نحن المسقطين في شفاهي مناظرة الكاباس دورة 2006 على خلفية أنشطتنا النقابية والسياسية إبان دراستنا الجامعية، نعلم الرأي العام أنه ومنذ الإعلان عن النتائج النهائية لهذه المناظرة وبعد أن خضنا جملة من التحركات الاحتجاجية للفت النظر لقضيتنا قررنا تعليق حيني لمواصلة احتجاجاتنا بعد أن أغدقت علينا الوزارة بالوعود بحل ملفاتنا. لكن هذه الوعود بقيت معلقة إلى يومنا هذا وازدادت معها حالاتنا الاجتماعية سوءا.
لقد انتدبت وزارة التربية والتكوين منذ العودة المدرسية الآلاف من الزملاء الأساتذة بوضعيات مختلفة منها من كان على قاعدة الرشوة والمحسوبية والولاء وآخرها الانتدابات التي حصلت في بداية جانفي 2007 . ورغم ذلك ونحن أصحاب الحق، مافتئت تنهشنا الشوارع كذئاب جائعة، ونعامل كمجرمين مسلوبي الحقوق بحيث يصد البوليس في وجوهنا أبواب وزارة التربية والتكوين وهو الوحيد المخاطب لنا ويمنعوننا من مباشرة ملفّاتنا مع مسؤولي الوزارة، ذنبنا أننا حملنا أفكارا تعبر عن جوهرنا الإنساني لكأن الاختلاف جريمة. وهي الحقيقة الوحيدة التي ترتب عنها حرماننا من العمل إلى الآن.
ولقد اتجهت مجموعة تضم كل من الأساتذة: البشير المسعودي ولطفي فريد والجيلاني الوسيعي، يوم الاثنين 15 جانفي 2007 إلى وزارة التربية والتكوين ( العلاقات مع المواطن)، لكن فوجئنا بمجموعة من أعوان البوليس تتصدى لنا في باب الوزارة وتمنعنا حتى من الدخول معللا أحد منهم هذا السلوك بأنه ينفّذ تعليمات رئيس “منطقة باب سويقة”. ثم عدنا عشية يوم الثلاثاء 16 جانفي 2007 وكالعادة طوقتنا مجموعة بوليسية مانعة إيانا من مقابلة أي مسؤول وكالعادة كذلك ملأت لنا أكياسا من الوعود علّها تزرع الأمل فينا أياما محاولين في ذات الحين الإيقاع بنا في شرك التنازل وبيع الذمة، واعتبار لما تقدم نؤكد ما يلي:
1. إن سياسية الوعود والتسويف والمماطلة وصد كل السبل أمامنا هي سياسة ربح للوقت لصالحها وهي تكشف عن أحكام صادرة ضدنا دون محاكمة يترتب عنها تجويعنا تجويعا ممنهجا ومن ورائه تزيد تفقير عائلاتنا. 2. إن هذا السلوك الانتقائي الذي تمارسه علينا السلطة لن يجدي نفعا ولن يحل أي مشكل وإنما سيزيد المسائل تعقيدا.
· ـ اننا قد بلغنا يقينا مفاده أنه لم يعد لدينا ما نخسره وأننا سنجابه الانتقام بالنقمة والاحتجاج والصمود المستميت حتى نحصل على حقنا المسلوب ولن يثنينا عن ذلك قمع أو هرسلة أو سجن. · ـ اننا نطالب وزارة التربية بالتعامل الجدي والمسؤول مع ملفاتنا وإقرار نجاحنا في الدورة المذكورة وانتدابنا فورا للتدريس. · ـ نقول لمن يراهن على شراء ذممنا وإذلالنا أن البطالة أهون علينا من التخلي عن قيم الإنسانية فينا. · ـ نهيب بكافة مكونات المجتمع المدني والحركة الديمقراطية وكل مسؤول جاد بالتعاطي مع وضعيتنا ونصرة قضيتنا العادلة والمشروعة.
البشير المسعودي
|
38 سنة
|
الاستاذية في الفلسفة1999
|
الجيلاني الوسيعي
|
37 سنة
|
الاستاذية في العربية1999
|
محمد المومني
|
34 سنة
|
الاستاذية في الفلسفة 1999
|
علي الجلولي
|
34 سنة
|
الاستاذية في الفلسفة 2001
|
حفناوي بن عثمان
|
34 سنة
|
الاستاذية في العربية 2005
|
لطفي فريد
|
33 سنة
|
الاستاذية في الفلسفة 2002
|
الحسين بن عمر
|
31 سنة
|
الاستاذية في الاعلامية 2001
|
محمد الناصر الختالي
|
27 سنة
|
الاستاذية في الفلسفة 2005
|
للمساندة: exclucapes2006@yahoo.fr
الكاتب العام للنقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل : بــيـان (2)
نابل في 21/01/2007
بــــيــــــــان
اثر ما نشرته جريدة الشروق بتاريخ 16/01/2007 عن لقاء جديد جمع الأخ الكاتب العام لجامعة التعليم العالي والبحث العلمي مع السيد وزير التعليم العالي يوم السبت 13/01/2007, وعلى ضوء امتناع الأخ الكاتب العام عن إعطائنا توضيحات عن فحوى ذلك الاجتماع وعن إصدار أي بيان رسمي في الغرض، يهمني أن أسجل الملاحظات آلاتية :
1 (اذكر الأخ الكاتب العام أن المجلس القطاعي وهو سلطة القرار لم يفوضه لعقد هذا الاجتماع الجديد وان اللائحة التي انبثقت عنه في اجتماعه الأخير نصت على أن نعطي سقفا زمنيا لا يتجاوز الخامس عشر من الشهر الجاري لوزارة التعليم العالي للرد إيجابيا على مطالب القطاع التي رفعت لها، وفي حالة العكس يقع إقرار الإضراب أو غيره من الأشكال النضالية، وعليه فان من واجب الأخ الكاتب العام دعوة المجلس القطاعي إلى الانعقاد فورا،
2 (إن ما تضمنه المقال المذكور أعلاه من أن الأخ الكاتب العام يعتبر اللقاء ايجابي رغم انه خرج منه خالي الوفاض إلا من وعد بتنظيم لقاءين آخرين يدفع بعضنا على التخوف من أن يكون الهدف منه ربح الوقت لتمر هذه السنة الجامعية كسابقتها بدون أن يبرمج المكتب الوطني أي تحرك نقابي دفاعا عن مطالب القطاع،
3( إن ما تتضمنه نفس المقال من موافقة الأخ الكاتب العام على الاقتراح المقدم له من طرف السيد الوزير بالانضمام إلى اللجنة الوطنية للإصلاح “إمد” باسم جامعة التعليم العالي والبحث العلمي والحال أن برنامج “امد” قد طبق في جزء كبير من الكليات بينما تستعد بقية المؤسسات الجامعية للالتحاق به بعد أن أوشكت اللجنة الوطنية على إنهاء أشغالها بدون استشارة جدية للأساتذة والطلبة عبر الهياكل العلمية والنقابية الممثلة لهم يعد مبايعة وتزكية لسياسة الإقصاء والتهميش التي تنتهجها سلطة الإشراف حيال الهياكل الممثلة للقطاع وقبول بالأمر الواقع عبر الاكتفاء بهذا التمثيل الصوري والمتأخر الذي لا يمكن إلا أن يبيض وجه اللذين رفضوا تشريكنا من قبل،
4( إن حالة التراخي التي بات عليها المكتب الوطني الحالي )حتى انه أغلق مقر الجامعة العامة ولم يعد يؤمن المداومة للتنسيق بين نقابات القطاع ولمعالجة المشاكل التي تطرأ بالمؤسسات الجامعية وتامين النشر للوائح وبيانات النقابات الأساسية بجريدة الاتحاد…( تنبئ بأسوأ العواقب خاصة أمام محاولة الوزارة فرض العديد من الإجراءات الجديدة من ضمنها التفقد البيداغوجي المقنع وتغيير طريقة احتساب الساعات الإضافية، هذا فضلا عن ما يشاع من قطع سلطة الأشراف ، وبصورة أحادية الجانب، لأشواط كبيرة في تحضير مشروع نظام أساسي جديد لسلك المدرسين الباحثين تضرب فيه العديد من مكاسب القطاع ويقع المس فيه من مصالح “الصنف ب” خاصة، وعدى ما نسمعه عن نية الربط بين الزيادة الخصوصية القطاعية في الأجور والرفع من ساعات العمل بفرض 8 ساعات إضافية للتواجد بالمكاتب بدعوى تامين التأطير للطلبة على غرار سلك التكنولوجيين مما سيجعلنا نؤمن عدد من الساعات يفوق ما يقوم به أساتذة التعليم الثانوي وبعض المعلمين !. كما أن ما تبادر إلى سمعنا ولم يمكن لنا التحقق من صحته من أن بعض الأطراف داخل المكتب الوطني قد توافق على هذه الزيادة خطير للغاية ويدفعني إلى مطالبة المكتب الوطني بتوضيح موقفه والتنصل منه وإلى الدعوة للتعبئة داخل القطاع ضد كل هاته المشاريع التي تضرب مكاسبه. الإمضــــــــاء نور الدين الورتتاني الكاتب العام للنقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل
وزير تونسي يصف الاٍجراءات الأمنية المشدّدة في بلاده بالوقائية
تونس / 21 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: دافع مسؤول حكومي تونسي عن الاٍجراءات الأمنية المشدّدة التي تتخذها بلاده منذ الاٍعلان عن الاٍشتباكات المسلحة مع مجموعة اٍرهابية سلفية،وأكّد أن التّحقيقات مع أفراد هذه المجموعة متواصلة بالتّنسيق مع عدد من الدول. ووصف عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص للرئيس بن علي،والنّاطق الرسمي باٍسم الرئاسة التونسية في تصريح نشر اليوم الأحد،الاٍجراءات الأمنية التي اٍتّخذتها بلاده بأنها “وقائية“. وقال اٍن “اٍتّخاذ الاٍجراءات الأمنية الوقائية في مثل هذه الحالات لا يتعارض البتّة مع ضرورة وواقع اٍحترام حقوق الحريات الفردية وحقوق الاٍنسان مثلما هو الحال في سائر البلدان“. وكانت منظمات حقوقية وعدد من أحزاب المعارضة التونسية قد اٍتّهمت مؤخرا سلطات بلادها بشن “حملات اٍعتقال واسعة” على خلفية الأحداث الدامية التى شهدتها الضّاحية الجنوبية لتونس العاصمة في نهاية العام الماضي ومطلع الشهر الجاري ،شملت العديد من الشبان في عدد من المدن التونسية،وخاصة منها تلك المحاذية للحدود الجزائرية. غير أن السلطات التونسية التي لا تخفي تشديد اٍجراءاتها الأمنية،رفضت بشدّة هذه الاٍتّهامات التي وصفتها بأنها”لا أخلاقيةوغير دقيقة”،وأكّدت عدم شنّها لحملات اٍعتقال،أو اٍعتقالات خارج نطاق القانون. ومن جهة أخرى،قال عبد العزيز بن ضياء أن التّحقيق مع أفراد المجموعة الاٍرهابية السلفية الذين اٍعتقلتهم الأجهزة الأمنية أثناء الاٍشتباكات الأخيرة “متواصل بتنسيق تام مع بلدان صديقة وشقيقة في مجال مكافحة الاٍرهاب“. ولم يذكر المسؤول الحكومي التونسي أسماء هذه الدول،غير ان تقارير أشارت في وقت سابق اٍلى وجود تعاون أمني بين السلطات التونسية ونظيرتها الجزائرية،باٍعتبار أن أفراد المجموعة الاٍرهابية التونسية كانوا قد تسلّلوا اٍلى تونس من الجزائر. وكان وزير الداخلية الجزائري نور الدين زهروني قد أشار في وقت سابق اٍلى أن أجهزة الأمن في بلاده تقوم بتنسيق أمني رفيع المستوى مع نظيراتها التونسية لتحديد هوية العناصر الجزائرية التي شاركت في الأحداث الأخيرة. كما أشارت التّقارير اٍلى أن وفدا أمنيا من جهاز مكافحة التّجسس الفرنسي المعروف باٍسم (DST) زار مؤخرا تونس للاٍطّلاع على نتائج سير التّحقيق الذي تجريه السلطات التونسية مع أفراد المجموعة الاٍرهابية السلفية. اٍلى ذلك،دعا بن ضياء التونسيين اٍلى التنبه لابنائهم “حتى لا ينساقوا وراء دعاة التّطرف والسلفية”،والمربين والمدرسين اٍلى أن يكونوا “قدوة لتلاميذهم و أن يعملوا على توجيهم التوجيه الصّحيح بغرس قيم التّسامح والتّضامن“. وأكّد بالمقابل على أن تونس هي “بلد التّسامح والوسطية والاٍعتدال،لا مجال فيه لنوازع العنف والتّطرف والتّعصب التي تقف على طرف نقيض مع مبادئ الدين الحنيف وقيمه السمحة“. وكانت السلطات التونسية قد أعلنت مؤخرا أن المواجهات المسلّحة بين قوات الأمن والمجموعة الاٍرهابية السلفية التي وقعت خلال الفترة ما بين 23 ديسمبر/كانون الأول والثالث من يناير/كانون الثاني الحالي،أسفرت عن مقتل اٍثنين من قوات الأمن وجرح ثلاثة آخرين في حين قتل 12 شخصا من أفراد المجموعة واعتقل البقية وعددهم 15.
وزراء الدّاخلية العرب يجتمعون في تونس لبحث مكافحة الاٍرهاب وتجفيف موارده
ده تونس / 19 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: يجتمع وزراء الداخلية العرب في نهاية الشهر الجاري بتونس لبحث السبل الكفيلة بتعزيز التّعاون الأمني بين الدول العربية،ومكافحة التّطرف والعنف،وتجفيف الموارد المالية للمنظمات الاٍرهابية. وقالت الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب التي تتّخذ من تونس مقراً لها،في بيان وزّعته اليوم الجمعة،اٍن اٍجتماع وزراء الداخلية العرب يندرج ضمن اٍطار الدّورة 24 للمجلس التي ستبدأ أعمالها يوم الثلاثاء المقبل،لتتواصل على اٍمتداد ثلاثة أيام. وأوضحت ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيتوجّه بكلمة اٍلى المشاركين في هذه الدّورة الجديدة التي سيفتتحها وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. وبحسب بيان الأمانة العامة،فاٍن جدول أعمال هذه الدّورة التي ستشارك فيها وفود أمنية عربية رفيعة المستوى،والعديد من مندوبي المنظمات والهيئات الاٍقليمية والدولية،يتضمن بحث ومناقشة جملة من المسائل التي تهمّ التّعاون الأمني بين الدول العربية،وتثبيت دعائم الأمن والاٍستقرار في ربوعها. وأشار البيان اٍلى أن وزراء الداخلية العرب سيعكفون خلال هذه الدورة على بحث التّقارير السنوية حول تنفيذ الاٍتّفاقيات والاٍستراتيجيات العربية في مجال الأمن ومكافحة الاٍرهاب،ومواجهة المخدّرات،والسلامة المرورية. كما ينتظر أن يتمّ خلال هذه الدورة اٍستعراض نتائج الاٍتصالات بين هيئات العمل العربي المشترك الرامية اٍلى بلورة اٍتفاقية عربية لمكافحة غسيل الأموال،وتمويل الاٍرهاب بهدف قطع خطوط وقنوات تمويل التنظيمات الاٍرهابية وتجفيف مصادرها في الخارج.
الرئيس التونسي يتلقى رسالة خطية من رئيس الوزراء
الأثيوبي
تونس / 20 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: تلقّى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم السبت رسالة من رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوى تتعلّق بالعلاقات بين البلدين،والتّطورات الأخيرة في منطقة القرن الاٍفريقي. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية اليوم أن وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبدالله تسلّم هذه الرسالة من المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الأثيوبي برهان قبري كريستوس الذي يزور تونس حالياً . ونقلت الوكالة عن المسؤول الأثيوبي قوله اٍنه عرض مع وزير الخارجية التونسي”علاقات الصداقة والتّعاون المثمرة بين تونس وأثيوبيا،والوسائل الكفيلة بمزيد دفعها،اٍلى جانب التّطرق اٍلى التّطورات الأخيرة على الساحة الاٍفريقية“. وتعتبر هذه الرسالة الخطية الثالثة من نوعها في غضون أقلّ من أسبوع التي يتسلّمها الرئيس التونسي من قادة دول هذه المنطقة،حيث سبق له أن تسلم رسالة من نظيره الكيني شراو علي مواكويرى ،وأخرى من نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر غيله. وكان الرئيس التونسي قد أكّد قبل يومين أن بلاده تعمل على تكريس اٍنتمائها الإفريقي ومزيد توطيد علاقاتها الثنائية مع سائر بلدان القارة،وتفعيل دور مؤسسات الاٍتحاد الإفريقي،ومواصلة الإسهام في قوات حفظ السلام لإشاعة الأمن بالقارة السمراء. ولاحظ مراقبون أن هذه التّحركات تتزامن مع اٍعلان الرئيس المصري حسني مبارك عن عقد قمة عربية مصغّرة في ليبيا الأسبوع المقبل بمشاركة تونس ومصر وليبيا والسودان والجزائر،وذلك لبحث الوضع في اٍفريقيا والمنطقة العربية. وينتظر أن تخصّص هذه القمة التي لم يحدّد موعد عقدها لبحث النّزاع الدّائر في اٍقليم دارفور السوداني،والوضع المتفجر في الصومال،وذلك عقب اٍعلان زيناوي أن قوات بلاده ستبدأ في الاٍنسحاب من الصومال في غضون الأيام القليلة المقبلة. وكان مجلس السلم والأمن التّابع للاٍتحاد الاٍفريقي قد وافق خلال اٍجتماعه بأديس أبابا أمس الأول على إرسال قوة حفظ سلام إلى الصومال في مهمة تستمر ستة أشهر لمساعدة الحكومة الاٍنتقالية الصومالية،وحماية مؤسساتها وتسهيل المهام الإنسانية وجهود تحقيق الاٍستقرار، على أن تخلفها قوة تابعة للأمم المتحدة.
