26 décembre 2002

Accueil

 
TUNISNEWS

3ème année, N° 951 du 26.12.2002
 

LES TITRES DE CE JOUR:
 

Vérité-action: Abdallah Zouari sous très haute surveillance

The commission defense de la defense of the AED:  Agression against Judge and Human rightslawyers ( Letter to the Ambassadress of Tunisia in the Hague)

Abdel Wahab Hani: La presse aux ordres reprend son acharnement contre le Dr Sahbi El-Amri

Abdel Wahab Hani:L’Audace de Tunisie du mois de janvier vient d’être mis sur le marché

AP: Adoption par l’ONU du FMS: satisfaction de Tunis

AP: Maghreb: la tenue d’un sommet à l’ordre du jour du prochain conseil des ministres de l’UMA


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

 

1 – الأستاذ محمد عبو يدعى للإستنطاق من طرف حاكم التحقيق

2 – محاكمة سياسية جديدة أمام المحكمة الإبتدائية بقفصة

3 – السجين السياسي عمارة جلاب يحتجز رهن الإعتقال رغم انقضاء مدة عقوبته

4 – السجين السياسي محمد عياد العكروت يدخل إضرابا عن الطعام

5 – محاصرة الصحفي و السجين السياسي السابق عبدالله الزواري و غلق مورد رزق عائلته

6 – الهيئة القومية للمحامين تتقدم بشكوى بشأن الإعتداءات الأخيرة

 

حركة النهضة تساند اضراب عمال مركب السكر

عمر الصديق : في ذكرى مرور ربع قرن على وقوعها:أحداث المركب الجامعي 26 ديسمبر 1977: يوم فرضت الحرية في الجامعة التونسية

موقع الجزيرة.نت : مُـحامون تونسيون يتضامنون مع صحفي أُرغم على الاستقالة

موقع الجزيرة نت : تونس تقرر إخضاع النساء للتجنيد الإجباري

الشروق: سقط  في انتخابات العمادة : طبيب تونسي يهاجم زملاءه بحقد على “الانترنيت

الشرق الأوسط: الحكومة المغربية تدرس اليوم إصدار مرسوم إنهاء احتكار الدولة للمجال المسموع والمرئي

الشرق الأوسط: البحرين: تأسيس أول محطة فضائية تلفزيونية وإذاعية خاصة

  هشام جعيط : في الثقافة اليونانية – النموذجان الفلسفي والعلمي في نهضة الأمم هشام جعيط : الديمقراطية في امريكا (1) هشام جعيط : تأمل آخر في ديمقراطية امريكا (2) … توكفيل أنموذجاً

سمير احمد الشريف : مُصلح تونسي وعلاقته بالحضارة الغربية لماذا غابت الدراسات النقدية عن فكر خير الدين التونسي؟

 

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

 

1 – الأستاذ محمد عبو يدعى للإستنطاق من طرف حاكم التحقيق

 

استدعي الأستاذ محمد المحرزي عبو العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين للإستنطاق من طرف قاضي التحقيق بالمكتب العاشر بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم السبت 28 ديسمبر 2002 في الشكوى المرفوعة ضده من زميلته الأستاذة دليلة مراد على خلفية ما حصل بمقر الهيئة الوطنية للمحامين بقصر العدالة بتونس مؤخرا و بعد أن تأجل استنطاقه في أكثر من مناسبة.

 

و يأتي تحريك التتبع في القضية مباشرة في اليوم الموالي لنشر الأستاذ محمد عبو رسالة مفتوحة لوزير العدل بشأن الأحداث الأخيرة و التي أنهاها بتذكيره : إن لكم صلاحيات قانونية تخول لكم الإذن بإجراء التتبع ضد أي كان و نحن ننتظر منكم أن تمارسو صلاحياتكم هذه فذلك واجبكم و حقنا.

 

و تغني الطريقة التي انعكست بها الإستجابة الفورية لوزير العدل لهذا النداء عن أي تعليق.

 

و الأستاذ محمد عبوعضو مؤسس لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ولمركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وهو عضو بالهيئة المديرة للجمعية التونسية للمحامين الشبان و بالمكتب التنفيذي لمركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة. 

 

2 – محاكمة سياسية جديدة أمام المحكمة الإبتدائية بقفصة

 

مثل أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بقفصة اليوم الخميس 26 ديسمبر  2002  في القضية عدد 23763-02تسعة متهمين من بينهم علي الشرطاني و رضا عيسى و محسن النويشي و لطفي الداسي و مضر جنات بحالة إيقاف و البقية بحالة سراح وذلك من أجل الإحتفاض بجمعية غير مرخص فيها طبق الفصل 30 من قانون الجمعيات و جمع تبرعات بدون رخصة طبق أمر 21 ديسمبر 1944 و قد تأخرت القضية لجلسة 2 جانفي 2003 بطلب من محامي المتهمين.

 

وكان المتهمون قد إعتقلو يوم 12 ديسمبر الجاري من طرف أعوان فرقة الإرشاد بقفصة و هي من فرق البوليس السياسي التي تولت البحث و تقديمهم لوكيل الجمهورية بقفصة يوم 17 ديسمبر 2002.

 

و يتهم جميع من شملتهم المحاكمة بالإنتماء إلى حركة النهضة و سبق لأغلبهم أن حوكموا و قضوا مددا مختلفة في السجن بموجب الأحكام الصادرة بشأنهم من أجل نشاطهم السياسي و انتمائهم لحركة النهضة باستثناء التلميذ مضر جنات الذي يزاول تعليمه بقسم الباكالوريا.

 

و تعتبر هذه المحاكمة الأولى من نوعها منذ سنة 1995 حيث اقتصرت مختلف المحاكمات السابقة على أنشطة و أفعال سابقة أو اعتراض على أحكام غيابية تعود معظمها إلى بداية التسعينات.

 

و معلوم أن عديد النشطاء و الحقوقيين المنتمين لجمعيات و أحزاب غير معترف بها يوجدون في نفس وضعية من تقع محاكمتهم. و تخشى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن تؤشر هذه المحاكمة على بداية مرحلة جديدة من القمع السياسي بعد أن حاولت السلطة تجنبه طيلة السبع سنوات الماضية على الأقل بهذا الشكل.

 

كما تعبر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن انشغالها من أن تشكل هذه المحاكمة دليلا إضافيا على ازدواج المعايير في تعامل السلطة مع الأحزاب المعارضة و الجمعيات المستقلة التي تترقب تسوية وضعها القانوني و إمعانا في سياسة الإستئصال التي أثبتت تجارب العشرية المنقضية عدم جدواها.

 

3 – السجين السياسي عمارة جلاب يحتجز رهن الإعتقال رغم انقضاء مدة عقوبته

 

دخل السجين السياسي عمارة جلاب الموقوف منذ 12 جوان 1991 و المعتقل حاليا بسجن القصرين في إضراب عن الطعام منذ 6 ديسمبر2002 للمطالبة بإطلاق سراحه بعد أن إنقضت مدة عقوبته.

 

و كان السجين السياسي عمارة جلاب قد حوكم في القضية عدد 86963 بتاريخ 6 جوان 1992 و حكم عليه بالسجن مدة خمس سنوات و ستة أشهر من طرف الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بسوسة.

كما أعيدت محاكمته أمام نفس المحكمة من أجل نفس الأفعال في القضية عدد 8834 بتاريخ 24 نوفمبر 1992 و حكم عليه بالسجن ستة أعوام إضافية.

و قد أقحم السجين السياسي عمارة جلاب في القضية عدد 72111 التي نضرت فيها المحكمة العسكرية ببوشوشة خلال شهر أوت 1992 و التي قضت بشأنه بعدم سماع الدعوى لاتصال القضاء.

 

و كان من المفترض إطلاق سراحه بموجب إتمام العقوبة يوم 13 ديسمبر الجاري إلا أن إدارة السجن تعللت بعدم تضمن محاضر البحث لتاريخ الإيقاف لاعتماد تاريخ المحاكمة في احتساب بداية تنفيذ العقاب.

وقد وجه السجين السياسي عمارة جلاب عن طريق إدارة السجن مكتوب للوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بسوسة خلال شهر نوفمبر الماضي لقي نفس الجواب.

 

و يوجد اليوم السجين السياسي عمارة جلاب معتقلا بسجن القصرين بدون أي موجب قانوني و هو مهدد بقضاء سنة سجنا إضافية لم يصدر بشأنها أي حكم عليه.

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تنبه لخطورة هذه الحالة و ما تشكله من خرق سافر للقانون ومن انتهاك لحقوق المساجين و قد تولت لفت نضر إدارة السجون لمختلف جوانبها.

 

4 – السجين السياسي محمد عياد العكروت يدخل إضرابا عن الطعام

 

دخل السجين السياسي محمد عياد العكروت المعتقل حاليا بسجن الكاف إضرابا عن الطعام منذ 12 ديسمبر 2002 للإحتجاج على ممارسات التعذيب النفسي المتواصلة التي يتعرض لها و الجوع المفروض عليه بسبب عدم كفاية ما يقدم له من طعام و لانتهاك حقوقه كسجين.

 

و السجين السياسي محمد عياد العكروت من معتقلي حركة النهضة ممن شملتهم المحاكمة أمام المحكمة العسكرية خلال صائفة 1992 و حكم عليه بالسجن مدى الحياة من أجل نشاطه السياسي.  

 

و قد أوقف السجين السياسي محمد عياد العكروت خلال شهر ماي 1992 و وضع منذ تاريخ إيقافه بحالة حبس إنفرادي إلى الآن و هو من ضمن المساجين السياسيين الذين فرضت عليهم العزلة الدائمة و الذين سبق للجمعية الدولية للمساجين السياسيين أن أصدرت قائمة إسمية في شأن 23 من بينهم و طالبت بوضع حد لهذه الممارسة اللا إنسانية و المخالفة للقانون.

 

و يتعرض السجين السياسي محمد عياد العكروت حاليا إضافة إلى العزلة الدائمة إلى ممارسات تعذيب نفسي بقصد حرمانه من النوم ليلا و ذلك بتعمد أعوان الحراسة الليلية بسجن الكاف الطرق و إحداث الضوضاء فوق غرفة عزله كامل الليل كما يقتر عليه الطعام بما لا يكفي لسد رمقه إضافة إلى حرمانه من الكتب و اللوازم الضرورية لدراسته. وهو يشكو من عدة مشاكل صحية من بينها مرض القلب و تصلب الشرايين و التهاب المعدة و تماطل إدارة السجن في تمكينه من حقه في العلاج و الأدوية التي تقتضيها حالته.

 

5 – محاصرة الصحفي و السجين السياسي السابق عبدالله الزواري و غلق مورد رزق عائلته

 

يتعرض السجين السياسي السابق و الصحفي عبدالله الزواري إلى جملة مضايقات و محاصرة لسكناه بحاسي الجربي من معتمدية جرجيس.

 

و كان السجين السياسي السابق و الصحفي عبدالله الزواري تمتع مؤخرا بعفو رئاسي و أطلق سراحه بعد حملة وطنية و دولية واسعة لمساندته إثر ما تعرض له بعد خروجه من السجن أين قضى حكما بعشر سنوات بسبب نشاطه السياسي و إعادة اعتقاله بدعوى عدم خضوعه لإجراءات المراقبة الإدارية و حكم عليه بالسجن ثمانية أشهر ابتدائيا و استئنافيا من طرف محكمة عير مختصة لم يمكن خلالها أي من محاميه من الدفاع عنه و بعد أن أقرت محكمة التعقيب ذلك و رفضت الطعون المقدمة في شأنه.

 

فقد منع السجين السياسي السابق و الصحفي عبدالله الزواري يوم 12 ديسمبر الماضي من التحول إلى تونس العاصمة لحضور الملتقى الذي نظمته الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حول الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية بعد أن سبق الإذن له بذلك.

و يتعرض المنزل الذي يقيم به حاليا بحاسي الجربي لحصار متواصل على مدى الليل و النهار حيث سخر لمراقبته أربعة أعوان من الناحية الأمامية و عونان من الجهة الخلفية كما تم قطع الخط الهاتفي المزود به و لم يفلح في إرجاعه رغم اتصاله بالمصالح المختصة و عدم وجود أي موجب لتبرير ذلك.

و قد بلغ التضييق حد محاولة منعه من الخروج من منزله ليلا عندما أراد التمشي قصد إيصال أحد أقاربه الذي كان يسهر معه إلى منزله المجاور على أقل من مائة متر و يؤكد أنه يجد نفسه في كل تنقلاته بالطريق العام محاطا بهالة من الأعوان يصل عددهم ثمانية أشخاص.

 

كما تم مؤخرا غلق محل التجارة الذي تستغله زوجته بمدينة جرجيس في تحصيل المورد الوحيد لإعالة أبنائها بعد أن تلقت قرارا بلديا بغلقه بدعوى عدم التحصيل على شهادة في صلوحية المحل.

 

و يستغل المحل المذكور في تجارة لوازم الخياطة و بيع العطور و كان قد تم فتحه يوم 29 نوفمبر الماضي بصفة قانونية و إيداع ملف شهادة صلوحية المحل منذ 29 نوفمبر الماضي و يشكل قرار الغلق معاملة استثنائية و تعسفا في حق هذه العائلة لا تخفى خلفياته السياسية رغم اتصال صاحبته ببلدية المكان و استكمال كل ما يفرضه عليها القانون.

 

إن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تنبه إلى هذه الممارسات و إلى خطورة عواقبها. 

 

6 – الهيئة القومية للمحامين تتقدم بشكوى بشأن الإعتداءات الأخيرة

 

تقدمت الهيئة الوطنية للمحامين في شخص عميدها الأستاذ البشير الصيد بشكوى ضمنت بوكالة الجمهورية صباح اليوم 26 ديسمبر 2002 تحت عدد7061799-2002 ضد ضابطي أمن ذكرا إسميا وضد كل من يكشف عنه البحث و ذلك من أجل تحويل وجهة باستعمال العنف و التعدي على الحرية الذاتية و تجاوز حد السلطة و الإعتداء بالعنف على موضف لجبره على عدم فعل أمر من علائق وضيفته و انتهاك حرمة موضف عمومي في حال مباشرته لخدمته و تجاوز حد السلطة بالإعتداء بالعنف الشديد و القذف و الهجوم على محل احتراف إنسان بقصد الإعتداء و تعطيل حرية الخدمة. و ذلك طبق الفصول 47 و 48 و 62 من القانون المنضم لمهنة المحاماة و الفصول 78 و82 و 101 و116 و 125 و 245 و 250 و 251 من المجلة الجنائية.

 

و قد شملت الدعوى كل المحامين الذين طالهم العنف أو وقع إيقافهم بالطريق العام لاستجوابهم في الفترة الأخيرة و تضمنت عدة شهائد طبية تشخص الأضرار اللاحقة بهم ويشكل عدد هام من المحامين المتضررين أعضاء مؤسسين ومن هيئة اتصال الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين.    

تونس في 26 ديسمبر 2002

منسق هيئة إتصال الجمعية

الأستاذ محمد النوري


 
 

Vérité-action-URGENT
 

Abdallah Zouari sous très haute surveillance

 
Nous venons de recevoir un coup de téléphone de M. Abdallah Zouari nous informant que son téléphone a été coupé et son épicerie fermée.
 
Depuis sa libération, M. Zouari fait l’objet de harcèlement et de persécution continus. Il a été de nouveau empêché de quitter Zarzis pour recevoir des soins et est mis sous haute surveillance.
 
