22 mars 2004

Accueil

 

TUNISNEWS

  4 ème année, N° 1402 du 22.03.2004

 archives : www.tunisnews.net


خمسة جمعيات تونسية تدين اغتيال الشيخ احمد ياسين – بيان مشترك
خمسة أحزاب تونسية تدين اغتيال الشيخ احمد ياسين –  بيان مشترك
حركة النهضة تنعى الشيخ الشهيد أحمد ياسين
الحزب الديمقراطي التقدمي يدين اغتيال الشيخ احمد ياسين
الطيب السماتي: بيان تنديد بإغتيال الشيخ أحمد ياسين
المنظمة العربية لحقوق الإنسان في هولندا: بيـان´حول حادث اغتيال الشيخ أحمد ياسين
أخبار تونس: تونس تدين اغتيال الشيخ احمد ياسين
محمد فوراتي: تونس: استنكار واسع لاغتيال الشيخ أحمد ياسين ومواطنون يطالبون بالانتقام قدس برس: النهضة التونسية تنعى الشيخ ياسين وتعتبره معلما للأجيال سبل التمسك بالحقوق
نور الدين العويديدي: استشهد الشيخ ياسين بعد أن أدى الأمانة ورسم طريق الخلاص لشعب محتل
المجلس الوطني للحريات: البراهمة: عصابة بؤس لا عصابة  إجرام
محمد فوراتي:  صحافي أمام المحكمة – بيان إلى الرأي العام الوطني والعالمي
افتتاحية الموقف: وحق التونسيين في الاعلام ؟
الموقف: أخبار حريات
الموقف: عائلة تبحث عن ابنها منذ أكثر من عشر سنوات محمد فوراتي:  حالة عبد اللطيف المكي وجلال عياد تنذر بالخطر
الشيخ راشد الغنوشي: كارثة أخرى تحل بالمسلمين في الأندلس فهل ستوقظهم؟
عبد الرحمان المرساني: في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة المسائل القانونية اهدار للوقت


AP: La Tunisie condamne l’assassinat de Cheikh Yassine
Abdel Wahab Hani: Le journaliste Lotfi Hajji suspend son sit-in

Chaîne El Hiwar: Programme de l’émission du 23 mars
AFP: Neuf Tunisiens d’une même famille tués dans un éboulement de terrain

Nouvelles de Tunisie: Remaniement partiel du Gouvernement

AFP: L’ambassade de GB à Alger déménagée pour répondre aux consignes de sécurité (MAE) AP: L’ambassade britannique à Alger en partie transférée en Tunisie par crainte d’attentats
Mahmoud Baroudi: Le boycott pour finir avec la dictature !


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
 الله أكبر و إنا إليه راجعون

اغتيال الصهاينة للشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس يُـوحد الساحة الوطنية التونسية بشكل غير مسبوق


خمسة جمعيات تونسية تدين اغتيال الشيخ احمد ياسين
 
بيان مشترك

إن ممثلي المجتمع المدني التونسي المنتمين للجمعيات المستقلة الموقعة على هذا البيان يترحمون على روح الشهيد أحمد ياسين قائد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس و يرفعون خالص عزائهم للشعب الفلسطيني بمختلف فئاته و فصائله و تنظيماته.   ينددون بالجريمة البشعة التي ارتكبتها أيدي الغدر بعد إقدام قوات الإحتلال الصهيوني بإشراف مباشر من الإرهابي أرييل شارون فجر هذا اليوم باغتيال شيخ مقعدأعزل في طريقه بعد صلاة الفجرفي عمل حاقد أهوج منافي لكل القيم و المبادئ و الأخلاق و الأعراف التي تحترمها كل شعوب الأرض و يكرسها المجتمع الدولي.   يعتبرون أن هذه الجريمة تقدم دليلا صارخا للمجتمع الدولي على إرهاب هذه الدولة المارقة التي ماكان لها أن تقترف ما أقدمت عليه لولا التواطئ الدولي وسياسة الكيل بمكيالين التي ذهب ضحيتها الشعب الفلسطيني بتجريم مقاومته المشروعة و تصفية رموزه الوطنية في تخاذل مهين من جانب الأنضمة العربية. و نهيب بكل قوى السلم و العدل في العالم للتصدي لما نشكله سياسة إرهاب الدولة المتبعة من هذا الكيان من تهديد للأمن و الإستقرتر الدوليين باعتباره أكبر مغذي للحقد و باعث على الإرهاب و ردود الفعل اليائسة الدمرة.   يجددون دعمهم الثابت لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته و استقلاله و فرض حقوقه الوطنية المشروعة و إننا كممثلين للمجتمع المدني نعلن أن المجتمع التونسي لم يقبل أبدا بأي علاقة مع هذا الكيان المستعمر و نطالب السلطة بقطع أي علاقة أو اتصال لها به.   الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين المجلس الوطني للحريات مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة التجمع من أجل بديل عالمي للتنمية الرابطة التونسية للكتاب الأحرار

 

خمسة أحزاب تونسية تدين اغتيال الشيخ احمد ياسين
بيان مشترك  
إن ممثلي الأحزاب التونسية المجتمعين اليوم 22 مارس 2004 بمقر » التكتل الديموقراطي من أجل العمل و الحريات. »   و على إثر إقدام قوات الإحتلال الصهيوني فجر هذا اليوم على اغتيال الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة « حماس » الفلسطينية بإشراف مباشر من الإرهابي « أرييل شارون » يعبرون عن إدانتهم لهذه الجريمة الشنيعة التي تمثل تصعيدا خطيرا ضمن المخطط الصهيوني الهادف إلى تصفية المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني و رموزه الوطنية.   يؤكدون أن هذه الجريمة ما كانت لتقترف لولا الدعم الا مشروط الذي تقدمه الإدارة الأمريكية إلى حكومة شارون و لولا تخاذل الأنظمة العربية   يجددون دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته و استقلاله و فرض حقوقه الوطنية المشروعة و تهيب بكافة قوى السلم و العدل في العالم أن تتصدى لإرهاب الدولة ال>ي تمارسه حكومة شارون و ال>ي تمثل سياسة الإعتيال و التصفية إحدى ركائزه.   التكتل الديموقراطي من أجل العمل و الحريات الحزب الديموقراطي التقدمي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية حزب العمال الشيوعي التونسي حركة التجديد


 
 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم الله أكبر، إنا لله وإنا إليه راجعون من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

حركة النهضة تنعى الشيخ الشهيد أحمد ياسين

    

بقلوب دامعة يملؤها الحزن ولكنها مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره تنعى حركة النهضة إلى الأمة الإسلامية رجلا من رجالاتها وزعيما من زعمائها الشيخ  الإمام الشهيد أحمد ياسين.   عرفته فلسطين المحتلة مجاهدا كبيرا من أجل تحريرها من نير الاحتلال الصهيوني الغاشم وعرفته مساجدها خطيبا مبلغا لهدي الإسلام وأستاذا معلما للأجيال وعرفته سجونها مدافعا عن الحرية. لم تقعد به عاهته عن القيام بواجبه في تحرير شعبه وفي التصدي لآلة الإجرام الصهيوني التي لم تجد إلا القنابل الحارقة والطائرات النفاثة لإسكات شيخ طاعن في السن معاق الحركة.   لقد أسس الامام الشهيد حركة المقاومة الاسلامية التي تعبر عن ارادة شعب في التحرر والاستقلال وتناضل الى جانب بقية فصائل الشعب الفلسطيني الابي من اجل انهاء الاحتلال الصهيوني.   ان حركة النهضة إذ تنعى لشعب تونس وأمة العروبة والاسلام ولكل الشرفاء في العالم هذا المجاهد الكبير فإنها ترفع إليه خالص التهاني لما أنعم الله به عليه من حسن الخاتمة والشهادة بعد أدائه صلاة الصبح وقراءة ورده طاهرا مطهرا إن شاء الله. كما ترفع أخلص التعازي الى ذويه وأحبابه وأنصاره راجية من العلي القدير أن يخلفنا وإياهم وأمة الإسلام خيرا في فقيدنا وأن لا يفتننا ولا يفتنهم بعده.   تعبر حركة النهضة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني اثر استهداف رمز مقاومته المشروعة وتدعو كافة فصائله ومؤسساته شعبا وحكومة الى الوحدة وتفويت الفرصة على العدو في بث الفتنة واحباط ارادة العمل من أجل الحق.   اننا تبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يتقبله مع النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. كما تدعو كل انصارها الى الترحم على روح الفقيد وإقامة صلاة الغائب.   لندن في 01 صفر، 1425الموافق 22 مارس، 2004 حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي

 
 
الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج آف نوال – تونس تونس في 22 مارس 2004    بــــيــــــان
  أقدمت العصابة الإرهابية الصهيونية فجر هذا اليوم على اغتيال الزعيم الروحي و القائد الوطني الفذ الشيخ أحمد ياسين مؤسس و قائد المقاومة الإسلامية الوطنية الفلسطينية. و بتبجح و صلف كبيرين أعلن مجرم الحرب شارون إشرافه الشخصي على عملية الاغتيال     و هو متأكد من حماية و تواطؤ إدارة البيت الأبيض و عجز النظام الرسمي العربي على الوقوف في وجه جرائمه. و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يقف إجلالا أمام روح الشهيد الشيخ أحمد ياسين و إخوانه: –         يؤكد على أن جرائم الاغتيال و التقتيل الجماعي و هدم المنازل و محاصرة          و تجويع الشعب الفلسطيني الباسل لن تنال من عزمه و إصراره على تحرير أرضه و استرداد حقوقه بكل الوسائل. –         يؤكد على وقوفه الكامل إلى جانب الشعب الفلسطيني و تأييده لكامل أشكال مقاومته الباسلة. –         يحمل المجتمع الدولي و النظام العربي الرسمي مسؤولية استمرار جرائم الاغتيال   والإبادة في حق الشعب الفلسطيني و زعمائه و يطالب الحكومات العربية بوقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري. –         يطالب الحكومة التونسية تحديدا باتخاذ موقف واضح من هذه الجريمة، و بإعلان الحداد الوطني  على استشهاد هذا البطل و بالكف عن كل أشكال الاتصال بالعدو الصهيوني و بإتاحة المجال للشعب التونسي و هيئاته السياسية و المدنية للتعبير عن احتجاجهم و مؤازرتهم للشعب الفلسطيني في هذه المحنة بكل الوسائل السلمية و يدعو كافة أبناء الشعب التونسي و القوى الوطنية إلى التحرك بما يقتضيه الظرف.                                                                                         عن المكتب السياسي                                                                                        مية الجريبي
 

 
 
بـــسم الله الرحمــــان الـــرحيم

المــــرشح للإنتخابــات الرئــاسية  التونسيــة

الطيب السماتي حزب العمال التونسي Taîbsmati@yahoo.fr

 » إنّ الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدّا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعده من الله فإستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم  » . صدق الله العظيم سورة التوبة الآية 111   مرة أخرى تمتد يد الظلم والغدر والبطش إلى أحد رموز المقاومة الذي وهب حياته لتحرير فلسطين وعامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. إستشهد الأسد مرفوع الرأس على يد الجبان وعلى مرأى ومسمع من كل الحكام العرب وخاصة كبيرهم الذي طالب الأمم المتحدة ، 24 ساعة فقط قبل إستشهاد سيده، إعتماد قرار ملزم يمنع توفير اللجوء السياسي لمن يعتبره هو إرهابي ولا يطالب إعتماد قرار ملزم لحماية ابنائنا في فلسطين.   أستشهد البطل الاسد الشيخ يس مباشرة بعد صلاة الفجر طاهرا طهورا وفي حينه تصّعد الملائكة بروحه الزكية إلى السماوات العلى لتسكنه جنان الفردوس طاعة وإمتثالا لأمره تعالى بأنّ لهم الجنة. بمناسبة إستشهاد سيد العرب والمسلمين الشيخ الفاضل  » أحمد يس » تتوجه كوادر حزب العمال التونسي بأحر التعازي إلى كل المسلمين والإخوة الفلسطينيين وخاصة المؤسسة الجهادية  » حماس » .   اللهم إغفر لشيخ المجاهدين وإرحمه وإجعله من المحشورين في زمرة النبيين والصدقين والمجاهدين يوم القيامة بفضلك يا أرحم الراحمين وأمنن علينا بكل ما يقربنا للجهاد في سبيل تحرير أوطاننا.   الأمين العام المؤسس لحزب العمال التونسي الطيب السماتي
 

 

المنظمة العربية لحقوق الإنسان في هولندا

 

بيــان

حول حادث اغتيال الشيخ أحمد ياسين

 

 تعبر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في هولندا عن إدانتها الشديدة لدولة إسرائيل، وذلك لإقدامها على اغتيال الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وعددا من رفاقه وأنصاره، فجر يوم الاثنين 22 مارس 2004.

وترى المنظمة أن اغتيال النشطاء السياسيين عمل إجرامي يخالف نصوص القانون الدولي والمواثيق الدولية، و تطالب بإلحاح المجتمع الدولي بعامة، والاتحاد الأوربي والحكومة الهولندية بخاصة، من أجل التدخل الفوري لدى إسرائيل لإجبارها على التوقف عن ممارسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية خارج إطار القانون.

كما تناشد المنظمة كافة القوى الحقوقية والديمقراطية في العالم، من أجل تنظيم تحركات فورية وسريعة للوقوف في وجه الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة لحقوق الإنسان الفلسطيني، والتصدي لسياسات العنف والإرهاب التي ما فتئت القوات الإسرائيلية تنتهجها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتعبر المنظمة عن خالص عزائها للشعب الفلسطيني في فقدان أحد قادة حركته التحررية البارزين، وتدعو أبناء الشعب العربي إلى قراءة الفاتحة والوقوف دقيقة صمت، حزنا على الفقيد وتعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في مصابه الجلل.

 

روتردام في 22 مارس 2004

 

رئيس المنظمة

   د.خالد شوكات


 

تونس تدين اغتيال الشيخ احمد ياسين

أصدرت وزارة الشؤون الخارجية البيان التالي :

 » تلقت تونس ببالغ الاستنكار إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال الشيخ احمد ياسين رئيس حركة « حماس » الفلسطينية. وان هذه العملية التي استهدفت أحد أهم قياديي الفصائل السياسية الفلسطينية من شأنها ان تؤدي الى مزيد التصعيد والتوتر وان تعيق مساعي السلام وتبدد حظوظ التفاوض.

وان تونس التي تعبر عن إدانتها لهذه الجريمة تهيب بالأسرة الدولية بأن تقف وقفة حازمة امام تواصل مثل هذه الممارسات وبذل كل المساعي لتغليب منطق السلم والاحتكام الى الشرعية الدولية « .

(المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 22 مارس 2004)

 

 

La Tunisie condamne l’assassinat de Cheikh Yassine

AP | 22.03.04 | 16:59 TUNIS (AP) — La Tunisie a condamné lundi l’assassinat du fondateur et chef spirituel du mouvement palestinien Hamas, Cheikh Ahmed Yassine, tué dans la matinée par une frappe de missiles lancé par des hélicoptères israéliens dans la Bande de Gaza. Dans un communiqué, le ministère tunisien des Affaires étrangères appelle la communauté à «s’opposer fermement à la poursuite de telles pratiques et à déployer tous les efforts afin de faire prévaloir la logique de la paix et le recours à la légalité internationale». La Tunisie, qui s’apprête à abriter un sommet arabe les 29 et 30 mars, exprime sa «profonde indignation» à la suite de cette «opération ciblant un des plus importants dirigeants des formations politiques palestiniennes». Elle prévoit que cet «assassinat (qui) entrave les efforts menés en faveur de la paix, torpille les chances de négociation et n’entraînera que plus d’escalade et de tension» dans la région.
 

 

الأحزاب تحمل أمريكا والحكومات العربية المسؤولية تونس: استنكار واسع لاغتيال الشيخ أحمد ياسين ومواطنون يطالبون بالانتقام

تونس – خدمة قدس برس (محمد فوراتي) وصفت القوى السياسية والشعبية التونسية عملية الاغتيال، التي طالت الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية « حماس » ومرافقيه، بالجبانة. وحمّلت الأحزاب السياسية التونسية في بياناتها مسؤولية المجزرة للولايات المتحدة، التي تدعم الدولة العبرية في عدوانها على الشعب الفلسطيني، كما حمّلت بعض ردود الفعل الغاضبة الحكومات العربية المسؤولية عما جرى، ودعتها إلى إيقاف كل أشكال التطبيع العلنية والسرية مع هذا الكيان. وقال الدكتور مصطفى بن جعفر، الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في تونس لوكالة « قدس برس » في تصريح خاص « هذا العمل خطير جدّا، وهو يدخل في مسلسل اغتيال القيادات السياسية الفلسطينية، ويعكس إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل بصمت مشبوه من القوى الدولية ». وأضاف الدكتور بن جعفر قائلا « يجب على المجتمع الدولي أن يقف ضدّ عنجهية (رئيس الوزراء الإسرائيلي آرائيل) شارون وإرهاب دولته، الذي فاق كل إرهاب ». من جهته وصف المحامي عبد الرؤوف العيادي القيادي البارز في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ما حدث بالعملية الإجرامية. وقال لوكالة « قدس برس » إن « شارون رئيس عصابة وليس رئيس دولة.. يعتبر نفسه فوق القانون، وبتواطؤ دولي وصمت مريب من الحكومات العربية ». وأضاف أنه « إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها ستحبط عمل المقاومين فهي مخطئة، لأن هذه العملية أثبتت أن عمل المقاومة هو المستقبل، وهو طريق التحرير ». ودعا العيادي الشعوب العربية والإسلامية إلى دعم خيار المقاومة، والوقوف صفا واحدا مع المجاهدين في فلسطين. وندد الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان له بعملية الاغتيال. ووصف الشيخ ياسين بالقائد الوطني والفذ للمقاومة الإسلامية والوطنية في فلسطين. وطالب الحزب الحكومة التونسية « باتخاذ موقف واضح من هذه العملية، وبإعلان الحداد الوطني على استشهاد هذا الرمز الوطني، وبالكف عن كل أشكال الاتصال بالعدو الصهيوني، وبإتاحة المجال للشعب التونسي، للتعبير عن احتجاجه ومؤازرته للشعب الفلسطيني في هذه المحنة ». وقالت مية الجريبي عضو المكتب السياسي للحزب لوكالة « قدس برس » إن « إسرائيل بإقدامها على هذا العمل أغلقت كل أبواب التفاوض مع كل العرب، وأثبتت أنها كيان عنصري لا يمكن أن يتعايش مع شعوب المنطقة، وأن على المقاومة أن تواصل عملها بلا تردد ». وفي تعليقه على هذه المجزرة قال أحمد الكحلاوي رئيس اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في العراق وفلسطين « إن اغتيال شيخ الشهداء، أحمد ياسين، لن ينال أبدا من صمود شعب الجبارين، ولن يرهب المقاومة المسلحة، بل على العكس سيؤجج تلك المقاومة، ويعزز وحدة الصف الفلسطيني ». وأضاف الكحلاوي موجها كلامه للحكومات العربية، التي ستجتمع الأسبوع القادم في تونس متسائلا « هل وصلت الآن الرسالة، بعد هذا العمل الجبان، وبعد سلسلة الاغتيالات، التي تطال الأبطال المجاهدين في العراق وفلسطين؟ ». وقال « إذا كانت الرسالة وصلت لكم يا حكام العرب فما عليكم إلا قطع كل صلة بهذا الكيان المجرم، وكل تفاوض معه، وأن تتوجهوا جميعا لدعم الانتفاضة ودعم المقاومة ». من جهة أخرى أصدرت أحزاب المعارضة التونسية بيانا مشتركا للتنديد بهذه الجريمة، وطالبوا الحكومة التونسية بالوقف الفوري لكل أشكال التطبيع مع الدولة العبرية. ودعت الأحزاب الخمسة الموقعة على البيان الشعب التونسي إلى التظاهر السلمي للتنديد بهذه الجريمة يوم الجمعة القادم. وكان الشارع التونسي تقبل نبأ الاغتيال بغضب كبير. وظهرت آثار الحزن والغضب في أماكن العمل والشوارع والساحات العامة. وتوجهت شرائح واسعة إلى متابعة الأخبار عبر الفضائيات العربية. وقال مواطنون في العاصمة التونسية لوكالة « قدس برس » إن هذه الجريمة لا يجب أن تمر بدون انتقام. وطالب آخرون بأن يشارك كل العرب والمسلمين في عملية الانتقام من شارون ومن زبانيته بكل الأشكال والطرق المتاحة. كما طالب مواطنون تونسيون بمقاطعة كل البضائع الأمريكية، وتحميل الولايات المتحدة المسؤولية، حتى تكف عن دعمها لإسرائيل. وقال المواطن عماد النجار « على العرب والمسلمين أن يدركوا أن هذا الكيان لا يفهم التفاوض والحوار والقانون الدولي.. هؤلاء مجرمون، ولا ينفع معهم إلا مواجهتهم بنفس المنطق، وعلينا جميعا أن ندرك أن شارون يتصرف بضوء أخضر من أمريكا، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها، وعلينا أن نعاقبها على هذا الدعم اللامحدود لشارون وعصابته »، بحسب ما قال.

( المصدر: وكالة قدس برس بتاريخ 22 مارس 2004)

 

 

النهضة التونسية تنعى الشيخ ياسين وتعتبره معلما للأجيال سبل التمسك بالحقوق

تونس – خدمة قدس برس نعت حركة النهضة التونسية الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية « حماس »، داعية الشعب الفلسطيني « إلى الوحدة وتفويت الفرصة على العدو في بث الفتنة ». وقالت الحركة في بيان أرسلت إلى وكالة « قدس برس » نسخة منه « بقلوب دامعة يملؤها الحزن، ولكنها مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره، تنعى حركة النهضة إلى الأمة الإسلامية رجلا من رجالاتها وزعيما من زعمائها الشيخ الإمام الشهيد أحمد ياسين ». وقال البيان عن الشهيد « عرفته فلسطين المحتلة مجاهدا كبيرا من أجل تحريرها من نير الاحتلال الصهيوني الغاشم، وعرفته مساجدها خطيبا مبلغا لهدي الإسلام، وأستاذا معلما للأجيال، وعرفته سجونها مدافعا عن الحرية.. لم تقعد به عاهته عن القيام بواجبه في تحرير شعبه، وفي التصدي لآلة الإجرام الصهيوني، التي لم تجد إلا القنابل الحارقة والطائرات النفاثة لإسكات شيخ طاعن في السن معاق الحركة ». وأضاف البيان أن « حركة النهضة إذ تنعى لشعب تونس وأمة العروبة والإسلام ولكل الشرفاء في العالم هذا المجاهد الكبير، فإنها ترفع إليه خالص التهاني، لما أنعم الله به عليه من حسن الخاتمة والشهادة، بعد أدائه صلاة الصبح، وقراءة ورده طاهرا مطهرا إن شاء الله. كما ترفع أخلص التعازي إلى ذويه وأحبابه وأنصاره، راجية من العلي القدير أن يخلفنا وإياهم وأمة الإسلام خيرا في فقيدنا، وأن لا يفتننا ولا يفتنهم بعده ». وعبرت الحركة « عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني إثر استهداف رمز مقاومته المشروعة »، ودعت « كافة فصائله ومؤسساته شعبا وحكومة إلى الوحدة وتفويت الفرصة على العدو في بث الفتنة، وإحباط إرادة العمل من أجل الحق »، بحسب ما جاء في البيان.
 
( المصدر: وكالة قدس برس بتاريخ 22 مارس 2004)

 
 

عاش بين الفقراء فأحبوه واتبعوا الطريق الذي نذر حياته له

ضعف الجسد فصنعت منه قوة الروح آية .. فعاش عظيما ومات عظيما

استشهد الشيخ ياسين بعد أن أدى الأمانة ورسم طريق الخلاص لشعب محتل

لندن – خدمة قدس برس

(نور الدين العويديدي)

 

.. وأخيرا ترجل الفارس الشهم العظيم ليخلد إلى الراحة، بعد أن أدى واجبه كاملا غير منقوص.. اليوم ارتقى الشيخ المجاهد أحمد ياسين إلى العلا شهيدا، وامتزج دمه بثرى فلسطين، التي عاش فيها ولها طيلة حياته.. انتقل إلى ربه شهيدا، بعد أن صلى له في مسجده، كما يفعل كل يوم، في غسق الليل والناس نيام.

عاش عمرا عامر بالحركة والجهاد، وإحياء موات الأرواح والقلوب.. وانتقل إلى الله شاهدا وشهيدا.. أدى الأمانة، كما تجب تأديتها. وآن له أن يخلد إلى الراحة، وينعم بجنان الخلد، التي زف إليها اليوم معطرا بأعظم طيب، هو دم الشهادة.

 

كان رجلا ضعيف البنية، مشلول الأعضاء، يتنقل عبر كرسي متحرك، لكن كان له قلب من فولاذ، وروح لا تدانيها، قوة وصفاء وتوهجا، إلا أرواح القادة العظماء وأولياء الله الصالحين.. وكان له ذهن متوقد من نور، يعرف طريقه تمام المعرفة، ويسير عليه ولو وقفت في وجهه الجبال الراسيات..

استشهد الشيخ أحمد ياسين، فوقفت غزة وفلسطين، بل قلوب سائر أبناء أمة العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وقلوب محبي العدل والحرية وكارهي الظلم والعدوان في سائر أقطار الأرض، وقوف التعظيم والإجلال لهذا الفارس العظيم، الذي ترجل أخيرا.

 

عاش الشهيد على كرسي بسيط، في دار بسيطة، في حي بسيط، في مدينة معظم أهلها من الفقراء البسطاء.. وكان بوسعه أن يسكن أعظم القصور في أجمل الأحياء وأرقى المدن.. فحق له أن ينال الشهادة.. شهادة الطهارة من درن الدنيا.. وشهادة النقاء من أمراض النفوس وضعفها وهوانها أمام الدرهم والدينار.

لم يصارع الاحتلال بعضلات ولا برصاص، وهو المشلول المقعد على كرسي بسيط.. صارعه بكلمات كانت أعظم أثرا من النار والرصاص. صارعه بحب شعبه، فأحبه شعبه.. صارعه بعظيم وعيه بالوحدة الوطنية.. صارعه بوضوح هدفه.. فكان ذلك خير سلاح يواجه به الشهيد العظيم، المحتل الماكر، الذي أراد للفلسطيني أن يقتل أخاه، وللبندقية الفلسطينية أن تتلوث بدماء الفلسطينيين، فكان الشيخ ياسين خير حارس لوحدة فلسطين شعبا وأرضا، وخير عاصم لأبناء « شعب الجبارين » من أن يلغوا في دماء بعضهم بعضا، كما تخطط لذلك أجهزة المكر، التي لا تكل ولا تنام.

 

أحب الشهيد العظيم فلسطين، وأحب بسطاء فلسطين وفقراءها، وعاش معهم وبينه، رافضا أن يتميز عنهم بمتاع أو مركب أو دار أو مال.. عاش على الطعام الخشن، وعلى اللباس الخشن، وكان بوسعه أن يرفل في الحرير، ويأكل أشهى الطعام، ويسكن أفره الدور، ويركب أعظم المراكب.. فأحبه أهل فلسطين، واتبعوا الطريق الذي رسمه لهم، واليوم صار رمزا لهم وقدوة، حين ثبت على الطريق الذي سار فيه حتى النهاية، وأي نهاية أعظم من الشهادة، تكلل حياة ذلك الفارس الذي ترجل.

 

عاش الشيخ ياسين عظيم الإيمان.. وهل غير الإيمان يمكن أن يصنع من الإنسان شيئا عظيما؟.. ومن كان بوسعه، بلا إيمان، لو كان مثل الشيخ ياسين، جسدا ضعيفا، وبدنا مشلولا، ليس له إلا قلبه وروحه وعقله واللسان، يبلغ ما بلغ الشيخ ياسين من المجد والفخار والرفعة، لولا قوة الإيمان وعظمة الإيمان ويقين الإيمان؟.

إنه المقعد المشلول، الذي يقود، بقوة إيمانه، ووضوح رؤيته، وقدرته العالية على رسم ملامح طريق الحق والحرية والاستقلال، الأصحاء والأقوياء والشبان، فينقادوا له طائعين مسلّمين، يحمونه برموش أعينهم، ويحفظوا كلماته في قلوبهم، ويسيروا عليها، حبا وطاعة، لذلك الضعيف المقعد.. العظيم.

 

ضعف الجسد، عند الشيخ الشهيد أحمد ياسين، نابت عنه قوة الروح، فصنعت المعجزة، وهل أقوى من الروح فعلا وأثرا في الحياة، حين تتعلق بالعلا. وحالة الشيخ ياسين هي تصغير لصورة أكبر هي صورة فلسطين.. فقوة الروح لدى أهل فلسطين صنعت المعجزات العظام، في مواجهة واحدة من أعظم الترسانات العسكرية في العالم، حين واجهتها بأسلحة بسيطة، فأثخنت فيها إثخانا عظيما، بقوة الروح، التي أعطت المقاوم الفلسطيني الجرأة على التحدي، والدخول على العدو إلى مخدعه وجحره، رغم ما يحيط به نفسه من جدر وأسوار عالية وأسلحة عظام..

