الأحد، 10 أبريل 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3974 du 10.04.2011  

archives :www.tunisnews.net



Pourafficherlescaractèresarabessuivreladémarchesuivan:Affichage / Codage / ArabeWindows)Toreadarabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعوا جديد أخبار تونس نيوز على الفايس بوك
الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141

 



تونس, تونس, 10 (UPI) — أعلنت وزارة الداخلية التونسية مساء اليوم الأحد أن وحدة من الأمن التونسي تمكنت من إلقاء القبض على صلاح بن علي شقيق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وأوضحت الوزارة التونسية في بيان لها أن عملية الإعتقال تمت في حدود الساعة السادسة والنصف بالتوقيت المحلي من مساء اليوم داخل احد المنازل في مدينة سوسة الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا شرق تونس العاصمة.
وأشارت إلى أن صلاح بن علي شقيق الرئيس المخلوع كانت قد صدرت ضده ثلاث مذكرات تفتيش.

يذكر الرئيس التونسي المخلوع بن علي له عدة أشقاء أبرزهم منصف بن علي، الذي توفي في ظروف غامضة خلال شهر إبريل/ نيسان من العام 1996، وهو الذي إرتبط إسمه بقضايا تهريب المخدرات والذي حكمت عليه غيابيا محكمة فرنسية بالسجن لمدة 12 عاما مع الأشغال الشاقة.
وكانت السلطات التونسية قد إعتقلت العديد من أفراد عائلة الرئيس المخلوع وعائلة زوجته الثانية ليلى الطرابلسي بتهمة التورط في قضايا فساد كبيرة وتهريب ونهب الأموال العامة.
 
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 10 أفريل 2011)


قام أمس السبت 9 افريل العشرات من المحتجين من مدينة طبرقة بمداهمة منزل و عيادة رجل الأعمال الجيلاني الدبوسي و أضرموا فيهما النار كما نهبوا أثاث فندق على ملك احد أبنائه.
وحسب شهود عيان فان عمليات الحرق جاءت اثر تنظيم مسيرة احتجاجا على مشاركة الدبوسي في برنامج تلفزي رغم تورطه في ملفات الفساد و هو ما دفعهم للتنديد بالتلفزة الوطنية وطالبوها بالاعتذار، كما طالبوا بمحاكمة الدبوسي بتهم الفساد و الرشوة.
من جهة أخرى أفاد الجيلاني الدبوسي راديو كلمة أن مداخلته في البرنامج التلفزي لم تسئ إلى أهالي الشمال الغربي موجها اتهاماته إلى مأجورين مدعومين من قبل بعض أعضاء الحزب الحاكم سابقا.
وأفاد أن المحتجين اعتصموا أمام عيادته مطالبين إياه بالرحيل ثم أضرموا النار في أربع سيارات إسعاف و فندق احد أبنائه مفيدا أن قوات الجيش نقلته إلى إحدى الثكنات لحمايته من غضب المحتجين.
وفي اتصال بمركز شرطة المدينة أفادنا مصدر امني بان سيارات الحماية المدينة بصدد إطفاء النار وان أعوان الأمن لم يتمكنوا بعد من إلقاء القبض على المتورطين في أعمال الحرق.  
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 أفريل 2011)


أ. ف. ب. GMT 12:32:00 2011 الأحد 10 أبريل
تونس: يقول وائل القرافي في مكبر الصوت بوجه عابس وهو يتكئ على عكازيه “اذا لم تسمعوني فكانما بترت ساقي مرة اخرى”، وقد بترت ساقه من الركبة بعد اصابته برصاصة في اخر ساعات قمع نظام بن علي.
وصرح الشاب لفرانس برس قبل ان يروي بمرارة حكايته امام حوالى مئة شخص تجمعوا السبت في تونس بمناسبة “يوم الشهيد”، “لم آت من اجل اللهو وسماع الموسيقى، لقد اصبت وانا في التاسعة عشرة لكني استانفت التدريب كي اصبح كهربائيا”.
وبكت النساء من حوله وهن يستمعن اليه يروي قصته، لكنه بقي ثابتا، وقد قدم صباحا من القصرين، مهد الثورة التي سقط فيها العديد من الشهداء. وقد كانت المدينة (200 كلم جنوب غرب العاصمة) التي تعد نحو مئة الف نسمة، من اكثر المدن معاناة من القمع الذي سبق انهيار النظام، وقتل فيها قناصة بن علي 25 متظاهرا معظمهم من الشباب.
وقال وائل لفرانس برس انه أتى الى العاصمة تونس لغرض واحد وهو “اسماع صوتي” بمناسبة اول “عيد للشهداء” بعد الثورة الحديثة. وفي مثل هذا التاريخ، التاسع من نيسان/ابريل 1938، سقط عشرات الناشطين القوميين برصاص الاحتلال الفرنسي خلال تظاهرة في تونس للمطالبة باصلاحات سياسية في عهد الوصاية الفرنسية.
واوضحت ليليا الفضيلي رئيسة جمعية “توناد” التي نظمت الفعاليات “نظمنا هذه الوقفة من اجل الشهداء لان التاسع من نيسان/ابريل اصبح الان اكثر من مجرد يوم اجازة. لقد اكتسى عيد الشهداء معنى اضافيا منذ الثورة”.
ورمزيا كان هدف الجمعية تنظيم مسيرة طولها كيلومترين عبر حديقة البلفيدير يتداول فيها المتظاهرون على حمل العلم التونسي.
لكن العديد من المشاركين اعتبروا هذا “التداول” يوم عيد في اجواء احتفالية نظم فيه ايضا معرض صور وورشة فنون تشكيلية وعزفت فيه فرقة موسيقية مدرسية وجامعية.
واقامت الرابطة التونسية لحقوق الانسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ونادي تونس للصور وغيرها من الجمعيات، منصات المعارض والفعاليات.
واعتبر اولياء الضحايا القادمين من مختلف انحاء البلاد للادلاء بشهاداتهم، ان “الاجواء الاحتفالية” مبالغ فيها حتى ان الغضب كاد يطفو بين المشاركين.
وقد اتت العائلات تحمل صور “مفقوديها” خصوصا للترحم عليهم.
وسرعان ما طغت المشاعر الجياشة والشهادات على المنظمين وبعد النشيد الوطني توقفت الفرقة الموسيقية عن العزف. وادرك علي الزديني نائب رئيس الرابطة ما كان يحدث وقال ان “هذه العائلات تشعر بانها في عزلة لانها بعيدة عن العاصمة ومركز الحياة السياسية ولانها تعتبر ان العدالة لا تسير بالوتيرة المطلوبة”.
وتفرق الحاضرون شيئا فشيئا وبقيت عائلات الضحايا وحدها في زاوية مع حزنها وهي تضم صور مفقوديها الى صدورها. http://www.elaph.com/Web/news/2011/4/645717.html
 



تظاهر مئات المواطنين أمس السبت بشوارع العاصمة تونس مطالبين بالقصاص من قتلة الشهداء الذين سقطوا خلال ثورة الكرامة التي أطاحت بالرئيس المخلوع ، وقال احد المتظاهرين لراديو كلمة ان السلطة غير جادة في محاسبة المسؤوليين و طالبوا بالقصاص من المجرمين الذين قاموا باغتيال أبنائهم .من جهة أخرى نظم العشرات من أهالي مدينة تالـة امس مسيرة سلمية شـارك فيها أهالي شهداء ثورة 14 جانفي 2011 .
وجاءت هذه المسيرة احتجاجا على بطء إجراءات القصاص من المتورطين في قتل أبناءهم وكان عددا من أهالي الشهداء قد نظموا شهر مارس الماضي اعتصاما مفتوحا باحدى المؤسسات العمومية للاحتجاج على عدم الكشف عن المتورطين في عمليات القتل التي شهدتها المدينة بعد أن رفضوا قبول التعويضات التي سلمها لهم الجيش الوطني.
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع احتفال تونس، اليوم السبت، بـ”عيد الشهداء” الذي يخلد ذكرى أحداث 9 أبريل 1938 التي قتلت خلالها قوات الاحتلال الفرنسي عشرات من التونسيين خرجوا في مظاهرات للمطالبة بالحرية.  
 
 
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 أفريل 2011)


– باريس- أ. ش. أ في محاولة لمصالحة الثورة التونسية، قررت فرنسا تكريم محمد بوعزيزى، مفجر الثورة التونسية، بإطلاق اسمه على أحد ميادين العاصمة الفرنسية باريس. وذكرت صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية الأسبوعية، أن بيرتران دولانوى، عمدة باريس، أعلن أن عمودية باريس قررت تكريم محمد بوعزيزي، عن طريق إطلاق اسمه على ميدان باريسي يقع في الدائرة الرابعة عشر. وأضاف دولانوي، أن الهدف من إطلاق اسم بوعزيزى على الميدان، هو تكريم هذا البطل الشاب، فضلا عن توجيه التحية إلى ثورة الشعب التونسي. وكانت العلاقات بين فرنسا والثورة التونسية قد توترت، بعد أن انحازت الحكومة الفرنسية لنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، لدرجة أن ميشال أليو ماري، وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، طالبت بتزويد وزارة الداخلية التونسية بمعدات أمنية للقضاء على الثورة التونسية في بداياتها، وذلك خلال زيارة خاصة قامت بها لتونس لقضاء عطلة نهاية العام على نفقة أحد رجال الأعمال المقربين من بن علي. وكانت آليو ماري قد اضطرت إِلى تقديم استقالتها من منصبها، بعد أن تعرضت لهجوم شرس في فرنسا بسبب فشلها في توقع الأحداث في تونس. يشار إلى أن انتحار بوعزيزي بإشعال النار في نفسه، يوم 17 ديسمبر 2010، في وسط تونس، احتجاجا على منعه من بيع الخضروات على عربة متنقلة، تسبب في اندلاع الثورة التونسية التي انتقلت بعد ذلك إلى مصر ومنها إلى دول عربية أخرى.
( المصدر: صحيفة “الشروق” ( يومية- المصر ) الصادرة يوم 2009)


