تبقى منها لا يصل الى حدود نسبة معينة… اصطحبت معي طفلتي لكني فوجئت بأن وحيد القرن احتل مكان الفيل… هكذا استهل السيد رضا التونسي كلامه محتجا على الحالة التي كانت عليها الحديقة اليوم ليضيف: لم أكن أتصوّر أن أجد هذه الحديقة التي عرفناها طيلة تلك السنوات وقد غاب عنها أشهر حيواناتها… أنظروا من حولكم (مشيرا بيده الىعدد من المساحات) انها خالية من الحيوانات وإن وجد بعضها فهي منعزلة أتمنى أن يشاهد المسؤولون ما آلت اليه هذه الحديقة اليوم… لأنها رمز وتاريخ لا يمكن أن يقع غض النظر عنه. نفس الرأي شارك فيه السيد رضا وزوجته ايناس التي رأت في المكان مكبّا للنفايات خاصةداخل الأحواض المائية التي تراكمت فيها الفضلات بشكل لافت للانتباه. انتظرنا الفقمة لكن!! كانت تجلس الى الحجارة رفقة أطفالها الثلاث… يتقاسمون كيس الكاكي… قبل أن تنهض متثاقلة ومحتجة… السيدة مبروكة قدمت خصيصا من جهة سيدي ثابت لترافق أطفالها في زيارة لحديقة الحيوانات… لكن انتظارها الطويل أمام المكان المخصص للفقمة لم يجد نفعا لرؤيتها إذ تقول: تصوّروا اعتقدت للحظة أنني بلهاء… جلست في انتظار خروج الفقمة من جحرها تلبية لرغبة أطفالي… لكن لم تكن تلك الفترة التي انتظرتها ستمنحني مراد أطفالي… لقد اكتشفت أنه لا وجود لفقمة… وها هو الحوض المائي المحيط بها وقد تحول الى ماء عفن ومكب للبكتيريا والفضلات… على الأقل كان بامكان مسيري المكان أن يشيروا الى غيابها… لا أن نجلس كالأغبياء ننظر الى الصخور… ختمت السيدة مبروكة كلامها مهرولة وراء أحد أطفالها الذي أطلق ساقيه للريح في اتجاه بائع كسكروت التن المعروض على الأرض…. الأوساخ حتى يوم العيد لم يكن موضوع الأوساخ المتراكمة هنا وهناك محل احتجاج البعض فقد عبرت عنه أيضا السيدة ألفة الجندوبي التي كانت مرفوقة هي الاخرى بطفليها … لم يُضف أي شيء للحديقة جديد… بل بالعكس قل عدد الحيوانات المعروضة واختفى أهمّها… توقعت أنه بما أننا في يوم العيد فأقل احترام للزوار هو أن يكون هذا الفضاء البيئي نظيفا وليس بهذا الشكل… وكان على مسؤولي المكان تنظيف هذه الأحواض وإن لزم الأمر أفراغها من المياه ما دامت حيواناتها غائبة لأجل غير مسمّى. نحبّ الفيل… … نشوف الفيل… هكذا علّقت علىسؤالنا الطفلة عبير وشاركتها الرأي قريبتها ملكة: لم نجد الفيل ولا الزرافة… وبعض الأماكن الأخرى كانت فارغة… نحب حديقة الحيوانات ونأمل أن نرى فيها الحيوانات. ممنوع بالطريق العام مسموح بالفضاء البلدي! الألعاب الممنوعة وخاصة منها المسدسات ذات الكريات الصفراء والتي كانت معروضة للبيع بكامل الممرات داخل حديقة الحيوانات…لم تجد طريقها الى أيدي الأطفال فحسب بل امتدت الى الحيوانات داخل الأقفاص حيث استغلها عدد من الأطفال لاطلاق تلك الكريات على القرود الصغيرة داخل أقفاصها فيما تكرر نفس المشهد تقريبا لأطفال باكين ممسكين بتلابيب ملابس أوليائهم لارغامهم على اقتناء كسكروت التن بـ 500 مليم من على الرصيف نفس الأمر كان بالمقهى الكائن داخل الحديقة حيث غابت الكراسي والطاولات وحلّت محلّها الفضلات والأتربة… ناقشات الحرقوس… واجهات الحديقة جلسن بدورهن تباعا عبر الممر يقدّمن خدماتهن مدفوعة الأجر في رسم الزينة على أيدي الفتيات الصغيرات… المشهد العام للحديقة… لم يكن يعكس الصورة الحقيقية للحديقة… لفضاء له تاريخ عقود وعقود من الزمن لخّصتها الطفلة صفاء بالقول تمنيت لو وجدت صورا للحيوانات عوضا عن الكسكروت أو مختص يقدّم لنا بعض المعلومات عن تاريخ الحديقة وعائلتها وليس ناقشات حرقوس… وختمتها السيدة خديجة فقط بعبارة يا حسرة على أيامك يا بلفيدير. (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم  الاربعاء 22 سبتمبر 2009)  


تونس في 22/09/2009 بقلم محمد العروسي الهاني  بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين الرسالــة 680 عـلى الأنترنــاتمقترحـات جريئــــــةمناضــل كاتـب فـي الشـأن الوطنـي والعربـي و الاسلامـي الحلقة 13

خاتمة سلسلة المقالات الجريئة حول الانتخابات الرئاسية و التشريعية القادمة 25/10/2009


في الحلقات السابقة تحدثت بكل أمانة على الاستعدادات الجارية لإنجاح المهرجان الديمقراطي والعرس الشعبي التونسي. و قدمت جملة من المقترحات لدعم المهرجان الديمقراطي و توسيع قاعدة التمثيل للجهات والأجيال والأعمار و الريف و المدينة لضمان صورة المجلس النيابي الجديد و جعله يتناغم مع مشاغل المواطنين. و اليوم أؤكد على ضرورة تفعيل المجلس النيابي الجديد حتى يكون أوّلا ممثلا لكل الجهات والحساسيات الفكرية و السياسية و الاجتماعية مع مراعات كل الشرائح و الكفاءات والطاقات و الأعمار و الأجيال والفئات و من الجدوى و الفاعلية و الفائدة للوطن و للشعب أن تكون قبّة البرلمان الجديد تمثل كل الشرائح على النحو الذي يطمح إليه المواطنون.  و في اعتقادي كما أسلفت في المقالات السابقة أن يتواجد في قبة البرلمان أنجال و أحفاد الزعماء والرموز امتدادا لتواصل الروح النضالية و اعترافا بالجميل لكل من ضحّى من اجل تونس و عزّتها وسيادتها و استقلالها. مع وجود الأصناف التالية لضمان الاستمرارية و العدل السياسي و التمثيل الشامل الدّيمقراطي حسب التركيبة المقترحة 7 من رجال الدّين و الأئمّة الأفاضل من أهل السنّة والاعتدال، 7 من المناضلين الكبار الذين كان لهم الدور الفعال في دعم الاستقلال و الحرية و السّيادة، 7 من الولاة و المعتمدين المتقاعدين من ذوي الخبرة و الاشعاع، و سبعة من الطلبة الممتازين و المتفوّقين و سبعة من شباب تونس الناشطين الفاعلين و سبعة من جمعية الأمهات برّ بالوالدين و سبعة من رجال القانون و المحامين. و إذا ضربنا 7 على 7 يكون العدد 49 مع التمثيل المعمول به بتوزيع عادل أين المنظمات الوطنية الأربعة. اتحاد الشغل و اتحاد الفلاحين و اتحاد الصناعة و التجارة العاملين و اتحاد المرأة على حساب 13 مقعدا لكل اتحاد يكون المجموع 52 إضافة إلى 7 مقاعد من سكان مناطق الظلّ الذين فكّ عزلتهم صانع التحوّل و الإصلاح و العدل الاجتماعي و لولا دعمه الشخصي ما تحققت المشاريع الملموسة في كل جهة ومنطقة طيلة 17 سنة منذ بعث الصندوق الوطني للتضامن 2626 سنة 1993. و سبعة من رجال التربية و التعليم رواد الفكر و صقل المواهب. و لا ننسى الأطباء و المهندسين فالمجموع يكون 136 مع حوالي 29 امرأة من مختلف الشرائح و المناطق يصبح العدد الجملي 165. و لا ننسا 7 من رجال الإعلام و فرسان القلم. الجملة 165. و إذا تمّ هذا  التصور بهذا الشكل يكون أول مجلس نيابي شامل و عادل بين الجهات و الأجيال و الأعمار، لدعم و تطوير المجلس التشريعي و تفعيله و لضمان الاستمرارية و الفاعلية و الجدوى و النجاعة لعمل المجلس مع الحرص على التجديد بنسبة 90% حتى نضمن العدل في البرلمان و نحرص على تشريك من يستحق التتويج و نسعى بقدر الأماكن لجعل قبة البرلمان تجمع عناصر مشعة و قادرة على الحوار البناء وتطوير التشريعات لمعاضدة عمل السلطة التنفيذية و مساعدة سيادة الرئيس الجمهورية الذي هو أكثر حرصا على اختيار الأنفع و الأجدد و الأكثر اشعاعا دون احتكار أو البقاء إلى آخر لحظة متمسكا بالكرسي مدى الحياة. و هذا فيه هضم لحقوق الآخرين مهما كانت خدمات المتشبّثين بالبقاء و لا أحد قادر على وضع حد لها إلا رئيسنا صاحب القول الفصل و أعتقد انه في آخر اللمسات لضبط القائمات النهائية يوم 24/09/2009 قادر سيادته ادخال التعديلات التي يراها صالحة  و مفيدة للمجتمع و التي تجسّم العدل و المساواة و إن شاء الله الريف و مناطق الظلّ تأخذ حظها في الانتخابات و رجال الدّين و السياسة والنضال و الحساسيات الفكرية مع النسبة المخصصة لأحزاب المعرضة 25% كهدية من الرئيس والتجمع كما أسلفت و تحدثت هذه أمنيتي بكل صدق و أمانة أسوقها في هذا المقال مسك الختام عسى أن يطلع عليها الرئيس المغوار الذي من سماته الاصغاء و التدبّر و الاستماع لخلجات المواطن في كل مكان و زمان. و صدق حينما قال التجمع لا يضيف رحابه و صدره من أي رأي مهما كان مصدره و بهذا أسلوب الرئيس يدعّم الحوار الديمقراطي فلنعمل جميعا على تجسيم هذه المقترحات الصريحة و السليمة و الهادفة التي تكرّس شعارنا التونسي تونس للجميع و الجميع لتونس و إذا حصل هذا فسيكون أول مجلس نيابي يمثل إرادة الشعب. قال الله تعالى : لمثل هذا فليعمل العاملون. صدق الله العظيم . ملاحظة : شتّان بين من يستشير لذكر غيره و من يستشير لنفسه و هي الأنانية بعينها. و لكن سيادة الرئيس الخبير بشؤون هذا الرّهط الأناني يعلم علم اليقين أن الأجدر هو الذي يؤثر على نفسه عملا بالآية القرآنية و يِؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة صدق الله العظيم.   المناضل محمد العروسي الهاني 22022354 معتمد متقاعد عاشت تونس حرّة منيعة
 

عبد الوهاب المؤدب من التنوير إلى التدمير

       


د.أحمد القديدي (*) قرأت تقريبا كل ما كتبه الأستاذ عبد الوهاب المؤدب التونسي الأصل و الفرنسي جنسية وثقافة حول الإسلام و كنت دائما أضع أفكاره و مقترحاته ضمن تصوره للعلاقة بين الدين و الحداثة أي في إطار الإجتهاد التنويري و التجديدي الذي تتطلبه حضارة المسلمين. مثله مثل الأستاذ الفاضل عبد المجيد الشرفي . وتابعت تدخلات هذا المثقف في إذاعة (فرانس كولتير) و في منابر أخرى أبرزها حواره مع طارق رمضان. و لكني أعترف أني صدمت صدمة عميقة حين طالعت الحديث الذي أدلى به عبد الوهاب المؤدب هذا الأسبوع لمجلة (لوبوان) الأسبوعية الباريسة على صفحتين 82 و 83 بمناسبة تفكير السلطات الفرنسية في منع البرقع بالقانون، وهو حق هذه السلطة في بلادها. أما سبب صدمتي فهو ما لمسته من تحول المؤدب المفاجىء من فكر التنوير إلى  دور التحقير والتدمير إزاء الإسلام، و لعل غاية الكاتب هي مع الأسف كسب تعاطف اليمين المتطرف في الغرب وفي فرنسا بالذات باستعمال اللغة التي تدين و تهدم وتنسف عوض التمسك بالمنهج الأكاديمي الذي ينير و ينقد و يقارن ! و حتى لا أظلم الرجل سأدعو القراء الأفاضل أن يكونوا شهودا للحكم بنزاهة على بعض الأفكار الغريبة الواردة في الحديث المذكور في حالة لم يكذبها السيد عبد الوهاب أو يصححها في العدد القادم من المجلة. يقول الكاتب حرفيا : إن الإسلام اليوم  غبي ومكروه ولديه الوسائل ليكون ذكيا ومحبوبا ” وهذا الرأي مناف تماما للعقل الأكاديمي العلمي، إذ مهما بلغ حقد الرجل على دينه فمن الغباء إتهام الإسلام كحضارة و كدين سماوي محترم بالغباء و إضافة وصمة كونه مكروها! فهذا الإتهام الغريب للإسلام كله بكونه غبيا و مكروها يستحق إما التوضيح أو التصحيح لأن شتيمة كهذه لا يمكن أن تصدر عن باحث جامعي و مسلم و يخاطب الغرب بلغته. في فقرة أخرى من هذا الحديث يقول السيد المؤدب حرفيا أيضا : في زمن قديم كانت الحضارة محمولة على اللغة العربية كان المفكر (أبيلار) الأوروبي ينصح الأوروبيين قائلا لهم: تعربوا ! أما اليوم فإن الحضارة غربية و لذلك أقول للمسلمين: تغربوا” و هذا الرأي- النصيحة فيه إجحاف بالحقيقة التاريخية و دعوة المسلمين لقبول الهزيمة الحضارية وهو ضد مبدإ تداول الحضارات للقوة و الضعف و التدافع الطبيعي بينها. فهو إذن رأي مردود على صاحبه لأنه مخالف لمنطق تعاقب الأمم منذ فجر البشرية إلى اليوم. فالدعوة لتغرب المسلمين (مع الراء المشددة) هي في الواقع دعوة لذوبان أمتهم في الغرب. ثم أي غرب يدعونا السيد المؤدب للذوبان فيه ؟ هل هو غرب البربرية التي فضحها أكبر مفكري الغرب المثقف الفرنسي من أصل بلغاري (سفيدان تودوروف) في كتابه الأخير (الخوف من البرابرة) ذلك الغرب الذي أنجب الحروب الصليبية و النازية و العنصرية والإستعمار و حروب الإبادة العرقية والعبودية و إلقاء قنابل ذرية على المدن اليابانية والقنابل العنقودية على العراق و أفغانستان والمنتهك لكرامة المسلمين في غوانتنامو و أبو غريب و باغرام ؟ أم هو غرب القيم الإنسانية و العلمية و الديمقراطية التي لا نحسب تاريخ المسلمين خاليا منها لأن السيد المؤدب يبدو منكرا على الأقل في نصوصه لكل ما أضافه المسلمون للحضارة الإنسانية و الغربية بالذات. و ينهي الكاتب حديثه للمجلة بدرة فريدة أدهشتني شخصيا وهي نعت الإسلام بمعاداة السامية وهي شبهة ينسبها الرجل لقناة الجزيرة ! التي حسب رأيه ” تغذي ” كراهية المسلمين لليهود !” ثم يختم حديثه بالقول حرفيا : ” إنني أذكر كل مسلم بأن الإسلام هو وليد اليهودية! وبأن اليهود لا يمكن أن يكونوا أعداءنا لأنهم آباؤنا…!” هذه بعض مقتطفات من كلام رجل مسلم كان والده رحمه الله مدرسا لعلم القراءات في الجامعة الزيتونية الشيخ المختار المؤدب. وأنا ما أزال معتقدا بأن السيد عبد الوهاب ربما سيصحح هذه الأفكار المغلوطة التي ربما ألصقوها به. أما إذا كان الرجل يؤمن بما جاء في حديثه فهو مطالب بأن يقدم الحجج و البراهين على صحتها لأنها لا تستند إلى حق، ولم يقلها حتى ألد أعداء الإسلام ! (*) رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس

وثيقة تاريخية مهمة  
 
بيان إلى اللجنة العليا للحزب صائفة 1970 للشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله

 