 

وهكذا الروح وعظم الهمة تصنعان الرجال، وتتحديان المستحيل.. وقديما قيل « لو تعلقت همة المرء بما وراء العرش (عرش الرحمن) لناله ».. وقد تعلقت همة الشيخ ياسين بالشهادة فنالها، وتعلقت همته بتحرير أرضه من الاحتلال، وسينال الشعب الفلسطيني، الذي يسير على نهج الشيخ ياسين الاستقلال، ولو بعد حين، وسرى الشيخ ياسين ذلك اليوم الموعود، بعيون أبنائه وتلاميذه ومن سار على نهجه حتى يلقى الله.

 

.. لا ينقص شيئا من قدر الشيخ ياسين أن استشهد على أيدي عصابة هي جيش الاحتلال الإسرائيلي، وزعيم عصابة هو آرائيل شارون، الذي يتبجح، مثلما يفعل سائر زعماء العصابات، بأنه أشرف بنفسه، ووزير دفاعه وقائد أركان قواته القاتلة، على عملية اغتيال الشيخ ياسين..

لا ينقص ذلك شيئا من قدر الشيخ الشهيد، بل يزيده قدرا وشرفا وفخارا أن كان من أوائل من وعى طبيعة تلك العصابة الآثمة، ونذر حياته لمحاربتها، وجيش في الفلسطينيين جيوشا لمقارعة صلفها ومكرها، حتى أرغمها على إعلان الانسحاب من غزة، مثلما انسحبت خائبة ذليلة، على أيدي المقاومة، من جنوب لبنان.. وغدا ستنسحب من الضفة، وسيضيق عليها الجحر رويدا رويدا حتى تنتحر داخله، كما تفعل الأفاعي السامة حين تقفل في وجهها جميع السبل.

 

رحم الله الشيخ ياسين فقد عاش عظيما ومات عظيما.. عاش ضعيف البدن قوي الروح، وبقوة الأرواح تُصنع المعجزات.

 

( المصدر: وكالة قدس برس بتاريخ 22 مارس 2004)


 

في حوار معه قبل أسبوع واحد من استشهاده

أكد أنّ المقاومة لن تتوقف حتى التحرير .. وقال « نتوقع كل شيء من العدو »

الشيخ ياسين: إسرائيل حاولت مراراً القضاء على « حماس » لكن الحركة تغدو أقوى

غزة (فلسطين) – خدمة قدس برس

في حوار أجرى معه قبل أسبوع واحد من استشهاده، في عملية اغتيال إسرائيلية؛ أكد الشيخ أحمد ياسين، أنّ المقاومة الفلسطينية لن تتوقف حتى التحرير، وقال « نتوقع كل شيء من هذا العدو لأنه لا يريد السلام » بل « القهر والسيطرة ».

وأعاد مؤسس حركة المقاومة الإسلامية « حماس » أنّ الدولة العبرية حاولت مراراً القضاء على الحركة، لكنها كانت في كل مرة تخرج أقوى من ذي قبل.

وفي ما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل موقع « القسام » (الجناح العسكري لحركة « حماس ») على شبكة الإنترنت، في الخامس عشر من آذار (مارس) الجاري، مع الشيخ أحمد ياسين، أي قبل أسبوع واحد من اغتياله في مدينة غزة بإشراف مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي آرائيل شارون على العملية.

 

جرت خلال اليومين الماضيين تسريبات بأنّ حركة حماس أعدت خطة سياسية ستقوم بطرحها على الفصائل الوطنية والإسلامية تتعلق بإدارة قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه، فما هي حقيقة هذه الخطة؟

الشيخ ياسين: إنّ حماس تعد بالفعل وثيقة من هذا النوع، ولكن عندما يتم بلورتها ونتفق عليها مع الفصائل والسلطة الفلسطينية؛ سنعلن عن كافة تفاصيلها، إلا أنها ما زالت في طور الإعداد والتشاور.

 

هل ستشاركون في السلطة بشكل مباشر؟

الشيخ ياسين: هذا يتوقف على مدى الانسحاب الصهيوني، فنحن لن نشارك في السلطة ما دام هناك احتلال، وحجم الانسحاب هو ما يحدد حجم مشاركتنا.

 

الحديث الدائر حالياً عن انسحاب كامل من قطاع غزة، كيف ستتصرفون؟

الشيخ ياسين: ما دام لم يجر هذا الانسحاب لا يمكنني الإجابة عن سؤالك، نحن كل ما نسمعه هو تصريحات وأحاديث، ولكن لا أحد يعلم بالضبط كيفية أو ماهية هذا الانسحاب، وهو ما يحدد كيفية تصرفنا.

 

لكنك تتحدث عن خطة تقومون بإعدادها؟

الشيخ ياسين: نعم هذا لا يعني أن لا نضع في حساباتنا كل الاحتمالات، ونحن نتشاور لبلورة الخطة التي نقول إنها تساوي ميثاق شرف فلسطينياً يلتزم به الجميع، ونجري مشاورات مع كل الفصائل في هذا الصدد، وهي عبارة عن دراسة لبلورتها وإنجازها كاملاً، ولا نريد أن نفرض إرادتنا على أحد، وسيكون فيها حديث عن الوضع الاقتصادي والأمني ومستقبل المقاومة في قطاع غزة والعلاقة بين السلطة والفصائل، والفصائل فيما بينها، فكل هذا يحتاج إلى ضوابط وحدود يتفق عليها الجميع.

 

حماس تقول دائما انه مادام هناك احتلال فستكون مقاومة، والآن تقول الدولة العبرية إنها ستغادر القطاع، فماذا ستفعلون؟

الشيخ ياسين: هذا الموضوع ندرسه الآن ويحتاج إلى اتفاق عليه، هل قطاع غزة نهاية المطاف أم أنّ المقاومة اندلعت لتحرير غزة وانتهت القضية؟!.

 

يعني هل ستواصلون قصف صواريخ القسام داخل الأراضي المحتلة سنة 1948 مثلاً؟

الشيخ ياسين: هذا يتوقف على مدى الانسحاب، ويمكن لو انسحبت إسرائيل كاملا من القطاع من دون أدنى سيطرة أن يكون هناك هدوء لفترة محددة، حتى نرى مصير الأسرى واللاجئين والقدس والضفة، ولن تتوقف المقاومة في الضفة حتى التحرير، ولن نقبل في الوقت نفسه الصمت والضفة محتلة.

 

وفي هذه الفترة هل ستشاركون في إدارة القطاع؟

الشيخ ياسين: نحن سنشارك بشكل ديمقراطي سواء في انتخابات أو غيرها.

 

هل هذا يعني انتقال « حماس » من خانة المعارضة إلى المشاركة في السلطة؟

الشيخ ياسين: نحن الآن في مرحلة تحرّر ومرحلة مقاومة، وإذا جرى تحرير لبقعة يمكن أن نشارك فيها، وإذا كانت هناك مرحلة انتقالية؛ فميثاق الشرف الذي نتحدث عليه هو ما سيحددها.

 

تسعى الدولة العبرية إلى أن لا تخرج منهزمة من القطاع، وستواصل عدوانها ما واصلتم مقاومتكم، فماذا ستفعلون؟

الشيخ ياسين: نحن نواصل مقاومتنا ما دام هناك احتلال، والاحتلال يخرج لأنه مهزوم، ونتوقع كل شيء من هذا العدو لأنه لا يريد السلام ويريد القهر والسيطرة، وعليه أن يتوقع كل شيء من القوى الفلسطينية المقاتلة وخاصة « حماس ».

 

هناك حديث عن إمكانية قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملية مشابهة لـ « السور الواقي » في قطاع غزة للقضاء على المقاومة قبل المغادرة النهائية، فكيف ستتصرفون؟

الشيخ ياسين: إسرائيل أعجز من أن تفعل هذا، لأنها تعرف حجم المقاومة التي ستواجهها وكم ستدفع خسائر وهي تهرب من المقاومة، فهل المنطق أن تأتي إليها بأرجلها.

 

ولكنها تتحدث عن ضرورة القضاء على قوة « حماس » والجيش الشعبي؟

الشيخ ياسين: إسرائيل حاولت القضاء أكثر من مرة على قوة « حماس »، وكل مرة تخرج الحركة أقوى مما سبق، وستكون أقوى إن شاء الله، ونحن لا يوجد لدينا جيش شعبي وإنما دفاع شعبي لمواجهة الاجتياحات، ولا دولة لنا حتى ننشئ جيشاً.

 

( المصدر: وكالة قدس برس بتاريخ 22 مارس 2004)


 

الشيخ أحمد ياسين

 

يتمتع الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحدا من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي.

المولد والنشأة ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان في يونيو/ حزيران 1936 وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية. مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات.

عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة عام 1948 وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاما وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء كان هذا الغير الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي.

ويتحدث الشيخ ياسين عن تلك الحقبة فيقول « لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث ».

خشونة العيش التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948 لم تستثن هذا الطفل الصغير فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة -شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك- مرارة الفقر والجوع والحرمان، فكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم، وترك الدراسة لمدة عام (1949-1950) ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى.

شلله في السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت وحتى الآن، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.

وما زال يعاني إضافة إلى الشلل التام من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.

العمل مدرسا أنهى أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 57/1958 ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.

نشاطه السياسي شارك أحمد ياسين وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956 وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.

الاعتقال كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954، وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان. وقد تركت فترة الاعتقال في نفسه آثارا مهمة لخصها بقوله « إنها عمقت في نفسه كراهية الظلم، وأكدت (فترة الاعتقال) أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية ».

هزيمة 1967 بعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

الانتماء الفكري يعتنق الشيخ أحمد ياسين أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928، والتي تدعو -كما تقول- إلى فهم الإسلام فهما صحيحا والشمول في تطبيقه في شتى مناحي الحياة.

ملاحقات إسرائيلية أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية فأمرت عام 1982 باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين « القيادة العامة ».

تأسيس حركة حماس اتفق الشيخ أحمد ياسين عام 1987 مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم « حركة المقاومة الإسلامية » المعروفة اختصارا باسم « حماس »، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.

عودة الملاحقات الإسرائيلية مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت في أغسطس/آب 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان. ولما ازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 مايو/أيار 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس. وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

محاولات الإفراج عنه حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- الإفراج عن الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنين الآخرين، فقامت بخطف جندي إسرائيلي قرب القدس يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول 1992 وعرضت على إسرائيل مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرض وقامت بشن هجوم على مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.

وفي عملية تبادل أخرى في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 1997 جرت بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، أفرج عن الشيخ وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.

الإقامة الجبرية وبسبب اختلاف سياسة حماس عن السلطة كثيراً ما كانت تلجا السلطة للضغط على حماس، وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ أحمد ياسين الإقامة الجبرية مع إقرارها بأهميته للمقاومة الفلسطينية وللحياة السياسية الفلسطينية. 

محاولة الاغتيال قد تعرض الشيخ أحمد ياسين في 6 سبتمبر/ أيلول 2003 لمحاولة اغتيال إسرائيلية حين استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية. ولم يكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن بالقاتلة.

المصدر: الجزيرة، الخميس 19/7/1423هـ الموافق 26/9/2002م(آخر تحديث) الساعة 23:47(مكة المكرمة), 20:47(غرينتش)

 

المجلس الوطني للحريات

تونس في :2004.3.22
      بـلاغ                
 

البراهمة  :  عصابة   بؤس   لا  عصابة  إجرام .

 

نظرت  يوم  الإربعاء 10/03/2004  المحكمة الجنائية الإبتدائية بالكاف  في القضية عدد 1931 المتعلقة  بدوار البراهمة الواقع بمنطقة سيدي رابح بمعتمدية ساقية سيدي يوسف حيث مثل بحالة إيقاف  كل من  الأخضر بن الشريف التليلي و إبنه عبد الحميد و الحبيب بن إبـــراهيم التليلـي  و بوجمعة بن الطيب التليلي في  حين  كانت  إحالة بقية المتهمين والمتهمات الأربعة  و الثلاثين بحالة سراح .
 
 ونسب للموقوفين تهم الإنخراط في عصابة قصد الإعتداء على الأشخاص والأملاك و عقد إجتماعات بدون رخصة و مغادرة التراب التونسي بدون وثيقة رسمية  في حين لم  ينسب للبقية إلا  الجريمة الأخيرة .
ولقد حضر من المتهمين بحالة  سراح  حوالي  العشرين نفرا نساءا ورجالا   وعجائز ولقد  شملت  الإحالة الزوج والزوجة والأب والإبن .  ولقد  كان  هندام  جميع المتهمين  ينم  عن  فقر  وبؤس  شديدين  .  وقد حضر للدفاع عنهم أربعة محامين فقط  هم الأساتذة عبدالله الزرامي ووليد  العايفية وسالم الجلالي ومحمد نجيب الحسني الذي  طلب  إطلاق سراح  الموقوفين مؤكدا أن المتهمين هم  » عصابة  بؤس لا عصابة  إجرام  » وأنهم لم يقترفوا أي  ذنب سوى  إجتياز الحدود  بدون  رخصة  وهي  جريمة  تمت مقاضاتهم من  أجلها  من  طرف  القضاء الجزائري ولا يؤاخذ المرء عن نفس الفعل مرتين ؛   لكن المحكمة  أجلت القضية لجسلة 24 مارس 2004 لإستدعاء بقية  المتهمين و  رفضت مطلب الإفراج المقدم من الدفاع   .
 
و للتذكير فإن هؤولاء الأشخاص يقطنون بمنطقة سيدي رابح  وهي منطقة قاحلة تقع على الحدود  مع الشقيقة  الجزائر، أرضها شحيحة الإنتاج الفلاحي  ، يعيش أهلها فقرا و بؤسا  شديدين  و لا مورد  لهم سوى  بعض الأعمال التجارية التي يتعاطونها  مع الأشقاء الجزائريين ، و أمام الضغط الأمني المسلط على منطقتهم و الذي حال دون موارد رزقهم قاموا بالهجرة جماعيا إلى التراب الجزائري   وطلبوا  اللجوء .لكن السلط الجزائرية  خالفت  قواعد اللجوء  وأرجعتهم  قسرا  إلى  تونس رغم  تعبيرهم عن  المعارضة  والخوف من  ذلك .
 
