فتح باب الترشحات لعضوية الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين القدس العربي :صحافي تونسي يشتكي من تلقيه تهديدات بالقتل القدس العربي: تونس وايطاليا تبحثان قضية الهجرة وسبل تنظيمها الصباح: مصريون «حارقون» جرهم التيار نحو السواحل التونسية رويترز :مخيم “فخم” للمهاجرين غير الشرعيين يثير جدلا في جزيرة ايطالية الصباح :تونس – إيطاليا:مشروع مذكرة تفاهم ثنائية في مجال إدارة القضاء رويترز: تونس تزيد منح المدرسين قبل إضراب مقرر يوم الثلاثاء القدس العربي: نجاح جماهيري كبير لأول فيلم تونسي يثير ظاهرة الزواج العرفي في تونس عبد القادر شوكات: اتحاد الطلبة بين الواقع و المنشود منير أبو جهاد: نخبوية المعارضة وشمولية الفساد الحبيب أبو وليد المكني: بين المقالة الخلدونية و القياس الفاسد الوسط التونسية: تونس:جهات سياسية رسمية تبدي قلقها تجاه تضييع فرص للاصلاح مرسل الكسيبي: الغيرة الوطنية ليست كسرا للعظام وانما تصحيح للمسارات الموقف: التجديد يتحول إلى “الديمقراطي التقدمي الواسع” فهل يُقدم الإضافة المرجوة للساحة السياسية؟ الحياة: «نسمة تي في» تشن حرباً على القنوات المشرقية… وتتحدى «ستار أكاديمي» الشرق الأوسط الصباح: كتاب «ابن خلدون مرآة الجوكوندا»:ابن خلدون بين مديح الغرب وشتائــم العـــرب! الصباح”:اتحاد الكتّاب التونسيين يستضيف الدكتور المنجي الكعبي الموقف :مصدر: مسلحون في الجزائر يخطفون مهندسا مصري لقدس العربي: اغتيال شيخ خطاطي العالمين العربي والإسلامي اثر اقتحام منزله القدس العربي: لجنة دولية تؤكد مقتل 300 استاذ جامعي وهجرة اكثر من 3000 آخرين من العراق موقع سويس إنفو:مصدر : مسلحون في الجزائر يخطفون مهندسا مصريا توفيق المديني :معركة خلافة وولفويتز محمد جابر الأنصاري: إنجازاً للنهضة لا بد من «ائتلاف» المحافظين والمجددين! د. محمد سليم العوّا: ملامح من الوسطية السياسية الياس خوري: تفكك اللغة
عبد الباري عطوان:ا لقاعدة وصلت لبنان
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
فتح باب الترشحات لعضوية الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
” إيمانا منّي بسنّة التداول على المسؤولية فقد سبق لي أن عبّرت قبل انتخابات 2005 عن رغبتي في إحالة مسؤولية الرئاسة إلى الكفاءات الشابة من بين الأعضاء الناشطين في الجمعية لكن إلحاح عدد كبير من أعضاء الجمعية على تجديد ترشحي دعاني لأن أستجيب لذلك على شرط أن لا أترشح مرّة أخرى. و وفاء منّي لتعهدي فإننّي لن أترشح من جديد. و حيث انتهت المدة النيابية الحالية فإنني أطلب من جميع الراغبين في الترشح الإعلان عن ذلك بتحرير طلب يقع إيداعه بمكتب الجمعية في أجل لا يتجاوز 7 جوان 2007 .
و نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها الجمعية نتيجة للمحاصرة المتواصلة من طرف البوليس السياسي لأعمال الجمعية فإن الانتخابات ستتم إن شاء الله يوم 21/06/2007 و إن تعذر ذلك فسيتم الانتخاب عن طريق المراسلة مثلما حصل ذلك في المرة السابقة.