بمبادرة شجاعة من اللجنة الجهوية لحماية الثورة بنابل …. إنتظم مساء أمس السبت الموافق للتاسع من أفريا 2011 المؤتمر الوطني للجان والمجالس الجهوية والمحلية لحماية الثورة …..الدعوة لهذا المؤتمر الوطني جاءت على خلفية تمسكهم الشديد بالمجلس الوطني لحماية الثورة كإطار ثوري و شرعي يتبنى ويدافع بتركيبته التوفيقية والتشاورية لتحقيق أهداف الثورة التونسية المجيدة …..المؤتمر إنعقد بنزل الكيوبس بنابل حيث تكفلت اللجنة الجهوية لحماية الثورة بعملية التنظيم بصفتها الجهة المبادرة…دقة التنظيم وحسن إستقبال الوافدين كان رائعا مما أضفى على المؤتمر أجواءا حميمية رغم تنوع الخلفيات السياسية والنقابية والنضالية للمؤتمرين …..تميزت المداخلات بإصرار كل اللجان والمجالس على مواصلة مهامه من أجل السهر والنضال على تحقيق أهداف الثورة والوضول بها إلى بر الحرية والعدالة والديمقراطية …..حضور عائلات الشهداء اللأبرار كان حافزا مهما لكل المؤتمرين … إمتد المؤتمر ليوم ا لأحد حيث تواصلت المداولات والمداخلات من أجل الخروج بحل عملى يؤسس لعمل هيكلي ومنظم لمجابهة التحديات المرحلية القادمة. برغم التجاذابات السياسية التي كانت سمة المؤتمر إلا أن رغبة المؤتمرين الصادقة في إنجاحه والمضي قدما وصفا واحدا في طريقهم النضالي جعل كل الحاضرين يعتبرونه إنجازا تاريخيا وخطوة كانت تبدو مستحيلة . أختتم المؤتمر بإصدار البيان التالي : نابل في 10/04/2011 البيان الختامي للمؤتمر الوطني للمجالس واللجان المحلية والجهوية لحماية الثورة نحن نواب “المؤتمر الوطني للمجالس واللجان المحلية والجهوية لحماية الثورة” المجتمعين بنابل يومي السبت والأحد 09 و 10 أفريل 2011 إذ نقف إجلالا وإكبارا لأرواح شهداء وطننا العزيز في ثورته المجيدة وفي تاريخه النضالي الوطني ضد الإستعمار ونظام العمالة والإستبداد، وبعد نقاش مستفيض حول الوضع العام بالبلاد نسجل : 1- أن حكومة “الباجي قائد السبسي” هي إمتداد للحكومات التي سبقتها والمتمثلة في الاستبداد البورقيبي وديكتاتورية بن علي والتي تعمل على الالتفاف على مطالب الثورة بالتحالف مع القوى الرجعية وبإملاءات من الدوائر الامبريالية 2- أن تنصيب “الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي” يستهدف الالتفاف على مطالب الثورة حيث أن تركيبتها ومهامها وصلاحياتها وطرق تسييرها لا تستجيب إلى متطلبات المرحلة الحالية. وندعو كافة القوى المناضلة للإنسحاب من هذه الهيئة المنصبة وندعوهم إلى الإنضمام إلى القوى الثورية المناضلة. 3- تمسكنا بــ”المجلس الوطني لحماية الثورة” في تركيبته الباقية المكونة من القوى الثورية كإطار يتبنى ويدافع عن مبادىء الثورة وأهدافها ويحتكم إلى التشاور والتوافق حول التوجهات السياسية والقرارات الوطنية الكبرى. على أن يقع إرساء “تنسيقية وطنية” تضمن تمثيل وتفعيل اللجان والمجالس المحلية والجهوية داخل “المجلس الوطني لحماية الثورة”. ونؤكد نحن المؤتمرون على: – تبنينا للمطالب الشعبية المشروعة التي رفعتها التحركات الشعبية والإضرابات القطاعية والإعتصامات التي شهدتها القصبة والعديد من المدن والقرى التونسية لإلغاء البوليس السياسي ومحاكمة رموز الفساد ومحاسبة كل من اطلق الرصاص على شهداء الثورة الشعبية وتورط في جرائم القتل والتعذيب وتطهير القضاء والإعلام والادارة وتحقيق استقلاليتها واسترجاع المال العام المنهوب في الداخل والخارج ونحملها مسؤولية تصرفها في أموال شعبنا. – رفضنا وتنديدنا بإسناد تراخيص تكوين أحزاب لمنتسبي النظام السابق ونطالب بمنعهم من تعاطي النشاط السياسي والتنظيمي – نندد بظاهرة الإنقلابات المنظمة على المجالس واللجان المحلية والجهوية التي تقوم بها فلول النظام البائد واليمين الرجعي – إصرارنا على إسقاط حكومة “الباجي قائد السبسي” وعملنا على الإعداد لذلك بكل الأشكال النضالية السياسية والميدانية. – عزمنا على مواصلة التصدي لــ”هيئة الالتفاف” والتآمر على أبناء شعبنا. – إن حماية ثورة شعبنا واستمرار مسيرتها تمر عبر تعبئة جماهير شعبنا الثائر ضد أنظمة الاستبداد والقهر في الأنظمة العميلة والرجعية في الوطن العربي والمرتهنة بالتحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي الذي يعيق المد الثوري المستمر وطموحاته في التحرر الوطني والإنعتاق الاجتماعي . المجد لشهدائنا في تونس وفلسطين ومصر وليبيا والبحرين واليمن وسوريا… من أجل إسقاط حكومة “الباجي قايد السبسي” المعادية لشعبنا من أجل كنس بقايا الديكتاتورية كشرط أساسي لإستكمال الثورة من أجل إنتخاب جمعية تأسيسية تؤسس لنظام حكم برلماني شعبي وديمقراطي — الناصر خشيني نابل تونس Email Naceur.khechini@gmail.com Site http://naceur56.maktoobblog.com/
<  


تلقى الإتحاد الشعبي الجمهوري نبأ الإعتداء بالعنف على السينمائي النوري بوزيد وهو بصدد التحاور مع عدد من الطلبة قرب المركب الجامعي بتونس بمزيج من الحيرة والألم، ويجدد الإتحاد موقفه الثابت الرافض لإستخدام العنف في المجال العمومي، ويندد بهذا الإعتداء الذي إستهدف أحد أبرز رموز الثقافة التونسية التقدمية ، ويندرج دفاعنا عن النوري بوزيد ضمن إلتزامنا بحرمة المواطن التونسي وسلامة جسده .
ويجدد الإتحاد الشعبي الجمهوري دعوته مختلف الأطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني إلى ضرورة الإلتزام بـ”عهد وطني ” يتضمن جملة المبادئ الأساسية الضامنة لمجتمع ديمقراطي تعددي تصان في إطاره حقوق المواطن وتحفظ كرامته وحرياته مع المحافظة على مقومات الدولة المدنية الضامنة للنظام الجمهوري .
ويامل الإتحاد الشعبي الجمهوري أن يكون الإعتداء على النوري بوزيد حادثا عرضيا غير قابل للتكرار، وندعو بالمناسبة إلى الحرص على عدم إستغلاله لبث الأحقاد وإثارة الفتن بين الأطراف السياسية في مرحلة يتطلب فيها الإلتزام الوطني وقفة أصيلة تغلب المصلحة العامة على الحسابات الحزبية والشخصية.
ويجدد الإتحاد الشعبي الجمهوري إلتزامه بالدفاع عن مشروع ثقافي وطني يعبر عن الهوية التونسية الأصيلة متعددة المنابع ، المتفتحة على العالم ،تلتزم الدولة في إطاره بالدعم الرشيد لمبادرات الفاعلين الثقافيين من مختلف التيارات. عن المكتب السياسي للإتحاد الشعبي الجمهوري الأمين العام / لطفي المرايحي


استطلاع للرأي حول المناخ العام في تونس

47.6 ٪: الوضع عادي.. 32.1 ٪: سيئ.. 22.2 ٪: جيد.. 70 ٪ يفخرون بالانتماء للوطن.. و7 ٪ غير سعيدين بالانتماء للمجتمع


أظهر آخر استطلاع للرأي حول المناخ العاطفي والإجتماعي للتونسيين ومدى تفاعلهم مع الأوضاع السائدة بعد الثورة أن 47.6 ٪ من المستجوبين يعتبرون الوضع عاديا، فيما 32.1 ٪ يعتبرونه سيئا، أمّا 22.2 ٪ فيعتبرونه جيدا.
ويهدف هذا الإستطلاع إلى قياس تصور المناخ العاطفي والإجتماعي العام بتونس، إضافة إلى قياس العلاقة بين الفرد والمجتمع ومدى انتماء المستجوبين له والنظرة الإيجابية للفريق أوالمجموعة أي قياس درجة تماشي الاراء والأسئلة المطروحة مع شعور المستجوبين وعاطفتهم ارتباطا بالوضع الإجتماعي السائد بمعنى هل أن التعابير المطروحة في الإستجواب متامشية تماما أونسبيا أومخالفة لشعور التونسي وهل أن “بصفة عامة، المناخ الإجتماعي في البلاد يُمكّن من التعبير بأريحية أو يوحي بالتضامن والتعاون أو الخوف والحذرأوالتفاؤل أوالفرح والثقة والإتفاق أوالحزن والركود والغضب والإحتقان والعدوانية بين الناس أوالثقة في المؤسسات”!.
وقد أبرز هذا الإستطلاع، الذي أجري بتونس الكبرى والشمال الشرقي والوسط الشرقي والجنوب وشمل مستجوبين من الطبقة العليا والوسطى والطبقة الشعبية، تراوحت أعمارهم بين 18 و51 سنة فما فوق، أنّ 55.2 ٪ يتماشى رأيهم تماما مع القول “أن المناخ الإجتماعي في البلاد يُمكّن من التعبير بأريحية” في حين 22.7 ٪ يوافقون إلى حد كبير هذا الرأي غير أنّ 2.7 ٪ يعارضون هذا القول أما البقية فهم في حالة تذبذب. ويذكر أن سبر الآراء أنجزه «سيغما كونساي» بالتعاون مع قسم علم النفس بجامعة تونس ـ المنار وجامعة «لوفان» البلجيكية وجامعة بلاد الباسك الاسبانية.
كما جاء في نتائج سبر الآراء أنّ 25.9 ٪ من المستجوبين يوحي إليهم المناخ “بالخوف والحذر”، في حين 26.6 ٪ يرون أن المناخ العام يوحي بالتفاؤل والفرح والثقة والإتفاق، بينما 17.7 ٪ يشعرهم هذا الوضع بالحزن والركود والغضب والإحتقان والعدوانية بين الناس.  
وبين الإستطلاع من جهة أخرى أن لا وجود لتذبذب للمشاعر والعواطف تجاه الأوضاع الراهنة بالبلاد وعلاقة الأفراد بالوطن، فـ66.6 ٪ عبروا عن فرحهم الشديد بأنهم يمثلون أعضاء من هذا المجتمع، أما 25 ٪ يشعرون إلى حد ما بهذه العاطفة وقلة من المستجوبين ويمثلون 7 ٪ عبروا عن عدم سعادتهم بالإنتماء إلى هذا المجتمع.
وأظهر الإستطلاع أن التونسيين من المستجوبين شرقا وغربا وشمالا وجنوبا أن أكثر من 79 ٪ لا يوافقون الرأي القائل بأنه لا وجود لسبب يجعل التونسين يفخرون ويكنون احتراما لمجتمعهم بل بالعكس عبّر أكثر من 70 ٪ من المستجوبين عن احساسهم بالأريحية عند التفكير في وطنهم وبروابط قوية تجمعهم ببقية أعضاء المجتمع.
إيمان عبد اللطيف (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أفريل 2011)



 
صرح الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في ندوة الانتقال الديمقراطي التي تنظمها جمعية أحباء المكتبة في قصيبة المديوني يومي 9 و10 افريل انه يجب التفكير الهادئ و المسؤول في التعامل الايجابي مع التجمعيين غير المتورطين في الفساد لأنهم يمثلون قوة انتخابية . من جهة أخرى أكد احمد نجيب الشابي في ندوة عقدها بأحد نزل مدينة سوسة بداية الأسبوع انه يجب التفريق بين من أجرم و اذنب من التجمعيين وبين مئات الآلاف الذين حملوا بطاقة التجمع عن اقتناع أو عن مصلحة ، وقال أن ليس دوري التفتيش عن دوافعهم و لا يمكن اجتثاثهم بل يجب البحث عن وسائل استقطابهم.
يذكر أن وفدا من حركة التجديد يتقدمه الأمين العام و الرئيس الشرفي للحركة و احمد نجيب الشابي و عددا من الوجوه الإسلامية حضرت موكب إحياء الذكرى الحادية عشرة لوفاة بورقيبة بما فسره بعض المراقبين مغازلة للقاعدة التجمعية و البورقيبية.
 
