Accueil
TUNISNEWS
6 ème année, N° 1911 du 14.08.2005
الجزيرة.نت: بوتفليقة-الاستفتاء على قانون العفو نهاية سبتمبر
ياسر الزعاترة: تونس: لا للحجاب ولا حوار مع الإسلاميين
الاستاذ فيصل الزمنى : لمصلحـة من يحدث كــل هـذا ؟ الهادي بريك: الدكتور حسن أبو العلا في ذمة الله سبحانه
الحياة: خطوات لتعزيز السياحة في إطار أوليات التعاون الصيني – العربي
عبداللطيف الفراتي : تأييد الإرهاب
في حوار مع الجزيرة نت: الترابي
متشائم لوضع السودان ومقر بفشل تجربته الإسلامية
د.فيصل القاسم : عندما ينقلب العُربان
روبرت هنتر: يجب دعم الديمقراطيات حول العالم
TF1: Algérie: Bouteflika veut rétablir la paix
Le RED appelle au retour des réfugiés et exilés mauritaniens Habib Mellakh: « Et les fruits passeront la promesse des fleurs »
Bilel: Avec du vieux , on ne fait jamais du neuf
Kamel Chaabouni : Poème… Gloire à notre confrère Me Mohamad Abbou, courageux avocat de la liberté…
IHT: Frank Rich – Someone tell the president the war is over
|
بوتفليقة-الاستفتاء على قانون العفو نهاية سبتمبر
أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تنظيم استفتاء حول « مشروع ميثاق للسلم والمصالحة الوطنية » في 29 سبتمبر/أيلول المقبل.
ويشمل مشروع القانون الذي أعلنه بوتفليقة في خطاب ألقاه اليوم أمام مسؤولين، أعضاء الجماعات الإسلامية المسلحة. وينص المشروع على اتخاذ « تدابير ملموسة لوقف إراقة الدماء وإرساء السلام » في الجزائر كما أعلن بوتفليقة.
وأضاف أن المشروع ينص على تعليق الملاحقات القضائية بحق كل الذين أوقفوا أنشطتهم المسلحة وسلموا أنفسهم للسلطات منذ 13 يناير/كانون الثاني 2000 تاريخ انتهاء مفعول قانون الوئام المدني, « شرط ألا يكونوا ارتكبوا مجازر جماعية أو عمليات اغتصاب أو اعتداءات بالمتفجرات في أماكن عامة ». وأوضح أن المشمولين بهذا المشروع « عددهم كبير ».
وكان بوتفليقة أعلن في 1999 قانونا « للوئام المدني » يقضي بعفو شامل أو جزئي عن العناصر المسلحة التي لم ترتكب جرائم قتل أو اغتصاب أو وضع متفجرات في الأماكن العامة. وسمح هذا القانون بالعفو عن آلاف الإسلاميين المسلحين.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 أوت 2005)
شركة قطارات تونسية توفر خدمة إنترنت لركابها
تونس ـ رويترز: أطلقت شركة قطارات تونسية خدمة معلوماتية لركابها، تتمثل في تصفح شبكة الانترنت اثناء سفرهم، في بادرة هي الاولى في نوعها في وسائل النقل العام في تونس.
وقالت مصادر من الشركة التونسية للسكك الحديدية، إن مسافري الرحلات البعيدة على متن القطارات يمكنهم الاستفادة من خدمة الانترنت، لأول مرة على متن القطارات، من خلال قاعة مخصصة لذلك في القطار مقابل سعر وصف بانه رمزي. وأضافت المصادر أن هذه الخدمة الجديدة تأتي لدعم التوجه الذي انتهجته الشركة في توفير خدمات متنوعة ومتميزة للركاب.
وتنقل الشركة أكثر من 35 مليون راكب سنويا، من بينهم خمسة ملايين يسافرون في رحلات طويلة والباقي يتنقلون داخل المدن الكبرى. وتأتي هذه الخدمة تزامنا مع استعداد تونس لاستضافة قمة عالمية حول مجتمع المعلومات في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 14 أوت 2005)
تونس: لا للحجاب ولا حوار مع الإسلاميين
ياسر الزعاترة 3/7/1426 08/08/2005
في مفاجأة للجمهور التونسي بمناسبة إحياء عيد الجمهورية الذي يوافق الخامس والعشرين من تموز/يوليو أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في خطابه على مسألتين؛ تتمثل الأولى في التأكيد على أن الحجاب أمر مرفوض في تونس باعتباره لباساً وارداً من الخارج يرمز لانتماء سياسي معين، أما الثانية فهي رفض الحوار مع حركة النهضة التونسية بزعامة الشيخ راشد الغنوشي، وهي حركة المعارضة الإسلامية الأساسية، ويتوزع قادتها بين المنافي والسجون، على أساس من رفض الحوار مع الأحزاب التي ترتكز إلى مرجعية دينية.
هكذا تأتي لاءات الرئيس التونسي لتهيل التراب على آفاق المصالحة التي بشر بها العديد من المراقبين في الساحة التونسية، ومعها بالطبع آفاق الانفتاح على المجتمع ووقف سياسة العسكرة الداخلية التي لم تأت على الإسلام السياسي وحده كما يصفه البعض، وإنما أتت على السياسة برمتها، والتي غدت عملياً من اختصاص الحزب الحاكم وحده الذي يفوز بكامل المقاعد في كل الجولات الانتخابية، حتى لو كانت تتعلق بنقابة لشيوخ الطرق الصوفية!!
من المؤكد أن غلق باب المصالحة، ومعها التفاؤل بالإفراج عن حوالي خمسمائة معتقل سياسي يقبعون في السجون منذ ستة عشر عاماً، قد أصاب البعض بالخيبة، لاسيما أولئك الإسلاميين، وبعضهم من رموز حركة النهضة، ممن عولوا على خطاب جديد تجاه النظام يمكنه أن يفتح نافذة للمصالحة، الأمر الذي عارضه آخرون لا يرون أملاً في الوضع القائم ويميلون إلى تشديد الضغط عليه عبر تحالف مع جميع القوى والفعاليات التي تشاركهم القناعة في تجذر حالة الانسداد السياسي في البلاد.
هكذا يثبت الموقف الجديد لرأس النظام التونسي صحة الموقف الذي تبناه الشيخ راشد الغنوشي وعدد من قادة الحركة، مقابل خطأ المواقف الأخرى التي كانت تحيل التأزم القائم في الداخل التونسي، وتحديداً فيما يتعلق بملف النهضة ومعتقليها، إلى المواقف المتشددة لزعيم الحركة في الخارج، فقد ثبت الآن أن أزمة النظام التونسي ليست مع الإسلام السياسي كما يقال، وإنما مع المظاهر الإسلامية برمتها، أي مع الإسلام. أي أننا إزاء علمانية تشبه العلمانية الأتاتوركية التي تعاني منها تركيا.
ليس من العسير القول – بناء على المواقف الأخيرة التي عكسها خطاب الرئيس التونسي- أن النظام لم يفقد رباطة جأشه في مواجهة اتساع دائرة المعارضة على نحو استثنائي في الآونة الأخيرة، لاسيما بعد مبادرته إلى دعوة شارون لزيارة تونس، ولا شك أن هذا الشعور إنما ينبع من استناده إلى الدعم الخارجي، الأمريكي تحديداً والغربي عموماً، وهو دعم لم يأت فقط بسبب المواقف الخارجية المنسجمة مع البرامج الأمريكية في المنطقة، بل أيضاً بسبب ترويجه لنموذجه الناجح في اجتثاث الإسلام السياسي من تونس بالوسائل الأمنية، ومن بعد ذلك تحجيم ظاهرة التدين نفسها، والتي يراها الصهاينة، بحسب نظرية المستنقع والبعوض، أرضاً خصبة لإنتاج الإرهاب.
يحيلنا ذلك إلى » اللاء » الأولى من لاءات السيد الرئيس في خطابه، وهي تلك المتعلقة بالحجاب، إذ أننا هنا إزاء موقف لا يتوفر إلا في تركيا، هناك حيث يجاهد أردوغان الذي تلبس زوجته وبنتاه ذلك الحجاب من أجل تغييره، إضافة إلى فرنسا التي لم تمنع الحجاب إلا في المدارس، فيما تمنعه تونس في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية، في ذات الوقت الذي تحاربه في الشارع بكل ما أوتيت من قوة، على رغم مفاجأة الأعوام الأخيرة التي تمثلت في انتشار ظاهرة الحجاب على نحو أذهل مخططي حملة العلمنة القسرية في البلاد.
هكذا يستقوي النظام على الناس بسطوة القوة، ليس في شؤون السياسة وحسب، بل وفيما يتعلق بالحرية الشخصية ومن ضمنها الالتزام الديني العادي، وهي حالة فريدة يبدو أن من يدعمون هذا التوجه من الأمريكان يريدون نشرها ولو بعد حين، وبالطبع ضمن رؤية تعتقد أن التدين هو الداء الذي ينبغي أن يستأصل من أجل التخلص من الإرهاب، فيما الهدف الحقيقي هو التخلص من أي خطاب يتبنى مواقف معارضة إزاء الهيمنة الخارجية بشكل عام، وإزاء المشاريع الصهيونية في المنطقة بشكل خاص.
نذكّر هنا بأن ما يجري في تونس إنما يؤكد سخف مقولات « الإسلام المعتدل » المطلوب أمريكياً، أو ترويج النموذج التركي، بحسب ما تردد نخب علمانية، بل وإسلامية أيضاً ترى أن تحالفاً سيأتي بين « الإسلام المعتدل » والولايات المتحدة، بعد أن يتنصل الإسلاميون من التزامهم بالقضية الفلسطينية.
والحال أن حركة النهضة هي أقرب الأمثلة إلى نموذج العدالة والتنمية التركي، لكنها ما تزال مرفوضة، وستبقى كذلك ما دام بوسع النظام مطاردتها من دون تأثيرات جانبية واسعة، أما اندماجها في مشروع يعترف بالدولة العبرية من أجل الحصول على الرضا الأمريكي فلا يبدو ممكناً، ليس لأن واشنطن ستفضل علمانيين يعترفون بمصالحها ومصالح تل أبيب على إسلاميين غير مضمونين فحسب، بل أيضاً لأن الحركة سترفض ذلك، إيماناً منها بأن الشارع الذي لم يحركه شيء قدر رفضه لزيارة شارون لتونس، لن يحترمها حين تسكت على قضايا الأمة في فلسطين والعراق، في تناقض واضح مع طروحاتها الأساسية.
في تونس اليوم يقدم النظام نموذجاً في التطبيع المبكر مع العدو الصهيوني كي يساهم في كسر الحواجز أمام الآخرين، فيما يقدم نموذجاً آخر في محاربة مظاهر التدين بعد « إبادة » الإسلام السياسي عسى أن يحتذيه الآخرون أيضاً، لكن الشارع التونسي المنحاز إلى دينه وأمته لن يقف مكتوف اليدين أمام ذلك كله، وما الحراك السياسي الأخير إلا محطة قد تتلوها محطات على صعيد استعادة الحرية المسلوبة والهوية المحاربة
المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ نقلا عن البشير للأخباربتاريخ 13 أوت 2005)
الرابطة التونسية للدفـاع عن حقوق الانسـان ـ فرع نـابل ـ
لمصلحـــــة من يحدث كــل هـذا ؟
الاستاذ فيصل الزمنـى :
لقد فوجئ المنـاضلون الرابطيون التقدميون بمدينـة نـابل بالنص الاول النـازل بجريدة الموقف و الذى يؤكد صدور دعوة عن الرابطيين بمدينـة نـابل بالعمل من أجل دمج فرعي الرابطة بكل من مدينة نـابل و مدينـة الحمـامـات كمـا فوجئ المنـاظلون الرابطيون بالبيـان المنشور بموقع تونس نيوز و الممضى من طرف مجموعة تزعم أنهـا كلهـا متكونة من رابطييـن بالحمـامـات و تؤكد أنهـا قـامت » بحل هيئة رابطة الحمـامـات » هكـذا جـاء بنص البيـان و بالتأكد على العين اتضح و أن هنـاك أشخـاص حديثي العهد بالانتمـاء الـى الرابطـة قد قـاموا بتسويغ محل ليس بمدينة نـابل و لا بمدينـة الحمـامـات بل بمدينـة دار شعبـان الفهري ـ و كأن مدينتي نـابل و الحمـامـات لم تعد بهمـا محلات … ـ و عينوا بـه اجراء مؤتمر للدمج بين كل من فرعي نـابل و الحمـامـات للرابطـة ,على أن يكون الدمج بمدينة دار شعبـان .( بدون تعليــق ) لـذا و نظرا لخطورة الامر و نظرا لتوضح النية فـى وجود انقلاب ثـان على الرابطة بالجهة بعد الانقلاب الدستورى الذى أفرغ العمل الرابطي من محتواه فقد رأيت أن أنبه الجميع و بخـاصة السيـد المختـار الطريفي الذى أكن لـه شخصيـا كل الاحترام و التقدير الـى وجود مشـاريع خطيرة … ان هي مررت بالجهة فهي سوف تقضى علـى مـا تبقى من العمل الرابطـى المستقل … و رأيت أن أتوجه بهذه الرسـالة المفتوحة الـى السيـــــد رئيـــــس الرابطـــة و منه الـى السـادة أعضـاء المكتب التنفيذى للرابطـة لكي ألفت انتبـاههم الـى مـا يلــى :
ان الوضع الحـالي الذى عليه العمل الرابطي بالجهة انمـا هو متمثل فـى سيطرة الحزب الحـاكم على فرع نـابل بأغلبية غير شرعيـة جـاءت من بعد تواطئ بين رموزحزب محســــوب على المعـارضــــة منجهـــة و رموز الحزب الحـاكم بالجهة من الجهة الاخرى … تم على اثرهـا اقصـاءالعنـاصر التقدمية و التمهيد لضربهم على مستويـات مختلفة منهـا المهنى و منهـا الاجتمـاعى … مقـابل صفقـات صـارت معروفة من القـاصى و الدانى و لا فـائدة من الرجوع اليهـا . و لئن سقط فرع نـابل بالكـامل تقريبــا …. فــــان فرع الحمـامـات بقي مكسبـا نسبيـا باعتبـاره لم يسقط بشكل تـام بيد الحزب الحـاكم .و اننـى و لئن كنت ضد التسلط على الرابطـة و أندد بالطرق التى استعملهـا الحزب الحـاكم قصد الانقضـاض على الرابطة و أحمله مسؤولية و تبعـات كل مـا حصل و مـا هو بصدد الحصول بالرابطة فاننى لا أرفض أن يكون للوجوه الدستورية مكـانـا بالرابطة و ذلك فـى اطـار العمل الجـاد و ليس فـى اطـار التسلط الشنيع .
ان مـا يحصل اليوم بالجهة انمـا هو لا يمكن أن يفضى الا الـى القـاء الرابطة كليـا بيد الحــــزب الحـــــاكم و حتى الوجود النسبي للمستقلين بفرع الحمـامـات فسيكون معدومـا حسبمـا يلى توضيحه .