لذا فالرجاء موافاة كتابة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بترشحكم لعضوية الهيئة المديرة للجمعية في أجل لا يتجاوز يوم 7 جوان 2007 وسنوافيكم خلال الثلاثة أيام الموالية لذلك التاريخ بأسماء المترشحين لتمكينكم من اختيار أعضاء الهيئة المديرة وذلك بمنح صوتكم لمن تجدون فيه الإخلاص في خدمة أهداف الجمعية و ندعوكم للحضور بالجلسة العامة الانتخابية التي ستنعقد يوم الخميس 21/06/2007 على الساعة الخامسة مساء بمقر الجمعية على أنه في صورة عدم انعقاد الجلسة العامة الانتخابية في الموعد المحدد فإنكم مطالبون بالاقتراع و ذلك باختيار سبعة من بين المترشحين و إرسال أسمائهم لكتابة الجمعية في أجل لا يتجاوز يوم 25/6/2007 و هو اليوم الذي سيقع فيه فتح الرسائل و فرز الأصوات على الساعة السادسة بعد الزوال بحضور كل من يرغب في ذلك من بين أعضاء الجمعية و نذكركم بمقتضيات الفصل 12 من القانون الداخلي للجمعية.” و في حفظ الله دمتم و السلام رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري
صحافي تونسي يشتكي من تلقيه تهديدات بالقتل
تونس وايطاليا تبحثان قضية الهجرة وسبل تنظيمها
مصريون «حارقون» جرهم التيار نحو السواحل التونسية
مخيم “فخم” للمهاجرين غير الشرعيين يثير جدلا في جزيرة ايطالية
تونس تزيد منح المدرسين قبل إضراب مقرر يوم الثلاثاء (29 ماي 2007)
أخبار جريدة “الصباح”
تونس – إيطاليا: مشروع مذكرة تفاهم ثنائية في مجال إدارة القضاء
نجاح جماهيري كبير لأول فيلم تونسي يثير ظاهرة الزواج العرفي في تونس
اتحاد الطلبة بين الواقع و المنشود
تونس في 21 – 5 – 2007
بسم الله الرحمن الرحيم
نخبوية المعارضة وشمولية الفساد
منير أبو جهاد
تعتبر المعارضة التونسية من أعجب المعارضات في العالم أجمع. إذ تفردت عن جميع تيارات المعارضة في العصور القديمة والعصر الحديث أيضا. فهي أول معارضة تقوم على عدد قليل جدا من الأشخاص أغلبهم يقيمون خارج حدود الوطن وقلة قليلة جدا منهم يقيمون بالداخل متدثرين بأغطية عديدة. بعضها بمنظمة العفو الدولي وبعضها بالحزب الديمقراطي التقدمي والبعض الآخر متدثر بجمعيات وأحزاب لا شرعية قانونية ولا وجود فعلي لها. ليست سوى أسماء سموا أنفسهم بها ليضمنوا لأنفسهم مقعدا مستقلا في تونس الغد كما صورتها لهم مخيلتهم. فيهم من أخذته العزة فعلا وغلبت عليه كرامته أو ربما عقيدته فتعلق بحبل الإصلاح وعمل له عمله فكرس نفسه ووقته وجهده وماله لأجل قضية آمن بها وملكت عليه وجدانه فكان ما يقدمه ناصعا طاهرا لم تدنسه مطامع سياسية ولا أهواء شيطانية ولا مخططات مستقبلية ومؤامرات وصولية. عملوا وأجهدوا أنفسهم وهم يعلمون أن جزاءهم لن يتجاوز أبدا في أحسن الأحوال “باياص” في السجن الجديد ببرج العامري خاصة وأ عددهم مجتمعين لا يكفي لأن يملأ غرفة واحدة بذلك السجن. فضمنوا أن لن يكون نصيبهم “الكدس”.
لا أريد أن أذكر أسماءا كي لا أزايد على أحد ولا أزكي أحدا. الله أعلم بهم وسيجزيهم بنواياهم وبما يفعلون.
