عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع… |
TUNISTUNISNEWSNE
10ème année, N°3704 du 14. 07 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
السبيل أونلاين:الصحفي المولدي الزوابي يمثل اليوم أمام المحكمة بعد أن تحول من ضحية الى متهم
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب ”
حــرية و إنـصاف:بريد المظالم
منظمات حقوقية دولية:تونس: اعتماد تعديل قانونى يهدف إلى تجريم الدفاع عن حقوق الإنسان
إذاعة مونتي كارلو :حوار مع سالي سامي من العفو الدولية حول الضغوط الممارسة على ناشطي حقوق الإنسان
الجزيرة.نت:أمنستي: تونس تخنق المستقلين
آكي:تونس: انتقادات منظمة العفو الدولية “متحاملة “
الجزيرة.نت:تونس تتهم أمنستي بالتحيز
لائحة مساندة لحزب تونس الخضراء قادة الأحزاب السياسية وفصائل المجتمع المدني قائمة أولى
البديل عاجل:الرفيق حمّة الهمامي يخضع لعملية جراحية :بيان
الطريق الجديد :قضاة الشرعية: خصم متكرّر من المرتبات
اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل : بيان إعلامي إلى الرأي العام النقابي والوطني
كلمة:تواصل محاولات الإبحار خلسة باتجاه الضفة الشمالية للمتوسط
الصباح:لترتقي إلى مستوى بلدان الاتحاد الأوروبي:المؤسسات التونسية مدعوة إلى مضاعفة عدد إطاراتها مرتين ونصفا
رضا البركاتي:عن حضور حفل العرض الافتتاحي لمسرحية يحي يعيش :يَحْيَ يَـعِيش أمْ نَعِيشُ، نعيشُ ويَحْيَا الوَطـَنْ*؟
ابراهيم بلكيلاني:
دينامية الجماعات و تفسير تماسك الجماعةالأخبار:ماذا بقي من الوجود الفلسطيني في تونس؟ (1/2/3)
محمد كريشان :الفلسطينيون ووقفة نقدية للذات
عبدالسلام المسدّي :العرب وأقفاص الاتهام
عبد الفتاح ماضي:الإخوان والحراك السياسي في مصر
القدس العربي:غموض حول صحة مبارك ومكانه بعد الغاء مفاجئ لجدول اعماله وسط تكهنات برحلة علاجية جديدة
وديع عواودة:قلق إسرائيلي على صحة مبارك
الجزيرة.نت:المسلمون يفضلون البنوك الإسلامية
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
ماي2010
https://www.tunisnews.net/18Juin10a.htm
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 14 جويلية 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
غادر منذ قليل الصحفي الفاهم بوكدوس مستشفى فرحات حشاد بسوسة صحبة زوجته وبعض أصدقائه, أطباء السيد بوكدوس أكدوا بعد إجراء التحاليل اللازمة اليوم أن صحته لازالت تستوجب مزيد العلاج حيث لازالت حرارة جسمه مرتفعة بسبب تواجد جرثومة في جهازه التنفسي , كما طلبوا منه مواصلة تناول الدواء والرجوع يوم 23 أوت المقبل لمزيد التحاليل. وكانت السيارة التي تقل السيد بوكدوس إلى منزل احد الأصدقاء لبعض الراحة مرفوقة بسيارات الأمن التي لازالت ترابط أمام المنزل وتخشى اللجنة الوطنية أن يقع إيقافه وإيداعه السجن على خلفية الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف والقاضي بسجنه أربع سنوات نافذة. لذا فإننا نكرر ندائنا من اجل إيقاف الحكم الصادر ضده على اعتبار الاخلالات العديدة التي رافقت محاكمته والتي ساقتها اللجنة في بيانات سابقة وكذلك أكدها محامو الدفاع إثناء وبعد محاكمته . كما نجدد مطالبتنا الملحّة بغلق ملف محاكمات الحوض ألمنجمي وإصدار عفو يشمل كل المحاكمين. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01 شعبان 1431 الموافق ل 14 جويلية 2010 أخبار الحريات في تونس
1) الصحفي الفاهم بوكدوس يغادر المستشفى تحت مراقبة أمنية لصيقة: غادر الصحفي الفاهم بوكدوس نهار اليوم الأربعاء 14 جويلية 2010 مستشفى فرحات حشاد بسوسة، وقد أكد الطبيب المباشر لحالته أن صحته لازالت تستوجب مزيدا من العلاج بسبب استمرار ارتفاع حرارة الجسم نتيجة إصابة جهازه التنفسي بجرثومة . وقد تعرضت السيارة التي أقلت السيد بوكدوس إلى منزل احد الأصدقاء بسوسة لمتابعة أمنية لصيقة من قبل سيارات الشرطة التي لازالت ترابط أمام المنزل، وأصبح اعتقاله وإيداعه السجن واردا نظرا للحكم الصادر عن محكمة الاستئناف ضده والقاضي بسجنه مدة أربع سنوات نافذة. 2) محاكمة الصحفي المولدي الزوابي بعد تعرضه للاعتداء من قبل أحد منتسبي الحزب الحاكم: مثل الصحفي المولدي الزوابي مراسل موقع ”كلمة” في الشمال الغربي صباح اليوم الأربعاء 14 جويلية 2010 أمام محكمة الناحية بجندوبة بتهمة الاعتداء بالعنف ضد أحد العناصر المنتسبة للحزب الحاكم في الجهة، وقد قررت هيئة المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم الأربعاء 4 أوت المقبل، علما بأن الصحفي المولدي الزوابي هو الضحية الذي تعرض للضرب وهو من قدم شكاية في الغرض لوكالة الجمهورية. 3) محكمة الاستئناف بتونس تنظر في قضية عبد الكريم بن عزيزة وفي قضايا أخرى بتهمة عقد الاجتماعات بدون رخصة: * نظرت الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة صباح اليوم الأربعاء 14 جويلية 2010 في مطلب الاستئناف الذي تقدم به السيد عبد الكريم بن عزيزة طعنا في الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية من أجل تهمة جمع الأموال بدون رخصة حسب الأمر 22 المؤرخ في 8 ماي 1922 والمنقح بتاريخ 14/01/2010 بمقتضى منشور صادر عن الوزارة الأولى يتضمن أن ”الاكتتاب العمومي لا يتم إلا بترخيص من الوزير الأول سواء لفائدة مشاريع أو جمعيات أو خواص”، وقد قرر القاضي التصريح بالحكم إثر الجلسة. * ونظرت نفس الدائرة اليوم في أوراق القضية عدد 27628 التي يحال فيها كل من عبد الرحمان البناني ومحمد الوهيبي وصلاح الدين من أجل عقد اجتماعات بدون رخصة. * كما مثل أمام نفس الدائرة اليوم السيد فارس صنديد وهو بحالة سراح لمواجهة تهمة عقد اجتماعات بدون رخصة وقد قرر القاضي التصريح بالحكم إثر الجلسة. 4) استمرار محاصرة ومتابعة الأستاذ محمد النوري والمهندس عبد الكريم الهاروني والدكتور زياد الدولاتلي: يستمر أعوان البوليس السياسي في فرض منطق الحصار ضد العمل الحقوقي وضد المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس وضد المعارضين السياسيين، حيث واصل حوالي خمسة من أعوان البوليس السياسي طيلة نهار اليوم الثلاثاء 14 جويلية 2010 متابعتهم ومراقبتهم اللصيقة للكاتب العام لمنظمة حرية وإنصاف المهندس عبد الكريم الهاروني من خلال وجود ثلاث سيارات بالقرب من مقر عمله وبالقرب من منزله، ويواصل عدد آخر غير معلوم من الأعوان مراقبة ومتابعة رئيس المنظمة الأستاذ محمد النوري. كما تتواصل المراقبة اللصيقة المفروضة على الدكتور زياد الدولاتلي حيث يتعرض للمتابعة الأمنية عند تنقله، ويخضع منزله للمحاصرة المستمرة عند تواجده داخله. وحرية وإنصاف تنبه إلى خطورة هذا الاستهداف غير المبرر الذي تتعرض له المنظمة في شخصي رئيسها وكاتبها العام وتدعو إلى رفع هذا الإجراء غير الدستوري وغير القانوني كما تطالب بالكف عن استهداف المعارضين السياسيين وإرساء مناخ جدي للحوار والمنافسة السياسية النزيهة. 5) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الصحفي المولدي الزوابي يمثل اليوم أمام المحكمة بعد أن تحول من ضحية الى متهم
السبيل أونلاين – تونس فوجئ الصحفي المولدي الزوابي مراسل “راديو كلمة” بتلقّي استدعاء للمثول أمام محكمة الناحية بجندوبة يوم 14 جويلية بوصفه متهما بـ”الاعتداء بالعنف الشديد المجرد والقذف العلني” ضدّ المعتدي المدعو خليل معروفي. و تعرض الزوابي إلى الاعتداء من قبل أحد ميليشيات الحزب الحاكم ولكن السلطات حولته الى متهم . ودعت “مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس” لأوسع مساندة مع الصحفي الذي سيمثل اليوم 14 جويلية أمام الدائرة الصيفية التي تنظر عادة في القضايا المستعجلة والخطيرة، مما يوحي بمحاكمة سريعة يواجه خلالها المولدي الزوابي خطر السجن ثلاث سنوات نافذة. وتعود أطوار القضية لغرة أفريل المنقضي، يوم تعرّض الصحفي الزوابي للاعتداء من قبل أحد الفتوّات المعروفين بقربهم من البوليس وصاحب مقهى قبالة قصر العدالة بجندوبة (في الشمال الغربي للبلاد)، وهو المدعو خليل المعروفي. وقد جدّ الاعتداء قرب منطقة الأمن المركزية بولاية جندوبة؛ حيث غادر المعتدي سيّارة بزجاج معتم (في تونس، وحدهم أعوان الأمن وأعضاء الحكومة يملكون الحق في الجولان على متن سيارات بزجاج معتم)، وتوجّه إلى الصحافي سائلا إياه إن كان يدعى المولدي الزوابي. وبمجرّد أن أجاب هذا الأخير بالإيجاب ارتمى عليه الأوّل وأشبعه ركلا بحذائه، كاسرا له نظاراته، متوجّها له بالتهديد والوعيد وأقذع الشتائم، واصما إياه بـ”الخائن للوطن” الذي “يشوّه صورة البلاد” والذي “سيدفع غاليا ثمن خيانته”. وبينما كان الزوابي ملقى أرضا، عمد المعتدي إلى انتزاع أوراق هويته وبطاقة ائتمانه البنكية ورخصة سياقته وبطاقة صحافة مسلمة من الاتحاد الدولي للصحفيين إضافة إلى جهاز تسجيل صوتي ووثائق أخرى شخصية. وقدّم المولدي الزوابي شكاية في نفس اليوم إلى النيابة العمومية بجندوبة بعد أن وقع فحصه من قبل طبيب سلمه شهادة طبية تثبت الجراح التي تسبب فيها الاعتداء. وكان مرفوقا من طرف محامي فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بجندوبة الذين عاينوا حالته. وعلم الزوابي اليوم أن شكايته حفظت “لعدم كفاية الحجة” وأن المعتدي يلاحقه قضائيا من أجل نفس الأفعال التي كان هو ضحيتها. وعُرف الزوابي بالتحقيقات الاجتماعية التي يجريها في المنطقة الظل للشمال الغربي والتي تعرّي حقيقة الدعاية الكاذبة للنظام حول الإنجازات الاقتصادية والقضاء على الفقر. وتعرّض لهذا السبب إلى قمع متواصل منذ أكثر من سنة. فمسكنه يقبع تحت المراقبة المستمرة لأعوان أمن بالزي المدني يضايقون عائلته. ووصلة الانترنت الخاصة به تم قطعها بدون إبداء أسباب منذ بداية شهر فيفري 2010 رغم رفعه الأمر للقضاء. والفضاءات العمومية للانترنت القريبة من مسكنه في بوسالم والتي كان يرتادها أغلقت جميعها، الأمر الذي يضطرّه إلى اللجوء إلى فضاءات انترنت بمركز الولاية لإنجاز عمله. وقد تمّ إيقافه يوم 28 جانفي 2010 بمركز أمن مونبليزير بتونس العاصمة واعتقاله لأكثر من 8 ساعات، في الوقت الذي كان يستعدّ فيه لإنجاز حوار مع محمد بوعبدلّي مدير الجامعة الحرة بتونس. وقالت “مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس” أن هذه الملاحقة القضائية ضد صحافي تأتي في سياق المصادقة على قانون جديد سمي “بقانون الخونة” يجرّم كل شكل من أشكال النقد لسياسة الحكومة. والمولدي الزوابي بدوره متهم “بالخيانة” و”بتشويه صورة البلاد”. وأدانت المجموعة هذا التضييق القضائي وحرمان الزوابي من حقه في التقاضي، مثلما الحال مع عديد النشطاء الحقوقيين مشيرة الى أنه يتزامن مع ادعاءات “لإصلاح القضاء” على نفقة الاتحاد الأوروبي. (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 14 جويلية 2010 )
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 14 جويلية 2010 كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “
* مثل اليوم الأربعاء 14 جويلية 2010 أمام الدائرة الجنائية 4 بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي في القضية عدد 20731 التي يحال فيها محمد بن علي بحالة سراح من أجل تهمة الانضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه ، و بعد المناداة على القضية ، ترافع عنه محاميه الأستاذ شاكر علوان الذي طلب الحكم بعدم سماع الدعوى لعدم توفر أركانها القانونية ، اثر ذلك صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة . و تجدر الإشارة إلى أن الشاب محمد بن علي كان يعيش بايطاليا و هو متهم بالانتماء الى خلية ميلانو التي حوكم أفرادها سابقا بكل من تونس و ايطاليا . * * كما مثل اليوم الأربعاء 14 جويلية 2010 أمام الدائرة الجنائية 4 بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي في القضية عدد 20771 التي يحال فيها كل من : ياسين بن كمال بن محمد الهذيلي التوزاني ( من مواليد 16/03/1985 ) و أحمد بن عبد الحميد بن أحمد الشطبوري ( من مواليد 24/2/1980 ) و عمر بن خالد بن محمد طريطر ( من مواليد 01/02/1990 ) جميعهم بحالة سراح من أجل تهمة الدعوة الى ارتكاب جرائم ارهابية و الى الانضمام إلى تنظيم و وفاق له علاقة بالجرائم الإرهابية. و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 22/09/2010 استجابة لطلب محاميهم الاستاذ سمير بن عمر . و تجدر الإشارة إلى أن الشبان المحالين يقطنون بجهة سوسة و قد وقع ايقافهم في شهر فيفري 2010 بسبب دخولهم الى بعض المواقع الاسلامية و إحداث صفحة دينية على موقع الفايس بوك لنشر تعاليم الدين الاسلامي .
عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية الكاتب العام الاستاذ سمير بن عمر
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01 شعبان 1431 الموافق ل 14 جويلية 2010 بريد المظالم
بسم الله الرحمان الرحيم إني الممضي أسفله الطالب محمد اسماعيل الشويقي المرسم بكلية العلوم بالمنستير بالسنة الثانية فيزياء كيمياء للسنة الجامعية 2008/2009 الحالية تعرضت إلى المظلمة التالية: وقع طردي من جامعة المنستير بتاريخ 15 ماي بدون استدعائي لمجلس تأديب فقط أرسلوا رسالة عادية لمقر سكناي بتاريخ 29 ماي تفيدني بطردي من جامعة المنستير والتهمة تعطيل سير الدروس بالكلية وقد يكون القصد من ذلك مشاركتي في فعاليات طلابية تضامنية مع غزة أواخر جانفي. و إني أناشدكم التضامن معي لإلغاء قرار طردي أو التخفيف فيه. هذا وكنت أتمنى التمكن من التمتع بحقي بالإحالة على مجلس تأديب على الأقل لا أن يتم الطرد اعتباطيا بهذه الطريقة. أشكر لكم تفهمكم .
منظمة حرية وإنصاف
تونس: اعتماد تعديل قانونى يهدف إلى تجريم الدفاع عن حقوق الإنسان
منظمات حقوقية دولية مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو برنامج مشترك بين الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، والشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان، ومراسلون بلا حدود، ومنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش تدين اعتماد البرلمان بتاريخ 15 حزيران/يونيو 2010 لمشروع قانون يهدف إلى التجريم المباشر لأنشطة التوعية التي يقودها المدافعون عن حقوق الإنسان في تونس. يهدف هذا القانون إلى استكمال أحكام المادة 61 مكرر من القانون الجنائي التونسي من خلال إضافة تجريم “الأشخاص الذي يتعمّدون، بشكل مباشر أو غير مباشر، الاتصال بوكلاء لدولة أجنبية أو مؤسسة أو منظمة أجنبية للتحريض على الإضرار بالمصالح الحيوية لتونس وبأمنها الاقتصادي”. يمكن معاقبة المخالفين بالسجن لمدة تتراوح بين خمس وعشرين سنة (المادة 62 من القانون الجنائي المتعلقة بالأمن الداخلي). وقد يؤدي اعتماد هذا التعديل إلى السماح بملاحقة ومحاكمة وسجن المدافعين عن حقوق الإنسان المدعومين من قبل المنظمات الأجنبية والمتعددة الأطراف. ورداً على مداخلات أعضاء البرلمان، أوضح السيد الأزهر بوعوني، وزير العدل وحقوق الإنسان، أن “الإضرار بالمصالح الحيوية” يشمل “تحريض الجهات الخارجية على عدم إسناد قروض للدولة التونسية أو التحريض على عدم الاستثمار في البلاد أو كذلك التحريض على مقاطعة السياحة وعرقلة سعي تونس إلى الحصول على مرتبة الشريك المتقدم لدى الاتحاد الأوروبي” . ويأتي التصويت على هذا التعديل بعد مرور شهر على اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس في 11 أيار/مايو 2010، في الوفت الذي باشرت فيه تونس المفاوضات بغية الحصول على مرتبة الشريك المتقدم لدى الاتحاد الاوربى. تأسف السيدة سهير بلحسن، رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان على هذا القرار وتصف القرار بالقامع للحريات ويشكل انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير، مضيفة” ويبدو بلا شك وكأنما يُقصد به تجريم أنشطة توعية المنظمات الأجنبية حول حالة حقوق الإنسان في تونس”. وبحسب تعبير السيد إيريك سوتاس، الأمين العام للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، “إنها ضربة جديدة للمجتمع المدني التونسي، تهدف إلى منع وصول أصوات المعارضة إلى الساحة الدولية”. أمّا الأمين العام لمراسلون بلا حدود، السيد جان فرانسوا جوليار، فقال: “تستكمل الحكومة التونسية مع هذا الإجراء الأخير ترسانتها القمعية ضد الأفراد الذين يتجرأون على التشكيك، في الخارج، بالسياسة التي ينتهجها النظام. إنه بمثابة تشريع أبواب أمام مختلف أعمال القمع والتعسف. فطالما أن السلطات التونسية تسعى إلى إسكات سائر الأصوات المعارضة، ستظلّ تلجأ بشكل منهجي إلى الملاحقة والترهيب والرقابة، وطالما أن القانون الجنائي سيمكنها من معاقبة أي رأي مخالف، لن يتمكن الاتحاد الأوروبي من منح تونس مرتبة الشريك المتقدم”. وقد ذكّر السيد كامل الجندوبي، رئيس الشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان، أن “المدافعين عن حقوق الإنسان يشكّلون الهدف المباشر للقانون الجديد. فحتى قبل اعتماده، تناولت المقالات المنشورة في كلّ من صحيفة الحدث وكل الناس والصريح والصباح وLa Presse والشروق بعض المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس مشيرة إليهم بـ”الخونة” و”العملاء” و”المرتزقة” “الواجب محاكمتهم ” بسبب اتصالهم بالاتحاد الأوروبي. غير أن القانون يهدف إلى خنق أي تعبير نقدي للتونسيين الذين هم على صلة بالخارج”. لقد تفاقمت هذه الهجمات خلال الأسابيع الأخيرة، مع التركيز بشكل صريح على مسؤولية هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان المزعومة حيال فشل “المفاوضات بشأن الحصول على مرتبة الشريك المتقدم لدى الاتحاد الأوروبي” . بالإضافة إلى ذلك، فقد تعرّض السيد خميس الشماري في 15 حزيران/يونيو 2010، أثناء تواجده في مطار تونس إثر عودته من باريس، لتفتيش جمركي مسيء وغير مبرر لأكثر من 65 دقيقة، انتهى بمصادرة أحد كتبه. واضافت السيدة حسيبة حاج صحراوي من منظمة العفو الدولية، “بعد محاولة قمع كافة الأصوات المستقلة في تونس، تسعى السلطات من خلال هذا الإجراء إلى توسيع نطاق نفوذها في الخارج للسيطرة على المدافعين عن حقوق الإنسان ومنع إدانة التجاوزات التي ترتكب يومياً في تونس”. يخشى كل من مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان والشبكة الأوروبية-المتوسطية لحقوق الإنسان ومراسلون بلا حدود ومنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش من أن يؤدي هذا التشريع إلى تجدّد أعمال المضايقة التي تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس وأن يسمح، بشكل خاص، بإجراء المحاكمات التعسفية ضد هؤلاء الأشخاص وجميع أولئك الذين يتوجهون إلى المجتمع الدولي لحثه على اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في تونس. لذا، تدعو منظماتنا السلطات التونسية إلى إلغاء هذا القانون على الفور، نظراً إلى أن مثل هذه الأحكام تتعارض بشكل واضح مع روح ونص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه تونس في 23 آذار/مارس 1976، والامتثال لأحكام إعلان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 كانون الأول/ديسمبر 1998 ومختلف الصكوك الإقليمية والدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والتي صادقت عليها تونس. كما تدعو منظماتنا مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى تقييم أي فرصة لتحسين العلاقات مع تونس على ضوء التقدم الملموس والقابل للقياس المحرز على مستوى احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان؛ وإلى التنفيذ الفوري لمبادئ الاتحاد الأوروبي التوجيهية بشأن حقوق الإنسان. لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
• الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان: كارين آبي / فابيان ميتر: 18 25 55 43 1 33 +begin_of_the_skype_highlighting 18 25 55 43 1 33 + end_of_the_skype_highlighting (الفرنسية والإنكليزية) • المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب: دلفين روكولو: 39 49 809 22 41+ begin_of_the_skype_highlighting 39 49 809 22 41+ end_of_the_skype_highlighting (الفرنسية والإنكليزية) • الشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان: شيماء أبو الخير: 16 17 64 32 45+begin_of_the_skype_highlighting 16 17 64 32 45+ end_of_the_skype_highlighting (العربية، الفرنسية والإنكليزية) • مراسلون بلا حدود: سوازيج دوليت: 78 84 83 44 1 33+ begin_of_the_skype_highlighting 78 84 83 44 1 33+ end_of_the_skype_highlighting (العربية، الفرنسية والإنكليزية) •منظمة العفو الدولية: حسيبة حاج صحراوي: 5643 7413 20 44+ begin_of_the_skype_highlighting 5643 7413 20 44+ end_of_the_skype_highlighting (العربية، الفرنسية والإنكليزية) •هيومن رايتس ووتش: رشا ممنع: 484 323 71 961+ begin_of_the_skype_highlighting 484 323 71 961+ end_of_the_skype_highlighting (العربية والإنكليزية)
