15 mai 2004

Accueil

TUNISNEWS

  5 ème année, N° 1456 du 15.05.2004

 archives : www.tunisnews.net


 
التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات: بــلا غ القدس العربي: تونس: اتساع العجز التجاري وزيادة الاحتياطيات الاجنبية الوحدة: في شوارع العاصمة وضواحيها : أطفال على رصيف الضياع..
الوحدة: الصحافة الالكترونية في تونس بين التشريع والواقع محمود دربـال: التقدمية والرجعية أو شذرات من واقع التحالفات المشبوهة الشيخ راشد الغنوشي: المشكل ليس في بوغريب بل في الاحتلال د. عبدالوهاب الافندي: البحث عن المتعاقدين في سجن ابو غريب خالد الحروب: أين كانت «الجزيرة» و«العربية» طيلة شهور تعذيب الأسرى العراقيين؟ القدس العربي: جندي امريكي يصف حفلات التعذيب الليلية في سجن ابو غريب
عبدالإله بلقزيز: الصحافة العربية… والقضايا القومية عبد الحميد العدّاسي:  صبرا ، نصرالله سالم عبد الخالق: التونسيون لا يحبون نموذج الجلبي والخوري وليد بلحاج: الشوك آت يا خالد شوكات
قدس برس: المغرب قلق من تزايد تسليح الجيش الجزائري بعد حصوله على سلاح أمريكي جديد القدس العربي: استياء شعبي في الرباط لاستضافة المغرب المجلس العالمي للأئمة والحاخامات القدس العربي:مالي – مئات الألوف من المخطوطات الاسلامية معرضة للضياع في تيمبوكتو


Cercle des Tunisien des Deux Rives: Communiqué Communiqué commun: Nous manifesterons le 16 mai 2004 contre l’antisémitisme et tous les racismes

Le Temps: Attachement du Président Bush au partenariat entre la Tunisie et les USA Dr. Moncef Marzouki : Arrêter la spirale de la haine Larbi Derbali: Ultime réponse à Yahyaoui Z.

Le Temps suisse: Une « muraille de fer » entre Arabes et Juifs Le Monde: Télévision : L’envoyé de l’empereur

visite un bagne sur une planète lointaine Le Monde: Pour de nombreux intellectuels arabes, les Américains ont installé « l’inhumanité » et la « déraison » en Irak

Le Monde: Le coût de la corruption provoque une polémique à la Banque mondiale


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

افتتاح موقع تونسي جديد

  السلام عليكم   موقع تونسي جديد أنشأه ثلة من المهجرين التونسيين يعرف بالقضية التونسية ويتضمن دراسات للفكر الإسلامي. للإطلاع عليه أكثر وتقييمه اتجهوا إلى: www.ezzeitouna.net   في حفظ الله ورعايته محمد

  (رسالة وصلت إلى « تونس نيوز » بالبريد الإلكتروني يوم 15 ماي 2004)

التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات

 

المقر الرئيسي : 4 نهج انقلترا – تونس      الهاتف و الفاكس : 71320258     الموقع الإلكتروني.www.fdtl.org  

 

بــــــــلا غ

 

 عقد المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات اجتماعه الدوري يوم الاربعاء 12 ماي 2004 وقيّم التظاهرة التي نظّمها يومي 30أفريل وغرة ماي 2004 إحياء للذكرى العاشرة لتأسيسه.

 والمكتب السياسي إذ يتقدم بتشكّراته إلى كل من شاركه فرحته وساهم بحضوره أو بمراسلته في نجاح ندواته الأربع حول « مغرب المواطنة » و « الشباب والاقصاء » و « المواطنة والتضامن الدولي » و « رهانات 2004 » ؛ فإنه يعبّر عن أسفه لعدم تمكن الأختميسم السعدي من الحزب الاشتراكي العراقي من القدوم الى تونس، تلبية لدعوة التكتل، بعد تحملها معاناة التنقل برًّا من بغداد إلى مطار عمّان، حيث منعت من امتطاء الطائرة لعدم توصلها بالتأشيرة التي تخوّل لها الدخول إلى التراب التونسي. و التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يحمل مسؤولية ما جرى للسلطات التونسية حيث قام التكتل بإعلام وزارة الداخلية في الإبان وسلم مصالحها الوثائق اللازمة. إلاّ أن المصالح المختصة أعلمتنا بالهاتف وفي آخر لحظة بأن التأشيرة على ذمة الأخت ميسم السعدي في مطار تونس، والحال أنها  تعلم حق العلم أنه لا مفعول للتأشيرة إلا إذا سُلّمت أو بلّغت إلى السلطات المعنية في عمّان.        

          إن التكتل إذ يقدم اعتذاراته للأشقاء العراقيين وبالخصوص إلى الأخت المناضلة ميسم السعدي، ليعبّر عن أمله في ألاّ تتكرّر مثل هذه التصرفات التي لا مبرّر لها والتي لا تُشرِّف تونس،خاصة و أن بلادنا تستقبل لها ملايين الضيوف الأجانب بدون تأشيرة أو عناء.

 

تونس في 13 ماي2004                                                                                                                                    

 

الأمين العام

مصطفى بن جعفر


أخبار الوحدة

بيان أثار البيان الذي أصدره السيد الحبيب بسباس بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الشغل العالمي عدة ردود فعل وفتح الباب أمام تفاعلات متعددة. ذلك أن السيد الحبيب بسباس الذي تحمل عدة مسؤوليات نقابية هامة يحتفظ بعلاقات متميزة مع الساحة النقابية بمختلف هياكلها وتوجهاتها. ومن هنا يطرح النقابيون أسئلة حول توقيت إصدار هذا البيان وأساسا حول مضمونه لان السيد الحبيب بسباس قدم قراءة شاملة للواقع العمالي والنقابي وتوقف أيضا عند الوضع الاقتصادي. ومما يلفت النظر في بيان السيد الحبيب بسباس نقده الواضح للأوضاع داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وإشارته إلى (صراعات الخلافة) وهو ما فهم منه المتابعون إشارة إلى رفض لهذه الصراعات والى استعداد للاضطلاع بدور أوسع في المؤتمر القادم للاتحاد العام التونسي للشغل. السيد الحبيب بسباس نفى بشكل قطعي ما روجه بعضهم حول استعداده لممارسة النشاط النقابي خارج هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)   ترشيح أخذت الأوضاع داخل قطاع المحاماة تتضح شيئا فشيئا بالنسبة لأسماء الذين سيترشحون لمنصب العمادة. فإلى جانب العميد الحالي الأستاذ البشير الصيد يبدو ان المترشحين بشكل رسمي هم الأساتذة: محمد المكشر وجمال الدين بيده وعبد الرؤوف العيادي وبديع بن جراد وعبد الجليل بوراوي والياس القرقوري وإبراهيم بودربالة. القائمة الاولية لمن أعرب عن رغبته في الترشح لمنصب العمادة تبرز ان انتخاات 20 جوان القادم ستكون على غاية من التعقد وان ادارتها والاعداد لها يستوجبان قدرة كبيرة على المناورة وعلى القراءة الدقيقة للقطاع وما يعتمل فيه من حراك خاصة وان العوامل السياسية والجوانب العلائقية تلعب دورا كبيرا وهاما في اختيار المحامين لعميدهم. ولعل هذه الوضعية تجعل من السابق لأوانه القيام بعملية تقييم أولي لحظوظ المترشحين.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)   تضامن يثير منع الزميل محمد الفوراتي، مراسل وكالة أنباء قدس بريس بتونس وسكرتير تحرير الزميلة « الموقف » من جواز سفره دون تبرير قانوني حالة تضامن لدى الصحفيين ويبدو ان مكتب جمعية الصحفيين التونسيين قد تبنى المسألة ويسعى حاليا للتدخل لدى السلط الادارية المعنية لان الزميل محمد الفوراتي قد تقدم بطلب للحصول على جواز سفر منذ يوم 22 أكتوبر 2003. « الوحدة » تعتبر انه من حق الزميل محمد الفوراتي التمتع بجواز سفره وذلك انسجاما مع ما ينص عليه الدستور التونسي والمعاهدات الدولية الضامنة لحق التنقل.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)   قرار متسرع أشار السيد الصادق شعبان وزير التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا خلال اشرافه على ندوة نظمها كرسي بن علي لحوار الحضارات الذي يتولى ادارته الأستاذ محمد حسين فنطر الى ان المدارس التونسية ستشرع انطلاقا من السنة الدراسية القادمة في تدريس التوراة والانجيل. الاعلان عن هذا التوجه بكيفية مفاجئة يطرح أكثر من سؤال ويثير عدة نقاط استفهام. نقاط الاستفهام العديدة تتصل بالكيفية المسقطة التي قدم بها الاعلان عن هذا القرار الهام فما هي الاسباب الحقيقية لاتخاذه؟ هل في الامر سعي لاضفاء النسبية على النصوص الدينية؟ ام ان هذا القرار الذي يبدو متسرعا يأتي في اطار التأقلم مع التصورات الامريكية بالنسبة لما يدعى اصلاح النظام التربوي في الوطن العربي؟ اننا نرفض، بكل تأكيد الانغلاق ونعتبر ان تدريس النصوص الدينية أمر مفيد وضروري ان توفرت الشروط التي تتيح اعمال العقل وتوجد مجالا للتفكير في الشروط التاريخية والمجتمعية التي كانت وراء النص الديني. لكن نعتقد ان الاقدام على خطوة مماثلة من خلال تدريس نصوص تأسيسية للاديان الاخرى يفرض تقييما أوليا لما أنجز في مستوى تدريس النصوص الاسلامية ولمدى توفر الظروف الموضوعية والشروط التي تجعل الحصول على رد فعل عكسي أمرا غير ممكن التحقق لان الرؤية التقليدية التي تسود حاليا في التعاطي مع النص الديني تبعده عن النقد وتخضع لمنطق المفاضلة والمنافحة مع ما يعنيه ذلك من توفير أرضية لنشأة وانتشار الرؤى والتصورات المنغلقة وهو ما يعني في المحصلة تحقيق أهداف عكس التي يراد تحقيقها.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)   مبادرة كما سبق لجريدة « الوحدة » ان اشارت فان المبادرة التي اتخذها بعض الصحفيين لبعث النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تقطع خطوات الى الامام من حيث اتساع مجال انتشار المؤيدين لهذه الخطوة من الصحفيين. ذلك ان العريضة التي اعتمدت أساسا لهذه المبادرة قد جمعت عددا هاما من الامضاءات وتتميز هذه الامضاءات بأنها تشكل تعبيرا عن جل – حتى لا نقول كل – المؤسسات الاعلامية التونسية وهذا عامل هام. ويبدو ان وراء انخراط الصحفيين في دعم هذه المبادرة ما تأكد من ضرورة وجود هيكل يتولى الدفاع عن مصالح الصحفيين ويعون حقوقهم ويحفظ مكانتهم الاعتبارية والمادية. وهناك علاوة على ذلك ما تميز به نص العريضة من تركيز – وباختصار – على الجوانب القانونية من خلال الاحالة الى ما يخوله القانون وما يكفله الدستور التونسي من حقوق التنظم والتعبير. ونشير الى ان السعي الى ايجاد هيكل يتولى الدفاع عن الحقوق المادية والنقابية للصحفيين لا يعتبر أمرا مستجدا بل يعود الى بداية التسعينات. فهذا المطلب كان من بين التصورات التي قدمت سنة 1990 لاصلاح هيكلة ودور جمعية الصحفيين التونسيين علاوة على ان المؤتمرين الاخيرين قد أوصيا توصية صريحة ببعث اتحاد الصحفيين التونسيين لكن ظلت الامور تراوح مكانها.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)  

المجلس الوطني لجمعية القضاة التونسيين

تعقد جمعية القضاة التونسيين مجلسا وطنيا استثنائيا يوم الاحد 16 ماي الجاري. هذا الاجتماع من المتوقع ان يشهد نقاشا موسعا وثريا وواضحا حول كيفية التعاطي مع ما يعتبره القضاة مماطلة من الهياكل التابعة لوزارة العدل وحقوق الانسان في وضع التوجهات التي أذن بها السيد الرئيس زين العابدين بن علي بالنسبة لتنقيح القانون الاساسي للقضاة موضع تنفيذ خاصة وان هذا التنقيح يهدف الى مزيد الارتقاء بمكانة القضاة. ومما يدعو الى الاعتقاد ان المجلس الوطني الاستثنائي لجمعية القضاة التونسيين سيكون عميقا وثريا ما يتردد عن اختلاف الجمعية مع تصور السيد وزير العدل وحقوق الانسان لدورها ولسبل التعاطي معها فلقد اشار السيد بشير التكاري مؤخرا خلال ندوة صحفية الى ان الجمعية ليست طرفا نقابيا وهو ما يعني ان الوزارة تحاورها لكنها لا تتفاوض معها. ويبدو ان عددا كبيرا من القضاة يعتبرون ان جمعية القضاة التونسيين مخولة للتفاوض مع السلط الادارية خاصة وان القطاع يبدو بحاجة الى التطوير حتى يكون طرفا فاعلا في ارساء دعائم دولة القانون والمؤسسات ما دامت استقلاليته والنظر اليه باعتباره سلطة مستقلة بذاتها مدخل اساسي لاقامة هذا النمط من الحكم. ومما تجدر الاشارة اليه من ناحية أخرى ان وزارة العدل وحقوق الانسان تقدم تصورا مختلفا أيضا عن تصورات عمادة المحامين وهو يؤكد حاجة قطاع العدل الى حوار واسع وشامل حول أهم المشاغل وسبل تجاوز الوضعية الحالية.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)

 


في شوارع العاصمة وضواحيها : أطفال على رصيف الضياع..

تحقيق: لـمـيـاء   بشكل يومي نراهم، يتراكضون أمام محطات النقل العمومي، وفي كل الاماكن التي فيها ازدحام، أطفال في عمر الزهور، نشاهدهم بيننا ونعطف عليهم في غالب الاحيان… الحقيقة أننا لم نجد عبارة أو كنية صحيحة ونهائية لنطلقها عليهم، لكن المواطن العادي او حتى الزائر قادر على تمييزهم من بين سائر الاطفال.. هؤلاء من أردنا الحديث عنهم ورصد تحركاتهم ووظائفهم وسط الشوارع وعلى مرأى ومسمع من الجميع، هم أطفال الشوارع، لكنهم في مقابل ذلك هم أطفال عائلات، ليسوا متشردين بالمعنى الصحيح للكلمة لكنهم يعتقدون انهم يمتهنون التسول او السرقة، او بيع « الكرولوفيل » و »الكاكي » لجني بعض النقود القليلة ولفرض أنفسهم ولو قسرا، ماذا يقول الشارع التونسي عن هذه الفئات؟ ما هي العينات الاكثر انتشارا؟ ماذا يقول مندوب حماية الطفولة عن هذه المسألة؟ وآراء أخرى مختلفة في هذا التحقيق.. لو بحثنا عن أولى الاسباب التي دفعت هؤلاء الصغار ان صح التعبير الى التفكير في فرص عمل مؤقتة سنجد أكثر من دافع ولعل الجانب العائلي والاسري هو سيد الموقف حيث تبرز ظروف اجتماعية محورها الفقر والخصاصة والاحتياج وما شابه ذلك من مظاهر اجتماعية. هذا الكلام وحسب ما لاحظناه ينسحب خاصة على أطفال المناطق الشعبية والاحياء ذات البناء الفوضوي، فأغلبية العينات والحالات المدرجة بهذا التحقيق تنحدر من أوساط شعبية عائلات فقيرة ومعدمة، أبناء هاته العائلات لم يختاروا الدراسة سبيلا لتحقيق أمانيهم بل سلكوا طريقا أخرى ليتحولوا بين عشية وضحاها الى تجار ولكنهم تجار صغار، ارادوا ان يجدوا لأنفسهم مكانا وسط بقية التجار.. أتحصل على 5 دنانير يوميا العينة الاولى: أنيس (16 عاما) أصيل منطقة المحكمدية، اختار ان ينتصب بجهة محطة الحبيب ثامر حيث وضع أمامه علبة كبيرة الحجم رمى فوقها علب الكرولوفيل والولاعات، عندما توجهنا له بسؤالنا ماذا تفعل هنا؟ هل لديك رخصة؟، خاف في بادئ الامر واعتقد اننا أعوان بلدية سنقوم بعملية حجز لبضاعته، فذكر لنا انه يبلغ من العمر 16 عاما، ترك دراسته من السنة الخامسة ابتدائي، ينتقل يوميا من جهة المحمدية الى وسط العاصمة عبر الحافلة والميترو، عائلته على علم بما يفعل وتشجعه على ذلك، وتتكون من 7 أفراد حيث يعمل والده حارسا ومدخوله لا يفي باحتياجات الاسرة، كما انه يتحصل يوميا على 5 دنانير كمقابل لما يبيعه وقد دأب على ذلك منذ عام تقريبا. في انتظار التربص أما العينة الموالية فهي الطفل فتحي 17 عاما، اختار جهة برشلونة ليعرض كمية من الحقائب اليدوية النسائية ذكر انه لم يجد مهنة أخرى ليتحصل على المال، لكنه في مقابل ذلك يميل الى تربص او تكوين في مجال آخر.. وقد أعد لذلك ملفا كاملا، كما ان مستواه الدراسي هو التاسعة اساسي، وفي انتظار ان يأتي موعد التربص وان يلتحق بأحد معاهد التكوين، لا مانع لديه من العمل بعض الوقت حتى ولو بشكل مؤقت كما انه مقتنع بما يفعل حتى يتحسن وضعه. المدخول مرضي
في نفس الاطار تقريبا التقينا الثنائي، رياض والعربي، الاول من جهة سيدي حسين السيجومي، والثاني من جهة الكبارية، أما البضاعة التي يتاجران فيها فهي الكاكي التي يستهلكها البعض وخاصة الاطفال. على مقربة من محطة نقل الميترو ببرشلونة اختار رياض وصديقه العربي الانتصاب، محاولين بذلك الحصول على حرفاء أكثر من خلال حركة النقل المتواصلة كامل اليوم، حيث يقول العربي هل هناك مهنة أخرى، فالمدخول اليومي لهذه البضاعة، أكثر بكثير من مهن اخرى وقد تعود على مثل هذا الصنف من التجارة اليومية. ماذا يقول المواطن؟ السيد عادل –س- وهو موظف، توجهنا له بسؤالنا فقال: ان ظاهرة انتشار الأطفال للتسول او للارتزاق او حتى العمل في سن كان من الاجدر ان يكونوا فيها على مقاعد الدراسة هي في الغالب مشمئزة، وكأنها تعكس انهيار المجتمع وقلة التأطير فاين الرقابة والسلطة، هنا لا بد من تفعيل دور الجمعيات وبعث مؤسسات تعنى بالشرائح الاجتماعية الضعيفة وتكوينها ولما لا ادماجها في الحياة المهنية بشكل رسمي. الواضح حول هذه الفئات الاجتماعية ان العائلة فقدت مقوماتها ومن بينها الانحلال نتيجة العولمة، ولعل الحوار المفقود داخل الأسرة والذي انجر عنه انعدام الثقة بين الأفراد هو أحد أسباب هذه الظاهرة، فالمجتمع التونسي وان كان متماسكا وحقق قفزة نوعية فان ظاهرة التسول او ما شابهها من تصرفات تشوه قيمته الاجتماعية وهنا لا بد من تركيز الحوار بين الناشطين في الحياة الجمعياتية والعائلة. الشارع لا يولد سوى الانحراف والتمرد
السيد عبد القادر، موظف في قطاع الطفولة ذكر ان الظاهرة امتدت لتتحول الى معاناة مع شيء من الانحراف فالسلوك الذي يكتسيه الأطفال واحتكاكهم بالشارع مآله في النهاية الانحراف حتى وان كان هناك عمل، فالعمل في مثل هذه القطاعات وعرض البضائع، والتمرد وسط رداءة الطقس وانعدام الحماية والرعاية الاسرية سيفرز بالتالي ميولات الى النشل والسرقة ولما لا تكوين العصابات وهنا الامر في غاية الخطورة على المجتمع، لان المسألة قد تتحول أيضا الى أعمال إجرامية. من يحمي هؤلاء الأطفال؟
هذا التساؤل طرحه كثير من المواطنين ونحن بدورنا عرضناه على بعض المختصين في قطاع الطفولة حيث ارتكزت أغلب الإجابات على ان الأسرة او العائلة هي المسؤولة الأولى ولكن ما الحيلة ان كانت العائلة ذاتها في حاجة الى مساعدة أو تأطير أو لفتة من أصحاب القرار.. ولئن كانت العائلة بالفعل مسؤولة فان بعض الحقوق المهضومة لبعض الشرائح من شأنها ان تتولد عنها سلوكيات وظواهر ولما لا تصرفات وأفكار هدامة، فهل يعقل ان يقدم طفل في الثانية عشر من عمره على العمل والاحتكاك بعامة الناس، دون متابعة أو رقيب، فلئن وفرت الدولة كل آليات التأهيل والرعاية والمساندة الاجتماعية والدراسية فأين التطبيق؟ وما هي اشكال الحماية المتوفرة لمثل هذا الصنف من الاطفال؟ وما هي الوسائل المعتمدة لابعاده عن سلوكيات الانحراف والمتاهات الاجتماعية الهدامة. لماذا التسول   صنف آخر من الاطفال فتيان وفتيات اعتمدوا على مهنة جديدة، ولعلها بدأت في التفاقم والتزايد هي التسول ولعلها أتعس وأشقى من العمل فداخل عربات المترو وبين مآوى السيارات يظهر هؤلاء الاطفال في حالة شقاء وبؤس مستعملين كل وسائل الاستعطاف، طالبين ثمن « كسكروت » او معلوم النقل، وأحيانا لا يطلبون سوى 100 مليم فقط لشراء شيء يسد الرمق، هذه العملية تتكرر كثيرا وفي كل الفصول والأوقات.. السيدة حليمة، اشارت في حديثها الينا أنها لم تعد تستغرب من هؤلاء الاطفال بل تستغرب من ردود افعالهم وخاصة الالفاظ التي يتفوهون بها في حالة الامتناع عن تمكينهم مما يطلبون، فالطفل او الطفلة يلاحق الماراة مستجديا متحملا كل اصناف الصد، والمثير للانتباه ان لديه جرأة كبيرة لايقاف امرأة او رجل فحتى طريقته فيها جانب من العدوانية وهو ما يعكس طبيعته الميالة الى الانحراف.
تدابير وقائية
ولئن تمكنت بلادنا من اقامة شبكة متنوعة من المؤسسات والمراكز الخاصة بالاطفال تغطي مختلف جهات الجمهورية ووضعت منظومة متكاملة من التشريعات والآليات التي ساعدت على دعم رعاية الاطفال ذوي الاحتياجات الخصوصية والصعوبات الاجتماعية والنفسانية ووفرت التدابير الوقائية ضد المظاهر المعطلة لنمو الاطفال الطبيعي او التي تحول دون اندماجهم السليم في المجتمع. كما لا ننكر ان تونس خصصت 53.6 بالمائة من مجمل ميزانيتها للقطاعات الاجتماعية وبأن قطاع التربية والتكوين يحظى وحده بحوالي 18 بالمائة من الميزانية العامة للدولة مما ساعد على رفع نسبة تمدرس الاطفال في سن السادسة الى 99 بالمائة فضلا عن الاصلاحات التربوية وتطوير مناهج التعليم وتحسين ظروف الحياة وهو ما ضمن بقاء الطفل في المؤسسة التربوية الى سن السادسة عشرة. مسايرة النمو ان ما يشهده العالم اليوم من تحولات عميقة وسريعة في شتى الميادين وما يطرحه علينا باستمرار من تحديات بان يدفع سائر العاملين في قطاع الطفولة الى تجديد برامجهم وتطوير اساليب عملهم لمواكبة الاهتمامات الجديدة لمجتمعنا ومسايرة نمو حاجات أطفالنا وتنوع مشاغلهم ونمو رغباتهم والدخول في شراكة ناجعة مع الاولياء والمربين والمكونين. ان حقوق الطفل ليست هامشية او هي وليدة اللحظة، بل تفرضها النشأة وتنمو من داخل الاسرة وضمن مكونات النسيج الجمعياتي عامة.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)

