السبت، 5 يناير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2782 du 05.01.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حرّية و إنصاف :إيقاف محمد الصالح قسومةتحت طائلة مخالفة تراتيب المراقبة الادارية الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:متابعات إخبارية لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:حرمان 25 طالبة محجبة من إجتياز الإمتحانات رويترز: سجن تسعة شبان في تونس بموجب قانون مكافحة الإرهاب عبد الكيم الهاروني في حوار مع اذاعة  BBC عبدالله الزواري :في ظل دولة القانون و الموسسات: محمد صالح قسومة: مثال آخر للتلاعب بحياة الإنسان و التلاعب…. الحوار.نت:حصـــاد الأسبـــــوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله  الزواري علي باش حامبة :قضية سليمان عبرة للسلطة والمعارضة د. خــالد الطـراولي:فتــاة المدونـــة [2] أوالخير في أمتي إلى قيام الساعة الأستاذ جمال مارس:من تحت الرماد عبد الرحمان خليفة:مشهد من حياة الرئيس كاهنة . م .م:البيروقراطية النقابية تمعن في الخيانة و تسكب الزيت على النار  محمد العروسي الهاني:رسالة مفتوحة للدكتور محمـــد الهاشمـــي الحامـــدي مدير قناة المستقلّة عاجلة علي باش حامبة: تــونـــس الــغـــد موقع “آفـاق” : مسؤول في لجنة حماية الصحفيين الدولية لـ”آفاق”: الصحفيون في تونس محل اعتداء مستمر جريدة  “مواطنون” : قصرهلال … إهدار المال العام في جنح الظلام جريدة  “مواطنون”: بين «قاليلو» و «مفتيو» جريدة  “مواطنون” : دعوا المرأة تتقدم ! جريدة  “مواطنون”: قضايا تربويّة:التربية الجنسية للمراهقين:السرية والتعتيم والتجريم خميس قشة الحزامي: ملكة هولندا تخرج عن صمتها في خطابها السنوي


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


 
 
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 06 جانفي 2008

إيقاف محمد الصالح قسومة تحت طائلة مخالفة تراتيب المراقبة الادارية

 
وقع يوم الخميس 03/01/2008 على الساعة الثالثة بعد الظهر إيقاف السجين السياسي السابق السيد محمد الصالح قسومة و اقتياده إلى مركز شرطة حي الرياض بسوسة أين تم إعلامه بصدور برقية تفتيش في حقه من قبل مركز شرطة السواسي بولاية المهدية بتاريخ 27/12/2007 و يجب تسليمك للجهة التي أصدرت في حقك هذا المنشور ، و بالفعل تم نقله موثوق اليدين على متن سيارة شرطة من مركز حي الرياض بسوسة إلى مركز شرطة السواسي بالمهدية و هناك تم إعلامه بأن الملف أحيل لوكالة الجمهورية و أن الموضوع خرج من أيديهم رغم محاولته إقناعهم بأنه ليس من المعقول أن يصدر في حقه منشور تفتيش بتاريخ 27/12/2007 في حين أنه كان حاضرا بمركز شرطة السواسي بولاية المهدية يوم الاثنين 31/12/2007 لتسلّم بطاقة تعريفه و لإعلام رئيس المركز المذكور بتنقله لمدينة سوسة للعلاج. و تجدر الاشارة إلى أن السجين السياسي السابق السيد محمد الصالح قسومة قد قضى أكثر من عقد و نصف بمختلف السجون التونسية و خرج منها و هو يعاني كغيره من بقية المساجين السياسيين مخلفات هذه المرحلة السوداء من تاريخ تونس ، يعاني عديد الأمراض كالسل و الربو و انزلاق في العمود الفقري نتيجة التعذيب الذي تعرض له و ها هو اليوم يعاني من ويلات العقوبة التكميلية المتمثلة في سيف المراقبة الادارية المسلط على رقاب المساجين السياسيين السابقين. و حرية و إنصاف : 1) ترى أن التعسف في تطبيق الأمر القاضي بتحديد مقر إقامة بعض السجناء القدامى في إطار المراقبة الادارية يؤدي إلى التضييق عليهم و تعكير حالتهم الصحية و حرمانهم من أبسط الحقوق المتمثلة في حقهم في العلاج و حريتهم في التنقل. 2) تدعو إلى رفع كل التضييقات المسلطة على المساجين السياسيين السابقين و تسهيل عملية اندماجهم في محيطهم الاجتماعي و فتح كل الآفاق أمامهم و تمكينهم من كل حقوقهم السياسية و المدنية كحقهم في التعليم و الشغل و التنقل و السفر و العلاج . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 05 جانفي 2008 متابعات إخبارية
 

بعد التعذيب، و حكم ظالم بـ 67 سنة سجنا ، و 17 سنة من التنكيل في مختلف المعتقلات :  محمد الصالح قسومة  يعتقل من جديد ..لرفضه الإمضاء يوميا ..!

