23 mai 2004

Accueil

TUNISNEWS

  5 ème année, N° 1464 du 23.05.2004

 archives : www.tunisnews.net


جمعية صوت حر: نداء عاجل
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  – فرع بنزرت: بلاغ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان- فرع سوسة: بيان 
الحياة: المعارضة التونسية: لا فصل للإصلاح عن حل قضية فلسطين وتحرير العراق
الحياة: بن علي يدعو الى تنفيذ قرار قمة عمان الخاص بالإصلاح
أخبار تونس:  اعلان تونس الصادر عن مجلس جامعة الدول العربيةعلى مستوى القمة  الدورة العادية السادســـة عشرة الحياة: ختام القمة: توقيع « وزاري أولي » على وثيقة العهد والوفاق والتزام توسيع المشاركة وقيم التسامح والاعتدال والحوار الحياة: مبارك غادر غاضباً بعد رفض تونس تبني اقتراحه اعتماد الجامعة اطاراً للحوار مع المجموعات الدولية رشيد خشانة : سكوت من ذهب
الوحدة: المحامون: أوراق مكشوفة…. واوراق مخفية الوحدة: مروى …حليمة….منال….حمدي :طفولة منتهكة واحلام لن ترى النور
أبو مريم: بالحبر الجريح –  لا حول ولا قوة… عبدالحميد العدّاسي: المعيـار
الحياة: « مراسلو الحديقة » وراء القذافي و »الأخ القائد » يفضل الكاميرات على الأقلام
الحياة : قمة تونس امام تحدي المطالبة بالاصلاحات والديموقراطية وحقوق الانسان
الأسبوع المصرية: العقيد القذافي يشارك وينسحب – ‘الحصاد المر’ لقمة تونس العربية
الحياة: المغرب والمشرق
الحياة: واشنطن تدعو خمسة زعماء عرب إلى قمة الـ 8

الحياة: موريتانيا: الترخيص لحزب معارض جديد
إسلام أون لاين: إخوان سوريا: الإصلاح يجب أن يشمل الجميع

منير شفيق: الحداثيون أين هم هذه الأيام؟


Voix Libre: Appel Urgent

AP: Tunisie: 19 morts et 31 blessés dans un accident d’autobus

IFEX: l’IIP presse le SMSI de revoir son choix du lieu d’un prochain sommet

El Hammi: Le boucher et la théorie de l’abattoir

Sami Ben Abdallah: Après le Coup d’Etat contre la démocratie au sein du CNLT – Se taire ? Encore ! Jusqu’à quand ?  Et pourquoi ?

Kamel Labidi: At 40, the Federation of Arab Journalists is still valueless


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
 

PROCéS DES « Jeunes de l’Ariana »

 

Le procès des neufs jeunes dits « jeunes de l’Ariana », arrêtés en février 2003, qui devait se tenir samedi 22 mai, a été reporté au 6 juin.

 

(Source : alerte électronique de Mme Luiza Toscane le 23 mai 2004)


جمعية صوت حر باريس في 24 ماي 2004
نداء عاجل   
 
 تلفت جمعية صوت حر انتباه الرأي العام حول الوضعية الخطيرة للسادة : 1.     لطفي السنوسي 2.     خالد   كوا ش 3.     رضا السعيدي 4.     علي الحرابي 5.     مقداد العرباوي المساجين السياسيين المحبوسين بالسجن المدني برج العامري بتونس الذين  دخلوا في إضراب عن الطعام منذ 24 يوما احتجاجا على ضر وف اعتقالهم و مطالبين بإخراجهم من الزنزانات الانفرادية التي حبسوا بها كإجراء عقابي رّدا من إدارة السجن على مطالبهم المشروعة لتحسين ظروف سجنهم. مع الإشارة إلى أن هؤلاء المساجين الخمسة قد وضعوا منذ 7 أشهر في عزلة تامة داخل زنزانات انفرادية تنعدم فيها أبسط الشروط الصحية حيث يتعّرضون لمعاملة مهينة و قاسية. وقد تمّثل أول احتجاج لهم على هذه الوضعية في رفضهم<للقفة> و ذلك منذ 7 أشهر خلت و نلفت الانتباه إلى أّن السجين السياسي خالد الكوا ش يعاني من علل متعّددة من بينها ارتفاع الضغط الشرياني و القصور القلبي و يشّكل هذا الإضراب خطرا جسيما على حياته. وقد بلغنا كذلك أن السجين لطفي السنوسي قد بلغ به الهزال والضعف إلى حد العجز عن الحركة. وإن لجنة عائلات المساجين السياسيين التي توّلت الاتصال بالسلطة طوال هذه المدة تعلن فشل كل المجهودات التي بذلتها من اجل ايجاد حل لهذه الوضعية بسبب التعنت الذي ووجهت به و توجه نداء استغاثة عاجلة لكل المدافعين عن حقوق الإنسان للتدخل فورا والضغط على السلطات التونسية للاستجابة لهذه المطالب البسيطة و المشروعة و تحّمل النظام التونسي ما قد ينجم عن هذا الإضراب من أضرار لذويهم.   د . أحمد العمري  رئيس الجمعية


Voix Libre  
 Association oeuvrant pour les droits de l’Homme  
 Appel Urgent
 
  Paris le 24 mai 2004 L’association Voix Libre attire l’attention de l’opinion publique sur la gravité de la situation de Messieurs : 1.      Lotfi SENOUSSI, 2.      Khaled KAOUACH, 3.      Ridha SAÏDI, 4.      Ali HARABI, 5.      Mokdad ARBAOUI, prisonniers politiques incarcérés à la prison de Borj-El-Amri qui ont entamé une grève de la faim depuis 24 jours en contestation de leurs déplorables conditions de détention. Ils revendiquent également la fin de l’état d’isolement totale qu’ils subissent dans des geôles exiguës depuis 7 mois.  Cette mesure punitive a été prise par les geôliers en réponse aux revendications légitimes des prisonniers qui croupissent depuis dans des cellules démunies du minimum vital, subissant humiliations et mauvais traitements. Le prisonnier d’opinion …souffre de plusieurs maux dont l’hypertension artérielle et l’insuffisance cardiaque avec un risque sérieux d’aggravation et de graves complications. Quant à Monsieur SENOUSSI, il souffre d’une altération de son état général avec une incapacité de se tenir debout. L’obstination des autorités Tunisiennes à traiter par le mépris les efforts du  comité des familles des prisonniers politiques a poussé celles-ci à lancer un appel urgent à tous les défenseurs de droit de l’Homme pour venir au secours des grévistes de la faim et faire tout ce qui est possible pour mettre fin leurs souffrances.     Dr Ahmed AMRI, Président   Voix Libre: 12 rue Sadi Carnot – 93170 Bagnolet- France Tel : 33 6 26 37 49 29   Fax : 33 1 43 63 13 52    Email : voixlibre2003@yahoo.fr
 

 الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
فرع بنزرت
 
بلاغ  
علي هامش انعقاد  قمة الرؤساء  والملوك العرب بتونس وهول المجازر والفضائع الاجرامية التي ترتكبها قوات الاحتلال الأمريكية ومن يساندها في هذا ا لعدوان علي الشعب العراقي وكذالك أمام الإبادة الجماعية التي ينفذها الصهاينة بتنسيق فعال مع الولايات المتحدة الامريكية ضد الشعب الفلسطيني المحتل, وأمام الصمت المشبوه للحكام العرب, نظم,   فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان, ندوة  حول » احتلال العراق « وذلك يوم السبت 22 ماي 2004 . شارك  في تنشيط هذه الندوة : 1)   الأستاذ  شكري لطيف, عن اللجنة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومة التطبيع بتونس. 2)   الأستاذ  الهاشمي الطرودي 3)   الأستاذ  فتحي الدبك, عن اللجنة النقابية فلسطين العراق بالاتحاد العام التونسي للشغل. واما خلاصتها فهي أن : –   احتلال العراق يعتبر مرحلة أولي للسيطرة علي بقية المنطقة العربية اقتصاديا وعسكريا وثقافيا حيث تضاف عوامل أخري قصد القضاء علي الحضارة العربية الاسلامية. –   يكون الكيان الصهيوني المستنفع الرئيس  والشرطي الخاص بالمنطقة باعتباره شريكا للولايات المتحدة  الامريكية فيما تصنفه للعرب.
–  الحاكم العربي يعتبر نفسه المالك الوحيد للحقيقة وللوطن فلا  يجيز لمواطنيه ان يمارسوا  حقوقهم باعتبارهم  شركاء  في الوطن. والويل, كل الويل لمن يبدي رأيا مخالفا لهذا الحاكم العربي.     علي بن سالم

 

Grève de faim des ouvriers de sotapex à Sousse

 
Sousse le 23 mai 2004 5 ouvrières et 3 ouvriers de l’ntreprise sotapex-covertex ont entamé mardi 18 mai 2004 une grève de faim au siège de l’UGTT à Sousse pour défendre leurs revendications légitimes à la suite de la fermeture de l’entreprise il ya 2 ans, sa vente et le licenciment d’environs 200 ouvriers au mois de juillet 2003.nous rappelons dans le communiqué suivant les différentes luttes engagées par les ouvriers depuis le début de la crise et leurs revendications actuelles. la section de Sousse de la ligue tunisienne des droits de l’homme.

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فرع سوسة
سوسة في 19 ماي 2004 بيان
تلقت هيئة فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان, عريضة من عاملات و عمّال صوطاباكس و كوفرتاكس المسرحون و المعتصمون بدار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة منذ أكثر من أربعة أسابيع, يعلمون فيها بقيام مجموعة منهم بالدّخول في اضراب عن الطعام ابتداء من يوم 18 ماي 2004 بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة.
انّ هيئة فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان:
أوّلا: تذكّر بأنّ أزمة مؤسّسة صوطاباكس و كوفرتاكس تعود الى أكثر من سنتين ـ أفريل 2002 ـ عندما تم ايقاف العمل بها واغلاقها و تسريح ما يناهز 350 عاملة و عاملا, ثم بيع المؤسّسة لمالك جديد في سنة 2003, حيث تم الاحتفاظ ب150 عاملة و عاملا و تمّ تسريح ما يقارب 200 منهم نهائيذا.
ثانيا : انّ هيئة الفرع ساندت نضالات هؤلاء العاملات و العمّال عتدما اعتصموا بمقر مؤسّستهم و دخلت مجموعة منهم في اضراب عن الطعام في شهر جويلية من سنة 2003 و قد أفضى ذلك الى توقيع اتفاق بين الهياكل النقابية التي تمثل العمال و بقية الأطراف الاجتماعية يضمن تعويضات للعاملات و العمّال عن تسريحهم من المؤسّسة.
ثالثا: ان هيئة الفرع تابعت عن كثب و ساندت نضالات هؤلاء العاملات و العمّال في الفترة الأخيرة و الرّامية الى تطبيق بنود الاتفاق الذي تمّ التوصل اليه في شهر جويلية الماضي (اعتصامات بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة) علما بأن الاتفاق المذكور لم يطبّق سوى جزء منه.
رابعا: تجدّد هيئة فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مساندتها للعاملات والعمّال المسرّحون من صوطاباكس و كوفرتاكس من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة.
خامسا: تعبّر عن انشغالها لما قد ينجرّ عن الاضراب عن الطعام من مضاعفات صحية لهؤلاء المضربات و المضربين.
سادسا: تناشد جميع الأطراف الاجتماعية التدخّل العاجل من أجل ضمان حقوق العاملات و العمّال. عن هيئة فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان
الرّئيس: جمال مسلم

 

Tunisie: 19 morts et 31 blessés dans un accident d’autobus

23/05/2004   19:05 
TUNIS (AP) – Dix-neuf personnes ont été tuées et 31 ont été blessées dans un accident d’un autobus dimanche dans la région de Korbous, à près de 60km au nord-est de Tunis, a rapporté l’agence de presse tunisienne TAP. Le véhicule qui transportait 54 personnes venues en excursion du gouvernorat de Monastir, ville du centre-est située à 165km de la capitale, a percuté le bas-côté alors qu’il descendait une pente. Selon les éléments préliminaires recueillies par l’agence, l’accident serait dû à «une panne technique». Le drame s’est produit lorsque le chauffeur a été contraint d’effectuer une manoeuvre pour éviter que le bus bascule dans le vide dans cette région montagneuse, précise l’agence. Parmi les blessés plus ou moins graves, 15 ont été transférés dans deux hôpitaux à Tunis et Nabeul, ville proche du lieu de l’accident et les autres à Grombalia située également à proximité du lieu de l’accident. Le président tunisien Zine El Abidine Ben Ali a aussitôt dépêché trois ministres (intérieur, santé et équipement) pour superviser les opérations de secours. Une cellule a été mise en place à Grombalia pour apporter une assistance psychologique aux blessés et à leurs familles, ajoute TAP.

حادث نقل بمدينة قربص

(وات- 23/05/2004) — جد صباح اليوم حادث نقل بمنحدر قربص على مستوى عين العتروس أسفر عن عدد من القتلى والجرحى .

وحالما علم بهذا الحادث كلف الرئيس زين العابدين بن على كلا من وزير الداخلية والتنمية المحلية ووزير الصحة العمومية ووزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية بالتحول على عين المكان لمعاينة عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدة للمصابين.

وقد تنقل الوزراء الثلاثة الى مكان الحادث والمستشفيات التى نقل إليها المصابون للاطمئنان على حسن سير عمليات الإسعاف التى انطلقت فى الابان .

كما تم تركيز خلية بمستشفى قرمبالية لتوفير الإحاطة النفسية للمصابين ولعائلاتهم ووضع خلية أخرى بمركز الإسعافات الطبية الاستعجالين بالقرجاني لتوفير كل المعطيات حول ضحايا هذا الحادث.

ويتمثل الحادث فى ارتطام بحافة الطريق لحافلة كانت تقل 54 راكبا فى رحلة من ولاية المنستير نتج عنه وفاة 19 شخصا و إصابة 31 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة تم نقل 15 منهم الى مستشفيين بتونس العاصمة ونابل وتحويل بقية الجرحى الى مستشفى قرمبالية حيث يتلقون الإسعافات اللازمة.

وتفيد المعطيات الأولية ان هذا الحادث قد يعود الى عطب فني طرأ على الحافلة عند نزولها المنحدر مما جعلها تحيد عن مسارها واجبر سائقها على الاتجاه بها الى اليسار تجنبا لسقوطها فى سفح الجبل وهو ما سبب ارتطامها بحافة الطريق.

وقد أذن الرئيس زين العابدين بن على بإجراء تحقيق عدلي معمق حول ظروف وملابسات هذا الحادث لتحديد المسؤوليات.

(المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 23 ماي 2004)

 

Communiqué de l’IFEX :

l’IIP presse le SMSI de revoir son choix du lieu d’un prochain sommet

Le Sommet mondial sur la société de l’information (SMSI) devrait abandonner son intention de tenir en Tunisie sa deuxième réunion, si le gouvernement tunisien omet de faire la preuve qu’il respecte la liberté d’expression et les autres droits de la personne, dit l’Institut international de la presse (IIP). ہ son assemblée annuelle à Varsovie, en Pologne, la semaine dernière, l’organisation a adopté une résolution disant qu’il « n’était pas acceptable pour un Sommet sur la société de l’information de se tenir dans un pays qui restreint gravement les principes les plus élémentaires en matière de libre expression ». La résolution contient une liste de questions que, de l’avis de l’IIP, l’on devrait poser au gouvernement tunisien avant que le SMSI n’entame sa deuxième phase à Tunis en 2005. La décision de tenir la réunion en Tunisie a été prise en 2000, après un vote des ةtats membres de l’Assemblée générale des Nations Unies. « La presse tunisienne sera-t-elle autorisée à couvrir librement les activités du SMSI ? Et les groupes de défense des droits de la personne, autant les groupes locaux que les internationaux, seront-ils admis à participer ? », demande l’IIP. Si la Tunisie répond à ces questions de façon non satisfaisante, l’IIP dit que le Secrétaire général des Nations Unies Kofi Annan devrait demander à l’Assemblée générale de revoir sa décision. La Tunisie continue de jeter en prison les journalistes et d’autres citoyens qui exercent leur liberté de parole, fait remarquer l’IIP. Le 6 avril, huit jeunes internautes ont été condamnés par un tribunal de Tunis à des peines allant jusqu’à 26 ans de prison. Les internautes condamnés étaient accusés de promouvoir les attentats terroristes sur la seule base de fichiers téléchargés de l’Internet, dit l’IIP. La presse tunisienne est également censurée et les journalistes sont incarcérés avec des centaines d’autres prisonniers politiques.
Pour plus d’informations, aller à : http://www.freemedia.at/resolutions2004.htm
Consulter les sites suivants :  SMSI : http://www.ifex.org/fr/content/view/full/51724/
 Rapport de l’IIP sur la Tunisie  Consultez le site web de l’IFEX : http://www.ifex.org/fr
(Source : www.reveiltunisien.oeg, le 21 mai 2004)  

FLASH INFOS

Recensement de la population : 92% des opérations réalisées

Les opérations de dénombrement de la population se poursuivent normalement. Près de 92% des collectes d’information ont été réalisés dans tout le territoire national. Toutefois, ce taux varie légèrement d’une région à l’autre. Les gouvernorats de Tunis, de l’Ariana, de Sousse et de Ben Arous ont enregistré les taux de participation les plus bas en raison de l’absence des conjoints de leur domicile durant la journée. M. Habib Fourati, chef du département des statistiques démographiques et sociales à l’Institut national des statistiques explique qu’il faut parfois beaucoup de temps pour joindre les intéressés en raison de leurs occupations quotidiennes. Dans ces cas, l’agent laisse une note fixant un nouveau rendez-vous. « Nous avons quelques cas de refus, mais dans ces conditions, nous nous adressons aux autorités locales par le biais de la hiérarchie administrative», dit-il.

(Source : le portail Babelweb d’après Le Quotidien du 23 mai 2004)

Un groupe de personnalités françaises en Tunisie

Un groupe de personnalités françaises a effectué, hier matin, une visite au siège du Fonds de solidarité nationale (FSN), à l’initiative de l’Association «Tounès Al-Khadhra», établie en France, et ce, dans le cadre des efforts déployés par cette association en vue de faire connaître les acquis et réalisations accomplis par la Tunisie dans les domaines économique et social et sur la voie de l’instauration du dialogue et de la coopération entre la Tunisie, d’une part, et les Etats et les sociétés du bassin méditerranéen, d’autre part.   (Source : le portail Babelweb d’après La presse du 23 mai 2004)

Journées tuniso-japonaises à Sfax

Pour la première fois, la ville de Sfax abritera à partir d’aujourd’hui 23 mai, les journées culturelles et scientifiques tuniso-japonaises. L’université de Sfax et les universités japonaises Tsukuba et Tohako, organisatrices de ces journées, ont choisi «les sciences et technologies et le dialogue des civilisations» comme principaux thèmes pour cette rencontre. Des chercheurs tunisiens et japonais prendront part aux travaux du symposium portant sur différents axes : les sciences sociales et humaines, les mathématiques et informatiques, la biotechnologie et zones arides et enfin les sciences de la mer et de l’environnement.