إن  المجلس  يناشد  كل   الأحرار في  العالم  إلى الوقوف إلى  جانب هؤولاء  المواطنين البؤساء  و الذين يشكلون  دليلا  على حرمان  عديد المواطنين من  حقوقهم  الإقتصادية والإجتماعية .
 

السجين  محمد  العكروت  يحرم  من  الزيارة :

 
بلغ  إلى علم المجلس الوطني للحريات أن إدارة السجن المدني بالهوارب  قامت يوم الثلاثاء 03/03/2004  بمنع الزيارة  عن  السجين السياسي محمد بن عياد بن مسعود العكروت  بدعوى أنه معاقب  ؛ و هذه ليست المرة الأولى التي يمنع فيها  من الزيارة حيث تم حرمانه منها تباعا في 17/02/2004 و 24 من نفس الشهر . وللعلم فإن السيد العكروت  هو أحد  قيادي حركة النهضة المحكوم بالسجن المؤبد والذي  خفض حمكه إلى ثلاثين عاما  ، ولقد   سبق أن دخل  في إضراب مفتوح عن الطعام في  02/10/2003 جراء سوء معاملته وظروف إقامته بالسجن المدني بالكاف حيث  تم على إثره نقلته اإلى السجن المدني بالهوارب لكن  شيئا  لم  يتغير  .   
 
       الناطق بإسم المجلس                الأستاذ محمد نجيب الحسني

 

صحافيأمام المحكمة

 

بيانإلى الرأيالعام الوطنيوالعالمي

 

وصلنينهايةالأسبوعالماضياستدعاءللمثول أماممحكمةالاستئنافبمدينة قفصةفي القضيّةرقم 79996\ 2004 يومالأربعاء 24مارس 2004  بتهمةالانتماء إلىجمعية غيرمرخص فيها،وقد استغربتفي البدايةهذا الأمروظننته خطأخاصةوالاستدعاءمن محكمةالاستئنافوليس منالمحكمةالابتدائية.وبعد التثبتوالاتصالبالمحامين فيالجهة تبين ليالأمر، ولميعد هناك شكبأنها محاولةجديدة للضغطعليّ كصحافيحر يمارسمهنته طبقالحريةالرأيوالتعبير وماتمليه مهنةالصحافة منحرية وجرأةوعدم خضوعللضغوط.

ويتعلقالأمربمجموعةمقالات كنتكتبتها بمجلة » أقلام أونلاينالألكترونية » حشرت بسببهافي قضيةسياسية منذأكثر من سنة،وكان القضاءقال فيهاكلمته فيالطورينالابتدائيوالاستئنافيبعدم سماعالدعوى، ولكنالنيابةالعموميةأصرّت علىمواصلةالتتبعوأحالت الأمرعلى محكمةالتعقيب التيقررت بدورهاإعادةالقضيّة إلىمحكمةالاستئنافبقفصة. ورغم أنالقضية التيتنظر فيهاالمحكمةمجددا مضحكةإذ هي تتعلقبالتبرعوتقديمالمساعدةلعائلة سجينسياسي بمدينةقفصة، إلا أنالأدهىوالأمرّ هوحشري في هذهالقضيةاعتمادا علىمجلةالكترونيةوجدت مع أحدالمتهمين،ورغم أني لاأنتمي إلى أيحزب سياسي ولاأقوم بأي عملسياسي إلا أنولاة الأمورخيروا الهروبإلى الأمامومحاولةترهيبيوهرسلتي بهذهالقضيةالمهزلة، وهيمحاولة جديدةتضاف إلىالمضايقاتالعديدة التيأتعرض لها منذثلاث سنواتبدءابالمراقبةالأمنيةوحرماني منالبطاقةالصحفية التيتسلمها وكالةالاتصالالخارجي،وحرماني منحضور الندواتوالمناسباتالرسمية بدونتبرير،وحرماني منجواز السفر،وحرماني منالحق فيالضمانالاجتماعي…الخ.

وإنيأعتبراستدعائيأمام المحكمةمجددا في قضيةليست لي بهاأية علاقة،والإصرار علىذلك بعد سنةونصف من صدورالحكم الأولبعدم سماعالدعوى،إعتداء علىحرية الصحافةوالتعبير،ومحاولةمتجددة للجمالصحافةالحرّةوالمستقلة.وأطالب كلالمنظماتوالهيئاتوالشرفاء إلىالتنديد بهذاالعملوالوقوف أمامالمحاولاتاليائسةللسيطرة علىوسائلالإعلاموالإعلاميينفي تونس.

 

محمدفوراتي

مراسلوكالة أنباءقدس برس

سكرتيرتحرير جريدةالموقفالتونسية

الهاتف: 98916750


 

 

Le journaliste Lotfi Hajji suspend son sit-in

 
Contraint par le Bureau de l’Association des Journalistes Tunisiens (AJT) de lui renouveler sa carte d’adhésion, alors qu’il est membre du bureau (!!!), Lotfi Hajji, rédacteur en chef de la partie arabe du magazine hebdomadaire Rélaités/Haqa’iq, a entamé un sit_in au siège de l’Association pour cesser l’arbitraire et le ridicule d’une mesure visant à le priver de se présenter aux prochaines élections. Après une longue journée de négcoatitions, les « responsables » de l’Asaociation luin ont promis de régler le problème dans les heures qui suivent. Suite à quoi, il a arreté son action.
 
Lotfi Hajji avait aupravant suspendue sa participation aux travaux du Bureau directeur, pour protester contre les agissements anti-démocratiques des lobbies qui ont terni l’image de l’association à l’interieur du pays et à l’atrabger. Il s’axprimait alors dans un communiqué diffusé lors de la dernière Assemblée générale, qui s’est tebnue après la suspention de l’AJT par la Fédération Internationale des Journalistes (FIJ).
 
Jopint au téléphone, depuis Patris, Lotfi semble déterminé à poursuivre son combat pour imposer le respect des règles démocratiques et défendre l’éthique du métier.
 
Paris, le 22 mars 2004
Abdel Wahab Hani

 


 

افتتاحية

وحقالتونسيين فيالاعلام ؟

بعد صمت مديدطلعت عليناوكالة تونسإفريقياللأنباءبتصريح لوزيرالخارجية عنالقمّةالعربية التيتستضيفهابلادنا أواخرالشهر، لكنهتصريح لا يشبهأي نوع منالأجناسالصحفيةالمعتادة،فلا هو سؤالوجواب ولا هومقال تحليليولا إخباري.وقد طرأ علىالتصريحالطابع الفنيإذ طغت عليهرزنامةالاجتماعاتمن دون التطرقمن بعيد أوقريب لمضمونالملفاتالمعروضة علىالقمّة، أسوةبالتصريحاتالجاهزة التييسلمهاالمستشارونالإعلاميونفي الوزاراتللصحف. واللافتللنظر أن وزيرالخارجيةالمقل فيالتصريحاتوالأحاديثالصحفية علىخلاف مايقتضيه موقعهوما درج عليهزملائه في كلبلدانالعالم، لميعط للإعلامما يستحق مناهتمام حتىبمناسبةالقمة وهو حدثتشهده تونسمرّة كل ربعقرن. أليس منحق التونسيينأن يعرفواماذا يدور منجدل حول محاورالقمةوالملفاتالمعروضةعليهاوالخطوطالكبرىلمشاريعالقراراتوالتوصيات،فهذه قضايامصيرية تهمالشعوب وتونسجزء منها ؟ كانالمنطق يقتضيعقد ندوات فيالإذاعةوالتلفزةوموائدمستديرة فيالصحف ومنابرحوار لمناقشةالقضاياالعربيةالراهنةوموقف تونسمنها. والمنطقيقتضي أن يفسحالمجالللأحزاب لعقداجتماعات فيالقاعاتالعموميةلمعرفة مايجري علىالساحةالعربية. لكنهذا يجري عادةفي المجتمعاتالديمقراطيةفقط حيث يحترمحقّ المواطنفي الإعلام،أما عندنافيكتفيالوزير أومستشاروه بتصريح يسلّملوكالةالأنباء ولايتضمّن سوى…رزنامةاجتماعات !

 

 (المصدر:صحيفة « الموقف »العدد 256بتاريخ 19 مارس 2004)

 


 
أخبار حريات

مرشح مستقل للانتخابات الرئاسية ؟

وجه السيد حسين المحمدي رسالة إلى رئيس مجلس النواب وأعضاء المجلس وكذلك إلى رؤساء البلديات طالبا منهم فيها تزكية ترشحه للانتخابات الرئاسية لسنة 2004 . والسيد المحمدي هو كاتب عام لجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي سابقا ببن عروس كما كان رئيس وحدة بالإدارة المركزية للتجمع وشغل عدّة مهام حزبية أخرى. وجاء في الرسالة التي بعث بنسخة منها لـ  » الموقف  » أنه يتوجه إلى النواب ورؤساء البلديات بصفته مستقلا لطلب الموافقة على تقديم ثلاثين تصريحا كتابيا لتزكية ترشيحه طبقا للفصل 40 من الدستور. وأوضح أن برنامجه يرمي لتحقيق صحافة حرة ونابضة بالحياة وحق كل تونسي وتونسية في التنظم والعمل السلمي والمشاركة وانتخابات حرة ونزيهة والتساوي أمام العدالة في ظل القانون.
ديون

بمناسبة اجتماعات الدورة التاسعة عشر للجنة العسكرية التونسية الأمريكية طلب وزير الدفاع من الجانب الأمريكي شطب ديون تونس العسكرية ازاء الولايات المتحدة أو إعادة رسكلتها.
نقاش
في غياب أطر وطنية للنقاش تحولت مأدبة حوار أقامها السفير البريطاني السيد روبن كيلي في بيته على شرف الأستاذ الزائر فكتور بولمر توماس مدير المعهد الملكي للدراسات الدولية إلى مناقشة حماسية لمشروع الشرق الأوسط الكبير وغيره من المبادرات المطروحة على العرب شارك فيها عشرون شخصية سياسية وجامعية وإعلامية من بينهم السادة الباجي قايد السبسي وأحمد ونيس وعزام محجوب ومحمد بن أحمد.
طرد
تم طرد الاطار النقابي محمد الشطي من عملة بأحد مصانع النسيج بجهة جبنيانة على اثر مواكبته مؤتمرا وطنيا لحزب معارض. ومنذ ذلك الوقت وهو يعاني من البطالة ومن ظروف اجتماعية قاسية مما حمله على رفع قضيّة على المصنع المذكور.
تعسف
تعرض معلمون من جهة المكناسي بسيدي بوزيد إلى مضايقات من قبل حرس المرور يوم الأربعاء 18 -2 – 2004 ( 5 معلمات و3 معلمين ) إثر تنقلهم لمراكز عملهم في معتمدية سوق الجديد وعندما بلغ الأمر إلى النقابة الأساسية بسوق الجديد دعت إلى اجتماع قاعدي وذلك يوم 22 من نفس الشهر أفضى إلى قرار الإضراب الاحتجاجي في المدارس المذكورة يوم الجمعة 27 فيفري لمدة ساعة بنسبة نجاح 81،25 %.
حملة
لوحظ في المدة الأخيرة أن أعضاء من الشعب الترابية للتجمع يجوبون الأحياء السكنية ويزورون العائلات لتسجيل أسماء العاطلين فيها عن العمل ويستفسرون عن مؤهلاتهم واعدين بتشغيلهم في أقرب الآجال وقد علّق بعض الذين وقعت زيارتهم بأنّ الأمر يندرج في إطار الحملة الانتخابية للتجمع.
شرط
عمدت إدارة المدرسة الإعدادية أحمد ابن أبي الضياف بالمحمدية إلى توقيف جميع التلميذات الحاملات لأيّ شكل من أشكال غطاء الرأس وإجبارهنّ على تعرية رؤوسهنّ تعرية كاملة كشرط وحيد لمواصلة الدراسة وفي الوقت ذاته حُررت في شأن بعضهنّ تقارير إلى منطقة الأمن الوطني بفوشانة التي استدعتهن صحبة أوليائهنّ وألزمتهنّ بعدم العودة مجدّدا إلى حمل غطاء الرأس.   تشغيل
طالب العاطلون عن العمل من حاملي الشهادات العليا خلال تحركاتهم الأسبوع الماضي بإلغاء مناظرة  » الكاباس  » وإلغاء الساعات الإضافية في التدريس بالجامعة والتعليم الثانوي وتخفيض سن التقاعد عند حد 55 سنة تمكين كل عاطل عن العمل من منحة بطالة وحقه في الضمان الاجتماعي وتمكين الباحثين في الدكتوراء من حقهم في العمل بعقد نصف أجر أو منحة قارة لمواصلة البحث.
 (المصدر: صحيفة « الموقف » العدد 256 بتاريخ 19 مارس 2004)


عائلة تبحث عن ابنها منذ أكثر من عشر سنوات

 

قابس – الموقف عبد الوهاب عمري           اتصلت المواطنة لطيفة بنت رجب بن صالح المطماطي من أجل إبلاغ صوتها عبر جريدة « الموقف » بعد أن استنفذت كل قنوات الاتصال خلال السنوات الماضية و نحن ننقل صوت معاناتها أملا في إماطة اللثام عن قضيتها المأساوية و الغامضة في الوقت ذاته
        لقد وقع إيقاف زوج هذه المواطنة

السيد كمال بن علي المطماطي

سنة1991 بمقر عمله بإقليم قابس للشركة التونسية للكهرباء و الغاز بعد اتهامه بالانتماء إلى حركة « النهضة » المحظورة، و يظهر أن عملية إيقافه لم تكن سهلة حيث أبدى الموقوف مقاومة أثناء ذلك لأعوان الأمن، و بعد أن علمت أسرته بأمر إيقافه اتصل أفرادها بمنطقة الأمن بقابس و لكنهم لم يتمكنوا من الاتصال به أو رؤيته و لكن سمح لهم بإحضار بعض الأطعمة و الملابس و حين عادوا بعد أيام للاستفسار عن أمره فوجئت أسرته بأنه لم يعد موجودا بمنطقة الأمن و تم إرجاع الملابس المسلمة نظيفة -أي أنها لم تستخدم- و أمام إلحاح زوجته على معرفة مصير زوجها أعلموها بأنه قد نقل إلى تونس العاصمة.