 


الصحافة الالكترونية في تونس بين التشريع والواقع

صحبية   بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة نظمت لجنة الصحافيين التابعة للفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية ندوة حول  » الصحافة الالكترونية في تونس والتشريعات  » وذلك يوم السبت 8 ماي الجاري بمقر الفرع. وتضمنت هذه الندوة ثلاثة مداخلات تناولت هذه المسألة إثنتان للصحافيتين نادية عمران ونزيهة رجيبة » أم زياد » والثالثة للأستاذ المحامي عز الدين بن عمر حول الإطار القانوني للنشر الالكتروتي في تونس. * الاطار القانوني للصحافة الالكترونية : طرح الاستاذ عز الدين بن عمر عدة أسئلة حول الصحافة الالكترونية: – كيف نعرف هذه الصحافة؟ – ما هو النظام القانوني الذي ينطبق عليها؟ – ما هي حقوق الصحافي في الصحافة الالكترونية؟ وحول تعريف هذه الصحافة بين انه ثمة اشكال في التعريف فتحدث عن  » اشكال المصطلح »، فهل نحن ازاء سند الكتروني او نشرية الكترونية، وهو ما يدعو الى ضرورة وجود مفهوم قانوني حتي يتم تحديد القانون المنطبق فبين الاستاذ بن عمر ان الصحافة الالكترونية تتمثل في نشرية أو مصنف الكتروني يتضمن مجموعة من المقالات التي هي ليست على الورق وانما تبرز في المظهر الالكتروني من خلال الحاسوب. وفي صورة وجود النشرية الالكترونية في موقع خارجي غير تونسي فان القانون المنطبق هنا هو ليس القانون التونسي بل قانون الدولة التي يوجد بها مقر الموقع وبالتالي فان من يكتب في نشرية موجودة في موقع اجنبي لا يمكن تتبعه او محاكمته بسبب كتابته. ومن هذا المستوى اشار الاستاذ بن عمر الى قانون 1996 للامم المتحدة الذي فصل السند الورقي عن الكتابة وفي قراءة لهذا القانون تبين ان  » الكتب » لا يعني بالضرورة ذلك المكتوب على الورق فالكتابة هي تلك الني الكترونية وهو ما يجعل النظام القنوني يختلف في هذا المستوى. كما بين الاستاذ بن عمر ان المشرع التونسي تبنى المفهوم الذي ورد في قاون 1996 للامم المتحدة فأعطى مفهوما جديدا تجاوز عدم الخلط بين الكتابة وسند الكتابة الورقي ولكن المشرع التونسي حسب رأي الاستاذ اخذا بموضة لم يتبادر الى ذهنه أي تعديل القوانين بما ينسجم مع المفهوم الجديد للكتابة، فقانون الصحافة لم يتغير في تعريفه لمفهوم النشرية فيما يتعلق مثلا بالايداع. وحسب راي الاستاذ مجلة الصحافة في صيغتها الحالية لا يمكن ان تعتبر انها تنطبق على الصحافة الالكترونية. لان المفاهيم ورقية. وفي تحديد عناصر الصحافة الالكترونية اشار الاستاذ الى ثلاثة عناصر هي المكونة لهذه الاخيرة المتمثلة في مدير الموقع والموقع والصحفي الذي يساهم في هذه الصحافة. وفي اشارة لحقوق الصحفي بين الاستاذ عزالدين ان حقوق هذا الاخير غير مضمونة فكريا وماديا ففي صورة الثلب مثلا أوضح أنه لا يمكن لتونس ان يحاكم صحفيا في تونس وهو يكتب في موقع له ايواء خارجي، اذ المحاكمة تحدث في بلد الموقع، أما في ما يخص الحقوق الملكية للصحفي فهي نفسها في الصحافة المكتوبة. * تجارب في الصحافة الالكترونية :
تحدثت السيدة نزيهة رجيبة حول تجربتها « كلمة » فقالت أنها خاضت التجربة رغم عدم المامها بالحاسوب، وتساءلت: لماذا الصحافة الالكترونية؟ لماذا الانترنيت؟ فأوضحت ان الجرائد الكبرى في العالم تنشر على الانترنيت تعميما للفائدة اما نحن فنلجأ الى هذه الصحافة لجوء الاضطرار لا الاختيار، هروبا من واقع صحفي ما اذ المشهد الاعلامي في تونس كئيب يكتظ بالصحف المستنسخة، وفي وصفها لتجربتها اعتبرتها « حرقان دون دراية بالملاحة » وهي تجربة جاءت نتيجة الحد من الحريات، لها العديد من الآفاق والعوائق والحدود. أما السيدة نادية عمران صاحبة الصحيفة الالكترونية  » بدائل مواطنة » فبينت هي الاخرى انها خاضت هذه التجربة رغم عدم درايتها بالحاسوب واعتبرت ان الخوض في هذه التجربة كان متنفسا للكتابة وللقراء ايضا ولكن وبرغم أهمية الصحافة الالكترونية فان هناك العديد من العراقيل أهمها المراقبة الالكترونية واغلاق المواقع في بعض الاحيان. واعتبرت ان الصحافة الالكترونية يجب ان تجد اهتماما كبيرا نظرا لقيمتها اليوم. وتخلصت الى القول حسب ما جاء في هذه الندوة ان الصحافة الالكترونية في تونس رغم مكابدتها وتطلعها الى آفاق تخدم مصلحة الجميع فانها تعاني العديد من العراقيل التي تحد في بعض الاحيان من تطورها. (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)

 

تونس: اتساع العجز التجاري وزيادة الاحتياطيات الاجنبية

تونس ـ رويترز: أظهرت بيانات رسمية الجمعة ارتفاع العجز التجاري التونسي الي 337.8 مليون دينار (263.08 مليون دولار) في ابريل نيسان من 205.4 مليون دينار في آذار (مارس) بعد أن رفعت أسعار النفط الخام العجز في الميزان التجاري لقطاع الطاقة مع تراجع الصادرات. وانخفضت القيمة الاجمالية للصادرات التونسية بنسبة 11.28 بالمئة الي 969.7 مليون دينار في حين ارتفعت الواردات قليلا بنسبة 0.69 بالمئة الي 1307 ملايين دينار.
وأرجع مسؤولون حكوميون ارتفاع العجز التجاري الي زيادة أسعار النفط الخام المستورد مما زاد العجز في الميزان التجاري لقطاع الطاقة الي 92.3 مليون دينار في نيسان (ابريل) من 27.8 مليون في آذار. وقال مسؤول حكومي السبب الرئيسي وراء ارتفاع العجز في نيسان هو العجز في تجارة الطاقة الذي زاد بسبب ارتفاع الاسعار في الاسواق العالمية . ويقول اقتصاديون مستقلون ان العجز في ميزان تجارة الطاقة بلغ 34.1 مليون دينار في الفترة من كانون الثاني (يناير) الي نيسان وان العجز في نيسان كان الاكبر في الاشهر الاربعة.
وشهد عجز ميزان تجارة الطاقة في تونس، المنتج الصغير للنفط، ارتفاعا علي مدي السنوات العشر الماضية بسبب تراجع الانتاج من حقولها المتقادمة. وافادت بيانات رسمية ان عجز الطاقة زاد الي 423.6 مليون دينار في 2003 من 1.7 مليون دينار قبل عشر سنوات . وساعد فائض الميزان التجاري لقطاع الزراعة في نيسان البالغ 39.1 مليون دينار في الحد من اثر عجز الطاقة علي الميزان التجاري للبلاد. وقالت الحكومة ان العجز التجاري الاجمالي في الاشهر الاربعة الاولي من العام بلغ 263.2 مليون دينار بانخفاض بنسبة15.6 بالمئة عن مستواه في الفترة نفسها من العام الماضي مدعوما اساسا بالصادرات الزراعية.
وفي عام 2003 بكامله بلغ العجز التجاري التراكمي 3.698 مليار دينار بانخفاض بنسبة 1.7 بالمئة بالمقارنة بالعام السابق. وخفضت تونس عجزها التجاري بنسبة 10.2 بالمئة في عام 2002 من 4.193 مليار دينار في عام 2001. من جهة ثانية أظهرت أحدث بيانات البنك المركزي التونسي أن الاحتياطيات بالعملات الاجنبية بلغت 3.894 مليار دينار (3.032 مليار دولار( في 11 ايار (مايو) بارتفاع بنسبة 20.9 بالمئة عن مستواها في نهاية آذار. ولم يورد البنك بيانات مقارنة مع 11 ايار من العام الماضي، لكنه قال ان قدرة البلاد علي الاستيراد زادت الي ما يغطي احتياجات 99 يوما من 81 يوما في نهاية آذار.
وقال محللون ان اصدار سندات قيمتها 450 مليون يورو في آذار وزيادة تحويلات العاملين بالخارج بنسبة عشرة بالمئة الي 388 مليون دينار في الاشهر الاربعة الاولي من العام بالمقارنة بالعام الماضي ساعدت في زيادة صافي الاحتياطيات بالعملة الاجنبية. الدولار يساوي 1.284 دينار تونسي.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 15 ماي 2004)


Le Cercle des Tunisien des Deux Rives
Communiqué
Le Cercle des Tunisien des Deux Rives à Marseille appellent l’ensemble des Tunisiens,  les originaires de Tunisiens, les amis de la Tunisie et plus largement l’ensemble des amis de la Palestine à se  rassembler massivement   le dimanche 16 mai 2004 à partir de 18heures au rond Point du Prado    pour manifester notre réprobation la plus forte , face à  l’affront que constitue pour marseille, ville de paix, la venue de  l’orchestre de la sinistre armée d’israel, force militaire d’anéantissement graduelle du peuple palestinien    En conséquence, nous ne pouvons pas accepter cette initiative  de « concert » organisée par l’association pour le « bien être du soldat israélien  » dirigé par l’élu socialiste au Conseil Régional et au Conseil régional Jocelyn Zeitoun au mépris du  respect du peuple palestinien et avec la complicité des autorités locales et  l’établissement gérant du Parc Chanot. Toutes et tous soyons nombreuses et nombreux pour affirmer notre colère contre cette scandaleuse initiative et notre soutien au peule palestinien   Marseille le 15 mai 2004   (Source : Communiqué publié par CTDR ctdr@naros.info sur la liste Maghreb des Droits de l’Homme le 15 mai 2004 à 05:46:47)  

Nous manifesterons le 16 mai 2004 contre l’antisémitisme et tous les racismes

 

Communiqué commun de l’ATF, de l’ATMF, d’Une autre voix juive, de Feyka-Kurdistan, de la FCPE, de la Fédération nationale SOS Racisme indépendant, de la FTCR, de la LCR, de la LDH, du MRAP, du PCF, de Ras l’front, de la Souris verte, de l’UJFP, de l’Union syndicale G10 SOLIDAIRES, des Verts.   Nous serons présents dimanche 16 mai pour réaffirmer notre détermination dans la lutte contre l’antisémitisme. Nous dirons ainsi notre refus de toutes les manifestations de racisme quelles qu’elles soient et quelles qu’en soient les victimes.   Parce que chaque acte raciste et antisémite doit concerner chaque habitant de ce pays, nous viendrons dire notre certitude que c’est tous ensemble que nous devons répondre à ce mal absolu.   Nul n’a le monopole de la lutte contre l’antisémitisme. Nous regrettons que la voix de l’unité n’ait pas été entendue alors que nous souhaitons que ces luttes se déroulent dans le rassemblement le plus large. Nous rejetons les exclusives proférées contre tel ou tel.   Pour notre part, nous refusons de nous engager dans cette voie.   Contre l’antisémitisme, contre tous les racismes et contre toutes les discriminations, nous ferons du 16 mai 2004 la répétition d’une prochaine initiative encore plus forte et encore plus unitaire.   Point de rendez-vous face à la Bourse du travail (boulevard Magenta) à 14h30.   Signataires :   Association des Tunisiens en France (ATF), Association des travailleurs maghrébins de France (ATMF), Une autre voix juive, Feyka-Kurdistan, Fédération des conseils des parents d’élèves (FCPE), Fédération nationale SOS Racisme indépendant, Fédération des Tunisiens pour une citoyenneté des deux rives (FTCR), Ligue communiste révolutionnaire (LCR), Ligue des droits de l’Homme (LDH), Mouvement contre le racisme et pour l’amitié entre les peuples (MRAP), Parti communiste français (PCF), Ras l’front, la Souris verte, Union juive française pour la paix (UJFP), Union syndicale G10 SOLIDAIRES, Les Verts.   Paris, le 14 mai 2004


 
Le Président Ben Ali reçoit William Burns

Attachement du Président Bush au partenariat entre la Tunisie et les USA

 
La réussite des réformes exige qu’elles émanent de l’intérieur de la région et qu’elles répondent aux intérêts des Etats et des peuples de cette région »   Le Président Zine El Abidine Ben Ali a reçu, hier après-midi, M. William Burns, secrétaire d’Etat américain adjoint, chargé du Proche-Orient qui a exprimé sa joie de visiter une nouvelle fois la Tunisie. Il a qualifié d’excellents les entretiens qu’il a eus avec le Président de la République, déclarant: « La rencontre a été, pour moi, l’occasion de réaffirmer l’attachement du Président George Walker Bush au partenariat entre la Tunisie et les Etats-Unis d’Amérique, et d’évoquer plusieurs questions bilatérales, ainsi que les dossiers importants à l’échelle régionale ».   M.William Burns a ajouté que l’entrevue a été l’occasion de souligner l’intérêt commun porté à la nécessité de faire renaître l’espoir dans le processus de paix entre Palestiniens et Israéliens et de progresser dans la mise en œuvre de la feuille de route, en vue de parvenir à un règlement fondé sur l’édification de deux Etats, au service des intérêts des deux parties et de tous les pays de la région. Le secrétaire d’Etat américain adjoint a précisé que la rencontre a aussi permis de mettre l’accent sur la volonté de la Tunisie et des Etats-Unis d’Amérique d’œuvrer, de concert avec les Nations Unies, afin d’aider les Irakiens à prendre leurs affaires en main et de transférer le pouvoir a un gouvernement irakien intérimaire, à la fin du mois de juin prochain. Sur un autre plan, M. William Burns a indiqué que les Etats-Unis d’Amérique soutiennent vivement toutes les initiatives émanant de la région et visant à réaliser des réformes se rapportant aussi bien au développement économique qu’à l’élargissement de la participation politique et au renforcement des chances de l’accès à l’enseignement. Il a déclaré, à ce propos: « J’ai réaffirmé au Président Zine El Abidine Ben Ali que les Etats-Unis d’Amérique ne cherchent pas à imposer ce genre de réformes, compte tenu du fait que la réussite des réformes exige qu’elles émanent de l’intérieur de la région et qu’elles répondent aux intérêts des Etats et des peuples de cette région ». La rencontre s’est déroulée en présence du ministre des Affaires étrangères et de l’ambassadeur des Etats-Unis d’Amérique à Tunis.   (Source : Le Temps du 15 mai 2004)  

Une Nouvelle Association est née !

ASSOCIATION TUNISIENNE DES VÉTÉRINAIRES POUR ANIMAUX DE COMPAGNIE

MEMBRE DE LA WORLD SMALL ANIMAL VETERINARY ASSOCIATION « WSAVA » ET DE L’ASSOCIATION NORD AFRICAINE DES VÉTÉRINAIRES POUR ANIMAUX DE COMPAGNIE   L’Association Tunisienne des Vétérinaires pour Animaux de Compagnie A.T.V.A.C vient de voir le jour.   Le bureau directeur élu est le suivant :   Président : Dr. FAOUZI KECHRID Vice Président : Dr. SAMI MZABI                             Dr. KAMEL BEDOUI Secrétaire Général : Dr. BECHIR BOUSSELMI Secrétaire Adjoint : Dr SAIDI FATMA Trésorier Général : Dr SELMA HADDOUCHI Trésorier Adjoint : Dr. SAMIA BENELHEDI Membres : Dr. RACHID MAHMOUD                   Dr. ALI ZOUARI   L’A.T.V.A.C a représenté la Tunisie au 28ème Congrès Mondial Vétérinaire à Bangkok (Thaïlande) et aux travaux de l’assemblée générale de l’Association Mondiale des Vétérinaires pour Animaux de Compagnie au cours de laquelle la Tunisie a été élue à la Présidence de l’Association Maghrébine des Médecins Vétérinaires pour Animaux de Compagnie en la personne du Dr. FAOUZI KECHRID et dont le siège a été choisi à Tunis.   Au programme des activités de l’A.T.V.C, il est prévu l’organisation à la foire de la Charguia d’un concours de beauté pour les chats le vendredi 4 juin 2004 de 15h à 18h 30 et un autre pour les chiens le samedi 5 juin 2004, de 15 h à 18h30 précédé d’un colloque scientifique animé par des experts nationaux et internationaux ayant pour thème : chats et chiens errants, quelles solutions pour un meilleur environnement? Ces manifestations se tiennent en marge du premier  salon international « NUTRISAN 2004 ».   (Source : Le Temps du 15 mai 2004)

POINT DE VUE

 

Noureddine Bostanji

 

Vivant entre la Tunisie et la France, j’ai pu constater le désarroi de plusieurs de nos meilleurs pilotes de ligne, allant dans au moins six cas jusqu’à la démission.

 

La raison n’est nullement personnelle, elle est d’ordre patriotique et morale:nos vaillants aviateurs déplorent la mise à mort de Tunisair, véritable patrimoine national, au profit de Karthago Airlines, possession privée et agent de fortune de quelques véreux.

 

Evidemment, nul débat national nulle part dans la nullité générale !

