حــرية و إنـصاف: استمرار اعتقال ستة من شباب بنزرت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس : الفتاة التونسية المحجبة نورس الجازي تطرد من المعهد بسبب حجابها حــــزب تونــــس الخضــــــــراء: بلاغ إعلامي الى كافة الأحزاب السياسية التونسية الحزب الديمقراطي التقدمي: بلاغ إعلامي شبكة الصحفيين الدوليين: إرسال أخبار التعذيب في مصر عبر الهواتف النقالة كلمة: في سجن سيدي بوزيد – الطيّب بن عثمان في إضراب عن الطعام من أجل صورة طفله قدس برس: تونس: بعث لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية رويترز: ندوة وطنية لبحث حلول لازمة البطالة في تونس يو بي أي: تونس ترسم 3 توجهات لمعالجة معضلة البطالة البالغ نسبتها 14.1 % يو بي أي: ندوة دولية في تونس تبحث التآلف والوئام بين الأديان قنا: ورشة تأهيلية افريقية في تونس حول السلامة المعلوماتية قنا: دولة قطر وتونس / تعاون شبابي ورياضي سليم بن حميدان وعماد الدائمي: تجارة الإحباط وصناعة الأمل الطاهر العبيـــــــــدي : إلى عماد الدايمي / تمهّل، فالخريف يطوي كل الأوراق الميّتة الصفراء.. المختار اليحياوى: في أبعاد مصادرة الحق في حرية التعبير والإعلام المولدي الزوابي: أهالي هنشير الحجّاج يسددون فاتورة مطلبهم الاجتماعي ويلوحون بمسيرة على الأقدام الشيخ عبد الوهاب الكافي أحد مؤسسي حركة النهضة التونسية في ضيافة الحوار.نت حوار “الطريق الجديد” مع عبد الرزاق الهمّامي، رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ مرسل الكسيبي: العالم على كفة عفريت اقتصادي ومعارضون على هامش أزمة “هيبو” و”براذرز” ! الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: كلمة الأمين العام لحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في ندوة اختتام الاستشارة الوطنية حول التشغيل أبوجعفرلعويني: الكفر يعشوا نقابي من التعليم الثانوي: الصادق القربي أسوا وزير لأسوا نقابة الحياة: انتعاش أسواق المشغولات التقليدية في تونس يستقطب مزيداً من السياح الصباح: أيام قرطاج السينمائية بعد أيام «هي فوضى» في الافتتاح .. وعزت العلايلي رئيس لجنة التحكيم الممثلة منال عبد القوي لــ«الصباح»:: أحببت «مليكة» في «صيد الريم» رغم اختلافي الشديد معها.. رويترز: توزيع رواية عن السيدة عائشة مبكرا بعد حريق في دار نشر بريطانية الحوار.نت: من وحي الذكرى الثامنة عشر للوحدة الألمانية فهمي هويدي: الأصولية العلمانيه
21- هشام بنور 22- منير غيث 23- بشير رمضان 24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- الصادق العكاري |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1- الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلو |
زوروا صفحة أحمد نجيب الشابي
على شبكة فايس بووك بالنقر على العنوان التالي http://www.facebook.com/pages/Ahmed-Nejib-CHEBBI/30179433180
استمرار اعتقال ستة من شباب بنزرت
بسم الله الرحمان الرحيم
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
تونس في 07.10.2008
الفتاة التونسية المحجبة نورس الجازي تطرد من المعهد بسبب حجابها
تلقت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، رسالة خطية يوم الثلثاء 07 أكتوبر 2008 ، من ولي التلميذة المحجبة نورس الجازي التى تزاول تعليمها بالمعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل ، هذا نصها :
بسم الله الرحمان الرحيم
نابل في 7 أكتبر2008
هذا بيان للناس……
إني الممضي أسفله : سعيد الجازي
القاطن بنابل
حقوقي وعضو جامعة نابل بالحزب الديمقراطي التقدمي
سجين سياسي سابقا
لقد تم طرد ابنتي نورس الجازي المرسمة بالسنة الثانية آداب خلال السنة الدراسية الحالية 2008/2009 لمدة يوم وطالبها مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل السيد صالح الجملي بعدم العودة إلى قسمها إلا صحبة وليها وذلك يوم 18/09/2008 لا لشيء إلا لأنها ترتدي “فولارة” تغطي شعرها و اشترط عليها مدير المعهد المعروف بعدائه لظاهرة التدين ومطاردته المستمرة للفتيات اللاتي يرتدين غطاءا للشعر أيا كان نوعه،اشترط عليها هذا الأخير نزع الفولارة نهائيا وترك كامل الشعر بارزا للعيان !!
واصطحبت ابنتي صبيحة يوم الجمعة 19/09/2008 إلى المعهد المذكور أعلاه و قابلت مديره الذي وجدته يطوف بأرجاء الساحة بحثا عن الفتيات اللاتي يحملن غطاءا يسترن به شعورهن !!…وفسر لي طرده لإبنتي بأنه عقوبة لها على سوء أخلاقها المتمثل في قولها:”لا أريد أن أخلع فولارتي لأن هذا الأمر يتعلق بحريتي الشخصية و بعقيدتي” !!
ثم أضاف أنه لن يقبلها بهذا الغطاء و يريد كشف شعر رأسها كاملا !!! عندها طلبت منه تبريرا لهذه القرارات المجحفة و لهذه الممارسات المتعسفة ولهذا الارهاب اليومي المسلط على بنات صغيرات هن أحرار في ارتداء أي لباس لا يتنافى مع دستور البلاد و قوانينها و دينها و المواثيق الدولية التي وقعت عليها.فما كان منه إلا أن رد بأنه يمارس القانون ويلتزم بقرارات وتوجيهات الادارة الجهوية للتعليم !! فطالبته بإطلاعي على هذه القوانين و القرارات ،و أنا متأكد من عدم صدقه وعدم قدرته على الاستظهار بأي وثيقة رسمية تؤكد كلامه فامتنع مدعيا أنه ليس مطالبا لإبراز هذه القوانين و الوثائق لأن ذلك يضيع وقته في التفاهات !!
وأكد لي أنه سيطهر المعهد من ظاهرة المتدينات و المحجبات…وقال لي بالحرف الواحد أن الحرية في ارتداء هذه الفولارة يمكن أن يمارس في الشارع خارج المعهد !!!
فإلى متى ستبقى بناتنا وأخواتنا تحت رحمة أمثال هؤلاء المتعسفين والمستبدين والمنتهكين للقوانين والمواثيق الدولية؟ !
لقد شعرت أنني أمام متسلط ظالم جبار عوضا أن يجعل من معهده نموذجا يحتذى به في الإجتهاد والتميز والنجاح حوله الى حلبة مطاردة وملاحقة وإرهاب وتفتيش !!
لقد جعل جو المعهد مشحونا وجعل شريحة هامة من التلاميذ تعيش الرعب والخوف والهلع والإضطراب قبل أن تدخل المعهد وأثناء وجودها فيه وعند انتهاء الدروس !!
هل هذا الجو يساعد التلاميذ على العمل و الاجتهاد بأريحية و طمأنينة؟
لقد تحولت تركيا التي سعى أتاتورك الى طمس هويتها وشريعتها و أصولها بكل ما أوتي من قوة وخبث وجبروت،تحولت الى وطن يضم الجميع ولا يفرق بين أحد من مواطنيه…أما بلدي فلا زال يشكو ظلم أصحاب النفوذ والمناصب والمسؤوليات !! ألا يستوعب المسؤولين في بلادي الدروس والعبر من غيرهم؟ ! لماذا يصرون على محاربة ظاهرة التدين المعتدل والوسطي ويؤلبون أبناءه ضدهم؟ ! هل بهذا الأسلوب العنيف تبنى الأوطان وتزدهر؟ ! لماذا لا يستفيد وطني من طاقات كل أبنائه و بناته؟ !
أسئلة عديدة طرحتها على نفسي بعد الاستماع الى آراء وتفسيرات وقرارات مدير المعهد المذكور ولكنني للأسف لم أجد لها جوابا مقنعا !!
في بلدي المسؤولون يحاجونك بقوانين وهمية لا وجود لها إلا في خيالهم !! في بلدي عوضا أن نحارب الفقر والجهل والمرض والتخلف والتجاوزات وسوء الأخلاق وموت الضمير وعدم اتقان العمل وظاهرة قتل الوقت في التفاهات و السخافات …نحن نحارب الفولارة ونشن حربا لا هوادة فيها على الشباب المتدين دون تمييز !! فمتى تهدأ النفوس و تثوب العقول الى رشدها ويصبح التونسيون يحبون بعضهم ويعملون من أجل صالح العباد و البلاد؟ ! متى يعامل التونسي كمواطن له الأهلية الكاملة في اختيار ما يريد وممارسة ما يريد دون الحاق الأذى بغيره؟ هل من أذن صاغية تعي الواقع الأليم لتغيره بآخر أفضل أم أنني واهم أحلم بلبن العصافير؟ !
أعود الى مدير المعهد الذي طلبت منه أن يسلمني ورقة يدون فيها شروطه التي أملاها علي وأراد أن يلزم ابنتي بتطبيقها ولكنه عاد الى الرفض لأنه يعلم علم اليقين أنه لو فعل ذلك لسلمني رقبته.
أرأيتم كيف أن المتمسك بدينه في هذه البلاد أصبح مطاردا منبوذا ومحاصرا… !!! إنه مجرم في حق هذا المجتمع !!! ألايكفيه إجراما أنه يريد أن يشذ عن القطيع !!
أما المدير المذكور أعلاه فقد أخبرني همسا أنه يصلي مثلي وأن ابنته تريد أن تلبس الفولارة ولكنه نصحها باجتناب ذلك خوفا عليها من الأذى الذي سيلحقها !!!
هذا هو المسؤول في بلادي يريد أن يطبق أوامر و تعليمات هو نفسه غير مقتنع بها !! انه يعيش التناقض والازدواجية من أعلى رأسه الى أخمص قدميه…لقد أخبرني أيضا أن القانون يسمح للأستاذات المتدينات بالفولارة التونسية “أي ربط الفولارة الى أسفل و عدم استعمال الدبابيس“…فلما أخبرته أن هذا “القانون“كان يجب أن يكون ساريا على الجميع أستاذات و تلميذات استنكر ذلك لأنه لا يمكن أن يساوي بين الأستاذة والتلميذة حسب رأيه طبعا !!!
انظروا الي هذا الميز الذي لا أجد له مبررا !!! انه التخبط …نعم المسؤولون في بلادي يتخبطون ويتخذون قرارات متضاربة لا تقوم على العدل و المساواة ..إذ ما الفرق بين المرأة و الفتاة في هذا الشأن؟ ! أفيدوني يرحمكم الله.
أخيرا هل هذا المناخ هو مناخ تربية وتعليم واجتهاد وتميز وابداع أم هو مناخ ضغط وشد وتوتر؟ !
كلمة أخيرة أهمس بهذا في أذن المسؤولين :”بدون حرية و عدالة لا يمكن أن يستقيم أمر التعليم وغيره من القطاعات“.
ملاحظة:
أمام تشبث المدير بموقفه و تعنته قام صاحب الرسالة بنقل ابنته نورس الى معهد آخر .
الإمضاء : ولي التلميذة نورس الجازي – سعيد الجازي
ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، تدعو أصحاب القرار فى البلاد إلى إعفاء المدير صالح الجملي من مهمة إدارة المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل ، دون تأخير ، بعد أن أظهر عداءة السافر تجاه الفتيات المحجبات بالمعهد ، وتحمّل السلطات التونسية مسؤولية التعديات التى يرتكبها المسؤول المذكور وكل النتائج المترتبة عليها . وتدعوها إلى وضع حد لسياسة إستهداف المحجبات واقصائهن والنيل من حقوقهن الدستورية .
تدعو أولياء أمور الفتيات المحجبات بالمعهد إلى التجند ، لرفع قضية عدلية ضد المدير صالح الجملي ، ورفع عرائض إحتجاج إلى أعلى المستويات الإدارية في البلاد . وتكبر فيهم الشجاعة التى أبداها الكثير منهم في الدفاع عن حقوق بناتهن وتعبرعن مساندتها المطلقة لهم ، في مواجهة الإنتهاكات التى تحدث في حق بناتهن .
تدعو كل الهيئات والشخصيات الحقوقية والإعلامية داخل تونس وخارجها ، إلى تسجيل مواقف لدى السلطة التونسية تستنكر إستهدافها للمحجبات ، وتطالب علماء الأمة ودعاتها إلى التحرك العاجل لوقف السياسات الرسمية التى تستهدفهن , ووقف الضغوط التى تمارس عليهن بهدف إجبارهن عن التخلى عن لباسهن الاتى إخترنه .
عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
البريد : protecthijeb@yahoo.fr
حــــزب تونــــس الخضــــــــراء
الأخ الأمين العام
بعد التحية النضالية والأخوية الصادقة ،
أتقدم إليكم وإلى كافة أعضاء مكتبكم المحترم لإعلامكم بما يلي:
كما تعلمون لقد تقدمنا يوم 19 أفريل 2004 إلى مصالح وزارة الداخلية بملفا قانوني من أجل تأسيس أول حزب بيئي مستقل وهو “حزب تونس الخضراء”
ورغم أن مصالح هذه الوزارة رفضت تسليمنا الوصل القانوني فإن حزبنا لاقى ترحيبا مشجعا من طرف كل مكونات المجتمع المدني وخاصة أحزاب المعارضة الوطنية، وكانت العديد من الصحف والمجلات التونسية [1] و وكالات الأنباء عالمية [2] قد أعلنت عن تأسيس حزبنا .
ولقد خصت كذلك مواقع الواب التونسية والأجنبية ومواقع حكومات دول صديقة ، باهتمامها بإعلان تأسيس حزبنا ” تونس الخضراء” .
لكن فوجئنا بعد سنتين من تسليم ملفنا ، بقرار وزارة الداخلية الجائر و تسليم تأشيرة “حزب الخضر” يوم 03 مارس 2006 إلى نائب برلماني للحزب الليبيرالي
وتبعا لعملية السطو على حزبنا تمت تغطية إعلامية لمغالطة الرأي العام تمحورت خاصة حول جريدة “الشروق” والجرائد الرسمية الأخرى
ولقد تمادت هذه الحملة التضليلية ستة أشهر إلى أن انطفأ بريقها الزائف أمام الحملة المضادة التي قمنا بها ومساندة مكونات المجتمع وخاصة أحزاب المعارضة وجرائدها.
لكن تعاود الظهور دائما كلما تقدمنا في عملنا وحققنا انتصارا هاما ، فبعد اعتراف أحزاب الخضر في أوروبا في مؤتمر جنيف بحزبنا والتنديد بعملية السطو علينا يوم 15/10/2006 ، قامت جريدة الشروق بثلب المنسق العام يوم 01 نوفمبر 2006 ولقد تقدمنا بشكوى رسمية إلى وكالة الجمهورية بعد رفض حق الرد ودعونا إلى ندوة صحفية يوم 09/12/2006 وقع منعها من طرف وزارة الداخلية .
وها هي نفس الجريدة تقوم بحملة تضليلية جديدة لايهام الرأي العام بأن المنصب على “الخضر” يتهيأ إلى عقد مؤتمره المزعوم ” وبأنه “أصبح ضحية(هكذا ) وزارة الداخلية التي مانعت في منحه جريدة ناطقة باسم حزبه (هكذا) ….
إلى ترويج أخبار تنقلاته الزائفة ولقاءات “بجامعات” وهمية داخل البلاد ، أي بعض عناصر من الحزب الليبرالي الذين جمدوا نشاطهم من مدة سنين.
إننا نعلم جيدا من يحرك اللعبة ومن يمول العملية ونحن نعتقد أن قرار السطو على حزبنا اتخذ في أعلى مستوى ولم ننخدع بما يروج حول هذه المهزلة السياسية من سهو أو أو مغالطة ، لكن نقول أيضا إذا حدث هذا سهوا أو إن وقعت مغالطة ما فإن المصيبة أعظم !
نحن نعلم أن البعبع “.الأخضر” تحركه أيادي معادية للديمقراطية في بلادنا خفية وذلك كلما حققنا انتصارا أو تقدما في بناء حزبنا أو أخذنا مواقف مساندة لنضالات المواطنين
الأخ الأمين العام
إننا نتوجه إليكم بهذه المناسبة لنلفت انتباهكم لما يحاك ضدنا من أعمال معادية للديمقراطية.
إننا آمنا دائما بأن عملنا وتضامننا مع كافة فصائل المجتمع المدني هي حصن لنا. كما نؤكد لكم أن كل هذه الحملات التضليلية لن تثنينا عن العمل المتواصل من أجل الاعتراف بحزبنا “تونس الخضراء” البيئي المستقل.
ولكــــــم تحياتنا واحترامنــــــا
أخوكم المنسق العام
عبد القادر الزيتوني
[1] – الموقف ، الطريق الجديد ، الوحدة ومجلة حقائق وجريدة الشعب
[2] – كالة AFP ، بلاغ 10/05/2004، ثاني بلاغ 09/06/2004، ثالث بلاغ 23/07/2004
إرسال أخبار التعذيب في مصر عبر الهواتف النقالة
في سجن سيدي بوزيد الطيّب بن عثمان في إضراب عن الطعام من أجل صورة طفله
تونس: بعث لجنة يقظة لمتابعة الأزمة المالية العالمية
ندوة وطنية لبحث حلول لازمة البطالة في تونس
تونس ترسم 3 توجهات لمعالجة معضلة البطالة البالغ نسبتها 14.1 %
ندوة دولية في تونس تبحث التآلف والوئام بين الأديان
ورشة تأهيلية افريقية في تونس حول السلامة المعلوماتية
دولة قطر وتونس / تعاون شبابي ورياضي
“إذاعة موزاييك”.. الأزمة المالية والسيدة «بيكام»
في ظل الأزمة المالية العالمية ومخاطرها، يفترض أن تركز “إذاعة موزاييك” التي تحظى بمتابعة كبيرة لدى الشباب بالخصوص لبرامجها المتنوعة ان تقوم بدور تحسيسي وتوعوي تجاه هذه الأزمة العالمية وآثارها المحتملة على تونس بدل متابعة اخبار السيدة «بيكام» التي اشترت جزيرة، وذلك خلافا للدور التربوي والتثقيفي اساسا لهذه الاذاعة شأنها شأن الاذاعات الأخرى اذ يبدو أن منشطي “إذاعة موزاييك” لايقدّرون مدى ما يمكن أن ينجر عن هذه الأزمة. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 أكتوبر 2008)
تجارة الإحباط وصناعة الأمل
سليم بن حميدان وعماد الدائمي
لم يكف المعارضة التونسية ما تتعرض له من قمع يومي ومن مضايقات بوليسية وإدارية لا تخفت حدتها البتة، ومن حملات إعلامية مسعورة من طرف صحفيين امتهنوا الكذب والثلب، حتى صارت تتلقى الطعنات الغادرة والمسمومة في الظهر من طرف أبناء لها كانوا حتى الأمس القريب من رافعي لوائها وصاروا اليوم من ألد خصومها المتحاملين عليها.
فما الذي حدث لهؤلاء الذين كانوا، لوقت قريب، لا يشق لهم غبار في المعركة ضد الدكتاتورية وفي مساعي ترشيد الخيارات وتنضيج البدائل ونشر الوعي، حتى ينقلبوا إلى هذا المنقلب وينخرطوا في هذا المسار البائس ويحولوا أقلامهم التي كانت مشرعة على أعداء الحرية نحو الضحايا من أصدقاء الأمس؟
سؤال محير إزدادت وطأته كلما صدمنا بمقال جديد ينسينا صدمة المقالات السابقة في حدته وتوتره وتجاوزه لأخلاقيات النقد النزيه وتعسفه في استعمال حق الاختلاف والتعبير وجنوحه إلى التجريح والتضليل والتزييف. وإزدادت في كل مرة رغبتنا في الرد تحملا للمسؤولية وتوضيحا للأمور وممارسة لحق الدفاع وواجب الذود عن شرفنا وشرف رفاقنا المناضلين في هذه الحقبة العصيبة والملتبسة من تاريخ النضال ضد الظلم والاستبداد في بلادنا. غير أننا أمسكنا عن الرد ترفعا وإحسانا للظن وحرصا على صداقات ضاربة في عمق سنوات الغربة الطويلة. بل كتبنا ثم مارسنا على أنفسنا رقابة ذاتية أملا في توقف الأذى وتصحيح المسار. ولكننا عزمنا اليوم على الرد والتوضيح، تقودنا في ذلك إرادة وطنية صادقة ومصممة على الصدع بالحق ومتعالية، في الآن نفسه، على الأحقاد والضغائن وتصفية الحسابات الشخصية.
دعونا نذكر أولا بأبرز معالم خطاب أصدقائنا أصحاب المبادرات “التصحيحية” في الساحة قبل أن نحاول شرح الملابسات التي ولدت فيها تلك المبادرات/المناورات واستقراء أهدافها المعلنة والخفية ثم نختم بتقديرنا للموقف وتصورنا لمستقبل هذه “الظاهرة” في ظل التطور الطبيعي “السنني” لأوضاع المنطقة والبلاد نحو تصفية وشيكة للدكتاتوريات المتخلفة وفرض متسارع للديموقراطية والحريات.
· تحامل وتراجعات لا نقد ومراجعات
قد لا يكون من القسط وضع كل من تقدم بمراجعات جذرية وأمطر المعارضة بوابل كتاباته النقدية في نفس السلة، إذ تختلف الكثير من تصوراتهم ومناهجهم وطموحاتهم. غير أننا لمسنا معالم مشتركة في خطابهم الجديد أبرزها:
ـ تحميل المعارضة التونسية مسؤولية الانسداد السياسي الحاصل في البلاد باعتبار نزوعاتها الصدامية وخطابها العدمي.
ـ تحميل قادة المعارضة مسؤولية ما تعرض له أنصارهم وأتباعهم من سجن وتنكيل وتعذيب ومضايقات طيلة العشريتين السابقتين (دون تعرض من قريب أو بعيد للجهة التي مارست عليهم هذه الفظاعات مباشرة!!)
ـ إتهام تلك القيادات وأحزابها بتقديم طموحاتها الشخصية وأجنداتها الخاصة ومصالحها الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن العليا “وبالتفكير في قرطاج قبل التفكير في تونس”.
ـ إعتبار أن تلك الأطر ” التي تعج بجموع من الحاقدين” انتهجت منهج الهدم لا البناء بانغماسها في “السب والقذف والاتهام والاستعداء ونفث السموم ..” وبتأسيسها لثقافة “تحبط البناء وإرادة البناء”.
ـ تحميل تلك القيادات وأحزابها مسؤولية “هبوط مستوى النقاش وتدني أخلاقيات النضال” ونشر سلوكيات مستهجنة “كتأليب البعض على البعض وايغار الصدور والتخفي وراء الأسماء المستعارة وترويج الأكاذيب والاشاعات ..”.
ـ الحكم على تجربة تلك الأطر بالفشل الذريع وبعدم تحقيق أي إنجاز يذكر طيلة تاريخها وبعدم إعداد بدائل جدية وبعدم تخريج قادة وكوادر جديدة قادرة على حمل المشعل ومواصلة بقية المشوار.
نقطة التمايز الرئيسية في حديث هؤلاء كان الموقف من السلطة وموقعها من كل ما تقدم … حيث شركها أقربهم إلى القسط مناصفة في مسؤولية الانسداد السياسي الحاصل، وسكت عنها أكثرهم حسابا حتى يكاد يخيل للقارئ أن المعارضة التونسية تعارض حائطا لا يتنفس ولا يفعل ولا حتى يرد الفعل ، ونزع عنها أشدهم إسفافا مسؤولية ما حصل ويحصل في البلاد معتبرا أن ما قامت به كان في أسوء الحالات مجرد أخطاء وتجاوزات لا تقارن بحجم الانجازات الرائدة التي قامت بها ولا بجرائم المعارضة الفظيعة.
· كلمة حق أريد بها غير ذلك
كثيرة هي عيوب المعارضة ونقائصها بالتأكيد، وأن تأتي الشهادة متواترة من طرف قياديين سابقين لعبوا فيها أدوارا متقدمة ذات يوم دليل على أن في الأمر بعض الصحة. بل نؤكد، نحن المتشبثون بمركب المعارضة “المتهالك” وجود الكثير من النواقص التي تشل الفعل وتضعف الفعالية. ولكن الإنطلاق من هذه القناعة إلى الجزم بمسؤولية المعارضة عن مصائب البلاد وكوارث العباد فيه حيف وظلم وافتئات ونوايا مبيتة، خصوصا عندما يقترن الأمر بتبرئة السلطة من تلك المسؤولية أو تهوين “أخطائها” في مقابل “جرائم المعارضة الشنيعة” أو حتى سكوت محسوب على دور مفترض للنظام في أزمات البلاد المستفحلة، فإن ذلك الأمر يفترض، بدون شك، خروجا من دائرة الموضوعية والنصح وإرادة الخير والدفع إلى البناء، إلى دائرة تصفية الحسابات والتشفي والانتقام وإرادة الهدم. هذا إذا لم يتعلق الأمر باستعمال محسوب لتلك الأحكام كمدخل، وربما كشرط، لتحقيق أهداف شخصية وطموحات فردية لا علاقة لها بالهم العام وبمصلحة البلاد من مثل مبتغى العودة الآمنة وتسوية الوضعية القانونية وضمان السلامة.
ولا نفشي سرا إذا قلنا أن كل من كتب في المعارضة وأوفى لها الكيل في الفترة الأخيرة هو إما بصدد “الإعداد للعودة” بعد قرابة العقدين من التهجير القسري خارج الحدود أو أنه عاد أخيرا إلى البلاد بعد موافقة الأجهزة الأمنية طبعا.
ولا شك أن للعودة في ظل تواصل حكم الدكتاتورية ثمن لا بد للمعارض أن يدفعه، معجلا أو مؤجلا. وللدكتاتورية قائمة في الأسعار تتناسب مع القدرة الشخصية أو بالأحرى الشرائية للمعارض والتي عادة ما يحددها موقعه التفاوضي في العملية التبادلية. وتتراوح هذه الأسعار بين الاستقالة من السياسة والتخلي عن الشأن العام، إلى إعلان التوبة وطلب الغفران، أو مهاجمة رفاق الأمس وبث الفتنة والوهن في صفوف المناضلين، أو التزلف والتطبيل للسلطان.. أو غيرها من الأثمان. ويبقى القرار الأول والأخير في أيدي البوليس السياسي الذي يمنح حق العودة لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء (بعد أن يدفعه الثمن!).
لا نريد أن يفهم من كلامنا هذا تجريم لكل من سلك درب الخلاص الفردي، بل نحترم تقديرات الكثير من الإخوة ونتفهم ظروف بعضهم الإستثنائية، وسبق أن كتبنا أن “المناضلين المتقاعدين هم شرفاء وإن ثبطوا”. غير أننا نعتقد أنه من غير اللائق ادعاء الشرف في الخضوع للمساومات والانخراط في المناورات وإخراجها بلباس البطولة والشطارة لأن في ذلك استخفافا بذكاء الآخرين واحتقارا للشهداء والمساجين والمحاصرين من مناضلي الحرية والكرامة.
· مشروعهم : تبرير وتيئيس
إن تسارع نسق الكتابات المهاجمة للمعارضة الوطنية من أبنائها السابقين وتزايد حدتها وتزامنها مؤشرات متعددة على وجود أهداف موحدة لما يمكن لنا أن نعتبره من هنا فصاعدا حملة عدائية تجاه من بقي في ميدان المقاومة ضد الظلم والطغيان في بلادنا. بعض هذه الأهداف بشرية إنسانية يمكن أن نتفهمها ونغض الطرف عنها والبعض الآخر خطيرة وتتجاوز دائرة المهاجمين لذلك لن نتردد في أن نقف لها بالمرصاد فنفضح خلفياتها ونحذر من آثارها.
ـ الهدف الأول هو تبرير دائم متجدد لانتهاج مسلك الخلاص الفردي ومحاولة تحويله من سلوك انعزالي فردي، فيه ذل وإنكسار، إلى خيار ذكي ومسؤول. ولعل أغلب ما كتبه “العائدون” أو “المستعدون للعودة المشروطة” في الفترة الأخيرة يدخل في هذا الباب، من حديث حب الأهل والأوطان وفرحة الأقارب والخلان وترحيب البوليس وابتسامة الأعوان وأولوية المصالحة وبطلان المناطحة وإنفتاح الأعين المغلقة وولوج الأبواب المقفلة وكثرة الحجاب وتوبة الشباب والثورة المعمارية والانجازات الرياضية .. وغيرها من الأحاديث التي تثير حفيظة الأصدقاء وسخرية الغرماء.
ـ الهدف الثاني هو الهجوم الاستباقي على أصدقاء الأمس، الذين ترفع أكثرهم للحقيقة والتاريخ عن مهاجمتهم ملتمسين لهم أعذار الضعف البشري، لدفعهم إلى وضع الدفاع عن النفس عوضا عن مهاجمة من غادر المركب و”باع العهود وخان المسؤولية”.. ويتجلى الأمر بوضوح في التهديد الصريح الذي أطلقه بعضهم لإعلان الحرب إن مارس أصدقاؤه القدامى حقهم في الرد على ما بادر به من هجوم بدون مقدمات.
ـ هدف آخر لم يحاول بعضهم مجرد إخفائه ويتمثل في السعي الى توهين الأطر القائمة في ساحة المعارضة المبدئية وإذكاء الخلافات الداخلية (بين قيادات متسلطة تستأثر بالقرار والتمثيل والاعلام وكوادر وقواعد مقهورة تتحمل المغرم ولا تشارك في المغنم) والبينية (بين قيادات تتبادل الكره والمناورات الخسيسة وتعجز عن الالتقاء والتنسيق). وطبعا في إضعاف تلك الأطر هدم لخيارها المبني على مبدأ المقاومة.
ـ الهدف الأكبر حسب شكوكنا وتصورنا هو ضرب خيار “المبدئية”، المسمى تجنيا راديكالية، وإحداث حالة فراغ في الساحة الوطنية المعارضة ربما تسمح للبعض بتأسيس شرعية جديدة أو بعث إطار سياسي بديل يلتقي فيه المحبطون من أحزابهم والمختلفون مع قياداتهم والمقتنعون بعدم جدوى منهج المقاومة والساعون الى طي صفحة المواجهة والراغبون في ممارسة العمل السياسي دون دفع ثمن.
ولاشك أن الفراغ الكبير الحاصل في وسط الساحة التونسية (الايديولوجي والسياسي) يسيل لعاب الكثيرين. ولكننا نعتقد جازمين أن هذا “الوسط” هو غير قابل للملء في ظل تواصل الدكتاتورية. حيث علمنا تاريخ البلاد والمنطقة والعالم أنه لا مكان للحياد في حكم الإستبداد، وأنه من لا يكون “صديقا” يأتمر بالأوامر وينتهي بالنواهي ويزكي ويدعم ويصفق، فهو يصنف حتما في خانة الخونة والمتطرفين والأعداء ، ويناله ما نال سابقيه من بلاء…
غير أننا نحترم أي تقدير مخالف ونتمنى لأي إطار جديد النجاح والتوفيق مادام القائمون عليه يحترمون الأصول ويتوخون الوسائل النبيلة لخدمة الأهداف الشريفة. كما سنمد لهم أيدينا إذا ما تحولوا من منطق السب والشتم والتوهين وتحقير المعروف ومن اللغة الخشبية التي تدعي احتكار الوطنية وحب البلاد إلى منطق التواضع والدفاع عن الحق والقضايا العادلة والمطالبة بالمصالحة الحقيقية التي تبدأ باعلان العفو التشريعي العام وإزالة المظالم وإعادة الحقوق المسلوبة.
كما سنصدقهم أكثر ونحترم شطارتهم متى جاؤونا بمؤشرات حقيقية، ليست من صنع الخيال، على وجود رغبة صادقة للسلطة وأعلى هرمها لإيقاف المظالم وإعادة الحقوق. عندئذ سنترك “أحقادنا” جانبا و”نأتيهم” لبناء المستقبل المشرق (مثلما دعانا لذلك أحدهم دون أن يعطينا العنوان أو أن يوضح لنا هوية “نحن” المخاطب!). وإلى أن يتحقق ذلك، ندعوهم بكل ود إلى عدم الاندفاع وراء السراب والحذر من الانزلاق في مستنقع التطبيع الآسن وإلى عدم نسيان التاريخ الذي لا تغفل ذاكرته عن الفاصل والنقطة.
أما إن تمادت السلطة في قمعها للوطنيين من كل الإتجاهات وفي إحتجازها لمساجين الرأي وفي تعطيل الحريات ومنع المهجرين، ظلما وعدوانا، من العودة الكريمة للبلاد، وإن واصلت تبديد ثروات الدولة والتحكم في حاضر الشعب ومستقبله دون إعتبار للعباد فسيظل حقد التونسيين ضدها يتغذى ويكبر، كما علمهم ناظم “إرادة الحياة” أبو القاسم الشابي أن يفعلوا ضد “الظالم المستبد حبيب الظلام عدو الحياة”.
واستطرادا نقول بأنه لو قدر لشاعرنا الكبير أن يعيش معنا محنتنا الوطنية لكان حتما إما سجينا أو مهجرا أو في إقامة جبرية ولربما وصمه أصدقاؤنا بالحقد والتعنت.
· مشروعنا : ثبات وأمل … إرادة وعمل
أما نحن فسنظل نفضح التجاوزات ونناضل من أجل إستعادة الحقوق،وعلى رأسها حق عودة المئات من المهجرين الرافضين للابتزاز والمساومة، وسندفع بكل ما أوتينا من قوة مع الصادقين من بني وطننا من أجل تكتيل جهود المعارضة الوطنية الجدية القومية والإسلامية واليسارية في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادنا. ونعتقد أنه آن الأوان لقيام مبادرة وطنية مشتركة تعيد المعارضة الى قلب الفعل خصوصا وأن الاستبداد قد وفر لها كل شروط النجاح بعد أن وحدها موضوعيا، حيث أراد إدانتها وإقصاءها، وقرب بينها ذاتيا، حيث ابتغى تفريقها وإحباطها.
ولا شك عندنا في كون صولة الاستبداد بلغت في بلادنا حدا لا يطاق، قتلا وتعذيبا وتهجيرا وهتكا للأعراض وتضييقا في الأرزاق وتكميما للأفواه، غير أن ذلك لا يبرر القعود مع القاعدين أو الخوض مع الخائضين أو النزول عند إرادة المستبدين بل ينبغي أن يزيد الشرفاء من أهل الحق ثباتا وإصرارا ويقينا بقرب الخلاص.
إن البحث عن سبل أخرى للخلاص من الاستبداد، غير الصمود في وجهه ومقاومته بكل الوسائل المشروعة، لا يعدو أن يكون خبط عشواء. بل إننا نجزم بانخراط هذه الرؤية العدمية في إستراتيجية الكيد والتمويه وصناعة الفوضى والإحباط التي تشكل كلها عناصر تغذية الاستبداد ودعائم حكمه الجائر.
لقد اختاروا تجارة الإحباط واخترنا صناعة الأمل ويبقى التاريخ هو الفيصل والبقاء للأصلح.
إلى عماد الدايمي / تمهّل، فالخريف يطوي كل الأوراق الميّتة الصفراء..
في أبعاد مصادرة الحق في حرية التعبير والإعلام
أهالي هنشير الحجّاج يسددون فاتورة مطلبهم الاجتماعي ويلوحون بمسيرة على الأقدام
الشيخ عبد الوهاب الكافي أحد مؤسسي حركة النهضة التونسية في ضيافة الحوار.نت
بمثل هذا الرجل ترسخ هوية تونس العربية الإسلامية في تونس العربية الإسلامية
حاوره الأستاذ الهادي بريك
لم يدر بخلدي التقديم بين يدي حوار موقعنا مع الشيخ عبد الوهاب الكافي ولو بكلمة واحدة ولكن خانني حنين جارف جمعتني فيه أقدار الرحمان سبحانه بهذا الرجل الكبير قبل عشرين عاما. كنت يومها أدخل السجن لأول مرة في حياتي بعد إيقاف بوزارة الداخلية دام شهورا قصيرة. كان شعوران يخترمانني : شعور خوف من السجن لفرط ما كنت أسمع عن بشاعته عندما يتحدث أقربائي عن اليوسفيين الذين أذاقهم بورقيبة من العذاب ألوانا وشعور بالأمن لما كنت أسمعه ممن كان معي في زنزانات الداخلية بأن السجن مرحلة آمنة نفسيا لعدم وجود تحقيق بوليسي فيه.
نقلت إلى السجن والشعوران يتبارزان في فلا ينتصر أحدهما على الآخر لأستريح وهناك أودعت غرفة ضيقة ( سيلون ) بالجناح ( أ ) وهو جناح مضيق كله إلا غرفة واحدة (17) إستقر فيها مقامنا بعد ذلك عاما كاملا تقريبا ضمن مجموعة أمن الدولة. أودعوني غرفة ضيقة ( سيلون ) ووجدت فيها رفيقا واحدا وهي بالكاد تتسع لأكثر من سجين واحد. وجدت رجلا شيخا وقاره في حديثه وتصرفه وفي نحافة جسمه. شيخ غزا الشيب كثيرا من مواطن ذقنه أحاطني بدفء لذيذ وهو يهون علي أمر المحنة والسجن يبشرني بقرب الفرج كأنه يراه رأي العين. سألته عن إسمه وقضيته فإذا هو الشيخ عبد الوهاب الكافي عضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة وعمره آنذاك 57 عاما.
أول ما تبادر إلي هو أنى لهذا الشيخ الوقور نحيف الجسم أن يتحمل عذابات الإيقاف وبذاءة الشرطة وعسس السجن وحرس بورقيبة ثم ظلت قائمة طويلة من الأسئلة ترد علي من نفسي دون توقف : هل يكون الإنسان في مثل سن الشيخ الكافي هادئا بمثل هدوئه الذي يخيل إليك أنه في أمسية يوم صيفي معتدل تحت ظل شجرة زيتون يبسط لك من حكم الحياة ودروسها ما به تقر عينك؟ أم هل يكون الإنسان في مثل سن الشيخ الكافي محافظا على حيوية الشباب في حمل رسالته بثبات وصبر وجلد كأنه يحمل فوق رأسه طبق عنب لا أمانة تأخرت عن حملها الجبال الراسيات؟
لئن كانت سعادتي في تلك المحنة بلقاء وصحبة رجال طوى بعضهم التراب والله وحده يعلم مثوى آخرين فإن قمة بهجتي كانت بالتعرف عن قرب على شيوخنا من مثل : الشيخ المبروك الزرن عليه رحمة الله سبحانه فلقد تعلمت منه أغلى دروس في الحياة ومن مثل الشيخ عبد الوهاب الكافي الذي كان هادئا جدا لطيفا جدا خدوما جدا يلاعبنا كمن يلاعب ولده المدلل ويملؤنا يقينا وثقة في الله سبحانه.
لقد شاءت أقدار الرحمان سبحانه ألا ألتقيه فيما أذكر بعد مرحلة السجن الأولى 87 إلا مرة أو مرتين عن عجل شديد ثم شاءت الأقدار مرة أخرى أن ألتقيه في هذا الحوار الشيق الذي دفعني إلى كتابة هذه المقدمة بما زرع في من حب جديد متجدد لذاك الرجل الذي بمثله تحفظ هوية تونس عربية إسلامية. هذا شاهد على عصره يخيل لمن لا يعرف البلاد أنه يحدثك عن ألبانيا قبل زوال الشيوعية الحمراء بما إستحكم في تونس من أنياب ومخالب مسمومة للعلمانية المتطرفة التي زرعها بورقيبة فكرا ثم جاء خلفه فحققها عملا أثمر خطة تجفيف منابع التدين.
سؤال الوداع هو: هل تيسر أقدار الرحمان سبحانه لقاء جديدا بشيخنا الوقور الهادئ عبد الوهاب الكافي قبل بسط المنية لجناحيها على واحد منا أم يزف إليه أو إلينا الخبر ذاته الذي نعى إلينا شيخنا الزرن رحمه الله تعالى؟
من هو الشيخ عبد الوهاب الكافي :
ـــ من مواليد 1930 بالكاف.تعلم بالقيروان (عاصمة الأغالبة بإفريقية في العهد العباسي).وعمل بها مربّيا حتى التقاعد.
ـــ أستاذ علوم طبيعية متقاعد بالمعاهد الثانوية التونسية.
ـــ متزوج وأب لأربعة أولاد و حفدة لجيلين متتابعين من بنين وبنات والحمد لله.
ـــ من مؤسسي حركة النهضة التونسية ( الإتجاه الإسلامي سابقا ).
ـــ من تلاميذ شيخ القيروان المرحوم عبد الرحمان خليف أحد أكبر شيوخ الزيتونة بتونس.
ـــ إعتقل وعذب مرات كثيرة لعل أشهرها عام 1987 بسبب إنتمائه الإسلامي ونشاطه السياسي وكذلك في أوائل تسعينيات القرن الميلادي المنصرم ضمن حملة تجفيف منابع التدين بتونس.
نص الحوار :
الحوار.نت : مرحبا بك شيخ عبد الوهاب ضيفا كريما على موقعنا الحوار.نت.
الشيخ عبد الوهاب الكافي :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و قبل الجواب على أسئلتكم البـيّـنة اسمحوالي أن أتقدم لكم بشكري الجزيل على ما تقومون به من مجهودات موفقة للمساهمة في نشر و إعلاء كلمة الحق.
الحوار.نت : هل لك أن تروي لقرائنا مشهدين على الأقل من مشاهد التأسيس لحركة النهضة بإعتبارك أحد المؤسسين مما عايشته أنت بنفسك أو جرى أمام عينيك وسواء كان ذلك المشهد إيجابيا أم سلبيا في تقديرك أو كان أمرا داخليا أو له إتصال بالواقع.
الشيخ عبد الوهاب الكافي : في أواخر السّبعينيّات كنت أدرّس العلوم الطّبيعيّة في معهد المنصورة وكان الشيخ راشد – في نفس المعهد – يدرّس الفلسفة الإسلاميّة وكانت علاقـتـنا-أيامها- علاقة زمالة فحسب .وقد كنت التحقت من قبل بجامع عقبة ابن نافع أحضر ليلا للإملاء القرآني والدروس الدّينية التي كان يلقيها الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله رحمة واسعة وجازاه عن الإسلام كل خير. فبفضل الله ثم بفضل دروسه القيّمة علمت – لأول مرة – أن الإسلام لا ينحصر في أداء العبادات فقط بل هو أيضا علم وعمل و أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وجهد وجهاد بالنفس والنفيس للنهوض بالأمة الإسلامية كما تعلمت منه أن ّ الإسلام منهج حياة يشمل كلّ نواحيها : الإجتماعية و الإقتصادية والتربوية والسياسية . كما فقهت أن العمل الجماعي للدعوة أفيد من الدعوة الفردية ثم إ ن ّمطالعاتي لمفكرين إسلاميّين ( البنا, قطب, المودودي, مصطفى السباعي ) ثم مصاحبتي لشباب الصحوة …كلّ هذه العوامل عجّلت بانخراطي في الحركة بتوفيق من الله.
ففي عام 1981استدعيت سرّا إلى منزل الشيخ الفاضل والداعية المجاهد السيد محمد صالح النيفر رحمه الله رحمة واسعة وجازاه عن جهاده خير الجزاء- للإجتماع مع إخوة-لا أعرف جلّهم لنتشاور في تأسيس حركة الإتجاه ألإسلامي والإعلان عن بيانها(أهدافها ووسائلها) وعن هيأتها وتقديم مطلب في ذلك للدّوائر المختصة للتّحـصيل على رخصة . ومن بين المواضيع التي نوقشت (عرضا لأول مرّة ولم تخرج الى العلن )هو اقتراح الشيخين راشد وعبد الفتاح لتغير إسم حركة الإتجاه الإسلامي فــرًفض اقتراحهما بالأغلبية وهذا ممّا أثلج صدري إذ أنّ مبدأ الشورى لم يكن شعارا فقط ! وممّا زاد قلبي بهجة وانشراحا عدم وجود مسيطر من القياد ة فتيقنت بذلك أنّي وفقت إلى إختيار حركة مباركة إن شاء الله والحمد لله.
و في أوائل الصحوة و بمشاركة زميلين ( أستاذ في الحسابيات وآخر في التقنية ) مستعينين بمصادر علمية حديثة في العلوم العصرية أذكر من بينها كتاب :
La Bible le CORAN et la SCIENCE de MAURICE BUCAILLE
قمت بمنابر حرّة وكان ذلك تحت إشراف الشبيبة المدرسية التي مكننا مشرفوها والمتحمسون لهذه المبادرة أن نطوف بكل معاهد الولاية. وكانت كل حصة تبدأ بمداخلة قصيرة لأحد الأساتذة المشرفين ثم تختتم بنقاش حرّ بين الأساتذة والتلاميذ كل محاورها : العلم طريق الإيمان و الإسلام منهج حياة.
كما كنت أشارك مع شباب الصّحوة كل عشية أحد في الحلقات الثقافية و الدينية التي كان يسهر عليها بعضهم في جامع ـ نقرة- بالقيروان و لم نكن نتعرّض وقتها لأي مضايقة.
وتعددت تلك الحلقات في المساجد ما بين المغرب والعشاء وقبل السحور في رمضان وتُـتَوّج في المواسم والأعياد ا لدّينية بمسابقات وتوزيع الجوائز بمشاركة الحاضرين من روّاد المسا جد وكان ذّلك مما يقوّي رابطة الأخوّة ّبين ا لمصلّين من كل الأجيال وكل الطبقات.
الحوار.نت : هل لك أن تروي لقرائنا مشهدين آخرين من مشاهد صلتك بالشيخ المرحوم عبد الرحمان خليف سواء في مسيرته العلمية أو الجهادية أو التربوية فيما جرى لك معه مباشرة أو مما عاينته بنفسك
الشيخ عبد الوهاب الكافي : كنت عضوا في الهيأة الجهوية للمحا فظة على القرآن الكريم التي كان ير أسها المرحوم الشيخ عبد الرحمان خليف فكان نشاطه موفقا حتى في أقصى الريف. و قد بلغ عدد الإملاءات 43 في كامل ولاية القيروان وكان يشجع كل مـؤدبـيـها و تلامذتها بما يمده به أصحاب الخير الذين كانوا يثقون في إخلاصه حتى أنه أسس فرعا للأفارقة و للتلاميذ المنقطعين عن التعليم من أ هل القيروان وضواحيها ورشات صناعة يتعلّمون فيها بعض الحرف بعد الزوال وحفظ القرآن وحصص لتعلّم اللّغة العربية والفرنسية كل صبا ح. و مكّن غير المقيمين بالمدينة من المبيت ومن المطعم و كسوة الشتاء والصيف وحتى الحذاء وكان رحمه الله ينظم ويسهر على دروس علمية يقوم بها مشايخ زيتونـيّـون في المسا جد.
ومنذ تطبيق النظام لسياسة تجفيف المنابع لم يبق إلا إملاء واحد في القيروان بجامع عقبة والقليل في بعض المعتمديات وكان – رحمه الله – يقوم بمحاضرات في القيروان وفي غيرها من المدن التونسية: سوسة و صفاقس و نابل .وأذكر أني شاهدت له تسجيلا لمحاضرة ألقاها بإحدى مدن بفرنسا.
الحوار.نت : هل لك أن تروي لقرائنا مشهدين أخرين من مشاهد سنوات الجمر الحامية التي عشتها محاصرا في بلادك من يوم الإنقلاب على نتائج أول إنتخابات العهد النوفمبري في الثاني من أفريل 89 حتى اليوم وخاصة عند إحتدام تطبيق خطة تجفيف منابع التدين في تونس. أذكر لنا مشهدين على الأقل إنطبعا في ذاكرتك من تلك المرحلة الصعبة من تاريخ تونس.
الشيخ عبد الوهاب الكافي :إني – والحق يقال – في ستة أشهر سجنا قضيتها بين الداخلية وسجن 9 أفريل أيّام محكمة أمن الدولة وعامين و نصف في المحنة الأخيرة لم أذق إلا النزر القليل جدا مما عاناه إخوتي في الداخلية و في السجون من التعـذيب مما لم تعـد تخفى شـدته وقسوته ووحشيته على أحد. و اسمحوا لي أن أذكر شيئا مما أ ثلج صدري مدة سجني : تضامن الإخوة خصوصا عند العواصف (كهجوم أعوان “البوب” بهراواتهم علينا وهم يصرخون بسبّ الجلالة والكلام البذيء أو التظلم على أحدنا من طرف المسؤول عن الحجرة “الكبران” وتقاسم القفة بـيننا و حتى مع بعض المعوزين من مساجين الحق العام ) كان ذلك في الأيام الأولى من المحنة ( وبالتحديد في سجن الهوارب ) ثم لن أنسى ما أحاطني به أبنائي الروحيين طيلة إ قامتي بمدرسة سيّدنا يوسف –عليه السلام – من رعاية فائقة تفوق بصد ق ما ألقاه من بر في ّ عائلتي الصّغيرة. كما اذكر بفخر و آنا بسجن حربوب ما قام به أحد الإخوة إذ كان يرتكب المخالفات عمدا عديد المراّت ليأخذوه في أحد غرف العزلة بعد أن يشبعونه ضربا مبرّحا بهراوة غليظة. كلّ ذلك ليتمكّن آخر الليل حين تخفّ الّرقابة من أن يجاور أخا محكوما عليه بالعزلة غير الـمحدودة و يتحاور معه فيخفف عليه بذلك ما ناله من آثار الوحدة الطويلة ويا ليتني ألقاه اليوم فأقبل رأسه. ولن أنسى ما أصاب جميعنا من حًرقة عظيمة عندما إ فتكّوا منا المصاحف! وبفضل من الله تداركنا ذلك ولو بعناء بتحفيظ بعضنا بعضا القرآن الكريم.
الحوار.نت : هل لك أن تصف الصحوة الثانية الجديدة في تونس بشيء من التفصيل والدقة وبقدر ما تيسر لك من الإطلاع على أحوالها وتنوعاتها بإعتبارك عايشت الصحوتين : الأولى التي كنت راعيا لها بحكم سنك وتجربتك وواحدا منها في الآن نفسه والثانية التي ظهرت بدون إستئذان من رحم الحرب على التدين بدون هوادة ولعلك من أقدر من يصفها ويصف أسباب ظهورها وأسباب تنوعها بحكم وجودك في الميدان وإهتمامك الإسلامي والسياسي. وهل لك أن تصف لنا أثرها الواقعي والمستقبلي على البلاد وواجبك أنت ومن معك من شيوخ الصحوة الأولى حيال الصحوة الشبابية الجديدة
الشيخ عبد الوهاب الكافي :لم يعد أحد يجهل أن النظام كان ومازال يحارب مظاهر التدين بخلعه للحجاب للنساء كرها بل أحيانا بعنف وتهديد ووعيد في مراكز الشرطة وحتى في الأسواق وحلق اللّحى خصوصا في الأرياف ولسائقي سيارات التاكسي والأجرة و تحريم لباس “القميص” للرّجال وفتح المساجد قبل الأذان بقليل ويسرع لغلقها اثر الصلوات وتشجيع تعدد المراقص الليلية والخمارات والقمار بالنوادي وحتى بالتلفزة الوطنية. أليس في برنامج “دليلك ملك” ما يشجع على حب الربح المادي الوفير دون جهد وكد وجد؟
ومنذ خروجي من السجن – آخر1993- كانت الرقابة وما زالت ولو بأقلّ كثافة في المد ة الأخيرة تضايقني كما تضايق كل السياسيـيـن ولم ينج من القبضة الحديدية للنّظام زعامات أحزاب المعارضة المعترف بها الّتي لا تدور في فلكه وكم من مرة منعوني من ا لدخول إلى مقرّ الحزب الديمقراطي التقدمي بالقيروان وبالعاصمة ! فكيف يرجو منا أحد أن نقوم بعمل جماعي مع بعض الأخوة. ورغم ذلك كنت وما زلت ألتقي ببعض من أريد في المقهى أو على كرسي عمومي على الرصيف أو أتمشّى معه راجلا في شوارع المديـنة. فلم انقطع – والحمد لله – عن العمل الدعوي حتى لو كانت دعوة فردية وذلك كما تأمرنا به سورة العصر و تأمر به كل مسلم يغار على دينه. وقد قمت مع أحد الشباب من المصلين في المسجد و في عطلة صيفية بجمع بعض أطفال الحي وتلقينهم آداب المسجد التي كانوا يفـتقدونها في صلا تهم معنا وتحفيظهم نصيبا من القرآن وبعض الأنا شيد الإسلامية و الّقصص التربوية وتوزيع بعض الجوائز المتواضعة وكان هذا العمل محدودا في الوقت نصف ساعة في اليوم وفي العطلة الصيفية وفي مسجد الحي فقط .فما كان من قوات الشرطة إلا أن هددت إمام المسجد الذي طلب مني توقيف هذا النشاط حتى لا يفقد وظيـفـتيه في ا لمسجد والتعليم .
إن الصحوة الثانية و التي ظهر ت – كما قلتم – بدون إستئذان والتي تجسدت في انتشار ظاهرة الحجاب حتى في تونس التي يُحارب فيها بدون هوادة وفي إقبال الشباب على المساجد إقبالا ملحوظا وخصوصا في تهجدهم بحضور كثـيف في جامع عقبة وتضرعهم بالدعاء في خشوع إلى حد البكاء هي – قبل كل شيء- رحمة من الله و نور ساطع من آية في القرآن الكريم :” يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون” ( الصف أيـة 8) إن هي إلاّ ثمرة طيبة لما بثـّـه علماء الدين الأفاضل الذين دخلوا بيوتنا عن طريق الفضائيات الدينية.
و إني لمستبشر بها ولو أنها في حاجة إلى الترشيد. و أخشى ما أخشاه ا ن يتسبب ضغط النظام المتواصل في دفع آخرين منهم إلى التطرف والى الإنـزلاق – عن جهل – إلى أساليب العنف لمقاومة الظلم والتي لا تحمد عقباها.
الحوار.نت : ما هو المطلوب في رأيك من حركة النهضة في المستقبل لإصلاح أوضاع البلاد ومن المعارضة بصفة عامة وخاصة ضمن تحالف 18 أكتوبر ومن القوى الحرة في النقابات والجامعة والنخب والمثقفين وما هي أولويات تلك الأعمال المطلوبة في ظل الأوضاع الإقليمية المعروفة والعربية والدولية؟
الشيخ عبد الوهاب الكافي :أمام تعنت النظام في مواصلته لوسائل القمع رغم معرفته بإفلاسها يجب على كل حرّ الاستماتة في توحيد الصفوف على ما يجمع المعارضة على قاعدة صلبة : الحرية كأولى الأولويات والإتفاق على وسائل النضال السّـلمية- كلّـفنا ذلك ما كلّفنا – وليس مثال الثورة البرتقاليـّة عنّا ببعيد – وترك الخوض في ما يمكن أن يفرقنا وهذا ما يسعى إليه النظام بكل إمكاناته: تشتيت صفوفنا ! وهذا ما يجب على هيأة 18 أكتوبر أن تعمل جادة لتسريع تفعيله على أرض الواقع .
الحوار.نت : هل للشيخ عبد الوهاب من كلمة أخيرة يتوجه بها إلى من شاء في أي مكان أو موقع شاء في البلاد أو الحركة أو الصحوة أو المعارضة أو غير ذلك.
الشيخ عبد الوهاب الكافي :وصيّتي أوّلا لنفسي ولكل إخوتي في الحركة :
ــ تقوى الله ووحدة الصفّ واحترام الرأي المخالف وفصل أمر كل خلاف عارض بالشورى الملزمة إن كان مرده استراتيجيّا أو تكتيكيا و إلى أهل الذكر في فقه ا لكتاب والسّنة إن كان اجتهاديّا.
ــ ثانيا: لإخواننا في المعارضة : نتـّـفق على الوسائل السّلميّة لمقاومة الطغيان والصبر الجميل على ردود فعله العمياء و بذلك نضمن دحره و اجتـثاثه من جذوره ولو بعد حين !
ومرة أخرى كلمة شكر وتقدير من صميم قلبي لكم ولكل إنسان- مهما كان معتقده أو جنسيته – ساهم ويساهم بما يستطيع من قريب أو من بعيد في رفع راية العـدل في الأرض بين كل الناس!
والله الموفـق. والسلام.
الحوار.نت : شكرا جزيلا للشيخ عبد الوهاب على ما أولانا به من حوار صريح شيق.
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 7 أكتوبر 2008)
المعارضة واستحقاقات السنة الجديدة
حوار “الطريق الجديد” مع عبد الرزاق الهمّامي، رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
الطريق الجديد: الملفاّت السياسية المطروحة أمام المعارضة في مستهلّ السنة السياسية الجديدة؟
الهمّامي: أوّلا أريد أن أنوّه بمبادرة “الطريق الجديد” التي تحمّلت مسؤوليّتها السياسية كصحيفة معارضة جديّة ومسؤولة في مواجهة حالة الرّكود الإعلامي الذي تطغى عليه اللغة الخشبية فيما يخصّ ملف الحوض المنجمي وملفّات سياسية أخرى.
أعتبر أنّ أهمّ الملفات المطروحة اليوم هو الملف الإجتماعي الذي طرح نفسه بقوّة على رأس الإهتمامات وذلك لعدّة أسباب لعلّ أبرزها احتدام الأزمة الإجتماعية وتدهور المقدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وتزامن العودة المدرسية مع شهر رمضان الخ… ممّا يعكس حقيقة معاناة الفئات المحرومة. يضاف الى ذلك التكاليف المرتفعة للصحة والنقل التي تزامنت مع ارتفاع مستمرّ لأسعار المحروقات، رغم أنّه يتحقّق في تونس ولأوّل مرّة فائض من مدخول المحروقات في التبادل مع الخارج.
وهذا المؤشّر من اللاّزم أن يدفع الأطراف المسؤولة إلى مراجعة مسألة الزيادة المشطّة في السعار وعلى السلط أن تراجع هذا الوضع الذي ترافق مع انسداد الأفق في المفاوضات الإجتماعية، فعموم الأجراء والموظّفين ينتظرون تحسين وضعهم المادي. والأكيد انّ اتّحاد الشغل متحمّل لمسؤوليّته بكفاءة، ويدافع بحزم عن مصالح منظوريه. كما أنّ السلطة مصرّة بأنّ هناك اهتراء للمقدرة الشرائية للمواطنين مما دفعها لإقرار تسبقة على الزيادة مما يدلّ على مشروعية المطالب.
إنّ الوضع الإجتماعي يحتدم ويتفاقم بتزايد حدة البطالة وخاصّة بطالة أصحاب الشهادات، وتراجع المنظومة التعليمية الفاقدة للآفاق، وتخلّف نسق التنمية بالمناطق المحرومة. كلّ هذه العوامل من شأنها أن تهدّد الإستقرار الإجتماعي وتوفّر مكوّنات جاهزة للإنفلات والإنجرار نحو الحلول اليائسة مثل الهجرة السرية والإنحراف والتطرّف. فأيّ شرارة يمكن ان تتسبّب في أزمة في البلاد. وأشير إلى ما حصل بسبب الإعلان عن نتائج عمليّة الإنتداب بشركة فسفاط قفصة التي تحوّلت إلى باعث لحركة احتجاجيّة كانت في الواقع عفوية. والحقيقة أنّ التحرّكات في الحوض المنجمي كانت بعيدة كلّ البعد عن أيّ شكل من أشكال التخطيط المسبق أو الإستهداف السياسي لا توظيفا ولا توريطا.
نحن نعتبر أنّ هذا الملفّ حارق وجميع الأطراف مسؤولة للتّعاون من أجل ايجاد مخرج ايجابي للأزمة بعيدا عن روح التشفيّ أو الإنتصاريّة الزّائفة، ويمرّ هذا المخرج من خلال إطلاق سراح المسجونين وجبر الأضرار والكفّ عن ملاحقة المواطنين. وهو ما يمكن أن يكون مدخلا لتنقية الحياة السياسية والإجتماعية خاصّة إذا اقترن بسنّ قانون للعفو التشريعي العام.
كلّ هذا لا يمكن أن يكون إلاّ إذا تجسّم في إرادة سياسية لدى السلطة في الإنفتاح والحوار الحقيقي والتشريك الفعلي لمختلف مكوّنات المشهد السياسي المدني، وعلى هذه الأطراف كذلك أن تتحمّل مسؤوليتها الحقيقية التي لا تتمثّل في المساندة التملّقية غير المجدية ولا في المعارضة الغوغائية غير المسؤولة التي تقفز على امكانيات الواقع ورهاناته الحقيقية. بل في مواجهة المشاكل بواقعية ومبدئية وفي اقتراح حلول مجدية وقابلة للتطبيق ومراعية لمقتضيات العدل والانصاف والتساوي ازاء القانون. وهو ليس عسيرا على نخبنا وعقولنا خاصة اذا توفرت الشروط لحوار وطني جدي حول الملفات الاساسية كالتشغيل والتعليم.
الطريق الجديد: تنتظم بعد عام تقريبا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية: ماهو تقييمكم لمميزات هذه الانتخابات؟ هل تختلف عن سابقاتها؟
الهمّامي: بدءا نحن نرى ان المواعيد الانتخابية في الانظمة الديمقراطية تمثل مواعيد مفصلية في الحياة السياسية. ولا يمكن للأحزاب السياسية إلا أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر لأنّه مدار تاطير المواطنين في ممارستهم لاختيارهم لمن يحكمهم. وكان هناك أمل من قبل القوى السياسية التونسية في أن تكون سنة 2009 محطّة لنقلة في هذا الشأن. وكنّا نتصوّر أنّ السلطة ستعي خطورة هذا الرهان خاصة وأنّه لاتوجد مخاطر كبيرة فيما يتعلّق بمكانة الحزب الحاكم في داخل النظام القائم. ولا يتصوّر عاقل أنّ البلاد حاليا عرضة لان يتغيّر فيها ميزان القوى بشكل جوهري. فالأكيد أنّه كان من المفيد أن تنتقل الأوضاع من صورة الانتخابات الصورية معروفة النتائج مسبّقا بنسب كاريكاتورية إلى انتخابات تشهد خلالها منافسة حقيقية.
كلّ المؤشرات البادية حاليا تؤكد أنّ الوضع لن يتغيّر، وكلّ ما ترسله السلطة من اشارات ليس أقلها منع اللقاء التضامني مع أهالي الحوض المنجمي بمقرّ حركة التجديد، والتضييق على النشاط العادي للأحزاب إلا خير دليل علي ذلك.
الطريق الجديد: كيف تفسّر اصرار السلطة رغم ذلك على اجراء انتخابات صوريّة؟
الهمّامي: الدافع إلى ذلك هو أنّ السلطة تنطلق من حالة الرضاء على النفس بما ترى أنّه مكاسب في الاقتصاد وتعتمد على نسبة 6 بالمائة من النموّ المحققة على أنّها كافية، بالاضافة إلى جهودها التي طالما وقعت الاشادة بها في مقاومة الارهاب. وهو ما يجعلها ترى أنّها في مأمن من الهزّات الكبرى طالما أنّ هناك وضعا اقتصاديا مستقرا بالبلاد من خلال التحكّم في التوازنات الاقتصادية والمالية الكبرى وفي مأمن من الاحراجات الخارجية.
أنا اعتقد أنّ هذه المقاربة قصيرة النظر ومضرّة بالبلاد، سلطة ومعارضة، لأنّ المؤشرات الاقتصادية تعتبر هشة والازمة الاجتماعية الاخيرة خير دليل على ذلك.
إنّ التوافق على تواصل الوضع الحالي سياسيا من قبل قوى التحالف الطبقي والسياسي الممسك بالسلطة في البلاد ومن قبل حلفائه الخارجيين، هو ما أدّى إلى نزعة الهروب إلى الأمام التي بدت غير مبرّرة.
الطريق الجديد:ماهو دور المعارضة في مواجهة هذا الوضع؟
الهمّامي: إنّ دور المعارضة يتمثّل في تحمّل مسؤوليتها. ونحن نعتقد أنّ الوضع المتردّي لا يجب أن يدفع المعارضة إلى اليأس، عليها أن توحّد جهودها، وأنا أقصد المعارضة المدنية والوطنية، وأن ترى أبعد من حساباتها الخاصّة على مشروعيّتها، لكنّها يجب أن لا تحجب ضرورة العمل المشترك وأولويّته. وأعتقد أنّ مشروع “المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم” الذي صغناه مع حركة التجديد والحزب الإشتراكي اليساري والمستقلّين هو مشروع جدّي لتحقيق هذا الهدف، لكنّه يبقى مشروعا في حاجة ماسّة إلى حملة توضيح لدى الرأي العام وإلى أعمال ميدانية مشتركة للإقناع بجدواه. تدور حول العدالة الإجتماعية ومناهضة الهيمنة والدفاع عن الإستنارة في مواجهة رياح الردة الرجعية، خاصّة في ظلّ البيترودولار.
إنّ موعد الإنتخابات يمثّل فرصة للتعريف بمشروعنا الجماعي وتكتيل جهود القوى الديمقراطية حول برنامج ومرشّحين. نريد رموزا يمثّلون هذه الرّؤية سواء في الإنتخابات الرّئاسية أو التشريعية، وهذا الأمر ممكن في ظلّ المتاح الذي نحن لسنا راضين عنه.
الطريق الجديد: ماهو موقفكم من المشاركة في هذه الإنتخابات أو عدم المشاركة؟
الهمّامي: نحن نرى أنّ التنقيح الدستوري الأخير كان فيه جانب اقصائي وتعسّفي على حريّة الأحزاب السياسية في اختيار ممثليها، ولكنّنا مع ذلك نتمسّك بكلّ امكانية جديّة ولو محدودة لممارسة سياسية ايجابية تمكّن المواطنين من ممارسة حقّ الإختيار وتخرجهم من حال التهميش وعدم الإكتراث. لسنا مستعدّين للدّفاع عن مشاريع غير واقعية. لكنّنا نقول بكلّ وضوح أنّه اذا لم يكن ثمّة الحدّ الأدنى من الشروط المواتية لانتخابات ديمقراطية في مستوى الإعداد والإنجاز والإجراء فنحن لسنا مستعدّين لأن نكون شهود زور.
ولكن مع ذلك فإنّنا نعتقد أنّ المجال ما زال مفتوحا أمام امكانيّة لإجراء انتخابات بحدّ أدنى من الشروط الملبية للتطلّعات الديمقراطيّة. وفي هذا الإطار سنكون الى جانب حلفائنا ضمن المبادرة الوطنية سواء تعلّق الأمر بالرّئاسية أو التشريعية شرط أن نتقدّم في بلورة مواقع الإتّفاق فيها لأنّه لا يخفى أن هناك قدر كبير من التعثر والإرجاء وعدم الوضوح الذي يجب تجاوزه في أسرع وقت ممكن.
ونحن في حزب العمل ندعو في هذا الإطار كافّة الحركات الأخرى إلى أن تكفّ عن التعامل معنا تعاملا انتقائيا، ويجب أن تتجاوز مقاييس السلطة في التفرقة بين أحزاب مؤشّر لها وأخرى غير مؤشرة. فمن حقّ هذه الأحزاب أن تكون لها مخطّطاتها الخاصّة ولكن عليها أيضا أن تراعي مصلحة المعركة من أجل الديمقراطية.
الطريق الجديد: في موضوع القانونية وغير القانونية، أين وصلت مساعيكم للحصول على تأشيرة لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ؟
الهمّامي: نحن في حزب العمل نعاني من عدم تسوية وضعنا من قبل السلطة. فنحن حزب كان قد تقدّم بطلب تأشيرة منذ أكثر من 3 سنوات، واستوفينا كلّ الجوانب القانونية، لكنّ السلطة رفضت أن تعطينا وصل تسلمّها لملفّنا، وهو ما أجبرنا على إرسال هذا الملفّ عبر البريد مضمون الوصول. وبعد اتمام هذه الإجراءات وانتهاء المدّة القانونية، أعلنّا للعموم أنّنا نعتبر أنفسنا موجودين قانونيا، ونحمّل السلطة عملية تعطيل إشهار ذلك بالرّائد الرسمي. هذا مع العلم أنّ الإشهار حسب قانون الأحزاب غير محدّد بأجل معيّن، وإنّ عدم القيام به لا يبطل قانونية الحزب.
كما طالبنا بحقّنا في إصدار جريدة للحزب واستوفينا كذلك جميع الإجراءات وأمام صمت السلط، قمنا باصدارها بامكانياتنا الذاتية بالرغم من أنّنا لم نتحصّل على وصل الإصدار، ونحن نتحمّل مسؤوليّتنا في ذلك. وقد منعنا أخيرا من المشاركة في الإجتماع التضامني مع أهالي الحوض المنجمي الذي نظّمناه مع شركائنا السياسيين في المبادرة الوطنية في مقرّ حركة التجديد، وقد استدعت السلطة الأمنية رفيقنا محمّد جمور القيادي بالحزب يوم 27 جويلية لتعلمه بضرورة الكفّ عن النشاط، علما وأنّ هذا الرفيق مازال محلّ مضايقات ظالمة متكرّرة منها ماهو مالي ومنها ماهو أمني، لكنّ ذلك لن يثنينا عن أداء واجبنا الوطني في تحمّل المسؤوليّة السياسية وفق مقتضيات القوانين السارية.
ونحن في داخل الحزب مطروح علينا ضرورة الإرتقاء بالقيادة الحالية للحركة من مشروعية التأسيس إلى مشروعية الإنتخاب الديمقراطي، ولهذا الغرض فإنّنا نعتزم انجاز مؤتمرنا الأوّل في ظرف مناسب ولانراه بعيدا، ونحن نحرص على أن ينعقد بصفة علنية وفي محلّ عمومي وبكلّ شفافية، وسنضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم، وإنّنا نتطلّع إلى القوى الديمقراطية أن تقف معنا في هذه المعركة ونتوجّه إلى السّلط لتدرك مشروعيّة مطالبنا وتستجيب لما بات يعتبر استحقاقا ملحّا وايجابيّا في تحريك وتأطير الحياة السياسية المدنية.
حاوره سفيان الشورابي
(المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نقلا عن صحيفة “الطريق الجديد”، لسان حال حزب التجديد (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 27 سبتمبر 2008)
موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ : http://www.hezbelamal.org
العالم على كفة عفريت اقتصادي ومعارضون على هامش أزمة “هيبو” و”براذرز” !
كلمة الأمين العام لحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في ندوة اختتام الاستشارة الوطنية حول التشغيل
التاريخ:7/10/2008
جادت القريحة بهاته الأبيات حين قراءتي لبيان السيّد سعيد الجازي , وقد كرّر المدعو صالح الجملي ما اقترفه في حقّ الآنسة جهاد التي ظفرت بحقها آخر الأسبوع الفارط,وقد آن الأوان أن يطبّق الدّستور في حرّية اللباس والتّدين بتونس فتنتهي هاته المحنة المشكلة
الكفر يعشوا
ألا تستحي يا جملي أكش أكش
أيا صالح هِجت فصرت تهشّ
أردت إسمان ذروتك بالسّحت
تخشى الخلق ذلاّ والله ألا تخش
ألا تنصرالحقّ أولى لك وأولى
فتنجو من الذّنوب للجنان تخُشّ
قد طالت محنة الإناث بموطني
حرّيّة النّساء هراء وهذا فُحش
يا قوم ثوبوا إلى الجليل لتنجوا
من الإثم والعذاب والخير يفشو
ألستم أحفادالأغالب والدّعاة إلى
الهدى دائما للورى ألا تخشوا
ماذا جنت جهاد و نورس حتّى
تطردا من الدّرس والكفريعشوا
يا طالبا للمعالي بظلم الغانيات
إتّق الله تنجو ويسلم لك العشّ
شعر:أبوجعفرلعويني
الصادق القربي أسوا وزير لا أسوا نقابة
انتعاش أسواق المشغولات التقليدية في تونس يستقطب مزيداً من السياح
أيام قرطاج السينمائية بعد أيام «هي فوضى» في الافتتاح .. وعزت العلايلي رئيس لجنة التحكيم يوسو ندور ضيف شرف.. وتكريم السينما الفلسطينية
الأفلام التونسية في المسابقة الرسمية
أحببت «مليكة» في «صيد الريم» رغم اختلافي الشديد معها..
تونس/الصباح شدت الانتباه بتلقائيتها وتفاعلها الصادق والتعبير المقنع والممتع من خلال «مليكة» في مسلسل «صيد الريم» منال عبد القوي مثلت مفاجأة اسعدت كل المتابعين لهذا العمل التلفزيوني الذي قطع مع السائد من خلال طرح عديد القضايا التي تعد من «المسكوت عنه» في الدراما التونسية. مع هذه الانيقة القادمة من جزيرة جربة كان هذا اللقاء: ** كيف تقدمين منال عبد القوي للقراء؟ ـ اصيلة جزيرة الاحلام جربة.. استاذة في المسرح بالمعاهد الثانوية.. لي تجارب متعددة في الفن الرابع.. كما كانت لي مشاركات مختلفة في اعمال تلفزيونية. ** هذا النشاط المكثف لم يساهم بشكل كبير في التعريف بك؟ ـ لا بد من الاشارة هنا أنني منحت كل جهدي للمسرح، حيث اوليت اهتمامي للتكوين والتعلم والاخذ بأسباب التعبير المسرحي على أسس سليمة وثابتة. ** هو عمل شاق؟ ـ نعم.. لا أخفي سرا اذا قلت ان المسرح ارهقني كثيرا.. لكنه ارهاق فيه لذة ومتعة لان غايتي الاساسية كانت تنمية وصقل ما بداخلي من طاقات ابداعية قادرة على التفاعل بتلقائية وصدق متطلبات اي دور. ** وجاء دور «مليكة» في مسلسل «صيد الريم» ـ لقد انتظرت هذا الدور منذ سنوات. ** كيف؟ ـ منذ سنة 2001 قدمت ادوارا مختلفة وكانت لي مشاركات في اعمال درامية تلفزيونية.. جاء دور «مليكة» لذا اقول انني مع انتظرت هذا الدور. ** هل كان هذا الدور في الموعد الذي كان يجب ان يكون؟ ـ لقد مهدت لهذا الدور من خلال المشاركة وتجسيد ادوار ثانوية في حوالي 7 مسلسلات تلفزيونية.. عشت التدرّج الطبيعي في تقديم الادوار التلفزيونية اؤكد ذلك مرة اخرى ان دور «مليكة» جاء في الوقت المناسب. ** أنت تتحدثين بحب كبير عن «مليكة»؟ ـ لقد أحببت «مليكة» على اعتبار انها جاءت متوجة لتدرج طبيعي في مسيرتي التلفزيونية من الادوار الثانوية رغم قيمتها الى دور رئيسي وهام و مؤثر في احداث المسلسل. ** مليكة دور رئيسي في «صيد الريم» كيف كان استعدادك له؟ ـ في البداية لا بد من توجيه تحية حارة للسيد نجيب عياد والى المخرج علي منصور للثقة التي وضعاها في شخصي.. واقول انه منذ ان اقترح عليّ سي نجيب عياد دور «مليكة» حتى شرعت في دراسة هذه الشخصية والتعرف على ادق التفاصيل في حياتها كاحدى «بنات المعمل» وطريقة تعاملها وعلاقتها بمحيطها. ** الى أي حد كنت خائفة من هذا الدور؟ ـ اعترف انني كنت خائفة من هذا الدور على اعتبار انه كان مختلفا ومخالفا لما سبق ان قدمته.. لكني سرعان ما اندمجت في الحياة الطبيعية لهذه الشخصية. لقد مثل لي هذا الدور اضافة هامة ومعتبرة في مسيرتي.. فهو دور رئيسي اسعدني كثيرا. ** تهمك ادوار البطولة في اي عمل ابداعي؟ ـ دور البطولة في عمل تلفزيوني يهمني كثيرا بل اقول انه طموح مشروع لكل مبدع مؤمن بنبل وقداسة ما يقدمه من اعمال ابداعية على اعتبار انه يوفر لصاحبه امكانية الكشف عن ما بداخله من امكانات ابداعية خاصة اذا كان الدور مكتوبا بشكل جيد. ** لو لم يكن دور «مليكة» اي الادوار تمنيت تقديمها في «صيد الريم»؟ ـ لقد احببت دور «مليكة» تعرفت على مختلف الادوار.. لكن في الاخير وجدت نفسي منجذبة لـ«مليكة».. لو خيروني اي الادوار المناسبة لي في «صيد الريم» اقول دون تردد «مليكة» لكن هذا لا يعني انني لم اعجب بـ«نرجس» و«مريم» في المسلسل.. لكن حبي لمليكة كان الاقوى والأجمل والأفضل. ** حبك الجارف لـ«مليكة» يعني ان فيها الكثير من ذاتك؟ ـ هناك نقاط اختلاف عديدة بيني وبين «مليكة» وحبي لها يعود لتلقائيتها وتصرفاتها الطبيعية. ** دور يحملك مسؤولية كبيرة؟ ـ فعلا.. انه دور هام في مسيرتي.. سأعمل على توظيف هذا النجاح في ادوار اكثر قوة واهمية تضمن لي الاضافة المعتبرة.. ادوار تمكنني من التحليق عاليا في المجال الفني بكل ثقة وحب وتقاؤل.. احلم بأدوار هامة توفر لي الكشف عن الكثير مما بداخلي من امكانات تعييرية سواء كان الامر متعلقا بالمسرح او التلفزيون. ** أنت استثنيت السينما؟ ـ لا أحفي سرا اذا قلت أنني رفضت عدة عروض للقيام بأدوار رئيسية في السينما لانها لا تستجيب لطموحاتي.. ** ادوار فيها اثارة؟ ـ بالفعل.. ارفض تجسيد ادوار الاغراء والاثارة مهما كان.. لقد قمت بتجربة سينمائية وحيدة من خلال شريط قصير «هلوسات» للمخرج وسام التليلي دون أن أنسى تجربتي المتميزة في الاذاعة كممثلة. أجرى الحديث: محسن بن أحمد (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 أكتوبر 2008)
توزيع رواية عن السيدة عائشة مبكرا بعد حريق في دار نشر بريطانية
من وحي الذكرى الثامنة عشر للوحدة الألمانية