تونسي يستأجر عشيقا لزوجته ليتمكّن من طلاقها
تونس / 20 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: لم يجد مواطن تونسي سبيلا لطلاق زوجته،فعمد اٍلى اٍستئجار عشيق لها لتوريطها في قضية زنا حتى يتمكّن من التّخلص منها بالطلاق . وبحسب صحيفة”الأنوار”التونسية الأسبوعية،فاٍن هذه الحادثة الغريبة نظرت أخيرا امام المحكمة الاٍبتدائية بمدينة منّوبة بالضاحية الغربية لتونس العاصمة،حيث أصدر القاضي حكما بالسجن لمدة ثمانية أشهر بحق الزّوج وزوجته والعشيق المستأجر. وأوضحت الصحيفة اليوم السبت أن هذا الزّوج كان قد تقدّم بشكوى اٍلى مركز الأمن بمدينة منوبة اٍتّهم فيها زوجته بالخيانة وممارسة الزنا،وطالب بملاحقتها قضائيا،عندها تحرّكت دورية أمنية اٍلى منزله حيث وجدت زوجته بصحبة عشيقها في وضع منافي للحشمة. وأضافت أنه أثناء التّحقيق مع هذا الثلاثي تكشّفت مفارقات عجيبة،حيث اٍعترفت الزّوجة الخائنة بأنها اعتادت ممارسة الزنا مع عدة أشخاص بمقابل مالي،وبعلم زوجها الذي كان يشجّعها على المتاجرة بجسدها على أن ينال نصيبه من”المداخيل“. أمّا العشيق،فقد أكّد من جهته أن الزّوج الشاكي هو صديقه،وهو الذي شجّعه وساعده على اقامة علاقة عاطفية مع زوجته ،وممارسة الجنس معها،لتوريطها في قضية زنا،وبالتّالي التّخلص منها بالطلاق للضرر. وقد اٍعترف العشيق أيضا بأن صديقه زوج الزانية”اٍتّفق معه على مبلغ 700 دينار تونسي(530 دولارا) مقابل لعب دور العشيق،حيث سلّمه نصف المبلغ على أن يسلّمه بقية المبلغ بعد صدور حكم الطلاق“. وأمام هذا الاٍعتراف،تحوّل الزّوج من متضرر اٍلى متّهم،فيما رأت هيئة المحكمة ثبوت الاٍدانة بالنّسبة اٍلى الزّوج والعشيق المستأجر والزّوجة،وقضت بسجن كل منهم المتّهمين لمدّة ثمانية أشهر.
على هامش أحداث الضاحية الجنوبية (1)
” شكشــوكــة “
لعلك لن تجد تعريفا لهذا المصطلح في القواميس الصغيرة والكبيرة ولن يحفل به حتى لسان العرب، ولن تجده سوى عند التوانسة… “الشكشوكة” ، أطاب الله عيشكم، طبخة تونسية خالصة تتكون من الطماطم والفلفل والبطاطس والبيض، وهي غالبا أكلة المواطن “الغلبان” … لكن الشكشوكة أخذت منحى رمزي في الذهنية التونسية، حيث يعبَّر من خلالها عن حالة تداخل وفوضى تتشابك فيها عناصر الظاهرة أو الحالة ويحيط بأطرافها الغموض ولا يتجلى من أطرافها حل أو فهم، فلا تكاد تعرف ماهيتها وتغيب الأسباب والدواعي والأهداف وينحبس معها النور ويحل الظلام…ا
ما حدث هذه الأيام في تونس من مواجهات مسلحة وما اصطحبها وأردفها من تفسيرات رسمية وتوضيحات متناقضة ومبهمة، تجعل الحليم حيران، فكانت “الشكشوكة” حاضرة على موائد غير كريمة وتطبخ على نار موقدة، والتبس الموقف لدى الجميع وغاب الوضوح بين الثنايا…ا قيل لنا في البداية أن مجموعة إجرامية لبيع المخدرات قد أرادت بث خبثها بين المواطنين فوقع التصدي لها بحزم… ثم تلتها بعد أيام ندوة صحفية أعلمنا فيها الرسميون أن المجموعة كانت إرهابية من السلفية الجهادية القادمة من وراء الحدود وتريد إحداث فواجع في البلاد فوقعت مواجهتها…ا
قيل لنا في البداية أن خبازا بسيطا لم يستسغ أن يشتري أحدهم كل يوم كمية هائلة من الخبز، وملأه الشك وهو يعرف حال مواطنيه واستكثر عليهم ذلك فأعلم السلط بذلك وانطلقت القضية… ثم تناقلت الأخبار الرسمية أن الخباز المسكين لا ناقة له ولا جمل ولا يحمل صفة مخبر ولا بوليس، فلكل اختصاصه وإطاره ولا سبيل إلى اختلاط الأنساب، وتبين لاحقا أنه وقع تتبع المجموعة منذ البداية ووقع ترصد خطواتها وتنقلاتها من طرف عيون لا تنام، حتى وقعت في المصيدة…ا
حالة من الارتباك العام والتردد غلب على الصورة وجعل الخطاب يفقد الكثير من المصداقية وأضحت الأجوبة معلقة تطرح أسئلة متجددة أكثر من أنها تشفي غليل تساؤلات سابقة، فكانت “الشكشوكة” حاضرة في ذهن المواطن العادي والملاحظ المتمرس على السواء، غير أن الفلفل الذي يشكل عنصرها الأساسي كان هذه المرة ” حارا ” أكثر من اللازم.
الاستبداد ومنهجية الظلام
حقيقة دول الاستبداد هو هذه الخاصية ذات الوجهين: إمّا التعتيم الكامل وإخفاء الصورة حتى أنك تشك في سمعك وبصرك وتظن أنك عشت لوحدك كابوسا مزعجا، أو أنك تعيش على كوكبين مختلفين، الجميع من حولك داخلا وخارجا يرى الشمس بازغة والاستبداد لا يرى غير الظلام ولا يسمح برؤية سواه!ا وإمّا الوجه الثاني وهو المبالغة المغشوشة في الانفتاح على الحدث، فتتعدد الروايات والزوايا والإشاعات الرسمية وغير الرسمية، حتى انك لا تفقه شيئا وتبقى تتحرك في حلقة مفرغة لا تخرج منها إلا كما دخلتها بدون أي جديد وتبقى تعيش بعيدا عن الأنوار!ا
وفي كلا الحالتين وصل الاستبداد إلى غايته، عدم إنارة الرأي العام، والتشويش على الرؤى المخالفة، والتشكيك في كل المصادر والمواقف حيث يصعب البناء على الضباب، ومواصلة الجميع العيش في الظلام.
تجهيل الشعوب وعدم توعيتها وجعلها تعيش على الهامش بدون وعي، تمثل أهم وصفات الاستبداد في الانطلاق والاستغفال والتمكن والبقاء وعدم السقوط، فكل شعب متعلم وواع هو شعب صامد مترصد ومقاوم، وإذا ظهر الجهل في موطن، تبعه الخنوع واصطحبه الانسحاب والسكون وبقي الاستبداد يرتع دون رقيب!
هوامش : (1) حول المواجهات التي وقعت بين البوليس والجيش ومجموعات مسلحة في الأسبوع الأخير من سنة 2006 بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة.
بقلم : مواطــن المصدر: ركن خواطــر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
الحقيقة الغائبة
أو للأذكياء فقط!!
عبد الرحمان الحامدي:
إن المتتبع لما نقلته الصحف التونسية حول تصريحات وزير الداخلية يوم الجمعة 12 جانفي 2007 تعليقا على المواجهات الأخيرة بين مجموعة من الشباب وقوات الأمن الوطني وفرق من الجيش التونسي يجد نفسه مضطرا إلى طرح إستفهامات حول مصداقية ما ورد في تناوله للموضوع في دار التجمع الدستوري الديمقراطي بالعاصمة خاصة إذا ربطنا تلك التصريحات بما نقلته صحف عالمية عبر وسائلها الخاصة في تقصي الحقائق حول الموضوع؛ وتزداد الحاجة إلى طرح الإستفهامات إلحاحا إذا ما قارنا تصريحات الوزير تلك بالتسريبات الأولى للصحف التونسية حول الموضوع عبر’’الناطقين غير الرسميين’’ أو عبر ما أسمته الصحف التونسية ب’’ مصادر وثيقة الإطلاع؛؛ أو عبر البيانات الأولى لوزارة الداخلية.
كل من تابع الأحداث يذكر ما نشرته صحيفة ليبيراسيون بتاريخ 4 جانفي حول الطريقة التي تم بها الكشف عن المجموعة المسلحة إثر تلقي رجال الأمن معلومات عن كمية كبيرة من الخبز يبيعها صاحب حانوت مواد غذائية لم يتعود على بيعها إلا في مناسبات معلومة كالأعراس وغيرها مما جعله يتساؤل عن الأمر ويتحدث بذلك إلى أصدقاء له حتى سقط الخبر في’’ آذان لا تنام.’’!
كما قد يذكر كلكم تلك الرواية الثانية التي تحدثت عن إشتباه دورية أمنية بسيارة مدنية رفضت الإمتثال لأوامرها بالوقوف فكانت المطاردة ثم الإستنجاد بقوات أخرى بعد إطلاق النار على الدورية.
أما ما ورد في تصريحات وزير الداخلية فقد جاء محكما ومعدا بطريقة تعطي الإنطباع بأن النية إتجهت إلى القطع النهائي مع كل الروايات السابقة حول الموضوع غثها وسمينها صحيحها وخاطئها فورد من بين ما نقلته الصحف التونسية عن تصريحاته ما يلي:
’’ إن الأجهزة الأمنية رصدت هذه المجموعة منذ دخولها تونس و فضلت متابعة حركاتها وتحركات عناصرها قبل الدخول معها في مواجهة مسلحة وإلقاء القبض على بعض أفرادها’’
وورد أيضا’’وقد كانت المصالح الأمنية تعرف هؤلاء الأشخاص وأسماءهم وإنتماءاتهم السلفية والإرهابية وخيرت عندما دخلوا التراب التونسي ترصدهم لغاية التعرف على بقية أعضاء المجموعة في تونس وعلى أغراضهم و صلاتهم المحتملة بعناصر أخرى وأوضح الوزير أنه بمتابعة هذه المجموعة من قبل مصالح الأمن سجل إلتحاق أشخاص آخرين بها وهؤلاء معروفون أيضا لدى مصالح الأمن وهم بدورهم محل متابعة و قد بلغ عدد هذه العناصرالمنضمة 21 لتصبح المجموعة تضم 27 نفرا’’
و يضيف: ’’ و عندما تمركزت المجموعة متفرقة في منطقة قريبة من قرنبالية وبعدما تبين لمصالح الأمن من خلال ماتوفر لديها من معطيات وإرشادات أن المجموعة إكتملت من حيث العدد وأنها ستشرع في تنفيذ أعمالها الإجرامية وقعت محاصرتها بالتعاون مع وحدات من الدفاع الوطني ثم تمت مهاجمتها في أماكن تمركزها بداية من 23 ديسمبر 2006 إلى غاية 3 جانفي الجاري تاريخ إنتهاء العملية بشكل تام’’ تونس نيوز 13 جانفي 2007
لقد تعمدت نقل جزءا مهما من هذه التصريحات بهدف تمكين القارئ من متابعة ما سأبديه من ملاحظات وإستفهامات حول هذه الرواية الرسمية لما حدث في بلدي.
أولا: يبدو لي من خلال التأمل المركز في فيما وراء تصريحات الوزير وثنايا كلامه أن طريقة عرض مراحل الرواية الرسمية لما حدث تم إستلهامه من سيناريوات الأفلام والمسلسلات البوليسية التي ليس فيها
Suspince
أو تشويق فوردت باردة باهتة لا طعم لها بل و ممجوجة تذكرنا بسيناريوات أفلام الجريمة المصرية في الخمسينات من القرن الماضي حيث أن لا شيء يغيب البتة عن أعين وأذن البوليس وأن كل شيء يسير وفقا لعلم مسبق بكل شيء و مخطط له بعناية فائقة ومذهلة وأن أمثال هذه السيناريوات بهذا الشكل الإستعراضي و الممسرح لقدرات البوليس المطلقة في الإحاطة بالحقير والجليل مما يحدث في تونس وخارج حدودها إحاطة تامة لا تترك مجالا للمفاجآت غير السارة( و لم لا السارة كذالك) في كل ما يخص أمن المواطن والوطن بما يذكرنا كذلك بقدرات بطل أفلام الأطفال الصغار سوبر مان الذي أوتي من علم مسبق بالأمور ومن القوة مايمكنه بإستمرار من التدخل في الوقت المناسب وإحباط مخططات المعتدين و لم لا غلق ملفات الأحداث الخطيرة نهائيا لأن سوبر مان هذا مغرم بذلك أشد الغرام ويعشق العودة فرحا مسرورا سالما غانما إلى بيته ليركن للراحة الأبدية دون إنتظار الجديد لأن علمه بما سيحدث وقدراته الفريدة والمطلقة تمكنانه من كشف الجديد قبل حدوثه والتصدي له بحزم المقتدر على كل شيء!!! تلك هي إذا الصورة التي بدا لي أن خطاب وزير الداخلية يريد ترويجها عن الكيفية التي وقع بها كشف المجموعة والتصدي لها!!!
و عليه فإنني أقترح على مخرجي بعض الأفلام الفاشلة في بلدي ولم لا في العالم أن يتنافسوا على جائزة إخراج فيلم مقتبس من سيناريو وزير الداخلية التونسي( زاد الله مخيلته إبداعا و تألقا)
على أن نترك عنوان الفيلم لإختيار المخرجين ليروا أيها الأنسب لهذا السيناريو أما الجائزة فسأتركها مفاجأة لأفشل إخراج وأتعسه!!!
أقول هذا الكلام من باب الكوميديا السوداء والفذلكة الرمادية التي أحتمي بها حتى لا ينفجر لي عرق في رأسي وأتوفى من فرط الهم والغم الذي ركبني و أنا أطالع بكثير من الفخر والإعتزاز هذه الرواية التي أحسست فيها أن وزيرنا وحامي أمننا بلغ درجة لا حدود لها في إحترام عقول التوانسة بحيث يستحق أن أقترح وضع إسم سيادته في مدونة غينتس لإحترام عقول البشر في الألفية الثانية للميلاد.
كيف لا والصورة التي يرغب في تسويقها عن وزارته و رجالها صورة تفوق الخيال في قدرة أبطالها الخرافية على الإحاطة بكافة تطورات الأحداث الأخيرة من ألفها إلى يائها وهو مايفوق طاقة بني آدم مهما أوتي من الخبرة والذكاء و الفعالية!!! و تتمثل هذه القدرات الخارقة التي روج لها وزير الداخلية بصلف ما بعده صلف وعلى الطريقة التجمعية فيما يلي: ( وصبركم علي أيها القراء الكرام لأني أعلم أن فيكم من لا يطيق قراءة المقالات المطولة!!)
أولا: رصد هذه المجموعة أثناء إختراقها لحدود البلاد قادمة من الجزائر( و هذا جيد!)
ثانيا: معرفة هؤلاء الأشخاص وأسماءهم وإنتماءاتهم السلفية الإرهابية (وهذا حسن!)
ثالثا قال الوزير’’ وقع تسجيل إلتحاق مجموعة أخرى بالمجموعة القادمة من الجزائر وهم كذلك معروفة أسماؤهم لدى مصالح الأمن’’( و هذا قريب من الحسن!)
رابعا: العلم المسبق( بعد رصد تحركات المجموعة في مختلف المراحل) بالعدد وهو 27 (لاحظوا أن هذا المجموع فيه رقم7!)( وهذا متوسط!)
خامسا: يقول الوزير’’ وبعدما تبين لمصالح الأمن من خلال ماتوفر لديها من معطيات وإرشادات أن المجموعة إكتملت من حيث العدد وأنها ستشرع في تنفيذ أعمالها الإجرامية وقعت محاصرتها بالتعاون مع و حدات من الدفاع الوطني ثم تمت مهاجمتها في أماكن تمركزها بداية من 23 ديسمبر 2006 إلى غاية 3 جانفي الجاري تاريخ إنتهاء العملية بشكل تام’’ (دون المتوسط ؛ فيه حشو كثير وعليه بمزيد العمل و الإجتهاد) وما كتبته من تعاليق جاء نقلا عن ملاحظات أساتذتنا الأفاضل عند وضع ملاحظاتهم التقييمية لعمل الإنشاء و التعبير في مدارس بلدي تونس.
فأي عقل بربكم تريده أن يصدق أن العملية تمت بهذا الشكل الناجح مائة بالمائة وبهذه القدرة الرهيبة على إحتواء مراحلها مرحلة مرحلة ودون غفلة حتى أنني خلت أن الوزير سيحدثنا عن تفاصيل ما أكلته المجموعة المسلحة وما شربته وما وضعته من عطور مستوردة من مكة المكرمة أو من أفغانستان وهل كانت عناصرها تستعمل لتنظيف أسنانها أعواد الآراك أم معجون الأسنان إلى آخر معزوفة التصريح المهزلة!!
فبالعودة إلى بيان الداخلية الأول والثاني وإلى روايات الناطقين غير الرسميين عن مصادرهم الموثوقة و جهاتهم الرسمية ألاحظ تناقض المعلومات الرسمية و تخبطا في التعاطي مع الأحداث تحت ضغط الشائعات وروايات الإعلام العالمي بدءا بتسمي المجموعةة وعددها وإنتماءاتها وأماكن المواجهات مما يؤكد لدي وعبر التحليل الهادئ أن السلطة فعلا بوغتت بوجود هذه المجموعة وبتسلحها وبقدرتها على الصمود و التنقل في أماكن مختلفة ولمدة ليست بالقصيرة قياسا لخطورة الحدث منذ تاريخ 23 ديسمبر06 إلى حدود 3 جانفي 2007 أمام دولة بأكملها تملك من وسائل البطش ما يؤهلها لقمع أي إنتفاضة في سويعات !!
فضلا عن كل ذلك فكم من مرة إعتذرت السلطة على لسان مرتزقة الإعلام فيها عن إعطاء تفاصيل بحجة إستكمال التحقيق مما يؤكد فرضية تفاجئها فعلا بالأحداث إضافة إلى رغبتها في التعتيم لتخرج لنا في النهاية وبعد صبر أيوب بهذا السيناريو المهزلة والذي يبدو لي أنه جزء بسيط من الحقيقة لتحفظ به ماء الوجه بعد أن كادت الأحداث الأخيرة أن تدمر أسطورة تونس واحة الأمن والأمان التي نسجت السلطة في بلدي خيوطها وتضاريسها من دموع الثكالى والأيتام و عذابات المسجونين وإستغاثات المضطهدات و المضطهدين وأنين المغتربين و المغتربات و المهمشين و المهمشات لتجعل من البلاد بلدا آمنا و لكنه على فوهة بركان غضب لا ندري متى يتنفس و ينفجر
ويبقى الإستخفاف بعقل المواطن التونسي هو السمة الأكثر بروزا في خطاب وزير الداخلية عبر إسناد صفات الرجل الخارق للعادة لرجال مخابراته دون إعلامنا في الحقيقة عن مصادر تسلح المجموعة و كيفية دخول السلاح للبلد وأماكن إخفائه طيلة الأشهر التي سبقت المواجهات و أماكن تدربها التي سمعنا أنها تمت في الغابات المحيطة بمنطقة سليمان.مما يجعلني أميل إلى تصديق إحدى الروايتين اللتين صدرت بهما هذا المقال نظرا لقربهما من الواقع ومنطق الأمور!! و عملا بالمثل التونسي (إلي يسرق يغلب إلي يحاحي)!!
و لعل الرسائل التي أرادت السلطة تبليغها عبر هذه التصريحات سبعة والتي برأيي يريد بها و زير الداخلية ضرب سبعة عصافير بحجر واحد هي كالتالي :
أولا: الإيحاء وبالخصوص للعالم الديمقراطي أن نظام حقوق الإنسان في تونس ما فتئ وبتوجيه من سيادته يعمل بتلك المقولة المنصفة( المتهم بريء حتى تثبت إدانته) وعليه وحرصا على صون الحقوق و تجنب الظلم( لأنه ظلمات يوم القيامة) فإن أجهزتنا الأمنية على عادة أجهزة الدول الديمقراطية لا تحكم على النوايا بل تترصد الجناة بصبر المحقق والباحث العادل حتى تأخذهم بجريرتهم وجرمهم أوبلغة القانون لا توقف مواطنا حتى تتوفر فيه أركان الجريمة و هو ما تزعم السلطة أنها فعلته مع هذه المجموعة رغم كونها إرهابية سلفية خطيرة كما تقول!!