حوار مع سالي سامي من العفو الدولية حول الضغوط الممارسة على ناشطي حقوق الإنسان
أصدرت منظمة العفو الدولية الثلاثاء تقريرا نددت فيه بوضع حقوق الإنسان في تونس. وطالبت بوقف مضايقة وملاحقة الناشطين في مجال حقوق الإنسان. حوار مع سالي سامي، منسقة الحملات الإقليمية لبرنامج الشرق الأوسط وإفريقيا في منظمة العفو الدولية. مونت كارلو الدولية: سيدة سالي سامي، منسقة الحملات الإقليمية لبرنامج الشرق الأوسط وإفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن منظمة العفو الدولية تنشر تقريراً جديداً حول الوسائل التي تلجأ إليها السلطات التونسية لمنع حرية التعبير، كما تقولون. ما هي هذه الوسائل وعلى ما يعتمد هذا التقرير ؟ هذا التقرير مخصص بالانتهاكات والمضايقات التي تقوم بها السلطات التونسية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان المستقلين وأصوات المعارضة داخل تونس. وبهذا تشمل ليس فقط حرية التعبير والرأي، ولكن أيضاً حرية التجمع والتكتل السلمي. التقرير هو عبارة عن موجز لآخر التطورات في تونس، تظهر فيه كيف تقوم السلطات التونسية بانتهاك العديد من الحريات التي يحميها القانون الدولي للمدافعين عن حقوق الإنسان. وهي حقوق متفق عليها دولياً، ونعتمد في بحثنا على معلومات من داخل تونس وخارجها، والاتصال مع العديد من الضحايا في تونس، والاتصال بالسلطات التونسية. مونت كارلو الدولية : ما هي الطرق التي تتبعونها في تقصي الحقائق بخصوص منع الحريات والتعبير ؟ تقوم السلطات التونسية بالعديد من الإجراءات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والأصوات المعارضة داخل تونس. من أهم الأشياء التي تطرقنا إليها في التقرير، هي الاختراقات داخل المنظمات المستقلة، كما حدث مثلاً مع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والاتحاد العام لطلبة تونس والنقابة الوطنية للصحفيين في تونس. إذ تقف السلطات في طريق بعض النشطاء لتسجيل منظماتهم بشكل رسمي وقانوني. فتقطع الطريق على التسجيل برفض إعطائهم وصل استلام طلب بالتسجيل. وهذا يضع المنظمات في حالة عدم يقين بوجودهم القانوني داخل البلاد، ومنعهم من عقد العديد من الاجتماعات العامة وممارسة الأنشطة داخل البلاد. كما تقوم السلطات التونسية بالتخويف والمضايقات للنشطاء عن طريق المراقبة الدائمة لهم، وفي بعض الأحيان بالاعتداءات البدنية والجسدية عليهم، ومنعهم من السفر، أو ملاحقتهم القضائية وإلحاق تهم ملفقة بهم والقيام بحملات تشويه وتشهير إعلامية بحقهم. مونت كارلو الدولية: قبل أيام انتقد المتحدث باسم الخارجية الأميركية السلطات التونسية حول منع حرية التعبير، واستند إلى حكمٍ صدر ضد صحفي تونسي يدعى فاهم بوقدوس. وقد انتقدت الخارجية التونسية الخارجية الأميركية، معتبرة أنها تلجأ إلى معلومات غير صحيحة. فكيف يمكنكم أن تتأكدوا من المعلومات التي تستقونها عن هذا البلد أو ذاك ؟ وكيف يمكن أن تردوا على توضيحات السلطات في هذه البلدان بأن معلوماتكم في بعض الأحيان خاطئة أو مغرضة ؟ تعقيباً على خطاب الإدارة الأميركية بخصوص الصحفي بوقدوس، فهي بادرة مشجعة، ونريد أن نشجع فرقاء تونس الدوليين في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بالأخص لاستمرار الضغط الأقصى على السلطات التونسية لاحترام التزاماتها بخصوص حقوق الإنسان، والكف عن مضايقات الصحفيين والمدافعين وكل الأصوات المعارضة داخل تونس. فاهم بوقدوس هو صحفي، ونحن متأكدون من ذلك، ونقوم بالبحث عن طريق بعثات تقصي الحقائق، ومن خلال وثائق نجمعها وبالحوار مع العديد من الأشخاص والأفراد. وهذا يشمل أيضاً أعضاء في السلطات التونسية. مونت كارلو الدولية: في العديد من الدول الغربية، نجد أن السلطات التي تنادي بحماية حقوق الإنسان، تتعامل ودياً مع بعض الأنظمة التي تتهمها منظمتكم ومنظمات حقوقية أخرى، بأنها لا تحترم حقوق الإنسان. كيف يمكنكم أن تشرحوا هذا الصمت من قبل السلطات في البلدان الغربية على ما يجري في تلك الدول ؟ هذا الصمت مؤسف للغاية. على سبيل المثال، عندما زار ساركوزي تونس عام 2007، وأشاد بتوسع الحريات داخل تونس، كان ذلك بمثابة صفعة في وجه المدافعين عن حقوق الإنسان الذين انتهكت حريتهم وتم التعرض لهم بشكل يومي داخل تونس. الصمت غير مبرر، ونحن نحث الدول بالضغط والإعلان عن الانتهاكات التي ترتكب بحق الناشطين في حقوق الإنسان في العديد من البلدان. والجدير بالذكر هو تعديل المادة 61 من قانون العقوبات داخل تونس الذي يجرّم انتقاد تونس في الخارج. وهذا يعني أن المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يزورون الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، ويثيرون قضايا حقوق الإنسان في تونس هم في خطر لمحاكمتهم وسجنهم. هذه الخطوة من قبل السلطات التونسية تهدف لتكتيم الأصوات ليس فقط داخل تونس، بل أيضاً في الخارج. (المصدر: موقع إذاعة مونتي كارلو بتاريخ 14 جويلية 2010 )
أمنستي: تونس تخنق المستقلين
قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن السلطات التونسية لا تزال تضيق الخناق على نشطاء حقوق الإنسان وتعرقل أنشطة منظمات المجتمع المدني المستقلة. وقالت العفو الدولية (أمنستي) في تقرير عنوانه “خنق الأصوات المستقلة في تونس” إن كثيرا من منظمات المجتمع المدني المستقلة وجدت نفسها مسيطرا عليها من قبل الموالين للحكومة بهدف لجم انتقاداتها. وأضاف التقرير أن نشطاء حقوقيين وغيرهم يتعرضون للمراقبة من قبل أجهزة الأمن، وأن المحامين الذين يدافعون عن القضايا الحقوقية قد يمنعون من ممارسة عملهم، وأن منظمات المجتمع المدني كثيرا ما يرفض تأجير قاعات لعقد اجتماعاتهم. وقالت حسيبة حاج صحراوي من العفو الدولية في بيان إن “نشطاء حقوق الإنسان ومن يبدون معارضة للحكومة يتهمون بأنهم غير وطنيين وبالتخلي عن شرف الانتماء إلى تونس قبل مضايقتهم وتخويفهم”. في المقابل يقول مسؤولون تونسيون إن بعض خصوم نظام الرئيس زين العابدين بن على ينخرطون في حملة مغرضة مع جهات أجنبية لتشويه سمعة تونس والإضرار بمصالحها الاقتصادية. وترد تونس باستمرار على مثل هذه الانتقادات بأنها ملتزمة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، كما تنفي أنها تخمد المعارضة، وتعتبر أنها في بعض الحالات تضطر إلى مجابهة من يخرقون القانون ويهددون سمعة البلاد. وتسعى تونس ذات العشرة ملايين ساكن للحصول على مرتبة “شريك متقدم” مع الاتحاد الأوروبي للتمتع بمعاملة تجارية تفضيلية، لكن دبلوماسيين يقولون إن المخاوف من سجلها الحقوقي قد تعوق مساعيها. المصدر:رويترز
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 جويلة 2010)
تونس: انتقادات منظمة العفو الدولية “متحاملة “
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء تونس: رفضت الحكومة التونسية الثلاثاء انتقادات وجهتها إليها منظمة العفو الدولية بـ”اختراق” منظمات حقوق الإنسان وجماعات المعارضة التونسية و”إثارة النزاعات” داخلها. وقال مصدر رسمي في بيان إن اتهامات منظمة العفو الدولية “متحاملة”، وانه حان الوقت لكي “تحاول عوضا عن ذلك ملامسة الواقع الموضوعي في تونس بعيدا عن تأثير الجهات المتحيّزة التي يبدو أنها تستند إليها في تقاريرها”، حسب نص البيان. وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت إن السلطات التونسية قامت بـ”تفتيت منظمات حقوق الإنسان”، بالإضافة إلى عدد كبير من المنظمات المستقلة التي تعرضت لعمليات “انقلابية” نظمها مؤيدو الحكومة لكن المصدر الرسمي نفى هذه الاتهامات، ونوه إلى أن التقرير الذي أصدرته العفو الدولية حول المجتمع المدني في البلاد تحت عنوان “تكميم الأصوات المستقلة في تونس”، يتصف “مع الأسف بغياب الموضوعية، ويتضمن معطيات خاطئة، وأخرى تجاوزتها الأحداث، وهي معطيات تتناقض والواقع في تونس وخاصة فيما يتعلق بتطور المجتمع الأهلي”، الذي يعد عشرة آلاف جمعية أهلية “تنتخب هيئاتها المديرة وتعقد اجتماعاتها، وتعبر عن آرائها بكل حرية واستقلالية وفي نطاق القانون” التونسي. من جهة ثانية اعتبر المصدر التونسي “أن السلطة لا تتدخل في الخلافات الداخلية التي قد تطرأ داخل هذه الجمعيات”، و”تحل و تعالج وفق القانون” في البلاد، منوها إلى أن وجود هذه الخلافات في حدّ ذاته “أمر طبيعي يعكس حركية وتعددية المجتمع المدني” في تونس. (المصدر: وكالة (آكي) الايطالية للانباء بتاريخ 14 جويلية 2010 )
تونس تتهم أمنستي بالتحيز
اتهمت السلطات التونسية منظمة العفو الدولية (أمنستي) بـ”التحيز والتحامل” عليها ردا على التقرير الذي نشرته الثلاثاء وانتقدت فيه واقع الحريات في البلاد. وجاء تقرير المنظمة الذي نشر الثلاثاء تحت عنوان “تكميم الأفواه المستقلة في تونس” وقد دعت فيه أمنستي الحكومة التونسية إلى “الكف عن تخريب منظمات حقوق الإنسان والجماعات المعارضة باختراقها وإثارة النزاعات داخلها”. وقال مصدر رسمي تونسي الثلاثاء “إنه آن الأوان لمنظمة العفو الدولية كي تتخلص من مواقفها المتحاملة، وأن تحاول عوضا عن ذلك ملامسة الواقع الموضوعي في تونس بعيدا عن تأثير الجهات المتحيّزة التي يبدو أنها تستند إليها في تقاريرها”. واعتبر أن التقرير “يتصف مع الأسف بغياب الموضوعية ويتضمن معطيات خاطئة وأخرى تجاوزتها الأحداث، وهي معطيات تتناقض والواقع في تونس وخاصة فيما يتعلق بتطور المجتمع المدني”. حرية واستقلالية وأوضح المصدر أنه “توجد في تونس حولي عشرة آلاف جمعية تنشط في كافة المجالات، وهي تنتخب هيئاتها المديرة وتعقد اجتماعاتها، وتعبر عن آرائها بكل حرية واستقلالية وفي نطاق القانون”. وأكد أن “كافة مكونات المجتمع المدني تعمل في إطار هذه الاستقلالية، بما فيها المنظمات التي ذكرتها منظمة العفو الدولية في تقريرها، مثل النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجمعية القضاة التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وغيرها”. واعتبر المصدر أن “الخلافات الداخلية التي قد تطرأ داخل الجمعيات والمنظمات التونسية تتم معالجتها وفقا للقوانين المعمول بها، وبمنأى عن أيّ تدخل للسلطة، ثم أن وجود هذه الخلافات يُعد في حدّ ذاته أمرا طبيعيا يعكس حركية وتعددية المجتمع المدني في تونس”. تفتيت المنظمات وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أمنستي إن “ثمة نمطا لا يمكن تجاهله ويتمثل في قيام السلطات التونسية بتفتيت منظمات حقوق الإنسان”. وقالت أمنستي في تقريرها إن “عدداً كبيراً من المنظمات التونسية المستقلة قد تعرض لعمليات انقلابية نظمها مؤيدو الحكومة مثل جمعية القضاة التونسيين والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان”. واعتبرت المنظمة أن “هذه الأساليب التخريبية تحظى بالموافقة والقبول على ما يبدو، من أعلى المستويات في تونس”. وأضافت أن الحكومة “حالت دون التسجيل الرسمي لعدد من منظمات المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان مما يجعلها لفترات طويلة تفتقر إلى وضع قانوني محدد ومستقر، ثم أصبحت عاجزة عن عقد اجتماعات أو تنظيم أنشطة بشكل شرعي بموجب القانون التونسي”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 جويلة 2010)
لائحة مساندة لحزب تونس الخضراء قادة الأحزاب السياسية وفصائل المجتمع المدني قائمة أولى
نظرا لكون قضايا البيئة أصبحت تشكل تحدي العصر ، قامت مجموعة من النشطاء في المجتمع المدني ، بعد نقاشات طويلة ، بتأسيس “حزب تونس الخضراء” البيئي وأوفدت السيد عبد القادر الزيتوني المنسق العام للحزب والسيدة نجيبة البختري والمنصف بن فرج عضوي المكتب الوطني لتسليم ملف التأسيس لدى مصالح وزارة الداخلية في 19 أفريل 2004 التي مارست عليهم مناورات العهد الغابر ولم تمكنهم من الوصل القانوني، إن الهدف من هذه المناورات هو حرمانهم من الاحتجاج بالوصل لدى القضاء الاداري. وبعد العديد من المناورات الأخرى وأمام تمسك المؤسسين بمطلبهم خاصة وأنه وقع اشهار الحزب في الصحافة التونسية والدولية ولم تقم وزارة الداخلية والحكومة بتكذيب هذا الاشهار ، لجأت سلطة الاشراف إلى فبركة ” شبح حزب أخضر” وعينت المدعو المنجي الخماسي على رأسه في حين أنه ينتمي إلى الحزب الاجتماعي الليبيرالي ويمثله في البرلمان بعد انتخابات 2004 . لكن هذا التعدي لم يمنع حزب تونس الخضراء من العمل في الداخل والخارج، فوطد علاقته بأحزاب المعارضة الديمقراطية وفصائل المجتمع المدني وفي الخارج حيث تم الاعتراف به من طرف 32 حزب أخضر أروبي، وشارك في كل مؤتمرات أحزاب الخضر في أوروبا وافريقيا والمنظمة العالمية للخضر Global greens . نحن مناضلو ومسيرو الأحزاب الديمقراطية وقادة فصائل المجتمع المدني الممضون أسفله نعلن مساندتنا لحزب تونس الخضراء ، كما نلفت انتباه الرأي العام العربي والافريقي والدولي إلى ما تلجأ له السلطة من مناورات لتمرير رؤيتها الخاصة بالمجتمع المدني وكذلك التعددية.
1 |
السيد أحمد بن ابراهيم |
أمين عام حركة التجديد |
2 |
السيدة مي الجريبي |
أمينة عامة ، حزب الديمقراطي التقدمي |
3 |
السيد مصطفى بن جعفر |
أمين عام حزب التكتل |
4 |
السيد حمة همامي |
الناطق الرسمي باسم حزب العمال ( PCOT ) |
5 |
السيد عبد الرزاق الهمامي |
رئيس الهيئة التأسيسة لحزب العمل |
6 |
السيد عبد الرؤوف العيادي |
نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية |
7 |
السيدة سناء بن عاشور |
رئيسة النساء الدمقراطيات ( ATFD ) |
8 |
السيدة راضية النصراوي |
رئيس الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب |
9 |
السيد مختار الطريفي |
رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان |
10 |
السيد نجيب الشابي |
مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي |
11 |
السيد خميس الشماري |
رئيس (سابقا) الرابطة التونسية لحقوق الانسان ونائب برلماني |
12 |
السيد صالح الزغيدي |
عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان |
13 |
السيدنورالدينالختروشي |
رئيسمؤتمر GENEVE |
14 |
السيد ناجي البغوري |
رئيس النقابة الوطنية للصحافيين |
15 |
السيد محمد عبو |
عضو قيادي حزب المؤتمر الجمهوري |
16 |
السيد رشيد خشانة |
عضو مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي |
17 |
السيد زياد الهاني |
عضو مكتب النقابة الوطنية للصحافيين |
18 |
السيد مسعود رمضاني |
رابطة حقوق الانسان القيروان ومنسق اللجنة الوطنية لمساندة الحوض المنجمي |
19 |
السيد أحمد بوعزي |
عضو مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي |
20 |
السيد منجي اللوز |
عضو مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي |
21 |
السيد زكية الضيفاوي |
عضوة الهيئة الوطنية لحزب التكتل |
22 |
السيد سليم بوخذير |
صحافي مستقل |
23 |
السيد مصطفى التليلي |
عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان |
24 |
السيد عبد الرحمان الهذيلي |
عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان |
25 |
السيد الحبيب الزيادي |
عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان |
26 |
السيد أنور القوصري |
عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان |
27 |
السيد ناجي مرزوق |
عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان |
28 |
السيدة بلقيس مشري |
عضوة الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الانسان |
29 |
السيد عبد القادر الدردوري |
الرابطة التونسية لحقوق الانسان قليبية |
30 |
السيد عبد المجيد الصحراوي |
عضو مسؤول ، اتحاد نقابات المغرب العربي |
31 |
السيد عبد المجيد مسلمي |
كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بن عروس |
32 |
السيد بو علي مباركي |
كاتب عام مساعد ، الإتحاد الجهوي للشغل بن عروس |
33 |
السيد محمد علي بوغديري |
كاتب عام مساعد ، الإتحاد الجهوي للشغل بن عروس |
34 |
السيد منصف كشرود |
جامعة النقل ، الاتحاد العام التونسي للشغل |
35 |
السيد زهير مغزاوي |
عضو المكتب الوطني لنقابة الوطنية للتعليم الثانوي |
36 |
السيدة نعيمة همامي |
عضوة المكتب الوطني لنقابة الوطنية للتعليم الثانوي |
37 |
السيد المنصف الهاني |
كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بن عروس |
38 |
السيد سمير بن ريانة |
عضو مؤسس لحزب العمل |
39 |
السيد عصمان هشام |
حقوقي |
40 |
السيد لطفي عزوز |
حقوقي |
41 |
السيدة فاتن حمدي |
صحفية راديو كلمة |
42 |
السيد الطاهر شقروش |
حقوقي |
43 |
السيد رضا بركاتي |
كاتب |
44 |
السيد محمد الحبيب بلحاج |
كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الابتدائي الكرم |
45 |
السيد سليم غريس |
عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم الابتدائي |
46 |
السيد حامد بنجيمة |
حقوقي ونقابي / سوسة |
47 |
السيدة منى عبيد |
نقابية |
48 |
السيد محمود عاشور |
عضو المكتب الجهوي لاتحاد الشغل تونس |
49 |
السيد أحمد قلعي |
نقابي و حقوقي الرابطة التونسية لحقوق الانسان |
50 |
السيد رمزي صالح |
نقابي الاتحاد العام التونسي للشغل |
51 |
السيد رضا قسيلة |
حقوقي الرابطة التونسية لحقوق الانسان |
52 |
السيد رضا عامر |
كاتب عام نقابة الصيدلية المركزية |
53 |
السيد نبيل لباسي |
حقوقي الرابطة التونسية لحقوق الانسان |
54 |
السيد سامي الزواري |
نقابي |
55 |
السيد بوعياني |
حقوقي الرابطة التونسية لحقوق الانسان / بنزرت |
56 |
السيد عبد الله قرام |
حقوقي الرابطة التونسية لحقوق الانسان ونقابي |
57 |
السيد خميس خياطي |
صحافي مستقل |
الرفيق حمّة الهمامي يخضع لعملية جراحية : بيان
يعلم حزب العمال الشيوعي التونسي أن الرفيق حمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم الحزب، خضع خلال الأشهر الفارطة لعملية جراحية وقد كللت بالنجاح التام وتعافى من مخلفاتها. ومن المعلوم أن الناطق الرسمي باسم حزبنا كان اضطر إلى الدخول في السرية يوم 11 أكتوبر 2009، بعد أن داهم عدد كبير من أعوان البوليس السياسي مقر سكناه بالمنار بهدف اعتقاله والزج به في السجن في إطار قضية مفبركة حشرت فيها أيضا زوجته الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب. وتعود أسباب هذه الهجمة على الرفيق حمة الهمامي، إلى تصريحاته، خلال شهر سبتمبر 2009، في قناتي “الجزيرة” و”فرنسا 24″ التي انتقد فيها الأوضاع السياسية بالبلاد بما في ذلك الفساد المستشري، ودعا إلى مقاطعة المهزلة الانتخابية لشهر أكتوبر 2009. وكان الرفيق حمة الهمامي تعرّض فور عودته إلى تونس إثر تلك التصريحات، إلى اعتداء بمطار تونس قرطاج، شمل زوجته التي جاءت لاستقباله. وقد رفضت السلطات القضائية تسلم الشكوى التي رفعها المحامون في الغرض لمقاضاة المسؤولين عن الاعتداء الوحشي أمرا وتنفيذا. إن حزب العمّال الشيوعي التونسي يعبّر بهذه المناسبة عن ارتياحه لنجاح العملية الجراحية ولتعافي الرفيق منها وعن شكره لكل الذين وقفوا إلى جانب الناطق الرسمي باسم الحزب، دعما لحقه وحق كل التونسيين في التعبير عن أرائهم بكل حرية ودون أن يكونوا عرضة للاضطهاد والانتقام بوسائل مختلفة مثل فبركة قضايا الحق العام وهو يدعوهم إلى مواصلة النضال سويا من أجل وقف كل التتبعات الجائرة ضد الرفيق حمة الهمامي وضد زوجته المناضلة الحقوقية راضية النصراوي، في إطار النضال العام ضد انتهاكات الحريات وحقوق الإنسان في بلادنا التي ما انفكت تتفاقم منذ أكتوبر 2009. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 13 جويلية 2010
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 14 جويلية 2010)
قضاة الشرعية: خصم متكرّر من المرتبات