(Source : le portail Babelweb d’après La presse du 23 mai 2004)

Ralentissement de l’émigration organisée vers l’Italie

Malgré le succès de l’expérience de l’émigration organisée vers l’Italie et qui offre en principe, à 3000 jeunes tunisiens des contrats de .travail saisonnier dans ce pays, l’on assiste actuellement .à un ralentissement dû aux nouvelles mesures draconiennes prises par le partenaire italien qui connaît, tout comme les autres pays, une période de récession économique. Cela a été confirmé. récemment, par le ministre de l’emploi devant les députés. Le nombre initial de 3000 est tombé à 800 cette année, susceptible d’augmentation eu égard au succès de l’expérience précédente ralentie par les nouvelles conditions posées par la partie italienne. En effet. le candidat à l’émigration doit attester d’une formation en langue italienne, obtenir un contrat de travail avec une entreprise italienne qui lui garantit le logement et le retour en Tunisie à l’expiration du contrat. La même expérience sera tentée avec l’Espagne et les négociations à ce sujet sont en bonne voie.   (Source : le portail Babelweb d’après Le Temps du 22 mai 2004)

La stérilité semble gagner du terrain

La stérilité semble gagner du terrain en Tunisie. Le tabac, selon les spécialistes, est la première cause des «pannes sèches» chez les hommes. Le Xème Congrès annuel de la Société tunisienne de fertilité et de stérilité, tenue hier, à Tunis, a donné lieu à un débat fécond et des interventions percutantes .   (Source : le portail Babelweb d’après Le Quotidien du 23 mai 2004)

Tunisie Télécom lance le SMS international

A partir de début juin, Tunisie Télécom commence à commercialiser le service des messages courts (SMS) internationaux, et ce, après l’approbation du ministère de tutelle de cette opération au profit des fournisseurs de services de communications au début de ce mois.

(Source : le portail Babelweb d’après La presse du 23 mai 2004)

«Les plâtres tunisiens», vendue aux allemands

Nous croyons savoir, selon des sources dignes de foi, que la société «Les plâtres tunisiens», depuis un bon moment sur la liste des privatisables, aurait enfin trouvé acquéreur.   L’appel d’offres pour la cession d’un bloc d’actions représentant 66,88 % du capital de l’entreprise, lancé depuis le 24 décembre 2003 avec une date limite de remise des offres, fixée pour le 1er mars 2004, aurait en effet trouvée des réponses d’un certain nombre d’opérateurs tunisiens et d’une entreprise de nationalité allemande.   L’offre de cette dernière étant plus importante, dans une proportion du simple au double, ce serait donc elle qui aurait remporté le marché. Nous croyons savoir aussi, que le contrat de cession aurait été signé entre les deux parties, au début de cette semaine.   (Source : webmagercenter.com, le 20/05/2004 à 12:00)  

La Biat prépare un fonds de restructuration des dettes

Au cours de la dernière AGO de la Biat (le 18 mai 2004), l’hôtelier M.Adel Bousarsar a proposé à la banque de penser à la création d’un fonds de restructuration financière, pour certaines activités en difficulté, ou d’essayer de trouver des lignes de crédits qui serviraient le même objectif.   La suggestion n’est pas passée inaperçue et la réponse n’a pas tardée ; elle a été donnée par le président du directoire de la BIAT. M.Chékib Nouira a, en effet, annoncé que sa banque, en collaboration avec les autorités monétaires et les parties concernées, s’emploie à mobiliser les fonds nécessaires. Il est vrai que lorsque M. Bousarsar parlait des secteurs en difficultés, il pensait certainement au tourisme. Il est tout aussi vrai que presque toutes les banques ont des engagements assez importants dans ce même secteur !   (Source : webmagercenter.com, le 20/05/2004 à 07:43)


ملاحظات قدم المجلس الاقتصادي والاجتماعي ملاحظات هامة حول مشروع القانون المتعلق بالتحرش الجنسي. الملاحظات التي قدمها المجلس اهتمت بتجاوز التناقض بين مشروع القانون وبعض فصول المجلة الجنائية وبالمفاهيم المطاطة والتي جاءت في مشروع القانون والتي تفتح باب التأويل. نشير كذلك الى أن الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات قد أبدت ملاحظات هامة حول مشروع القانون والمأمول أن يقع أخذها بعين الاعتبار خاصة وان القانون يعتبر في حد ذاته مكسبا اجتماعيا.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 409 بتاريخ 21 ماي 2004)   مشاركة مثل الاستاذ حسان قصار منظمة التالير واللجنة الجامعية التونسية لدعم العراق وفلسطين في اجتماع اللجنة العالمية لمحاكمة جرائم الحرب الامريكية في العراق والتي احتضنتها العاصمة الايطالية روما من 13 الى 16 ماي الجاري. ويندرج هذا الاجتماع في اطار الاعداد لجلسات المحاكمة التي ستتم في اسطنبول خلال أفريل 2005.   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 409 بتاريخ 21 ماي 2004)  


 

المعارضة التونسية: لا فصل للإصلاح عن حل قضية فلسطين وتحرير العراق

تونس ـ الحياة     وجهت أحزاب المعارضة التونسية مذكرة الى القمة العربية حضت فيها على القيام بـ »اصلاح جذري وشامل يكون أساساً لبناء قوة المجموعة العربية ومناعتها وحماية ثرواتها الطبيعية والبشرية ودفعها الى طريق التنمية والتطور ». وعقدت هذه الأحزاب, وهي الحزب الديموقراطي التقدمي والتكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات وحزب العــمال, اجتماعاً أول من أمس في العاصمة التونسية, وأصدرت مذكرة وجهتها الى الزعماء العرب, دعت فيها الى « ارساء دساتير تكفل الحريات وتضبط عدد الولايات وتضمن الفصل بين السلطات والتداول السلمي على الحكم وتكرس المــشاركة من خـــلال انتخابات حرة ونزيهة وتحد من مركزية النفوذ وتؤمّن اخضاع القوانين لعلوية الدستور ».
كذلك حضت الأحزاب على « تكريس حرية التعبير ونشر الصحف وانشاء الاذاعات والمحطات التلفزيونية الخاصة واطلاق السجناء السياسيين وسجناء الرأي وعودة المنفيين الى بلدانهم ». الا أنها انتقدت مشاريع الاصلاح الأميركية من دون تسميتها واعتبرت أنها « أتت من منظور أمني يرمي لحــماية مصالح الدول الصناعية الكبرى من خطر العنف والهجرة غير المشروعة وتسقط حاجة المنطقة لانهاء الاحتلال وارساء سلام عادل ». وشددت في الوقت نفسه على ضرورة « استفادة النخب والقيادات العربية من ضغوط المجتمع الدولي والمسك بمطلب الاصلاح لتوجيهه في خدمة مصلحة الشعوب في التقدم والحرية أسوة بقــــادة الاصلاح في بواكير النهضة العربية ». واعتبرت أن « الاصلاح لم يعد يحتمل المماطلة بذريعة احترام خصوصيتنا أو نسق تطور مجتمعاتنا والتي ظهر أنها تــعلات للاستمرار باحتكار السلطة وارجاء الاصلاح المطلوب ».
وفي هذا السياق أكدت أنه لايمكن الفصل بين الاصلاح في العالم العربي وحل القضية الفلسطينية واقامة الدولة الوطنية المســـتقلة وتحرير العراق من الاحتلال, وحـــضت على « اقامة شراكة مع كل من أوروبا وأميركا على أساس التنمية وتبادل المصالح وليس بناء على الهواجس الأمنية وفرض وصاية جديــــدة على العالم العربي ».

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 ماي 2004)  


بن علي يدعو الى تنفيذ قرار قمة عمان الخاص بالإصلاح

تونس ـ الحياة     افتتح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي القمة جاء فيها: « نرجو اليوم ان يكون اجتماعنا تكريساً للميثاق العربي وترسيخاً لارادة الاصلاح والتحديث وانتهاج اقوم المسالك للنهوض بالعمل العربي المشترك وتعزيز صدقيته في كل الميادين (…) واذ اسجل بكل تقدير مختلف المبادرات والافكار العربية البناءة التي تلحق بالاصلاح لمنظومة العمل العربي المشترك فإننا نشيد بالجهود التي بذلها الامين العام لجامعة الدول العربية من اجل بلورة تصور لذلك الاصلاح تنفيذاً لقرار قمة عمان مما يساعدنا على وضع استراتيجية متكاملة يمكن تنفيذها تدريجياً وعلى أسس واقعية لتطوير جبهاتنا ويسهم كذلك في ترسيخ الميثاق العربي وفي تحقيق مقومات التنمية الشاملة لبلداننا واكساب شعوبنا القدرة على كسب الرهانات. وتظل قضية الشعب الفلسطيني التي نعتبرها قضيتنا الاولى مصدر انشغال عميق لدينا لما تطرحه من مخاطر كبرى تهدد الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط خاصة وفي العالم عامة لاسيما مدى تفاقم التوتر والعنف وتمادي اسرائيل في اعتداءاتها مخلفة كل يوم الدمار والضحايا الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني الذين ادعوكم الى الوقوف ترحماً على أرواحهم الزكية. وإذ أؤكد ادانتنا ورفضنا اغتيال القيادات السياسية واستهداف المدنيين الابرياء فإننا نعتبر الحل في تضافر مختلف الجهود الدولية للاسراع باخراج عملية السلام من حالة الجمود والانتكاس التي آلت اليه, وأن تعلقنا بالشرعية الدولية وتمسكنا بالسلام خياراً استراتيجياً يقتضي منا اليوم اكثر من اي وقت مضى تكثيف المساعي لدى منظمة الامم المتحدة والاطراف الدولية الموثرة حتى تتحمل مسؤولياتها كاملة لتفعيل خريطة الطريق وحل النزاع العربي الاسرائيلي حلاً عادلاً وشاملاً ودائماً. وندعو هذه الاطراف للتعجيل بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ووضع حد لانتهاكات جيش الاحتلال ووقف بناء الجدار العازل والكف عن فرض سياسة الامر الواقع. كما ينبغي أن تعمل اطراف النزاع بكل مسؤولية على تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات حتى يتمكن الشعب الفلسطيني الشقيق من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة واقامة دولته المستقلة ليتحقق الامن والسلم لسائر شعوب المنطقة. إن التأسيس لمرحلة جديدة من الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط تطلب ايضاً استرجاع الشقيقتين سورية ولبنان كامل اراضيهما المحتلة, وإذ نؤكد ضرورة استعادة العراق لسيادته في اقرب الآجال وممارسة الامم المتحدة مسؤوليتها في العملية السياسية الحالية فإننا نعرب عن املنا في أن يتم استكمال هذه الخطوات في نطاق المحافظة على كرامة الشعب العراقي الشقيق وصيانة وحدته وسلامة اراضيه, ومساعدته على تجاوز الاوضاع الصعبة التي يعيشها لكي يتمكن من تسيير شؤونه وبناء مؤسساته الوطنية ويتفرغ لاعادة اعمار بلاده. إننا نحرص على تكريس ايماننا بالقيم القومية لحقوق الانسان والحريات في ضوء ما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية ذات العلاقة فإننا نعتمد الميثاق العربي لحقوق الانسان وفق مقاربة شاملة مترابطة الابعاد نرسخ من خلالها ايماننا بكرامة البشرية وبمبادئ الحرية والديموقراطية والعدل والمساواة وقيم الحوار والتعاون والتسامح والتضامن. وان شعوبنا التي عرفت مشرقاً ومغرباً حركات الاصلاح بابعادها السياسية والاجتماعية والثقافية في عصور مختلفة من تاريخها لقادرة اليوم برصيدها الحضاري والفكري المتميز على كسب رهانات التقدم والحداثة وتكريس الانفتاح على الغير في نطاق الثوابت القومية المشتركة من ناحية والمحافظة على خصوصياتنا الذاتية من ناحية اخرى (…).
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 ماي 2004)

   اعلان تونس الصادر عن مجلس جامعة الدول العربيةعلى مستوى القمة  الدورة العادية السادســـة عشرة يومي 2 و 3 ربيع الثاني 1425 هجري الموافق ليومي 22 و 23 ماي/أيار 2004

نحن قادة الدول العربية المجتمعون بمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية السادسة عشرة في تونس، عاصمة الجمهورية التونسية، يومي 2 و 3 ربيع الثاني 1425 هجري الموافق ليومي 22 و 23 ماي /أيار 2004 :

ـ تأكيدا لتمسكنا بالمبادئ التي تأسست عليها جامعة الدول العربية وتعلقنا بأهدافها وفقا لما تضمّنه ميثاقها، والتزاما منّا بالقيم الإنسانية السامية التي كرّسها ميثاق منظمة الأمم المتحدة وكافة أحكام الشرعية الدولية.

ـ وبالنظر إلى التحولات العالمية الجديدة وما تفرزه من تحديات ورهانات.

ـ وحرصا منا على مواصلة الجهود من أجل دعم تضامن الأمّة العربية وتماسكها وتعزيز الصف العربي خدمة لقضايانا المصيرية.

نعلن ما يلي:

1.1- إنّ التزام كافة الأطراف الدولية بمسؤولياتها في تجسيد المبادئ التي تقوم عليها الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، دون استثناء لأيّ من المرجعيات المشروعة للعملية السلمية، يشكل أساسا لإيجاد حلّ عادل وشامل ودائم لهذا النزاع وفقا لمبادرة السلام العربية وتنفيذا لخطّة خارطة الطريق.

كما أن تكاتف جهود المجموعة الدولية لتوفير الحماية الضرورية للشعب الفلسطيني أمام استمرار عمليات التقتيل والتشريد التي يتعرّض لها ولوضع حدّ لسياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل ضدّ القيادات السياسية الفلسطينية والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وقيادته والعمليات التي تستهدف المدنيين دون تمييز، من شأنه أن يمهد السبيل لاستئناف مفاوضات السلام بما يمكن من استرجاع الشعب الفلسطيني الشقيق لحقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية واستعادة كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان العربي السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية.

1.2 إن تحقيق هذه الأهداف المشروعة من شأنه أن يهيّئ الظروف الملائمة لبناء إجراءات الثقة وإحلال السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة من خلال الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل، من أسلحة الدمار الشامل تأسيسا لمرحلة جديدة من التوافق قوامها الالتزام المتبادل بالسلام كخيار استراتيجي، بما يتيح المجال للأمة العربية ولكافة شعوب المنطقة لتركيز جهودها على رفع التحديات التي تواجهها والتفرغ لمواصلة مسيرة التنمية.

1.3 تمسك المجموعة العربية بدعم وحدة الأراضي العراقية واحترام سيادة العراق الشقيق واستقلاله ووحدته الوطنية، ودعوة مجلس الأمن لإعطاء الأمم المتحدة دورا مركزيا وفعالا في العراق بهدف إنهاء الاحتلال وترتيب مراحل نقل السلطة إلى الشعب العراقي بما يكفل استتباب الأمن والاستقرار والشروع في إعادة البناء والاعمار في العراق.

تكليف الترويكا العربية (الرئاسة الحالية والسابقة والمقبلة للقمة والأمين العام لجامعة الدول العربية) بإجراء الاتصالات اللازمة ومتابعة الوضع في العراق وتطوراته.

1.4 الإعراب عن التضامن العربي مع سوريا الشقيقة إزاء العقوبات الأمريكية، والتأكيد على ضرورة تغليب منطق الحوار والتفاهم لحل الخلافات بين الدول بما يجنب المنطقة في هذا الظرف الدقيق مزيدا من التوتر وعدم الاستقرار.

1.5 التأكيد على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على جزرها الثلاث وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية الكفيلة باستعادة سيادتها عليها.

1.6 تأكيد تضامن الدول العربية مع جمهورية السودان الشقيق والحرص على وحدته والحفاظ على سيادته ودعم مساعي السلام التي تقوم بها الحكومة السودانية بالتعاون مع الأطراف الدولية والإقليمية.

1.7 التأكيد على وحدة وسيادة جمهورية الصومال الشقيقة ومساندة الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية والسلم والاستقرار في ربوعها.

1.8 الحرص على تكريس الوحدة الوطنية في جمهورية القمر المتحدة الشقيقة وسلامة أراضيها وسيادتها الإقليمية ودعم جهود التنمية فيها.

كما نؤكّد عزمنا الراسخ على :

2.1 ـ جسيد إرادتنا الجماعية لتطوير منظومة العمل العربي المشترك من خلال قرار قمة تونس تعديل ميثاق جامعة الدول العربية، وتحديث أساليب عملها ومؤسساتها المتخصصة استنادا إلى مختلف المبادرات والأفكار العربية الواردة في مقترحات الأمين العام واعتمادا على رؤية توافقية متكاملة وتمشّ مرحليّ متوازن.

2.2- تعلّق دولنا بالمبادئ الإنسانية والقيم السامية لحقوق الإنسان في أبعادها الشاملة والمتكاملة وتمسكها بما جاء في مختلف العهود والمواثيق الدولية والميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته قمّة تونس، وتعزيز حرية التعبير والفكر والمعتقد وضمان استقلال القضاء.

2.3- العمل، استنادا إلى البيان حول مسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي، على مواصلة الإصلاح والتحديث في بلداننا مواكبة للمتغيرات العالمية المتسارعة من خلال تعزيز الممارسة الديمقراطية وتوسيع المشاركة في المجال السياسي والشأن العام، وتعزيز دور مكونات المجتمع المدني كافة بما فيها المنظمات غير الحكومية في بلورة معالم مجتمع الغد، وتوسيع مشاركة المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية ودعم حقوقها ومكانتها في المجتمع ومواصلة النهوض بالأسرة والعناية بالشباب العربي.

2.4- دعم برامج التنمية الشاملة وتكثيف الجهود الرامية إلى الارتقاء بالأنظمة التربوية ونشر المعرفة والتشجيع عليها والقضاء على الأمية، تأمينا لمستقبل أفضل لأجيال أمتنا القادمة.

2.5- تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية على أساس تبادل المنافع وترابط المصالح والعمل على مواصلة تأهيل اقتصاديات الدول العربية من خلال تكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بوضع الاستراتيجية المشتركة للعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي، بما يدعم القدرة التنافسية للاقتصاد العربي ويؤهله لإقامة شراكة متضامنة مع مختلف التكتلات الاقتصادية في العالم.

2.6- تكريس قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية في إطار الاستراتيجية العربية لمكافحة الفقر التي اعتمدتها قمّة تونس، وتوظيف القدرات البشرية في البلدان العربية لدعم جهود التنمية بها والعمل على تأهيل اقتصاديات الدول الأقل نموّا في العالم العربي وتطوير برامجها التنموية.

2.7- الاستعداد الجيّد للمشاركة الفعّالة، حكومات ومجتمعا مدنيا وقطاعا خاصا، في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي ستحتضن تونس مرحلتها الثانية في نوفمبر 2005، حتّى تكون هذه القمة محطّة هامّة لمزيد تطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصال في البرامج التنموية العربية، ولتأكيد قدرة الدول العربية على مواكبة التطور الذي يشهده هذا القطاع والمساهمة فيه، باعتباره إحدى المقوّمات الأساسية للتنمية.