فتركتها تخترق حدودنا قادمة من الجزائر ! و تركت بقية المجموعة الثانية تلتحق بها وربما سمحت للجميع بالتدرب لأشهر في جبل بوقرنين على إستعمال السلاح و تركتها تتحرك بحرية وتركتها تخطط براحتها و قبل أن تمر هذه العصابة إلى تنفيذ مخططها الرهيب ألقت عليها القبض!!! (هكذا!!)أو:
* Mon œil !
كما يقول ناطقو لغة فولتير!
كان يمكن أن يكون الأمر صحيحا لو لم يحدث ما حدث من مواجهات دموية فنصدق رواية الوزير إذ أن سنة إستباق الأمورلدى المسؤولين الأمنيين في تونس هوالذي كان يمكن( لولا الفشل الذريع هذه المرة) أن يجنب وقوع هذه المواجهات فقد جرت العادة في بلدي أن أي معلومة تشتم منها
السلطة ( وعلى طريقتها) رائحة الإرهاب حتى تأتي الأوامر بالإيقاف الفوري والتحقيق الحازم
فلو كانت السلطة فعلا على علم ببداية تحرك المجموعة وبدخولها من القطر الجزائري بالذات مع علمها كما تزعم بأسماء عناصرها وبإنتماءاتهم السلفية الإرهابية لما صبرت( كما هي عادتها في التحوط لكل شيء) حتى يحدث ما حدث عملا (وهذا ما أثبتته التجارب الحاصلة مع المعارضة طيلة عقدين من الزمن) بتلك المقولة الظالمة (المتهم متهم حتى تثبت براءته!! )
فتحول الأمر إلى مواجهات في أماكن مختلفة من العاصمة و بعض أحوازها ولمدة ليست بالقصيرة يؤكد أن الأمر فعلا تجاوز السلطة وخرج من أيدي مخابراتها وهو برأيي ما يفند مزاعمها في الإحاطة بأطوار الرواية من ألفها إلى يائها !!!
أما المبدأ الحقوقي القائل ’’ المتهم بريء حتى تثبت إدانته’’ والتي تريد السلطة أن توحي لنا به في تعاطيها مع عناصر المجموعة التي تزعم بأنها تعلم أنها سلفية إرهابية فمصداقية تمسكها بهذا المبدأ تتمثل في تطبيقه بإخلاص نادر!! ولمدة عقدين من الزمن مع أنصار حركة النهضة والمعارضة الديمقراطية والصحفيين و مدافعي حقوق الإنسان وبعض الجمعيات المدنية وأخيرا وليس آخرا مجموعات الشباب المتدين قبل المواجهات الأخيرة في إطار حرب نظامنا على ما يسمى بالإرهاب و في إطار الحرب الإستباقية للإبقاء على تونس واحة أمن وأمان بالمفهوم النوفمبري!!!
فالقانون هو الفيصل كما يريد الوزير إقناعنا!! سواء فيما تعلق بأدلة الجريمة وتوفر أركانها أو في مدة الإيقاف التحفظي أو في إحترام الحرمة الجسدية للموقوفين أوفي إستقلالية القضاء وشفافية سير التحقيقات وذلك بفضل حرص سيده على أن يأخذ العدل مجراه على حد تعبيراللغة المتخشبة لإعلامنا النزيه والحر!!!!
ثانيا: الإيحاء للأمريكان بالخصوص ( والتي كان لتونس شرف الإنخراط التلقائي والأوتوماتيكي بفضل حكمة سيادته في أجندتهم للتصدي للإرهاب) بأن لا خوف على تونس من أن تصبح في يوم ما الحلقة الأضعف في جدار التصدي له وهي التي على إستعداد ووفاء لهذا الخيار أن تسجن نصف الشعب التونسي إذا إشتمت منه رائحة التعاطف مع’’ الإرهابيين’’ و لو عن بعد أي عبر الإنترنت على سبيل المثال لا الحصر و ما مجموعة شباب جرجيس (مدينة جنوب شرقي القطر التونسي) الذين حوكموا بسبب دخولهم مواقع محرمة تونسيا إلا دليل بسيط على ذلك
ثالثا: رسالة إلى الشعب التونسي : ( شد في مشومك ليجيك ما أشوم ) وهو ما يفسر تجدد الدعوة إلى إعادة إنتخاب سيادته فور إنتهاء الوزير من تصريحاته في دار الحزب الحاكم بالعاصمة بإعتبار سيادته الوحيد والفريد القادر على حماية البلاد والعباد من التطرف والإرهاب عبر التعاطي الأمني مع كل شيء وسلوك البنديتيزم**** الذي بدأ يفرخ ’’إرهابا’’ أوعبرتجفيف منابع التدين الذي فرخ’’ تطرفا في الدين’’ وعليه فليس هناك أفضل في تونس كافة من سيادته لحماية الحمى و الدين وإلا فإن نشر الديمقراطية في تونسنا سيكون سببا في سيطرة الفكر الماضوي والرجعي وعودة البلاد قرونا إلى الوراء وعلى الشعب أن يفهم أن ديمقراطية العصا لمن عصى هي الكفيلة وحدها بحماية العباد والبلاد ولا حل آخر غير بقاء الأمور على حالها برعاية عباقرة صانعي السابع من نوفمبر وواقعيتهم الفذة!!
رابعا: رسالة إلى المعارضة : حذار من أن يصل بكم شعور الإحباط من جراء مانذيقكم إياه ليلا نهارا من قمع و تهميش إلى التفكير في حسم الخلاف السياسي بالسلاح فيصيبكم ما أصاب هذه المجموعة السلفية الإرهابية المجنونة التي تطاولت على أولياء نعمتها (عفوا أولياء قمعها) فحملت السلاح ضدهم إلا أنها لم تفلح فرجالنا بالمرصاد التام لكم ولهم ولهم تلك القدرات الخارقة التي أسوقها لكم بكل أمانة( أنا وزير أمن تونس العهد السعيد) وهي قدرة بموجبها يتم الإطلاع على نواياكم وبرامجكم إن كانت تتبنى الإرهاب أم لا كوسيلة للإحتجاج فيتم حينئذ القضاء عليكم في الإبان وبفعالية واكتفوا بدور الكلاب التي تنبح على القافلة وهي تمر وإن كان ذلك في الأصل يزعجنا و يؤرقنا .لكننا نكتفي من جهتنا بمداعبتكم فقط وذلك عبر ترويعكم وتعنيفكم وإهانتكم مع سماحنا لكم بحق الحياة والبقاء!!
خامسا: رسالة إلى حامي الحمى و الدين : نحن تربية يديك وثمرة من ثمار شجرتك الكريمة المباركة و فرع من فروعها إ نتصرنا أخيرا بالضربة القاضية على المجموعة السلفية الإرهابية وهذا من وحي نجاحك و نصرك المبين على حركة النهضة وعلى معارضيك لاخوف عليك وعلى تونس بعد اليوم! إهتم أنت بالإنشغال بمرضك و بمتابعة أخبار أصهارك الذين أطلقت أيديهم في البلاد وجنيت قلة النوم بسببهم وإهتم بمتابعة أخبار الصراعات من أجل خلافتك و واصل على بركة الله و بتوفيق منه ترصد من قال فيك كلاما جرح شعورك أوأثار غضب سيادتك
إثأر على عادة الكرام لشخصك ممن إستنقص من هيبتك و شكك في دكتوراك الفخرية التي حصلت عليها من جامعات أوروبا بقوله( إنك باك موان تروا )** ( و أعني به المارق! حمة الهمامي) أو نقد سياستك الخارجية بمقارنتك برئيس الكيان الصهيوني آرييل شارون( وأعني به المتهور! محمد عبو) (عجل الله فرجه هذه من عندي و ليست من عند الوزير) أومن تجرأ على منافستك شخصيا في الإنتخابات دون رضاك (و أعني به المشاكس! المنصف المرزوقي) و تحسس مسدسك إذا ذكر أمامك إسم( الإرهابي! راشد الغنوشي) وإخرب بيت العلاني صاحب شركة باتام لأن أجهزة التنصت على المكالمات الخاصة أبلغتك في يوم ما أن الرجل نعتك( بالبهيم). و أخيرا و ليس أخرا إقطع رزق رجل الأمن الذي أبلغتك نفس الأجهزة قوله إبان الأحداث الأخيرة’’هم يكدسون الثروات و نحن نحميهم’’تونس نيوز 11جانفي 2007
فحري برئيس دولة أن يهتم بكل ذلك وهي من عظائم الأمورالتي لا ينبغي السكوت عليها ففيها تهديد لإستقرارالبلاد وأمنها وسجن أصحابها عدل وهذا من أولويات السياسة فلك من الهموم مايكفي ونحن أحسن من ينوب عنك في مواجهة الإرهاب وظاهرة التدين وقمع المعارضة ومتابعة مشاريع التنمية بوليسيا في مختلف المجالات نم قرير العين و ضع في بطنك بطيخة صيفي وأترك لنا الباقي فنحن له أهل وبه جديرون!! لذلك ولغيره نستحق من سيادتكم لفتة كريمة تبقي بها على مناصبنا بعد الذي حدث في تونس و نعدك بمزيد من سفك الدماء وبمضاعفة عدد ضحايا التعذيب!
سادسا: رسالة إلى إعلام المعارضة والصحافة العالمية: ظهر الحق وزهق الباطل وقلنا الكلمة الفصل وليخرس الشامتون والمغرضون الذين يريدون بالبلاد سوءا وها هو كشفنا للحقيقة يسفه أحلامهم المغرضة ويكذب إختلاقات الصحافة الأجنبية المدعومة من دوائر مشبوهة تريد المس من سمعة البلاد وأمنها وإستقرارها وتقويض المعجزة الإقتصادية بضرب مصالحنا وضرب السياحة والإستثمارات الأجنبية فلا يوجد في تونس إرهاب أصلا وإن وجد فهو القاسم المشترك مع أكبر الديمقراطيات في العالم وهو دليل على أن بلدنا ينتمي لهذه الديمقراطيات التي أكل الحسد شراذم ممن ليس لهم ضمير من الخونة والمرتزقة في محاولة يائسة لحرمان التونسيين من نعمة الإستقرار والأمن وحقوق الإنسان والديمقراطية والرفاهية!!!
سابعا : في الحقيقة وقف بي القلم عند حد هذا الرقم العقبة على مثال القائل( وقف حمار الشيخ عند العقبة) فلم أجد ما أضيفه لإتمام الحديث عن العصفور السابع الذي أراد الوزير ضربه بتصريحه هذا والظاهر أن رقم سبعة نحس علي وأعترف بأنه غلبني و عطل حركة التفكير في ذهني و أوقفها!! ولا أظن غير صانعه قادر عليه لأنه صانع أمجاده في بلدي تونس!!
هذه خلاصة ما جادت به قريحة مشاكس و’’ جلطام تونسي’’ *** يكره الحمقى والأغبياء و الكذابين ويتمنى أن يخلص الله منهم البلاد والعباد وأن لا يبلونا الله بهم من جديد آمين !! والسلام عليكم!!
لاجئ بسويسرا
E-mail : abder58@hotmail.com
*Mon œil !
إستعارة فرنسية تستعمل مع الإشارة بالسبابة إلى العين للتعبير عن عدم تصديق الشخص لما يقال له و يقابلها في اللهجة التونسية مصطلح(دويو).
**باك موان تروا : لغير العارفين باللغة الفرنسية معناه بكالوريا ناقص ثلاثة بالفلاقي( سنة رابعة تعليم ثانوي).
*** الجلطام في اللهجة التونسية: هو الذي يبحث عن المشاكل بإستمرار(ربي يهديه)!
****البنديتيزم
Le banditisme
هوشغل العصابات في بلد القانون والمؤسسات عبر الإلتجاء إلىميليشيات الحزب الحاكم و منحرفي الحق العام والعاهرات للتصدي لأحرار البلاد والمعارضات!
جمعية عاجزة عن التابين
جمال العرفاوي
بعد ان القى المعزون اخر حفنة تراب فوق قبر الزميل الراحل المولدي شعيرات اتجهت اعين المعزين نحو رئيس جمعية الصحفيين ليستمعوا الى خطاب التابين الذي اعتاد الاعلاميون سماعه في هذه المناسبات ولكن كان الامل في عودة الحياة لمولدي شعيرات اقرب الينا من ان يتحرك واحد من الهيئة المديرة للجمعية لالقاء كلمة وداع يستحقها زميل ظل يمارس مهنته بشغف وحب وحرفية الى اخر رمق في حياته
رحل المولدي ورحلت معه امالنا في ان يستعيد الاعلامي التونسي كرامته وهيبته حتى ان هيئتنا الموقرة بخست الصحفي الميت حقه في العنقود او العنبة ..”.عاش يتمنى في عنبة ..مات منعوا عليه حتى العنقود …”
لم يتوقع اي اعلامي تونسي ان تلوذ جمعيتنا الى الصمت في حضرة ميت وهو التي رفعت في الماضي شعار “من اجل رفعة كرامة الاعلامي ” . لقد بحثنا في كل الاعذار عن سياسة اللاموقف التي تتبعها منذ مدة بعيدة وقلنا ان ظروفا قاهرة تمنعهم من اداء المهمة الموكولة اليهم وقلنا ايضا ان “الخبزة صعيبة ” وقلنا لعله في اختيار استارتيجيا النعام سيعبرون بنا الى بر الامان ..ولكن بعد سنتين من تسلمهم لمهامهم لم نر برا ولم نر امان .
استبشر الصحفيون خيرا حين تمكنت جمعيتهم من الحصول على مقر لائق ودائم في قلب العاصمة تونس وحلم الكثير منا بمشاريع لا اول لها ولا اخر اذ سرعان ما تبددت الاحلام وتلاشت الافكار التي اصطدمت بجبال من الجليد فاللجان معطلة واللقاءات دخلت في برنامج الري قطرة قطرة واغلبها ان شهدواحد منها النورفهي تاتي بعيدة كل البعد عن قضايا وهموم الاعلاميين اليومية فلوائح المؤتمر لفها النسيان والوعود الانتخابية كانت في المستوى وحافظت على طبيعتها ” الوعود هي الوعود ” اما محاولات لجنة المراة في الجمعية لبث شيئ من الحياة في المقر الجديد فان عنكبوت البيروقراطية التف حول رقبتها وشل حركتها فالجميع مطالب بتقديم مطلب للهيئة المديرة حول اي شيئ ولاشيئ .
وسياسة الحياد ” السلبي ” الذي اتبعته جمعيتنا خلال الايام القليلة الماضية التي شهدت العديد من الاحداث المحلية والاقليمية وادلى خلالها كثير من الحزبيين والمنتمين لمنظمات المجتمع المدني وقلة قليلة من الصحفيين بدلوهم في الشان الاعلامي وتراوحت المواقف بين العتب والاتهام لاهل المهنة والسلطات الرسمية على حد السواء رغم ما لمسناه في قلة من الصحف والمجلات من مهنية وادراك بحساسية المرحلة التي مرت بها بلادنا مع المواجهة المسلحة التي وضعت رجال من امننا الوطني في وجه مجموعة اصولية متطرفة تسعى لبث الفوضى في البلاد عبر قوة السلاح .
ولكن واتردد في القول “كعادتها ” اختارت جمعية الصحفيين التونسيين التي اعلنت في وقت سابق وعبر لائحة صادرة عن اخر جلسة عامة لها وتيمنا او تاثرا بمنظمة التحرير الفلسطينية ” انها الممثل الشرعي والوحيد للصحفيين التونسيين” اختارت الجلوس تحت الربوة ومراقبة ما يدور في البلاد في صمت مريب .لتترك الساحة خاوية من اي موقف اوتقييم للاداء الاعلامي في البلاد . وبقيت في نهاية المطاف تراوح مكانها واصبحت لا تمثل اي كان من الاتجهات والتجاذبات الجانبية التي تعيشها الحياة السياسية والاعلامية في البلاد .
قد اجد عذرا لهيئتنا المديرة في عدم نعيها للزميل المرحوم المولدي شعيرات لان المسؤول عن العلاقات الخارجية خارج البلاد وبالتالي فان من حقهم القول ان موضوع المرحوم لم يعد شانا محليا.
اليوم الثاني من الإضراب.
.حسين المحمدي تونس
.هو اليوم الثاني الذي يدخله إضرابنا عن الطعام من اجل الحرية والمشاركة والحق في العمل والأكل والتفكير الحر.
وكما رأينا في اليوم الأول الطعن الذي تقدمنا بخصوص التزوير والفساد الفكري والقانوني..نضع اليوم بين أيدي
العالم ما قدمناه من نتائج للانتخابات التشريعيةمنذ يوم 4اكتوبر2004علما وان الانتخابات تدور يوم24 أكتوبر 2004.وهو دليل جديد يعطي فكرة عن سلطة تونس وما يقال عنهااحزاب مجلس النواب ولماذا تلك الأحزاب تحديدا؟مسرحية سخيفة من يرفضها إرهابي
النتائج التي أعلنتها قبل سنة ونصف من24اكتوبر2004والتي حتّمت النّفخ في أصوات المعارضة المساندة(اتصلت بها جل الجهات الدولية الفاعلة من 4اكتوبر الى18اكتوبر2004)
نتائج الانتخابات التشريعيّةوالرّئاسيةليوم24أكتوبر2004 نعلنهاقبل موعدهابسنةو نصف…
_الأسماء لا معنى لها في إنتخابات الحزب الحاكم و أحزاب المعارضة.القائمات الّتي يعلنها التجمّع تنجح وطنيا و رؤساء قائمات المعارضةينجحون بفضل البواقي.أتمنّى أن يقوم التجمّع بشطحةمايتنازل بموجبهاعن دائرة ما.
_نعلن للرّأي العام الدّاخلي هذا و كذلك للرأي الخارجي. و الإعلان تحميل لكلّ طرف مسؤولياته.وخاصّة الهيئات الأممية ذات العلاقة بالنزاهةو الشّفافية.و نتمنّى مع هذا أن لا يتحدّث شيراك (وزاباتيروالذي رأى ومعه الاسبان بأمّ عينه هول كارثة11مارس2004؟ وشرودروومعه الالمان الذين مات منهم في جربة؟)عن الإرهاب والحرّية والديموقراطية…من هناولدالإرهاب وسيولد.كيف نصبح أحرارا؟وهل نحن نستحقّ التداول أم لا؟
إليكم أهل الحرّية النتائج
الإنتخابات التشريعيّة على المستوى الوطني
_المرسّمون 4415609
_المقترعون 4169017
_نسبة المشاركة 94.41
_الملغاة 10813
_الأصوات المصرّح بها 4158204
_التجمّع نال منها 3807569 في حين أن ّله 7990 شعبة بين مهنية و ترابية.منها 363 في الخارج.وهذه الأخيرة لاتصوّت في التشريعيّة. وهو ما يطرح كل الأسئلة بخصوص فوزه بالمقاعد الوطنية.