وبعد فشعورا بواجب النصح الذي جعله الله أمانة في عنق المؤمنين، يجازيهم خير الجزاء إن هم قاموا به لوجهه الكريم، ويحل بهم مقته وغضبه إن هم أهملوه أو قاموا به لغير وجهه الكريم أو لما توسوس به النفوس الأمارة بالسوء من منافع ومطامع. وكل هذا قد وضحه القرآن الكريم أعظم توضيح حين قال : “ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم”، وأكده وقرره سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم حين قال: ( الدين النصيحة ) قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولرسوله ولكتابه ولأيمة المسلمين وعامتهم) وقال أيضا: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليحلن بكم عذاب محتضر). إن الاستجابة لهذه الهتافات السماوية النبوية تحتم على المخلصين لها إن يقدموا النصح لمن طلبه ولمن لم يطلبه على حد السواء إنما المهم إن يطبع بالطابع الإسلامي الصميم ذلك الطابع والذي وضحه القرآن الكريم أجمل توضيح حين قال: “ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن” ولا ننسى أن تونس قد تمسك دستورها في فصله الأول بعروبتنا وإسلامنا وعلى هذا الأساس نلفت نظركم إلى ما يلي مما نحس بان التناقض قد بلغ فيه منتهاه. 1)- الإشعاع الروحي: إن شعبنا التونسي الذي هو شعب معروف بأصالته العربية الإسلامية قد وهبه الله من الخصائص ما جعله جديرا بان يحتل مقام القيادة والريادة منذ فجر الإسلام الأول، إذ قد استطاع هذا الشعب أن يجعل من بلده مصدر إشعاع لا في الشمال الإفريقي وحسب بل في مجاهل إفريقيا وقلب أوروبا، ولقد كانت القوة الروحية هي المطية التي عبر بواسطتها أجدادنا الفيافي والبحار، وحققوا لدينهم ولامتهم أعظم انتصار، إن الرقعة الأرضية الضيقة والنسبة العددية لهذا الشعب لم تستطيعا إن ترجعا المد التونسي عن غاياته البعيدة، وليس ذلك للفصاحة والذكاء والجاذبية والطيبة التي ميزنا الله بها فقط، بل مرده الأول والحقيقي إلى جامع عقبة وجامع الزيتونة، فمن هذين المكانين الأقدسين تخرج الدعاة والفاتحون وجاؤوا من كل صوب وحدب ليغترفوا من معين تونس، وليجعلوها عن اختيار واقتناع وطنهم الثاني إن لم تكن الأول، لقد رأينا بأعيننا أن تونس الصغيرة استطاعت إن تكون عديلة لمصر الشاسعة الكبيرة، وان تنازعها عن جدارة زعامة المسلمين، وكثيرا ما تفتكها منها لا بشيء إلا بجامع الزيتونة الذي طاول الجامع الأزهر فطاله، وغالبه فغلبه، ورأينا -وما بالعهد من قدم- أن أصدقاء كثيرين تنكروا لصداقتهم معنا بل واشتركوا مع من تآمر علينا، ولم نر واحدا من الذين رضعوا ثدي الزيتونة من غير أبناء تونس كفر بنعمتنا أو تنكر لأبوتنا. فهل آن لنا ان نراجع أنفسنا -ونحن أهل المراجعة- “والرجوع إلى الحق فضيلة” هل آن لنا أن نعيد تلك القلعة الشامخة البناء إلى سالف عهدها متطورة متعصرة تحتضن فئات من أبنائنا الذين نحن في حاجة إلى خدماتهم المجدية، وفئات من الوافدين علينا ليصبحوا أبناء لنا اليوم وأشقاء أوفياء لنا غدا؟ 2)- إصلاح التعليم: إن تجربتنا النضالية الطويلة المظفرة أبانت لنا بكل وضوح انه لن يستبسل ويثبت في أية معركة إلا من كان صادق الإيمان بقيمه ومثله ودينه وتاريخه، فهو الذي يعتز بالماضي ويجعله ركيزة المستقبل، ويأبى عليه إيمانه بربه أن يتوغل في الشر إذا ما انزلق فيه عن غير قصد وروية، لا تمكن أبدا المقارنة بين مؤمن وجاحد، وبين بار وعاق، وبين مخلص ومتنكر، والتجربة الناطقة ماثلة أمام أعيننا توضح بما لا غموض فيه إن من كفر بربه سهل عليه أن يمزق روابطه العائلية والقومية وسهل عليه أن يتاجر بكل شيء، لأنه لا يؤمن إلا بالمادة، فأينما رآها جرى خلفها لاهثا، وإزاء هذه الحقائق المرة الحلوة يكون لزاما علينا أن نعيد النظر بكل تمحيص ودقة وصراحة وشجاعة في برامج تعليمنا من ألفها إلى يائها لأننا رأيناها -والحق يقال- لا تستطيع أن تخرج لنا رجالا نطمئن على مصير امتنا إذا ما القي بين أيديهم، ومن لم يتشبع بتاريخ أمته ولم يقدس مثلها، ولم يتعمق في لغتها لا يمكن أن يكون معتزا بها ولا مخلصا إليها، أننا لسنا من أنصار الانغلاق أو الانعزال، بل نحن من المؤمنين بالتفتح الذي لا يصل إلى حد الذوبان والانسلاخ، لقد اخذ عنا الغرب العلم والحضارة إلا أنهم كرسوا جهودهم لترجمتها وطبعها بطابعهم حتى أصبحت مع الأيام وكأنها نتاج عبقريتهم وتراث أجدادهم، فلماذا لا نفعل مثلما فعلوا فنبعد عن أجيالنا الصاعدة الذبذبة والحيرة والتنطع؟ إن الشباب الذي نريد أن نجعل منه مسلما صميما وعربيا صادقا وتونسيا مخلصا، لا يمكن أن يتعلم بالمدرسة لغة أكثر من تعلمه للغته، وتاريخا أكثر من تعلمه لتاريخه، وفلسفة أكثر من تعلمه لفلسفته، انه لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون جميع شبابنا المتعلمين من نوع المهندسين والأطباء والذريين والفيزيائيين، بل لا بد أن يكون من بينهم الأدباء والمختصون في الكتاب والسنة، وحفظة القرآن أيضا، المختصون في علومه مما يحقق حاجة المجتمع التونسي المسلم. فأين المدارس القرآنية (الكتاتيب) المنظمة التي ستحقق هذا الغرض؟ وأين البرامج التعليمية أيضا؟ ومتى سنهتم بهذا المشكل الخطير؟ 3)- وسائل الإعلام: إن وسائل الإعلام والثقافة تلعب الدور الأساسي الرئيس في توجيه الشعوب فتكيف أذواقها وتقوم انحرفاتها، فهل إن وسائل الإعلام والثقافة لدينا بما فيها من صحافة وتلفزة وإذاعة وتمثيل وسنما ونشريات محلية أو مستوردة، هل إن هذه الوسائل تخدم الغايات الأخلاقية والوطنية والدينية؟ أم هي سائرة في غير هذا الاتجاه؟ وهل نسمح لأنفسنا أن نتركها تهدم ما نبني، وتعمل على نقيض منا نريد؟ 4)- الهياكل الدينية: إن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الدعاية والإشهار، وان الحق الواضح إذا لم يقع التعريف به والدعوة إليه بالحاج يهمل وينسى تماما ومن اجل هذا دعا الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى التذكير فقال: “وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين” وقال “فذكر بالقرآن من يخاف وعيدي”. ونحن إذا ما أردنا أن نقارن هنا بين ما يقوم به دعاة الدين والأخلاق والفضيلة نرى أن سوق الأولين انفق وإمكانياتهم أعظم، وإزاء هذا التكالب من أنصار الضلال والإلحاد نرى انه يتعين علينا أن نقيم أجهزة عتيدة للدعوة الإسلامية، ونعطيها من الفعالية والعون ما يجعلها تنطلق في هذه المجالات انطلاقة تعطى للدولة وللحزب ما تعطيه المنظمات القومية التي ثبتت نجاعتها واستمرت رسالتها. لقد رأينا جل الدول الإسلامية بل جميع الدول الإسلامية تجعل ضمن الهيئات المحترمة مجلسا إسلاميا أعلى أو مجلسا للعلماء وبجانب ذلك جماعات للدعوة الإسلامية تجد من حكومتها الدعم المادي والأدبي ويندرج ضمنها رجال مؤمنون يخلصون النصح ويصدقون فيه، ويمارسونه كعبادة وهواية يتأثرون، ويؤثرون، فكم نحن في حاجة أكيدة إلى جمع شتات هؤلاء المؤمنين المخلصين الصادقين الذين يفهمون الإسلام على حقيقته، وإعطائهم الفرص الكافية للعمل؟ 5)- التشريع: وكم تتوج أعمالنا بالنجاح والتوفيق إذا نحن عممنا مسالة المراجعة الواعية المتبصرة حتى في بعض مسائلنا التشريعية على ضوء التجارب التي عاشها المجتمع التونسي في ظروفه الأخيرة… وكل هذه الأشياء أمام أصحاب العزائم الصادقة من رواد الإصلاح المقدرين للمسؤولية التاريخية سهلة وميسورة، وإنها لتعطي للحزب والدولة من القوة والمناعة ما لا تعطيه الجيوش الجرارة ولا قوة البوليس. 6)- لغة الإدارة: لقد جعلنا من أهدافنا القومية المقدسة مسالة تعريب التعليم والإدارة، وبذلنا في سبيل تحقيق هذه الغاية ولكننا بكل أسف وقفنا تماما عن تطبيق مسألة التعريب عندما أصبحت أمورنا بأيدينا إذ أن الإدارة ما تزال لغتها فرنسية في مجموعها، والتعليم يخدم الفرنسية أكثر من التعريب، الأمر الذي جعل شبابنا يفضل التخاطب بالفرنسية حتى في أموره العادية. فمتى نأذن لمصالحنا الإدارية باستعمال العربية في مناشيرها وتنابيهها وغير ذلك من كل ما هو خارج عن نطاق الفنيات الضرورية؟ 7)- الأخلاق العامة: مما لا شك فيه أن الأمم تعلو وتنزل بالأخلاق: فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت: فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: ( الدين الأخلاق ) وقال: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وليس هناك من ذوي العقول من يجادل في ثبوت هذه الحقيقة غير أننا ويا للأسف نلمس انحدارا أخلاقيا عظيما يجتاح المعمورة قاطبة، ويصيبنا شره هنا بنسبة كبيرة جدا، الأمر الذي يوجب علينا أن نقف لصد تياره الجارف بكل ما أوتينا من قوة حتى نجنب امتنا الانهيار المحقق إذا تمادى هذا الإهمال والتجاهل لمسالة الأخلاق لأنه لا علاج لها إلا بالرجوع إلى الأخلاق الإسلامية الأصيلة خاتمة: واني إذ أقدم هذه المقترحات أقدمها بدافع الحب لهذه الدولة ورجالها والغيرة على الدين والوطن، والإيمان القوي بان الوحدة القومية يجب إن تكون شيئا مقدسا، ويجب أن تكون واسعة تستوعب جميع الناس وتحقق لهم أهدافهم، إذ مع بعد النظر وحسن النية لا يمكن إن يوجد تناقض بين المخلصين. أقدم لكم كلمتي هذه ورائدي الوحيد النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأيمة المسلمين وعامتهم، فعسى أن تجد لديكم ما تستحقه من تأمل واعتبار، وذلك هو غايتي ومنى نفسي. “والله يقول الحق وهو يهدي السبيل” [أثبتنا هذا البيان في هذا القسم من الكتاب نظرا لأهميته وقيمته التاريخية، وتحية منا لروح الفقيد العزيز الذي لا شك انه يسعده أن تكون أماله ومطالبه قد تجسمت اليوم في تونس العهد الجديد.] الحبيب المستاوي صائفة 1970 (المصدر: موقع الشيخ محمد صلاح الدين بن الحبيب المستاوي، بتاريخ 20 جوان 2009) الرابط: http://www.mestaoui.com/article89,89  
 
الشيخ الحبيب المستاوي: عطاء كبير في عمر قصير (1923-1975)