        بعد مدة، علمت الأسرة بأن ابنها يحاكم بالسجن لمدة سبعة عشر عاما ونصف العام و هذه العقوبة رغم قسوتها الشديدة إلا أنها كانت  » عادية  » بالنسبة إلى بقية الأحكام الصادرة و لكن الأدهى من كل ذلك هو أن الحكم الصادر كان غيابيا أي أن المواطن كمال بن علي المطماطي لم يحضر محاكمته. و منذ ذلك الحين لم تترك أسرته بابا إلا طرقته لمعرفة مصير ابنها فقد زاروا جميع السجون التونسية تقريبا بحثا عنه و لكن الإجابة كانت دائما بالنفي :  » ابنكم غير موجود بهذا السجن  »         لقد كان المواطن كمال بن علي المطماطي قبل إيقافه يعيل زوجته و ابنا إسمه عثمان و عمره الآن 16 عاما و ابنة و عمرها الآن 11 عاما كما يكفل أباه و أمه و شقيقته و هذه الأسرة في غياب عائلها بقيت بدون مورد رزق.
      

إن كل ما تطلبه الأسرة هو معرفة مصير ابنها هل هو حي أم فارق الحياة؟

        فإذا كان حيا ففي أي سجن يقبع حتى تتمكن أسرته من زيارته و إذا لم يكن مسجونا فماذا حدث أثناء إيقافه خاصة و أن الجهات الأمنية و القضائية لم تشر بتاتا إلى فراره من مقر الإيقاف و لو كان في حالة فرار كما هو شأن الكثيرين من عناصر حركة  » النهضة  » لاتصل بأفراد أسرته طوال هذه المدة.         و إن كان قد فارق الحياة ففي أية ظروف ومن المسؤول عن وفاته وفي أي مكان دفن و لماذا لا تمنح أسرته تعويضات رمزية تكفل حدا أدنى من ضرورات الحياة على الأقل؟         إن أسرة المواطن كمال بن علي المطماطي مستعدة بعد ثلاثة عشر عاما من عذاب الانتظار و الترقب و بعد هذه المدة الطويلة من التمزق بين اليأس و الأمل من حقها أن تعرف مصير فرد من أفرادها هو الزوج و الأب و الإبن و الأخ و هو العائل الوحيد لها.         من حق هذه الأسرة أن تعلم اليوم إن كان ابنها حيا أو ميتا فالزوجة لا تدري إن كانت زوجة أو أرملة و الإبنان لا يعلمان إن كانا يتيمين أو لهما والد على قيد الحياة.

من حق هذه الأسرة أن تزور عائلها إن كان حيا أو تقيم له قبرا تزوره إن كان ميتا. فهل كثير على هذه العائلة التونسية قبرا تزوره؟

في ختام عرض هذه المأساة تتوجه هذه الأسرة إلى الجهات الأمنية و السجنية و القضائية و السياسية بنداء للتدخل بما لديها من معلومات و صلوحيات حتى تنير سبيل هذه الأسرة و يتوضح مصير ابنها بعد ثلاثة عشر عاما من الغموض و المعاناة.


 

حالة عبد اللطيف المكي وجلال عياد تنذر بالخطر

محمد فوراتي
وجهت لجنة المساندة التي تشكلت لمساندة المضربين وبعد أكثر من شهر من إضراب الجوع نداء عاجلا لإنقاذ حياة الطبيين الداخليين المكي وعياد. وقالت السيدة سهير بلحسن  » إن حالتهما تنذر بخطر حقيقي على حياتهما واللجنة وكل المنظمات الحقوقية إذ تحمّل السلطة مسؤولية ما قد يصيب المضربين من سوء بسبب رفضها الاستجابة لمطلبهما المشروع في الدراسة وتجاهل حالتهما المأساوية، فإنها تطلق نداء عاجلا لجميع المنظمات الحقوقية والشخصيات المدافعة عن حقوق الإنسان في الداخل والخارج للتدخل العاجل لدى السلطات التونسية لرفع هذه المظلمة والمحافظة على حياة الطالبين « .
من جهة أخرى توجهت اللجنة يوم السبت 12 مارس برسالة إلى رئيس الدولة جاء فيها  » انطلاقا من شرعية مطلب المضربين، ونظرا للتدهور الخطير لحالتهما الصحيّة…نلتمس من سيادتكم، باعتباركم الضامن لتطبيق الدستور الذي ينصّ على الحقّ في التعليم والمساواة بين المواطنين، التدخل بما يخوله لكم القانون، لإنهاء هذه المظلمة وتمكين الطالبين من حقيهما في الدراسة « . وكانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبتفويض من الطالبين تقدمت بشكوى لدى لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو تتعلق بالقرار التعسفي في منعهما من إتمام الدراسة كطبيبين داخليين بكلية الطب بتونس ثم في مرحلة ثانية منعهما من مواصلة بحثيهما بالمرحلة الثالثة بكلية العلوم بتونس في اختصاص البيوكيمياء الحيوية ( Biochimie dynamique ). كما وجهت 85 منظمة ورابطة للدفاع عن حقوق الإنسان  المجتمعين في مؤتمر الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان الذي عقد مؤخرا بالإكواتور رسالة مساندة إلى المضربين طالبين من السلطات التونسية تمكينهما من الحق المقدس في التعليم، طبقا للدستور التونسي وللمواثيق الدولية الخاصة بالحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي أمضت عليها تونس.
وقال الدكتور فتحي التوزري أن حالة جلال عياد وعبد اللطيف المكي المضربين عن الطعام منذ أربعين يوما أصبحت تنذر بخطر حقيقي خاصة بعد أن نقص وزن عياد 13 كلغ والمكي 17 كلغ، والأخير يعاني من قرح في المعدة ومرض القلب وهو ما يجعلنا نقرع ناقوس الخطر وندعو كل المنظمات الحقوقية والنشطاء وسلطة الإشراف إلى التدخل العاجل.  
 
(المصدر: صحيفة « الموقف » العدد 256 بتاريخ 19 مارس 2004)


 

Programme de l’émission du 23 mars de la chaîne El Hiwar

Journal télévisé de la semaine : présenté par Abdel Wahab Hani (environ 15 minutes) Chronique de la semaine : Le vote, un devoir citoyen: Par Tahar Ben Hassine (10 mn) L’invité de la semaine: Khemaies Chammari : Les forces démocratiques et les échéances électorales de 2004 Coordonnées de réception : Satellite : Hot Bird 6, position 13° Est Transpondeur (récepteur) : 93 Canal : OCCA HB6/93 Fréquence :12.577,380 Mhz Polarisation : H (Horizontale) Modulation : QPSK Symbol rate : 27,5 Msymbols/s FEC : 3/4 Service ID : 8104 Vidéo PID : 1204

 


Neuf Tunisiens d’une même famille tués dans un éboulement de terrain

 
TUNIS, 22 mars (AFP) – Neuf Tunisiens d’une même famille ont été tués dimanche à la suite d’un éboulement de terrain dans la région de Kébilikm au sud de Tunis), annonce lundi l’agence tunisienne TAP (officielle). Les victimes, qui étaient en excursion dans la région, se reposaient sur une avancée de terrain surplombant un oued lorsque l’éboulement a eu lieu ensevelissant les membres du groupe. Des unités de la Garde nationale et de la protection civile se sont rendues sur les lieux de l’accident d’où ils ont retiré les corps des victimes, indique la TAP.

 

 

الرئيس زين العابدين بن علي يقرر إدخال تحوير جزئي على الحكومة

وأعلن الوزير الأول ان الرئيس زين العابدين بن علي قرر إدخال تحوير جزئي على الحكومة عين بمقتضاه:

– السيد محمد رشيد كشيش : وزير للمالية. – السيد منير جعيدان : كاتب عام للحكومة ومكلفا بالعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين.

كما قرر رئيس الجمهورية تعيين السيدة فائزة الكافي رئيسة دائرة المحاسبات.

المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 22 مارس 2004

ملاحظة من تونس نيوز:

   محمد الجري لم يحتفظ بمنصبه رئيسا لدائرة المحاسبات لأكثر من 7 أشهر … 


 
Le Président Ben Ali confère avec le Premier ministre

Remaniement partiel du Gouvernement

22/03/2004– L’activité du Gouvernement et son programme de travail pour les prochains jours a été au centre de l’entrevue que le Président Zine El Abidine Ben Ali a eue, avec M. Mohamed Ghannouchi, Premier ministre. Le Chef de l’Etat s’est intéressé, au cours de la rencontre, à la marche du processus de développement dans les régions et aux perspectives de sa consolidation, à la lumière des plans et objectifs traces. Le Président de la République s’est informé, dans ce contexte, de l’état d’avancement de la réalisation des projets et programmes qu’il avait décidés dans le cadre des réunions extraodinaires des conseils régionaux. Le Président de la République a réaffirmé son souci de veiller à ce que ces projets soient réalisés dans les meilleures conditions et dans les délais fixés, de manière à atteindre les objectifs escomptés, s’agissant, en particulier, du renforcement de l’infrastructure, du développement des équipements collectifs, de l’amélioration de la qualité de vie et de l’accélération du rythme de création des postes d’emploi et des sources de revenu. Le Président Zine El Abidine Ben Ali a réitéré, à cet égard, toute l’importance qu’il attache à la nécessité de parachever la mise en oeuvre du programme relatif aux délégations prioritaires, recommandant de veiller à dynamiser les différentes composantes de ce programme et à doter les mécanismes de formation, d’encadrement et d’insertion de tous les moyens d’efficacité et de rentabilité, de manière à améliorer les indicateurs économiques et sociaux des régions concernées. Le Chef de l’Etat a, également, recommandé d’accorder davantage d’intérêt aux recommandations des conférences régionales sur l’investissement, en vue de garantir la concrétisation des idées de projets présentées lors de ces rencontres. Sur un autre plan, et dans le cadre du suivi de la question de l’amélioration des prestations de santé, le Président de la République a ordonné la constitution d’une commission spéciale qui aura la charge de procéder, en concertation avec les différentes parties concernées, à une évaluation globale et approfondie du rendement des établissements hospitaliers publics, et d’élaborer des propositions et des recommandations pratiques propres à pallier les insuffisances, à promouvoir les services fournis par ces établissements, à améliorer les conditions d’accueil et de prise en charge des patients et à leur assurer toutes les prestations dont ils ont besoin avec la célérité et l’efficacite requises. Le Premier ministre a, par ailleurs, annoncé que le Président Zine El Abidine Ben Ali a décidé d’introduire un remaniement partiel du Gouvernement, en vertu duquel il a nommé : – M. Mohamed Kechiche: ministre des Finances. – M. Mounir Jaïdane : secrétaire général du Gouvernement et chargé des relations avec la Chambre des députés et la Chambre des conseillers. Le Chef de l’Etat a, également, décidé de nommer Mme Faïza Kéfi aux fonctions de présidente de la Cours des comptes. (Source: www.infotunisie.com)
 

L’ambassade britannique à Alger en partie transférée en Tunisie par crainte d’attentats

 
lundi 22 mars 2004, 14h59 ALGER (AP) – Pour des raisons sécuritaires et en attendant la construction d’un nouveau siège « plus sécurisé », l’ambassade du Royaume-Uni en Algérie a décidé de transférer une partie de ses locaux dans un grand hôtel d’Alger, où se trouvent déjà les bureaux de British Airways, et le reste de ses services en Tunisie, a indiqué le chargé d’affaires britannique Jim Currie. « Il n’y a aucune menace particulière, mais nous avons une grande responsabilité envers les employées de l’ambassade, d’autant que notre siège se trouve sur une grande artère et que les ambassades sont des cibles privilégiées pour les kamikazes », a-t-il expliqué. Le diplomate a indiqué que cette décision avait été prise « par précaution sécuritaire, sachant que les attentats terroristes ont baissé dans les grandes villes comparé aux années précédents ». Selon lui, il en sera de même dans « d’autres pays et certaines villes, tels que le Maroc, l’Irak et Istanbul ». Dans les pays du Maghreb, la Grande-Bretagne a déjà fermé son ambassade au Maroc à la suite des attentats de Casablanca. Pour le cas de l’Algérie, Jim Currie assure que la décision de la fermeture de ses locaux n’est ni plus ni moins qu’une « question de précaution ». Conséquence immédiate de ce transfert, les demandes de visa seront « limitées », selon le responsable du bureau des visas à Alger Tony Mesarowitz. A partir du 22 mars, les Algériens intéressés feront leur demande par courrier pour certains types de visas. Pour les autres, ils seront dans l’obligation de se déplacer à l’ambassade de Grande-Bretagne à Tunis. Ce n’est pas la première fois que le Royaume-Uni transfère son ambassade d’Alger à Tunis. En 1990, au début des agitations islamistes, les autorités britanniques avaient décidé de fermer leur mission à Alger pour ne la rouvrir qu’en 2001. Ce retour a été suivi, début 2004, par l’ouverture pour la première fois de dessertes de British Airways, à raison de trois vols par semaine. Ces deux mesures successives avaient été interprétées comme la reconnaissance des efforts de l’Etat algérien en matière de lutte antiterroriste et comme la fin de l’isolement international de l’Algérie. En décidant ce déménagement décidé en pleine campagne électorale pour la présidentielle du 8 avril, Londres signale ne pas s’attendre à un retour de la paix et de la sécurité en Algérie.

 

Le boycott pour finir avec la dictature !