الوضـــع بفرع الحمــامــات :
ان الوضع بالحمـامـات كـان تقريبـا أحسن حـال منه بنـابل الا أن الاقـرار بوقوع حل هيئة الحمـامـات يقلب الامور رأسـا على عقب … اذ أن حل الهيئـة بدون أن يكون ذلك داخل ضمن قرار تأديبي أو غيره من الامور المشـار اليهـا ضمن القـانون الاسـاسي للرابطة لا يمكن أن يكون الا بقرار من جلسة الفرع العـامة و ضمن مؤتمر يحضره الحد الادنى من المنضوين بالفرع و يصوتوا على الحـل كمـا أن نفس الشرط ينطبق على قرار الدمج بين فرع و فرع أخر . أمـا مـا حصل بالحمـامـات فهو أمران :
ـ 1 ـ الاقـرار بوجود حل للهيئة الحـالية .
ـ 2 ـ الشروع فـى عملية الدمج و تعيين موعد لذلـك يوم الجمعة 19 أوت 2005 .
ـ 3 ـ تعيين مكـان المؤتمر بمدينة دار شعبـان .
ـ 4 ـ اعتبـار الشق الدستورى لقرار الحل لاغيـا و انجـاز المؤتمر لفرع الحمـامـات .
يتحصحص مـــن كل ذلك أن الهيئة الحـاليـــة تم حلهـا أي أن جميع أعضـاءهـا قد فقدوا صفة العضوية بهـا و بالتـالي لم يعودوا منتميـن الـى فــــرع الحمـامـات .و الحــــال على مـا هي عليه ,و اذا سلمنـا بهـذا الحل و فقدان الانتمـاء …. فكبف سيكون الدمج ؟ فكيف يمكن دمج فرعين لم يعد أعضـاء أحدهمـا منتمين لـه ؟؟؟ فمن سيدمج من ؟؟؟؟
زد الـى ذلـك أن الدمج سوف يرد ان تم بمكـان غير قـانونى ؟ فهل أن مدينة دار شعبـان منطقة منزوعة الســلاح ؟؟ أم منطقة محـايدة ؟؟؟ أم منطقة مطلوب الاجتمـاع بهـا ليتخذ قرار الدمج ؟؟؟ ثم أن هـذا الاجتمـاع المزمع عقده من المفروض أن يعقد بمقر الرابطة بنـابل أو بالحمـامـات لكونهمـا المدينتـان المعنيتـان بالدمج من جهة و لكونهمـا المدينتـان اللتـان بهـا فروع للرابطـة أمـا مدينة دار شعبـان فلا فرع للرابطــة بهـا … و لنـا أن نتسـاءل عن هـذا الاجتمـاع لمـاذا بمدينة دار شعبـان ؟ أهي أحسن من نـابل أو الحمـامـات ؟ ثم لمـاذا ليس بقليبية أو قربة و على الاقل هنـاك فروع للرابطة بهـا .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حيث أننـا لن نعلق على مـا قـام به السيـد فتحى عطيـة بالحمـامـات لكون المقصود من اشعـال نـار المواجهة .. هو دفعنـا الـى الالتحـاق بصف السيـد عطية …رئيس فرع الرابطة بالحمـامـات و هو الوجه الدستورى ذو المـاضى الشيوعـى ….. و ذلك قصد استثمـار هـذا الموقف ….. و نحن هنـا نندد بكل الانقلابييـن سواء كـانوا دستوريين أم انتهـازييــن .
الوضــع بفرع نــابل :
لقد امتـاز فرع نـابل بتدخل تـاريخي لمليشيـات الحزب الحـاكم و افتكــاكهم للفرع بالقوة فـى فترة كـان خلالهـا رجـال المليشيــــــات التى عملـــــت منذ السبعينـات لا زالوا نـاشطين بالمدينة … و منذ ذلك الحين و الفرع بين أيـادى متسلطة , الا أن القيـادة الشرعية للفرع بنـابل قد احتفظت بجميع الارشيف و أسمـاء المشتركين و قد فشلت محـاولات سرقة هـذا الارشيف من مقر الرابطة بمكتب الاستـاذ محمد نجيب الزمنى بنـابل الذى تعرض للخلع مرارا و تم الاحتفـاظ بأسمـاء المنخرطين و عنـاوينهم الـى يوم النـاس هـذا .
لقد كنـا فـى نـابل ننتظر من الهيئة المركزية للرابطة ان تتصل بنـا لكي نكون على علم بكل تطور و انجـاز المؤتمر أو غيره على الوجه المطلوب .الا أننـا فوجئنـا بتعيين الموعد و المكـان و المحتوى و يبدو أن حتى اسم السيـد رئيس الفرع المزمع ادمـاجه جـاهز هو الاخــر .
ان المتأمل فـى طريقة ترتيب سير الامور لا يمكنه الا أن يقف مستغربـا من طريقة حصول هـذه الامور …؟؟؟ فكيف تغـامر الرابطة بحل هيئة الحمـامـات قبل الحوار مع منـاضلي نـابل …؟؟؟ ان حل هيئة الحمـامـات ضمن بيـان صـادر عن مجموعة لا شك أن بعضهـا رابطي لكن البعض الاخر لا علاقة لـه بالرابطة من الاسـاس لا يمكن أن يعنى الا منح فرع الحمـامـات على طبق من الورد الـى الرئيس الحـالي السيـد فتحى عطية و من ورائه الـى حزب الدستور و أنـا هنـا أحمل مسؤولية التفريط فـى فرع الحمـامـات و التنـازل عنه للحزب الحـاكم الـى الرئـاسة الحـالية للرابطة و سوف يحـاسبهـا التـاريخ على ذلك .
كمـا أن المغـامرة غير المدروسة بنـابل و بواسطة أشخـاص لا اشعـاع لهم بالمدينة و لا مـاض رابطى لهم بالمقـارنة مع منـاضلي المدينة القدامى يعنى خلق أجواء من الاحتقـان سوف يستغلهـا الحزب الحـاكم ليرفض الدمج و يحـافظ على فرع نـابل بعد أن سقط فرع الحمـامـات بين يديه نهـائيا باعـلان منـاضليه التخلي عنه .
ان هـذه الخطة التى لا مستفيد منهـا سوى الحزب الحـاكم تجعلنـا نقف مذهولين …. و متعجبين … و لم نعد ندرى من ينـاضل من أجل استقلال الرابطة و من يدعم منحهـا كليـا للحزب الحـاكم .؟؟؟؟؟
كمـا أن القراءة الثـاقبة للاحداث و التعرض للاسمـاء و انتمـاءهـا السيـاسي تجعلنـا أمـام حقيقة مرة تتمثل فـى أن بعــــض الاشخـاص بالجهة منهم من فشــــل ببعض الاحزاب و بـاءت محـاولاته للاحتواء بالمرارة و منهم من أعجبته تجربة من سبقه الذى قدم فــــرع نـابل هدية للحزب الحـاكم و نـال الجزاء و المكـافأة … و هو الان يريد أن يحل محله …. و يتزعم حركة حقوق الانسـان بالجهة ليتولى مغـازلة السلطة بهـا من بعد ذلك ….
ان المؤامرة التى تعرض لهـا فرع نـابل لم تصدر عن عنـاصر الحزب الحـاكم فقط .. بل شـاركهم فـى ذلك تيـار سيـاسي معروف … محسوب على المعـارضة بالبلاد … و نـالت بعض عنـاصره المكـافأة … و اليوم فان البعض من رموز نفس التيـار يحـاولون اعـادة التـاريخ و ركوب الموجة من جديد لعلهم يظفرون بشيئ ممـا غنمه من سبقهم .
اننـا نحذر الرابطيين بالجهة من استغلال الوضع الحـالي من قبل البعض لاجل الرجوع الـى سطح الاحداث و ابراز أسمـائهم لا أكثر و لا أقل , من بعد أن عرف القـاصى و الدانى طبيعتهم و حكم المنـاضلون على ممـارسـاتهم …. ان هؤلاء لا يهمهم مستقبل الرابطة و لا مستقبل الدفـاع عن حقوق الانسـان بقدر مـا تهمهم مصلحتهم الشخصية و مسك الفروع و التربع عليهـا سواءا كـان ذلك مبـاشرة أو بواسطة أشبـاه منـاضلين ـ و مـا أكثرهم ـ ليتمكنوا من بعد ذلك من التفريط فيهـا بالمقـابل كمـا حدث من قبل .
لكل ذلك فانه كـان من المنطقى أن يتخذ قرار الدمج بموجب مؤتمر و خـاصة بالحمـامـات طـالمـا أن الاغلبية مع الدمج حسبمـا نشر بموقع تونس نيوز أمـا و الحـال كمـا هي عليه و قد اتخذ القرار بموجب عريضة أمضى عليهـا أشخـاص بعضهم فقط رابطى دون الاخرين …. فان ذلك يعنى أن فرع الحمـامـات لن يزول قـانونـا و قد منح للحزب الحـاكم ليضيفه الـى فرع نـابل .
انــنـا و فـى الوقت الذى نتمسك فيه بنضـالات الرابطيين التقدميين بمدينة نـابل و تضحياتهم و صمودهم … فاننـا نسجل ذهولنـا أمـام الطبخة الجـاهزة التى تطبخ الان و التــــى سوف يستفيـــــد منهـا الحزب الحـاكم و نؤكد على أن بعض الاسمـاء المشبوهة تقف وراء هـذا المشروع من أجل تحقيق أغراض شخصية لا علاقة لهـا بالرابطـة و لا بالنضـال الرابطى و نندد بالانقــــلاب الدستورى الذى حصــــــل ســــابقا بنـابل و نحذر من الانقلاب الانتهـازى المخطط لـه حـاليـا …. و نطـالب بخط ثـالث لا دستـــــوري و لا انتهـازى و نؤكد على أن منـاضلي مدينة نـابل من ذوي الصمود المعهود سوف لن يتركوا التـاريخ يعيد الكرة مرة أخرى و هم و اجتنـابا لفتح المجـال أمـام المواجهـات و محـافظة على مـا تبقى من الرصيد الرابطى بالجهة … بصدد اعـــــــداد تصـــــور كـان بودنهم لو أعــــدوه رفقة الهيئة المديـــــرة مبـاشرة . الا أن الاسقـاط و » التكمبين » حـال بينهم و بين ذلك ….
و فـى اتجـاه يرمى الـى انقـاذ العمل الرابطى بالجهة فان الدعوة ملحة الـى السيـد رئيس الرابطة فيمـا يلـى :
1 ـ الغـاء موعد المؤتمر المعين ليوم 19 أوت 2005 و ارجـاءه الـى موعد لاحق يقع الاتفـاق عليه من الجميع .
2 ـ الرجوع فـى حل هيئـة فرع الحمـامـات و الابقـاء عليه الـى لحظة وقوع الدمج مع فرع نـابل و دعوة فرع الحمـامـات الـى عقد مؤتمره و منـاقشة الدمج .
3 ـ النظر فـى قـانونية الانخراطـات بنـابل و عقد مؤتمر بالمنخرطين القـانونيين اعتبـارا للوثـائق الموجودة حـاليـا و عرض الدمج على مؤتمر نـابل .
4 ـ بعث فرع جديد بدار شعبـان الفهري و دعوة السيـد البعيلي الـى الالتزام باختصـاصه الترابي .
5 ـ فـى حـالة اقرار الدمج من قبل المؤتمرين بكل من نـابل و الحمـامـات فاقراره رسميـا من قبل الهيئة الوطنية للرابطـة .
6 ـ ارجـاع المحل المكرى بمدينة دار شعبـان الـى صـاحبه أو منحه لفرع دار شعبـان عند استحداثه .
7 ـ فتح تحقيق داخلي قصد الوقوف على من يقف وراء السعي للتفريط فـى فرع الحمـامـات لفـائدة الحزب الحـاكم و عرقلة عملية انجـازمؤتمر حر بمدينة نـابل .
اننـا نعتقد أنه فـى غيـاب تحقيق هـذه النقـاط السبعة فان مستقبل العمل الرابطى بمدينة نـابل سوف يكون منحـة للحزب الحـاكم سواء بتجميده عبر التوجه الـى القضـاء أو عبر الانفراد بـه كمـا هو الحـال بالحمـامـات أو عبر السمسرة بـه ممن ثبت استغلالهم للرابطة من أجل التقرب للسلطة و نحن نحمل مسؤولية ذلك الـى الهيئة الحـالية و بالاســـــاس الـى السيـد المختـار الطريفى الذى علقنـا عليه أمـالا كبيرة و نحن مذهولون و مصدومون من تصرفه الاخير بالوطن القبلى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظـة : بالنسبة لمن لا يقرأ العربية فانه تكفى الاشـارة لنـا بالملاحظة على الموقع و نحن مستعدون لترجمة كـامل المقـال الـى لغة فولتير لكي يقرأه الجميع .
الدكتور حسن أبو العلا في ذمة الله سبحانه
بعد معاناة طويلة مريرة مع داء خبيث عضال قضى صباح هذا اليوم الاحد التاسع من رجب الحرام الدكتور حسن أبو العلا في مستشفى بمدينة شتوتغارت بجنوب ألمانيا .
الدكتور المرحوم حسن أبو العلا من الرعيل الاسلامي الاول المؤسس للعمل الاسلامي بألمانيا وأروبا قبل أربعة عقود كاملة فكان له فضل الرعاية والمسؤولية لما لا يحصى من المحاضن التعليمية والتربوية والمراكز الاسلامية التي حفظت لاجيال عديدة هويتها العربية الاسلامية من الذوبان والتلاشي في رحم حضارة مادية طاغية جارفة لكل القيم والمثل العليا .
ظل بالمركز الاسلامي بمدينة شتوتغارت طودا شامخا إلى آخر رمق من حياته سيما قبل أن يواريه المرض الخبيث عن أنظارنا وذلك قبل عام كامل تقريبا كما ظل دائم البذل للنصيحة والتوجيه والارشاد لسائر إخوانه وعلما من أعلام الوسطية الاسلامية المتوازنة المعتدلة
عرف بأخلاقه الدمثة ولين العريكة ومسلك الحوار مع كل الناس من أقارب وأباعد .
جلست إليه مرات كثيرة رغبة في التعلم والافادة من تجربة رجل ناهز الثمانين لعلي أنهل من حنكة داعية إسلامي عركته التجارب الكبيرة المتواصلة على مدى عقود طويلة .
كان كلما جلست إليه بث إلي من شجونه إلى وطن الكنانة وكيف كان يذكر تلك الايام العزيزة لما كان طفلا يافعا يصحب الناس إلى بيت الامام الشهيد البنا عليه رحمة الله سبحانه .
سألت يوما عن ذكرياته وذكريات صحبه في هذه البلاد خوفا من ضياعها بين تداعيات الزمن الماضي لا يلوي على شئ ولا على أحد إلى أجل مسمى فطمأنني بأنه بصدد الكتابة والتوثيق وأسأل الله لها حسن التأمين والاخراج لعل الناس يفيدون خيرا بعد موت أصحابها .
هذا عزائي لنفسي في ذلك الفقيد الكبير الشامخ الدكتور حسن أبو العلا الذي عرفته مربيا صادقا مخلصا وفيا وجوادا بخبرته وتجربته وهذا عزائي لكل المسلمين في ألمانيا وأروبا وهذا عزائي بصفة خاصة لاصحاب التوجه الفكري الاسلامي المتوسط المعتدل وسيما لاتحاد المنظمات الاسلامية بأوروبا وللتجمع الاسلامي بألمانيا وللمركز الاسلامي بشتوتغارت ولكل من عرف الفقيد الكبير الراحل من قريب أو من بعيد ولارض الكنانة وكل المواقع التي إحتضنته يوما .