وهناك أيضا آخرون إنتسبوا للمعارضة كأشبه ما يكون بانتساب عبد الله إبن أبي بن سلول للإسلام. يتربصون الدوائر فإن كانت لهم نالوا منها وإن كانت عليهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون.. حرصوا على المناصب فتجدهم فجأة وبقدرة قادر على رأس حزب أو جمعية لمجرد موقف وقفوه أو خطاب ألقوه. وفيهم من جعل نفسه لصيقا.. يلصق إسمه على كل صفحة وفي كل عريضة ولديه يقين بأن تونس ستصبح يوما مثل العراق فلم لا يكون معارضة العراق… وعبد الحليم خدام ليس عنهم ببعيد. والسودان في بداية المشوار بعد سقوط الصومال.. أو ربما يظن أنه البديل الأفضل للنظام التونسي حسب المعايير الأمريكية أو حسب ما يقتضيه النظام العالمي الجديد. وفي ظنه أن نظام بن علي متداع متهالك ضعيف في حين أنه من أقوى الأنظمة العربية في الوقت الراهن. فكان أغلب أصحاب هذا المذهب من المعارضة التونسية لا يجرؤ بأي كلمة على النظام الأمريكي البوشوي الجديد.بل تحس في كلامهم شبح لمودة والتملق لأمريكا.. وللأسف هؤلاء لم يتقنوا غير الكلام. لا منهجية لديهم ولا برنامج معارضة حقيقي. ولا حتى شبهة إمتداد شعبي أو إديولوجي سوى ركوب الموجة العلمانية من منظور أمريكي والنباح طوال الوقت على أعداء أمريكا من الجهاديين بمختلف طوائفهم. وحينا تراهم مسلمين لكن إسلام أمريكي أيضا… دعنا ممن يطلقون على أنفسهم اليسار الإسلامي فنصفهم باع للحاكم نفسه والنصف الآخر لازال يخبط خبط عشواء وحده.
هل فكر أحدهم يوما أن يوجه خطابه لهذا الشعب المسكين؟. هل إهتم أحدهم يوما بمنح بعض الإهتمام لعامة الناس؟. حين كانت المعارضة التونسية معارضة فعلا.. كان لكل تيار من تياراتها إهتماما فعليا بالناس وإمتدادا عميقا فيهم. فكانت هناك برامج متعددة يسعون لتطبيقها على قاعدة شعبية عريضة جدا ممن كانوا يهتمون بالشأن السياسي لبلادهم. سواء في ذلك الإسلاميون واليساريون والقوميون, فكانت لديهم قدرة كبيرة على تحريك الشارع عند كل شاردة وواردة. أما اليوم فصارت ذلك من التاريخ وصار رموز تلك المعارضة عاجزين حتى على تحريك أطرافهم من أجل التظاهر في الطريق العام. إنعدمت لديهم كل مقدرة وكل رغبة فاستعاب هذا الشعب الذي يريدون أن يحكموه يوما. وإن حدثتهم عن ذلك نظروا لك باستخفاف وكأنك تتحدث عن أتفه ما يمكن الحديث عنه. وكأنهم منشغلون ببناء صرح رهيب…
هذا للأسف حال المعارضة عندنا وتلك صورتها المقطعة الأطراف كتقطع قلبي وأنا أتأملها.. معارضة لو إجتمع كل أعضاءها اعجزوا عن ملإ زنزانة واحدة من زنازين برج الرومي. ويفكرون في ملإ البرلمان ومجلس الوزراء وقصر الرئاسة والمجلس الإستشاري الخ.. الأمر في بلادنا مأساة كبيرة أكبر بكثير من هته المعارضة البائسة.. فمتى ترى تكبر المعارضة حتى تصبح في مستوى مأساة البلاد التونسية…
بين المقالة الخلدونية و القياس الفاسد
الحبيب أبو وليد المكني
Benalim17@yahoo.fr
على هامش الجدل حول مصالحة لا ندري على أي أساس ستنبني لأنها تطالب جانبا من المعادلة باستسلام لا تقبله حتى الدواب بما وضعه الله فيها من غريزة حب البقاء فنراها تكافح إلى آخر رمق ، مؤمنة بحظوظها في الدفاع عن وجودها ، طالعت مقالا للدكتور خالد شوكات الذي عرفناه رجلا اضطرته الظروف ليهاجر حتى بحمي نفسه من “هيجة” استبدادية عرفتها البلاد التونسية منذ بداية التسعينات من القرن الماضي و لا تزال تعيش على وقعها بدليل هذا الحوار الذي ينشغل به بعض الناس . هيجة لم تفرق بين من يحمل بذور الحداثة و العلمانية و جينات الحرباء التي ستغير لونها مع كل عود تحط عليه ،و بين من رسخت في كيانه “جرثومة” النضال و تعلقت همته بقيم الحرية و العدالة و الشرف و حسن البلاء في جهاد الأعداء و الاستشهاد لقول كلمة حق في حضرة سلطان جائر . وهي قيم على أية حال لم تعد تليق بمن يبحث له عن مقعد مريح في مجالس الصفوة المختارة و يدرك أن المال هو قوام الأعمال و لا يهم من أجله التفريط بل “التسامح ” في المبادئ و لا ضرر من التخلي عن هدف تفكيك منظومة الاستبداد العربي الذي كتبنا فيها أطروحة وقع بثها في مختلف الصحف و المواقع الالكترونية و الاستعاضة عنه بأطروحة تبريره بما صار يستحي من عمله حتى من تبقى على قيد الحياة من رجال دولة بورقيبة و يتصدر للقيام به الدكتور خالد شوكات على أسوء وجه لينتهي في مقاله الأخير ليس لتبيض وجه الاستبداد فحسب بل ليعلن نهاية تاريخ النضال من أجل التغيير على اعتبار أنه في الماضي لم يكن إلا من عمل الغوغاء و المهووسين بطلب الملك و في الحاضر ليس إلا من عمل “شعراء بتبعهم الغاوون” أو رموز هزيمة مكابرة تتوهم القدرة على مناطحة السحاب ، يقتفي أثرها مساكين سيقضون أعمارهم في الجري وراء سراب كاذب …
1 ــ حول مقالة العلامة ابن خلدون .