تتوالى الأشهر و تتشابه في اضطهاد القضاة حيث تم، وهذه سابقة، إعلام القاضي احمد الرحموني، الرئيس الشرعي لجمعية القضاة التونسيين، بخصم احد عشر يوما من راتبه لشهر جويلية بتعلّة “الغياب” أثناء ماي وجوان بما في ذلك اليوم الذي دعي فيه من الإدارة لاستلام تقرير تفقد! و ذيّل هذا القرار السالب للمرتّب بإمضاء وزير العدل نفسه و هو ما يؤشر إلى انخراط كلّ الأطراف المتنفّذة في ضرب القضاة على خلفية مواقفهم من أزمة الجمعية والإصرار على الهروب إلى الأمام، بدل التّحلّي بالمسؤولية والبحث عن حلول تحترم استقلالية القضاء وحياد الإدارة. (المصدر: جريدة الطريق الجديد ( الناطقة باسم حركة التجديد ) بتاريخ 14 جويلية 2010)
اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل : بيان إعلامي إلى الرأي العام النقابي والوطني اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل تونس في 14 جويلية 2010
يمرّ الاتحاد العام التونسي للشغل بأزمة حادة متعددة المظاهر والمستويات أفقدته القليل مما كان حققه، وبتضحيات جسيمة، في مجال الدفاع عن استقلالية قراره حيال السلطة، وحولته إلى تابع من توابع الديكور السياسي والجمعياتي وإلى جهاز إداري ضخم لا دور له غير تبرير وتشريع وتمرير الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للسلطة وتفكيك وعي واستعدادات العمال للنضال وللدفاع عن مطالبهم المادية والمعنوية باعتماد خطاب مزدوج وشعارات دعائية مغالطة لا تمت بصلة إلى حقيقة ما يقوم به على أرض الواقع. أما على مستوى التسيير الداخلي فإن أوضاعه قد تردّت بشكل مفزع إذ تحوّل الاتحاد إلى جهاز بيروقراطي لا معنى ولا مكانة فيه لرأي وقرار القواعد والهياكل القاعدية والوسطى والهيئات الممثّلة ذات القرار ( مؤتمرات ومجالس وطنية وقطاعية وجهوية وهيئات إدارية …) انتشرت فيه بالمقابل قيم الزبونية وشراء الذمم باستعمال مداخيل الانخراطات وعائدات مؤسساته الاقتصادية كأسلوب عمل وتقاليد التملّق والولاء الشخصي والجهوي والعشائري، فيما أصبحت الشعارات الكاذبة مثل ” حماية المنظمة ” و” مصلحة الاتحاد ” و” الملفات المالية ” ذريعة ولجان النظام الوطنية والجهوية أداة لتصفية الخصوم ومخالفي الرأي. تلك هي خلاصة الحصيلة التقييمية التي توصلت إليها النقاشات المعمقة التي أجراها مناضلون نقابيون من حساسيات ومشارب فكرية ومن قطاعات وتجارب نقابية ونضالية مختلفة تجمّعوا بدافع الغيرة على المنظمة النقابية وتمسّكا منهم بالمبادئ النضالية العامة التي أنبنى عليها الاتحاد العام التونسي للشغل وشكّلت على الدوام قاعدة للمراكمة والتطوير من أجل أن يظل الاتحاد إطارا للنضال العمّالي ضدّ جميع مظاهر التعسف والاستغلال والحيف لا أداة للترقية الاجتماعية للفئات المتنفذة فيه ومطيّة لنيل المغانم والامتيازات الخاصة. وبناء على هذا التقييم، وفي ظلّ غياب فضاءات الحوار الصريح والتفكير والعمل الحر ارتأت هذه المجموعة من المناضلين بعث إطار للنقاش والنشاط من أجل تجميع كلمة كل الرافضين للمسار الخطير الذي تردّى فيه الاتحاد بغية العمل جماعيا وبصورة ديمقراطية من أجل إنقاذه ووضعه على سكة المسار الصحيح. وقد اتخذوا من ” اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل ” اسما لمبادرتهم التي يتوجهون بها لعموم العمّال والنقابيين لبلورة تصوّر عام ولتحديد أولويات النضال ويقترحون لذلك أرضية نقابية تتضمّن إلى جانب التقييم وتشخيص الوضع الراهن المبادئ العامة لبرنامج العمل وهي أرضية للإثراء والتعميق على أن تشكل منطلقا لصياغة مشاريع مدروسة ومعمقة لجملة من القضايا الكبرى المطروحة على الحركة النقابية والاتحاد العام التونسي للشغل ووضع الخطط النضالية من أجل فرض التصورات العمّالية في شأنها ومن ضمن هذه الملفات نذكر المفاوضات الجماعية وسياسة الحوار الاجتماعي والتشغيل والموقف من مشاريع الإصلاح لأنظمة التأمين على المرض والتقاعد ونظام الجباية والتعليم وإعادة هيكلة الاتحاد الخ…. وغيرها من الملفات الكبرى التي تخلّت القيادة الحالية عنها مقابل امتيازات خاصة لأعضائها. ويتوجه ” اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل ” لكافة المناضلات والمناضلين من كلّ الجهات والقطاعات ومن مختلف الحساسيات النقابية والعائلات الفكرية والفعاليات النضالية النقابية داعيا إلى التشكّل جهويا وقطاعيا دون إقصاء أو تمييز على قاعدة الأرضية النقابية بتفعيل العمل الجماعي والتوافق النضالي والاستفادة من كل الطاقات. اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل المصدر : منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية ” الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
تواصل محاولات الإبحار خلسة باتجاه الضفة الشمالية للمتوسط
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 13. جويلية 2010 نقلت صحف إيطالية أن أعوان الحرس البحري بالجنوب الإيطالي أحبطوا عملية إبحار لمهاجرين غير شرعيين من تونس والمغرب بعد ضبط مركبهم قبالة جزيرة “بورتو أمبيدو” كان يقل أكثر من عشرين مهاجرا، و ذكرت الصحف أن ربان المركب التونسي حاول إغراق زورق الحرس البحري و الفرار إلا أن الحرس الايطالي استنجد بتعزيزات أمنية كبيرة، اعتقلت جميع الركاب. من جهة أخرى أحبط أعوان فرقة الأبحاث و التفتيش للحرس الوطني بالمهدية خلال نهاية الأسبوع عملية إبحار لعدد من الشبان الذين حاولوا الدخول إلى المياه الاقليمية الايطالية إلا أن السلط الأمنية وضعت حدا للعملية باعتقال جميع الركاب. يشار إلى أن ظاهرة التسلل عبر البحر إلى أوروبا تلاقي اقبالا متزايدا من الشباب من الجنسين بمختلف الأعمار والمستويات التعليمية. وقليل ما تكلل تلك العمليات بالنجاح حيث يتم القبض على أعداد كبيرة منهم واحباط محاولاتهم كما تتسب حالات الغرق في وفاة آلاف الشباب سنويا، بسبب تحميل قوارب مهترئة أكثر من طاقتها. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 جويلة 2010)
الأخطبوط ” بــــول”، يظهر في تونس ويختار ليلى الطرابلــسي
كثر الحديث عن الأخطبوط الألمــأني ” بـــول”، وعن تكهّناته الصحيحة ورغم يقيننا وايماننا القاطع بأن الأخطبوط كذب ولو صدق…الا أن التونسيين أتوا بــ”ـبول” ليتكهّن لهم عن امكانيـــة أن يكون تغييرا في حاكم بلدهم، تغييرا بعد حكم الرئيس الحالي ” بن علي” لــتونس لقرابة ربع القرن وما أن أتوا بالأخطبوط ووضعوا أمامه الكثير من الأسماء المحتملة في خلافة الرئيس الحالي نذكر منهم: 1. زين العابدين بن علي 2. محمد نجيب الشابي 3. كمال مرجان 4. ليلى الطرابلسي 5. حمة الهمامـــــي 6. الدكتور منصف المرزوقي 7. الدكتور الصادق شورو اختار الأخطبوط ” بــول”، السيدة ليلى الطرابلسي وقد أعيدت العمليّة ثلاث مرات وفي كل مرّة يميل ويختار السيدة: ليلــى بن علي فهل، ستتحقق تكهّنات بول؟؟ وماذا يا ترى سيكون موقف التونسين من هذا التكهّن لو تحقق؟؟ وخاصة أنه سيكون سابقة في تاريخ تونس والدول العربية في أن تحكمهم امرأة؟؟ سامي النفزي
لترتقي إلى مستوى بلدان الاتحاد الأوروبي المؤسسات التونسية مدعوة إلى مضاعفة عدد إطاراتها مرتين ونصفا
رغم ارتفاع عدد طالبي الشغل من أصحاب الشهادات العليا إلى أكثر من 63 ألف شاب، ورغم الحوافز الموضوعة على ذمة أصحاب المؤسسات لتشغيل خريجي الجامعات، مازالت نسبة التأطير في تونس ضعيفة جدا مقارنة بما هو عليه الحال في بلدان الاتحاد الأوروبي.. هذا أبرز ما تمت الإشارة إليه خلال يوم إعلامي نظمته أمس بالعاصمة غرفة التجارة والصناعة بتونس والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل والديوانة التونسية حول إدماج حاملي الشهادات العليا في الحياة المهنية. وفي هذا الإطار يقول السيد علي حمدي مدير عام النهوض بالتشغيل إن نسبة التأطير بلغت خلال سنة 2009 نحو 15 فاصل 2 بالمائة مؤكدا على ضرورة مضاعفتها مرتين ونصف على الأقل لبلوغ نفس مستوى بلدان الاتحاد الأوروبي. ولاحظ أن التشغيل في تونس «يمرّ منذ سنة 2009 بحالة طوارئ دائمة» نظرا لارتفاع عدد طلبات الشغل من ناحية وتزايد بطالة خريجي الجامعات من ناحية أخرى ودعا السيد حمدي المؤسسات الاقتصادية إلى تحسين نسبة التأطير. وفي نفس السياق بين السيد حمادي بولعراس مدير عام الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل أن نسبة التأطير مازالت ضعيفة رغم ارتفاعها من سنة إلى أخرى فقد كانت في حدود 9 فاصل 1 بالمائة فقط سنة 1999. وذكر أنه من بين توجهات خماسية 2010ـ 2014 الترفيع في نسبة التأطير لتصل إلى 21 فاصل 5 بالمائة سنة 2014. وأشار إلى أن عدد المتخرجين من الجامعة كان سنة 2000 في حدود 21 ألف و400 فأصبح سنة 2009 في حدود 59 ألف و300 وينتظر أن يبلغ هذه السنة 60 ألف و900 ليصل سنة 2011 إلى 67 ألف و300 وبين أن 55 بالمائة من الطلبات الإضافية للشغل متأتية من حاملي الشهادات العليا نتيجة الارتفاع المتواصل لخريجي الجامعة. انشغال لم يخف السيد المنصف بركوس ممثل الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية انشغاله بمعضلة بطالة أصحاب الشهادات وأكد على أن رهان التشغيل يدعو إلى مواصلة العمل على تكريس حق هؤلاء الشبان في العمل وتمكين المؤسسات من الاستفادة مما اكتسبوه من معارف ومهارات كما دعا لمزيد التشجيع على بعث المؤسسات. وفي نفس السياق بين منير المؤخر رئيس غرفة التجارة والصناعة بتونس أن الغرفة دأبت على تنظيم لقاءات تحسيسية بهدف دعم دور القطاع الخاص في تطوير أداء سوق الشغل بالحفز على بعث مؤسسات مختصة في الإدماج المهني. وأشار السيد سليمان ورق مدير عام الديوانة التونسية إلى أن الديوانة تحرص بالتعاون مع وزارة التكوين المهني والتشغيل وغرفة التجارة والصناعة بتونس على تأمين تكوين متين ومتكامل في مجال الإجراءات الديوانية والتجارة الخارجية لعدد من الشبان لتيسير اندماجهم في سوق الشغل وذلك إما بالانتصاب للحساب الخاص (وسيط للديوانة) أو العمل لدى المؤسسات العاملة في هذا المجال. وقدمت العميد بالديوانة نور الهدى بلعايبة مكاوي تفاصيل ضافية عن هذا البرنامج وذكرت أنه يهدف إلى تلبية حاجيات المؤسسات من المتكونين في مجال الإجراءات الديوانية والتجارة الخارجية والرفع من كفاءة حاملي الشهادات العليا في اختصاص نادرا ما توفره البرامج المعتمدة في التعليم العالي وإلى تسهيل اندماج أصحاب الشهادات خاصة العاطلين منهم عن العمل لأكثر من ثلاث سنوات. اختصار برامج التشغيل قدم السيد محمد ماني مدير برامج الإدماج والتوظيف والمساندة الجهوية بالوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل حصيلة الهيكلة الجديدة للتشغيل، إذ أن عملية تقييم برامج التشغيل أدت إلى اختصار البرامج القديمة في ستة فقط. وذكر أن هذه البرامج هي تربص الإعداد للحياة المهنية وعقد إدماج حاملي شهادات التعليم العالي وعقد التأهيل والإدماج المهني وعقد إعادة الإدماج في الحياة النشيطة وبرنامج مرافقة باعثي المؤسسات الصغرى وعقد التشغيل والتضامن. وبالإضافة إلى اختصار عدد برامج التشغيل أدت عملية التقييم وفق ما ذكره السيد حمادي بولعراس إلى ربط التأهيل بالإدماج وتوجيه المؤسسات إلى التعهد بإدماج أكبر نسبة ممكنة من المنتفعين بتلك البرامج وتوحيد المنح المسندة لحاملي الشهادات المنتفعين ببرامج التشغيل وإقرار الإحاطة المكثفة بمن طالت بطالتهم وإعطاء صلاحيات أكبر للجهات في وضع برامج التشغيل وتنفيذها. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 جويلة 2010)
أيمكن أن تقع تونس تحت حماية صهيونية؟!
لمّا قرأت خبر عرض أراضي تونسية زراعيّة لمستثمرين دوليين، صعقت وحضر بذهني من ذاكرتي صورة بداية الحماية الفرنسية؛ فإذا في مقدّمة ملفّ أعدّه معزّ دبش من مكتب الساحل التابع لجريدة الشروق بتاريخ 09 ديسمبر 2009، بعنوان [هنشير النفيضة… «رجل مريض»: إلى متى ومن المسؤول؟] ما يلي: “… حين نتحدث عن ديوان الأراضي الدولية بالنفيضة، فهذا يعني أنّنا نتحدث عن هنشير النفيضة أو هنشير خير الدين الذي كان يمسح ما يقارب 100 ألف هكتارا قبل أن يفرّط فيه للشركة الفرنسية الإفريقية سنة 1867 ليسجل التاريخ بالتالي أنّ هنشير النفيضة كان أول مطامع الاستعمار الفرنسي”… والاستعمار الفرنسي البغيض قد بدأ سنة 1881 باسم الحماية الفرنسية، وهي تتمثل في حكم البلاد حكما غير مباشر بواسطة السلطات التقليدية والاكتفاء بمراقبتها عن كثب… فهي التي تتحكّم في البلاد عن طريق سلطة تعترف هي لها بـ”السيادة” (وقضيّة حكّام العرب حيثما كانوا السيادة)، وتوفّر لها الحماية ضدّ من قد يفكّر في التطاول عليها!… والحقيقة أنّ ذلك كان تلبيسا من السلطات الاستعمارية الفرنسية ضربت به مؤازرة التونسيين لإخوانهم الجزائريين، الواقعين بدورهم تحت الاحتلال منذ سنة 1830، ثمّ إنّها (الحماية) نمط استعماري جديد تجتنب به فرنسا الضربات الموجعة التي تلقّتها من الجزائر وقد جرّبت معها الاحتلال المباشر!… بل لقد كانت بداية البليّة في فلسطين إصدار قانون يسمح للأجانب بالتملك ممّا مكّن دول الاستعمار كبريطانيا وفرنسا وروسيا بإرسال رعاياها للإقامة في فلسطين حتّى صار الوضع إلى ما تشاهده الأعين اليوم، فقد كان التغلغل الصهيوني البغيض من هذا الباب ثمّ بدعامة وعد بلفور المشؤوم… وإنّا لنخشى اليوم على الإمارات العربيّة المتّحدة من آثار السوق المفتوحة والاستثمار الاستكثاري للدّولار وللأبراج العالية المتطاولة المحقّقة لنبوّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فقد تطاول الحفاة العراة العالة رعاء الشاء كما أخبر عليه الصلاة والسلام… وإذ تعرض تونس اليوم أراضيها للإيجار وتحدّد نهاية الشهر الحالي آخر موعد لقبول الملفّات المقدّمة من المستثمرين الدوليين (ولحكّام العرب غرام منقطع النّظير بكلّ ما هو دولي، إلى درجة أنّ الواحد منهم يقدّم مواطنيه للعدوّ المباشر كي يضعهم في سجونه أو يعذّبهم أو حتّى يقتلهم تنفيذا للأمر الدّولي)، مع علمها المؤكّد بما يمرّ به العالم – كلّ العالم – من أزمة اقتصاديّة خانقة شبيهة بتلك التي كانت عُقيب الحرب العالميّة الثانيّة، فإنّها تعلم أنّ المستثمرين الدوليين المنتظر تقدّمهم لإيجار أراضيها هم من كنّاز المال وممّن يحسنون توظيفه… وعليه فليس غريبا أن نجد جلّ المستثمرين الدوليين من اليهود الصهاينة، وليس من المستبعد أن تحتفل تونس بحمايتها الثانية التي سوف تكون صهيونيّة هذه المرّة، فتقبر تلكم الأصوات المندّدة بـ”حجّاج” جربة وقد تفرّغوا للاستثمار ينقذون البلاد من آثار تقاعس أهلها وعدم إقبالهم على العمل!… المحزن أنّ هذا التأجير يجيء بين يدي حصول تونس على القروض المساعدة لها على التشغيل، والتي شفعت بالتعليمات المحدّدة للصرف، فقد اشترط أصحاب القرض الأخير صرفه لتطوير البرامج النشيطة للتشغيل, وقاعدة المعلومات المتعلقة بسياسات التشغيل (وللشاطر منكم أن يفسّر لي ما معنى “تطوير قاعدة المعلومات المتعلقة بسياسات التشغيل”، أو أن يرشدني إلى دورها في استبعاد رهن أراضي تونس المعطاء)… فلماذا لا تؤجّر الأراضي إلى التونسيين المقتدرين ولماذا لا توضع هذه القروض التي أغرقت البلاد ورهنت مستقبلها على ذمّة الفلاّحين التونسيين الصغار لوضعهم على طريق الإنتاج الخادم للمصلحة العامّة؟!… لماذا نصنع البطالة بجلب المستثمرين من الخارج؟!… بل لماذا نصنع الخنوع بجعل التونسيين في أراضيهم أجراء عند السيّد الدولي الاستعماري المعتدي على الأخلاق وعلى الأرض وأهلها؟! صيحة أرسلها عاليّة مندّدا بهذا السلوك الأخرق الخادم للتّبعيّة المشجّع للبطالة المهدّد للبلاد المستحثّ للمستعمر أو لصاحب حماية ينشدها السلطان ضدّ الإرهاب والإرهابيين من أجل المحافظة على “السيادة”!…. عبدالحميد العدّاسي الدّنمارك في 14 يوليو 2010
عن حضور حفل العرض الافتتاحي لمسرحية يحي يعيش : يَحْيَ يَـعِيش أمْ نَعِيشُ، نعيشُ ويَحْيَا الوَطـَنْ*؟ الجزء الأوّل
بقلم: رضا البركاتي هي سنة برمّتها وانقضتْ. انتهت السنة السياسية والانتخابوية والنقابية والقضائية والحقوقية والدراسية أيضا وانسدل الستار على الموسم الثقافي. ومع نهاية شهر ماي المنصرم انتهت عروض “يحي يعيش” مسرحية الفاضل الجعايبي وجليلة بكّار. ولأنّ الموسم ينتهي بالحصاد والدِّرَاس فلا بدّ من السؤال عن الصّابة. ماذا بقي بالمحصلة من موسم 2010 في حقول الإبداع الثقافي عموما والمسرحي خصوصا؟ ثمّة عناوين جديدة أزهرت في الربيع الفائت وتقدّمت لمعرض الكتاب نذكر منها “رغم أنفك” لعبد الجبّار المدوري و”أبناء السحاب” لمحمّد الجابلّي و”عمّ حمــدة العتّـال” لمحمّد صالح فليس وغيرُها غيرُ قليل… أمّا على خشبة المسرح فبعد “خمسون” [1] نذكر “وطن” [2] و”رحيل” [3] و”آخر ساعة” [4] و”الناس الأخرى” [5] وهي من الأعمال التي شدّ لعبها على الركح الاهتمام. أعمال أدبية ومسرحية وسينمائية وتشكيلية هي مرآة عاكسة لصورة البلد ولاهتمامات النّاس وأحلامهم وانتظاراتهم لذلك تستوجب الوقوف عندها بالتحليل والاستقراء لتتبع حركة الإبداع والسؤال عن مواكبتها لحراك المجتمع ومدى إنصاتها لنبض المخاض وتسجيلها لأنفاس الجنين واستشرافها للآتي. إذا، بعد “خمسون”، طلعت علينا دار “فاميليا” بـ”يحي يعيش”. لستُ أدري لماذا شعرت بشيء من الارتياح لبرمجة العروض بقاعة “المونديال” (هاني جوهرية سابقا) بنهج ابن خلدون. ربّما لأنّي لازلتُ أذكر آخر عرض حضرته بالمسرح البلدي وكيف تسرّب البرد إلى جسمي صاعدا من قدميّ اللتين تجمّدتا. ثمّ إنّ المسرح البلدي بطرازه الذي يذكّر بالنهضة الإيطالية ينتمي إلى المسارح الكلاسيكية ويذكّر بالإرث المعماري الاستعماري… كنت شغوفا به، مولعا بالدخول إلى فضائه الفخم، مبهورا بعلوّ سقفه واصطفاف شرفاته وإطلالة “الميزانين”. نقوشه ومنحوتاته وتماثيله تُخْبركَ بأنّك في حضرة مِعمار يمثّل سلطةً هي سلطة الفنّ. ولكنْ سلطة أيِّ فنٍّ؟ فنُّ من؟ سلطة الفنّ كانت في العشريات الأولى (الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات) بقبضة الدولة “الوطنية الفتيّة”… واليوم، وتحت مظلة العولمة المتوحّشة، تراجع دور القطاع العام واستحوذ عليها التجار الذين تقاسموا الفنون قطعا مرقّمة تشظتْ وانتشرت في سوق البلد – على غرار السُّوق العالمية – سلعا باهتة خاوية لاهثة وراء الربح تتجاور وتتنافس مع الأكلات الخفيفة التي لا تُسْمِن ولا تُغْني من جوع. وهي ألوانٌ فاقعة قبيحة وروائحُ فوّاحةٌ مفضوحة وإيقاعات هزّازة شطّاحة وأصوات نافرة ناشزة وكلمات هابطة مائعة. ولكنَّ الحركةَ الثقافية في بلادنا تحاول جاهدةً أن تقفَ، أن تفكَّ القيودَ، أن تدفعَ شمسَ الإبداع الفنّي من وراء الحُجُبِ، أن تُطلق الكلمةَ الصادقة، أنْ ترسمَ الصّورة الحيّة، أنْ تُنْشدَ اللّحنَ الخالد. والفنّ المسرحي في بلادنا تأصّل وله جمعياته وناسه ورجاله ونساؤه أيضا بالتأكيد وإن انحنى منه العودُ الغضّ الطري في بعض الحالات فإنّه لم ينكسرْ – ولن ينكسرَ – وهو في غابة الفنون روض ما انفكّ يطرح ثماره المتنوعة ألوانا وأذواقا… و”المسرح الجديد” شجرة أصلها ثابت في الثرى وفرعها فارع في الثريا. وهو مدرسة على الخشبة ومذهب في المجال. ودار “فاميليا” اسم وحسب ونسب. والفاضل وجليلة وفاطمة أعلام على رؤوسهم نار. لقد عوّدنا “المسرح الجديد” برصد حال المجتمع والغوص في الذات الإنسانية مهما تنوّعت واختلفت المواضيع المطروحة من مسرحية إلى أخرى منذ “التحقيق” [6] و”العرس” [7] فـ”غسّالة النوادر” [8] التي نزلتْ قربا من سماء الغيم وانطلقت سيولا من الكلام فعرّت المدفون وبشّرت بالميلاد الجديد في خريف الموت. ثمّ “عرب” [9] وقد ولع العُرب بالحرب بلبنان وغير لبنان وتبعتها “فاميليا” [10] وعلى إثرها “عشّاق المقهى المهجور” [11] وصولا إلى “جنون” [12] وأخيرا ومع “خمسون” [13] وقف الشعب يحصي ما حصد بعد نصف قرن من التعمية والتكميم والتعذيب. ولقد كان كلّ عمل مناسبة للبحث في وسائل التعبير الركحي الملائمة وتجريب أشكال اللعب المسرحي القادرة على التبليغ واستنباط خيوط تواصل جديدة بين قطبي الفعل المسرحي: الممثلون والجمهور. لقد عوّدتنا الجماعة، في كلّ مرّة، على الجرأة في الطرح والقوّة في الطرق والفنيات في العرض. واليوم، وبعد “خمسون” ها هو “يحي يعيش”. فما هي مسرحية “يحي يعيش”، “أمنيزيا” [14]؟ أهي مسرحية سياسية أم نفسيّة؟ هل هي فحص دقيق لشخصية الوزير الأوّل المخلوع أم هي تشريح لماكينة السلطة؟ من هو يحي يعيش؟ ومن هي الشخصيات المحيطة به وماذا تمثل؟ كيف تجلّتْ الساحة السياسية ومكوّناتها في هذه المسرحية؟ 