بقلم الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي  

من الناس من لا يزيد توالي السنوات وتعاقبها العقد بعد العقد أسماءهم إلا ذكرا وثناءا وترحما عليهم نظرا لما تركوه من أعمال صالحة ومواقف مشرفة تتصل بالشؤون العامة والقضايا المصيرية التي تهم الأمة بمختلف أجيالها وفئاتها على امتداد الزمان والمكان، نحشر في هذا السمط بالدرجة الأولى العلماء والمصلحين وكبار القادة دون إن ننسى من اصطفاهم واجتباهم الله ليكونوا أنبياءه ورسله إلى عباده يخرجونهم من الظلمات إلى النور ومن الجور إلى العدل ومن الضيق إلى السعة وعلى رأس هؤلاء رسولنا الأعظم ونبينا الأكرم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وإن كان خلود ذكر الرسل والأنبياء عليهم السلام جانب الكسب فيما حققوه يرجع إلى ما هيئوا إليه وجبلوا عليه واختيروا له اصطفاء من الله سبحانه وتعالى (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) وهم بذلك صنف خاص من خلق الله لا يقاس عليه ولا يطمع احد من الناس أن يصل إلى درجتهم. صنف العلماء هم من أعنيهم فيما تقدم من اسطر ينطبق عليهم ما ذكرت من خلود الذكر ودائم الشكر والثناء عليهم يستمر من بعدهم حصول النفع للناس بعد رحيلهم إلى دار البقاء وذلك من خلال العلم الذي بثوه في الصدور وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر العلم الذي بثوه في الصدور وعلموه للناس. فمن هذا الباب العظيم يلحقهم الأجر والثواب بعد إن حصل ما في الصدور بقوله جل من قائل (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى). العلماء طالت أعمارهم أم قصرت (والاجال محددة مضبوطة والأجنة لا تزال في الأرحام) العلماء العاملون بإخلاص لوجه الله وليس سواهم من علماء السوء الذين قيل في حقهم: (وعالمٌ بعلمه لم يعملن * معذب من قبل عباد الوثن) العلماء العاملون بإخلاص، والله لا يقبل إلا ما هو خالص لوجهه الكريم طالت أعمارهم أم قصرت عندما يعود الواحد منا إلى ما تركوه من آثار وما حبرته أقلامهم من كلمات يقول: سبحان الله لكان حبر ما كتبوه لم يجف، انه كلام قريب عهد بالله ينفذ إلى القلوب ويخترق كثافات وظلمات المادة ليحدث رجة ويحقق تجاوبا وتقبلا لدى المتلقي. لا أريد أن أثقل على القارئ باستعراض عشرات الأسماء من علماء الأمة الأعلام فالمجال لا يتسع لذلك ولكن ما أردت إن يشترك فيه معي القراء هو ما يعبر لي عنه في أكثر من مناسبة من يجري بيني وبينهم حديث عن بعض جوانب عطاءات الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية في داخل البلاد وخارجها في عمره الذي لم يتجاوز الثانية والخمسين إذ في شهر رمضان المبارك وفي فجر يوم الخميس الثاني عشر وبعد الإمساك والقيام للصلاة وفي الركعة الثانية التحقت روحه ببارئها راضية مرضية حيث كان مبيته ليلة الجمعة في قبره الذي نسأل الله إن يكون روضة من رياض الجنة، كان ذلك يوم 12 رمضان الموافق لـ18 سبتمبر سنة 1975 أكثر من ثلاثين سنة مضت وكأن الرجل مات من سنوات قريبة، ولا يرجع هذا الحضور التلقائي الرباني المتواصل إلا لإخلاصه فيما بذل من جهود وما قام به من أعمال (وما كان لله دام واتصل) فالرجل لم تقم له إلا أربعينية محتشمة في مقر جمعية المحافظة على القرآن الكريم بمبادرة من بعض إخوانه وأصدقائه لم تنل حتى جزءا ولو قليلا من التغطية الإعلامية اللهم إلا ذلك العدد الخاص من مجلته (جوهر الإسلام) التي أسسها وبذل في سبيلها الغالي والنفيس من صحته ومما يحصل عليه من دخله الذي لكم يتجاوز راتبه الذي بارك الله له فيه فأنفق منه على أسرته وأقربائه وأكرم به أصدقاءه وأحبابه وإخوانه من علماء الأمة الإسلامية الذين كانوا لا يمرون بتونس دون إن يأكلوا وحتى يقيموا في بيته المتواضع بمقرين. إن كل من تقول لهم إن الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله توفي في عمر الخمسين يستغربون ولا يصدقون فيقولون أكل تلك الصولات والجولات بالقلم واللسان في أغلب مدن تونس وقراها: مدرسا ومحاضرا على منابر اللجان الثقافية في المناسبات الدينية: في ذكريات المولد والهجرة والإسراء والمعراج وغزوة بدر وفتح مكة وليلة القدر، فقد كان رحمه الله لا يتأخر عن دعوة توجه إليه يركب سيارته يسوقها بنفسه أو بمساعدة من يكون بجانبه من أصدقائه وتلاميذه وما أكثرهم وما أشد عطفه عليهم وما أصدق تعلقهم به فقد كان لهم أستاذا وأبا شفوقا لا يبخل عليهم بما بين يديه من قليل ما يملك ولكنه كثير يباركه الله.     * ولم يقتصر هذا الحضور للشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله على الداخل بل تجاوزه إلى خارج البلاد فقد كان عنصرا بارزا في بعثة تعليمية أرسلت إلى الشقيقة ليبيا فكان المدرس بمعهد احمد باشا بطرابلس وكان المعد للحصص الدينية في الإذاعة الليبية يكتب الحديث الديني ويلقيه بصوته الجهوري المجلجل، ويحرر المسرحية الهادفة وكان المحيي للمناسبات الدينية بغرر القصائد العصماء التي تحي الذكريات المجيدة التي يستلهم منها الدروس والعبر لاستنهاض الأمة كي تغير ما بها.     * كما كان الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله عضوا لأكثر من مرة في الوفد الرسمي للحجيج التونسيين فكان المرشد والموجه لجموع الحجيج وكان المستلهم بأشعاره الروحية المشرقة لنفحات الحج وإشراقات البقاع المقدسة وكان الداعي صاحب الضراعات المبكية المؤثرة على جموع الحجيج، يستوقف أشقاءهم من حجيج بيت الله الحرام استغراق الشيخ الكبير فتكبر الحلقة الملتفة حوله رحمه الله يشهد على ذلك ويصور روعة تلك المشاهد كل من حجوا مع الشيخ رحمه الله.     * وكان الأستاذ موسى الرويسي رحمه الله سفير تونس بجدة وصديق الشيخ الحميم يحرص على أن يصطحبه معه لمقابلة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله الذي كانت تشده قصائد الحج التي يحرص الشيخ على نظمها كل مرة يشد فيها الرحال إلى البقاع المقدسة إما لآداء شعيرة الحج أو حضور مؤتمر إسلامي، فكانت كلماته وقصائده في هذه المناسبات الحدث البارز الذي يشد أسماع الجميع بإعجاب وإكبار لصاحبها وللبلاد التي أنجبته والزيتونة التي خرجته.     * وفي الجزائر كان الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله نجم ملتقيات الفكر الإسلامي التي كان يدعوه إليها صديقه الأستاذ مولود قاسم وزير التعليم الأصلي والشؤون الدينية رحمه الله فقد كان رحمهما الله يشتركان في صفات عديدة منها وفي طليعتها الصدق والجرأة في قول كلمة الحق وتسمية الأمور بمسمياتها تحريكا للسواكن وسعيا صادقا منهما لتغيير ما بالأمة من سكون وخمول.     * والقصيد الطويل (في مائتي بيت) الذي تضمنه ديوان (مع الله) الذي نشر بعد وفاته وعنوانه (إلى الله أشكو) اصدق دليل على ما أقول.     * وفي المغرب الأقصى كانت للشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله علاقات علمية واسعة حيث درّس وحاضر في اغلب مدن المغرب واتصل بكبار علماء المغرب ومفكريه وفي المغرب نظم قصيدا مطولا حول تاريخ المغرب سجل فيه كما لو انه ممن عاش طويلا في المغرب أمجاد المغرب وعرف برجالاته: علماء وقادة تاريخيين وقد تناقلت هذا القصيد الموجود في الديوان عديد المجلات والجرائد المغربية وبثته الإذاعة والتلفزة المغربية. وكل هذه الصلات بالبلدان الشقيقة (ليبيا والجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية) بالزيارة أو تلك الصلات بواسطة المراسلة والمكاتبة قوتها وجعلت منها جانبا ثريا من حياة الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله مجلة (جوهر الإسلام) التي أسسها سنة 1968 وكانت بذلك أول مجلة ثقافية إسلامية تصدر بعد الاستقلال وما كان لهذه المجلة لتصدر في تلك الفترة الصعبة لولا ما يتوفر عليه الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله من رصيد نضالي وطني جعل منه محل الاحترام والتقدير، فقد كان الشيخ متعففا لم بتهافت على العروض الدنيوية ولو رغب فيها لنالها بدون طلب ولكن الرجل كان مسكونا بحب الوطن والدفاع عنه والمساهمة في كل ما يمكن أن بحصنه ويحقق مناعته واشعاعه لأجل ذلك وبعد أن استقر به المقام في تونس بعد أن عمل في عديد جهات البلاد (مدنين قفصة تطاوين قابس) في فروع الجامع الأعظم التي ما كان يكتفي فيها بالتدريس بل كان يقوم بحملات التوعية وتحريك السواكن لتحرير البلاد واستقلالها وكان ذلك يسبب له المتاعب المتوالية التي كان يتحملها بشجاعة وصبر كبيرين. كانت تلك المرحلة التي سبقت الاستقرار في تونس مليئة بالعطاء الحزبي وهو المناضل الذي نشأ وترعرع في الحزب الدستوري وناضل من خلاله قبل الاستقلال وبعده وكانت للشيخ أنشطة اجتماعية ونقابية فضلا عن الأنشطة العلمية والثقافية وكان يحرر في عديد الصحف والمجلات التي كانت تصدر في تلك الفترة. عندما استقر الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله بتونس في ضاحية مقرين التي أحبها وأحب أهلها فكان إمام جامعهم الكبير الذي أصبح بجهود الشيخ مجموعة من الجوامع والمساجد التي ألحقت بها كتاتيب عصرية، وكان رئيس الشعبة مقرين التي ترعى مناضليها ومواطنيها وتساهم في تشييد الأحياء السكنية والمرافق العمومية وتنجز البنية الأساسية. والى جانب هذا النشاط المحلي الديني والاجتماعي والسياسي للشيخ كانت له أنشطة تعليمية مكثفة فهو العنصر البارز والفاعل في القسم الذي أسسه سماحة الشيخ الإمام محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله في الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين اعني به قسم الوعظ والإرشاد الذي تخرج منه خيرة وعاظ تونس الذين اتصل بهم سند الإرشاد الديني الصحيح لأنهم تكونوا على أيدي خيرة شيوخ الزيتونة من أمثال الشيخ الفاضل ابن عاشور والشيخ الشاذلي النيفر والشيخ أحمد بن ميلاد والشيخ العربي العنابي والشيخ اللقاني السائح والشيخ محمد المختار بن محمود والشيخ الشاذلي بلقاضي والشيخ محمد الهادي بلقاضي والشيخ محمد الأخوة وغيرهم رحمهم الله وأجزل مثوبتهم والبقية الباقية منهم أمثال الشيخ محمد الحبيب بلخوجة والشيخ كمال جعيط والأستاذ البشير العريبي، وكان الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله لا يكتفي بالتكوين النظري الأكاديمي بل يكمل تكوين الوعاظ بالجانب التطبيقي الخطابي في الجامع الكبير الذي يتولى الخطابة فيه بمقرين، كما كان الشيخ رحمه الله وراء التوصية خيرا بمن أرادوا من خريجي قسم الوعظ والإرشاد إن يواصلوا دراستهم بالشرق العربي في ليبيا ومصر والعراق والسعودية وقد تبوأ بعض هؤلاء أرفع المواقع العلمية والإدارية بعد عودتهم إلى تونس. ودرس الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله لسنوات طويلة في الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد وكان أول من أفسح له المجال للقيام بالتكوين الروحي والمعنوي لطلاب الأكاديمية الذين تخرجوا بأرفع الرتب ولا يزالون يحفظون للشيخ رحمه الله أطيب الذكريات. ولم يكن الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله يكتفي بهذا النوع من التعليم النظامي بل كان حريصا إلى جانب المحاضرات والمسامرات التي يلقيها في المناسبات الدينية على التواصل مع رواد بيوت الله في أكثر من درس أسبوعي تطوعي تلقائي في جامع سبحان الله بباب سويقة كل يوم أحد وبجامع الزيتونة كل يوم خميس ليلة جمعة وكذلك بجوامع الزرارعية وباب الجزيرة (سيدي البشير) جامع الهواء سباحة معقل الزعيم فضلا عن الجامع الكبير بمقرين. وكان الشيخ رحمه الله المحاضر على منابر الجمعيات والمنظمات: ديوان تعليم الكبار (محو الأمية) والاتحاد النسائي ومنظمات الشباب وحتى السجون والثكنات والمبيتات الطالبية وغيرها. وكان يعد للإذاعة الوطنية حصتين كل أسبوع إحداهما في التفسير وأخرى في حديث الصباح فضلا عن الحصص الرمضانية والمنابر الحوارية. وكان المساهم البارز في ما كانت تعقده لجنة الدراسات الاشتراكية بالحزب الاشتراكي الدستوري من جلسات لاسيما الموضوع الذي امتد الحوار فيه لمدة عام كامل (الإسلام وتحديات العصر) فكان الواقف بجسارة وجرأة ملفتة للانتباه في وجه من تحدثه نفسه بالتطاول على الثوابت. إنها مواقف احتسبها الفقيد لوجه الله وإيمانا منه بالتلازم الوثيق بين الإيمان الراسخ والحب الصادق للوطن (فحب الوطن من الإيمان) وهو ما رسخ لديه القناعة بان الإصلاح وتحسين المردود والإخلاص للوطن وللقيادة يقتضي النصح بالكلمة الطيبة وبالحكمة وهو ما لم ينقطع عن القيام به إلى آخر أيام عمره لا يبالي بما يلحقه من أذى وابتلاء والدليل على ذلك ما خطه قلمه إبان وقفة التأمل سنة 1970 في بيان قدمه إلى اللجنة العليا للحزب يقف على صحة ما أقول وكذلك من حضر معه مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري سنة 1971 الذي انعقد بمدينة المنستير والذي انتخب فيه عضوا باللجنة المركزية في ترتيب متقدم جدا والذي جاء على إثر خطاب ألقاه وضع فيه النقاط على الأحرف فيما يتعلق بالقضايا المصيرية وبالخصوص قضايا الأصالة والهوية. لقد احتسب الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله ما ناله وتعرض له بعد ذلك عند الله فانقطع إليه وتوجه إليه صادقا خاشعا مستغرقا في سبحات ومناجاة تمتد إلى طلوع الفجر، ليس معه فيها إلا ربه الذي تذوق حلاوة مناجاته فلم يعبأ معها بآلام أخذت تفتك بجسمه الذي لم يرأف به ولم يعطه في أي يوم من الأيام حقه في الراحة والاستجمام فقد كان الشيخ رحمه الله على عجل من أمره ولا اذكر أنني في يوم من الأيام قمت في الصباح ووجدته في المنزل فقليلا ما يقع ذلك ولا أذكر ولا يذكر إخوتي وأخواتي أن الوالد رجع إلى المنزل ونحن أيقاظ إلا نادرا، لقد كان في كل حياته في عمل لا يتوقف: عمل للدين وللناس، كل الناس، الأقارب والأباعد، لقد كان رجل المواقف والوقوف بجانب المصابين المبتلين يتأثر لأحوالهم ويهب لنجدتهم وكان المشفق العطوف حتى على أصحاب المحن ممن يضعفون أمام أنفسهم يبتغي لهم الأعذار ويدعو لهم بالهداية والغفران. لم يعبأ الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله بمن تنكروا وأساؤوا واعرضوا بعد أن كانوا مقبلين عليه يملؤون عليه بيته ووقته، لقد اقبل بكليته على ربه وعجل بلقائه فلكأنه رحمه الله أحس بقرب الرحيل فعجل إلى ربه راضيا مرضيا قرير العين مطمئنا تمام الاطمئنان على من تركهم من خلفه من أبناء وبنات صغار خلفه فيهم ربه أحسن خلافة فسلام على الشيخ يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا. (المصدر: موقع الشيخ محمد صلاح الدين بن الحبيب المستاوي، بتاريخ 6 ديسمبر 2008) الرابط: http://www.mestaoui.com/article6,6

حرب غزة في مرآة الإعلام الفرنسي

 