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 أفريل 2011)



أكد احمد نجيب ألشابي في افتتاح أشغال المجلس الوطني للحزب الذي انعقد يوم 9 افريل بقصر المؤتمرات بالعاصمة انخراط حزبه الكامل في المشروع الحداثي الذي أسسه عدد من المصلحين ابتداء بخير الدين باشا وصولا إلى الزعيم بورقيبة.
ونبه إلى خطورة استغلال المساجد لخدمة أغراض سياسية تقوم على ما اسماه بتجييش المشاعر الدينية و نشر ” زبائنية جديدة مجهولة المصدر في الأوساط الاجتماعية مؤكدا انه الشعب التونسي مسلم و غير محتاج لمن يعلمه دينه مشددا على ان الدين يجب أن يكون مستقلا عن الحقل السياسي . وكان الشابي عبر عن غموض برنامج حركة النهضة معتبرا انه ما هو واضح في برامجها تجييش المشاعر ، معربا عن خشيته ان تكون تونس كحماس وغزة.
يذكر أن الحزب الديمقراطي التقدمي كان احد ابرز حلفاء حركة النهضة منذ سنة 2006 و هو عضو مؤسس لمنتدى 18 أكتوبر الذي يظم ممثلين عن حركة النهضة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 أفريل 2011)


راشد الغنوشي لـ”الصباح” الرؤية الفكرية للاتجاه الإسلامي في بداية التسعينات مازالت تحكم حركتنا


البناء العقائدي تمهيد للبناء السياسي ـ نظمت امس حركة النهضة اجتماعا عاما بالمسرح الصيفي بصفاقس سيدي منصوربرئاسة راشد الغنوشي رئيس الحركة حضره جمع غفير من أنصارها وواكب عدد من وجوه المجتمع المدني والتنظيمات السياسية والاجتماعية.
وكانت للغنوشي لقاءات جانبية بمناضلي الحركة بصفاقس ممن عانوا من ظلمة سجون بن علي ، وملاحقات بوليسه السياسي. كما قام بتلاوة فاتحة الكتاب على روح شهيد 14 جانفي بصفاقس عمر الحداد بمقبرة السعادي.
الاجتماع العام الذي واكبه أكثر من عشرة آلاف شخص أكد فيه الغنوشي على الثقل الذي تمثله صفاقس في تاريخ البلاد و خاصة في تاريخ الثورة المجيدة حيث بشّر الإضراب العام ليوم 12جانفي 2011 الذي نظمه الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بنهاية المخلوع كما ثمّن الدور الإقتصادي لما سمّاه بشنغهاي أو يابان تونس التي عانت من تهميش السياسات الفاسدة الى حد وصفها بالمنكوبة و راهن رئيس حركة النهضة على صفاقس في مستقبل ما بعد الثورة لتكون قاطرة الإقتصاد الجديد ومن جهة اخرى خص الغنوشي رجال الأعمال بالجهة بلقاء.
الإجتماع تخللته وصلات غنائية قدمتها فرقة البشائرالموسيقية بمدينة سوسة حيث تفاعلت معها الجماهيرالحاضرة بالترديد الجماعي لبعض الاغاني الوطنية الملتزمة والهادفة.
الغنوشي اكد ان حركته ستكون رقما اساسيا في المعادلة السياسية القادمة سواء بالمجلس التأسيسي او في حكومة ما بعد الثورة، من ناحية اخرى اعتبر ان حركة النهضة سستكون وسيطا جيدا و سندا مهما لأصحاب المبادرات من الباعثين و رجال الأعمال في مختلف القطاعات و المجالات الإنتاجية عبر الوساطة لدى مصادر التمويل من الهيئات الوطنية والدولية معلنا عن تأسيس مجموعة إقتصادية سوف تستفيد من خبرات حوالي 70خبيرا ومختصا أكاديميا ممن استوعبوا نظام الصيرفة والإقتصاد الإسلامي.
على الصعيد الإعلامي دعا الغنوشي رجال الأعمال التونسيين إلى إيلاء الإعلام قيمته الكبرى في المجال الإستثماري باعتبار ما يمكن ان يوفره من مجالات للعمل و الربح و التشغيل كما أكد ان حركته مفتوحة على كل القوى والحساسيات و المبادرات من اجل مستقبل تونس وانه لا شروط بالتدين للإنضمام الى حركته انما الشرط الوحيد هو الإستقامة في السلوك ومنهج الحياة. وقد خص راشد الغنوشي “الصباح” بحديث أجاب فيه عن مجموعة من الأسئلة: * تخليتم ذات أوان عن العروبية الناصرية فماهي أسباب هذا التحول الفكري ومسوغاته؟

العروبة ليست عقدا وانا لم أتخلص يوما من عروبتي وإنما عمقتها، والإسلام هو روح هذه العروبة وشريعتها نحن في شمال إفريقيا لم نفصل الاسلام عن العروبة فالإسلام هو عمقنا التاريخي والحضاري .
*نجم عن هذا التحول لديكم أيضا تحول لمفهوم الأمة من الدولة الوطنية القومية إلى نظرية الأمة الإسلامية بل وأيضا حتى إلى مفهوم الدولة الأمة على صعيد القطر التونسي. كيف تفسرون هذه التحولات ؟

هذا التحول في اتجاه التعامل مع الواقع والاسلام أقر التعامل مع الواقع ومن ذلك كان هنالك الناسخ والمنسوخ وكان التطور الفكري من مرحلة إلى مرحلة أخرى والتعامل مع الواقع ليس تنازلا عن شيء من الإسلام بل هي من منطق الاسلام.
*تحول اخر عرفته حركتكم ربما أملته المتغيرات الحاصلة على الصعيد التونسي وأملته المتغيرات على المستوى الدولي ، فبعد أن وسمت حركتكم بالتنظيم الديني باعتبار النهضة سليلة الاتجاه الإسلامي تقدمون حركتكم اليوم على أنها حزب سياسي مدني لكن بمرجعيات حضارية عربية إسلامية فماهي أسباب هذه المراجعات؟

هذه المراجعات لا يناقض بعضها بعضا فلقد بدأنا حركة دعوية لتذكر الناس بربهم وتعيدهم إلى أصول الإسلام وتنفض عن هذا الدين غبار الخرافات والأوهام والبدع فلما تشكل ممن استجاب لهذه الدعوة صف واسع كان ينبغي التطور معه في اتجاه الإصلاح السياسي، فالبناء العقائدي تمهيد للبناء السياسي .
*بعد أن تقمصت حركة النهضة اللباس المدني السياسي هل أصبحت حركتم حزب برامج أم ستبقى تيار نظريات محافظة ليس إلا ؟

حركة النهضة منذ البداية ولاتزال حركة سياسية إسلامية معتدلة .
* ماهي مقومات الرؤية الفكرية الجديدة لحركة النهضة وأبعاد برامجها على صعيد اليومي الذي يتصدر اهتمام المواطن التونسي “العياش” الذي لا تعنيه في السياسة تطويحاتها ؟

لا تزال الرؤية الفكرية لحركة الاتجاه الإسلامي التي أقرت في بداية التسعينات تحكم حركتنا إلى يوم الناس هذا وقد تحتاج إلى بعض المراجعات وربما تتم في وضع تكون الحركة قد أمنت فيه على نفسها وبدأت تعيد تأسيسها.
*يعاب على حركة النهضة أنها تيار متحرك الأهداف ومن ثم تتهمون بازدواجية الخطاب وتعدد المواقف والطرحات وانتهاج لعبة تبادل الأدواربما يتيح لكم التفصي من المآزق
 
إزاء بعض المواقف والمستجدات بماذا تردون على هذا الاتهام؟

هذه تهمة عارية من الصحة والحقيقة ، نعم تتطور مواقفنا وكذا كل جسم حي فلو اكتشفنا يوما أننا على خطأ فلن نتردد عن المراجعة والحق احق ان يتبع ولكننا قوم نؤسس مواقفنا على اسس من العقيدة والدين مما يدرء عنا شبهة الإزدواجية .
*يتداول الشارع السياسي التونسي ووسائل الإعلام قضايا على غرار العلمانية واللائكية ربما في سياق التخوف من ثقلكم الجماهري الذي كشفت عنه انتخابات 89 رغم تزييفها واتهامكم بأن إيمانكم بالديقراطية هو ظرفي وتكتيك لإقامة هدف استراتيجي لإقامة دولة تيوقراطية على غرار النموذج الإيراني. فماهي التطمينات والضمانات التي تقدمونها لخصومكم؟

ممارسة صناعة اتهام الآخرين بغير دليل لتشويه صورة الخصم وصرف الناس عنه لعبة معتادة في السياسة العلمانية التي لا تلتزم مبادئ الأخلاق كما أن الحكم على النوايا بدل المواقف و الممارسات ليس من السياسة النظيفة  
* نشرت منذ أيام الصحف الوطنية بما في ذلك الصباح وحتى المواقع الإلكترونية مقتطفات من تسريبات ويكيليكس مفادها اتهامكم أنتم وبعض القوى التونسية بفتح حديقة خلفية مع المثلث الغربي أو ما يسمى التحالف الأنقلو/فرانكو/ أمريكي /وهي أقطاب الجذب التقليدي للسياسات في الأقطار العربية والإسلامية وما يعرف بدول الجنوب. فبما تردون؟

للأسف جريدة محترمة كالصباح أسهمت من خلال عنوان مغرض لتصرّف سياسي معتاد في عملية الإساءة إلينا، نرجو أن يكون ذلك غير مقصود ذلك ان اتصال حزب سياسي بسفارة معتمدة بالبلاد من أجل توضيح موقف هو من معتاد السياسة في بلادنا أو غيرها، فالإتصال ببعض السفارات المعتمدة في تونس مع بعض ممثلي النهضة قد تم في مؤسسات رسمية و بحضور جمع من ممثلي الأحزاب و من مؤسسات المجتمع المدني حيث دار حوار حول قضايا محلية و دولية و موقف الحركة منها.. فليس في ذلك ما يدعو إلى الإتهام.
* تخشى كافة القوى الوطنية والحية في تونس وفي طليعتها الشباب من الردة وانتكاسة الثورة ومحاولات قطف ثمارها غير يانعة ومن ثمة إجهاضها في مهدها. فماهي أهم مخاوفكم على هذه الثورة المجيدة ؟ أنا لست متخوفا على الثورة فلقد أسقطت الخوف فسقط بن علي ولذلك لا أحب الاستمرار في تجارة الخوف فلقد أفلست هذه التجارة بقيام الثورة والشعب لم يعد يخش أحدا إلا الله سبحانه وتعالى .
* تسعى بعض القوى إلى العودة إلى مربع الحكم ما قبل بن علي تحت جناح البورقيبية فكيف ستتعاملون مع هذه الوقائع وماهي حدود المصالحة الوطنية والوفاق في رؤيتكم؟