يستند الدكتور شوكات على فقرة جاءت في مقدمة ابن خلدون وهو في ذلك يتفق مع الدكتور الحامدي على أن هذه الأسطر القليلة من الكتاب الشهير كفيلة بنقض بنيان الحركات السياسية ذات المرجعيات الإسلامية من جذورها .و أستسمح القارئ الكريم في الإتيان بهذه الفقرة كما جاءت في مقالات السيدين الكريمين
:”إن كثيرا من المنتحلين للعبادة وسلوك طرق الدين يذهبون إلى القيام على أهل الجور من الأمراء داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه والأمر بالمعروف رجاء في الثواب عليه من الله، فيكثر أتباعهم والمتلثلثون بهم من الغوغاء والدهماء ويعرضون أنفسهم في ذلك للمهالك. وأكثرهم يهلكون في هذا السبيل مأزورين غير مأجورين، لأن الله سبحانه لم يكتب ذلك عليهم، وإنما أمر به حيث تكون القدرة عليه. قال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه. وأحوال الملوك والدول راسخة قوية لا يزحزحها ويهدم بناءها إلا المطالبة القوية التي من ورائها عصبية القبائل والعشائر كما قدمناه. وهكذا كان حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوتهم إلى الله بالعشائر والعصائب وهم المؤيدون من الله بالكون كله لو شاء. لكنه إنما أجرى الأمور على مستقر العادة والله حكيم عليم. فإذا ذهب أحد من الناس هذا المذهب، وكان فيه محقا، قصر به الإنفراد عن العصبية فطاح في هوة الهلاك. وأما إن كان من المتلبسين بذلك في طلب الرئاسة فأجدر أن تعوقه العوائق وتنقطع به المهالك، لأنه أمر الله لا يتم إلا برضاه وإعانته والإخلاص له والنصيحة للمسلمين. ولا يشك في ذلك مسلم ولا يرتاب فيه ذو بصيرة”. (ابن خلدون، المقدمة، الفصل السادس في أن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم. بيروت: دار القلم، الطبعة الخامسة، 1984. ص (159-160).
و حتى لا يلتبس علينا الأمر و نخلط بين منزلة عبد الرحمان بن خلدون العلامة الشهير الذي أسس علم الإجتماع أو علم العمران كما يسميه و وضع بعض القواعد الحديثة في علم التاريخ وبين عبد الرحمان ابن خلدون السياسي الذي قضى عمره متنقلا بين سلطان و آخر في المغرب الغربي و الأندلس و في بلاد الشام و مصر دون أن يحدث نفسه على حد ما كتب عنه بالقيام بدور نضالي بمعايير زمانه في مواجهة الانحطاط السياسي التي كان يعيشه المسلمون ، رغم أن هذا الانحطاط الذي كان من أبرز مظاهره الاستبداد قد وقع عليه فنال منه الحساد و أصحاب المصالح واضطروه إلى الترحال فوضع نفسه في خدمة هذا الملك و غريمه حتى روي أنه لم يلبث أن وجد نفسه في خدمة تيمورلنك قائد جيش التتار الذي كان يحتل آنذاك بلاد الشام و ما يأتي دونها من أقاليم بلاد المسلمين و كان من جاء قبله بعشرات من السنين و في مثل منزلته العلمية و الفقهية العز بن عبد السلام قد هدد ملوك مصر المماليك بإعادتهم إلى العبودية إذا لم ينهضوا للقيام بواجبهم في التصدي لجنكزخان ملك المغول الشهير …
أما ابن خلدون المؤرخ فلم بكن كما يجمع الدارسون في مستوى مقدمته فجاء كتاب العبر من تاريخ العرب و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، غير متمبز ويظهر ذلك من عنوانه الذي يتحدث عن السلطان الأكبر قي عصر ملوك الطوائف ،و غير متميز عن كنب التاريخ الأخرى من حيث عدم التدقيق في المعلومات و غلبة الكم على الكيف في مختلف فصوله مما بفسر الإهمال الواضح لهذا الكتاب مقارنة بالاهتمام الكبير الذي تتمتع به مقدمته الشهيرة .