توفيق المديني في كتابه الجديد المعنون تحت اسم”الحرب الإعلامية الإسرائيلية الجديدة”الصادر حديثا عن دار “لاديكوفرت” في باريس، و الذي يتكون من مقدمة وستة فصول، يلقي الصحافي والكاتب الفرنسي دينيس سيفير المتخصص في قضايا الصراع العربي ـ الإسرائيلي، الضوء على تغطية أجهزة الإعلام الفرنسية على الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة . ويعتقد الكاتب أن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي يتميز عن غيره من الصراعات الدولية بكونه يُعبّئ ويثير قلاقل حتى أبعد من الطرفَيْن المنهمكين في الصراع. وبالتالي فإن الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت من 27 كانون الأول/ديسمبر 2008 ولغاية 17 كانون الثاني/ يناير،2009 لم تشُذَّ عن هذه القاعدة، ويعتقد أن ما يُغذّي نقاشات الفرنسيين وأحيانا صراعاتهم هي التأويلات أكثر مما هي الأفعال ذاتها . بمجرد التذكير بمسلسل الأحداث التي جرت خلال السنوات الأربع الأخيرة، يمكن للمرء أن يكتشف أن انسحاب 8500 مستوطن من قطاع غزة في شهر آب 2005، لم يمنح لسكان القطاع لا الحرية ولا السيادة. الانسحاب من غزة لم يمنح السكان لا الحرية و لا السيادة في استراتيجية رئيس الوزراء الصهيوني السابق آرييل شارون لم يحصل الانسحاب الأحادي من غزة في سياق أي عملية سلمية من أي نوع كان. إنه،على النقيض من ذلك، جزء مهم جداً من إدارة الصراع مع الفلسطينيين. كما أن الانسحاب تبلور،إثرالضغط الداخلي والخارجي الذي مورس على حكومة آرييل شارون من جهة، ومن جهة أخرى بسبب إرادة هذا الأخير التمسّك بجزء كبير من الضفة الغربية (45 إلى 55 بالمئة). وقد شرح السيد دوف فايسغلاس- الذي يُعتبَر مصمّم عملية الانسحاب – الأمر في مقابلة شهيرة في صحيفة هاريتس بتاريخ8 أكتوبر 2004 “في خريف العام 2003، عرفنا بأنّ كلّ شيء مسدود (. . .). فهنالك تشقّق دولي (بالنسبة لموقف إسرائيل)، وتشقّق داخلي. كلّ شيء ينهار ووضع الاقتصاد لا يُحتمَل. وعندما ظهرت اتفاقية جنيف، حظت بتأييد واسع. بعد ذلك، وصلت رسائل الضبّاط وقادة الطيران (الذين يرفضون الخدمة في الأراضي المحتلة).”. بحسب السيد فايسغلاس، لقد قرّر الجنرال شارون إعادة غزة، التي لم يعتبرها يوماً ذات “أهمية وطنية”، من أجل إنقاذ المستعمرات في الضفة الغربية، وما هو أهمّ من ذلك، عرقلة التفاوض حول أيّ اتفاقية مع الفلسطينيين. “ما قمنا به يهدف إلى تجميد عملية المفاوضات. ومن خلال تجميد المفاوضات، يصبح من الممكن عرقلة قيام دولة فلسطينية، وعرقلة المشاورات حول مسألة اللاجئين (. . .). يتضمّن الانسحاب الكمّية الكافية من مادة الفورمول لكي لا تجري عملية المفاوضات مع الفلسطينيين” . من وجهة نظر الأهداف الاستراتيجية الصهيونية، يصبح الانسحاب من غزة حسب شارون، خطوة تكتيكية، هي بمنزلة إعادة الانتشار. فالرجل تعلم من تجربته العسكرية أن عليه، أحياناً، إخلاء موقع من أجل الانتصار في الحرب أو، على الأقل، من أجل تحسين شروط الانتصار. وهاهو شارون يقول في خطاب “هرتسليا” (أواخر 2003) الذي حدّد فيه، أمام هذا المؤتمر الاستثنائي، فلسفته للانسحاب: إن إسرائيل هي “الدولة الديموقراطية واليهودية والمتقدمة اقتصادياً والقادرة على جذب عشرات آلاف اليهود كل عام” واستنتج “أنا لا أنوي انتظارالفلسطينيين إلى ما لا نهاية”. فقد حمل شارون الزعيم الراحل ياسرعرفات مسؤولية إعاقة تنفيذ “خريطة الطريق” بسبب عدم خضوعه للمطلب الأميركي الصهيوني القاضي بتفكيك بنية فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ إن شارون يعتبر أنه من دون ” تحقيق أمن كامل يتم في إطاره تفكيك المنظمات الإرهابية لن يكون بالوسع تحقيق سلام حقيقي”. وخلص إلى الاستنتاج التالي: “ولكن إذا واصل الفلسطينيون، حتى بعد شهور، عدم تنفيذ دورهم في خريطة الطريق فإن إسرائيل ستبادر إلى خطوة أمنية من طرف واحد للانفصال عنهم. . . إن الخطوات من طرف واحد التي ستقدم عليها إسرائيل في نطاق خطة الانفصال ستتم بأقصى درجة من التنسيق مع الولايات المتحدة، إذ إنه محظور علينا المساس بالتنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة”. إن المحور الأساس في زاوية تفكير شارون الجديدة هو عزل قضايا الحل النهائي والتحرك بعيداً عنها وفرض الأمر الواقع حدوداً جديدة. مثلاً الجدار بدلاً عن حدود 67 وبالتالي ضم للكتل الاستيطانية الضخمة مع بناء قدس جديدة ولا عودة للاجئين إلى داخل حدود (إسرائيل الجديدة الآمنة)، وذات الأغلبية اليهودية التي تأمن ولوبالمستوى المنظورالبعبع الديمغرافي الفلسطيني. وكذلك ترسيخ معادلة أن الأمن يجلب الأمن، والأمن يجلب السلام، لا السلام يجلب الأمن، ومن هنا فإن زاوية الحركة الشارونية زاوية أمنية محضة. وهنا بيت القصيد حسب قول شارون: “بموازاة خطة الانفصال فإن إسرائيل ستعزز سيطرتها على أجزاء من أرض إسرائيل التي ستبقى جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل في أي تسوية مستقبلية”. وعلى الرغم من أن الكثيرين من الصهاينة انتقدوا خطوة شارون ، فإن الكاتب الفرنسي سيفير يرى عكس ذلك، إذ يقول: ” يمكن أن نوجه الكثير من الانتقادات لشارون، غير أنه لا يمكن اعتباره أخرق. إذاً، فليس من الممنوع الاعتقاد بأن الانسحاب من غزة في أغسطس/ آب 2005 والهجوم الدموي عليها في نهاية سنة 2008 وبداية، 2009 يجب أن نقرأهما معا باعتبارهما مجموعا متجانساً. حدَثَان ينتميان إلى متوالية تاريخية واحدة”، ويسترسل الكاتب “إن تفكيك المستوطنات من جانب واحد وطوفان النار على غزة تم التفكير فيهما باعتبارهما مرحلتين من نفس المشروع. إن عناد أرييل شارون في خنق اقتصادي لسكان غزة في اليوم التالي من الانسحاب يعزز من وجود فرضية استراتيجية طويل الأمد”. دحرجة غزة إلى الجحيم إنها محرقة صهيونية جديدة، ارتكبتها إسرائيل في غزة يوم السبت 27 ديسمبر الحالي، إذ لم تمنع حرمة يوم السبت اليهودي من ارتكابها. وتضاف هذه المحرقة الجديدة إلى سلسة المجازر التي ارتكبتها إسرائيل منذ قيامها، من كفر قاسم وقبية، مرورا بصبرا وشاتيلا وقانا. وقد أغرقت إسرائيل قطاع غزة في بحر من الدماء، بعدما سقط مئات الشهداء والجرحى في هذا العدوان المستمر، إذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات مكثفة استهدفت المقار العسكرية والأمنية لحركة المقاومة الإسلامية، حيث أخذت القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية بعين الاعتبار ضرورة تجنب تكرار الأخطاء التي ارتكبتها في حرب يوليو/تموز 2006، لجهة عدم ترك حركة “حماس” تستكمل بناء بنيتها العسكرية الإستراتيجية طويلة المدى، من المنظومات الدفاعية إلى الأنفاق المستحدثة. العدوان الصهيوني على قطاع غزة لم يكن مفاجئا، إذ إن حكومة إيهود أولمرت أعلنت أكثر من مرة تصميمها على اتخاذ خطوات حازمة ضد ما تسميه إطلاق الأجنحة المسلحة التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية عشرات الصواريخ، على المستوطنات المحاذية للقطاع. لكن هناك مجموعة من العوامل أسهمت في تسريعه، ومنها: 1 – إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس إنهاء التزامها بالتهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة في السادس عشر من شهر ديسمبر الحالي، حيث اعتبر العديد من المحللين السياسيين أن الإعلان عن انتهاء التهدئة مع إسرائيل كان بمنزلة “الكمين السياسي” الذي وقعت فيه حركة حماس، لأنه أفسح المجال لقادة الصهاينة الحاليين في سلطة الكيان لكي يتخذوا من ذريعة منع خطر الصواريخ المنطلقة من غزة، مبرراً كافياً لشن عدوانهم على قطاع غزة. 2 – اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التاسع من يناير المقبل، من دون أن تتوصل حركتا “فتح” و”حماس” إلى اتفاق حول إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة. 3 – اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في العاشر من فبراير المقبل، ودخول حزبي “كاديما” بزعامة ليفني، و”الليكود” بزعامة نتنياهو في صراع تنافسي محموم على كسبها، وذلك من خلال شن الحرب على قطاع غزة، والتي تحولت إلى عامل انتخابي إسرائيلي بامتياز كبير. ويعتبر هذا العدوان الجديد العملية العسكرية الأعنف التي تنفذها قوات الاحتلال في القطاع حالياً، اختباراً لقدرات فصائل المقاومة قبل الشروع في التوغل البري واسع النطاق، وإعادة احتلال قطاع غزة من جديد. من المنظور الصهيوني فإن العدوان على غزة استهدف تصفية حركات المقاومة الفلسطينية باستهداف تصفية القيادات السياسية. وما سعت إليه حكومة إيهود أولمرت السابقة في القطاع، هو إحكام واستمرار الحصار المفروض على أكثر من مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني، والذي لم يتوقف، وإن ليوم واحد، منذ أكثر من عامين، وتحديدا بعد انسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتفكيك المستوطنات هناك، حيث واصل العدو المحتل استهدافه القيادات الفلسطينية والنشطاء من رجال المقاومة إلى جانب استمرار الاعتقالات في عموم الأرض المحتلة منذ العام 1967. ويرى الكاتب “أن تكون حركةُ حماس غريبةً، ثقافيا، عنّا بشكل عميق، لا يعني أنها هي التي أنهت الهدنة مع إسرائيل في شهر حزيران/يونيو 2008، ويضع الكاتب حركة حماس في مكانها الحقيقي: “إن حركة حماس تيّارٌ في الحركة الوطنية الفلسطينية. ولدت في الأراضي الفلسطينية سنة ،1987 وتطورت من خلال مقاومتها للاستيطان الإسرائيلي. ويكشف لنا الكاتب طريقة تفكيره: “إ نها النظرية التي أدعمها، مع الكثيرين لحسن الحظّ، وربما مع الكثيرين مع الصحافيين الذين يتابعون منذ فترة طويلة الصراع الإسرائيلي- العربي، وهي تتمثل في أن الصراع الإسرائيلي- العربي يجد سببه الأول في الاستيطان. ومهما كانت خصائص حركة حماس فهي لا تغيّر طبيعة عداء تاريخي أقدم بكثير من تاريخ نشأتها”، ويعدنا الكاتب في كتابه بأن يقدم لنا تأويلا آخر عن استراتيجية إسرائيل وتحليلا آخر للانسحاب أحادي الجانب من غزة في آب/ أغسطس من سنة ،2005 وهدنة، 2008 وأيضا قراءة جديدة لاستراتيجية حماس التي هي بعيدةٌ عن أن تكون استراتيجية تقليدية . العدوان الصهيوني، يستهدف أيضاً تأليب الشعب الفلسطيني ضد المقاومة المسلحة، التي يريد الاحتلال تصفيتها، وهو ما يطلق عليه بتعبيره “تفكيك المنظمات الإرهابية الفلسطينية وتدميرها”، على أمل تحطيم الإرادة الفلسطينية، وجعل الفلسطينيين أداة طيّعة في أيدي قوات الاحتلال الصهيوني. فالقادة الصهاينة يرفضون مبدأ التقدم المتوازي في تنفيذ التزامات الطرفين الصهيوني والفلسطيني بخريطة الطريق، وهم مستمرون في بناء الجدار العنصري، وبناء المستوطنات، وتسمين القائم منها، وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، والإسراع في خلق وقائع جديدة على الأرض في القدس ومحيطها، مع الاستمرار في تهديد أسس المسجد الأقصى. تشويه الحقائق في الإعلام الفرنسي فما يجرى أمام أعيننا في غزة الآن لا يخرج عن كونه مشهداً في مسلسل محكم ومتصل الحلقات لإدارة الصراع العربي الصهيوني بالطريقة المعتادة، والمصممة لخدمة المصالح الصهيونية وحدها. يقول الكاتب أن الصحافة الغربية معادية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي الغرب يربطون بين حركة حماس والعمليات الانتحارية الفظيعة في طرق استعمالها وفي أهدافها: موت مدنيين من المفترض أنهم أبرياء. أمّا في فرنسا، وربما أكثر من أي مكان آخر، فحماس تتعرض لعداء، ليس فقط بسبب عملها بل أيضا بسبب أيديولوجيتها التي ترفض كل فكرة عن المجتمع الذي لا يُسيَّر من طرف الدين. ولا يكتفي الكاتب بالإشارة إلى نفور الفرنسيين من المرجعية الدينية لحركة حماس، وعلى الرغم من أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لا يترك المرء لامباليا، ويطالب بطرح الأسئلة. وينطلق من بدهيّة يميل الكثيرون إلى نسيانها وهي “أنّ حركة حماس ليست هي التي خلقت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”. وينتقل الكاتب للحديث عن ثنائية “الإسلاموي والحداثي” المغلوطة، ويقول حركة حماس تأسست في ديسمبر/ كانون الأول من سنة ،1987 أي بعد أربعين سنة على تأسيس دولة إسرائيل. وإذا فهي نتيجة من نتائج الصراع ذي الطبيعة الكولونيالية”. ويستعرض الكاتب الاتهامات والتقولات التي طالت حماس ويفندها. و”من بينها حقيقة أن حركة حماس ليست هي التي اخترعت العمليات الانتحارية. إضافة إلى أن حماس ليس لها احتكار استهداف المدنيين. فخلال حملتين عسكريتين إسرائيليتين في لبنان سنة 2006 وفي غزة سنة ،2008 تسبّب الجيش الإسرائيلي في مقتل ما يقرب 2000 من المدنيين” .ويضيف الكاتب ساخرا من تبريرات الكثيرين من الغربيين والإسرائيليين: “هل يمكن أن نعتبر القنابل أقل قسوة حين تلقيها طائرات “فانتوم 16” أو طائرة “ميراج” فرنسية من يد طيار إسرائيلي؟”. الصورة التي يعرفها الرأي العام عن حركة المقاومة الإسلامية، حماس، مصدرها أوكار الاتصالات الإسرائيلية. وهذه الصورة تلقفها العديد من اصحاب الدعاية الصهيونية ومن بينهم فريدريك انسيل المعروف عنه بأنه احد زعماء حركة “بيتار” الصهيونية المتطرفة، ويرى الكاتب انه يسوق افكاره باعتباره خبيرا، ومختصاً في الجيوسياسة، الذي ينتشر في العديد من الصحف ويؤثّر في بعض المُعلّقين”. ويقول الكاتب ان هؤلاء الدعائيين يختارون برامج ومواقع على قدر مستوياتهم وجمهورهم، ومن هنا يحذرون من ارتياد برنامج ريبوست على قناة مجلس النواب، أو برنامج “نقاش” لسيرج مواتي على القناة الخامسة، ويركّزون على مجلات متخصصة وخاصة بالجالية اليهودية”. وفي صناعة لوبي مؤيد لإسرائيل يتوقف الكاتب عند دور انسيل ويستحضر مقالا له كتبه من دون تصنع نشر في سبتمبر ،2007 ويذكر الكاتب أن المجلة أرسلت 5000 نسخة إلى وزارة الشؤون الخارجية و5000 نسخة إلى مسؤولين سياسيين واقتصاديين في البلد. [ الكتاب: La nouvelle guerre médiatique israélienne [ الكاتب: DENIS SIEFFERT [ الناشر: LADECOUVERTE : CAHIERS LIBRES CollectionS  mai 2009  
(المصدر:جريدة المستقبل(بيروت – لبنان ) الثلاثاء 22 أيلول 2009 – العدد 3430 – ثقافة و فنون – صفحة 18)

 