 

13 mai 2004


Moncef Marzouki :

Arrêter la spirale de la haine

   

Radio- Téhéran a demandé hier après midi à Moncef Marzouki de s’exprimer sur l’exécution de l’otage américain . Le président du CPR a condamné de la façon la plus ferme ce qu’il considère comme un crime abominable , aussi inacceptable sur le plan éthique que stupide sur le plan politique . Ni le droit inaliénable à la résistance contre l’occupation , ni les odieuses exactions des geôliers américains contre nos prisonniers, ne peuvent justifier un tel acte .   Que ce soit en Palestine ou en Irak , On ne combat pas la barbarie avec de la barbarie a ajouté Moncef marzouki . Pour lui la grande crainte aujourd’hui est de voir s’enclencher une spirale de la haine et de l’horreur , opposant dans une véritable guerre des civilisations , Arabes et Américains .   Un tel dérapage doit être absolument arrêté . Il a rappelé la nécessité de faire la différence entre la politique belliciste de l’administration Bush et la société civile américaine , à qui revient à travers sa presse indépendante , le mérite d’avoir dénoncé les exactions de la prison d’ABU Ghrib .   Moncef Marzouki a lancé un appel à toutes les autorités morales et religieuses dans le monde arabe pour condamner la décapitation de l’otage américain . Moncef Marzouki pense qu’il est urgent que les représentants des sociétés civiles arabes et américaines se rencontrent le plutôt possible pour débattre des meilleures mesures à mettre en œuvre pour arrêter la spirale de la haine .     Cercle des Tunisiens des deux Rives à Marseille (membre de la Fédération des Tunisiens pour une Citoyenneté des deux Rives)

 

التقدمية والرجعية أو شذرات من واقع التحالفات المشبوهة

محمود دربـال   لم يعد خافيا على احد واقع الهجمة الإمبريالية الشرسة التي تقودها قوى الرأسمالية المتغطرسة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية على شعوب العالم، كما أصبح من نافل القول، الحديث عن نهب خيرات وثروات هذه الشعوب تحت مسميات وعناوين عديدة… كالحفاظ على الامن والسلم العالميين ومكافحة الارهاب، ونشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان.. ومارافق ذلك من حملة شعواء على مختلف مواقع الفكر التقدمي. والملاحظ: ان هذه الهجمة تمظهرت بشكل جلي اثر التحولات العالمية الكبرى والتي كان من اهمها: انهيار المعسكر الشرقي ذي الطابع الاشتراكي ثم سقوط جدار برلين وانعكاس ذلك على كل اقطار العالم التي لم تنأى الحركة التقدمية في تونس عنها… حيث انحسر الفكر التقدمي فاسحا المجال لسيطرة الاطراف اليمينية وخاصة منها الاصولية. الا انه ورغم حضور الفكر التقدمي ممثلا في بعض الاطراف والمجموعات السياسية التي حافظت على وجودها، لا بد من طرح جملة من التساؤلات حول خصوصيات حضور الخطاب التقدمي ودور الاطراف التقدمية داخل الساحة السياسية بتونس في مقابل القطب النقيض المنعوت هنا بقطب الرجعية والذي شكل ولا زال قوة جذب الى الوراء، في محاولة لتاسيس رؤية نقدية لواقع الحركة التقدمية وايجاد السبل الكفيلة لتجاوز واقعها المازقي والمأزوم… يبدو من خلال تتبع تاريخية الحركة التقدمية بتونس انه بالامكان تقسيم هذه الحركة الى قسمين رئيسين: – قسم اول: ارتاى الشكل القانوني كاطار للعمل السياسي… وهو يضم جل الاحزاب القانونية وبعض المنظمات والتي حاولت عموما معالجة الاشكالات المركزية التي تعترض الحركة التقدمية في المستويين الفكري والسياسي.. – القسم الثاني: ويضم في الغالب بعض الاطراف والمجموعات السياسية غير القانونية والتي يشكل اليسار فيها الجزء الاكبر اضافة الى بعض الاطراف القومية بمختلف مكوناتها وحساسياتها الايديولوجية/ السياسية. ومن هذا المنطلق وذاك يمكن ان نخلص للاتي: فيما ان القسم الاول يضم القوى السياسية التي اختارت الواجهة العلنية لبلورة طروحاتها واهدافها فان هذه الاخيرة بقيت الى حد ما رهينة الضوابط القانونية التي تنظم العمل السياسي مما افقدها رغم نجاحاتها التحكم في آليات عمل ناجعة بدرجة كبيرة لكسب قاعدة جماهيرية تضاهي قاعدة الحزب الذي تقلد الحكم بالبلاد عقب الاستقلال.. وهنا نرجع هذا الامر ايضا الى غياب تقاليد التداول على السلطة في بلادنا وتاخر ظهور الاحزاب السياسية ضمن الاطار القانوني هذا اضافة الى غياب برامج استراتيجية توحد جهود هذه الاحزاب من أجل تأسيس بديل ديمقراطي نظرا لحداثة تجربتها اولا وقلة امكاناتها المادية ثانيا… بيد ان ما يهمنا في هذا الصدد هو القسم الثاني من الحركة التقدمية الذي ظل لسنوات طوال يرفع شعارات التقدمية والثورية ويخوض النضالات… حاصرا خطابه في مواجهة السلطة وتحميلها مسؤولية غياب الحرية والديمقراطية.. وهو ما جعل اطراف هذا القسم يلتقون في مستوى الشعار ويفترقون حد التناقض في مستوى الممارسة العملية.. وتجدر الاشارة هنا الى ان بعض الاطراف التي طالما تغنت بشعارات الثورة وتسلحت بشعار التقدمية والنضالية.. بقيت حبيسة عناوين جامدة ومتمسكة بنفس الآليات التي لا تمكنها بالضرورة من القطع مع حالة الركود والانحسار في ظل غياب برنامج سياسي يتماشى وواقع البلاد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.. هذا العجز والتراجع على مستوى الفعل السياسي يضاف اليه تراجع الوعي التقدمي وسيادة الثقافة الليبيرالية الاستهلاكية.. ادى باصحاب الفكر التقدمي (في بعض اجنحته) الى السقوط في قراءات وتقديرات سياسية مغلوطة لمقتضيات المرحلة وما تتطلبه من شعارات وتكتيكات بل وصل الامر ببعضهم الى ان يسقط من حسابه الشعارات الاستراتيجية ويلتحف برداء الممارسات اليومية المفرغة من المضمون السياسي المعبر عن القضايا الوطنية المباشرة.. وهو ما جعل أداءهم السياسي يتميز بلعبة المناورات والمؤامرات حينا.. والتحالفات المشبوهة حينا آخر.. وتحت ذريعة محاصرة الفكر التقدمي وضرب حرية الرأي والتعبير اصبح الالتجاء الى الدوائر الاجنبية امرا مشروعا ومبررا.. فلم يعد الداخل بالنسبة لهؤلاء هو المحدد بل اصبح العامل الخارجي هو الضمانة الوحيدة لوجودهم السياسي ومشاريعهم البديلة… ونجد صدى لهذه الادعاءات والافتراضات النظرية والموضوعية في بعض المحطات النضالية التي خاضها هؤلاء والمتمحورة في شكل احتجاجات سياسية معزولة وندوات ومحاضرات في الكواليس داخل البلاد وخارجها في اطار السعي الحثيث والمراهنة على الضغط الذي يمكن ان تمارسه بعض الدوائر الاجنبية..   وهو ما يفسر الانتفاضة المشهود لها عند هؤلاء ابان اعلان كولن باول العمل على نشر الديمقراطية في الوطن العربي ترجمت بزياراتهم المتكررة للسفارة الامريكية.. بل وصلت صلافة احدهم الى حد طلب التدخل العسكري الامريكي لتونس( للتصدي للقمع والديكتاتورية..) كما يقول.. ولعل اهم ما نلاحظه ايضا: هو اقتصار هذه الاطراف على المحطات السياسية الكبرى للبروز والتعبير عن وجودها كاطراف فاعلة في المعادلة السياسية الوطنية… ونظرا لاختلال موازين القوى.. فانها حاولت ممارسة توحيد قسري لاطراف الحركة التقدمية والديمقراطية باءت بالفشل الذريع لاسباب عديدة لعل اهمها: تضارب المنطلقات السياسية والايديولوجية وغياب البرنامج السياسي القادر على توحيد مجمل هذه المكونات اضافة الى سيادة النزعات الشخصية وتغليب المصلحة الحزبية الضيقة فكان التقاؤها يفتقد الى الحد الادنى السياسي كشرط رئيس لاي عمل جبهوي.. حتى ان البعض منها لم يتورع عن اعتبار الحركة الاسلامية مكونا رئيسيا من مكونات الحركة الديمقراطية.. وهي التي كانت الى ماض قريب (حركة متطرفة وفاشية ورجعية) برايهم، لا بد من محاربتها والتصدي لها، واضحى الدفاع عن الاسلاميين بتونس من على منابر القنوات الاجنبية وعلى اعمدة الصحف الغربية شغلهم الشاغل والمدخل المحبذ لطرح قضايا الحرية والديمقراطية في اطار مناورة سياسية الهدف منها حسب رايهم (توسيع دائرة الرفض والاحتجاج…) فكان ان خرج هذا التحالف/ المؤامرة الى العلن عبر الندوات التي عقدت بفرنسا (ندوة مرسيليا) والبيانات المشتركة التي صدرت انطلاقا من عواصم اوروبية عديدة بين الحركة الاسلامية ومن كان عدوها اللدود الى وقت قريب لا زالت تحفظه الذاكرة لحداثة عهده… هذه التحالفات التي اتت على قاعدة الالتقاء وسقط عنها حدود التمايز والاختلاف الذي ميز الحركة التقدمية والفكر التقدمي بتونس مع الرجعية.. الامر الذي يطرح اليوم اكثر من أي وقت مضى وبكل إلحاح ضرورة القطع نهائيا مع سياسة التكتيكات الظرفية المغيبة للاستراتيجي والمحكومة بالحسابات الآنية مع ضرورة العمل على تأسيس خطاب تقدمي يستند أساسا على الإرث التقدمي نفسه وينطلق من فهم واضح لطبيعة المرحلة التي تمر بها بلادنا مع مراعاة امكانات وحدود الحركة التقدمية راهنا خاصة وان البعض من أطرافها مجموعات كانت ام عناصر لا زالت متشبثة بقراءاتها المبدئية ولم تتلوث بعد بلوثة الانتهازية والبراغماتية السياسية اننا نقول ذلك ايمانا منا بان الحركة التقدمية في تونس كقوة سياسية ومكون رئيسي من مكونات المجتمع اضطلعت عبر تاريخها الحافل بالنضالات بدور بارز في ساحة النضال التقدمي سواء داخل هياكل المجتمع السياسية منها والثقافية او خارجها… على اعتبار ان العمل المسؤول والرصين المحكوم بنظرة استشرافية للواقع العالمي والقومي والوطني هو المحك الرئيسي لاستنهاض الحركة التقدمية فكرا وممارسة.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 408 بتاريخ 14 ماي 2004)
 

بسم الله الرحمن الرحيم

المشكل ليس في بوغريب بل في الاحتلال

بقلم: الشيخ راشد الغنوشي

لقد أمكن لعدد من الصور أن تكشف عن  بعض ما يجري في أرض الرافدين من خلال مشاهد حية منقولة  من سجن أبي غريب، شاهدا لا يدحض على مدى ما يمكن أن يصل اليه « الانسان » من توحش وخساسة وإذلال وامتهان  لـ »أخيه الانسان » إذا هو يوما غلب. وللحقيقة  ليست هذه أول مرة في تاريخ الحروب بين البشر يمتهن الغالب المغلوب أسرا وقتلا واستعبادا وليست هي المرة الاولى في التاريخ تستباح أرض الرافدين من قبل متوحشين يعيثون في دماء أهلها هدرا وفي أعراضهم استباحة وفي تراثهم الحضاري تدميرا كل ذلك فعله المغول، ويستعيده الامريكان منذ أكثر من سنة ولكن بإضافات نوعية تسجل لهم بجدارة.

1-   هذه المشاهد المرعبة التي صورت القتل بدم بارد لأسير حرب بل لمواطن مشتبه به. وهذا التفنن في الاذلال والتنكيل مما نقلت بعضه الصور الحية من تعرية للمعتقلين وتكديسهم كوما وجبرهم على ممارسة الفحشاء بعضهم ببعض والتبول عليهم وجرهم كالكلاب من قبل مجندات صغيرات مع الحرص على التقاط الصور التذكارية معهم وذلك المشهد الآخر لمعذب (بفتح الذال) وقد ربطت أطرافه بأسلاك كهربائية وألبس زيا يشبه طائرة أمريكية.. مشاهد لن تنمحي من الذاكرة الانسانية والعربية ستطبع الى جانب مشاهد أوجفيتس البدائية أو مشاهد انهيار الابراج.. وبالتأكيد لن تسهم بحال في تحسين صورة الامريكي في العالم بله بين العرب والمسلمين.. هذه المشاهد المرعبة المخزية التي اهتز لها العالم واشمأز منها حتى قادة الحرب مثلت الضربة القاضية التي وجهتها مؤسسة الاعلام لمؤسسة الحرب فأردتها، إذ كشفت عن حجم وعمق واتساع مستوى التوحش الذي بلغته حداثة أمريكية منفلتة من كل قيد وضابط غير النجاعة. إنه انتصار الاعلام على الحرب، إنه انتصار سلطة الرأي العام على سلطة حملة السلاح وتجار الحروب وسحرة الفرعون الثاوين وراء المكاتب ينظّرون للحروب وللدمار. وقد تكون هذه أول حرب في التاريخ يحقق فيها حملة القلم هذا المستوى من الانتصار على حملة السيف وأي سيف. لقد انهزم الاحتلال والمسالة مسالة وقت. والسؤال الرئيسي الذي يجدر توجيهه لقادة امريكا: كم هو رقم الضحايا الذي حدده رامسفيلد وبوش وديك تشيني – ولا سؤال الى الصهاينة: وولفيتس ودوجلاس فايث وشارل بيرل ودانيال بايبس فهمّهم اسرائيل وليس أمريكا- كم رقم الضحايا من جنودهم – ولا سؤال عن أرواح العراقيين فهذا لا اعتبار له–  كم هو الرقم الذي ضبطوه حدا أقصى مستعدون لتحملّ التضحية  به  من أرواح مواطنيهم مقابل حصول شركاتهم على كنوز العراق؟

2-   هذه المشاهد لا يمكن لأحد أن يصدق قادة الولايات المتحدة السياسيين والعسكريين أنها أحداث فردية وتجاوزات لبعض الجنود. صحيح أنه لا يمكن تجنب التجاوزات حتى في جيش من الحواريين يقوده نبي، فقد قتل خالد ابن الوليد (رض) امرأة خلال دخوله مكة فاتحا، مخالفا تعاليم النبي، غير أن النبي عليه السلام أوقف سير الجيش كله وتساءل غاضبا ما كانت هذه لتقاتل، فمن قتلها؟ فأجيب إنه خالد، فقال اللهم إني أبرأ اليك مما فعل خالد، وبحث عن أهلها، فاسترضاهم، ودفع ديتها. هنا يمكن أن نقول هذا تجاوز لأن التعليمات واضحة: لا يقتل إلا من يقاتل، والفعل محصور في حالة محددة. هنا نصدّق أننا أمام تجاوز يمكن جبره بالاعتذار والتعويض. لكن ما فعله الاحتلال في العراق رهيب ولا عوض عنه غير رحيله. هو رهيب  ليس يوم أخذت مشاهد الخزي تخرج من بوغريب بل منذ قرار الحرب وما تأسس عليه من أكاذيب انكشفت الواحد بعد الآخر: تخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل. وتبين بعد أن قلبت أرض العراق حجرا حجرا أن لا أثر لها. ثم ادعوا رابطة بين » القاعدة » والنظام العراقي ولا شيء دل على ذلك .الآن فقط يمكن الحديث عن علاقة بين القاعدة والعراق بفضل عبقرية رامسفيلد وفريقه بينما الوثائق دلت عن سيطرة هوس غزو العراق على فريق بوش، قدم به الى البيت الابيض فشرع منذ شهره الثاني في اعداد مخطط الغزو. وآخر ما سقط من مسوغات الغزو المدعاة تخليص العراق من حكم البعث وإرساء نموذج ديمقراطي فيه، بينما تداعيات الاحتلال بعد سنة واحدة من تفكيك دولة العراق قادت فريق الحرب الى التفكير في عودة البعث وقطاع من الجيش العراقي عاد براياته وأزيائه أمام سمع الاحتلال وبصره بعد أن تبينوا أن البلد لم يستقبلهم بالورود وإنما بالرصاص والسيارات المفخخة، فأخذوا يلعنون شياطين المعارضة الذين غرروا بهم والذين انطفا بريقهم وأخذت قلوب الكثير منهم تنخلع لمشهد عودة البعث وجيشه. تدمير دولة العراق وتراثه الحضاري وفرض اقتطاعه من سياقه العربي الاسلامي وإخراجه من معادلة المنطقة وبالخصوص من أداء دوره وربطه بالاستراتيجيا الامريكية الصهيونية والسيطرة على ثرواته، جزء من الخطة الامريكية المعلنة « الخطة الامريكية لقرن امركي جديد ». في هذا السياق ينبغي وضع خطة الدمار المنهجي الذي مارسه الاحتلال ضد كل مقومات الشخصية العراقية وخطة الاذلال المنظم والتنكيل بكل مؤشر أو تطلع لمقاومة الاحتلال ولمن يظن به ذلك أو يحتمل منه. فما رشح من فظائع اقترفها جيش الاحتلال في بوغريب ضد عراقيين رجالا و نساء وأطفالا لم يكن بحال معزولا عن سياسة الاحتلال في فرض السيطرة وشل المقاومة عبر سياسة استعمارية معروفة: إرهاب الشعب وإشاعة الرعب في أوساطه وتدمير مقومات الكرامة والشخصية والقيم عنده. من هنا نفهم المنحى العام الذي اتخذه الاحتلال ليس مجرد القتل فهذا معهود من طرف الغزاة والطغاة، وإنما القتل المعنوي المبني على معرفة بطبيعة الشخصية العربية والمسلمة والمنزلة العليا التي تحتلها مسالة الشرف وما ارتبط بها من قيم الحياء والغيرة.. وفي هذا السياق تأتي مشاهد التركيز على تعرية المعتقلين بشكل منهجي وتكويم بعضهم فوق بعض واغتصابهم واغتصاب النساء بحضور ذويهم والتقاط الصور معهم وهم على تلك الحال، فكل ذلك صور لتجسيد السيطرة وفرضها على الضحية. وهي أساليب مارسها بمنهجية الصهاينة من أجل ابتزاز الواقعين في قبضتهم في مسعى منهجي لاستخدامهم، مخافة الفضيحة، بنشر تلك الصور. ولقد استخدم الاغتصاب على نطاق واسع على يد الصرب أداة حربية.

3-   كيف يمكن أن نصدق أن هذه الآلاف من الصور التي تتوفر عليها وسائل الاعلام والتي بدأت تقارير عنها تتسرب منذ نوفمبر الماضي واعترف متلجلجا أمام المحققين جنرالات الحرب أنها كانت متوفرة عندهم منذ فبراير الماضي، إلا أنهم اصروا على اعتبارها أعمالا فردية. إن أحدا لم يسأل وهو يتأمل في مشاهد الاستباحة الانسانية ممثلة في مشهد ذاك المسكين الذي فرض عليه الوقوف على صندوق وأطرافه مربوطة بأسلاك كهربائية لم يسأل أحد عن آلات التعذيب هذه من جلبها الى السجن ؟هل جلبتها المجندات على حسابهن ومن درّبهن عليها؟ أليس الاقرب الى التصديق الاعتراف بأنها جزء من تجهيزات الامن العسكري مستوردة من مؤسسات أمريكية ومشتراة بفواتير موقعة من مصالح التجهيز ومطلوبة من القيادة الحربية؟ ولماذا تستورد هذه الادوات من مخزونات وزارة الدفاع إذا لم تكن للاستعمال؟ وكيف تستعمل وسائل فنية معقدة دون تدريب عليها. أتمنى على أحد الصحفيين أن يسأل عن هذا جنرالات الحرب الذين يطلعون علينا كل يوم بوجوه كالحة ليقولوا كلاما بلا معنى يرسمون خريطة المواجهة-  وهم قادة أعظم جيش في العالم – مع مدن صغرى كالفالوجة والنجف وكربلاء.

 4-   إن هذه المشاهد كشفت عن أزمة خلقية ضاربة أطنابها في قاعدة المجتمع الامريكي التي انحدر منها هذا الرهط من الشباب المجند ذكورا وإناثا، لا يمكن التصديق أن هؤلاء المجندين ينتمون الى مجتمعات مدنية متحضرة ذات قيم عليا، بل الأحرى أنهم قد تربوا في مجتمعات منحطة ممزقة مجتمعات عصابات المخدرات والشذوذ والجريمة. إنهم بكلمة واحدة مرتزقة.. هم نفايات المجتمع الامريكي بقايا نبذها التحديث الراسمالي الغاشم وهمشها فلم تأخذ حظا لا من تربية ولا تعليم ولا لها حظ في شغل شريف ولم ينفتح لها باب للهروب من واقعها المؤلم والبحث عن لذة لاثبات الذات والمتعة غير المغامرة ببيع الذات الى المؤسسة العسكرية تكسب المال الوفير وتعوض عما فقدته من الاحساس بالذات والسيطرة على الآخر والتمتع، أو تهلك دون ذلك، وهي هالكة في كل الاحوال، فكانت الحرب ومتعة التعذيب السبيل للتعويض عن ضيعة المعنى ..

5-    كما كشفت هذه المشاهد المخزية عن أزمة فلسفية حادة تكتسح المجتمع الامريكي، تتمثل في  سيطرة العقلانية الأداتية وما سماه المسيري بالعلمانية الشاملة حيث يغدو كل شيء لا يحمل غير قيمة واحدة هي مدى صلاحيته للاستعمالuseful.وما عدى ذلك من القيم التي يلوكها ليل نهار القادة والساسة من مثل نشر الحرية وحقوق الانسان والقيم الامريكية فلا قيمة لها تتجاوز ما يمكن أن تتوفر عليه من جدوى استعمالية. وهو ما يلقي علامة استفهام حول ما يقال عن خصوصية أمركية في مسالة الدين تميزها عن باقي أمم الغرب، حيث تشهد الحالة الدينية انحسارا، بينما تشهد تلك الحالة نموا وارتفاعا في المجتمع الامريكي فعن أي دين يتحدثون؟ هل عن مسيحية المسيح عليه السلام نموذج الرحمة والانسانية؟ أم عن مسيح صهيوني صنعوه بأيديهم أو صنع لهم  لتسويغ قهر الشعوب وبالخصوص استحلال دم المسلمين واستباحة أعراضهم باسم ديانة المسيح!! والحق أنها ديانة السوق. إنه المسيح الصهيوني وليس المسيح ابن مريم. فأي دين هذا؟

 6-  كل هذه الفظائع التي ارتكبها جيش متوحش بشكل منهجي مخطط- لا يبعد أن تكون الازمات النفسية للعدد الكثير وليس القليل من أفراد ذلك الجيش وقياداته المباشرة قد بالغت في تطبيقها، ولكن ذلك لا يخرج عن الاستراتيجيا العامة للاحتلال: ضمان استسلام الشعب لمخططاته الهيمنية وفرض إخضاعه وشل مقاومته المتصاعدة عبر التفنن في إذلاله وتدمير مقومات شخصيته. الثابت أن  كل هذه الفظائع تعتبر مجرد جرائم جزئية وفرعية لجريمة كبرى هي جريمة الاحتلال، ولا سبيل للتلهي عنها باي جريمة أخرى مهما عظمت بما في ذلك الجرائم الوحشية المنظمة التي مرست في بوغريب. وما بوغريب إلا صورة مصغرة لما يحدث في سائر أرجاء العراق من تثبيت للخطيئة الاصلية، خطيئة  الاحتلال والبحث عن سبل لمواراتها بغشاء من الشرعية والسيادة الكارزية .