نحن أيدنا في إطار الهيئة العليا لحماية الثورة و الإصلاح السياسي و الإنتقال الديمقراطي الحيلولة دون عودة وجوه الحزب السياسي المنحل إلى السلطة أو المشاركة في الحياة السياسية و لو لمدة خمس سنوات قادمة و إلى هذا اتجه الرأي العام لممثلي الثورة حماية للحياة السياسية الوليدة من الإختراق البوليسي والإنحراف بها نحو ماض متعفن لحزب متعفن.
*الشيخ راشد الغنوشي في صفاقس في زيارة رسمية ثانية لصفاقس بعد زيارة 1987 ..فلماذا خيرتم تاريخ عيد الشهداء لزيارتكم ؟

احياء هذه المناسبة هو احتفال بكل شهداء الوطن سواء في مواجهة الإحتلال أو في مواجهة دكتاتورية بورقيبة ووريثه و هؤلاء الشهداء هم أهل التمجيد والثناء أولئك الذين توجوا هذه المسيرة ولسيما شهداء 14جانفي بما يمثّل ارضية مشتركة لوطنية تونسية تجمع كل ألوان الطيف السياسي.
حوار وتغطية: صابر فريحة/دنياز المصمودي/صابر عمري  

(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أفريل 2011)


أحمد نجيب الشابي كلنا مسلمون.. ولسنا في حاجة لمن يعلمنا ديننا


حضور الحزب في جميع الدوائر الانتخابية الـ26 ـ دعوتان صريحتان وردتا في كلمة السيد أحمد نجيب الشابي بالامس في افتتاح أشغال المجلس الوطني للحزب الديموقراطي التقدمي… أما الاولى فتتعلق برسالته المباشرة للفرقاء السياسيين بالالتزام بحياد بيوت الله معتبرا أن الجميع بات ينعم بعد الثورة بحرية الاتصال والاجتماع في الفضاءات السياسية المتاحة أمام الجميع وذهب الشابي الى أبعد من ذلك بقوله: “كلنا مسلمون ولسنا في حاجة لمن يعلمنا ديننا كلنا مسلمون حداثيون نحترم العمل الدعوي ومن أراد أن يدعو الى بيت الله فله الاحترام ومن أراد السياسة فعليه أن يقدم برامجه ويقبل بالمنافسة على ذلك لسنا في حاجة لمن يعلمنا ارادة الله ومن أراد التخصص في الشأن الديني عليه أن يترك الحقل السياسي لاهله و ذويه “…و هو ايضا ما شددت عليه مية الجريبي بضرورة الوقوف ضد تسييس المساجد والحرص على أن يكون التنافس على قاعدة البرامج والبدائل و التناظر السياسي في مجالاته الرحبة. أما الدعوة الثانية للسيد أحمد الشابي والتي لا تخلو من أبعاد كثيرة فهي بالتأكيد تلك التي وجهها للاحزاب الجديدة التي تشكلت لاثراء المشهد السياسي بعد الثورة من أجل فتح حوار في العمق يراعي الاستحقاقات المرحلة القادمة موضحا ان الحزب الديموقراطي التقدمي مفتوح للجميع للدفاع عن تونس الجديدة والتأسيس لوطن الحداثة والاعتدال والحرية بمشاركة كل الفئات والكفاءات الوطنية… و قد أكد الحضور المكثف بالامس الذي واكب فعاليات افتتاح اشغال المجلس الوطني للحزب الديموقراطي التقدمي أن ما تعرض له أعضاء الحزب من عنف أو محاولات لمنعهم من عقد اجتماعاتهم في مناسبات سابقة داخل الجمهورية لا يعني بأي حال من الاحوال أن موقع الحزب على الساحة السياسية قابل للشكيك برغم الغموض الذي يهيمن على ملامح المشهد السياسي في البلاد…بل ولاشك أن في فتح قصر المؤتمرات بالعاصمة وهو أحد الفضاءات التي كانت حكرا على الحزب الحاكم لمختلف النشاطات الحزبية التي كانت من الحرمات في قاموس النظام السابق ما يؤشر الى ظاهرة صحية في الحياة السياسية ولكن دون الوصول الى مرحلة التعافي التي لا تزال بعيدة عن مجتمع عانى طويلا من القيود والقحط في النشاط السياسي المثمر برغم ما يتوفر له من من طاقات سياسية و من مفكرين…ملاحظة لا بد أن ندرجها وهي أنه برغم الغياب الواضح للامن عن محيط قصر المؤتمرات فقد كان اللقاء على درجة من التنظيم و حتى قبل افتتاح اللقاء فقد غابت كل مظاهر الفوضى و سجلت الاغاني الوطنية حضورها داخل القاعة التي جمعت محتلف الاجيال من رجال و شباب و اطفال و نساء محجبات أوسافرات… أحمد الشابي و بأناقته المعهودة في انتقاء الكلمات كما الامينة العامة مية الجريبي حرصا على اقتسام متناسق للادوار بين الجنسين في الترويج لبرنامج الحزب الاقتصادي و الاجتماعي والسياسي والثقافي أيضا استعدادا للانتخابات القادمة التي ستشهد مشاركة الحزب في مختلف الدوائر الانتخابية الست والعشرين بقطع النظرعن نظام الاقتراع الذي سينبثق مطلع الاسبوع القادم…ولاشك أن في اختيار ذكرى عيد الشهداء لانعقاد المجلس الوطني للحزب الديموقراطي التقدمي تحت شعار “9 أفريل 1938 – 9 أفريل 2011 برلمان تونسي ” ولكن أيضا قبل اثني عشر أسبوعا على موعد انتخابات الرابع والعشرين من جويلية القادم لم يكن بالامرالاعتباطي وهو بالتأكيد يعكس حسابات الحزب في الربط بين أرقى وأفضل تجارب الماضي والحاضر وبين تطلعات المستقبل والاستفادة من حقبة تاريخية مهمة في مسيرة البلاد تجد لها اليوم في ذاكرة التونسي المتعطش للديموقراطية والعدالة والانفتاح موقعا لا يمكن الاستهانة به في خضم الفراغ الحاصل تحسبا الى مرحلة مختلفة تقطع مع مظاهر الاستبداد والتفرد بالسلطة التي طبعت النظام السابق.و اذا كانت مية اختارت الا تسقط ما تتعرض له غزة اليوم من اعتداءات وحشية و تؤكد هوية تونس العربية و الاسلامية فان الشابي السياسي والحقوقي والانسان بدوره لم يتردد في هذه المرحلة في مغازلة “البورقيبيين”. في الدفاع عن قيم الجمهورية و مبدأ المواطنة في تكريس السيادة الشعبية وتحقيق أهداف الثورة ،و قد كان حريصا على أن يكون للشباب كما للمرأة حضور في كلمته التي يبدو أنه حاول معها طمأنة شريحة واسعة من المجتمع على توجهات حزبه المتمسك بحقوق المرأة الاجتماعية والسياسية والرد على المخاوف التي ظهرت الى السطح نتيجة ظهور خطاب متطرف معاكس أثار أكثر من نقطة استفهام حول حقوق المرأة و مكاسبها التي لا يمكن أن تقبل التراجع أو التنازل عنها.الشابي وبطريقة ديبلوماسية لم يتأخرعن الرد على محتلف الانتقادات التي تعرض لها حزبه و لكن دون اشارة واضحة الى ذلك سواء في اعقاب تحالف الثامن عشر من أكنوبر أو سواء بعد انضمامه الى أول حكومة انتقالية قبل قراره التخلي عن المنصب الوزاري والعودة الى النضال الحزبي استعدادا للانتخابات القادمة… لا شك أن الشابي حقق في لقاء الامس نقطة مهمة في التواصل مع الحضور الذي جاء من كل الجهات و لكن الاكيد أنه أكثر من يدرك أيضا أن الاهم لا يزال بعيد المنال، وأن استقطاب القاعدة الشعبية التي تبقى أكثر قابلية للتأثر و الانسياق للخطاب الديني الموجه و ما يرافقه في أحيان كثيرة من اغراءات و مساعدات مالية لا يعرف مصدرها يختلف عن مخاطبة النخبة و يستوجب تجاوز الكثيرمن الحواجز والعراقيل قبل الوصول الى تونس العميقة لا سيما تلك المناطق التي عانت طويلا من الاقصاء و التهميش وغياب المشاريع التي تساعد على الحد من البطالة وتعزيز الثقة في فرص الاستثمار واعادة الامل في النفوس المحبطة ممن كانوا في مقدمة الذين قدموا التضحيات و لكنهم ظلوا بعد الثورة كما قبلها في قائمة المهمشين… آسيا العتروس  
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أفريل 2011)


تونس, تونس, 10 (UPI) — حذر حزب “المجد” التونسي من محاولات تجري لإخراج نشاط الحركة الماسونية في تونس إلى العلن،ودعا الحكومة إلى توضيح موقفها بهذا الشأن.
وقال الحزب في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال اليوم الأحد نسخة منه إنه ” يسجل بكل قلق المعلومات التي وصلت إليه من جهات مطلعة مفادها أن مجموعة ماسونية تونسية تنوي الشروع في الخروج للعمل العلني، وذلك تحت رعاية و بحضور بعثة ماسونية فرنسية”.
وكشف حزب “المجد” التونسي الذي يقدم نفسه على أساس أنه حزب وسطي هويته مغاربية عربية إسلامية، منفتح على البعدين الإفريقي والمتوسطي ، أن البعثة الماسونية الفرنسية التي ستؤمن الدعم و التكوين “للمجموعة الماسونية التونسية”، ستصل إلى تونس غدا الاثنين .
وإعتبر الحزب الذي أسسه عبد الوهاب الهاني،أن محاولة إخراج الماسونية التي كانت تعمل في السر في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ،للعمل العلني وإصباغها بالشرعية،يعد “إنتهاكا صارخا لحرمة الشعب التونسي الذي يقاطع هذه الحركة ويعتبرها أحد أعداء تونس و العالم العربي والإسلامي”.
ودعا في هذا السياق إلى ضرورة التصدي لجميع أنشطة الماسونية بتونس علنية وسرية،كما طالب الحكومة التونسية المؤقتة ب”توضيح الموقف واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتجسيم إرادة الشعب الرافضة للحركة الماسونية فكرا ونشاطا وذلك بمنع كل نشاط ماسوني ومتابعة القائمين عليه”.
وقال الحزب الذي حصل على ترخيص العمل القانوني في 25 مارس/آذار الماضي،والذي يرفع شعار “مواطنة، جمهورية، ديمقراطية”،أنه سينظم وقفة إحتجاجية سلمية بساحة القصبة حيث مقر رئاسة الحكومة التونسية، معادية للماسونية و داعية لرحيلها من تونس. (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 10 أفريل 2011)