2.8- القيام بالإجراءات الكفيلة بتمكين المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات من الدور المنوط بها في توثيق التعاون بين الدول العربية في هذا القطاع الحيوي.

2.9- تعزيز عرى الصداقة بين البلدان العربية ومختلف بلدان العالم وبلورة مفهوم جديد للتعاون والشّراكة المتضامنة معها، انطلاقا من حرصنا على ترسيخ الحوار بين الأديان والثقافات وإبراز رسالة الإسلام الحضارية والإنسانية التي تدعو إلى إشاعة قيم التسامح والتفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم، وتنبذ الكراهية والتمييز.

2.10- التزام الدول العربية بمواصلة الإسهام في إطار الجهود الدولية المبذولة لمكافحة ظاهرة الإرهاب بكافّة أشكاله والتصدّي لها، وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب والتمييز بين المقاومة المشروعة والإرهاب.

2.11- الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي بإشراف منظمة الأمم المتحدة بهدف وضع مدوّنة سلوك دولية لمقاومة ظاهرة الإرهاب مع العمل على معالجة أسبابها.

3- وإننا نتوجّه بجزيل الشكر وفائق التقدير إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية على ما أبداه من حنكة وتبصّر ورحابة صدر في إدارة أعمال قمّتنا، مع الإعراب عن ثقتنا بأنّ مسيرة العمل العربي المشترك في ظل رئاسة سيادته للقمّة ستشهد مزيدا من التطوير، تعزيزا لمكانة الأمّة العربية بين سائر الأمم.

كما نعرب عن بالغ الامتنان للجمهورية التونسية لاستضافتها مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية السادسة عشرة وتقديرنا لما وفّرته من رعاية وعناية فائقتين وحرص على توخي الدقة في الإعداد الجيّد لها بالتشاور البنّاء مع الدول العربية كافّة لتأمين أحسن الظروف لتنظيم أشغالها، مع التنويه بالجهود التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية في هذا الصدد.

(المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 23 ماي 2004)


مبارك غادر غاضباً بعد رفض تونس تبني اقتراحه اعتماد الجامعة اطاراً للحوار مع المجموعات الدولية

تونس – عبدالوهاب بدرخان، ومحمد صلاح، ورشيد خشانة      

غادر الرئيس المصري حسني مبارك تونس غاضباً امس, ولم يحضر الجلسة الختامية بعدما « ضاع » اقتراح تقدم به الى القادة العرب في الجلسة المغلقة مساء السبت, وخاض نقاشاً حاداً في شأنه مع عدد منهم. وحاول مبارك باقتراحه هذا اقناع زملائه بأن المبادرة الاميركية المسماة « الشرق الأوسط الكبير » ستفرض نفسها وتتطلب « إطاراً » عربياً ما للتعاطي معها. وعلى رغم ان اقتراح مبارك لاقى موافقات كثيرة, إلا ان الرئاسة التونسية للقمة ارتأت استبعاده والاكتفاء بما سبق ان اتفق عليه خلال الإعداد للقمة.

وانهت القمة العربية اعمالها ظهر أمس بجلسة ختامية تأخرت عن موعدها بسبب نقاشات اللحظة الأخيرة بين الوزراء لتمرير الاقتراح المصري في « اعلان تونس » أو في البيان الختامي للقمة. ونص الاقتراح على ان « يتم التنسيق والتشاور بشأن المسائل المرتبطة بالتحديث والاصلاح من خلال الجامعة العربية وفي اطار آلية مناسبة تقوم على مستويين: الأول على مستوى القمة وتتولاه رئاسة القمة بالتشاور مع القادة والرؤساء العرب, والثاني على مستوى وزراء الخارجية العرب بالتعاون مع الأمين العام للجامعة العربية ». كما اكد « أهمية ان يقوم الحوار مع الأطراف الدولية المهتمة بالتعاون مع جهود التطوير في المنطقة على أسس تعكس أولويات الدول العربية واهتماماتها وقضاياها السياسية الرئيسية, وعلى رأسها القضية الفلسطينية ».

وكان التحفظان القطري والعماني على « وثيقة العهد », واقتراح مبارك, كذلك اقتراحات تقدم بها الرئيس اللبناني اميل لحود, استدعت اجتماع وزراء الخارجية ليل السبت – الأحد للتداول في امكان تعديل القرارات للتعامل مع الأفكار المطروحة. وسرعان ما وجد حل للتحفظين اللذين رفضا مبدئياً فكرة التوقيع على « وثيقة العهد », فأظهرا مرونة ازاء اقتراح بأن يجري التوقيع بالأحرف الأولى من جانب وزراء الخارجية وليس القادة. وظل نص الوثيقة بلا تعديلات. لكن الاقتراحات الاخرى أثارت نقاشاً تأجل حسمه الى الصباح في اجتماع بدأ قبل ساعتين من موعد الجلسة الختامية. لكن مصادر مطلعة قالت ان الاقتراح لقي قبولاً مبدئياً على ان يصاغ بمراعاة للحساسيات, إلا ان الجانب التونسي احتج بأن الاقتراح مفاجئ وان الوزير أحمد ماهر لم يطرحه في الاجتماع الوزاري مساء الجمعة. في حين ان الجانب السوري امتعض من عدم التنسيق المسبق في شأنه, إلا انه لم يعارض مناقشته لتوضيح أهدافه قبل صوغه.

وخلال النقاش بين القادة بادر مبارك الى القول: « إذا ما فيش اجماع على الاقتراح اسحبوه », لكن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بادره قائلاً: « أنا سأحتج اذا سحبته, وانا معك في ضرورة اقراره ». وعندما انتقل النقاش الى المستوى الوزاري بدا ان هناك امكاناً لتمرير الاقتراح وكلف فريق مصغر بإعداد صياغات. وأوضحت مصادر مطلعة ان ما أثار الحساسيات هو شعور عدد من الدول بأن هذا الاقتراح يعني في النهاية انشاء هيئة لمتابعة الاصلاحات ومراقبة التقدم فيها, وهو تحديداً ما تسعى الولايات المتحدة الى فرضه عبر مكاتب خاصة تستعد لإنشائها. ويمكن ان توسعها لتضم شركاء أوروبيين. الا ان المصادر المصرية اكدت ان الرئيس مبارك مدرك لهذه الحساسيات, ولذلك فهو لم يقترح « اطاراً للمتابعة » وانما « حواراً داخل الجامعة العربية » التي شكلت دائماً اطاراً للمواقف العربية.

وبعدما طال النقاش بين الوزراء نحو ثلاث ساعات, قال مساعدو مبارك انه اذا لم يتم الاتفاق بحلول الساعة الثانية عشرة فإن الرئيس سيسحب اقتراحه ويغادر. وهذا ما حصل. وعلق مسؤول مصري لدى سؤاله عن اسباب رفض الاقتراح قائلاً: « دي بقت قمة ملاكي ».

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى, سئل بن يحيى عن الاقتراح المصري فقال: أدخلناه في اطار القرارات التي تتحدث في اكثر من مكان عن « الحوار », وعندما كرر السؤال, أجاب: « اسألوا أحمد ماهر ».

وفي تصريحات أدلى بها بعد الجلسة الختامية قال ماهر ان الاقتراح المصري لم يصدر عن القمة « لأسباب لا أريد الخوض فيها ». واكد « اقتناع جميع وزراء الخارجية بلا استثناء بجوهر ما طرحه الرئيس مبارك من ضرورة الحفاظ على الهوية العربية وان تكون مؤسسات الجامعة, خصوصاً مجلس الجامعة المكان المناسب الذي يتشاور فيه العرب وينسقون من خلاله كل أمورهم ». وقال ان الهدف المصري كان منذ البداية تأكيد ان أي حوار نجريه مع المجتمع الدولي أو مع أي مجموعة دولية بخصوص كل الموضوعات الثنائية, بما في ذلك الاصلاح النابع من ذاتنا والذي نحن مستعدون لقبول مساندة الآخرين في تنفيذه, يجب ان ينطلق من كوننا مجموعة عربية لها مؤسسة تعبر عنها هي الجامعة العربية ومؤسساتها. نحن لا نقبل كعرب ان تذوب هويتنا العربية في مفاهيم حديدة سواء كان اسمها الشرق الأوسط الكبير أو أي اسم آخر ». واشار ماهر الى ان « البعض قال ان لا داعي لتأكيد الاقتراح المصري على أساس ان فحواه موجود في القرارات الأخرى ».

وبعد انتهاء الجلسة الختامية قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريح الى الصحافيين انه « سعيد بهذه النهاية, خصوصاً في ما يتعلق بتوقيع الجميع على وثيقة العهد ». وسئل ماذا تقدم هذه الوثيقة الى المواطن العربي, قال: « الصدقية والجدية هما ما ستقدمانه الى المواطن العربي, فهذه الوثيقة أقسم القادة عليها أمام الله وشعوبهم ». وسئل من سيحمل هذه الوثيقة الى المجتمع الدولي, أجاب: « المؤتمر وأنتم الإعلاميون ».

وتضمن السؤال الأخير اشارة الى القمم الدولية التي ستعقد الشهر المقبل ويوجد الاصلاح في الدول العربية على جداول اعمالها. وحين سئل الأمين العام موسى عن أي دول عربية دعيت الى قمة الدول الثماني قال ان وثيقة التحديث والتطوير والاصلاح التي اقرتها القمة « توازي الاصلاحات مع حل القضايا الرئيسية ». وأضاف ان الدعوات « وجهت بصورة ثنائية, لكن كل من يدعى ويحضر لا بد ان يأخذ بالموقف الذي عبرت عنه هذه الوثيقة ».

ومع ان الرئيس الليبي خطف أضواء القمة في يومها الأول, إلا ان مقاطعته لم تستوقف القمة في اجتماعاتها أو كواليسها. وعندما سئل موسى هل قرارات قمة تونس تلزم ليبيا, أجاب: « كل القرارات تمت الموافقة عليها بوجود وزراء الخارجية ومنهم الوزير الليبي », في اشارة الى ان القرارات التي أعلنت هي نفسها التي صيغت في اجتماعات الوزراء في القاهرة قبل عشرة أيام من لقاء تونس.

ومع إطفاء أضواء القمة أبدى الأعضاء البارزون في الوفد الفلسطيني خيبة أملهم من عدم اعلان شيء عن مساعدات فورية يحتاجها الفلسطينيون, لكنهم اشاروا بارتياح الى مبادرة رئيس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, التاي تعتبر ان المواجهة مع اسرائيل تتطلب المزيد من المساعدات.

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 24 ماي 2004)


ختام القمة: توقيع « وزاري أولي » على وثيقة العهد والوفاق والتزام توسيع المشاركة وقيم التسامح والاعتدال والحوار

تونس – عبد الوهاب بدرخان, رشيد خشانة, محمد صلاح     

أنهى القادة العرب اجتماعات مؤتمر القمة العربية العادية السادسة عشرة بجلسة أعلنت فيها القرارات التي توصلوا اليها, وأهمها البيان الختامي الذي تضمن مجمل المواقف من القضايا المطروحة, خصوصاً ما يتعلق منها بتطورات القضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية, كذلك الوضع العراقي ومسألة العقوبات الأميركية المفروضة على سورية.

وتميزت هذه القمة باصدار وثيقتين سبق لـ »الحياة » أن نشرتهما في 11 و13 من الشهر الجاري, وهي تعيد نشرهما اليوم. الأولى هي « وثيقة عهد وفاق وتضامن بين الدول العربية » التي تركز على اطلاق مسيرة اعادة هيكلة الجامعة العربية, وكانت قطر وعُمان تحفظتا عنها, وطلبتا تعديلها أو سحبها, مع تأييدهما اصلاح الجامعة. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الدول الأعضاء وقعت بالأحرف الأولى على هذه الوثيقة.

أما الثانية فهي « وثيقة التحديث والتطوير والاصلاح » التي شكلت اعلان نيات عربياً باعتزام الدول الأعضاء في الجامعة اجراء اصلاحات داخلية سياسية واقتصادية واجتماعية.

وترأس الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الجلسة الختامية التي لم يحضرها سوى سبعة من القادة, فيما كان الآخرون في طريق عودتهم الى بلدانهم. وكانت هذه الجلسة تأخرت عن موعدها المعلن بعدما طال اجتماع عقده وزراء الخارجية لمناقشة اقتراح مصري بادخال بند الى « وثيقة الاصلاح », ولم يتفقوا في النهاية على صيغة له. كذلك ناقشوا أفكاراً طرحها الوفد اللبناني ولم يأخذوا بها أيضاً.

والقى بن علي كلمة نوه فيها بأجواء « التفاهم والصراحة التي سادت أجواء القمة », ثم أعلن انتهاء أعمال القمة. لكن وزير الخارجية الجزائري طلب الكلمة ليعلن ترحيب بلاده باستضافة القمة المقبل في آذار (مارس) 2005, وبعدها أكد بن علي مرة أخرى اختتام القمة.

وأكد الأمين العام للجامعة أن القمة اتخذت موقفاً واضحاً لدعم سورية. ورأى في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التونسي حبيب بن يحيى, بعد اختتام أعمال القمة, أن البلدان العربية ستستند إلى قرار الدعم في اتصالاتها الدولية لدعم الموقف السوري من العقوبات الاميركية بما في ذلك الإتصال بالإدارة الأميركية. وقال: « هناك قرار واضح وقاطع برفض المحاسبة والجزاء ».

واعتبر في رد على سؤال لـ »الحياة » أن ليبيا موافقة على قرارات القمة والوثائق الصادرة عنها, على رغم انسحاب العقيد معمر القذافي من الجلسة الافتتاحية السبت, « لأن وزير خارجيتها كان حاضراً كل الجلسات التي أعدت فيها الوثائق ومشاركا فيها بشكل نشط ». وأضاف ان البلدان العربية اتفقت على أرضية الحوار مع العالم الخارجي في شأن الإصلاحات السياسية لكنها ستتعاطى مع قمة الدول الثماني بحسب الدعوات الموجهة إلى البلدان وفي ضوء قراراتها السيادية. وشدد على أن « الجميع سيتحدث من ضمن هذا الإطار, وكل من سيحضر القمة من العرب ستكون لديه وثيقة يتكلم على أساسها لأنها تعبر عن الموقف العربي الجماعي »

وأكد بن يحيى أن مسار الإصلاح السياسي « ذاتي وليس استجابة لأي ضغوط من أحد », مستدلاً بأن فكرة الإصلاح في العالم العربي تعود الى القرن التاسع عشر. ولكن لوحظ أن وزراء الخارجية هم الذين وقعوا على « وثيقة التطوير والتحديث » وليس رؤساء الدول, وعزا موسى ذلك الى وجود آليات عادية للمصادقة عليها تتمثل في التوقيع بالأحرف الأولى بداية ثم احالة النصوص على الهيئات الدستورية في كل بلد لاعطائها الصبغة القانونية تمهيداً للنوقيع عليها رسمياً.

واعتبر بن يحيى أنه باتت لدى العرب « خطة للعمل والتحرك سنسهر على متابعتها مع الأمانة العامة ». وأكد أن البلدان العربية ستلتزم تنفيذ قرار تقديم الدعم المالي إلى السلطة الفلسطينية وأن الجميع تعهد المساهمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني. وأوضح أن الخطة تشمل أيضاً « استعادة العراق سيادته واعطاء الأمم المتحدة دوراً أساسياً ومحورياً ». لكن موسى نفى أن تكون القمة تطرقت إلى موضوع ارسال قوات عربية إلى العراق أواتخذت قراراً في هذا المعنى. وأوضح « أن العراق محتل وأن القوات العربية لا يمكن أن تكون جزءاً من الإحتلال في بلد عربي ». الا أنه لم يستبعد هذا الإحتمال بعد انسحاب الإحتلال وتسلم سلطة عراقية المقاليد « فعندها سيكون لكل حادث حديث ».

وبرر بن يحيى ارجاء القمة أواخر آذار (مارس) الماضي بضرورة « الإعداد الجدي للقمة والتثبت من كل المسائل والخروج بقرارات توافقية لأن التوافق هو أسلوب عمل الجامعة العربية ». واعتبر أن هذا الأمر « حدث للمرة الأولى في تاريخ العمل العربي المشترك ». وأعلن أن ميثاق الجامعة سيخضع للتعديل في قمة الجزائر التي تعقد في آذار من السنة المقبلة. وشدد موسى على أن « المواظبة على عقد القمم في مواقيتها وعلى نحو دوري بات أمراً لا رجعة عنه, وهذا دليل على جدية الزعماء العرب ».

وتكتفي « الحياة » بنشر نصوص « وثيقة مسيرة التطوير والتحديث والاصلاح » و »اعلان تونس » و »وثيقة العهد والوفاق والتضامن » والكلمة الختامية للرئيس التونسي, وكلها تكاد تتشابه في ما تتناوله من قضايا ومواقف تضمنها ايضاً « البــيان الختامي » الذي سبق ان نشرته « الحياة » يوم الجمعة الماضي.

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 24 ماي 2004)


سكوت من ذهب

رشيد خشانة      

لو التزم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الصمت في القمة العربية، مثلما فعل في قمة حوار «5+5» الخريف الماضي، لكان سكوته من ذهب، فصمته كان سيفهم على أنه عدم رضى عميق على أداء مؤسسة القمة، وأنه فضّل كتم الغيظ والترفع عن الدخول في مهاترات عقيمة مع نظرائه أو مع الأمانة العامة للجامعة. لكن الظاهر أنه مصرّ على خلق المفاجآت التي باتت مثل الملح في الطعام، اذ لم يخل منها تقريباً أي قمة من القمم العربية. وبدا اعلان تجديد الانسحاب من الجامعة حركة طريفة ومرحة تخفف من جدية القمة وصرامة جلساتها الرسمية جداً.

ويمكن القول ان القذافي نجح في سرقة الأضواء من القمة في يومها الأول، وأحدث ضجة اعلامية ساهمت في ارباكها، خصوصاً في ظل المستوى المتوسط للحضور وسير أعمالها الروتيني الذي لم يترك فيه مجال لأي خروج عن النص. الا أن الضجة بدت مفتعلة، فتركيز الزعيم الليبي على القضية الفلسطينية كان فاقداً للصدقية لأنه لم يقدم أي دعم للفلسطينيين منذ سنوات بعيدة، على رغم أن بلده قادر وأنه أعطى الكثير لجهات غير عربية في القارات الأربع ان كانت رسمية أم «أهلية». وليبيا توقفت عن تقديم الأموال للفلسطينيين منذ زمن طويل وهي أحجمت أيضاً عن اعطاء السلاح للفصائل منذ مدة غير قصيرة. وكلما اشتد خلافها مع القيادة الفلسطينية ألقت القبض على العدد القليل من الفلسطينيين الذين سمح لهم بالعمل في أراضيها ورحّلتهم الى الحدود مع مصر. في المقابل أبدت رحابة صدر وسخاء كبيرين مع الأميركيين والفرنسيين وكذلك مع اليهود المتحدرين من أصول ليبية بدعوى دفع «تعويضات» لهم.