1. الدخلة: مدخل الفرجــة مدخل القراءة. لمّا ولجنا القاعة، قاعة السينما والمسرح، لم نر الشاشة البيضاء العملاقة، شاشة الأحلام. تركتِ الشاشةُ المجال للركح. على مثل هذا الركح بمسرح الألمب [15] تُنجَزُ الأعمالُ الجليلة والأفعالُ الخالدة والصراعات الكبرى، صراعات الأبطال ضدّ الآلهة والأقدار من أجل تحرير الإنسان وتقرير المصير. كان الركح فارغا. الركح فضاء خالٍ من أيّ عنصر من عناصر الديكور. ولا يوجد ستار. كلّ ما في الأمر: سواد. اللون الأسود يسود. تراه في أرضية الخشبة، في الجدار الخلفي، أي في ظهيرة الركح وفي جانبيه اللذين يجسّدان عمقه، وفي جناحيه أي جانبيه على يسار ويمين عرض القاعة حيث بضع درجات في كلّ ناحية تسمح بالصعود إلى الخشبة. شدّ انتباهي السواد والفراغ اللذان يؤثثان الركح. ولكنْ ألهَتْني الحركةُ في القاعة وتوافُدُ الضُّيوف والتّطلعُ إلى الوافدين على حفل الافتتاح وتحيّة هذا وفرحة اللقاء بتلك وتهنئة قاصّ بمولوده الجديد… ألهاني كلّ هذا بعض الوقتِ حتى حان الوقتُ. لم نسمع تلك الطرقات على أرضية الركح إيذانا ببداية العرض. تقدّم السيد الحبيب بن الهادي، مدير الإنتاج بدار “فاميليا”، ورحّب بالحضور وطلب بكلّ أدب أن يأخذ كلّ مكانه معلنا بداية العرض. وتحرك كلٌّ في مقعده وعدّل من جِلْسته وبدأ الهدوءُ يعُمُّ القاعةَ والسُّكون يسود وشخَصَت العيون أمامها تنتظر ولمّا امتدّتْ اللحظات وطالتْ صارت العين تَبْحث عن شيء، عن علامة، عن إشارة في الفضاء الركحي الأسود. لا شيْءَ. البؤْرةُ السّوداء سوداءُ، ساكنةٌ، غامضة، مبهمة، مغلقة. تمطّى الزمن. طال الانتظار. هي لحظة واحدة وطالتْ. هل هذا مندرِجٌ في المسرحية؟ هل تعطّل الجماعة وهذا مجرّد تأخير أم بدأ العرض وهذه لوحة الافتتاح؟ لا أظنّ الأمر تأخيرا أو تقصيرا من جماعة المسرح الجديد المدرسة العريقة، الجديّة، التي اكتسبت الاحتراف من زمان وربّانها مولَعٌ بالتوغّل في المجاهل وبالتجريب في بحور الفنون الركحية. انتبهي أيّتها العين وانْظرِي. وتَيَقَّظْ يا راصد الجمال المنشود وتَهَجَّأْ يا طالبَ الفنّ المفقود. ما المقصود؟ الركح، مسرح الأحداث وخشبة العرض بؤرة سوداء. ولماذا امتداد لحظة الانتظار، لحظة البداية، لحظة الهدوء هذه أمام هذه البؤرة السوداء؟ لعلّ الدخلة ستكون بالإنارة باللعب على أوتار فنّ الأضواء… نظرتُ إلى سقف الركح فإذا الفوانيسُ العديدة المعلقة سوداءُ هي أيضا بعضها يرسل ضوء عاديا، عاديا جدّا، وأغلبها مغمض الأجفان. الضّوء لا يُوجَّهُ إلى عنصر من الديكور إذ لا ديكور في الفضاء الركحي. ولا يمسح منطقة. لا يحدّد بقعة. بل ظلّ الضوء المرسل بهرة معلقة في هذا الكهف المظلم يحاول الانتشار في المجال ولكنّ السَّواد يَصُدُّه. صراع معلّق بين النّور والعَمَى، بين ضوْء فجرٍ جديد وظلام ليل بهيم. لكأنّه السَّحَرُ.. هل هي لحظة الخلق الأولى في سفر التكوين؟ وامتدّتْ العينُ إلى فوانيس القاعة فوجدتْ القاعةَ مضاءة إضاءة عادية جدّا بل لعلّها أقلّ من العادي نورا وإشعاعا. لكأنّ إنارتيْ القاعة والركح إنارة واحدة لفضاء واحد. هل هذا جزء من المسرحية؟ هل هو داخل في العرض؟ لعلّه مشهد البداية أو لوحة الافتتاح. البداية. مشهد يلفّه الهدوء والسكون والصمت والسواد. لا حركة، لا صوْتَ، لا شخصية لا ديكور لا لعب بالأضواء. ما المقصد؟ وأحسَسْتُ تململا خلفي وسمعتُ همسا هنا وهناك فحسِبْتُ المللَ غزا الحضورَ والحيرةَ تفشّتْ في القاعة. نظرتُ إلى جارتي، وما كنتُ أراها أو أشعر بوجودها، فقالت همسا بعيْنيْها: “انظرْ” وأشارت بوجهها الذي امتدّ والتفتتْ إلى الخلف. فالتفتُّ. رأيتُ شخصا في كسوة سوداء في هيأةٍ غريبة، إنّه ليس متفرّجا. اتخذ وجهُه سحنةً ما ثابتة، يمشي ببطء وينظر في الفراغ. وإذا بثان يتبعه بنفس الكسوةِ السوداء والنظرةِ والمِشيَة. ثمّ انتبهتُ إلى أنّ جانبا من الجمهور الذي قُبَالتي ينظر مشدوها إلى جانب القاعة الثاني، يسار القاعة، الذي صار خلفي. فالتفتّ وإذا بثلاث شخوص أخرى بنفس اللون الأسود والهيأة تتقدّم الهوينى خطوةً فخطوة. تخالُ أقدامهم لا تلمس الأرض. وكأنّهم يمشون على قطن السَّحاب. نظراتهم شاخصة. كلّ واحد تعلّقتْ نظرته بنقطة في الفضاء انشدّ إليها وقد اكتسى وجهه تعبيرة واحدة ثابتة لا تتغيّر، أو هو ينظر إلى الجمهور. يتفحّص الوجوه. يمسح القاعة بنظرته الغائمة السّاهمة. يتقدّم شبحا أسود وقسمات وجهه جامدة لستَ تدري عمّا تعبّر. شبح خارج من ليل، من حلم، من ذاكرة، من زمن ما، من عالم آخر… ولحق بهم رابع ثمّ خامس وامتدّ صفّ الشخوص وكل واحد قد اتخذّ هيئة وظلّ شاخصا إلى الجمهور يسبح واهما بين وجوه الجمهور. وسمعت حولي من يهمس: “جليلة في الناحية الأخرى”. والتفت إلى يمين القاعة، فوجدت نفس الصفّ تقريبا: أربعة أو خمسة ممثلين يتقدّمون ونفس المسافة بينهم وقد بلغ أوّلهم الصفوف الأولى من المقاعد. كان أوّلهم يتقدّم في نفس الهيئة بنفس الخطوة وعينه المشدودة إلى نقطة وعلى وجهه قناعه الذي رسمه بتقاسيم وظهر به. كان أوّلهم، وهو يقترب من المدرج، ملتفتا إلى الخلف، إلى الجمهور، في حين أنّ جسمه ظلّ متوجّها إلى الأمام، إلى الركح، وهو يمشي القهقرى ويتبعه من كان بعده بنفس الانشداد إلى الجمهور يتفحّص الوجوه ووجهُه بنفس التعبيرة. وكذلك كان الصفّ الآخر في الطرف الآخر للقاعة والصفّ الثالث في وسط القاعة. ثلاثة خطوط ارتسمتْ شيئا فشيئا. تتقدّم في بطء.. بطيء. تطلَع من خلفية القاعة، من الجمهور، من خلفه من ضلعه الأيمن ومن ضلعه الأيسر ومن قلبه. والآن، من بين يديه، يبدأ صعود الدرجات عتبةً عتبة، شبحا فشبحا وتغزو هذه الأشباح الطالعة من رحم القاعة خشبة المسرح والصَّمْت دوما يسود والدهشة تتملكنا أكثر والحيرة تقتاتُ منّا. هذا الجمهور قد صار مشدودا إلى الركح. بعد أن كان إلى الخلف ملتفتا وإلى جانبيه منتبها. هذه الدخلة وما حفّ بها من إنارة وفراغ الركح واللون الأسود والصّمت وغياب الموسيقى… الدخلة ومجموع العناصر الفنيّة تؤلف معنى. ولا يمكن أن نفهم إلاّ كون هذا العرض طالع من الجمهور. وهذه الحكاية خارجة من ذاكرة الجمهور، من الذاكرة الجماعية. وهمست جارتي: “أليستْ هذه “فازة” “بريشتية” [16]؟” 2. الذَّاكرة: إنّمَا جَماعةٌ بلا ذاكرةٍ قطِيعٌ يُقَادُ إلى المَسْلَخ. صرنا نتابع تحرُّك الشخوص على الفضاء الركحي، وهي تموج كما الأشباح التائهة كما الأفكار السابحة. وراحت الجماعة تتحرّك في الفضاء الركحي فتشغله. صارت الجماعة تتحرّك كما الذرّات في معادلة كيميائية، وكأنّهم خلية نحل عند باب المنحل. ثمّ بدأ الانسحاب من الركح عبر الجانبين، على اليمين واليسار بطريقة مثيرة للانتباه: يمضي الواحد منهم نحو الجدار الأسود، الأظلم وهو يسير إلى الوراء بنفس تلك الهيئة النائمة الحالمة… تعاودك صورة أو فكرة الماشي في النوم وأنت تنظر إلى الشبح الأسود يمشي القهقرى ويقترب الهوينى من جدار الظلام فيغوص فيه تدريجيا. يبتلعه الظلام شيئا فشيئا حتى يغيب كلّيا. ولمّا غاب آخرهم، بدا أوّلهم، من الناحية الأخرى وبيديه كرسي أبيض. يتقدّم والكرسي أمامه وكأنّه سيقدّمه لأحد. ويتبعه كلّ فريق الممثلات والممثّلين. يخرجون من طيّات الظلام، من هنا وهناك وكلّ واحد يرفع كرسيّه أمامه. وتصطفّ الكراسي بالعرض، في صدارة الركح، قبالة الجمهور، في صفّ مستقيم، منتظّم، ويجلس كلّ على كرسيّه. وسرعان ما يدخل كلّ واحد، أو واحدة، منهم في سِنَةٍ من النوم. هيئات. آهات. أنّات. شخير. أجسام تتلوّى. أعضاء تتمطى. أياد تمتدّ في الفضاء كأنّها تحاول القبض على شيء معلّق. أحلام هاربة. كلماتٌ تفلتُ من عُقال عقْلٍ نائم فتخرج مبهمة مرّةً مُفصِحةً مرّة أُخرى عن أمنيةٍ، عن رغبة، عن كبتٍ، ممجوجةً بين أشداق فمٍ يتلذّذُ حلاوة النعاس. وقد تستحيل النعسة عند هذا أو تلك حالةَ توجّس وخوفٍ فترى الأعضاء تنكمشُ والرأسَ تنخفضُ واليديْن تمتدُّ دافعةً وترتدُّ مُدافِعة. ثمّ قاموا تباعا. وراحوا يحلمون يتحرّكون. يتواصلون وهم نائمون. وفجأة دويّ انفجار. إنّه انفجار طلق ناري. ويُحطم انفجارُ الطلقِ الناري جدارَ الصمت المطبق على المشهد. ويهتزّ كلّ واحد من الجمهور ويدكّه الدَّويُّ في مقعده دكّا. وعلى الركح تعمّ حالة فزع مرعب. ويجري كلٌّ في كلِّ اتجاه. ويتتالى دويّ زخّ الطلق الناري. وتتهاوى الأجساد وتتلوّى وتحاول النهوض وتسقط ثانية. والطلق يقتنص كلّ من يتحرّك وكلّ من يظلّ واقفا. ويلاحق كلّ من يحاول الهروب ولا مفرَّ. ويطول المشهد. ولا ينقطع الطلق بل تقلّ وتيرته بقدر ما تقلّ حركة الأجساد. ويسقط آخر من كان واقفا. ويتلوّى جسد هناك فتأتيه طلقة منفردة. وتحاول رأس أن تنهض فترديها طلقة مصفرة مديدة. تتحركّ جثة فتجهز عليها طلقة خاصة. وتهيّأ لنا، نحن الشهود، أنّ المقصود أحداث 26 جانفي 1978. وتعود الحركة. وتعود الحياة. وتنضاف الموسيقى. وفجأة الفجيعة الثانية. ويُلعْلِع الرصاص ثانية. نفس المشهد يتكرّر. هل هي أحداث انتفاضة الخبز في الثالث من جانفي 1984. أم هي أحداث قفصة الأخيرة ذات الهدنة شبه المعلّقة؟ كانت أحلاما تتمطّى بمعسول النعاس. وإذا بها أحلام مزعجة بل كابوس مرعب. وكاد النسيان يَطْويها. وها هو الفنّ المسرحي يُجليها فَيُحْيِيها. إنّ جماعةً بلا ذاكرة هي قطيع يُقاد إلى المسلخ. فما الحكاية؟ 3. الحكاية: حكاية يحي يعيش. يحي يعيش هو وزير أوّل أُقيل من منصبه. ويعلم بإقالته عن طريق نشرة الأنباء المسائية. ثمّ يتعرّض لجملة من التضييقات: يمنع من السفر. تمنع عليه الزيارات. يتخلى عنه صهره. ثمّ تحرق مكتبته وقد أخذه النعاس أثناء المطالعة. يتخلّى عنه محاميه الذي هو صنيعته. ويعيش في المستشفى في عزلة تامة حيث البوليس متواجد ليلا نهارا دون انقطاع. وتتعاون الإدارة ويمنع على أيّ كان أن يكلّمه أو يتّصل به ما عدا محرز الممرّض أو فريق الأطباء. ووُجِدَ من بينهم مَن نسِيَ قَسَمَ… وقبِلَ أن يلعبَ الدورَ الذي طُلِبَ منه فيأخُذُ الفحص الطبي شكلَ وطابعَ الاستنطاق البوليسي… والمسألة: هل كان حريق المكتبة محاولة انتحار أم محاولة اغتيال أم مجرد حادث؟ ثمّ إنّ الطبيب الخاص لسي يحي قَبِلَ أن يتعاون معـ(هم) من أجل المصلحة العامة ولتجنيب الوطن القلاقل وبفضل تقديمه الشهائد الطبيّة المطلوبة فاز بحقيبة وزارة الصحة… إذا تدور المسرحية حول الشخصية المحورية. يحي يعيش تجلى بمثابة الشمس. هو المركز والكلّ من حوله في مداره يدورون. إذا من حوله؟ وماذا حوله؟ وكيف وقع بناء الحكاية ركحيا وعرضها على الخشبة؟ الجزء الثاني والأخير (*) نعيش نعيش ويحيا الوطن، هي الصيغة المقترحة من الشاعر أولاد أحمد لتحوير مقطع من نشيد الثورة: نموت نموت ويحيا الوطن. وجاء الاقتراح بدار الاتحاد العام التونسي للشغل أثناء أزمة 1985، لمّا حاصر البوليس والمليشيا دار الاتحاد. ورفع النقابيون النشيد، نشيد الثورة موقّعا بإرادة الحياة… يحي يعيش سيناريو ودراماتورجي ونصّ جليلة بكّار والفاضل الجعايبي إخراج الفاضل الجعايبي سينوغرافيا قيس رستم موسيقى جيرار هوربات (آرت زويد) إنارة الفاضل الجعايبي ملابس أنيسة البديري مع جليلة بكّار. فاطمة بن سعيدان. صباح بوزويتة. رمزي عزيّز. معزّ المرابط. لبنى مليكة. بسمة العشّي. كريم الكافي. رياض الحمدي. خالد بوزيد. محمّد علي القلعي. مساعدة مخرج وتوضيب صوت نرجس بن عمّار توضيب إنارة نعيم الزغّاب توضيب الملابس جليلة المداني توضيب الإنتاج نزهة بن محمّد إدارة الإنتاج الحبيب بالهادي إنتاج فاميليا للإنتاج 2010 المسرح الوطني بون ليو آنسي. المركز الوطني للمسرح بوردو. المركز الوطني للمسرح ليموج والمركز الوطني للمسرح إيفري. ومساهمة معهد التّعاون الفرنسي بمساندة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. مع كلّ الشكر لسهام بلخوجة وطاقم فضاء “ناس الفنّ” تونس وفريق فضاء المونديال. [1] خمسون هي المسرحية الأخيرة من إنتاج دار فاميليا، سنة 2006، خمسون سنة بعد الاستقلال، عرضت خارج تونس ثمّ سمح لها بملاقاة الجمهور بتونس بعد حوالي سنتين. [2] وطن: مسرحية أنجزت في إطار مشروع التخرج بالمعهد العالي للفنون الدرامية بتونس وقدّمت في جوان 2009، وهي بإمضاء: سهام عقيل ومجموعة من الطلبة. [3] رحيل: مسرحية من إخراج عبد الفتاح الكامل فرقة المزّونة عرضت بضع مرّات بتونس وفي بعض الجهات لاقت نجاحا، إذ فازت ببعض الجوئز، وقبولا حسنا في صفوف الجمهور. [4] آخر ساعة: مسرحية عزالدين قنّون وليلى طوبال، إنتاج مسرح الحمراء، 2010. [5] الناس الأخرى: مسرحية توفيق الجبالي، إنتاج مسرح التياترو، 2010. [6] التحقيق : مسرحية للفاضل الجعايبي، إنتاج المسرح الجديد. [7] العرس: مسرحية للفاضل الجعايبي، إنتاج المسرح الجديد. [8] غسّالة النوادر : مسرحية للفاضل الجعايبي، إنتاج المسرح الجديد. [9] عرب: مسرحية للفاضل الجعايبي، إنتاج المسرح الجديد. [10] فاميليا: مسرحية للفاضل الجعايبي وجليلة بكّار، فاميليا للإنتاج [11] عشّاق المقهى المهجور [12] جنون : مسرحية للفاضل الجعايبي وجليلة بكّار، فاميليا للإنتاج [13] خمسون: مسرحية للفاضل الجعايبي وجليلة بكّار، فاميليا للإنتاج [14] أمنيزيا مسرحية للفاضل الجعايبي وجليلة بكّار، فاميليا للإنتاج [15] الأولمب، جبل الأولمب، [16] بريشتية: نسبة لبريشت، برتولد بريشت أو بريخت، (1898 – 1956)، رجل مسرح ألماني، تأليفا وإخراجا ونقدا وتنظيرا وشاعر واجه النازية في الثلاثينات والأربعينات ، فرّ إلى فنلادة ولمّا غزتها القوات النازية لجأ إلى أمريكا حيث حوكم واعتبر غير مرغوب فيه. عاد إلى موطنه، بعد نهاية الحرب، وعاش بألمانيا الشرقية حيث واصل نضاله الفكري والثقافي. قراءة في مسرحية يحيى يعيش للفاضل الجعايبي : يَحْيَ يَـعِيش أمْ نَعِيشُ، نعيشُ ويَحْيَا الوَطـَنْ؟ الجزء الثاني والأخير بقلم: رضا البركاتي للتذكير كنّا قد وضعنا، في العدد الفارط، في الجزء الأوّل من هذا المقال، مسرحيةَ يحيى يعيش في إطارها العام، في خضمّ الحراك الثقافي، وفي إطارها الخاص، في الساحة المسرحية وفي المسار الإبداعي للفاضل الجعايبي وجليلة بكّار، في المسرح الجديد ودار فاميليا. ثمّ دخلنا المسرحية. وتوقفنا مطوّلا مع الدخلة على قدَر طولها وبأناة على قدَر بُطْئها وبهدوء على قدر صمتها واعتبرناها مدخلا للقراءة ورأينا فيها نقْشةً بريشتية. لقد غاب الحوار في الجزء الأوّل من المسرحية واعتمد التعبيرُ أساسا على الممثلين وهيئاتهم وحركاتهم وظهورهم من بين صفوف الجمهور كما شدّنا عُرْي الركح وخُلُوِّه من الديكور… ورأينا في كلّ ذلك إشارة واضحة لكون الحكاية نابعة من الجمهور، طالعة من الذاكرة الجماعية… بل أنّ القاعة والركح فضاء واحد من حيث الاستغلال في الأداء المسرحي والإنارة كما أنّ الجمهور والممثلين واحد فالممثلون من الجمهور والجمهور يلعب دور الحضور ودور الشاهد ومنه يطلع الممثلون… فهو صاحب الحكاية التي تخرج من صفوفه، من ذاكرته، من أحلامه، من… وأخيرا عرضنا تلخيصا موجزا لحكاية يحيى يعيش الوزير الأوّل الذي عُزِل من منصبه وحُوصِر ومُنِعَ من السفر وكان ضحيةً لحريق شبّ بمكتبته… لا ندري إن كان محاولة اغتيال أو محاولة انتحار أو مجرد حادث. لا أخفي أنّي عند هذا الحدّ تملّكتني الحيرة من هذه المسرحية. لم تزرع المسرحية فيَّ حيرة بشأن موضوع ما، مسألة ما، قضيّة ما ولكنّي وجدتُني في حيرة بشأن المسرحية ذاتها. أشعر بقلق تجاهها. هناك أمر ليس في محلّه. لكأنّ بيني وبين المسرحية وعد ولم يقع الإيفاء به. أو بيني وبين مخرجها، مؤلفها، صاحبها، فردا كان أو جماعة، عقد ما ولم يقع احترامه. سألت حولي عن الرأي في المسرحية، عن الانطباع الحاصل، عن القراءة، عن.. الفهم وغالبا ما يسأل الناس بعضهم عن أعمال المسرح الجديد ودار فاميليا: هل فهمتَ المسرحية؟ وانتظرتُ الأصداء لعلّ وعسى ينجلي المستور ويتجلّى المغمور تحت الغموض المركب بتقنيات الفنون الركحية. ثمّ عدْتُ لمشاهدة المسرحية ثانية قبل أن ينتهي برنامج عرضها وتبيّن لي في الأثناء أنّ الذين عادوا لمعاودة الفرجة ليسوا قلّة… هناك من عاد مبهورا مسحورا ولعلّ دور الفنّ عنده ووظيفته وفعله يتوقف عند المتعة والفتنة والافتتان والسحر والانبهار من ناحية الشكل ومن ناحية المضمون يكتفي بالكليشيات التي تفضح عيوب الواقع وتشهر بالفعائل وتكشف العمائل سواء كان ذلك للترويح عن النفس وتفريج الكربة من نكد اليومي الرازح على الكاهل أو لإضفاء طابع النقد الاجتماعي والسياسي على العمل الفني فينهض مشحونا بالجرأة… وهنالك من عاد ليراجع درسه ويفهم نصّه ويرتّب حكايته وينظّم مفاصلها ويتعرّف الأشخاص الفواعل ويحدّد الأحداث الكبرى ويرسم خطّ الصراع ويفصل الزمن الماضي عن حاضر الزمن السّاري وعن زمن الخيال والحلم والارتداد و.. الهذيان أيضا. ولكنّي عدتُ لأتثبت كيف تخرج الذاكرة من التلفزة الرسمية. عُدْتُ لأبحثَ عن حلقة مفقودة، عمّا ليس فيما هو معلن، منشور، معروض. عدتُ لأتبيّن بعض الأشباح وأستجلي صورتها. عدت لأسأل عن زمن الاستشراف. أخبار السلطة في التلفزة وذاكرة الناس في قلوب الناس. إذن تلك هي الحكاية. بدأت الحكاية بـ: “عيد ميلاد سعيد” وانتهت بـ:”عيد ميلاد سعيد”. بدأت دقيقتين أو ثلاث قبيل الثامنة مساء موعد نشرة الأنباء بالتلفزة الوطنية. وأوّل ما نَبسَتْ به شفةٌ كان السؤال عن الوقت. وانتهت بالسؤال عن الوقت، في الدقيقة التاسعة والخمسين بعد السابعة. سي يحي ظهر واحتجّ وارتجّ وتكلّم وعبّر عن موقفه ودافع عن سياسته وتصوّراته واختياراته فوضّح مبادئه وبيّن صدقه وولاءه للوطن وطرّز دفاعه بألوان المقولات المنتقاة من المعجم الديني التي جاءت بصوت مُفَخَّمٍ مُنَغَّمٍ كأنّه صادر من طبقة ما بين السّماء والأرض فأضفى قدسية رسمية على خطاب رجل رسمي خارج السلطة لا ينفكّ يؤكّد كونه من السلطة وإليها… وقبالة سي يحي السلطة. فكيف تجلّتْ السلطة؟ السلطة لم تظهر. لم تتجسّد في شخصيّة تمثّلها. لم تتجلّ بوضوح ولكن وَقَعَ التعبير عنها بضمير الغائب (هم). هي غائبة بل هي هامة هلامية لم تتجلّ ركحيا ولكنّها كانت حاضرة بثقلٍ بفعلها الذي يتلخص في عزل سي يحيى ومراقبته ومنع كلّ اتصال به وصدّ كلّ من ينوي الاهتمام بالشأن العام وذلك عبر أدواتها: البوليس حول داره وفي المطار وفي المستشفى.. في كلّ مكان والمليشيا التي دخلت البيوت وقسّمت العائلات فابن محرز الممرّض مليشيا… وكذلك الإدارة وقد غُيِّبَ القانونُ ودِيسَتْ المؤسسات فأصبحت الإدارة جهازا يَمْتَثِلُ لتعليمات البوليس ويهاب المليشيا، كذلك كان شأن إدارة المستشفى. فالمتفرج يشعر بحضورها الخانق يزداد خنقا كلّما تقدّمتْ الحكاية وزاد التضييق كبْسًا حول سي يحي. هذا سي يحيى. وهذه السلطة. لوحة سوداء. كابوس. وسي يحيى يرفض أن يُدْلِيَ بتصريح ولا ينفكّ يؤكّدُ أنّه من السلطة وإليها. لقد استمتعنا بتلك الدخلة الرائعة التي دامت أكثر من نصف ساعة (والمسرحية تدوم حواليْ ساعتين). كان الأداء رائعا والفنيات الركحية غاية في الجمال إذْ جمعتْ بين قِلّة الوسائل وبساطة الطرُق وقوّة الدلالة وعمق المعنى ففتحت الركح على القاعة وأدمجتْ القاعة في الركح وولّدت الممثلين من الجمهور وقالت لنا الدخلةُ بصريح العبارة الركحية أنّ الحكاية منّا وإلينا وعنّا من ذاكرتنا الجماعية وعن همّنا العام المشترك. هذا هو الوعد. هذا هو العقد. وعد معلن بالفنيات الركحية. عقد مبرم بالتقنيات البريشتية [1]. وإذا بها حكاية سلطة عن السلطة في صفوف السلطة والقادح خبر عزل في التلفزة، تلفزة السلطة. لذلك قالت العُقَلاءُ: أخبار السلطة في التلفزة وذاكرة الناس في قلوب الناس. استحضار الغائب وتغييب الحاضر. إنّ العالم الذي أنشأته المسرحية ميكرو [2] مجتمع به الوزير والطبيبة والمحامي ومضيّفة المطار والصحفية والممرضون والعاملات أيضا. وبه إشكال سياسي. فما هي صورة العمّال والعاملات ومن إليهم في المجال النقابي والسياسي؟ قدّمت الفرقة لوحات جميلة تذكّر بتلك اللوحات التي كانت تبدع فيها بنات وأولاد تونس الذين كانت تهزّهم في الستينات فورة “الاستقلال” وحماسة الوطنية وبناء الدولة الجديدة وقد وفدت علينا تلك الألعاب مع أفواج من الأطباء من أوروبا الشرقية التي كانت تتغنّى بانتصار الشّعب على الفاشية والنازية وصعود الشغيلة إلى دفّة الحكم والبناء الاشتراكي. ذكّرني المشهد بتلك الحركات الجماعية. فطفا الماضي البهيّ ليخفف من وطأة الحاضر الرديء. وغابت الأشرطة الحمراء والعصي الخفيفة الملوّنة التي يلوّح بها الشبان في الهواء في زهو، والأطواق (الدوائر البلاستيكية) التي ترقص بها البنات، وطلعت أدوات عاملات التنظيف… فتحركت المجموعة في الفضاء الركحي طولا وعرضا في صفوف متلاحقةٍ داخلةً خارجة والظهورُ مَحْنِية والرؤوسُ مُطأطأة والأيادي ممدودة والأقدام مُهرولة والأسطل تَهتزّ وتنتفضُ كدلاء بئرٍ نَضَبَ ماؤها والمكانس تُرْفَعُ وتُخْفَضُ كرايات تَنْتصِرُ وتَنْهزِمُ. وفي مشهد لاحق خرجت صباح بوزويتة لتقرأ باسم زميلاتها العاملات في حضرة سي يحي عريضة تصف حالتهنّ وظروف العمل ومعاناتهنّ اليومية وتطلب من سي يحيى التدخل لترسيم عدد منهنّ… لقد كان نصّا جميلا مرتّبا ترتيبا حسنا عجيبا وكان أداؤه بديعا… ولكنّه ماذا يفيد في السياق العام؟ لكأنّ الجماعة لا تفهم أنّه انتهى سياسيا وليس له أيّ قدرة أو دخل أو فعل. أو هل المقصود أنّ هؤلاء يفهمون أنّه من السلطة وإلى السلطة وأنّه، ولعلّه، وكأنّه، عائد إلى موقعه وما هذا إلاّ مجرد مرور عابر قرب الشعب الكريم وسوف يطفو ثانية ويعلو بقدرة العليم القدير وعندها سيتذكر سي يحي هؤلاء الناس الطيبين الذين ظلوا يؤمنون به، لمّا نسيه الكلّ، ويرفعون من شأنه لمّا زلّت به القدم… لذلك وجب الرهان عليه؟ ثمّ محرز الممرّض الذي يُكلّف بالسّهر على سي يحيى وهو الوحيد الذي يبقى على اتصال به… نتابع التقدّم الأحداث فإذا بمحرز نقابي…!! هكذا، في سياق الحوار، تطلق الصفة النقابية عليه. وعدا ذلك لم نر منه ما يشير إلى الصفة النقابية. فكيف يقع اختياره لتلك المهمّة؟ هل للإدارة ثقة فيه؟ هل هو نقابي في السريّة أم في سرّه؟… فكيف تطلق عليه هذه الصفة مجانا؟ وبعد ذلك، نُفاجَأ ثانية لمّا تطلق صفة ثانية على محرز فإذا هو إسلاميٌّ وأيُّ إسلاميٍّ؟ إسلاميٌّ ذو ميولات عروبية. ومحرز هو الذي رتّب اللقاء مع الصُحُفيّة التي تسعى منذ البداية (في مشهد المطار) للحصول على حوار مع سي يحي. ويصرّح محرز لزوجته، في نهاية المسرحية، أنّه يريد الوقوف إلى جانب سي يحي وإعانته على الفرار من البلاد. من هو محرز؟ قد يوجد أمثال محرز في الساحة النقابية التي تضمّ الجميع -على كلّ لون يا كْرِيمَهْ- ولكن، من ناحية البناء الدرامي، تبدو شخصية محرز شبيهة بذلك الكيس الذي يُحْشَى به كلُّ شيء (Fourre-tout)، كلّ الأشياء التي قد يحتاجها مسافر على عجل. إنّ المسرحية في بنائها ولعبها وإخراجها راقية، قويّة، متينة في مجملها لا شكّ في ذلك… ولكن لماذا هذا الخلل في بناء شخصية محرز التي غطّى على هناتها، رياض الحمدي بحضوره الركحي وحسن لعبه وصدق أدائه؟ عموما، إنّ صورة النقابي المقدّمة والحاصلة لا تتماشى والزلزال الذي هزّ في الدخلة ودوّى رصاصه ولعلع والذي فُهِم على أنّه أزمة 26 جانفي النقابية… هل يعود ذلك إلى قلّة الاهتمام بهذا الصنف وعدم الاكتراث بنشاطه…؟ أو لعلّه موقف من العمل النقابي وما إليه يحمله أصحاب العمل المسرحي. أمّا ما يمكن تسميته باليسار في معناه الواسع فهو غير ممثل في يحيى يعيش وإن كان لا يمكن اعتبار هذا نقيصة إذْ قد نُلَامُ على المطالبة بحشره في موضوع لا يعنيه!… فإنّنا نتساءل بالمناسبة عن صورة اليسار في خمسون. لقد اخْتُزِلَتْ صورته في يوسف. فهل يمثل يوسف لوحده اليسار التونسي طيلة خمسين سنة؟ في الحقيقة يمثّل يوسف الجيل الأوّل، الجيل المؤسس لليسار الجديد، ولا أعرف أحدا لا يُكِنُّ له الاحترام كلّه ولا يَعْترفُ حقّ الاعتراف للجيل الرائد. ثمّ الأهمّ من كلّ هذا من هو يوسف؟ وكيف قُدِّمَ هذا الرمز؟ كيف ظهر على الركح هذا النموذج الذي يختزل مسارا كاملا ليسارٍ لا يزال واقفا وعلى الدرب يسير؟ يوسف مُقْعَدٌ. يظهر على كرسي تقوده زوجته (مريم – جليلة بكار). عاجزٌ. مَهْزوم. لا يتكلّم. هو مناضل يساري حطّمته السجون وأقعده التعذيب. تعود ابنته أمل التي ربّاها على مبادئه، مبادئ الحداثة والحرية والمسؤولية… أمل – التلميدة- التي عادت إلى المنزل وهي تَبْكي يوم قال لها أستاذ التربية الدينية أنّ المرأة عورة… تعود أمل – الأستاذة – من فرنسا.. مرتديةً الحجاب. وفي فرنسا كان صديقها أو خطيبها طبيب فرنسي وهو مناضل في جمعية أطباء بدون حدود وهو تروتسكي [3] وإذا به هو أيضا يعتنق.. الإسلام ويصبح.. سيف الدين..!!! هكذا إذن صورة النقابيين والديمقراطيين والتقدميين واليسار مشوّشة في أحسن الحالات أو مشوّهة إن وجدت أو هي مغيّبة. قد يقول القائل: فشلت “الدولة الوطنية” في مشروعها المجتمعي وعجز اليسار عن تبليغ مشروعه للمجتمع وطاح جدار برلين وهذه الحركة الإسلامية تطفو على الساحة. ولكن لا يعني ذلك أنّ تجربة اليسار قد توقّفت أو انتهت… هذا غير موضوعي ويجانب الواقع لأن حِراك اليسار ظلّ موجودا وسيظلّ موجودا يدافع عن إنسانية الإنسان ما دام الصراع الاجتماعي قائم بين الناس. واليسار التونسي حبل وصاله ممدود وسلسلة تجاربه لا تنقطع وإن اختلفت الرؤى والمواقف والتكتيكات من جيل لجيل. هذا أنا أنتمي إلى اليسار الثقافي (والاسم الحركي: الأجنف الثقافي) وهذه وذاك من اليسار النقابي والثالث ناشط في المجال الحقوقي وذاك مختصّ في مقاومة التعذيب والآخرون في النضال الجمعياتي وتلك مناضلة نسائية وهؤلاء طلبة يساريون يرفعون القبضة عالية وقد قضّوا السنة الدراسية وراء الشمس وهؤلاء يعلنون في المحاكم انتماءهم إلى حزب يساري والقاضي يقاطع ويضرب بمطرقة الأحكام والسجّان يُجلجل بحزمة المفاتيح. هذا هو اليسار التونسي العنيد… هذا ما كان وهذا ما حدث أيّام سي يحي أيّا كان سي يحي… لنقل طوال خمسين طوتها خمسون. العمل الفنّي الذي يتحلّى بالصدق الفنّي والقراءة الموضوعية والمعرفة الحقيقية للواقع يستحضر فيه الرسّام عصارة الألوان جميعِها كما يستحضر فيه الأديب عند الإنشاء عصارة القوانين التي تحكم حركة المجتمع ومختلف القوى الفاعلة. لماذا بقي أدب بلزاك [4]، الذي ينتمي إلى طبقة النبلاء والمنحاز سياسيا إلى المَلَكِيَة، حيّا؟ لأنّه كان شاهدا صادقا على التحولات الاجتماعية فصوّر بصدق وموضوعية كلّ الأطراف الفاعلة: طبقة النبلاء الآفلة وطبقة البرجوازية الصاعدة وطبقة العمّال الواعدة. فلماذا تمعن دار فاميليا، وهي في اعتبارنا دار كبيرة، في استحضار الغائب وتغييب الحاضر؟ ولماذا يقع اختزال الواقع في ثنائية: سلطة – إسلاميين. وهي ثنائية من إنتاج الطرفين؟ فكيف تتجلّى صورة الإسلامي؟ الإسلاميون: بين الفزّاعة والدّمية الإسلاميون ظاهرة هامة في واقعنا، مضخّمة في الحياة الاجتماعية والسياسية ومغيّبة في أغلب الأعمال الفنية تجنّبا للمحضور – دون منشور- ولكنّ الجرأة الفنيّة التي تميّز الفاضل وجليلة ودار فاميليا تمكّن من التطرّق إلى الموضوع بحريّة. والموقع الذي تحتلّه الجماعة يدعّم كلّ مشروع. كيف يتجلّى الإسلامي في الأعمال الفنيّة عموما؟ وفي مسرح الجعايبي خصوصا؟ نادرا ما يقع التعرّض إلى الظاهرة ويقع تجاهلها وكأنّها غير موجودة أو غير هامّة أو إن شئت هي موجة على هامش المجتمع وقد حسم أمرها بالحلّ الأمني. ويقدّم الإسلامي حين يقع التعرّض إليه بنفس الصّورة التي يقدّمه بها الغرب: صورة الإرهابي. كذلك كان الشأن في شريط “ميكنغ أوف” للنوري بوزيد. وتُختزل الصورة في الصورة السلبية (كليشي-Cliché) المحمّضة في مخابر البنتاغون والمستنسخة في مخابر السلطة. وتُغَيَّبُ الأسباب والمسببات والملابسات والظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والإعلامية والسياسية والتاريخية والحضارية… بدْءا بالصدمة الحضارية (إذْ كيف نقف اليوم في العصر ونواجه بوش، ونحن لا نزال، في الأمس، في لحظة الصّدمة، أمام نابوليون [5]؟) صورة الإرهابي هي صورة نمطية للإسلامي ولا تعكس الواقع المركّب، المعقّد، المتعدّد… وهي بناء ذهني سياسي وثقافي وليست مجانبة للصواب فحسب بل هي خطيرة لأنّها، تماما مثل قانون الإرهاب، لا تساهم في حلّ المشكل وإنّما تصبّ النفط على النّار وتؤجج صراعا مفتعلا، مشبوها، مشوّها… لا ناقة فيه ولا بعير لكلّ الأطراف المتقابلة. وفي مسرح الفاضل وجليلة كيف كان الأمر؟ في يحيى يعيش لم تقدّم الظاهرة الإسلامية ممثّلة مباشرة في شخصية أو شخصيات على الركح. وإنّما ظهرت في الخلفية، في خيوط النسيج فنُذكِّرُ مثلا بالإشارة لكون محرز إسلاميا. وبتلك العبارة المحتجّة الفاضحة التي أطلقتها إحداهنّ في وجه سي يحيى: “تبزنس مع لِخْوانجية”. وأخيرا ما سبق وأن لاحظنا عن المعجم الديني في خطاب سي يحيى. أمّا في خمسون فإنّ الظاهرة الإسلامية ظاهرة كالقضاء لا راد لها… فـأمل ابنة يوسف المناضل اليساري تجلّى لها الإسلام في أبهى صورة وارتوت من الصوفية فبان لها بهاءُ الخالق في مطلق حسنه وعجزُ المخلوق في كلّ فعله وتفاهة كينونته خارج دائرة العشق الربّاني فوضعت الحجاب وشاركتْ، جودة، السكنَ وهي زميلة لها في العمل، أستاذة، هي أخت في الدين، فَجَّرَتْ نفسها في ساحة المعهد تحت سارية العلم… في خمسون صورتان: أمل وجودة. إذا انبنت صورة جودة على العنف والتفجير والموت والإرهاب، فإنّ صورة أمل انْبَنَتْ، على نقيض ذلك، على المذهب الصوفي المُؤَسَّسِ على اللطف والمودّة والعشق المؤدي إلى الذوبان في ذات الخالق. صورتان متقابلتان: الإرهابي والمتصوّف. الفزّاعَة والدُّمْيَة. لئن وقع تجاوز كليشي الإرهابي بإدراج تجربة هي على النقيض منها فإنّ الظاهرة في مجملها لا تزال في حاجة إلى معالجات في شتّى ألوان الفنون علاوة على ضرورة العناية بها في البحوث والدراسات في مختلف العلوم: الإجتماعية والنفسية… والإنسانية عموما. ويمكن أن نشير هنا إلى الكشف الذكي الذي قدّمه محمد الجابلي [6] في روايته الأخيرة أبناء السحاب لمّا بنى شخصية الابن بناء متماسكا معقولا في تفاعل بين تَمَزُّقِ الأسرة وأزمة المجتمع وانقلاب القيم وضياع المراجع من ناحية، وحيرة الشاب وضياعه في هذا الخضمّ المزبد. الإسلام مبثوث في المجتمع التونسي، متزاوج مع النسيج الثقافي والحضاري والفكري للمجتمع وهو في وئام متوازن مع منزع الشعب التونسي للحداثة للمعاصرة للتقدّم للتسامح… وأقولها لللائكية. الناس مسلمون ولكن لا يعني ذلك أبدا أنّهم إسلاميون. فما معنى إسلاميّ؟ إنّها عبارة تستعمل (عمدا) بالمعنى الذي تفيده كلمة (زَعْ) التي تسوق الإبِلَ جميعَها. أو هي كذاك الكيس الذي تُحْشَرُ به كلُّ الأشياء حشْوًا. تحت إسلامي تجد بن لادن ورموز النهضة وأستاذ التربية الإسلامية وحمزة، ابن جارك، المراهق الذي يصلّي الصبح حاضرا في مسجد الحيّ ومروى ابنة زميلك التي وضعت الحجاب لسبب لا يعلمه من لم يبحث في الظاهرة… وصولا إلى عمّ عثمان العطار الذي رفض فتح دفتر (كريدي) لعرف ولد محرز الفرملي… والإسلاميون الذين هم.. إسلاميون فإنّهم ليسوا كلاّ متجانسا. ليسوا كتلة واحدة بنفس المفاهيم والتصوّرات والمعتقدات ولا يصادقون على نفس البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ولو وضعت أمامهم مختلف البرامج التي تشقى، كلّها، لتصل إلى عموم الناس، وتسنّى لهم قراءتها ومناقشتها والتفكير في واقعهم وحاجياتهم وطموحاتهم وفيها، لاختلفوا وتوزعوا بينها أحزابا (والحزب هو الجماعة أو الفريق). الخاتمة واستشراف الآتي هذه إذن هي مسرحية يحيى يعيش المسرحية السياسية أو النفسية أو إن شئت البوليسية فالمهمّ ليس هذا أو ذاك، لأنّه بات من الواضح أنّ المسرحية مركبة وذات مستويات وأبعاد متعدّدة، وإذا كان هاما أن نحاول ضبط الموضوع والحكاية وإذا كان النظر في فنون الإخراج والتقنيّات والأساليب وكيفية الأداء مهمّا أيضا، فإنّ الغاية من كلّ ذلك تظلّ دوما، في نهاية المطاف، السعي إلى استجلاء المقصود. كانت الفرجةُ ممتعةً حقّا بذلك الأداء الممتاز، والفرقةُ متجانسةً فعلا في ذلك اللعب دون نشاز. جليلة بكار أدّت بـروعتها المعهودة عدّة أدوار فكانت على التوالي: الطبيبة والصحفية والعاملة… وكذلك الشأن بالنسبة لفاطمة سعيدان التي طلعت علينا في ألف لبوس وكلّما أطلّتْ أدّتْ وأبدعتْ فأمتعتْ. واللّوم الوحيد هو ذاك الشعور بأننا دخلنا من الباب وخرجنا من الخوخة لأنّ مسرحية يحي يعيش لم تعتن إلاّ بيحي يعيش. والمسرح العظيم في تقديري هو المسرح الذي، إلى جانب الجمال والفِتْنَة، يزرع فيك الحيْرةَ والسؤال ويدفعك إلى التفكير في ما هو كائن وفي ما يجب أن يكون. لا يتوقف عند توصيف الظاهرة ويتفنّن في جزئياتها وأطرافها والحواشي بل يدفعك إلى البحث عن الأسباب والجذور والخلفيات والدوافع وعن النتائج أيضا… الفنّ العظيم يجعلك تستكشف الظاهرة فتستجلي وجه النقد وقفاه (قطعة النقد) وذاك هو النقد الوجيه أي التحليل أو الاستقراء الصائب. وما ضرّ لو تضمّن العمل الفنّي إشارة، ومضة، غمزة، إشارة، شعاعا استشرافيا يفتح نافذة أو كوّة نلتفت من خلالها إلى الآتي، آتي هذا الجمهور. فماذا يعني أن يرى سي يحي أوصاله وقد قُطِّعتْ ونُشرتْ في كلّ اتجاه؟ كذلك كانت نهاية سي يحي. هكذا كانت نهاية يحي يعيش: وفجأة يختفي “…أصوات تنادي كاينّها طالعة من قاع بير تلحّ تهمس توشوش تزفّر تغنّي في إسمي يحي يحي سي يحي حلّيت عينيّ وخزرت ريت يحي يعيش ساق يدّ راس كلّ طابق وحده مخلوع منشّر عالرّابع شيرة وغبت… ” في نهاية شهر جانفي 1980، كنّا بمدينة الكاف في التربص الجهوي لنوادي السينما الذي يجمع نوادي ولايات الشمال [7]. وكان البرنامج واضحا: نخصّص حصص النّهار للدراسات والاطلاع على المدارس السينمائية والنقاشات والتدرب على إنجاز الورقات التقديمية والنقدية ونفرد الحصص المسائية للتطبيق، للتدرب على حصة “نادي السينما يعرض ويناقش” أي للفرجة، لتقديم الأفلام وعرضها ومناقشتها. في تلك الليلة، كان البرنامج يشتمل على.. مسرحية. تجمّعت الكراسي واقتربت من بعضها وتراصت أمام التلفاز. ليلتها كانت قفصة تهتزّ تحت وطأة أحداث.. قفصة – وما أكثر وأفجع أحداث قفصة الجريحة دوما – تلك الأحداث التي أودت بصحّة الوزير الأوّل، السيّد الهادي نويرة، وأقعدته وعزلته عن مهامه. ولكنّ وزير الإعلام آنذاك كان ذكيا، على ما يبدو، لأنّه لم يلغِ عرض “غسّالة النوادر”… واليوم وقد تقلّصت أطر النقاش وفضاءاته ومناسباته ها أنّي أطرح هنا ما عندي عسى أنْ أدْلِيَ بِدَلْوِي مع من يُدْلِي دون أن أزعج السّاقي ولا المُرتوي. على كلّ لقد نجحتْ المسرحية وأيّما نجاح بجُرأتها وفنيّاتها وموضوعها في تحريك السواكن بطرق المسكوت عنه فهزّت جمهورها وأقضَّتْ مضاجعه وأثارت النقاشَ بين المتفرِّج وذاتِه وموضوعِه وأحْيَتْ سهراتٍ أمتعتْ وآنستْ فطوبى لكلّ من طلعَ على الخشبة ولكلّ من شارك من الكواليس. وإنّي لأشعر بلون من الحزن لمّا أرى عملا فنيّا من ديارنا يُشرق للحياة ويمرّ هكذا دون أن ينتبه له أغلب الناس دون أن يلعب دوره في الإمتاع والمؤانسة والمنافسة والمناقشة… لأنّ العيون مشدودة إلى إشهار وإعلانات وواجهات تجار الأحلام الفاسدة والأيدي مكبّلةٌ بالشقاء اليومي أمّا العقولُ فهي كليلة مغلولة بقيد الغرائز البهيمية والمسلّمات السّخيفة. رجل المسرح، كما كلّ فنّان، هو شاهد اللحظة ومتورّط فيما يحدث الآن وهنا ومساهم في بلورة الوعي الجمعي وهندسة الأرواح وتشكيل الإرادة العامة ومواجهة الأقدار المزوّرة وصنع التاريخ… ولن يكون ذلك ما لم يعبّر الفنّان بحرية تامة. لن يكون ذلك ما لم يتوفّر الصدق الفنّي. لن يكون ذلك ما لم يصل العمل الفني إلى الجمهور الواسع. وما لم يملأ صداه وسائل الإعلام الجماهيري التي يؤثّثها الإسفاف والدعارة والنفاق والبخور والشعوذة. زائــدة: كلمة، سي يحي، لو سمحت. وأخيرا وليس آخرا، يسرّني، سي يحي، لو سمحت، باسمي وباسم كلّ لوخيّان الثقفوت ومحبّي الثقافة وزقزقة العصافير والمولعين بالإستيتيقا والمغرمين بالمواضيع الجادة والمصابين بتخمة الثقافة المعلبة والقابعين تحت السّور والمنبوذين في الشوارع الخلفية والمنسيين وراء أحزمة المدينة وكلّ المتروكين والمتروكات والمهملين والمهملات… المسكونين بالفنّ المسرحي وغير المسرحي، يسرّني، سي يحي، لو سمحت، أنْ أطرح على سامي مسامعكم الطاهرة هذه الأسئلة البدائية، الإبتدائية، البسيطة، السّاذجة سذاجة البدوية. هي أسئلة حرّى، ملتهبة، حارقة. هي، على الفم كالسِّوَاكِ الحار، ولكنّها أسئلة للفم معطّرة، وللأسنان منظّفة، وللّثة مطهِّرة، لأنّ الفم الذي لا يُفْتَحُ ولا يسأل فمٌ نَتِنٌ. إذن أطرحها سي يحيى. ألقي بها وأمضي. كم مرّة، سي يحي، عُرِضتْ يحي يعيش؟ وكم تخمن عدد الذين شاهدوها؟ ما هي النسبة المائوية للتلاميذ الذين لم يدخلوا ولو مرّة واحدة إلى قاعة مسرح؟ والطلبة؟ كم ملعبا أمرتم بتشيبده سي يحيى؟ وكم ملعبا مولتم تعشيبه؟ كم مقفزا يوجد بالمؤسسات التعليمية والمقفز، سي يحي، هو مستطيل به كدس رمل يقفز به التلاميذ في حصّة الرياضة ويسمّى (سوطوار: اسم مكان من فعل قفز). كم قاعة مسرح بُنيتْ في البلد دون اعتبار ما بنته العكري؟ وتُسْمَعُ من قاعة مسرح قاعة بمواصفات الفنّ المسرحي، سي يحيى، ولا تُحْتسبُ قاعاتُ دور الشعب شبه المغلقة شبه المفتوحة، متعدّدة الاختصاصات أحادية الاستغلال وقد بُنِيَتْ بميزانية وزارة الثقافة… ومفتاحها، يا سي يحيى، عند ولد محرز الفرملي؟. كم سجّلت التلفزة الوطنية، منذ بُعِثتْ في الستينات، من مسرحية من إنتاج الفرق التونسية؟ ومتى كان ذلك؟ وكم بثّتْ منها؟ وأذكّرك سي يحيى أنّك كم مرّة افتخرت بتأصّل المسرح في بلادنا وأعلنت أنّنا الأوائل في إفريقيا والوطن العربي، وعددت الفرق بدءا بالمسرح الوطني وفرقة بلدية تونس وفرق المحترفين والهواة وفرق المسرح الجهوي ونوادي المسرح والمسرح الجامعي والمسرح المدرسي، أيضا سي يحيى، وما أدراك ما المسرح المدرسي!). كم مقابلة في كرة الأرجل سجّلتْها وبثّتْها تلفزتُنا الوطنية العتيدة؟ نعم؟ ماذا…؟ طبعا…! نعم! أنا أسأل وأسائل التلفزة الوطنية. ولِمَ لا أسائلها؟ أودّ فقط، سي يحيى، أنْ أذكِّرَ أنّي، وأنّه، وأنّها، وأنّهما وأنّنا جميعا، ومنذ قرابة ربع قرن، ندفع ضمن فاتورة الكهرباء “معلوم الإذاعة والتلفزة”. وآخر فاتورة بها أكثر من ثلاثة دنانير: 7963, !… كم عدّادا عائليا دفع هذا المعلوم في الأيّام الأخيرة، يا سي يحي؟ إذا كان معدّل العائلة التونسية عشرة أفراد هناك مليون فاتورة… عشرات ملايين الدنانير في السنة في صندوق تلفزتنا الوطنية الموقّرة… هذه التي يسمّونها المليارات… لا أتصوّر الكمَّ ولا أقدر على العدِّ. كم نصيب الثقافة منها عموما والمسرح، على سبيل المثال، يا سي يحي؟ إلى كم مليار تصل ميزانية فريق من فرق كرة الرجلين يا سي يحي؟ وكم تقدّر ميزانيات كلّ الفرق المسرحية مجتمعة من جزيرة جالطة شمال طبرقة إلى رمادة جنوب تطاوين، ومن برج الرومي ظهري بنزرت إلى رجيم معتوق قِبْلِي دوز؟ يُقال، يا سي يحي أنّ معدّل الدخول لمسرحية لفرقة من القسم الوطني 200 متفرج في العرض الواحد. فإذا عُرِضت عشرة مرّات (وهذا فتحٌ مُبين) شاهدها 2.000 متفرج!… ويُعتبر هذا الجمهور ضئيلا في مقابلة واحدة تدور بين فريقين من العالم الثالث (عفوا، أقصد القسم الثالث، سي يحيى، إنّها وربّ الكعبة زلّة لسان) ومن صنف الأداني في ملعب أشهب بقرية من قرى مناطق الظلّ!… وفي انتظار الموسم الثقافي القادم، سي يحي، يعيش يحيى يعيش ويربّي الرّيش، ونعيش نعيش ويحيا الوطن.! وهلمّوا هلمّوا لكم سديد النظر والسلام عليكم. الجزء الأوّل [1] البريشتية: بريشتية: نسبة لبريشت، برتولد بريشت أو بريخت، (1898 – 1956)، رجل مسرح ألماني، تأليفا وإخراجا ونقدا وتنظيرا وشاعر واجه النازية في الثلاثينات والأربعينات ، فرّ إلى فنلادة ولمّا غزتها القوات النازية لجأ إلى أمريكا حيث حوكم واعتبر غير مرغوب فيه. عاد إلى موطنه، بعد نهاية الحرب، وعاش بألمانيا الشرقية حيث واصل نضاله الفكري والثقافي. [2] ميكرو مجتمع: مجتمع مصغّر [3] تروتسكيٌّ: نسبة إلى ليون تروتسكِي، أحد قادة الثورة الاشتراكية 1917 بروسيا، رفيق لينين وستالين، اختلف في العشرينات مع ستالين وترك تيارا ماركسيا له مقولاته في الثورة والبناء الاشتراكي. [4] بلزاك: أحد أبرز أعلام الرواية وروّادها في فرنسا والعالم، يُعتبر أب الرواية الفرنسية [5] نابيون: لوي نابوليون بونابارت والمقصود حملته على مصر نهاية القرن 18 بداية 19 التي أحدثت الصدمة الحضارية. [6] محمد الجابلّي: قاص وناقد ناشط في الساحة الأدبية آخر ما صدر له : ابناء السحاب، أفريل 2010 [7] نوادي سينما ولايات الشمال الناشطة سنتها: بنزرت وماطر وتونس والمرسى وقرطاج وباجة وجندوبة والكاف وتاجروين والدهماني وسليانة وقعفور. وانعقد في نفس الوقت تربص نوادي الوسط بسوسة والثالث: تربص الجنوب بصفاقس (دون تعليق- no comment).
