عبد الحميد الصغير-زياد بومخلاء- كريم الصيفي: بلاغ اعلامي
موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان:الانترنت جبهة جديدة لصراع الحكومات العربية ضد حرية التعبير
رويترز:اربعة احزاب معارضة تونسية تكون جبهة مشتركة
يو بي أي:خمس بوارج حربية للحلف الاطلسي ترسو في ميناء تونسي
افتتاحيةالموقف: وهذا درس آخر من البحرين
الموقف: حرب القنوات تحتدم فأين تونس منها؟
الموقف: يمنعون المؤتمر و يطالبون بعقده
الموقف:جمعية القضاة التونسيين: إنقلاب داخل الإنقلاب
د. خالد الطراولي: اذكروا معــارضتكم بخير!
مرسل الكسيبي: ماذا بعد اعتزال الشابي لرئاسة حزبه ؟
الاستاذ أحمد الكحلاوي في حوار مع أقلام أون لاين: العروبة والإسلام عقيدة وعمل ولا يمكن لأحدهما تحقيق النصر بدون الآخر
كلمة:هشام جعيط يقدّم كتابه الجديد عن السيرة النبويّة
المنجي الفطناسي: أسبوع الحزن
مهاجر تونسي: بلغنا و بكل أسى… الشروق:
الفنان شريف علوي يتعرض إلى محاولة قتل في منزله
يو بي أي:تونسي يحرق جاره واٍبنه حتي الموت.. بأمر الجن!
الصباح: في مجلس المستشارين: مؤلّفات ابن خلدون.. مسرحية «خمسون» ..الفشل المدرسي.. الزي الطائفي والغيابات في الكليات
الصباح: في الذكرى السابعة والخمسين لاستشهاد الزعيم الدكتور الحبيب ثامر
القدس العربي:تسجيل فيديو لانتهاك جنسي لمعتقل يصعد الجدل حول التعذيب في أقسام الشرطة المصرية
خالد إبراهيم العمراوي: رجلان وحقيبتان مفخختان لتفجير الأمة
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
تابعوا برنامج “عين على الديمقراطية” على قناة “الحرّة”
الإربعاء من البرنامج الذي يبثّ في أمسية كلّ إربعاء بتوقيت تونس
.
بمناسبة 10 ديسمبر: تفاقم انتهاك الحريات وحقوق الإنسان في تونس
الانترنت جبهة جديدة لصراع الحكومات العربية ضد حرية التعبير
مؤتمر صحفي للإعلان عن تقرير جديد
يكشف المحاولات المستمرة و الفاشلة لاحتواء الانترنت وتخويف مستخدميهصدارة تونس للدول العربية المعادية لحرية استخدام الانترنت
، وإن حاولت دول مثل السعودية وسوريا أن تحتل هذه الصدارة ، عبر ممارسة نفس التجاوزات التي اشتهرت بها تونس مثل الحجب والقبض على كتاب ومستخدمي الانترنت ، فضلا عن ليبيا التي شهدت مقتل أول صحفي عربي بسبب كتاباته على الانترنت وهو الصحفي ضيف الغزال ، الذي شوهت أصابعه كرسالة قاسية لكل الكتاب الرافضين للقمع والفساد. بالإضافة إلى مصر التي تسعى بجدية لإخفاء عدائها للانترنت والظهور بمظهر الدولة الداعمة له ، ولكن الهجمات التي شنتها على عدد من المدونين المنخرطين في حركة دعم الديمقراطية بل وتعذيب أحدهم وهو المدون محمد الشرقاوي ، ثم حبس المدون العلماني كريم عامر بسبب أرائه ، كشف عن استمرار النهج الثابت في العداء لكل قيم حرية الرأي والتعبير. كما يخلص التقرير إلى إن دولا كانت معروفة باعتدالها واحترامها النسبي لحرية استخدام الانترنت مثل الأردن والإمارات ، تراجعت ودخلت حلبة الصراع مع الانترنت ، في مقابل دولا تقف علي الحياد حتى الآن وتظهر احتراما لهذه الحرية مثل لبنان والمغرب . ويأتي هذا التقرير الثاني عن حرية استخدام الانترنت في العالم العربي ،و الذي أعده الصحفي إيهاب الزلاقي و الباحث القانوني جمال عيد وسالي سامي في 190 صفحة ، متضمنا 19فصلا عبارة عن فصول لـ 18 دولة عربية وفصل عن المدونات العربية ، بالإضافة إلى مقدمة عن العالم العربي . بعد التقرير الأول الذي أصدرته الشبكة العربية في منتصف عام 2004، تحت عنوان ” الإنترنت في العالم العربي : مساحة جديدة من القمع؟ ” . يعلن التقرير يوم الأربعاء 13 ديسمبر 2006م في مؤتمر صحفي ، بمشاركة لجنة الشئون العربية ولجنة التدريب والمتابعة بنقابة الصحفيين المصرية وفي مقر النقابة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا. وسوف يتم توزيع نسخ من التقرير باللغتين العربية والانجليزية في المؤتمر الصحفي ، فضلا عن إمكانية مطالعته على موقع الشبكة العربية : http://www.openarab.net/reports/
يعقد المؤتمر الصحفي باللغة العربية والانجليزية. لمزيد من المعلومات يمكنك الاتصال بـ إيهاب الزلاقي “الباحث الرئيسي” ت/ 0123510033 2 أو جمال عيد “المدير التنفيذي ” ت / ف : 5249905 -202 موبايل: 20101936884 أو سالي سامي ت/ 0105390095 2 (المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 12 ديسمبر 1006) الرابط: http://hrinfo.net/press/2006/pr1210.shtmlاربعة احزاب معارضة تونسية تكون جبهة مشتركة
خمس بوارج حربية للحلف الاطلسي ترسو في ميناء تونسي
وهذا درس آخر من البحرين
حرب القنوات تحتدم فأين تونس منها؟
يمنعون المؤتمر و يطالبون بعقده
جمعية القضاة التونسيين: إنقلاب داخل الإنقلاب
رسالة اللقـــاء رقم (13)
اذكروا معــارضتكم بخير!
ماذا بعد اعتزال الشابي لرئاسة حزبه ؟
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الألكترونية بتاريخ 12 ديسمبر 2006)
الاستاذ أحمد الكحلاوي في حوار مع أقلام أون لاين:
العروبة والإسلام عقيدة وعمل ولا يمكن لأحدهما تحقيق النصر بدون الآخر
هشام جعيط يقدّم كتابه الجديد عن السيرة النبويّة
(المصدر: مجلة “كلمة”، العدد 48 – ديسمبر 2006)
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 12 ديسمبر 2006)
بلغنا و بكل أسى…
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 12 ديسمبر 2006)
الفنان شريف علوي يتعرض إلى محاولة قتل في منزله
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 ديسمبر 2006)
تونسي يحرق جاره واٍبنه حتى الموت.. بأمر الجن!
مؤلّفات ابن خلدون.. مسرحية «خمسون» ..الفشل المدرسي.. الزي الطائفي والغيابات في الكليات
وقد ذهب في هذا الاتجاه رضا الملولي الذي اشار الى أنّ المدرسة الابتدائية بنهج روسيا عدد 17 والتي تعج بتلميذات صغيرات يرتدين الزي الطائفي مطالبا الوزارة بضرورة الحزم في هذه المسألة
. ملاحظا ان ظاهرة التلوث اللغوي التي اكتسحت مؤسساتنا التربوية تعود الى قلة الملقن الجيد وانعدام الحماس المفرط لدى البيداغوجي الكفء وطالب بضرورة البحث عن وسائل جديدة لاعادة الاعتبار للمدرسين وحتمية النهوض بالواقع اللغوي وتفعيل الجمعيات الثقافية داخل المؤسسات التوبوية وتوفير الحراسة الليلية للمؤسسات والمعاهد التربوية. واقترح الحبيب عاشور ادراج مادة حوار الحضارات والثقافات والاديان ضمن البرامج التعليمية وضرورة الترغيب في الفنون الراقية. وزارة التعليم العالي، نظام إ.م.