La nuit du lundi 23 décembre, M. Zouari a quitté sa maison pour accompagner ses proches qui sont venus lui rendre visite, la police est intervenue pour lui ordonner de rester chez lui. Protestant contre cette mesure, il a refusé de retourner chez lui et les agents de police ont dû téléphoner à leurs chefs qui leur ont demandé de le laisser sortir mais en le suivant sans relâche. Cela n’est qu’un exemple des mauvais traitements et des problèmes que subit le journaliste Zouari depuis sa libération le 6 novembre 2002. Les autorités veulent lui imposer une assignation à résidence forcée et semblable à une prison. L’objectif étant de le garder sous surveillance extrême puisque l’emprisonnement rend la situation scandaleuse.
 
Il y a quelques jours le journaliste Abdallah Zouari a envoyé un appel urgent mettant l’accent sur la vie dure qu’il mène depuis sa libération. Cet appel est encore urgent et M. Zouari demande de nouveau l’intervention de tous les défenseurs des droits de l’homme pour mettre fin à cet encerclement.
 
Vérité-Action s’inquiète pour la situation de M. Zouari et considère les mesures prises à son encontre comme illégales et injustifiées.  Et nous appelons les organisations internationales à agir d’urgence dans le cas de M.Zouari.
 
Fribourg, le 26 décembre 2002
 
Pour vérité-action, service de l’information


The commission defense de la defense of the AED
 

                                                                                    A votre Excellence

                                                                                   Ambassadrice de Tunisie

                                                                                    Mme. Emna Chtioui Aouij

                                                                                    Gentse straat 98

                                                                                    2587 HX  Den Haag

 

Human rights situation in Tunisia

Agression against Judge and Human rightslawyers

 

26 December 2002.

  

Your Excellency

 

In the recent past The commission defense de la Defense de l’AED( European Democratic Lawyers) has asked many times the attention of your Government (and the former Ambassadors )  to share  our worries  about the difficult position of  the human Rights Defenders in  your country.This means that we don’t need further introduction.

 

The last few months the situation seems  to deteriorate in high speed, with regard to the most recent incidents , that have occurred  in in the last month of December. I mean the severe aggression  against judge Moktar Yahyaoui;he was violently beaten up, left bleeding ,and seemed a long time afterwards still in shock.

 

There was much more of aggression against human rights defenders and  lawyers,Maitres Bhiri, Akremi,their children, Maitres Jouhri, ben Amor, and Dilou.We still remember the same kind of aggression against  Mrs. Nasraoui and her daughters.

 

For the European Lawyer Federation, these events raise  the next Questions;

 

-why does your Government not Protect her Citizens ,especially them who defend  so bravely the principles of the Democracy?

 

-why does it happen so often in Tunisia that even women and children are the victim of  political violence , and why are  they not protected by their State , according to different Human Rights Treaties, signed by Tunisia?Even male and female human rightsworkers from abroad, have suffered,totally inexpected, aggression, when coming in Tunisia.

 

-Why does Tunisia not cooperate with, but even violate the UN_Principles on the Role of Judges , and these on the Role of lawyers , which guarantee these professions to perform their professional duties , without being harassed.

 

-Why has Your Government hindered ,even frustrated a large delegation of Dutch Lawyers- under which many Deans- to  travel to Tunis to attend the trial against Bechir Essed, the Tunisian Dean in September 2002.the dutch lawyers were  warmly and friendly invited by their Tunisian friends/colleagues..The same happened to  the ICJ_Delegation , coming from geneve, for another event.

 

Because of the fact that Thousands of  European Tourists visit your Country every year, it seems to become more and more necessary ,that these European tourists ,and their travel organizations are warned,   about the increasing aggression in your country against  completely  innocent people, under which even women and children.

 

It seems also very important to the commission Defense to warn the European tourist organizations for the fact that the abovementioned victims were usually left without help and protection, and that the agressors in these cases are not persecuted, but left in impunity.

 

As our organization takes the abovementioned  human rights violations very serious we are looking , for the last time for an opportunity , to discuss the situation with You, before deciding to other actions,

 

Wishing you , and your countrymen all the best for the coming year 2003.

 

The commission defense de la defense of the AED

Mr Hans Gaasbeek

Nieuwe gracht 5 a

2011 NB _ Haarlem 

email: gaasadv@planet .nl

tel. : 0031 23 5318657                                   

fax : 0031  23 5324522

 


 

 بسم الله الرحمان الرحيم

حركة النهضة تساند اضراب عمال مركب السكر

 الخميس  26  ديسمبر  2002

أعلن عمال مركب انتاج السكر والخمائر بولاية جندوبة شمال تونس الاضراب منذ يوم الثلاثاء 24  ديسمبر الجاري ولمدة خمسة أيام بعد ان قطعت السلطة اشواطا في تخصيص المركب بعيدا عن  مشاركة العمال والنقابيين بل رغما عن رفضهم للطريقة التي تتم بها  عملية الخصخصة. وقد اجمع المضربون على المطالبة ب:

·                 إيقاف عمليات الطرد التعسفي التي تستهدف العمال.

·                 رفض عملية الخوصصة الكارثية التي تتعرض لها مؤسستهم.

·                 الحصول على زيادة في الاجور وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في الشأن منذ أكثر من ثلاث سنوات.

·                  تطبيق النظام الأساسي وما تم ابرامه من اتفاقيات بين الادارة والنقابة.

·                  اعتبار ممثلي العمال طرفا في تحديد مصير المركب.

وياتي هذا الاضراب النقابي كتعبير  من العمال عن انسداد ابواب التجاوب مع مطالبهم  وكنتيجة طبيعية لسياسة  الخوصصة التي تفتقد الى الشفافية والوضوح.

ان تعدد الاضرابات وتصاعدها يعكس حجم الازمة الشاملة  التي تعيشها تونس من جهة وامعان السلطة في رفض مطالب الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي التي تجمع عليها وتطالب بها مختلف القوى الحية في البلاد. كما تبين خطورة النتائج الاجتماعية لسياساتها حيث أدت الى اختلال حاد بين المقدرة الشرائية للمواطنين وتكاليف المعيشة الضرورية  والى ارتفاع قياسي لنسب البطالة وانتشار الفقر واضطرار شباب في عمر الزهور الى الالقاء بانفسهم في زوارق الموت طلبا لموطن شغل في الضفة الاخرى من المتوسط.

ان حركة النهضة وهي تـناضل من اجل اصلاحات جوهرية على كل المستويات والتي يقبع اكثر من الف من خيرة  ابنائها في السجون بسبب نضالهم من اجل العدالة الاجتماعية وكرامة المواطن وتمتعه بالسوية بثروة بلاده بعيدا عن تسلط اصحاب النفوذ وشبكات سوء التصرف والنهب:

  تعبر لعمال مركب السكر والخمائر ببن بشير من ولاية جندوبة عن تضامنها الكامل ومساندتها لتحركهم النضالي من أجل حقوقهم المشروعة.

  تطالب السلطة بايقاف هذه المظلمة.

– تدعو كل التونسيين افراد وهيئات واحزاب الى مساندة المضربين والعمل من اجل ايقاف سياسة الطرد التعسفي التي يتعرض لها العمال في مختلف جهات البلاد.

– تطالب قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل بتحمل مسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن الشغالين  والتصدي لسياسة التفويت العشوائي التي تتعرض لها المؤسسات الوطنية.

– تدعو الهيئات النقابية العربية والعالمية وحركة مناهضة العولمة الليبرالية المتوحشة لدعم العمال المضربين ونضال التونسيين من اجل ايقاف المظالم التي يتعرضون لها.

 

عن حركة النهضة بتونس

رئيس  المكتب السياسي

عامر العريض

 


عودة ضرورية لازمة إلى المنابت العميقة والجذور البعيدة لأصول الأزمة التونسية المستفحلة … عودة تاريخية متأملة إلى سياسات الإقصاء.. وممارسات الأبارتايد السياسي والإيديولوجي والثقافي بين أبنا ء الوطن الواحد…

في ذكرى مرور ربع قرن على وقوعها:

أحداث المركب الجامعي 26 ديسمبر 1977: يوم فرضت الحرية في الجامعة التونسية

 

 بقلم: عمر الصديق – تونس

 

لم تطرح قضية “الحرية” في الجامعة التونسية بالاصرار والارادة الصلبة كالذي طرحت به في السنة الجامعية (1977-1978) من قبل “الاتجاه الاسلامي” الفصيل الطلابي الدي مثل بروزه على الساحة الجامعية انقلابا في الخارطة الطلابية التي عرفت فرزا واضحا اثر المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العام لطلبة تونس المنعقد بقربة صائفة عام 1971 وهو المؤتمر الذي شهد هيمنة طلبة الحزب الحاكم على المؤتمر وازاحة كافة معارضيهم باعتماد اساليب غير قانونية…

 

ومع ان نشاط الطلبة الاسلاميين كان محتشما في بداية سبعينات القرن الماضي (1971-1976) حيث كان محصورا في بعض التحركات الفردية والجماعية في الكليات الكبرى بالمركب الجامعي بتونس (كلية العلوم- كلية الحقوق – المدرسة الوطنية للمهندسين) وكلية 9 افريل والمعهد الوطني للفلاحة من خلال المشاركة في بعض حلقات النقاش او الترشح لانتخابات مجالس الكليات…

 

إلا انه ومع مرور الوقت وتكاثر اعدادهم بشكل ملحوظ اخذ وزن الاسلاميين يزداد وقواعدهم تتوسع في مختلف الاجزاء الجامعية وهو ما حدا بالهياكل النقابية المؤقتة – التي تاسست اثر مؤتمر قربة 71 كتعبير عن رفضها لنتائج  المؤتمر 18 للاتحاد العام لطلبة تونس ومقرراته وضمت في صفوفها عددا من الفصائل الماركسية- الى دق ناقوس الخطر وشحذ اسلحتها لمواجهة القادم الجديد على الساحة الطلابية…

 

الاقصاء: سلاح الماركسيين في مواجهة صعود الاسلاميين

 

لم تقبل غالبية الفصائل الماركسية المهيمنة على الساحة الطلابية بوجود تيار اسلامي داخلها انطلاقا من دوغمائيتها وايديولوجيتها المتحجرة التي لا ترى في الدين سوى انه “افيون للشعوب” (مثلما نـظّـر لذلك كارل ماركس) و بالتالي رفضت الاعتراف بالاسلاميين كفصيل طلابي له تصوراته الخاصة ومنطلقاته الفكرية الاسلامية.

 

فلا غرابة اذن ان شهدت السنوات الجامعية الثلاث  (78-79-80) والتي عُـرفت بسنوات المخاض داخل الحركة الطلابية صراعا فكريا ثقافيا حادا اتخذ مختلف الاشكال من المعلقات الحائطية الى حلقات النقاش, الى الاجتماعات والتجمعات العامة الى الحوارات الثنائية وفي شكل مجموعات صغيرة.

 

الا ان المنعطف الحقيقي في تاريخ الحركة الطلابية حصل عندما سعت الهياكل النقابية المؤقتة الى منع اي مشاركة للاسلاميين في النشاط الجامعي وبالذات خلال انتخابات مجلس الطلبة في كلية الحقوق بتونس التي كانوا يعتبرونها قلعة من قلاعهم التي لا يجوز اختراقها بل والاقتراب منها, ولكن الامور سارت بما لا يشتهون خلال انتخابات عام 1977,

 

شريط الاحداث

 

انطلقت الاحداث يوم الخميس 22 ديسمبر 1977 في المدرج “أ” بكلية الحقوق في المركب الجامعي بتونس عندما حاول الطلبة الاسلاميون اعتلاء منصة المدرج لتقديم برنامجهم الانتخابي في انتخابات ممثلي الطلبة لمجلس الكلية فما كان من عناصر الهياكل النقابية المؤقتة الا ان واجهوهم بسلوك عدواني تمثل في رميهم بالكراسي وانهالوا عليهم بالضرب مستعملين العصي والقضبان الحديدية فحدثت مواجهة غير متكافئة تضرر منها عدة طلبة اسلاميين اصيبوا اصابات مباشرة استوجبت نقل بعضهم الى الاسعاف.

 

وفي الحقيقة لم تكن تلك المرة الاولى التي يتعرض فيها الطلبة الاسلاميون لاعتداءات من قبل “الرفاق الماركسيين” بل كانت القطرة التي افاضت الكاس حيث لم يكن من المحتمل القبول بوضعية “الاستضعاف” التي عمل الماركسييون على فرضها وتكريسها في الساحة الطلابية وجعلها اساسا للتعامل بين الهياكل النقابية المؤقتة ومن يدور في فلكها من ناحية, والتنظيمات الطلابية وجموع الطلبة من ناحية اخرى,

 

وامام هذا السلوك الاقصائي الرافض للتنوع السياسي والفكري والثقافي والنقابي وانطلاقا من قناعة راسخة بان الحرية لا تُـهـدى بل تُـكتسب بالتضحيات والنضالات وان هذا هو قدر اصحاب المبادئ وان طريق الحرية أشواك وجروح وآلام, اتخذ الاسلاميون قرارا تاريخيا بـ “فرض الحرية في الجامعة” مهما كانت التبعات ومهما كانت ردود افعال “الاقصائيين” من انصار ” ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد” ..    

فكانت البداية من خلال تنظيم اجتماع عام بكلية العلوم بتونس صباح يوم الاثنين 26 ديسمبر 1977 والذي مثل اول تحرك سياسي من الحجم الكبير ينظمه الاسلاميون في الجامعة التونسية وقد تم التحضير له بعناية كبيرة رغم تواضع الامكانيات وقلة الخبرة التنظيمية والتجربة الحركية, كان الشعار المركزي للاجتماع العام الدي ضم اكثر من الف طالب : “نريد الحرية في الجامعة كما نريدها في البلاد”.

 

وانطلقت حناجر الحاضرين بالصيحات والشعارات المنددة بمنطق الاقصاء وداعية الى جعل الجامعة فضاء للحرية و الحوار و التعايش بين مختلف التيارات السياسية وبين مختلف الافكار والتصورات وليس فضاء للاحتراب ونفي الاخر وقد غطت اللافتات والمعلقات والملصقات الحائطية كافة جوانب الاجتماع وكان محتواها يؤكد على قيمة الحرية في تطور الجامعة وازدهارها خدمة لقضايا الطلبة والحركة  الطلابية.

 

كما اكد الخطباء الدين تعاقبوا على المنصة  الشرفية على ضرورة القطع مع سلبيات الماضي التي لم ترتق بواقع الجامعة بل زادته تازما وانسدادا في الافاق وبينوا ان القراءات المختلف لازمة التمثيل النقابي وتشرذم الحركة الطلابية لا يبرران منطق رفض الاخر مهما كان الاختلاف معه.

 

لقد كان في هذا الاجتماع رهان حقيقي على ان جماهير الطلبة وخاصة من كان يطلق عليهم بـ”الاغلبية الصامتة” ستتلقى هده الرسالة وتتفاعل معها ايجابيا لتجاوز الواقع المرير الدي تعيشه الجامعة.

 

حاولت الهياكل النقابية المؤقتة بكلية العلوم- وبمختلف الوسائل- افشال الاجتماع العام من خلال محاصرته من كل الجهات بواسطة مجموعات من عناصرها وانصارها وحاولوا حتى الوصول الى المنصة الشرفية بقوة ولكن لجان الحماية حالت دون دلك.

 

وعندما تيقنوا ان الامر جد وانه ليس بمقدورهم افشال الاجتماع عمدوا الى حشد اعداد كبيرة من عناصرهم من مختلف الكليات والمعاهد الى درجة انهم قاموا  بتحويل وجهة العديد من الحافلات المخصصة اصلا لنقل الطلبة نحو اجزاء جامعية اخرى، حولوها باتجاه المركب الجامعي في محاولة يائسة لإجهاض هدا المشروع الوليد الدي طرحه “الاتجاه الاسلامي” والدي يعتبر اكبرتحد يواجهونه منذ مؤتمر قربة 1971

 

وقد تواصل القاء الكلمات اكثر من ساعة ولكن الحشود المعادية تزايدت بشكل كبير فامطرت الحاضرين بالحجارة من كل الجوانب ومن فوق اسطح المدارج والممرات لدلك فضل الاسلاميون انهاء الاجتماع و تنظيم مسيرة سلمية من مكان الاجتماع امام قسم الفيزياء الى الساحة المقابلة للمدرسة الوطنية للمهنسين حيث حصلت مواجهات عنيفة بالحجارة والعصي والقضبان الحديدية سقط فيها العديد من الجرحى كانت اصابات البعض منهم خطيرة…. تواصل الامر كذلك قرابة الساعتين الى حين قرر الاسلاميون الانسحاب من جهة مسجد المركب الجامعي وذلك حفاظا على الطلبة وحتى لا يحصل ما لا يحمد عقباه.