ما جرني للإشارة لهذا الجانب الذي ليس من عادة المثقفين العرب الخوض فيه لأسباب معلومة و مقدرة هو تقديم الدكتورين الحامدي و شوكات لتلك الفقرة وكأنها اكتشاف مذهل قادر على إلهام القلوب و تنوير العقول بما لا فبل لها على رده ، أو كأنها آيات من التنزيل الحكبم لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، و هما بذلك يستفيدان من وزن العلامة ابن خلدون في نفوس المثقفين العرب و الأجانب و ما له من قدر كبير في أوساط الإسلاميين منهم لما له من دور في الربط بيت التراث الإسلامي و فكر الحداثة وهو ما لا يمكن أن تقلل من شأنه مثل تلك السطور الذي مرت علينا منذ حين … وحسبي أن أكون بها قد بينت أننا معشر المسلمين ننزع القداسة عن كل ما بقع بين أيدينا من نصوص و نحصرها في آيات الوحي المنزل من رب العالمين …
وفيما يتعلق بتناول تلك الفقرة الخلدونية التي اشتهرت بيننا هذا الشهر( ماي 2007) كما لم تشتهر من قبل فسيأتي بيانه في العنصر الموالي .
2 ــ القياس الفاسد ..
ما يدعوني للاستغراب حقا هو أن بصدر هذا القياس عن مثقفين يحملان درجة الدكتوراء في اختصاصين لهما علاقة مباشرة بالفكر الإسلامي و الحداثة ، و كان من المنتظر منها أن يكتبا بما يتوفر لديهما من وقت في التدليل على أن ما درج عليه كثير من الإسلاميين والأصوليين من قياس الحاضر على الماضي و اعتماد أسس مجتمع القرن الهجري الأول على أنها هي نفسها أسس القرن الخامس عشر واعتبار أن الحلول التي توصل إليها فقهاء القرون الأولى صالحة لمواجهة حاجة القرون الأخيرة ، هو عمل باطل لا يصدر إلا عن جاهل بسنن التاريخ أنفق عمره بين صفحات كتب التراث فامتزج عنده الماضي بالحاضر و اختلط لديه الحابل بالنابل فلم يعد يشعر بالفرق بين عهد طلحة و عصر البعير و عهد مارتن لوثر و عصر الكمبيوتر …و لكنها بعض مواصفات ثقافة المناظرة التي يبدو أنها علقت بذهن الدكتور الحامدي نتيجة كثرة المناظرات التي نظمها بين المنتمين إلى مذاهب مختلفة ثم وجد فيها الدكتور شوكات ضالته وهو على ما يبدو بمر بمرحلة مراجعة لأفكاره السابقة جعلته بميل إلى أن التغيير الديمقراطي في بلاده هدف صعب المنال و النبيه هو الذي يدرك قبل غيره في أي اتجاه ، تهب رياح العولمة و على المنطقة العربية بالذات ، حتى يحتار طريقه ويحدد أسس خطابه …
و إلا فكيف يمكننا أن نفهم السيب الذي يجعل السيدين الكريمين يجمعان بين الحركة الإسلامية في تونس و محتوى هذا النص التقريري و الاعتباري , وأحدهما كان أحد رموزها في الجامعة وكتب في عشك الحرية و أشواقها ما كتب من عبارات ملهمة وخطب في ساحاتها ما خطب في موضوعات التعددية و القبول بالآخر و الصراع الديمقراطي و الدفاع عن المستضعفين و مواجهة المستكبرين , و جاهد ما شاء له أن يجاهد من أجل تأسيس المنظمة النقابية الطلابية ثم تحقيق هدف الاعتراف بها .