حذر حزب المجد التونسي من محاولات تجري لإخراج نشاط الحركة الماسونية في تونس إلى العلن، ودعا الحكومة إلى توضيح موقفها بهذا الشأن.
وقال الحزب في بيان إنه يسجل بكل قلق المعلومات التي وصلت إليه من جهات مطلعة مفادها أن مجموعة ماسونية تونسية تنوي الشروع في الخروج للعمل العلني، وذلك تحت رعاية وبحضور بعثة ماسونية فرنسية.
وكشف الحزب أن البعثة الماسونية الفرنسية التي ستؤمن الدعم والتكوين للمجموعة الماسونية التونسية، ستصل إلى تونس الاثنين.
واعتبر الحزب الذي يقدم نفسه على أنه حزب وسطي هويته مغاربية عربية إسلامية، أن محاولة إخراج الماسونية التي كانت تعمل في السر في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، للعمل العلني وإصباغها بالشرعية، يعد انتهاكا صارخا لحرمة الشعب التونسي الذي يقاطع هذه الحركة ويعدها أحد أعداء تونس والعالم العربي والإسلامي.
وقال الحزب الذي حصل على ترخيص العمل القانوني في 25 مارس/آذار الماضي إنه سينظم وقفة احتجاجية سلمية معادية للماسونية وداعية لرحيلها من تونس, بساحة القصبة حيث مقر رئاسة الحكومة التونسية.
ولا يوجد تعريف متفق عليه للماسونية حتى بين الماسونيين أنفسهم، فكل واحد منهم يتحدث عنها بطريقته الخاصة. غير أن المشهور عن الماسونية أنها منظمة سرية لها فروع في العديد من بلدان العالم. وهذا الاسم معناه البناؤون الأحرار، ويشترك أفرادها في أفكار خاصة بمنظومة القيم والأخلاق الراغبين في نشرها بين البشر. المصدر:يو بي آي+الجزيرة (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 أفريل 2011)


من” الحكّة” القديم


 
وزير داخلي عيّن أخيرا ككلمة سقطت من الدفادر القديمة… تطهير للجسم القضائي هو أشبه بالمعجزات ويلزمه ليتحقق جيوش من الملائكة والشياطين… مشروع قانون للصحافة يجعلك تقول في سرك وعلانيتك ” يرحمك يا رجل أمي الأول” … أصحاب إذاعات حرة يعتصمون في القصبة لأنهم منعوا من البث على ترددات” الأفم” كما صنع بهم عندما كان الأقربون أولى بالمصدح… مجرمون في حق الشعب لايزالون يحكمون في رقابنا وكأننا أصبنا بفقدان جماعي للذاكرة..وهل في الأمر غرابة إذا كان شعار رأس حكومتنا هو نفسه قد أخرج بعناية من” الحكة” القديمة وتجسيمه قد خيب أملي : ” الصدق في القول والإخلاص في العمل”.؟

عبدالسلام الككلي الموقف العدد بتاريخ 7 افريل 2011



انتقد رئيس وزراء إيطاليا سلفيو برلسكوني بشدة دول الاتحاد الأوروبي بسبب موقفها من موجة الهجرة التي تشهدها جزيرة لا مبيدوسا الإيطالية. وقال برلسكوني خلال زيارته لهذه الجزيرة -للمرة الثانية خلال أيام- إن “تسونامي البشري” الذي تدفق على إيطاليا يجب أن يكون مشكلة أوروبا كلها، مؤكدا أن الوضع الحالي بليبيا سيؤدي إلى تدفق مزيد من المهاجرين.
ومضى المسؤول الإيطالي ليؤكد تفهمه لأن يبدي قادة الدول الأوروبية حزما تجاه الهجرة لإرضاء الناخبين، غير أنه دعاهم بنفس الوقت “لمواجهة الواقع”.
وقد استقبلت لا مبيدوسا التي تبعد نحو 250 كلم عن السواحل التونسية عشرات الآلاف من المهاجرين السريين منذ بداية العام الحالي. وسجلت أحيانا حوادث غرق مأساوية تعرض لها هؤلاء المهاجرون، غرق في إحداها 250 شخصا في سواحل الجزيرة لم ينقذ إلا خمسهم. ويشكل التونسيون أغلبية المهاجرين السريين، وقد وصل منهم إلى لا مبيدوسا منذ يناير/ كانون الثاني الماضي وحده نحو 22 ألفا.
وطرحت حكومة برلسكوني خطة تقضي بمنح تأشيرات شنغن لهؤلاء التونسيين، بحجة أن كثيرين منهم يريدون الالتحاق بأقارب لهم في فرنسا وألمانيا، مما أثار خلافا مع هذين البلدين.  
وكانت إيطاليا قد استخدمت لغتي التهديد والوعيد مع الحكومة التونسية لحثها على التعاون معها في وضع حد للهجرة السرية، حيث عرضت عليها من جهة قروضا بقيمة ثمانين مليون يورو لمساعدتها على مكافحة الهجرة السرية.
ومن جهة أخرى هددتها بترحيل وافديها إلى لا مبيدوسا بالقوة إذا لم تعمل السلطات التونسية على منع إبحار قوارب المهاجرين من سواحلها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 أفريل 2011)
 



منير شفيق
لماذا ابتعدت الشعارات السياسية عن شعارات إسقاط الرئيس ونظامه على الرغم من أن شعار إسقاط الرئيس ونظامه مشحون بالسياسة إن لم يكن كله سياسة بامتياز.
فالرئيس رجل سياسة قبل أن يكون أي شيء آخر. فالاستبداد سياسة، ومحاولة الاستفراد في الحكم، والاستئثارية والسعي لتوريثه سياسة. والفساد ونقل أمواله إلى بنوك الغرب وبورصاتها وشركاتها وشراء العقارات فيها سياسة بامتياز. وكذلك حال الخصخصة والاندماج في العولمة سياسة دولية ومحلية في آن واحد.
وقديماً قال فون كلاوزيفتش واضع علم الحرب الحديث إن الحرب سياسة لكن بلغة أخرى. أما في الاقتصاد فالسياسة والإستراتيجية تقودانه في أغلب الحالات إن لم يكن فيها كلها.
مواقف الرئيس وعلاقات الدولة بالدول الأخرى، وعلى التحديد موقف الرئيس ونظامه من الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية إن لم تكن سياسة مباشرة وخالصة فماذا تكون السياسة؟
ومع ذلك بدا هدف الثورات، والذي تلخصّ بشعار “إسقاط الرئيس ونظامه” كأنه بعيد عن السياسة، أو لا علاقة له بكل السياسات التي اتبّعها الرئيس ونظامه داخلياً وخارجياً. وبهذا اتجّه التركيز بأن المشكل في شخص الرئيس واستطالة فترة رئاسته، وفي استبداده وفي فساد أسرته وبطانته. ومن ثم لا علاقة للسياسات التي اتبّعها في ما يتعلق بأمريكا والكيان الصهيوني وبالدول والقوى المختلفة من جهة المطالبة بإسقاطه ونظامه. وكذلك لا علاقة للسياسات التي اتبّعها في توجيه اقتصاد البلاد وفقاً للأجندة الأمريكية والأوروبية المباشرة، أو لأجندة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية والعولمة من ناحية الإصرار على إسقاطه وإسقاط نظامه.
يمكن أن يُفسّر تجنب الخوض في السياسات الخارجية والداخلية للرئيس ونظامه من قِبَل قيادات الثورات الشبابية الشعبية في تونس ومصر في أثناء المواجهة مع الرئيس ونظامه، تفسيراً يلحظ درجة عالية من الدقة في إدارة الثورتين استهدف تحييد أطراف دولية وعربية. ومن ثم عزل الرئيس ونظامه للتمكن من إسقاطهما بأقل ما يمكن من التضحيات والتكلفة، وأقصر ما يمكن من الوقت.
طبعاً هذا لا يعني أن الأطراف الدولية والعربية، وهنا على الخصوص أمريكا والكيان الصهيوني، كما الأطراف الأخرى، لا يدركون أن إسقاط الرئيس ونظامه يعنيهم مباشرة، ويمسّهم مباشرة. فالمسألة في مثل هذه الصراعات لا ينفع معها التشاطر ولا التذاكي.
على أن التشاطر والتذاكي نفعا، هذه المرّة، لا سيما بعد الأسبوع الأول، أو الثاني، عندما تأكدّ للإدارة الأمريكية أن ميزان القوى الداخلي أخذ يميل في مصلحة الثورة معززاً بتأييد شعبي ملاييني عربي وإسلامي. وذلك بعد أن تكسّرت هجمات أجهزة الأمن أمام جماهير الشارع وأخذ الدعم الجماهيري للثورة يكبر يوماً بعد يوم ولا سيما مع تشييع الشهداء، والتأكد من أن بالإمكان الانتصار على الرئيس ونظامه.
ومما زاد من نفع التشاطر والتذاكي كان عجز أمريكا وأيّة أطراف أخرى عن التدخل المباشر، بنجاح، لإنقاذ “الحليف” المدلّل ونظامه. فقد جاءت الثورات الشبابية الشعبية المليونية في ظرف عالمي اتسّمت فيه موازين القوى في غير مصلحة أمريكا والكيان الصهيوني والدول التي راهنت على أمريكا لا سيما العربية منها، وفي مقدمّها الرئيس المعني ونظامه أكان في تونس أم في مصر أم في ليبيا أم في اليمن (حيثما رفع شعار إسقاط الرئيس ونظامه).
من هنا كان على إدارة أوباما، المعنية الأولى، في معالجة هذه الثورات الموجهّة ضدّها، موضوعياً، سياسياً، بقدر ما هي موجهّة للرئيس ونظامه، أن تلجأ بدورها للتشاطر والتذاكي كأن الأمر لا يعنيها، ولا سيما بعد أن أنجزت الثورتان في تونس ومصر هدفهما في ترحيل الرئيس والسير في اتجّاه إسقاط نظامه. فالتشاطر والتذاكي هنا نتاج الضعف وبعد أن سبق السيف العذل.
وذلك بالتقاط استبعاد السياسة واعتبار المشكل في شخص الرئيس ونظامه (بمعنى بطانته)، كما العزف على وتر أن من حق الشعب احترام إرادته والتأكيد على كرامته والسير على طريق الديمقراطية. فهذه ثورات من أجل الكرامة والحريّة والديمقراطية، ولا علاقة لها بالسياسة. أي لا علاقة لها بالسياسات التي كان يطبقها الرئيس ونظامه خارجياً وداخلياً.
وهكذا، وبكل تشاطر وتذاكٍ، ولا ضرورة إلى إضافة وبكل “عين بارحة” أيضاً، أخذت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تتحرّك وتصرّح كأن أمريكا لا علاقة لها بمبارك وزين العابدين، وما اتبّعا من سياسات خارجية وداخلية، وفقاً لإملاءات أمريكية عليهما وكانت محطّ مديح أمريكي، ومن أوباما وكلينتون شخصياً وبلسانهما وبالصوت والصورة.
وما دام الأمر كذلك، أي لا علاقة للسياسات الأمريكية في الموضوع، فبإمكان السيدة كلينتون أن تتحرك باتجاه الوضع الجديد، وحتى باتجاه من أمكن الحوار معهم من المشاركين في صنع الثورات، لكي تشارك في صوْغ النظام القادم، ومع من سيفرزه من قيادات وسيتبناه من سياسات داخلياً وخارجياً.
وهكذا وبسبب التشاطر والتذاكي فإن المستقبل في كل من مصر وتونس، ما زال في مرحلة الصراع والسعي للاختراق. والباب مفتوح على احتمالات في أكثر من اتجاه. علماً أن موازين القوى الداخلية والخارجية تفترض أن تكون النتيجة في غير مصلحة ما تريده أمريكا والكيان الصهيوني ومرشحّو التبعية والفساد للمرحلة القادمة. ثم ما معنى الثورة إذا لم تُسقِط ما سبق وفرضته أمريكا على الرؤساء الساقطين من سياسات خارجية وداخلية؟
أما المأساة-المهزلة فهو تحوّل أمريكا والاتحاد الأوروبي والناتو طرفاً حَكَماً بين ثورة الشباب والشعب في ليبيا والقذافي ونظامه. وقد حدث هذا بعد أن عرّضت كتائب القذافي وطائراته وصواريخه المدن التي انتفضت مع الثورة، إلى حمامات دم. مما أفسح المجال لتدخل مجلس الأمن والتدخل العسكري الأمريكي-الفرنسي-البريطاني تحت حجّة حماية المدنيين والحظر الجوّي على طائرات القذافي. فالقذافي يتحمّل المسؤولية الأولى في هذا التدخل إذ لم يرحل وراح يجزّر في الشعب.
فها هنا خرجت العملية من لعبة التشاطر والتذاكي المتبادليْن إلى لعبة التدخل المباشر الأمريكي-الأوروبي في تقرير نهاية الصراع وفي محاولة التأثير على مآل الوضع القادم.
أما الغريب الأغرب من الخيال وإن كان شكلياً ومظهرياً حتى الآن فهو إشراك السفير الأمريكي، لأن يكون “شاهداً” و”وسيطاً” في الحوار بين علي عبد الله صالح وأطراف من الثورة الشبابية الشعبية التي تجتاح اليمن وتؤذن على الانتصار. فتَحْتَ أي مسّوّغ يُشرَك السفير الأمريكي في حضور هذا الحوار؟
في الحالتين الليبية واليمنية كما في الحالتين التونسية والمصرية، كانت أمريكا إلى ما بعد اندلاع الثورة الشبابية الشعبية بأسبوع في ليبيا، ولعدّة أسابيع في اليمن، حليفاً لكلٍّ من معمر القذافي وعلي عبد الله صالح. أما هذا التحالف فأمره مشهودٌ عليه بعشرات الدلائل منذ العام 2003 وآخرها ما أُعلن مثلاً عن وجود ثلاثين مليار دولار للقذافي في أمريكا. أما في اليمن فمنذ عدّة سنوات والتعاون الأمني بين علي عبد الله صالح وأمريكا على قدم وساق حتى أعلن عن اشتراك طائرات أمريكية في قصف مواقع للقاعدة في اليمن. ويا لفضيحته حين رفض المشاركة في القمة الطارئة في الدوحة لنصرة قطاع غزة وهي تتعرّض للعدوان الصهيوني.
ففي كلٍ من ليبيا واليمن سارعت أمريكا للتدخل المباشر لكي لا يحدث لها ما حدث في تونس ومصر حين وجدت نفسها أمام المجهول بعد أن رحل الرئيسان من دون ترتيب الوضع قبل ذلك.
وبكلمة، إذا كان من الحكمة، أو من الممكن، أن يركز على رحيل الرئيس وإسقاط نظامه في أثناء المراحل الأولى بعيداً من السياسة لعزلهما، فالثورات كي تنجح في تحقيق أهدافها يجب أن تضع على الأجندة للنقاش والبت قضايا السياسة الخارجية والداخلية. لأن هذه في نهاية المطاف هي المقرّرة لكل شيء. وهي التي تهمّ أمريكا بالقدر نفسه التي يجب أن تهمّ الشباب والشعب والثورة. فالكرامة والحريّة والديمقراطية على لسان أوباما وكلينتون وليبراليي العولمة غير الكرامة والحريّة على لسان شباب الثورة وجماهيرها المليونية. وكذلك الديمقراطية إذا كان يقصد منها التعدّدية والاحتكام لصناديق الاقتراع والتداول على السلطة فلا بدّ لها من استراتيجية وسياسة خارجية وداخلية. وهذه ليست نقطة تقاطع مشتركة بين أوباما وشعوبنا.
فديمقراطية أوباما يريدها أن تكون مصهينة وتابعة لأمريكا وخاضعة للعولمة وفسادها ونهبها للبلاد. فكيف يمكن أن تلتقي مع ما تريده منها شعوبنا. وماذا سيقول أوباما وكلينتون إذا قيل لهما أن لا كرامة لعربي أكان من تونس أم مصر أم من أيّ بلد عربي آخر والكيان الصهيوني يستولي على فلسطين، ولا كرامة لأيّ مسلم، أكان عربياً أم تركياً أم من أيّ بلد مسلم إن كان المسجد الأقصى سيُهدم أو سيصبح مشاركة مع الكيان الصهيوني. فالكرامة والحريّة ليستا نقطة تقاطع بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما ونتنياهو من جهة وبين شعوبنا العربية والإسلامية من جهة أخرى. فكل هذا التشاطر والتذاكي لا بدّ له من نهاية.
(المصدر: صحيفة “السبيل” (يومية – الأردن) الصادرة يوم 10 أفريل 2011)