وعليه فان التذرع بالدفاع عن القضية الفلسطينية التي تخلى عنها العرب لم يكن مقنعاً، فيما بدا واضحاً أن المستفيد الأول من انسحاب ليبيا من القمة لم يكن سوى أميركا واسرائيل اللتين لم تريدا لها أن تعقد حتى بمستوى هزيل، لأنها جددت ضخ الدماء في شرعية عدوهما اللدود عرفات. واستطراداً، تضرر الموقف المغاربي الذي توقع له المراقبون أن يكون أكثر تماسكاً وانسجاماً في القمة، خصوصاً أنها الأولى التي تعقد على أرض مغاربية منذ اثنين وعشرين عاماً. وما زاد الطين بلّة أن ليبيا التي تسلمت رئاسة الاتحاد من الجزائر الخريف الماضي هي التي فجرت وحدة الموقف المغاربي.

وفي مقابل الاتهام الليبي للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالتخلي عن الأمانة، ردّ قوميون كثر بأن القذافي تنصل من أمانة القومية العربية التي أسندها لنفسه بعد رحيل عبدالناصر، أولاً باعتماده الخيار الأفريقي بدل العربي، وثانياً بالمصالحة مع أميركا.

لكن الطريف في الانسحاب كون القذافي تذكّر أن لديه لجاناً شعبية وأخرى ثورية، فأعلن عزمه على طرح موضوع الانسحاب من الجامعة العربية عليها، وهذا هامش يتقصد ايجاده دائماً لترك مجال للتراجع، ويمكن اعتباره تحريضاً على تدخل الوسطاء لمحاولة ثني ليبيا عن الانسحاب اسوة بما حصل في مناسبات سابقة. فلو كان الزعيم الليبي يعطي أهمية لتلك اللجان لاستشارها قبل اتخاذ قرار الانسحاب، والذي كانت ستزكيه في كل الحالات، أو لدى اتخاذ قرار التعويض لليهود أو تسليم الأسلحة المحظورة لأميركا… لكن الأرجح أن الانسحاب كان رسالة موجهة لأميركا تمهيداً لعرض مقايضة جديدة عليها، فعلى رغم تأكيد مراقبين في كواليس القمة أن الأمر لا يتجاوز مبادرة مزاجية وعفوية من القذافي بلا تخطيط مسبق، يصعب تصديق ذلك لأن حضوره أتى استجابة لجهود بذلها ثلاثة رؤساء لاقناعه بالذهاب الى تونس.

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 24 ماي 2004)

 

 

جـــدل

أثار التقرير الذي أصدرته جمعية الصحفيين التونسيين مؤخرا حول واقع الحريات الصحفية جدلا حول مضمونه. ويتغذى هذا الجدل أيضا بالوضع الذي تعيشه الجمعية حاليا على أساس خسارة موقعها بالفيدرالية الدولية للصحفيين. الاجتماع الاخير لجمعية الصحفيين التونسيين توقف من خلال البيان الذي أعقبه عندما صدر في الزميلة الموقف من تعاليق حول هذا التقرير. فتضمن البيان تعقيبا على مقال للزميل صلاح الدين الجورشي الذي تعرض في نقده للتقرير الى استساخه غير المقصود لفقرتين من مقال لغيره. كما تناول البيان أيضا تعقيبا حول ما كتبه المدعو محمد بوسنينة الذي يذكر له الصحفيون رفضه التضامن مع زملائه المطرودين من جريدة الصباح علاوة على انه كان ضد النقابيين الشرعيين والمناضلين للاتحاد العام التونسي للشغل ولم يعرف عنه قط أنه انخرط في الدفاع على الحريات الصحفية. وأشار البيان أيضا الى ان المواقف التي يتخذها الزميل رشيد خشانة داخليا تتناقض مع ما سبق ان أكده لبعض وسائل الاعلام الاجنبية حول ايجابية المناخ السائد حاليا لتطوير الممارسة الاعلامية. ولا شك ان جدلا مماثلا لا يمكن متى توفرت أطر احتضانه وكان بعيدا عن السقوط في التجني وتبادل التهم لا يمكن الا ان يسهم في تطوير الممارسة الاعلامية ويدعم النضال من أجل حرية الصحافة. وما دمنا مع أخبار جمعية الصحفيين التونسيين نشير الى ان عددا كبيرا من الصحفيين يعيب على الجمعية اعتمادها أسلوبا فاقدا للمنطق في تعاطيها مع ملف عودتها للفيدرالية الدولية للصحفيين. ذلك ان اختيار الوفود التي تولت السفر الى الخارج للتعريف بمواقف مكتب جمعية الصحفيين التونسيين لم يكن مبنيا على اعتبارات من شأنها الحصول على الجدوى اللازمة علاوة على ان مكتب جمعية الصحفيين التونسيين لم يهتم بالمسألة المحورية التي يمكن ان تعيق عودة الجمعية والمتمثلة في التمثيل المهني والنقابي للصحفيين. (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 409 بتاريخ 21 ماي 2004)  

مروى …حليمة….منال….حمدي :طفولة منتهكة واحلام لن ترى النور
شوقي بن سالم   جرائم القتل والاغتصاب والحرق التي تعرض لها بعض الاطفال في الآونة الاخيرة اثارت فينا مشاعر الفزع والخوف والصدمة. فقد تعودنا على جرائم السرقة والخطف والنشل وحتى القتل بسبب ودون سبب.. لكن أن تبلغ نزعة الشر حد ازهاق ارواح أطفال ببشاعة منقطعة النظير وبأساليب وحشية فهذا يجعلنا أمام حالة مقلقة تتعلق بمدى قدرة هذا النوع من الجرائم على اختراق قيم مجتمعنا وعاداتنا. فرغم سرعة التحولات الثقافية والنفسية وتغير أنماط السلوك، مازال التونسيون مجتمعا معتدلا ومتسامحا ووسطيا في مواقفه وممارساته، فهل تؤشر هذه الجرائم على بدء العد التنازلي لسيادة قيم العنف أم ما حدث هو مجرد حوادث عارضة. لا نختلف ان السلوك العنيف بمختلف مستوياته قد بدأ ينتشر في شوارع مدننا وداخل الأسر، وأن قيم الاحترام والتماسك مازالت صامدة تواجه هذه المتغيرات لكن ذلك لا يمنع من دق جرس الانذار لا سيما في ظل تطور بعض الجرائم غير العادية والغريبة عن مجتمعنا مثل اغتصاب الاطفال. فلا شك ان المجتمع التونسي ليس منعزلا عن سياقات التحول الاجتماعي في بعده الكوني. وهذا التأثر بأنماط السلوك الجديدة ينعكس برغبة منا أو دونها على علاقاتنا الاجتماعية. لذلك فحالة الاستغراب تصبح من غير معنى في حالات مروى وحليمة ومنال وحمدي…انطلاقا من آليات رصد المجتمع لمثل هذه الظواهر. فقد تعودنا على ممارسة « الصمت الاجتماعي » ازاء بعض السلوكيات بحجة أنها شاذة أو غريبة عنا وعن عاداتنا وتقاليدنا. وهذا النوع من الممارسة تتراكم سلبياته بمرور السنوات. ان المشكل الذي يعاني منه يتمثل ف عدم قدرة المجتمع على مكاشفة نفسه بهذه الحقائق الجديدة بحثا عن أسبابها ومحاولة لإيجاد مخارج لها. فما زالت عقلية المحرم الاجتماعي مسيطرة على الوعي الجماعي ومازالت واقفة تتراوح بين مشاعر الأسى والحزن على الضحية والرغبة في الانتقام بالقتل من الجلاد. القضية تتجاوز حدود مدى قدرة عقوبة الإعدام على لجم هذه الجرائم البشعة. فقد بات جليا ان الإعدام لا يمنع الجريمة والخوف من هذه العقوبة يتلاشى لحظة اقتراف هذه الجريمة، فالقضية الأساسية هي مكاشفة أنفسنا بحجم ما طرأ على مجتمعنا من تغيرات. منذ سنوات قليلة شهدت انقلترا وبلجيكا وفرنسا جرائم مماثلة تحولت الى قضية رأي عام.. مختصون وأولياء وضحايا وجمعيات وأحزاب جادلت وناقشت لكشف الأسباب ورصد قدرة المنظومة الأخلاقية والتعليمية والقانونية على الحد من هذه الجرائم.. في حين تعاملنا نحن مع قضية مروى وحليمة ومنال وحمدي كما نتعامل مع أي قضية خطف جهاز بورتابل أو سرقة علبة شوكولاته من محل تجاري. وبدا جليا غياب الإعلام السمعي البصري او خوفه وخشيته من التطرق لهذه المواضيع، وهو خوف غير مبرر.. فنحن لسنا مجتمعا عنيفا ولا تنتشر فينا الجريمة بشكل مخيف..لكن يوجد فينا من يصيبنا بالصدمة لبشاعة جريمته.. فمن حقنا في هذه اللحظة ان ندرك الأسباب سواء في مثل هذه الجرائم أو حتى في قضايا أخرى لا علاقة لها بالقتل والاغتصاب. أحلام هؤلاء الاطفال سكنت القبر ولن ترى النور…لكن من حقهم علينا ومن حق غيرهم أيضا علينا ان نقف لنقول لماذا؟   (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 409 بتاريخ 21 ماي 2004)  

المحامون: أوراق مكشوفة…. واوراق مخفية
شوقي بن سالم   قبل شهر من موعد الجلسة العامة الانتخابية، ماتزال خارطة التحالفات بين المحامين تخفي الكثير من الاسرار وتفتح امكانات لقراءات وتحاليل قد لا تصل في النهاية الى استقراء صورة العميد القادم وبقية أعضاء الهيئة الوطنية. قائمة المترشحين تشي بمنافسة قوية تختلط معها كل الاوراق، ولكن التقاليد الانتخابية من شأنها ان تلقى نقاطا من الضوء لا سيما وان السنتين الماضيتين حملتا حملتا عديد المؤشرات المهمة التي يمكن ان تعكس صورة واضحة عما يدور خلف الكواليس. وبالعودة الى القائمة المعلنة تبدو عديد الاسماء غير قادرة على كسب تأييد رجال الدفاع على اختلاف توجهاتهم وأهدافهم. فبعض المرشحين محكومون مسبقا بالفشل ويظل ترشحهم في هذه الفترة محاولة لربط تحالفات أو حتى لمجرد الظهور الاعلامي لذلك قد تنحصر المنافسة بين ثلاثة أسماء على أقصى تقدير. ولا شك ان حجم التحديات والمواجهة التي خاضها القطاع في السنتين الاخيرتين والجدل الذي رافق آداء الهيئة الوطنية وآداء العميد الحالي ستلقي بظلالها على موعد العشرين من شهر جوان القادم. غير أنها قد لا تكون مقياسا حقيقيا لتوجهات الناخبين اعتبارا للتعقيدات المتواصلة وسياسة الشد والجذب المتواصلة منذ فترة. من هذا المنطلق لا نعتقد ان تداعيات انتخابات جمعية المحامين الشبان سيكون لها تأثير مباشر على المشهد العام للانتخابات القادمة. بالتوازي، توجد وضعيات دالة من شأنها رفع اللبس عن المشهد العام وتقديم سيناريوهات ممكنة وأساسا ما يتعلق بتهاوي بعض التحالفات السابقة وخاصة التحالف بين بعض التيارات اليسارية والقوميين مقابل تحالف قد يجمع بين القوميين والاسلاميين وتيار يساري راديكالي. التقييمات الاولية لا تلغي حظوظ العميد الحالي الأستاذ بشير الصيد اذ تظل امكانية فوزه بفترة نيابية ثانية واردة، كما أن امكانية عدم التجديد له فرضية قائمة ايضا. فمن وجهة نظر خصومه، يمثل العميد الحالي فترة اتسمت بالخلافات والصراعات وتوظيف القطاع في معارك سياسية لا علاقة له بها. ومن وجهة نظر مؤيديه يظل الرجل رمزا من رموز محاولات اعادة الاعتبار للمهنة وأحد المدافعين عن حقوق المحامين وعن مستقبلهم. وفي جانب من آخر، هناك من يعتبر ان المرحلة القادمة تتسم باستحقاقات هامة تتطلب قدرا من المرونة وقدرا من الشدة في نفس الوقت، نذكر من بين المترشحين الذين برزوا خلال المدة الاخيرة في اتجاه الفوز بالاشراف على مستقبل العمادة نذكر منهم العميد عبد الجليل بوراوي والاستاذ عبد الستار بن موسى الذي يحظى بدعم عدد لا يستهان به من المحامين الشبان وبعض أطراف اليسار. أما بقية المترشحين فحظوظهم وان كانت غير منعدمة فانها لا تبلغ مستوى حظوظ الاساتذة الصيد وبوراوي وبن موسى، بل ان بعضهم قد يسحب ترشحه في الايام القادمة او لحظات قليلة قبل بدء العملية الانتخابية. ولا شك ان موعد 20 جوان القادم يظل موعدا قابلا لاعادة توزيع الاوراق من جديد وفق تصورات وتحالفات غير منتظرة، لكنه في المقابل لن يكون موعدا قد يفرز ما لم يتوقعه أحد. (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 409 بتاريخ 21 ماي 2004) 

*** بالحبر الجريح : يكتبه أبو مريم ***

لا حول ولا قوة…
لاءات الخرطوم الثلاثة غابت مع غياب عبد الناصر ، ومن لاكوها بعده غيبهم الموت أو العجز.. أو انخرطوا ببساطة شديدة في الزمن الأمريكي.. لاءات أخرى كثيرة حلت محل لاءاتنا الرومنسية الراحلة- واللاءات الجديدة المصنوعة في الخارج، متينة الصنع، مضمونة الجودة، وطويلة العمر.. لاء بوش مثلا في ما يخص حق الفلسطينيين في العودة.. ولاؤه في ما يتعلق بالرئيس عرفات.. واللاّء الأمريكية الأشهر في مجلس الأمن كلما تعلق الأمر بإيقاف آلة القتل الصّهيونية عند حدّ معيّن.. لاءات خالدة، صانعة للتاريخ، فاعلة في الواقع، وربما كانت رخاوة اللاّم العربية سببا في سرعة تراخي قائليها، وربّما كان جديرا بنا أن ندخل إلى العربية « النّاو » الانقليزية بلكنة أمريكية لعلنا نقدر أن نقول « لا » وما أكثر المواضع التي نحتاجها، لأننا الآن في ارتخائنا الحضاري والسياسي والاقتصادي والثقافي نقول « لا » فيسمعها العالم « نعم »، او نقول « لا » ونحن نقصد « نعم » تماما كالعشيقة المستسلمة إلى المداعبة « لا.. لا… لا.. نع…م » (وليغفر لي كونديرا هذا الاقتباس).. نحتاج اليوم إلى « النّاو » الأمريكية، وهذه لا تحتاج إلى مؤتمرات وندوات وقرارات وقصائد وبيانات، بل تحتاج أولا إلى أن نقول « ناو » دون أن نقصد « ياس »، وتحتاج إلى أن تكون « ناؤنا » ناوا زمخشرية غير قابلة للنقاش أو التفاوض أو التغيير.. وذلك يتطلب أن تكون « النّاو » معبرة عن الشعوب وإن صاغها أفراد، والشعوب لا تعبر عنها عندما ينقل الآلاف في الحافلات وتهدى لهم الأعلام والسندويتشات وصور الزعيم ليكرروا بعده ما يقول، « النّاو » الحقيقية تكون عندما ينطقها الحاكم المنتخب من الشعب في إنتخابات حرة تعددية مباشرة وفي ضوء قوانين انتخابية لم توضع لتكريس الوضع القائم، لأن مشكلتنا تبقى أنّ « لاءاتنا » لم تولد ديمقراطيا فكم من صاحب « لاء » تحول إلى صاحب « نعم » بفضل النّعم الأمريكية او طمعا في النعيم الأمريكي وظلت الحافلات تحمل الآلاف (أنفسهم) حاملين الصور واللافتات منتظرين السندويتشات مرددين الشعارات، مانحين التحولات « شرعيّة » الجماهير… نحتاج « لا » مثل التي تقولها المقاومة الفلسطينية الباسلة، ولا أقصد فقط المقاومة المسلحة، بل اقصد أيضا « الناو » العظيمة التي نسمعها على ألسنة الأمهات وقد قوّاهن الثكل، ونسمعها على ألسنة شيوخ مسنين قرب منازلهم المهدمة، ونسمعها في حجارة الأطفال يواجهون الدبابات، وسمعناها على لسان محمد الدرة يقول لأبيه « لا تخف يا أبي ».. ونسمعها عند كل فلسطيني يقاوم للمحافظة على اللباس الوطني أو الأغاني الفلسطينية أو المباني التاريخية.. لأن « لا » تكون من الشعب أساسا حتى وإن خرج قيادي مثل أبو مازن ليقول « لا » أمريكية الصنع والهوى ضد المقاومة المسلحة.. نحتاج « لا » مثل التي يقولها الشعب العراقي، وطبعا هي مختلفة عن تلك التي ينطقها بلهجة أمريكية أبناء العلقمي الذين جاؤوا من لندن وطهران وواشنطن، وقبض الكثير منهم من أموال دافعي الضرائب الأمريكان. نحتاج « لا » مثل التي قالها عماد حجاج الأسبوع الماضي.. من يعرف عماد حجاج؟ إنه رسام كاريكاتور أردني معروف على نطاق واسع أردنيا وعربيا، وأخطأ منظمو قمة دافوس التي احتضنها منتجع على البحر الميت فنظموا ندوة فرعية دعوه إليها لعرض رسومه وعقد حوار حولها.. قال عماد « لا » عندما وجد الصهيوني المجرم ايهود أولمرت (الذي لم يخجل قبلها بيوم وفي بلد عربي أن يتمنى موت عرفات) جالسا بجواره فما كان من الرسام إلا أن جمع رسومه وغادر القاعة في ضجة لا شك أن منظمي المؤتمر سيحاسبون عليها لأن منطق المؤتمر نفسه كان يفترض أن لا يحضر أمثال عماد حجاج لأن لاءهم صعبة التمييع ولأن لاءهم صلبة، الحروف لا يمكن بحال أن تسمع « نعم »… نحتاج كثيرا إلى أمثال عماد حجاج حتى لا تبقى « اللاء » الوحيدة التي نقولها بإيمان… لا حول ولا قوة إلا بالله… (المصدر: صحيفة الوحدة، العدد 409 بتاريخ 21 ماي 2004)

 

المعيــــــــار

 

روي عن النبي  صلى الله عليه وسلم أنه قال : «  لا تجتمع  أمتي على ضلال  » . و في رواية لأبي داود و الترمذي قال « لا تجتمع  هذه الأمة على ضلالة «  . معناه – و الله و رسوله أعلم – أنّه مهما تعدّدت الآراء حول الكثير من المفاهيم التي يجوز الاختلاف فيها ممّا لم يكن من أصل الدين و لا من ثوابته ، فإنّ النتيجة الأخيرة لذلك ، لا يمكن أن تكون إلاّ حقّا و هداية و لن تكون أبدا ضلالا و لا ضلالة . وهي لعمري ميزة غرّاء ، حَبَا الله بها هذه الأمّة  الوسط الشّاهدة على النّاس « و كذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس و يكون الرّسول عليكم شهيدا  » .