على مستوى الدّوائر
_تونس1
المرسّمون 239429 –المقترعون218643 الملغاة429 المصرّح بها140266
التجمّع 122824 النسبة 91.01 المعارضة 19854 النسبة 8.91
تونس2
المرسّمون160877 المقترعون 140695 الملغاة 429 المصرّح بها 140266
التجمّع 120412 النسبة 85.84 المعارضة 19854 النسبة 14.16
ونقطة ضعف النّظام ولاية تونس بالنّسبة للإقليم .إذ له 400306 ناخبا بينما له 446 شعبة فقط.وهومايؤشّر إلى منعه المستقلّين والمعارضة الحقيقية من الترشّح.وإتّعض من تجربة 89 .ولهذا قسّم الولايات نفسها إلى مناطق شرطة عوض منطقة واحدة لنفس السكّان .له في ولاية تونس في أحسن صورة 80 ألف منخرط ويتحصّل على ثلاث مرّات و يزيدمنخرطيه؟
أريانة
المرسّمون144972 المقترعون 135262 الملغاة 315 المصرّح بها 134951
التجمّع 122824 النسبة 91.01 المعارضة 12127 النسبة 8.91
منّوبة
المرسمون118521 المقترعون 112407 الملغاة356 المصرح بها 112051
التجمع 106765 النسبة 95.28 المعارضة 5286 النسبة 4.72
بن عروس
المرسّمون197096 المقترعون 186314 الملغاة528 المصرح 185786
التجمع 169775 النسبة 91.38 المعارضة 16011 النسبة 8.62
نابل
المرسمون 274301 المقترعون 245960 الملغاة 913 المصرّح 245047
التجمع 221247 النسبة 90.28 المعارضة 23800 النسبة 9.72
بنزرت
المرسمون 242390 المقترعون 224313 الملغاة402 المصرح 223911
التجمع 206416النسبة 92.18 المعارضة17495 النسبة 7.82
زغوان
المرسمون 72058 المقترعون 70149 الملغاة483 المصرح 69666
التجمع 66020 النسبة 94.76 المعارضة 3646 النسبة 5.24
سوسة
المرسمون242868 المقترعون 231435 الملغاة 572 المصرح 230863
التجمع 220100 النسبة 95.33 المعارضة10763 النسبة 4.67
المنستير
المرسمون 223097 المقترعون 215066 الملغاة 617 المصرّح بها214449
التجمع 205601 النسبة 95.87 المعارضة 8848 النسبة 4.13
المهدية
المرسمون 195801 المقترعون 182740 الملغاة513 المصرّح بها 182227
التجمع 173238 النسبة 95.06 المعارضة 8969 النسبة 4.94
صفاقس1
المرسمون 184100 المقترعون 168814 الملغاة 439 المصرح بها 168375
التجمع 151895 النسبة 90.21 المعارضة 16480 النسبة 9.79
صفاقس2
المرسمون 165211 المقترعون140313 الملغاة369 المصرح بها139444
التجمع 130618 النسبة 93.67 المعارضة 9326 النسبة 6.33
سيدي بوزيد
المرسمون 190890 المقترعون 179977 الملغاة419 المصرح بها179558
التجمع 172281 النسبة 95.94 المعارضة 7277 النسبة 4.06
قابس
المرسمون 164206 المقترعون 154015 الملغاة 468 المصرح بها 153547
التجمع 146599 النسبة 95.47 المعارضة 6948 النسبة 4.53
القيروان
المرسمون 224306 المقترعون 215178 الملغاة 513 المصرح بها 214665
التجمع 190379 النسبة 88.68 المعارضة 24286 النسبة 11.32
باجة
المرسمون 160621 المقترعون 152892 الملغاة 329 المصرح بها 152563
التجمع 146667 النسبة 96.13 المعارضة5896 النسبة 3.87
الكاف
المرسمون 133056 المقترعون 127617 الملغاة 299 المصرح بها 127318
التجمع 119975 النسبة 94.23 المعارضة 7343 النسبة 5.77
سليانة
المرسمون 126632 المقترعون118818 الملغاة439 المصرح بها 118379
التجمع 108806 النسبة 91.91 المعارضة9573 النسبة 8.09
جندوبة
المرسمون 225613 المقترعون 217884 الملغاة 139 المصرح بها 217745
التجمع 202821 النسبة 93.14 المعارضة 14924 النسبة 6.86
القصرين
المرسمون 206403 المقترعون 196049 الملغاة 357 المصرح بها 195692
التجمع 175637 النسبة 89.75 المعارضة 20055 النسبة 10.25
قفصة
المرسمون 184681 المقترعون 175669 الملغاة 312 المصرح بها 175357
التجمّع 161368 النسبة 92.02 المعارضة 13990 النسبة 7.98
توزر
المرسمون 49376 المقترعون 49177 الملغاة 92 المصرح بها 49085
التجمع 45774 النسبة 93.25 المعارضة 3311 النسبة 6.75
مدنين
المرسمون 164316 المقترعون 154869 الملغاة 473 المصرح بها 154396
التجمع 133832 النسبة 86.68 المعارضة 20564 النسبة 13.32
قبلّي
المرسمون 69981 المقترعون 68377 الملغاة 319 المصرح بها 68058
التجمع 64988 النسبة 95.48 المعارضة 3070 النسبة 4.52
تطاوين
المرسمون 64813 المقترعون 61907 الملغاة 93 المصرح بها 61814
التجمع 55501 النسبة 97.87 المعارضة 6313 النسبة 2.13
ثانيا الرّئاسية
المرسمون 4750000
المقترعون 4450000
منخرطو الحزب الحاكم 2300000؟
الملغاة 7513 المصرح بها 4442487
الخارج 253361
المقترعون 223494 الملغاة 826 المصرح بها 222668
توزيع الأصوات على المترشّحين الأربعة
من حيث المبدأ
_منح المرشّحين الثّلاثة ما منح لغيرهم خلال إنتخابات 99 ؟
_منح المرشّحين الثّلاثة ما سيمنح لأحزابهم من أصوات ؟
وفي صورة الإتّجاه الثّاني أرى التّوزيع وفق التّتائج التالية
_زين العابدين بن علي 4360143 النسبة 98.14
_بوشيحة 74321 النسبة 1.6
_الباجي 17121 النسبة 0.3
_الحلواني 39148 النسبة 0.8
.نام الكل على هذا.بل شيراك كان اول المتصلين.وحضرت الفضائيات العربية كلها والاوروبية ومن الولايات
المتحدة و…شهدوا على اننا انتخبنا…دولة شرعية تعترف بها الامم المتحدة وفق ماذا؟ينهب رجالها ويقتلون
والويل لمن يتحرك؟اليس هذا الارهاب بعينه وفي اتعس صوره؟
.من اجل هذا اعلنت الاضراب تذكيرا لمن يحرب الارهاب بمن صنع ويصنع الارهاب.لا احد يمكنه ان يقول تونس تحارب الارهاب.هي في افضل الصور تصنعه وتتاجربه.
حسين المحمدي.تونس
21جانفي2007.
في الذكرى الـ61 لتأسيس اتحاد الشغل:
جراد يدعو إلى حوار اجتماعي دائم وشراكة حقيقية بين كل الأطراف
تونس ـ الصباح في جو احتفالي غصت ساحة محمد علي بالعاصمة بالشغالين بمناسبة الذكرى 61 لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل تولى السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد الاشراف على هذه التظاهرة ظهر أول أمس، وفي مستهل التجمع تمت تلاوة برقية التهنئة التي وجهها الرئيس زين العابدين بن علي الى القيادة النقابية بهذه المناسبة. وفي كلمته تولى الأمين العام للاتحاد التأكيد على أن الاتحاد يقوم بعمله في كنف الاستقلالية، معبرا عن شكره وتقديره لرئيس الدولة الذي أكد دوما وقوفه الى جانب الشغالين، مشيرا الى قرار سيادته المتعلق بالترفيع في منحة المغادرة لأسباب اقتصادية من ثلاثة مرتبات الى ستة مرتبات ثم الى 12 مرتبا حاليا، بالاضافة الى القرار القاضي باعتراف تونس بالاتفاقية عدد 135 المتعلقة بحماية المسؤول النقابـــي. وكان جراد قد استعرض في كلمته تاريخ انبعاث الحركة النقابية في تونس، مشيرا الى أهم المحطات التي ميزت مسيرة الحركة النقابية بدءا بما قام به المناضل محمد علي، ثم فترة النقابي القناوي ووصولا الى تأسيس الاتحاد في جانفي 1946 على يد الزعيم فرحات حشاد. وأكد الأمين العام ان الاتحاد ولد من وجدان الشعب وكان ولايزال منظمة وطنية، وشدد ايضا على أن الاتحاد منظمة وطنية حرة ومستقلة وديمقراطية ومناضلة، تدافع عن مطالب العمال، وعن عزة تونس ومناعتها وأمنها واستقرارها، وأن الاتحاد ينشط اليوم بعيدا عن كل الضغوطات مهما كان مصدرها، وهو يدعم مكونات المجتمع المدني التي في قوتها قوة للبلاد، كما أنه يعتبر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مكسبا وطنيا يجب دعمه والمحافظة عليه بعيدا عن التوظيف السياسي. الشغالون في خدمة تونس وأكد الأمين العام للاتحاد أن الشغالين ومنظمتهم في خدمة تونس واعلاء شأنها وتطوير اقتصادها ودعم مؤسساتها، وفي هذا الاطار دعا جراد الى ضرورة ارساء حوار وطني واجتماعي دائم والى ارساء شراكة حقيقية بين الاطراف الاجتماعية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع، مؤكدا أن الاستقرار الاجتماعي مسؤولية جماعية. أولوية الملفات والاسراع بمعالجتهـــــا وفي جانب آخر من كلمته تحدث الأمين العام عن اولوية الملفات المطروحة حاليا وضرورة معالجتها سنة 2007 الجارية، مشيرا بالخصوص الى ملف المناولة التي أصبحت تنخر المؤسسات في كل القطاعات، وملف التأمين على المرض الذي أشار بخصوصه الى تمسك الاتحاد الكامل بمضمون الاتفاق الحاصل بينه وبين الحكومة دون تجزئة. وأثار الأمين العام ايضا وضعية صناديق الضمان الاجتماعي ودعى الى ضرورة الحفاظ على توازناتها المالية، والى صندوق العمال المسرحين وإعادة ادماجهم في الدورة الاقتصادية. وحول الاعلام أكد الأمين العام أن الاتحاد سيبقى دوما مدافعا عن حرية الصحافة وعن اعلام نزيه، يعطي الاضافة وينير السبيل ويكون في خدمة المواطن والوطن وعن الحريات وحقوق الانسان وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها بعيدا عن التدخل والتسلط عليها. علي الزايدي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 21 جانفي 2007)
في الذاكرة الوطنية
حتى لا تضيع معركة جبل «الرهاش» بتطاوين في لجّ بحر النسيان
لعل من بقى حيا(1) من رفاق الفرقة الفدائية الحاملة لاسم الشهيد فرحات حشاد يشفع لي أن تأخرت عن واجب تحيتهم واكبارهم وتمجيدهم بمناسبة مرور خمسين سنة على ذكرى استقلال تونس وطنهم الحبيب الذي قدسوه الى درجة أنهم وهبوا له حياتهم. وهل توجد تضحية أشرف من ذلك. أولائك الرفاق المقدسين الذين غادرونا باختيارهم بعد أن سكبوا دماءهم الزكية على أرض تونس التي ماتوا من أجلها متصوفين في عشقها متفانين في سبيلها. تونس التي سقاها شاكر وحشاد ومصباح الجربوع والدغباجي وأولاد حفوز وغيرهم كثيرون حرّ دمائهم قال فيهم شاعر تونس الثائر منور صمادح:
اخلع نعلك فالتراب رفاتهم أما رأيت عيونهم في النرجس
ولا أترك هذه الفرصة تمر دون أن أتحدث عن بطولاتهم وجميل خصالهم. وأضع حدث استشهادهم في مستوى الاحداث التي أثرت على مسيرة النضال التونسي. رغم ما خفي عن بعضهم ممّن كان أعشى فنظر الى الحدث من زاوية أقل ما يقال فيها أن من حبروا الاوراق وعبوا صفحات الكتب والجرائد بمقالات في شأنهم، تعلوها الانانية وتنقصها النزاهة، خالية من الروح الحضارية التي تعطي لكل ذي حق. وكم يشتد إعجابي مثل الكثيرين بتلك الشعوب وفي طليعتها نخبها التي تفيض كلّ الاعجاب والتقديس والاجلال لكل الذين يستشهدون من أجل حرية وكرامة وعزة الاوطان. بوركت أمة لن تنسى شهداءها. ليبيا: موطنا للمقاومة التونسية المسلحة أقطار المغرب العربي الثلاث: تونس، ليبيا، الجزائر، رمال صحراء متحركة ومد وجزر أمواج سواحل المتوسط قصة واحدة. لم تهدأ منذ الازل، اذا اشتكى أحدها تألم له الاخر وفتح ذراعيه باسطا يديه للنجدة والاحتضان. ويظهر ذلك جليا في المحن الكبرى التي لحقت شعوبنا من جراء نظرة الغرب لبقية العالم منذ بداية العصر الحديث في القرن الخامس عشر نظرة تعال وهيمنة وبأنّ له مهمة حضارية ينبغي عليه أن يؤديها وفي سبيل تحقيق هذه المهمة فهو يقتل ويذبح(2). وإذا ألقينا نظرة سريعة الى تاريخ ابتلاء شعوب شمال افريقيا بداء الاستعمار خلال القرنين التاسع عشر والعشرين نرى الالتحام وسرعة الحمية والنصرة وحسن الجوار بين شعوبها ضد كل محتل باغ مستبد، يربط بينها خيط رفيع من التضامن والمواساة وتجذر الاواصر.. ففي سنة 1830 لما غزت فرنسا الجزائر فتحت تونس ذراعيها لايواء العائلات الجزائرية الهاربة من تسلط الغزو الاستعماري، ومرة ثانية سنة 1954 لما اندلعت الثورة الجزائرية استقبلت تونس اللاجئين الجزائريين بصدر رحب ولم تخصص لهم مخيمات لاجئين كما وقع للفلسطينيين بالشرق العربي، ومثلت لهم الخطوط الخلفية الاولى للثورة الجزائرية وفتحت حدودها لتمرير الاسلحة وخرق خطي الموت (شال- موريس) وتعني بالتاريخ وضعت أرضها مخابئ للاسلحة وتدريب اطارات جيش التحرير نموذجا لذلك مركز ملاق بالكاف بوابة الجزائر تخرج منه ما يقارب الخمسة آلاف إطار من كوادر جيش التحرير الجزائري(3). وفي سنة 1881 غزت فرنسا البلاد التونسية فوجدت خير مجير لابنائها المهاجرين البلاد الليبية. وفي سنة 1911 لما احتلت ايطاليا القطر الليبي لم يلق الليبيون من التونسين الا الترحاب والمعاملة الطيبة أمثال الشيخ سوف والمجاهد سليمان الباروني وخليفة بن عسكر وغيرهم. وفي سنة 1952 عندما اندلعت الثورة الحاسمة بتونس في 18 جانفي 1952 فتحت ليبيا أرضها في وجه الوطنيين التونسيين الذين تطاردهم القوات الفرنسية والذين صدرت ضدهم الاحكام القاسية لايوائهم والسماح لهم بالعيش والقيام بالنشاط السياسي وحتى النضالي تجاوز السرية، فانتصب مكتب للمهاجرين التونسيين علنا له قيادته وتنظيمه وأتباعه حر في مبادراته دون أي ازعاج، وتجاوز ذلك الى اعداد العدة وانطلاق فرق فدائية فوق الارض الليبية تجاه تونس. المناضل الكبير الباهي الادغم يدلي بشهادته حرص المناضل الكبير الباهي الادغم بوصفه من المناضلين المسؤولين في تسيير حركة المقاومة الوطنية منذ سنوات عديدة قبل الاستقلال وقضى السنوات بالسجن الرهيب «لمباز» بالجزائر على تسليم وثيقة تاريخية لابناء المرحوم عياد ربانة ارضاء لضميره هذا نصها «اعتبر المرحوم الحاج عياد ربانة من المناضلين الصادقين الذين أسدوا للوطن جليل الخدمات خاصة لما قدمه رحمه الله من سند متواصل للحركة الوطنية مما ينمّ عن ايمان الرجل بسمو أهداف هذه الحركة الرامية الى تحرير تونس كي يتسنى فتح افاق لابنائها من أجل إقامة دولة مستقلة مستكملة السيادة ومجتمع حر متكامل تتحقق فيه الكرامة للفرد والعزة والمناعة للمجموعة…» وما ان وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها حتى شنت سلطات الاستعمار حملة على الوطنيين ملصقة بهم التهم وكان الحاج عياد ربانة من بين الوطنيين الذين أودعوا السجن في تلك الفترة بتهمة نشاطات مناوئة للسلط الاستعمارية. ويؤكد الباهي الادغم في شهادة الاعتراف بفضل عياد ربانة على الحركة التحريرية قائلا: «.. وقد أتيح لي أن شاهدت بمناسبة إقامتي بليبيا في تلك الفترة كيف تولى الحاج عياد ربانة اشتراء أرض فلاحية استجابة لنداء الحزب الذي طلب منه اقتناء أرض بطرابلس لتكون موطنا للمقاومة التونسية المسلحة بالقرب من مدينة طرابلس (سواني بنيادم) وكان ذلك سنة 1951 لايواء المناضلين التونسيين الذين كانوا يشكلون النواة الاولى لمجموعات المقاومة المسلحة المعدة للقيام بعمليات داخل البلاد التونسية وقد كان لهذه البادرة كبير الاثر في سير حركة المقاومة الوطنية المسلحة في الداخل». ولم ينج من طائلة اليد الحمراء بتونس عندما بلغها دوره بطرابلس فوضعت قنابل ناسفة في معمل الحلويات والصناعات الغذائية الذي كان يملكه كائن بالقرب من باب سعدون. بعث نواة للحزب الدستوري بطرابلس لتفعيل الثورة انتصب بطرابلس خلال ربيع سنة 1952 مكتب للحزب الدستوري يسهر على حظوظه أحد المناضلين الكبار: علي الزليطني الذي ترأس الجامعة الدستورية لتونس العاصمة وعضو المجلس الملي يساعده المناضل الكبير الطاهر عميرة الذي صنع الجانب الاوفر من القنابل المحلية مد بها منظمات المقاومة في المدن قبل فراره الى القطر الليبي. والمناضل مراد بوخريص القادم من مكتب المغرب العربي بالقاهرة يتولى هذا المكتب أو اللجنة الثورية استقبال المستنجدين