د وإجبارية الحضور بالكليات تساءلت منجية النفزي عند مناقشة ميزانية وزارة التعليم العالي عن خطة الوزارة بخصوص مسألة التعليم عن بعد واشار محمد العلواني الى نسبة انخراط المؤسسات الجامعية في نظام إ.م.د. واقترحت رياض الزغل على الوزارة ضرورة التفكير في ضرورة تسويق المتخرجين للعمل بالخارج في حين توقف عدد من المستشارين عند ظاهرة الغيابات التي تعاني منها عديد الكليات مقترحين ضرورة تعميم اجبارية الحضور في هذه الكليات اسوة بالمعاهد العليا وطالب عبد الوهاب الباهي بضرورة توسيع اللغة الانقليزية في التعليم العالي الى جانب الاعلامية. وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية: التحكم في التصرف المالي والحكام الاجانب اتجهت اهتمامات المستشارين عند مناقشة ميزانية وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية الى ظاهرة جلب الحكام الاجانب لادارة المقابلات الرياضية مطالبين بضرورة الحد من هذه الظاهرة والانتصار للحكم التونسي واقترح محمد علي بن علية رصد ميزانية خاصة للرياضة المدنية بالمدارس والمعاهد ومزيد دعم الرياضة للجميع.. وتساءل الحبيب عمار عن برنامج الوزارة لاحكام التصرف المالي داخل الهياكل والجمعيات الرياضية مطالبا بضرورة الحد من ظاهرة الاهتمام بما اعتبره اشكاليات «هامشية» في الاعلام حاثا مختلف المؤسسات الاعلامية على مزيد الاهتمام بالرياضات الفردية وتساءل منير المؤخر عن خطة الوزارة لتطوير المنشآت الرياضية. وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات: توظيف اداء خدمة للبحث العلمي ما شد الاهتمام عند التعرض لميزانية وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات اتجاه عدد من المستشارين الى ضرورة توظيف اداء يذهب للبحث العلمي وتنمية الكفاءات وطالب المختار التريكي الوزارة بضرورة التفكير في تنويع الابحاث العلمية لتشمل الجوانب الانتروبولوجية والجغراسياسية. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 ديسمبر 2006)
في الذكرى السابعة والخمسين لاستشهاد الزعيم الدكتور الحبيب ثامر اجتاز الحدود البحرية خلسة بين فرنسا وإسبانيا وكاد يغرق في النهر من أجل قضية تونس والمغرب العربي
تسجيل فيديو لانتهاك جنسي لمعتقل يصعد الجدل حول التعذيب في أقسام الشرطة المصرية
رجلان وحقيبتان مفخختان لتفجير الأمة
الكاتب: خالد إبراهيم العمراوي
بسم الله الرحمن الرحيم
( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [المجادلة:22].
لازال رويْبضة هذا الزمان يتمادون في الاستخفاف بمشاعر المسلمين، ويتحدونهم ويستفزونهم بشكل سافر وعار من برقع الحياء. وذلك بإظهار توددهم اللاّ محدود لأعداء هذه الأمة. وبالتمسح على أعتاب حوزاتهم الملعونة. وباستضافتهم، والحفاوة بهم على أرضنا، وفي عقر دارنا، وفرش السجاد الأحمر لهم ليمشوا فوقه بخيلاء، وبتبختر المتجبّرين، وكأنهم يمشون فوق سيل من دماءنا، وركام من أشلاءنا. ففي بحر أسبوع واحد، من آخر أسابيع الشهر المنصرم، أي نوفمبر 2006م. استقبلت الأردن وتركيا، رجلين مشبوهين، يمثلان حضارة الإرهاب والعدوان على الأمم، وخاصة الأمة الإسلامية. ففي رصيد حضارتهم، خزينة تاريخية، مثقلة بالملفات الإجرامية، يتصل حاضرها بماضيها. فحكام أوروبا وأمريكا الاستعماريون، وعلى رأسهم الإرهابي الأكبر، والسفاح الحالي ” جورج بوش