د. فيصل القاسم
سيادة الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، سيادة الرئيس المخلوع حسني مبارك. أعتذر منكما أولاً على مخاطبتكما بلقبي “الهارب” و”المخلوع”، فهذان اللقبان، على علاتهما، يبقيان معقولين مقارنة بالألقاب التي سيغدقها التاريخ على البقية الذين سيلحقون بكما قريباً إنشاء الله.
لا يسعنا يا سيادتي الرئيسين إلا أن نقف لكما إجلالاً وإكباراً على الطريقة التي هربتما وخلعتما بها، فمن نكد الدنيا على العرب أنهم أصبحوا مضطرين للمفاضلة بين من هو سيئ جداً من أمثالكما، ومن هو سيء جداً جداً جداً من أمثال الذين تريدهم شعوبهم أن يرحلوا، وهم يصرون على البقاء حتى لو أبادوا الملايين من مواطنيهم، وحوّلوا بلادهم عصفاً مأكولاً.
قد يبدو الأمر نكتة سمجة أن نقارن بين السيئ جداً والأسوأ منه بقناطير في عالمنا العربي، لكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، فنحن غدونا مضطرين لأن نتبارك بحضرتي مبارك وزين العابدين، لا لشيء إلا لأنهما تركا الحكم بأقل قدر ممكن من الدماء.
يا الله كم كان هروب زين العابدين سلساً وطيباً. لقد قاوم الرجل لأربعة أسابيع تقريباً في مواجهة المنتفضين التونسيين، لكنه سرعان ما عبر عن تفهمه الكامل لكل شرائح شعبه قائلاً بلهجته التونسية “أنا فهمتكم.. فهمت الجميع: البطال والمحتاج والسياسي واللي طالب مزيد من الحريات، فهمتكم، فهمتكم الكل”. ولم يكتف الرجل باعترافه بتفهم متطلبات شعبه كاملة، بل شعر بتأنيب ضمير عالي التوتر بعد ذلك بأيام قليلة، ففر هارباً من البلاد بعد أن وجد أنه لم يعد مرغوباً به أبداً من قبل الشعب التونسي الثائر. والشكر موصول هنا للجيش التونسي العظيم الذي نصح بن علي بأن الخروج من البلاد هو الحل الأمثل، لأن الجيش ليس مستعداً لإطلاق رصاصة واحدة على الشعب التونسي. وعندها هرع الرئيس إلى المطار بمساعدة شركة أمن إيطالية استأجرها بعد يوم من استيلائه على السلطة قبل ثلاثة وعشرين عاماً كي تهربه خارج البلاد في حال حدوث ثورة أو انقلاب عليه.
صحيح أن جماعة بن علي حاولوا القيام ببعض أعمال التخريب بعد رحيله بمساعدة زعران القذافي ومرتزقته، لكن الشعب التونسي وضع حداً سريعاً لحالة الفوضى لتعود البلاد إلى طبيعتها خلال أيام قليلة بأقل قدر من التخريب وسفك الدماء. والأجمل من ذلك، أن عملية الإصلاح بدأت بوتيرة عالية، وقطعت شوطاً كبيراً لتتحول تونس إلى مثل عربي رائع في التحول الديموقراطي الحقيقي.
صحيح أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أحرق أعصاب المصريين والشعب العربي عموماً بخطاباته التي كان يصر فيها على التمسك بالسلطة رغماً عن صيحات ملايين المحتجين في ميدان التحرير وغيره من المناطق المصرية، إلا أن الرجل، وبعد أن رفض الجيش المصري بدوره، أن يتحول إلى عصابة قتل تحت إمرة الرئيس، قرر مبارك التنحي. وصحيح أيضاً أن بلطجية الرئيس وحزبه عاثوا خراباً ودماراً في مصر أثناء الثورة، وصحيح أن المئات من المصريين قضوا نحبهم في خضم الاحتجاجات على أيدي أجهزة الأمن وبلطجيتها، إلا أن الأمر لم يطل كثيراً حتى بدأت الأوضاع تستقر شيئاً فشيئاً بأقل الخسائر. إنه شيء طيب للغاية أن لا يسقط من المصريين سوى بضعة مئات من الشهداء إذا ما قسنا الضحايا على عدد الشعب المصري الهائل. وها هي مصر العظيمة بعد مبارك تتحول إلى دولة ديموقراطية حديثة بسرعة البرق.  
يا الله كم أنتما رائعان يا زين العابدين ومبارك مقارنة بالقذافي مثلاً، فبدلاً من أن يستمع هذا الطاغية إلى أصوات شعبه الثائر، راح يصف الثوار بالمهلوسين والجرذان والحشرات، وتوعد بملاحقتهم وسحقهم في كل زنقة فرداً فرداً. ولما وجد أن جيشه غير قادر تماماً على القيام بتلك المهمة القذرة، بدأ يستعين بألوف المرتزقة والمجرمين من أفريقيا كي يساعدوه على سحق شعبه والتنكيل به. لقد حاول الشعب الليبي أن يتشبه بالشعبين التونسي والمصري بأن تكون انتفاضته سلمية تماماً، لكن القذافي أبا إلا أن يحولها إلى انتفاضة عسكرية، فوجد الشعب الليبي نفسه مضطراً لحمل السلاح لمواجهة ذلك المجنون. وقد كانت النتيجة ألوفاً من القتلى والجرحى ودماراً رهيباً للمدن والقرى الليبية التي دفع عليها الشعب الليبي مليارات الدولارات كي يبنيها. لقد حوّل القذافي بلده إلى اثر بعد عين بترسانته العسكرية الرهيبة كي يبقى جاثماً على صدور الليبيين هو وعائلته. وليت الأمر بقي في إطار الدمار والخراب، بل ها هي ليبيا وقد أصبحت تحت انتداب عسكري دولي بسبب تعنت القذافي ومغامراته الطائشة، ويمكن أن تتفتت إلى دويلات. تصوروا أن ذلك النيرون توعد بتحويل بلاده إلى جهنم إذا لم يبق في السلطة، على مبدأ: أنا أو الدمار.
وها هو علي عبد الله صالح يسير على خطا صديقه اللدود القذافي، فبالرغم من أن الثورة اليمنية استنزفت البلاد مالاً وعتاداً ودماً واقتصاداً، إلا أن صالح ما زال يتمسك بزمام السلطة بأسنانه. وبدل أن ينفق على شعبه المنكوب راح ينفق الميزانية على تسيير مسيرات مؤيدة له، إذا أفادت التقارير بأنه كان يدفع ملايين الدولارات يومياً من أجل دفع الناس للخروج في مظاهرات تأييداً له. لا شك أن صالح حاول أن يورط شعبه في حرب أهلية كما فعل القذافي، لكن الشعب اليمني العظيم كان يترك أسلحته في المنازل ثم يخرج إلى المظاهرات كي تكون ثورته سلمية تماماً كما في تونس ومصر، وبذلك قطع الطريق على محاولات الرئيس طالح الزج بالبلاد في أتون حرب تأتي على الأخضر واليابس كي تمكنه من البقاء في السلطة. ويبدو أن الكثيرين يفضلون الطريقة القذافية في التعامل مع الثورات الشعبية، فبدل أن يستجيبوا لمطالب الجماهير العادلة بالحرية والكرامة والعيش الكريم، فإنهم يخططون لإشعال البلاد ناراً ودماراً وخراباً انتقاماً من الشعوب التي ثارت على طغيانهم وفسادهم. فها هي جيوشهم وكلاب صيدهم التي استنزفت ثروات البلاد، ها هي وقد بدأت تتحضر لمواجهة كسر عظم مع الشعوب بكل أنواع الأسلحة. لا بل إن البعض مستعد لأن يحرق البلاد، ويقسمها إلى دويلات طائفية وقبلية وعشائرية من أجل البقاء في السلطة أو الثأر من شعبه الثائر. بعبارة أخرى هناك من هو جاهز للبقاء في الحكم على جبال من جماجم شعبه مردداً مقولة القذافي: “أنا أو جهنم”
لا أدري لماذا لا يحذو البقية حذو تونس ومصر، أم إن قدر شعوبهم أن تجرب كل شيء على جلودها.
ألم يكن أفضل للقذافي ومن يسير في ركبه ألف مرة أن يخرج من ليبيا كما فعل مبارك وزين العابدين؟ ألم يكن أحرى بالرئيس اليمني طالح أن يتنازل لشعبه الثائر؟ أليس من الأفضل بالنسبة للبقية أن يتقاسموا السلطة مع شعوبهم بدل حرق بلادهم انتقاماً وصلفاً؟ إن من يلجأ إلى الثأر والانتقام يجب أن يحفر قبرين أحدهما له وآخر لخصمه، كما يقول اليابانيون، فما بالك إذا كان ذلك الخصم الشعب بأكمله.
قد تطول وحشية القذافي وطالح وكل من لف لفهما بحق شعوبهم، لكن الشعوب ستنتصر في نهاية المطاف في القريب العاجل. وحتى لو لم تنتصر تماماً فإنها وضعت أساساً متيناً لثوراتها اللاحقة، خاصة وأنها تخلصت من أخطر قيودها ألا وهو الخوف، فأصبحت في غاية الشجاعة. وكما يقول أحد الفلاسفة فإن الشجاعة أعظم الفضائل، لأنه من دونها لا يمكن للمرء أن يستغل الفضائل الأخرى.
طوبى للشعوب الباسلة، مرحى لزين العابدين بن علي وحسني مبارك، تحية إجلال للجيوش وأجهزة الأمن العربية التي انحازت لشعوبها، ورفضت أن تكون رأس حربة في أيدي الطغاة، وسحقاً للذين يريدون أن يحرقوا أوطانهم من أجل البقاء في السلطة. نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل. (المصدر: صحيفة “السبيل” (يومية – الأردن) الصادرة يوم 10 أفريل 2011)