 

ما بعد الاجتماع واليوم المشهود

 

لقد اعقب دلك اليوم المشهود في تاريخ الحركة الطلابية حصول مشادات كثيرة ومناوشات في مختلف الاجزاء الجامعية كان عنوانها البارز سعي الهياكل النقابية المؤقتة الى اجهاض اي محاولة لكسر احتكارها للحياة الجامعية والنشاط الطلابي عموما ولكن ارادة الاسلاميين كانت اقوى واصرارهم على المضي قدما نحو تحقيق الحرية للجميع اشد وهناك شعار كثيرا ما كانوا يرددونه في كتاباتهم وبياناتهم وملصقاتهم وهو :”إن إرادة الشعوب من إرادة الله ، وإرادة الله لا تُـقهر”.

 

لقد جر منطق الاقصاء عبر التاريخ, الكوارث والمآسي على المجتمعات العربية, بداية من اصغر خلية الى اكبر خلية فيه وعطل طاقات كثيرة وأهدر إمكانيات لا تقدر بثمن. فالمجتمعات الحرة كانت دائما مزدهرة ومنطلقة نحو آفاق رحبة ترتقي بالانسان درجات عليا أما التي انعدمت فيها الحرية فقد تكلست فيها العقول وذبُـلت طاقاتها وتلاشت القيم الايجابية فيها… هذا ما اراد الطلبة الاسلاميون ان يبينوه لجماهير الطلبة و ينطلقوا به لإحداث نقلة نوعية في الساحة الجامعية تكون بداية لمرحلة جديدة مشرقة.

 

وكان من نتائج دلك ان شهدت السنة الجامعية (1978-1979) انطلاقا للنشاط النقابي والثقافي والسياسي مند شهر اكتوبر على غير العادة,

 

وأخذت التيارات السياسية التي كانت مقموعة تعبر عن داتها سواء عبر حلقات النقاش او المعلقات الحائطية كما عرفت ساحات الكليات والمعاهد حوارات ونقاشات عديدة ومتنوعة وامكن لجماهير الطلبة التعرف, وللمرة الاولى, على فصائل طلابية كانت ممنوعة من النشاط والتحرك. وقد توزعت هذه الفصائل الطلابية ما بين ماركسية (ماوية, تروتسكية…) وقومية عربية (ناصرية, بعثية…) واسلامية.

 

الاتجاه الاسلامي والابداعات الجديدة

 

لقد ادخل “الاتجاه الاسلامي” اشكالا جديدة من النشاط الثقافي والسياسي مثل التظاهرات الثقافية الضخمة التي كانت تتخللها معارض للكتاب وامسيات موسيقية و مسرحية كما تعددت الفرق الموسيقية التي تؤدي الاغنية الملتزمة وكانت تنتقل بين مختلف الكليات والمعاهد.

 

كانت الجامعة تعيش عرسا بل اعراسا متوصلة لا يكاد يشعر فيها الطالب بهموم الغربة عن الاهل والبلد كما كانت تخفف عنه ضغوط الدراسة وفي نفس الوقت تنمي قدراته العقلية وتشحذ ملكاته الفكرية والسياسية.

 

ومن ناحية اخرى فقد تفاعل “الاتجاه الاسلامي” مع مختلف الاحداث والقضايا الوطنية والعربية والاسلامية والدولية (تنظيمه لمسيرة بالعاصمة منددة بزيارة السادات للقدس, مناصرة قضايا الشغالين, التفاعل مع حركات التحرر في العالم…) كما كان اهتمامه بالقضية الفلسطينية اهتماما خاصا حيث جعل منها “القضية المركزية للحركة الطلابية” وكان حضورها بارزا في كل بياناته وتحركاته… هذا فضلا عن نضاله النقابي داخل الساحة الجامعية لخدمة قضايا جماهير الطلبة سواء كان منها البيداغوجية او المادية.

 

الهوية ورهانات الفصائل الطلابية

 

لم تكن قضية الهوية بمنأى عن الصراعات بين مختلف الفصائل الطلابية بل كانت في الحقيقة في قلب الصراع خاصة وان هده الطاقات الشبابية  تعتبر خزانا للعقول والطاقات والكفاءات المدربة والمبدعة لم تجد متنفسا ولا اطارا خارج اسوار الجامعة تتفق فيها مواهبها وتطرح من خلاله افكارها الفوارة. ولذلك لم تجد ملجا سوى قلعة الحرية التي تمثلها الجامعة للتعبير عن ذاتها.

 

فكانت النقاشات تتراوح ما بين الدعوة الى اعتماد “مذهب الديالكتيكية المادية والتفسير المادي للتاريخ” ومن يدعو الى الوحدة العربية (“شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين”) ومن يدعو للوحدة الاسلامية (“من المحيط الهادر الى المحيط الثائر: اي من مراكش في المغرب الى جاكرتا في اندونيسيا). وكانت الخلفية الايديولوجية والفكرية هي التي تصبغ كل النقاشات سوى كانت ذات طابع سياسي او ثقافي او نقابي.

  وفي الختام

 

ربما لا تدرك الاجيال الجديدة من الطلبة حق الادراك قيمة ومدى التضحيات التي قدمها الرواد الاوائل من قيادات ومناضلي الحركة الطلابية الدين دخل منهم الآلاف الى السجون والمعتقلات بل ان البعض منهم استشهد في ساحات الكليات وخارجها سواء بالرصاص او تحت التعذيب كما ان الآلاف من المناضلين غادروا مقاعد الدراسة سواء بالطرد او بالهجرة, اضطرارا, الى الخارج بسبب المطاردات والملاحقات.

 

 

ولكن نضالاتهم لم تذهب هباءا منثورا ورصيدهم بقي وسيبقى. ومهما مرت او تمر به الحركة الطلابية من فترات خفوت في نشاطها، فان شُـعلة النضال ستبقى مرفوعة شاهدة على اجيال عديدة من المناضلين الشرفاء.

 

(نُـشـر هذا المقال في موقع الزيتونة تي في يوم 25 ديسمبر 2002)


مُـحامون تونسيون يتضامنون مع صحفي أُرغم على الاستقالة

 

أعلن نحو خمسين محاميا تونسيا اليوم “تضامنهم التام” مع الصحفي التونسي الهادي يحمد العامل في أسبوعية “حقائق” المستقلة، والذي أكد أنه أرغم على تقديم استقالته بعد أن نشر مقالا حول الوضع في السجون التونسية.

 

وأكد المحامون في رسالة مفتوحة وجهت إلى مدير المجلة أنه “لا يمكن قيام صحافة حرة بدون ضمان حماية الصحفيين”, وطالبوا بإعادة الصحفي الذي قالوا إنه فصل من عمله بدون شروط مسبقة وفي أقرب وقت.

 

وكانت النيابة العامة قد استدعت في الثالث عشر من الشهر الجاري الصحفي الهادي يحمد (28 عاما) ومدير مجلة “حقائق” الطيب زهار, للاستماع إلى أقوالهما كلا على حدة بشأن مقالات نشرت في اليوم السابق.

 

وقال يحمد إنه استجوب حول مصادره والشهادات التي أدلى بها بعض سجناء الحق العام, بشأن الاختلاط في الزنزانات وسوء المعاملة وعدم العناية بالنظافة وعدم توفير العناية الصحية في السجون. وأكد أنه خير ما بين تقديم استقالته أو البقاء في عمله بدون أن يكتب أو يوقع مقالات، وهو ما اعتبره أمرا غير مقبول لديه.

 

وشدد المحامون الموقعون على الرسالة – ومن بينهم نقيب المحامين ورئيس جمعية المحامين الشبان والعديد من ناشطي حقوق الإنسان- على أن “قيام صحافة حرة شرط أساسي لقيام مجتمع عادل وديمقراطي”.

 

يشار إلى أن هذا الصحفي كتب أيضا عن شروط عمل المحامين والجدل القائم بينهم ووزارة العدل, بشأن المرافعات في القضايا ذات الطابع السياسي على وجه الخصوص.

(المصدر :موقع الجزيرة.نت نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 25 ديسمبر 2002)


تونس تقرر إخضاع النساء للتجنيد الإجباري

أعلنت وزارة الدفاع التونسية أمس الأربعاء أن النساء سيخضعن ابتداء من العام 2003 للتجنيد الإجباري لمدة 12 شهرا تماما مثل الرجال. وأوضح مصدر في وزارة الدفاع أن الوقت حان لتطبيق التجنيد الإجباري للفتيات, وهي فكرة مطروحة منذ الثمانينيات, وقد نضجت منذ ذلك الوقت”. ويلقى القرار تبريره في مشاركة النساء في جميع قطاعات العمل على اختلاف مستوياتها, ووزنهن في الحياة العملي ة في تونس, ما يجعلهن مؤهلات لأداء خدمة العلم. وتابع المصدر أن هذا القرار هو أيضا “تطبيق لمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات” بين التونسيين والتونسيات, وهو مبدأ ينص عليه القانون. وسيتم استدعاء النساء في سن العشرين وما فوق لأداء الخدمة العسكرية في أربع دورات في العام. وكان وزير الدفاع دالي جازي أعلن عن هذا الإجراء -وهو الأول من نوعه في المنطقة- أثناء مناقشة موازنة وزارته للعام المقبل في مجلس النواب. وتستعد ثكنة خاصة تديرها ضابطات لاستقبال أول مجموعة من الفتيات, لمدة وبشروط مماثلة لتجنيد الرجال. ويمكن للمجندات أن يخترن ما بين خدمة عسكرية كاملة لمدة سنة أو لفترة مخفضة تم تخفيض مدتها أخيرا من 25 إلى 15 يوما. وسيتحتم على المجندة إذا اختارت الصيغة الثانية تسديد قسم من مرتبها لمدة 11 شهرا لصندوق الخدمة الوطنية التونسية. وأوضح المصدر في وزارة الدفاع أن “هذا الخيار الأخير سيناسب على الأرجح القسم الأكبر من مجموع المجندات”. وشاركت ضابطات للمرة الأولى ولو بأعداد أقل من زملائهن الذكور في “المناورة الكبرى” السنوية للجيوش الثلاثة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في تونس. ويسعى معظم الشبان في تونس إلى تجنب الخدمة العسكرية. وتشير تقديرات وزارة الدفاع إلى أن الجيش لا يستقبل حاليا سوى 25 إلى 30% من الشبان الذين هم في سن الخدمة. ولمعالجة هذه المسألة, يتم النظر في مشروع لتعديل قانون الخدمة العسكرية, يهدف إلى حث الشبان والشابات على إتمام “واجبهم المقدس” بحسب المصدر ذاته. وأفادت التونسيات من سياسة مؤاتية لتحرير المرأة تنتهجها البلاد منذ العام 1956 من أجل تسجيل حضور كثيف في سوق العمل. وتمارس بعضهن وظائف مخصصة تقليديا للرجال. كما يشاركن منذ العام 1960 في قوات الشرطة والدرك. (المصدر :موقع الجزيرة نت نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 26 ديسمبر 2002)

http://www.aljazeera.net/news/arabic/2002/12/12-26-3.htm


La presse aux ordres reprend son acharnement contre le Dr Sahbi El-Amri

Al-Shourouq, quotient tunisien “indépendant” (lire l’inverse) de langue arabe, revient sur les élections du Conseil de l’Ordre des Médecins de Tunisie. Le journaliste au pseudonyme de N. Ben Ahmed (!) titre: “Battu aux élections du Conseil de l’Ordre: Un Médecin tunisien attaque ses collègues avec haine sur internet”. L’article est paru dans l’édition d’hier, mercredi 25 décembre 2002, à la page 15, et le Dr Sahbi El-Amri a eu la gentillesse de le transcrire et de l’envoyer depuis Tunis. Le pseudonyme de Al-Shourouq a repris dans un premier temps les analyses du Dr de Dahmani, sur l’éthique médicale souffrante sous la Dictature, sans pour autant reprendre les révélations sur l’implication de certains médecins dans le crime abject de Torture. Pour les réfuter en se basant sur le simple fait que les Médecins tunisiens ont tranché en donnant un très faible score à leur collègue dissident. “Si nous résumons ici ses dires, c’est pour le tourner en dérision (sic) devant ses collègues et devant l’opinion publique, lorsque tous vont comprendre la nature de la publicité qu’il est en train de faire à son pays et à ses collègues à l’étranger, en publiant et en traduisant de tels mensonges”. On ne peut faire mieux pour un journaliste de service qui ne sait qu’utiliser un pseudonyme à la limite de l’anonymat, dire que la peur a changé de camp… Le pseudonyme de Al-Shourouq oublie un détail important: le taux de participation dans ses élections, situé à 07,777 pour cent. Le régime ayant réusi à dégouter un secteur entier et à vider ses élections de tout enjeu. Même le président sortant, le Pr Mondher Chaabouni, renonce à se présenter, une première qui dit beaucoup de choses. On est loin de l’euphorie des années 55 après l’arrivée du premier Médecin tunisien à la tête du Conseil de l’Ordre, feu Dr Mahmoud Matri, figure historique de la résistance tunisienne à l’occupation française et un des leade rs les plus incontestés du mouvement national. On est loin de l’époque du Dr Hachemi Ayari, figure emblématique du mouvement tunisien des Droits de l’Homme, président du Croissant Rouge Tunisien, président d’honneur du Conseil National pour les Libertés en Tunisie (CNLT), qui a donné son nom au célèbre et seul prix indépendant des Droits de l’Homme dans le Monde Arabe: Le Prix Hachemi Ayari pour les Droits de l’Homme. On est loin de l’apport majeur des Dr Mustapha Ben Jaafar et Moncef Marzouki dans l’encrage des Médecins et de la Médecine dans la défense quotidienne des droits de la personne et dans la vie de la cité. Les Médecins restent attachés aux valeurs humanistes qui sont le fondement même de la Médecine, malgrè l’inféodation de leur Conseil de l’Ordre. Certains donnent de leur vie pour l’honneur de la Médecine, Dr Ahmed Labyadh, Dr Lamine Zidi et Dr Jalel Mabrouk, pour ne citer qu’eux, sont en isolement pénitentier total depuis plus de 10 ans. Abdellati f Makki est inerdit de finir ses stages d’Internat, après avoir purgé une peine de plus de 11 ans de prison dans un procès politique. Dans leur malheur, ils donnent ses lettres de noblesse à la Médecine tunisienne. A l’image de leurs aïeux qui ont connu le régime concentrationnaire de l’occupation française, ils gardent la dignité, la leur et celle de leur peuple. Abdel Wahab HANI Paris, le 26 décembre 2002


L’Audace de Tunisie du mois de janvier vient d’être mis sur le Marché

   C’est avec quelques jours d’avance que Slim Bagga lance le numéro 95 de l’Audace de Tunisie, le premier de l’année 2003. On y trouve, les rubriques habituelles de Corrpution, les infos les plus brulantes sur la vie du palais-bunker de Carthage et la plume déchaînée du journaliste le plus célèbre de la dissidence tunisienne. Trois dossiers attirent l’attention: -Suite aux révélations de l’Audace de Tunisie et du Matin d’Alger, sur “le plan de Leila Trabelsi pour isoler Ben Ali”, le patron des patrons tunisiens, Hédi Jilani, s’est fait tabassé en plein Tunis. Allié par alliance matrimoniale aux Trabelsi et aux Ben Ali, le magnat a réussi à faire le grand écart entre les deux familles régnantes en mariant ses deux filles. L’une d’elles a pleuré le soir de son mariage et les mauvaises langues disent qu’elle a pris la fuite à l’étranger avant d’être ramenée et mariée de force par les forces de l’ordre de son beau père de président. -Les To nton-Macoute ont semé la terreur sur Tunis, le vendredi 13 décembre 2002. L’Audace de Tunisie revient sur les agressions et les crimes du régime, on y trouve les photos des victimes, de Ahmed Manaï et Mondher Sfar en plein Paris, à Sihem Ben Sédrine et Sahbi El-Amri à Tunis, en passant par feu Ali Saïdi membre d’un cabinet ministériel, liquidé il y a bientôt un an. Selon le vieil adage des joueurs de loto: si le 13 tombe un vendredi cela porte bonheur pour le jeu. Une psychologie de comptoir de café anime toujours l’actuel locataire du Palais de Carthage. Le pauvre type confond toujours jeu politique et jeu de “tigres noirs contre robes noires”. -Lettre ouverte à nos amis occidentaux par Moncef Marzouki. Les interpellations du président du CPR arrivent au bon moment, quand les puissances occidentales affichent de plus en plus leur soutien aux dictatures corrompues, dont celle qui écrase les Tunisiens. Lisez l’Audace de Tunisie martèle son Directeur, elle est dans les kiosques parisiens et déjà mise-en-ligne: “Des infos explosives et un magazine d’opposition” dit le vieux sage tunisien venu la chercher en cachette sur les Champs Elysées. http://www.laudace.fr
Bonne lecture et que la lutte continue Abdel Wahab HANI Paris, le 26 décembre 2002

 

Adoption par l’ONU du FMS: satisfaction de Tunis

 
 jeudi 26 décembre 2002, 18h55

TUNIS (AP) – La Tunisie a exprimé jeudi sa satisfaction au lendemain de l’adoption par l’Assemblée générale des Nations unies de la résolution créant un Fonds mondial de solidarité (FMS), un projet d’inspiration tunisienne visant à lutter contre la pauvreté dans les régions les plus démunies, notamment en Afrique et à promouvoir le développement humain dans les zones ciblées.