الابن” قد أضافوا في العصر الحديث، إلى خزينة الإرهاب الصليبي القديم، الذي كانت ترعاه الكنيسة المسيحية، بقيادة الباباوات، ملفات الإرهاب الاستعماري الحديث. فكلا الرجلين، أي “بابا الفاتيكان” ومن وراءه الكنيسة المسيحية، و”جورج بوش الابن” ومن وراءه الدول الاستعمارية. كلاهما ترعرع وتربى في أحضان ثقافة الكره والعداء للغير، وبالأخص لهذه الأمة العتيدة. فأعمالهم وأقوالهم، قديمة كانت أو حديثة، تدل جميعها على مرض في نفسيتهم المتعالية والمتجبرة. وتفوح منها رائحة الحقد والبغض والحسد. فهما، أي هذان الرجلان، يحملان النظرة نفسها لهذه الأمة، إذ يعتبران أمة الإسلام، أمة ملعونة، يجب سحقها ومحقها، حتى لا يبقى لها جذر واحد ضارب في أعماق الأرض، فتَنبتُ من جديد. ولا نبض واحد حي، يبعث فيها الحياة فتنهض من جديد. وها إنكم سمعتم، ولازلتم تستمعون، إلى سفّاح أمريكا وهو يكرر ويجدد توصياته إلى خونة الأمة وعملاءها، بأن يتخذوا جميعهم موقفا موحدا في التصدي، لمن يسميهم ” بالمتطرفين والإرهابيين،” مخافة أن ينجحوا في مشروعهم الذي يعتبره ” مشروعا فاشيا، وظهورا لإمبراطورية الشر، التي ستلقي بظلالها المخيفة، على قدر كبير من هذه الكرة الأرضية. أو كما عبر هو “أنهم سيقيمونها من اندونيسيا إلى أسبانيا”. وهو بالطبع يتحدث هنا عن الخلافة الإسلامية. فتكرار هذا التحذير، وتجديد هذه التوصيات، لتدل على شيء واحد، لم يخفيه وأفصح عنه بكل وضوح في معظم تصريحاته، وكذلك في حديثه الأخير في الأردن، إذ عبر عن هاجس تخوفه من نجاح المسلمين المتشددين في العراق. الأمر الذي سيؤدي لا ماحالة إلى الإطاحة بالأنظمة العميلة في منطقة الشرق الأوسط، والتي يعتبرها” دولا معتدلة”. فهل بعد هذا البيان من بيان. فهو إذًا لا يريد لهذه الأمة أن تفلت من قبضته ولا من قبضة زمرة الاستعماريين وعملاءهم في العالم الإسلامي.
أما الرجل الثاني الذي استقبلته تركيا، فهو كذلك، ذاك الذي تقيا بما في أحشاءه، من حقد وبغض وعداوة لهذه الأمة المحمدية. فمنذ مدة قريبة، استمع العالم لما قاله بابا الفاتيكان ” بنديكتوس السادس عشر” في حق الدين الإسلامي ورسول الإسلام، أثناء محاضرته التي ألقاها في جامعة “راتيسبون” بألمانيا، والتي كان له فيها مقعد لتدريس علم اللاهوت وتاريخ العقيدة. وقد جاءت محاضرته تلك غداة الذكرى الخامسة لأحداث 11 سبتمبر، فعمد إلى ربط هذا الحدث بالدين الإسلامي، ليقول للحضور بشكل خبيث ومبطن، إن الإسلام دين إرهاب. ولذلك توارى وراء ذاك المقطع الذي استشهد به من الحوار الثنائي، الذي دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي ومسلم فارسي مثقف. إذ قال الإمبراطور للمسلم:” أرني ما الجديد الذي جاء به محمد؟، لن تجد إلا أشياء شريرة غير إنسانية!! مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف”. كما أنه لم يكتف بنقل هذا المقطع، وإنما أضاف عليه قوله:”إن الله في العقيدة الإسلامية مطلق السمو، ومشيئته ليست مرتبطة بأي شيء من مقولاتنا، ولا حتى بالعقل”. ثم قام بمقارنة بين الفكر الإسلامي، والفكر المسيحي المشبع بالفلسفة الإغريقية، ليقول للحضور الذين صفقوا له كثيرا، :” إن هذا الإسلام، يرفض العمل بما ينسجم مع العقل، ويعمل بكل ما هو مخالف للطبيعة الإلهية”.