7-  غير أنه مهما بلغ سخطنا عن مستوى التوحش في المجتمع الامريكي الذي كشف عنه بوغريب وسواه لا يمكننا فعلا وعدلا أن نحمّل ذلك للمجتمع الامريكي كله الذي يشقه هذا الحجم الكبير من الامراض النفسية والانحطاط الخلقي. الحكومة الامركية تتحمل المسؤولية كاملة من أعلاها الى أدناها عن جرائم جنودها والقادة الذين يشرفون عليهم والذين وضعوا المخططات العليا ونظّروا للغزو وحددوا تجهيزاته ومولوها ودربوا جنودهم عليها. في المجتمع الامريكي مثل غيره قوى انسانية ضحية الراسمالية المتوحشة وثائرة عليها هي حليفة لنا، وفيها صحافة لبرالية تحررية ظلت في الغالب معارضة للحرب كاشفة عن عوراتها. وهذه القوى هي التي أقدمت في فدائية عظيمة وروح انسانية عالية على كشف هذه الفضائح ومرغت سمعة المؤسسة العسكرية والسياسية في الطين، فاليها منا عظيم الامتنان والعرفان والتقدير. وفي المؤسسة الحاكمة قوى لئن تم تضليلها وترهيبها وابتزازها فأذنت بالحرب على العراق فإنها لم تتردد في محاسبة المسؤولين حسابا غير يسير.

 8-  نحن العرب والمسلمين إذ نميز بين جريمة الاحتلال وما تفرضه على كل وطني حر أيا كان دينه ومذهبه بل على كل انسان حر من واجب المقاومة والعمل لوضع حد للاحتلال، نميز بينه وبين الاستبداد باعتباره قضية داخلية تعالج بوسائلها المناسبة التي ما ينبغي بحال أن تصل الى حد استدراج الاحتلال الى بلادنا ولا حتى استخدام وسائل العنف للتخلص منه، فما يزول بالعنف يأتي بالعنف، وما يأتي بالاحتلال لا يأتي بالحرية، بل بالمزيد منه ولو في أشكال مقنعة. نحن إذ ننبه الى هذا التمييز الضروري ما ينبغي لحظة أن نذهل أن الاستبداد شر ولا يأتي بخير مثل الاحتلال بل أشد بل كثيرا ما كان المركب الذي قدم الاحتلال على ظهره ومن طريقه. ولذلك لم يستطع العراقيون أن يصرفوا نظرهم عن المقارنة بين ظلم الامس وظلم اليوم بين بوغريب في العهدين. فبعضهم يرى في هذا الشر الاعظم وبعضهم يرى في ذاك الشر الاعظم. والمقارنة لا تصح أصلا كالمقارنة بين الكوليرا والطاعون. الثابت أنه على صفيح من نار حامية يكتشف شعب العراق مقومات وحدته ومقومات شخصيته وعظمة تراثه الحضاري ورقي مقامه العلمي والتقني. لقد سقطت دولة التحديث الاستبدادي في حوالي اسبوعين في مواجهة حداثة حقيقية فتسلم الشعب قضيته بيده فأوقفت إحدى مدنه الصغيرة نفس الجيش حوالي شهر لينتهي بسحب آلياته تاركا مكانه لجيش العراق الاصلي حاملا علم العراق الاصلي. هنا نقول يا ساتر استر. وما أعظم ما تتوفر عليه هذه الامة العظيمة من طاقات مقاومة وابداع لولا عقبة الحكم.

إن « بوغريب » يكاد يتحدث بلسان المعري: كم من لحد صار لحدا مرار متضاحكا من كثرة الاضداد. كم شاهد من فظائع ونزو للانسان على أخيه الانسان، فتفجر الحيوان الوحشي الذي فيه في وجه شريكه في الدين والوطن أو مجرد شريكه في الانسانية. والسؤال كم في أرجاء أوطاننا من بوغريب  لولا أن الكاميرا غائبة. ولو أن حركة حقوق الانسان في العالم جعلت هدف نضالها فقط انتزاع حق واحد  فقط هو حق التصوير لانتهى الاستبداد كما سينتهي غير بعيد الاحتلال في العراق بعون الله ثم الكاميرا والمقاومة. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون » إنها قدرة الله الغلابة التي زرعت في نفوس أولئك الوحوش الحاجة الى التفاخر أو المال حتى يشهدوا على أنفسهم وقادتهم وحضارتهم.   وصدق الله العظيم:  » ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون .. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم وقومهم أجمعين »   (المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 14 ماي 2004)


البحث عن المتعاقدين في سجن ابو غريب

د. عبدالوهاب الافندي (*) بعد فضيحة الانتهاكات المخزية في سجن ابو غريب، سمعنا لأول مرة عن المتعاقدين الخصوصيين الذين اعترف البنتاغون بدورهم الكبير المزعوم في التجاوزات. وقد اثار هذا الزعم من التساؤلات اكثر مما اجاب عليه. اذ كيف تقوم دولة بتكليف جهة غير حكومية بتأدية واجبات هي من صميم عمل الدولة، وتحتاج الي تفويض قضائي وتترتب عليها مسؤوليات قانونية؟ وكيف يسمح ايضا لهذه الشركات الخاصة بالعمل داخل قلب المؤسسة الامنية لدولة في حالة حرب، بل وكيف يوضع هؤلاء في الخطوط الامامية لهذه الحرب؟ وما هو المبرر العملي واللوجستي وحتي الاقتصادي لهذا الترتيب، علما بأن موظفي هذه الشركات الخاصة يتقاضون اجورا باهظة لا تقارن بالاجور العادية للجنود وموظفي الدولة؟ واخيرا لماذا ظل دور هذه الشركات في طي الكتمان حتي انفجار الفضيحة، ولماذا يواصل المسؤولون التهرب من الاجابة الواضحة علي التساؤلات حول حقيقة هذا الدور وهوية الشركات؟ من الواضح ان وراء الاكمة ما وراءها وان هناك سرا ما وراء هذا التصرف الشاذ والمريب، خاصة اذا علمنا ان الولايات المتحدة قامت في العامين الماضيين بالغاء دور الشركات الخاصة في حماية المطارات الامريكية واسناد مهمة امن المطارات الي جهاز حكومي رغم منطقية دور الشركات في هذا المجال في الاطار الامريكي والغربي عموما، حيث ان معظم المطارات هي شركات خاصة اضافة الي الكلفة المنخفضة لعمل الشركات في تلك الظروف. الذي يزيد الريبة هو ايضا الاهتمام الكبير الذي اعطاه المسؤولون لدور المتعاقدين، حيث ان مقتل اربعة من هؤلاء المتعاقدين في الفلوجة ادي الي حصار المدينة وقتل المئات من مواطنيها اضافة الي العشرات من الجنود الامريكيين. وهذا ما لم تر سلطات الاحتلال ضرورة عمله لصالح عشرات بل مئات الجنود الامريكيين الذين قتلوا من قبل. ويلاحظ ان وزير الدفاع الامريكي تردد كثيرا قبل ان يجيب علي سؤال احد نواب الكونغرس عن المسؤول الاول في سجن ابو غريب، وهل هم المتعاقدون؟ وقد احال السؤال الي احد مساعديه الذي قال ان المخابرات كانت المسؤولة. ولكن هذا التصريح يناقض تقريرا للجيش الامريكي يتهم المتعاقدين باصدار تعليمات للجنود، وعلي احتجاج محامي بعض الجنود الذين وجهت اليهم تهم حول الانتهاكات بان موكليهم جعلوا كبش فداء لنظام سجن مارق يصدر فيه المرتزقة الاوامر بدون مساءلة قانونية . المعلومات الاولية تشير الي ان المرتزقــــة اياهم جاءوا من شركتين، اولاهما مؤسسة تيتان Titan ومقرها في سان دييغو (كاليفورنيا) وتصف نفسها بأنها احد اكبر مقدمي الحلول والمنتجات المعلوماتية والمعلومات الشاملة وخدمات الامن الوطني اما الشركة الاخري فتسمي كاسي انترناشيونال CACI ومقرها في فرجينيا، وتقول انها تساعد المجتمع المخابراتي في امريكا علي جمع وتحليل وتوزيع المعلومات الدولية حول الحرب علي الارهاب . وقد رفضت الشركتان الرد علي الاستفسارات الصحافية حول دورهما في السجن وفي العراق، ويتهم احد تقارير الجيش بعض موظفي الشركتين بالضلوع في جرائم منها اغتصاب المعتقلين واساءة معاملتهم بطرق متعددة. ولكن احدا من المتهمين من هذه الشركات لم يقدم لمحاكمة لانهم بحسب المصادر العسكرية لا تنطبق عليهم قوانين الجيش، وليس للسلطات الامريكية اي سلطان عليهم، من جهة اخري رفض البنتاغون بدوره اي تعليق علي الاسئلة حول دور الشركات المتعاقدة في السجون العراقية، بحجة ان التحقيقات ما تزال مستمرة. كل هذا يدعو للمزيد من الاستغراب، ذلك ان اصل فكرة سجن ابو غريب تتلخص في ادعاء امريكا وسلطات الاحتلال السلطان علي قوم ليسوا من الجيش الامريكي، وليسوا مواطنين امريكيين، اضافة الي كون اغلبهم ابرياء. فكيف تدعي امريكا السلطان علي العالم بأسره وتقول انه لا سلطان لها علي موظفيها ومتعاقديها، بل وتوكل امر معاقبتهم الي شركاتهم بحسب قول التقارير؟! هناك اجابة واحدة منطقية علي كل هذا، وهو ان هذه الشركات ليست في الحقيقة شركات، بل واجهات لدولة معينة، هي في الارجح اسرائيل. ذلك ان ادخال شركات خاصة في مجال هو من صميم امن الدولة لا يعدو ان يكون حيلة ملتوية لاشراك اسرائيل ومخابراتها في الغنائم والاسلاب والمعلومات، وهو امر غير مستغرب اذا استرجعنا ان حرب العراق قامت خصوصا لمصلحة اسرائيل، وان معظم المحافظين الجدد القائمين علي وزارة الدفاع كانوا مستشارين لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو قبل ان يصبحوا من مساعدي بوش، اضافة الي ان ولاءهم لاسرائيل اكبر بكثير من ولائهم لامريكا، هذا اذا كان لديهم اي ولاء لامريكا اصلا.   (*) كاتب ومفكر سوداني مقيم في بريطانيا   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 15 ماي 2004)


أين كانت «الجزيرة» و«العربية» طيلة شهور تعذيب الأسرى العراقيين؟

خالد الحروب (*)   الجريمة الأمريكية الجديدة التي كشفتها صور تعذيب الأسرى العراقيين ليست بنت اللحظة كما تدلل المعلومات التي نستقيها جميعاً من وسائل الإعلام الأمريكية التي فضحت تلك الجريمة. بل تعود ممارسات التعذيب تلك إلى أشهر طويلة خلت، وبعضها حدث مباشرة بعد قيام سلطة الاحتلال وسيطرتها على العراق. تطرح هذه المسألة سؤالاً كبيراً أمام وسائل الإعلام العربية، باختلاف وسائطها، التي انخرطت في تغطية الحرب على العراق وما تلاها بشكل مركز وكبير.   الإعلام التلفزيوني العربي الذي غطى تلك الحرب، وخاصة « الجزيرة » و »العربية » (و قناة « أبو ظبي » قبيل وخلال الحرب وقبل أن تقلص عملياتها إلى الحد الأدنى وتخرج من المشهد بشكل مؤسف بعد أن كانت صاعدة بنجاح كبير) قام بإنجاز تاريخي حقيقي على مستوى الإعلام العربي والعالمي. فلأول مرة ربما في تاريخ الإعلام العالمي يتم كسر الاحتكار الغربي للخبر والصورة، وتصبح وسيلة إعلام عالمثالثية هي المصدر الذي تستند إليه وسائل إعلام غربية كثيرة في الحصول على المعلومة والخبر.   أهم من ذلك أن الإعلام التلفزيوني العربي قد ساهم في مساءلة ومحاسبة مشروعات دولية ووضعها تحت ضوء الشك، وهي أريد لها أن تُفرض فوقياً على المنطقة من دون نقاش. وعلى العموم قيل الكثير في إنجازات هذا الإعلام وكاتب هذه السطور أحد المنافحين عنه في الميادين العربية والدولية، ولا حاجة هنا لتكراره.   لكن ما أنجزته الفضائيات العربية، تحديداً، يجب أن لا يحجب الرؤية عن رؤية وانتقاد ما لم تنجزه، أو ما فشلت فيه. ومن أهم ما لم تنجزه حقاً لحد الآن هو فشلها في الكشف عن مسلسل التعذيب الذي كان يتعرض له العراقيون في سجن أبو غريب طيلة تلك الأشهر السوداء الكالحة الماضية. فأين كانت فرق الصحفيين، والمصورين، والمتعاونين، والمراسلين الميدانيين؟ لماذا لم يتم اكتشاف وفضح هذا الموضوع الذي صرنا نعرف الآن أن كثيراً جدا من العراقيين كانوا يعرفونه ويتحدثون عنه وكأنه تحصيل حاصل. بل إن بعضاً من مراسلي الجزيرة والعربية أنفسهم أو العاملين معهم كانوا قد تعرضوا للاعتقال والإهانة والتعذيب لعدة أسابيع، ومع ذلك لم يُفتح الملف كما كان ينبغي.   للمرء أن يتوقع أن كثيرا من قصص التعذيب والإهانات كانت تتسرب من السجن عبر من يُطلق سراحهم، أو عبر ألوف العائلات التي كانت تتابع ما يعانيه أبناؤها بصمت ومرارة. فكيف ساد هذا الصمت المطبق ولم يصل إلى شاشات الفضائيات العربية؟ من حق العراقيين والعرب جميعاً أن يحاسبوا هذه الفضائيات على تقصيرها، وأن يطلبوا إجابات شافية. كلنا نعلم أن ظروف العمل الإعلامي (العربي خاصة) في العراق بالغة الصعوبة. وأن التضييق على الصحفيين العرب، خاصة العاملين في الفضائيات الرئيسة، بلغ ويبلغ حداً فوق التصور أحياناً. وأن سلطة الاحتلال تعتبر هذا الإعلام عدواً لها. لكن هذا لا يسوغ بأي حال التقصير في عدم الكشف عن تلك الفضيحة. خاصة وأنه كان بالإمكان متابعتها بهدوء ولفترات طويلة وبعيداً عن الضوء، بكونها ليست حدثا لحظياً قد تفوت تغطيته. بل كانت مسلسلاً مستمراً ومتواصلاً.   ثمة أكثر من مسألة يثيرها ملف تعذيب الاسرى العراقيين على صعيد تغطية الإعلام الفضائي العربي، وتستوجب وقفة مراجعة من قبل هذا الإعلام. من أهم هذه المسائل ضرورة أن تخرج التغطيات الإخبارية من الأستوديوهات المغلقة إلى الميدان أكثر وأكثر. فعوضا عن المقابلات والبرامج الحوارية المطولة الخلافية والصياحية هناك حاجة ماسة إلى تطوير فن « الصحافة التمحيصية » أو investigative journalism. وهي الصحافة التي تكون أقرب إلى العمل الاستخباراتي وتستهدف كشف ما تريد السلطات ومراكز القوى إخفاءه. ولنتذكر أن « الصحافة التمحيصية » كانت وراء الإطاحة بريتشارد نيكسون عام 1974، لأنها هي التي كشفت فضيحة ووترغيت وتنصت الجمهوريين على مقر الحزب الديمقراطي بتعليمات من نيكسون نفسه. الإعلام هنا، وهنا فقط، يستحق وصف « السلطة الرابعة »، أي عندما يكشف الأجندات السرية للسلطة السياسية التي تنزع للأبواب الخلفية والسرية لتمرير ما لا تستطيع تمريره عبرالأبواب الأمامية وتحت ضوء الشمس.   يبدو أن الأوان قد آن للانطلاق نحو مرحلة جديدة في الفضائيات العربية يتم فيها التركيز أكثر على هذا النوع من الصحافة الذي ينقص عالمنا العربي. المراحل الماضية والحالية اتسمت بنوعين من التغطيات ذات العلاقة بالأخبار أو الشؤون العامة. النوع الأول تغطيات المراسلين في الميدان للأحداث الكبرى والجسيمة مثل حرب أفغانستان، حرب العراق، والانتفاضة.   وقد نجح ذلك الإعلام في هذا النوع، واستطاع أن يكون موجوداً في قلب الحدث الساخن وينقله بطريقة لا تنقلها وسائل الإعلام الغربية. أما النوع الثاني فقد تمثل في التناسل اللافت، وأحياناً الزائد عن الحد، للبرامج الحوارية السياسية التي تعلق على سير الأحداث. وغالباً ما تكون هذه البرامج مناكفات سياسية بين أطراف عدة يحملون وجهات نظر مختلفة ومتناقضة من نفس القضية المطروحة للنقاش. تفيد هذه البرامج في تقليب المسائل من مختلف الزوايا، لكنها تأكل الكثير من الوقت الحي للشاشة، وأحياناً على حساب أولويات أخرى.   المرحلة الجديدة يجب أن يحتل التقرير الصحفي الميداني فيها موقعاً مركزياً، وما يُقصد هنا هو التقرير الكاشف لشيء جديد، وليس المكرر لذاته أو لما جاء في الأخبار. فهناك كثير من التقارير الإخبارية التي تأتي من « الميدان » لكنها لا تقدم الشيء الكثير. وحتى لا يظل مثل هذا الكلام مهوماً في التنظير والعموميات من المفيد ضرب الأمثلة وطرح بعض القضايا بالغة الأهمية، في المسألة العراقية هنا، والتي ما زالت تفتقر إلى تغطيات صحفية تمحيصية كاشفة.   فمثلاً: ما الذي يحدث على جبهة النفط العراقي؟ كيف يُصدر، وكيف يُباع، ومن يشتريه، وما هي الشركات المشرفة عليه في العراق وخارجه، وأين تذهب عوائده وكيف تنفق، وفي أي الأرصدة ينتهي؟ ومثلاً: كيف لا نعرف لحد الآن وبالضبط حقيقة « المقاومة العراقية »؟ من الذي يقاوم، ومن الذي لا يُقاوم، من أين جاؤوا وماذا يريدون، وما هو برنامجهم السياسي؟ ما هي القوى والتنظيمات التي تشتغل على الساحة، من هو الذي يوجه عملياته لقوات الاحتلال ومن الذي يوجهها للعراقيين؟   إذا كان الإعلام العربي الذي هو العنوان الرئيسي لكل فصائل تلك المقاومة، حيث يرسل لها أشرطته، وله وسائله للوصول إليها، ويجب أن يكون له بدوره وسائله للوصول إليها، لا يستطيع أن ينقل صورة تفصيلية عن تلك القوى للمشاهد العربي حتى يتبين له المقاوم الحقيقي من المقاوم الزائف والمدمر فمن ذا الذي بإمكانه القيام بذلك؟ ومثلاً: كيف يفكر السيستاني، وما هي حقيقة مواقفه، وما هي العناصر، أو الأطراف المؤثرة عليه وعلى توجهات قراراته؟   ومثلاً: ما هي حقيقة الدور الإسرائيلي الميداني في العراق من ناحية تقديم الخبرات والاستشارات العسكرية حول كيفية مواجهة المقاومة في المناطق المدنية، وكيفية إقامة الحواجز ونقاط التفتيش، وتحت أي غطاء يعمل الإسرائيليون، وكيف؟ ومثلاً: ما هو خط سير الرساميل المالية من وإلى العراق، وأين تذهب، وأين تستثمر، وفي أي المجالات، ومن هم المقاولون وعلى أي الأسس أختيروا، وما هو حجم الاستثمار العربي والعراقي؟   ومثلاً: أين ذهبت الخبرات العراقية في مختلف الميادين، العسكرية، والنووية، والعلمية؟ هل هاجرت، هل قتلت، هل أشتريت، هل تبخرت؟ هذا غيض من فيض مما لا يمكن كشفه عبر البرامج الحوارية وبرامج « فش الغل »، لكنه يحتاج إلى عمل صامت ودؤوب يلملم أجزاء القصة، ويتابع خيوطها بلا كلل، ثم يكشفها رغم أنف من يريد الإبقاء على سريتها. ويحتاج قبل هذا وذاك إلى تبني هذا الخط من قبل إدارات الفضائيات قبل غيرها والإيمان به.   (*) باحث وكاتب عربي مقيم في لندن   (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 15 ماي 2004)


ضربوهم ثم اجبروهم علي تبادل الضرب والممارسات الجنسية الشاذة سجين عراقي: عذبوني حتي قلت لهم انا سائق الزرقاوي.. بل انا اسامة بن لادن متنكرا