حوار خاصّ وشامل مع د. عزمي بشارة


أجرى المقابلة: سَماح إدريس ويُسري الأمير   حين التقينا والدكتور عزمي بشارة في ردهة الفندق، كان الرجل يغطّي الكثير من تعبه بلطفه وحسن استقباله. وهذا ما رافقه في حوار الساعتين في غرفته: فالتعب يكدّ الوجه الأسمر، وينافس أخضر العينين، لكنّ ذلك لم يمنعه من الخوض في النقاش، ولم يوقف حدّة الفكر ودقّة الملاحظة، لتكون النتيجة هذا الحوار الطويل ـ القصير: فقد كان طويلاً لأنّ بشارة استفاض في تقديم مفاهيمه حول القضايا القوميّة والعروبة ونضال فلسطينيي الداخل وتجاربه الذاتيّة وافق المستقبل؛ ولكنّه كان قصيرًا لأنّ الوقت لم يسعفْنا للحديث مع عزمي الأديب والروائيّ. أُنهيَ الحوار ولم ينتهِ؛ فمن الصعب أن ينتهي نقاشٌ مع أمثال هذا الإنسان المجبول بالثقافة والنضال والناس والأمل. 1- عن المثقف والعمل التنظيميّ   يسري: د.عزمي، أرحّبُ بكَ في بيروت، وشعوري هو أنّك أنتَ مَن يرحّبُ بنا في وطنِه الكبير الذي يحمله معَه. وأعتمد على هذه الرحابة لأسألَكَ بدءًا من النهاية: متى ترى العودةَ إلى الوطن؟ – أتوق إلى العودة طبعًا، ولكني لا أرى أفقًا في الوقت الحاليّ لأنّ الظروف التي دعتْ إلى الخروج من الوطن ما زالت قائمةً، بل تفاقمتْ؛ وبات الأمرُ أكثرَ وضوحًا منذ خروجي، من حيث نوعُ التهم المَحُوكة الموجّهة إليّ. إذا تغيّرتْ هذه الظروف، تُمْكِن دراسةُ الموضوع؛ فالأمرُ ليس خيارًا، بل قرارٌ بأنْ أسلّم نفسي لمخططٍ واضح دونما فائدةٍ تُرجى من ذلك. على كلّ حال، سأَبدأُ، مثلَكَ، من النهاية، فأقول إنّ مفهومي للوطن أوسَع، وإنّ عناءَ المنفى ـ في حالتي كعربيّ وكفلسطينيّ وكمثقّف ـ وطنٌ هو أيضًا.   يسري: الأمر مرتبطٌ إذًا بوقف الملاحقة القضائيّة لا غير؟ – … بوقفها وتغيير طابعها. فقد كنتُ في السابق مُلاحَقًا قضائيّاً، وتعرّضتُ للمَحاكمَ، لكنني بقيتُ. غير أنّ هذا النوع من التُهم ـ التي توجَّه من دون أيّ أساسٍ أو أدواتٍ للتعامل معها لكونها تُهمًا أمنيّةً خارجةً عن قواعد المعركة السياسيّة القضائيّة المُمكِنة في النضال السياسيّ ـ لا يَترك لي مجالاً للبقاء. والحقّ أنني لا أرى أيَّ فائدةٍ في تسليم نفسي كما ذكرتُ؛ بل على العكس: فكلُّ سجينٍٍ أمنيٍّ أعرفه (أكان “بريئًا” في لغتهم أمْ “مذْنبًا”) لم يسلّمْ نفسَه أو لا يسلّم نفسَه. وفي اعتقادي أنّ ما يَنتج من تسليم نفسي في هذه الظروف ضررٌ يصيب الحركةَ الوطنيّة، وهو غباء. وأما ما نتج من خروجي من المؤسّسات التي أقمناها، فقد بدا بفضله وكأنّني تنحّيتُ جانبًا؛ وهذا ما يُفترض أن يفعلَه القادةُ في حياتهم وإنْ كانوا مُؤسِّسين! وبخروجي أُعطِيتِ الفرصةُ لٍـ “التجمّع” بأن يستمرَّ، وللمؤسّسات بأن تنمو. إنّ جدليّةَ الأمور وصيرورتَها أثبتتا أنّ الحركة الوطنيّة ليست حركةً مُشخصَنة. لقد كنتُ أتمنّى، وأنا داخل الوطن، أن يحصل ما حصل الآن؛ وسبق أن طلبتُ التنحّي عدّة مرّاتٍ عن الترشّح للبرلمان على الأقلّ، إذ قمتُ فيه بكلِّ ما يمْكن، وباتَ يستنزفني. لكنْ لم يوافقني أحدٌ من الحركة الوطنيّة خشيةَ “الإسقاطات.” وها قد جاء “التنحّي،” ولم تحصل “الإسقاطاتُ” التي كنّا نخشاها، بل حدث عكسُ ذلك: استنفارٌ للحفاظ على الحركة. وهذا يدلّ على أنّ حركتنا نضجَتْ ووقفتْ على رجليها. أنا مسرور لأنّ هذا الأمرَ تمّ في حياتي، وبنجاح، وهو في الواقع ما كنتُ أدعو إليه طوال الوقت: بناءُ المؤسّسات، على الضدّ من نزعة “النجوميّة الفرديّة” (التي يشجّعها الجمهورُ قبل أن يلومَ القادةَ عليها). ومن هنا أعتبر أنّي نجحتُ في امتحان الجيل المؤسِّس: أيَعْمل ليخلّفَ مِن بعدِه جيلاً يحْمل الرايةَ، ومؤسّساتٍ تحافظ على النهج والناس، أمْ لا؟ وفي هذا الوضع أتيحت لي أيضًا فرصةُ الاستمرار في العطاء الفكريّ والأدبيّ.   سماح: وكيف تجسَّدَ نجاحُ “التجمّع الوطني الديمقراطيّ” بعد غيابِك؟ هل زاد عددُ نوّابه مثلاً؟ هل تطوّر المردودُ الثقافيّ والمادّي لبعض مؤسّساته؟ – كان خصومُ “التجمّع،” بل بعضُ أصدقائه كذلك، يتوقّعون أن ينهار. لكنّه لم يحافظْ على وجوده وحسب بعد خروجي، بل زادَ أصواتَه أيضًا، على الرغم من تعرّضه لحملة تحريضٍ وتخويف لم يسبقْ أن تعرّضتْ لها أيّة حركة سياسيّة في الداخل. هذا من جهة. ومن جهةٍ أخرى، وبعد معارضة البعضِ لرأيي في تحصين وضع المرأة في “التجمّع” وتثبيت حضورها في قوائمه الانتخابية النيابيّة والبلديّة، تمّ تبنّي هذا الأمر في غيابي وبناءً على اقتراحي، إذ تمّ انتخابُ امرأةٍ من “التجمّع” للبرلمان؛ كما تمّ تحصينُ ثلث المواقع بالحدّ الأدنى للنساء. أضِفْ إلى ذلك أنّ “اتّحاد الشباب الديمقراطيّ” ضاعف قوّتَه، وتضاعفتْ أعدادُه، على الرغم من تعرّض ناشطيه للملاحقة في فترة غيابي. ثم إنّ المؤسّسات الحزبيّة ناشطة، وقد عُقد مؤتمرٌ حزبيّ واحدٌ على الأقلّ…   سماح: وهل تواصلتََ مع المؤتمر؟ ـ … مع المؤتمر الأوّل بعد خروجي فقط، وقد كان تنظيميَّ الطابع. ولكنّنا توقّفنا عن التواصل بعد ذلك لأنّنا أردنا أن نتجنّبَ تهمًا من نوع أنّني “ما زلتُ أدير الحزبَ من الخارج” ـ وهذا غيرُ صحيح، وليس في نيَّتي أصلاً: أولاً لأنّه خطأ؛ وثانيًا لأنّني لا أستطيع ذلك من الخارج؛ وثالثًا كي لا يُمنع الحزبُ من العمل! بالطبع، التواصلُ بيننا مازال موجودًا فكريّاً وسياسيّاً وغير ذلك، لأنه مبنيٌّ على روابطَ مبدئيّةٍ لا تتزعزع. في العمل السياسيّ التنظيميّ يَصْعب في فترة الـ”مؤسّسين” أن يَبرز “الآخرون.” وفي المؤسّسات والشركات عادةً لا يتمكّن مديرٌ عامٌّ جديدٌ من إدارتها فعلاً، ما دام مديرُها العامُّ القديمُ موجودًا فيها. هذا الأمر لم يحصل في “التجمّع،” وأنا سعيدٌ بذلك، إذ أرى أنّه لم يكن مُتاحًا بروزُ الشباب بشكلٍ جدّيٍّ إبّان وجودي في الداخل، على الرغم من فسحي المجال أمامهم بشكلٍ واعٍ. لا أقول إنّ خروجي أمرٌ ممتاز، لكنّ علينا أن نرى أيضًا إيجابيّاتِ ما حصل وإيجابيّاتِ المنفى.   سماح: لو أردتَ التنحّي خلال وجودكَ هناك، ما كانوا سيقبلون ذلك أصلاً… – صحيح، ما كان ذلك مُمكنًا.   يسري: ما السبب الذي جعل هذه التجربة الحزبيّة تنجح كمؤسّسة، في حين فشل العديدُ من التجارب المؤسّساتيّة في العالم العربيّ؟ ـ أتصوّر أنّ الناحيةَ الذاتيّة المتعلّقة بنوع الناس المنضوين في هذا النشاط كانت هي الأساس. إنّ منْ يتّخذ قرارً الانخراط في عملٍ حزبيّ، إبّان صعود انتماءاتٍ عضويّةٍ وشائجيّةٍ وطائفيّةٍ وعائليّة، هو شخصٌ مُنتقًى بالضرورة؛ ففي فترة “أفول الإيديولوجيّات،” وتراجُعِ فكرة التنظيم الحزبيّ الطوعيّ وكلِّ فكرة الأحزاب، وصعودِ فكرة “المنظّمات غير الحكوميّة” في أوساط اليسار، وابتعادِ المثقّفين عن السياسة وكأنّها صارت حكرًا على الحركات الإسلاميّة… في هذه الفترة بالذات لا بدّ أنْ تكونَ نوعيّةُ الناس التي تنخرط معك في هذا النوع من العمل نوعيّةً مميّزةً نسبيّاً. وفي المقابل، فإنّ الظروف الموضوعيّة للأفراد عندنا لا تختلف عنها في أيّ بلد عربيّ. كما أنّ الثقافةَ السياسيّةَ القائمة، والمتمثّلة في الانصياع إلى القائد والزعيم، والمَيْلِ إلى تحويل الحزب إلى جماعةٍ أهليّةٍ تشْبه الطائفةَ أو العائلة، كلّ ذلك موجودٌ أيضًا عندنا. لكنّ هناك مجموعةً أخرى من التجارب التي نجحتْ نتيجةً لمقدار الجهد المبذول ووعيِ الفرد المسؤول بالاستمراريّة، على عكس قاعدة “ومن بعديَ الطوفان.” والمدعوّون إلى القيام بهذه المهمّة يتعرّضون لإغراء إهمالها: فهي تكلِّف جهدًا ووقتًا وأعصابًا وانخراطًا في التفاصيل، وتُبعدُ المرءَ عن أشياءَ يحبّها، ولا تعطي مردودًا معنويّاً مباشرًا، بل هي ما نسمّيه “عملَ النملة” الذي لا يُنتج فكرًا ولا يَظهر للإعلام عادةً. إنّ الساعات التي تُمْضيها في بيتك وبيوتِ النشطاء تناقش وإيّاهم قضايا حزبيّةً تحضيرًا لمؤتمر، أو تصْرفها في اجتماع فرعٍ في قريةٍ أو بلدة، كلّ ذلك لا تراهُ في الإعلام. وإنّ الوقت الذي تستثمره في مثل هذا النشاط التنظيميّ هو خيارُكَ الذاتيّ كمثقف؛ والخيارُ الذاتيّ الحرّ هو الأساس لأنْ لا عملَ سياسيّاً أخلاقيّاً في هذه الظروف بلا تضحية. فكلُّ الناس، كما ذكرتُ، يمْلكون مَيلاُ إلى الزعامة، وإلى تحويل التنظيم إلى رابطةٍ عصبويّةٍ كالعائلة، وكذلك عندهم المَيلُ إلى القمع؛ بل إنّ هذا المَيل قد يوجد عندنا بدرجاتٍ أكبر لأنّ واقعَ عرب الداخل ـ في اعتقادي ـ أقلُّ مدينيّةً (لأسبابٍ موضوعيّة) من باقي المجتمعات العربيّة، إضافةً إلى أنه بقي معزولاً عن تفاعل التيّارات السياسيّة والفكريّة التي عصفتْ بالحداثة العربيّة.   يسري: تتحدّث عن “الميْل إلى الزعامة” وكأنّها نزوعٌ فرديٌّ فقط. ألا ترى أنّ “الشعب” لا يرضَى من مسؤوله إلاّ أن يكون “زعيمًا ونجمًا ومالكََ الحكمة…”؟ وكيف التحصّن من هذه النزعة؟ ـ سأجيب باختصارٍ لأنّ هذا السؤال فلسفيٌّ وفكريٌّ واجتماعيّ. صحيحٌ أنّ الشعبَ يكرِّس هذه النزعةَ بالميْل (الموروثِ عن الثقافة الدينيّة) إلى المخلِّص والخلاص، وبالميل إلى إعادة إنتاج علاقة الرَعِيّة بالراعي أو الحاكم (التي هي من مخلّفات الدولة السلطانيّة). لكنّ ما ضاعف هذا كلَّه هو عبادةُ المشهد الإعلاميّ وتسويقُه السياسيّين وكأنهم نجومٌ أشبهُ بلاعبِي كرة القدم والفنّانين. أمّا بالنسبةِ إلى التحصين الاجتماعيّ ضدّ هذه النزعة، فللنقد والنقد الذاتيّ وللنخبةِ الواعيةِ ضدّ ثقافة القطيعِ دورٌ أساسيٌّ في هذا التحصين. وقد يكون الأمرُ مثلاً بالمطالبة بمواقفَ وبرامجَ وشرحٍ وتحليلٍ، لا بابتساماتٍ وشعاراتٍ وديماغوجيا و”سياساتِ هويّة.” طبعًا لا شيء سلبيّاً في الكاريزما القياديّة التي تُسْهم في تعبئةِ الناس إذا كان الموقِفُ الذي تخدُمه صحيحًا. ولكنْ يجب فضحُ الكذبِ والديماغوجيا حتّى عندما يكرِّس الإعلامُ الزعماءََ نجومًا، بل بالذاتِ عندما يفعل الإعلامُ ذلك لأنّ الكذبَ في هذه الحالة بنيويّ. أمّا القائد فيحصِّنُ ذاتَه بأمرَين: الأوّل، بعدم تعويق بناء المؤسّسات، بل بالإسهام في بنائها واحترامها؛ وثانيًا بالمعرفةِ التي تضعُه في السياقِ التاريخيّ، وتنوِّرُه، فيدركُ حجمَه الحقيقيّ بدلاً من الاستماعِ إلى المُرائِين. وتُمكن هنا إضافةُ عاملٍ ثالثٍ، وهو وجوبُ تمتّعِ القائد بروحِ الدعابة والتهكّم الذاتيّ: فمَن يأخذْ نفسَه بجديّةٍ قاتلةٍ لا يتمتّعْ بروح النقد الذاتيّ؛ والأمور التي تبدو لبعضِ القادة جدّيّةً جدّاً ـ فيعبسون في حضرة المَقام والمناسبة، ويستعرِضون حرسَ الشرف، ويسيرون ويتكلّمون بشكلٍ غريب ـ تبدو لمَن يتمتّعُ بروح الدعابة والسخريةٍ أمرًا مثيرًا للضحك، بل مفزِعًا من شدّة سخفه!   سماح: يحيّرني يا عزمي سؤال: كيف تجد الوقتَ للخوض في كلّ ذلك الجهد الحزبيّ المتواصل؟ – كنتُ في الحزب الشيوعيّ في بدايات الشباب؛ والأحزابُ الشيوعيّة تزوِّدكَ بتجربةٍ كبيرةٍ بالمعنيين السلبيّ والإيجابيّ. فبالمعنى السلبيّ، يصْعب أن تتحرّر من أسلوب العمل اللينينيّ، ولا بدّ أن تتحرّر من تحويل الإيديولوجيا إلى تديّنٍ وحتميّاتٍ قد تُفقِدك الحُكمَ الأخلاقيّ الحرّ على الأشياء ـ وهذه كارثةٌ حقيقيّةٌ على عقليّة الناس وثقافتهم. أمّا بالمعنى الإيجابيّ، فإنّ هذه التجربة تزوّدكَ بالحدّ الأدنى من أصول قواعد الانضباط وعمل المؤسّسات. إذًا، هذا النشاط لم يكنْ غريبًا عنّي لأنّني انخرطتُ فيه منذ الشباب، وبالتالي لم أحتَجْ إلى تعلّمه من البداية؛ والخبرة توفّر وقتًا كما تعْلم.   سماح: ألاحظ أيضًا أنّ مواقفك لا تعبّر عن “ثقافةٍ” وحسب، كما قد نجد عند إدوارد سعيد مثلاً. نقرأ إدوارد فيتّضح لنا عمقُ ثقافته، وتراكمُ القراءات من خلفها؛ ونقرأك فنشعر ـ إضافةً إلى ذينك العمق والتراكم ـ بوجود مُحاوِرٍ أمامكَ: تجيبه وكأنه يسألكَ من دون أن نقرأ سؤاله، وتناقش أفكارَه المتغلغلة في ثنايا ما “تجيبه” به. الكتابة عندك تنطلق من حواراتٍ ونقاشاتٍ حزبيّةٍ وغير حزبيّة جَرَتْ بالتأكيد، لا من كتبٍ قرأتَها وحسب. – حبّذا لو تجنّبْنا المقارنة! أقرأُ كثيرًا، وبلا توقّف، وبعدّة لغات. ولكنّ التجربة الحياتيّة، لا القراءات وحدَها، تشكّل مصدرًا لمواقفي هي الأخرى. ، عندما كنتُ أكتبُ مقالاً أسبوعيًّا كنت أُنتجُ كتبًا أيضًا، وأعمل في مؤسّساتٍ عديدة (حزبيّةٍ وغير حزبيّة)، وأنشطُ برلمانيّاً. مَنْ عرفني في قطاعٍ واحٍد من هذه القطاعات لم يخطرْ في باله أنّني أعمل في الأمور الأخرى. وهذا الأمرُ أفادني، لكنه أضرّ بي في الوقت ذاته: إذْ كان من الصعب في الأماكن المختلفة هذه أن تُقبَلَ كما أنت، كما أنّ علاقاتي المتعدّدة بعوالمَ متباينةٍ غيرِ متواصلةٍ بالضرورة عقّدتَْ حياتي فعلاً. إنّ إدراك أهميّة العمل السياسيّ ناتجٌ من تجربةٍ سياسيّةٍ طبعًا، كما أنّه ناتجٌ من إدراكٍ فكريّ وأخلاقيّ. ولكنّك لا تستطيع أنْ تقومَ بعملٍ سياسيّ من خلال المقال وحده؛ كما أنّه لا يسعكَ أن تقومَ بذلك من خلال جمعيّاتٍ مموَّلةٍ بموجب أجنداتٍ غربيّةٍ تعْمل على تخريب البديل الديمقراطيّ في مجتمعاتنا وتتركَ العملَ السياسيّ للحركات الدينيّة. أنت بحاجةٍ إلى تيّار سياسيّ منظّم؛ وهذا أمرٌ صعبٌ ومستهلِكٌ للوقت؛ كما أنّ التعامل مع كافّة الأمور الشخصيّة وطموحات البعض وتوقّعاتِهم الفرديّة أمرٌ منهك. ولا تستطيعَ أنْ “تمنّنَ” الناسَ يوميّاً بأنّك تقوم بعملٍ سياسيّ (علمًا أنه طوعيّ)، وأنّك لهذا لا تستطيع أن تذهبَ إلى مكتبة الجامعة يوميّاً مثلاً. عليك أنْ تقبلَ بوضعك، فتقتنعَ بأنّ هذه المهمّةَ (السياسيّة مثلاً) هي عملٌ بدوامٍ كامل، وأنّ المهمّة الأخرى (الثقافيّة) هي أيضًا عملٌ بدوامٍ كامل، فكأنّك عاملٌ يعْمل بوظيفتين أو ثلاثٍ ليُعيلَ أسرتَه. في السنوات الأولى كان العمل التنظيميّ يستهلكُ الكثيرَ من الوقت. لكنّه صار أخفّ لاحقًا، وبشكلٍ تدريجيّ. وفي آخر سنتين من وجودي في “البلد” بات العملُ الحزبيّ والبرلمانيّ أقلّ، وكان واضحًا أنّني أسلّم الكثيرَ من المسؤوليّات إلى قياديين آخرين. والوقت والتجربة هما اللذان سيُثبتان مََن كان جديرًا بالثقة ومَن لم يكن. وفي السنواتِ الأولى كان الوقتُ مكرّسًا للشأن العامّ، بما يتضمّنه من نومٍ خارجَ المنزل، وإهمالٍ للحياة العائليّة، والقيامِ بما لا تُحبّ. هذا هو النضالُ ببساطة، وإذا لم ينخرطْ فيه المثقّفون فمَنْ يقومُ به؟ أعتقد أنّ بإمكان المثقّف في باريس أو نيويورك أن يترفّعَ عن العمل السياسيّ التنظيميّ، بما فيه الحزبيّ؛ أما في بلادنا، فالترفّع خطأٌ لأنّ النخبَ قليلةٌ جدّاً، وإذا تعالَتْ عن العمل الحزبيّ فسيتحوّل إلى شؤونِ أُسرٍ وبيوتات سياسيّة. وفي هذا تجدُ عند المثقّفين العرب فكرةً مغلوطةً: ففي رأيي أنّ المثقّف العضويّ لا يكتمل إنْ لم يتورّطْ في العمل السياسيّ. وإذا كان المثقّفُ غيرَ متورّطٍ في العمل السياسيّ، فماذا يفعل؟ النخبُ العربيّة ليست واسعةً وكبيرةً حتّى يحْصرَ المثقّفُ اهتمامَه بأمورٍ أخرى غير العمل السياسيّ! أما ما تذْكرُه يا سماح بالنسبة إلى الصديق الراحل إدوارد (وكنتُ أعرفُه مثقفًا كبيرًا)، فقد كنتُ ألاحظ فعلاً أنّ ما يقوله مبنيٌّ في الأساس على القراءة. أمّا حين نصل إلى السياسة، فقد كان ما يقوله لا يخلو من سذاجةٍ تتضمّن تكبّرًا وتعاليًا تنويريّاً يشْمل الاعتقادَ بأنّ قولَ الأشياء الصحيحة هو ما يجعلُها تحصل بشكلٍ آليّ. وذلك أشبهُ بالتبشير، بل هو أقلُّ منه: فالواعظُ أو المبشِّرُ أكثرُ تسييسًا لأنّه يخاطبُ جمهورًا ويتفاعلُ معه؛ أمّا في حالة السذاجة السياسيّة فيكادَ مَن يمارسها يعطي أوامرَ و”علاماتٍ” للواقع خطأً أو صوابًا. إنّ هذا الموقف لا يقلّلُ من أهميّة فكر إدوارد سعيد وثقافته، لكنّنا كنّا نشعر [بما ذكرتُه سابقًا] في حديثنا إليه أو عندما يكتب المقالات السياسيّة. هنا أيضًا أُشير إلى مَيل البعض إلى التعامل مع إدوارد وكأنّه مثقّفٌ عربيّ يعيش في المهْجر (الولايات المتحدة). غير أنّ هذا لا ينطبق عليه في واقع الأمر، ولا ينطبق عليه تعبيرُ “السباحة بين الثقافات” لأنّ ثقافتَه غربيّةٌ في الأساس. فلو كان إدوارد في فلسطين ما كان سيكتفي بالمثقّف الذي عرفناه. ولكنه كان ذا دور عظيم كمثقّفٍ أميركيّ. ومن ناحيةٍ أخرى، فلو كان مثقّفًا عربيّاً في الأساس، لضمّن الاستشراق كمّاً أكبرَ من القراءات العربيّة والثقافة العربيّة، وزاويةَ نظرٍ أخرى، وربّما كان سيكون أكثر تقديرًا لجهد بعض المستشرقين وإنْ حافظَ على المنطلق القِيَميّ والمنهج النقديّ نفسه من الاستشراق. لكنْ، وكما أنّ أحدَ جوانب النقص فيه هو عدم الاطّلاع الكافي على الثقافة العربيّة الإسلاميّة، فإنّ إحدى إيجابيّاته ومصادر قوّته هي أنّه كتب ضمن الخطاب الجامعيّ الغربيّ وفي نقده في آنٍ معًا. أما أنا فمثقّفٌ عربيٌّ فلسطينيّ، ومع ذلك فإنّ الامتحان لكتاباتي الفكريّة يجب أنْ يخضعَ لمقاييسَ فكريّةٍ ونظريّة، لا لأمورٍ أخرى. وهذا ما آملُه. فكتابي، مساهمة في نقد المجتمع المدنيّ، صدرَ قبل دخولي ساحةَ العمل الحزبيّ البرلمانيّ، واستُقبِل بحفاوةٍ بالغةٍ من قِبل المختصّين بتاريخ الفلسفة والأفكار السياسيّة.   يسري: إذًا، عندما اضطررتَ إلى الانخراط في العمل الحزبيّ اضطررتَ إلى تأسيس حزب. – صحيح. كان علينا أنْ نبدأ كلّ شيءٍ من جديد. وطبعًا شكّل هذا تحدّيًا هائلاً، ولكنّه ليس مخيفًا. وأنا أسرد أفكاري هنا ولديّ فكرةٌ عمّن يقرأ الآداب، وأُحسِنُ الظنَّ بكيفيّة تتقييم جمهورِها لما أقول. لقد اضطررْنا إلى تأسيسِ حزبٍ وأنْ نبدأ من جديد. وكنّا نحتاج الى تأسيس مركزِ أبحاث، فأسّسناه؛ وإلى إنشاء صحيفةٍ، فأنشأناها؛ وإلى بناء جمعيّاتٍ متخصّصة (معروفةٍ حاليّاً) وغيرِ خاضعة للشروط الغربيّة وتكاد لا تتلقّى تمويلاً، فبنيناها. وقد حدث ذلك منذ بداية الانتفاضة الأولى، ومنذ أنْ بدأتُ التدريسَ في جامعة بيرزيت. فكما ترى لم نولدْ أبناءً لقادةٍ حزبيين أو سياسيين، ولم نولدْ وعندنا صحيفةٌ أو مؤسّسات. لم تكن موجودةً، فكان علينا أن نُقِيمها.   سماح: استكمالاً لهذه النقطة فإني أجد ابتعادًا كبيرًا في وطننا العربيّ، بشكلٍ خاصّ، ما بين المثقّفين من جهة، والناشطين سياسيّاً من جهةٍ ثانية. وقد يَبلغ هذا الابتعادُ تخومَ كراهية السياسيين للمثقّفين، وتقديسِهم لـ “الشعب.” أنت يا دكتور قد تشكّل نموذجًا للمثقّف العضويّ، أو للمثقف الناشطِ سياسيّاً، وبخاصّةٍ في سنوات وجودك في فلسطين. فكيف يمْكنُ أن نعيدَ إنتاجَ صورة المثقّف العضويّ ونرْدمَ ـ ما استطعنا ـ الهوّةََ القاتلةََ، التي لا يحتملها وضعُنا العربيُّ البائسُ أصلاًً، بين العمل السياسيّ والإنتاج الثقافيّ؟ ـ لا أستطيعُ أن أزايدَ على العالم العربيّ؛ فالعملُ السياسيّ فيه أصعبُ وأسهلُ [من العمل في فلسطين 48] في الوقتِ نفسه. هو أصعب لأنّ ظروفَ القمع أكبر، وإمكانيّاتِ العمل أقلّ، والحريّاتِ أشدُّ تقييدًا (ولاسيّما على صعيد حريّة الرأي والكلمة). وهو أسهلُ لأنّ أفق التطلّع والتطوّر عندنا في الداخل كان أضيقَ: فأنْ تنشِئ حزبًا عربيّاً ديمقراطيّاً في دولةٍ غير عربيّة ومن دون أفقِ الوصول إلى الحكم، وإنْ نظريّاً، ناهيك بالحفاظ على الهويّة العربيّة في ظروفٍ إسرائيليّة تؤسرِلُ الاقتصادَ والحاجات وسُبُلَ سدِّها… كلُّ ذلك شكّلَ صعوبةً غير موجودة في العالم العربيّ، هي صعوبةُ طرحِ مشروع شامل. والأهمّ من ذلك هو أنه تمّ القضاءُ عندنا على الريف التقليديّ من دون نشوء مركزٍ مُدُنيّ، لأنّ المدنَ صهيونيّةٌ. والحزبُ الحديث يحتاج إلى مركز مدينة، إلى أفراد، ولا يستطيع أنْ يقوم على عشائرَ لأنّه اتّحادٌ طوعيٌّ بين أفراد. نحن انطلقنا من مجتمعٍ ريفيّ غير زراعيّ، يفتقر إلى الزراعة كنشاطٍ اقتصاديّ حقيقيّ، وتحوّل إلى مراكزَ ريفيّةٍ للعمل المأجور. وهذا أشبهُ بأحياء الفقر في المدن، لكنْ من دون مدن! وقد تعاملتُ مع هذا الموضوع بتوسّع في كتابي: الخطاب السياسيّ المبتور. وكما كان هذا التحليل ضروريّاً لفهم طبيعةِ التحرّك، فقد شكّل زاويةً جديدةً في التحليل الاجتماعيّ للمجتمع العربيّ في الداخل. من المهمّ أنْ يعْلم الزملاءُ المثقّفون العربُ أنْ لا أُفق لتطوّرٍ ثقافيّ حقيقيّ من دون مشروعٍ سياسيّ، وأنّهم “لا يُسْدون معروفًا” للسياسة بعملهم على مثل هذا المشروع لأنّ وجودَه مسألةٌ مصيريّةٌ لتطوّر الثقافة العربيّة نفسها.   2 – عن “الشيوعيّة” و”القوميّة” وما يتجاوزهما   يسري: ما هو البرنامج الذي لم تلاقِه في الحزب الشيوعيّ وأوجدْتَه في “التجمّع”؟ – البرنامج في الحزب الشيوعيّ كان، في حدّ ذاته، مشكلة! فقد تضمّنَ دولةً يهوديّةً ودولةً فلسطينيّةً في الضفّة والقطاع (وهذا الطرح نفسُه جاء متأخرًا)، ولم يعرِّفْ مفهومَ المساواةِ في دولة المواطنين، ولم يعرِّف الحقوقَ القوميّةَ للعرب كسكّانٍ أصليين، واعتبرَ نفسَه في دستوره “حزبَ الوطنيّة الإسرائيليّة والأمميّة البروليتاريّة،” وغير ذلك من الأمور. لكنّ المشكلة مع الحزب الشيوعيّ لم تكنْ في البرنامج فقط. ففي مرحلةٍ مبكّرة من شبابيٍ، قرّرتُ أنّني لم أعُدْ مستعدّاً للبقاء فيه، ولو لم تسمحِ الدولةُ الإسرائيليّةُ لحزبٍ آخرَ بأن ينظّمَ نفسَه. فلقد وصلتُ إلى قناعةٍ عميقة، وهي أنّ الفَرقَ بين النظام الشيوعيّ والأنظمة الشموليّة الأخرى ضئيل؛ إنّه فَرقٌ في القِيَم الأصليّة التي تآكلتْ، لا في الممارسة. كما أنّ الادّعاء بأنّ القيمَ يمْكن أن تخدمَها الأساليبُ نفسُها ـ وإنْ كانت قيمَ سعادةِ الإنسان ـ يُنشئُ نظامًا شموليّاً مُماثلاً. ومع الستالينيّة، عَمَّرَ هذا الادّعاءُ مدّةً أطولَ، ولعب دورًا أخطر، وأدّى إلى ضحايا يفوقون ضحايا النازيّة التي لم تستطعْ أنْ تنشئَ دينًا جديدًا واختفت كأنّها لم تكن. وكما ذكرتُ،
  (المصدر : موقع مصر الحرة الإلكتروني بتاريخ 22 سبتمبر 2009 )  