وهنا لا ندري بماذا نحاسب هذين الرجلين، أبالعقل، الذي يستشهدان به، وبالحجج والبراهين، أم بمفهوم الخيرية والشرّية، التي يتحدثان عنها. أم نحاسبهم بوثائقهم التي تحت أيديهم، وبما فيها من جملة الجرائم التي اقترفوها في حق الإنسانية عامة، وفي حق الأمة الإسلامية خاصة.
فمثلا: لماذا وقعت يد البابا “بنديكتوس” بالتحديد على هذا المقطع من كلام الإمبراطور البيزنطي، حينما أراد أن يتحدث عن الخير والشر في الأديان، ويقارن بين المسيحية والإسلام، في هذا الأمر، ولم تقع على أي مقطع أخر مما تحويه خزينته من جملة الوثائق والخطب الصليبية، كخطاب سلفه البابا “يوربان الثاني” الذي ألقاه في الكاتدرائية الفرنسية ” كليرمون فيرون،”بتاريخ 27 نوفمبر لسنة 1095م. فينقل لنا منه بعض الشيء، مع أنه خطاب مشهور، تناقله المؤرخون في كتبهم. وهو خطاب يصور لنا بوضوح الروح الصليبية الشريرة. أوَ لم يأت في هذا الخطاب، أن “يوربان الثاني” دعا أيامها، ملوك أوروبا من قلب الكاتدرائية إلى مقاتلة من سماهم “البرابرة والكفار” الذين تسلطوا على أكفان السيد المسيح، والذين لم يأت نبيهم إلا بالبهتان، وبأنهم (أي المسلمون) أمة مهانة وساقطة، وقد حرضهم حينها بقوله: “إنه من العار علينا نحن شعوب الأسياد أن تهزمنا أمة من المنحطين والسفلة، ونحن الذين لدينا الدين الصحيح”. هكذا كانت خطب أسلافه، وهكذا كانوا يخاطبون أتباعهم، بهذه الروح الشريرة، ولكن البابا تجاهل كل ذلك، وخيَّرَ الجدل البيزنطي العقيم، ليزعم أن دينهم دين المحبة والسلام، وأن ديننا دين الإرهاب والتطرف.
وحينما تحدث البابا عن العقل ودوره في فهم العقائد، فإننا نتساءل: متى تعرفت أوروبا على العقل ودوره في الحياة ؟. أوَ لم تكن حياتهم في اوروبا، حياة جهل وهمج، أوَ لم تستغل الكنيسة والباباوات، ومنهم “يوربان الثاني” ذاك الجهل، وتلك الهمجية، فهيج ملوك أوروبا وصعاليكها، وبعث فيهم شهية القتل والطمع والسطو على خيرات الشرق الإسلامي، وزيتونه وأعنابه ونخيله وأنهاره وبحاره، لكي يجد للفلاحين الفقراء والإقطاعيين، مخرجا لهم من سنوات القحط والجفاف وأمراض الزراعات التي تفشت حينها في أوروبا. وهي حالة من البؤس والشقاء تطرق إليها المؤرخ الفرنسي “جون توناي” وشرحها في عشرين صفحة تحت عنوان ( الحالة الاقتصادية والسياسية عند انطلاق الحروب الصليبية ) ضمن مؤلفه الذي يتحدث عن جذور الحضارة الغربية. فهؤلاء الهمج والصعاليك، حينما كانوا يجمعون فلولهم لمهاجمة العالم الإسلامي، لم تكن غايتهم وأهدافهم من وراء ذلك نشر رسالة حضارية، وتنوير العقل البشري. وإنما كانت الدوافع والأهداف، غرائزية بهائمية بحتة، تحركها المطامع، وشهية القتل وسفك الدماء. وقد اقترفوا من الجرائم البشعة، والدمار والخراب، الشيء الكثير، الذي لا يمكن أن يمحى أبدا من التاريخ،. ونحن