Par  Mahmoud Baroudi 
      Le 24 octobre 2004, les citoyens tunisiens seront appelés aux urnes, dans des conditions politiques, constitutionnelles  et réglementaires qui annihilent  toute possibilité de succession au pouvoir anti- démocratique de Ben Ali.         Les conditions dans lesquelles se dérouleront ces élections n’apporteront aucune nouveauté palpable, malgré le tapage médiatique orchestré par les autorités tunisiennes  soutenues par des partis politiques inféodés. Ces partis politiques qui ont contracté leur devenir en s’alliant avec des institutions qui prêchent l’asservissement et la corruption des élites, en vue de dompter la véritable opposition. De toute façon personne ne doute  que les élections seraient falsifiées et non démocratiques comme les précédentes, et ce pour les raisons suivantes :
-La persistance de l’impunité pour crimes économiques, politiques et atteintes graves à la dignité et aux droits humains ;   -L’accaparement par le seul ministère de l’Intérieur des pouvoirs de préparation, de supervision et de l’annonce des résultats des élections. Ce ministère connu par tous, comme instance partiale, impliquée dans tous les truquages électoraux ;   -La connivence entre le pouvoir et les partis politiques représentés au parlement en vue de durcir les mesures répressives, surtout pour intimider et terroriser les forces appelant au boycott,  aux dépens de la liberté d’opinion et d’expression ;   -l’asservissement du secteur audiovisuel en faveur de la pensée unique en bafouant le droit des forces de l’opposition crédible d’exprimer leur point de vue et d’exposer leurs positions au peuple tunisien ;   -Mais, le plus important reste  « le putsch constitutionnel » de 2002 qui va donner  à l’actuel président ce qu’il exige : l’impunité, la présidence à vie et le droit de déposséder les traîtres à sa personne de leur nationalité, selon Mr Moncef Marzouki.   La stratégie du boycott          Le boycott ! Une démarche qui soulève bien des questions : pour qui ou contre qui ? Par qui et pourquoi ? Avec quels effets et quels résultats ? Pour quel avenir ?
Le quasi-silence est en lui-même interpellant car les effets du boycott sont redoutables. Aujourd’hui mode d’action marginal il constitue pourtant une véritable menace pour les institutions.
Un boycott est nécessaire pour commencer la clarification politique et s’opposer à la désorientation créée par la défaillance de certains  partis. Travailleurs, étudiants et intellectuels qui bouillonnent de colère devant le résultat des dernières élections ne doivent pas être laissés dans l’isolement, ou pire, être acculés à contribuer à faire élire une autre fois la même personne. Une politique active est nécessaire, comprenant l’organisation de réunions pour promouvoir le boycott, de manifestations et de grèves.   Pourquoi le boycott est-il la réponse politique adéquate et nécessaire pour les élections  de 2004? Parce que le boycott enlèvera toute crédibilité à cette escroquerie électorale et sera un moyen de traduire le mécontentement de masse en une authentique action politique   Mais, le boycott ne s’arrêterait pas à cette simple déclaration. Il faudrait accompagner cette déclaration par une action sur le terrain visant à discréditer la tenue de ces élections sur toute l’étendue du territoire. Il faut une politique active, prenant la forme d’un boycott organisé, pour unifier la classe politique et pour ouvrir un nouveau chemin de lutte qui contribuera à construire un mouvement de masse, authentiquement indépendant. D’une seule voix, l’opposition tunisienne doit se lever et annoncer au régime son intention de boycotter l’élection et de ne pas participer à aucune nouvelle élection en Tunisie tant que le système n’est pas réformé. Bref, l’on ne peut combattre un système illégal comme celui de Ben Ali par la légalité. A  cette illégalité, il faut nécessairement opposer une action républicaine et citoyenne alternative. C’est la seule manière d’en finir. Cela veut donc dire que si l’opposition fait une contre campagne dans les régions, campagnes et villages en demandant aux sympathisants non seulement de ne pas voter, mais aussi de convaincre leurs proches de ne pas aller voter, alors il va sans dire qu’il n’y aura pas d’élections crédibles en Tunisie. Une opposition unie pourrait ainsi bloquer et empêcher effectivement la tenue des élections sur toute l’étendue du territoire.   Le principe d’une telle action est simple, mais efficace. Car, même si l’opposition n’est en mesure de convaincre qu’une partie de la population de chaque région, ce sera largement suffisant pour bloquer et immobiliser le pays car les élections seraient, de ce fait même, compromises. Confronté à une situation lui échappant, Ben Ali serait alors obligé de négocier les réformes exigées par l’opposition, car l’opposition serait alors en position de force pour lui imposer ces réformes et le  rendre impuissant. Et avec un certain doigté, il n’est pas exclu que si notre président  s’entête dans une situation de pression aussi forte, son régime  finira par s’écrouler.   Le rôle de l’opposition   Que veut donc l’opposition tunisienne? Faire des « Députés manioc » ou gagner les élections? Quand on regarde le silence de notre opposition aujourd’hui, on se rend compte que c’est une opposition non seulement alimentaire, mais également une opposition qui ne sait pas ce qu’elle veut.   Elle semble même ne pas vouloir gagner les élections !!! Il me semble, que la meilleure manière de perdre une élection consiste à faire exactement comme l’opposition est en train de faire en ce moment: c’est-à-dire, accepter l’offre de Ben Ali et légitimer la fraude par la participation à des élections de mascarade.   Par contre, l’opposition, si elle choisit de boycotter massivement les élections, elle pourrait discréditer et affaiblir considérablement le régime.   Or, accepter l’invitation de Ben Ali et participer aux  élections d’Octobre ne pourra assurer à l’opposition que des miettes. En d’autres termes, le régime ne pourra pas récompenser tous les partis politiques en leur offrant des portes feuilles ministériels ou autres dans un régime déjà saturé, un régime où on ne sait plus à qui donner quel poste, un régime dans lequel il est obligé de créer des « postes- garage » pour récompenser quelques complices. Participer aux élections, c’est donc assurer l’échec de l’opposition dans un contexte où cette opposition, minoritaire au Parlement, ne pourrait, d’une part, aucunement influer sur l’avenir du pays, et d’autre part, serait condamnée à végéter pendant les 5 prochaines années. Par contre, une victoire de l’opposition dans un système réformé assure à l’opposition toute entière de pouvoir bénéficier de la victoire. Par ailleurs, à quoi sert une opposition minoritaire en Tunisie? A rien du tout. Les quelques députés que pourrait avoir l’opposition seraient les seuls à bénéficier de leur élection. Ils ne feront rien pour le peuple qui les aura élus. Les élus de l’opposition se contenteront ainsi d’être de simples « députés manioc », sans plus. Si l’opposition participe aux prochaines élections, c’est qu’elle ne veut point gagner. Elle se contentera de faire gagner le régime de Ben Ali dans l’espoir d’en tirer des bénéfices personnels aux dépens d’une réelle aspiration du peuple au changement. 
L’opposition n’a pourtant rien à perdre. Au contraire, si les élections se tiendront dans un contexte réformé, chacun des partis de l’opposition aura de meilleures chances de faire élire ses candidats. Participer aux élections du mois d’octobre, en somme, c’est condamner le pays à 5 ans de plus de benalisme effréné et dégradant, et l’opposition à la végétation totale. Or, je suis convaincu que le peuple tunisien ne supportera plus cette situation.   Le pays en arrive donc à un point où, si on ne le laisse pas souffler quelques années par un délestage politique, il éclatera dans des violences dont l’issue serait imprévisible. Enfin, il faut saluer tous ceux qui ont décidé d’appeler au boycott de ces élections. Le CPR vient de montrer le chemin, il faut le soutenir et s’associer à lui à l’ensemble des Tunisiens qui ne veulent plus de ces insultes à leur dignité et à leur intelligence. 
 
Mahmoud Baroudi 
(Magistére de Finance à la Sorbonne)

 