جندي امريكي يصف حفلات التعذيب الليلية في سجن ابو غريب

لندن ـ القدس العربي :   وصف جندي امريكي من حرس سجن ابو غريب جلسات التعذيب وذلك اثناء التحقيق معه، حيث وصف مشهدا طلب فيه من المعتقلين ضرب بعضهم البعض باستخدام العصي، كما وصف مشهدا عندما قام بضرب معتقل عراقي كان مصابا وقيد في سرير. وقال جيرمي سيفتيس ان تشارلس غرينر، احد المتهمين السبعة ان المعتقل الذي كان يصرخ من الالم وطلب من الحارس برجاء مستر، مستر، ارجوك يكفي ، حيث قام الجندي غرينر، بضربه مرتين. وقالت صحيفة لوس انجليس تايمز ان شهادة سيفتيس تعتبر الشهادة الاكثر تفصيلا التي قدمها احد المتهمين السبعة الذين اتهموا باساءة معاملة الاسري العراقيين. ووصف الجندي المناخ الذي كان يسود سجن ابو غريب الرهيب، حيث قال ان حراس وضباط السجن كانوا يقومون بالاستهزاء بالمعتقلين ويسخرون منهم ويضحكون عليهم. وقال الجندي ان حراس السجن جردوا السجناء العراقيين من ملابسهم واستهزأوا بهم وضربوهم وركلوهم واجبروهم علي ان يضربوا بعضهم. وجيريمي سيفتس وهو اول جندي سيحاكم عسكريا روي للمحققين حكاية محزنة للغاية عن الطريقة التي كان الحراس بقيادة الكوربورال تشارلز غرينر يعذبون بها المحتجزين خلال النوبات الليلية. وقالت الصحيفة في وثائق حصلت عليها ان سيفتس ادعي ان جارنر كان دائما يمزح ويضحك ويتصرف كما لو انه يستمتع بما يصنع، ووصف سيفيتس مشهدا كيف قام غرينر بمخاطبة عراقي معتقل كان يئن من الالم، وبصوت طفولي قائلا هل هذا يؤلمك . ونفي المحامي المدني الذي يدافع عن غرينر ان يكون موكله قد قام بانتهاكات او اساءة معاملة واكد ان ما كان يقوم به هو تنفيذ للاوامر. وقال غرينر علي لسان محاميه ان القيادة العسكرية كانت ستعنفهم لو لم ينفذوا الاوامر. وقال سيفتيس انه عرف بالتعذيب وبدأ يلتقط صورا لحفلات التعذيب في 3 تشرين الاول (اكتوبر) العام الماضي. وعندما اكتشف احد حراس السجن ما يقوم به سيفتيس اخبر قيادة السجن التي قامت بالتحقيق معه في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر). وحسب شهادة سيفتيس، فالحرس كانوا يتصرفون بدم بارد وبلا مبالاة في الوقت الذي كانت ترتفع فيه اصوات الرعب والذعر من افواه المساجين. وتحدث غرينر، عن الشخص الثالث في العصابة التي ادارت حفلات التعذيب، وهو ايفان فردريك تشيبس الذي كان يقوم بضرب المساجين واهانتهم بدون ان ينبس بكلمة، مشيرا الي ان فردريك كان يستمتع بما يفعل. اما عن ليندي انكلاند التي ظهرت في عدد من الصور، والسيجارة بين شفتيها وترفع اصبع الابهام علامة النصر، فقد قال انها كانت تضحك دائما علي ما يفعله الحرس بالمعتقلين. اما صابرينا هارمان، التي ظهرت الي جانب كتلة من الاجساد العارية شكلت علي شكل هرم، فقد قال انها نادرا ما ابتسمت ولكنها لم تظهر اي اشارة عن القرف. المتهمة الوحيدة التي لم يذكرها سيفتيس هي ميغان امبهول، التي لم تر في اي من الصور الكثيرة التي رسمت صورة قميئة عن حفلات التعذيب في سجن ابو غريب، ولكنه قال انها كانت تراقب ما يحدث. ويتذكر سيفتس، ان السجناء العراقيين غالبا ما ترددوا في التعري امام بعضهم البعض الا ان غرينر كان يجبرهم علي ذلك. ويقول سيفتس ان غرينز مرة ضرب احد المعتقلين علي رأسه، فوقع مغشيا عليه، وعندما حاولوا التأكد من انه لا يزال حيا، قال اللعنة، كانت قوية . وقال سيفتس ان غرينر، وفردريك اجبرا مساجين عراة علي الاستمناء واعطوهم تعليمات حول كيفية التوصل لذلك، بل وقاما بوضع ايدي المعتقلين علي اعضائهم الخاصة، وطلبوا منهم ممارسة العادة امامهم، وعندما نجح احد السجناء كانت انكلاند وهارمان تقفان امام السجين لاخذ الصور. وقال سيفتيس ان ما فعله الحراس كان خطأ واساءة معاملة الاسري انتهاك لميثاق جنيف. وعندما سأله المحقق عن السبب الذي جعله لا يخبر القيادة عن تصرفات الحراس، اجاب ان احدا لم يطلب منه ذلك. واضاف حاولت ان اكون صديقا مع الجميع، وهذا ما حدث لنا . وقال سيفتيس في شهادته ان حفلات التعذيب كانت تتم في الليل، حيث كان فردريك يذهب مع غارنر ويطلب من الجندي ماثيو ويزدم الانضمام لهم، حيث يتم اخراج المعتقلين من زنازينهم. وتحتوي عريضة التحقيق مع سيتفتس مشاهد مقززة لممارسات الجنود علي المعتقلين، حيث كانوا يضعونهم في اشكال جنسية بشكل تظهر ان المعتقل يضع العضو التناسلي لزميله في فمه. وعن اثر هذه الممارسات عليه، قال انه كان يقوم بعمل روتيني وعادي، وجزء من مهام اخري يقوم بها. وعن اكثر شيء كان يجعله يضحك من هذه الممارسات اجاب سيفتيس الهرم . ويقول سيفتيس ان حفلات التعذيب كانت يومية، وبعضها تم فيه اطلاق الكلاب علي معتقلين لاخافتهم، منهم معتقل ربط بسرير. واشارت صحيفة نيويورك تايمز ان شخصية جلاد سجن ابو غريب، غرينر كانت غير طبيعية، فقد ضرب زوجته السابقة، كما فصل من عمله في سجن تابع لاحدي الولايات، وكان يجد صعوبة في سداد فواتير مالية صغيرة، وهربا من مشاكله او بحثا عنها، انضم للاحتياط، حيث نقل الي بغداد للعمل حارسا في سجن ابو غريب العام الماضي. وكان غرينر، قد شارك في حرب الخليج عام 1991، وعمل مسؤول انضباط وتأديب في واحد من اكثر السجون القاسية في ولاية بنسلفانيا. ووصف نائب ولاية بنسلفانيا الديمقراطي غرينر بانه اكثر حارس سجن متوحش في العالم ، وبرز غرينر مع فردريك وسيتفتس كمجموعة كانت مسؤولة عن ما حدث في ابو غريب من افعال مشينة. واوضحت واشنطن بوست ان سيفتس وهو احد سبعة من افراد الشرطة العسكرية يواجهون اتهامات في هذه القضية سيقر بذنبه خلال جلسة للمحكمة العسكرية الاسبوع المقبل. واضافت الصحيفة ان سيفتس اعترف في بيان بعد ادائه القسم انه صور هذه الانتهاكات ولكنه لم يبلغ عنها ابدا. وقالت ان مذكرة راجعتها الصحيفة والمحامون الذين يمثلون الاخرين المتهمين في هذه القضية اوضحت ان عرض سيفتس الاقرار بذنبه قبل من جانب هيئة القضاة المشرفة علي محاكمته عسكريا. ولكن الصحيفة قالت انه لم يتسن تحديد التهمة التي سيقر سيفتس بأنه مذنب فيها. وقالت لوس انجليس تايمز ايضا ان بيان سيفتس سيورط خمسة من الجنود الستة الاخرين المتهمين بتعذيب المعتقلين في السجن الواقع خارج بغداد. وقال صدام صالح عبود الذي ظهر في عدد من الصور ان ايفان فردريك هدده بالاغتصاب عندما حجزه في الزنزانة ـ1. وقال ان حراس السجن، ربطوه في سرير عاريا، حيث تبولوا عليه، ورشقوه بالماء البارد. ويقول عبود انه بعد جلسات من التعذيب القاسي، بما في ذلك تعريضه للكلاب الجائعة، قرر الاعتراف للمحققين مع انه لم يعرف كم قضي في الزنازين الانفرادية. وعندما سأله المحقق مستر عبود، هل تعرف المقاومة الاسلامية؟ نعم ، هل تعرف الزرقاوي؟ انا سائقه. وعندما سألوه عن اسامة بن لادن ، قلت لهم انا اسامة بن لادن نفسه ولكني غيرت شكلي . وتحدث عبود مع صحيفة الغارديان البريطانية، وصحيفة نيويورك تايمز حيث قال انه كان واعيا لكل كلمة قالها. واشار عبود ان التعذيب كان يتم بناء علي اوامر، حيث كان قادة السجن يزورون الزنازين بشـــــكل دوري. وقال ان الجنــــــود كانوا مختلفين حول الوسائل، ففي الوقت الذي كان فيه بعض الحراس يستمتعون بما يفعلون كان البعض الاخر يحاولون مساعدة الاسري ولكن بالخفاء. وقال عبود ان ايفان فردريك كان معروفا بترديده عبارة اذا لم تعترف فسأطلب من جنودي اغتصابك . وقال عبود ان ايفان اولا ليس رجلا، وهو مجنون.. وليس امريكيا . ويتحدث عبود ان اكثر اسلوب كان يتبعه الحرس هو اسلوب العقرب حيث يطلب من السجين الجلوس في وضع العقرب وبعدها يضرب ويركل ويتعرض للشتم. ونقلت لوس انجليس تايمز عن محامين في الجيش قولهم انهم صدموا للممارسات لدرجة انهم بحثوا عن استشارات قانونية من خارج الجيش. وقال محام في نيويورك ان المحامين العسكريين شعروا بالتهميش، حيث سلمت العديد من الملفات والقضايا وكتابة الاجراءات والتشريعات الخاصة بالجيش لمحامين مدنيين. وتعرضت قوانين القتال قواعد اللعبة لجدل شديد بعد اكتشاف فضيحة ابو غريب، حيث طالب مشرعون دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع بتقديم توضيحات، واكد رامسفيلد ان كل القواعد التي يستخدمها الجيش تم اقرارها من محامين تابعين للادارة. وقال محام ان الادارة في الازمة الحالية حاولت القاء اللوم علي مجموعة من جنود الاحتياط، مؤكدا ان اللوم يقع في النهاية علي الادارة نفسها. وعلق خبراء ومحللون ضد التعذيب ويدافعون عن ضحايا التعذيب ان ربط ما حدث بابو غريب بمجموعة من حراس السجن لا يمكن هضمه. وقالت صحيفة الاندبندنت ان الطريقة والاساليب التي استخدمت في تعذيب السجناء كانت تهدف احداث الضرر النفسي علي السجناء واخذت بعين الاعتبار ان السجناء هم مسلمون. واشار الي ان اجبار المعتقلين علي التعري امام بعضهم البعض والقيام بافعال جنسية كان مقصودا لاهانة المعتقلين. وفي هذا السياق قال محللون ان فضائح التعذيب في ابو غريب لفتت الانتباه للسجون الرهيبة التي اقامتها امريكا في الخارج لمعتقلي القاعدة وطالبان. ويقدر خبراء عدد السجناء الذين اعتقلتهم امريكا فيما بعد ايلول (سبتمبر) 2001 حوالي تسعة الاف. وقالت صحيفة التايمز البريطانية ان ملف ابو غريب المشين، فتح مصير المعتقلين هؤلاء الذين لا نعرف من هم وما هي جريرتهم واين اعتقلتهم السلطات الامريكية؟ واكدت متحدثة باسم منظمة هيومان رايتس ووتش ان ما حدث في ابو غريب وان كان قاسيا الا انه يشير لاشكال تعذيب منظمة تعتمدها امريكا في عدد من المعتقلات في افغانستان وكوبا والعراق وغيرها.. ودعت المنظمة الولايات المتحدة لفتح كل ملفات التعذيب والانتهاكات التي مورست علي المعتقلين لديها.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 15 ماي 2004)

 
مدرسة لتنمية الوعي وخلق رأي عام متنور

الصحافة العربية… والقضايا القومية

عبدالإله بلقزيز (*)   دخلت الصحافة في نسيج مجتمع القراءة واستوطنته بوصفها النص المكتوب الأكثر مقروئية في الوطن لا سبيل إلى مقارنة حظوظ المقروئية والتداول للكتاب أو المجلة بحظوظها. أرقام التوزيع تشهد بذلك. ومن المفهوم تماما أن يكون لها هذا النصيب من الذيوع: فإلى سعرها – القابل للاحتمال لدى قارئ عربي يعاني من ضعف حاد في طاقته الشرائية – تقدم لقارئها من الممكنات ما لا يقوى الكتاب أو المجلة على تقديمه: مروحة كبيرة من الموضوعات تسمح له باختيار أوفر أو بانتقال مريح من مسألة إلى أخرى؛ وارتباطا أكثر بأحدث القضايا التي تشغله أو تستثير فضوله أو تتصل بمصيره؛ ومعالجة أسرع لتلك القضايا يعثر فيها على ضالته « معلومات، تحليل… »؛ ثم لغة أيسر على الفهم والاستقبال. ولتلك الأسباب جميعا، ولغيرها مما ليس يمكن حصره، تنهض الصحافة بدور حيوي كبير في بناء الاجتماع السياسي العربي، ويرتب عليها ذلك الدور مسئوليات سياسية وأخلاقية لا حصر لها أمام الجمهور الواسع من المواطنين الذين تتوجه إليه بالخطاب، كما تتقرر قيمة دورها ذاك في ضوء نمط الأداء المهني والفكري الذي تقدمه، ومدى التزامها الرسالة الإعلامية التي انتدبت نفسها للنهوض بها في المجتمع العربي. وحين يتصل الأمر بالسؤال عن دور الصحافة العربية في مجال القضايا القومية، وعن مستوى أدائها في تناول تلك القضايا، أو مدى المساهمة التي قدمتها – أو يمكن أن تقدمها – في مضمار خدمة قضايا الأمة، تصبح المسئولية – السياسية والفكرية والأخلاقية – أضخم: بالنسبة إلى الصحافة وأدائها، وإلى من يتصدر لإنجاز مهمة قراءة ذينك الدور والأداء. ولسنا نجد سبيلا أمثل إلى مقاربة الدور والأداء ذينك من إعادة طرح السؤال الابتدائي عن الرسالة التي يفترض أن هذه الصحافة – وكل صحافة – تنهض بأدائها.   رسالة تنويرية من المسلم به، ابتداء، أن للصحافة – كخطاب مكتوب وككل خطاب من هذا الضرب – رسالة ثقافية وسياسية واجتماعية وإنسانية تبرر له وجودها حتى وإن كان بعض الوازع فيها ربحيا وتجاريا. والرسالة هذه – في ما نخال أو نزعم – متعددة الوجوه والمستويات، ولكن – أيضا – متفاوتة المدى والحجم بين مدارس الصحافة ومؤسساتها. لنرصد – سريعا – ثلاثة من تلك الوجوه والمستويات: أولها أن الصحافة مساحة حرة لمعرفة ما يدور في العالم من حوادث. إنها قناة اتصال يومي للمواطنين بمجتمعهم الوطني والقومي وبالمجتمع الإنساني. ومن نافلة القول ان دورها حيوي في مضمار تمكين المواطنين من ممارسة حق من حقوقهم السياسية الأساسية هو: حق الاطلاع على الأخبار والمعلومات وإبداء الرأي. وهو دور تزيد درجة أهميته في مجتمع كالمجتمع العربي لاتزال الدولة تحتكر فيه الإعلام – جزئيا – وتمارس عمليات مختلفة من التعتيم الإعلامي أو من الانتقائية ينتهك بها هذا الحق. وليس من شك في أن دورا كبير الأهمية مثل هذا غير قابل لأن يؤدى على الوجه الأمثل من دون أن تتحرى الصحافة الدقة في نقل الأخبار والنزاهة في تقديم المعلومات: بحرية تامة من دون حجب أو تحوير تحت أي ظرف. وثانيها: انها مدرسة من مدارس التكوين والتثقيف – أو هكذا يفترض فيها أن تكون – تملك أن تقدم مساهمة فعالة في تنمية الوعي السياسي والاجتماعي للمواطنين من خلال المادة التي تقدمها عبر صفحاتها. والأمر هنا لا يتعلق بالمادة الإخبارية تحديدا، وإنما بالمادة التحليلية التي تضع في حوزة القارئ رؤية تربط لديه بين الوقائع والحوادث على نحو يحصل معه إدراك أشمل للحوادث. ومن نافلة القول ان هذه المادة التحليلية « مقالة، دراسة، ملف… » لا تغطي مجال السياسة وحده، بل تطال سائر المجالات الأخرى « اقتصاد، اجتماع، علوم، ثقافة، دين، أدب وفن… ». وثالثها: أن من أدوارها، التي قد لا تضاهيها في الأهمية أدوار، بناء رأي عام وطني وقومي مشارك في الحياة السياسية أو في الحياة العامة. ولعلها في هذا باتت تقوى على إنجاز ما كان يفترض في الأحزاب السياسية أن تقوم به وعجزت عن أدائه: إما لأسباب موضوعية أو ذاتية، أعني: تعبئة الجمهور الاجتماعي حول فكرة أو مطلب يتحولان إلى محور لحركة اجتماعية أو عمل نضالي في حالة جد محصورة هي حالة الصحافة الملتزمة صراحة بمبدأ اجتماعي أو وطني أو قومي، أو ملتزمة هذه المبادئ جميعا، فضلا عن التزامها الأخلاقية الإعلامية النزيهة: أخلاقية الموضوعية والشفافية في نقل الأخبار وتقديم المعلومات. بهذه المعاني، دور الصحافة حيوي واستراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه في مجال التنمية السياسية والثقافية والمجتمعية. وإذا ما صح أن هذا الدور هو كذلك كما وصفناه « أي حيوي واستراتيجي » في حالة الوطن العربي أيضا، فلأن المواطن العربي مازال في حاجة إلى حقه في التدفق الحر للمعلومات، وإلى مؤسسات تطور وعيه السياسي والاجتماعي إلى جانب المدرسة والجمعية والحزب والنقابة… إلخ، كما أن المجتمع مازال – بسبب هشاشة تكوينه المدني الحديث – في مسيس الحاجة إلى مؤسسات تنهض بمهمة المساهمة في تكوين موقف جماعي للمواطنين من أوضاع مجتمعهم والعالم، يكون مقدمة لإشراكهم في الشئون العامة وإطلاق مبادراتهم من قيود الحجر والمنع. تأخذنا هذه المقدمات إلى القول إن صحافتنا العربية مطوقة بمسئولية قومية وأخلاقية كبيرة عليها أن تنهض بها حتى تكون أهلا للصفة التي تحمل؛ والمسئولية التي نعني هي أن تكون ذات رسالة تنويرية أو نهضوية في المجتمع العربي في مواجهة سياسات رسمية ظلت مصرة على تهميش المواطن العربي وتزييف وعيه وشل إرادته في المشاركة الفاعلة في الحياة العامة، بوصفها – جميعها – جزءا من استراتيجية إعادة إنتاج السلطة « المطلقة ». إن التحدي الأضخم الذي يواجه هذه الرسالة التنويرية أو النهضوية للصحافة العربية، أو قل للبعض الحي من هذه الصحافة، هو قدرتها على تحقيق الموازنة المطلوبة بين المبدئية والموضوعية، بين الالتزام والمهنية، على النحو الذي لا تجري فيه التضحية بواحد منهما لحساب الآخر.   (*) أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، والموضوع ورقة عمل قدمت في المؤتمر السنوي الرابع، الذي عقد في الشارقة في الفترة من 11 إلى 12 مايو 2004 تحت شعار « الصحافة العربية »   (المصدر: صحيفة الوسط البحرينية الصادرة يوم 15 ماي 2004)


                

صبرا ، نصرالله

كتبه عبد الحميد العدّاسي

أخي الفاضل نصر الدين ، السّلام عليك ورحمة الله وبركاته ، ومعذرة عن التأخير في ردّ التحيّة ، فقد شغلني السفر هذه الأيام عن تصفّح  » تونس نيوز  » الغرّاء ، ممّا فوّت عليّ التفطّن إلى رسالتك الأولى المشتملة على تحيّة ملأت قلبي لك حبّا ، وعلى تهنئة أحسب أنّي لم أحز بعد على أهليّة تلقّيها رغم حرصي الكبير على محاولة الالتزام بالمنهج الذي قصدته . فقد قلت في أعقاب رسالتك التي علّقت بها على ما جاء في مقال السيّد عبدالكريم النّابلي :  » أخيرا تحية وتهنئة إلى الأخ عبد الحميد العداسي على التزامه بهذا المنهج « . جملة تمتدّ على نصف سطر ، كلّفتك متاعب كنت في غنى عنها : فأنت ، لم تكن بحاجة إلى معرفة رجل  » غير ديمقراطي  » كثيرا ما « يتجاوز حدود اللّياقة  » في كتاباته التي مجّتها الأسماع ، ولم تكن ، أخي ، في حاجة إلى مدح  » متحذلق  » منتفخٍ غطرسةً ، لا يُطاق . نعم أخي كنت في غنى عن ذلك كلّه ، خاصّة و أنت تعيش في عالم جيّش النّاسُ فيه الجيوش لاتّباع العورات وفضحها ، غير عابئين بنداء سيّد ولد آدم ، رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد خطب النّاس حتى أسمع العواتق في بيوتها : « يا معشر من آمن بلسانه ، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته  » . و لانّه صلّى الله عليه و سلّم أراد أن يكرّه إلينا هذا السّلوك ، فقد وصف بعض المشاهد التي رآها عندما عُرج به  فتحدّث عن قوم مرّ بهم ، لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم . قال :  » قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم « . و غير عابئين ، كذلك ، بما يقدّمون لأعداء الإسلام و المسلمين ، و للنّظام الظّالم في تونس من خدمات مجانيّة ، لم يطمع النّظام في إنجاز عشرها رغم ما أنفق من أموال قُطِعت أو اقتُطِعت من لحم التونسيين ، لتنفَقَ و لِيُصَدّ بها عن سبيل الله .

أخي الكريم ، نحن كما قلتَ لم نتقابل و لكنّ الأرواح تعارفت و ائتلفت بإذن الله ، و أسأله سبحانه أن يجعلنا من السبعة الذين  يستظلون بعرشه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه  » ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه  » . و نحن لم نلتق و لم نجتمع ، ولكن جمعتنا الهواية ، والشكر في ذلك موصولٌ لأسرة تحرير تونس نيوز : إذ لولا إصرارها على حرّية التعبير بفتح صفحاتها لكلّ شاردة و واردة ، و لولا قبولها بإيجاد برنامج  » أغنية لكلّ مستمع  » ما شهدتُ في نفسي و لا فيك هذا التهافتَ و لا هذا الإدمانَ على الغناء و الموسيقى. وحسبنا الله و نعم الوكيل.