Lors d’une conférence de presse, le ministre tunisien des Affaires étrangères, Habib Ben Yahia, s’est félicité du “consensus international” dont a bénéficié le projet tunisien adopté “à l’unanimité” des membres de l’Assemblée générale. Cette initiative avait été présentée par le président Zine El Abidine Ben Ali lors du sommet du Millénaire à New York en septembre 2000.

Selon des chiffres officiels, le taux de pauvreté en Tunisie a été ramené de 11,6% à 4,2% depuis la création du “fonds de solidarité nationale” il y a dix ans.

Le FMS sera financé par des contributions volontaires d’organismes et de personnes intéressés par le projet de par le monde et géré par le Programme des Nations Unies pour le développement (PNUD) dans le cadre d’une “transparence totale”, a précisé M. Ben Yahia.

Le chef de la diplomatie tunisienne a fait valoir que ce projet représente fondamentalement “une contribution à la lutte contre l’extrêmisme et le terrorisme”, dans la mesure où, a-t-il plaidé, “cette maladie prend sa source dans la pauvreté et le dénuement qui menacent la paix, la sécurité et la stabilité dans le monde”.

Après les attentats du 11 septembre 2001, “le monde entier a pris conscience que le fléau du terrorisme ne peut être éradiqué que dans un cadre international”, a encore soutenu le ministre tunisien qui a réitéré l’appel de son pays à la tenue d’une conférence internationale sur la lutte contre le terrorisme en vue d’adopter un “code de conduite” engageant tous les pays. AP

 

 

FLASH INFOS
 

Les banques votent pour l’immobilier

Valeur refuge, «la pierre» est actuellement chouchoutée par les banques. Tous les secteurs économiques ont vu les engagements du secteur bancaire dans le financement de leurs investissements «chuter» sauf l’immobilier.   Mieux encore, c’est le seul secteur qui voit les interventions du secteur bancaire enregistrer des hausses à tous les niveaux. A celui des approbations tout d’abord, où selon les statistiques de l’association professionnelle tunisienne des banques et établissements financiers, pour le premier semestre de 2002, leur montant atteint les 370 millions de dinars sur un total, tous secteurs confondus, de 875 millions de dinars soit en pourcentage 42% du total des approbations consenties à l’économie tunisienne.   Encore mieux pour les engagements qui ont été de 358 millions de dinars sur un total de 768 millions de dinars soit un pourcen tage de 46%.   (Source : le Quotidien du 26 décembre 2002, d’après le portail Babelweb)    

Coopération technologique avec l’UE

Une Journée d’information sur les opportunités de coopération scientifique et technologique avec l’Union européenne dans le cadre du 6ème Programme Cadre de Recherche Développement aura lieu le vendredi 27 décembre 2002 à l’Institut National des Sciences Appliquées de Tunis, à partir de 9h00 du matin.   Cette journée sera présidée par M. Sadok Korbi, Secrétaire d’Etat auprès du ministre de l’Enseignement Supérieur, de la Recherche Scientifique et de la Technologie, chargé de la Recherche Scientifique et de la Technologie et à laquelle assistera M. José Roman Leon Lora, chargé d’Affaires à la délégation de l’Union européenne en Tunisie.   (Source : le Quotidien du 26 décembre 2002, d’après le portail Babe lweb)  

Le chiffre du jour : 5

Cinq parmi les huit principaux fournisseurs du marché européen(détenant 69% de ce marché) des faisceaux de câbles opèrent depuis la Tunisie.   Ce secteur industriel est devenu depuis quelques années une activité stratégique pour notre pays.   La Tunisie figure, en effet, parmi les 10 premiers fournisseurs de l’Union européenne en faisceaux de câbles pour automobiles en équipant de grands constructeurs tels que Audi, Volkswagen, Mercedes, Peugeot et Fiat.   (Source : le Quotidien du 26 décembre 2002, d’après le portail Babelweb)  

Zaghouan à l’heure des faisceaux de câbles

La fabrication de faisceaux de câbles qui est devenue une activité «phare» de l’industrie tunisienne a investi de nouvelles régions.   Après Ben Arous, Bizerte et Sousse, de nouvelle s sociétés tunisiennes et étrangères se sont dirigées vers d’autres gouvernorats et notamment Zaghouan.   Sous l’impulsion d’investisseurs italiens, deux nouveaux projets viennent d’être lancés dans cette région. Le premier sera créé par la société GECAT dont le promoteur est M. Mario Torchio avec un investissement de 5 millions de dinars et 250. emplois.   Le second est l’oeuvre de M. Ahmed Abrougui, qui avec d’autres investisseurs italiens est en train de réaliser une usine qui coûtera plus de 1,5 million de dinars et offrira 55 emplois.   (Source : le Quotidien du 26 décembre 2002, d’après le portail Babelweb)

Hammamet, nouvel Hollywood ?

 Anna Borrel  C’est le premier projet du genre en Tunisie : 10 hectares consacrés au cinéma, en amont de la station balnéaire d’Hammamet. Des studios de cinéma de haut standing qui devraient drainer une activité intense, sortis de terre par la société du producteur tunisien Tarak Ben Ammar et du chef du gouvernement italien Silvio Berlusconi.  26/12/02 : Une cité romaine du temps de l’Empire reconstituée maison par maison, brique par brique, pavé par pavé. Le Sénat romain plus vrai que nature… Voilà les premières réalisations des nouveaux studios de cinéma construits à Hammamet par le producteur tunisien Tarak Ben Ammar, en association avec le chef du gouvernement italien Silvio Berlusconi. On y tourne en ce moment une série télévisée en douze épisodes sur les grands empereurs de Rome. Charlotte Rampling et Peter O’Toole font partie du casting des deux premiers films. ” C’est un projet grandiose dont nous sommes fiers e t que soutenons totalement “, assure-t-on au ministère de la Culture tunisien. ” Le ministre s’est rendu samedi dernier sur les lieux du tournage pour voir l’avancement des travaux. Il avait lui-même inauguré l’emplacement il y a un an. ” Les studios sont sortis de terre en 8 mois, un temps record dû à la présence d’équipes permanentes sur le site. ” Et ce n’est pas fini ! La dizaine d’hectares allouée aux studios n’est pas encore complètement occupée “, explique le ministère de la Culture. Haut standing Ce projet gigantesque est le premier du genre en Tunisie. Il se trouve en amont de la station balnéaire d’Hammamet (60 km de Tunis), une zone très touristique, et son coût est estimé à 12 millions de dollars. Quinta Communications (société de production et de distribution cinématographique créée en 1989 par Silvio Berlusconi et Tarak Ben Ammar) s’est associée à la société italienne Luxe Vide pour la construction et la gestion de six studios de tournage de hau t standing. Malgré une région déjà prospère, les autorités tunisiennes espèrent des retombées économiques importantes, notamment en ce qui concerne les domaines de l’emploi et de l’entrée de devises. Originaire de Tunis, Tarak Ben Ammar a 53 ans. Ami de Berlusconi, de Rupert Murdoch et du Prince saoudien Al Walid, il a produit une cinquantaire de films, travaillant avec des réalisateurs comme Roman Polanski, Robert Redford, Franco Zefirelli ou Brian De Palma (Femme fatale en 2002). Il a commencé sa carrière en offrant des services de production en Tunisie pour des films tels que La guerre des étoiles (en 1975). C’est à lui que la Tunisie doit l’ouverture des premiers studios cinématographiques du pays. Aujourd’hui, elle lui doit aussi l’ouverture des plus grands. (source : Le site Afrik.com)
 

Tunisia sees $352 mln privatisation receipts 2002

  TUNIS, Dec 25 (Reuters) – Tunisian privatisations are expected to yield the state treasury around 475 million dinars ($352.1 million) this year against 130 million dinars in 2001, a government official said on Wednesday.   “We expect privatisation proceeds this year mainly from the sale earlier this year of the GSM mobile phone licence,” said the official, who declined to be named.   Tunisia raised $227 million in May after selling a second GSM mobile phone licence for $454 million to Egypt’s Orascom Telecom . The remaining instalment is due to be paid on September 30, 2004.   The official said four companies were sold this year compared with 12 firms last year.   Tunisia’s government has selected 26 companies this year, including five concessions, for privatisation through international tenders.   The official said the list would be updated and published in January. He was unable to give a forecast for 2003 privatisation receipts.   Tunisia launched the privatisation of state-owned firms in 1987. It has totally or partially privatised so far around 160 companies with total receipts of some 1.98 billion dinars.    ($1=1.349 Tunisian Dinars)   REUTERS

 

Maghreb: la tenue d’un sommet à l’ordre du jour du prochain conseil des ministres de l’UMA

 

jeudi 26 décembre 2002, 16h54
 

TUNIS (AP) – Le conseil des ministres de l’Union du Maghreb arabe (UMA) prévu le 3 janvier prochain à Alger se penchera sur l’éventualité de la tenue d’un sommet maghrébin, a déclaré jeudi le ministre tunisien des Affaires étrangères, Habib Ben Yahya. Selon lui, le conseil devra “définir les prochaines échéances maghrébines, y compris la tenue du sommet, je l’espère”.

Un sommet qui devait avoir lieu en juin dernier dans la capitale algérienne avait capoté à la dernière minute et été reporté sine die suite à l’annonce de la non participation du roi Mohammed VI du Maroc. La dernière réunion des chefs d’Etat maghrébins remonte à 1994, alors que le sommet devrait être annuel, selon la charte de l’UMA.

Créée en 1989 par l’Algérie, la Libye, le Maroc, la Mauritanie et l’Algérie, l’UMA a vu ses activités pratiquement gelées depuis 1995, essentiellement en raison du différend opposant Rabat et Alger au sujet du Sahara-Occidental.

Cette ancienne colonie espagnole est revendiquée à la fois par le Maroc et le front Polisario, soutenu par l’Algérie. La question du Sahara-Occidental est à l’origine de la tension qui marque les relations algéro-marocaines depuis près de 25 ans.

Le journal “Tunis-Hebdo” a fait état dernièrement de “signes de décrispation” des relations algéro-marocaines et “d’indices” donnant à penser qu’un sommet entre le président algérien Abdelaziz Bouteflika et le roi Mohammed VI pourrait avoir lieu en janvier prochain. AP

bb/mw

 

 

(المقال التالي نُـشر بجريدة “الشروق” التونسية بتاريخ 25/12/2002 صفحة 15، نقلها لقراء تونس نيوز مشكورا: الدكتور الصحبي العمري)

سقط  في انتخابات العمادة :

طبيب تونسي يهاجم زملاءه بحقد على “الانترنيت”

 

بقلم : ن.بن أحمد

 

باحت عملية توزيع المسؤوليات في المجلس الوطني لعمادة الأطباء عن اسم العميد الجديد وأعضاءه، لتنهي فصولا من التشويق تواصلت منذ يوم 14 ديسمبر. وقد حظي هذا الحدث في حينه باهتمام الاعلام ومختلف مكونات المجتمع المدني والرأي العام الوطني، نظرا للدور الموكول لعمادة الأطباء وللرسالة النبيلة والانسانية التي يؤديها الطبيب مهما كان اختصاصه وموقعه.

 

وقد لفت انتباه عديد المتتبعين لهذا الحدث مقال نشر على شبكة الانترنيت “للدكتور الصحبي العمري” لا يمكن الا أن يثير الاستغراب والاستياء وربما الشعور بالشفقة على الموضوعية التي صارت عرضة لكل من هب ودب.

 

وبكل صراحة فإن ما تضمنه المقال يثير القرف لما فيه من أبشع النعوت والأوصاف والاتهامات الخطيرة التي وجهها صاحب المقال إلى جمع من زملائه من الأطباء وإلى الهيكل الذي يمثلهم مجلس العمادة وقد صيغت التهجمات بشكل مجاني وعلى منهج السب واطلاق النعوت دون تحليل أو تبرير هذه الشتائم لأنها في الحقيقة تفتقد إلى الحجج والبراهين وتتنزل بذل منزلة تتنافى مع أخلاقيات المهنة الطبية ومنهجية الطبيب التي تقوم على حسن التشخيص على المنطق والحجة والأسلوب العلمي لا التخفي خلف جهاز كمبيوتر واطلاق الشتائم كيف ما اتفق..

 

وهي في الواقع نعوت وشتائم يندى لها الجبين لمجرد التفكير فيها لأنها تمس من شرف العمادة وبالتالي من شرف الأطباء والغريب أن صاحب المقال اختار عنوان “نداء من أجل اعادة الوعي لغرض المصالحة مع المحيط الاجتماعي والمهني الطبي لصون كرامته المهنية والتغلب على الميل نحو السلبية في العمل الجمعياتي لغالبية زملائنا”!!

 

وانطلاقا من هذا النداء يخلص كاتب المقال إلى سرد اتهاماته والتي تتمثل بصفة خاصة فيما يلي :

– عدم استقلالية عمادة الأطباء.

– ادعاء وجود ضحايا لما يسميه بـ”الارهاب الصحي”!

– اعتبار تعرض المواطن التونسي ولو لمرض بسيط معضلة عائلية على المستويين الاخلاقي والمادي، وهذا يمثل أزمة حقيقية وعميقة للمهنة الطبية على حد زعم صاحب المقال الذي تجاهل الاصلاحات الصحية والمفاوضات الجارية بكل شفافية حول التأمين على المرض وغيرها…

– سلبية الطبيب في المشاركة في اتخاذ القرارات أدت إلى تهميشه وتطويعه بسهولة لأغراض خارجة عن أخلاقيات المهنة.

– تدليس تقارير التشريح وشهادات الوفاة.