من القمع الارهابي الاستعماري الذين تطاردهم القوات الفرنسية الغاشمة بعد تسليط التهم والعقاب ومطاردتهم والتفتيش عليهم وترويع عائلاتهم والقيام بعمليات تطهير قراهم. المناضل عياد ربانة نموذج للتضحية الوطنية بالتنسيق مع السلط الليبية الجديدة الاستقلال في شأن إقامة اللاجئين السياسيين التونسيين دون السماح بالتدرب على السلاح بالبلاد الليبية وغض الطرف عن التدريب على السلاح بضيعة «بني غشير» التي تمثل الشطر الثاني من الضيعة التي اشتراها عياد ربانة مع شريك آخر مساحتها 100 هكتار ضمت جانبا من اللاجئين السياسيين التونسيين وانفردت بتدريب فرقة فدائية أولى ووحيدة لعبت دورا هاما في مجريات الكفاح الوطني. وهذه الضيعة تابعة لضيعة أولى اقتناها في اوائل الخمسينات تمسح 238.98 هكتارا بالعملة الصعبة في نطاق الاستثمار الخارجي. استراتيجية الكفاح الوطني بالخارج وفقا لخطة مسبقة مع قادة الحزب الدستوري وهي داخلة ضمن استراتيجية تحضير معركة الغد البعيد المدى بالخارج تضاف لاستراتيجية المقاومة في الداخل وتخزين الاسلحة وفتحت المكاتب(4) التمثيلية للتعريف بالقضية لدى الرأي العالمي والدول الشقيقة والصديقة وكسب عطف وتأييد الفرنسيين أنصار حريات الشعوب المغلوبة على أمرها. مدّ الثورة بالاسلحة من وراء البحار من ذلك التزود بالاسلحة من الخارج التي تعرض لها المناضل العابد بوحاقة في احدى رسائله ورسم خطة جلب الاسلحة من البلاد الايطالية عن طريق البحر لما قررت احدى منظمات(5) المقاومة السرية سنة 1953 شراء الاسلحة من خارج حدود الوطن فعهدت الى المناضل حسونة عطية أحد أعضائها صاحب الخبرة في تعاطي التجارة مع الخارج بأن يبرم صفقة شراء أسلحة من الخارج لتزويد حركة المقاومة بالاسلحة والعتاد فتمكن من ربط الصلة مع بعض تجار السوق السوداء المهربين بالسواحل الايطالية، وتم الاتفاق على أربعة أمور: الاول المبلغ المالي، الثاني اتمام الصفقة في فصل صيف 1953 للابتعاد عن هيجان وارباك البحر تأمينا لوصول البضاعة، الثالث تسليم البضاعة داخل أعماق البحر، الرابع تنقل البضاعة بواسطة مراكب الصيد لاكسائها الصبغة العادية وابعادها عن أنظار المراقبين توفيرا لنجاح العملية. صيادو الاسماك بالوطن القبلي تجذبهم رياح الثورة ومن جهة ثانية تكفّل المناضل محمود بدرة أحد أعضائها المهندس الفلاح بالوطن القبلي أن يتولى تكوين فرقة من بحرية مراكب الصيد بتلك السواحل تتولى انجاز العملية بكل هدوء وحذق واخلاص وقد أحكم محمود بدرة المهمة بربطه خيوط الاتصال بين رجال مراكب الصيد بالوطن القبلي المسندة اليهم المهمة والطرف الايطالي. ومن جهة ثالثة عهدت المنظمة الى الدكتور محمد بن صالح أحد أعضائها مهمة السفر للخارج للاتصال بمسؤولي الحزب الدستوري وهو الان رئيس لجنة الصداقة التونسية البوسنية بباريس للاتفاق معهم على جمع المال من هناك وتوجيهه مباشرة دون المرور بالبلاد التونسية للجهة التي فوتت في الاسلحة. وكل شيء جرى على أحسن ما يرام لكن ماذا حدث فأجهض اتمام العملية وتسبب في اخفاقها وقبرها وحرمان حركة المقاومة من التزود بأسلحة وذخيرة كانت في أمس الحاجة اليها.. هل هو عدم موافقة بعض أطراف القيادة السياسية العليا, أم عدم توفر المال بما فيه الكفاية، أم انكشاف العدو للخطة فقطعت خيوطها وسقطت في الماء؟. ولم يتغيب الجيش التونسي عن مناصرة الثورة مثلما سبق لشق من جنود الصادق باي الذين عصوا أوامره والتحقوا بثوار جبال خمير في سنة 1881 عاد الجيش التونسي لمناصرة ثورة الشعب بانضمام بعض قادته لهيئة مقاومة في شخص الوطني القبطان عبد الله العيادي حيث عهدت اليه هذه المنظمة بمهمتين الاولى دعوة العاملين بصفوف الجيش الى العصيان والفرار من الثكنات والالتحاق بصفوف المقاومين بالجبال لتعزيز حركة المقاومة وتقوية قدراتها ونشر روح الدفاع عن الوطن في المحيط العسكري وفعلا وقع التستر بأزياء العساكر للقيام بعمليات تخدم الثورة فإلتحقت مجموعة مؤلفة من إحدى عشر جنديا وضابطا بوحدات المقاومة بجبل برقو، استشهد بعضهم في معركة برقوفي 13 نوفمبر 1954 والمهمة الثانية تقديم قائمة تكشف احتياجات الثورة لكميات وأنواع الاسلحة والعتاد المطلوب بتلك المرحلة لجلبها من الخارج في نطاق مهمة المناضل حسونة عطية. الفرقة الفدائية الاولى: أقصى تحد أقر مكتب الحزب الدستوري بطرابلس اعداد خطة لتكوين فرق فدائية بالخارج لغاية تقوية قدرات حركة المقاومة بالجبال والمدن لتعزيز صفوف المقاومين باستعمال أساليب وطرق جديدة في فنون حرب العصابات والمقاومة الفردية تضاف الى الخبرة التي اكتسبها رجال المقاومة الفردية ميدانيا، فوقع اختيار 17 شابا من المتمرسين على المقاومة والقابلين لمواصلة التضحية تم تدريبهم في مدة نحو ثلاثة أشهر من صائفة 1952 بضيعة المناضل عياد ربانة التي يشرف عليها ابنه المناضل الشاذلي ربانة الذي هيأ الظروف المادية الملائمة. من قام بالتدريب على أساليب القتال؟ انفرد بمهمة التدريب مدرب يدعى عبد القادر الشيخ غير واضح الهوية له باع في شؤون القتال شارك في الحروب لم يتخذ مساعدا لتدريب الفريق الفدائي. ولم يبق عند تخرج هذا الفوج لارساله لتونس الا ما يقارب الاسبوع دون أن يطلق عليه أي اسم، ولما اغتيل الشهيد فرحات حشاد تقرر التحاق الفريق بتونس وأطلق عليه اسم فرحات حشاد احياء لذكرى نضال الشهيد العظيم. وتحرّك الفدائيون تغمرهم روح النصر وتوجهت الجماعة الفدائية يوم 7 ديسمبر 1952 الى مناطق الحدود للاختراق والالتحاق بفرق المقاومة في عمق التراب التونسي يحدوها أمل النجاح لما ينتظرها من مهام صعبة وتوقفت الجماعة عند نقطة العبور لتشهد «جمالا» تسير وئيدا تحمل كمية الاسلحة التي ستوزع على أفراد الفرقة (بنادق، قنابل يدوية، مسدسات، خراطيش..) وكمية من الادوية والزاد (تمر، بسيسة، سكر) يرتدون لباسا عسكريا انقليزيا أخضر اللون تغطيه «وزرة» تستر اللباس وتقي من الحر والبرد، واسندت القيادة الى ثلاثة فدائيين من أبناء الجنوب(6) لما يملكون من خبرة جيدة بمنطقة العبور لتيسير التوغل في تلال صحراوية تغمرها كثبان رملية مكشوفة وعرة المسالك. ولم تقطع الفرقة مسافات طويلة حتى فوجئت بغياب اثنين من قادة المسيرة، قد يكونا أصابهما الوهن أو الخوف او امور اخرى، فتخليا عن الجماعة سالكين وجهة العودة الى ليبيا بداية من اليوم الثاني فتولى القيادة عبد الله الجليدي باعتباره من أبناء المنطقة ويملك الخبرة بالمسالك والممرات ويعرف نقط المياه وأماكن الاختفاء المؤمنة ومكان تواجد السلطة الفرنسية فلم يصمد كثيرا وغادر الجماعة في 13 ديسمبر ملتحقا بقبيلة «الجليدات» عند الالتصاق بها فبقيت الجماعة بلا دليل يرشدها في تلك الربوع الخوالي المحفوفة بالمخاطر. السلط الفرنسية تكشف سرية الفرقة الفدائية وهنا بدأت الفرقة تتعرض الى المفاجآت والصعوبات. يحاصرها العدو الذي تفطن لها وشرع في تتبعها ومطاردتها لكن قوة العزيمة وشدة الايمان والاستعداد لمواصلة السير للوصول الى الهدف كان رائدهم الاسمى مهما كانت الصعوبات والعراقيل والموانع وفي اليوم الثالث تفطنوا الى أن أمرهم انكشف وأن السلط العسكرية وأعوان المخزن يلاحقونهم ويضايقونهم ويقتفون أثرهم أينما ولوا وجهتهم دون أن يهاجموهم. وغاية ما حصل مناوشات لم تتعد اطلاق الرصاص دون التحام أوحتى الاقتراب المباشر. وكانت الملاحقة والمناوشات مستمرة في النهار وتهدأ بالليل حيث تتسرب الجماعة في جناح الظلام سيرا على الاقدام. وبدأت تعوزهم المواد الغذائية والماء وتناقص العدد والخبرة بمسالك الارض. المعركة الحاسمة:في اليوم المشهود في يوم 14 ديسمبر 1952 انتهى المطاف بالجماعة الى جبل «الرهاش» بتطاوين، جبل تكسوه الصخور، تحف جوانبه الاشجار ليست له المناعة الكافية للتحصن من ويلات الحروب واتقاء بلاءها، فإعتصموا بموقع كثيف الصخور وحطوا الرحال وقد تملكهم العياء وأخذ منهم التعب النصيب الاوفر بعد قضاء أيام غارقين في كثبان الرمال مطاردين بقوات غير مكافئة، تتعقب قوات الجيش الفرنسي أثرهم بالنهار وتتوقف في الليل، مقسمين الليل بين الراحة والتنقل لتغيير المكان خشية أن ينقضّ عليهم العدواذا قضوا الليل في موقع واحد، تشتد حاجتهم الى الماء والطعام والدواء والنصرة. معركة الحسم والاستشهاد في الصباح الباكر استيقظت الجماعة الموزعة أفرادها على أماكن محصنة بالصخور على أزير المحركات وهدير الدبابات وما أن انتشر نور الصباح واتضحت الرؤيا حتى وجدوا أنفسهم مطوقين من كل جانب بقوات الجيش الفرنسي، تحيط بالجبل الدبابات والمجنزرات والمدافع الرشاشة ومئات الجنود المدججين بالسلاح المنتشرين، يحيطون بالجبل دون ترك منفذ للتسرب خارجه. وفي الحين أخذ رجال المقاومة مواقعهم التي توفر لهم المناعة مختفين بركام الصخور العارية من الاشجار وما ان بدأت الاشتباكات بين الطرفين حتى قدمت طائرات استكشاف (B26) تعزز صفوف العدووتكشف مواقع المقاومين واستمرت المعركة من الصباح الباكر الى المساء دون أن يهدأ تبادل اطلاق النار. وكان الجيش الفرنسي يستغل لحظة توقيف طلقات الرصاص بين الطرفين فيوجه نداءات بالابواق يدعو فيها المقاتلين الشرفاء الى تسليم أنفسهم والكف عن القتال والا فإنه سيبيدهم. كان يوما بحق يوم الشجاعة والبطولة لما أبداه فرسان المقاومة من صمود وثبات وشدة بأس وايمان فهم لا يمثلون الا فئة قليلة العدد والعتاد تحيط بهم ظروف جد قاسية أمام عدد ضخم شرس مدجج بالعتاد الحربي وكثرة الاتباع، رافعين أصواتهم منادين الله أكبر، تحيا تونس بدون استسلام ورفع الراية البيضاء. وبعد يوم لم يقف فيه تبادل اطلاق النار بين الطرفين المتقاتلين يسقط فيه المقاومون الشهيد تلو الاخر ويتضاءل اطلاق الرصاص من جانب المجاهدين الى أن تمت الاحاطة مباشرة بالبقية القليلة الباقية بقيد الحياة المثخنة أجسادهم بالجروح المكسوة بالدماء الفاقدين للعتاد المستميتين في الدفاع عن أنفسهم. أين هي معاهدات أسرى الحرب؟ فانقضت وحدات الجيش الفرنسي على الخمسة فدائيين الباقين بساحة المعركة لم تعد بأيديهم وسائل الدفاع وهم حميدة الجواني، الناصر الغربي، المنجي الشايب، عبد الله النوكتي وحمادي اللومي، هؤلاء الابطال الذين صارعوا أعداء الحرية مصاصي دماء الشعوب دفاعا عن حرية وكرامة وهوية الشعب التونسي لم يتأخروا عن طلب الشهادة لتحيا تونس، غلّت أيديهم بالسلاسل وراء ظهورهم مسددين إليهم أسلحتهم وبعد أن أوقفوهم صفا واحدا أذن قائد العملية بإعدامهم دون اعتبارهم أسرى حرب حسب الاعراف الدولية. وتهيأ الجنود القساة للضغط على الزناد فأشار الضابط بإيقاف العملية ونادى بأعلى صوته من منكم «يتكلم الفرنسية» فرفع الفدائي حميدة الجواني أحد الاسرى أصغرهم سنّا يده فسحبه من صف رفاقه وأعطى اذنه للجنود باطلاق رصاص رشاشاتهم على الفدائيين الاربعة الباقين فأردوهم قتلى بسلسلة الطلقات الصادر من فوهات رشاشاتهم في ساحة المعركة. استشهدوا ليهبوا الحياة لشعبهم يا له من موكب عرس يطفح بنشيد الحرية يشيع عطر أعراس الشهداء وقدسية التضحية والبذل والعطاء في أسمى معانيه فداء للوطن.. فلكم يا رفاق درب الحرية أزكى مشاعر الوفاء فأنتم ضمير أمتكم في زمانكم وستبقون في الذاكرة الوطنية خالدين. وسيق حميدة الجواني الى ثكنة بن قردان أين التقى باثنين من رفاقه الفدائيين اللذين تخليا عن المعركة ولم يفلتا من قبضة السلطة وبعد قضاء حميدة الجواني وصحبه مدة في البحث والاستنطاق والتنقل بين سجون بنقردان وقابس وصفاقس التقيناعهم في السجن المدني جناح (F) بتونس وقد نجا حميدة ورفيقاه من تنفيذ حكم الاعدام بإعلان الاستقلال الداخلي والعفو عن القضايا السياسية. إنه لا يسعني في نهاية هذا المقال الا أن أحيي الاخوة الاعزاء المقاومين أطال عمرهم الذين لم يبخلوا عليّ بالمعلومات الصادقة النيرة حول مجريات الاحداث التي جدت أثناء إقامتهم بالقطر الليبي وكان لها مساس مباشر بوقائع تحركات المقاومين لفائدة حركة التحرير والتي كان لها رجع على ساحة المقاومة التونسية وهم الاخوة: حميدة الجواني، عبد الله العبعاب، صالح بودربالة، الشاذلي الحسومي، عمر الحميدي، ساسي عقل، الطاهر المكي ومحمد النايلي. القاهرة تقف الى جانب كفاح الشعب التونسي فتفسح المجال لتدريب الفدائيين التونسيين فوق أرضها (1953) واصل مكتب الحزب الدستوري بطرابلس مهماته النضالية فأرسل بعثتين يفوق عدد أفرادهما المائة فدائي الى القاهرة وفقا لخطة مرسومة مسبقا تم نسجها بالتعاون مع مكتب تحرير تونس بالقاهرة ومجلس قيادة الثورة المصرية وتنسيق المناضل الضابط خريج الكليات العسكرية ببغداد عبد الله العبعاب الذي قاطع متابعة الدراسة بجامع الزيتونة والتحق حسب نية مبيتة بأعوان المخزن للفرار بسلاحه ممتطيا صهوة جواده الى القطر الليبي. وفي ظروف قاسية جدا تم تكوين هذين الفريقين اللذين قادهما الى القاهرة عبر البحر المقاومان محمد الصالح بلحاج ورضا بن عمار الهاربين من مطاردة السلط الفرنسية بتونس فتم التدرب بثكنة (قصر القبة/ بكبري القبة) على حرب العصابات واستعمال الاسلحة وخوض المعارك والانتشار بالجبال والارياف. لكن بعد تخرج هذين الفوجين حفت ظروف حالت دون تمكين الفدائيين خريجي التكوين القتالي بالقاهرة من الالتحاق بالتراب التونسي لمواصلة المقاومة. إضافة الى اعلان الحكم الذاتي لتونس في 31 جويلية 1954 الذي أوجب تقليص الكفاح المسلح الذي استمر الى 9 ديسمبر 1954 حيث سكتت البندقية وأفسح مجال التفاوض لنيل الاستقلال التام في 20 مارس 1956. (*) عضو المجلس الاستشاري للمقاومين والمناضلين (1) حميدة الجواني: الوحيد الذي عاش الواقعة وبقي بقيد الحياة أمد الله في أنفاسه (2) مصادر: مجلة جزائرية (3) مذكرات خالد نزار أحد قادة الثورة الجزائرية (4) الحبيب ثامر. الرشيد ادريس. الباهي الادغم. الطيب سليم. يوسف الرويسي. حسين التريكي. الطاهر عميرة. محمد المصمودي وغيرهم… (5) المقاوم صالح بودربالة من أبرز أعضاء هذه المنظمة أمد الله في أنفاسه. (6) علي نحاسة. علي المسعودي. عبد الله الجليدي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 21 جانفي 2007)
تونس تنظم مهرجانا للضحك لتمويل مشاريع خيرية
تونس (رويترز) – يبدأ في تونس يوم الاحد أول مهرجان للضحك بمشاركة عدد من نجوم الكوميديا من تونس وفرنسا وكندا والسنغال لتمويل مشاريع خيرية.
وقالت جمعية اتحاد المدراس المختصة غير الحكومية التي تعنى برعاية التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال بناء مدارس داخل مناطق البلاد ان اسبوعا من الضحك والفكاهة سيبدأ بالمسرح البلدي بالعاصمة للمساهمة في تمويل مشاريعها الخيرية.
وسيفتتح لمين النهدي الذي يصنف على انه نجم الكوميديا الاول في تونس اسبوع الضحك بعرض مسرحيته الشهيرة (في هاك السردوك نريشو) مساء يوم الاحد بالمسرح البلدي بالعاصمة تونس.
ويشارك ايضا في المهرجان نجوم كوميديا من تونس مثل رؤوف بن يغلان ونصر الدين بن مختار ومن فرنسا ميشال بوجناح ومن كندا جاري كرتر ومن السنغال موسى ضيوف.