أخي الكريم ، كنتُ قد كتبتُ ذات يوم كتابا بعثت به إلى أحد الاخوة ، أحدّثه فيه عمّا نالنا من الضيم أيّام المحنة ( و أيّامنا صارت كلّها محن ، نسأل الله العافية ) و قد جاء في بعض فقراته :« … و لكنّ ذلك لم يؤثّر بالقدر الذي أثّرت به القاذورات المنبعثة من أفواه  » أبناء الحرام » ، و قد طالت الله سبحانه وتعالى ، ثمّ الأمّ و الأب  والأهل جميعا و شخصي الذي لم يتعوّد على ذلك ، والذي كان ذات يوم يعلّم النّاس أصول الحياء . و قد هالني أن أرى نفسي وهي تبكي بكاء لم يبكه أهل مالك على موت مالك، وقد كان ميّتُها ( ميّت نفسي )، كرامةً مهدورةً وعزّةً وطأتها أقدام نجسة  » .

كان ذلك الكلام يحكي عن تصرّف أناسٍ لا يرقبون في مؤمن إلاّ و لا ذمّة ، ولذلك نعتُّهم بالنعت الذي هم له أهل . و لكن ما عسى المرء يقول عن أناس يدبّجون و يختمون نصوصَهم بالقرآن الكريم ويحشون ما بين الديباجة و الخاتمة بكلّ ما لا يرضاه القرآن الكريم .

أخي نصر الدين – نصرك الله و نصر بك – كتب المؤرّخون ، أنّه لمّا طُعِن عمرُ بن الخطّاب رضي الله عنه و أرضاه ، الطعنة التي أودت بحياته  قال : « الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدّعي الإسلام  » ، و إنّي إذ لا أتّهم أحدا في دينه أقول : الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في الدين وأسأله سبحانه لي و لك ثواب الصبر على المكاره، و السّلام عليك وعلى أهلك ورحمة الله وبركاته .

15 مـاي 2004


 
توضيح على توضيح شوكات:

التونسيون لا يحبون نموذج الجلبي والخوري

السيد شوكات قرأت توضيحك المنشور في « تونس نيوز »، وأود أن أدعو الله لك بالشفاء من داء عضال أصابك، ويبدو أن شفاءك منه بات مستحيلا، هو داء كره حركة النهضة والحقد عليها، أو ما يمكن أن أسميه « نهضة فوبيا ». وهو داء ترجع بوادره إلى بداية التسعينيات، حين كتبت بطريقة يحسدك الناس عليها، في جريدة المستقلة، أن استئصال النهضة كان عملية جراحية ضرورية، قام بها الرئيس ابن علي، لإنقاذ المجتمع التونسي من سرطان كان يهدد بالانتشار في جسمه.
وأود أن أعلمك أني لست عضوا في حركة النهضة، لأن سني لم يعد يسمح لي بالانتماء للأحزاب، وأنا الذي لم أنتم لها حين كنت شابا. لكني أود أن أخبرك أني أحترم حركة النهضة كثيرا مثلما أحترم غيرها من الحركات الجادة، بقدراحتقاري للمتملقين، والمدافعين عن صناديق النهب والاحتيال.
وبالرغم من أني لست من حركة النهضة، فإنني مسلم أؤدي فروضي في أوقاتها، مثل أغلب التونسيين، الذين يكرهون العمالة للأجنبي، التي أردت لنفسك أن تسقط فيها مختارا غير مضطر.
 
أنا ناقشتك في أمر يحلو لنفسك التظاهر به، بعد أن قرأته لك مرة ومرة ومرة، وهو أنك تنظر للجانب الملآن من الكأس، وتقدر الإنجازات حق قدرها، حين كان الأمر يتعلق برئيسك ابن علي وبصندوق نهبه 26/26، واستغربت كيف لا تجد في نفسك من تقدير للرجال حق قدرهم حين يتعلق الأمر بالغنوشي…. كيف لم تجد في الغنوشي فضيلة واحدة تمنعك من التهجم عليه، ويبدو أن قصر نظرك، وحقدك الأعمى على النهضة، وأنت الذي تتهم الآخرين بالحقد، قد أعماك عن الطريق، فصنفتني ضمن خانة النهضة، حتى يسهل عليك الهجوم عليّ.
ولك بعض الملاحظات: 1-  زعمت أنك لم تكتب باسم مستعار لتدافع عن نفسك، وأن لك من الشجاعة ما يكفي للتعبير عن رأيك باسمك، ولم نر هذه الشجاعة حين كتبت مقالا دفاعا عن الأمريكان وجيوشهم، فليست الشجاعة في الدفاع عن الأعداء المحتلين، بل الشجاعة في الدفاع عن الدين والأهل والأوطان، والرضا بالاستشهاد في سبيله، كما يفعل المجاهدون في فلسطين والعراق، الذين يواجهون الطائرات والدبابات بالبنادق والرشاشات، من دون أن يخشوا أمريكا أو يطمعوا في مالها وجاهها، لأن طمعهم الأول وخشيتهم الأولى من الله، لكنك للأسف اخترت الهجوم عليهم، وتبرير العدوان عليهم، ثم تزعم لنفسك الشجاعة، فأي شجاعة هذه.
2-     تحرص على تقديم نفسك على هيئة المصلح الغيور على تونس وأبنائها، وتزعم أنك والمدافعين عنك، « تعمدون إلى النصح والإرشاد » لي ولأمثالي، وأنى لك ذلك، وأنت تقف مع من يظلم أهل تونس ويمتص دمهم وعرقهم، وتطبل لهم وتمجدهم وتشكرهم على ظلمهم وطغيانهم. الأولى بك أن تصلح حال نفسك، وتعالج ما فيها من أمراض الحقد والكراهية العمياء، التي أعمت بصيرتك، فلم تعد تفرق بين الظالم والمظلوم، ولم تعد تعرف أيهما أفضل الدفاع عن الدين والأوطان، أم الدفاع عن الأمريكان الظلمة المحتلين.
3-  تدعي أنك مهدد بالقتل، وهي دعوى سخيفة ، مثل أكاذيب سلطة 7 نوفمبر، التي عودت نفسك على الدفاع المستميت عنها، وهي التي ترى كل تجمع يضم ثلاثة تونسيين أو أكثر « عصابة مفسدين وقتلة »، وتكلف أمثالك بالترويج لمثل هذه الهلوسات المريضة. وقد جاء أوان كشف زيفك واستعدادك للدفاع عن الظالم حتى ولو كان بغلا، واستعدادك للتحالف مع المغول والتتار الجدد. وأتساءل لم لم نقرأ لك هجوما على جرائم الأمريكان بعد فضيحة سجن أبي غريب. هل قلمك لا يتقن سوى الهجوم على مقاومي الفلوجة، ويصاب بالكساح إذا تعلق الأمر بنقد الأمريكان؟
4-  تذكرني – وأنت تتهم النهضة والمعارضة عامة، باستمرار وبلا كلل أو توقف، بالإرهاب وبكل الأوصاف الحقيرة – بصورة أحمد الجلبي الذي انتهى به الأمر إلى تدمير بلده وقيادة جيوش هولاكو لاحتلاله وتدميره. وليس غريبا عنك ذلك وأنت من يمدح الناطق الرسمي باسم قوات الاحتلال الأمريكي صديقك العزيز نبيل خوري، ويؤيد عصابة مجلس الحكم الانتقالي، التي يحتقرها العراقيون ويحتقرون من يدافع عنها. وأقول لك إن تونس لا يمكنها أن تقبل بأشباه الجلبي أو الخوري لأن لها من الحصانة ما يحميها من ذلك.   فهل أدركت الآن لماذا سكت عنك طويلا، واضطررت الآن لكشف زيفك ؟. أرجو أن تكون الرسالة قد وصلتك، وهي أن التونسي يجوع ويعطش ولا يأكل لحم أخيه العراقي والفلسطيني ميتا، ولا يشرب دمه، وأرجو أن يتوب الله عليك، وترجع عن غيك وظلم نفسك.   سالم عبد الخالق تونس في 15 ماي 2004  


الشوك آت يا خالد شوكات

على نمط من قال- لنفطويه- أحرقك الله بنصف اسمك الاول وجعل نصف اسم الثاني ويلات عليك (ويه, ويه)أريد ان أهمس لخالد شوكات الا يكون نصف اسمه الثاني شوكات عليه.   لقد طاف بك الكيل, انك تزكي نفسك شجاعة وجرأة, وما ذاك كله الا غرور, ألا تعلم ان للمنافق حالين: أولاهما انه في ولاء تام للكافرين والمنافقين, والثاني وهو احسن حاليه, أن يكون مذبذبا لا الى هؤلاء ولا الى اؤلائك. وهكذا تجدك الآن, فأنت تصدح عما يصدر عنه ألد وأنكى وأشد اعداء الاسلام, وهو رمي المسلمين وقاداتهم بكل تلك النعوت التي اوردتها, وانت في الجانب الآخر تحرص على مصطلحات اهل الايمان كالاخوة والشيخ, ….
لقد قالوها من قبل, بعد ان احتموا باهل الكفر نخشى ان تدور علينا دائرة. وانت تخشى ان يقال انك مثل بقية المسلمين فهم في احسن احوالهم لا يشركون بالله ولكنهم لا يوالون الكافرين, لالالا تخف فالمرأ يحشر مع من أحب!
من ذا الذي يزعم انه ظل لله في الارض ممن تدعي؟ أليسوا أسيادك الذين قالوا من أشد منا قوة؟؟؟ ونسيت ونسوا ان الله أشد قوة وان لله وحده  الكبرياء وانه تعالى امرنا – معاشر المسلمين- ولا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى.لماذا كل هذا التحامل على اهل جلدتك , وان كانوا من المؤمنين الموحدين. لماذا هذه القسوة ؟ الا تلين لله قاسم الجبابرة؟ ارعو ثب الى رشدك, حاسب نفسك فانت تسل السيف تلو السيف على اهل الاسلام, الا تسله على اهل الكفر والنفاق البواح؟ من سلطك على اهل الايمان؟ كل هذه العلامات تقف حاجزا دونك ودون الحق, اضافة الى سعيك للظهور على شاشات التلفزيون لتدافع عن الباطل وتسّوق له. فمن انت؟؟؟
وليد بلحاج  فيينا النمسا

Lettre addressée à Balha Boujadi et à TUNISNEWS :  

J’ai souhaité, vous l’avez fait!

Un citoyen Tunisien.   Bonjour,   Je tiens à vous remercier de tous mon coeur pour votre article « Le problème des islamistes est le fanatisme » publié le 14 mai sur Tunisnews.   Depuis des mois, je suis obligé de voir ce M. Hedi Brik innonder la « news letter » par ces écrits absurdes et délirantes. Il se pose pour un prédicateur et un moralisateur.   Depuis des mois, je pensais à écrire à la rédaction de Tunisnews pour protester contre les articles publiés sous la signature de ce Brik, qui font paisser le niveau général de la lettre. J’ai souhaité, vous l’avait fait !   Permettez-moi de vous contredire sur ces « talents » à écrire en Arabe littéraire. Bien que je suis pas un érudit de la langue Arabe classique, je trouve ses métaphores, et ses textes imagés témoignent d’un vide totale de culture et de methodologie de l’argumentation !   Même s’il croit manier une langue Arabe soutenu, elle n’est compréhensible que par son esprit étroit.   Ces mêmes « pseudo-prédicateurs » existent dans toute les autres « religions », par exemple le christianisme, mais il n’ont pas un projet de violence et un programme politique aussi naif que maigre: appliquer la charia.   Ces mêmes prédicateurs chrétiens, aussi naif que lui, ne cherche pas s’emparer du pouvoir pour imposer un régime totalitaire qu’il faut attendre une génération pour que des signes d’effondrement apparaissent (L’Iran et l’Arabie Saoudite qui appliquent soit-disant la charia).   Et en plus, ce même Monsieur je suppose, ne travaille pas, et vit dans un pays « soniste » qui le protège de la répression du dictateur, mais il n’hésite pas à insulter la religion et la civilisation de ce pays.   Je demande à la rédaction de Tunisnews de ne pas publier les articles de ce Monsieur qui nuisent gravement au niveau de la lettre.   (Remarque : si vous pouver faire parvenir ce message à ce Monsieur, je serais reconnaissant.)   Un citoyen Tunisien. 14 mai 2004


Ultime réponse à YAHYAOUI Z.

Par : Larbi Derbali

 

  Je n’ai pas pour habitude de répondre  sur un sujet que j’estime à priori clair , pour tout un chacun de lucide et de bonne foi , mais cette fois-ci les accusations sont je crois  assez graves et dénotent  d’un climat général assez malsain , je vais répondre point par point à  la réponse de YAHYAOUI parue ce matin , le vendredi 14 mai ,  sur tunisnews  , et qui semble  par certains côtés avoir été écrite en état de rage , pour ne pas dire de colère.

 

Personnellement je suis convaincu depuis longtemps que  la colère est mauvaise conseillère , quand elle n’est pas tout simplement l’_expression profonde et révélatrice d’un désarroi psychologique profond , mais passons  ,cette réponse de ma part ,  pour les charognards habituels ,  n’est ni un règlement de compte ni une polémique de fin de semaine.

 

1) Tu as bien raison de revendiquer ton arabité , à ma connaissance je ne l’ai jamais remise en  condition , comme entrée en matière  sur la limitation des styles , je crois que ce sont des pratiques dépassées ; ce qui d’ailleurs ne t’a pas empêché de m’accuser de jouer au porte parole des arabes et des musulmans .Ce genre d’argumentaire qui frise le mauvais goût est puéril .pour toi si je revendique , moi , mon arabité et mon  islam , c’est tout simplement parce que je suis un prétentieux  qui parle au nom d’un collectif et qui n’a pas à le faire , je pourrais te faire le même reproche mais je ne m’abaisserais pas à le faire , ni à ce genre de coup bas tout juste bon à épater la galerie ; crois moi , je n’ai pas pour habitude de ne pas assumer mes combats , ou de faire de la rhétorique tendancieuse , rien que pour la forme ,   ou dénaturer la position de l’autre pour paraître et exister  , mais ce genre de réaction  culpabilisée et culpabilisante  à l’excès de nos suffisances , est courante chez nous malheureusement , encore une fois dans ton cas , et franchement cela ne m’intéresse pas de le savoir , si c’est de l’opportunisme ? de la naïveté ? de la démagogie ? cela répond-t-il à une stratégie individuelle ? une stratégie collective ?un besoin de reconnaissance ? dans tous ces cas de figure , je n’ai vraiment , sans vouloir te blesser , du temps à perdre ! je t’avoues  que sur le fond aussi ,  cela ne m’intéresse pas, j’en ai déjà plus que soupé de ce genre de pratiques ; croire en ses convictions c’est l’essentiel tout le reste…..Dieu reconnaîtra les siens ! ceci dit et pour ta gouverne moi j’estime que chaque tunisien , chaque arabe , chaque musulman est le comptable et le porte parole de notre civilisation et de son éthique , se taire quand elle est agressé , c’est être complice de sa destruction , et je vais même plus loin ,  je comprends parfaitement l’attitude  de certains gens de chez nous qui pensent le contraire et qui souvent sont les véritables agresseurs identifiés, mais je ne te nomme personne , ceci est une autre histoire et je l’ai ramené  en temps voulu , c’est comme cela que je comprends ma condition d’homme libre .toujours

 

2) je ne t’ai personnellement accusé de rien ,  j’ai seulement affirmé et c’est mon droit absolu, je suis désolé pour toi ,  à la lecture de certains de tes écrits j’ai constaté que certaines de tes affirmations sont plus que fausses, pas crédibles .as tu agis par naïveté, par impulsion ? , de toutes les façons  dans les deux cas , il n’y’a aucune honte, comme pour nous tous, de faire son examen de conscience. Quand aux autres personnes que tu défends, je ne peux évidemment croire  qu’il n’y a que toi et quelques personnes du cercle dur de Tunezine qui n’étaient pas au courant , ou ne voulaient rien savoir de leurs méfaits ; les défendre comme vous le faites c’est prendre leur parti , alors je te demande un peu de pudeur vis-à-vis des réactions de rejet nombreuses qui se sont exprimés à l’encontre de vos thèses , elles n’ont rien d’extraordinaire , elles sont naturelles , cela aurait été catastrophique si elle ne s’étaient pas exprimées ; et pourquoi s’il te plaît on doit tous se mettre en rang  accepter et digérer  ces ignominies ?

 

3) pour moi un écrit reste un écrit et il est toujours révélateur  d’un état d’esprit ; c’est ton droit de défendre Tunezine , encore heureux , mais c’est mon droit aussi de contester  ce que je considère comme des contre vérités , et de donner mon point de vue sur ce site et sa stratégie , il n’y ‘a pas à chercher midi à quatorze heure , on ne peut pas se battre pour la liberté d’_expression dans la Tunisie soumise de ben Ali , et  lui mettre un Chappe de plomb dans le cercle constipé de l’opposition .je te fais humblement remarquer que mon point de vue sur ce site est partagé par beaucoup , ce n’est pas un caprice de star ou de quelqu’un qui se prend justement pour une référence et une icône .quand à la ligne éditoriale ou à la formulation de ce site je ne vais pas polémiquer la dessus , c’est tellement visible que j’ai du mal à croire ton ignorance en la matière , ceci dit  ce sont les droits des gestionnaires  du site d’afficher leurs orientations et d’exclure qui ils veulent , mais on ne peut dans la vie avoir le beurre , l’argent du beurre et la crémière .les gestionnaires du site ont souvent déclaré qu’ils sont chez eux , que les forumiers sont des invités et que ceux qui ne sont pas contents peuvent aller voir ailleurs ou même  créer leur propre site , cela veut dire quoi ? si cela n’est pas la langue de bois ça y participe drôlement.

 

4) comment peux-tu honnêtement affirmer toi qui ne me connais ni d’Eve ni d’Adam, que je critique et que je m’attaques à des personnes sans rien connaître d’eux ,  je vais te dire , je connais la pratique de ces gens , certains des miens ont laissé leur peau grâce à leurs manigances et leurs crapuleries ,  je connais la pratique de ces gens et de leur milieu , je ne t’ai pas attendu pour cela, je les connais depuis l’époque ,  pour certains d’entre eux , de Ben Jannet , tu n’étais probablement pas né , leur carriérisme , leur opportunisme , leur activisme prébendier et calamiteux et leur fausse précellence ,  souvent contre nature , à l’intérieur de ce qui est souvent et  de ce qui est supposé être leur milieu naturel,  l’opposition aux dictatures , ne se sont jamais démentis , pour des gens comme moi le passé ne sera jamais le passé , en politique ,  surtout si en plus on subit les même saloperies dans le présent et dis moi vers quel futur on fonce  avec ces  « cr… » ? moi pour ceux qui me connaissent , je ne me suis jamais caché pour le dire , entre eux et Zinétron  c’est bonnet blanc , blanc bonnet ,  wa habba man habba wa kariha man karih .

 

5) Dire  que je considère que les juifs tunisiens sont des ennemis est plus qu’injuste , je n’ai jamais prétendu cela,  pour moi les juifs tunisiens ce sont des arabes ou des berbères de religion juive point , c’est Sharon qui considère les juifs  comme une race à part ,c’est  drôle il partage ce point de vue avec Hitler , pour te dire.. c’est injuste et tu emploies des méthodes indignes , les mêmes que ceux qui nous traitent d’antisémites et même  certains de tes amis encore une fois , qui font de nous des négationnistes ,tout simplement parce qu’on est de vrais militants radicalement antisionistes , et que pour nous la Palestine est une terre colonisée , la Palestine de 48 pas les bantoustans  qui font saliver les traîtres , eh oui c’est la réalité nous le sommes radicalement que ce soit ici , en Tunisie ou en terre sainte de Palestine ,  et le Hamas , le djihad et le Hizballah sont des mouvements de résistance , puisque tu dis me lire , si c’est pour cela que tu me traites d’anti-juif , alors soit je le suis ! dans mon texte j’ai seulement parlé d’une réalité connue de tout le monde , l’activisme de Chamla un sioniste notoire et un conseiller de ben Ali à Tunis  , celui de sa sœur en France avec son site procheorient.info , le clan qu’ils forment avec Naccache et Adda le président de TV5 sioniste notoire qui fait aujourd’hui par chaîne télé interposée l’apologie du régime de Zinétron , en plus il verse son obole au cercle Léon Blum en France , un cercle composé de députés et hommes politiques qui travaillent pour l’image de marque de l’entité sioniste , un véritable lobby , demande un peu à cukierman , à Sharon ou aux militants sur le terrain,  je te raconte tout cela pour te convaincre de ne jamais accuser les gens  avec des préjugés et des arrières pensées plus que fluides , oui sur cette question là tu me touches et j’ai l’impression que ton intégrité intellectuel en prend un coup , le tout est de savoir si ceux que tu défends en valent justement le coup ! et cela n’est qu’une banale question de conscience n’est ce pas ? comment vraiment , peux-tu affirmer que j’ai quoi que ce soit contre les juifs tunisiens ?par ce que je critique l’attitude et la mainmise sur le pays par des sionistes  comme Partouche , Chamla , le fils Pasqua et j’en passe ? pour moi  tu te complais dans l’amalgame , et  tu t’excites à procéder par des extrapolations vraiment très peu honorables .je me fous du pèlerinage de Djerba, ma réaction contre ces trois sionistes est aussi provoquée par le fait que tout le monde sait depuis longtemps , que le sionisme est à table ouverte chez le dictateur ben Ali  en Tunisie, mais pas chez lui seulement.