جارودي: الإسلام حـيّ فلا تُـحـنّـطـوه

وحيد تاجا (*) “إن أقبح خطأ مميت بالنسبة إلى مستقبل الإسلام قد يكمن في الخلط بين الناموس الإلهي السرمدي، أي الشريعة، وبين الفقه، أي التشريع”.  بهذه الحقيقة يؤكد المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي اعتقاده فيما قال إنه سبب ما لحق بالعالم المسلم من تخلف وانحطاط، مشددا على أن “تطبيق الشريعة أمر معاكس لهذا الخلط واللبس”. جارودي في حواره مع “مدارك” مؤخرا على هامش محاضراته بـ”مجمع الشيخ أحمد كفتارو” بدمشق حاول أن يقارب علل التقليد والبلادة العقلية التي تنفر من مجاراة العصر، مؤكدا أن المتصفين بها هم “مشكلة الإسلام”؛ لأنهم يدخلون إلى المستقبل رجوعا إلى الوراء، بأعين مثبتة على الماضي، معتمدين على تشدقات المفسرين بشأن المشكلات القانونية والفقهية التي كانت تطرح على عهد الأمويين والعباسيين. ودعا جارودي المسلمين إلى ما نادى به محمد إقبال من قبل، وهو “عدم قراءة القرآن بعيون الموتى”، واصفا من يفعل ذلك بأنهم “أكلة الرماد، الذين بإصرارهم على تحنيط الإسلام الحي يقدمون أكبر الفائدة لأعداء العقيدة”. وفي الحوار أيضا تحدث جارودي عن مستقبل الإسلام ورؤيته له، وعن العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب، وعما يسمى “النظام العالمي الجديد”. * بداية كيف ترى مستقبل العلاقة بين الإسلام والغرب؟ – برأيي يجب أن يكون الدين بمنأى عن أي شكل من أشكال الاستغلال والتعصب، خاصة الاستغلال السياسي، فمثلا إذا ذهبنا إلى البلاد اليهودية أو المسيحية أو المسلمة، فالذي يلفت انتباهك أولا هو عقيدة السيطرة. هذه السيطرة إما أن تكون سياسية أو دينية، وفي معظم الأحيان دينية سياسية مختلطة، بعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال التسامح والتآخي والتصافي، مثال على ذلك إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل السابق، إنه يؤمن بالله والتوراة، الله العادل الذي لا يظلم، والتوراة هي كتابه المرشد إلى هذه العدالة، لكنه بعقيدة السيطرة الدينية والسياسية ينظر إلى تعاليم الله والتوراة على أنه -وبسبب تعاليمها وتوجيهاتها- يتحتم عليه وعلى اليهود كافة طرد كل الفلسطينيين وإبعادهم، أي أنه وبحسب تعاليمه لا يريد أن يكون هناك كنعانيون. وهذا أيضا ينسحب على الكنيسة الكاثوليكية، خاصة فيما يتعلق بالبابا الحالي في الفاتيكان، إنه يحمل الإنجيل ويؤمن بتعاليم المسيح الداعية إلى المحبة والتسامح والنقاء، في الوقت ذاته الذي يكتب فيه ويلتزم بمعاهدة موقعة في أمريكا من نوع غريب وعجيب. فقبل سنوات كنت أتلقى جائزة عن أعمالي في إيطاليا، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان زائرا هناك، وقد صرح ريجان لصحيفة إيطالية بأن لديه عقدا ومعاهدة مكتوبة بينه وبين البابا، معاهدة يلتزم بمقتضاها ريجان كرئيس لأمريكا بمحاربة الشيوعية في بولونيا، مقابل أن يحارب البابا اللاهوتية التي تتزايد في جنوب إفريقيا، هذا النوع من الاتفاقات يجري الآن بين الولايات المتحدة وأوروبا وبين بعض الدول التي تصف نفسها بالإسلامية. * كيف تنظر إلى مسألة الديمقراطية في الغرب؟ – الديمقراطية تعني حكم الشعب بنفسه ولنفسه، وهذه الديمقراطية لم توجد أبدا حسب رأي “جان جاك روسو” المعتنق الرئيسي لنظرية الديمقراطية، والذي نادى بالثورة الفرنسية، ويرجع ذلك إلى التفاوت في الثروات الذي يجعل من المستحيل “تكوُّن إرادة جماعية”، وغياب الإيمان بقيم مطلقة تجعل الإنسان يحب ما عليه من واجبات بدلا من سيادة قانون الغاب. ولعل من مفارقات الديمقراطية الغربية أن إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1776 اعتبر أن البشر يولدون سواسية، وأن خالقهم قد حباهم بحقوق معينة لا مناص عنها، كحق الحياة وحق الحرية، ولكننا نجد أن الدستور المنبثق عن هذا الإعلان قد أبقى على العبودية ما يقارب القرن من الزمان بعد صدوره. كذلك فإن إعلان حقوق الإنسان والمواطنة الصادر عن الثورة الفرنسية عام 1789 يؤكد أن جميع البشر يولدون ويعيشون أحرارا ومتساوين في الحقوق، وفي البندين 14 و 15 من هذا الإعلان نجد تحديدا مفاده أنه لا يحق التصويت إلا لأصحاب الأملاك وحدهم، وفي عام 1846 تم إقرار حق الانتخاب للجميع، ولكن فقط للرجال، أما نصف الأمة “وهن النساء” فقد كن على الهامش. ولدينا مثال نمطي معهود في “إسرائيل”؛ فهي تقدم لنا على أنها مثال للديمقراطية، ولكن في كتاب “الطابع اليهودي لدولة إسرائيل” لمؤلفه Claud Klen، مدير معهد القانون المقارن في جامعة القدس العبرانية، يخبرنا أن القانون الذي أقره الكنيست عام 1970 حين تعرضه لتعريف اليهودي: “يعتبر يهوديا كل شخص مولود من أم يهودية، والذي يعتنق الملة اليهودية، أو الذي لا ينتمي إلى ديانة أخرى”، وهذا معيار عنصري، ومعيار ديني يقودنا بالتالي إلى عصر المحاكم الإسبانية التي كانت تلتزم حتما الدم والتحول إلى الكاثوليكية. إن الديمقراطية على الطريقة الغربية ليست على الإطلاق حاجزا ضد الطغيان، فهتلر قد انتخب بصورة ديمقراطية من قِبَل 70% من الناخبين في واحدة من أعرق الديمقراطيات الغربية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن الديمقراطيين والجمهوريين ليسوا سوى شقيق لحزب أوحد هو حزب المال، ولا يقسمهم سوى الرغبة في تملك السلطة.. إن الخدعة الأساسية التي تبرر كل الجرائم باسم “الديمقراطية” إنما تقوم على أساس من مطابقة ثقافية “لحرية السوق” مع “حرية الإنسان”. * أشرت إلى النظام العالمي الجديد وضرورة التصدي له.. كيف يمكن ذلك؟ – إن تعبير “نظام عالمي جديد” ليس كلمات تقال، إنه خطر حقيقي محدق بنا جميعا، ويجب علينا أن نعي هذا الخطر جيدا، إنه ليس خطرا موجها للدول الفقيرة فحسب، بل حتى الدول الأوروبية تعاني من نتائجه، وحسب إحصائيات الأمم المتحدة نرى أن أكثر من 80% من مصادر الثروات الطبيعية العالمية يسيطر عليها ما مجموعه أقل من 20%، هذا مؤشر أساسي للوضع الاقتصادي. ثانيا وحسب ما تصدره “اليونيسيف” في نشراتها يلاحظ أن أكثر من أربعين مليون إنسان يموتون سنويا وغالبيتهم من الأطفال؛ وذلك إما بسبب الجوع أو أمراض سوء التغذية، أو نتيجة لبعض الأمراض التي يمكن أن تعالج ويشفى الإنسان منها بسهولة، وألفت إلى أن مجموع الأطفال الذين يموتون خلال يومين في الدول الفقيرة يعادل عدد ضحايا القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما؛ وهذا يعني أن الدول المتقدمة إذا أرادت الاستمرار بتقدمها، فعلى الدول الفقيرة أن تدفع ثمن هذا التقدم من حياة أبنائها بمعدل 40 مليون نسمة سنويا. وفي الحقيقة هذا أبشع وجه للتقدم عرفته الإنسانية منذ فجرها الأول، بل إنه صورة ممسوخة مشوهة للحضارة في ظل النظام العالمي الجديد، هذا في الدول الفقيرة ودول العالم الثالث، أما في أوروبا وبقية الدول فالأمر يأخذ منحى آخر. فالرئيس الأمريكي الأسبق “جورج بوش” قال عن النظام العالمي الجديد: إنه الوجه الجديد للاستعمار، لكن الحقيقة تقول غير ذلك، ففي الاستعمار القديم كان المستعمرون متعددين: إنجليز وفرنسيون وإسبان وإيطاليون، وكل استعمار له مدرسته الخاصة به، ونمط يميزه عن غيره، لكن هذا الوجه الجديد للاستعمار تمثله قوة وحيدة واحدة في العالم أجمع، وأسلوب ونمط هذه القوة الوحيدة هو القوة العسكرية. ففي فرنسا -وهي الدولة المستقلة المتقدمة التي لا تعاني من الجوع أو سوء التغذية أو الأمراض- تأخذ المعاناة من النظام العالمي الجديد شكلا آخر، ولا أذيع سرا إذا قلت إن هناك أكثر من 70% من القوانين الفرنسية الناظمة للاقتصاد أو المال أو النقل إنما هي صادرة من نيويورك، أو أنها تملى إملاء من بروكسل، وعلى الحكومة الفرنسية قبولها، إن طوعا أو كرها. والقطاع الزراعي في فرنسا مثال صارخ على حجم التدخل الأمريكي؛ فلقد ازداد إنتاج المواد الغذائية في فرنسا، وخاصة الأساسية منها، بمعدل 16%، وهذا الازدياد لم يكن في صالح الولايات المتحدة الأمريكية، التي قامت بضغوطات هائلة على إدارات السوق الأوروبية المشتركة، وكانت النتيجة أن صدر من بروكسل، باعتبارها عاصمة الاتحاد الأوروبي، قرار يقضي بأن تتوقف فرنسا عن إنتاج هذا الفائض الذي ازداد عن حده. هذا ما أكده مؤتمر الدول الصناعية الثماني، وبإصرار وتهديد أمريكي شرس، فما كان على فرنسا سوى الانصياع إلى بنود هذا القرار وإيقاف الإنتاج الفائض، في الوقت الذي تعاني فيه غالبية دول العالم من نقص حاد في موارد الغذاء يؤدي إلى وفاة أطفالها. وهذا يعني ببساطة متناهية أن فرنسا ليست أكثر من مستعمرة، وأنها وإن حاولت أن تتحرر من هذا الاستعمار فإنها أيضا وببساطة لا تستطيع، وأنها إن أرادت أن تكون حرة في قرارها وقانونها الاقتصادي وألا تكون مجرد مستعمرة فعليها -برأيي- اتباع خطوات مهمة جدا، وجريئة جدا. أولها أن ترفض الاتفاقية التجارية العالمية “الجات”، وأن تنسحب من معاهدة “ماسترخت”، وعلينا كفرنسيين أن نوقف التعامل مع المؤسسات العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. لكن هل تستطيع فرنسا فعل كل ذلك؟ أعتقد أنه ليس بإمكانها ذلك، هذا على الصعيد الاقتصادي، أما على الصعيد الثقافي والفكري فالأمر أكثر جدية، وأكبر مثال على ذلك صناعة السينما. * رغم كل ما يقال حول الإسلام وعظمته فإن معظم أو جميع الدول الإسلامية تعاني من التخلف والفقر والجوع؟ – نحن معشر المسلمين نطالب وبحق عادل أن يوفر لنا القانون الإلهي الظروف لخلق مجتمع إنساني صادق وحقيقي في مواجهة هذه الغابة الحيوانية متضاربة المصالح، وفي مواجهة الحروب الناشئة عن عبادة وحدانية السوق وعبادة صنع المال. لكن ما نجيب به هو أن البعض ينسب لنفسه الحق بأن هذا هو القانون الإلهي، كما لو كان الإنسان مالكا للعالم المطلق، ناطقا باسم الإله، سواء أكان بابا الفاتيكان، أو واحدا من علماء الأزهر، أو كبير حاخامات اليهود. والحالة هذه فمتى نادينا بالشريعة (القانون الإلهي) -والتي هي الحقيقة الوحيدة التي تمثل جوهر أي مجتمع يتصف بالإنسانية، هذه الشريعة التي هي كلمة الله، وهي التي تجمع المبادئ الخالدة والعالمية لكل البشرية- فليس علينا أن نجعلها تلتبس بالفقه، أي بالتشريع البشري الذي يكون في كل حقبة من الحقب، وعند كل شعب من الشعوب، تبذل الجهود لتطبيقه في إطار ظروف تاريخية في عالم دائم التغيير، لا يتوقف الله، كما يقول لنا في القرآن الكريم، عن خلقه ثم إعادة خلقه. وكل منا مسئول عن عدم الخلط بين الشريعة التي هي القانون الدائم وبين الفقه المتوارث عبر قرون خلت.. إن الإسلام لن يستطيع أن يخترق موقعا خارج العالم الإسلامي الحاضر إن نحن وقعنا في هذا الخلط، محاولين أن نفرض في القرن العشرين وعلى العالم أجمع تشريعا ينتمي إلى ظروف تاريخية كانت سائدة في الجزيرة العربية إبان القرن السابع. لكن بعكس ذلك لو تمسكنا بالتعريف القرآني للشريعة، التي تحدد المبادئ الخالدة والعامة لكل المجتمعات، ونحن في مجتمع متفتت، وفي غرب منحط، لأنه نزع عن الإنسان بعده الأخروي، بسبب انفراديته الأخلاقية، ووضعية تقدمه العلمي، وهنا توجد إمكانية الاختراق بالضخامة عينها التي ظهرت أمام الإسلام في القرن الأول للهجرة. الإسلام الأول الذي أعطى حياة جديدة الإنسانية من بحر الصين إلى المحيط الأطلسي عبر القوتين العظميين في تلك الحقبة، وهما الإمبراطورية الفارسية والبيزنطية، اللتان كانتا في غاية انحطاطهما السياسي والروحي. وفي يومنا هذا انهدمت قوة عظمى في الشرق، وفي الوقت ذاته نجد الدلائل على أزمة القوة العظمى في الغرب؛ حيث نظام التنمية الذي ترغب في فرضه على العالم أضحى غير قادر على أن يعطي الحياة معنى، أو حتى يضمن استمرار البشرية بفرضه كذلك بعدما قتل في هيروشيما خلال يومين. علينا إذن أن نتفكر كما يدعونا القرآن الكريم في عدة مواضع أن نذكِّر أنفسنا بأننا مسئولون عن أنفسنا.. إن أقبح خطأ مميت بالنسبة إلى مستقبل الإسلام قد يكمن في الخلط بين الناموس الإلهي السرمدي، أي الشريعة، وبين الفقه، أي التشريع. إن تطبيق الشريعة هو أمر معاكس لهذا الخلط واللبس، وانطلاقا من المبادئ المطلقة للشريعة التي تقضي بأن الله هو المالك وحده، وأنه هو المهيمن وحده وهو العالم وحده، يمكننا أن نضع فقها للقرن العشرين، وهذه مسئولية جماعية لا تقع فقط على المسلمين، وإنما كما يقول القرآن الكريم، على جميع بني آدم من المؤمنين الذين تلقوا رسالة الأنبياء وجميع الرسل الذين بعث بهم نفس الإله، وهو الله وحده الذي لا شريك له. يجب ألا نخلط بين الشريعة وبين الفقه؛ فلكل وظيفته الخاصة به، فالشريعة هي قانون أبدي عالمي لكل الشعوب ولكل الأزمنة، وهي ثابتة لا تنالها أساليب التبديل والتعديل، أما الفقه فهو -ربما- الحلول المناسبة للمواقف الطارئة، إضافة إلى الشروح المقدمة للشريعة بحثا وتحليلا. من ثوابت الشريعة أن الله أرسل جميع أنبيائه برسالة واحدة وهدف واحد، هو أن الله هو الخالق البارئ، وهو الآمر الناهي، فأرجعوا الحكم لله والمعرفة لله، وهذا شيء ثابت أبدي عند جميع الأنبياء دون أي اختلاف، وفي جميع الكتب المقدسة. ولو درسنا القرآن الكريم بآياته الستة الآلاف تقريبا لوجدنا أن حوالي 5800 آية تتحدث عن أمور ثابتة أبدية هي الشريعة، وأن ما يقرب من 200 آية هي في الفقه، والتي لا ينكر فيها التغيير والتعديل حسب المعطيات والحالة والزمن. فكما أسلفت، فالشرائع متفقة على الثوابت من وحدانية وأزلية وخلق، لكن الأحكام تختلف، فحكم الملكية مثلا نراه في الكتب المقدسة على الشكل التالي: في التوراة آية مفادها أنه كل سبع سنوات يجب أن يكون هناك توزيع جديد للممتلكات، أما ما تحدث عنه السيد المسيح فهو على العكس تماما؛ إذ قال: إن كل الذي تملكه يجب عليك أن تهبه وتمنحه صدقة. وفي القرآن نظام ثالث هو الزكاة التي تسعى لتوزيع عادل للثروات، فهي نظام معتمد شريعة وفقها، ولو رجعنا إلى القرآن الكريم بالذات لوجدنا أنه يخلو تماما من بعض الأمور المعاصرة والضرورية جدا، كالشركات المتعددة الجنسيات، والتعامل بالنقد، وما جرت عليه الأعراف التجارية، ومؤشرات المال والاقتصاد والأسهم والسندات… إلخ. فالقرآن لا يدخل في هذا الموضوع كشريعة، وهناك تفصيلات كثيرة ودقيقة لهذه الأمور الاقتصادية، والقرآن غير معني بها، فهو ليس كتابا للاقتصاد. لذلك أؤكد أن القانون الإلهي والمبادئ الإلهية خالدة سامية وباقية وأزلية، لكن ما يستجد من أمور الحياة المعاصرة علينا أن ننهض لإيجاد حلول تتناسب معها، ونعالجها بالطريقة التي نضمن بها الاتساق ضمن مسيرة الشريعة وأهدافها الكبرى، ولنا في فقه كل من أبي حنيفة والشافعي مثال يحتذى، هذان الفقيهان العبقريان أوجدا الكثير من الحلول والأجوبة لما كان يعترض مسيرة حياة المسلمين اليومية. واليوم نحن ملزمون بالقياس على فقههم إذا كان ذلك ممكنا؛ لوجود العلة الواحدة، فكلنا ملزمون أكثر باستعمال فكرنا في حل مشاكلنا المعاصرة التي لم تكن موجودة في زمانهم، هؤلاء أعملوا الفكر، ونحن أيضا مأمورون باستعمال فكرنا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الشافعي قد أتى بفقه جديد في مصر يغاير فقهه في العراق لتغيّر الأحوال، لذا قيل: “لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان”. يجب علينا أن ندرس كما درسوا ونعمل فكرنا لإيجاد حلول متسقة مع الشريعة الإسلامية لما يعترضنا من مشكلات فقهية عصرية. * أصدرتم كتابا بعنوان “الإسلام دين المستقبل”.. هل ما زلتم تعتقدون هذا؟ وهل ترون أن الأمور تتجه بالشكل المطلوب حسبما كتبتم؟ – بالطبع أنا اليوم أكثر إيمانا بكل ما قلته وما كتبته، وأصر على أنه يجب على المسلمين كافة أن يكافحوا ويناضلوا بصلابة وقوة ومعرفة ووعي من أجل الوصول إلى تطبيق عميق وهادف للمبادئ الإسلامية. أنا لا أملك الإيمان في جيبي ولا أضعه في منديلي، إنه عملية تفاعل ومثابرة، ويجب على المرء ألا يدّعي الوصول إلى نهاية الطريق، عليه أن يسعى يوميا للوصول إلى الكمال فالأكمل، إلى الحد الذي تستطيع فيه أن تأتي بحضارة إسلامية عالمية إن شاء الله أو حضارة عالمية قائمة على الإسلام. * كيف تنظر إلى مستقبل الإسلام؟ – إن مشكلة مستقبل الإسلام تكمن في كلمات بسيطة، فإما أن يدخل إلى المستقبل رجوعا إلى الوراء، بأعين مثبتة على الماضي، معتمدا على تشدقات المفسرين، بشأن المشكلات القانونية والفقهية التي كانت تطرح على عهد الأمويين والعباسيين، وإما أن يثبت قدرته على حل مشكلة نموذج جديد في النمو، وأن يستأنف طيرانه المنتصر كما جرى في العهود التي قدّم فيها الحلول في القرن الأول الهجري والمشكلات المطروحة من جراء انحطاط الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية. وليس ثمة شيء أكثر مناقضة لرؤية ديناميكية للعالم من الاعتقاد تماما بأن جميع مشكلات الحاضر والمستقبل قد حلت، وأنه يكفي أن يعرف المرء عن ظهر قلب صيغ الماضي ليكون بذلك قد أجاب على كل شيء. إن الاكتفاء عكس الدين؛ فهو يمنع آلاف الناس من أن يروا أن داخل الجاهلية الجديدة للحضارة الغربية المنحطة يمكن لشريعة “الله المالك وحده، والله هو المهيمن وحده، والله هو العالِم وحده” أن تعطي لهم هذا المعنى وتنتزعهم انتزاعا من قانون الغاب، ومن قانون الأقوى، ومن قانون الفوضى، وبعكس ذلك لو خلط المرء هذه الشريعة الجوهرية بالفقه المتراكم من قرون ماضية لكان ذلك انفصاما لعزل الإسلام، وعن طريق تطبيق الشريعة في حقيقتها فقط يمكن للإسلام أن يجد في قرننا هذا ظروفا مناسبة لانتشاره بأكثر مما حدث في القرن الأول للهجرة. * أشرت إلى مسألة تجديد الإسلام.. هل يمكن إيضاح هذه النقطة؟ – برأيي موضوع تجديد الإسلام أو بالأحرى مستقبل الإسلام يتوقف على عدة نقاط، أهمها: 1- جهود المسلمين من أجل أن يعيدوا مرة أخرى نشر جميع الأبعاد التي صنعت في الأزمان الغابرة.. عظمة الإسلام وانتشاره، وبعده العالمي، وكونه لم يقتصر على هذا التقليد والعرف أو ذلك السائد في الشرق الأدنى أو على ماضيه، بل إنه انفتح على جميع الثقافات وأقر التكافل العظيم بين الشرق والغرب للديانات المنزلة، وحكمة بلدان نائية كبلاد فارس والهند والصين. 2- بعده الداخلي وحب الآخرين، فنجد أن كبار الصوفيين الأندلسيين كابن مسرة وابن عربي قد دافعوا عن ذلك، ومثلهم البيروني، والإمبراطور أكبر خلال عظمة الإسلام في الهند، ضد كل الشكليات والشعائر المتوارثة والحرفية المتجمدة. 3- بعده الاجتماعي، مستثنيا غابة المصالح المتناحرة وتراكم النزوات في بؤرة المجتمع، وعدم ترك البؤس للآخرين. 4- بعده الناقد ضد مجهودات “الفقهيين” المتناولين للترهات، والذين يجعلون من أنفسهم حرسا على التشددية، ويعتبرون أنفسهم موظفين للعالم المطلق. * وكيف ترى تشبث البعض بالماضي ومحاربة كل محاولة للتجديد؟ – أثبت الشاعر محمد إقبال في مؤلفه “إعادة بناء الفكر الديني للإسلام” أنه بهذه الروح الناقدة أمكن حفظ الإسلام من دائه الأكبر، ألا وهو قراءة القرآن بعيون موتى، أي تكرار ما قاله الأسلاف من القرون الأولى للهجرة، والذين كانت لديهم الأفكار لحل المشكلات التي كانت تعترضهم في عصورهم، ولكنها ليست مشاكلنا الآن، وهذا بحد ذاته خيانة للقرآن نفسه. الله الذي لا يتوقف عن الخلق، وهو الذي نفخ في الإنسان من روحه ليجعل منه خليفة له في الأرض، وهو من تدعوه بدون توقف، ويدعوننا للتفكير في آلائه المتجددة على الدوام في هذا الخلق الدائم، لا يسعه إلا أن ينأى عن أولئك الناس الذين يطلبون منه، ولا يعرفون كيف يفكرون إلا بالعودة إلى الماضي. هؤلاء أكلة الرماد، الذين بإصرارهم على تحنيط الإسلام الحي يقدمون أكبر الفائدة لأعداء العقيدة، وهم العقبة الكئود أمام خلق حداثة ليست على نمط الحداثة الغربية التي وقعت في براثن الانحطاط، وتعوق أن يكون الإسلام متقدما جنبا إلى جنب مع أصحاب العقائد المحبين للمستقبل، وخاصة أولئك الذين يحبون انبعاث العالم من جديد. (*) كاتب وصحفي من سوريا (المصدر: “مدارك: بوابة الثقافة والفكر الإسلامي المعاصر” بموقع إسلام أونلاين (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 جويلية 2009) الرابط: http://mdarik.islamonline.net  