– تحول عديد الأطباء إلى متعطشين للمال والسلطة.

– دعوة إلى انقاذ شرف وكرامة المهنة الطبية.

– الاشارة إلى ما يسميه بـ”المافيا الطبية والمالية”.

 

ولئن نلخص اتهاماته فحتى نضعه مسخرة أمام زملائه وأمام الرأي العام حين يدرك الجميع طبيعة الدعاية التي يقوم بها هذا الدكتور لزملائه وبلاده بنشر مثل هذه الأكاذيب وترجمتها حتى يعطي صورة سيئة عن بلده ومهنته في الخارج.

 

والمتأمل في هذه الاتهامات يدرك حجم خطرها ومدى نيلها من شرف الأطباء وشرف المهنة وهي كذلك تعطي انطباعا للقارئ بأننا نعيش في عصور جاهلية خارج الاخلاق والدين والقانون واحترام الآخر. وبقطع النظر عن حق الأطباء وعمادتهم في الرد على هذه الاتهامات والذود عن شرف وأخلاقيات مهنتهم، كان من المفروض ان يختلي “الدكتور العمري” بضميره ويقرأ ما كتبه ويتساءل من تخدم مثل هذه المقالات ؟ ولمصلحة من بث مثل هذه الصورة المشوهة عن تونس أو عن زملائه ومهنته إن كان وطنه قد هان عليه بهذا الشكل!

 

والحقيقة أن ما كتبه هذا “الدكتور” لا يعدو أن يكون حلقة من مسلسل أبطاله البعض من محترفي العمل في الظلام اختصوا في النيل من سمعة تونس واعطاء الفرص للتدخل في شؤونها.

 

ولكن لهذا الوطن أبناء يحمونه، وليس أدل على ذلك من الطريقة التي قال بها الأطباء كلمتهم في “الدكتور الصحبي العمري” الذي حاول عبثا تلميع صورته بمناسبة انتخابات عمادة الأطباء قبل أيام، لكنه سقط بالضربة الديمقراطية القاضية وعرف حجم اشعاعه ومكانته التي لا تحددها مقالات وراء مكتب وكمبيوتر، وانما يحددها العمل على ما ينفع الناس.

 

وقد اتضح ان الطبيب التونسي يتميز بوعي كامل بقداسة مهنته، وفي عدد الأصوات الضئيل الذي ناله “الدكتور العمري” مقياس حقيقي للمصداقية.


 

المغرب والبحرين تضعان حدا لاحتكار الدولة

للبث الإذاعي والتلفزيوني… أما عن تونس.. فلا تسل!

 

الحكومة المغربية تدرس اليوم إصدار مرسوم إنهاء احتكار الدولة للمجال المسموع والمرئي

الرباط:«الشرق الأوسط»

أكدت مصادر رسمية في الرباط ان الحكومة المغربية ستدرس اليوم في اجتماعها الأسبوعي برئاسة إدريس جطو الوزير الأول تدابير اقتصادية واجتماعية، كما يبحث مجلس الحكومة مشاريع نصوص قانونية تتعلق بتنظيم الانتخابات البلدية والقروية المزمع تنظيمها منتصف العام المقبل، إضافة لمرسوم يتعلق بإنهاء احتكار الدولة في المجال المسموع والمرئي.

وأكد بيان صادر عن الوزارة الاولى المغربية أن المجلس سيدرس مشاريع قوانين تتعلق باختصاصات وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في عدد من أقاليم ومحافظات البلاد، ومرسوم القانون المتعلق بإحداث المنطقة الخاصة للتنمية طنجة ـ البحر الأبيض المتوسط، ومرسوم القانون المتعلق

بإنهاء احتكار الدولة في ميدان البث الإذاعي والتلفزيوني.

وأوضح البيان ان مجلس الحكومة سيبحث أربعة مشاريع قوانين ترتبط بإعداد الانتخابات البلدية والقروية وتعديل بنود من قانون الأحوال الشخصية المتعلقة بتحديد سن الرشد القانوني وذلك لملاءمتهما تطبيقا لقرار الملك محمد السادس القاضي بتحديد سن الانتخاب بـ18 سنة.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 26 ديسمبر 2002)


البحرين: تأسيس أول محطة فضائية تلفزيونية وإذاعية خاصة

المنامة: «الشرق الأوسط» والوكالات

اعلن في البحرين امس عن انشاء أول محطة فضائية تلفزيونية واذاعية خاصة. وجاء الاعلان عن اطلاق القناة الجديدة بعدما وضع رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة امس حجر الاساس لمشروع «مرفأ البحرين المالي»، الذي يشكل مجمعا استثماريا وماليا وتجاريا ينفذه بيت التمويل الخليجي بكلفة مليار دولار. وقال الشيخ خليفة ان المشروع الذي يقام على مساحة تبلغ 203 آلاف متر مربع وسيتكون من برجين وقاعة لسوق رأسمالية وسوق تجزئة مالية بالاضافة الى تجمعات سكنية ومطاعم وتسهيلات بحرية، سيساعد على جذب الاستثمارات العربية والاجنبية الى الدولة.

 

وسيضم المرفأ الذي سيحل محل الميناء الرئيسي الوحيد والقديم في العاصمة المنامة، الشركات الاستثمارية والمصارف وشركات التأمين. وقال عصام يوسف جفالي رئيس مجلس ادارة شركة مرفأ البحرين المالي ان مرفأ البحرين المالي سيكون أول الشركات الاستثمارية في البحرين التي تحصل على موافقة وزارة الاعلام للبدء في انشاء مؤسسة اعلامية شاملة مختصة في مجال المال والأعمال والاقتصاد والاستثمار مشتملة على محطة تلفزيونية فضائية واذاعية ودار للنشر مقرها «بيت المرفأ».

 

من جانبه قال وزير الاعلام البحريني نبيل بن يعقوب الحمر ان الموافقة على انشاء أول محطة فضائية خاصة في البحرين تأتي ادراكا بأهمية دور وسائل الاعلام في عملية التنمية الوطنية وحق المؤسسات الكبيرة والقادرة على المشاركة في وسائل الاعلام.

 

واوضح في تصريح لوكالة أنباء البحرين ان الشراكة في المسؤولية بين القطاعين الخاص والعام «ستدعم دور الاعلام الوطني المستنير القادر على الارتقاء بالعمل الاعلامي المطلوب في عهد الاصلاح والتحديث حيث تعمل الدولة على تكريسه وهي تخطط لسياسة اعلامية عصرية واعية».

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 26 ديسمبر 2002)

 


 

مقالات مختارة

 

في الثقافة اليونانية – النموذجان الفلسفي والعلمي في نهضة الأمم

 

بقلم: هشام جعيط (*)

قرأت هذه الصائفة تشرفاً وترفيهاً عديد الكتب عن الحضارة اليونانية والثقافة اليونانية أو كتباً ألفها اليونان القدامي أنفسهم أو أعدت قراءتها. واذ يدخل التراث اليوناني في الثقافة الغربية بقوة، فقد يعد في جوانبه الفلسفية والعلمية جزءاً مهماً من التراث العربي وليس أبداً بغريب عنه مثلما كانت الحال عليه في الصين.

كل شيء شيّق في ما يخص اليونان القدامي وليست فقط آثارهم الفكرية والأدبية والفنية. فتاريخهم ــ وقد انكب عليه الغربيون ــ مهم جداً لانهم ابدعوا شكلاً ما من الديمقراطية، كان مخالفاً للمثال الامبراطوري الرائج في الشرق، في مصر والعراق ومن بعد لدي الفرس، وقد انتقل هذا النمط السياسي إلي روما في الفترة الجمهورية.

ولم يكن اليونانيون، تاريخياً، منحصرين في شبه الجزيرة الاغريقية بل امتدوا علي كامل حوض المتوسط، من الساحل الغربي لتركيا الحالية وهو منطقة (ايونيا) بالمعني المضبوط (من هنا كلمة يونان) إلي صقلية التي صارت مركزاً عظيماً للوجود الاغريقي ومهداً للفلسفة والعلم.

لماذا هذه الاتساعية، خصوصاً انها لم تكن نابعة عن غزوات من دول ترابية موحدة وغازية؟

ذلك ان كل مدينة كانت تسمح لمن شاء من أبنائها أن يسيحوا في الأرض وأن يؤسسوا مدينة ــ بنتا، مستعمرة مستقلة أكثر فأكثر عن المدينة ــ الأم، لضيق المجال في بلاد اليونان وتكاثر السكان والبحث عن سبل العيش الافضل. وهكذا كونوا العديد من المستعمرات من مثل (سيراقوزا) و(اغريجانتي) و(مرسيليا) و(سيران) في شرق ليبيا اليوم، والعدد لا يكاد يُحصي علي ضفاف المتوسط.

وهكذا وجد في القرن الخامس قبل المسيح عالم يوناني بأكمله مشتت إلي مدن لكنه موحد في اللغة والانتماء والتراث والمعتقدات الدينية، وهو ممتد افقياً علي فضاء متسع. وحقيقة الأمر انّ هذه الثنائية في ما بين التشتت والتوحد موجودة حتي في البلاد الأم، شبه الجزيرة الاغريقية، وليس فقط بمفعول الهجرة والتعمير. ففي كل منطقة ولو صغيرة توجد مدينة آهلة محاطة باقليم يتبعها أو ريف آهل أيضاً ومعد للزراعة، وكل مَن ينتمي إلي المدينة أو محيطها معتبر مواطناً، (أثيني) أو (سبارتي)، أو من (كورينتيا) وغيرها من المدن ــ الدول.

 

فلكل منها مؤسساتها وقد تطورت من الملوكية الي الاستبدادية الفردية إلي الديمقراطية المقامة علي المواطنين من أبناء البلد فقط، وليس علي الاجانب الآتين من مدن أخري ولو يونانية، ولا علي العبيد. وبالتالي فالمدينة لا تعني فقط كائناً معمارياً مهيكلاً، بل لها وجود سياسي واجتماعي وشخصية، فهي دولة حقيقية. انما ازاء هذا التشتت، أوجدوا مؤسسات مشتركة دينية في الأساس كمثل الألعاب الأولمبية الرياضية وهي في الأصل ذات صيغة دينية، وتطورت مع الابقاء علي بعض العناصر المتأتية من الدين.

 

بصفة عام، هذا العنصر الأخير أساسي في تكوين وأعين بالوحدة، ثم تأتي اللغة والكتابة والتراث الشعري والميثولوجي والملحمي المشترك، ولعلّ الدفاع ضد محاولة الفرس اخضاعهم ونجاح اليونان علي الاقل في شبه الجزيرة، في الحفاظ علي استقلالهم، أعطاهم شعوراً بالاعتزاز كما قوّي من الشعور بوحدة المصير.

كل هذا معروف في خطوطه العامة. ما هو غير رائج في الوعي العام ان اليونانين شهدوا حرباً أهلية ضروساً في آخر القرن الخامس الكلاسيكي دامت قرب ربع القرن ودخلت فيها تقريباً كل الدول ــ المدن من ايونيا إلي صقلية ودمرت فيها هذه الحضارة ذاتها بذاتها. فغلبت (اثينا) علي أمرها من طرف (سبارتا) وحلفائها. هذه الحرب التي قد لا تهمنا في تفاصيلها نعرفها بكامل الدقة من خلال كتاب مؤرخ عبقري هو (توسيديد) الذي كان جنرالاً معزولاً قبل أن ينجز عمله، وهو الذي أسس الكتابة التاريخية في دقتها وعقلانيتها ومنطقها.

وبالتالي فـ(توسيديد) مشهور أكثر من الحرب التي حلّلها ووصفها، علي ان هذه الفتنة أنهكت القوي الهللينية الي حد أن سيطرت علي هذه الرقعة قوة جديدة أنشأها برابرة من الشمال، في مقدونيا، لكن كانت متأثرة بالحضارة اليونانية وأرادت أن تتماهي معها. فالاسكندر كان مقدونياً لكنه ذو منشأ يوناني. وهو الذي بسط بغزواته الكبري المعروفة اللغة والثقافة اليونانية: علي مصر، والشام، وفلسطين، والعراق، وايران، وحتي أفغانستان والهند.

 

وهكذا دخلت اللغة اليونانية الشرق الأدني المعرّب الآن، وصارت النخبة بمصر والشام تتكلم باليونانية وتتمادي في البحث الفلسفي والعلمي علي النموذج اليوناني. فعوّضت الاسكندرية أثينا كمعقل للثقافة. وحتي عندما راجت المسيحية بهذه البقاع، كانت الآثار الدينية تكتب باليونانية. فالعهد القديم ترجم إلي اليونانية وباتت هذه الترجمة هي المعتمدة لدي الكنيسة، كما ان الاناجيل كتبت مباشرة باليونانية.

نحن نظن ان اليونان هي شبه الجزيرة الحالية والكثير لا يعرف ان الشرق كلّه صار ذا ثقافة يونانية، والكثير أيضاً من غير العلماء يظن ان العطاء اليوناني يتقمص في سقراط وافلاطون وأرسطو وبعض الآخرين. علي انه في الحقيقة امتد زمنياً علي ألف سنة أو أكثر، من القرن الثامن قبل المسيح إلي القرن الرابع أو الخامس بعده. ولئن انتشر في روما بقوة فقد انتشر أيضاً بقوة في الشرق العربي الآن وحتي في العراق وفارس.

 

وهكذا نفهم كيف قامت عملية الترجمة أيام المأمون ولماذا تأتت من بلاد الشام وجنوب فارس: المسيحية مدّدت في عمر اللغة اليونانية وبالتالي كان السريان من المثقفين يعرفونها، وبلاد فارس احتضنت عدداً من العلماء في الطب والهندسة لما أغلق (جوستينيابنس) مدارس اثينا فأطفأ جذوة الفلسفة والعلم: هكذا تكونت مدرسة جنديسابور. وهذه الترجمة لم تتوقف في القرن التاسع الميلادي بل تمادت إلي حد ان البيروني (القرن العاشر الميلادي/ الرابع الهجري) كان يستشهد في (كتاب الهند) بعدد هائل من الحكماء والعلماء اليونان، من (افلاطون) إلي (أرسطو) إلي (بروكلوس) إلي (ايزوقراطس) إلي (بورفيرس) وغيرهم كثير. وكان قد قرأ بدقة (التيماوس) و(الفيدون) لافلاطون كما كان يعرف الفلكيون والجغرافيون.

ولا ندري هل كان يحسن اليونانية، فهو رجل قد تعلم السانسكريتية وقرأ في كتبها، علي ان الفلاسفة أخذوا عن ترجمات السريان إلي العربية، لكن شخصاً مثل (ابن رشد) كان يصحّح هذه الترجمة عندما لا تتماشي مع منطق الخطاب الفلسفي الارسطي من دون معرفة باللغة، وتبيّن ان فهمه كان هو الصواب.

وهكذا فتراثنا له علاقة وطيدة بالآثار اليونانية في الفلسفة والطب والهندسة طوال القرون الكلاسيكية، من القرن الثالث إلي أواخر القرن السادس. وهذه الآثار العلمية اذ تقبلها المسلمون تعني انها تتجه إلي عقل كل انسان، وهكذا تقبلتها اوروبا عن طريق العرب في الأول ثم مباشرة في عصر النهضة وما بعده.

 

والنتاج اليوناني لا يعني الفلسفة الكلاسيكية فحسب أي الافلاطونية والارسطية والافلاطونية الجديدة بل أكثر فأكثر مفهوم العلم والمعرفة كما خطط له فيزيائيو ما قبل سقراط مثل (تاليس) و(أناكسيمندرس) وهم الذين ابتدعوا مفهوم الطبيعة وبحثوا في تركيبة الكون والمادة، وقد أخذ عنهم أرسطو. وهكذا اتسمت الفلسفة وكذلك العلم المادي بفلسفة الطبيعة في القرن السابع عشر، عصر (غاليليو) و(نيوتن).