 

6) Merci de me rappeler les basiques des droits de l’Homme , vraiment !mais je te conseille fraternellement d’user leurs fondements dans la pratique de ton côté , ce que je t’avais écris est une opinion , juste une opinion contraire , ce que j’avais écris sur la ligue … ect… c’est un constat , un acte d’accusation même , sur des personnes qui depuis longtemps ont  donné et fait la preuve de leur vision très mégalomane et très limitée de l’exercice de ces droits .en ce qui concerne ceux qui ont participé de prés ou de loin à la trahison du 7 novembre, je n’attends en tant que citoyen tunisien à aucune excuse de leur part , c’est à une justice libre et démocratique de mon pays qui aura à se prononcer sur leurs cas ,  et moi crois moi je serais de ceux qui se battront pour qu’ils aient droit à une défense démocratique , chose qu’eux  ont refusé aux miens (ici mien , je te rassure , ce n’est pas une question de vengeance personnelle , mais tous les martyrs tunisiens , et ce depuis la nuit des temps )

 

7) Ce que j’avais écris contre Tunezine, c’est un simple constat vérifiable, je n’attends pas, comme tu sembles encore une fois insinuer, que ben Ali puisse faire la différence entre nous, et je te rassure aussi sur moi et les miens, la dictature a pris une part très importante de nous, des drames que tu ne peux imaginer …c’est évident. , moi je me contente de mon sort , je leur ai échappé , ce qui me déchire , ce sont ceux qui sont restés pour 20 et 30 ans de mouroir , et qui ne se lamentent pas sur leur sort , qui ne font aucune démagogie à vouloir faire taire toute voix discordante  par l’anathème et le mensonge , oui à ceux –là , mon respect infini , ma soumission et mon amour sans aucune distinction de race (dis moi toi qui semble être au courant de tout , y’a-t-il des juifs tunisiens parmi les prisonniers politiques ?) ni de condition , ni d’idéologie .cette non-réponse de ta part , qui se veut être une sorte d’éclaircissement sur un sujet précis , à sa simple lecture me laisse un tant soi peu désabusé , pour ne pas dire sur  ma faim  , mais  pas  du tout surpris , chez nous et c’est  un fait , nous n’avons pas encore une pratique responsable de la culture de la contradiction  , de la critique , de l’opinion et de l’opinion contraire , tout est bon à déclanchement de polémiques stériles ,  souvent sans queue ni têtes , souvent basées sur l’amalgame et l’instrumentalisation ,  des fois limite insulte et diffamation , j’ai tenu à répondre à cette non réponse pour la clarté , cette non réponse qui semble prendre appui sur mon texte pour régler certains compte périphériques ,  ou pis se positionner politiquement et à moindre frais ,  pour d’autres buts , d’autres objectifs non avoués.

 

8) Si tu t’es senti personnellement visé et blessé  par mes attaques contre l’oligarchie et certaines pratiques sur Tunezine, c’est que franchement tu pratiques par l’émotion et la mauvaise foi, il ne s’agit pas de toi ou de moi, ou de X ou de Y mais de situations politiques claire et définies dans le temps et l’espace, des situations publiques, des personnes qui ont travaillés , collaborés ,  passés des compromis de forfaitures  avec la dictature , sur ces questions rassure toi je ne te demande rien , ni à toi , ni à n’importe qui d’autres , tout un chacun peut assumer , tu sembles vouloir dire qu’à travers toi je cherches à atteindre d’autres gens , le problème c’est que c’est une question d’éthique et d’éducation , et moi je ne fonctionne pas de la sorte , le combat qu’il soit au niveau des idées ou autres me stimule ,  parce que je reste convaincu  de la richesse des diversités et qu’il faut se battre contre la dictature , mais aussi contre les thuriféraires  qui chercheront toujours à  confisquer la victoire du peuple ,   ou même ses faibles résistances .pour ta gouverne j’écris les choses comme je les sens , comme je les constate , comme je les vis surtout

 

9) J’ai lu ce que Khaled a écrit, et alors ?dois –je pour cela mettre ma tête sur le billot ?et dire Amen ! Khaled a ses idées, toi les tiennes moi les miennes, débats d’idées ne veut pas dire compromissions, pour moi il y’a  certaines attitudes et situation liées au pays qui ne seront jamais négociables, ni sujettes à surenchères

 

10) Pour Karker sur votre dialogue , en tant que regard extérieur bien sûr , il est capable de se défendre tout seul , je constate seulement  que tu lui demandes presque de renoncer à ses convictions ,  pour ne pas , soi-disant ,  se faire d’ennemis gratuitement (sic) , or qui sont ces ennemis  à part le cercle habituel  de SBS , Charfi ,  Chammari, trifi, et les quelques personnes de chez Tunezine ?peux-tu répondre  à cette question ? j’ai répondu à ton texte dont je comprends ni la teneur, ni la démarche.

 

Allez prends soin de toi.

 

15 mai 2004 


 

Une « muraille de fer » entre Arabes et Juifs

Par: Joëlle Kuntz Les controverses au sein de la droite israélienne sur les colonies de Gaza, qu’Ariel Sharon souhaite évacuer, contre l’avis de la majorité de son parti, ne ralentissent pas l’œuvre principale du premier ministre: la construction du mur. La réalité rejoignant la fiction, Sharon matérialise par le béton la vision symbolique de la séparation que son illustre précurseur, Ze’ev Jabotinsky, représentait au début du siècle sous la forme d’une «muraille de fer». «Un accord entre nous et les Arabes de Palestine est impensable maintenant et dans un avenir prévisible», écrivait le tribun d’extrême droite dans un article de 1923. «Nous devons soit arrêter nos efforts de colonisation, soit les poursuivre sans nous préoccuper de l’humeur des indigènes. Les colonies pourront ainsi se développer sous la protection d’une force indépendante de la population locale, derrière une muraille de fer que celle-ci sera impuissante à briser.» Né à Odessa en 1880, très influencé pendant sa jeunesse par la réalité des pogroms en Russie, le fondateur des jeunesses sionistes du Betar, porteuses, en Allemagne, de chemises brunes, ne croit pas à la capacité des hommes de collaborer pour un bien commun. «L’homme est un loup pour l’homme» répète-t-il. La force, seule, sert leurs intérêts et les départage. Dans ses articles, dans ses romans comme dans son œuvre politique, le leader du courant fasciste du nationalisme juif, partisan d’un Etat israélien sur les deux rives du Jourdain, pose noir sur blanc les principes qui restent ceux de Sharon aujourd’hui: «Je ne veux pas dire qu’aucun accord ne sera jamais possible avec les Arabes sur la terre d’Israël, écrit-il dans son article de 1923. Mais ce qui n’est pas possible, c’est un accord volontaire. Aussi longtemps que les Arabes garderont une lueur d’espoir de pouvoir se débarrasser de nous, ils n’y renonceront pour rien au monde, précisément parce qu’ils ne sont pas une populace quelconque mais un peuple vivant. Sur un problème aussi vital, un tel peuple ne se rend que s’il a abandonné tout espoir de se débarrasser des colons étrangers. C’est alors, seulement, que les groupes extrémistes, avec leurs slogans «non, jamais», perdront leur influence; que cette influence se reportera sur des groupes plus modérés; qui, eux-mêmes, nous feront des propositions de compromis et commenceront à négocier avec nous sur des aspects pratiques, des garanties de pouvoir rester, l’égalité des droits civils et nationaux. J’espère et je crois qu’alors nous leur offrirons les garanties qu’ils demandent et que les deux peuples vivront en paix comme de bons voisins. Mais pour aller vers un tel accord, il faut une muraille de fer, c’est-à-dire l’établissement en Palestine d’une force qui ne se laissera pas influencer par les pressions arabes. La condition d’un accord pour l’avenir est d’éviter toute tentative d’arriver à un accord aujourd’hui.» La muraille de Jabotinsky est dans les esprits, c’est une façon de combattre, de ne rien céder, de se prémunir contre toute tentation de la paix. Celle de Sharon est plantée dans le sol, elle est dure, vraie, brutale. A cette différence près, les deux manifestent la même certitude que les Arabes ne sont pas des interlocuteurs valables, qu’une paix négociée n’est pas envisageable avec eux, qu’il faut anéantir en eux «toute lueur d’espoir» pour qu’enfin ils daignent recevoir les miettes qu’Israël aura bien voulu leur laisser. Pour l’hymne du Bétar qu’il compose à la fin des années 20, Ze’ev Jabotinsky trouve ces mots: «Dans le sang et dans la sueur montera une race, fière, généreuse et cruelle.» Celui que Mussolini appelle «le fasciste juif» et que ses jeunes partisans désignent comme «notre Duce» veut donner à son peuple une grande place, dût-il le faire en contrevenant aux lois «si elles imposent un carcan à sa vitalité». Jabotinsky meurt en 1940 aux Etats-Unis, minorisé par le sionisme travailliste. Son courant ne refait surface, assagi, qu’avec Begin, en 1977. Ariel Sharon, en disciple du modèle original, prend des terres et détruit toutes les perspectives d’un accord avec les Palestiniens. Il reste l’homme qui déclarait en 1982 à Amos Oz, alors éditeur de Davar: «Ce que vous ne comprenez pas, c’est que le sale travail du sionisme n’est pas encore terminé, loin de là.» La muraille de fer n’a pas de fin. Elle est devenue «la» fin. (Source: Le Temps (Suisse), Samedi 15 mai 2004 http://www.letemps.ch)

 


 

Télévision : L’envoyé de l’empereur visite un bagne sur une planète lointaine

Dominique Dhombres   Le fourgon blindé à bord duquel Donald Rumsfeld a visité jeudi la prison d’Abou Ghraib s’ajoute à une liste, déjà longue, d’objets totalement insolites : cagoule, laisse de chien, fils électriques, sans compter la cigarette de la soldate Lynndie England et le bonnet de laine de son petit ami, le caporal Charles Graner. Vous n’avez pas pu manquer cette espèce de mobile home surdimensionné. Le fourgon était partout, sur toutes les chaînes, dans tous les journaux télévisés, pour une raison simple : les images étaient fournies par l’armée américaine. Le Pentagone pratique une nouvelle fois la mondovision, comme il l’avait fait pour la vidéo montrant Saddam Hussein capturé, se laissant prélever un cheveu ou examiner l’intérieur de la bouche. Si vous avez regardé un seul journal télévisé, jeudi soir, ou une seule chaîne d’information en continu, vous avez donc vu cette scène étrange, digne d’un film de science-fiction. Le secrétaire à la défense, en blazer bleu marine impeccable et pantalon gris, est assis dans son fourgon blindé et regarde, sans rien dire, par la fenêtre, le spectacle lunaire de la prison d’Abou Ghraib. Les prisonniers, qu’ils passent en quelque sorte en revue, sont debout, immobiles, les bras croisés en signe de défi. Ce ne sont que des silhouettes fugitives, en plein soleil, qu’on distingue derrière la vitre, blindée elle aussi. Certains tendent le poing, pouce tendu vers le sol. C’est le geste de spectateurs, et de l’empereur, à Rome, pour réclamer la mise à mort du gladiateur vaincu. Bizarre, non ? Est-ce que tout cela ne vous rappelle pas quelque chose ? Les petits malins du Pentagone ont voulu à la fois montrer que le secrétaire à la défense s’était rendu sur place, dans la prison des horreurs, mais aussi déréaliser la scène, en faire en quelque sorte un remake de George Lucas. Une improvisation sur le thème de La Guerre des étoiles. Une suite pirate à L’Empire contre-attaque et au Retour du Jedi. L’envoyé de l’empereur visite le bagne, situé sur une lointaine planète, qui est au cœur du scandale qui secoue la galaxie. Chapeau, les artistes militaro-industriels ! Il y a un hic. Les figurants de cette superproduction hollywoodienne sont nombreux, mais leur statut diffère. Les uns sont en uniforme, et volontaires. Les autres sont des prisonniers. Ils n’ont pas demandé à figurer dans ce film.
(Source : « Le Monde » du 15.05.04)


 

Pour de nombreux intellectuels arabes, les Américains ont installé « l’inhumanité » et la « déraison » en Irak

Mouna Naïm

 

Quels que soient leur âge, leur discipline ou leur expérience personnelle, de nombreux universitaires, gens de lettres et de plume arabes redoutent le pire : un cycle infernal dont on ne verrait pas l’issue.

Les images les hantent. Celles des prisonniers irakiens torturés et humiliés par l’armée américaine et de la décapitation du jeune Américain Nicholas Berg par un groupe terroriste en Irak sont des « morceaux choisis et réducteurs » d’une situation où l’horreur a touché des sommets, déclare l’un d’eux.

Quels que soient leur âge, leur discipline ou leur expérience personnelle, de nombreux universitaires, gens de lettres et de plume arabes redoutent le pire : un cycle infernal dont on ne verrait pas l’issue. Tous condamnent avec énergie l’assassinat de Nicholas Berg, mais presque tous rejettent la responsabilité première de cette descente aux enfers sur ce que le romancier et journaliste égyptien Gamal Al-Ghitani appelle « les plus forts, c’est-à-dire les Etats-Unis, qui ont envahi l’Irak ».

L’inertie de cette élite intellectuelle, dont ils font partie, en perturbe certains. Ainsi, Ali Al-Atassi, jeune universitaire syrien, éprouve une « honte d’autant plus terrible que la décapitation de Nicholas Berg a été commise par un groupe ultraminoritaire au nom des Arabes et des musulmans ». « Bien sûr, dit-il, le comportement de l’armée américaine est condamnable, une ignominie qui traduit un irrespect total de toute une culture et de sa relation au corps. Mais la presse et le Congrès américains font, eux, un travail de mémoire et de conscience. Nous devons, nous aussi, réagir à ce qui se fait en notre nom et au nom d’une interprétation archaïque et erronée de l’islam. Il est insupportable qu’un verset du Coran soit récité avant la décapitation d’un otage.

Religieux ou laïques, nous appartenons tous à une culture arabe et musulmane et nous devons dénoncer de tels actes. A domicile bien sûr, mais notre parole doit aussi être entendue à l’étranger, où les Oussama Ben Laden et affidés tiennent continuellement la vedette, selon une logique télévisuelle et médiatique qui met à la « une » des images chocs atroces, déniant la complexité d’une situation et d’une culture, et ne donnant jamais voix au chapitre à une majorité silencieuse qui a autre chose à dire. »

De toute la force d’indignation de sa jeunesse, il ajoute : « Sans virer aux clowns qui se flagellent, ou emboîter le pas à ces intellectuels pro-américains qui font valoir que la situation dans les prisons arabes n’est pas bien différente, nous devons faire une critique sans concessions, dénoncer ces dérives, montrer le vrai visage de notre culture. »

« CRISE DE CIVILISATION »

Fawziya Al-Bakr, jeune universitaire saoudienne, maître assistant à l’Université du Roi-Saoud, à Riyad, est à la recherche de l’adresse de la famille Berg aux Etats-Unis pour leur écrire, leur dire, « en tant que mère de famille », que la décapitation de leur fils « n’a rien à voir avec l’humanité, la civilisation, les Arabes, les musulmans ». « Je ne trouve pas les mots pour dire ou même comprendre ce qui se passe, pas plus les tortures et humiliations infligées aux prisonniers irakiens que cette décapitation du jeune otage américain… cette similarité dans l’inhumanité, la bestialité et l’horreur ! J’ai pleuré en voyant les images. Je ne voulais pas y croire, je me disais, c’est de la mise en scène. Est-ce possible, sommes- nous revenus au Moyen Age ? L’humanité tout entière vit une crise de civilisation. Et c’est le matérialisme qui en est la cause, cette référence aux seules valeurs consuméristes et matérielles qui ont détruit toute sensibilité et humanité en l’homme. »

Pour son compatriote l’universitaire Abdel Aziz Ben Salamah, ce sont « les Américains » et leurs « alter egos » israéliens qui ont donné le « la » en pratiquant ce qu’il appelle « une violence systématique et systémique, qu’on aurait déjà pu constater au Vietnam si les medias avaient alors disposé des moyens de diffusion qui sont les leurs aujourd’hui ».

« Avec le choc provoqué par les images des tortures et des humiliations subies par les prisonniers irakiens, et qui traduisent un degré de bestialité totalement inadmissible, même les modérés deviennent violents, dit-il. Cette agressivité engendre des réactions tout aussi irrationnelles. » « Je condamne absolument la décapitation du jeune Américain, qui du reste est contraire aux enseignements de l’islam, dans lesquels on ne peut puiser à la carte, insiste-t-il. Mais face à un système de pensée et d’action américain qui déshumanise l’autre pour justifier le traitement qu’il lui inflige, c’est la déraison qui s’installe en Irak. »

« Les violations des droits de l’homme sont inadmissibles quels qu’en soient les auteurs, avec toutefois une responsabilité plus grande des Etats-Unis, parce qu’ils sont un Etat, un pouvoir, des institutions et qu’ils bafouent aujourd’hui le symbole des libertés et des droits de l’homme qu’ils représentaient et au nom desquels ils ont offert des sacrifices en Europe et ailleurs dans le monde », analyse, avec plus de distance, Abdel Aziz Al-Qassem.

Quant aux « résistants ou à ceux que l’on appelle les djihadistes, ils contreviennent à la Charia et à toutes les conventions relatives aux droits de l’homme », dit ce juriste religieux. Il rappelle néanmoins quelques précédents régionaux moins médiatisés des horreurs qu’engendrent les guerres, de « la guerre israélo-arabe de 1973, lorsque des prisonniers égyptiens ont subi des tortures atroces de la part d’Israël, à celle qui a opposé l’Irak à l’Iran dans les années 1980, avec une palme dans les atrocités pour le pouvoir alors à Bagdad, en passant par l’Algérie, et plus récemment encore par les Balkans ».

Cheikh Al-Qassem souhaiterait lui aussi que « les intellectuels, les esprits éclairés » réagissent à cet état de choses, « à l’instar, dit-il, des mouvements pacifistes, environnementaux ou hostiles à la globalisation ». « De la Palestine à l’Irak, on assiste à une course à la tuerie dont le plus fort, c’est-à-dire l’occupant, assume la responsabilité première », commente Gamal Al-Ghitani, pour qui les photographies « indignes d’amas de chair humaine dénudée » dans la prison d’Abou Ghraib, près de Bagdad, « les viols »et les tortures, traduisent, au-delà de l’humiliation des victimes, une volonté « d’avilir tous les Arabes ». « Dès lors, interroge-t-il, s’étranglant de colère, à quelle sorte de réaction aurions-nous dû nous attendre ? » Et il ajoute : « De la même manière, lorsque l’armée israélienne tue des dizaines de Palestiniens, que pouvons-nous demander à un père ou à un fils qui, acculé au désespoir n’a plus que la violence, jusqu’à se donner la mort, pour arme ? »

Pour Diaa Rashwan, « l’affaire irakienne, l’occupation d’un pays arabe par l’armée américaine, est un développement unique en son genre dans la région depuis au moins un demi-siècle. Ses retombées sont en conséquence elles aussi exceptionnelles », dit ce chercheur égyptien du centre d’études politiques et stratégiques d’Al-Ahram. Spécialiste des mouvements islamistes, il note au passage les nombreuses zones d’ombre qui persistent, quoi qu’en disent les Américains, quant à la véritable identité des auteurs de certaines atrocités en Irak, dont ceux qui ont décapité Nicholas Berg, quelle que soit l’appartenance dont ils se sont eux-mêmes réclamés.

« Les horizons politiques étant par ailleurs totalement bouchés, tant en Palestine qu’en Irak – où l’échéance du 30 juin permettra seulement de transformer l’occupation en contrat de maintien de l’occupant -, le champ est ainsi grand ouvert à un déchaînement de violence aveugle », et pas seulement au niveau régional, prévient-il.

 (Source : « Le Monde » du 16 mai 2004)


Les néoconservateurs pressent George Bush d’organiser des élections à Bagdad dès septembre

Daniel Vernet

Ils relèvent que « la plus grande erreur du gouvernement Bush » – ils ne mettent jamais en cause le président personnellement – « est de ne pas avoir organisé rapidement des élections en Irak », afin que les Irakiens puissent choisir leur gouvernement.

Les néoconservateurs, qui, avant même le président américain George Bush, avaient fait de la guerre en Irak le test de la démocratisation de toute la région, étaient restés très discrets, ces dernières semaines, sur la situation dans le pays même.

Ils réservaient leurs critiques au secrétaire à la défense, Donald Rumsfeld, qui n’est pas un des leurs, pour avoir sous-estimé les difficultés de l’après-guerre et surtout pour avoir refusé de déployer suffisamment de forces afin d’assurer la sécurité de l’Irak.

Deux de leurs principaux porte-parole dans les médias, Robert Kagan et Bill Kristol, mettent en garde l’administration, dans le dernier numéro de leur hebdomadaire, The Weekly Standard, contre la tentation de considérer d’ores et déjà l’Irak comme perdu et de préparer une stratégie de sortie. Ce ne sont pas tellement les « sévices » infligés aux prisonniers irakiens qui les préoccupent, que le changement possible d’attitude des Américains vis-à-vis de la guerre. « Le gouvernement Bush ne semble pas reconnaître combien est répandue, dans les deux partis, l’idée que l’Irak est déjà perdu ou sur le point de l’être« , écrivent-ils.

« LA PLUS GRANDE ERREUR »

Or c’est ce qui arrivera faute d’un changement radical de politique afin de « renverser l’actuelle spirale vers le bas ». Le plan consistant à nommer un gouvernement qui prendrait ses fonctions le 1er juillet pour organiser des élections en janvier 2005 pouvait fonctionner il y a encore quelques mois. « Il est inapproprié pour relever les nouveaux défis », affirment Robert Kagan et Bill Kristol.