وقال المنظمون ان اسعار تذاكر العروض الكوميدية ستترواح من دولارين الى 60 دولارا.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 21 جانفي 2007)
معتقلون إسلاميون بالمغرب يطالبون بالزواج داخل السجن
الحسن السرات-الرباط وجه معتقلون إسلاميون بسجن عين البرجة بالدار البيضاء نداء للمطالبة بالحق في الزواج داخل السجن أسوة بزملاء لهم في سجون أخرى. وقال المعتقلون عصام الشويدر وكمال الشطبي ومحمد عطور والغالي عبد الحكيم في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إنهم راسلوا وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء منذ ما يزيد على تسعة أشهر من أجل الترخيص بالزواج داخل السجن دون رد. ولفت رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين بالمغرب عبد الرحيم مهتاد إلى “أن هناك معتقلين آخرين في سجن بوركايز بفاس، وسجن تولال بمكناس، والسجن المركزي بالقنيطرة وافقت إدارة السجون على الترخيص لهم وعقد قرانهم في مدة لا تزيد على شهرين، في حين أن حالة هؤلاء الأربعة تأخر الجواب عنها”. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي بيان من وكيل الملك بالدار البيضاء، أفادت مديرية السجون أن الشروط المنصوص عليها لإتمام الزواج وفق القانون المغربي هي الحصول على إذن من وكيل الملك للسماح بإدخال عدليين إلى المعتقل لتحرير عقد الزواج وتصريح يخول للمعتقل تحصيل شهادة الخطوبة. جمعية النصير أكدت للجزيرة نت أن طالبي الزواج استوفوا الشروط القانونية المطلوبة، كما أوضحت أن من بين هذه الحالات حالتين لتعدد الزوجات، وهي حالة عمر معروف الذي ينتظر الإذن بالزواج من أرملة المجاطي، وهو المغربي الذي قتلته قوات الأمن السعودية منذ عامين في مطاردتها لخلايا إرهابية، والحالة الثانية لأبي حذيفة. كما أضافت الجمعية أن أزيد من عشر طلبات الإذن بالزواج لا تزال تنتظر البت فيها منذ شهور منها حالات لطالبي الزواج لأول مرة وأخرى لتعدد الزوجات، موضحة أن سجون القنيطرة وفاس ومكناس وسلا وعكاشة لا تتأخر في البت في الطلبات، بينما يماطل سجنا الدار البيضاء وطنجة ولا يردان سواء بالرفض أو بالموافقة. حق الخلوة الشرعية من جهة ثانية رخصت مديرية السجون وإعادة إدماج السجناء للمعتقلين الإسلاميين بلقاء زوجاتهم استجابة لطلباتهم التي أسموها “حق الخلوة الشرعية”، الذي يتيح للمعتقلين الالتقاء بزوجاتهم داخل السجن في مكان منفرد. وقالت المديرية السجون إنها “عملت على تمتيع المعتقلين ذوي السيرة الحسنة بما يسمى الخلوة الشرعية مكافأة لهم على استقامتهم واحترامهم للقوانين المعمول بها”. وأكدت أن هذا النوع من الزيارة ليس حقا للمعتقل منصوصا عليه في القانون وإنما هو حافز يدخل في إطار التدابير التشجيعية وأيضا توجه يصب في اتجاه ما اعتمده المشرع كوسيلة لاستمرار التواصل والترابط العائلي. ونظرا للتجربة التي عرفتها المؤسسات السجنية في هذا المجال، ارتأت المديرية الترخيص بالخلوة الشرعية مباشرة وتلقائيا من طرف مدير المؤسسة لكل معتقل تتوفر فيه الصفات الذاتية الحسنة ومنها على الخصوص حسن السلوك واحترام نظام المؤسسة وعدم المساس بأمنها وتوفره على وثائق تثبث العلاقة الزوجية وعدم الانفصال، وخلو الزوجين من الأمراض المعدية عن طريق شواهد طبية، وبيان بحالة الزوجة تثبت الحمل أو عدم الحمل أثناء الزيارة، وبيانات الهوية الشخصية. إضراب مفتوح وعلى صعيد آخر، أعلن حوالي 50 معتقلا إسلاميا بالسجن المركزي بالقنيطرة، في بيان تلقت الجزيرة نت بنسخة منه، عن دخولهم مجددا في إضراب مفتوح عن الطعام كانوا قد قطعوه بضغط من عائلاتهم بمناسبة عيد الأضحى، وذلك احتجاجا على المعاملة السيئة التي تعرضوا لها، على حد قولهم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 21 جانفي 2007)
الاقتتال بالعراق يخيم على افتتاح حوار المذاهب بالدوحة
مي الزعبي- الدوحة افتتحت في الدوحة السبت فعاليات مؤتمر حوار المذاهب الإسلامية الذي تنظمه جامعة قطر بالتعاون مع الجامع الأزهر بمصر والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بإيران. وفي جو خيمت عليه أجواء الاقتتال الطائفي في العراق، بادر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي في كلمته الافتتاحية بالحديث عن ما أسماه المسؤولية الكبرى للشيعة في العراق عن الفتنة الطائفية، داعيا إيران إلى التدخل في العراق وإذا لم تستطع وقف الفتنة فإنها “لن تبقي ولن تذر”. وشدد القرضاوي في المؤتمر الذي يستغرق ثلاثة أيام على ضرورة ترك “المستفزات” لتحقيق التقارب، كما أكد على أهمية اعتماد الأمة على الصدق والمصارحة. التسخيري دعا المؤتمر لتهيئة الأرضية لوحدة الأمة في مواجهة التحديات (الجزيرة) من ناحيته اعتبر الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران آية الله محمد علي التسخيري أن توقيت المؤتمر مهم جدا “لأننا نمر بفترة عصيبة تتسع فيها مؤامرات أعدائنا وتحاول أن تخلق أعداء وهميين في داخلنا”. وقال التسخيري إنه ينتظر أن يقوم المؤتمر بدور مهم جدا في التقريب بين المذاهب وتهيئة الأرضية المناسبة لوحدة الأمة في مواقفها من التحديات العالمية الكبرى. أما الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو فعبر عن أسفه لكون المؤتمر ينعقد في ظل أجواء إسلامية “تدعو للرثاء وتراق فيها الدماء بين أتباع المذاهب الإسلامية”، مطالبا بمبادرة لـ”رأب الصدع الإسلامي ووقف النزيف الذي أسهم فيه احتلال العراق”. من جهته أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة القطري عبد الله العطية في افتتاح المؤتمر أن “تاريخ التفرق بين المذاهب يشهد بحقائق كثيرة تدلل على أن الدعوة للتفرقة سببها سياسي لا علاقة له بالدين والفقه”. وتساءل العطية في كلمته “هل يعقل أن ندعو إلى التسامح مع أصحاب الديانات الأخرى، ولا نطبقه بين أتباع المذاهب الإسلامية ذاتها؟”، وعبر عن أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج عملية. وطالبت عميدة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر ورئيسة اللجنة العلمية المنظمة للمؤتمر عائشة المناعي بضرورة إعمال العقل والحوار والمصارحة الهادئة، دون “تجريح ولا تكفير ولا إساءة”، معتبرة أن “وأد الفتنة وكل ما يؤدي إليها، لن يكون إلا عن طريق الدعوة إلى الوحدة والتقريب”. وألقيت في المؤتمر -الذي يسعى للتوصل لآليات وإجراءات عملية لترجمة فكرة التقارب ومحاربة كل أشكال العنف- كلمتان لوزير الأوقاف المصري محمود زقزوق ومفتي عمان أحمد الخليلي دعيا فيهما للوحدة ونبذ التفرقة الطائفية. ويشارك في المؤتمر 216 شخصية بارزة من علماء ومفكرين ووزراء ورؤساء جامعات وعمداء كليات وأساتذة وباحثين من 44 دولة إسلامية وغير إسلامية، وممثلون عن المذاهب الإسلامية الكبرى. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 21 جانفي 2007)
د. عبد المجيد النجار: أخطر ما تطرحه المذهبية النفي المتبادل والعداء والكراهية
** مناقشات وحوارات ساخنة في الجلسة الأولي حول أهمية الحوار للوحدة الإسلامية ** العداء بين المذاهب يؤدي إلي فرز سياسي كما يقع في بلاد الرافدين من فتنة متابعة – هناء صالح الترك : أهمية الحوار لوحدة الأمة كان عنوان الجلسة الأولي للمؤتمر والتي رأسها الاستاذ الدكتور علي جمعة محمد مفتي جمهورية مصر العربية ومقررها الأستاذ الدكتور محمد عبد اللَّه الشرقاوي أستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة قطر وقد تحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور عصام أحمد البشير الأمين العام لمركز الوسطية بالكويت حول موضوع حوار المذاهب ضرورة، الأستاذ الدكتور عبد المجيد النجار مفكر إسلامي (فرنسا) حول موضوع دور الحوار في مواجهة التحديات الحضارية والأستاذ الدكتور محمد علي آذرشيب أستاذ بجامعة طهران ورئيس مركز الدراسات الثقافية الإيرانية العربية إيران حول التقريب من النخبة إلي الجماهير كما تحدث الشيخ مهني بن عمران التيوجي من علماء الاباضيه بتونس حول موضوع التقريب وعلاقته بحركة حوار الأديان. وأشار د. عصام البشير انه من المناسب ان يخرج المؤتمر بتوصيات عملية تركز علي ثلاثة نقاط تكون كلمة حق ان يتفق العلماء ويدينوا إدانة واضحة ما وجد في بعض الكتب والرسائل إدانة جميع المستفزات إدانة حقيقية موثقة بالأدلة الشرعية في جميع المراحل الدينية، وان تحتفظ كل دولة بمسألة التبشير الذي يعيد كل مذهب للالتزام به، المهم والخطير ان نلتقي جميعاً علي الدعوة الصادقة علي عدم استغلال الدين والتأكيد علي حماية حرمة المؤسسات والاعراض ونبذ العنف والدخول في الحوار لحل قضايا العيش الكريم. علي أمتنا الإسلامية ان تتحول إلي مواجهة ذلك العدو الذي يستهدف ثرواتنا في فلسطين قد وقفوا مع إيران في حقها بالتخصيب النووي ومع لبنان وهي تقارع العدو الصهيوني من حق الأمة اليوم اعادة الأمر إلي نصابه، وأدعو إلي تهيئة مناخ صحي للألغام المعنوية التي تؤثر علي الألغام المادية في واقعنا المعاصر. الفكر الحواري وتحدث الأستاذ الدكتور عبد المجيد النجار الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للافتاء والبحوث. فأشار ان الحوار هو ضرب من التفاعل بين طرفين يقع فيه تداول الرأي بينهما في موضوع من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بحيث يدلي كل منهما برأيه فيه للوصول من خلال ذلك إلي قدر من الفهم فيه يقع التوافق عليه. وإذا كان الحوار يعني في أصله اللغوي مطلق المجاوبة بين طرفين بالكلام، إلا انه أصبح كثيرا ما يقترن معناه بالادلاء بالحجة في تداول الكلام، حتي كأن الحوار أصبح يطلق علي تداول الرأي بالاحتجاج له، وهو صنو المجادلة التي تعني الاحتجاج والاستدلال كما في قوله تعالي مسويا بين المجادلة والحوار: قد سمع اللَّه قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلي الله والله يسمع تحاوركما (المجادلة -1)، وقد وردت الآية في المرأة التي حاورت النبي صلي اللَّه عليه وسلم في شأن زوجها الذي ظاهرها محتجة في طلبها عدم اعتبار ظهارها طلاقا بحجج عدة، فهي تجادل وتحاور بمعني واحد يتقوم بالاحتجاج. والمقصود بالفكر في هذا المقام وكما نريد ان يكون مصطلحا بيّنا تجري عليه هذه الورقة هو المنهجية التي يجري عليها عقل الإنسان في بحثه عن الحقيقة النظرية والعملية ولهذا التحديد أصل في المدلول اللغوي، إذ جاء في معاجم اللغة ان الفكر: هو اعمال الخاطر في الشيء، إشارة إلي انه حركة العقل في موضوعات المعرفة. كما ان ذلك المدلول هو الذي استقرت عليه الثقافة الإسلامية في استعمال هذا المصطلح، وهو ما ضبطه الجرجاني في تعريفاته، إذ يقول: الفكر ترتيب أمور معلومة للتأدي إلي مجهول . ومن البيّن ان هذا الترتيب ليس هو إلا حركة العقل في البحث عن الحقيقة. وما هو شائع اليوم بين أهل النظر من اطلاق الفكر الذي هو منهج العقل في البحث عن الحقيقة علي الافكار التي يقع التوصل إليها في ذلك البحث ليس إلا ناشئا من إطلاق الملزوم علي اللازم كما هو من بعض عادات اللسان العربي، ولكنه اطلاق يحدث ارتباكاً في تحديد معني هذا المصطلح واستعمالاته، وهو ما آن الأوان للرجوع به إلي الأصل الذي استقرت عليه الثقافة الإسلامية مقصودا به منهجية النظر العقلي لا حصيلة ذلك النظر من الأفكار كما سنعتمده في هذا المقام، وكما اعتمدناه في مجمل بحوثنا في هذا الشأن. والفكر الحواري هو صفة منهجية يتربي عليها العقل، فيصبح في حركته الفكرية ممتدا إلي عقول الآخرين، يعرض عليها ما توصل إليه من أفكار شرحا لحقيقتها واحتجاجاً لها، بغية بيانها لتلك العقول، ووضعها أمامها علي محك الامتحان، كما يصبح ممتدا إليها لاستبانة ما توصلت هي إليه من آراء، للنظر فيها، والوقوف علي ما تضمنته من قوة ومن ضعف، استفادة من قوتها واتقاء لضعفها، وذلك في حركة تفاعل مشترك بين العقول ينشر فيه أصحاب المذاهب ما توصلوا إليه من الأفكار والمعتقدات للتداول، عرضا وتفهما ونقدا وتصحيحا واقتباسا، بحيث تمتد تلك العقول بعضها إلي بعض، وينفسح بعضها لبعض. وفي مقابل ذلك فإن الفكرة تنفي عنه صفة الحوارية إذا كان منغلقا علي ما اقتنع به من مذهب، وانكمش عن ان يمتد إلي المذهب الآخر بالعرض لما عنده هو والاختبار النقدي لما عند ذلك الآخر، فإن أصحاب المذاهب بهذا الفكر يصبحون كأنما يعيشون في جزر مغلقة، تفصلها الحواجز، ويجهل بعضها بعضا، وينمو كل منها منعزلا عن الآخر، وتلك كلها أسباب للتدابر الذي قد يتطور إلي ان يصبح تناقضا ينتهي إلي الصراع المذهبي الذي تحصل به الفرقة بين المسلمين، وهو ما يمثل أحد التحديات الكبري، ولكنه تحد ذو نشأة داخلية، من شأنه أن يعوق المذهبية الإسلامية عن مواجهة التحديات الحضارية الخارجية، والفكر الحواري كفيل بقدر كبير بأن يكون أحد أهم العناصر التي تمكن المذهبية من مواجهة هذا التحدي الداخلي، ثم الانطلاق لمجابهة التحديات الخارجية. التحديات الحضارية وتناول التحديات الحضارية التي تواجه المذهبية وقال: إذا كانت المذهبية هي الوعاء الذي ينتظم فيه المسلمون جميعاً سوي الأقل منهم، وإذا كانت مناشط المسلمين انما تتم في الغالب من خلال هذه المذهبية، فإن التحديات الحضارية التي تواجههم إنما تواجه المذهبية التي هم عليها، وإذن فإن مواجهتهم لتلك التحديات سوف يكون للمذهبية فيها دور كبير، فبقدر ما يحسنون من إدارتها بثقافة الحوار التي أشرنا إليها آنفاً يكونون قد وفروا عاملا مهما من عوامل المواجهة لتلك التحديات وبعكس ذلك يكون الفشل في إدارتها سببا من أسباب الضعف في تلك المواجهة. وأبان ان التاريخ الثقافي للمسلمين شاهد علي ان الفرق والمذاهب استطاعت ان تواجه التحديات الحضارية التي جابهت الأمة بكفاءة عالية كما سنشير إليه لاحقا وذلك حينما كانت تدير بينها حواراً علميا حضاريا رفيعا، وانها لما تعطل فيها ذلك الحوار وسقطت في الصراع السلبي، أو في الانغلاق والتعصب ظلت عاجزة عن مواجهة التحديات، فكان ذلك أحد أسباب تدهور الدور الحضاري للأمة الإسلامية، فذلك دليل علي أهمية الدور الحضاري للحوار المذهبي. وإذ يواجه المسلمون اليوم تحديات حضارية كثيرة، فإن الحوار المذهبي تكون له أهمية كبيرة في مواجهة تلك التحديات ولكن بما ان الوضع المذهبي للأمة يعيش حالة تدهور موروث من عهد الانحطاط الحضاري، فإن أول تحد ينبغي ان تقع مواجهته هو هذا التحدي الداخلي المتمثل فيما عليه الوضع المذهبي الإسلامي من غياب لثقافة الحوار بين المذاهب الإسلامية، وهو الأمر الذي أدي إلي مظاهر من الفرقة والصراع بينها لا تخطئها العين في كل ما يجري من أحداث ساخنة في العالم الإسلامي وعلي رأسها ما يجري في أرض الواقع من أحداث مؤلمة يحركها الصراع بين طوائف السنة والشيعة، ولذلك فإن الحديث عن مواجهة التحديات الحضارية يجب ان يتقدمه حديث عن هذا التحدي الداخلي المتمثل في تلك الفرقة المذهبية وسبل علاجها بثقافة الفكر الحواري ويمكن ان نتعرض بعد ذلك إلي اثنين من التحديات الحضارية الكبري التي تواجه المسلمين من منظور مواجهة كل منهما بهذه الثقافة الحوارية المذهبية، هما: تحدي الهيمنة الأجنبية، وتحدي التسارع الحضاري. (المصدر: صحيفة الراية القطرية الصادرة يوم 21 جانفي 2007)
القرضاوي: لست متعصبا ولكني أريد تقريب الحقائق