رجل أعمال لبناني يسبب احراجا لحزب الله


صور (لبنان) (رويترز) – يقول من يعرفون الرأسمالي اللبناني الشيعي صلاح عز الدين انه رجل ورع للغاية ومتواضع جعلت صلاته الوثيقة بحزب الله مسوغاته لا تشوبها شائبة مع ظهور المزاعم بأنه اختلس مدخراتهم. ويجد الكثير من المستثمرين اللبنانيين الشيعة أن من الصعوبة بمكان تصديق أن هذا المحسن يمكن أن يكون قد احتال عليهم ليستولي على 500 مليون دولار على الاقل وهو مبلغ تافه اذا قورن بمبلغ 65 مليار دولار الذي استولى عليه المحتال الامريكي برنارد مادوف لكن ما فاقمه هو صلته بحزب الله الذي يعتبره أنصاره غير قابل للفساد. ويقول فؤاد العجمي (36 عاما) وهو مالك مصنع للصلب من قرية الطورا بجنوب لبنان عن اتهامات الاحتيال التي وجهت في وقت سابق هذا الشهر لعز الدين والموجود الان في سجن رومية ومن المقرر ان يخضع لمزيد من الاستجواب في 24 سبتمبر ايلول “كل من يقول انه لص فذلك تقييم غير صحيح.” وتشمل الاتهامات اصدار شيكات بدون رصيد. وقال العجمي “كان فاعلا للخير وربما يكون قد تعرض لانتكاسة مالية… وربما أنشأ استثمارات وهمية لتغطية خسائره لانه لم يرد أن يظهر هذا.” وخسر بعض مسؤولي حزب الله المال مع الرأسمالي الذي يقول العجمي انه كان يحصل منه في البداية على عائدات قيمتها 30 في المئة سنويا. ومن بين الاوراق القليلة التي احتفظ بها صاحب المصنع شيكان قيمتهما مجتمعين 675500 دولار ارتجعا وطبعت عليهما كلمة “لاغ” باللون الاحمر. ويقول انه هو شخصيا خسر اكثر من 500 الف دولار مع عز الدين الذي تشمل ممتلكاته شركة سياحة كانت تنظم رحلات للحج. كان الرأسمالي يعيش في قرية معروب بجنوب لبنان معقل حزب الله الذي استفاد من حسن نواياه في بناء مساجد للشيعة وملعب لكرة القدم. كما قيل ان عز الدين كان يدفع لاهل قريته فواتير الرعاية الطبية مما عزز الصلة بحزب الله بالنسبة للكثير من الناس. كما يوفر حزب الله شبكة من خدمات الرعاية الاجتماعية من المنح التعليمية الى العلاج الطبي المدعم. وقال العجمي “الحقيقة أن الناس كانوا يضعون اموالهم معه لانه كان يرتدي عباءة حزب الله.” ويتمتع حزب الله الذي تدعمه ايران بسمعة بين أتباعه بأنه يتسم بالامانة الشديدة ومن المعروف أنه عوض السكان الشيعة بجنوب لبنان بحقائب محشوة بأوراق مالية من فئة 100 دولار بعد الحرب التي دارت بين حزب الله واسرائيل عام 2006. وكانت هذه الصلة مصدر احراج سياسي مما اضطر السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله الى معالجة القضية. وقد نفى اي صلة رسمية برجل المال لكنه وعد بانشاء مركز لمعالجة الازمة لتقييم احتياجات المتضررين. ونقلت وسائل اعلام محلية عن نصر الله قوله ان حزب الله احد المتأثرين بالازمة لكنه لن يترك الناس ليواجهوا مصائرهم وأضاف أن الحزب يخلق مناخا سيحميهم ماليا وسياسيا وحتى اقتصاديا. وربما يكون هذا السبب وراء عدم رفع الكثير من المستثمرين المخدوعين حتى الان على الاقل دعاوى قضائية ضد عز الدين وشريكه يوسف فاعور. وتقول مصادر سياسية ان غطاء عز الدين زال بعد أن اشتبه مستثمر قطري أراد تسعة ملايين دولار في أنه يماطل. وذكر مسؤولون بحزب الله سرا انه يشتبهون في أنه مارس الاحتيال. وكان جزء من جاذبية عز الدين أنه وعد بعائدات كبيرة على استثمارات قال انها من مشاريع في مجالات النفط والغاز والحديد والصلب خارج لبنان. ونتيجة لتمتعهم بمبالغ كبيرة من المال في طفرة اعادة الاعمار بعد الحرب وجد الكثير من المستثمرين خطة الثراء السريع جذابة. وقال العجمي انه استثمر 90 الف دولار في البداية بعد حرب عام 2006 بين حزب الله واسرائيل. وأضاف “كنت أتلقى كل شهرين شيكا قيمته 4950 دولارا… ثم أخبرنا وكيله عن الاستثمار في منجم ذهب ايراني وهو ما سيضمن أرباحا تتراوح بين 20 و25 في المئة في غضون مئة يوم. في 22 اغسطس أعطيته 50 الف دولار وأعطاه صديقي 200 الف دولار.” وألقي القبض على عز الدين بعد ذلك بفترة قصيرة. وقال العجمي “صدمت. قضيت الساعات الاربع والعشرين الاولى وانا اضحك دون أن استطيع السيطرة على نفسي.” ويحجم العجمي عن وصف عز الدين بالمحتال لكنه يقول ان سمعته هو نفسه تضررت حيث ان بعضا من اهل قريته عهدوا اليه باستثمار اموالهم. وقال العجمي “كنا نعتبر ناسا محترمين… الان يعتقد بائع البصل اننا حمقى. نحن مفلسون. اضطررت لرهن بعض ممتلكاتي لارد للناس اموالهم.” ويطل قصر عز الدين الواقع على قمة تل وتحيطه الاشجار ونباتات الجهنمية على حقول معروب الخصبة. ويؤدي طريق خاص حلزوني الى فيلا ضخمة هي خالية الان الا من مصطفى البواب الذي يرعى الدجاج والحمام والطيور والخيول وأحد طيور الباشروس او الفلامنجو. ويقول مصطفى ان جميع الابواب الداخلية للقصر مغلقة بالشمع الاحمر. والقرية على غرار قرى كثيرة في الجنوب خالية بالفعل الا من فيلات بعدة ملايين من الدولارات يعيش قاطنوها بوجه عام في الخارج ولا يزورون لبنان الا في فصل الصيف. ويقال على نطاق واسع ان أغلبية من اوائل المستثمرين لدى عز الدين من المهاجرين اللبنانيين الذين لم يكونوا موجودين في الغالب داخل البلاد ليتابعوا استثماراتهم عن كثب. ويشهد حسين فنيش رئيس بلدية معروب لسمعة عز الدين لكنه قال ان معروب تأثرت بالازمة بشدة حيث خسرت خمسة ملايين دولار. وأضاف أن عودة القرية الى طبيعتها ستستغرق عامين. وذكرت مصادر سياسية أن البنك المركزي اللبناني حذر بعض المستثمرين منذ بضعة اشهر من عز الدين. لكن يبدو أن كثيرين رفضوا الاصغاء لتحذيره. وقال الحاج كمال شور الذي خسر هو وابناؤه الثلاثة 1.03 مليون دولار امريكي انه لم يفكر قط في التحقيق في امر الاستثمارات التي دفعوا الى الاعتقاد بأن بعضها في افريقيا او البرازيل بسبب “امانة ونزاهة” عز الدين. وهو يعتقد أن هناك مؤامرة اكبر وراء نهاية عز الدين من قبل “المخابرات الاسرائيلية (الموساد) واللوبي الصهيوني.” وقال لرويترز “انهم ينظرون اين يعمل شيعي ويحاولون تدميره. انا لا أشك في هذا الاحتمال.” وأضاف “نحن في مناخ مالي صعب. اخر ما كنا نتوقعه أن يفلس. لكن الجميع يثقون في صلاح عز الدين. انه انسان ممتاز وامين وطيب.” (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 سبتمبر 2009)  


دعا لمحور مصري إيراني تركي لقيادة العالم الإسلامي نائب مرشد الإخوان يهاجم النظام المصري ويحذر من زواج المال والسلطة


  2009-09-22 أسيوط – فاطمة حسن  أكد الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن هناك تزاوجاً بين السلطة والمال في مصر، معتبرا أن هذا التزاوج أدى إلى حالة من الانسداد السياسي نتج عنه تخلف علمي وتقني وحضاري وفشل وإخفاق في التعامل مع المشكلات الحياتية. جاء ذلك في حفل الإفطار السنوي الذي أقامته جماعة الإخوان المسلمين بمقر النائب الإخواني محمود حلمي بقرية مير – مدينة القوصية بأسيوط نحو350 كيلو متر جنوب القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة؛ حيث فرضت قوات الأمن المركزي طوقا أمنيا كبيراً وحصاراً حول منطقة الإفطار، ومنعت الأهالي من الوصول إلى تلك المنطقة، وفرضت إجراءات تفتيش قبل الإفطار لمنع الأهالي من التجمع. وأضاف حبيب إننا نواجه منذ أيام السادات حركة منظمة لتآكل الطبقة الوسطى في المجتمع التي تمثل ركيزة وعماد الدولة، وهي طبقة المهندسين والزراعيين وغيرهم، موضحاً أن هذه الطبقة تآكلت تماما وأن جزءاً منها على حد قوله، طلع فوق وأصبحوا رجال المال والأعمال، وتحالفوا حلفا مشينا مع السلطة، وأغرقوا البلد على حساب الطبقة المسحوقة وهي غالبية المصريين، لافتاً إلى أنه لا يوجد توازن في المجتمع؛ فهناك شريحة فوق تسكن القصور، وشريحة تحت تسكن العشش؛ مما سبَّبَ نوعا من الغليان داخل المجتمع، وأصبح العمل كله والتشريعات التي تصدر للجماعة (اللي فوق) رجال المال والأعمال. مشيراً إلى أن التحالف الآن ليس بين السلطة التنفيذية ورجال الأعمال فحسب، بل دخلوا مجلس الشعب، وقال النائب الأول للمرشد إن المليارات تخرج إلى خارج البلاد، ولا أحد يحرك ساكنا، والناس (اللي محكوم عليها) تخرج من السجون لابسة (طاقية الاخفى) وتهرب، وهناك أراض (بتتسقع وتتباع بملاليم). وذكر حبيب خلال اللقاء أن مصر مستهدفة على المستوى الإقليمي والدولي؛ لأجل هذا أصابوها بمحاولة التذويب للعقيدة (الهوية) وفساد الأخلاق والتعليم والاقتصاد؛ فأصبحت لا تستطيع مواجهة التكاليف التي تلقى على عاتقها، وهو ما يصيب الإنسان بالخزي والعار، وأشار إلى أن هناك ملفات شائكة عالقة على مستوى المنطقة، منها الملف النووي والملف السوري واللبناني والملف العراقي وملف السودان والصومال والخليج العربي، وأن هذه الملفات لا يمكن التعامل معها في ظل الأوضاع الحالية؛ فهناك فراغ في المنطقة صنعته أميركا، وتحاول أن يكون لإسرائيل توجيه كافة الأمور، ويرى حبيب أن هناك مثلثين: الأول هو مصر وإيران وتركيا والثاني مصر والسعودية وسوريا لو تشكلا، وتم تفعيلهما سيكون لهما دور خطير في حل الملفات العالقة، لكن المشروع الأميركي الصهيوني حريص على عدم إتمام هذين الملفين، وحريص أيضا على الفصل بين الدول العربية، ويريد أن ينفرد بمصر وسوريا كل على حدة، حتى تظل له هيمنة كاملة، لافتا إلى أن مصر هي رأس المثلثين، وأنها كي تمشي مع هذا الدور لا بد لها من إصلاح داخلي، وأن المشكلات التي تعيشها مصر أساسها أزمة الحكم المتمثلة في الاستبداد والفساد، ولا نتصدى لها بالثورات أو المشاغبات، بل عن طريق المنهج الذي يتولاه الإخوان منذ نشأة الجماعة. مشيرا إلى أن منهج الإخوان هو الفرد المسلم، والمجتمع المسلم ثم الحكومة المسلمة. وأكد حبيب أن الإخوان لن تتنافس على السلطة إلا عندما تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة وبإشراف القضاء وإلغاء قانون الطوارئ وإلغاء المحاكم والقوانين الاستثنائية وإطلاق الحريات، وعندما يغلب الفرد مصلحة المجتمع على مصلحته، ويكون للشعب رأي وفق صناديق الانتخابات الحرة، وإرادته الحرة دون تزوير أو تدليس، وسوف نتنافس إذا تيقنا أن الرأي العام قادر على أن يحاسب الحزب الذي وصله إلى السلطة حتى يحاكمها أو يعزلها إذا قصرت في تنفيذ البرنامج الذي وعدت به وأتى بها إلى السلطة، لافتا إلى أن الأنظمة والحكومات تحاول أن تحول بيننا وبين الشعب بتشويه صورتنا والافتراء علينا، بأننا نقوم بغسيل الأموال أو نأخذ تبرعات غزة؛ لكي يجدوا مبررا لعمليات الاعتقال المستمرة، لكن نحن واثقون من أن المستقبل لهذا الدين بفضل الإخوان وبفضل جهود شعب مصر مسلمين وأقباط، وأن الإصلاح والتغيير ليس مختصاً بفصيلة الإخوان أو غيرهم، وإنما تحتاج تكاتف كل القوى؛ لأن النظام شرس وقمعي ومستبد ولديه آلة إعلامية جبارة يمارس من خلالها ما يريد. وقال إننا نراهن على التواصل مع هذا الشعب؛ لكي نوعيه بدوره، وأن الإصلاح والتغيير قضيته الأساسية، وأنه قادر على أن يستعيد الثقة في نفسه؛ كي يحدث هذا التغيير؛ حتى لو احتاج هذا التغيير إلى بذل وتضحية؛ فالحرية لا توهب والديمقراطية لا تمنح. وسألت العرب حبيب هل سيظل الإخوان المسلمين جماعة دينية أم ستسعى إلى عمل حزب يندمج في النظام؟ وعن رؤية الإخوان لمستقبل مصر في الفترة القادمة؟ قال حبيب: حزب يعني منافسة على السلطة، ونحن لن نشارك في المنافسة إلا في حينه ووقته كما فصلت مسبقا، ونحن لا نسعى إلى تكوين حزب في هذه المرحلة لأننا لن نستطيع أن نقدم جديداً على الحياة الحزبية بإضافة رقم جديد على الأحزاب؛ فالمناخ السياسي رديء ومريض وغير صحي ويقوم بتكبيل عمل الأحزاب القائمة الحاصلة على الرخصة� وأضاف د. حبيب إننا إذا افترضنا جدلاً أن اللجنة أعطت رخصة قانونية للإخوان لإقامة حزب بعدها (هيجيبوا) سلاسل وقيود يقيدون بها قياداته، وتجد الحزب غير قادر على التواصل مع جماهيره، ولا نستطيع أن نقيم مؤتمراً داخل القاهرة، وسنكون مطاردين، وتساءل: كيف نتقدم للجنة بطلب ترخيص نحن نسعى في الأساس إلى الغائها؟ فنحن لا نرغب أن نشارك في العبث وعن مستقبل مصر قال إن مصر تمر بأسوأ حالاتها؛ فحاضرها مظلم، وينتظرها مستقبل قاتم (فالسفينة تتجه نحو الأعماق تغرق، والمنزل يحترق) وإذا لم يشارك الجميع في إطفاء الحريق، فستكون كارثة على الجميع. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية � لندن) الصادرة يوم  22 سبتمبر 2009)  

السفيرة الامريكية تصف البرلمان الكويتي بمجلس كلاب

 


طالب نائب في مجلس الأمة الكويتي حكومة بلاده، بطرد السفيرة الامريكية ديبورا جونز من البلاد على خلفية المحاضرة التي القتها في واشنطن في 27 آب (اغسطس) الماضي، معتبرا ان المحاضرة تضمنت ‘اساءات للكويت’. يذكر ان السفيرة الامريكية قالت مازحة لمن يشبه النائبات الكويتيات بـ ‘القطط’: ‘وماذا عن الآخرين هل هم كلاب؟’. وقال البرلماني الاسلامي الكويتي محمد هايف ‘لن نقبل بوجود اي سفير يصف نواب الشعب الكويتي بهذا الوصف ولا نريد ان ننزل إلى مستوى السفيرة وهذا الخلق الذي يترفع عنه عامة الناس، فضلا عمن هم في السلك الديبلوماسي المسؤولين عن تصريحاتهم’. واضاف هايف ‘لا يمكن ان نقبل من الحكومة اقل من طرد السفيرة الامريكية من البلاد واعتذار الولايات المتحدة للشعب الكويتي، لان اهانة اعضاء مجلس الامة اهانة للشعب الكويتي، والحكومة مسؤولة عن احترام مؤسساتها وفرض هيبة الدولة على الهيئات الديبلوماسية وغيرها في داخل البلاد وخارجها’. ومن خلال النص الحرفي للمحاضرة، وبعد ترجمته الى العربية اتضح ان السفيرة قالت بالحرف الواحد ‘في واقع الامر، فإننا شهدنا بعض التقدم في ظل مجلس الامة الجديد الذي جرى انتخابه قبل فترة قصيرة كما تعلمون جميعا وذلك لأنه لحسن سمعة او ربما لسوء سمعة هذا المجلس فإنه اصبح يضم 4 نساء جميعهن تلقين تعليمهن في الولايات المتحدة وجميعهن يحملن شهادات دكتوراة من جامعات اميريكية وكل واحدة منهن تختلف عن الاخرى كاختلاف الليل والنهار، وغالبا ما اغيظ زملائي الكويتيين لأن بعضهم او ربما كثيرين منهم يشيرون اليهن (أي الى النائبات الاربع في مجلس الامة) بلقب ‘قطط المجلس’ فأرد عليهن قائلة انني لا ادري ما اذا كان ذلك الوصف يعني ان الآخرين يعتبرون ‘كلاب المجلس’!… (موجة ضحك جماعي بين الصحافيين)… انا شخصيا لا ادري وذلك لأنه اذا لم يكن الامر كذلك فأنا لا اعرف اي شيء آخر يمكن ان يجمع بينهم (اي بين النائبات الاربع وبين بقية النواب الرجال في المجلس) سوى تركيبتهم الكروموسومية الجينية’. وكانت السفيرة جونز تتحدث عن هذا الموضوع بعد استهلال ذكرته عن الحل غير الدستوري، إذ قالت ‘ومنذ ان جئت الى الكويت فإنني اسمع الناس هنا يتحدثون عن الحل غير الدستوري’. من جانبه أعرب رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي امس الاحد عن اعتقاده بوجود لبس وسوء فهم في مضمون محاضرة القتها سفيرة الولايات المتحدة الامريكية لدى الكويت ديبورا جونز واعتبرت انها تتضمن اساءة الى مجلس الامة حسبما ذكرت وكالة الانباء الكويتية ‘كونا’. وقال الخرافي للصحافيين تعليقا على ما نشرته صحيفة محلية من محاضرة للسفيرة جونز قد يفهم منها الاساءة الى نواب المجلس انه قرأ نص محاضرة السفيرة الامريكية الذي نشر وتبين انه لا يحوي ‘اي مساس’ بأي شخص. وذكر أن الدبلوماسية التي تتمتع بها السفيرة جونز ‘من خلال معرفتي بها’ تشير الى حرصها على العلاقة الامريكية الكويتية وتنميتها لما فيه مصلحة البلدين الصديقين، مضيفا ان ذلك الحرص ‘كبير جدا ولا مجال للشك فيه ولا مجال لأي اساءة لهذه العلاقة من خلال تعليقات غير مسؤولة’. وقال ان ‘من لديه كل هذا الحرص (السفيرة جونز) لا يمكن ان يسيء الى هذه العلاقة’ مؤكدا في الوقت ذاته أن ‘هناك سوء فهم لما تم نقله عن السفيرة’ في محاضرتها. وردا على سؤال عما اذا كان الامر يحتاج الى اعتذار من السفارة الامريكية على سوء الفهم قال الرئيس الخرافي ‘الاعتذار مطلوب ان كان قد صدر ما يسيء ولكن لم يصدر عن السفيرة جونز ما يسيء’ مستدركا بالقول ان ‘سوء الفهم ليس من قبلها ولكن من قبل من نقل الخبر’.   دنيا الوطن مصدر الخبر : صحيفة الوطن  

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

13 février 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1364 du 13.02.2004  archives : www.tunisnews.net قوات الأمن تعزل منطقة الإذاعة والتلفزة التونسية وتمنع

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.