د. أحمد نوفل
ملاحظة قبل أن تقرأ. كُتب هذا المقال في حينه، أعني في وقته المناسب، وداهمتنا أحداث دفعت هذا المقال إلى الوراء. وننشره اليوم للتاريخ، ولأن بن علي وعلي وباقي الفرقة على سوية واحدة. ولنعلم كيف تصنع الأصنام.. من عينات تافهة.
1- بنعلي الحقيقي.. والصورة.
بنعلي كان يصور في إعلام بلده أنه ليس رمز الإصلاح فحسب، وإنما هو عينه. والإعلام العربي في موضوع بنعلي لم يكن محايداً، لا قبل الثورة ولا بعدها. فهو يمتدحه باعتبار أن المساس به مس بالمجموع. وما تجرأ الناس على الكلام إلا بعد انهدام الصنم وتحطيم الهيكل. وبعد ما ذكر، ما زال بعض الإعلام يتكلم عنه، وكأنه ما زال في السدة والرئاسة ولا مساس بالتالي، ولا انتقاد. والإعلام صانع الرأي العام وموجهه، أو مضلله ومزيفه ومحرفه.
وإني عارض عليكم في هذه العجالة عينة، مجرد عينة لتحكموا من العينة على ما وراءها من بقية وركام، ولتكونوا على بينة من حجم التضليل الذي يتعرض له العقل العربي وحجم تزييف الوعي، وتحريف الوجهة.
ولم يكن متاحاً أن ننقل من الإعلام الرسمي التونسي، قبل الإطاحة بهذا الرمز الكبير من رموز أعوان الاستعمار، ولكن لك أن تقيس إذا كان هذا هو إعلام غير بلد الرئيس فكيف تكون الصورة في إعلام بلد الرئيس؟ إن مهمة الإعلام أن يصنع للمعني صورة لا تمت إلى الأصل بصلة، أو لا تمت إلا بأقل صلة.. فهو في الواقع: الظلم مجسداً والقبح والتجبر والغباوة والشراهة والتفاهة والجشع والبطش والتبعية.. وهو في الصورة: صورةُ الإنسانية والعدل والجمال والتسامح والشورية والنباهة والتخطيط والاستقلالية في القرار والحكمة.. والمفارقة بين صورة الواقع والصورة المزيفة المقدمة للناس على أنها الواقع، مفارقة هائلة جداً.
فن صناعة الطواغيت كفن صناعة التماثيل، أو صناعة الأبطال في السينما. فمن تراه بطلاً أو رومانسياً منسياً أو مخططاً أو أسطورة، قد يكون في الواقع نقيض ذلك تماماً.
وهل من رأيته المسيح على الشاشة الأمريكية يمت في الواقع بأدنى صلة إلى السيد المسيح؟ وهكذا قل في بن علي الخيال والمثال، وبن علي أو بنعلي الواقع بلا رتوش أو محسنات بديعية أو افتعال! على كل حال هذه صورة من واقع الحال.. أقصد واقع حال إعلام الضلال في بلاد العجائب والأهوال.. وأصلح الله الأحوال. فروزاليوسف، مثلاً، في عدد 21/1/2011 تعنون: “ثورة العاطلين في تونس والجزائر”
2- بن علي في مجلة “الحوادث”
هل تصدق إذا قلت لك إن مجلة الحوادث اللبنانية المغتربة في باريس عش الحرية والديموقراطية كما يزعم! في عددها 2828 بتاريخ14-20/1/2011 تكتب على لسان كاتب من كتاب النظام التونسي البائد اسمه: محمد أمين وليس بأمين ولا يمت لمحمد، كتب يقول تحت عنوان: “بن علي يلتقي قادة أحزاب المعارضة التونسية.” (لما نشر المقال كان الزين قد زال) والمقال أرضيته وردية متميزة وقد جاء فيه: التقى الرئيس التونسي “زين..” رؤساء عدد من الأحزاب السياسية المعارضة في بلاده، وصرح قادة هذه الأحزاب بأن الرئيس أكد حرصه الدائم على الإصغاء إلى آراء ومقترحات الأحزاب ومكونات المجتمع المدني، باعتبار الديموقراطية ثقافة وممارسة تسمو على الديماغوجيا والشعاراتية. كما نقلوا عن الرئيس التونسي حرصه الدؤوب على رعاية حرية التعبير وتعزيز التوافق الوطني عبر التأسيس المتواصل للغة الحوار والتفاعل الإيجابي بين مكونات المشهد الوطني. وأكد قادة الأحزاب التونسية المعارضة للرئيس.. انخراط أحزابهم في المجهود الوطني لمواجهة التحديات المطروحة، وفي طليعتها قضية التشغيل باعتباره أولوية الأولويات. ويذكر أن الرئيس قد نجح في غمرة حركته الإصلاحية الشاملة، في إقامة نظام سياسي ما فتئت دائرة الممارسة السياسية التعددية، في ظله، تتسع وتتجذر في مختلف فضاءات العمل السياسي..
 
ويمضي المقال على هذه الشاكلة ويؤكد أن التعددية خيار ثابت (وفول نابت) لا رجعة فيه.. إلى آخر المعزوفة السمجة المعروفة. ويختتم المقال بعد أن عدد وأعاد في موضوع التعددية بقوله: ما انفك بن علي (هو انفك من الحكم والشعب انفك من ربقته والمجلة ما زالت وما انفكت تقول: ما انفك بن علي..) يدعو إلى تكثيف فضاءات الحوار في قنوات التلفزيون التونسي ودعم حضور المعارضة في الملفات التلفزيونية التي تتناول القضايا الوطنية والمستجدات العالمية.” والتعليق على هذا الكلام الهراء الغث المكذوب الملفق: يبدو أن المجلة قابضة أجرة المقال الدعائي المدفوع سلفاً، فهي تنشره ولو سقط الرئيس التزاماً بالدفعات والسداد. وفي سبيل المال لا مبادئ ولا قيمة للفكر والثقافة والنشر والكلمة. وكذلك من المقال نأخذ صورة واقعية عن الإعلام العربي. فإذا كان المعارضون يقولون ما سمعتم وما قرأتم من المقال فما تقول الموالاة والموافقة؟ وهذه بحد ذاتها أكذوبة على المعارضة أو وصمة لها إن كان الكلام صحيحاً.
وأيضاً هذا الكاتب المسمى محمد أمين، هل هو أمين على الكلمة ومسؤوليتها وهل قواعد الشرف ترتضي أن تمتهن الكلمة إلى هذا الحد؟ وإذا كانت التعددية متحققة والمشاركة موجودة والفضاءات الإعلامية مفتوحة للمعارضة ففيم انفجرت الجماهير؟ والكلام يطول لو جئنا نناقش كل ما يقول هذا المخبول.
على كل حال هذا العدد من الحوادث غلافه صورة للرئيس مبارك وعنوان: السد العالي أمام الإخوانية والأصولية وظلامية الإقصاء. والسد العالي هو الرئيس طبعاً.
وفي داخل المقال عناوين: “أخفقت حماس وحزب الله والجهاد في اختراق الأمن المصري.” وهل هؤلاء في معركة مع الأمن المصري يا إعلام الصهاينة؟ وعنوان آخر: “الرئيس مبارك أعاد الطمأنينة إلى النفوس الخائفة والقلوب الواجفة، وقال: إن أمن مصر القومي هو مسؤوليتي الأولى..” ويمشي المقال على هذه الشاكلة.. واستغرق المقال ست صفحات!
ثم مقال آخر عن بن علي مع صورة استغرقت ربع صفحة لبن علي مع حرمه ليلى في وسط الجماهير يردان على هتافات هذه الجماهير المحيية وتعليق: “شراكة وتواصل بين الدولة والمواطن في تونس اليوم.”!
وفي المقال: يركز المحللون على ميزة الاستقرار وعلى نجاح الرئيس في إرساء الديمقراطية الهادئة المستندة إلى نظام اقتصادي صلب، ذي بعد اجتماعي وإنساني متجذر!
وكيف أن تونس نجحت في أن تنحت موقعاً لها بين الكبار! والارتقاء إلى مرتبة البلدان المتقدمة (ألمانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية مثلاً. هذه من عندي!) وأن ملايين السياح يزورون تونس في كنف الأمان.. وأعاد الحديث عن الاستقرار، وتطور الأداء الاستثماري..
ثم ختم بقوله: كل ذلك (!) في ظل تجربة سياسية متفردة من أبرز سماتها المصالحة الوطنية والتضامن الوطني والتدرج في الإصلاح.. وتكلم عن الشراكة الفاعلة والتواصل المتين بين الدولة والمواطن والوفاق الوطني الذي انخرطت فيه كل الأطراف السياسية..الخ”
أحببت بهذا أن يطلع المواطن العربي على نماذج أو على نمط من الإعلام العربي والكذب المفضوح المكشوف في هذا الإعلام. وأنه أبعد ما يمكن أو يكون عن الحقيقة وعن تصوير الواقع. وأن يعرف العربي حجم ما يتعرض له من تضليل.. وقد اكتشفنا كم الحقيقة مناقضة لهذه الدعاية ولهذا الزيف.
وأما “أخبار اليوم” و “الأهرام” فقد نشرت خبر أعظم ثورة شعبية أطاحت بأطغى طاغية في مدة قرن من الزمان، نشرته في زاوية لا تصل سنتمترين، يعطى مثله لخبر عن اكتشاف سلحفاة من صنف ظن انقراضه! أو ما شاكل.
وأما “الأهرام العربي” فتكتب قبل سقوط الطاغية بأيام (سقط والعدد في السوق): اتخذ الرئيس التونسي (..) عدة قرارات لصالح الولايات الفقيرة بهدف معالجة البطالة في أقرب الأوقات وتكثفت.. وتعاقبت.. بلغة المجلة، المجالس الوزارية التي أشرف عليها الرئيس شخصياً.. بهدف تجسيد شعار: “معاً لرفع التحديات.” ثم ذكر المقال الذي كتبه كمال بن يونس وهو مراسل البي بي سي في تونس، ذكر التعديلات الوزارية التي أجراها بن علي وامتدح الوزراء الجدد الشباب.. وبقية الخبراء الذين عينوا للنهوض بالاقتصاد.. إلى آخر الزيف والزخرف اللفظي والتزويق في وجه جثة محنطة ونظام مهتريء..!
(المصدر: صحيفة “السبيل” (يومية – الأردن) الصادرة يوم 10 أفريل 2011)