دينامية الجماعات و تفسير تماسك الجماعة
ابراهيم بلكيلاني
إن الانسان كائن عضوي نفسي اجتماعي فهو يعيش بالجماعة و فيها و بين أحضانها . لذلك يرى علماء النفس الاجتماعي ان دراسة الجماعة و دينامياتها هي نقطة البدء لفهم الانسان من زاوية اجتماعية نفسية ( عيد ، 2000 ، ص 65 ) . و يؤكد عيد أيضا على أن ” فهم طبيعة الحياة الاجتماعية لا يكون إلا من خلال فهم الجماعة و دينامياتها ” ( المصدر نفسه ) . فالجماعة هي ” وحدة اجتماعية تتكون من فردين أو عدد من الأفراد بينهم علاقة صريحة على النحو يسمح بأن يدرك الأنا الآخر كعضو في الجماعة ، و لكل فرد من أفراد الجماعة دوره الذي يؤديه ” ( عيد ، 2000 ، ص 64 ) . و يعرفها معوض بكونها ” وحدة اجتماعية تتكون من ثلاثة أشخاص فأكثر يتم بينهم تفاعل اجتماعي. وعلاقات اجتماعية وتأثير انفعالي ونشاط متبادل على أساسه تتحدد الأدوار والمكانة الاجتماعية لأفراد الجماعة وفق معايير وقيم الجماعة إشباعا لحاجيات أفرادها ورغباتهم وسعيا لتحقيق أهداف الجماعة دائما” ( في :http://anthro.ahlamontada.net/montada-f9/topic-t1600.htm?sid=1d0a291dc2302d143bb1e9c95b22a150 ) و تتميز الجماعة بعدة خصائص كالتجمع والتماسك والانسجام إضافة إلى أن عدد أفرادها يزيد عن اثنين ، فضلا عن خاصية الانتماء والعمل الجماعي من أجل تحقيق هدف مشترك، وتبادل التفاعلات والأدوار والوظائف. الخصائص السيكولوجية للجماعة : يشير موشييللي Mucchielli R. إلى أن الجماعة تنبني على مجموعة من الخاصيات السيكولوجية الأساسية ويجملها في : • التفاعلات. • وجود أهداف مشتركة. • بروز مقاييس أو قواعد التصرف. • بروز بنية غير شكلية لنظام العواطف والود والنفور. • وجود انفعالات ومشاعر جماعية مشتركة . • وجود لاشعور جماعي. • إقامة توازن داخلي ونظام للعلاقات المستقرة مع محيطها ( في : حمداوي ،http://www.adabfan.com/criticism/2285.html )
دينامية الجماعات :
يعرف لوين كورت (1980-1947) دينامية الجماعات بأنها ”جموع القوى النفسية والاجتماعية المتعددة والمتحركة والفاعلة التي تحكم تطور الجماعة”. و يعرفها ( بونر ) ” بأنها فرع من فروع علم النفس الاجتماعي يبحث في تكوين وبناء الجماعة وتغيرها عن طريق جهود أعضائها لإشباع حاجاتهم ” . أما ( ليفين ) فهو يرى أن ” الجماعة كل دينامي ، و هذا الكل الدينامي لا يساوي مجموع أجزائه أو أعضائه ، بل هو محصلة لصراع القوى المتمثلة في هذه الأجزاء “( عيد ، 2000 ، ص 65 ) . و هذا التعريف يأتي على أنقاض مجموعة من التفسيرات للظاهرة الاجتماعية و الجماعة منها بالخصوص ، سواء تلك التي ركزت على أن المجتمع هو مصدر تشكيل الفرد و قولبته أو تلك التي تقول بدور الارادة الواعية للفرد في تشكيل المجتمع ( كريب ، 1999 ، ً 14) . و أصبح التصور الدينامي أساس مهم في العلاجات النفسية ، لذلك سوف تتناول هذه المقاربة أهمية تماسك الجماعة ضمن الإطار النظري الدينامي . تعريف تماسك الجماعة :
يعرف (كارتريت و زاندر) تماسك الجماعة بأنه ” ما ينتج من التفاعل بين كل العوامل التي تدفع الأفراد للبقاء في الجماعة ” و يحددها في مجموعتين من العوامل : 1) عوامل تؤدي إلى زيادة جاذبية الجماعة لأفرادها . 2) عوامل مرتبطة بدرجة جذب العضوية في جماعات أخرى . و تتصف الجماعة ذات التماسك العالي أو المرتفع بمجموعة من الخصائص و التي يجملها الباحثون في : 1. الإعلاء من قيمة العمل الجماعي . 2. التضامن و المسؤولية الجماعية . 3. الروح المعنوية المرتفعة . 4. التنسيق بين وحدات العمل في الجماعة . 5. الاعتزاز و الافتخار بالانتماء إلى الجماعة . 6. إحساس الأعضاء باستمرارية جاذبية الجماعة . (http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Mnfsia15/SocCohesiv/sec01.doc_cvt.htm ) و سوف نتناول بالتفصيل خاصتين مهمتين التي تتصف بها الجماعات ذات التماسك العالي و هما : الروح المعنوية و جاذبية الجماعة لأفرادها . أولا : الروح المعنوية : يعرف (موكور) الروح المعنوية بأنها ” إرادة يدعمها العقل لبلوغ هدف مشترك ” أما هاريمان فيعرفها بأنها ” شعور انفعالي حماسي تجاه ما تقدم عليه الجماعة من أعمال ” ( في : عيد ، 2000، ص 76 ) . أما وارين فو يؤكد على أن ” الروح المعنوية اتجاه قوامه الثقة و المثابرة في العمل و التمسك بمثل الجماعة ” ( في : عيد ، 2000، ص 77 ) . و هناك مجموعة من العوامل تؤدي إلى ارتفاع الروح المعنوية في الجماعة و عوامل أخرى تؤدي إلى العكس . و من أهم العوامل المساهمة في ارتفاع الروح المعنوية هي : · موقف الأفراد من الجماعة و الرغبة في الاستمرارية . · النظر إلى الجماعة كقيمة ايجابية . · قيم و مبادئ الجماعة . · حيوية الأهداف و وضوحها . · توحد الفرد مع الجماعة . · اشباع الجماعة لحاجات الأفراد الثانوية . أما العوامل التي تساهم بصورة عكسية فهي : · غياب الهدف المشترك · عدم اشباع الجماعة لحاجات الأفراد · تضخم الشعور بالأنا الفردية على الانتماء الجمعي ( المصدر نفسه ) . ثانيا : جاذبية الجماعة لأفرادها : من الحقائق الاجتماعية المتواضع عليها علميا أن الأفراد لا ينجذبون إلا لجماعة تمثل لهم مصدرا لاشباع حاجاتهم . و من أهم العوامل الجاذبة للأفراد إلى الجماعة هي : · تأكيد الإحساس بالهوية لدى الفرد . · المشاركة في صنع أحلام الجماعة . · شعور أفراد الجماعة بالاتحاد مع قيم الجماعة . · قدرة الجماعة على الاستجابة لدوافع و تطلعات الأفراد . و تجدر الاشارة إلى أن كل مرحلة عمرية تلائمها نوعية محددة من الجماعات التي يمكن أن ترتقي بمستويات استجابتها لحاجات الأفراد وفق كل مرحلة عمرية . و تتعدد مستويات تفاعل الأفراد و الارتباط بالجماعة تبعا للعديد من المتغيرات المتداخلة ، منها ما هو ذاتي و منها ما هو موضوعي أو داخلي و خارجي . و يعتبر تماسك الجماعة من أكبر التحديات التي تواجه الجماعات صغيرة كانت أو كبيرة . فالتماسك عامل و عنوان الفعل و الإنتاج و التأثير في الواقع ، إضافة إلى كونه يحقق استمرارية الجماعة و تطورها و يمكنها من الاستجابة الفاعلة للتحديات . أما في عدمه تصبح الجماعة محاطة بأسباب الفشل و العجز عن الفعل في الواقع ، و مهددا لاستمراريتها و وحدتها . المراجع : 1. حمداوي ، جمال : ديناميكية الجماعات . http://www.adabfan.com/criticism/2285.html 2. كريب ، إيان : النظرية الاجتماعية ، ترجمة : غلوم ، محمد حسين و عصفور ، محمد . الكويت : المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب ، سلسلة عالم المعرفة ، عدد 244 , نيسان 1999 . 3. عبدالمعطي ، عبدالباسط : اتجاهات نظرية في علم الاجتماع . الكويت : المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب ، سلسلة عالم المعرفة ، عدد 44 , أغسطس 1981 . 4. عيد ، محمد ابراهيم : علم النفس الاجتماعي . القاهرة : مكتبة زهراء الشرق ، 2000 . 5. http://anthro.ahlamontada.net/montada-f9/topic-t1600.htm?sid=1d0a291dc2302d143bb1e9c95b22a150 6. التماسك الاجتماعي :http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Mnfsia15/SocCohesiv/sec01.doc_cvt.htm
ماذا بقي من الوجود الفلسطيني في تونس؟ (1/3) الدائرة السياسية أطلال «وزارة خارجيّة»
(1/2/3)
(الأخبار) مثّلت تونس في مرحلة من المراحل إحدى محطات انتقال قادة الثورة الفلسطينية بعد عمّان وبيروت. انتقال فرضه الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، واستمر حتى منتصف التسعينيات مع اتفاقات أوسلو والدخول إلى الأراضي الفلسطينية. الوجود الفلسطيني عملياً انتهى في تونس، لكن أطلاله لا تزال موجودة، ولا سيما عبر شخصيات لا تزال متمسكة بمعارضة أوسلو والسلطة. وجود فلسطيني يبدأ من الدائرة السياسيّة لمنظمة التحرير، التي باتت بمثابة أطلال ما كان يوماً «وزارة خارجية»، ويمرّ بمكاتب «فتح» التي أغلقت بعد المؤتمر السادس، ولا ينتهي عند ما شهدته تونس من عمليات ميدانيّة قليلة، كان ضحيتها كبار قادة منظمة التحرير تونس ــ حسام كنفاني فور الخروج من مطار قرطاج الدولي في العاصمة التونسية، تلتقي بأول الآثار الفلسطينية. «شارع الزعيم ياسر عرفات» هو أول ما تمر به لدى دخولك إلى الأراضي التونسية. مسمّى يوحي لك بأن «الأطلال» الفلسطينية ستكون متناثرة في كل مكان، ولا سيما أن المرحلة التونسية من «الثورة الفلسطينية» لم تكن قصيرة أبداً، وكانت حافلة بأحداث كبيرة، بدءاً من التخطيط للانتفاضة الأولى في عام 1987، مروراً بإعلان الدولة في عام 1988، وصولاً إلى اتفاق أوسلو في عام 1993. عناوين عريضة حفلت ثناياها بالكثير من العناوين الفرعية، التي كان الخيال يوحي بأن آثارها ستبقى ماثلة على الأرض. غير أن الواقع مختلف. فبعد «شارع الزعيم ياسر عرفات» قد لا تجد ما يدلك على أن هذه البلاد شهدت في مرحلة من المراحل احتضاناً لقادة الثورة الفلسطينية. احتضان اندثر مع الزمن ومع غرق «الثورة الفلسطينية» بحسابات السلطة والخلافات بين أطرافها، والاقتتال على الصلاحيات الذي لا يزال قائماً حتى اليوم، سواء بين مكونات منظمة التحرير أو بين المنظمة والفصائل الجديدة، وفي مقدمها «حماس». عباس عاجز عن إلغاء الدائرة السياسية لأنه يحتاج إلى اجتماع للمجلس الوطني «الدائرة السياسية لمنظمة التحرير»، ورئيسها فاروق القدومي (أبو اللطف)، هما العنوان الوحيد اليوم لبقايا تلك المرحلة، ما دامت العناوين الأخرى كلها تغيّرت، سواء مكتب فتح أو الصندوق الوطني أو دائرة شؤون اللاجئين. «الدائرة السياسية» هي الوحيدة التي لا تزال في مكانها، لكنها خارج السياق «الرسمي». فالدائرة، التي كانت في يوم من الأيام بمثابة «وزارة خارجية» لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، باتت«دائرة تمرّد»، بحسب ما يراها مسؤولو السلطة في الداخل الفلسطيني. المحطّة الأولى في معاينة بقايا الوجود الفلسطيني لا بد أن تكون في الدائرة السياسيّة، وما تمثّله من رمزية في فترة من فترات العمل السياسي للثورة. فترة ذهبية امتدت إلى ما بعد اتفاقات أوسلو، لكنها ما لبثت أن بدأت بالانحدار لتصل الى ما هي عليه اليوم. فالدائرة لم تعد موجودة عملياً، بحسابات السلطة الفلسطينية، ورئيسها بات خارج المسميات الرسميّة في منظمة التحرير بعد التوزيعات الأخيرة التي فرضها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس. الدخول إلى الدائرة السياسية يعطي الانطباع بالتهميش الذي تعاني منه، وذلك قبل أن تباشر بالسؤال عن الأحوال والتعاطي الرسمي مع هذه الدائرة، التي من المفترض أن تكون أساسية في توزيعات منظمة التحرير. المبنى، الواقع في شارع معاوية بن أبي سفيان في منطقة المنزه، لا يوحي بأي صفة رسمية، رغم الشرطي الواقف على مدخله. حتى إن الكثيرين في العاصمة التونسية لا يعرفون بوجوده. ومن يقصده قد يحتاج إلى الكثير من الإرشادات للوصول إليه، إذا كان لم يزره سابقاً. الانطباع من الخارج لا يختلف كثيراً عندما تدخل إلى الداخل. فرغم الطلاء الطازج الذي ازدان به المدخل، إلا أن المكاتب توضح الحال المتهالكة للمبنى. مجموعة صغيرة من المكاتب لا يزيد عددها على خمسة، تضم مجموعة صغيرة من الموظفين الذين اختاروا البقاء في الدائرة السياسية الحالية والتمسّك بمعارضة السلطة الفلسطينية، رغم محاولات الإغراء الكثيرة التي لا تزال قائمة إلى اليوم. مسمّيات التوظيف لا تزال على حالها، لكنها حاليّاً من دون صلاحيات، رغم سعي رؤساء الإدارات إلى البقاء على تواصل مع السفارات وبعض وزارات الخارجية، التي لا تزال تعترف بالقدومي رئيساً للدائرة السياسيّة. خلال اجتماع ملء شواغر اللجنة التنفيذية، وقف أبو مازن وقال «الدائرة السياسية عندي» رئيس إدارة شؤون الموظفين والتفتيش في الدائرة السياسية، عبد الجواد زقّوط، يوجز حال الدائرة في ظل «الحصار الذي تعاني منه» اليوم. حصار بدأ مع تداخل الصلاحيات بين الدائرة ووزارة الشؤون الخارجية التي أنشأها أبو مازن في رام الله. تداخل كان مادة صراع بين أبو مازن والقدومي، قبل الانتخابات التي أوصلت «حماس» إلى السلطة في عام 2006. حينها اصطفّ أبو مازن إلى جانب أبو اللطف للحفاظ على دوره كـ«وزير للخارجية». إلا أن التفاهم لم يستمر طويلاً، فما لبث أبو مازن أن سحب من الدائرة، في عام 2006، صلاحية اعتماد موازنة السفارات. خطوة أولى من الحصار المادي، توّجت في شهر تموز من العام الماضي، حين أوقفت السلطة موازنة الدائرة السياسية، من دون أن توقف رواتب موظفيها التي تتحول آلياً من الصندوق القومي الفلسطيني. غير أن السلطة لم تعد تعترف بإيجار المبنى ولا بمصاريفه ولا برحلات القدومي، الذي لم يعد في نظر السلطة رئيساً للدائرة السياسية. ويؤكد زقوط أنه في اجتماع ملء شواغر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في آب من العام الماضي، وحين وصل الحديث إلى الدائرة السياسة، وقف أبو مازن وقال «الدائرة السياسية عندي»، ليصبح بالتالي رئيساً غير معلن للدائرة بعد إقصاء القدومي، الذي لا يزال عضواً في اللجنة التنفيذية. زقوط يؤكد أن أبو مازن غير قادر على إلغاء الدائرة السياسية، على اعتبار أنه يحتاج إلى اجتماع للمجلس الوطني، بحسب القانون الأساسي لمنظمة التحرير، فلجأ إلى عملية محاربتها. وفي ظل الحصار المالي، يشير زقوط إلى أن ميزانية الدائرة تعتمد حالياً على المساهمات الشخصية من بعض الفلسطينيين المتموّلين، إضافة إلى أن أبو اللطف يساهم شخصيّاً في إبقاء الدائرة مفتوحة. وفي رد على سؤال عن مساهمات دولية، وخصوصاً إيرانية في الدائرة، يقول رامي القدومي، نجل أبو اللطف، مازحاً: «ذهبنا إلى إيران، فأعطونا فستقاً حلبيّاً». محاولات الاحتواء محاولات السلطة الفلسطينية لاحتواء الدائرة السياسية لمنظمة التحرير وبعض موظفيها لم تتوقف، وأخذت أشكالاً عدة، كان آخرها زيارة وفد من السلطة، برئاسة المستشار الرئاسي نمر حمّاد، لمفاوضة بعض من بقي في الدائرة وتوزيعهم على بعض السفارات في الخارج. الخطوة هذه تأتي استكمالاً لما بدأته السلطة، لجهة استقطاب كل من يدور في فلك فاروق القدومي (الصورة). الاستقطاب كان بالقرار الذي اتخذته رام الله بجمع مكاتب منظمة التحرير في تونس في مكان واحد، وهو ما حدث بالفعل اعتباراً من مطلع العام الجاري، حين جرى استئجار مجمع يضم حالياً نحو 40 موظفاً من دوائر شؤون اللاجئين وأمانة سر منظمة التحرير وماليّة جيش التحرير. وكان من المفترض أن يضم المجمع موظفي الدائرة السياسية، غير أن معظمهم لم يلتزموا بالقرار، الذي لا تزال محاولات تنفيذه قائمة. (المصدر: جريدة الأخبار اليومية اللبنانية بتاريخ 12 جويلية 2010)
ماذا بقي من الوجود الفلسطيني في تونس؟ [2/3]
أبو ماهر أغلق «دكانة فتح»… وغادر ( الأخبار) قد تكون حركة «فتح» الفصيل الفلسطيني الوحيد المسموح له بأن يكون موجوداً في تونس، باعتبارها المكوّن الأكبر لمنظمة التحرير، التي اتخذت من العاصمة التونسية مقرّاً لها في فترة من الفترات. لكن هذا كان في السابق، وتحديداً قبل المؤتمر السادس للحركة، الذي عُقد في آب من العام الماضي في بيت لحم. ما قبل المؤتمر ليس كما بعده بالنسبة إلى الفتحاويين المعتصمين بالبقاء خارج الأراضي المحتلة، ولا سيما أنه لم يعد هناك إطار يجمعهم في هذا البلد الشمال أفريقي، ليبقى هدف التواصل فقط لا غير هو العنوان الأبرز، بعدما أغلق محمد راتب غنيم «دكانة» الحركة، واختار الدخول في رحاب السلطة الفلسطينية تونس ــ حسام كنفاني من يبحث عن عنوان لحركة «فتح» في تونس فلن يجده. الحركة، التي كانت في مرحلة من المراحل عنوان الحراك الفلسطيني في تونس، لم يعد لها أيّ وجود رسمي، رغم بقاء بعض كوادرها في العاصمة التونسية، ورفضهم الدخول إلى أراضٍ لا تزال تحت الاحتلال. قبل أشهر قليلة فقط كان يمكن الاستدلال على مكتب التعبئة والتنظيم لحركة «فتح» في منطقة «المنزه السابع» في العاصمة التونسية. غير أن الأمور اليوم تبدّلت بعدما قرّر مفوّض التعبئة والتنظيم محمد راتب غنيم «أبو ماهر» إغلاق المكتب «كأنه دكان ملك شخصي»، بحسب تعبير السفير السابق، القيادي في «فتح»، جمعة الناجي، الذي يؤكّد أن لا وجود رسميّاً لأيّ مكتب، أو أي إطار تنظيمي حالياً لحركة «فتح» في تونس، رغم أن المكتب السابق كان مسؤولاً عن أقاليم «فتح» في الخارج، إضافةً إلى احتوائه على مكتب مالية الحركة، الذي أغلق هو الآخر. أوقف أبو ماهر إيجارات البيوت والمكافآت لذوي الدخل المحدود ورغم عدم وجود مكتب رسمي، فإنّ من يطلب التواصل من أبناء حركة «فتح» يمكنه أن يقصد مبنى الدائرة السياسية لمنظمة التحرير، حيث خُصّص مكتب في الطابق الأرضي لأبناء الحركة. مكتب بلا مسمّى أو مهمّات رسمية، «مجرّد ملتقى لأبناء فتح في تونس»، بحسب الناجي، الذي أضاف إنّ «الهدف من المكتب هو أن يكون عنواناً لأبناء حركة فتح، وبؤرة تجمّع لهم للحفاظ على التواصل والصلة بالقضية، إضافةً إلى مكان لدعوة الفتحاويين الوافدين إلى تونس للإصغاء إلى هموم كوادر الحركة، ووضعهم في صورة التطورات السياسيّة». العتب على أبو ماهر غنيم واضح في كلام الناجي، ليس لإغلاقه مكاتب الحركة وحسب، بل لسوء إدارته للعمل التنظيمي في «فتح» أثناء توليه مفوضية التعبئة والتنظيم في الخارج. يشير إلى أن «فتح» لم تعد تهتم بالتنظيم في تونس، ولم تعد تمارس منذ سنوات أي إطار لأبناء الحركة، الذين باتت علاقتهم التنظيمية مع الحركة «منقطعة تماماً». ويحمّل الناجي أبو ماهر جزءاً كبيراً من مسؤولية تعطيل دور الحركة في الخارج عموماً، وتونس خصوصاً. ويشير إلى أنّ مكتب التعبئة والتنظيم، في ظل تولي أبو ماهر، كان مكتباً رمزيّاً، وحوّل الحركة من تنظيم إلى مجرّد جمهور. ويتابع أن «غياب الحقوق والواجبات والرؤيا المركزية أدّى الدور الأكبر في تهميش عمل فتح في الخارج، التي لم تؤدّ أيّ دور في تصويب الخط السياسي للحركة عموماً». ويضرب الناجي مثلاً بأنّ الحركة في تونس لم تكلَّف بأي مهمّات، باستثناء 3 من أعضاء مكتب التنظيم كانوا مسؤولين عن الأقاليم الخارجية، التي لم يعد لها وجود عمليّاً. ويضيف مثلاً آخر أن «لا علاقة تجمع حركة فتح بحزب التجمّع الدستوري الديموقراطي الحاكم في تونس، رغم أنّ من مسؤوليات الأقاليم الخارجية إقامة علاقات مع كل الأحزاب في العالم العربي، إضافةً إلى المنظمات والجمعيات». ويتابع إنّ «تأسيسي مثل هذه العلاقات تحوّل إلى لقاءات في مناسبات لا تعكس خططاً تنفيذية لدى الحركة». غياب بات معلوماً أنّ رحيل أبو ماهر غنيم مثّل ضربة قاصمة للتيار المعارض في حركة «فتح»، الذي التزم خطاً مناقضاً للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس. والحديث عن مغادرة أبو ماهر يقود مباشرةً إلى تحضيرات المؤتمر السادس لحركة «فتح»، الذي دخل غنيم على أساسه إلى الضفة الغربية، باعتباره كان رئيساً للجنة التحضيرية للمؤتمر. خلال فترة رئاسته اللجنة التحضيرية، التي استمرت أربع سنوات، كان أبو ماهر من أشد المعارضين لعقد المؤتمر في الداخل الفلسطيني، وكان الاتجاه إلى عقده في الخارج. وبحسب الناجي، كان أبو ماهر مقاوماً لعقد المؤتمر في بيت لحم، وكان يدأب على التحذير من أخطاره. غير أنه بدّل موقفه بين ليلة وضحاها، «وخرج أبو ماهر من جلده القديم، ما أدى إلى انفصام سياسي في مواقفه». خُصص مكتب في الطابق الأرضي من مبنى الدائرة السياسية لأبناء الحركة يفضّل الناجي النظر إلى تحولات موقف أبو ماهر على أنها نابعة من «اعتبارات شخصيّة». ويشير إلى أن مواقفه «تركت مرارة عند كل من يعرفه، ولا سيما أنه خرج من دون أن يودّع أحداً». ويأخذ أعضاء «فتح» في تونس، ومنهم الناجي، على أبو ماهر أنه لم يسعَ إلى تبرير موقفه وتحوّلاته، ولم يفتح مجالاً للنقاش، ولم يفسّر أسباب اتخاذه قرار المغادرة النهائية، وهو الذي كان من أشد المعارضين للدخول تحت حراب الاحتلال. ويشير الناجي إلى أنّ أبو ماهر لم يُبلغ أحداً قرار عودته النهائية، رغم ما كان يجري تداوله في هذا الشأن في وسائل الإعلام. ويضيف إنه أبلغ أعضاء «فتح» بعد عودته من حضور المؤتمر السادس أنّ مكتب الحركة لن يُغلق، وسيبقى مفتوحاً، «لكنه اختفى فجأةً، تاركاً الحركة من دون إقليم ولا قطاع ولا عنوان». وأكثر من ذلك، فإنّ نحو 200 كادر من «فتح» في تونس، لم يعد لهم أيّ صلة مالية بالحركة، إذ لم يعد هناك أيّ متفرّغ. كذلك أوقف أبو ماهر، قبل سفره، إيجارات البيوت التي كانت تدفع لبعض أعضاء الحركة، وأوقف «المكافآت المتواضعة»، التي كانت تصرف لذوي الدخل المحدود، وهو «ما فاقم أزمات أبناء الحركة»، بحسب الناجي، الذي أشار إلى صعوبة إيجاد فرص العمل بالنسبة إلى الفلسطينيين في تونس، وصعوبة الحصول على قروض من المصارف، وهو ما يعرفه أبو ماهر. لكنه مع ذلك أقفل «الدكان» وغادر. «المؤتمر السادس» وإنهاء الطابع التحرّري ورغم معارضته لانعقاد المؤتمر في الداخل، فإنه شارك في مؤتمر بيت لحم، على اعتبار أنها «قد تكون الفرصة الأخيرة لرؤية فلسطين». معارضة الناجي وكثيرين غيره تنطلق من أنه «لا يجوز كشف البنى التحتية للحركة أمام الاحتلال، على اعتبار أنّ السريّة لا تزال من شروط العضوية». ويرى الناجي أنّ من أهداف عقد المؤتمر السادس إلغاء صفة حركة التحرر عن «فتح»، وتحويلها إلى حزب سلطة. ويكشف عن دورات نظّمها الحزب الاشتراكي السويدي للكثير من أعضاء «فتح». دورات يشير إلى أنها «كانت تمهيدية لإنهاء الطابع التحرري، وفرض ثقافة جديدة طابعها التعايش والسلام وإسقاط الخيارات الأخرى، واستحضار خطاب طارئ على أدبيات الحركة. خطاب مغاير لخطابها الثوري، الذي كان له الدور الأكبر في توحيد التنظيم». (المصدر: جريدة الأخبار اليومية اللبنانية بتاريخ 13 جويلية 2010 )
ماذا بقي من الوجود الفلسطيني في تونس؟ [3/3] هنا اغتيل أبو جهاد وهكذا قُتل أبو أياد