على يقين من أن البابا له علم بذلك، ومطلع عما دونه المؤرخون الذين رافقوا تلك الحملات الصليبية. فهل له أن يخفي عنا هذا الأمر، أو ينكره!!! وكيف له أن ينكر تلك الفظائع المرعبة، كالتي حدثت في القدس، عام 1096م. حيث تحدث المؤرخون، عن سيل الدماء الذي بلغ الركب من هول المجزرة، وعن الأشلاء البشرية والأطراف المقطوعة، التي كانوا يشاهدونها تطفوا على سطح سيل الدماء… فعن أي خير وشر يتحدث هذا البابا، وعن أية مقارنة بين الإسلام والمسيحية, وهو يعلم أن في رصيد كنيسته هذا العار التاريخي!!! وكيف له أن يتحدث عن العقل ودوره في معرفة الحق من الباطل، ومعرفة الدين الصحيح من الباطل، ويخفي عنا أحوال أوروبا أيام القرون الوسطى، يوم كانت تحارب العقل، وتفتقر للعلوم العقلية، إلى درجة أنهم كانوا يحرقون مرضاهم من فرط جهلهم، لأنهم كانوا يعتقدون أن المريض يسكنه الشيطان، فيتخلصون منه بالحرق. وما كانوا ليعرفوا الطب والمستشفيات والصيدلة، إلا بعد إن احتكوا بالمسلمين في الشرق، أيام الحروب الصليبية، وبعد أن شاهدوا على أبواب ديارهم، ازدهار الأندلس. فنقلوا حينها عن المسلمين كل العلوم العقلية، ومنها علوم التطبيب والزراعة والصناعة والملاحة والهندسة المعمارية، وغير ذلك كثير. فعن أي عقل مسيحي يتحدث هذا البابا؟
وأما رأس الإرهاب الأمريكي “بوش” الذي ينعت المسلمين بالتطرف والإرهاب، لمجرد أنهم حاربوا مشروعه، فبماذا هو الأخر يفسر لنا جرائم أمريكا. فهل له مثلا أن يخبرنا عما آل إليه أهل البلاد الأصليين، ( الهنود الحمر). أو عن أحوال السود، الذين استعملوهم كالدواب في بناء بلد ( تمثال الحرية ). أو عن مئات الآلاف التي قضت عليهم أمريكا في فترة قياسية جدا عام 1945م… أوَ نسي ما فعله الطيران الحربي الأمريكي بمدينة ” درسدن” الألمانية، حينما فصفها قصفا عشوائيا في مايو لعام 1945م، فقضوا على 150 ألف شخص مدني، وخربوا 60% من عمرانها، مع أنه لم يكن هناك أي داع لهذا القتل والتخريب، بحكم الزحف الروسي الذي تجاوزها، وعادت لا تمثل هدفا عسكريا، ولكن رغم ذلك قصفوها فصفا فضيعا، وبعد فترة وجيزة من هذا الحدث، أي في 6 أغسطس 1645م، قامت أمريكا، بأمر من “ترومان” بإلقاء قنبلة ذرية على مدينة ” “هيروشيما” اليابانية، فأودت بحياة (78،150) شخصا, بالإضافة لمئات المشوهين. وبعد ثلاثة أيام فقط، وبتاريخ 9 أغسطس 1945م، أمر “ترومان” ثانية بإلقاء القنبلة الذرية الثانية على مدينة ” ناكازاكي” اليابانية، فحصدت تلك القنبلة (73،884) قتيلا، و (60،000) جريح، وأبادت بشكل كامل، كل الحيوانات والنباتات والحشرات. وهكذا هي أمريكا إلى يوم الناس هذا، لا تنقطع عن الإرهاب والدمار والخراب والسطو على خيرات الشعوب الضعيفة، ويأتي بعد ذلك ساستها ليحدثوننا عن العنف الإسلامي، ويتهمون المسلمين بالتطرف والإرهاب.