 

و لأنّها لا تجتمع على ضلالة و لا على ضلال ، فقد جعل سبحانه و تعالى سبيلها المتّبعة دليلا على الإيمان و الهداية و الصواب و الحقّ  و الرّشاد      و مقياسا لتصنيف الآخرين « فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا و إن تولّوا فإنّما هم في شقاق … » .

 

و هنا يكون السؤال : إذا اعتبرنا أنّ الرؤساء و الملوك يمثّلون الأمّة ، فهل ما اجتمعوا عليه من العجز و الفشل و الهروب من مواجهة قوى الاستكبار الجاثمين على الصدور و الرّقاب ، و الإمعان في محاربة أهلهم بالحرمان من الحريّة و من التعلّم و التفوّق و بالزجّ بهم في السجون أو الرمي بهم في المنافي ، و عدم الاكتراث بما يقع لاخوتنا في فلسطين النّازفة و في العراق الأسير ، هداية أم ضلالة ؟! .. و هل ذلك حقّ أم ضلال ؟! ..و إذا تبيّن أنّ ذلك ضلالة و ضلال ، فهل يعني ذلك أنّهم ليسوا من الأمّة ، لأنّه صلّى الله عليه و سلّم لا ينطق عن الهوى ؟!… و إذا لم يكونوا بالفعل من الأمّة فهل يُعقل أن نرضى لأنفسنا بالانقياد لهم و اتّباع مَنْ كان في شقاق ؟!

 

ليسأل كلّ منّا نفسه ، ثمّ لنختر بعد ذلك السبيل ، و لتكن موصلة إلى إمكانيّة الانتساب إلى أمّته صلّى الله عليه و سلّم . 

 

عبدالحميد العدّاسي

 


Point de vue

 

Le sommet de tunis a commence par 14 chefs d’etats arabes mais il a fini par 4 ( syrie,qatar,liban,et leur hote mr benali…! ) cette erosion au sommet en dit tres long sur l’irrespect de nos chefs a la chose arabe ! et chacun de nos illustres soultans est vite retourne chez lui ! qui sait par les temps qui courent ce que peut mijoter , en l’absence du chef , un haut dignitaire de l’armee,ou un opposant ambitieux,qui aurait contacte des americains !  les mauvaises langues chuchotent que , voyant les premiers homologues partir sans dire aurevoir , ceux qui restent se sont depeches de deguerpir , de peur ( legitime)  que les collegues preparent quelques mauvais coups !  et mr amr moussa n’a pas cesse de nous rassurer que la confiance regne dans la maison arabe!!!!n.

 

Noureddine Bostanji 

 


Le boucher et la théorie de l’abattoir

El Hammi

 

 

Voici une histoire authentique rapporté par un ami d’Ariel Sharon qui résume à elle seule le fond de sa pensée et explique le fil conducteur de toutes ses actions.

 

Sharon racontait donc à son ami qu’ayant travaillé à la ferme à certains moments de sa vie, il a appris quelque chose : Quand on veut abattre les vaches : on commence d’abord par les rassembler dans un enclos, puis réduire progressivement cet enclos jusqu’à ce qu’il n’y ai d’autre issus que l’abattoir. Et Sharon fini par cette conclusion : le peuple juif ne doit jamais accepter des accords qui réduiraient ses possibilités de mouvements pour ne pas se mettre dans la position des vaches dans l’enclos et inversement appliquer cette théorie au palestinien afin qu’ils aient de moins en moins d’espace vital pour les envoyer enfin dans l’abattoir.

 

Rajouté à cela ce que Sharon a toujours répété, à savoir que pour lui la guerre de 1948 n’est toujours pas terminé, le tableau deviens limpide. Qu’on ne s’y trompe pas, ce que veut Sharon et les Israéliens en général ce n’est pas un traité de paix, mais bien des solutions provisoires pour parquer les palestiniens dans des enclos à la manière des anciens indiens d’Amérique avant leurs disparition.

 

La seule chose qu’ils acceptent de négocier c’est la superficie de ces enclos et le nom qu’on veut bien leurs donner : territoires autonomes, autorité palestinienne, ou même état palestinien !!

 

On est donc dans l’avant dernière étape avant la solution finale qui est l’élimination  de toute présence palestinienne en Palestine que ce soit par l’usure en rendant la vie impossible dans ces espaces réduits, soit en attendant le moment opportun pour faire un transfert massifs vers les pays voisins de ceux qui restent malgré tout.

 

Ce qu’oublie simplement les Israéliens c’est que leur force et celle de leur protecteur américain n’est pas éternelle (seul dieu l’est).

 

Entouré de 300 millions d’arabes et d’un milliard de musulmans, ils devront un jour ou l’autre « passer à la caisse » et à ce moment là l’addition sera incommensurable.

 

23 Mai 2004

 

 

TUNISIE Après le Coup d’Etat contre la démocratie au sein du CNLT

Se taire ? Encore ! Jusqu’à quand ?  Et pourquoi ?

  Sami Ben Abdallah    Dédié à la mémoire de mon père,Mohammed Ben Abdallah, ancien premier président de la Cour d’appel de Sfax et membre du Conseil Suprême de la Magistrature mort en Août 1994 suite à une banale  opération de « l’appendicite » sans que nul ne s’en émeuve : je demeurerai éternellement fidèle à ta mémoire et à tout ce que tu m’as appris. Ainsi qu’au Modérateur de Tunisie 2003 (Tunisia The observer). Nombre d’entre nous vous ont sûrement oublié. D’autres s’en souviennent et vous sont reconnaissants  pour tout ce que vous avez fait pour la Tunisie. Car nous avons grandi avec Tunisnews et Tunisie 2003.   Qu’est ce qu’un Baron ? C’est une personne ayant un titre de noblesse qui n’est pas sans rappeler certains barons en mal de pouvoir mais nantis sur le plan de la richesse, ayant acheté sous Napoléon III (surnommé le petit par Victor Hugo) des titres de noblesses…   Complot, désinformation, trahison…enfin le Coup d’Etat contre la démocratie annoncé au sein du CNLT a eu lieu. Déshonneur aux donneurs de leçons qui surgissaient de l’ombre, venaient à la rescousse pour déclarer contre toute logique que la crise du CNLT ne serait qu’un non événement et qu’il fallait apprendre à accepter les décisions votées démocratiquement. Démocratiquement ? Quand on connait l’opacité qui a accompagné les dernières élections au sein du CNLT au point que nul ne sait le nombre des membres qui ont bien voulu voter ?…bref, Nejib Hosni s’en va. Et c’est Sihem Ben Sedrine, l’ancienne porte parole du CNLT qui revient. Au CNLT, en dépit des soixantaine de membres fondateurs sur le papier, ce sont toujours les mêmes qui reviennent.  Quatre mois avant les élections présidentielles, les beaux slogans de l’alternance au sein du CNLT n’ont pas résisté donc devant les intérêts individuels et les ego personnels. Si Sihem ben Sedrine accuse un grand coup au niveau de la crédibilité de son discours perdant ainsi en popularité et perdant l’estime des militants de la base, c’est le Forum démocratique des libertés qui en sort renforcé. A sa tête, un Mustapha Ben Jaafer –le fils politique d’Ahmed Mistiri fondateur du MDS- que certains présentent, avec Kemais Chammari, comme étant de la race des « hommes d’Etats » rares en Tunisie .   Un Coup d’Etat ? Des coups d’Etat !   Une chose est sûre, souligne M.N.K* « Un coup d’Etat au CNLT ? Cela ne date pas d’aujourd’hui et il faut revenir à l’après congrès de la LTDH de 1994 où Moncef Marzouki a préféré démissionner et partir pour comprendre les enjeux qui ont miné ces derniers mois le CNLT. Continuant dans la logique de la liste des 1( le Comité constitué à la base pour défendre Hamma Hammami), des consultations avaient eu lieu entre les différentes composantes de la classe politique depuis 1994 afin de donner naissance à une conseil de liberté. L’idée de départ suggérée par Hamma Hammami parmi tant d’autres était celle d’intégrer des personnalités ayant une dimension politique. Un Conseil qui défend les libertés pour Tous et qui représente toutes les tendances politiques qui forment la richesse du pays.  Il faut revenir au contexte des années 1997-1998-1999 où la répression atteignait son paroxysme avant qu’elle ne change de visage les dernières années pour devenir plus insidieuse et plus machiavélique et durant lesquelles les partis politiques avaient choisi de ne pas provoquer le pouvoir. Au sein de la LTDH,  celui qui aura comme pseudonyme, l’éradicateur, Salah Zghidi se présentait comme un nouveau idéologue et avec Sofiene Ben Hmida,  ils préconisaient la modération dans leur rapport avec le pouvoir et l’éviction de la ligne radicale au sein de la LTDH. Taoufik Bouderbala, incarnait cette « modération ». Présenté par certains ligueurs  comme étant fragile et modéré,le salut de la LTDH dépendait en partie de la présence de cet homme». En 1997, se rappelle M.N.A, « les discussions commençaient à aboutir quand Sihem Ben Sedrine, ses alliés et le Forum ont donné l’assaut et réalisé un coup d’Etat. Alors qu’on nous disait que le FDLT réclamait encore du temps afin  de réfléchir sur des éléments portant sur la nature de cette proposition, et que la déclaration de  création du CNLT devrait être collective et( se dérouler) à Tunis, nous étions choqués de voir Moncef Marzouki et Sihem Ben Sedrine annoncer la naissance du CNLT à Paris. Comme l’heure n’était pas à la division, nous avons laissé faire mais dès le premier jour, nous avons compris que c’était le FDLT qui voulait contrôler politiquement le CNLT. Les dés étaient pipés dés le départ »   M.O.H** partage cette vision des choses et  souligne que « la crise du CNLT ne peut être comprise qu’en revoyant la logique d’action du FDLT ». Il s’interroge : «  un parti qui ne se réclame pas d’une quelconque idéologie ou des luttes de ses militants arrêtés ou torturés tels Ennahdha ou le PCOT, un parti qui ne se réclame pas d’une histoire fut-elle modeste tel le PDP de Nejib Chebbi ou d’ une autre bien ancienne telle celle d’Ettajdid. Un parti qui ne veut pas de militants… presque une centaine de militants du PUP ont déserté leur parti et  voulaient rejoindre le Forum. Depuis, ils  sont en négociation. Quand on connait le faible nombre de militants des partis politiques en Tunisie, il est curieux que le Forum ne les ai pas intégré… » Sourit M.O.H. avant d’ajouter : « Un parti qui n’a pas de militants emprisonnés, qui n’a jamais adopté une stratégie d’affrontement frontale et qui a misé sur l’international au détriment du national. Le Forum s’accorde avec le CPR de Moncef Marzouki sur le fait  de l’impossibilité de détrôner le RCD et de construire un autre parti capable de fédérer les masses. Si Moncef  Marzouki compte par exemple sur une révolution populaire ou une révolte de l’intérieur du système, soulignant dans sa rhétorique les conditions de départ de Ben Ali,ce n’est pas le cas du Forum qui se réclame de l’héritage du PSD rebaptisé RCD. Pour le Forum, le changement ne peut venir que de l’étranger et ce n’est pas sans raison que Sihem Ben sedrine que certains présentent comme celle qui succédera à Mustapha Ben Jaafar, forte de ses appuis français, allemands et arabes pro –américains ,essaie de se construire un pont avec les USA et a souligné qu’elle était pour l’ingérence étrangère…alors qu’on annonçait que Mustapha Ben Jaafar était un des invités des USA ». Mais cette stratégie du forum a-t-elle réussit ? «  Jusque là oui, d’ailleurs, vous n’êtes pas sans savoir que la légalisation du Forum a été faite sous la pression étrangère, notamment celle de François Hollande, le patron du parti Socialiste Français et des Américains ». Et le CNLT dans tout ça ? «  Le Forum a réussit a faire du CNLT -qui n’est pas reconnu à Tunis- une ONG reconnue sur le plan international, tout particulièrement par l’Internationale Socialiste et le Département d’Etat américain au point que dans une conférence de presse de M. Mustapha Ben Jaafar avec M. François Hollande,cle premier s’est comporté comme s’il était le porte parole du CNLT .  Et l’alternance ? «  La tactique du FDLT est rassurante à plusieurs égards. On le présente comme modéré et non radical, ses militants ne risquent pas la persécution ni la torture dans les prisons en dépit des biographie assez exagérés que certains de ses militants présentent à la presse étrangère… De fait,le Forum est une aile libérale du RCD qui s’accommode de  l’attentisme. En cas d’affaiblissement du pouvoir, et avec un feu vert des partenaires étrangers ,  le Forum est le mieux placé pour gouverner. Le fait qu’il se réclame de l’héritage du PSD et donc du RCD est rassurant pour les partenaires étrangers du moment qu’il n’y a pas de cassures, de guerre civile et que la transition se fait en douceur ; c’est pourquoi le Forum ne se pose pas comme priorité l’agrandissement de son parti qui aujourd’hui est légal ni la résolution des problématiques à base idéologiques telles que  l’intégration des islamistes dans le jeu politique. A vrai dire le Forum n’a besoin ni des islamistes ni de la Gauche car son premier public demeure les Destouriens et les partenaires étrangers, ce qui explique que le FDLT maintienne deux options ouvertes outre celle des destouriens, une option ouverte sur les « libéraux » et une autre sur « la Gauche » . L’exemple irakien sert de modèle,et les Américains ont compris qu’il fallait intégrer le parti Bâath, ancien parti au pouvoir, pour assurer la stabilité au pays. En Tunisie, rien ne se fera donc sans le RCD à moins que la donne ne change, et le forum ne manque pas d’appuis au sein de puissantes familles qui ont soutenu par le passé la mouvance d’Ahmed Mistiri fondateur du MDS ou de certains décideurs lassés des sept familles qui pillent la Tunisie,  ou encore de réseaux dormants se réclamant de l’héritage du syndicaliste Habib Achour au sein de la centrale syndicale…Enfin, Mustapha Ben Jaafar ou celui qui lui succédera pourrait adopter de nouveau la tactique de François Mitterrand quand avec une poignée de militants il a réussit à construire un grand Parti Socialiste qui a fait de l’ombre au Parti Communiste et qui a gouverné.   On l’a donc compris et Nejib Hosni ne le cache pas. « Ceux  qui l’ont amené au CNLT…sont ceux qui l’ont évincé ». Parce que le CNLT serait une affaire de nomenclatura qui désigne les intéressés. Nejib Hosni avait donc dépassé les limites rouges que les barons du microcosme avaient imposées et derrière eux le clan des Tunisois –comprenne qui voudra- avaient tracé les limites et le contour de la mission. « Sois un porte parole du CNLT, un point c’est tout ». Il avait une ambition pour le CNLT, celle de faire du Conseil un front contre la dictature de M. Ben Ali. Mais ils ont tout fait pour qu’elle échoue et Nejib Hosni prend cet échec à cœur. « J’ai échoué…je pars ». Une naïveté politique diront certains ! Une façon chevaleresque de faire de la politique diront d’autres d’un Nejib Hosni qui n’a pas réalisé que pour certains, les droits de l’homme sont un « marché ». Mener la belle vie grâce aux subventions du parlement européen, voyager, donner une conférence sur conférence et tant pis pour le petit peuple .  Un ancien militant du CNLT rappelle le cas de Moncef Marzouki qui par le passé – se trouvant devant le fait accompli- avait accepté de jouer le jeu vu qu’il était victime de harcèlement et d’intimidation de la part du pouvoir, il ne pouvait remplir correctement son rôle, au grand bonheur des faiseurs des « portes parole du CNLT » qui faisaient la pluie et le beau temps.  Nejib Hosni avait accepté de jouer le jeu lui aussi le temps qu’il apprenne le métier de porte- parole du CNLT. Le jour où il l’a compris et a voulu s’émanciper de la tutelle des barons, il a été évincé froidement. Cependant, le départ de Nejib Hosni n’était-il pas inévitable ? Après l’apparition de l’AISPP qui travaille sur le dossier des prisonniers politiques, le CNLT avait perdu son originalité d’avoir intégré dès la constitution la composante islamiste. Et puis « le CNLT et le Forum ne pouvaient s’accommoder de la présence d’islamistes assez actifs car ils épousent la logique de leurs partenaires étrangers. Dans un contexte international défavorable aux islamistes, il est suicidaire de s’associer avec eux. C’est pourquoi, tôt ou tard, Nejib Hosni devait être écarté car ceux qui étaient derrière le CNLT tenaient beaucoup à leurs alliances stratégiques avec les Français ou les Américains » souligne M.O.H. le temps où certains devant la presse étranger se présentaient comme idéologiquement de Gauche mais défendaient les islamistes au nom de la morale de Voltaire est révolu.     Le constat amer   Nejib Hosni ne serait pas la première ni la seule victime de telles pratiques qui n’ont rien de « démocratique ». En témoigne le cas de ce malheureux militant, présenté jusqu’à récemment comme très proche du FDLT en France, membre du CNLT et qui s’était présenté aux dernières élections du CNLT pour récolter …zéro voix. Elle est belle la démocratie. Son tort ? C’est son parti pris contre un (e)  faiseur de porte parole au sein du CNLT. Quand ce militant  est puni, c’est deux autres militants qui ont été dépêché de rentrer à Tunis  à grand fracas médiatique et l’un d’eux se voit élus. Il est vrai que quand on fait école chez les barons du microcosme, on finit par apprendre leurs mauvaises pratiques et reproduire ainsi la médiocrité. L’allégeance est donc récompensée. Quand on voit le sabotage dont est victime l’AISPP, et l’éviction aujourd’hui de Nejib Hosni, il y a un risque de radicalisation de telles personnalités et un risque de casser cette nouvelle dynamique de travail entre la gauche et les islamistes, ce qui ne peut servir enfin de compte que la dictature de M. Ben Ali. Et le CNLT ? Il est aujourd’hui une coquille vide et les islamistes l’ont déserté. On annonce dans les coulisses le retrait voire la démission de nombre de personnalités de la société civile lassés de ses combines, ce qui fait qu’il a perdu  son originalité. Quel est son avenir ? Un tremplin pour le Forum et pour certains barons du Forum qui cherchaient depuis des mois une étiquette et qui aujourd’hui l’ont trouvée ou … « retrouvée » . « Porte parole du CNLT » ça fait chic . Quant on sait qu’en dépit de l’unanimité qui a été faite sur les candidatures de M. Kemel Jendoubi et Mme Souhayr Belhassen pour la présidence du réseaux Euro méditerranéen et de la vice-présidence de la FIDH… Mme Sihem Ben Sedrine et M. Omar Mistiri ont préféré tenter leur chance en cavaliers seuls jusqu’au bout avant d’essuyer un échec cinglant….    Il n’y aura pas donc d’alternance au sein du CNLT. Moncef Marzouki, l’ancien porte-parole, avait promis que le CNLT concrétisera ce vœux cher à tous les Tunisiens : « l’alternance ». Il avait promis que chaque porte-parole assurerait un mandat de deux ans et partirait…Ils donneront l’exemple car l’alternance serait issue d’une culture démocratique. Quelle  belle leçon de démocratie sur le papier. Cependant Marzouki avait-il oublié qu’avant d’être une question de culture, l’alternance au sein du CNLT s’est avérée être une affaire de « famille »…et devant ses intérêts, rien n’a pu résister.    Le pouvoir et le microcosme…même combat ?   Il a fallu donc cette crise du CNLT pour que nombre de militants tunisiens remettent dans l’ordre du jour une problématique complexe. Comment combattre la dictature de M. Ben Ali et reproduire  ses pratiques ?    Deux conceptions jusque là animent le débat :   – La première, majoritaire, identifie le « régime de M. Ben Ali » comme l’ennemi numéro un du mouvement contestataire et appelle les militants de toutes tendances confondues à l’union et à l’ajournement de la résolution de leurs différends pour l’après Ben Ali, soulignant que la dictature, ce mal absolu, serait à l’origine de tous ces maux qui minent la société civile et le mouvement contestataire. De ce point de vue, il n’y a pas de mal à s’associer avec Français, Américains ou avec quiconque afin de faire pression sur M. Ben Ali pour qu’il parte…   – La seconde jusque là minoritaire, mais soutenue de plus en plus par les déçus et les révoltés des pratiques mafieuses du microcosme qui a converti la lutte et la souffrance des Tunisiens en un marché où sont disputées les subventions. Les défenseurs de cette conception appellent à une action réformatrice de l’intérieur du mouvement contestataire sur une base éthique. Sur cette nouvelle base, il ne s’agit plus de s’opposer au seul régime de M. Ben Ali mais de s’opposer aussi à un système présent aussi bien dans le régime qu’au sein du Mouvement contestataire. Ce système déshumanisant qui converti le simple militant en une affaire à instruire,un simple numéro, un charbon qui nourrissant le feu des ambitions personnelles des Barons du microcosme, un rentier qui survit grâce aux bénéfices d’une action contestataire qu’il a faite. Un système où les règles de compétition sont faussées d’avance. L’intégrité,la compétence et la sincérité de l’engagement ne valent plus rien devant l’ancienneté, les intérêts du clan ou le « carnet d’adresse » solidement remplis par des contacts de journalistes et personnalités étrangères. Cette action réformatrice ne consisterait point à donner naissance à une troisième ou quatrième opposition. Car ces dernières se font dans une logique de « repositionnement » au sein du même système . Or la question, c’est  de faire une rupture avec ce système.     Et puis que dire du pouvoir  qui a réussit à exporter sa culture policière, ses pratiques putchistes et sa médiocrité au sein de certains milieux qui se disent « démocratiques » faisant des victimes d’hier, les tortionnaires d’aujourd’hui et les bourreaux de demain?.   La crise du CNLT a eu donc le mérite de poser de nouveau ces questions existentielles qui méritent  réflexion : Comment peut-on combattre un régime qui demeure fort si on reproduit ses mêmes pratiques ?  Est-ce à l’Opposition*** de donner l’exemple des valeurs chères qu’elle brandit telles que la liberté d’__expression ou l’alternance quand on sait que certains chefs de partis politiques sont présents depuis 24 ans et appellent à l’alternance? Quelle rôle  l’Opposition a-t-elle donc à jouer ? Pourquoi le Tunisien ne croit plus en « la politique » et en « les politiques » ? Jusqu’à quand continuer à dire qu’il faut se taire sur toutes ces tares sous prétextes que cela servira la dictature…qu’est-ce qui motiverait encore ce silence ? Qu’y-a-t-il encore à perdre alors que les prisonniers d’opinion séjournent dans leurs cachots depuis bien 14 ans, que la corruption à grande échelle ravage l’économie du pays ? Léopold Sedar Senghor a assuré une place dans l’Histoire quand il a fait du Sénégal une démocratie et non une monarchie…Bourguiba qualifia son geste de folie de « nègre » ! Voyons aujourd’hui ce qu’a laissé Senghor aux Sénégalais, Mandela aux Sud Africains,Bourguiba aux Tunisiens et Ben Ali qui avait promis la « fin de l’injustice » aux Tunisiens le 7 Novembre 1987. Que laissera-t-il aux Tunisiens ? Maintenant que les Tunisiens se sont réveillés sur le cauchemar des années Bourguiba, la torture, la corruption, que diront-ils demain de Ben Ali ou que voudrait Ben Ali que les Tunisiens disent de lui.  Qu’y a-t-il encore à perdre alors que  les portes sont grandes ouvertes à une nouvelle présidence à vie ? Ce que les Tunisiens redoutaient de pire est advenu, cependant, le pire aussi est advenu pour le pouvoir…combien ils étaient nombreux ceux qui dissertaient sur les vertus de Bourguiba quand il était au pouvoir, combien ils étaient nombreux à le mépriser à peine le 7 Novembre 1987 accompli et combien les langues se délieront quand l’heure fatale adviendra où l’Eternel rappellera que nul n’est éternel.  Se taire ? Encore !  Jusqu’à quand ?   Et pourquoi ?   Sami Ben Abdallah   Sami_tunisie_soir@yahoo.fr Samiben_abdallah@hotmail.com     *     Sous couvert de l’anonymat, entretien avec l’auteur de l’article. **  Sous couvert de l’anonymat, entretien avec l’auteur de l’article. *** Il va sans dire qu’il faut éviter tout excès ou généralisation dans la mesure où  certains éléments ne représentent point « l’Opposition » qui demeure dans sa grande majorité, militante, progressiste et paye d’elle-même pour une Tunisie, libre, démocratique et juste.