(الأخبار) لم تكن العمليات الأمنية سمة العمل الفلسطيني فوق الأراضي التونسية، التي كانت ساحة تخطيط لهجمات نوعية في أوروبا وفي الداخل الإسرائيلي، إضافة إلى إطلاق الانتفاضة الأولى في عام 1987 في الأراضي المحتلة عام 1967. رغم ذلك، كانت الساحة التونسية مسرحاً لثلاث عمليات أمنية كبرى، بينها اغتيالان لأبرز شخصيتين في منظمة التحرير الفلسطيني وحركة «فتح» بعد ياسر عرفات. أبو جهاد، الرجل الثاني في المنظمة والقائد الفعلي للعمليات العسكريّة، سقط في عمليّة أمنية معقّدة لـ«الموساد»، بينما قُتل أبو أياد في عملية لا تزال الأطراف الضالعة فيها غامضة، فيما كانت مجزرة حمّام الشط من أبرز محاولات اغتيال أبو عمّار تونس ــ حسام كنفاني الاطلاع على «الأطلال» الفلسطينية في تونس لا تكتمل من دون زيارة مواقع العمليات الأمنية التي شهدها هذا البلد. الزيارة ليست سهلة، ولا سيما أن المعالم تغيّرت والمواقع عادت إلى أصحابها. كثير من الفلسطينيين الذين لا يزالون في تونس لا يعرفون موقع الفيلّا، التي كان يسكنها خليل الوزير (أبو جهاد)، والتي شهدت اغتياله على أيدي عناصر الموساد. والغالبية الموجودة لا تعلم أيضاً موقع سكن هايل عبد الحميد (أبو الهول)، حيث قتل صلاح خلف على يد أحد حرّاس أبو الهول. طلب زيارة هذه المواقع من المسؤولين في الدائرة السياسية في منظمة التحرير تطلّب بعض الاتصالات والسؤال عمّن يعلم بهذه الأماكن، ومن عايش تلك المرحلة ويستطيع أن يروي مشاهداته عنها. كثير من الفلسطينيين في تونس لا يعرفون موقعَي اغتيال أبو جهاد وأبو أياد الاتصالات أوصلت إلى ناصر قبلاوي، الذي كان أحد أقرب مرافقي أبو أياد عند اغتياله، ولا تزال مشاهد الاغتيالات حاضرة في ذهنه. ورغم أنه لم يكن شاهداً على اغتيال أبو جهاد، إلا أن روايات الشهود لم تمح من ذاكرته. روايات قد تتعارض في بعض تفاصيلها مع الكثير مما نشر عن الجريمة وطريقة تنفيذها. في الطريق إلى مواقع الاغتيالات يستحضر المرء كل ما قرأ عن جريمتي الاغتيال. قراءات لا بد أنها ساهمت في رسم صورة سينمائية للمشهد الاغتيالي، وخصوصاً بالنسبة إلى أبو جهاد، الذي كان الانطباع أن «فيلته» مطلة على البحر مباشرة، وأن أفراد الكوماندوس الإسرائيلي خرجوا من الزوارق المطاطية وتوجّهوا سيراً على الأقدام إلى حيث كان يقطن القيادي الفلسطيني. مشهد لا يلبث أن يتبدد لحظة الدخول إلى الشارع الفرعي في منطقة سيدي أبو سعيد، حيث فيلا أبو جهاد. ورغم أن المنطقة تعد مطّلة على البحر، إلا أن مكان تنفيذ الاغتيال يبعد نحو 3 كيلومترات عن الشاطئ، حيث يُعتقد أن عناصر «الموساد» نزلوا بزوارقهم المطاطيّة. «يُعتقد؟» تسأل قبلاوي، الذي يجيب بأن الأمر غير محسوم بعد رغم الروايات الإسرائيلية التي نشرت عن الموضوع. حتى وإن كان هناك عناصر من «الموساد» وصلوا عبر البحر، إلا أن جزءاً كبيراً من منفذي الاغتيال، الذين «يقدّر عددهم بالعشرات، كانوا موجودين على البر». تقديرات قبلاوي لمنفذي الاغتيال تأتي من السيارات التي كان قد استأجرها بعضهم للانتقال من الشاطئ إلى منزل أبو جهاد والعودة بها إلى الشاطئ. فالسيارات، وعددها ثلاث، كانت عبارة عن حافلات صغيرة تتسع كل منها لأكثر من 8 أشخاص. الحافلات استؤجرت من مكاتب سياحيّة تونسية عبر أشخاص دخلوا إلى تونس بجوازات مزورة، نشرت بعض الصحف الإسرائيلية أنهم لبنانيّون. وبحسب تقديرات الأمن الفلسطيني، التي ينقلها قبلاوي، فإن العدد الكبير من المنفذين كان لتأمين مكان الاغتيال، وإغلاق الشوارع المحيطة بالفيلا قبل التوجّه لإتمام العمليّة. بالوقوف أمام الفيلا وسماع الرواية، تتشكّل صورة سينمائية أخرى متخيلة: الشارع مظلم (بما أن العملية تمت في الساعة الحادية عشرة من ليل السادس عشر من نيسان 1988). حارس تونسي عند الباب، إضافة إلى سائق أبو جهاد. تقترب سيارة فيها زوجان «سائحان» من الحارس، الذي كان يجلس تحت مكتب أبو جهاد، للاستدلال على مكان ما، فيسارع الزوج إلى إطلاق رصاص من مسدس كاتم للصوت على الحارس ويرديه قتيلاً، قبل أن يتوجه إلى السائق ويقتله أيضاً، وينتقل مع آخرين كانوا في الانتظار للدخول إلى الفيلا. رواية الداخل معروفة، ولا يمكن أن تقترن بالمشاهدة، بما أن الفيلا حالياً مشغولة بساكنين جدد، قد يعلمون أو لا يعلمون بالجريمة التي شهدتها. الرواية تشير إلى سماع أبو جهاد للجلبة والانتقال بمسدسه إلى خارج مكتبه ليفاجأ بثلاثة أشخاص في ردهة الفيلا. بادر بإطلاق النار من مسدسه، لكن رصاصات الأسلحة الرشاشة كانت أمضى. وبحسب رواية انتصار الوزير (أم جهاد)، التي كانت شاهدة عيان، فإن الثلاثة أفرغوا مخازنهم في جسد أبو جهاد الذي فارق الحياة في لحظتها. بالعودة إلى المشاهدة الحيّة، يشير قبلاوي إلى أن حارس الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عبّاس (أبو مازن)، الذي كان يسكن في الحي، كان أوّل من تنبّه إلى الحادثة بعد رؤيته سيارات مسرعة تغادر المكان، ثم سماعه صوت أم جهاد. قبلاوي يشكّك أيضاً في رواية مغادرة المنفذين عبر البحر، إذ يشير إلى أنهم تركوا الحافلات قرب البحر ربما للتمويه، وقد يكونون غادروا برّاً. افتراض قد لا يكون مستبعداً، ولا سيما بعدما كشف الإسرائيليون في مرحلة لاحقة أن نائب وزير الداخلية التونسي في سنوات الثمانينيات، أحمد بنور، والهارب إلى باريس حالياً، عمل لحساب «الموساد» الإسرائيلي لسنوات طويلة، وكان له دور كبير في اغتيال عدد من القادة الفلسطينيين، بينهم أبو جهاد وعاطف بسيسو في باريس. أبو أياد الانتقال من سيدي أبو سعيد إلى منطقة قرطاج، حيث فيلا أبو الهول لا تأخذ الكثير من الوقت. غير أن الوصول إلى الفيلا والوقوف أمامها أو تصويرها يعدّ مستعصيّاً، بعدما تحوّلت إلى سفارة لفنلندا. لكن هذا لم يمنع المرور السريع أمام المكان، مترافقاً مع شرح من قبلاوي لعملية الاغتيال التي كان شاهداً عليها، وكان الوحيد الذي أطلق النار على المهاجم. المهاجم هو حمزة أبو زيد. كان أحد مرافقي أبو الهول، غير أنه اتضح بعد ذلك ارتباطه بجماعة صبري البنا (أبو نضال) الذي كان يقيم في العراق. قبلاوي يروي الحادثة، وكيف انضم القيادي في «فتح»، فخري العمري (أبو محمد)، إلى أبو أياد أثناء توجهه إلى منزل أبو الهول. حدث ذلك في الرابع عشر من كانون الثاني 1991. حينها تجمّع الثلاثة في المنزل بانتظار وصول أبو عمار من إحدى جولاته الخارجية. ويؤكد قبلاوي أن تلك الليلة لم تكن موعد مناوبة حمزة أبو زيد، لكنه حين علم بأن أبو أياد موجود جاء على الفور إلى المنزل، وكان يتحيّن الفرصة للدخول. الفرصة جاءت حين انطفأ أحد مصابيح الإنارة في الخارج، فتوجه إلى المنزل لطلب تغييره. وما إن فتح الباب حتى انسل إلى الداخل، وسُمع بعدها إطلاق الرصاص. نفذ حمزة جريمته وتوجّه إلى غرف النوم، حيث كانت زوجة أبو الهول، وقال لها إن «الموساد» قتلهم. لكن في تلك الأثناء كان أبو الهول قد خرج من المنزل مصاباً وأبلغ الحرس بما فعله حمزة. وبعد مفاوضات طويلة مع الأمن التونسي، سلّم حمزة نفسه في الساعة الخامسة صباحاً، ليسلّم بعد ذلك إلى منظمة التحرير التي أعدمته في اليمن «في عرض البحر»، بحسب قبلاوي. «الساق الخشبيّة» كانت تونس أيضاً شاهدة على مجزرة إسرائيلية، راح ضحيتها 61 شخصاً وعشرات الجرحى، حين أغارت الطائرات الإسرائيلية في 11 ت1 1985 على مكاتب منظمة التحرير في منطقة حمام الشط، على الطريق بين تونس وحمّامات. لم يكن بالإمكان زيارة المنطقة، التي تحتضن أيضاً مقبرة الشهداء الفلسطينيين. غير أن رواية المجزرة كانت حاضرة، وهدفها أيضاً. وبحسب المسؤولين الفلسطينيين، فقد كانت تستهدف اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمّار) (الصورة). العملية، التي أطلق عليها اسم «الساق الخشبية»، جرت أيضاً بالتنسيق مع نائب وزير الداخلية التونسي في الثمانينيات، أحمد بنور، الذي أبلغ «الموساد» بموعد قدوم عرفات إلى مقر قيادته. أبو عمّار نجا كعادته من الاغتيال، غير أن هناك روايتين للنجاة، الأولى تقول إن الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة استبقاه في قصره، وأخرى تشير إلى أن أبو عمار كان «يمارس رياضة السباحة» عند وقوع الغارة. (المصدر: جريدة الأخبار اليومية اللبنانية بتاريخ 14 جويلية 2010 )
الفلسطينيون ووقفة نقدية للذات
محمد كريشان 7/14/2010 بعد أيام قليلة يعود المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى استئناف مهمته ‘التقريبية’ بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي شهر أيلول/سبتمبر المقبل يقول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن العرب سيحملون ملف المفاوضات إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار منه بإقامة دولة فلسطينية بعد أن عيل صبر العرب من تسويف إسرائيـلي لا يتوقف. أما واشنطن فتريد الانتقال إلى المفاوضات المباشرة ‘في أسرع وقت’ ممكن هو، حسب الصحافة الإسرائيلية أول آب/أغسطس ولكنه حسب الرئيس باراك أوباما من المؤمل أن يكون على كل قبل 26 أيلول/سبتمبر، موعد انتهاء مفعول التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية. ومنذ أن توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بسبب العدوان على قطاع غزة نهاية 2008، لم نعد نشهد إلا تزاحما في اقتراح التواريخ وأشكال التفاوض وحيثياته فضاع جوهر الموضوع في زحمة تفاصيل لا أول لها ولا آخر. حتى تاريخ قيام الدولة الفلسطينية الذي حددت له خارطة الطريق عام 2005 لم يشهد سوى تمدد مفتوح لم يغب عنه حتى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي تكرم مؤخرا بالقول إنه من المستبعد أن نرى هذه الدولة قبل 2012. ومع أن ما قاله رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات لــ ‘القدس العربي’ يوم أمس من أن السلطة لن تقبل الدخول في مفاوضات مباشرة دون تلبية إسرائيل لشروط عملية السلام، كلام واضح لا لبس فيه فإن التجربة أثبتت للأسف أنه عندما يشتد الخناق على القيادة الفلسطينية فإنها لن تتوانى عن التراجع وإيجاد المبررات لذلك. ورغم رفض عريقات كذلك الربط بين زيارة نتنياهو للقاهرة، وزيارة الرئيس محمود عباس الخميس المقبل فإن كثيرين يضعون أيديهم على قلوبهم لما يمكن أن يصدر عقب الزيارتين. صحيح أن مصر أكدت أكثر من مرة أن الوقت لم يحن للعودة للمفاوضات المباشرة وأنه ينبغي أن تأخذ المفاوضات غير المباشرة التي يرعاها الوسيط الامريكي جورج ميتشل وقتها حتى نرى نتيجة ملموسة على الأرض، لكن الصحيح كذلك أن ليس كل ما يعلن يؤخذ به في النهاية. قبل أسابيع قال عمرو موسى إن العرب أخطأوا بالدخول في مفاوضات سلام لا نهاية لها، لكن الخطأ الأخطر هو استمراؤهم لذلك وعدم إحساسهم بأن عليهم في لحظة ما أن يصرخوا أن كفاية كل هذا الضحك على الذقون. اللافت أنه بمجرد قول هذا الكلام ينبري كثير من السياسيين العرب والفلسطينيين للزعم بأن ذلك يعني الحرب وأن العرب ليسوا جاهزين لخيار كهذا. وفي أكثر من مرة قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه مستعد لترك خيار المفاوضات وتبني خيار الحرب إذا ما نبع ذلك من قرار عربي جماعي مع أنه لا أحد يطرح الأمر بهذه الثنائية الحادة: مفاوضات أو حرب. لا أحد مستعدا للحرب الآن وويلاتها كثيرة وموازين القوى الخاصة بها مختلة على الأقل على الصعيد الرسمي، لكن هذا ذلك ليس معناه أن يدمن الفلسطيني التفاوض بلا أفق بل ويقبل عن وعي كامل أن يمارس بحقه كل أشكال النصب السياسي بما يؤدي في النهاية إلى أحد أمرين إما الكفر الكامل والنهائي بأي خيار للتسوية السلمية في المطلق أو الرضا بالشروط الإسرائيلية والخضوع الكامل لشروطها لمثل هذه التسوية. أكثر من أدرك إمكانية اللعب على هذا الوتر هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فهو مع إيمانه الشديد بأنه لن يقدم شيئا للفلسطينيين إلا أنه يبدو متحرقا للعودة إلى المفاوضات. لماذا؟ لأن مثل هذه المفاوضات، مباشرة كانت أو غير مباشرة، هي الكفيلة وحدها بستر عوراته حيث تتعاقب الجلسات وتنمق التصريحات ولا يحدث شيء على الإطلاق. وحتى إذا ما اتفق على شيء ما لن ينفذ وهكذا. في الأثناء يزداد أوباما أكثر فأكثر اقترابا من ثوابت السياسة الأمريكية التقليدية تجاه الشرق الأوسط ويتبخر حلم التغيير. وفي كل ذلك يجب أن يتوقف الفلسطينيون والعرب عن لوم إسرائيل والولايات المتحدة وأن يشرعوا بجد في محاسبة أنفسهم. بدون ذلك ستستمر الكذبة والأخطر من الكذاب هو من يصدقه عن طيب خاطر. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 جويلة 2010)
العرب وأقفاص الاتهام
عبدالسلام المسدّي 2010-07-14 طمسُ معالم الهوية وتفتيت أركانها كي يتم تفكيكها من الداخل، ذاك هو الموطئ الذي تتقاطع في مركزه دوليا السياسة والثقافة واللغة. وكل حدث تفصيلي -مهما بدا عارضا ومهما بدا ظرفيا- يصلح لنا شاهدا آخر على ما نقوله، ومن المهم أن نفسر لماذا هو ضروري؟ أن نستقرئ الأمثلة والشواهد، إننا نفعل ذلك ونطنب فيه؛ لأن الطرف الذي نحاوره بكلامنا هذا ليس «الآخر». فذاك الآخر لم يعد يتكتم أو يداري، إنه تجاوز مرحلة الكيد بالدسائس، إنه يجاهرك بأنه يمارس استحقاقات الغلبة ومشروعية الانتصار حسب مكاييله الجديدة التي نسف بها إرثه الإنساني بعد أن قضى قرونا في تشييده. إن الطرف الذي نحاوره ونجادله، وربما نخاصمه في الحوار والمجادلة هو «الأنا» من حيث هي خلاصة الذات الجماعية، أو قل: هو بعض «الأنا»، هو ذاك البعض الذي يغيب عنه الوعي النقدي، هو الذات حين تحايث الأحداث فتعجز عن مفارقتها، هو «الأنا» التي من فرط انغماسها في الزمن الفيزيائي تعشى بصائرُها عن رؤية الزمن الحضاري، فتحيد عن مهاداتها وتطفئ بيدها شموع الرغبة في الوجود. عندما أعد الكونغرس -في الولايات المتحدة- تقريرا حول أحداث (11 سبتمبر 2001) وقدمه في (28 سبتمبر 2003) تضمّن -في نسخته الأصلية- توصية للإدارة الأميركية بأن تطلب من المملكة السعودية أن تكف عن طبع المصحف وتوزيعه. وهنا، لا مناص لنا من وقفة متملية نستهلها بإيضاح منهجي، فمن المعلوم أن المؤرخ إذ يعكف على دراسة الوقائع السياسية يهتم أولا وأخيرا بصدقية الخبر، وقد يكون منه أن يبذل الجهد الأقصى في تأكيد حصوله أو في إثبات عدم حصوله، وأما الذي همّه أن يرصد الظاهرة الثقافية، فإنه بقدر ما يهتم بمدى وقوع الحدث أو عدم وقوعه يهتم شديد الاهتمام بانبثاق الخبر من حيث هو إخبار بحد ذاته، بصرف النظر عن مدى صدقيته حول الحدث الحاصل، نعني أن مجرد انبثاق الخبر أو إرساله هو ذاك الذي يصبح بذاته مادة للرصد والتحليل والاستكشاف، والراصد الثقافي يتوسل -في هذه المنهجية- بما أفاده به زملاؤه علماء الاجتماع، وبما يزوده به علم الإناسة حين يعكف على دراسة الظاهرة الثقافية، ولكنه يتخذ لنفسه مسافة منهجية تختلف بعض الاختلاف إذا كان مجال بحثه هو الظواهر الثقافية من خلال الظاهرة اللغوية، كحالنا نحن هنا في هذا السياق. فما عسى أن يَعْني التفكير في طلب الكف عن طباعة المصحف وتوزيعه إن لم يكن يعني في الوقت نفسه تجفيف منابع الاستلهام الروحي، وتجفيف معين اللغة التي بها جاء النص القرآني. إنها الإرادة المتسلطة التي تصر على اجتثاث مقومات الهوية، ولئن عَدَل تقرير الكونغرس عن تدوين ذاك الطلب في نصه الأخير، فإن ذلك لا يغير شيئا في سياق رصدنا للحوافز المضمَرة التي تنسج بخيوطها ألياف الاستراتيجية الكونية المتسلطة، ولم يقف الأمر عند حدود الإيعاز؛ لأن المحلل الثقافي يعتبر أن إشاعة الخبر الخاص بورود المقترح في النص الأصلي قبل إسقاطه من النص النهائي هي في حد ذاتها قرينة تحمل رسالة سياسيّة جليّة. لم يقف الأمر عند الإيحاء بالمقاصد عن طريق تسريب الخبر؛ لأن الإدارة الأميركية قد طلبت بعد ذلك -رسميا وعلنيا- من المملكة السعودية أن تغير برامجها التعليمية، وأن تراقب الخطباء الدينيين، فطلب الأمير عبدالله -ولي العهد يومئذ- من أئمة المساجد أن يكفوا عن الاستشهاد بالآيات التي يَردُ فيها ذكر اليهود، وطلبت الولايات المتحدة في الوقت نفسه من جمهورية مصر أن تغير برامجها التعليمية كذلك، وأن تلغي تدريس بعض المواضيع وجملة من الآيات القرآنية، ثم كان لقاء حوار الأديان في نيويورك (نوفمبر 2008) بمبادرة من المملكة السعودية، فقامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تناشد المسلمين أن يكفوا عن ذكر الآيات القرآنية التي جاء فيها ذكر اليهود. لنا ما نشاء أن نعلق به، ونحن أحرار في الرأي، أحرار في التدبير، ولكن لن نكابر فنتهم من يطلق صيحة الاستنفار أو يندب مأساة الانتحار اللغوي بأنه واقع تحت كوابيس نظرية المؤامرة. وإياك أن تتباهى بقصَر الذاكرة فتنسى أو تتناسى (مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط)، إنها تلك التي تمت صياغتها خلال شهر ديسمبر عام 2002، وتم ربطها بالوكالة الأميركية للتنمية، ووضعت تحت إمرة السيدة إليزابيث تشيني -ابنة ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي جورج بوش- حين اختيرت لمنصب مساعد وزير الخارجية مكلفة بشؤون الشرق الأوسط، كانت خطتها «إصلاح وضع المرأة العربية» كي تصبح «ندا مساويا للرجل»، و «إصلاح وضع الطفل العربي» من خلال مشروع تعليمي يعيد تشكيل تصوّره للوجود وللكون وللآخر، وتم رصد أموال طائلة في هذا الغرض، وقسط كبير منها خصص لإعداد مليون كتاب يتم من خلالها تأطير ثلاثة آلاف مدرسة، و120 ألف تلميذ، وستة آلاف مدرس، وتم عرض الحصيلة الأولية على لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في (19 أبريل 2005). وخلاصة المشروع: «إعداد جيل يتلقى من خلال المدرسة الأنموذجَ الأميركي» على أن يتم تكريس ذلك نهائيا مع حلول عام 2013. منذ زمن طلب الأميركيون من الرئيس محمد أنور السادات أن يكف الشيخ محمد الشعراوي عن ذكر اليهود في خطبه وفي برامجه التلفزيونية، إنه هو نفسه ذاك النيل الكائد بمرامي تفتيت الذات الحضارية عبر خلخلة مكونات الهوية. وفي أواخر عام 2006 تم الكشف عن الوثائق المتضمنة للشروط التي كان الاتحاد الأوروبي يلقيها أمام تركيا قبل دخولها في منظومته، وكان من بينها أن تلغيَ تركيا من خطاباتها ومن أدبياتها الآية القرآنية الواردة في سورة آل عمران، (19 – آل عمران) والتي نصها: « إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ» وكيف لنا أن نتأوّل مواقف الإرضاء وهي مغلفة بأردية شفافة كاشفة؟ فبعض وزارات التعليم العربية بادرت بتقديم شواهد الإخلاص، وتطوّعت بالعربون على الامتثال، فأوعز مفتشوها التربويّون إلى المعلّمين في الصفوف الابتدائية الأولى أن يغضوا الطرف عن سورة «الكافرون» وهم يلقنون الأطفال قصار السور، ولم يكن الإيعاز كتابيا، وإنما كان شفويا، وكان التعلل هو صعوبة التركيب اللغوي في تلك السورة؛ فأعجبْ به من تدبير وأعظم به من تهافت! أفلم يكن أيسرَ وأجمل وأحكم أن يوعز أصحاب الشأن إلى المعلّمين بأن يشرحوا السورة على مبدأ التسامح والاعتراف بالآخر، وعلى أساس أن القناعة الدينية كلّ لا يتجزأ، وأن العبادة مسألة حميمة لا يستساغ فيها لا تفاوض ولا مقايضة، وأن خاتمة السورة « لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» تقوم صدًى أمينا لقوله تعالى: «لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ» (256 – البقرة) ولقوله عز من قائل: «أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» (99 – يونس) ولقوله تبارك: «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ» (22 – الغاشية). abdessalemmseddi@yhoo.fr (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 14 جويلة 2010)
الإخوان والحراك السياسي في مصر
عبد الفتاح ماضي الديمقراطية قبل فكرة المراحل القـُطرية والأممية دعم بيان التغيير للبرادعي مصر بحاجة إلى حركة إسلامية جديدة أعرف أنه من غير المنطقي أن نطالب الإخوان المسلمين بالتنازل عن برنامجهم السياسي، لكن من الواجب مطالبتهم بتعديل أولويات أجندتهم السياسية قليلا، ووضع هدف الانتقال إلى الديمقراطية على رأس تلك الأولويات، وتأجيل بقية الأهداف والتنافس الإيدولوجي مع الآخرين إلى ما بعد الانتقال. أي عليهم حسم موقفهم بشكل نهائي من الأولوية القصوى أو الهدف المشترك الذي تحتاجه مصر اليوم وترفعه الحركات الاحتجاجية والدكتور محمد البرادعي وآخرون، وهو التوافق على الحد الأدنى الديمقراطي. من هنا أتصور أن أهم ما يواجهه الإخوان في اللحظة الراهنة هو الإجابة عن الأسئلة الأربعة التالية: • هل تقوية مصر بنظام سياسي يقوم على حكم القانون والفصل بين السلطات والتداول على السلطة واستقلال القضاء هي الخطوة الأولى لتقوية مصر في الداخل؟ • هل تقوية مصر في الداخل تساعد على تقوية مصر في العالمين العربي والإسلامي؟ • هل تقوية مصر في الداخل والخارج تقوية للمشروع الإسلامي الذي يرفعه الإخوان؟ • ألا يفتح تحقيق هذه الأهداف الباب أمام حصول الحركة على الشرعية القانونية ويتيح لها فضاءً سياسيًا واسعًا لممارسة أنشطتها وتحقيق أهدافها؟ أتصور أن الإجابة على هذه الأسئلة لا بد من أن تكون بنعم، وذلك بعيدًا عن كل الإشكاليات المتنازع عليها وكل الحسابات الأخرى، وكل أشكال القمع التي يواجهها الشرفاء في الحركة منذ عقود. فالأولوية القصوى التي على الجماعة العمل على إنجازها هي المساهمة مع الآخرين في تشكيل معارضة مصرية ديمقراطية من كافة القوى والأحزاب ذات المصلحة الحقيقية في الديمقراطية من أجل إنجاز هدف الانتقال إلى نظام حكم ديمقراطي يوفر إطارًا سياسيًا صحيًا ومفتوحًا أمام كل القوى السياسية لترويج برامجها وتحقيق أهدافها.. وأي عمل سياسي لا يصب الآن في هذا الاتجاه يساعد على الإبقاء على الوضع الراهن ويؤخر سلوك مصر الطريق المؤدي إلى الخروج من النفق المظلم.