اللهم إرحم عبدك الكريم حسن رحمة واسعة وإسبغ عليه من نعمائك وفضلك وكرمك ووسع مدخله وأكرم نزله وأغلسه بالماء والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وإجعل قبره روضة من رياض الجنة وأكتب له الشهادة بعد مرض عضال إبتليته به على مدى عام كامل فلم نعرف عنه سوى الصبر فيك يا أرحم الراحمين وشفع فيه خير من شفعت في عبادك من ملك مقرب أو نبي مرسل أو ولي محبب تعلمه ولا نعلمه يا أكرم الاكرمين .
الله لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده وثبته عند سؤال الملكين وأبدله أهلا خيرا من أهله ودارا خيرا من داره .
اللهم آمين يا أرحم الراحمين .
ا
لهادي بريك/ ألمانيا
Algérie : Bouteflika veut rétablir la paix
Le président algérien compte soumettre, le 29 septembre, un projet de « charte pour la paix et la réconciliation nationale ». Il consiste en une série de mesures. Le président algérien Abdelaziz Bouteflika a dimanche la tenue d’un référendum sur un « projet de charte pour la paix et la réconciliation nationale » le 29 septembre. Le projet comprend des « mesures concrètes » pour « faire cesser l’effusion de sang et rétablir la paix » en Algérie, a déclaré M. Bouteflika. Il prévoit « tout d’abord, l’extinction des poursuites judiciaires » pour les islamistes armés « qui ont déjà mis fin à leurs activités armées et se sont rendus aux autorités, depuis le 13 janvier 2000, date de forclusion des effets de la loi portant Concorde Civile, pour autant qu’ils ne soient pas impliqués dans des massacres collectifs, des viols ou des attentats à l’explosif dans des lieux publics », a-t-il affirmé. « Concorde civile » M. Bouteflika avait initié dès le début de son premier quinquennat, en 1999, une « concorde civile » qui a permis d’amnistier plusieurs milliers d’islamistes armés. Il avait été triomphalement réélu le 8 avril 2004 pour un second quinquennat avec 84,99% des voix. Le projet prévoit également « l’abandon des poursuites judiciaires contre les personnes recherchées en Algérie ou à l’étranger ou condamnées par contumace » qui se rendraient spontanément aux autorités, à condition qu’elle ne soient pas impliquées dans des crimes de sang ou des viols. Le projet prévoit aussi « la grâce pour les personnes condamnées ou détenues pour des actes de terrorisme autres que les massacres collectifs, les viols et les attentats à l’explosif dans des lieux publics ». La « levée définitive des difficultés » Le président algérien a ajouté que le projet de charte comprend également des mesures destinées à « établir et à consolider la réconciliation nationale », notamment « la levée définitive des difficultés et des contraintes que continuent de rencontrer les personnes qui ont choisi d’adhérer à la politique de concorde civile ». Il s’agit également de « mesures devant permettre la normalisation définitive de la situation sociale des personnes qui ont fait l’objet de mesures administratives de licenciement, dans le cadre de leurs activités au service de l’Etat », a encore souligné M. Bouteflika. Le projet prévoit, par ailleurs, « l’interdiction de tout exercice d’une activité politique, sous quelque forme que ce soit, aux responsables de cette instrumentalisation de notre religion » pour, a-t-il expliqué, ne « pas oublier les tragiques conséquences de l’odieuse instrumentalisation des préceptes de l’Islam, religion de l’Etat » et « empêcher la répétition de cette dérive ». Il comprend également une mesure interdisant « toute activité politique, à quiconque ayant une part de responsabilité dans la conception et dans la mise en oeuvre de la politique prônant le pseudo « djihad » contre la Nation et les institutions de la République ». M. Bouteflika a indiqué, fin février, que la violence islamiste avait fait en une décennie 150.000 morts et 30 milliards de dégâts sur les infrastructures économiques et sociales en Algérie.
Hausse des recettes tirées des pièces détachées en Tunisie
Tunis, Tunisie, 14/08 – Les recettes tirées des exportations tunisiennes de pièces détachées d`automobile sont passées à 625 millions de dollars US en 2004 contre 369 millions de dollars en 2000 US, a rapporté vendredi le quotidien « Alshuruk Arabic ». Dans un de ses articles, il a rapporté que les dépenses consacrées aux importations de ces mêmes pièces ont augmenté durant cette période, passant de 337 millions de dollars US en 2000 à 575 millions de dollars US en 2004. Il y a 186 sociétés qui opèrent en Tunisie dans le secteur de la production de pièces détachées, sur lesquelles 14 se consacrent à la production pour l`exportation, selon le quotidien. Ces sociétés emploient 28.588 personnes, a-t-il ajouté. (Source: Angola Press le 14 Aout 2005)
Le RED appelle au retour des réfugiés et exilés mauritaniens
MAURITANIE – 14 août 2005 – PANAPRESS Une ONG mauritanienne, le Regroupement pour l’égalité et le développement (RED), a réclamé, samedi, la mise en place d’une structure nationale devant présenter des propositions pratiques en vue d’organiser le retour, l’indemnisation et la réinsertion des réfugiés mauritaniens au Sénégal et au Mali.
On rappelle qu’une centaine de milliers de Mauritaniens ont été contraints à l’exil au Sénégal et au Mali à la suite de sanglants troubles survenus en avril 1989 de part et d’autre du fleuve Sénégal.
Des associations locales et internationales de défense des droits de l’homme accusent le régime mauritanien renversé de n’avoir jamais voulu procédé au règlement de cette question.
Dans une déclaration remise à la PANA, l’ONG, qui n’a pas d’existence légale, affirme avoir toujours combattu pour la chute du pouvoir dictatorial de Maaouya Ould Sid’Ahmed Taya et appelle tous les patriotes sincères à accompagner le Conseil militaire pour la justice et la démocratie pour l’instauration d’une nouvelle ère de démocratie véritable, de justice équitable, d’égalité et de paix.
Le Conseil militaire pour la justice et la démocratie (CMJD) est l’instance exécutive dirigée par le colonel Ely Ould Mohamed Vall mise en place par les militaires mauritaniens après le renversement du régime du président Ould Taya le 3 août dernier.
Le RED exhorte enfin toutes les forces politiques mauritaniennes à prendre en compte tous les problèmes cruciaux du pays et à oeuvrer pour la restauration de l’unité nationale « rudement malmenée sous le règne macabre » du régime renversé.
« Et les fruits passeront la promesse des fleurs »[1]
Habib Mellakh
Après « le chèque- vacances », chèque en bois qui a fait virer nos comptes au rouge, on nous promet pour la fin du mois d’août le chèque- rentrée que la langue de bois nous présente, depuis le 14 juillet, comme la preuve de la magnanimité des autorités. Ce n’est pas un 13ème mois pour récompenser le labeur d’une année mais la fiction d’un double salaire pour compenser par un jeu d’écriture, dont seuls les services d’ordonnancement de nos rectorats ont le secret, le forfait de juin et de juillet[2]. Monnaie de singe qui épongera peut-être les dettes de l’été. Mais pour faire face à la détérioration du pouvoir d’achat et aux dépenses onéreuses de la rentrée, à la dégradation de l’université publique et à son « embastillement », il nous faut le chèque-Assurancetourix qui comptabilise pour « les insurgés » les dividendes de la lutte pour la dignité et qu’il faut empocher avant un certain sommet. Morale de l’histoire : branle-bas de combat dès vendémiaire pour assurer les vendanges de l’arrière saison et la succulence de leurs fruits ! Certaines variétés tardives, dit-on, ont meilleur goût que les variétés précoces. Mais veillons à ne pas trop tarder car nous risquons de différer la récolte à la saison prochaine ! A nous les raisins succulents de l’arrière saison sur cette terre où naquit Magon ! Car au pays de Hached et grâce à l’action syndicale, notre potion magique, les raisins de la colère deviennent des raisons de vivre heureux ! Nos aèdes, et particulièrement ceux qui n’ont pas encore fêté notre 14 juillet, déclineront ces raisons en faisant résonner leur lyre ! Au pays de Hached et à l’automne prochain, finies les galères ! « Et les fruits passeront la promesse des fleurs ». Nous aurons comme signe de ralliement, lors de la prochaine rentrée syndicale, dans ce combat vital pour notre université, non le bonnet phrygien mais le premier emblème de notre syndicat, la rose rouge, offerte généreusement par nos militants à nos militantes lors du rassemblement du 19 mai dernier. On pourra la remplacer par l’amulette fièrement arborée par nos troupes rassemblées Place Mohamed Ali le lendemain de la victoire du 14 juillet : une main de Fatma, suspendue à un porte-clé et où figure, sur la première face d’un médaillon, tels des hiéroglyphes sur les faces d’un obélisque, les sigles UGTT et SGESRS à la périphérie, et au centre la lettre U, l’idéogramme par excellence, à la fois initiale d’université, mais aussi vase contenant cette même rose rouge, celle du 19 mai. Le nom de notre syndicat en langue arabe remplace, sur la seconde face, les sigles français et la lettre ج, initiale de « جامعة », se superposant entièrement à la tige de la rose, s’y substitue à la lettre U. Un pince-sans-rire pourrait voir, dans le recours à la main de Fatma comme emblème, le désir de jeter un mauvais sort à certains responsables ou à leurs hommes de main qui ne sont pas allés de main morte dans la répression de la grève administrative ou qui ont été plus royalistes que le roi dans l’application des mesures exceptionnelles ayant entaché la crédibilité de nos examens. Pour qui voudrait continuer dans la même veine humoristique, la main de Fatma serait une jettature aux hommes de l’ombre, spectateurs passionnés des parties de bras de fer et des rixes calculées qui, sans courir de risques, ont encouragé l’autorité administrative à tomber à bras raccourcis sur les grévistes et sur les universitaires et lui ont soufflé l’idée de faire main basse sur leurs salaires, au lieu de négocier avec leurs représentants. Ce sortilège serait destiné à pousser tout ce beau monde à passer la main avant que « la main de Dieu » ne pousse toutes ces marionnettes vers la sortie par la petite porte. Il est inutile de les nommer ou d’utiliser la triple astérisque ou astéronyme pour cacher leur identité : ils se reconnaîtront et les universitaires les connaissent. Mais quand les spécialistes écriront l’histoire du dernier épisode de notre vie universitaire et syndicale, ils n’auront besoin de l’astérisque que pour un renvoi de ces pantins, en note infra-paginale aux poubelles de la petite histoire.
Plaisanterie mise à part, la main de Fatma, qui fonctionne comme talisman dans la tradition arabo-islamique et méditerranéenne mais qui est devenue emblème dans la symbolique de notre syndicat grâce à la rose, au vase et aux sigles contenus dans le médaillon, se trouve investie d’une nouvelle fonction liée à son symbolisme traditionnel. L’emblème amulette suggère que le SGESRS défend l’université publique et qu’il souhaite éradiquer ses maux. La rose symbolise cet avenir radieux tant souhaité mais aussi le haut degré de civisme dont nos luttes sont empreintes. La main de Fatma revue et corrigée, pour servir d’emblème dit notre détermination à préserver l’Université, l’un des plus grands acquis de l’indépendance, la rose publique, (rosa publica et par conséquent res publica, en ce jour anniversaire de la république), terreau fertile où éclosent les plus belles roses, matrice et réceptacle de ces roses. Elle signifie aussi que nous persévérerons dans la voie qui consiste à tendre la main. Aux décideurs, nous offrons des roses. Qu’ils prennent la peine de tendre la main pour les cueillir. Alors, la main dans la main- il n’est pas interdit de rêver au pays où Ahd El amen a vu le jour, un siècle avant la naissance de notre république – nous, Tunisiens, inspirés de l’héritage culturel et civilisationnel légué par nos ancêtres et enrichi par les différents apports, nous construirons l’université de demain que nous souhaitons à l’image de nos rêves. Tunis-Manouba, le 25 juillet 2005 Habib Mellakh, Enseignant-chercheur – Littérature française, Secrétaire général du syndicat de base de la Faculté des Lettres, des Arts et des Humanités de Tunis-Manouba.. [1] Malherbe, Poésies [2] Alors que la décision présidentielle de rétablir les salaires est intervenue le 14 juillet, Les émoluments de juin ne seront servis qu’à la fin d’août , ce qui donnera, à cette échéance, l’illusion d’un double salaire !
AVEC DU VIEUX , ON NE FAIT JAMAIS DU NEUF
–réponse à l’article de HANI paru dans TUNISNEWS daté du 13-08-05 Par BILEL Ce que Bourguiba a fait ou accompli fait partie sûrement de l’histoire de la Tunisie , mais certainement et surtout aussi , de sa triste histoire déchue , celle des usurpateurs et des mégalomanes qui a accouché de rien d’autres que d’un système dictatorial aussi morbide que celui de ben Ali ? il n’y’ a vraiment rien à absoudre ni chez Bourguiba , ni chez son tueur attitré ben Ali , ce qui me dégoûte c’est que certains idolâtres nostalgiques de la dictature du premier , emploient les mêmes moyens que les sicaires de ben Ali pour lui régler son compte , Bourguiba , ben Ali même sève et même combat , eux et leurs flagorneurs c’est à occulter de l’histoire de la Tunisie , ichkara wil bhar , le peuple tunisien avait été avant tout victime de la folie de Bourguiba , le soi-disant intellectuel , homme de droit , homme de progrès et d’ouverture , »kob saad ilham », ben Ali est son fils prodigue et sa création .Qui est le plus à plaindre le monstre frankstein ou son créateur ? ces tentatives de maquillages et de réhabilitation du caudillo tunisien , l’homme du colonialisme français , le dictateur Bourguiba, me font penser à l’hypocrisie et le mensonge de ces nostalgiques stalinien , qui aujourd’hui dans la triste Russie de Poutine , essaient de redorer le blason de Staline , ce petit père du peuple , aussi débile et monstrueux que son régime et son état policier qui avait en son temps fait des ravages et laissé au peuple soviétique décimé en héritage une nomenklatura d’assassins et de criminels.