At 40, the Federation of Arab Journalists is still valueless

By Kamel Labidi (*) Special to The Daily Star The circle of journalists celebrating International Press Freedom Day every May 3 keeps widening. It now includes the Federation of Arab Journalists (FAJ), which was established 40 years ago this year to serve the Arab nationalist agenda of Egyptian President Gamal Abdel-Nasser. The « first duty » of Arab journalists, the organization insists, is that they use « their pens and professional skills in the struggle for the total and comprehensive liberation of the Arab nation from any foreign intervention or colonial influence. » The Cairo-based FAJ is an umbrella organization for state-controlled Arab press syndicates. It emerged in the shadow of the Arab League and Egypt’s Voice of the Arabs radio station. The FAJ was established weeks after Nasser called for the first Arab League summit and agreed with his counterparts at the end of the gathering to unite Arab efforts « to combat the colonial Zionist occupation of Palestine. » Nasser was at the peak of his popularity. His call for Arab unity, his fiery anti-colonial rhetoric and his denunciation of « reactionary regimes » in the region appealed not only to ordinary people, but also to the Arab « elite, » including journalists. Journalists from 10 Arab countries took part in the establishment of the FAJ. However, it was the Egyptian Press Syndicate that played a leading role in this and in organizing its first conference in 1965 in Kuwait. Egyptian journalists were turned into government employees following the nationalization of Egypt’s hitherto vibrant press in the early 1960s. They took control of key positions at the new FAJ, much like Egyptian diplomats are still doing at the Arab League. Like the Arab League, the FAJ departed from Cairo after President Anwar Sadat normalized Egypt’s relations with Israel. His move prompted anger and accusations of « treason » in the Arab world, which the FAJ largely echoed. But while the Arab League moved to Tunis, the FAJ spent 15 years in Baghdad under the thumb of former Iraqi President Saddam Hussein. The federation’s Iraqi president, Saad Kassem Hamoudi, was a Baath propagandist and a former information minister. The FAJ relies for survival on financial assistance from the Arab League and donations from Arab rulers who remain unwavering enemies of media freedom. It still employs the Arab nationalist rhetoric of the Arab League and has never been much concerned with issues related to the journalistic profession. Its decisions and recommendations show little commitment to the protection of its members. Harassed or imprisoned Arab journalists still find more support from international media freedom groups than from the FAJ or any of its member syndicates. However, there are exceptions. The Moroccan National Press Syndicate, which was one of the FAJ’s founding members, has shown solidarity in past years with journalists under attack in Morocco, the occupied Palestinian territories, and, most significantly, in other Arab countries. This and the increasing number of independent Arab journalists and defenders of media freedom appear to have compelled the FAJ to somewhat increase its own commitment to free media. The FAJ has also started to call for political reform in the Arab world. However, this rings hollow when some of the leading FAJ figures oppose change, transparency and democracy within the federation and have held key positions both in the FAJ and in their respective press syndicates for nearly four decades. After its return to Cairo from Baghdad in the mid-1990s, the FAJ turned its back on some of its past resolutions that, for instance, considered calls for « peaceful coexistence » with Israel as « treason to the Arab nation. » The FAJ has been headed since 1996 by Ibrahim Nafie, the editor of the state-owned daily Al-Ahram and a highly visible promoter of Egyptian policy for over three decades. The Palestinian problem, which has for more than half a century been used as an excuse by Arab autocrats to tighten their grip on power and to stifle free speech, remains the top item on the agenda of virtually all FAJ meetings. The last gathering in Damascus in April of the general secretariat was no exception. In a statement, the FAJ expressed support for « the heroic struggle of the Palestinian people for freedom and independence » and « strongly » condemned « the continuous savage Zionist aggression which aims at destroying the Palestinian people. » The FAJ also paid tribute to Syria’s « patriotic and nationalist positions » and its resistance against « unacceptable foreign pressure. » This came as one of the country’s leading human rights defenders, Aktham Neaissa, was under arbitrary arrest, and at a time when the Syrian media remains tightly controlled. In Damascus, the FAJ mostly paid lip service to media freedoms. Only the Moroccan and Yemeni delegates sounded credible and distanced themselves from a move to support the state-run Tunisian Association of Journalists (TAJ) in its efforts to regain a seat in the International Federation of Journalists. The Brussels-based organization suspended the TAJ earlier this year because it had awarded its « golden quill for press freedom » to Tunisian President Zine el-Abidine ben Ali. The 10th FAJ conference will be held in Cairo next October under the slogan « Defending Democracy and Press Freedom. » But it’s unlikely that such a highly politicized organization suffering from an enormous democratic deficit will do anything at all to fulfill that ambition. (*) Kamel Labidi is a freelance journalist in Cairo. (Source: le journallibanais “THE DAILY STAR”, Saturday, May 22, 2004)

 

قمة تونس امام تحدي المطالبة بالاصلاحات والديموقراطية وحقوق الانسان

تونس ـ الحياة     أبى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الا أن يخطف الأضواء من جيرانه التونسيين بعد نهاية الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السادسة عشرة اذ دعا الإعلاميين الى مؤتمر صحافي أعلن فيه مجددا انسحابه من الجامعة العربية, فيما شكلت كلمة الرئيس عرفات التي توجه بها الى القمة العربية اللحظة التي شدت الاهتمام أكثر من سواها في الجلسة الافتتاحية. وبدأت القمة العربية السادسة عشرة أعمالها أمس في قصر المؤتمرات بالعاصمة تونس وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة. وتعتبر هذه القمة التي تنهي أعمالها اليوم ثاني قمة في نوعها تستضيفها تونس منذ العام 1979 تاريخ القمة الاستثنائية التي قررت نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس على عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
وتوقع المراقبون ان لا تضيف القمة شيئاً مهماً الى مبادرة السلام العربية ولن تطالب بانسحاب فوري لقوات الاحتلال الاميركية من العراق, وامامها قرارات صعبة في مقدمها المطالبة بالاصلاح الديموقراطية وحقوق الانسان. وافتتح خلفه الرئيس بن علي أمس أعمال القمة بكلمة حض فيها على « الخروج برؤية موحدة تكون منطلقا لتنفيذ خطط مستقبلية ترتقي بعملنا العربي المشترك الى أفضل المراتب ». ثم أحال الكلمة الى رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة الذي ناب عن ملك البحرين رئيس القمة السابقة فشدد على ضرورة تطوير مؤسسات العمل العربي المشترك بأفكار جديدة وآليات أكثر فعالية تمكنها من الإرتقاء الى مستوى العصر. وأعطيت الكلمة بعد ذلك للأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى الذي قدم تقريرا عن نشاط الجامعة في الفترة الفاصلة بين قمتين, لكن فوجئ الحضور بانسحاب العقيد القذافي من الجلسة أثناء القاء موسى كلمته ما اعتبر رسالة علنية لنفض اليد من الجامعة ومؤسسات العمل العربي المشترك. الا أن الجلسة استمرت بعد كلمة موسى بالاستماع الى خطاب مسجل للرئيس عرفات من مقره في رام الله والذي جدد عرض « سلام الشجعان » على اسرائيل مؤكدا أن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية جاهزة لتسلم مسؤولياتها في اطار تنفيذ خطة « خريطة الطريق ». وبسبب نظام الجلسة الذي قصر الكلمات على الرئاستين السابقة (البحرين) والحالية (تونس) والأمانة العامة للجامعة العربية لم يتمكن كل من الرئيس مبارك والعاهل المغربي الملك محمد السادس من القاء خطابين كانا أعداهما سلفا فوزعا على الحضور. واعتبر مبارك أن اعتماد القمة وثيقة العهد والوفاق « سيشكل بداية مشجعة لروحية جديدة تبعث على التفاؤل والثقة بالمستقبل », وتمنى أن تتبنى القمة المقبلة في الجزائر التعديلات المنوي ادخالها على ميثاق الجامعة العربية, فيما شدد الملك محمد السادس على أن « أي مبادرة ايجابية ترمي لتطوير البنيات العربية لا بد أن تمر عبر العمل على انهاء احتلال الأراضي العربية واستعمار الشعب الفلسطيني المتعارضين مع الديموقراطية ».
وقبل رفع الجلسة الافتتاحية أعلنت رئاسة القمة عن عقد جلسة مقفلة عصرا لمناقشة المسائل المدرجة على جدول الأعمال ودرس تطوير مشروع البيان الختامي الذي أعده وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم الأخيرة في القاهرة. وتوقعت مصادر مطلعة أن تستمر الجلسة الى ساعة الانتقال الى القصر الرئاسي في ضاحية قرطاج حيث أقام الرئيس بن علي مأدبة عشاء على شرف رؤساء الوفود يرجح أن تكون اطارا لاستكمال المشاورات على الصعيد الثنائي.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 ماي 2004)
 