 

فالعلم ليس بميتافيزيقا علي منوال افلاطون وأرسطو بل هو مقام علي الرياضيات والتجربة، وهكذا يمد يده إلي فيزيائيي ما قبل سقراط، لكنه لا يسقط في الفرضيات والمهاترات والحدس البحث. انما القاعدة الأصلية وهي التساؤل عن الطبيعة المخلصة من الميتولوجيا، عما هي الكواكب والعناصر الاساسية للمادة وكذا الصرامة المنطقية التي أتت بها الفلسفة في ما بعد سقراط: هذه القاعدة الاصلية يونانية المأتي، أما كيف تكونت فجأة في القرن السادس، فهو تساؤل يستحق البحث.

 

(*)هشام جعيط، مفكر تونسي وأستاذ متميز في جامعة تونس من مواليد 1935 , حصل على الدكتوراه في التاريخ الاسلامي من جامعة باريس 1981.

من مؤلفاته : الشخصية العربية الاسلامية والمصير العربي 1974 – أوروبا والاسلام 1978 – الكوفة نشاة المدينة  العربية الاسلامية 1986 – الفتنة 1989 – في السيرة النبوية (الاول) 1999 – ازمة الثقافة الاسلامية 2001 . (المصدر: العدد 1393 من جريدة (الزمان) اللندنية الصادرة بتاريخ 21/22 ديسمبر 2002 )


 

الديمقراطية في امريكا (1) –

 

بقلم: هشام جعيط (*)

قراءة لتوكفيل

إننا كعرب ومسلمين مبهورون بامريكا بصفة مبالغة، كما كان أسلافنا في القرن التاسع عشر مفتونين باوروبا، بانكلترا وفرنسا علي الاخص. لكنا في كلتا الحالتين لا نعرف الا القليل عن القوي المتفاعلة داخل هذه البلدان في مجالات السياسة والمجتمع والثقافة وعن جذورها في التاريخ الحديث. فالمعروف عن امريكا زيادة علي القوة العسكرية والثروة، أنها بلد الديمقراطية الكبير الذي يطالب بتطبيق مبادئ حقوق الانسان.

لكن ما هو أصل هذه الديمقراطية وما هو شكلها وبما تتميز به وتختلف به عن الاشكال الاخري؟ هذا الموضوع طرقه مفكر فرنسي توكفيل، في المنتصف الاول من القرن التاسع عشر بنظرة ثاقبة من الخارج والداخل معا، في كتاب مشهور هو حول الديمقراطية في امريكا .

الكتاب كتاب عظيم ويستحق التنويه اكثر مما نوه به الفرنسيون والامريكان من بعد، فهو الذكاء بعينه ونصاعة الرؤيا والكتابة والمقدرة الفائقة علي التحليل والتفسير.

وبحق يقول فرنسوا فور: إنه أفضل من رأس المال لماركس ومن لنظرية الفيلسوف الألماني في التاريخ البشري، لكن الناس مولعون بالتنظير العام وبالطوباويات، لأنها تفسح لهم مجال الحلم والامل، وليسوا مهتمين بصرامة تحليل الواقع. وعلي الرغم من أن كتاب توكفيل منبنٍ ضمنيا علي مقارنة بين اوروبا ما بعد الثورة الفرنسية وبين امريكا، يعني بين عالمٍ اختلطت فيه الارستوقراطية بالديمقراطية وبلد يمثل الديمقراطية المساواتية في صفائها، فإن امريكا وإن استهوت بعض الافئدة في تلك الفترة كانت هامشية بالنسبة لاوروبا ــ مركز العالم وقلب التاريخ ــ وبالتالي لا تجلب الاهتمام.

هذا ما يفسر عدم او ضعف تأثير هذا الكتاب الام في زمانه ومن بعد، علي أن الفرنسيين اعترفوا بنبوغ الرجل في حياته واعتبروا قيمة كتابه، انما ليس بالمقدار الذي يستحق، والآن حصل رجوع الي مؤلف توكفيل لانه وإن كتب في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر 1930 ــ 1935 فانه لا زال ينطبق الي حد كبير علي امريكا اليوم. وبما انه مزيج من التنظير والتحليل، فهو بمثابة فلسفة تاريخ للعصر الحديث في السياسة والمجتمع.

فالقدرة الفذة علي الملاحظة تدخل في دائرة نظرة عامة، وهي انتصار المبدأ الديمقراطي علي المبدأ الارستوقراطي، وأن الديمقراطية وهي المساواتية أساسا في رأيه هي مستقبل بل قدر الانسانية الجديدة. ولذا أخذ يبحث عنها في صفائها في امريكا حيث لم يحصل تعارض بين المبدأين، بل استقرت الديمقراطية من الاول دون مقاومة.

إن توكفيل ينتمي الي طبقة النبلاء، وقد عايش ابوه الثورة الفرنسية وكاد أن يعدم، لكن طفولته مرت في عهد نابليون وشبابه في عهد الملوكية المجددة 1815 ــ 1830 التي استعادت الي حد ما الارستوقراطية مع الإبقاء علي أسس الثورة والامبراطورية.

واذ يقول خوري ان فكره ينبع من تجربته الحياتية الاولي كمنتم الي طبقة النبلاء، فلن يكون هذا بصفة مباشرة وانما عن طريق أبيه واسرته، علما بأنه لم يكن من اكابر اسر النبلاء القديمة.

ولا اعتقد شخصيا بالتالي انه كان مكتسبا لأفكار جاهزة من سن مبكرة، فهو مثلا يعتبر في كتاب آخر مشهور عن الثورة ان الطبقة الارستوقراطية افتقدت كل دور من عهد ملوك الاطلاق. أعتقد ان نظرته أوسع من أن تكون مستقاة من تجربة وجودية، وأنها أساسا منبنية علي فكر الامور، مثلما وعكسيا أن ماركس لم يكن ينتمي الي الطبقة الشغيلة.

والديمقراطية في رأي توكفيل هي نظام سياسي وبالأخص اجتماعي يغدو بطول الزمن مزاجا وطبعا وأعرافا وتعودا وهذا ما حصل في امريكا وما انتظم اكثر بمفعول الثورة الامريكية التي انما كانت حركة تحررية.

والديمقراطية هي نفي لأية طبقة مهيمنة علي المجال الاجتماعي، وبالتالي لأية ارسطوقراطية وراثية او منغلقة عرقيا (مثال الهند) وبذلك فهي المساواة اكثر منها الحرية في الحقوق وحتي في الواقع.

هنا تكتسب ملاحظاته حول امريكا في تلك الفترة، أي بعد قرنين من الاستيطان ونصف قرن من الثورة علي الانكليز، كل وجاهتها، كما تنعكس هنا نظرته الي الثورة الفرنسية علي أنها ثورة المساواة التي أطاحت بأي تأثير للنبلاء، بل دمرت هذه الطبقة تدميرا وبعنف كبير أيام الارهاب إلا من نجا بنفسه وهاجر.

هناك لحظتان أسستا الولايات المتحدة الي حدود الفترة التي عايشها توكفيل: الهجرة الاولي لمجموعة البروتستان الطهوريين في اوائل القرن السابع عشر والثورة الامريكية في الثلث الاخير من الثامن عشر، وهي تحررية لكن ايضا في سبيل الحرية والمساواة.

الطهوريون أناس عرفوا القمع والتهجير في بلدهم الاصلي، انكلترا. وهم شديدو التشبث بمثلهم الدينية والاخلاقية ويمقتون بالطبع التعسف والاضطهاد. فهاجروا أولا الي هولندا حيث كونوا مجموعة أخوية صغيرة وفي لحظة ثانية الي امريكا، ولكن الهجرة الثانية كانت أمرا عظيما لانها تعني القطيعة النهائية مع الوطن، ومع أوروبا ذاتها ومع الأحبة الذين بقوا في العالم القديم. وهي بصفة من الصفات ليست فقط تمزيقا للأوصال، لكن موتا حقيقيا.

 

 ان هذه المجموعة نظمت حياتها حسب مثلها، ونظمت ذاتها بذاتها علي اسس جديدة بعيدة عن لعنة تاريخ العالم القديم. واذ طالعنا ما يطال المجموعات الدينية المضطهدة من انضباط اخلاقي شديد ومتعصب، واذ خضعت فيما بعد لسلطة ملك انكلترا بصفتها مستعمرة مع حريات كبيرة، فهي تمثل نواة وأصل الديمقراطية الامريكية لكونها لا تخضع في حياتها اليومية الا لنفسها، ولم تشأ أن تعطي لذاتها سيدا او أسيادا من ذويها.

 

وهكذا وبدون فلسفة سياسية معلنة، كانت السيادة للشعب في الواقع أي للمجموعة المتضامنة وعندما تضخم العدد، صارت البلدة هي مرتكز وخلية المؤسسات والبلدة في انكلترا الجديدة او (التاونشيب) كانت تضم حوالي ثلاثة آلاف ساكن، لكن لها السيادة علي ذاتها، فهي بلدية ان امكن القول إنما ليس بالمعني المتعامل به اليوم. هي جسم انساني وجسم سياسي حيث أساس السلطة بيد المواطنين فعلا، الذين يجتمعون كلهم لانتخاب ممثليهم ومنفذيهم الذين يتولون ضروريات المعاش من قضاء وجباية وميليشيا.

أما عددهم فيناهز العشرين من المواطنين الذين لاحق لهم ان يرفضوا القيام بهذا الواجب ولا يتقاوضون راتبا وانما منحة حينما يقومون بعمل.

هذه أسس الديمقراطية الامريكية: وجود خلايا تسوس نفسها بنفسها وعن طريق ممثليها المنتخبين لمدة قصيرة، والساهرين علي ضرورات الحياة الجماعية. وهم لا يمثلون ارستقراطية ولا نخبة ما، بل كانوا متطوعين وأكثر فأكثر من شرائح فقيرة نسبيا.

واذ نجد فوق البلدة ــ البلدية وأوسع منها ما يسمي بالمقاطعة فهذه لا تمتلك في الواقع أية سلطة. وفوق ذلك نجد الدولة أي الجمهورية وقد قننها الدستور المنبثق عن الثورة لكنه لم يبدعها. الدولة في امريكا قبل الثورة وحتي بعدها هي ما نسميه الولاية وجمعها ولايات، لكن في الواقع لها السيادة كاملة من تشريع وقضاء وجباية وشرطة، ولها معني الدولة لاكتسابها لامكانية العنف الشرعي داخل حدودها. في مستوي التشريع تتمتع الدولة بكل الامكانات وبوجود مؤسسات: مجلس الشيوخ ومجلس الممثلين، وهي المستوي التنفيذي للحاكم (وليس للوالي) المنتخب كل الصلاحيات، والمؤسسات الامريكية تولي سلطة كبيرة للقضاء المنتخب وهو يتدخل في شتي الامور بما في ذلك الادارة وهكذا، اذا كانت الخلية القاعدية هي البلدية، فالسيادة الجهوية كانت بيد الدولة ــ الجمهورية بمؤسساتها المنتخبة وبالتالي الوقتية.

المهم في ملاحظات توكفيل وقد كتبها في 1830 أنها تنطبق علي الوضع الحالي كما تشهده مع تغييرات طفيفة.

فنحن من غير الامريكان سواء كنا عربا او اوروبيين متعودون علي مركزة السلطة، فلا نكاد نفهم مثلا كيف أن شيخ مدينة نيويورك يتحكم في بلديته كالملك، فهو الذي يقرر السياسة الأمنية والسكنية والمالية، وهو الذي قرر طرد ياسر عرفات منذ أمد ليس بالبعيد وقد أتي ليخطب في أعضاء الامم المتحدة. ولا نكاد نفهم أن الحاكم ــ الوالي له حق العفو في الاعدام وليس الرئيس الفيدرالي وأن قائد الشرطة والقضاة منتخبون وأن جامعة كاليفورنيا الشهيرة أسستها دولة كاليفورنيا وهي عمومية.

 

 ذلك أن الكيانات المحلية التي تسمي دولا هي دول فعلا وليست بالمقاطعات او الولايات، وهي معطي منغرس في التاريخ وفي العادات والذهنيات علي الرغم من تضخم الحكم الفيدرالي في القرن العشرين هنا نصل الي حكومة الوحدة المتمركزة في واشنطن والتي أقيمت زمن الثورة وبعدها بقليل عندما توحدت الاربع والعشرون دولة لمقاومة الانكليز.

والحكومة الفيدرالية تسمي نفسها كذلك ولا تتسمي بالدولة، ذلك أن صلاحياتها محدودة فلا تضم الا ما هو مشترك بين الدول القائمة وبين أعضاء الشعب الامريكي: السلم والحرب، العلاقات الدبلوماسية، الجباية. ومن المعروف أن هذا الحكم ذو رأسين او ثلاثة فهناك السلطة التنفيذية بأيدي الرئيس وهناك السلطة التشريعية بأيدي الكونغرس ولكل مؤسسة منتخبة ومستقلة عن الاخري. علي أن بينهما جسورا بخصوص الجباية وتسمية كبار الموظفين وقد كانوا قلة في فترة توكفيل.

هذا بخصوص المؤسسات. لكن هم توكفيل الاساس هو إظهار الوعي الديمقراطي والذهنية الديمقراطية لدي الجمهور الامريكي.

وهما يبدوان كنفي للسياسي وكغياب للحكومة وتشبث كبير بواقع المساواة. فالانسان الامريكي لا يعول إلا علي نفسه وعلي العقل المشاع ولا يعتمد علي ايديولوجيا وفلسفة. إن همه الاكبر هو النجاح المادي أي جمع المال وتكوين الثروة، وما المؤسسات السياسية إلا ما يؤمن حدا أدني من الانتظام الاجتماعي وسيادة القانون.

فكل نشاطهم منصب علي التجارة والصناعة وهذا حسب رأيه نتيجة الظاهرة الديمقراطية أي سيادة المجتمع وتفوقه علي الدولة خلافاً للمجتمعات التاريخية. لكن هذا التفسير غير كاف في رأيي لاسباب متعددة وعوامل كثيرة للحالة الديمقراطية في صفائها وما تجره بالنسبة للفرد من امكانية المبادرة واعتزاز بالذات وشعور بانفتاح كل الامكانات أمامه وتمتعه بحرية كبيرة في نشاطاته. أما لماذا التجارة والصناعة وجمع المال كهدف في الحياة وليس أمرا آخر، هنا يتوقف توكفيل ولا يدخل في سلسلة أعمق من المسببات، لأنه بقي أسيرا لمعادلته بين الديمقراطية في صفائها وحالة المجتمع في كل مجالات النشاط.

فهذا ماكس فابر يقول بعلاقة حميمة بين البروتستانتية الطهورية وبين بزوغ الرأسمالية، ولئن قوضت الآن نظريته الطريفة في الجملة، فقد بقيت فيها عناصر تفسيرية صالحة في إبرازها لمفهوم المهنة كنداء داخلي ووجوب القيام بها بنزاهة وبهدف النجاح في هذه الدنيا ما دام الانسان جاهلا بمصيره في الآخرة، لأن الله يهب النجاة لمن يشاء وليس حسب التقوي والعقيدة وأعمال الخير. ليس من شك في أن هذه الفكرة أثرت في المجموعة الامريكية الطهورية وبررت لها العمل علي جمع المال والنشاط الاقتصادي في هذه الدنيا.

كما لا ننسي ايضا أن الارض الامريكية الشاسعة زاخرة بالخيرات وبالامكانات المادية، وأن موجات المهاجرين من اوروبا ومن بريطانيا علي الخصوص طوال قرن ونصف او قرنين وقرن ثالث بعد توكفيل، هذه الموجات متركبة من أناس فشلوا اجتماعيا في بلدانهم الاصلية، فكان همهم البحث عن الرفاهية والإثراء المادي والخروج من لعنة الفقر التي كان يتبعها الذل.