الديمقراطية قبل فكرة المراحل قد لا يكون من الخطأ تمسك الحركة بفكرة الإمام حسن البنا، رحمه الله، عن المراحل التي تبدأ من الفرد المسلم فالبيت المسلم فالمجتمع المسلم فالحكومة المسلمة، وتنتهي إلى دولة الخلافة وأستاذية العالم، والمجال لا يتسع لمناقشة هذه الفكرة الآن. إلا أن تمتع الحركة بقوة تنظيمية وقاعدة شعبية ومهارة تعبوية واحتوائها على كفاءات وطنية يفرض على قيادة الحركة أن تدفع بالحركة لكي تكون في طليعة القوى الوطنية المساهمة في بناء وطن حديث يتجاوز كل أوجه الفشل في الداخل والخارج، وذلك بالقراءة الصحيحة للواقع والاستجابة لمعطياته والتحلي بالموضوعية. ولا يعني هذا التنازل عن الدين أو فصله عن الحياة أو تغيير الثوابت كما يتصور البعض، وإنما المقصود باختصار الحكمة في التعامل مع قضية التغيير المطروحة الآن باستغلال كل الفرص المتاحة للضغط من أجل التغيير والتحالف مع القوى الأخرى على قاعدة الحد الأدنى الديمقراطي لتحقيق الهدف المشترك.. فكل حالات التغيير الديمقراطي جاءت من خلال هذا النوع من التحالفات العريضة ومن استغلال الفرص.. ولنا في تجارب الآخرين عبرة من إسبانيا وبولندا وجنوب كوريا وجنوب أفريقيا إلى البرازيل ومنغوليا وجورجيا وغيرها.. والعبرة في العمل من أجل النهوض بالنتائج وليست بالنوايا فقط، وهنا يجب التخلي عن العقلية التي ترى أن الحركة منصورة بإرادة الله، لأنها تضم أفرادًا صالحين، وأن النصر آتٍ آتٍ ولا نحتاج إلى الآخرين.. كما يجب تجاوز العقلية التي تتحدث فقط عن أهمية الشورى أو العدل نظريًا أو غير ذلك إلى العقلية التي تجتهد في تقديم حلول محددة لما يعاني منه الناس في حياتهم اليومية وفي الآليات التي تضع الشورى والعدل موضع التطبيق الفعلي.. لا يجب تثقيف الناس بثقافة تواكلية تردد ديباجات كبرى دون عمل وتنتظر الفرج والنصر بلا جهد، وإنما يجب تثقيف الناس بفقه التغيير المرتبط بواقع المجتمع وسنن الكون.
القطرية والأممية ولا أتصور أن حديث بعض الإخوان عن أن هدفهم أكبر من موضوع الإصلاح السياسي والديمقراطية داخل مصر وأنهم ماضون على هدي إمامهم الراحل نحو أستاذية العالم، لا أعتقد أن هذا الحديث يتعارض مع التوافق على الحد الأدنى الديمقراطي. ففضلا عن حرص الإخوان على خوض كل الانتخابات المحلية والبرلمانية والنقابية ونصرة ودعم قضايا عربية عادلة (وهذه أعمال سياسية)، هناك سنة التدرج.. والرسول -عليه الصلاة والسلام- في مواجهته لمشركي مكة أو ليهود المدينة الذين ناصبوه العداء لم يحدثهم بخطاب سياسي يتحدث عن فتح العراق وفارس والشام وإنما واجههم مباشرة بما يتلاءم مع الزمان والمكان.. ومن يريد أن يكون قدوة للعالم أجمع عليه ألا يتحدث عن هذا كثيرا، وإنما عليه العمل على تقوية نفسه في الداخل واستغلال كل عوامل القوة المتاحة. وأي برنامج للإصلاح في زماننا لا بد من أن يبدأ قـُطْريًا ولا ينتظر حتى يكون أمميًا كما يتصور البعض داخل الإخوان، فعالم اليوم له معادلة مختلفة تمامًا عما كان قائمًا في مطلع عصر الرسالة، حيث لا حدود إلا عند آخر نقطة تصل لها أقدام الجنود، وحيث لا حديث عن روابط الأمة أو اللغة أو الإطار الجغرافي في بناء الدول والإمبراطوريات.. كما أن الديمقراطيات المعاصرة هي التي تحقق الاندماجات الاقتصادية والاتحادات السياسية في أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا. الأمة الإسلامية التي قامت في السابق كان رابطها الأول والأساسي هو الدين.. أما معادلة العصر فمختلفة ويجب التعامل معها بحكمة لا محاولة تغييرها لتتواءم مع معادلات تاريخية قد لا تصلح لزماننا، مع الاحتفاظ بما نشاء من مقومات وعلى رأسها الدين الذي يجب -في اعتقادي- أن يقوم بدور محوري في الإصلاح والتغيير. معادلة اليوم في بناء الحضارة تبدأ من بناء الداخل أي بناء المجتمع والدولة ثم تكتل الدول التي تشترك في الأطر الثقافية والحضارية، وللدول المركزية، كمصر، دور محوري هنا.. ومصادر القوة والنفوذ في زماننا هي في وضع دستور ديمقراطي محكم وتبني وتنفيذ أنظمة سياسية وإدارية وقانونية ورقابية وقضائية شفافة ومُحكمة، وفي وصول حكومة مسؤولة ومنتخبة من الشعب ومسؤولة أمامه، وفي الانفتاح على كل فئات المجتمع وعلى الخارج ببرامج تغيير وإصلاح تتلاءم مع الواقع ولا تتصادم معه. ومن المقولات الخالدة للإمام البنا: “لا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن غالبوها، واستخدموها، وحوّلوا تيارها، واستعينوا ببعضها على بعض، وترقبوا ساعة النصر، وما هي منكم ببعيد”.
دعم بيان التغيير للبرادعي والحراك السياسي الأكثر تأثيرًا الآن هو وجود الدكتور البرادعي وطرحه برنامجًا للتغيير على أساس الحد الأدنى الديمقراطي.. ولهذا لا مفر من أن يدعم الإخوان بثقلهم الشعبي والتعبوي بيان التغيير ويشتركوا في كافة الفعاليات المطالبة بالديمقراطية.. يجب ألا يكون الهدف دفع البرادعي أو غيره لكي يدعم برنامج الإخوان ولا أن يتخلى الإخوان عن تصوراتهم لصالح برنامج البرادعي.. وإنما المطلوب من الإخوان (ومن غيرهم) هو تحرك سياسي واعٍ يضع الصالح المصري العام على رأس الأوليات ويعمل لتحقيق النتيجة النهائية من الحراك (أي الهدف المشترك) ويتجاوز -مرحليًا- المناداة ببرامج سياسية معنية.. ولا بد هنا من إدراك أن مصر تتغير، وأن النضال الإلكتروني للشباب انتقل من الساحات الافتراضية على الإنترنت إلى الشارع، فلأول مرة منذ عقود تمتلك جماعات احتجاجية شبابية (من خارج الإخوان) القدرة على تحريك الآلاف من المصريين في الشوارع احتجاجًا على مظالم فئوية ومناديةً بتعديل الدستور ووقف التزوير.. وهذه الجماعات تكتسب أنصارًا جددًا في الشارع كل يوم.. ومن هنا يجب ألا تكتفي الجماعة بحشد جمهورها نصرةً لغزة أو العراق فقط، وإنما عليها قيادة احتجاجات الشارع على تزوير الانتخابات وتعذيب المواطنين واستمرار الطوارئ..
مصر بحاجة إلى حركة إسلامية جديدة تحتاج الجماعة -إن أرادت الانخراط في العمل السياسي بشكل صحيح وفعّال- إلى رؤية إستراتيجية جديدة: رؤية تعمل على مواءمة رؤى الجماعة وممارساتها مع الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، وليس محاولة تغيير تلك الأوضاع لتتناسب مع الجماعة، أو الانتظار حتى يفشل الآخرون وتؤول الأمور إلى الإخوان. والتنظيمات -بجميع أشكالها- لا تقوم إلا لتحقيق أهداف وغايات محددة في ظل أطر محلية وإقليمية ودولية معينة، وبالتالي على القائمين عليها تقديم رؤى مختلفة متى تغيرت تلك الأطر.. والحكم على نجاح تنظيم ما لا يتم برصد قدرته على البقاء متماسكًا أو في التمسك بذات الوسائل منذ عقود، وإنما في قدرته على الوصول إلى أهدافه، أو جزء منها، بكل الوسائل الممكنة وفي التأقلم وفي تطوير الرؤى والإستراتيجيات متى استدعت الحاجة. وفي الحالة المصرية، لا شك في أن الأطر تغيرت، وبالتالي لا بد من أن تظهر رؤى جديدة بأهداف وغايات ووسائل جديدة.. ولا بد لنا من أخذ العبرة والعظة من تطور تنظيمات أخرى حققت الكثير لمجتمعاتها مثل حزب المؤتمر الهندي، وحركة أمنو الماليزية، وحزب المؤتمر في جنوب أفريقيا، والحزبين الاشتراكي والشيوعي في إسبانيا، هذا ناهيك عن تطور الحركة الإسلامية في تركيا. وفي مصر لا تنقصنا النظريات ولا الأفكار كما يظن البعض، وإنما مشكلتنا في الحركة، كما قال المستشار الجليل طارق البشري من قبل.. فقد قدم عدد من المفكرين والخبراء أفكارًا ومقاربات ونظريات جديدة على مدى أكثر من ثلاثة عقود، تفوق في اعتقادي ما قدمه مفكرو التيار الإسلامي المعاصر في تركيا، وتكفي لوضع إستراتيجية جديدة لتجربة سياسية جديدة للحركة في مصر.. كما لا يعاني الإخوان من نقص الكوادر السياسية المنفتحة، فقد أنتجت على مدى عقود الكثير من العقول والممارسين، وهؤلاء يمكن الاستفادة منهم في العمل العام الحقيقي إذا وُفّقت قيادة الجماعة في وضع رؤية سياسية واقعية تحسم موقفها لصالح بناء نظام ديمقراطي حقيقي، ولصالح العمل جنبًا إلى جنب مع بقية القوى الوطنية في التصدي للاحتياجات اليومية للمصريين وفي المناداة بالديمقراطية. مصر بحاجة إلى حركة سياسية إسلامية جديدة أرى أن جماعة الإخوان وكوادرها قادرة على تشكيلها إن أرادت.. حركة تبني تجربةً سياسيةً جديدةً لا تتجاوز القيم والمبادئ العليا للإسلام ولا الإنجازات التي حققتها البشرية في شؤون الحكم والإدارة والرقابة والشفافية.. حركة تمتلك خطابًا سياسيًا تجميعيًا يعمل كمظلة وطنية واسعة لكل القوى المصرية الوطنية، ولا يعيد إنتاج الخطابات الإقصائية أو الاستعلائية. حركة تتجاوز الفهم الضيق للسياسة على أنها مجرد الحديث عن مآثر الأولين وعظمة الشورى وانتظار التمكين، إلى ممارسة السياسة بشكل محترف بسننها الكونية المعروفة، وبمضامينها الإيجابية التي جاءت في الإسلام والتي تتجاوز ما هو قائم في الغرب. حركة تهتم بكل الهموم والإشكاليات التي تهم المواطن وتضيف أبعادًا إنسانية وأخلاقية واجتماعية لكل برامج الإصلاح المطلوبة. ولو اقترنت قدرات الكفاءات الإخوانية ومهاراتهم برؤية إستراتيجية فعّالة لقياداتهم لأمكن الخروج من أزمة الحكم في مصر. والله أعلم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 جويلة 2010)
تأجيل جديد لزيارة نتنياهو وارجاء لاستقبال عباس غموض حول صحة مبارك ومكانه بعد الغاء مفاجئ لجدول اعماله وسط تكهنات برحلة علاجية جديدة
7/14/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’ من خالد الشامي: عاد الغموض ليكتنف الحالة الصحية للرئيس المصري حسني مبارك امس بعد الاعلان عن الغاء مفاجئ لجدول اعماله المعلن هذا الاسبوع، اذ اكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية ان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تأجلت مجددا الى اشعار اخر، كما تم تأجيل الزيارة التي كان مقررا ان يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمصر الخميس. وتحدثت مصادر اسرائيلية وفلسطينية عن تأجيل الزيارتين الى الاحد المقبل الا ان القاهرة تحفظت عن تأكيد هذا رسميا. واكتفى المركز الصحافي التابع لوزارة الاعلام بتاكيد ان الزيارتين تأجلتا الى وقت لاحق دون اعطاء اي تفاصيل. وتضاربت الانباء حول مكان الرئيس المصري حسني مبارك امس اذ اشارت تقارير الى سفره الى المانيا مجددا لاستكمال العلاج اثر العملية الجراحية التي اجراها في مدينة هايدلبرغ في السادس من آذار مارس الماضي، بينما رفض المصدر المقرب من الرئاسة نفي او تأكيد هذه الانباء مشيرا الى حالة من التكتم الشديد يفرضها المقربون من الرئيس حول حالته الصحية وتحركاته سواء داخل مصر او خارجها. وكانت ‘القدس العربي’ قد نقلت الاسبوع الماضي عن المصدر نفسه ان الرئيس مبارك اجرى فحوصا طبية اثناء زيارته المفاجئة لفرنسا، بعد توقف قصير في الجزائر التقى خلاله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وظهر مبارك قبل عدة ايام في حفل تخريج لدفعة من المعهد الفني للقوات المسلحة، الا انه بدا متجهما ولم يلق كلمة في الحفل الذي اذيع بشكل مختصر في التلفزيون الحكومي. ومنذ عودته الى مصر في شهر ايار مايو الماضي، لم تصدر اي تقارير رسمية حول حالته الصحية، ولكن وسائل الاعلام الحكومية اشارت الى تعافيه التام من اثار العملية الجراحية. ومع عودة الغموض حول صحة مبارك، يعود الى الواجهة ملف الخلافة، مع عدم اعلان الحزب الحاكم اسم مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في خريف العام المقبل. واستبعد مراقبون ان تكون تصريحات نجل الرئيس في اجتماع للحزب الحاكم الاسبوع الماضي مؤشرا على عودة سيناريو التوريث، اذ انها جاءت في سياق الاستعداد الطبيعي للحزب لخوض انتخابات مجلس الشعب في نهاية اكتوبر المقبل. ورأوا ان سيناريو التوريث لم يعد يجد دعما الا من دائرة رجال الاعمال المحيطة بنجل الرئيس، وهذه لن تصمد في موازين القوى امام اي مرشح للمؤسسة العسكرية التي تمسك بالفعل بزمام الامور. وقال المصدر لـ’القدس العربي’: هناك ولاء تام من المؤسسة للرئيس، وليس لأي شخـــص آخر بعده، وفي حال حدوث فراغ مفاجئ في السلطة فكل ما تحتاج المؤسسة ان تفعله هو ان تستخدم الفيتو على اي مرشح لا يحظى بتأييدها. واضاف ان ‘اجواء الاحتقان الشعبي والسياسي في البلاد ستجعل المؤسسة تفكر مرتين قبل ان تؤيد شخصا قد يؤدي توليه الرئاسة لتفجير الاوضاع والمس بأمن البلاد واستقرارها’. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 جويلة 2010)
قلق إسرائيلي على صحة مبارك
وديع عواودة-حيفا أعربت مصادر عليا في إسرائيل عن قلق عميق يساورها على خلفية تقارير استخباراتية بلغتها تفيد بتدهور صحة الرئيس المصري حسني مبارك. وتنقل صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم عن مصادر سياسية مرموقة قولها إن إسرائيل قلقة جدا بعد تلقيها معلومات عن الحالة الصحية “السيئة” للرئيس مبارك جراء إصابته بالسرطان، حسب قولها. وقد أرجأ مبارك مجددا لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأفاد ديوان نتنياهو أن أسبابا تقنية متبادلة ترتبط بأجندة الرئيسين أدت لتأجيل اللقاء، لكن مصادر سياسية أمنية إسرائيلية تلقت الأيام الأخيرة معلومات تؤكد اشتداد مرض السرطان وتدهور حالته الصحية “من يوم إلى يوم”. وتتابع الصحيفة أن صحة الرئيس المصري معتلة منذ مدة طويلة، وتستذكر مكوثه في مستشفى ألماني في مارس/ آذار المنصرم وخضوعه لعملية إزالة حويصلة المرارة وورم حميد في الأمعاء. الأمل الليبية كما تشير الصحيفة لانتشار شائعة في مصر حول تدهور مفاجئ لصحة مبارك، لكنها تنقل عن مصدر مصري رفيع مقرب من الرئيس المصري يوضح أن صحة مبارك بخير، وهو في القاهرة نافيا بذلك أنباء صحفية عن نقله على عجل لألمانيا لمعالجته. ويشير المصدر المصري إلى أن مبارك أرجأ اللقاء مع نتنياهو ريثما تنتهي قضية سفينة الأمل الليبية المتوجهة نحو غزة، ويتابع “من غير المعقول أن يلتقي مبارك نتنياهو فور تصادم القوات الإسرائيلية مع السفينة الليبية”. وتضيف الصحيفة أن مبارك أرجأ أيضا لقاء مقررا غدا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منبهة إلى أن الأول يفترض أن يشارك في حفل تدشين شارع التفافي نحو مطار القاهرة. وتتابع “إذا أحجم مبارك عن المشاركة بالحفل فسيكون من الصعب على ديوانه صد التقارير عن تدهور صحته والتي تشغل أجهزة الاستخبارات في العالم”. محور هام وأفادت صحيفة هآرتس الأربعاء الماضي أن صحة مبارك الذي يعتبر في الغرب محورا هاما لاستقرار المنطقة، تحولت مؤخرا لواحدة من القضايا الحساسة جدا بالنسبة للدول المجاورة لمصر وللدول العظمى الغربية. ويعزو الباحث في تاريخ الشرق الأوسط البروفيسور حجاي إيرليخ الاهتمام البالغ المعلن والخفي من قبل إسرائيل بمستقبل مصر بعد مرحلة مبارك لشبكة المصالح الإستراتيجية المشتركة للبلدين وعلى رأسها الموقف المضاد لما وصفه بالإسلام السياسي كما بإيران، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله. في المقابل لا يرجح إيرليخ في تصريح للجزيرة نت زعزعة الاستقرار الإقليمي بالمنطقة بعد حكم مبارك لارتباط مصر بمصالح اقتصادية مع دول غربية. وقال إن مصر لا تتمتع بخيارات كثيرة “وإن تغيير سياسات النظام الحاكم من شأنه تعريض اقتصادها للانهيار، والمصلحة المصرية تقتضي المحافظة على علاقاتها المتينة مع الولايات المتحدة وحليفاتها”. ويضيف إيرليخ -المحاضر في جامعة تل أبيب- أن مبارك حذر وينتهج سياسة خارجية أكثر “توازنا” فهو لم يزر إسرائيل من جهة لكنه يواظب على السلام معها، وهذا يفسر حالة الترقب والقلق غير الصريح في إسرائيل حيال الحالة الصحية للرئيس المصري. ذخر إستراتيجي وتوضح الصحفية سمدار بيري التي تغطي الشؤون المصرية منذ ثلاثة عقود في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل معنية بأن يصمد الرئيس حسني مبارك أكبر مدة ممكنة في رئاسة الجمهورية لأنها اعتادت عليه وتعي مواقفه بصفته رئيس أكبر دولة عربية ومجاورة. وتتابع “لذا فإن كل تغيير في مصر يثير قلقا كبيرا في إسرائيل نظرا للمصالح المشتركة الكثيرة، ونحن لا نعرف كل ما يدور في إطار هذه العلاقات”. وردا على سؤال الجزيرة نت، توضح بيري أن مبارك يتميز بنظرته للسلام وسعيه لحمايته، ولذا ترى به إسرائيل ذخرا إستراتيجيا، إذ أنه “بعد ثلاثة عقود من الحكم تبلور وتعزز مفهوم مبارك للسلام”. وتثني بيري التي أعدت مقابلات صحفية كثيرة مع الرئيس المصري على الحوارات معه، وتقول إنه يعرف ماذا يريد ولا يمكن الإيقاع به بسؤال ماكر. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 جويلة 2010)
المسلمون يفضلون البنوك الإسلامية
كشفت دراسة أجرتها شركة متخصصة في مجال التسويق أن معظم الشعوب الإسلامية وبنسبة 53% يفضلون التعامل مع المصارف الإسلامية بدلا من التعامل مع البنوك التقليدية حتى لو كلفهم ذلك مبالغ أكبر. وبينت الدراسة -التي عرضت نتائجها اليوم الأربعاء- أن غالبية من شملتهم لن يتناولوا أي أطعمة غير حلال، وأنهم سيغادرون المطعم مباشرة إذا لم يجدوا الأطعمة الحلال. وأجرت الدراسة شركة جي دبليو تي الشرق الأوسط في عشر دول إسلامية لمعرفة الخصائص التسويقية في هذه الدول وتحديد السمات الاستهلاكية للشعوب الإسلامية الدينية والقيمية والثقافية والاجتماعية. وحث رئيس مجلس إدارة الشركة روي حداد -في محاضرة بالعاصمة السعودية الرياض- على الاهتمام بعناصر جودة الإنتاج في الدول الإسلامية وبناء علامة تجارية ذات سمعة حسنة من أجل استقطاب ثقة المستهلكين في الأسواق المحلية والخارجية. وبشأن الإبداع في مجال التسويق بالدول الإسلامية والتواصل مع مجتمع المستهلكين، قال حداد ثبت وجود نقص فيه، داعيا للاهتمام بهذه الجوانب وتطويرها بما يتناسب مع مناخ الابتكار الذي يسود التسويق في العالم. وأوضح حداد أن الدراسة استطاعت أن تحدد اتجاهات ومميزات كل سوق في الدول الإسلامية التي شملتها الدراسة وهي السعودية، ومصر، والأردن، والإمارات، والجزائر، وتركيا، وماليزيا، وباكستان، وإندونسيا، وإيران، مع التركيز على الاتجاهات المرتبطة بالمناسبات والشعائر الدينية في هذه الدول والعادات الاستهلاكية السائدة في هذه المناسبات والتي يتحدد تبعاً لها الأنماط الاستهلاكية. والدراسة لفتت إلى أن المستهلك المسلم يختار السلعة ذات الجودة الأعلى طالما كانت حلالاً بصرف النظر عن مصدر إنتاجها فإذا تساوت السلع المنتجة في دول إسلامية مع منتجات من دول غير مسلمة من حيث مراعاة الحلال فإنه يفضل السلعة ذات الجودة وينصرف عن السلع الفاقدة للجودة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 جويلة 2010)
Home – Accueil – الرئيسية