العقيد القذافي يشارك وينسحب

‘الحصاد المر’ لقمة تونس العربية

القاهرة : محمود بكري تونس : محمد وحيد بعد اثنين وخمسين يوما من التأجيل والتسويف انعقدت قمة العرب في تونس التي أجلتها دون سبب واضح.. واستقبلتها دون سبب مقنع.. انعقدت القمة بمن حضر من الزعماء والحكام العرب.. فما بين غياب عدد من الحكام، وبين التمثيل المتدني والمهين لبعض الدول.. بدا واضحا أن فترة التأجيل، وبرغم طولها، وعمق التحضير للقمة لم تسهم في دفع الزعماء العرب للتغلب علي رؤاهم الشكلية والجوهرية من القمة، ومما هو مطروح علي جدول أعمالها.. ليأتي الانعقاد الهزيل، وبهذا المستوي، وفي تلك الظروف ليعطي مؤشرا علي ضآلة النتائج، واستحالة التنفيذ لما يتم التوصل إليه، حتي ولو كان ضئيلا. كما جاء انسحاب العقيد القذافي قائد الثورة الليبية من جلسة الافتتاح ظهر امس ليعطي مؤشرا اخر علي عمق الازمة التي واكبت انعقاد القمة. لقد أعطت المؤشرات التي واكبت انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية بالأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة أيام 8 و9 و10 من الشهر الجاري دلالات حول المأمول والمتوقع من وراء قمة هذا حالها فلقد ضربت السرية بشكل مطلق حول اجتماعات القاهرة التي استمرت علي مدار النهار والليل لثلاثة أيام كاملة.. ونجح الوزراء، وربما للمرة الأولي في محاصرة عمليات التسريب التي كانت تتم من الاجتماعات السابقة، حتي أن الصحفيين والاعلاميين المتابعين والمراقبين للاجتماعات، والذين تعرضوا لحصار غير مسبوق في أروقة الجامعة العربية، راحوا يتندرون علي السرية المطلقة، والساعات الممتدة، وإلغاء تداول الأوراق في الاجتماعات، واستبدالها بشاشات كمبيوتر لمنع التسريب.. وكأن الوزراء يعدون لخطة حرب يأبون تسرب أسرارها للعدو وقبل مفاجأته بها علي الأرض. وبرغم السرية الشديدة، والحصار الخانق، إلا أن ثمة تسريبات خرجت جراء احتدام النقاش، وتصاعد التوتر حيال عدد من الأمور التي كانت مثار جدل واسع وعميق بين الوزراء الذين التهبت خطوطهم الساخنة مع رؤسائهم وحكوماتهم جراء المشاورات التي لم تتوقف لحظة عبر الهاتف الجوال. أول الأمور التي كانت مثار جدل حاد هو ما يتعلق بصيغة البيان الختامي الذي أعده الوزراء لاعلانه من القمة التي تم أخيرا تحديد موعدها (السبت الماضي).. حيث بدا أن هناك اتجاهين يحركان الأمور: أما الاتجاه الأول فيطالب باتخاذ مواقف واضحة إزاء التطورات الجارية في المنطقة خاصة علي ضوء التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار حرب الإبادة الأمريكية ضد الشعب العراقي وما تكشف مؤخرا من جرائم تعذيب وإذلال وحشية.. أما الاتجاه الاخر فقد ذهب إلي ضرورة تهدئة لغة البيان الختامي لارضاء الجانب الأمريكي الذي رهن عقد لقاءات أمريكية فلسطينية، وأمريكية عربية بصيغة البيان الذي سيرفع إلي القمة العربية.. كان الاتفاق آنذاك أن تمرير بيان هادئ من الاجتماع سوف يفتح الطريق أمام اجتماع كولين باول وزير الخارجية الأمريكي مع وزراء الخارجية العرب علي هامش منتدي دافوس بالبحر الميت بالأردن، وكذلك مع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع، اضافة للقاء آخر لقريع مع كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي والذي انعقد في برلين الأربعاء الماضي.. ويبدو أن لغة التهدئة كانت الغالبة، حيث جاءت لغة البيان الختامي هادئة، ولا تحمل أية بوادر صدام مع الموقف الأمريكي، وحملت من العبارات الانشائية ما أفرغ البيان من مواقف قاطعة أو حاسمة.. بل إن البيان خضع للمناقشة والتعديل في الجلسات الأخيرة بعد أن صمم وفد الأردن علي تضمينه فقرة تدعو للترحيب بما وصف بخطاب التطمينات الذي منحه الرئيس الأمريكي بوش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ردا علي وعد بوش لشارون والذي اشتمل علي ضمانات غير مشروعة منحها الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء الصهيوني. وإذا كانت قضية الاصلاح الديمقراطي داخل العالم العربي قد استحوذت علي جدل حاد بين الوزراء المشاركين حتي تم الوصول لاتفاق يقضي بالتوافق علي الاطار العام للاصلاح ومنح كل دولة حق تطبيق الاصلاحات الديمقراطية وفقا للظروف الداخلية لكل دولة.. فإن قضية مستوي التمثيل والمشاركة في القمة العربية مثلت هي الأخري قضية خلافية حيث بدا واضحا منذ ذلك الحين أن عدد القادة المشاركين آخذ في التناقص. ولعل هذه الاشكالية التي استأثرت باهتمام الوزراء المشاركين ومناقشاتهم الممتدة وقفت وراء الجدل الذي تصاعد في الأيام الماضية حول الشكوك التي أحاطت بامكانية انعقاد القمة بسبب انخفاض مستوي التمثيل الرئاسي فيها. لقد بلغت الأجواء التي أحاطت بالقمة قبيل انعقادها حد أن سيطر الاحساس علي الكثير من المتابعين بأن انعقاد القمة في حد ذاته بات املا بعيد المنال، لدرجة أن بعض المراقبين طرح جانبا كل المواقف المنتظرة من القمة، ورأي أن مجرد انعقادها سيشكل نجاحا للعمل العربي الرسمي وسط سلسلة من الظروف والتعقيدات التي تحيط بالقمة من كل اتجاه.. هذا الشعور بالاحباط سرعان ما راح يرسم خطوطه فوق ملامح عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية الذي تزايدت همومه ومتاعبه بعد أن خيمت سحب الفشل فوق العمل العربي الرسمي ومؤسساته، وبات البحث عن مخرج يحتل الأولوية لدي الأمين العام الذي وضع في موقف لا يحسد عليه بتقلده هذا الموقع في هذا الظرف الصعب والدقيق والذي يقف فيه العرب عند واحدة من أخطر مراحلهم عبر التاريخ. ولعل جملة التعقيدات التي سبقت القمة كانت وراء الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في تونس والذي سبق القمة، علي الرغم مما سبق اعلانه من أن اجتماعات القاهرة كانت الختامية قبيل انعقاد القمة، وهو ما يشير إلي أن ثمة مستجدات قد طرأت استوجبت التشاور والبحث بشأنها، وخاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي الدامي في رفح، وبدء تطبيق العقوبات ضد سوريا علي ضوء قانون محاسبة سوريا الذي سبق أن أقره الكونجرس واعتمده الرئيس الأمريكي. وسط هذه الأجواء انطلقت أعمال القمة العربية السادسة عشرة بالعاصمة التونسية صباح السبت الماضي بمشاركة نحو عشرة فقط من القادة العرب وهم قادة مصر وليبيا والجزائر والمغرب وسوريا ولبنان وموريتانيا والأردن وقطر والصومال وتونس .. بينما شاركت بقية الدول العربية بمستويات أقل، الأمر الذي خلٌف المزيد من الإحباط لدي الشارع العربي الذي كان يأمل بمشاركة أوسع للزعماء العرب في ضوء التطورات المتسارعة إسرائيليا وأمريكيا باتجاه العالم العربي. وفي الوقت الذي كان الشارع العربي ينتظر فيه رفضا واضحا للهجمة الأمريكية علي سوريا بعد القرار الأخير ببدء تطبيق العقوبات ضدها تردد أن الزعماء العرب اتفقوا علي اتخاذ موقف معتدل يدعو لاستمرار الحوار بين واشنطن ودمشق، تحت زعم أن القضايا لا تحل بالعقوبات. ويبدو أن الحكام العرب لم يستوعبوا دروس الماضي التي قادتنا إلي كل هذه النكبات، فالسلطة الوطنية الفلسطينية قدمت تنازلات جوهرية، وفرطت في حقوق أساسية للشعب الفلسطيني جريا وراء سراب ووهم السلام .. وكانت النتيجة الحتمية لكل هذه التنازلات هي هذا السيل المتدفق من الدماء الذي يسيل في رفح وكل الأرض الفلسطينية التي يتساقط فيها القادة جنبا إلي جنب مع المواطنين العزل، فيما تلتهم الآلة الإسرائيلية بسورها العادل، وخندقها الواقي ما تبقي من أرض فلسطين لتضمه إلي الكيان الصهيوني الاستعماري. وفي العراق لم يتوان الرئيس العراقي صدام حسين، وتحت ضغط القادة العرب في فتح أبواب قصوره وكل أبواب العراق أمام المفتشين الدوليين، وحاول تجنب الحرب بتقديم سلسلة من التنازلات المهينة التي مست بسيادة العراق وكرامته، ومع ذلك لم يمنع كل هذا الرئيس الأمريكي وأركان حكمه من تنفيذ مخططهم العدواني الذي يشهده العالم صباح مساء علي أرض العراق الذي تحول إلي بركة كبيرة من الدماء، وقطع من الأشلاء المتناثرة، وبقايا خراب يطل علي كل بيت بامتداد خارطته. وإذا كان القادة العرب راحوا يتعاملون مع حرب الإبادة الجارية في رفح من خلال تأييدهم وترحيبهم بقرار مجلس الأمن الأخير الذي أدان العدوان، فإن مثل هذا الموقف لا يلبي أيا من متطلبات الشعب الفلسطيني أو وسائل توفير الحماية لهم، فالقرار الذي جاء في صيغة هزيلة جراء الضغوط الأمريكية لم يوفر أية حماية للشعب الفلسطيني ولا يلبي أية متطلبات تحول دون سياسة هدم وتدمير المنازل، وهو في المحصلة ليس أكثر من ورقة لا تحمل شيئا ذا قيمة، بدليل أن الإرهابي شارون لم يتوان عن الاستمرار في ذات مخطط التدمير والإبادة دونما احترام لقرار مجلس الأمن، أو حتي تقدير للحكام العرب في قمتهم، وبرغم كل رسائل الود التي يبعثها بعضهم إلي السفاح القاتل. وفيما أعلن مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تترقب باهتمام ما ستخرج به القمة العربية في تونس من قرارات فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط. بدا واضحا بحسب المسئول الأمريكي أن واشنطن حصلت علي تعهدات من البلدان العربية علي ضوء اتصالات جرت معها بأن القمة سوف تناقش مشروعا عربيا قويا لإصلاح المجتمعات العربية، موضحا أن واشنطن تنتظر ما ستقرره القمة العربية بخصوص هذا المشروع، وكذلك الموقف الذي سيصدر عنها بشأن الوضع في العراق وفلسطين. وكانت واشنطن قد امتنعت عن التصويت علي قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الاوضاع في رفح كإجراء تكتيكي بهدف الحصول علي تنازلات من القمة العربية حول جملة القضايا محل البحث. إلي ذلك تزايد الجدل حيال الطلب الذي تقدم به وفد سلطة الاحتلال الأمريكي الممثل للعراق في القمة في شأن إرسال قوات عربية للعراق، حيث أبدت بعض الدول موافقتها علي ارسال قوات وفق ضوابط وشروط محددة، إلا أن مثل هذا الطلب سوف يثير المزيد من الجدل، خاصة في ظل المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال الأمريكي، حيث تري بعض الأوساط أن تبني مثل هذا الموقف يشكل طوق نجاة للجيش الأمريكي الغارق في المستنقع العراقي. والمحصلة أن استمرار القمة علي هذا المنهج يوفر لإسرائيل الأجواء والظروف المناسبة لمواصلة مخطط ذبح وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وتنفيذ مخططها علي الأرض، تماما كما أن التعاطي مع الملف العراقي وفق حسابات الارتباط السياسي مع الولايات المتحدة يوفر لأمريكا كل وسائل الدعم لمواصلة تنفيذ مخططها علي الأرض العراقية. وهكذا تبدو الأمور في ظل استمرار سياسة الكلمات الإنشائية، والمواقف الهلامية الباهتة، والنتيجة الحتمية لقمة تونس العربية هي ‘حصاد مر مرارة العلقم’.
(المصدر: صحيفة الأسبوع المصرية الصادرة يوم 24 ماي 2004)
 

المغرب والمشرق
محمد الأشهب    
على عكس قمة الجزائر المغاربية استطاعت قمة تونس العربية حشد مشاركة القادة المغاربيين. والأمل في ذلك أن دعم تونس لاستضافة القمة وحّد العواصم المغاربية في سابقة لافتة، أقربها أن عدم الاتفاق مغاربياً ذوّب في شبه اتفاق عربي. إلا أن ذلك لا يعني أكثر من توجيه الانتقاد إلى الجامعة العربية، قياساً إلى أن تجارب الدول المغاربية مع الجامعة كانت تميل دائماً إلى تغيير وضعها. فالتونسيون كانوا سباقين إلى قبول قرار تقسيم فلسطين. كما أن المغاربة نزلوا بثقلهم في التبشير بضرورات السلام، فيما ضغط الجزائريون على المجلس الوطني الفلسطيني لتغيير قناعاته، ومضى الموريتانيون في خطوات التطبيع قبل أن تكتشف جماهيرية الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي محاسن التعاطي مع الغرب. هل كان المغاربيون على حق في الذهاب إلى تونس، من منطلق أن الأفكار عن الديموقراطية والإصلاحات الهيكلية والسياسية لها رنين مسموع؟ وهل أن النقاش المفتوح في شأن هذه الاشكاليات لا يحجب الخلافات السياسية القائمة في المنطقة؟
الأرجح أن مشكلات أكبر توجد تحت السطح، وأقربها أن التطبيل للديموقراطية لا يمكن أن يبني علاقات طبيعية على الصعيد العربي، طالما أن عنوان الأزمة الكبير هو استمرار الاحتلال إسرائيلياً في فلسطين، وأميركياً في العراق. وليس في إمكان أي دولة عربية أن تكون بمنأى عن آثار تلك الأزمة، حتى لو تم التذكير دائماً بمنافع وفرص الديموقراطية الناقصة، فوضع الجامعة العربية ليس أحسن حالاً من وضع الأمم المتحدة ذاتها التي أصبحت خارج سياق الدفاع عن الشرعية. وبالتالي فالمنطق الذي يثير الاهتمام على نطاق واسع هو ما يربط بين الديموقراطية والتحرير، أي أن العائق في مواجهة التقدم على الصعيد العربي ليس عدم التفاعل مع دعوات الديموقراطية فقط، ولكنه سريان المخاطر التي يشكلها التحالف الأميركي – الإسرائيلي. ولا أحد يصدق أن مرحلة الحروب التي يتعرض لها العالم العربي على مستويات عدة يمكن تبريرها بدوافع ديموقراطية، طالما أنها تنفذ بهدف الهيمنة، كما أن لا أحد في إمكانه أن يتجاوز مظاهر الاستياء التاريخي ازاء السياسة الأميركية في العالم العربي. ومن دواعي السخرية أن قيّم الديموقراطية وحقوق الإنسان التي يراد تسويقها عربياً هي القيّم نفسها التي يتم تجاهلها في سياسة إسرائيل التي لم توصف يوماً بأنها شريرة على رغم أنها عين الشر والاستهتار والقسوة. من الحيف القول إن الشعوب العربية غير راغبة في الديموقراطية، أو أنها لا تملك الحماسة نفسها التي تطبع النقاش حول قيمها. فهذه قضية كونية لا مكان فيها للتمييز. لكن الديموقراطية، إذ تصبح صواريخ وقنابل عنقودية وأسلحة محظورة تجرب في أجساد الأبرياء المدنيين، تصبح نفاقاً وتعسفاً وتمييزاً. ولا شيء يحمل على الاعتقاد بأن الأميركيين في طريقهم لأن يقيدوا ولو مرة واحدة في التاريخ من فرضية سوء العلاقة مع إسرائيل، وبالتالي فليس العالم العربي من يشكل جوهر المشكل مع أميركا، ولكنها علاقة التحالف مع إسرائيل محور كل المشاكل.
ليس الموقف المغاربي منفصلاً عن السجال الدائر في شأن مستقبل ترتيب البيت العربي، وعلى رغم أن للمنطقة ذاتية خاصة تاريخياً وجغرافياً، فإنها تظل جزءاً من العالم العربي. ومن القضايا التي تسترعي الانتباه ان بعدها الجغرافي عن الشرق الأوسط لم يحل دون تراكم حساسيات ومشاعر والتزام ازاء ما يحدث هناك. وليس عسيراً تفهم أن من لا يستطيع خوض غمار الصراع يبحث عن بدائل أخرى تعيد صوغ العلاقات على نحو مغاير. وعدم مساندة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط والخليج لا يعني الرضوخ لها كلياً، لكن ليس كل شيء يمكن احالته على قاعدة الزمن والمستقبل.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 ماي 2004)

 

واشنطن تدعو خمسة زعماء عرب إلى قمة الـ 8

واشنطن ـ سلامة نعمات      علمت « الحياة » من مصادر ديبلوماسية في واشنطن امس ان ادارة الرئيس جورج بوش وجهت دعوات الى زعماء خمس دول عربية على الاقل لحضور قمة « مجموعة الثماني » الشهر المقبل والتي ستطلق مشروعاً للتحديث والاصلاح في العالم العربي في اطار خطة شبيهة بـ »خطة مارشال » التي اعتمدها الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية. وذكرت المصادر ان دعوات وجهت الى زعماء السعودية ومصر والاردن واليمن والمغرب للمشاركة في القمة التي يتوقع ان تقر « شراكة اقتصادية وامنية » بين الدول العربية الداعمة للخطة والدول الصناعية الاكثر تقدماً. وكشفت المصادر ان الملك عبدالله الثاني والرئيس اليمني علي عبدالله صالح وافقا على حضور القمة, فيما تردد أن السعودية ومصر والمغرب لم تبلغ الادارة الاميركية بعد موقفها. واكد مسؤولون اميركيون لـ »الحياة » ان الادارة ستعلن خلال القمة التي ستنعقد في جزيرة تابعة لولاية جورجيا بين 8 و12 حزيران (يونيو) المقبل صيغة جديدة معدلة لمشروع « الشرق الاوسط الكبير » اعدت بالتنسيق مع دول الحلف الاطلسي ودول عربية واسلامية, لإطلاق اصلاحات سياسية واقتصادية. وقال المسؤولون إنهم يضعون اللمسات الاخيرة على المشروع الذي عدّل لضمان حصوله على دعم اعضاء الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي وتأييد القمة العربية المنعقدة في تونس. وأعلن حاكم ولاية جورجيا امس حال الطوارئ في ست مقاطعات ساحلية في جورجيا, بدءاً من غد الاثنين, كخطوة امنية احترازية لحماية المشاركين في القمة التي يتوقع ان يغطيها حوالى 3 آلاف صحافي, في اكبر حدث تشهده الولاية منذ الالعاب الاولمبية عام 1996. وقال مسؤول ساهم في صوغ مشروع الاصلاح والتحديث في العالم العربي ان توقيت اطلاق المشروع « قد لا يكون مثالياً » في ضوء تدهور الاوضاع في العراق, والتزام واشنطن تأييد خطة الفصل التي طرحها رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون, فضلاً عن نشر صور تعذيب معتقلين عراقيين, « لكننا مضطرون لإعلان الخطة الشهر المقبل ». وأوضح ان الادارة الاميركية اقتربت ايضاً من الاتفاق مع دول الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي على مشروع مواز يحمل اسم « مبادرة اسطنبول للتعاون », والتي تسعى الى تعزيز علاقات الدول الغربية مع دول الشرق الاوسط من خلال عرض شراكة في المجال العسكري والامني. ومن المقرر ان تعلن هذه المبادرة خلال قمة « الاطلسي » في اسطنبول أواخر الشهر المقبل. وأوضح مسؤول اميركي امس ان الجديد في مشروع الاصلاح والتحديث في المنطقة العربية, هو ان عناصره « جاءت من الافكار التي تمخضت عن لقاءات عقدت في المنطقة, وتبنتها اطراف عربية واقليمية ». واضاف ان صيغة مبدئية للمشروع كانت وزعت على الدول المعنية للحصول على مساهماتها ومعرفة تحفظاتها المحتملة, وضمان الحصول على اوسع تأييد ممكن للاقتراحات. وشدد على ان وثيقة الاصلاح المقترحة « لن تكون بديلاً من ضرورة التقدم نحو تحقيق سلام عربي – اسرائيلي, لكننا لا نستطيع ان نترك الاصلاح رهينة لعملية السلام, بل نعتقد بأننا يجب ان نواصل العمل على الجبهتين في شكل منفصل ». ويتوقع ان يعلن عن تخصيص بليون دولار سنوياً لتمويل المشروع الطموح, بمساهمة من الدول الاوروبية وبعض دول المنطقة. في صنعاء (« الحياة ») أكد موقع « المؤتمرنت » التابع للحزب اليمني الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) ان الرئيس علي صالح سيتوجه مطلع الشهر المقبل الى الولايات المتحدة لحضور قمة مجموعة الثماني, وسينقل الى القمة صورة عن التجربة الديموقراطية في بلاده, وما قطعه اليمن من خطوات في الجانب التنموي, ودوره في مكافحة الارهاب وحفظ السلام والاستقرار.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 ماي 2004)

« مراسلو الحديقة » وراء القذافي و »الأخ القائد » يفضل الكاميرات على الأقلام
تونس – محمد صلاح     

 

بعدما استقر رؤساء الوفود العربية في مقاعدهم حول الطاولة الدائرية الكبيرة في قصر المؤتمرات في تونس, وما أن سمح المنظمون للصحافيين بدخول القاعة, اتجه المصورون منهم أولاً صوب مقعد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي, ربما لأنها للمرة الأولى يشاهدونه وهو يدخن سيجارة ويبتسم كلما « شد نفساً » منها. أو ربما لأنهم كانوا يتوقعون أن يأتي الحدث الأهم عن طريقه, ولو لاحقاً. قسم منظمو القمة الصحافيين والمراسلين الى قسمين. منهم من وجهت اليهم دعوات للجلوس داخل القاعة وان كانت بعيدة, ولا يسمح لهم مجال الرؤية بمتابعة دقيقة لما يحدث في القاعة, ومنهم من وقف خارج القاعة في حديقة جانبية. وهؤلاء كانوا الأوفر حظاً. فهم الذين تمكنوا من متابعة الحدث حتى نهايته ونالوا شرف السير خلف « قائد الثورة » وليس « الرئيس » كما نبه هو الجميع لاحقاً.

فالاعلاميون في الداخل والذين شاهدوا القذافي يلملم جلبابه ويأمر أعضاء الوفد باللحاق به خارجاً, لم تسمح لهم الاجراءات الأمنية بالخروج من القاعة. أما زملاؤهم « مراسلو الحديقة » فوجدوا ان الارتباك أصاب مسؤولي الأمن التونسيين وصار الأمر ملكاً للمسؤولين في هيئة الاتصال الخارجي الليبي الذين نبهوهم الى أن « الأخ القائد » يطلب منهم اللحاق به الى حيث سيعلن « قراراً مهماً », في مؤتمر صحافي من دون أن يحددوا مكانه. سريعاً استقل الزملاء باصين كانا في الانتظار بعدما دوّن كل منهم اسمه, والجريدة أو الوكالة أو الفضائية التي يعمل فيها. لكن لم يكن أي منهم يعرف ماذا حدث داخل القاعة, وما اذا كان « الأخ القائد » خرج محتجاً على شيء داخلها أو جاءته الفكرة بشكل مفاجئ.

المهم في الأمر ان أحداً أيضاً لم يكن يعلم الى أين يتجه الركب. وثارت الشكوك بعدما طال الوقت وتجاوز نصف الساعة حتى أن أحدهم أراد أن يبدو كعالم ببواطن الأمور فأبلغ زملاءه بأنهم متجهون الى طرابلس. لكن بعدها توقف الباصان وهبط الجميع ليجدوا أنفسهم في حديقة واسعة يحتل مسبح جزءاً منها, وعلى مرمى من البصر كانت خيمة « الزعيم » منصوبة فاكتشفوا أنهم في مقر إقامة الزعيم الليبي في تونس في منطقة « قمرت ». ثم أمر مسؤول ليبي الجميع بالوقوف صفاً واحداً ليخضعوا للتفتيش.