Dire que le règne monarchique , absolu , aveugle et liberticide du taré Bourguiba , oui il était vraiment fou furieux et taré, fait partie de l’identité tunisienne, c’est aussi se complaire dans la facilité , l’identité tunisienne , Bourguiba l’a toujours trahie et combattue de toutes ses forces , quand au progrès et modernismes et autres genres de miroirs aux alouettes qui font danser quelques crédules , comme la liberté de la femme et passer sous silence l’œuvre pertinente et civilisatrice de HADDAD , cela tient comme pour beaucoup d’autres choses purement et simplement du négationnisme et du piratage , du racolage de bas étage , l’esprit tunisien moderne a toujours existé malgré le colonialisme , bien avant Bourguiba , en vérité et bien au contraire , l’opportunisme et la mégalomanie de ce dernier , la servilité de ses compagnons de route et ses protecteurs colonialistes ont écrit une sorte d’histoire à la mesure de leurs interprétations et leurs intérêts , malheureusement quelques plumitifs ignares ou qui jouent aux ignorants continuent à entretenir la flamme du mensonge , à caresser les bas instincts dans le sens du poil et à reluire les fausses dorures de cette légende de pacotille.Bourguiba père de la nation et combattant suprême, mortelle aberration et médiocrité quand tu nous tiens. Exactement nul ne doit falsifier ni travestir l’histoire , et ce que certains appellent presse tunisienne et qui ne sont que de misérables communiqués de l’état major de Carthage , sont dans le même état d’esprit que ceux là même qui se prosternent devant une ignoble icône comme le feu détrousseur Bourguiba , au moins les torchons de ben Ai ont l’excuse de leurs ignominies érigés en moyens radicaux , obscènes et insolent de gouvernance , mais à leur niveau , voire pire qu’eux , ces fourbes , qui essaient de nous fourguer l’eau du bain Bourguiba en jetant le bébé ben Ali , cela s’appelle tout simplement défaire notre réalité et participer allégrement à l’abrutissement des masses tunisiennes .Si ces règles à calculer , bonimenteurs en stratégie salonarde croient que toute libération de la Tunisie passe par ces moyens de faire , c’est-à-dire couper d’une façon pernicieuse le lien culturel et le cordon stratégique et naturel qui existe sans aucun doute entre Bourguiba et ben Ali , qui est dans un ordre logique évident son héritier après avoir été sa chose et le vulgarisateur de sa pensée profonde , si , pour ces apprentis sorciers , verser des larmes de crocodiles sur la « grandeur » supposée de la momie de Monastir , est essentiel pour combattre ben Ali , c’est qu’ils n’ont vraiment rien compris du mal qui ronge la Tunisie et les tunisien , et que pour une ère vraiment nouvelle et idéale pour notre patrie , il ne s’agit pas de faire dans la demi-mesure , d’instrumentaliser les morts , mais de tourner vraiment la page de ces cinquante ans de forfaitures et de temps perdu , abattre toutes les idoles , et faire un autodafé jusqu’au souvenir de leurs cahiers d’écoliers , pourquoi tant de fureur et de colère de ma part ? parce que le couple diabolique Bourguiba , ben Ali a toujours été un couple exemplaire , et si l’un à éduqué , conditionné et inspiré l’autre ,l’autre fut et demeure un excellent élève et condisciple .Ben Ali ne sort pas de n’importe où et de sous la cuisse de Jupiter , il est l’élément le plus vicié et le plus vicieux de la hargne dictatorial et de la mégalomanie bourguibienne, c’est la cause et l’effet , tous des salauds , ils sont la honte de la Tunisie , nous et notre pays nous leurs devons rien , pas même la reconnaissance du ventre.Que les torchons officiels fassent silence sur le père fondateur de la dictature tunisienne , c’est quoi son crime de lèse-majesté ? en fait ils ne font ces journalistes et ces chroniqueurs qu’appliquer à la lettre les ordres qui les font courir depuis cinquante ans , cinquante ans conditionnés par le mensonge et le culte de la personnalité , par la falsification et le mensonge, et qui sont leurs raison être , d’exister et leurs quotidiens banalisés , leur ancien maître Bourguiba en est aujourd’hui victime de leurs sales méthodes , soyons sûr que ben Ali subira un traitement analogue dés qu’un nouveau dictateur le mettre sur la touche , dans ce marigot , dans les effluves de la propagande , il n y’a ni journalisme , ni pensée intègre et libre , il n’y’a que le mensonge et la soumission , Bourguiba à installé et encouragé ce système dont il est victime aujourd’hui , tant pis pour sa gueule , en quoi les tunisiens sont-ils concernés , la seule vérité historique est qu’ils sont aujourd’hui dans l’enfer de ben Ali pieds et poings liés grâce surtout et entre autres à BOURGUIBA
Des termes comme père de l’indépendance ne peuvent que questionner les jeunes générations tunisiennes, quelle indépendance ? nous sommes plus dépendant que jamais grâce à ben Ali mais surtout à Bourguiba , la monstruosité qui l’a enfanté , lui a enseigné le vis , pour finir lui abandonner par caciques destouriens interposés les clefs de la maison commune « Tunisie » , disons plutôt les clés de la Tunisie « épicerie privée bourguibienne , qui par voie d’huissiers est tout simplement devenue « épicerie familiale ben Ali ».En fait cet article attire l’attention sur les faussaires de ben Ali , c’est très bien , mais les faussaires de la déchéance bourguibienne , ne sont pas mal non plus , et au milieu les tunisiens se payent une interminable partie de ballons prisonniers.
Le 13 août n’est pas comme l’affirme ces sondeurs par le marc de café des âmes et des esprits , un jour de deuil pour les tunisiens et les tunisiennes , vraiment trop de malheur fait rire à la longue, non ce 13 août est comme toutes les dates commémoratives post indépendance qui n’ont plus aucune valeur , même pas symbolique, tellement ces dates ont été dévoyées et instrumentalisées par l’horreur et pour leur ego parjure , par Bourguiba en premier lieu , ben Ali par la suite et leurs oligarchies d’embaumeurs et de ramasseurs de balle.Dans notre vie post indépendance en tant que peuple tunisien opprimé , il n’y’a rien d’autre de sacré que le martyr des démocrates et ceux qui ont résisté vraiment au colonialisme en premier lieu et en second lieu à ces deux bêtes immondes que sont Bourguiba et son clone ben Ali. Impliquer ainsi et avec autant de désinvolture le grand Prévert dans les magouilles bourguibiennes et ben alienne , c’est ne rien connaître vraiment de Prévert et de la rectitude des œuvres et des idées qui sont les piliers de son art poétique, si Prévert ou toute pensée libre se prononcerait sur la question tunisienne , Bourguiba et ben Ali serait à la même enseigne , et même le premier plus que le second , dont certains louent l’intelligence ,sera le plus durement dénigré , tout cela n’est, ces offensives des soldats de plomb du bourguibisme , n’est que la démonstration phraséologique et livresque d’un discours vide , venteux et prétentieux.Certes dommage que nous n’avons pas de Prévert , mais malheureusement nous avons de plus en plus de plumes frileuses , tièdes , chicaneuses et ridicules , aux yeux de certains , toujours les mêmes , cela compense.
Poème… Gloire à notre confrère Me Mohamad Abbou, courageux avocat de la liberté…
Pour avoir publié un article critiquant sa majesté royale le Roi-Président de la Tunisie martyre de la dictature depuis 50 ans , Me Mohamed Abbou croupi dans la prison du Kef, il en a pour 3 ans et demi…Seuls les Etats-Unis ont pris sa défense parmi les Démocraties Occidentales !!!
Nous sommes, bien sûr, libres tunisiens
De nous taire et de souffrir, entendons
Seuls parmi nous sont courageux,
Ceux qui défendent nos droits,
Ils sont libres en prison
Pour avoir dit leurs 4 vérités à nos gouvernants
Saluons le courage et la détermination
De maître Abbou, avocat courageux et brillant
À combattre, par des mots, une dictature sans concessions
Et se retrouve dans une cellule au fond
Faisant face avec brio à de minables fonctionnaires
Qui, recevant les consignes de leurs maîtrillons
Condamnent deux avocats à la prison
Pour, comme crime…écoutons
Avoir critiqué sa majesté royale
Notre Dieu, qui sans lui, nous ne vivons
Quelle bravoure à kidnapper un homme rentrant à la maison !
Quel fait d’armes à juger un avocat en pleine audience !
Et de l’envoyer to de go au fond d’une cellule en prison
Les lâches croient –ils briser la détermination
De tous ceux qui luttent pour la liberté et le pardon ?
Pensent-ils briser l’âme de ceux, qui ont
L’amour de la liberté dans le sang ?
Les malfrats rêvent-ils de tuer le courage
Des fanatiques de la démocratisation ?
Au fond de ta cellule au Kef,
Camarade et confrère
Je te salue, résistes et dis non
Tu es déjà grand
Tu en sortiras encore plus géant !!!
L’histoire les condamnera un jour, patientons !
Après Hitler, Milosevic, Saddam et leurs compagnons
Leur tour viendra et seront à leur tour jetés en prison
Mais si la mort les emporte
Nous irons cracher sur leurs tombes ces nazillons !!!
Me Kamel Ben Tahar ben Ahmad ben Mohamad Ben Ahmad Chaabouni
NB. Je prie Mme Abbou de transmettre mes salutations à son mari et de lui remettre une copie de ce poème, en signe d’admiration pour son courage !
Frank Rich: Someone tell the president the war is over
The New York Times MONDAY, AUGUST 15, 2005 NEW YORK Like the Japanese soldier marooned on an island for years after V-J Day, President George W. Bush may be the last person in the United States to learn that for Americans, if not Iraqis, the war in Iraq is over. « We will stay the course, » he insistently tells us from his Texas ranch. What do you mean we, white man? A president can’t stay the course when his own citizens (let alone his own allies) won’t stay with him. The approval rate for Bush’s handling of Iraq plunged to 34 percent in last weekend’s Newsweek poll – a match for the 32 percent that approved President Lyndon Johnson’s handling of Vietnam in early March 1968. (The two presidents’ overall approval ratings have also converged: 41 percent for Johnson then, 42 percent for Bush now.) On March 31, 1968, as LBJ’s ratings plummeted further, he announced he wouldn’t seek re-election, commencing America’s long extrication from that quagmire. But the current Texas president has even outdone his predecessor; Bush has lost not only the country but also his army. Neither bonuses nor fudged standards nor the faking of high school diplomas has solved the recruitment shortfall. Now Jake Tapper of ABC News reports that the armed forces are so eager for bodies they will flout « don’t ask, don’t tell » and hang on to gay soldiers who tell, even if they tell the press. The president’s cable cadre is in disarray as well. At Fox News, Bill O’Reilly is trashing Defense Secretary Donald Rumsfeld for his incompetence, and Ann Coulter is chiding O’Reilly for being a defeatist. In an emblematic gesture akin to waving a white flag, Robert Novak walked off a CNN set and possibly out of a job rather than answer questions about his role in smearing the man who helped expose the administration’s prewar inflation of Saddam Hussein’s weapons of mass destruction. (On this sinking ship, it’s hard to know which rat to root for.) As if the right-wing pundit crackup isn’t unsettling enough, Bush’s top war strategists, starting with Rumsfeld and General Richard Myers, have of late tried to rebrand the war in Iraq as what the defense secretary calls « a global struggle against violent extremism. » A struggle is what you have with your landlord. When the war’s uber-managers start using euphemisms for a conflict this lethal, it’s a clear sign that the battle to keep the Iraq war afloat with the American public is lost. That battle crashed past the tipping point this month in Ohio. There’s historical symmetry in that. It was in Cincinnati on Oct. 7, 2002, that Bush gave the fateful address that sped congressional ratification of the war just days later. The speech was a miasma of self-delusion, half-truths and hype. The president said that « we know that Iraq and Al Qaeda have had high-level contacts that go back a decade, » an exaggeration based on evidence that the Senate Intelligence Committee would later find far from conclusive. He said that Saddam « could have a nuclear weapon in less than a year » were he able to secure « an amount of highly enriched uranium a little larger than a single softball. » America’s own National Intelligence Estimate of Oct. 1 quoted State Department findings that claims of Iraqi pursuit of uranium in Africa were « highly dubious. » It was on these false premises – that Iraq was both a collaborator on Sept. 11, 2001, and about to inflict mushroom clouds on America – that honorable and brave young Americans were sent off to fight. Among them were the 19 Marine reservists from a single suburban Cleveland battalion slaughtered in just three days at the start of this month. As they perished, another Ohio Marine reservist who had served in Iraq came close to winning a congressional election in southern Ohio. Paul Hackett, a Democrat who called the president a « chicken hawk, » received 48 percent of the vote in exactly the kind of bedrock conservative Ohio district that decided the 2004 election for Bush. These are the tea leaves that all Republicans, not just Chuck Hagel, are reading now. Newt Gingrich called the Hackett near-victory « a wake-up call. » The resolutely pro-war New York Post editorial page begged Bush (to no avail) to « show some leadership » by showing up in Ohio to salute the fallen and their families. A Bush loyalist, Senator George Allen of Virginia, instructed the president to meet with Cindy Sheehan, the mother camping out in Crawford, as « a matter of courtesy and decency. » Or, to translate his Washingtonese, as a matter of politics. Only someone as adrift from reality as Bush would need to be told that a vacationing president can’t win a standoff with a grief-stricken parent commandeering television cameras and the blogosphere round the clock. Such political imperatives are rapidly bringing about the war’s end. That’s inevitable for a war of choice, not necessity, that was conceived in politics from the start. Iraq was a Bush administration idée fixe before there was a 9/11. Within hours of that horrible trauma, according to Richard Clarke’s « Against All Enemies, » Rumsfeld was proposing Iraq as a battlefield, not because the enemy that attacked America was there, but because it offered « better targets » than the shadowy terrorist redoubts of Afghanistan. It was easier to take out Saddam – and burnish Bush’s credentials as a slam-dunk « war president, » suitable for a « Top Gun » victory jig – than to shut down Al Qaeda and smoke out its leader « dead or alive. » But just as politics are a bad motive for choosing a war, so they can be a doomed engine for running a war. Early last year, Bush said, « The thing about the Vietnam War that troubles me, as I look back, was it was a political war, » adding that the « essential » lesson he learned from Vietnam was to not have « politicians making military decisions. » But by then Bush had disastrously ignored that very lesson; he had let Rumsfeld publicly rebuke the army’s chief of staff, Eric Shinseki, after the general dared tell the truth: that several hundred thousand troops would be required to secure Iraq. To this day it’s America’s failure to provide that security that has turned Iraq into the terrorist haven it hadn’t been before 9/11 – « the central front in the war on terror, » as Bush keeps reminding us, as if that might make us forget he’s the one who recklessly created it. The endgame for U.S. involvement in Iraq will be of a piece with the rest of this sorry history. « It makes no sense for the commander in chief to put out a timetable » for withdrawal, Bush declared on the same day that 14 of those Ohio troops were killed by a roadside bomb in Haditha. But even as he spoke, the war’s actual commander, General George Casey, had already publicly set a timetable for « some fairly substantial reductions » to start next spring. Officially this calendar is tied to the next round of Iraqi elections, but it’s quite another election this administration has in mind. The priority now is less to save Iraqi democracy than to save Rick Santorum and every other endangered Republican facing voters in November 2006. Nothing