2011-04-10 تل أبيب- اتهم مسرب (الوثائق الفلسطينية) من دائرة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة صائب عريقات ومدير “وحدة الشفافية” في قناة الجزيرة القطرية الأمريكي كلايتون سويشر الأنظمة العربية المدعومة من الغرب بضمان الأمن الذي تتمتع به إسرائيل. وقال سويشر في مقابلة نشرتها صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية الأحد إنه “لو توفرت للجمهور العربي اليوم إمكانية التصويت على تأييد سلام مع إسرائيل أو الاتحاد كعرب والتعهد بتحرير فلسطين التاريخية، فإني واثق من أنهم كانوا سيختارون الإمكانية الثانية”. وأردف أن الأنظمة العربية هي “حكومات من ورق مدعومة من الغرب وتضمن الأمن الذي يتمتع به الإسرائيليون، لكن الوضع يتغير والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعرف أنني محق”. وأضاف “لهذا السبب يكتب أشخاص مثل (رئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي) ليفني في (الصحيفة الأمريكية) واشنطن بوست أن على الأنظمة الديمقراطية العربية الجديدة أن توقع على ‘الكود الأخلاقي’ الديمقراطي، أي التعهد بأنهم سيحبون إسرائيل ويتوقفون عن معارضة الاحتلال، وأنا ببساطة لا أرى هذا الأمر يحدث”. وبدأ سويشر حياته كجندي في مشاة البحرية وبعد ذلك أصبح عميلا خاصا للاستخبارات الأمريكية وبعد ذلك أصبح كاتبا ليكشف الدور الأمريكي في فشل محادثات كامب ديفيد بين إسرائيل والفلسطينيين في العام 2000 وهو يعمل اليوم كمراسل لقناة الجزيرة الدولية الناطقة بالانكليزية. وفي أعقاب بث الجزيرة سلسلة حلقات حول (الوثائق الفلسطينية) قال عريقات إن سويشر عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) وأنه تلقى مهمة هدفها المس بشرعية السلطة الفلسطينية عشية التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار فلسطيني بإدانة الاستيطان، الذي لم يتبناه المجلس بسبب الفيتو الأميركي ورغم تأييد باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وقال سويشر إن عريقات تراجع لاحقا عن اتهامه بأنه عميل أمريكي وأنه ابلغه بمدى تمتعه من قراءة كتاب سويشر الأول حول محادثات كامب ديفيد “لكني أعتقد أن عريقات أخطأ عندما اعتقد في أعقاب كتابي الأول بأني بين محبي السلطة الفلسطينية”. وأضاف أن ردود عريقات على ما بثته الجزيرة حول الوثائق الفلسطينية “لم تتطرق إلى السؤال الذي طرحه الكثيرون وهو إلى أي حد ألحقت ضررا باستقرار وجهود السلطة الفلسطينية؟ وخصوصا عندما اتخذوا قرارات بمحاربة فلسطينيين آخرين من أجل إرضاء إسرائيل والغرب”. ويذكر أن عريقات أعلن في أعقاب كشف الجزيرة عن الوثائق عن استقالته من منصبه كرئيس لدائرة المفاوضات لكن سويشر قال إن “المصادر قالت لي إنه لم يذهب إلى أي مكان وأن (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس لم يقبل استقالته”. ورأى سويشر أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما “كررت أخطاء كثيرة بدءا من دعم السياسيين الذين لا يتمتعون بشعبية في السلطة الفلسطينية وحتى مواصلة نهج بناء دولة بوليسية في الضفة الغربية”. وأضاف إن “الولايات المتحدة مستمرة في رهن قيمها الديمقراطية وتلك التي تتعلق بالحرية في خارج البلاد باسم السياسة الأمريكية الداخلية”. وتابع إن “تعيين أشخاص من فترة (ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل) كلينتون الذين حصلوا على مصادقة اللوبي اليهودي، مثل وسيط الظلال لعملية السلام دنيس روس والنائبة السابقة لميتشل (المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل) ميرا رودمان، ثبت هو الأخر أنه كارثة، لكن في واشنطن لا توجد انعكاسات للأخطاء المتعلقة بالشرق الأوسط”. ووفقا لسويشر فإن “أحد المفاوضين الفلسطينيين قال لي إن نزاهة إدارة أوباما تجاه الفلسطينيين مطابقة للتعامل مع السلطة في فترة (ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش، باستثناء أنه خلال حكم الحزب الجمهوري كانوا يعرفون من يواجهون” إذ أن إدارة بوش كانت منحازة بالكامل لإسرائيل وبصورة علنية. وقال سويشر إنه “لأمر جنوني أن اقرأ أن أبو مازن (عباس) يدعو (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل) شارون بأنه صديق جيد في العام 2005 أو أن يقول (رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني السابق) أحمد قريع لليفني إنه كان سيصوت لصالحها أو اقتراب عريقات من حزب كديما وأمله بتنحي (رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين) نتنياهو”. وأضاف سويشر إنه “إذا اعتقد عباس وعريقات أنهما ممثلان شرعيان للشعب الفلسطيني فإنه ينبغي عليهما أن يأخذا ثقتهما هذه إلى مخيمات اللاجئين ليتحققا من مدى تقبل أفكارهما هناك، لكن لماذا يتعين عليهما أن يطلعا جمهورهما إذا لم يكونا ملتزمين بتقديم حساب له؟”. وتابع إن “عدنان أبو عودة، الذي كان رئيس المخابرات الأردنية في فترة الملك حسين، قال لي مرة أنه يجب التفكير بالسلطة الفلسطينية على أنها صندوق تقاعد وعباس رئيسه والإسرائيليين في مجلس إدارته ويمنحون راتب التقاعد للعاملين في السلطة الفلسطينية لقاء سلوك حسن وفيما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يمولون ذلك”. وأردف أنه “عندما نفكر بهذا على هذا النحو سندرك لماذا سيعتبر الخروج من العملية التي بدأت في أوسلو انتحارا اقتصاديا بالنسبة لموظفي السلطة الفلسطينية”. وفي رده على سؤال ما هو سبب اعتقاده بأن حركة حماس هي البديل قال سويشر إن “حماس كانت مستعدة للموافقة على هدنة لأمد طويل وحدود العام 1967، وهذا يظهر مما كتبوه هم أو من تقارير الإدارة الأمريكية حول ذلك في ويكيليكس”. وأضاف إن “على الناتو (حلف شمال الأطلسي) أن يأخذ زمام الأمور وإنشاء منطقة عازلة في الضفة الغربية إلى حين تتراجع جميع المستوطنات إلى حدود العام 1967”. وتابع أنه “في العام 2004 طرحت هذا الأمر أمام دنيس روس وقال لي ‘لماذا نفعل ذلك؟ فهذا سيكون تعويضا للفلسطينيين على العنف”. وشدد سويشر على أن “الوسطاء الأمريكيين يعتقدون أن العرب أغبياء ويجب أن تكون هناك عملية سلام كاذبة ‘لكي لا يكرهوننا’، وهم لا يدركون أن الجماهير ترى الحقيقة، وهؤلاء الذين يعتقدون بأنه يجب الاستمرار في نموذج الأعمال الاعتيادي، ألم يروا الشعارات حول غزة في ميدان التحرير (بالقاهرة)؟”. وأكد أنه “حتى إذا كانت تل أبيب وواشنطن يسيطر عليهما التوجس من إيران فإنه بالنسبة للعرب فان مصير القدس ما زال لب القضية”. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 أفريل 2011)



الرياض (رويترز) – قال مجلس التعاون الخليجي يوم الاحد انه يجب على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تسليم السلطة الى نائبه والسماح للمعارضة بقيادة حكومة انتقالية. وقال وزراء خارجية دول المجلس الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والامارات في بيان بعد محادثات في العاصمة السعودية الرياض ان حكومة صالح واطراف المعارضة سيجتمعون في السعودية لمناقشة ” وحدة اليمن وامنه واستقراره.” واضافوا ان الاجتماع الذي ترعاه دول الخليج سيرتكز على عدة مبادئ من بينها ان “يعلن رئبس الجمهورية نقل صلاحياته لنائب رئيس الجمهورية”. وتابعوا انه سيتم تشكيل حكومة تقودها المعارضة للاعداد لاصلاحات دستورية وانتخابات جديدة.  
(المصدر: موقع “سويس انفو” (سويسرا) بتاريخ 10 أفريل 2011)
 

Lire aussi ces articles

4 juin 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année, N° 3299 du 04.06.2009  archives :www.tunisnews.net   Soirée solidarité– Liberté pour le prisonnier

En savoir plus +

26 décembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2409 du 26.12.2006  archives : www.tunisnews.net Luiza Toscane: Terreur policière:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.