وهو الذي سجل قلمه ما سجل من دعوة المصالحة بين التجمع الدستوري الحاكم في تونس و حركة النهضة التي كان أحد قادتها ، على قاعدة أن ما يجمع بينهما من مبادئ و أفكار هو أكثر تما يفرق و أن الوسطية هي الصفة الجامعة بين الطرفين و أن التعاون بينهما من أجل إقامة توازن سياسي جديد بدخل البلاد عصر الحداثة السياسية و الديمقراطية هو الذي يستجيب لمتطلبات الواقع التونسي و يتناغم مع طبيعة كلا الفريقين المتنافسين ، ولم يسجل على الشيح راشد الغنوشي ، “زعيم فرقة الفواطم أو القرامطة ” كما يوحي بذلك البعض من مقالة الدكتور شوكات ، أنه يعترض على هذا الموقف الذي عبر عنه أحد رفاقه المخلصين ,
هل صدرت هذه البيانات و المواقف عن زعيم فرقة من الخوارج و الفواطم كثر أتباعه و المتلثلثون به من الغوغاء و الدهماء و عرض نفسه إلى المهالك ليذهب مأزورا لا مأجورا لمخالفته سنن الله في التغيير على حد تعبير العلامة ابن حلدون ، أم كانت تصدر عن جماعة تأسست من أجل خدمة الدين الإسلامي في وقت كانت تنال منه الألسن و السيوف و بعجز رجاله أن يدفعوا عنه لهرم بلغه جلهم أو لضعف هممهم وقلة أنصارهم ، و لم تحدث نفسها بالعمل السياسي إلا بعد أن تبين لها أن قطاعات من الشعب تنشد التغيير و تستعد له و تضحي من أجله على النحو الذي أطهرته أحداث 26 يناير 1978م فلم تجد بدا من المساهمة في هذا النضال بما تستطيع إلى أن دفعتها التطورات إلى صدارة الأحداث فحاولت أن تقوم بواجبها بما توفر لديها من جهد و خبرة سياسية متواضعة فأخطأت و أصابت ، وكان على منافسيها ممن توفرت لهم الخبرة السياسية الكبيرة و ممن يحكمون البلاد و يُستأمنون على حاضرها و مستقبلها أن يراعوا كل ذلك في صراعهم معها فيجعلوا البلاد تستفيد من حماسة شبابها و يعملوا على صقل مواهبهم و ترشيد خطابهم و تنمية ما لديهم من روح وطنية عالية و لكنهم بدلا من ذلك أعمتهم المصالح الضيقة و ثقافة الاستبداد المتجذرة في نفوسهم فأعلنوا الحرب الشاملة في غير موضعها ، حربا دنكوشوطية تستهدف طواحين الهواء و يبشر أصحابها بانتصارات وهمية بمعايير مصلحة الأوطان ، تجد صداها في كتابات الحامدي و شوكات في حق الحركة الإسلامية على أنها هزائم نهائية يجب الاستسلام الكامل لنتائجها …
ألم تكن المعارك التي خاضتها الحركة الإسلامية التونسية منذ أن أعلنت عن نفسها إلى اليوم ، معارك من أجل الاعتراف القانوني بها ثم من أجل الوقوف إلى جانب شباب تونس و عمالها الطامحين للحرية و العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص ؟ بقطع النظر عن الأخطاء التكتيكية و ضبابية الأهداف الاستراتيجية وضعف الخبرة السياسية ..أين نحن إذن من دعوات الخوارج و الفواطم و القرامطة وصاحب الحمار ؟؟ رغم إيماننا بأن هذه الدعوات كان ما يبررها ولكن نحن الآن لسنا في معرض ذلك ..