that happens on the ground in Iraq can turn around the fate of this war in America: not a shotgun constitution rushed to meet an arbitrary deadline, not another Iraqi election, not higher terrorist body counts, not another battle for Falluja (where insurgents may again regroup, The Los Angeles Times reported last week). An American citizenry that was asked to accept tax cuts, not sacrifice, at the war’s inception is hardly in the mood to start sacrificing now. There will be neither the volunteers nor the money required to field the wholesale additional U.S. troops that might bolster the security situation in Iraq. What lies ahead now in Iraq instead is not victory, which Bush has never clearly defined anyway, but an exit (or triage) strategy that may echo Johnson’s March 1968 plan for retreat from Vietnam: some kind of negotiations (in this case, with Sunni elements of the insurgency), followed by more inflated claims about the readiness of the local troops-in-training, whom America will then throw to the wolves. Such an outcome may lead to even greater disaster, but this administration long ago squandered the credibility needed to make the difficult case that more human and financial resources might prevent Iraq from continuing its descent into civil war and its devolution into jihad central. Thus the president’s claim on Thursday that « no decision has been made yet » about withdrawing troops from Iraq can be taken exactly as seriously as the vice president’s preceding fantasy that the insurgency is in its « last throes. » Americans have already made the decision for Bush. We’re outta there. Now comes the hard task of identifying the leaders who can pick up the pieces of the fiasco that has made America more vulnerable, not less, to the terrorists who struck us four years ago next month. NEW YORK Like the Japanese soldier marooned on an island for years after V-J Day, President George W. Bush may be the last person in the United States to learn that for Americans, if not Iraqis, the war in Iraq is over. « We will stay the course, » he insistently tells us from his Texas ranch. What do you mean we, white man? A president can’t stay the course when his own citizens (let alone his own allies) won’t stay with him. The approval rate for Bush’s handling of Iraq plunged to 34 percent in last weekend’s Newsweek poll – a match for the 32 percent that approved President Lyndon Johnson’s handling of Vietnam in early March 1968. (The two presidents’ overall approval ratings have also converged: 41 percent for Johnson then, 42 percent for Bush now.) On March 31, 1968, as LBJ’s ratings plummeted further, he announced he wouldn’t seek re-election, commencing America’s long extrication from that quagmire. But the current Texas president has even outdone his predecessor; Bush has lost not only the country but also his army. Neither bonuses nor fudged standards nor the faking of high school diplomas has solved the recruitment shortfall. Now Jake Tapper of ABC News reports that the armed forces are so eager for bodies they will flout « don’t ask, don’t tell » and hang on to gay soldiers who tell, even if they tell the press. The president’s cable cadre is in disarray as well. At Fox News, Bill O’Reilly is trashing Defense Secretary Donald Rumsfeld for his incompetence, and Ann Coulter is chiding O’Reilly for being a defeatist. In an emblematic gesture akin to waving a white flag, Robert Novak walked off a CNN set and possibly out of a job rather than answer questions about his role in smearing the man who helped expose the administration’s prewar inflation of Saddam Hussein’s weapons of mass destruction. (On this sinking ship, it’s hard to know which rat to root for.) As if the right-wing pundit crackup isn’t unsettling enough, Bush’s top war strategists, starting with Rumsfeld and General Richard Myers, have of late tried to rebrand the war in Iraq as what the defense secretary calls « a global struggle against violent extremism. » A struggle is what you have with your landlord. When the war’s uber-managers start using euphemisms for a conflict this lethal, it’s a clear sign that the battle to keep the Iraq war afloat with the American public is lost. That battle crashed past the tipping point this month in Ohio. There’s historical symmetry in that. It was in Cincinnati on Oct. 7, 2002, that Bush gave the fateful address that sped congressional ratification of the war just days later. The speech was a miasma of self-delusion, half-truths and hype. The president said that « we know that Iraq and Al Qaeda have had high-level contacts that go back a decade, » an exaggeration based on evidence that the Senate Intelligence Committee would later find far from conclusive. He said that Saddam « could have a nuclear weapon in less than a year » were he able to secure « an amount of highly enriched uranium a little larger than a single softball. » America’s own National Intelligence Estimate of Oct. 1 quoted State Department findings that claims of Iraqi pursuit of uranium in Africa were « highly dubious. » It was on these false premises – that Iraq was both a collaborator on Sept. 11, 2001, and about to inflict mushroom clouds on America – that honorable and brave young Americans were sent off to fight. Among them were the 19 Marine reservists from a single suburban Cleveland battalion slaughtered in just three days at the start of this month. As they perished, another Ohio Marine reservist who had served in Iraq came close to winning a congressional election in southern Ohio. Paul Hackett, a Democrat who called the president a « chicken hawk, » received 48 percent of the vote in exactly the kind of bedrock conservative Ohio district that decided the 2004 election for Bush. These are the tea leaves that all Republicans, not just Chuck Hagel, are reading now. Newt Gingrich called the Hackett near-victory « a wake-up call. » The resolutely pro-war New York Post editorial page begged Bush (to no avail) to « show some leadership » by showing up in Ohio to salute the fallen and their families. A Bush loyalist, Senator George Allen of Virginia, instructed the president to meet with Cindy Sheehan, the mother camping out in Crawford, as « a matter of courtesy and decency. » Or, to translate his Washingtonese, as a matter of politics. Only someone as adrift from reality as Bush would need to be told that a vacationing president can’t win a standoff with a grief-stricken parent commandeering television cameras and the blogosphere round the clock. Such political imperatives are rapidly bringing about the war’s end. That’s inevitable for a war of choice, not necessity, that was conceived in politics from the start. Iraq was a Bush administration idée fixe before there was a 9/11. Within hours of that horrible trauma, according to Richard Clarke’s « Against All Enemies, » Rumsfeld was proposing Iraq as a battlefield, not because the enemy that attacked America was there, but because it offered « better targets » than the shadowy terrorist redoubts of Afghanistan. It was easier to take out Saddam – and burnish Bush’s credentials as a slam-dunk « war president, » suitable for a « Top Gun » victory jig – than to shut down Al Qaeda and smoke out its leader « dead or alive. » But just as politics are a bad motive for choosing a war, so they can be a doomed engine for running a war. Early last year, Bush said, « The thing about the Vietnam War that troubles me, as I look back, was it was a political war, » adding that the « essential » lesson he learned from Vietnam was to not have « politicians making military decisions. » But by then Bush had disastrously ignored that very lesson; he had let Rumsfeld publicly rebuke the army’s chief of staff, Eric Shinseki, after the general dared tell the truth: that several hundred thousand troops would be required to secure Iraq. To this day it’s America’s failure to provide that security that has turned Iraq into the terrorist haven it hadn’t been before 9/11 – « the central front in the war on terror, » as Bush keeps reminding us, as if that might make us forget he’s the one who recklessly created it. The endgame for U.S. involvement in Iraq will be of a piece with the rest of this sorry history. « It makes no sense for the commander in chief to put out a timetable » for withdrawal, Bush declared on the same day that 14 of those Ohio troops were killed by a roadside bomb in Haditha. But even as he spoke, the war’s actual commander, General George Casey, had already publicly set a timetable for « some fairly substantial reductions » to start next spring. Officially this calendar is tied to the next round of Iraqi elections, but it’s quite another election this administration has in mind. The priority now is less to save Iraqi democracy than to save Rick Santorum and every other endangered Republican facing voters in November 2006. Nothing that happens on the ground in Iraq can turn around the fate of this war in America: not a shotgun constitution rushed to meet an arbitrary deadline, not another Iraqi election, not higher terrorist body counts, not another battle for Falluja (where insurgents may again regroup, The Los Angeles Times reported last week). An American citizenry that was asked to accept tax cuts, not sacrifice, at the war’s inception is hardly in the mood to start sacrificing now. There will be neither the volunteers nor the money required to field the wholesale additional U.S. troops that might bolster the security situation in Iraq. What lies ahead now in Iraq instead is not victory, which Bush has never clearly defined anyway, but an exit (or triage) strategy that may echo Johnson’s March 1968 plan for retreat from Vietnam: some kind of negotiations (in this case, with Sunni elements of the insurgency), followed by more inflated claims about the readiness of the local troops-in-training, whom America will then throw to the wolves. Such an outcome may lead to even greater disaster, but this administration long ago squandered the credibility needed to make the difficult case that more human and financial resources might prevent Iraq from continuing its descent into civil war and its devolution into jihad central. Thus the president’s claim on Thursday that « no decision has been made yet » about withdrawing troops from Iraq can be taken exactly as seriously as the vice president’s preceding fantasy that the insurgency is in its « last throes. » Americans have already made the decision for Bush. We’re outta there. Now comes the hard task of identifying the leaders who can pick up the pieces of the fiasco that has made America more vulnerable, not less, to the terrorists who struck us four years ago next month.
خطوات لتعزيز السياحة في إطار أوليات التعاون الصيني – العربي
لندن الحياة بناء على دعوة من وزارة الخارجية الصينية بهدف استعراض انجازات المنتدى الأول، ولتفعيل برنامج العمل للاجتماع الوزاري الثاني، عقد في بكين اجتماع كبار المسؤولين العرب والصينيين. ترأس الجانب العربي السفير عبدالوهاب الشوكاني رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وترأس الجانب الصيني تشاوي جيون المدير العام لإدارة شمال افريقيا وغرب آسيا في وزارة الخارجية الصينية.
وشاركت في هذا الاجتماع الوفود العربية الآتية:
– على مستوى مساعدي وزراء الخارجية ومديري الإدارات: مصر وقطر والجزائر وفلسطين والعراق والكويت والسودان ولبنان وسلطنة عمان وموريتانيا والمغرب والسعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة. – على مستوى السفراء المعتمدين لدى بكين: تونس والبحرين والأردن وجيبوتي والصومال. – وترأس وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلا الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمشرف على مجلس الجامعة. – على مستوى الاتحادات العربية المهنية المختصة العاملة ضمن نطاق مجلس الوحدة الاقتصادية العربية: الاتحاد العربي للفنادق والسياحة.
وتم الاتفاق على ثلاث جلسات تتناول حاضر العلاقات الصينية – العربية وتصورات عامة لبناء المنتدى، والمجالات الرئيسية للتعاون الجماعي الصيني – العربي والخطوات المطلوبة، وتحضير الاجتماع الوزاري الثاني للمنتدى.
وكان لمشاركة الاتحاد العربي للفنادق والسياحة الفعالة في هذه الاجتماعات أهمية خاصة، حيث طرح ورقة عمل «حول آفاق التعاون العربي – الصيني في مجال السياحة»، تم اعتمادها ضمن التوصيات الصادرة عن الاجتماع. ووجه كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية الى رئيس الاتحاد العربي للفنادق والسياحة الدكتور عثمان عائدي رسالة شكر وتقدير له ولأعضاء مجلس الإدارة والأمانة العامة للاتحاد العربي للفنادق والسياحة لمساهمتهم الفعالة في هذه الاجتماعات.
وتقرر تعزيز التعاون بين الصين والعالم العربي في مجال السياحة وزيادة عدد الدول العربية المدرجة على قائمة المقاصد السياحية للسائح الصيني، حيث رأى الجانبان الصيني والعربي أهمية تعزيز التعاون في إطار المنتدى بتحقيق خطوات ايجابية ومدروسة في ضوء الأهداف التي حددها إعلان المنتدى.
وانطلاقاً من برنامج العمل لمنتدى التعاون العربي – الصيني، سيواصل الطرفان التعاون في المجالات الآتية:
* اتخاذ خطوات ايجابية لتنسيق السياسات التجارية والتعاون في تبسيط الاجراءات الجمركية وتعزيز التعاون في مجال فحص الجودة والحجر الصحي. * تشجيع الاستثمارات المشتركة في البلدان الثالثة. * تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال السياحة وبحث إمكان زيادة عدد الدول العربية المدرجة على قائمة المقاصد السياحية للسائح الصيني. * تعزيز التعاون في مجالات التصنيع والصناعة التحويلية. * الاستفادة المتبادلة من التجارب في ما يتعلق بانشاء وإدارة المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة. * تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال النقل الجوي والبحري. * اقامة أسابيع وفعاليات ثقافية متبادلة بين الجانبين.
(المصدر: صحيفة الحياة بتاريخ 14 أوت 2005)
تأييد الإرهاب
عبداللطيف الفراتي :
لنترك جانبا الإسلاميين بمختلف ميولاتهم ونزعاتهم ومشاربهم، ولنهتم فقط بمن يسمون باللائكيين أو من يسمونهم بالعلمانيين في استنقاص من توجهاتهم لنشهد وضعا بدا غريبا للكثيرين. فقد أخذ تأييد بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي وأبو قتادة والظواهري وغيرهم يكتسح الساحة و »يصيب » حتى الذين يبتعدون بسنوات شمسية عن الفكر السلفي الداعي للجهاد مهما كانت الأسباب والوسائل. ويسمي البعض التجاوزات الأخلاقية والقانونية والدينية المرتكبة في حق المدنيين والأطفال والنساء الخسائر الجانبية أو العرضية التي لا يخلو منها عمل عنيف، كما يحصل في الحروب وما ترتكبه أمريكا أو بريطانيا أو ما ارتكب في فرنسا دفاعا عما كان يعتبر العالم الحر أو القيم الإنسانية كما تحددت في الغرب ونحتت على مدى مئات السنين.
ولقد يستغرب الواحد منا خاصة ممن بلغ سنا عالية وجاوز الستين وأصبح من الصعب عليه تغيير أنماطه الفكرية أو التخلي عن قناعات حملها على مدى عشرات السنين، أن يقبل بتبريرات للأعمال التي تعتبر « وحشية » و « غير حضارية » و » لا إنسانية » المرتكبة من طرف « عصابات » أبومصعب الزرقاوي في العراق، من تقتيل للأطفال، كما حدث قبل أسبوعين، أو المدنيين كما حصل في كربلاء قبل شهر ونصف الشهر، أو اغتيال السفير المصري أو الديبلوماسيين الجزائريين.
وإذ نجد في السنة النبوية ما يدل على أن للحروب أخلاقها، وإذ نجد في توصيات الخلفاء الراشدين وخاصة عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ما ينأى بالمواجهات الحربية عن النذالات التي كانت سائدة قبلا، فإن الذين يعلنون انتسابهم لذات الفكر نجدهم يبررون ما سبق أن اعتبر خروجا حتى على الدين، ولا يتوقفون مطلقا عند تلك التوصيات على اعتبار أنهم يواجهون جبابرة ينبغي محاربتهم بكل الأسلحة المتاحة وبدون تقيد بأية مبادئ.
إلا أن الأقل سنا من ذوي العقول الأكثر قدرة على التأقلم لا يضيرهم شيئا أن يقبلوا بخطاب التطرف .. مؤكدين أنه ليس من سلاح آخر لمواجهة طغيان الكبار ورد كيدهم إلى نحورهم غير استعمال المتاح من الوسائل بما في ذلك الأسلحة المحرمة والممارسات غير المقبولة وأن العبرة بالنتيجة لا بالوسيلة.
ويحمل هؤلاء في قرارة نفوسهم ازدواجية في الشخصية تبدو للناظر لأول وهلة خطيرة إلا أنها بطبيعة منطقهم لا تبدو كذلك.
ويرى هؤلاء وعددهم في تزايد أن العالم الغربي بغربه وشرقه، بولاياته المتحدة وباتحاده السوفياتي قبلا وساحته الحمراء الروسية من جهة أخرى قد ناصب العروبة والإسلام العداوة منذ قرون طويلة، وأنه جاء الوقت لرد الصاع صاعين.
فقد حانت الفترة التي ينبغي فيها لا تمر الإهانات والاحتلالات بدون رد فعل سيفرض احترام العالم العربي والدول الإسلامية.
ويعتقد هؤلاء على لائكيتهم وعلمانيتهم بأنه لم يستطع هز الغرب بكل ظلمه إزاء العرب والمسلمين سوى تحركات أمثال بن لادن والزرقاوي والجيش الإسلامي في الجزائر وحركة حماس وحركة أمل وغيرها من الحركات الإسلامية المتطرفة، التي على ما توصف به من أنها منظمات إرهابية فإنها الوحيدة التي فرضت على الغرب « المتعدي » « الظالم » نوعا من الاحترام للعرب والمسلمين على أساس أن لهم قدرة فاعلة وأنهم لن يستكينوا مستقبلا كما استكانوا في الماضي وأن الغد لن يكون مثل اليوم، وبوسائلهم القليلة ولكن الفاعلة وقدرتهم على المفاجأة فإنهم سيتمكنون من تغيير أشياء كثيرة تبدأ من النظرة إليهم وتنتهي بتمكينهم من حقوقهم.