شفيق شقير-الدوحة “لا بد أن نتصارح وأن نتكاشف” هذا ما جاء في صدر كلمته وهذا هو العنوان الأبرز لكلمة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، الافتتاحية، لمؤتمر “الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية” الذي ينعقد في الدوحة بين 20- 22 يناير/كانون الثاني الجاري. ومما جاء في كلمة القرضاوي المرتجلة أن أهل السنة والجماعة أول من دعا للتقريب بين المذاهب، مذكرا بأن الشيعة “طوال التاريخ عاشوا بين الأكثرية (السنية) آمنين مطمئنين” وأن “أهل السنة لم يضيقوا ذرعا بأهل الشيعة وهم الذين عاشوا في كنفهم يكتبون ويؤلفون وينشرون مذهبهم”. وقال الشيخ يوسف إن التقريب بين المذاهب “ليس المراد منه التقريب بين المذاهب والآراء الفقهية” إنما المراد به “الخلاف العقدي الأصولي ونحن نريد التقريب بين الفرق الإسلامية”. وأضاف أن هذا اللقاء لا يمكن أن يكون لقاء حقيقيا “وأحدنا يترضى عن الصحابة وآخر يلعنه” مضيفا أن اللقاء غير ممكن أيضا إذا استعمل الشيعة التقية “وهو ما يشيعه بعض المتوجسين من أهل السنة”. تجارب شيعية كما انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تجارب شيعية لاختراق “المجتمعات السنية الخالصة” وقال “لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر” وإن ذّلك يؤدي إلى الفتنة. وعلى الصعيد السياسي قال الشيخ يوسف إن ما يحدث في العراق مهما قيل من أن جهات تقتل بين الفريقين السني والشيعي، فإن أكثر الخسائر في أهل السنة “وأنهم (المليشيات الشيعية) يحاولون أن يفرغوا بغداد من أهل السنة”. وحمل القرضاوي الشيعة في العراق المسؤولية الكبرى عما يجري لأن بيدهم الحكومة والجيش والسلطة والمال، وحمل إيران أيضا المسؤولية في ذلك. وقال إنه كان قد دعا المراجع العليا في العراق وفي إيران ولاسيما المرجع الأعلى للثورة الإسلامية في إيران ليقول كلمته، معتبرا أن “إيران تستطيع بما في يدها من مفاتيح أن توقف هذه الفتنة” وإلا فإنها لن تبقي ولن تذر. وذكر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أيضا “أننا لن نرضى أن تضرب أميركا إيران” ولو اختلفنا معها في العراق، وأن لها الحق بمفاعلها النووي السلمي. وردد القرضاوي أكثر من مرة دعوته للوحدة والوقوف صفا واحدا في مواجهة “الفتنة والتقسيم” وأن التقريب فريضة دينية وضرورة يحتمها الواقع، وقال وكأنه يبرر طريقة مقاربته لموضوع التقريب بهذه الطريقة التي لم تعهد منه “أنا لست متعصبا ولكني أريد تقريب الحقائق”. مادة للتجاذب وبدا من خلال الجلسة الأولى للمؤتمر أن كلمة الشيخ القرضاوي الافتتاحية تحولت إلى مادة للتجاذب في الجلسة الصباحية، وكان أبرز المعقبين الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، الذي أيد فكرة القرضاوي في رفض “أن تكون هناك مستفزات من أي طرف لآخر”. ودعا التسخيري لأن تحارب هذه الفكرة من الأساس، مؤكدا أن الشيعة لا يسبون الصحابة. ولكنه بنفس الوقت دعا لأن يبقى باب البحث الأكاديمي التاريخي والعقائدي مفتوحا وأنه لا يمكن غلقه على أن يكون في إطار خاص. كما أيد القرضاوي في رفضه “التبشير المذهبي المنظم” ولكنه قال إن التبشير ليس “من الشيعة فقط بل هو من السنة أيضا” وإن هناك تبشيرا سنيا في إيران لكثير من الشباب، ولا يصير المتحول مجرد سني بل “تكفيري”. واعتبر التسخيري أن اتهام إيران بأنها تؤيد الشيعة ضد السنة، وإثارة مسألة النفوذ الإيراني في العالم الإسلامي هو من تحريك وزير الدفاع الأميركي، وأنها “قضية منحرفة، وصياغة لعدو وهمي والعدو الحقيقي هو إسرائيل وأميركا”. وقال إن الدم السني والشيعي “كلاهما حرمهما الله” وإن قتل السني أو الشيعي جريمة كبرى، وإنه يجب إشاعة هذه الثقافة. “أما إذا بقيت قضية العراق يجب أن نشخط على الوحدة والتقريب ولنستعد لحرب طائفية تستمر عشرات السنين وتبعاتها مئات السنين”. ودعا الجميع للعمل على إيقاف “هذا النزيف”. مكاشفة مطلوبة ويرى المفكر الفلسطيني منير شفيق أن ما دعا إليه القرضاوي من مكاشفة مطلوب من حيث المبدأ في هذا الوقت، وأن المسؤولية على تقع على الطرفين وهو ما تحدث عنه الشيخ، ولكنه أي القرضاوي أكثر من الأمثلة عن الطرف الشيعي دون السني وربما ذلك لضيق الوقت. ويقول شفيق إن المكاشفة يجب أن تكون ضمن ثوابت الأمة، وإنه إذا تمادى طرف “يواجه ضمن ثوابت الأمة وقواعد الوحدة واللقاء لا بتحويله إلى عدو” مؤكدا أن “العدو هي إسرائيل وأميركا”. ويرى كذلك أن المكاشفة بين الخصوم تكون بتراشق التهم أما بين الأصدقاء فتكون بذكر الحقائق وحل المشاكل، ولا ضير من أن نحدد نقاط الخلاف وأن نضعها جانبا، وختم حديثه بذكره لرأي للزعيم البلشفي لينين “كي نتفق جيدا لنختلف جيدا”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 21 جانفي 2007)
القرضاوي ينتقد محاولات «التشييع» الإيرانية ونشر الفتنة في دول عربية سنّية بالكامل
الدوحة – محمد المكي أحمد انتقد امس الداعية الشيخ يوسف القرضاوي، في اليوم الأول لـ «مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية» محاولات «التشييع» الايرانية في دول عربية سنية بالكامل، معتبراً انها تدفع الى «الفتنة» بين السنة والشيعة. وقال، موجها كلامه الى آية الله محمد علي تسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في ايران: «لا يجوز ان يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر». وتساءل: «ماذا ينفعكم ان تدخلوا بلداً سنياً مثل مصر او السودان او المغرب او الجزائر وغيرها من بلاد خالصة للشافعية والمالكية… وان تحاولوا ان تكسبوا افراداً للمذهب الشيعي؟… هل ستكسبون 10 أو 20 أو 100 أو 200 لكن بعد ذلك تنجزون فتنة في البلد، وسيكرهكم الناس ويلعنونكم بعد ذلك». وقال القرضاوي إن «أهل السنة دائماً كانوا المبادرين الى التقريب بين المذاهب، وان الشيعة طوال التاريخ أقلية عاشت في كنف الأغلبية، فالخليج يحكمه أمراء من السنة لكن الشيعة عاشوا بين ظهراني السنة آمنين مطمئنين ولهم أكبر الأعمال التجارية». ودافع تسخيري في المؤتمر الذي يشارك فيه 416 عالماً ومفكراً وسياسياً من 44 دولة، عن ايران والشيعة. ورأى أثناء المناقشات أنه «مهما كان الخلاف بيننا (السنة والشيعة) فإنه يبقى في اطار الاجتهاد الاسلامي»، محرماً قتل أي سني او شيعي، ووصف ذلك بأنه «جريمة كبرى». وحذر من حرب طائفية قد تستمر سنوات اذا لم يعالج الوضع الحالي في العراق. واشاد بانتصار «حزب الله» في لبنان على اسرائيل في الحرب الأخيرة، لافتاً الى دلالات استقالة رئيس الأركان الاسرائيلي دان حالوتس. وقال تسخيري: «ينسى المسلمون اسرائيل ومخاطر الاستعمار، ليعود السني ينظر الى الشيعي، وبالعكس، باعتباره اكبر تحد له، ولتعود حالات التكفير والتبديع تمزق جسد الامة ووحدتها». وحذر من «الخطة الماكرة التي تحول مؤشر البوصلة الاسلامية من عدوه الحقيقي الى عدو وهمي… الجمهورية الاسلامية الايرانية التي سعت لتطبيق الاسلام على كل حياتها وحمت القضية الاسلامية كلها مدافعة عنها دونما نفس طائفي او قومي او استعلائي». واضاف تسخيري ان «عقد الاجتماعات الطائفية واطلاق التهم القديمة التي اكل عليها الدهر وشرب والتنابذ بالالقاب واستغلال النزاعات السياسية في لبنان والعراق والباسها لبوساً طائفيا ودس عملاء لتفجير اماكن عبادة الطرفين وقتل شخصياتهما يمثل رداً تفجيرياً اخطبوطياً متدرجاً على التفجير الاهوج الذي وقع في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)» في اشارة الى الاعتداءات في الولايات المتحدة العام 2001، وتبني تنظيم «القاعدة» المسؤولية عنها. ودعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين احسان أوغلو الى وأد ظاهرة الصراع الطائفي، ورأى أن الأجواء الإسلامية حالياً تدعو الى الرثاء، مشيراً الى تفاقم الوضع الأمني في العراق. وندد متحدثون بالاحتلال الأميركي للعراق، ولفتوا أيضا الى كتب تسيء للشيعة كما توجد كتب تسيء الى السنة، ودار نقاش حول مسألة «التبشير» المتبادل بين الشيعة والسنة. وأثار الأمين العام لمركز الوسطية في الكويت السوداني عصام البشير موضوع توزيع كتب لمراجع شيعية في معرض الكتاب الأخير في السودان، وتساءل عن مغزى ذلك في بلد كل أهله من السنة. ودعا مراجع الشيعة الى خطوة تبعد عملياً الكتب التي تتناول الصحابة سلبا، وضرورة صدور فتاوى منهم في هذا الشأن. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 21 جانفي 2007)
القرضاوي يدعو لوقف التشيع والتسخيري لوقف التكفير
الدوحة – محمد فتحي، محمد صبرة، مصطفى عاشور
شهد اليوم الأول من “مؤتمر الدوحة للتقريب بين المذاهب الإسلامية” مناقشات ساخنة حول قضايا خلافية بين السنة والشيعة بدأت بدعوة العلامة يوسف القرضاوي لوقف محاولات تشيع السنة واتهامه للجانب الشيعي بعدم السعي للقيام بمبادرة للتقريب مع الجانب السني.
من جهته، رفض الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران الشيخ آية الله التسخيري اتهام السنة بالتبشير المذهبي، مطالبا إياهم في المقابل بالتوقف عن وصف السنة للشيعة بالصفويين أو تكفيرهم.
ورفض الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السبت 20-1-2007 عمليات التبشير المذهبي التي يقوم بها بعض الشيعة في المناطق ذات الغالبية السنية، مؤكدا على خطورة هذا الأمر وأنه “يخلق فتنا تضر وتنسف عملية التقريب”.
وأشار القرضاوي إلى أنه “لا يمكن أن يوجد تقارب إذا كان هناك تبشير مذهبي، التبشير سيؤدي إلى انقسام”.
وأكد على أن “ما يجري في العراق لا يمكن السكوت عليه، وهو ليس شيئا هينا، فأكثر الخسائر من أهل السنة، وهناك محاولات لتفريغ بغداد منهم، وهاجم بشدة فرق الموت التي تقتل السنة بعد تعذيبهم وهو أمر تشيب له الولدان”. معتبرا أن ذلك نوع من “الحقد الأسود”.
ودعا الشيخ القرضاوي إلى أن يتبرأ الشيعة من هذا كله، مؤكدا أنه وجه دعوات متكررة للمراجع الشيعية وعلى رأسهم مرشد الجهورية الإسلامية على خامنئي، ودعاه مجددا إلى أن يقول كلمته في هذا الأمر، مؤكدا أن إيران تستطيع وقف هذا الدم في العراق.
وأضاف: “نريد أن نقف على أرض العمل في التقريب بين المذاهب الإسلامية”. معتبرا أن قضية المؤتمر الرئيسية ليست التقريب بين المذاهب الفقهية، ولكن التقريب بين الفرق، مشير إلى أنه “إذا أردنا التقريب لا بد أن نعترف أن هناك تباعدا بين الفرق، والتباعد لا يجوز تركه”.
المبادرات السنية
وأشار رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن “أهل السنة رغم أنهم الأكثرية على مر التاريخ فهم الذين أخذوا زمام المبادرة في التقريب، مثلما فعل الأزهر عندما أصدر فتوى بجواز التعبد على المذهب الجعفري، ولكن مثل هذه الفتوى لم يصدر نظير لها عن أي مرجع شيعي”.
كما شدد القرضاوي على أن سب الصحابة من شأنه أن يدمر كل محاولات التقريب، وتساءل: “كيف يمكن أن أضع يدي في يد من يسب الصحابة؟”.
وأشار إلى أن الذي أدخل إيران إلى الإسلام هم الصحابة الذي يسبهم بعض الشيعة مستنكرا: “ما الذي يفيد من سب الصحابة؟!” فلا يمكن أن يوجد تقارب إذا كان هناك سب للصحابة، رافضا ادعاءات بعض الشيعة أن عمر بن الخطاب كان متسببا في قتل فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
وخلال كلمة تالية للشيخ القرضاوي رفض الشيخ آية الله محمد علي التسخيري الاتهامات للشيعة بالتبشير في صفوف السنة داعيا في المقابل “لوقف عمليات التبشير السني”.
وطالب التسخيري السنة بالتوقف عن وصف الشيعة في إيران بالصفويين أو “القرامطة الجدد” أو “تكفيرهم، وأن يكون القتل على الهوية”، واصفا إيران بأنها “عدو وهمي” للسنة.
وأبدى أيضا د. أمير جابر استغرابه من الادعاءات بوجود تبشير شيعي للسنة، وتساءل قائلا: “لماذا لم تنشر إيران تشيعها بين السنة المقيمين بين ظهرانيها؟”، ملمحا إلى أن هناك مكتبات في القاهرة تنشر كتبا تعتبر الشيعي أخطر من الشيطان، داعيا علماء السنة إلى أن يواجهوا ظاهرة التكفير.
من جهته وافق الدكتور عصام البشير وزير الأوقاف السوداني الأسبق الشيخ القرضاوي بوجود عمليات تبشير بالمذهب الشيعي في مناطق السنة، ضاربا المثل ببعض المحاولات التي قام بها شيعة إيرانيون للتبشير المذهبي في السودان.
وأشار إلى أن حالة العراق وتداعياتها في المنطقة عقبة في سبيل التقارب بين السنة والشيعة.
وفيما يتعلق بمسألة سب الصحابة طالب البشير بإدانة واضحة من المراجع الشيعية تجاه هذه المسألة، عارضا نموذجا للتقارب الحقيقي بين السنة والشيعة، وهي تجربة كويتية، تتمثل في مؤسسة “مبرة آل البيت والأصحاب”.
أما الفقيه السوري وهبة الزحيلي فدعا إلى استئصال سب الصحابة تماما، والتخلي عن طعن أمهات المؤمنين، والقول إن عائشة أم المؤمنين التي برأتها السماء ارتكبت الفاحشة، حيث إن البعض من الشيعة يقول إن: “التبرئة من العقاب لا تعني التبرئة من التهمة، وهذا كلام لا يصح”.
وأوضح من جانبه الدكتور عبد المجيد النجار عضو المجلس الأوروبي للإفتاء أن: “بعض المواقع الإلكترونية لمراجع الشيعة لا تشجع على التقارب”.
وتستضيف الدوحة في الفترة من 20-22 يناير الجاري، أول مؤتمر عالمي للحوار بين المذاهب الإسلامية بمشاركة 216 شخصية بارزة من العلماء والباحثين والوزراء من 44 دولة.
ويعقد المؤتمر تحت شعار “دور التقريب في الوحدة العلمية”، وتنظمه كلية الشريعة بجامعة قطر بالتعاون مع جامعة الأزهر والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 21 جانفي 2007)
السلطات البريطانية تدخلت لإقناع «غوغل» بإخفاء صور القواعد في العراق من الموقع
لندن – الحياة ذكر تقرير صحافي ان موقع «غوغل» للبحث على الانترنت اضطر، بعد تدخل السلطات البريطانية، إلى اخفاء صور القواعد العسكرية البريطانية في العراق من الخرائط الخاصة بالكرة الأرضية للموقع بسبب المخاوف من تعرضها لعمليات إرهابية. وقالت صحيفة «ذي دايلي تلغراف» البريطانية إن «غوغل» اخفى مواقع منشآت عسكرية بريطانية حساسة مثل أماكن الغواصات، التي تقل صواريخ ترايدنت النووية في اسكتلندا وبعض المواقع الأخرى، بما في ذلك قصر شبكة الانصات البريطانية على المكالمات الهاتفية في العالم في جنوب انكلترا. وكان المسؤولون في المحطة الجوية البريطانية الرئيسية في البصرة أعربوا عن دهشتهم بعدما اكتشفوا أن «غوغل» نشر صور هذه المواقع الحساسة البريطانية في جنوب العراق بما فيها محطة الانصات. وكانت هذه الصور واضحة جداً ويبدو أنه تم التقاطها عن طريق الأقمار الاصطناعية بحيث تبرز تفاصل دقيقة عن مواقع هذه القواعد بما في ذلك آثار تحرك الدبابات على الأرض. وأشارت «التلغراف» إلى أن هذه المواقع تعرضت يومياً لهجمات بمدافع الهاون، وأن صاروخاً كان اصاب المقر الرئيسي الذي يقيم فيه الجنرال البريطاني المسؤول عن كل القوات البريطانية في العراق. وكانت الصحيفة أوضحت الأسبوع الماضي أن هذه القوات اعتقلت أحد المتمردين في البصرة وكانت في حوزته خريطة لقاعدة «شط العرب» البريطانية، التي يتمركز فيها حوالي ألف جندي بريطاني، في البصرة. وكانت الخريطة تم الحصول عليها من موقع «غوغل». وتُبرز هذه الصورة تفاصيل دقيقة خاصة بالمباني داخل هذه القواعد البريطانية بما في ذلك بعض الأماكن الحساسة مثل المخيمات التي يقيم فيها الجنود. وكان أحد الجنود البريطانيين لقي مصرعه بعد هجوم قام به متمردون بمدافع الهاون على مثل هذه المواقع البريطانية، واسفر ذلك عن وقوع اصابات عدة بين جنود بريطانيين. من ناحية أخرى، اشارت تقارير صحافية أخرى الى أنه تم بيع هذه الصور لعناصر ميليشيات متطرفة في السوق الرئيسية في البصرة. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 21 جانفي 2007)
استراتيجية الإخفاق في العراق
توفيق المديني
في خطابه الأخيرالذي ألقاه على الشعب الأميركي يوم الاربعاء 10 يناير الجاري ، طرح الرئيس جورج بوش “استراتيجية جديدة” بشأن العراق . و كان بوش جاهر قبل انتصار الديمقراطيين في الانتخابات الأخيرة، و سيطرتهم على الكونغرس، و قبل أيضا توصيات بيكر – هاملتون، وغيرها من توصيات الكونغرس الأميركي، أنه سيعتمد “استراتيجية جديدة للنصر في العراق”. وحسب آراء كبار المحللين في العالم كان خطابه الأخيرإعلانا عن غياب التغيير في الاستراتيجية، ووعدا بالإخفاق.فالاستراتيجية الجديدة تحتوي على تبدل بسيط بالقياس إلى الاستراتيجيات السابقة المعتمدة منذ سقوط نظام صدام حسين في أبريل 2003، والتي أخفقت جميعها.
والتزم بوش برؤاه ونصّه الإنجيلي المتوقع وقال إنه يخطط لتعزيز القوات الأمريكية في العراق بأربعة آلاف من جنود المارينز الى منطقة الأنبار معقل المقاومة السنية و الحركات الجهادية ، وخمسة ألوية مقاتلة (17500 جندي) إلى بغداد- باعتبارها مسرحا للعمليات بين القوات الأميركية و المقاومين السنة ، و مسرح الحرب الأهلية الرئيس بين السنة و الشيعة-، وذلك ضمن خطة جديدة لاستعادة السيطرة على المدينة. وكانت الاستراتيجيات السابقة للقيام بهذا قد أخفقت، حسبما شرح بوش، لقلة عدد الجند. وأضاف بلهجة تقطر شؤماً: “كذلك، كانت هناك محددات وعوائق كثيرة جداً اعترضت قواتنا هناك”.