وخلاصة القول، إن هذين الرجلين، الذين قدما إلى ديارنا، هما شخصيتان من نبات الحضارة الغربية، ولهما الخلفية نفسها تجاه الإسلام والمسلمين. وعليه فإنهما قدما إلينا وفي أيديهما حقيبتان مفخخان، بمتفجرات سياسية وعقائدية، قصد تفجير الأمة، ومحوها من الوجود، إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
فحقيبة “بوش الابن” تحوي مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومشروع الديمقراطية، والتعددية، إلى غير ذلك من المشاريع والخطط والمؤامرات، التي يحسبها، الجاهل الفاقد للوعي السياسي، مشاريع الخلاص والنجاة، من الدكتاتورية والاستبداد، في الوطن العربي والإسلامي. إلا أن هذه المشاريع في حقيقتها وضعت لمسخ الأمة، وسلخها عن حضارتها وهويتها الإسلامية، التي يتوجس الغرب خيفة من عودتها إلى الحياة. ولذا فإن كل الأموال الخيالية التي تنفقها أمريكا من أجل تثبيت الديمقراطية والتعددية في العالم الإسلامي، وكل الطاقات التي تسخرها لهذا الأمر، هي لا تقوم بها من أجل سواد عيون المسلمين، أو حبا فيهم وعطفا عليهم. أو سعيا جادا منها لتخليصهم من براثن أولئك الرويبظة الذين يحكمون المنطقة، كما يتصور أولئك المتهافتين على هذا المشروع الخبيث. وإنما هي مشاريع يراد بها قطع الطريق أمام الإسلام السياسي، والمحافظة على المشروع الاستعماري الرأسمالي، وهيمنة الحضارة الغربية على المسلمين، وعلى المصالح الحيوية في المنطقة. لأن ترسيخ الديمقراطية في المنطقة، وبعث التعددية الحزبية والحريات، يعني مقاومة ومصارعة المشروع الإسلامي. أما الذين يخالفوننا في هذا الرأي، ويعاكسوننا فيه، ويزعمون أن الديمقراطية، التي يبشر بها الغرب، والإسلام، صِنوان متلازمان، فإننا نسألهم في هذه الحالة، هل أصبحت أمريكا بحسب رأيكم، هي صاحبة المشروع الإسلامي، وهل هي التي ستتولى عنا استئناف الحياة الإسلامية، وإعادة سلطان الإسلام إلى الأرض، وعزة الإسلام للمسلمين، وهل هي التي ستتكفل عنا واجب حمل الدعوة إلى الإسلام ونشره في العالم،!!!. إن هذا لشيء عجاب.
وأما حقيبة البابا، فهي الأخرى مملوءة بمتفجرات عقائدية وفكرية. لأن البابا حريص على مواصلة مشروع حوار الأديان، وحريص على الدعوة إلى الحرية الدينية، وإلى التعايش السلمي بين الأديان، وغير ذلك من الأمور التي تستهدف عقيدة المسلمين والإسلام. فحوار الأديان كما تراه الكنيسة المسيحية. هو أن نعترف بعقيدتهم ودينهم، ونترك نقاشهم ودعوتهم للتحول عن عقيدتهم المنحرفة إلى عقيدة الإسلام، الذي يقوم على العقل، وليس على الخرافات والترهات. وأما الحرية الدينية التي يدعوننا إليها، فإنها تعني أن نلغي من ثقافتنا الإسلامية مفهوم الردة، ومحاسبة المرتدين. وفسح المجال أمام التبشير المسيحي. وأما مسألة التعايش السلمي بين الأديان. فذاك يعني تعطيل فريضة الجهاد، وواجب حمل الدعوة إلى العالم. وبمعنى آخر أن لا نفكر أبدا في العودة إلى الإسلام السياسي، واستئناف الفتوحات الإسلامية. وقد عبر البابا عن هذا الشعور حينما سارع لدى وصوله إلى أرض العثمانيين، بزيارة قبر الهالك سيء الذكر ” أتاتورك” الذي أراحهم من الخلافة الإسلامية. ليقدم له تحية إعجاب وإكبار. ولم يقم بنفس الزيارة لبقية قبور السلاطين العثمانيين، رحمهم الله، مع أنهم قدموا الكثير من المزايا لأوروبا. فهل هذا المقبور، لعنه الله، أفضل منهم؟ وأي خدمة قدمها للغرب، غير هذه الخيانة الكبرى، لله ورسوله والمؤمنين، بإلغائه الخلافة الإسلامية. إذا لم يكن هناك أي تفسير أخر لزيارة قبره بالتحديد، دون بقية الأضرحة الأخرى. فهو ليس ببطل من أبطال التاريخ، و لا عبقري من العباقرة العظام، و لا أحد القديسيين، حتى يتبرك به البابا، ولا أي شيء من هذا القبيل، سوى أنه خائن وعدو لهذه الأمة. والأمة الإسلامية لا تتشرف بذكره، ولذا فإن، البابا أراد بتلك الزيارة رفع رسالة إلى المسلمين يقول لهم فيها ( إننا نعظم هذا الرجل الذي دمر كيانكم، وأراحنا من بلاءكم. وإننا نكن الحب نفسه لمن يتودد إلينا ويستقبلنا بالأحضان).