ويعتقد هؤلاء أيضا بأن العرب والمسلمين شهدوا من أنواع العسف والظلم والاستهانة كما لم يشهد شعب آخر فقد استبيحت أرضهم وسلبت فلسطينهم ولاقوا من التمييز في ديار الهجرة ما لم يلقه غيرهم بحيث لم يعد أمامهم إلا رد الفعل العنيف للتنبيه إلى وجودهم وإلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار لذلك الوجود وضرورة احترام الحقوق. كما يعتقد هؤلاء ومن اللائكيين العلمانيين أيضا إنهم يقفون وراء من يستطيع أن يحقق ذلك، وإذا كان اليمينيون أو اليساريون لم يفلحوا بأساليبهم « البورجوازية الصغيرة » المنطلقة من رحم الفكر الغربي الأوروبي-الأمريكي فإنه لا بأس من تجربة أنماط جديدة من الكفاح تخرج عن المألوف حتى في طبيعة الفكر العربي الإسلامي لعلها تحقق ما لم يتحقق حتى الآن.
ولذلك فلا غرابة مطلقا أن تزخر الصحف العربية والقنوات الفضائية إن لم يكن بما من شأنه تمجيد بن لادن ومن لف لفه فعلى الأقل بعدم التنديد بهم واستعراض أساليبهم وأعمالهم في لهجة تبدو أقرب إلى التأييد منها إلى الاستنكار وترك المجال للإشادة بهم من قبل القراء والمشاهدين في حلقات إبداء الرأي علهم يكونون المنقذين مما تردى فيه العالم العربي والعالم الإسلامي من دون وهوان.
وإذ تبدو هذه المواقف مجرد تعبير عن توجه في الوقت الحاضر فلا شيء يمنع مستقبلا من رؤية البعض من اللائكيين والعلمانيين ينخرطون فيها.
فهل الغرب بصدد الوعي بخطورة المسألة أم إنه ما زال يسير مغمض العينين، وهو في الاعتبار المسؤول عما حصل للعالم العربي والإسلامي من مصائب ومحن، وأن عليه أن يغير من سياساته ومن عدائه غير المعلن لكل ما هو عربي وإسلامي، فالجغرافيا هي الجغرافيا والعرب والمسلمون باقون على أرضهم في أكثر الأماكن استراتيجية في العالم، لذلك وجبت قراءة كل حساب لهم، وبالتالي التعامل معهم من منطلقات جديدة بإعطاء أصحاب الحق حقهم، وبدون ذلك فلن يتوقف الإرهاب بل سيستشري ويزداد قوة ولن توجد له حلول ولن ينتهي ما دامت أسباب انطلاقه باقية.
الكثيرون ليسوا مع الإرهاب ولا يبررون الإرهاب ولكنهم يقفون من الأمر موقفا ينتظرون معه أن تتغير الأسباب التي انطلق بسببها الإرهاب أي أن تستعيد شعوب كاملة حقوقها في الوجود وقيام الدولة وأن تسترجع غيرها حقوقها في السيطرة على ثرواتها وأن ترحل عنها أنظمة فرضها الغرب تخدم ركابه ليس إلا وتأتمر بأوامره. (المصدر: صحيفة الشرق القطرية بتاريخ 14 أوت 2005)
في حوار مع الجزيرة نت:
الترابي متشائم لوضع السودان ومقر بفشل تجربته الإسلامية
أولا: ما مبرراتكم لفشل المشروع الحضارى والتجربة الإسلامية في السودان؟
لأن جهود البشرية ولأول وهلة عرضة دائما لأن تحقق إخفاقا أو بعض إخفاق، كما أن الخطة وحدها لا تكفى لأن الآثار والابتلاءات لا تسمح لأحد أن يحيط بغيبها كله، ولأن المشروعات التى تؤسس على الأصول الإسلامية بين يدى الذين يقيمونها لا تعود إلى تجربة قريبة حتى تعتد بها أو إلى قياس في العالم حتى نقايسها على أوضاع السودان أو حتى نقيم مشروعا أقرب إلى الفلاح.
فأنا لا أتعذر وكان ينبغى أن أدرك كل التاريخ وأعتبر وأتعظ به، لكن قبل التجربة دائما لا تستطيع أن تقرأ تاريخك أو قرآنك، لكن التجربة تعلمك وسترجع فترى ما ينبغى أن تراه والذي لن تراه من قبل، ثم إن هذه التجربة هى الأولى في العالم الذي يسمى سنيا والتجربة الأخرى كانت في العالم الشيعى.
فالتجربة الأولى لم تكن تجربة تامة، وما زال الكيان التقليدى قائما يوازى الكنيسة في الغرب ويخشى المرء أن يقع ذات الصراع.
فهذه أول تجربة وحتى إن أخفقت لا أقعد باكيا لكن أقول إنها تجربة وستكتب وهى على الأقل قد تنفع الناس إذا ما كتبت بحق، ونحن نكتب فالخطأ نتبينه ونتبصره ونعترف به ونستغفر الله منه وأما الصواب فيمكن أن يبنى عليه.
خلافاتكم مع أبناء (البيت) الحركة الإسلامية وصفتموه بالعقوق ووصفوه بالخروج منكم فهل لذلك مرده على السجن الأول أم الثانى؟
لم أكن حديث عهد بالسجن، وفي نظام عسكرى سابق ظللت أدخل وأخرج لسنوات طويلة، فجهاز الأمن قديما كان منهجيا مهنيا أكثر منه مندفعا بدوافع السياسة المتسلطة، فأنا في جملة الأمر لأني قديم عهد بالسجن ما أصابنى ضيق شديد حتى عندما شدوا علي الوطأة خاصة المرة الأخيرة.
كما أننى مشهور الاسم في العالم المسلم وغير المسلم ومنسوب للإسلام، فأحيانا لإرهابه ولفكره أو لكل مظاهر الإسلام الذي يرضون والذي لا يرضون، لذلك لا أريد أن ينسب النموذج الذي يرون في السودان الآن السلام، لانهم سيقيسونه (الغرب) على ما كان عندهم من نموذج دينى.
ثم ماذا عن الخلافات؟
بدأت الخلافات عندما بدأنا ننتقل من الانقلاب والثورة، كالثورة الفرنسية لا تنتهى إلى عهد الإرهاب كما حدث في بلاد كثيرة، فالناس عندما يقبلون إلى الحكم لا يدرون كيف يحكمون ولكنهم يدرون كيف يضربون ويهجمون لذلك يتخبطون كثيرا فيضرب بعضهم بعضا، إذا ما اختفى العدو وانتهى كما حدث في أفغانستان.
لكن لأننا دخلنا بخطط قررنا إنزالها على أرض الواقع، وأول ذلك كيفية إطلاق حرية الفرد والصحافة بجانب حرية الأحزاب لكنهم داروا على ما أقره المجلس الوطني فبدأ صراع كبير حتى انفجر في الآخر.
ففى الأيام الأولى ظن الناس أن المرء غاضب على فقد كراسى السلطة، أغلب الناس كان يرى ذلك. لكنهم بعد كثير كلام اكتشفوا أن الصراع على مبادئ كان يمكن أن تبنى عليها دولة تنسب للإسلام لا على كراسى السلطة وأنصبتها.
ولهذا السبب رضيت بالسجن واطمأننت به كما ذكرت لأن العالم الغربى الآن لا يقول (هذا نموذجا للإسلام)
كيف ذلك؟
لانه لا يعرف هؤلاء ولا أسماءهم بل يرى أن الذين عرفهم يقبعون في السجن فمعنى ذلك أن هذا الشيء مخالف، وكانوا سيقولون للإسلاميين في أي بلد انظروا إلى مثالكم في السودان فإذا فتحنا لكم أبواب ديمقراطية أو حرية ستصعدون إلى السلطة ثم تلقون بالسلم مرة واحدة وستطؤون علينا وطأة أصحابكم على أهلهم في السودان، بل كانت ستكون حجة دامغة ستدمر كل حركة الإسلام.
معنى ذلك أن ما حدث كان مفيدا؟
جدا….
ذكرتم في بعض مقابلاتكم أن إسلاميين تم طردهم من السودان أو سلموا لبلدانهم ما حقيقة ذلك؟ وهل هجومكم القاسى على الحكومة يعتبر ثأرا لهؤلاء أو غيرهم؟
أولا إن مبادئنا تعلمنا ألا ننظر إلى الوراء بشكل فيه أي نوع من أنواع الثأر… فحتى مع نظام النميرى الذي ألقى بنا في السجون ما ذكرناه بعد ذهابه لأن البلد قد تجاوزته، لكننا فقط نذكر التجارب لنتذكر بها، وأنا لست مشغولا بالأشخاص أو الانتقام منهم لكن صحيح أنه بدأت تتوارد علينا عندما علم الناس أن ثمة توترا.
بدأت ترد إلينا معلومات عما تفعل بعض الأجهزة من فساد وإسلام للناس رغم أن حماية من استجارك هى جزء من الإسلام ليس فقط إنصافا لصديق بل إن عدوك إذا ما لجأ إليك سياسيا فلا بد أن تؤمنه تماما ولا بد ألا تخرجه من بلدك إلا إلى بلد آمن آخر (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره) وبدأت تصلنا أشياء وتدابير تجرى من تحت لتسد الطريق الذي كنا نتمنى أن ينفتح شيئا فشيئا فما أدرى إن كان ذلك غباء أم عدم إدراك.
فالضغوط اشتدت من الخارج على قيام إسلاميين هنا في السودان بعدما سمعوا أن هناك بلدا إسلاميا أصبح مأوى بعد مطاردتهم في بلادهم بسبب قتالهم في افغانستان وكل من كان ممولا من قوى دولية أو من بلده تحول اسمه إلى خطر بأن سيكون إرهابيا لأنه تدرب، وظلت بعض البلاد لا تستقبلهم رغم أنهم أبناؤها فلجؤوا إلى السودان لأيما عمل – استثمارى أو غيره
كارلوس مثلا
كارلوس ليس بمسلم لكنه ادعى أنه عربى وجاء بجواز كذلك والناس كانوا مشغولين بالسودان، لأنه أصبحت له صورة في العالم ولكن تحت وطأة الضغط (وهذا من اسباب الخلاف الحادة أيضا فبدؤوا أول الأمر فأسلموا بعض الناس لبلد جار، ونحن نعلم ماذا سيحدث من هذا البلد الجار إذا أسلم اليه هذا النوع من الناس (سيقضى عليه عند بعد الحدود مباشرة) ومن بعد ذلك ظلوا ينذورونك أياما ثلاثة لمغادرة البلاد فكان الناس يهربون إلى بلد عربى يستقبلهم ومن هنالك يتسللون إلى الغرب فيستقبلهم لجوء سياسيا، وقد حدث كثير من هذا.
أضف إلى ذلك أن بعضا من هؤلاء تزوجوا منكم (السودان) ونالوا بقانونكم الجنسية السودانية وأولادهم هنا كما أنه إلى عهد قريب أسلم بعض الناس الذين تجنسوا قبل سنين بجنسيتكم السودانية (فأسلموا إلى بلاد لا أدرى ماذا جرى لهم) فلربما قضى عليهم.
أعلنتم معارضتكم للدستور الجديد فما الأسباب؟
في هذا الدستور يؤسف المرء أن يقول إن إخوتنا في الجنوب ركزوا على ما يليهم هم فقط.
ثانيا: أن الدستور حدثنا عن أن الأغلبية هى 52% لحزب واحد، ومعنى ذلك أن الحرية هى ما يريده الحزب صاحب الأغلبية، رغم أنه غير أوضاعه ونظامه التأسيسى ليجعل السلطة لفرد واحد، ومعروف اين يقوم الفرد الواحد الآن.
ثالثا: ارتدت حرية الأحزاب واشترط عدم ممارسة أي حزب لنشاط إلا بالموافقة يوافق على الدستور كما اعطى الرئيس سلطة عليا بجانب تقييده للطوارئ بموافقة نائب الرئيس.
رابعا: أعطى الدستور الجديد سلطة تشريعية للرئيس عكس ما كان في الدستور السابق وهذا ليس حكم الشعب ولا نواب الشعب وإنما حكم الرئيس هنا والرئيس هناك.
ألا يمكن تعديل ذلك؟ أولا: أن التعديل أصبح شبه مستحيل لأنهم وضعوه وفق قيود وأغلبيات تكاد تكون كاملة وهم على أية حال ضمنوا الأغلبية فضلا عن أغلبيات الدستور الأخرى المعقدة. فنحن (خلاص) توكلنا على الله وننتظر فهل نستطيع أن نؤمن هامشا من الحرية بالقدر الذي نتمناه موجودا أو هامشا معقولا حتى نعمل فيه؟
فانا الآن أطمع ليس في النصوص السيئة لكن هناك قوى سياسية جديدة كالقوى الجنوبية التى جاءت من الغابة فهى تنزع إلى جانب الحرية كما أن هنالك قوى كانت تحت الأرض خرجت الآن مثل الحزب الشيوعي بجانب قوى أخرى رئيسية، وحتى إذا لم تتفق في برامجها فستتفق على ضرورة الحرية، والقوى الدولية أصبحت وطأتها شديدة جدا.. وجيشها الموجود في السودان الان ليس بجيشكم والمال ما لهم وحاكمهم (ايان برونك) يصرح في صفحكم كما يصرح رئيس دولتكم وهم يدركون الآن أن مصالحهم لن تستقر إلا ببناء الديمقراطية لذلك يتحدثون عن الإصلاح بشئ من الإخلاص هنا وفي البلاد من حولنا.
ألا تعتقد أن طول المدة لإجراء الانتخابات سيؤثر على الحياة السياسية؟
أنا لا أستكثرها لأن هناك أحزابا ابتعدت عن قواعدها وغالب السودانيين انطلقوا الآن إلى غير ولاء حزبى وتقطعت وشائج النظم الحزبية التى كانت سائدة في السودان.
أي أنها بضع سنوات يمكن للأحزاب أن توفق فيها أوضاعها، فالسودان ليس منتظما الآن فقد تمزقت أقاليمه وأصبح إنسانه سادر في غير مناص
هل معنى ذلك أن نسبة انفصال الجنوب ربما تكون كبيرة؟
اليوم، في ما أرى هو غالبة ولكنها ليست صعبة العلاج لأن الأخوة في الجوب لا سيما الشباب منهم غالبهم حديث عهد بصراع متطاول لم يكن بالحرب فقط وإنما بأشياء وظلامات تحرك النفوس إلى الانفصال.
ثانيا: لست آمنا على ألا يختل الاتفاق، لأننا عهدنا اتفاقية اديس ابابا 1972م عندما أتت قيادة التمرد واستغرقت في بحر المتاع والمخصصات ولما جنح النميرى بعد ذلك على الاتفاقية وتجاوزها ما خرج أو عاد إلى الغابة أحد منهم لأنهم وحلوا فخرج جون قرنق لأنه كان ضابطا في الجيش كما فعل بريك مشار واتفاقية 1997م رغم أنها وضعت في بنود الدستور كما وضعت هذه الاتفاقية، فإذا ما حدث خلل فيها فسيقع الانفصال دون انتظار لاستفتاء أو إكمال سنوات وهى كلمة واحدة وتنقطع العلاقة.
ثالثا: أن الفرحين من أبناء الجنوب بتوقيع السلام ينتظرون الآن طيباته وثمراته وهى لا تتجزأ لأن المعونات الدولية تتأخر جدا وأخشى ألا تصب قطرات منها على الشعب فتقوم الفتن والمشاكل وتضطر الحكومة لممارسة أشيائها، فالذي في الشمال يتولى أهل الشمال وكذلك الذي في الجنوب عندي رجاء أنه ربما مع السلام (الشيء الذي لا نستطيع أن نقرأه 100%) أن ينصهر الجنوبيون مع الشماليين حتى ولو تأخر مجيء البركات.
كيف تنظر للأوضاع في السودان في ظل وجود أجنبى كثيف؟
هذه الجيوش الأجنبية ما تدخل بلدا حتى تبقى فيه ووجوها لمصلحة الجنود الذين يأتون ولبلدناهم لأن هناك أموالا كثيرة تأتيها وتتوزع بين خزائن هذه الدول وجيوب جنودها، فهم يتمتعون بالدولار أكثر مما يتمتعون برواتبهم البائسة، فمن كل بلاد أفريقيا والعالم مضطربها ومستقرها جاءتنا جيوش وعندنا ما شاء الله مليشيات كثيرة فنحن الاوائل إذ لم يبلغ بلد في العالم مثل ما بلغنا من وجود قوة مستقلة في داخله وخارجه.
ألا يعنى هذا أن سيادة السودان في خطر؟
استقلال السودان وسيادته هذه كلمات أصبحت قديمة لأن العالم قد تغير وتقارب والسيادة القديمة والغيرة عليها أصبحت أشياء بالية.
فأنا الآن أرى السودان في أسوأ حالاته تتجاذبه مخاطر التمزق والذلة، أنا أتحدث بموضوعية في ظل ضغوط عدلية ومالية وعسكرية من الخارج، وأقول هذا ليس لأنى أريد أن أرمى بلادى بالهجاء لكنه للتذاكر فيمكن أن نعالج شيئا من أمرنا، فالسودان لديه إمكانات ليكون بلدا عزيزا محترما فائضا على الناس لا مفاضا عليه.
هل يتذكر السودانيون مع فرحة السلام هذه الأشياء؟ أنا أذكر كل الناس بهذا الخطر مع كل هذا التخوف هل تتوقع ظهور جماعات متطرفة تحاول طرد الأجانب باعتبار أنهم مستعمرون؟
لا أتوقع كثيرا من هذا، لأن السودانيين دائما ينشغل بعضهم بضرب بعض، فالسودانيون لا يفعلون شيئا لأنهم ضعفوا بجانب أنهم مشغولون الآن بمعاشهم لذلك لا أظنهم سيشكلون خطرا على القوات الدولية.
تطرح الإدارة الأميركية مشروعا للإصلاح السياسى في الشرق الأوسط وبالطبع يشمل هذا المشروع السودان وغيره من الدول العربية في المنطقة ما رأيك في ذلك؟
الإصلاح الذي يأتى الآن جاء بالرياح التى هبت علينا ونحن أحوج ما نكون إليها، فنحن والبلاد العربية كل أنظمتنا متصدعة، والمجالس التى تتبع للجامعة العربية لا تنظر شيئا ولا تجمع وكذلك مجلس التعاون الخليجى والمغرب العربى، كلها هادئة بل متجمدة فقد بدأ الإصلاح من الخارج لكننا نسأل الله أن يبدأ من الداخل لأن الديمقراطية إذا أتت من الخارج فستظل سطحا فقط والأجسام عادة تكره الزراعة الخارجية، فالعرب لا يفهمون كلمة ديمقراطية بل يعتقدون أنها كلمة من الغرب (شيء طيب) مثل السيارات والبدل والمنتجات الأخرى.
فخطابى الآن أوجهه إلى الحكام العرب وأقول إنه لا طريق أمامهم غير الاصلاح، كما أن الحرب على الإرهاب أصبحت كلمة طيبة وأخاطبهم أن يتولوا الفتح شيئا فشيئا بالانتخابات والحريات وقيام التنظيمات الاجتماعية والسياسية لنضمن استقرار حكم الشورى (حكم الشعب)، كما أسأل الله ان تأتي الديمقراطية من القواعد وأن تستقيم على أسس قوية.
هل تعتقد أن الغرب يريد الديمقراطية فعلا؟
كانوا في السابق يكرهونها لأنهم يعلمون أنها ستلد إرادة شعبية تريد عزة للبلد ومساواة وعدالة معهم (حتى لا يسلبوننا أموالنا) والأميركان بالذات يكرهون الديمقراطية ويؤيدونها تماما عند غيرهم.
هل تتوقع أن تنتهي الحرب غير المعلنة بينكم وأميركا باعتبار أنها ما زالت تعتقد أنكم تقودون تيارات إسلامية متشددة، كما سبق أن المحتم إلى أن جهات أجنبية (فهم أنكم تقصدون) أميركا هي التي أسهمت في إدخالكم السجن؟ وهل تعتقدون أن بامكانها لعب نفس ذلك الدور؟
لم يكن السجن وحده ولكن الضربة التي تعرضت لها هناك وكان ينبغي أن تقتل لكنها قتلت أسابيع وشلت حينا من الدهر ثم مضت بجانب أن الدفع للآخرين يأتي في روح الأميركيين وثقافتهم لأن أميركا مؤسسة على الضرب والقتل.
ثانيا: أن مبادئ أميركا الفلسفية تعتمد على الواقعية أي أنك إذا استطعت أن تغلب هذا الضعيف فأقضي عليه تماما (فقط هي واقعية وليست لهم مبادئ كثيرة).
والأميركيون أصبحوا القوة الواحدة التي تسيطر والتي لا يوازيها أي ميزان في الشرق حتى نعيش نحن البؤساء بين الجناحين كما نريد، بل أصبحت تسيطر على الشرق والغرب والعالم العربي والمال العالمي، فقد فعلوا بأفغانستان والجزائر بجانب الضغوط القوية من اللوبي الصهيوني المنتشر في البلاد، والوطأة على ليبيا والسودان، وهم كشعب لا يعلمون شيئا كثيرا عن العالم لكن إداراتهم أنزلت عليهم ثقافة كارهة لأي شيء يسمى بالإسلام لذلك لا تسميه باسمه بل تسميه إرهابا ويعني عندها أصولية، ولهذا بدأت ترتد عليهم الآن، فاضطروا في العراق أن يتفاوضوا معهم وأحيانا يتلطفون إليهم وبدؤوا يسمونهم مقاومة وحتى لا تنفجر أرض البترول في السعودية بدؤوا يتكلمون عن الإصلاح وفي مصر كذلك بدلا من ان تنتشر كفاية رأوا ضرورة فتح الأبواب للمواطنين والإصلاح الداخلي.
هل تحاورهم؟
والأميركيون لا يتحدثون إلينا كثيرا لكن بدأ كثير من الأوروبيين الآن والقوى في أميركا نفسها تقول لا بد أن نتحاور مع الإسلام وأنا مطمئن وأصابرهم قليلا والآن أرى ملامح التطور وعندئذ أتحدث اليهم.
هل تتوقع تغييرا قريبا؟
فالوطأة أخف من ذي قبل، والغربيون أنفسهم الآن أقرب إلى التفاهم أكثر من اللغة الأولى، وبدأ نزع جديد وأرجو أن يكونوا كذلك، وهذه ليست ذلة مني ولكني إنسان أريد أن أتعاون مع أي إنسان حتى ولو كان فيه استبداد أو ترفع وأسأل الله أن يخفف استبداده وترفعه ويفتح بيني وبينه الأبواب ولا أريد أن ينتهي العالم إلى صراعات.
ماذا يعني فقد قرنق في هذا الوقت بالذات؟
كان لوفاة جون قرنق ونسأل الله الرحمة لجميع عباده البشر الذين رفعهم إليه وقع جليل لا يقتصر على الحركة التي كان يقودها ومن ثم على الجنوب، بل على السودان الذي كانت تتعلق رجاءاته حول جون قرنق في مختلف الأقاليم بميزان اللامركزية والحرية بل في الأقاليم المجاورة للسودان التي عرفته وعهدته عهدا طويلا بل وفي العالم كذلك لا سيما العالم الغربي الذي عرفه من قريب. لكن بالطبع مرحلة إنزال السلام إلى الواقع مرحلة تختلف عن مرحلة كسب السلام لأن كسب السلام اقتضى مقاومات ومواصلات دبلوماسية والثائرون حينما يكسبون الظلامات التي كانوا يشتكون منها يتدثر عليهم دائما التحول إلى حكام يديرون البلاد ويوحدون الناس لأعلى عدو مشترك ولكن على مقاصد وطنية أو إقليمية أو سياسية. هذه الابتلاءات كانت تنتظر جون قرنق ولكن لأنه لسعته العلمية واتصالاته السياسية ولطول عهده كان يمثل السودان ويمثل الجنوب خاصة ولذلك كان فقده ذا وقع كبير.
الآن الإخوة يتعرضون لمخاطر أكثر من أمس، والمخاطر ابتلى بها الجنوب، بعد السلام وقد يبتلي بأكثر مما يقدر.
وما رأيكم في الأحداث التي تلت ذلك؟
النظام الذي يحكم السودان الآن لا يعتبر كثيرا بالتاريخ، وحتى التاريخ القريب في الجنوب لا يعتبر به في دارفور، فضلا عن أن يعتبر بهذه الوقائع، فالحكومة لم تقدر احتمال الوقائع وكانت تظن أنها ستكون قليلة. وبين يدي إعلان موت البطل الجنوبي كان ينبغي أن يكون إخراجها إخراجا يليق بالنائب الأول لرئيس الجمهورية لا نائبا وحسب، ولكن جاء مع كل زخم السلام، وكان يمكن أن يكون الخطاب مباشرا ويوجه بأحسن وكان يمكن أن تنتشر قوات الشرطة غير مسلحة حتى يتحقق النظام لا سيما في الأماكن التي يسكن فيها الجنوبيون.
وكان يمكن أن تنصب في كل هذه المواقع خيما للتعازي، يوجد قادة من الجنوبيين والشماليين ورجال الكنائس وغيرهم، وكل مراسم التعازي المعروفة في الدوائر الجنوبية حتى تستوفي كل أحزان الناس وغضباتهم، وكان يمكن للإعلان نفسه أن يكون واضحا، أي طائرة هي واين وقعت حتى تتباعد السرية التي تصوب على الشمال وعلى الحكومة عموما، والحكومة لم تفعل شيئا كذلك بل ظل الخراب، والخراب لا يمكن أن ننسبه كله للجنوبيين وحسب ولكن إذا ما قامت هائجة الخراب والنهب يركبها كثيرون من أبناء الشوارع الذين ينتظرون هذه السانحة فقد رأت الشرطة ألا تظهر أصلا فاضطر أهل الشمال أن يدافعوا عن أنفسهم وبذات روح القطيع حتى تجاوزت المسألة إقدراها، ورغم أن أخبار الوقائع حوصرت قهرا بعد الموتى أو الخراب إلا أن المعلومة في الساحة وفي مدينة واحدة بلغت مبلغا أكبر من ذلك كثيرا في واقع الأمر، وأخيرا الحكومة جاءت من تلقاء أمنها الخاص للمؤتمر ومحلياته وولايته واختارت لهم أن يقدموا الأخبار، وبعد ذلك للناس تقديرهم.
لكن هذه الواقعة أحدثت ردود فعل والناس كانوا قد اقبلوا على الحركة الشعبية وبعضهم قنط من تلقاء من يحكم السودان وظلوا يبحثون عن مناهج فارتد الفعل كثيرا في الشمال بل وما حدث للشماليين في الجنوب يزرع روحا من اليأس والكره، فهؤلاء سيتحدثون عن أنهم (الجنوبيين) ما دام أنهم لا يحبوننا فعلينا أن نذهب ويذهبوا وسنكون جيرانا كما تقسم العالم في أوروبا الشرقية.
لكن حتى في الجنوب كذلك تولد وظهر أنهم كانوا يكتنزون كثيرا من الغيظ والغضب وكنا حسبنا أن مجيء الجنوبيين إلى الشمال من الغيظ وليس كل الجنوبيين في الشمال فإن بعضهم تصدي لكف أيدي الاخرين وحماية الناس.
فهذه الوقائع باعدت بين الجنوب والشمال ثم إن فقد جون نفسه الآن جاء إلينا بقيادات جديدة عهدناها عسكرية محضة ومن العسير ان نحكم عليها كيف تفعل في دور سياسي مكان جون قرنق الذي له تجربة عالمية سياسية ووطنية وهي قيادة جديدة لا يستطيع الناس أن يحاكموها بما يظنون.
ولعل القيادة أصبحت جماعية اكثر وهذا تقدم في الجنوب الذي كان يواجه جون قرنق قائدا فردا فإذا سألني هل تأمن على الصعيد القومي القوى الشمالية التي تتولى السلطة يمكن أن تفي بالصدق ومع القيادة الجديدة فأقول يظن الناس إنه بالترضيات والتخديرات تسترضي. و يعني هذا خطرا أشد، فالمرجو أن يكون خيرا لا شرا.
* إذن انت متشائم مما يمكن أن يقع؟
ليس مصوبا بالتدقيق على عين القادم لكن الأحداث التي تلت فقد جون قرنق أوقعت في أهل السودان هنا شيئا من الردة في الرجاء في الوحدة وفي سلام يوحد، ولا أقول إنها غلبت عليهم الآن ولكن قبل الحادثة كانت هناك مجموعات انفصالية في الشمال، وبعدها تقوي هذا التيار بعض الشيء، وفي الجنوب ربما الأمر أحدث شيئا من النزعة إلى الانفصال لكن بعد قليل ربما تهدأ النفوس.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 أوت 2005)
د.فيصل القاسم :
من حق أي إنسان أن يعيد النظر في توجهاته وأفكاره وآرائه ومنطلقاته، فهذا أمر صحي. وقد قال أحد الفلاسفة الفرنسيين: » إن الجدران وحدها لا تغير مواقفها ». والبعض قال: » الحمير وحدها لا تغير آراءها ». لكن شتان بين إعادة النظر في بعض المواقف بهدف التصحيح والمراجعة وتسديد الخطا وبين الانقلاب الجذري على كل الآراء والقيم والعقائد والتوجهات السابقة. فهذا ليس أمراً سليماً بل يكاد يكون نوعاً من المرض الفكري والتذبذب الجنوني. ولو نظرنا إلى التحولات التي طرأت على مواقف بعض الكتاب والمفكرين والنشطاء السياسيين العرب لوجدنا أنها أقرب إلى البهلوانية السيركية منها إلى التطور العقلاني.
في بداية العقد الأخير من القرن الماضي فاجأنا كاتب صحفي كبير كان محسوباً على أوساط المفكرين والمثقفين المرموقين بالقفز من المعسكر اليساري المنافح ضد « الصهيونية والإمبريالية » والمناضل من أجل تحرير الشعوب من النير الاستعماري إلى « قرنة » المطبعين فأصبح على حين غرة من أنصار السلام والتطبيع مع إسرائيل، لا بل توج شغفه المفاجئ بالسلام بإجراء جولات مكوكية إلى إسرائيل مثيراً بذلك دهشة واستغراب الجميع، وكأنه اكتشف فوائد السلام على حين غرة. ولو لم تخطفه يد القدر لمسح بقية المطبعين عن الساحة، فقد كان أكثر منهم وزناً وفكرا وتأثيراًً.