Ils relèvent que « la plus grande erreur du gouvernement Bush » – ils ne mettent jamais en cause le président personnellement – « est de ne pas avoir organisé rapidement des élections en Irak », afin que les Irakiens puissent choisir leur gouvernement. « Qu’un fonctionnaire de l’ONU -Lakhdar Brahimi- désigne le prochain premier ministre, n’a rien à voir avec la véritable souveraineté, poursuivent-ils. Nous doutons fortement que l’annonce prochaine du gouvernement intérimaire ait un impact suffisant sur l’opinion irakienne pour faire oublier les images de soldats américains abusant des prisonniers irakiens. »

Kagan et Kristol ne prétendent pas avoir de solution miracle mais ils proposent d’avancer de plusieurs mois les élections en Irak, peut-être en septembre, afin de restaurer la légitimité en Irak, d’offrir aux Irakiens la chance de prendre eux-mêmes leurs affaires en main et de considérer la lutte pour la sécurité comme leur propre combat.

Selon ces deux figures de proue du néoconservatisme, des élections anticipées auraient un autre avantage : elles mettraient la France et l’Allemagne au pied du mur pour envoyer des troupes en Irak, non pas afin d’aider l’occupant américain mais pour assurer la tenue des élections. « Nous pensons qu’il serait difficile pour les Européens de dire « non » si on leur demandait de soutenir un processus électoral plus rapide. »

La conclusion de Robert Kagan et Bill Kristol n’est pas très optimiste. Leur proposition, disent-ils, présente autant de risques que d’avantages. « Mais si le gouvernement ne prend pas une décision dramatique maintenant, il pourrait bien être incapable d’éviter un échec. »

 (Source : « Le Monde » du 16 mai 2004)


 

المغرب قلق من تزايد تسليح الجيش الجزائري بعد حصوله على سلاح أمريكي جديد

الرباط – خدمة قدس برس   أثارت الأخبار التي تداولتها أوساط جزائرية بشأن شراء الجزائر لأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية مزيدا من القلق في الأوساط المغربية، بالنظر للتوتر الحاصل بين البلدين، الذين خاضا حربا دامية في مطلع الستينيات من القرن الماضي، ولا يزال التوتر حاصلا بينهما بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي تطالب بفصل إقليم الصحراء عن المغرب، وإقامة دولة مستقلة فيه. فقد أعلنت مصادر صحفية جزائرية أن الجزائر ستتسلم في الأيام المقبلة كمية مهمة من الأسلحة من أمريكا، وستضم صفقة الأسلحة الأمريكية للجزائر آليات للرؤية الليلية وقطع غيار خاصة بطائرات « هرقل – س 130 » وسيارات حربية من نوع هيمفي. وللإشارة فقد اقتنت الجزائر مؤخرا من روسيا في صفقة مماثلة حوالي 50 طائرة حربية، حسب ما أوردته المصادر الجزائرية وتداولته الصحافة المغربية، استنادا إلى مصادر روسية، و22 مقاتلة من نوع « سوخوي 24″، إضافة إلى قطع غيار ومعدات أخرى. وكانت الصفقة الروسية الجزائرية قد أثارت استياء في الأوساط السياسية المغربية، التي اعتبرت أن سباق الجزائر نحو التسلح يهدد استقرار المنطقة، كما اعتبرت أن المغرب هو المستهدف بالتسلح الجزائري. وللرد على القلق المغربي المحتمل بعد الصفقة الأمريكية الأخيرة، عللت المصادر العسكرية الأمريكية، بحسب الصحافة الجزائرية، هذه الصفقة بمساعدة الجزائر على مكافحة الإرهاب، بسبب لجوء بعض الجماعات الإرهابية إلى الصحراء الجزائرية.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 14 ماي 2004)  

استمرار التحضير له في صمت.. بيريس وكبير حاخامات اسرائيل وزعماء الاستيطان بين المدعوين

استياء شعبي في الرباط لاستضافة المغرب المجلس العالمي للأئمة والحاخامات
الرباط ـ القدس العربي من محمد البقالي: في صمت كبير يجري التحضير للمجلس العالمي للأئمة والحاخامات المنتظر عقده في جامعة الأخوين بمدينة إفران (شرق المغرب) من 31 أيار/مايو إلي غاية 3 حزيران/يونيو. الفكرة المعلنة لهذا المجلس، حسب وثيقة صادرة عن منظمي الملتقي، تقوم علي جمع مئة إمام وحاخام من كافة أنحاء العالم ليعلنوا أن السلام والتصالح هما من صميم دياناتهم التي يؤمنون بها . وحسب ذات الوثيقة، فإن اللجنة العلمية التي ستشارك في الملتقي تتألف مـــــن ثـــــلاث مجموعات رئيسية هي الأئمة والحاخامات ووسائــــل الإعلام وما أسمته الوثيقة خبراء وشهود رئيسيين مكونين من مؤرخين وعلماء لاهوت ورجال دين مسيحيين. وعلي رأس قائمة المدعوين لهذا المجلس يوجد الحاخام أمار، حاخام إسرائيل الأكبر ورابي ميناشيم فرومان مؤسس حركة غوش إيمونيم الاستيطانية في إسرائيل والحاخام مايكل ميلشور نائب أسبق لوزير خارجية الكيان الصهيوني وعدد من كبار الحاخامات من روسيا وبريطانيا وفرنسا. ومشاركة الحاخامات والأئمة مرهونة بموافقة ما سمي بـ اللجنة العلمية وهي اللجنة التي تضم ضمن أعضائه محمد أركون باعتباره عالم دين إسلامي كما تقدمه الوثيقة، ونزار عمار ورشيد بن مختار رئيس جامعة الأخوين بالمغرب، بالإضافة إلي مجموعة كبيرة من المسؤولين السابقين في الكيان الصهيوني أمثال إيلي بارنافي سفير إسرائيل السابق في فرنسا وودانييا شيك مدير الإقليم الأوربي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ولن يشارك حسب زعم الوثيقة إلا المعروفين بتوجهاتهم نحو السلام ودفاعهم عنه . وحسب ذات الوثيقة، فإن أيام الملتقي الأربعة ستقسم علي ثلاث مراحل، يتم تخصيص الأولي منها لاجتماعات الأئمة والحاخامات ونقاشاتهم فيما سيعمل الخبراء والشخصيات الهامة في اليوم الثالث صياغة مقترحات عملية بناء علي المناقشات التي سادت في اليومين الأولين، فيما سيتم خلال اليوم الرابع نشر النتائج التي تم التوصل إليها في حفل يخصص لهذا الغرض. وسيعهد بالتغطية الإعلامية إلي فريق من المتخصصين مدعوم بأربعة صحافيين وخبيرين دوليين من اللجنة العلمية ، فيما ينشط الاجتماع وسيطين دوليين هما مارشال روزنبرغ ونافذ العسيلي. وتشرف علي هذا المؤتمر مؤسسة لاتيتيود دي بايه التابعة للجمعية الفرنسية هوم دي بارول ، وهي الجمعية التي ستقدم نفسهـــا كمنظمة غير حكومية تشتغل من أجل السلام، وسبق لها أن نظمت في حزيران/يونيو 2003 في مدينة كو السويسرية لقاء حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جمعت خلاله أربعين شخصا من ضمنهم فلسطينيين لايجدون حرجا في الجلوس إلي السفاحين وناقشوا خلال اللقاء سبل إحلال السلام بين الطرفين. وتعتبر المؤسسة أن جمع مئة إمام وحاخام ليعلنوا توحدهم أمام التلفزيون والصحف وأمـام العالم بأسره من شأنه أن يشكل لحظة استثنائية للسلام. مراقبة طرق التدريس في الوثائق التقديمية التي حصلت عليها القدس العربي ، كانت الإشارة قوية للهدف غير المعلن من اللقاء وهو مراقبة طرق التدريس في المدارس الدينية واستنكار وإدانة مواقف الأصوليين وتصريحاتهم المتشددة ، وأيضا تغيير الطرق التي ينظر بها المسلمون واليهود إلي العالم . الكثيرون من الذين استقينا آراؤهم فضلوا الصمت وانتظار اجتماع المكتب السياسي للحزب أو المكتب المسير للجمعية وإن كان السبب وراء الصمت المطبق واضح: الخوف من إعلان موقف لاينسجم مع التوجهات الرسمية للمغرب. خالد السفياني رئيس مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين اعتبر أن تنظيم هذا اللقاء يشكل جريمة في حق الشعب الفلسطيني والمغربي والأمة العربية والإسلامية جمعاء. وأكد أن اللقاء مع الصهاينة يشكل خطوة واضحة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني في الوقت الذي يرتكب هو فيه أفظع جرائمه في حق الشعب الفلسطيني، وفي الوقت الذي لم تجف فيه بعد دماء الشهيدين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وغيرهم من قيادات الشعب الفلسطيني التي اغتالتها الآلة الهمجية الصهيونية دون مراعاة لخلق ولا لقانون. وتساءل السفياني: مالذي ينتظر من لقاء كهذا، سيدعي إليه عتاة الصهاينة والمحرضون علي العنف ، وعلي رأسهم حاخام إسرائيل الأكبر، وما النتائج التي يفترض أن يتم الخلوص إليها في الوقت الذي يقوم فيه شارون وأزلامه بتحريض من الحاخامات بارتكاب أبشع الجرائم التي عرفتها البشرية. مضيفا: عن أي سلام يتم الحديث عنه بين الجزار والضحية؟ وكيف يقبل المغرب بعقد لقاء مع الصهاينة علي أرضه في الوقت نفسه الذي تقصف الطائرات الصهيونية أطفال ونساء فلسطين. ودعا السفياني منظمي اللقاء إلي التراجع عنه خاصة في هذه الظروف، مؤكدا أن المجموعة المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني والعراقي لن تألو جهدا للوقوف ضد هذا العمل التطبيعي الخطير . أما أبو زيد المقرئ الإدريسي العضو في البرلمان المغربي عن حزب العدالة والتنمية (إسلامي) فقد أكد أن هذا النشاط الذي ليس هو الأول من نوعه وإنما سبقته أنشطة أخري كان آخرها مبادرة جنيف، وكلها أسفرت عن الخواء ، ولم ينجم عنها غير إنزال سقف المطالب الفلسطينية المشروعة درجات إلي الأسفل دون أن يعني إسرائيل والقوي الصهيونية والمسيحية المتحالفة معها في شيء مضيفا أن الأخطر من ذلك هو أن مثل هذه اللقاءات لا تعقد إلا لتجميل الوجه الصهيوني الكالح. مدبر مذبحة جنين بين المدعوين وتساءل مامعني أن يكون ضمن المدعوين شمعون بيريس الذي ألف حكومة ائتلافية مع اليمين المتطرف، بل شارك فيها بوزير الدفاع الذي ارتكبت في عهده مجازر جنين، وقُوضت خلالها بُني السلطة الفلسطينية، بل وتم ارتكاب أبشع الجرائم لدرجة أن اليمين لما استقل بالسلطة لم يزد عن هذه البشاعة شيئا لأنها كانت وصلت إلي مداها . وأضاف ما معني أن يكون ضمن المدعوين حاخام إسرائيل الأكبر وحاخامات صدرت منهم قبل أيام فقط فتاوي تجيز قتل الفلسطينيين وتعتبر ان الدم اليهودي ليس مثله دم، وأن الألم اليهودي ليس مثل آلام الآخرين، بل ويعتبرون أن الظلم لا يكون ظلما إذا مس باليهود؟ . وأضاف متسائلا: كيف يتم استقدام هؤلاء الذين يعتمدون في فتاواهم وتحريضهم علي القتل من التوراة المحرفة والتلمود المضلل ويستقبلون علي أرض المغرب معززين ومكرمين، أليس في ذلك طعنة في ظهر الفلسطينيين الذين يقتلون ويذبحون يوميا؟ . وتابع قائلا ما معني أن المغرب لم يقدم للقضية الفلسطينية سوي مزيد من تجميل الوجه الصهيوني البشع وتكسير المقاطعة بيننا وبين العدو الصهيوني ، مضيفا أن كل الجمعيات التي تدعي العمل من أجل السلام إنما عملت علي تحسين صورة الصهاينة وإضفاء المبرر علي جرائمهم . وتساءل لماذا لايتم الدفاع عن الخيار الفلسطيني، ولماذا نختار دائما الخيار الخطأ والمتمثل في السير في مسار التطبيع والكذب علي الرأي العام وتجميل الوجه الصهيوني البشع . وخلص قائلا هذه أسئلة أقدمها لضمير المنظمين والمحتضنين والمشاركين من الجانب الإسلامي. أما الآخرون فهم يلعبون لعبتهم ويتقنونها . محمد الاندلسي بن جلون رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني اعتبر بدوره أن الأجواء التي تهيمن علي القضية الفلسطينية حاليا ووعود بوش لشارون، وكل المؤشرات الأخري تشير إلي أن القضية دينية أكثر منها سياسية ، معتبرا أن مفهوم التوسع الذي تنهجه إسرائيل من منطلق أرض الميعاد تجعل من الصعوبة علينا الفصل بين اليهودية والصهيونية . وشدد علي أن التصلب الصهيوني ما هو إلا نتيجة لضغوط هؤلاء الحاخامات والمتطرفين الصهاينة. وأكد شجب الجمعية لهذا اللقاء، مشيرا إننا في الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني لا نعارض اجتماعا دينيا، ولكن نعارض السلوك الديني للحاخامات . لماذا اقدم المغرب علي هذه الخطوة؟ السؤال الذي يطرحه المتتبعون، لماذا يقدم المغرب علي مثل هذه الخطوة في هذا الوقت بالذات؟ وماذا عساه يجني منها كسبا مبدئيا أو حتي ربحا سياسيا؟ في الوقت الذي لم تتوقف فيه الدبابات الإسرائيلية وطائرات الأباتشي عن حصد أرواح المئات من الفلسطينيين؟ يري الباحث مصطفي الخلفي أن الأمر يرتبط بأجندة خاضعة للضغوط الأمريكية أو علي الأقل تبغي رضاها والتقرب منها خاصة في ظل التهديد الأمريكي الذي طال الجميع بفرض الإصلاحات في إطار ماسمي الشرق الأوسط الكبير. ويذهب الخلفي إلي ان الأمر يرتبط أساسا باستثمار المغرب لعلاقته الطيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتأكيده علي السير في نفس المسار، خاصة مع تفاعل قضايا داخلية وخارجية منها قضية الصحراء، واتفاقات التبادل الحر مع الولايات المتحدة. وأوضح ان أنباء قوية تحدثت عن طلب الولايات المتحدة من المغرب إرسال جنود إلي العراق وهو نفس الطلب الذي تقدمت به إلي تونس والأردن، حسب ذات المصادر. والسؤال العميق: ماذا عسي هؤلاء الذين ينظمون ويشاركون في هذا الملتقي يجنون؟ هل سيخرج اللقاء بإدانة السياسة الصهيونية؟ الأمر غير وارد، بالنظر إلي طبيعة المشاركين من الجانب العربي أو الصهيوني، وبالنظر إلي الظرف الدولي القائم.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 15 ماي 2004)  


تتضمن شعرا ورياضيات وعلوما وفلكا باللغة العربية:

مئات الألوف من المخطوطات الاسلامية معرضة للضياع في تيمبوكتو
تيمبوكتو ـ مالي (ا ـ ب) من ادوارد هاريس:    في قاعة تضيئها فقط اشعة الشمس الداخلة من السقف المكسور يقرأ تلميذ دروس اسلامية في السادسة عشرة من عمره آيات قرآنية من صفحة صفراء هشة ـ هي واحدة من المخطوطات القديمة المعرضة للتلف والتحول الي غبار في هذه المدينة التي كانت ذات وقت مركزا مزدهرا للدراسات الاسلامية. وقد جاء خبراء معنيون بالمحافظة مرتين خلال السنوات الثمانية الماضية الي هذا المنزل ذي الارضية الرملية الخالية من المنتفعات لمحاولة شراء الصفحات التي بدأت تتلف وتتحلل. الا ان العائلة، رغم انها تعيش في حالة الفقر المدقع ـ ترفض ان تتنازل عن الشيء القيم الوحيد الموجود بحوزتها: حوالي 40 مجلدا ذات اغلفة وصفحات ممزقة مكومة في علب كرتونية. التلميذ الحسيني ولد الفدرو يستشهد بأقوال نبي الاسلام محمد (ص) ليشرح انه لا يجوز بيع القرآن مقابل المال. ويقول ولد الفدرو: ولذلك مطلوب منا ان نحتفظ بها. نحن الوحيدون الذين نقرأها، والكتاب يقول ان علي الذي يقرأ الكتاب ان يحافظ عليه . الا ان الخبراء يقولون ان نصوصا اسلامية فريدة لا تقدر بقيمة ولا يمكن التعويض عنها وتمثل حقبة تاريخية من الثقافة الاسلامية، بما في ذلك ما يمثل الدور الفريد لافريقيا الغربية في ذلك، تواجه خطر التلف والاندثار في حرارة جو المنازل الحارة. وقد تم انقاذ عشرات الألوف من المخطوطات ونقلها للحفظ في اماكن آمنة، هنا وفي الخارج، غير انه لا يزال هناك كميات كبيرة منها في منازل تيمبوكتو متوارثة أبا عن جد طيلة قرون طويلة. ويقول كريس مورفي، من مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة، ان مخطوطات تيمبوكتو قد تكون اهم المواد العلمية غير المستعملة في العالم. وقد نظم مورفي معرضا لثلاثة وعشرين مخطوطا في الولايات المتحدة في السنة الماضية. تيمبوكتو اليوم مدينة يقيم فيها 30 الف نسمة وتعيش علي المساعدات الخارجية ومداخل ضئيلة من السياحة وتجارة الطوب. اطفال عراة تعفر الغبار وجوههم يملأون الشوارع، والمنازل محرومة من الكهرباء والتمديدات الصحية. وهناك خط انترنيت وحيد في المدينة. ولكن في اواخر القرن الرابع عشر حملت طرق تجارة الملح والبهارات والعبيد والثروة ـ والاسلام ـ الي الصحراء الشمالية لافريقيا، وتنامت المدينة الي ان وصل عدد سكانها الي 100 ألف نسمة وضمت مركزا دوليا للعلوم. وقد خط مثقفو تيمبوكتو نصوصا ومخطوطات رائعة الجمال باللغة العربية عن الرياضات والشعر والطب والشريعة وعلم الفلك وعلم الحيوانات والتاريخ والفكر الاسلامي. ولقد كان لمثل هذه المراكز دور كبير في المحافظة علي العلوم الغربية خلال عصور الظلام في اوروبا. ولعل اهم تركة تراثية للمخطوطات هو ما ترويه عن بدايات الاسلام في افريقيا الغربية الذي يدمج ملامح النفوذ الافريقي وهو اقل تقشفا من الاسلام العربي. ويقول مورفي: تبين مضامين النصوص والمخطوطات بشكل جلي، وخاصة علي صعيد الشرائع القانونية والسياسية اثر رغبة الافريقيين الغربيين في اعتناق الدين الاسلامي، مع الابقاء علي الاشياء التي يعتبرونها مهمة لهم. انك تري ذلك في كل شيء ـ النضال من اجل ان يكونوا مسلمين ـ ولكن بالطريقة الافريقية الغربية . ومع وصول الاستعمار الفرنسي الي مالي في اواخر القرن التاسع عشر كانت التجارة قد انتقلت بمعظمها الي الموانئ الساحلية وزادت الحروب الاهلية المدينة فقرا . وتمثل المخطوطات بالنسبة للعائلات التي تملكها آخر حلقة وصل مع الماضي الذهبي. مع انه من غير المحتمل ان لا تكون هناك وثائق عمرها اكثر من 200 سنة. ويقول الخبراء انه لا يستبعد ان تكون وثائق كثيرة اقدم عهدا قد تلفت واندثرت. تقول فاطمة بوكار سامبالا وهي ربة بيت كانت تحضر طبخة ارز مع البيض لاطفالها، مشيرة الي مجموعة من الكتب: هذه الكتب ورثناها عن جدي ويتوجب ان نحافظ عليها. انها الشيء الوحيد الذي ورثناه . ولقد حاول معنيون من الولايات المتحدة واوروبا وجنوب افريقيا نقل المخطوطات الي اماكن حفظ آمنة، الا انه لم يبذل مجهود موحد ومنسق كبير علي هذا الصعيد. ويقول مورفي ان حوالي مليون مخطوطة موزعة في انحاء تيمبوكتو، وربما حوالي ثلاثة ملايين مخطوطة في ارجاء افريقيا الغربية. ويقول محمد بابا ديكو، مدير متحف معهد احمد بابا الذي تموله حكومة تيمبوكتو، ان المخطوطات التي يعتني بها في قاعات مكيفة الهواء، وعددها 20 الف مخطوطة، ما هي الا حبر ضئيل مما هو موجود خارج المتحف . في العام 2000/2001 قام المعهد بصنع صور رقمية لحوالي ألفي مخطوطة بمنحة قدرها 150 الف دولار من مؤسسة فورد الامريكية. ويقول ديكو انه لو توفرت الاموال اللازمة ورفضت العائلات بيع مخطوطاتها لكان يستطيع تصويرها ووضعها علي موقع المتحف علي الانترنيت. وتدير الحكومة بعض حملات التوعية لتشدد علي انه ليست هناك قوانين تمنع بيع المخطوطات. ويقول تاجير احمد، وهو من القادة المحليين، انه باع كتبه للمعهد الذي يديره ديكو ولاصحاب مجموعات خاصة لانه لم يكن قادرا علي الاعتناء بها شخصيا، وبريع الكتب بني مدرسة لتعليم القرآن مزودة بالتيار الكهربائي تستوعب 60 طالبا. ويقول احمد، (35 سنة) المتزوج من ثلاث نساء وله اربعة اطفال: انني افتقد كتبي، ولكن اطفالي يستطيعون الذهاب الي المدرسة، والكتب لا تزال موجودة في المدينة. اما الآخرون، فليحتفظوا بكتبهم الي ان يأكلها السوس ولن يبقي لديهم شيء .   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 15 ماي 2004)


Accueil

Lire aussi ces articles

10 mars 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1390 du 10.03.2004  archives : www.tunisnews.net اللجنة العربية لحقوق الإنسان: اليوم العالمي للتضامن مع

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.