احتجت مراسلة « نيويورك تايمز » الزميلة عبير علام, ليس اعتراضاً على التفتيش ولكن لأنها أتت أساساً من مقر المؤتمرات مما يعني أنها خضعت مسبقاً للتفتيش الدقيق من التونسيين. وصاحت: « أنا اتفتشت كثيراً قبل كده », لكن صياحها ذهب هباء وامتثلت للأوامر مثل الباقين.

واقتيد الجميع الى باحة الفيلا حيث دب الشجار بعدها بين الصحافيين والمصورين إذ أمر منظمو المؤتمر بوضع الكاميرات أمام طاولة « القائد », على أن يجلس الصحافيون في الخلف, عكس ما هو متبع في كل المؤتمرات الصحافية. فالقائد أحرص على الإعلاميين من أنفسهم ويدرك أن الأوضاع انقلبت وأن الصورة في الاعلام صارت أهم من الكلمة. وجاء القائد متخلياً عن سيجارته التي أشعلها لشعوره بـ »القرف », فقد استراح وربما يكون قد أراح.

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 ماي 2004)

 


موريتانيا: الترخيص لحزب معارض جديد
نواكشوط – الشيخ بكاي      

رخصت السلطات الموريتانية لحزب معارض جديد شكلته شخصيات دعمت الرئيس السابق محمد خونة ولد هيدالة في الانتخابات الرئاسية الماضية التي اعتقل في اثرها وصدرت في حقه وعدد من أنصاره أحكام تجردهم من حقوقهم السياسية والمدنية. ويأتي الترخيص لهذا الحزب الذي يدعو إلى تغيير الدستور والحد من صلاحيات رئيس الجمهورية, بعد رفض آخر قدمته شخصيات مؤيدة لولد هيدالة وتنتمي غالبيتها إلى التيار الإسلامي.

وقال سيدي ولد دوماني, وهو مسؤول في قيادة الحزب الجديد لـ »الحياة » إن ما وصفه بفشل المعارضة في اجتذاب الشارع « يعود إلى أنها سائرة في قوالب مرسومة, والكل يبحث عن مقعد الرئيس معاوية (ولد سيد أحمد الطايع) ليحكم بالطريقة نفسها ». وأضاف ان « أزمة موريتانيا أزمة نظام, ويكمن الحل في الفصل الحقيقي للسلطات وإقامة توازن بينها ».

ويدعو الحزب الجديد الذي حمل اسم « حزب الصواب » إلى تعديل دستوري يسمح بانتخاب الوزير الأول (رئيس الحكومة) من بين برلماني الحزب الحاصل على الأكثرية, ويجعل الوزير الأول مسؤولاً فقط أمام البرلمان. كما يدعو إلى انتخاب رئيس الجمهورية في البرلمان, لا الاقتراع المباشر.

ويدعو « الصواب », طبقاً لنصوصه إلى لامركزية تستند إلى انتخاب مجالس اقليمية تتولى تنفيذ البرامج التنموية ومتابعة شؤون المواطنين على أن يعهد إلى محافظي الولايات فقط بالأمور الإدارية والأمنية.

ويحكم موريتانيا نظام رئاسي يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات واسعة. وهو يعين وزيراً أول يتولى تحت اشرافه تنسيق سياسات الحكومة.

ويتولى قيادة الحزب الجديد الدكتور الشيخ ولد حننه, وهو اخصائي في العيون والأنف والحنجرة, ولا يعرف كثيراً في الأوساط السياسية.

ويقف وراء تـــشكيل الحزب عدد من السياسيين القـــدامى الذين لعب بعضهم دوراً في الحزب « الجمهوري الدـــيموقراطي » الحاكم لم تظهر اسماؤهم على قائمة هيئته القيادية بينهم الزعيم البعثي السابق محـــمد يحظيه ولد بريد الليل الذي قاد حزب البعث الــسري الســـــابق عشرات السنين, وتقلد وظائف عدة في الحكومات الموريتانية التي تعاقبت على البلاد, وسجن مراراً بتهم منها العمل على قلب نظام الحكم وتشكيل منظمة غير مشروعة.

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 ماي 2004)

 


إخوان سوريا: الإصلاح يجب أن يشمل الجميع

إمام الليثي – إسلام أون لاين.نت/ 23-5-2004 نفى الشيخ علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا وجود أي اتصالات مع الحكومة السورية من أجل تسوية الخلافات بين الجانبين، مشددا على حرص الإخوان على أن تشمل أي خطوة انفتاح أو إصلاح سياسي من جانب دمشق كافة قوى المعارضة السورية المتحالفة مع الإخوان. كما طالب البيانوني السلطات السورية بإثبات رغبتها الجادة في الإصلاح عن طريق المبادرة أولا إلى حل المشكلات المرتبطة بحقوق الإنسان، خاصة ما يتعلق منها بأوضاع « آلاف المعتقلين والمهجرين » السوريين. وفي اتصال هاتفي مع « إسلام أون لاين.نت » الأحد 23-5-2004 اعتبر البيانوني أن كل ما جاء على لسان الدكتور محمد حبش عضو مجلس شورى الشعب بسوريا عن وجود هذه الاتصالات « مجرد تسريبات من الحكومة السورية للاستهلاك الإعلامي، وليست مبادرة أو حتى طرحا لمبادرة جادة ». وشدد البيانوني على رفض إخوان سوريا « لمبدأ الاجتزاء والإقصاء الذي تلوح به الحكومة السورية من وقت لآخر؛ في محاولة لجذب هذا الفصيل أو ذاك » من قوى المعارضة. واعتبر أن « أي جهود للإصلاح كي تكون جادة لا بد أن تشمل الجميع ». وأشار إلى وجود ما وصفه بـ »تسريبات » إعلامية من جهات ذات صلة بالحكومة تتم من وقت لآخر، وتتحدث عن اتصالات بين الحكومة وفصائل من المعارضة؛ « في محاولة لتجميل صورة السلطات بالخارج »، على حد قوله. ووصف تلك المحاولات بأنها « مجرد تضليل وخداع ومحاولات لشق صفوف أطراف المعارضة التي اتفقت على ميثاق وطني في أغسطس عام 2002″. وكان الدكتور محمد حبش -رئيس مركز الدراسات الإسلامية، عضو مجلس الشعب السوري (البرلمان)، المنتخب عن التيار الإسلامي- أشار السبت 22-5-2004 في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » إلى وجود اتصالات بين السلطات السورية والإخوان، واعتبرها « مرحلة تمهيدية لإجراء المصالحة، وعودة الشخصيات الإسلامية المعارضة للبلاد ». ورأى أن هناك « إشارات » أصدرتها السلطات السورية مؤخرا للتعبير عن رغبتها في التقارب مع الإخوان. وتحظر دمشق تماما أي نشاط سياسي لجماعة الإخوان في الأراضي السورية. وعلق الببيانوني قائلا: « إذا كان حبش يتفاوض مع إخوان سوريا أو يرعى تفاوضا معهم فليخبرني بمن يتصل، أم أن هناك إخوانا سوريين غيرنا، هذه رسالة يقصد بها التلويح لأمريكا بأننا (السلطات السورية) ماضون في اتجاه الإصلاح ». وعن مدى تقبل إخوان سوريا للتحاور مع دمشق بشكل منفصل عن باقي قوى المعارضة قال البيانوني: « لا نغفل الحوار مع أي جهة سياسية؛ سواء أكانت داخل السلطة أم خارجها، شرط أن يكون حوارا حقيقيا وليس تلميحا بالحوار، لكننا نرفض أيضا سياسة الإقصاء والاجتزاء ». وأضاف: « لقد ارتبطنا بميثاق وطني مع فصائل من المعارضة التي وافقت على أن تقف معنا ضد الاستقواء الأجنبي على سوريا وضد التدخلات الأجنبية، وصرنا تجمعًا للمعارضة له رؤية إصلاحية تنبع من نظرتنا لمصالح البلد ولا نقبل بإقصاء فصيل وتقريب آخر ».
الإصلاح أولا وعن الاشتراطات التي يضعها إخوان سوريا للدخول في مفاوضات مع الحكومة قال المراقب العام: « نطالب قبل أي شيء وحتى قبل الإصلاح السياسي أن يتم حل المشكلات المتعلقة بحقوق الإنسان، فلا يمكن أن يكون هناك تقدم سياسي دون إجراء من الحكومة يعزز ثقة المواطن بها ». وأضاف: « آلاف المعتقلين لا يعرف عنهم شيء منذ ربع قرن، وآلاف المهجرين خارج الوطن لا يمتلكون حق إصدار وثيقة سفر ولا تعترف بهم الدولة، لا بد أن تعالج هذه القضية أولا حتى نعرف أن الحكومة جادة في الإصلاح أو التقارب ». وأكمل قائلا: « نطالب باحترام التعددية والديمقراطية وفتح المجال للمشاركة الشعبية حتى نستطيع تكوين جبهة داخلية متينة تستطيع الصمود ضد التحديات الخارجية، إلا أنه في ظل وجود نظام الحزب الواحد لن نتقدم خطوة في اتجاه الإصلاح ». وعن الدعوات التي تنطلق من بعض فصائل المعارضة تطالب بتدخل أمريكي ضد سوريا قلل البيانوني من أهمية هذه الدعوات، مشيرا إلى أنها « لم تصدر إلا عن فصيل واحد هو حزب الإصلاح » الذي تأسس في واشنطن منذ عام واحد فقط، ولم ينضم لجبهة المعارضة الموقعة على الميثاق الوطني. وقال: « هؤلاء لم نسمع عنهم من قبل كمعارضين، وليس لهم وزن في الشارع السوري ». وكانت تيارات سياسية مختلفة وشخصيات عامة وحقوقيون ومعارضون مستقلون قد التقوا في مؤتمر وطني بلندن في أغسطس 2002، وأصدروا في ختامه بيانا اعتبروه بمثابة « ميثاق وطني » للمعارضة السورية، وطالبوا فيه النظام السوري بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية في سبيل بناء دولة حديثة تقوم على احترام حقوق الإنسان. وشدد الميثاق السوري على رفض أي محاولات لحل المشكلات السورية من خلال التدخلات الخارجية، أيًّا كان مصدرها أو أهدافها وصبغتها.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 23 ماي 2004)
 

الحداثيون أين هم هذه الأيام؟

منير شفيق (*)   احداث رفح وحي السلطان، ابتداء من الهدم الممنهج للبيوت وتسوية احياء كاملة مع الارض، مروراً بالاغتيال الذي توسع إلى قتل عشرات النساء والاطفال والشيوخ قتلا متعمداً، وانتهاء بقصف تظاهرة سلمية اغلبها من النساء والاطفال والفتيان ومن أضواهم العطش بعد تخريب البنية التحتية، هذه الاحداث تختزل الوضع الراهن في فلسطين بأكمله، فهي تكشف العقلية الاسرائيلية والاستراتيجية الإسرائيلية: كل ما هو فلسطيني من دم وانسان وارض وبيت ووجود مستباح، فعلى هذا قامت الدولة العبرية، وعلى هذا استمرت وتوسعت، وعليه تواجه الوضع الراهن.   هذه الاستباحة التي تستند الى القوة المتفوقة وهدف اغتصاب وطن وتفريغه من اهله وتلقى دعماً دوليا متعدد الاوجه، وتغطية غربية تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وبكل حقوق الانسان.. هي ما يختزل العقليات والاستراتيجيات وردود الافعال الفلسطينية على اختلاف تلاوينها، انها معادلة تضع الدم الفلسطيني مقابل الصاروخ الاسرائيلي وطائرات الفانتوم والاباتشي الامريكية، وتجعل الاصرار على الحق الفلسطيني ولو في حدوده الدنيا، قبالة كل الظلم والنفاق الدوليين.   امرأة فلسطينية في الاربعينيات ربما، وكهل آخر، قال كل منهما على حدة، وهو يقف فوق ركام بيته، كما نقلت اكثر من قناة تليفزيونية: ماذا تقولون هل هناك أعز من الولد أو أغلى منه، حتى هذا البيت يعوض أما الولد فلا يعوض، انظروا الى هذا الدمار والدم وهذا الظلم، وبعد ذلك هل تلومون الولد ان فجر نفسه، والمثل يقول ما الذي يجعلك تقبل بالمر الا الذي امر (اشد مرارة) منه.   وهكذا بأيام معدودة لخصت الابعاد الاساسية لصورة الوضع، ولهذا ترى الذين اكثروا من لوم الفلسطينيين وانتفاضتهم ومقاومتهم وصمودهم وتحدثوا كثيراً عن العنف الفلسطيني وقتل المدنيين حتى كدت تحسب الواحد منهم «مسيحا» اخلاقيا، أو «سلامياً غاندياً».. فهؤلاء يبتلعون الآن ريقهم، ولا يعرفون كيف يوارون وجوههم، ولا كيف يخرجون الكلمات من اقلامهم، طبعا ليست مشكلة في ان يدينوا تطرف شارون وبوش ويأسفوا لما يحصل في رفح، فهذا امر يمارسه بوش حين يعلن الناطق الرسمي الامريكي انه صدم مما يحدث في رفح، أو عندما يأسف لما تعرض له العراقيون من تعذيب على أيدي افراد من جيشه في سجن ابوغريب، ويمكن ان تسمع مثل ذلك من قيادات اسرائيلية وربما من شارون نفسه، وقد سبق وتأسف لسقوط ضحايا من المدنيين، لكن المشكلة في عدم مراجعتهم لأنفسهم ولمواقفهم وسياساتهم، والاسوأ انهم سيعودون سيرتهم الاولى بعد ان تمر «العاصفة» ويا ويل الفلسطينيين اذا ردوا حتى لو ينسف دبابة فيها جنود.   المطلوب من هذه الاحداث ان تشكل منعطفا لفهم أعمق لكامل أبعاد الصراع في فلسطين، ومن حولها: فهم اعمق لطبيعة المشروع الصهيوني وعقلية قادته واستراتيجيتهم وكفى اوهاما وتمييعا للصورة، ثم فهم اعمق لطبيعة الادارة الامريكية وعلاقتها بالمشروع الصهيوني، وحقيقة مواقفها من الفلسطينيين والعرب المسلمين، ثم هنالك ضرورة تعميق الفهم لطبيعة القوى السياسية والاستراتيجية والايديولوجية التي تقود الحضارة الغربية عموماً، والتي تمثل قيادة العولمة- الحداثة- الديمقراطية- حقوق الانسان، وتعطي دروساً في التسامح والاعتراف بالآخر والابتعاد عن الالغاء والاقصاء والتطرف والتعصب ومكافحة الشر وقوى الظلام.لم تكن ثمة حاجة الى احداث رفح لتهز الشجرة هزاً عنيفاً، فهناك سجل تاريخي من احداث ووقائع اهم في تكوين ذلك الفهم المعمق.   لكن ما العمل وقد انتشرت مقولات لاسيما بعد انتهاء الحرب الباردة، راحت تنشر فهما مغلوطا مزيفا حول حيقيقة المشروع الصهيوني او حقيقة الدول المهيمنة على الوضع العالمي الجديد وفي المقدمة الولايات المتحدة، افلم ندخل عصر انتصار الديمقراطية وحقوق الانسان والحداثة وما بعد الحداثة، عصر انتصار القيم الكونية والشرعية الدولية وحل مشكلات العالم حلاً عقلانياً بعيداً عن العنف وصراع الايديولوجيات، افلم يصل الامر بفلسطيني الى ان يقول: لقد كنا مخطئين في فهم المشروع الصهيوني ووصف الصهيونية بالعنصرية فيما الحقيقة هي حركة تحررية، ونحن الذين يجب ان نتخلص من تعصبنا وعدم تسامحنا وعدم اعترافنا بالآخر.   بكلمة، مقولات وهمية انتشرت على نطاق واسع راحت تمحو ذلك السجل التاريخي كأنه انقطع نهائيا، وجعلت تكثر من الاصباغ الزاهية على الصهيونية والرأسمالية العولمية والسياسات الامريكية، وحقيقة المواقف الاسرائيلية- الدولية ازاء حل القضية الفلسطينية، أو بناء نظام شرق أوسطي جديد، لكن هذا كله تراجع الى الخلف امام هول سياسات بوش واستراتيجيته العالمية، كما امام سياسات شارون واستراتيجيته الفلسطينية- العربية- الاسلامية، حتى وصلنا الى الاحداث التي عرفها العراق وفلسطين وفي بؤرتها ما عبرت عنه الصور التي خرجت من سجن أبوغريب، وما تعرضت له الفلوجة والنجف وكربلاء، وما عبرت عنه ايام رفح التي توجت باطلاق الصواريخ والقذائف على التظاهرة السلمية وتناثر اشلاء واهراق دم غزير.   والسؤال هل يكفي تراجع تلك المقولات من دون نقدها نقداً صارماً باعتبارها اوهاما اصبغت على واقع هو في حقيقته على الضد منها؟ وهل يمكن ان تعالج قضية فلسطين أو العراق ومختلف القضايا العربية والاسلامية والعالمية اذا لم يفهم المشروع الصهيوني، وليس شارون فقط، والاستراتيجية الامريكية العالمية وليس بوش فقط، على حقيقتهما والى اي حد يمكن ان يصلا؟ هذا ومن دون ان نستثني الانطلاق من تحليل المواقف الاوروبية والروسية ازاء ما حدث في رفح وما يحدث في العراق لكي تفهم طبيعة العلاقات الدولية، اين تفترق وتتناقض السياسات واين تتلاقى أو تتهادن؟   لكن لا مفر من مواجهة حقيقة اخرى فيما يختص بتلك القوى وهي خضوع ساستها والقوى المتنفذة فيها حتى في المجال الثقافي الى كثير من الابتزاز الصهيوني والخضوع للسياسات الصهيونية، ويكفي ان نلحظ التواء التعليقات وهي تشجب هدم البيوت وقتل المدنيين الفلسطينيين الى حد شبيه بخطرات النسيم على وجه شارون والى حد ضرب المطارق، أو وضع السيوف على مقاومة الفلسطينيين للاحتلال، وان بيان الرباعية الاخير ذو دلالة لمن يتأمله جيداً.   بيد ان الصورة العامة ليست قاتمة، وتصبح اكثر اشراقاً حين نتخلص من الاوهام ونواجه الحقيقة ونبني استراتيجياتنا الفلسطينية والعراقية والعربية والاسلامية والعالم ثالثية على ضوئها، فامريكا، مثلا، تعادينا حتى التماهي مع المشروع الصهيوني، ولم ينفع معها كل ما قدم من تنازلات وما عرض عليها من حسن تعاون اما النتيجة فما حدث في رفح وسجن ابوغريب باعتبارهما رمزين لا اكثر، فهل يستمر النهج الفلسطيني- العربي- وبعض العراقي ام ينجلي الافق لنهج آخر؟   (*) كاتب ومفكر فلسطيني   (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 23 ماي 2004)

Accueil

Lire aussi ces articles

4 janvier 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2053 du 04.01.2006  archives : www.tunisnews.net Houcine Mhamdi: Connaître la prison

En savoir plus +

8 décembre 2003

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1297 du 08.12.2003  archives : www.tunisnews.net الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.