ولم يكتف صاحبنا باللف مائة وثمانين درجة والانقلاب على كل قيمه وأفكاره اليسارية بل أصبح ضيفاً دائماً على المهرجانات الثقافية التي تقيمها بعض الأنظمة العربية التي كان يعتبرها ذلك الكاتب في السابق رمزاً للقروسطية الثقافية والسياسية. بخفة عجيبة نقل البندقية من الكتف الأيسر إلى الكتف الأيمن، وليته كان أيمن فقط بل في الحضيض اليميني.
وهناك كاتب آخر بدأ قومياً ثم انقلب إلى الماركسية، لكن انقلابه لم يقف عند حد، فما أن رأى الخميني يطيح بالنظام الشاهنشاهي في إيران من خلال ثورة شعبية عارمة حتى لعن الساعة التي قرأ فيها كتاب « رأس المال » لكارل ماركس. وربما شعر صاحبنا أن الإسلام الشيعي أكثر قدرة على إنجاز الثورات من الفكر الشيوعي الذي طالما حلم المنتسبون إليه بثورات بروليتارية تحرر العالم من الظلم والاضطهاد. لقد بدل صاحبنا الشيوعية بالشيعية. لم لا، فالفرق بين الاثنين حرف واحد فقط، فاحذف حرف الواو من شيوعي فيصبح شيعي؟ ربما لهذا السبب استسهل صاحبنا النقلة وراح يطبل ويزمر للخمينية حتى بح صوته والتوى قلمه. وقد ظن البعض أن الكاتب الذي انقلب رأساً على عقب كلاعبي السيرك سيستقر على خطه العقائدي الجديد. لكن فجأة ومن دون مقدمات بدأ يلعن الساعة التي هلل فيها لمجيء الخميني، فدار دورة كاملة وراح يفكر بعقيدة فكرية جديدة بعد أن سئم من التوجه الثورجي الإيراني.
وجدتها، صاح بأعلى صوته، وجدتها. إنها الليبرالية الجديدة. لاحظوا ذلك الانقلاب الخرافي من أقصى اليسار إلى الخمينية إلى اليمينية الرأسمالية المتوحشة . ومنذ ذلك الحين والكاتب السيركي يؤلف الكتاب تلو الآخر ضد كل الثوار والثائرين. لقد أصبح كل من يرمي حجراً صغيراً على الإسرائيليين إرهابياً وجب سحقه برأي ذلك الليبرالي الجديد. وكل من يحرر أرضاً محتلة مختل عقلياً وجبت مقارعته وإدانته وتسفيهه خاصة إذا كان متحالفاً مع آبائه الروحيين الإيرانيين الذين انقلب عليهم. وكل من ينتقد المجتمعات الغربية، حسب تصوره الجديد، غدا ملعوناً مطعوناً إلى يوم الدين، وكل من لا يسبّح بحمد أمريكا وأوروبا يجب أن يوضع في مصحة عقلية كي يبرأ من أمراضه الأصولية الخبيثة.
لم يعد لصاحبنا هم سوى النيل من الإسلاميين وشيطنتهم وتجريم كل من دعا إلى تحرير الأراضي المحتلة في لبنان وفلسطين والعراق. والويل كل الويل لمن يفتح فمه بكلمة ضد العولمة أو الغزاة والمستعمرين الجدد. والويل لكل من تباهى بأي قيم عروبية أو إسلامية، فهي برأي « التائب » الجديد لا وجود لها وإن كانت موجودة فلا بد من تشويهها ونبذها لأنها لا تساير العولمة والعصر الليبرالي الجديد وأن القيم الإسرائيلية تفوق العربية بألوف المرات من حيث الجودة والحداثة والتحضر وأن العرب ليس لديهم أي شيء يقدمونه للبشرية سوى الأجساد المفخخة وبالتالي لا بد من أن نقول لهم وداعاً. لا عجب أن أصبحت مقالات « زميلنا » تـُلتهم في الدوائر الإسرائيلية والغربية كالكعك الساخن ويُثنى عليها خاصة وأنها تزايد على المحافظين الجدد في معاداتها للعروبة والإسلام.
وإذا كان المنقلب أعلاه قد انقلب على الماركسية فهناك آخر طلـّق التروتسكية والفدائية وتحول بدوره إلى منظـّر لأقصى درجات الليبرالية، فهو لا ينطق كلمتين إلا وتكون واحدة منهما للنيل من الإسلام والمسلمين وتشويه عقيدتهم، فالدين الإسلامي برأيه الليبرالي الجديد لا يصلح لا لهذا العصر ولا لغيره وأن أتباعه عبارة عن ثلة من الموتورين والإرهابيين والإصوليين الجديرين بالسحق والمحق. لقد راح ذلك التروتسكي العتيد يبشر وللعجب العجاب بما بعد الحداثة الديمقراطية، فهو يزايد حتى على أهل الديمقراطية أنفسهم. وقد غدت كلمة ديمقراطاوية أشبه بالبسملة بالنسبة له، فهو لا ينطق جملة إلا ويزينها بمفردة الديمقراطية علماً أن لا مانع لديه من استئصال كل الإسلاميين عن بكرة أبيهم عملاً بمقولة الثورة الفرنسية: لا حرية لأعداء الحرية ».
ولو اقتصر انقلابه على التروتسكية فقط لقلنا ماشي الحال: شيوعي وتاب. لكنه انقلب أيضاً على توجهاته النضالية القديمة، فقد كان صاحبنا في فترة من الفترات مع الفدائيين الفلسطيين المناضلين من أجل تحرير فلسطين. لكنه الآن يكفر بالفدائية وبكل من يقول أنا مقاوم كما لو أن أحلامه التحريرية قد تحققت كلها ولم يعد هناك داع للنضال. فحزب الله الذي حرر جنوب لبنان برأيه جماعة إرهابية، وحركتا حماس والجهاد الفلسطينيتان حركتان فاشيتان. وكل الحركات الإسلامية الأخرى منابع للإرهاب وجب تجفيفها كما تجفف المستنقعات كي لا يعود إليها البعوض برأيه.
ولا يختلف الأمر بالنسبة لشيوعي آخر كان يحمل سيف التصدي للهيمنة الأمريكية على العالم مغمساً بعصير العنب المعتق أو أحد مشتقاته. لكن أثبتت السنين أن قلبه، كقلب معظم اليساريين العرب، كالفجل، أحمر من الخارج أبيض من الداخل كما علق الروائي السوري حنا مينا ذات مرة ساخراً من الشيوعيين « الأحمراريين ». فقد ولت أيام اليسارية النضالية بالنسبة لصاحبنا وبدأت مسيرة نضالية جديدة من أجل تدعيم الاستعمار الجديد في المنطقة العربية والترويج لقيمه وتجميل صورته. فلا تخلو له مقالة من إدانة المقاومة العراقية وتجريم المدافعين عن وطنهم ضد الغزاة الجدد. كما أنه لا يتمالك نفسه من شدة الحماس وهو يغدق المديح والإطراء على النظام العراقي الليبرالي « الديمقراطاوي » الحضاري التعددي البنفسجي الجديد الذي حل محل طغيان صدام المخلوع. سقى الله أيام السب على الإمبريالية التي على ما يبدو أصبحت حبيبة أصحابنا اليساريين المنقلبين بديمقراطيتها الرائعة وحنوها على الشعوب!
وكي لا نذهب بعيداً فقد كان أحد العربان في الغرب إلى وقت قريب جداً ضيفاً دائماً على التليفزيونات الغربية مدافعاً عن حركات المقاومة في فلسطين، وكانت مقالاته نارية في المجلات الفلسطينية الحماسية، لكن بقدرة قادر خفت همة صاحبنا النضالية بسرعة البرق وخارت قواه الجهادية الكلامية مع أنه ما زال شاباً بعدما احتضنه أحد الربوع الأوروبية الجميلة المعروفة بوداعتها وهدوئها الشاعري ومنحته وظيفة « تنويرية »، فطلــّق « الثورجية » وتزوج « السلامية » وراح يحول قلمه في الاتجاه المعاكس تماماً فاختفى اسمه من مطبوعات المقاومة. كيف لا وقد راح يسجد للقيم والمفاهيم الغربية صباح مساء ويجرّم كل من ينتقدها ثم يزايد على الإسرائيليين وعتاة المحافظين في إدانة أبناء جلدته المناضلين من أجل تحرير بلدهم وكل من همَّ بإلقاء حُجير صغير على « سادة الحضارة والتقدم ». ومن سخرية القدر أنني شاهدت ذلك الكاتب ذات مرة مشتبكاً بعنف على إحدى شاشات التليفزيون مع صاحبنا آنف الذكر « الفدائي القديم » الذي أمسى متلبرلاً عنيداً. لكن سبحان مغير الأحول، فقد أصبحا رفيقين الآن على درب النضال « الليبرالي الجديد ».
ولا داعي لسرد كل النماذج الانقلابية الرهيبة في الأوساط الثقافية العربية، فقد كان بعضهم مثلاً من أشد المطبلين والمزمرين لصدام حسين ثم غدوا فجأة بعد أن بارت بضاعت معلمهم من عتاة الليبراليين. ولا ندري أي منقلب سينقلبون فيما لو دارت الأيام مرة أخرى.
الأمثلة أعلاه ليست سوى غيض من فيض من مئات الأسماء اليسارية والقومجية والثورجية العربية التي باعت مثلها وعقيدتها القديمة بقشرة بصل. ولو نظرنا إلى بعض المواقع الالكترونية التي ما زالت ترفع شعار الشيوعية والاشتراكية والعلمية والعلمانية لوجدت الذين يكتبون فيها على يمين المحافظين الجدد الأمريكيين. من جهة يحاولون إيهامنا بأنهم مازالو « حُمر البيارق » ومن جهة أخرى تراهم ينهلون مما يسمى بالنبع الليبرالي الجديد الذي يتماهى مع المحافظين الجدد بالرغم من تضاد النهجين شكلياً. ولا أدري كيف تلتقي مناهضة الإمبريالية والدفاع عن حقوق المظلومين والمسحوقين والمحتلين في العالم مع الليبرالية المتوحشة التي يدافعون عنها بأسنانهم ويختبئون وراءها للهجوم على العروبة والإسلام.
ليت الذين يتباهون ويتسابقون على تكفير حضارتهم وثقافتهم العربية والإسلامية ويتهافتون على القيم « الليبرالية الغربية الجديدة » ويخرّون ساجدين على أعتابها، ليتهم قرأوا قصة ذلك الجندي الأجنبي الذي انشق عن جيش بلاده وانضم إلى جيش نابليون وتفانى في خدمته. وذات مرة التقى نابليون بجيشه فإذا بالجندي الأجنبي « المنقلب » يهرع مسرعاً للسلام على القائد الفرنسي الشهير وتحيته، فمد يده بلهفة لمصافحة نابليون، لكن الأخير رفض مصافحة الجندي وقال له: « بإمكاني أن أعطيك كيساً من النقود تقديراً لخدماتك لنا، لكنني لا استطيع أن أصافحك، فيدي لا يمكن أبداً أن تصافح شخصاً خان وطنه ». (المصدر: صحيفة الشرق القطرية بتاريخ 14 أوت 2005)
يجب دعم الديمقراطيات حول العالم
روبرت هنتر :
قبل خمس سنوات أوجدت مجموعة جديدة من الدول، وقد اطلق عليها اسم تجمع الديمقراطيات، وجاء ايجاد تلك المجموعة استجابة لحقيقة مفادها انه لاول مرة في التاريخ، فإن معظم الدول اصبحت لديها حكومات تمثيلية بصورة أو بأخرى، بينما ثمة دول تناضل وتحاول لجعل حكوماتها ديمقراطية أو انها ببساطة لا تحاول البتة.
وزيرة الخارجية آنئذ مادلين اولبرايت ابتكرت فكرة تجمع او مجموعة الديمقراطيات وجمعت عشر دول ديمقراطية من خمس قارات كما دعت بقية العالم الديمقراطي الى اجتماع تأسيسي في وارسو، وعقد اجتماع ثان في سيؤول مع نهاية عام 2002، اما سنتياغو في تشيلي فقد استضافت الاجتماع الثالث في ابريل، وفي هذا الاجتماع كان ثمة دور كامل للمنظمات غير الحكومية التي تعد محركا مهما للتغيير الديمقراطي.
لكن منذ البداية واجه تجمع الديمقراطيات معوقات فمنتقدوه يقولون انه سينافس الامم المتحدة التي يفترض انها هيئة عالمية لا نعني فقط باحلال السلام والامن وانما ايضا بتحسين معيشة البشر.
وفي واقع الامر، فإن العمل الايجابي للامم المتحدة في هذا المجال غالبا ما تتم اعاقة تقدمه من قبل قادة الدول الذين يخشون من ان انتشار الديمقراطية سيقلص سلطاتهم في بلادهم او يعزلهم عن الخارج، كما كانت ثمة تطورات مثيرة للسخرية والضحك حيث تم انتخاب ليبيا كرئيس لمفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان.
كذلك فإن ضعاف النفوس- أو ضعاف العقول- سمحوا بعضوية دول مثل روسيا (التي تنزلق بسرعة إلى الهاوية بكل معايير الديمقراطية) ومصر (التي منحت وضعية «عضو مراقب»).
بالطبع ان مجموعة الديمقراطيات يجب ألا تكون فقط ناديا للدول الثابتة على الديمقراطية، فثمة سبب مهم لوجودها وهو قيام اعضائها بتوفير مساعدة ملموسة- والضغط السياسي- تجاه الدول السائرة على درب الاصلاحات الديمقراطية.
ومع ايلاء تركيز مضاف في السنوات القليلة الماضية على رعاية الحكومات التمثيلية- كما في اوروبا الوسطى والبلقان وجورجيا بثورتها الوردية واوكرانيا بانتفاضتها البرتقالية- فإن تجمع الديمقراطيات يجب ان يكون مدعوما بصورة طبيعية من قبل جميع ديمقراطيات نصف الكرة الشمالي، لكن لسوء الحظ، هو لا يحظى بذلك.
في اجتماع سنتياغو، لم يشارك من وزراء خارجية اوروبا الغربية إلا وزير اسبانيا الشريك التاريخي لتشيلي، مما لاشك فيه ان هذا الغياب يمثل الاحتقار والازدراء الاوروبي للتجمعات الدولية واكثر من ذلك، فذلك الغياب يعكس اصل ذلك التجمع- حيث يقول عدد من الاوروبيين انه موسوم بعبارة «صنع في امريكا».
يجب على هذه الحكومات ان توسع مداركها وفهمها، ويجب ان تفصل بين استحقاقات تجمع الديمقراطيات وبين ما لها من مشكلات مع دور الولايات المتحدة وتركيزها على نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط.
أولئك الاوروبيون لديهم فرصة سانحة- أو في حقيقة الامر مسؤولية- عندما يلتئم لقاء تجمع الديمقراطيات في باماكو بمالي بعد سنتين من الآن، وفرنسا اقرب الشركاء الغربيين لمالي لديها الكثير لتفعله، وكذلك بقية ديمقراطيات العالم، في الواقع، يمكن لتلك الجهات ان تظهر ان ثمة مكافآت سخية للدول التي تغامر وتبني مؤسسات حرة بالرغم من الاحوال الاقتصادية المتهالكة.
خاص بـ الشرق – واشنطن بوست (المصدر: صحيفة الشرق القطرية بتاريخ 14 أوت 2005)
Accueil