كارثة أخرى تحل بالمسلمين في الأندلس فهل ستوقظهم؟

بقلم: الشيخ راشد الغنوشي   مرة أخرى تتجه أصابع الإتهام إلى منظمات إرهابية تنتسب إلى الإسلام والمسلمين وذلك على إثر تفجير عدد من قطارات الصباح في العاصمة مدريد يوم الحادي عشر من مارس أودت حتى الآن بحياة مائتي نفس بشرية من مختلف الأعمار والديانات كما تسببت في جرح الآلاف بينما كانوا متجهين إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، ورغم المحاولات اليائسة التي بذلتها حكومة اليمين لإلصاق التهمة بمنظمة الباسك الإنفصالية « الإيتا » التي تقاتل من أجل الاستقلال، فقد باءت محاولاتها بالخيبة ودفعت ثمنا باهظا لمغالطتها الرأي العام سعيا وراء منافع انتخابية، فقد سبقت التفجيرا ت الإنتخابات التشريعية بيوم واحد فخشيت حكومة اليمين الحاكم من التأثيرات السلبية لهذا الحدث على النتائج إذ كانت كل المؤشرات تتجه إلى فوزها جزاء وفاقا لأدائها البارع في المجال الإقتصادي رغم ما واجهته من معارضة شديدة قادها اليسار تقابلا مع سياساتها الخارجية وخاصة عندما عمدت حكومة أزنار إلى شق الصف الأوروبي وتحالفت مع الولايات المتحدة في حربها على العراق لكنها أصرت على متابعة تلك السياسة رغم المظاهرات المليونية التي اندلعت في وجهها وما كشفت عنه مسابر الرأي العام من أن 80 بالمائة من الشعب الأسباني كانوا ضد المشاركة في الحرب وكان معارضو الحرب بقيادة اليسار يحذرون من عواقب تلك السياسة على علاقة أسبانيا بالعالم العربي وبأوروبا وبالخصوص على الأمن الداخلي للبلد وخطر تعرضه للأعمال الإرهابية فجاءت التفجيرات في ظرف حرج جدا لليمين الحاكم مصدقة بذلك أطروحات القوى المضادة للحرب التي يقودها اليسار، هذا اليسار الذي لم يتوان في تعبئة كل قواه الكامنة في آخر لحظة لتأكيد أطروحته من أجل التأثير على الرأي العام وفق منطق: ألم أقل لكم !   ولم يجد اليمين الحاكم بدا من اللجوء إلى المغالطة وتوجيه الرأي العام بعيدا عن ساحة الحرب مع العراق في محاولة لربط التفجيرات بالصراعات الداخلية المزمنة مع منظمة الباسك التي يتهم اليسار بالقرب منها، ولكن الرأي العام المعبإ أصلا ضد سياسة اليمين الذي ورط البلد في حرب أمريكا والذي استشاط غضبا من مغالطات الدعاية الرسمية فخرج في مسيرة عارمة وغير مسبوقة صوب صناديق الإقتراع ـــ بلغت نسبة المشاركة 77% ـــ معبرا عن كراهيته لتلك السياسات مستنكرا المغالطات الرسمية التي مارستها الإدارة بقيادة اليمين فحصلت المفاجأة وتفوق اليسار تفوقا غير متوقع بتسجيله ستة نقاط زائدة على حساب منافسه الحاكم بينما كانت كل المؤشرات تبشر بعكس ما حدث. وهكذا كان عقاب الرأي العام للكذب الرسمي صارما حاسما وخرج زعيم اليسار الشاب منتصرا ومعلنا التزامه بوعوده الإنتخابية في سحب الجيش الأسباني من ساحة الحرب في العراق خلال ثلاثة أشهر ناعتا الحرب على العراق بأقسى الأوصاف والنعوت معتبرا إياها كارثة عظمى وأنها غزو لبلد وإهدار لسيادته ولدماء أهله استنادا على الكذب والخداع ولذلك دعا زعماء التحالف إلى الإعتراف بتلك الكارثة والقيام بنقد ذاتي حتى لا تتكرر الكارثة في مكان آخر …   وإزاء هذا الحدث ــ الطامة كان لزاما علينا إبراز العبر والنتائج التالية:   1 ـــ لا مجال للإرهاب في الإسلام:  سواء ثبتت نسبة هذه الكارثة إلى عناصر تنسب أعمالها الإجرامية إلى الإسلام ـــ كما هو مرجح ـــ أم لم تثبت، فإن الواجب يفرض على كل من في قلبه ذرة من غيرة على الإسلام أن يعتقد أو يستيقن أن مثل هذه الأعمال العدوانية والتي استهدفت مدنيين بالقتل العشوائي لا يمكن أن تجد لها سندا من أصول الجهاد في الإسلام (… وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب العتدين) البقرة آية 188، فالقتال إنما يتجه لمقاتلين وكأن المراد بالذين يقاتلونكم متهيؤون لقتالكم أن لا تقاتلوا الشيوخ والنساء والصبيان … والمقاتلة مفاعلة وهي حصول الفعل من جانبين  » التحرير والتنوير ص 200و201 العلامة الطاهرابن عاشور وقوله   » ولا تعتدوا » أي لا تبتدئوا الإقتتال وقيل أراد ولا تعتدوا في القتال إن قاتلتم ففسر الإعتداء بوجوه كثيرة ترجع إلى تجاوز أحكام الحرب والإعتداء الإبتداء بالظلم.   ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم …) البقرة 189 أي حيث لقيتموهم لقاء حرب ــ نفس المصدر ص 201  ، فهل كان راكبو قطارات مدريد صباح ذلك اليوم في حالة حرب ومن السلطة التي أعلنت عليهم الحرب وهل يحل الغدر في دين الإسلام؟  وهل هم مسؤولون عن قرار حكومتهم الظالم بمشاركتها في العدوان على العراق وأين موقع ذلك من قاعدة: (ألا تزر وازرة وزر أخرى ) النجم 36 وهل هم قصروا في الإحتجاج عليها وقد خرجوا في حشود مليونية يرفعون أصواتهم بالإحتجاج وها هم قد عاقبوها في أول مناسبة للعقاب في بلد متحضر فهل يجعلهم ذلك مستحقين للعقاب أم للثناء؟ وهذا ما يجعل ذلك الفعل الشنيع عاريا من كل مشروعية دينية أو أحقائية … ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)…   أما من جهة مصلحة المسلمين أي الحكم على ذلك الفعل بنتائجه ومآلاته، والمبادئ هي الأصل في الحكم على أفعال العباد ما كانت بينة جلية غير أن الإعتبار بالنتائج مهم لا سيما في حال غياب النص، وهو في صورة الحال ليس غائبا. إن الأصل منع العدوان ورفض مقولة الغاية تبرر الوسيلة فالوسيلة ينبغي أن تكون شبيهة بالغاية من جهة النقاء، ،أما من جهة النتائج والمآلات لمثل هذه الأفعال فالشرّ فيها والضر واضحان فقد اعتبرت أحداث 3\11 هي 11\9 أوروبا بكل ما جرت تلك من كوارث على الإسلام وأهله قيما ومؤسسات ودولا وحركات وأقليات وأموالا مقابل ما حملته من هدايا ثمينة لقوى الهيمنة والإستئصال داخل الولايات المتحدة وخارجها وبالخصوص في عالم العروبة والإسلام وحلفائها وبالخصوص الكيان الصهيوني وما ساد في العالم من لغة السلاح وفرض الحصار على الإسلام وأهله.   يكفي أن تتخيلوا حالة النصف مليون مسلم في أسبانيا الذين أغلقوا عليهم الأبواب فما يجرؤون حتى على ابتياع الخير واللبن لأطفالهم، لقد عمهم الخوف بعد أن احمرت الحدق من حولهم وامتدت موجة الغضب إلى بقية أقطار أوروبا فتداعى قادتها إلى جمع رؤساء مؤسساتهم الأمنية وبالخصوص بعد تصاعد أصوات الحمقى بالتهديد لفرنسا… حق لبوش أن يبتهج بعد أن تلقى هذه الهدية وهو يتهيئ لاستقبال رؤساء الدول الثمانية في الصيف فتتدعم حملته الإنتخابية المتمحورة حول الحرب ضد الإرهاب … والإرهاب بسبيله أن يتحول مسمى آخر للإسلام بفضل جهود المنظمات الحمقاء التي لا تفتأ تجند العالم ضد الإسلام وضد كل ما يمت إليه بصلة وتعمل ليل نهار على تسخين الأجواء وتؤلبه ضد مبادئه وقضاياه وأقلياته ولكم أن تتابعوا بعض ما ينشر في الصحافة الإسرائيلية وما تنقله من أخبار عن انشغالات الحركة الصهيونية بما وصفته بالحركة الجارية بسرعة على أسلمة أوروبا بعد أن فشلت جهود المسلمين في القرن العشرين والذي هو مصدر هم وغم وكيد للقوى المعادية للإسلام وبالخصوص الصهاينة ، هو يعرض منذ سنوات على يد مجموعات إسلامية حمقاء مستخدمة بطرق كثيرة من قبل القوى المعادية للإسلام، يتعرض لأخطار العزلة والتهميش وقد يصل حتى إلى الإعتداء الجماعي على أهله بالطرد، هناك مشروع قانون يعد له في بعض الدول الغربية يطرد بموجبه كل من يشتبه في أنه يمثل خطرا أمنيا على البلد وهكذا يفعل الأحمق بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه…   2 ـــ أما من الجهة الأسبانية التي هي بلد مجاور للعرب وترتبط بعلاقات صداقة وشراكة فقد كان خطؤها جسيما على أكثر من مستوى عربيا وإسلاميا وأوروبيا وأخلاقيا، ولم يتأخر الشعب الأسباني في إدانة تلك السياسات وكانت الإنتخابات الأخيرة حاسمة في التعبير عن رفض أغلبية الشعب الأسباني لتلك السياسات، وتلك هي الوسائل التي تنتهجها الديمقراطية لرفض السياسات الخاطئة ومعاقبة القائمين عليها.   3 ـــ ورغم خطإ تلك السياسات الهيمنية المتطرفة لاشتراكها في العدوان على العراق وعلى العرب وعلى المسلمين وعلى كل ضمير جديرة بالإحترام والتنويه إذ مضت قدما في إنفاذ الإنتخابات كما كان مقررا ولم تفكر في استغلال الحدث الزلزال واتخاذه سببا لإلغائها رغم إدراكها العميق لتأثير هذا الحدث الصاعقة على النتائج التي جاءت بالفعل لغير صالحها، فلا هي أجلت الإنتخابات ولا أعلنت حالة الطوارئ بل دعت الشعب إلى التظاهر فخرج لأول مرة في تاريخ البلد حوالي إحدى عشر مليون متظاهرا تعبيرا عن تضامنهم مع الضحايا بينما كانت أحداث أهون من تلك بكثير في بلد عربي كافية لفرض حالة طوارئ على البلد معلنة أو مضمرة وهو حال كل بلاد العرب تقريبا أحيانا بسبب وجود العدو الإسرائيلي ـــ رغم أن ذلك العدو ظلت الإنتخابات عنده منتظمة وبعيدة عن كل غش ـــ وأحيانا بسبب وجود « إرهاب إسلامي » وأحيانا بسبب حدث يلفه الغموض مثل « حادث باب سويقة المؤسف » في تونس، المهم البحث عن أي سبب لتعطيل سير الإنتخابات العادية والمحاكم وتكميم الأفواه… وإطلاق يد البوليس في أرواح الناس وأعراضهم وأبدانهم وأموالهم والعبث بإرادة الشعب تزويرا للإنتخابات بينما اليمين الأسباني الحاكم لم يفعل من ذلك شيئا بل أصر على المضي قدما في العملية الإنتخابية إلى نهاياتها وانتظر حكم الشعب حتى إذا نطقت صناديق الإقتراع بالحكم عليه لم يتردد في الإعلان عنها وتهنئة الحزب الاشتراكي الفائز فهنيئا لأسبانيا الديمقراطية وتعسا لأنظمة العربان الخائبة …   4 ـــ بعد التعزية لشعب أسبانيا تهنئة خاصة لا على ديمقراطيته وحسب وإنما على تجدد الروح التحررية في أوسع قطاعاته التي عبر عنها بمظاهراته المليونية العفوية السنة الماضية احتجاجا على الحرب العدوانية على العراق، كما عبر عنها بأسلوبه في التظاهر والإحتجاج ضد « الإرهاب » الذي ضربه في الصميم وأدمى قلبه في العمق ومع ذلك حافظ على مستوى حضاري وإنساني رفيع إذ لم يرفع شعارا واحدا ضد العرب ولا ضد المسلمين بل كانت شعاراته دعوة للسلم والسلام وهو ما كان مصدر غيظ إحدى الصحف الإسرائيلية التي اعتبرت أن الثقافة الثورية المنتشرة في الغرب معبأة فقط ضد الإمبريالية الأمريكية والصهيونية أما غيرهما فمحصن مهما فعل…   5 ـــ غياب شبه كامل للصوت الإسلامي في أسبانيا ما يناهز نصف مليون من المسلمين معظمهم عمال مغاربة ينشط وسطهم عدد من المراكز الإسلامية والمساجد والجمعيات، ومع عظم الأخطار التي ألقتها عليهم هذه الأحداث المجنونة والتي قد ترتفع إلى مستوى تهديد مشابه لأسلافهم الأندلسيين  فقد كانت أصواتهم خافتة وعمهم الخوف، باستثناء تجمع احتجاجي بسيط غطته قناة الجزيرة ولقاء مع الصحفية اللامعة نوال السباعي نعت فيه على زعماء الأقلية المسلمة خنوعهم وتواريهم واعتزالهم لوسائل الإعلام وكأن جل ما يتقنون هو التنازع فيما بينهم والتكايد وانقلاب بعضهم على بعض وهو النهج نفسه الذي الذي أودى بأسلافهم الأندلسيين فهل من عودة إلى الرشد تصيب إخواننا فيوقظهم هذا الزلزال من غفوتهم وينتبهوا إلى سرطان التطرف الذي ينخر الكيان الإسلامي ويوقد النيران تحته  ومن حوله وهم في خلافاتهم سادرون…   6 ـــ رغم البيانات التي صدرت عن عدد من الحركات الإسلامية فإن صوتها لم يصل ارتفاعا وحدة واتساعا في كثير من الأحيان إلى ما يناسب الخطب الجلل والمتكرر: العدوان باسم الإسلام على شعوب آمنة بما شوه صورة الإسلام وربطه ربطا ظالما بالإرهاب وبما يهدد علاقات المسلمين وأقلياتهم ومؤسساتهم في العلم … مطلوب على نفس المستوى بذل جهد كبير لفضح السياسات الدولية والمحلية العدوانية على الإسلام وأهله وقضاياه وبالخصوص في فلسطين والعراق ودعم أنظمة الإستبداد.   ب ـــ جهد فكري وثقافي وتربوي وسياسي لتوعية الرأي العام الإسلامي بخطر خوارج العصر على مصير الإسلام وأهله وحركاته ودوله ومؤسساته وقضاياه حتى يتم عزل الإجرام والعدوان باسم الإسلام، قال تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة …)  وحتى تبطل  تلك الغواية التي أسهمت فيها الأنظمة القائمة وسندها الدولي من خلال ضرب تيار الوسطية والإعتدال وخنقه بما شرع أبواب الجحيم أمام الجميع.   6 ـــ ما ينبغي الظن بحال أن العمل الإرهابي الشنيع هو الذي أحدث المفاجأة وقلب اتجاه الرأي العام من اليمين إلى اليسار فالإرهاب شر والشر لا يأتي بخير وإنما الذي قلب اتجاه الرأي العام هو الأسلوب الذي تعاملت به حكومة اليمين من الحدث إذ تعمدت بشكل مكشوف سافر مغالطة الرأي العام وحجب المعلومات الصحيحة حول الجهة الفاعلة والتعسف في صرف الأنظار إلى منظمة « الإيتا »من أجل مصلحة انتخابية وهو ما دفع إلى ما يشبه الإنتفاضة الشعبية فزحفت على صناديق الإقتراع جماهير غاضبة تثأر للكرامة القومية التي طالما احتقرها واستهان بها اليمين الحاكم ، لقد خرج حوالي ثلاثة ملايين ناخب عن ترددهم وسلبيتهم منهم أكثر من ربع مليون شاب إلى صناديق الإقتراع فقلبوا موازين القوى وأطردوا اليمين من الحكم شر طردة ووضعوا حدا لحبل الكذب والخداع والاستهانة بسلطة الرأي العام وقدموا النموذج للشباب في الجوار العربي لو تحرك يوما في كثافة وغضب لتصويب الأوضاع كما تحركت جماهير الشباب الأسباني لتضع حدا للكذب والتزوير وعدم الإلتفات لسلطة الرأي العام.   إنه درس لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد للحكم والمحكوم في منطقة القهر المتبقية في العالم  أعني بلاد العرب، متى ستخرج الجماهير بإرادة عارمة حازمة لتضع سكة أمتنا على خط التاريخ الذي يبدأ بإقرار مبدأ التداول السلمي على السلطة فلا ديمقراطية ولا تقدم ولا إصلاح مع استمرار الإزورار عن هذا المبدأ وما عداه فغش وتزوير، ولم تعد سياسة التخويف من الإسلاميين والتذرع بقضية فلسطين لاستمرار أنظمة الإستبداد والفساد يجدي نفعا في تأخير قطار الإصلاحات الذي انطلق في بلادنا منذ قرنين قبل البرتغال وأسبانيا واليابان وكوريا والهند وماليزيا وانتصبت المصالح الدولية تعيقه مستعينة بأسوأ صور الاستبداد المحلي فهل تتواصل نفس السياسات بعد أن أخذت القوى الدولية نفسها تكتوي بنيرانها ويتعرض أمنها ذاته ومصالحها للخطر؟   ( … ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله…).       (المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 22 مارس 2004)
 

في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة المسائل القانونية اهدار للوقت:

سياسة الحرب علي الارهاب تتلازم مع تآكل الحقوق الانسانية والدستورية

عبد الرحمان المرساني (*) تندرج هذه الدراسة ضمن التحولات الحاصلة علي المستوي الاقليمي والدولي جراء السياسات الأمريكية وتحديدا سياسات بوش الابن وتداعياتها علي الساحتين الداخلية الأمريكية وعلي العالم.   وسوف أستهل الحديث عن المخططات الأمريكية في المنطقة العربية وفي العالم علي مدي السنين المنقضية، منذ الحرب العالمية الثانية مرورا بفترة الحرب الباردة الي غاية انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الثنائية القطبية وسقوط جدار برلين الي ظهور ما يعرف بالنظام العالمي الجديد والتغيرات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الي اليوم، لذلك سنحاول تقسيم هذه المداخلة الي قسمين كبيرين؛ قسم يهم الاستراتيجيا الأمريكية العامة منذ الحرب العالمية الثانية للسيطرة علي الثروات، وقسم يهم الاستراتيجية الأمريكية الحالية في هذا الظرف العالمي لادارة بوش الحالية والتي نعيش علي وقع تنفيذها في المنطقة وفي العديد من بلدان العالم. وهو لعمري تقسيم منهجي أملته ضرورات البحث ورصد هذه السياسة المتنامية منذ الحرب العالمية الثانية والتي تعتمد خططا استراتيجية تهم النفط وتركيز القواعد العسكرية والهيمنة بالاحتواء والردع تارة وبالحرب الاستباقية والوقائية طورا آخر. وأمر مباشرة الي القسم الأول من هذه الورقة والمتعلق بالاستراتيجيا الأمريكية العامة. سعت الولايات المتحدة الأمريكية منذ عشرينات القرن العشرين الي أن يكون لها دور فعال في العالم فعلي الرغم من عدم دخولها مباشرة في الحرب العالمية الاولي التي دارت رحاها بأوروبا الا أنها كانت البوابة الأساسية في الديبلوماسية العالمية التي حاولت اقامة توازن بين الأطراف المتنازعة عبر بوابة عصبة الأمم وانتشار مبادئ ولسن الشهيرة حق الشعوب في تقرير المصير. هذا علي الصعيد السياسي. أما علي الصعيد الاقتصادي فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بلعب دور المنقذ لأوروبا من آثار الحرب العالمية الأولي عبر موجة التصدير الهائلة التي عملت فيها المصانع والحقول الأمريكية علي مضاعفة طاقاتها الانتاجية، التي سرعان ما ظهرت نتائجها العكسية سنة 1929 بنهج سياسة اقتصادية جديدة يرجع الفضل في نسج خيوطها الي النظرية الكاينزية والتي تعني تدخل الدولة في المجال الاقتصادي للحد من الأزمات بعد مراجعات لنظرية سميث المعتمدة علي دور الاقتصاد الحر والمبادرة الخاصة. وقد صاحب هذه الفترة علي الصعيد العربي اكتشاف النفط في شبه الجزيرة العربية مما حدي بانكلترا ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية الي أن يكون لها اليد الطولي في المنطقة لما لها من دور في توفير الطاقة لصالح اقتصاديات أوروبا وأمريكا ومن هنا بدأ التآمر أو لنقل التآمر الاجرائي علي المنطقة علي اعتبار ان التآمر الفعلي بدأ منذ معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور وقبلهما تصفية تركة الرجل المريض بوقوع الاستعمار علي الشق المغاربي والانتداب علي الشق المشرقي من العالم العربي علي خلفية أن هذه المنطقة تعاني من وهن سياسي واجتماعي وعسكري. لم يقف الدور الامريكي عند هذا الحد بل استمر أثناء الحرب العالمية الثانية عند دخولها الحرب الي جانب الحلفاء وترجيح كفتهم وتوليها اعمار أوروبا لاعادة بناء ما دمرته الحرب عبر ما اصطلح علي تسميته بمشروع مارشال واعادة تقسيم خارطة العالم الاستعمارية لتفقد دول من الوجود وتبرز دول أخري وتقسم أقاليم، والغاية التوقي من الخطر الشيوعي علي الصعيدين الفكري والايديولوجي وعلي صعيد التنظيمات السياسية التي تتبني العقيدة الشيوعية وتدين بالولاء الي الكتلة الشرقية. من هنا كانت كل التطورات في المنطقة تستدعي حرص الولايات المتحدة علي فهم دوافعها والتنبأ بنتائجها فكان العدوان الثلاثي علي مصر واسقاط حكومة مصدق بايران وخلق كيانات واحتواءها دول الخليج العربي عبر اتفاقيات سياسية مقابل حصص للتنقيب عن النفط واستغلاله والتصدي لكل تغيير في المنطقة، وكلنا يتذكر تبعات استعمال العرب لسلاح النفط بعد تبين الرغبة الجدية للفاعلين السياسيين بالادارة الامريكية في احتلال منابعه. لقد كانت حرب الخليج الثانية ايذانا بتغيير التكتيك السياسي في المنطقة بعد انهيار الكتلة الشرقية عبر دفع العراق نحو خطوة ارتجالية لاحتلال دولة عربية عضو بجامعة الدول العربية وعضو بمنظمة الأمم المتحدة في ظل مناخ يتسم بالبهتة العالمية نتيجة فقدان التوازن السياسي والعسكري بين الكتلتين الغربية والشرقية، ونلمس ذلك في تصريح سفيرة الولايات المتحدة بالعراق التي قالت بصريح العبارة أنه: يمكن للعراق أن يستدعي الوسيلة التي يراها مناسبة للخروج من أزمته : فالعراق خرج لتوه من حرب ضروس ضد ايران فقد فيها رصيدا بشريا هائلا، مثقلا بالديون زادها تحرش أمراء الكويت في اعتداءهم علي حقول نفطية بالرميلة لمزيد ضخ البترول منها تأججا للتصريحات المتبادلة بين الطرفين فكان غزو الكويت عملية مفاجئة للجميع لم يتبن العراق عواقبها وفخا أمريكيا نصب لتصيد فرصة ثمينة لكبح جماح قوة عسكرية وعلمية عربية صاعدة مما أدي الي انقسام النظام العربي علي نفسه بين داع لحل النزاع في اطار عربي وبين محايد أو رافض للغزو. وختم هذا المفصل التاريخي الخطير بعدوان ثلاثيني علي العراق رغم انسحابه من الكويت بعد ستة أشهر، واقامة قواعد عسكرية بكل دول الخليج العربي بالسعودية والكويت ودولة قطر والبحرين وغيرها… عدا البوارج الحربية بمياه الخليج في تواجد عسكري رهيب لم يشهد التاريخ مثيلا له وهكذا استكمل المخطط الأول وهو النفط والقواعد العسكرية. أما المخطط الثاني وهو الهيمنة فان بداية تنفيذه ستبدأ منذ أواسط تسعينات القرن الماضي الي الآن وهذا ما سنتطرق اليه في الجزء الثاني من هذه الورقة والمتعلق بالاستراتيجية الأمريكية الظرفية لادارة بوش الحالية، ففي نتصف التسعينات وبقرارات أممية صادرة من منظمة الأمم المتحدة تم تقسيم العراق الي منطقتين يحظر فيهما الطيران واخضاع العراق لعقوبات اقتصادية صارمة خلفت حوالي مليوني طفل ضحية جراء هذا الحصار، هذا عدا القصف الجوي بين الحين والآخر علي مناطق عراقية وما خلفته من ضحايا ينضاف اليها مئات الضحايا الآخرين جراء استعمال أسلحة محرمة دوليا، ويستكمل هذا الاعتداء سنة 1998 بعملية ثعلب الصحراء والتي قصف خلالها العراق لمدة يومين متتاليين دون توقف. وبانتهاء القرن العشرين برزت ادارة أمريكية جديدة من سياساتها الأكثر بروزا الحروب الاستباقية والوقائية والتي حلت محل الديبلوماسية والعسكرية. فبوش الأب دشن نظام ما بعد الحرب الباردة أو ما اصطلح علي تسميته بالنظام العالمي الجديد ومن أبرز عناوين هذا النظام علي الصعيد العسكري استهداف القوي المارقة في العالم وهو حق نستطيع أن نقول عنه أنه الحق المفرد للقوة العظمي الوحيدة الباقية وبناء علي ذلك أصبحت منظمة الأمم المتحدة بمثابة المظلة التي توفر غطاء ديبلوماسيا لحروب استعمارية جديدة ضد العراق وبنما ويوغسلافيا السابقة وغيرها من الدول المارقة في العرف الأمريكي. وعلي خلاف بيل كلينتون الذي كان يركز علي العولمة الاقتصادية كوسيلة أيديولوجية قوية لاحتواء الحركات الوطنية والمعارضة حول العالم، فان بوش الابن سعي الي تطويع دول العالم الثالث عبر التلويح بمقاومة الارهاب واستهداف الأنظمة الخارجة عن هذا الصف عبر تلك المقولة التي تفيد من ليس معنا فهو ضدنا. ولقد شكلت أحداث 11 سبتمبر 2001 وما صاحبها من هلع في عموم أمريكا والعالم الغربي فرصة ذهبية لجورج بوش لينفذ من خلالها سياسته الخارجية القائمة علي معني كوني ذو طابع رسالي يتجاوز كل الحدود الدستورية ويغيب ميثاق جنيف الرابع الخاص بالمدنيين وحقوق الأسري زمن الحرب ويعطل عمل المؤسسات عبر تغييب شبه كلي لدور الكونغرس للتحقيق في هذه الأحداث. ويبرز ذلك من خلال التعجيل بحربه علي أفغانستان وتوعده لدول محور الشر وهكذا يكون نشر القوة العسكرية وآلتها المتطورة بديلا عن الديبلوماسية وفن ادارة الأزمات، علي اعتبار أن بوش هو المخلص لشعب مصدوم ومذهول ويتوق الي الانتقام. وبتدقيقنا في عقيدة بوش نلمس دون عناء سعيه الي تأكيد حربه علي الارهاب كسياسة تتلازم مع تآكل الحقوق الدستورية. فالرئيس الذي يعتقد أنه مكلف برسالة أخلاقية تحتل فيها سياسة الخوف نقطة مركزية في برنامجه العملي أحس أن له هامشا من الحرية ما انفك يتسع يوما بعد يوم فعمد الي تعطيل الحقوق المدنية وتجاهل القانون الدولي واخترق الفضاء الخارجي بأسلحة جديدة وأطلق يد الشركات الكبري في تجاوزات يصعب حصرها، كل ذلك تحت تسمية الأمن القومي بتعلة التهديدات الارهابية التي حلت محل الشيوعية كمعيار للتمييز بين الولاء والتعاون والخير والشر والتمييز بين العدو والصديق بين المحسن والمسييء، وليست هناك منزلة وسط فالحرب علي البربرية واجب أخلاقي علي كل انسان متحضر وعلي هذا النحو فان السياسة الخارجية الأمريكية المتبعة اليوم لا تسترشد البتة بمعاني الديمقراطية وحقوق الانسان رغم حضور هذه المعاني بكثافة في خطب بوش ويرجع الفضل في صوغ هذه السياسة الأمريكية الخارجية الي فريق من الباحثين الذين ينتمون الي مراكز بحوث ذات الصلة باسرائيل وقد كشف ميخائيل ليند من مؤسسة نيو أمريكن فونديشن النقاب عن هذه المراكز التي تصنع القرار الأمريكي وهي علي التوالي مركز هودسن انستتيوت ومركز أمركن انتروبرايز انستيتيوت ومركز جويش انستيتيوت فور ناشيونال سكيورتي وغيرها. ويهدف هؤلاء الخبراء والمستشارون للرئيس بوش الي توجيه السياسات الأمريكية نحو اضعاف مقدرات المنطقة وشعوبها ودولها أيضا، وخير مثال علي ذلك السعودية الصديق الأكبر للولايات المتحدة التي لم تسلم من تجريدها من أي نفوذ علي أسعار النفط والي ترهيب سورية والتلاعب بالتوازن المحلي في المنطقة وخاصة ايران التي تعتبرها اسرائيل تهديدا استراتيجيا. ففي تهديد صريح لايران يقول ريتشارد بيرل مستشار الرئيس بوش ان سقوط صدام حسين سوف يكون حافزا للايرانيين الباحثين عن التحرر من طغيان الملالي . وعليه فان المسألة لا تهم المنطقة العربية فقط، بل أن المسألة أعمق حيث تشمل رسم قواعد جديدة للتعامل الدولي فالحرب علي العراق وقصف يوغسلافيا والاجتياح الشامل لافغانستان واحتلال العراق كل ذلك يفسر أن العمليات العسكرية الأمريكية أصبحت تستهدف كل بلدان العالم وبذلك نعتبر أن التهديد سيطال كل دولة مما يقوض كل النظام الدولي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية. الحرب علي الارهاب أي معني؟ ان التدخل الأمريكي في كوسوفو والصومال وهاييتي والعراق وبنما والتي كانت تحت عناوين انسانية لعل أبرزها محاربة الجوع واعادة الامل ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان وعلاج مسألة التطهير العرقي أو الأنظمة الشمولية الكليانية أو تهريب المخدرات في زمني بيل كلينتون ومن قبله بوش الأب كل هذه التدخلات المسماة بالانسانية تم تبريرها بالقول انها رد علي تهديد مفترض، وبذلك فقد اعتبرت تدخلات استباقية (أي عمل عسكري ضد عدو مفترض علي أهبة الاستعداد للهجوم). فحروب بوش الوقائية تعني شن الحرب علي عدو مفترض قد يتمكن في منظور الأيام الي تهديد الأمن القومي الأمريكي وهذا يتطلب أن تكون القوة العسكرية الأمريكية علي أهبة الاستعداد لأي تدخل من أي نوع كان في أي وقت تراه مناسبا ونقل ساحة المعركة الي حيث يوجد العدو الافتراضي، وبالتالي يجب تعطيل خطته ومواجهة أسوأ الاحتمالات قبل أن يبتديء عمل الخصم الذي سيجابه بقوة جبارة قادرة علي الآداء العسكري في أي مكان وزمان تختاره. وعليه فان عقيدة الحرب الوقائية تؤكد علي عاملي السرعة والدقة لهذا فهي تجعل كل عمل قانوني ومؤسساتي و وما يتطلبه من مشورات ضرورية للحلفاء أمرا فيه اهدار للوقت ويكون معيقا في معالجة الأمور،اذ ليس هناك متسع من الوقت لدراسة المعاهدات والمواثيق الدولية التي قد تكون مانعا للضربات الوقائية اذا ما وقع احترامها. نهاية السيادة والتعاون الدولي الحر. يتضح مما سبق أن السعي من أجل تركيز دعائم امبراطورية في العالم منذ سقوط الاتحاد السوفييتي تزامن مع سلب الشرعية الدولية كل فعالياتها حيث تم تعطيل القانون الدولي أمام الحرب الوقائية، وليس غريبا أن الولايات المتحدة لم تعد تعر اهتماما للاتفاقيات والمعاهدات الدولية كمعاهدة منع الصواريخ البالستية، وميثاق حضر الأسلحة الكيميائية، والمحكمة الدولية للجريمة وبروتوكول كيوتو للحد من الاحتباس الحراري لكوكب الأرض وغيرها من المعاهدات. وقد ترافق كل هذا مع عدم احترام الحريات المدنية والضمانات الدستورية في ظل شعور من قبل الفاعلين السياسيين بأمريكا برسالة أخلاقية مقدسة ذات حمولة وطنية تتماهي مع القداسة في بعض الأحيان. اذ يقول بوش في احدي خطبه: ليس هناك حيادية بين العدالة والظلم بين البريء والمذنب اننا في خضم نزاع بين الخير والشر وان أمريكا سوف تسمي الشر باسمه : وهكذا فان العقيدة الجديدة للسياسة ا لأمريكية تقوم علي تفاقم سلوك الغطرسة بحيث تعمل علي البحث عن ارهابيين جدد وتضيفهم الي قائمتها التي تتزايد يوما بعد يوم وممارسة القوة انفراديا مهما كانت المعارضات في العالم، وبالتالي يتآكل النظام والقانون الدولي أمام هذه الايديولوجيا الجديدة ذات البعد الاطلاقي التي لا تميز بين المقاومة والارهاب أو بين السبب والمتسبب. وقد نجد جذور ذلك في سياسات ريغن ونتذكر كلنا الغارة الاسرائيلية في أكتوبر 1985 علي تونس بحمام الشط والتي أدت الي قتل 70 فلسطينيا وتونسيا انتقاما لمقتل 3 اسرائيليين في قبرص لقد صرح الرئيس ريغن عندها في تبريره لهذا العمل بأنه شكل من أشكال الدفاع المشروع عن النفس. ولم يعتبر ذلك تجاوزا لحيثيات مرسوم رقابة تصدير الأسلحة الذي يمنع استخدام السلاح الأمريكي الذي زودت به اسرائيل لأغراض حربية هجومية، ثم كرر بوش الابن نفس الاعتبار أيضا في جنين بعد الجرائم والفظاعات التي ارتكبت في شهر أفريل 2002 والتي استخدم فيها الجيش الاسرائيلي طائرات الأباتشي والبلدوزرات المصنوعة في شركة كاتاربيلار الأمريكية في ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وتشير تقارير صحفية اليوم أن الجنود الأمريكان يتلقون تدريبا بواسطة خبراء اسرائيليين ليعلموهم كيف يحاربون في المدن العراقية. وتستكمل الولايات المتحدة خطتها في منطقة الشرق عبر الهيمنة المطلقة عليه انطلاقا من بناء قواعد عسكرية في كازاخستان، ومد سكك حديدية وبناء جسور ومستودعات ومراكز اتصالات متطورة جدا في أوزباكستان، ونقل قواعدها من تركيا شرقا ومن غرب أوروبا الي شرقها وتعزيز مواقعها في أراضي دول الخليج العربية هو جزء لاعادة صياغة الاستراتيجية لعالم ما بعد غزو أفغانستان والعراق.   وقد وصف ايتان تايلور في جريدة الغارديان هذا التعزيز العسكري بمناطق الشرق بقوله: لقد شهدت السنتان الأخيرتان توسعا سريعا في الانتشار الأمريكي علي مدي آلاف الأميال التي تمتد من البلقان الي حدود الصين وحدود القوقاز ووسط آسيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وكوسوفو بعد حملة حلف الأطلسي سنة 1999 الي قاعدة بيشفك الجوية في غرغستان، فبعد حرب أفغانستان يعمل الأمريكيون علي انشاء حضور عسكري في أماكن لم يكونوا فيها من قبل، هناك 13 قاعدة جديدة في 9 بلدان تحيط بأفغانستان وقد أنشأت بسرعة مما جعل جنوب روسيا مسرحا أمريكيا للمرة الأولي وهناك خطط أخري علي الطريق لنقل معدات أمريكية من بعض بلدان الحلف الأطلسي الي شرق أوروبا وخاص بولونيا ورومانيا وبلغاريا وذلك لقرب هذه البلدان من تركيا والشرق الاوسط: ان وصفة التغيير الامريكية التي تريد تسويقها الي المنطقة عبر الديمقراطية الموعودة التي يمثلها كرزاي في أفغانستان ومجلس الحكم في العراق و لما في فلسطين هي الوصفة الجاهزة والتي تناسب المنطقة وشعوبها كما يراها المحافظون الجدد اذا أتيح لهم الاستمرار في الحكم. (*) كاتب وباحث من تونس والمقالة قدمت في منتدي الحوار التابع لفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بمدينة ماطر   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 22 مارس 2004)


Accueil

 

Lire aussi ces articles

22 janvier 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3166 du 22.01.2009  archives : www.tunisnews.net   Reporters sans frontières demande l’arrêt immédiat

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.