هذه إذا نظرة إجمالية لأبعاد الزيارة الثنائية، واستكشاف لمحتوى الحقيبتين التين جاء بهما هذان الرجلان إلى منطقتنا. فلا يغرنكم شكلهما الخارجي، وإنما سلطوا عليهما أشعة الماسح الآلي، لتروا حقيقة ما فيهما من خطط ومشاريع خبيثة. واعلموا أيها المسلمون، أن حكامكم متواطئون معهم في هذه المؤامرات. فهم لا يفكرون فيكم ولا في عزتكم، وإنما يتوددون إلى الكفار ويبحثون عن العزة عندهم. أوَ لم تروا مثلا كيف يتمسح حكام تركيا على أعتاب الإتحاد الأوروبي، ويتوسلون إلى البابا، ليقف إلى جانبهم ويقول كلمة في صالح انضمامهم إلى هذا الإتحاد، أهكذا كان الأتراك العثمانيون يفعلون، أوَ كان حالهم كحال رويبضة هذا الزمان. بالقطع لا، لأن التاريخ يحدثنا عن رجال أخلصوا النية لله، وأرادوا العزة لأمتهم، فلم يكيدوا لها، كما كاد هؤلاء العملاء الخونة. ولنا في ذلك شواهد كثيرة، منها على سبيل الذكر لا الحصر، شهادة الصدر الأعظم ” كامل باشا” كما أوردها في كتابه ” تأريخ الدولة العلية العثمانية” عن وصية “عثمان ابن أرطغول” مؤسس الدولة العثمانية , لابنه “أورخان” إذ يقول له في تلك الوصية : ” اعلم يا بني, أن نشر الإسلام, وهداية الناس إليه, وحماية أعراض المسلمين وأموالهم, أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.. وقد أورد هذه الوصية بعباراتها الكاملة المؤرخ التركي المعاصر ” قادر مصر أوغلوا” في كتابه “مأساة بني عثمان” حيث قال “عثمان” لابنه “أورخان”: ” يا بني, إنني أنتقل إلى جوار ربي, وأنا فخور بأنك ستكون عادلا في الرعية, مجاهدا في سبيل الله, لنشر دين الإسلام.
يا بني, أوصيك بعلماء الأمة، أدم رعايتهم, وأكثر من تبجيلهم, وانزل على مشورتهم, فإنهم لا يأمرون إلا بخير.
يا بني, إياك أن تفعل أمرا لا يرضي الله عز وجل وإذا صعب عليك أمر فسأل علماء الشريعة, فإنهم سيدلونك على الخير. واعلم يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله, وأن مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله وأننا لسنا طلاب جاه ولا دنيا…”. انتهى النقل. هكذا كان حكامكم السابقون، وإن شاء الله سيكون كذلك وأفضل من ذلك الخلفاء القادمون. أما حكامكم الحاليون، فلا ينفع معهم إلا البتر من جسم هذه الأمة، التي خانوها وباعوها إلى أعداءها بثمن بخس وزهيد. فهؤلاء الرويبضة ينطبق عليهم قول الله عز وجل : ( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا )[النساء:138/139].
خالد إبراهيم العمراوي
17 ذي القعدة 1427هـ
الموافق: 7 ديسمبر 2006م
(المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic)