TUNISNEWS
3ème année, N° 873 du 09.10.2002
archives : http://site.voila.fr/archivtn
LES TITRES DE CE JOUR:
J.A / L’intelligent :Tunisie-Libye – Des partenaires hors pair J.A / L’intelligent :Immigration clandestine- Drame ordinaire à Scoglitti الدكتور المنصف بن سالم : كفانا سكوتا عـما يحدث
قدس برس: خلافات تشق الأحزاب والمنظمات المستقلة تونس: حزب الوحدة الشعبية يعلن عن أعضاء مكتبه السياسي الجديد الغنوشي لمحيط : بورقيبة أسوأ من أتاتورك والنظام الحالي حارب الحجاب في الشوارع القدس العربي : حكم بسجن ضابطي شرطة مصريين لتعذيبهما رجلا حتى الموت الأهرام: اختيار الخبير التونسي سليم تلاتلي مديرا لبرنامج تحديث الصناعة المصرية ماهر عبد الجليل : تونسي حائر بين « لغة تعلمتها وأخرى أكتب بها » رفيق عبد السلام : الحالة الإسلامية والحاجة إلى صحوة فكرية
|
Comité de Défense du Professeur Moncef Ben Salem
Tel/fax : (33) 1 49 73 04 91. Portable : (33) 06 11 59 13 74 E-mail : cdpmb@yahoo.fr Adresse : 102 Av de la paix. 94260 Fresnes – France. ************************************************************************ عـلى رغـم محاولات التعـتيم المطبق على وضعـية الدكتور المنصف بن سالم , إلا أن إمكانية التواصل مع الدكتور مباشرة أو بوسائط عـدة لاتزال قائمة بحمدالله تعالى , مما يتيح للرأي العام الإطلاع عـلى آخر » بركات » الظلم المسلط عـليه منذ أكثر من 15 عاما . مما يدعـو كل ضمير حي من منظمات و جمعـيات و شخصيات عـلمية عـلى المستويين الوطني و الدولي بالتحرك السريع لإنقاذ عالم قلَّ أن جادت به بلادنا في هـذه المرحلة و في إختصاصه الـعـلمي . و إيمانا منا بعـدالة قضيته نقـدم للرأي العام بعـضا من رسائل الدكتور لتصور الحالة التي يمر بها ومجرى حياته اليومية . Comité de Défense du Professeur Moncef Ben Salem رسالة – 1
كفانا سكوتا عـما يحدث
يوم الجمعة الموافق ل 27 – 9 – 2002 خاطبت الدكتور الصحبي العـمري من هاتف عـمومي , لأن ديمقراطية تونس النموذجية أبت إلا منعـنا من طرق التواصل المختلفة من مثل الهاتف و المراسلات البريدية و غـيرها . أجابني الدكتور الصحبي بأنه قادم إلى صفاقس و أنه ينوي زيارتي ولو لبعض الوقت . و بعـد سويعات قليلة من هذه المكالمة بدأ قدوم زوار من نوع غـير المرغـوب فيهم ليتمترسوا قرب بيتي و تذكيري بما كانت عـليه وضـعـيتي بعـد خروجي إلى السجن الكبير ( 1993-2001 ) . انتصب العـونان كالعادة في سقيفة الجامع قبالة بيتي يرصدون كل حركة تدب في البيت و كل فتح أو إغلاق لباب أ و شباك .. خرجت من البيت فلحقت بي سيارتهم كعادتهم , دخلت غـرفة الهاتف العـمومي فدخل أحد الأعوان الغرفة المجاورة للتنصت عـلى ما أقول . طلبت من زائري أن يقفل راجعا بعد ما شارف على الوصول إلى مدينة صفاقس و قلت له إن الأرض ملغـمة كالعادة و لا سبيل للتصادم معهم , فهم ممن فقدوا الإحساس و الرحمة بالرعـية . بعـد العـصر صحبت عائلتي و توجهت إلى مسقط رأسي بالريف في منطقة » بئر صالح « ( 55 ميلا شمال صفاقس ) فتبعتني سيارة أمن دولة إزعاج المواطن , دخلت غابة الزياتين فدخلت معي إلى باب منزلي حيث وجدت في انتظاري و كالعادة أيضا عينا ساهرة ممن عُـِرفوا بالنوم فوق أغـصان الأشجار المحيطة ببيتي لمراقبتي و إخبار البوليس عما تلاحظه أعـينهم أو تصنعه مخيلاتهم الكاذبة للتقرب من آلهتهم الضعـيفة . من خلفي سيارة أمن الدولة و من أمامي » قوادة » الدولة , و ما في نفسي .. عـداء للدولة الظالمة المستخفة بعقولنا و الطامسة لحقوقنا و المصادرة لحريتنا . هذا الإختناق المتواصل و لِما يزيد عن 15 عاما .. متى سينتهي , و متى تهب نسمة هواء لنتنفس الصعـداء مع عِيالنا و أحبابنا . و ما عـساه أن يحدث لو زارني صديقي الدكتور العمري , هل إن ذلك سيسقط الحكومة أم سيُحدث بلبلة في الشارع العام أم سيزعـزع أركان الدولة . لا شيء من ذلك , و لكن تصغـر في عـين الكبير الكبائر و تكبر في عـين الصغير الصغائر . إذا أُعـلنت حلة الطوارىء أمام المسجد قُبالة بيتي و ذلك من أجل منع مواطن ملاقاة مواطن . وهذا مؤشر واضح على هوس و خوف و ضعـف السلطة و النظام و ذلك ديدن الظالمين في مراحل التاريخ . فبينما العالم يُلغي المسافات بين بعـضه البعـض لازال النظام التونسي يتوهم بأن يُغلق على الشعـب أسوار من حديد ليمعن في قمعه له, بعيدا عن أسماع و أنظار العالم و هو ما لم يعـد متاح للنظام التونسي في هذه المرحلة من تاريخ البشرية . فإتباع سياسة القتل البطيء و تكميم الأفواه هو ما بقي للنظام و هو ما سيرتد عليه لامحالة. و هيهات هيهات منا الذلة .
صفاقس 30 – 9- 2002 المنصف بن سالم
OMCT
Organisation Mondiale Contre la Torture
Appel Urgent
Cas TUN 170902.1 Suivi du cas TUN 170902 Traitement médical/Libération Le Secrétariat international de l’OMCT requiert de toute URGENCE votre intervention dans la situation suivante en Tunisie. Bref rappel des faits Le Secrétariat international de l’OMCT avait été informé par une source fiable, du sort très préoccupant de Monsieur Mohamed Kamel Hamzaoui. Monsieur Hamzaoui, ex-membre du Comité Central du RCD, ex-Maire de Kasserine, a été condamné plusieurs fois par la justice tunisienne. Après avoir passé plus de 10 mois à l’hôpital Charles Nicole de Tunis pour des raisons de santé, la police l’a transféré le 17 août dernier à la prison civile de Tunis. Après avoir subi un accident vasculaire cérébral, Monsieur Hamzaoui souffre de troubles importants de la motricité, d’une forte baisse de l’acuité visuelle ainsi que d’un œdème à un membre supérieur. Par ailleurs, sa tension très élevée révèle la nécessité absolue d’un traitement adéquat. Nouvelles informations Le 28 septembre 2002, alors que la famille de Monsieur Kamel Hamzaoui venait lui rendre visite à la prison civile de Tunis, le personnel pénitentiaire l’a informée du transfert du détenu à l’hôpital de la police à la Marsa. Depuis cette date, la famille n’a pas pu le rencontrer, ni lui faire remettre une couverture ainsi que de la nourriture. D’autre part, d’après une source fiable, les médecins qui l’auraient examiné à l’hôpital de la police, lui auraient dit que l’hôpital Charles Nicole serait plus indiqué pour prodiguer les soins dont il a besoin. L’Organisation Mondiale contre la Torture (OMCT) réitère ses craintes pour l’intégrité physique et psychologique de Monsieur Kamel Hamzaoui. Action demandée Nous vous prions de bien vouloir écrire aux autorités de la République de Tunisie en leur demandant de : i. garantir l’intégrité physique et psychologique de Monsieur Mohamed Kamel Hamzaoui ; ii. ordonner sa libération pour raisons humanitaires afin qu’il puisse se faire soigner dans l’hôpital de son choix ; iii. en tout état de cause, autoriser sa famille à lui rendre visite; iv. veiller à ce qu’il puisse bénéficier sans entrave des traitements médicaux nécessaires ; v. garantir le respect des droits de l’homme et des libertés fondamentales dans tout le pays, conformément aux lois nationales et normes internationales. Adresses · M. Zine el-Abidine Ben Ali, Présidence de la République, Palais de Carthage, 2016 Carthage, Fax: +216 71 744 721 ou +216 71 731 009 · M. Hédi M’henni, Ministère de l’Intérieur et du Développement local, Avenue Habib Bourguiba, 1001 Tunis, Fax: +216 71 340 888 · M. Bechir Tekkari, Ministère de la Justice et des Droits de l’Homme, 57, Avenue Bab Benat, 1006 Tunis, Fax : +216 71 568 106 Veuillez aussi écrire aux représentations diplomatiques de Tunisie dans vos pays respectifs. Genève le 8 octobre 2002 Veuillez nous informer de toute action entreprise en citant le code de cet appel dans votre réponse. World Organisation Against Torture (OMCT) Organización Mundial Contra la Tortura (OMCT)
خلافات تشق الأحزاب والمنظمات المستقلة تونس: حزب الوحدة الشعبية يعلن عن أعضاء مكتبه السياسي الجديد تونس – خدمة قدس برس (محمد فوراتي) أعلن حزب الوحدة الشعبية التونسي المعارض تركيبة مكتبه السياسي، في وقت شهدت بعض الأحزاب والمنظمات التونسية صراعات محتدمة على خلفيات انتخابية. فقد ضبط المجلس المركزي لحزب الوحدة الشعبية تركيبة المكتب السياسي الجديد للحزب، بعد التوصل إلى صيغة أوكل بمقتضاها المجلس مهمة اختيار أعضاء المكتب السياسي (12 عضوا) للأمين العام محمد بوشيحة. وقد تم اعتماد التصويت المباشر لاختيار طريقة لتجاوز الاختلافات، التي برزت في بداية اجتماع المجلس المركزي للحزب، فصوّت 67 عضوا لصالح تفويض بوشيحة باختيار أعضاء المكتب السياسي، فيما أيّد 26 عضوا اعتماد التصويت كطريقة وحيدة لممارسة حق الاختيار. وقال بعض أعضاء المجلس المركزي للحزب لوكالة « قدس برس » إنهم كانوا يأملون في اختيار أعضاء المكتب السياسي بطريقة ديمقراطية، ولكن الصبغة التي تمّ اعتمادها لا تخدم التمشي الديمقراطي داخل الحزب. وكما كان متوقعا فقد جدد بوشيحة لأعضاء المكتب السياسي القديم، باستثناء محمد بن سعيد، وأضاف إلى القائمة عناصر جديدة، منها خديجة مبزعية عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وفرحات شعور الذي التحق بالحزب في المؤتمر الأخير. ويعكس هذا التمشي، حسب الملاحظين، سيطرة الأمين العام، الذي انتخب بالاقتراع المباشر من قبل المؤتمر، على مؤسسات الحزب، خوفا من المفاجآت، وهو ما يفسر الاتجاه إلى تفويضه باختيار أعضاء المكتب السياسي، بعكس ما هو معمول به في الأحزاب السياسية، التي تمارس التصويت كطريقة وحيدة لحل الاختلافات الداخلية، وهو ما يفسر أيضا إبعاد عدة أسماء من المواقع القيادية، على غرار عبد الله الشابي وحسن الطرابلسي. أما حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، فما زال يعيش مخلفات الصراع الداخلي، الذي برز في الأشهر الأخيرة في صفوفه، إذ يقول الغاضبون من سياسة الأمين العام للحزب عبد الرحمن التليلي إن رصيدهم تدعم بالتحاق جامعات القيروان وسيدي بوزيد وصفاقس بصفوف معارضة التليلي. وقالت مصادر من متزعمي « الحركة التصحيحية » داخل الديمقراطي الوحدوي إنهم يسعون إلى تشكيل كتلة معارضة داخل الحزب، تطلق على نفسها تسمية « الوحدويون الأحرار »، تعارض توجهات الأمين العام المتهم بفرض توجهات جديدة على الحزب، بخلاف المبادئ، التي قام عليها، والتي تركز على الأبعاد القومية والعدالة الاجتماعية. ويرد التليلي على خصومه الجدد بالقول إنهم أقلية، مضيفا أن الحزب لا يخشى من وجود الرأي المخالف، وأنه حزب ديمقراطي يسعى إلى عصرنة نفسه، والتأقلم مع المستجدات. وقال عضو في المكتب السياسي للحزب، طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة « قدس برس » إنه تقرر عقد مجلس وطني استثنائي للحزب يومي 9 و10 تشرين ثاني (نوفمبر) القادم، لمناقشة الخلافات، ومحاولة البعض إحداث ما أسماه بالانقلاب داخل الحزب. خلافات في اتحاد الشغل ورابطة حقوق الإنسان من ناحية أخرى شهد الاتحاد الجهوي لاتحاد العمال بمنطقة سوسة (نحو 140 كلم جنوب تونس العاصمة) بوادر أزمة جديدة، بعد أن طفت على السطح اتهامات متبادلة بين أنصار الكاتب العام الحالي والكاتب العام السابق للاتحاد. وقالت مصادر نقابية مطلعة إن اجتماع المكتب التنفيذي الجهوي الأخير شهد انسحاب أربعة أعضاء هم محمد المكني ومحمد الصالح جديد (الكاتب العام السابق) وقاسم الزمني والطاهر الجمالي، بسبب امتناع بعض الأعضاء عن التوقيع على محاضر اجتماعات الاتحاد. وقال المنسحبون إنه وقع استفزازهم، وتجريدهم من صلاحياتهم، واتخاذ قرارات دون استشارتهم. وتأتي هذه التطورات الأخيرة بعد نجاح المعارضين للكاتب العام السابق في إزاحته، وإدخال تحوير على المسؤوليات في الاتحاد. وفيما تسعى المركزية النقابية للسيطرة على هذا الخلاف المتفجر ومحاصرته، وقع عدد كبير من النقابيين على عريضة حصلت « قدس برس » على نسخة منها، تطالب بالإسراع بعقد مؤتمر استثنائي لتأسيس نقابة قانونية جديدة لعمال وموظفي السكك الحديدية بجهة سوسة. وفي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي تسعى إلى تجديد فروعها، استعدادا لعقد مؤتمرها في الأشهر القادمة، برز صراع عنيف بين أنصار الحزب الحاكم في الرابطة والاتجاهات المعارضة والمستقلة. فبعد نجاح قائمة « الوفاق الديمقراطي » المعارضة في انتخابات فرع جندوبة ( 100 كلم شمال غرب العاصمة تونس) أصدر مجموعة من الناشطين في إطار الرابطة بيانا أكدوا فيه انسحابهم من مؤتمر الفرع، لوجود تجاوزات من قبل الأطراف اليسارية المسيطرة على المنظمة. وقال البيان إن المجموعة اليسارية مارست أبشع مظاهر الإقصاء والتمييز، وخالفت كل القواعد الديمقراطية. وأضاف البيان أنه وقع الاعتداء بالعنف على أحد المؤتمرين، « وقيام قلّة معروفة بممارسة أصناف الإرهاب الفكري والسياسي بمنع البعض من حقه في إبداء رأيه بحرية، كما قامت هذه المجموعة بإبعاد عدد من المرشحين لمخالفتهم الرأي »، بحسب قول البيان. وردّ قياديون في الهيئة المديرة لرابطة حقوق الإنسان على ذلك بالقول إن هناك إرادة قوية لدى الحزب الحاكم للسيطرة على رابطة حقوق الإنسان، وانتزاعها من المناضلين الصادقين، حتى يطوعها لأهدافه، بحسب قولهم. وأكدوا أن مؤتمرات الفروع تسير بكل شفافية وديمقراطية، وأن هناك تكاتفا وتعاضدا من جميع الأطراف لتقوية الرابطة، والمحافظة على استقلاليتها. وبخصوص فرع جندوبة قال هؤلاء القياديون إن ثلاثة من الحزب الحاكم ترشحوا في انتخابات هذا الفرع، وتحصل كل واحد منهم على صوته فقط، وهو ما يعكس، حسب رأيهم التفاف العائلة « الرابطية » حول توجهات الهيئة المديرة الحالية. من جهة أخرى أصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا ساندت فيه وزير التعليم الأسبق محمد الشرفي، بعد نشر مقالات في جريدة /الشروق/ اليومية هاجمت الشرفي ووصفته بالجبن، وقالت إنه متحالف مع الإرهاب الأصولي، بعد أن فشل في التحالف مع السلطة. وكتب هذه المقالات المحامي رضا الأجهوري، الذي تتهمه أوساط في المعارضة التونسية بالتعامل مع المخابرات التونسية لإضعاف المعارضة وتشويهها. وكان المعارض التونسي الدكتور الصحبي العمري نشر رسائل ادعى فيها امتلاكه لمعلومات دقيقة عن تورط الأجهوري في العمل ضد المعارضين والمنظمات المستقلة، في مسعى منه إلى الحصول على مكافئات سخية من السلطة. وقد اعتبرت رابطة حقوق الإنسان مقالات الأجهوري لا أخلاقية، ووصفت الصحف التي نشرتها بالمأجورة، واتهمتها بتشويه نشطاء حقوق الإنسان بطرق منحطة ومشبوهة. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 9 أكتوبر 2002)
الغنوشي لمحيط : بورقيبة أسوأ من أتاتورك والنظام الحالي حارب الحجاب في الشوارع
القاهرة : أكد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية أن الحريات العامة هي الميزان الذي ينبغي أن يوزن به أي نظام احتراما أو انتهاكا لحقوق المواطنين. وقال الغنوشي في حوار خاص لـ » محيط » : إن كلا من نظام بورقيبة وزين العابدين بن علي ينتمي إلى نوع من الأنظمة الشمولية الفردية التي تجتمع فيها كل السلطات في يد الحاكم، كلاهما حرص على الانتساب لعالم الحداثة من خلال صبغ النظام بأصباغ منها، مثل وجود دستور وقوانين ومحاكم وأحزاب وانتخابات وصحافة، مما هو معروف في الديموقراطيات ولكن بعد إفراغ المنظومة من كل محتوى. فالرئيس يفوز دوما بالرقم الخيالي السحري الذي يعجز عنه حتى الانبياء والرسل 99,99%. والحزب الذي حكم البلاد منذ 1956 ظل هو نفسه حتى اليوم يضع يده على كل مقاليد السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية والاعلام والثروة والأحزاب المعترف بها هي مجرد ديكور مضروب على يدها محرومة من كل وسائل المنافسة. وقال الغنوشي إن من سجنوا في عهد بن علي خلال عشر سنوات فاق من سجنهم بورقيبة خلال 30 سنة واتسع حجم تعذيب المعارضين والتنكيل بأسرهم إلى حد لم يطاوله العهد السابق. وفي الموضوع الثقافي يعد بورقيبة أسوأ من أتاتورك في علمانيته فمع إعجابه بأتاتورك فقد سجل عليه خطأ تكتيكيا أنه ما كان له أن يعلن العلمانية بل كان عليه أن يعلن الاسلام ويطبق العلمانية في الواقع حتى لا يترك فراغا يمكن أن يسعى رجال الدين لشغله . وهو ما حدث فعلا في تركيا إذ نشأ قطاع ديني واسع: » مدارس الائمة والخطباء » أفرزت حركة إسلامية رغم الصعوبات النسبية التي مرت بها فهي على رأس الحركات السياسية في البلاد بينما في تونس: دستور الدولة المسلمة حسب العبارة المموهة ينص نفس الدستور على حظر تأسيس حزب على أساس ديني. وكان من أول قرارات الاستقلال إغلاق أعظم جامعة إسلامية في إفريقيا « جامع الزيتونة » ومصادرة الأوقاف وإلغاء المحاكم الشرعية وحظر الحجاب وانتهاك حرمة الصيام والسخرية من الدين والقرآن والجنة والنار . ولقد حافظ العهد الجديد على إنجازات بورقيبة بل زاد عليها فاشتد في حظر الحجاب. لقد نشأت الحركة الإسلامية نشأت وازدهرت في عهد بورقيبة رغم الاضطهاد وأخضعت في عهد سلفه لخطة الاستئصال الشامل وأخضع الإسلام لخطة تجفيف الينابيع وحظر الكتاب الإسلامي ومزق الحجاب في الشوارع ناهيك عن حظره مطلقا ومطاردته حتى في المستشفيات. وأضاف الغنوشي في حديثه لـ » محيط » أن كل الحركات الإسلامية في المنطقة وخارجها تلتقي حول المرجعية الدينية فكلها تدعو إلى العود إلى أصول الدين في الكتاب والسنة وتطهير العقائد من البدع والخرافات وإصلاح المسالك والأنظمة بحسب مقتضى الدين. وقد تختلف في ذلك تشددا واعتدالا في النظر والتعامل مع المسالك المخالفة. كما تختلف في المناهج المتبعة في التغيير والموقف من الحكومات القائمة ومن الأحزاب والجماعات العلمانية. الخط العام لهذه الحركات خط معتدل: لا يدعي احتكار الحقيقة الإسلامية ويقر بحق الاجتهاد معتبرا مشروعه ووسائله مجرد اجتهاد من بين اجتهادات أخرى فيعرض عن نهج التكفير ويقر نسبية الحقيقة الإسلامية في معظم المجالات أي بحق الاختلاف. وهو يحرص على إدراج وسائله في الاصلاح ضمن إطار القانون القائم مغتنما كل مساحة للحرية عاملا على توسيعها حريصا على التعاون ولو مع أشد مخالفيه العقائديين من أجل وطن وحريات للجميع بالتساوي ، فموقفه من الديموقراطية إيجابي ومن ذلك حرصه على مشاركة المرأة في مهام الاصلاح على قدم المساواة في إطار أخلاقيات الاسلام ، يعول على أساليب التربية والتثقيف وعلى المشاركة السياسية وصناديق الاقتراع والمنافسة الشريفة سبيلا لإصلاح الدولة والمجتمع بعيدا عن كل منزع أو نهج تسلطي أو احتكاري ، يرفض العنف من حيث أتى سبيلا لخدمة المشروع الإسلامي بل يعتبر نفسه ضحية لعنف الدولة ويرى في جماعات العنف التي وإن علا صوتها وتابعتها أضواء الاعلام هي أقليات ومجرد إفرازات لعنف الدولة الذي وفّر مناخات مناسبة لحماس الشباب ولبعض الأفكار المتطرفة القديمة والوافدة للانتعاش ، والانفتاح على تيارات الاعتدال وهي تمثل المجرى الكبير للحركة الاسلامية كفيل بتهميشها. وأشار رئيس حركة النهضة إلى أن قيام أجهزة الأمن التونسية بمحاربة فريضة الحجاب غباء سياسي واستهتار بعقائد الناس وضمائرهم وجزء من تراث بورقيبة في معاداته للدين ولكل ما له علاقة بالعرب والمسلمين . وزاد الطين بلة في عهد الرئيس بن علي التحاق فصيل انتهازي من اليسار بالسلطة واستخدامه لأدواتها الثقافية والتعليمية والاعلامية في التنفيس عن بغضه لله ورسوله والمؤمنين ورغبته الجامحة في نسف كل أساس لأخلاق العفة والفضيلة وإطلاق العنان للشهوات البهيمية والانتقام من منافس سياسي وفكري فشلوا في مواجهته أمام صناديق الاقتراع في الجامعة والنقابات وفي مختلف مجالات السياسة والمجتمع المدني. بما جعل حزب الدستور الحاكم ودولته مستخدمين لصالح هذا الفصيل الانتهازي الملحد المعادي لدين الأمة وارثها الحضاري جريا وراء الشهوات والمصالح وانشدادا إلى الارث الاستعماري. وحول استراتجية الحركة في الفترة المقبلة قال الغنوشي » خطتنا واضحة وتتلخص في العمل على تحقيق الانفتاح السياسي سبيلا لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بدء بإطلاق سراح المساجين وعودة المغتربين وإرساء الحريات والاعتراف بكل الاحزاب وضمان استقلال مؤسسات المجتمع المدني. ولا نعتبر أن ذلك يمكن أن يتحقق دفعة واحدة بل نحن قابلون بالتدرج المعقول والمنضبط الذي تتفق كل الأطراف على آجاله. وأكد أن قرار الرجوع إلى تونس سيكون قريبا عندما تحين الفرصة ، وأوضح الغنوشي أن تضييق السلطات التونسية على المحجبات يعد بحق فضيحة وعار وليس من سبيل امام هذه الطامة التي لم يعرف لها مثيل في بلاد المسلمين في الوقت الحاضر إلا دعوة المؤمنين والمؤمنات في تونس إلى الثبات والصبر والاحتساب في انتظار موعودات الله بنصر الدين واهله وهلاك اعدائه مع الرجاء من إخوانهم وأخواتهم في سائر بلاد الله أداء حقوق الأخوة الإسلامية نصرة مادية ومعنوية. وقال الغنوشي » نحن نعتبر أن الحركة الاسلامية أصابت قدرا من النجاح في هذا المسعى فهي بالمقارنة مع غيرها من الاحزاب في المنطقة الاكثر عقدا للمؤتمرات والتزاما بالشورى. فحركتنا مثلا قد عقدت خلال عقدين من الزمان سبع مؤتمرات. وتداول على رئاستها عشرة من الاخوة رغم أن بعضهم ابتلي بشهرة اكبر بما غطى عن الآخرين. ومنهم أربعة في السجن من بين ألف من إخوانهم فرج الله كربهم. وربما تكون كبرى الحركات الإسلامية المعاصرة « الاخوان المسلمون » قد سبقت غيرها من الأحزاب العربية إذ نصت على أن مرشدها العام ينتخب لمدة 6 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وأكد الغنوشي أن مهاجمته وإدانته لهجمات الحادي عشر من سبتمبر لم يحركه خوف من أحد غير الله والخشية على دينه من أن تلصق به أعمال تسيء إلى قيمه السمحة النبيلة وتراثه الجهادي الناصع المتعفف عن التعرض لغير المقاتلين من النساء والأطفال والشيوخ والعباد والكسبة. فوصايا النبي والصديق والفاروق لجيوشهم صريحة لا تحتمل أي تاويل. وليس في ذلك أدنى دفاع عن مظالم الإدارة الأمريكية وعسفها في بلاد المسلمين وخارجها ولا سيما في فلسطين والعراق. ولقد أدنا كل ذلك وندينه بكل حسم. لكننا نرفض اختطاف الاسلام من قبل فئة قليلة من المسلمين أساءت لسماحة الدين وعلمائه وأئمته وجموعه وأقلياته إذا أتت أعمالا لم تستشر فيها هيئات علمية ولا شعبية ومجامع فقهية ولا حركات إسلامية بينما حمل كل مسلم تبعة ذلك. فبأي حق يرتكب كل ذلك؟؟ والمنهج أخي الكريم في تقويم المخطئ من بني ملتنا ليس الدعاء له بالهداية فقط بل نصحه وتقويمه وتنبيه المسلمين من مغبة الانسياق وراءه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما فقال أن تأخذوا على يده » . راجع نص الحوار على العنوان التالي:
في دائرة الحدث
|
To Subscribe, please send an email to: tunisnews-subscribe@yahoogroups.com To Unsubscribe, please send an email to: tunisnews-unsubscribe@yahoogroups.com ِArchives complétes de la liste : http://site.voila.fr/archivtn ** En re-publiant des articles, des communiqués, des interventions de toutes sortes tirées d’un grand nombre de sources disponibles sur le web ou envoyés par des lecteurs, l’équipe de TUNISNEWS n’assume aucune responsabilité quant à leur contenu. ** Tous les articles qui ne sont pas signés clairement par « L’équipe TUNISNEWS » n’expriment pas les points de vue de la rédaction. ** L’équipe de TUNISNEWS fait tous les efforts possibles pour corriger les fautes d’orthographe ou autres dans les textes qu’elle publie mais des fautes peuvent subsister. Nous vous prions de nous en excuser.
^ |