ألم بعبر الطالب محمد الهاشمي الحامدي عن ذلك الطموح و تلك الأهداف بما لها و ما عليها أم أنه كان يعيد إنتاج فكر الخوارج و اعتداءاتهم على الدول المستقرة و المسلمين الآمنين ؟؟
و لأن الدكتور الهاشمي يضع بيضه كله في سلة النظام الحاكم في تونس و ينطلق من الاعتراف بالهزيمة النهائية للمشروع الذي أهداه أحلى سنين عمره … و لأن شوكات قد بدأ اهتمامه بالشأن العام مناصرا لهذه الحركة وهو اليوم يكتب لما بعدها مستشرفا زوالها وضياع أعمار “المساكين” الذين لا يزالون على ولاءهم لها فقط لأن النظام القائم في تونس كما يجزمان لن يعترف بها ، و أن الأسس التي قامت عليها لم تعد تقنعهما و أن زوالها أنفع لتونس وشعبها من بقاءها؟!… ،أذكّر بأن القيم النبيلة لا تموت مهما لحق بأنصارها من هزائم بل بعض الهزائم أحيانا تكون شرطا لتحقيق الانتصار العريض لأنها تكون سبيلا لمعرفة عوامل النصر بعد أن تبينت أسباب الهزيمة ، بل أن الهزائم النهائية قد يكون آثرها في شحذ الهمم و التعلق بالمبادئ التي جاهد المنهزمون من أجل تحقيقها أكبر من الانتصارات التي قد يذهب بمكاسبها البعض و يتسلط بها على البعض الآخر ..و ليس هذا مدحا للهزائم و هجاء للانتصارات كما يمكن أن يخطر ببال البعض و لكنه تذكير ببعض البديهيات و السنن التي سرعانا ما يتنكر لها المتعجلون و المحبطون بشرط أن يعرف الأتباع كيف يستفيدون منها و أن بكون الهدف جامعا وليس فرديا ، لذلك نرى كيف حولت الشعوب المسيحية نهاية المسيح حسب روايتها وهو في نظر حكام ذلك العصر انتصار لهم على ديانته حدثا ملهما لكل القيم الجامعة يكاد يطغى على تعاليم الديانة نفسها و كيف حولت الشيعة استشهاد الحسين بن علي ورفاقه إلى حدث مؤسس للمذهب لا زال يلهم أنصارها ويحدد هويتهم ، وكيف ألهمت هزيمة أحمد عرابي الشعب المصري الإصرار على النضال من أجل الثورة و الاستقلال وكيف تعيش ثورة على بن غذاهم المهزومة في ذاكرة الشعب التونسي على أنها وقفة شجاعة في وجه المستبد يستلهم منها مبادئ رفض الطغيان و التسلط … إلى غير ذلك من الهزائم التي اندحر فيها الجيش وبقيت الرايات مرفوعة لتتجاوز الحدود و تخترق الآفاق .
وفي الحقيقة لم أكن أريد أن أعقب على مقال للسيد خالد شوكات بمثل ما فعلت و لم أكن أحب أن أذكّر السيد محمد الهاشمي الحامدي بمثل ما ذكّرت ولكن متابعتي للجدل الدائر منذ أزيد من شهر أرغمتني على المشاركة بما شاركت ، وكم يسعدني أن يعود الأول إلى ما عهدناه عليه من فارس في الدفاع عن الديمقراطية و تفكيك منظومة الاستبداد ويعود الثاني منشدا لقصائد الحرية و معبرا عن أشواقها .
تونس: جهات سياسية رسمية تبدي قلقها تجاه تضييع فرص للاصلاح
الغيرة الوطنية ليست كسرا للعظام وانما تصحيح للمسارات
: مولود جديد على شبكة الانترنت
التجديد يتحول إلى “الديمقراطي التقدمي الواسع” فهل يُقدم الإضافة المرجوة للساحة السياسية؟
«نسمة تي في» تشن حرباً على القنوات المشرقية… وتتحدى «ستار أكاديمي» الشرق الأوسط
كتاب «ابن خلدون مرآة الجوكوندا»: ابن خلدون بين مديح الغرب وشتائــم العـــرب!
طه حسين في أطروحته: لم يأنف ابن خلدون من ارتكاب الجريمة لنيل السلطة
اتحاد الكتّاب التونسيين يستضيف الدكتور المنجي الكعبي – الدكتور صلاح الدين بوجاه يقول: الكعبي نموذج فريد ضمن أساتذة الأدب القديم
مصدر: مسلحون في الجزائر يخطفون مهندسا مصري
اغتيال شيخ خطاطي العالمين العربي والإسلامي اثر اقتحام منزله
لجنة دولية تؤكد مقتل 300 استاذ جامعي وهجرة اكثر من 3000 آخرين من العراق
مصدر : مسلحون في الجزائر يخطفون مهندسا مصريا
معركة خلافة وولفويتز
إنجازاً للنهضة لا بد من «ائتلاف» المحافظين والمجددين!
ملامح من الوسطية السياسية
القاعدة وصلت لبنان