 

في عالم متفتح دون سابق تراتبية ودون وزن التاريخ والتقليد، يرجع الانسان الي الاسس المادية كما أبرزها ماركس أي الانتاج، انما هنا وخلافا لماركس الذي كان ينظر لعالم مثقل بالتاريخ، الانسان اذ يريد البحث عن فرص جديدة للحياة الكريمة، يريد الانتاج المستقل وتأسيس الخيرات.

لكن التاريخ يلعب دوره اذ أن المهاجرين يجرون وراءهم 18 قرنا من التاريخ الاوروبي والحضارة حصل توظيفها علي هذه الرقعة الامريكية. فهم لم يأتوا من العدم، بل بالعكس، انما لم يكونوا إلا استثناء، منتمين الي الطبقات المستنيرة، والثرية، ومع هذا أفرزت امريكا اشخاصا مثل فرانكلان وفيما بعد دجفرسون الذي جمع بين عمق النظرة والفعالية السياسية، دون أن ننسي قائدا عظيما مثل واشنطن. وقد كانت اوروبا ابان الثورة وبعدها تعترف بأن امريكا منار للحرية وتقدرها كثيرا، من شاتوبريان الي نابليون الي توكفيل، دون ان ننسي لافايات الذي نال شهرته وسمعته من خوضه غمار الثورة الامريكية فلعب دورا رئيسا في الثورة الفرنسية.

ولذا يقول توكفيل في مذكرات السفر ان هذا الشعب اكثر الشعوب حضارة علي وجه الارض وأن الرواد الفاتحين للمساحات الشاسعة يمثلون تواؤما بين التاريخ والطبيعة، لكن ايضا بين الحضارة القصوي والتوحش الاقصي.

ان الديمقراطية المحضة في آخر المطاف هي غياب السلطة، لا يوجد إلا في الحد الاقصي من الحالة الانسانية اما في البدائية او في الاغراق في التحضر حيث يستغني الفرد المستنير عن السلطة لاحترامه القانون تلقائيا.

هنا توكفيل يذهب مذهبا بعيدا لأن المؤسسات السياسية كانت موجودة وهو يبدي تحفظات حول الديمقراطية عندما يتحدث عن الهنود وعن السود لأن فضائلها لا تطال إلا البيض وبالتالي فهي لا تمثل نهاية التاريخ. وهو يعتبر أن هذه الاعراق غير قادرة علي استيعاب الديمقراطية او انها اذا دخلت فيها فستبتلعها الاغلبية، والديمقراطية هي ايضا دكتاتورية الاغلبية.

لكن تنفلت عنه صراعات الاعراق وميل الانسان الي الاستغلال وقانون استيلاء القوي علي الضعيف وقوة الرغبة، بحيث لا معني أن يقال ان الهنود والسود غير مستعدين للديمقراطية لأن نظمهما الاصلية غير ديمقراطية.

من ناحية اخري إذ يقول الرجل بوجود فروق بين الاغنياء والفقراء في كل مجتمع، فهل يمكن له أن يؤكد أن الديمقراطية المحضة تغير الروح البشرية ونمط العلاقات وتكون ذهنية خاصة بها؟

فالديمقراطية لا تسقط كبرياء الفرد وبالتالي دواعي التمايز الاجتماعي، التي تبدو هنا امتيازات فردية وقتية وجديدة، مقامة علي المجهود والثروة وليس علي الإرث والطبقة. لكن الفرد يتشبث بها فيحصل انتاج تمايزات رمزية في صلب المجتمع الديمقراطي. انما يمنع هذا المجتمع المطامح الكبيرة أن تستفحل لأن الامانات الاحصائية محدودة.

وهنا تطرح مشاكل كبري نفسها: الثورة، أهواء المساواة، الحرية وبالخصوص علاقة الديمقراطية بالدين والثقافة. وهذا ما سنصل اليه لاحقا.

 

(*)هشام جعيط، مفكر تونسي وأستاذ متميز في جامعة تونس من مواليد 1935 , حصل على الدكتوراه في التاريخ الاسلامي من جامعة باريس 1981.

من مؤلفاته : الشخصية العربية الاسلامية والمصير العربي 1974 – أوروبا والاسلام 1978 – الكوفة نشاة المدينة  العربية الاسلامية 1986 – الفتنة 1989 – في السيرة النبوية (الاول) 1999 – ازمة الثقافة الاسلامية 2001 .

 

(المصدر: جريدة الزمان اللندنية بتاريخ 3 مارس 2002)    


 

تأمل آخر في ديمقراطية امريكا (2) … توكفيل أنموذجاً

 

بقلم: هشام جعيط (*)

قراءة لتوكفيل

يري توكفيل ان الديمقراطية هي المساواة في الواقع والحقوق والطبائع وانها تصبح تعودا ومزاجا وذهنية وأن مثالها الصافي لا يوجد الا في امريكا التي عرفها وشهدها وليس في اوروبا زمانه حيث ما زالت رواسب من الارستقراطية القديمة فيحصل امتزاج بينها وبين الديمقراطية. ويري أن امريكا لم تشهد ثورة داخلية وأنها لا تحتاج الي ذلك وهذا خلافا لفرنسا بالخصوص التي شهدت ثورة عارمة، وما الثورة إلا لحظة انتقال من الارستقراطية الي الديمقراطية بعنف وهيجان.

والثورة جرت في فرنسا وقبل قرن في انكلترا، لكن لم تحصل لا في النمسا ولا في المانيا ولا في اسبانيا، وهي اذ كانت تصارعا بين الطبقات فقد كانت ايضا ثورة علي المؤسسات السياسية. صحيح ان الثورة الفرنسية في تطورها اتجهت بالاساس الي المساواة وليس الي الحرية.

لكن المساواة تحوي افقا مهددا لذاتها لأن المساواة قيمة لا يمكن لأي مجتمع أن ينجزها. وفي هذا البون بين المجتمع ومعياره تتحول المساواة الي هدي او حماس اجتماعي، والاهواء الجامحة نحو المساواة دخلت في الذهنية الفرنسية، وهي موجودة بصفة هادئة في المجتمع الامريكي لأن المؤسسات تعطي الاولوية للمجتمع علي الدولة.

وعلي الرغم من هذا فالمساواة عامة مستحيلة في حيز الواقع، لكن وهذا ما لا يذكره توكفيل فهي تفتح باب الامكانات للفرد والمجموعات، وقد بينت الظروف فيما بعد أي في أواخر القرن التاسع عشر أن هناك أفرادا و صلوا الي القمة من لا شيء في ميدان الثروة وهو مطمح الامريكان.

 

وفي اوروبا كذلك تطورت امكانات الصعود الاجتماعي لكن بمقدار أقل لأسباب متعددة منها ان الجديد احتفظ بقسط من القديم وأن القيمة الاجتماعية لم تكن تقاس هنا بالثروة فقط بل بعناصر اخري كالثقافة ونمط الحياة وحتي قدر من الوراثة. ففي فرنسا لم تفتح أبواب السلطة للشغالين إلا قليلا جدا ومنذ أمد قصير.

بل ان المجتمع الغربي عامة اليوم أكثر محافظة من المجتمع العربي مثلا، حيث ان الثورات الاستقلالية او الثورات السياسية منذ نصف قرن كانت بالاساس ثورات اجتماعية في اتجاه تحويل السلطة من الطبقة الارسطوقراطية الي طبقات من أصل شعبي، لممثليها قسط من الثقافة قليل وكانوا قديما او كان آباوهم فقراء ومحتقرين. هذا ما جري في الجزائر وتونس وليبيا ومصر وسوريا والعراق.. الخ.

انما في بلداننا يسكت عن هذا التحول الاجتماعي الضخم بسبب الاجماعية الاسلامية، ولوجود العدو الخارجي ولأن السلطة السياسية هي كل شيء، وتتعالي علي المجتمع فتتواري المساواتية الجديدة وراء تضخم السلطة إلا أن الطبقات القديمة قد اضمحلت في هذه البلدان.

ورجوعا الي توكفيل نراه يطرح مشكلة الحرية، وقد باتت الآن في المخيال الاجتماعي هي اسس الديمقراطية، فيري أن في بلده طغت أهواء المساواة علي حب الحرية لأن الحرية لا تطول إلا أقلية من الناس، اولئك المشاركين في الحياة السياسية، وهذا خطر. علي أن الديمقراطية خصوصا في امريكا تكوّن فكرا عموميا أي رأيا عاما بمعني آراء ومشاعر، وهو مفهوم أقوي من مفهوم الثقافة الديمقراطية. امريكا والفكر والعلم يعتبر توكفيل انه لا يوجد في امريكا فلسفة ولا علم نظري ولا يمكن أن يوجد لأن المساواتية التي تجعل الانسان مطابقا لغيرة وكنسخة منه لا تؤهل أبناء هذا الشعب للاعتراف بقادة الفكر وبكبار الاساتذة لخروجهم عن القاعدة العامة ولكون الامريكي لا يعترف الا بعقله الخاص. ثم إن الاتجاه نحو الفعاليات الاقتصادية يشجع علي البراغماتية وليس علي التأمل المجاني. فليست ثمة ارسطوقراطية لها من الثروة وسعة الوقت ليتجه أفرادها نحو الفلسفة والعلم النظري كما في اوروبا. والجمهور علي كل حال لا يبدي أي احترام للعلماء بل يحتقر هذا النوع من العمل.

يفسر اذن توكفيل الامر باستفحال الديمقراطية الصافية والذهنية النفعية التي كونتها، لكن ايضا بمزاج الشعب الامريكي. فليست كل الديمقراطيات علي هذا المثال.

لكنه يتناقض هنا ولا يعطي الحق الكافي للظروف التاريخية والاجتماعية: الطهوريون ضد بهرجة الحياة، دينامية الصعود الاجتماعي تخلق جوا مناوئا للفكر النظري الذي يحتاج الي وسط اجتماعي يتقبله، انعدام المدينة الكبيرة في تلك الفترة، الاصل الشعبي للعناصر المهاجرية الهادفة الي الانتقام من ماضيها المحموم. ثم ان الامريكان ورثوا عن الانكليز النزعة البراغماتية التي تقوي عودها في اوائل التاسع عشر بسبب غلبة الاقتصاد داخليا وخارجيا وضعف التقليد الفكري خلافا لحالة فرنسا ولما سيكون اليه الامر في المانيا بعد التحرر من نابليون عام 1815.

ان ما يلحظه توكفيل اذن لا يستقيم قط مع المساواتية والمزاج الامريكي ولا حتي بساطة هذا المجتمع غير المهيكل في زمانه، بل علي فقدانه لأي تقليد او الاعتماد علي التقليد الانكليزي الذي استبعد في التاسع عشر النظرية المحضة في الفلسفة والعلم بعد أن أنتج في الماضي نيوتن وهيوم. وهذا مثلنا نحن العرب الآن حيث دخلنا في الصراعات السياسية وفي تكوين الدول السلطوية كما أخيرا في ايديولوجيا الانماء فعاد العلم البحت والنظر محتقرا ومنعدما.

وظاهرة الفراغ الفكري الامريكي باتت قائمة الي حدود القرن العشرين، ثم حصل تقبل العلم بعد هجرة الالمان إبان النازية او بعد الحرب العالمية الثانية. فالعلم الامريكي أتت به أدمغة اوروبية بل الي اليوم نصف العلماء الباحثين هم من أصل اجنبي هاجروا أخيرا من آسيا والعالم الاسلامي واوروبا بالطبع وأكثر فأكثر من روسيا. ذلك أن العلماء لا يربحون مالا كبيرا وهمّ الامريكي الي الآن هو ربح المال أو عبادة الدولار، كما عاب ذلك عليهم فرويد في الماضي.

والعالم ليس له اعتبار خاص في المجتمع فهو انما باحث في العلوم له صناعته، فليس هناك مجد علمي ومكانة خاصة في المجتمع للعالم والفيلسوف بصفة شخصية كبيرة تجلب الاحترام والتبجيل، ونفس الشيء يجري علي الاديب.

فالمشكلة اذن مستديمة لها علاقة بالماضي وبانعدام ماض عريق ولأن هذا الشعب شعب فتي في حركية مستديمة.

علي أن امريكا باتت الآن معقل البحث العلمي وبزت اوروبا في هذا المجال لأنها بلد ثري يعطي للبحث امكانات مادية كبيرة وأنها اعتبرت أن العلم صالح لزعامتها في العالم وصالح للدفع بالصناعة والاقتصاد. والعلم صار الآن مسألة مخابر وجامعات ومؤسسات، وقد انعدم وجود نموذج العالم العبقري مثل انشتاين وبور وبلانك وماكسوال وروترفرد وغيرهم. لقد صار عملا جماعيا ومقننا. علي أن العلم يؤدي الي التقنية والتقنية أمر براغماتي.

وهذا ليس من صفات الفلسفة ولا الفكر النظري. في زمن توكفيل وقبله برز مفكرون سياسيون من رجال الفعالية، من أمثال ماديسون ودجفرسون وحتي من قبل واشنطن الذي تبقي رسالة وداعة أثرا رائعا. هذه أمة فتية بصدد التكون وقد أرست الديمقراطية وبنت المجموعة المتلاحمة.

لكن في ما بعد، عند ما تضخمت الثروة وتضخم عدد السكان وباتت امريكا قبيل الحرب الاولي بلدا كبيرا وقويا، وعندما تمايزت الطبقات في الواقع، بل وبرز اهتمام من الاثرياء برعاية الفنون، لم يبرز ولو فيلسوف واحد باستثناء وليم دجامس وهو ايضا من المدرسة البراغماتية وليس من أصحاب الهاجس الميتافيزيقي، فلم يبق له الآن شأن يذكر.

عدا ذلك وطوال القرن العشرين فلا شيء أي العدم، بينما زخرت اوروبا بكبار الفلاسفة من هوسرل الي هايدغر الي سارتر الي فوكو وغيرهم كثير الي حد الآن لدي الالمان والفرنسيين والنمساويين الذين انتقلوا الي انكلترا.

وقد عوّض الامريكان الفلسفة بالعلوم الاجتماعية والانتروبولوجية وحتي التاريخ، لكن الاولي منها علوم براغماتية مفتقدة لأي عمق، أما التاريخ فهو ليس بالتاريخ المفكر فيه علي نمط المدرسة الفرنسية مثلا. وعندما برز مفكرون في الفلسفة السياسية وأفضلهم ليو ستروس، فقد كان منعزلا ومنبوذا الي حد ما.

 

ويكثر الحديث الآن عن تايلور، لكنه انكليزي هاجر اخيرا الي الولايات المتحدة، كما يكثر الحديث عن رولز صاحب نظرية العدالة، لكني لا أري فيه أية عبقرية ولا بالاحري أية لماعة. انما الامريكان يفتحون الباب علي مصراعيه لاصحاب الفكر ويترجمون الجيد من أعمالهم كما يتحمس لهم الشباب في الجامعات. الديمقراطية والادب كل ما كتب توكفيل بخصوص الادب من نثر وشعر وخطابة ومسرح يرجع الي ثنائية ديمقراطية/ ارسطوقراطية، أي امريكا من جهة واوروبا او اليونان القديمة من جهة ثانية.

فيبدو تفسيره للظواهر من خلال هذا المنظور مقنع وذكي لاول وهلة، لكنه غير كافٍ دون شك. في امريكا الكتب موجودة بكثرة في المكتبات لكن كلها مؤلفة من طرف الانكليز والانتاج المحلي ضعيف وحتي من يكتب من الامريكان فحسب النموذج الانكليزي أي الارسطوقراطي في آخر تحليل.

ثم ان في اوروبا طبقة ميسورة تستهلك الانتاج الادبي الراقي ولا تقبل غيره كما أن فئة الكتاب بحكم ضوابطهم وتقاليدهم لهم قواعد ملزمة وحس بشرف مهنتهم وهذا ما لا يوجد في امريكا حيث يقرأ الكتاب للتسلية وحيث يلهث المؤلف علي الربح وهو مع هذا يبقي محتقرا. ان الكاتب الحقيقي في امريكا هو الصحفي.

ان هذه الملاحظات تبقي وجيهة الي حدود الخمسينيات من هذا القرن وحتي الي اليوم فيما هو أساس. فقد أنجبت امريكا كتابا وشعراء في ما بعد توكوفيل بدءاً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر من امثال مارك توان ووالت ويتمان وجيمس وفي القرن العشرين همنغواي وغيره وقد تكاثر عددهم وكان منهم الروائيون الافذاذ. الا انه لم يحصل اعتراف واسع بهم في بلدهم الا بعد الحرب العالمية الثانية وبعد ان توجتهم اوروبا.

 

فقد وجد رفض مبدئي للانتاج الادبي فلم يعيروه أي انتباه ليس في رأيي بسبب الديمقراطية بل بسبب غياب أي تقليد ولأن الكاتب هنا شخص متمرد، وأخيرا لأن البرجوازية الثرية والمتوسطة مادية بصفة مذهلة. الي حد هذا اليوم لا يمكن أن نقول بوجود معني للثقافة في هذا البلد او حب الثقافة عام مثلما يوجد في اوروبا. وعن حق يقول توكفيل ان الحضارات لا تسقط فقط بمفعول هجمات البرابرة بل وايضا بضعف المطمح الثقافي وانحلاله ان وجد سابقا.

وهكذا يجب أن يفهم العرب أن انبهارهم بامريكا لا مبرر له خصوصا وهم يفكرون دائما سياسيا وماليا وبعلاقات القوي، وصاروا ايضا شعباً ماديا للغاية ودينيا ومتأدلجا. لكن الفارق أن لهم ماضيا نسوه وأنهم ليسوا بديمقراطيين مثل الامريكان علي الاقل بين بعضهم.

 

(*)هشام جعيط، مفكر تونسي وأستاذ متميز في جامعة تونس من مواليد 1935 , حصل على الدكتوراه في التاريخ الاسلامي من جامعة باريس 1981.

من مؤلفاته : الشخصية العربية الاسلامية والمصير العربي 1974 – أوروبا والاسلام 1978 – الكوفة نشاة المدينة  العربية الاسلامية 1986 – الفتنة 1989 – في السيرة النبوية (الاول) 1999 – ازمة الثقافة الاسلامية 2001 .

 

(المصدر: جريدة الزمان اللندنية بتاريخ 3 مارس 2002)    


مُصلح تونسي وعلاقته بالحضارة الغربية

 

لماذا غابت الدراسات النقدية عن فكر خير الدين التونسي؟

 

بقلم: سمير احمد الشريف

تيارات فكرية عدة شهدتها الساحة الفكرية العربية، نالت من الدرس والبحث وما زالت تخضع للدراسات المقارنة والتحليلات، سواء منها التيار السلفي الذي تشبث بالنصوص ولم يحد عنها، إن التيار المستغرب، الذي رفض الماضي بما فيه لحل مشكلات الحاضر، والتيار التوفيقي الذي حاول أن يكون له من الاجتهاد نصيب، بالمزاوجة بين ماضي الأمة، ممثلة بتراثها، والانفتاح المشروط علي الحضارة الغربية.

ولئن حظي أعلام من أصحاب هذا التيار بنصيب وافر من البحث والدراسة، إلا أن علما مهما، وصاحب دور بارز في هذا الأطار، لم يحظ بالدرس الكافي، بل نكاد نقول إنه مغمور لا يعرف عنه أحد غير أصحاب الاختصاص في هذا المجال..

خير الدين التونسي 1810 ــ 1890 الذي مثّل نمطا فريدا عندما ألح بضرورة المواجهة العربية الاسلامية للمدنية الاوروبية ــ هذا الرجل الذي لم ينطلق من فراغ، ولم يتحدث عن نظريات، بل انطلق من معايشة حقيقية لواقع كشف ضعفه، بسبب من خبرته السياسية، وتنقله بين كثير من المناصب الكبري، ومعرفته بالغرب، وإطلاعه علي سر تقدمه، نتيجة سفره وإقامته فيه.

خير الدين التونسي، قدّم تصوراته الواضحة، مؤكداً أهمية الربط بين التقدم في المجال العمراني والحرية الفردية والعدل بين الناس، غير متناس ما للتنظيمات الادارية من دور فاعل في بناء المجتمعات.

طالب (خير الدين) بذلك، خوفا علي العالم العربي من الغرق في لجج الغرب، ولأنه تمعن في أسباب تقدم الأمم، واستخلص الدروس من تاريخ دول اوروبا، وقارنه بتاريخ الإسلام، خاصة، عندما لاحظ أن التقدم العلمي، قصّر المسافة بين الدول، وأصبحت الأفكار تنتقل بيسر وسهولة إلي شعوب العالم أجمع.

يتبني مشروع (خيرالدين) قضية التقدم الأوروبي وإمكانية، بل ضرورة الأخذ عنه، كما أشار إلي خطورة النظام الاستبدادي المطلق وضرورة استبداله بنظام مقيّد بالشرع والعدل، موضحا، أن مشكلة التخلف والانهيار العمراني، يمكن التغلب عليها بإيجاد نظام عصري، تكون الحرية فيه شرطاً أولياً من شروط ازدهار الاقتصاد، مشيرا الي ان النظام الاقتصادي الرأسمالي الأوروبي حسب رأيه هو الافضل.

 

هذه الافكار، لم تظل حبيسة رأس (خير الدين)، بل كافح من اجلها، مستغلاً مركزه السياسي، حتي ان السلطان عبد الحميد اطلع علي نظريته المعروضة في كتابه (اقوم المسالك…) ودعاه الي الاستعانة سنة 1878 ليعينه وزيرا ثم صدراًً أعظم، واستطاع خلال السنوات 1878 ــ 1879 مواجهة العقبات الادارية والسياسية والعسكرية والتصدي لها وحل كثير منها بنجاح واضح. كان شعار (خير الدين) ان التغيير يتم بالخضوع للشروط الموضوعية والذاتية للأمة لأنها الطريق الذي يجب ان يتبع في كل خطوة اذا اردنا التقدم، اما ما نشاهده من عمليات زراعة خارجية مقطوعة الجذور عن تربتها، فلن تؤدي لشيء..

(خير الدين التونسي) واحد من الذين حملوا مشعل الإصلاح الإداري خلال القرن التاسع عشر، وقد آن الأوان ان يعرف القراء في جميع امصار العالم العربي شيئا عن مشروعه ودرجة وعيه وعميق نظراته…

تركزت آراء خير الدين الاصلاحية علي مجموعة عوامل، لعل من اهمها، الاهتمام باصلاح الجيش وضرورة استخدام الخبرات الاجنبية في غياب خبرات ذاتية للأمة، ثم العمل علي تحديث القوانين، بما يمنح الحريات لكل الناس، مع تأكيد أهمية مواجهه المشاكل المالية، لأن الوقوع في الديون، يعني وقوع الدولة المستدينة في قبضة الاحتلال العسكري..

نشركتاب (خير الدين) (أوضح المسالك…) لأول مرة سنة 1868، وفيه وضع مقدمة طويلة، تعتبر أهم ما فيه، حيث وصف الدول الاوروبية خلال القرن التسع عشر مع ملحق جغرافي إحصائي… ترجم الكتاب إلي اللغة الفرنسية بإشرافه ثم صدرت الطبعة العربية للكتاب بعد سنة من صدور الترجمة الفرنسية، ولما كانت المقدمة أهم ما في الكتاب، فقد اعيد نشرها في تركيا باللغة العربية سنة 1876 وترجمت إلي التركية ونشرت سنة 1878 والي الانكليزية سنة 1967، هذه المقدمة التي لا بد لمن أراد أن يطلع علي فكر (خير الدين) من دراستها، لأنها تمثل عصارة تجربته الإصلاحية وخلاصة نظريته التي يمكن تلخيصها كخطوط عامة بثلاث نقاط..

اولها: ان التنمية الداخلية وهي أساس الخروج من المازق الحضاري، والتخلف المادي.

ثانيها: ضرورة الاقتداء بالغرب، بدل أن نظل واقفين حتي يبتلعنا، أو نقبل بما يمليه علينا مجبرين، وعندها لن نكون قادرين علي الوقوف علي أرجلنا والتفرغ لبناء ذاتنا. ثالثها: التمسك بالرابطة العثمانية واعتبارها الرباط الذي يعصم من الخضوع للغرب، حيث ان التقدم التكنولوجي هو سر تقدم اوروبا، واننا إذا أردنا أن نقف أندادا لهذا الغرب فيجب أن نسير علي طريقه نفسها و بما لا يخالف الشريعة، لأن التقدم والبناء من صميم الدين.

عدّ ( خير الدين) أن أفضل طريقة لتحقيق طموحاته وتنفيذها هو التعليم ــ الذي به تتحقق الاحلام وتصبح واقعا ملموسا، فأنشأ لهذا السبب، المدرسة الصادقية سنة 1875 واستقدم لها أساتذة من اوروبا…

إن اهمية كتاب (خير الدين)، إضافة لما ذكرنا، أنه يعد انموذجاً للارهاصات التي عانت منها الدول المتصلة بتركيا قبل هزيمتها وتقسيم أراضيها ووقوعها تحت الاستعمار مباشرة. قوبل مشروع (خير الدين) بالرفض من البعض والترحيب من البعض الآخر، والصمت من طرف ثالث، وقد تصدي لمن يقفون أمام مشروعه، منوها لحقيقة أكيدة مفادها:

عن الذين يرفضون الأخذ عن الحضارة الأوروبية، علما وتقنيات وأساليب إدارية ومناهج سياسية، يناقضون أنفسهم و ويقتفون أثر اوروبا وشعوبها في طريقة ملبسهم ومأكلهم، فلماذا يرفضون الأهم ويأخذون غير الضروري؟!! اليس ذلك دليل تخلف وقصر نظر؟؟!

لهذا يلاحظ المتابع لكتابات (خير الدين)وآرآئه، بحثه الدائم وتنقيبه المستمر، خلال سطور تاريخنا الاسلامي، علي ما يدعم موقفه، ولكن المدقق في حياة (خير الدين) وتفاصيل مشروعه الإصلاحي، يلاحظ وبوضوح، انعكاس حياته في باريس ومشاهداته ومدي تأثره بالوضع هناك علي كتابته وذلك من خلال إقامته بباريس خلال الفترة 1852 ــ 1856، لهذا يمكن اعتباره أول رسول ثقافي حاول ونجح بدرجة كبيرة، في نقل بذور المجتمع الاوروبي، وزرعها في تربة غريبة عنها، فهي المرة الأولي التي نجد فيها كلمات كالوطنية والقومية، تتسللان إلي قاموسنا الإسلامي بالمعايير والمحددات والخلفية الفكرية الأوروبية نفسها، فالحرية علي سبيل التدليل، يراها (خير الدين) منشأ سعة العرفان والتمدن في الممالك الأوروبية ويصنفها إلي مستويات ثلاثة ــ كما جاء في كتابه ص 78، وهي شخصية وسياسية وحرية رأي، ويري أن للحرية الشخصية آثارا إيجابية كثيرة، مما تمخض عنه، النمط الأوروبي في الاقتصاد، متمثلا بنظام المصارف كما يمثله بنك فرنسا آنذاك، هذا النجاح الإقتصادي مرده إلي الحرية الشخصية في الأستثمار، واطمئنان الناس علي أموالهم، لذلك، نري للاقتصاد الرأسمالي في تفكير (خير الدين) حيزا كبيرا، يلتقي مع إيمانه بالحرية الشخصية، التي تطلق للفرد حريته الكاملة لكسب ما يريد بالكيفية التي يريد، دونما قيود أو تدخّل من الدولة…

من مظاهر إعجابه بالنمط الأوروبي، ما يراه من ضرورة الأخذ بالديمقراطية الغربية التي تعتبر الوزارة مسؤولة أمام المجلس النيابي المنتخب، وهنا يلمس الباحث المدقق لفكر (خير الدين)، خلطاً في طروحاته، إذ نراه في كتابه يطلب القوة للوقوف في وجه الهجمة الأوروبية، مطالبا باعتماد تنظيم الجيش وتسليحه، وتنظيم مصادر الثروة وتنميتها ــ نراه ينزلق بعد ذلك للمناداة بالتدخل في سلوك الفرد والجماعة، بما يخالف اسس الحضارة العربية الإسلامية، ويجاري شروط الحضارة الغربية، معتمدا الطريقة المنطقية والعقلية، والنزعة الليبرالية، بعيدا عن الاحتكام لمقتضيات المنهج الإسلامي، وإن أظهر تمحكا بالنصوص التراثية، محولا تطويعها لخدمة غرضه…

هذه النزعة المتحررة، كانت المداميك وحجر الأساس الذي اعتمدها في ما بعد ممن خلفوا (خير الدين) وساروا علي نهجه واستلهموا لب نزعته الإصلاحية المشربة بالآرآء والأفكار الأوروبية ــ التي تحاول أن تكتسي بالزي التراثي، وما محاولات (محمد عبده) و(جمال الدين الأفغاني)وغيرهم إلا أمثلة علي ما نقول.. هذه الحرية الشخصية التي طالب بها (خير الدين)، لم تكن إلا وجه من وجوه التمرد علي الموروث، وهذه الحرية التي بدت في الظاهر فردية شخصية ذاتية، انتهت بالتخلص من الطلاق كليا، لأنه وحسب المدرسة الفرنسية، بعيد عن العصرية، ولا يقبله الذوق المتمدن!

وبعد، فهذه محض خطوط عامة في فكر الرجل وحياته، جديرة بالدراسة وتستحق وقفة متأملة بصيرة، خاصة، أن (خير الدين) ليس معروفا إلا في نطاق اهل الاختصاص. من جانب آخر ويجب أن تنهض دراسات مقارنة لمتابعة مدي تأثر الرجل بأفكار (إبن خلدون والماوردي)… المراجع: ـ أسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث. تأليف:د. فهمي جدعان، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2 ــ 1981. ــ الإسلام والحضارة الغربية: محمد محمد حسين، مؤسسة الرسالة، بيروت ط7، 1975. ــ خير الدين التونسي وكتابه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك، تحقيق ودراسة: معن زيادة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ط2 ــ 1985. (المصدر: جريدة (الزمان) اللندنية، العدد 1393 التاريخ: 2002 – 12 – 21/22 )

 

TUNISNEWS est une liste de diffusion électronique indépendante spécialisée dans les affaires tunisiennes. Elle est publiée grâce à l’aide précieuse de l’association : Freedoms Friends (FrihetsVanner Fِreningen) Box 62
127 22 Skنrholmen  Sweden Tel/:(46) 8- 4648308    Fax:(46) 8 464 83 21   e-mail: fvf@swipnet.se

To Subscribe, please send an email to: tunisnews-subscribe@yahoogroups.com To Unsubscribe, please send an email to: tunisnews-unsubscribe@yahoogroups.com  ِArchives complétes de la liste  : http://site.voila.fr/archivtn


** En re-publiant des articles, des communiqués, des interventions de toutes sortes tirées d’un grand nombre de sources disponibles sur le web ou envoyés par des lecteurs, l’équipe de TUNISNEWS n’assume aucune responsabilité quant à leur contenu.

** Tous les articles qui ne sont pas signés clairement par « L’équipe TUNISNEWS » n’expriment pas les points de vue de la rédaction.

** L’équipe de TUNISNEWS fait tous les efforts possibles pour corriger les fautes d’orthographe ou autres dans les textes qu’elle publie mais des fautes peuvent subsister. Nous vous prions de nous en excuser.

Accueil

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.