ما ينساه الرئيس بوش أو يتجاهله بصورة متعمدة، أن واقع الانتقال من 132000 جنديا إلى 153500 جنديا تم اختباره في العراق-إذ بلغ عدد الجنودالأميركيين في وقت واحد 160000 جنديا في شهر كانون الأول 2005، من دون أن يقود ذلك إلى أي تحسين في الوضع الميداني ، بل العكس هو الذي حصل.أما عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق فهو أكثر من ثلاثة الاف. و عدد الجنود الذين أصيبوا في المعارك حوالي 22800 جنديا.و بلغت التكلفة الشهرية للحرب 4,8 مليار دولار. و التكلفة الإجمالية منذ اجتياح العراق في 20 مارس2003، بلغت 350 مليار دولار. و تقدر قيمة الخطة التي أعلنها الرئيس بوش بنحو 8،6 مليار دولار.
في المقارنة بين الخطة السابقة و الخطة الجديدة ، قالت صحيفة”بيويورك تايمز” إن خطة بوش الجديدة للعراق تراهن على أن القادة العراقيين ملتزمون ببناء دولة تعددية، و على أساس هذا الرهان ستنجح أو تفشل استراتيجية بوش الجديدة.و تختلف الخطة الجديدة عن الجهود غير الناجحة ، التي بذلت في الصيف الماضي من أجل إعادة الاستقرار إلى بغداد، فستكون هناك قوات أميركية أكبر حجما، و الأهم أن قوات الأمن العراقية في كل المدينة ستوضع تحت القيادة المباشرة لقائد عراقي جديد مدعوم بقوات أميركية، لكن الخطة الجديدة لتأمين بغداد، التي ستكون نموذجا لباقي أجزاء البلاد، تعتمد على نوايا الحكومة العراقية ، التي لا يزال مسؤولون أميركيون يثيرون تساؤلات حول قدراتها ، و ما إذا كانت موحدة. .
لا ضرورة، ربما، لتكرار أن الاستراتيجية التي أعلنها بوش معزولة في الداخل الأميركي. فهذه” الكذبة” لا تنطلي على الرأي العام الأميركي، إذ إن قيام عراقي قوي ذي سيادة مع يفترض ذلك من إرادة و سعي للاستقلال، إنما يشكل خطرا كبيرا على رغبة الولايات المتحدة الأميركية في بسط هيمنتها و سيطرتها على هذا البلد. و من هذا المنطلق أرفقت كل الخطط بتوجيهات تمحورت حول ضرورة إيجاد”مزاوجة” بين كل الوزارات العراقية و الإدارة الأميركية، حيث تم وضع الوزارات تحت وصاية المستشارين، ما جعل سفارة الولايات المتحدة في بغداد بمنزلة حكومة ثانية “مكررة” حيث يعيش ألاف الموظفين داخل حرم هذه المدينة الواقعة في محيط المنطقة الخضراء للعاصمة و التي يصل حجمها إلى حجم دولة الفاتيكان . وقد أطلق عليها سكان العاصمة بغداد اسم “قصر جورج بوش”. وتتمتع هذه المدينة بكل الخدمات الضرورية، ولها نظامها الخاص، وهي مجهزة بالماء و الكهرباء و بنظام دفاعي مضاد للصواريخ، ما يفضي للقول في النهاية، إلى أن هذه الدلائل لا تؤشر بأي شكل من الأشكال إلى قيام عراق مستقل ذي سيادة.
ويرى المحللون الذين يخالفون هذه الاستراتيجية أن القاعدة العراقية لتطبيقها ضيقة جداً، وأنه من غير الجائز إسناد سياسة، ولو مأزومة، لدولة بحجم الولايات المتحدة إلى سلطة عراقية قد لا تستطيع تلبية حاجاتها. فكيف إذا كان المطلوب من المالكي اجتراح معجزات من نوع: تجريد ميليشيات حليفة ومعادية من السلاح، تأمين بغداد لفترة مديدة، تقاسم الثروة، تعديل الدستور، توسيع المشاركة السياسية، إعادة النظر باجتثاث البعث، بناء مؤسسات أمنية وطنية، التزام إنجازات مرحلية محدّدة، حل مشكلات اقتصادية واجتماعية، أخذ مسافة عن البيئة الطائفية التي أوصلته إلى حيث هو، إلخ… إنها مطالب لا يقدر عليها هذا إذا كان يريد تنفيذها أصلاً.
هناك خريطة معقدة للمليشيات الرئيسة الموجودة على الأرض ، إذ يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام منها ما يعتبر نفسه جيشا عقائديا مثل جيش المهدي، و منها ماغير اسمه إلى مؤسسة مجتمع مدني مثل “منظمة بدر”. ويقابل هذين الفصيلين الشيعيين فيلق عمر و أيضا القاعدة، والتي تعتبر من أخطر الجماعات العاملة في العراق. و هناك المليشيات المخصصة لحماية الوزارات، و هي الأخطر لأنها تعمل و تتحرك بهويات و أسلحة الحكومة من دون رقيب أوحسيب. و في العراق هناك أكثر من ثلاثين وزارة، و هناك أيضا عصابات منظمة، و أخيرا المافيات المسلحة ، وشركات الحماية التي تعمل دون غطاء معروف أو لمن أو مع من.
وفضلا عن ذلك، فإن الناس الذين يحملون السلاح من غير المؤدلجين في الشارع ناجم من عدم قدرة الحكومة العراقية على حماية من يسلم سلاحه للدولة في الوقت الراهن. و هذا مرتبط بالمشروع السياسي الوطني الغائب الأكبر حتى الآن ، و الذي يصاحبه بطالة كبيرة ، وفساد إداري مستشر.فالمليشيات لا تحل بقرار حكومي بل تحتاج إلى قرار سياسي من جميع المشاركين في العملية السياسية، يبدأ باقتناع الأطراف السياسية العراقية بأهمية إلقاء السلاح ، واحترام بناء دولة الحق و القانون، ثم منع التدخلات من دول الجوار بالشأن العراقي. وهكذا، فإن الاستراتيجية الجديدة في العراق ستزيد من حدّة الإطباق على جورج بوش المحاصر سياسيا، في ظل وجود رأي عام أميركي غاضب، وديمقراطيين معارضين يزدادون جرأة، و جمهوريين يتبرّأون.
صحيفة الخليج :رأي ودراسات 2007-01-21
هل يُقسم العراق في ظل «العداء البناء» بين أميركا وإيران؟ (1)
صالح بشير (*) يبدو أن حجة الولايات المتحدة في التلويح بالخطر الإيراني كانت أقوى من حجة قوى «الاعتدال» العربية في اشتراط حل القضية الفلسطينية مدخلا لأي تحالف قد ينشأ في مواجهة نفوذ الجمهورية الإسلامية. إن كان من استنتاج أولي، يمكن استخلاصه من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية الأخيرة إلى المنطقة فهو هذا. فقد كان لجولة كوندوليسا رايس، المشرقية-الخليجية، شقان، تمكنت من الفصل بينهما فصلا تامّا، أولهما فلسطيني-إسرائيلي، تعمدت رئيسة الديبلوماسية في شأنه استباق أي توقّع، قائلة بأنها لم تأت مبادِرةً ولا عاملة على إحلال حل أو إطلاق مفاوضات، وأنها ما جاءت إلا لـ»الاستماع»، وثانيهما هاجسه العراق تذرّعا، والنفوذ الإيراني فعلا، وفي هذا الصدد، «أثمرت» زيارة وزيرة خارجية واشنطن لقاءً جمعها بوزراء خارجية البلدان الخليجية، زائد مصر والأردن، أوحى بأن ذلك التحالف العتيد، يضم قوى «الاعتدال» العربي-السني في مواجهة إيران. وهو إن لم يستوِ ناجزا فهو قد أضحى قاب قوسين أو أدنى، تدعمه تعزيزات عسكرية أميركية، وصلت المنطقة أو هي بصدد الوصول، مزدوجة الوظيفة: ترمي إلى وضع الأطراف العربية تلك أمام الأمر الواقع، بقدر ما يُرجى منها ردع إيران، وربما استخدامها ضدها، إن صحّ ما يذهب إليه البعض من «تصعيد» محتمل، قد تبيّته الولايات المتحدة، هروبا إلى الأمام لمداورة فشلها العراقي. يبقى، بصرف النظر عن مثل تلك التخمينات، أن وجهة النظر الإسرائيلية، وهذه مفادها الضمني أو الصريح الفصل بين تسوية القضية الفلسطينية وقيام تحالف «المعتدلين»، هي التي غلبت فعليا لأنها غلبت أميركيّا. يمكن أن يُقال الكثير من الكلام المُحقّ في انتقاد هذه المقاربة الأميركية وذلك الموقف الإسرائيلي، وقد قيل. لكن المسؤولية الإيرانية هي أيضا مما يتوجب التنويه به. فقد أفلحت الجمهورية الإسلامية، من خلال هجمتها «الإمبراطورية» الأخيرة على صعيد المنطقة، سعيا إلى التسلح النووي وتعبئةً لفئات تدين لها بالولاء المذهبي (والإيديولوجي أحيانا) في أن تستوي في نظر الكيانات المجاورة خطرا مباشرا وآنيا وملحّا، أحلّ الدولة العبرية في المقام الثاني، وكذلك فعل بالقضية الفلسطينية… استطرادا، فجعل من مطلب حل هذه الأخيرة حلا مقبولا، وإن لم يكن عادلا ناجز العدالة، أمرا اختياريا، بالمعنى السياسي وذلك الذي يُفترض أن تمليه الأولويات وميزان القوة، وإن كان ضروريا، بطبيعة الحال وبداهةً، باسم الحق المطلق والمبدئي. تلك معركة يبدو أن الجانب العربي قد خسرها، وأن السياسة الإيرانية وطابعها الهجومي، كانت أحد أفعل أسباب خسارته لها، وإن نفى الراديكاليون العرب ذلك وفنّدوه. ذلك أن إيران تصرفت حيال كل ذلك كدولة تأنس في نفسها دورا أو «وازعا» (بالمعنى الخلدوني) إمبراطوريا، وهذا تمثل الدعوات «التحررية» أو «النضالية» و»الجهادية» بعدا من أبعاده وأداة من أدواته لا كنهه وطبيعته، وهي لذلك لا تسعى إلا إلى الانتصاب قطبا يقاسم الولايات المتحدة النفوذ، وإن على نحو غير متكافئ، على صعيد المنطقة. وهي لذلك جاهدة في الدخول مع الدولة العظمى الوحيدة في علاقةٍ يمكن وصفها بعلاقةِ «عداء بنّاء» في المجال الإقليمي، قوامها الإقرار لها بمنزلة القطب «الشريك-الخصم»، وفق مقاربة تدرج الحلم الإمبراطوري الإيراني في المدى البعيد أو المتطاول، وتبؤوه منزلة الطرف المسؤول في إرساء نصاب استراتيجي إقليمي يتسع للتجاذب بقدر ما يتحكم فيه ويبقي عليه دون سقف معلوم، على ما كانت الحال أيام الحرب الباردة، وإن على نطاق أشمل وغير موضعي. سلكت إيران مسلك مثل هذا «العداء البنّاء» منذ أن وفدت الولايات المتحدة جيوشا وحربا إلى المنطقة، فلم تربك الحربَ الأميركية في أفغانستان المجاورة، إن لم تكن قد دعمتها على نحو فاعل (وغير سافر)، كما أنها «تغاضت» (وفق أكثر التوصيفات اعتدالا) عن احتلال أميركا للعراق بأن سهّلته، دون أن تباركه علنا، وفق سياسة ربما وجدت في سلوك الشيعة العراقيين مثالها الناجز: الإمتناع عن مؤازرة القوات الغازية دون مواجهتها، وتمكينها من الانتصار أو عدم السعي إلى عرقلته، مع جني ثمار ذلك الانتصار، سلطةً قامت على أنقاض تلك التي قوضها الجيش الأميركي. ويبدو أن إيران قد نجحت في إرساء مثل علاقة «العداء البناء» تلك بينها وبين الولايات المتحدة أو هي ذهبت في ذلك الشأن شأوا بعيدا. إذ يبدو أن اللغط الإعلامي، وحدّة التصريحات والتصريحات المضادة وكلام التهديد والوعيد بين الجانبين وما إليه من تلويح باستعمال القوة العسكرية ومن تعهد بالتصدي لها، قد «أخفت» عنّا أو طمست واقعة أساسية: أن علاقة «العداء البنّاء» قد تجسدت فعلا، على نحو ولو كان موضعياً لكنه جوهري ومركزي، في بغداد، في الحكومة العراقية الحالية، ذات الغلبة والمنحى الشيعيين الواضحين (على ما تبدى على نحو جلي لدى إعدام صدام حسين ثم أخيه غير الشقيق برزان). إذ من المعلوم أن حكومة نوري المالكي تدين بالرعاية (وربما بالوجود) للولايات المتحدة، وتدين بالولاء، المذهبي وربما الإيديولوجي، لإيران، وهي بذلك تمثل موضع تقاطع، أو تعايش أو تواطؤ وإن نزاعييْن، بين النفوذين النقيضين أو اللذين يُقدّمان على أنهما نقيضان. ولكن هل الولايات المتحدة بصدد ارتضاء قيام علاقة مثل هذا «العداء البناء» بينها وبين إيران؟ قد يكون، أقله من حيث المبدأ، وكما دلت مجريات الأمور في أفغانستان والعراق، وإن كان مثل ذلك لا يلغي النزاع، بما في ذلك في بعده العسكري في بعض الأطوار. فمثل تلك العلاقة، إن قامت، ستكون محصلة صراع وتجاذب، ولن تكون ناجمة عن مجرد التواطؤ. وهي لا يمكنها أن تقوم، على الأرجح، إلا على حساب العالم العربي، ذلك الذي أخفق في أن يستوي قطبا والذي لا يعد إلا بفوضى «غير خلاقة». (*) كات تونسي مقيم بإيطاليا (المصدر: ملحق “تيارات” بصحيفة الحياة الصادرة يوم 21 جانفي 2007)
مسلمو أوروبا… ضحايا سياسة التمييز وتشدد المتطرفين
فايز سارة (*) يعكس التقرير الذي نشره «المركز الأوروبي» لمراقبة التمييز ومعاداة الأجانب» التابع للاتحاد الأوروبي أخيراً، بعضاً من مأساة المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي. إذ هو يشير الى جوانب مختلفة من سياسة التمييز التي تمارس ضدهم بالاستناد الى هويتهم الدينية، مؤكداً أن التمييز يطالهم في مختلف جوانب الحياة بما في ذلك سياسة الاسكان والتعليم والتوظيف، إضافة الى ممارسات تواجههم في حياتهم اليومية من قبل بعض الأوساط الاجتماعية، والتي تتخذ سلوكاً عنصرياً في التعامل معهم. وتقرير المركز الأوروبي، هو واحد من وثائق وأدبيات كثيرة، بينت في السنوات الأخيرة، ووصفت الترديات المحيطة بحياة المسلمين في البلدان الأوروبية سواء الناتج منها عن السياسات التي تطبقها الحكومات الأوروبية، أو من خلال سلوكيات تقوم بها، وتتابعها أوساط محلية في البلدان الأوروبية في التعامل مع المسلمين والتي تأخذ محتويات اضطهادية، تصل في بعض الأحيان حد الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات. والتحول الأوروبي في العلاقة مع المسلمين في أوروبا، يرتبط مع ما شهده العالم من تطورات اعقبت احداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) الأميركية، ومثيلاتها الاوروبية مثل تفجيرات لندن ومدريد، التي اقترنت بجماعة القاعدة الاسلامية المتطرفة، وما تلاها من اعلان الحرب على الارهاب، كما يتصل التحول الأوروبي في جانب منه بالميل المتزايد نحو اليمين في المجتمعات الأوروبية ذاتها، وهو ميل يعبر عنه صعود جماعات اليمين في المجتمعات الأوروبية وفي الاحزاب السياسية والبرلمانات، اضافة لوصولها الى سدة السلطة في غالبية البلدان، وهو ناتج طبيعي لجملة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، التي تشهدها أوروبا ومنها البطالة. ومعاناة مسلمي أوروبا، ليست ناتجاً للتحول الأوروبي فقط بما يتركه من آثار وتجليات في حياتهم، بل أن نشاط الجماعات الاسلامية المتطرفة في البلدان الأوروبية، يزيد معاناة المسلمين هناك، والأمر في هذا الجانب لا يتصل فقط، بما تقوم به تلك الجماعات من أعمال عنف وارهاب مسلح توقع ضحايا وخسائر، وإنما يتصل أيضاً بالخطاب المتطرف الذي تشيعه في أوساط الجاليات الاسلامية وفي الاعلام، كما في تحويل بعض المساجد والمؤسسات ذات الطابع الديني من مراكز عبادة ونشاطات ثقافية – حضارية الى مراكز تعبئة وتحريض، وفضاء لاصطياد الشباب، ودفعهم الى صفوف جماعات التطرف الاسلامي وتنظيماتها، يضاف الى ما سبق سعي جماعات التطرف الاسلامي الى اشاعة السلوكيات التي تتناقض مع سلوكيات المجتمعات التي يعيشون فيها، مما يصعد حس الاختلاف والعداء مع الآخرين في أوساط مواطني تلك البلدان. وثمار التحول الأوروبي ازاء المسلمين، والنشاط الذي تتابعه جماعات التطرف والمقربين منها في البلدان الأوروبية والأوساط الاسلامية فيها، تنعكس سلباً على حياة وأوضاع مسلمي أوروبا الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة عشر مليوناً، يؤلفون قرابة أربعة في المئة من سكان أوروبا، واكثريتهم من المواطنين الأوروبيين الذي ولدوا، أو ولد أباؤهم وامهاتهم هناك، ويشكلون اليوم الجماعة الثانية بين الجماعات الدينية، وهم الجماعة الأكثر شبابية في القارة. لقد جعلت الترديات المحيطة بالمسلمين في أوروبا حياتهم صعبة لوقوعهم تحت سندان سياسة التمييز من جهة ومطرقة التطرف من جهة أخرى، وصار المطلوب منهم، إما التخلي عن هويتهم الثقافية – الحضارية، والانخراط في الهويات المحلية، أو السير في اتجاه العزلة والانغلاق، وكلا الخيارين من شأنه أن يعزز التطرف والتشدد، وأن يكون من زاويتين مختلفتين. ان خياراً ثالثاً سيفتح الأبواب من أجل معالجة جدية وموضوعية لواقع التردي الذي صار اليه حال المسلمين في أوروبا، وأساس هذا الخيار، يكمن في تطبيق سياسة جديدة تقوم على أسس قديمة وثابتة في الواقع الأوروبي، جوهرها المساواة ونبذ العنصرية والتسامح والمواطنة، والاعتراف بالتنوع والاختلاف الثقافي، واعتباره مصدر غنى، وكلها مقولات، ترسخت في الحياة العامة الأوروبية على مدار عقود من السنوات، ولا يحتاج الأمر سوى اعادة تأكيدها في العلاقة مع المسلمين والغاء كل ما يرسخ سياسة أو ممارسة عنصرية ضدهم، ويتطلب الأمر في جانب منه اشراك مؤسسات المجتمع المدني والاعلام في تثبيت السياسة الجديدة، التي لا بد أن تلاحظ التمييز بين الجاليات الاسلامية والجماعات المتطرفة، وأن تشدد على ضرورة أن لا يترك مسلمو أوروبا ليصيروا ضحايا جماعات ورموز التطرف، أو ضحايا لسياسات التمييز أو للاثنتين معاً. (المصدر: ملحق تيارات بصحيفة الحياة الصادرة يوم 21 جانفي 2007)