 
علمت الجمعية أن البوليس السياسي  بمدينة المهدية  عمد صباح اليوم السبت 05 جانفي 2008 ( الساعة 11 ) إلى إيقاف السجين السياسي السابق و القيادي في حركة النهضة محمد الصالح قسومة بتعلة عدم امتثاله لإجراء المراقبة الإدارية و رفضه الإمضاء يوميا بمركز السواسي ،و قد أحيل على وكيل الجمهورية بمحكمة المهدية الذي قام بإصدار بطاقة إيداع في حقه ،  و قد سبق إيقاف قسومة يوم الخميس 03 جانفي 2008 و أطلق سراحه في نفس اليوم ،  و الجمعية إذ تستنكر سياسة المحاصرة المستمرة للسجناء السياسيين المسرحين و التضييق الأمني عليهم بما يمنعهم من استئناف حياتهم العادية و تجاوز مخلفات التعذيب البوليسي و التنكيل السجني ، فهي تحمل السلطات المعنية كامل المسؤولية عن أي أذى قد يصيب قسومة خاصة و أنه قد شرع في إضراب عن الطعام وأنه يشكو من أمراض عديدة خلفتها قرابة الـ 17 سنة من السجن في ظروف قاسية 🙁 التهاب في المفاصل ، التهاب الشعب الرؤوية ، أمراض المعدة و الأمعاء … ) ، كما تدعو الجمعية جميع المنظمات و الجمعيات المستقلة إلى التجند لضمان إطلاق سراحه و إيقاف مظلمة المراقبة الإدارية المسلطة على المساجين السياسيين المسرحين .

البوليس السياسي يواصل هرسلة عائلة الحرزي

 
علمت الجمعية أن أعوانا من إدارة أمن الدولة قد طالبوا من السجينين المسرحين الشقيقين إبراهيم و علي الحرزي مرافقتهم إلى محلات الداخلية فجوبهوا بالرفض و مطالبتهم بالإستظهار باستدعاء كتابي ، و يخشى والدهما السيد الطاهر الحرزي أن يتم اختطاف ولديه كما جرت العادة في مثل هذه الحالات ..!
 

كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب ” ..! :  محرز الهمامي ..  من جديد..!

 
نظرت  الدائرة الجنائية الرابعة  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي اليوم السبت 05/01/2008 في القضية عدد 14276 التي يحال فيها: وليد العيوني بتهمة التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : سمير بن عمر و راضية النصراوي و سمير ديلو  ، و قد  قرر القاضي حجز القضية للنظر بعد المفاوضة  في مطلب الإفراج و تحديد موعد الجلسة المقبلة. عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي

 

بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في05.01.2008

حرمان 25 طالبة محجبة من إجتياز الإمتحانات

 
علمت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس أمس الجمعة 04.01.2008 أن الكاتب العام للمدرسة العليا للتكنولوجيا والإعلامية بالشرقية محمود العويني أقدم على مصادرة بطاقات الطالب لــ 25 طالبة محجبة ومنعهن من إجتياز الإمتحانات , وأمام إحتجاجهن على هذا القرار الظالم تهكم عليهن بالقول أن عليهن رفع شكوى للوزير كي يكف عن مضايقتهن في نبرة تحمل الكثير من السخرية والإستخفاف . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تعبر عن إنشغالها العميق من إستغلال الإدارات في مختلف الأقسام الجامعية فترة الامتحانات لممارسة الإبتزاز والتجاوزات بحق الطالبات المحجبات . تؤكد أن إستثناء المدعو محمود العويني الكاتب العام للمدرسة العليا للتكنولوجيا والإعلامية بالشرقية الطالبات المحجبات من إجتياز الإمتحانات ومصادرة بطاقات الطالب منهن هو تمييز ضد المرأة المحجبة وتجاوزا لوظيفته قد يعرضه للمسائلة القانونية , وتدعو وزارة التربية التونسية العائد إليها بالنظر إلى مسائلته إداريا , وسنعتبر صمتها عن سلوكه تجاه الطالبات المحجبات شراكة له في ما يفعل , ونحن سنتابع الموقف وسنضع الرأي العام في صورة ما يحدث . تنبه مجددا إلى خطورة إستهداف المحجبات التونسيات وممارسة التمييز بحقهن , وتحمّل السلطات الرسمية كل التداعيات المترتبة على هذه التجاوزات الخطيرة التى تحصل في حقهن , وتدعوها إلى التخلى عن سياسة القهر والإكراه التى تمارسها تجاههن لإجبارهن على التخلى عن إختيار شكل لباسهن. تدعو كل الضمائر الحية والأصوات الحرة , والمنظمات والهيئات الحقوقية المحلية والعربية والدولية , وكل علماء الأمة ودعاتها إلى التعبير عن مواقف صريحة في مناصرة المحجبات التونسيات والسعي لتخفيف الضغوط الشديدة التى تمارس عليهن بسبب حجابهن . عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr
 

نهنئ و نعزي و نطلب اللطف و نشكر

 
نهنئ جريدة الموقف بتهنئة الأخ يونس العشي عضو جامعة جندوبة المقيم بفرنسا الذي ازدان فراشه بالطفلة “مية” . و نعزي الرفيق المنجي سالم “النكرة جدا” في أبيه . و نطلب اللطف للأخ رشيد خشانة صاحب جريدة الموقف ، لطلبه اللطف للأخ عدلي السقلي عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس للزومه الفراش و نعلمه  أنه بالإمكان الحصول على رقم هاتف “المدعو” المنجي سالم من أقرب مركز شرطة بأي نقطة بالجمهورية التونسية ،للقيام بواجب العزاء . و نشكر الرفاق خميس الشماري و خميس قسيلة للاتصال من فرنسا و نشكر جامعة كندا و جامعة لندن و نشكر الإخوة الذين اتصلوا من المنفى و نشكر كل الرموز و الأحزاب و الجمعيات و المنظمات الناشطة في العلن و السرية لعدم تخلفها على القيام بالواجب الإنساني تجاه الرفيق منجي سالم.   رضـــــــــــا الماجري

إنا لله وإنا إليه راجعون علمت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي ببالغ الأسى نبأ وفاة والدة الأستاذ العياشي الهمامي عضو هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحريات وبهذة المناسبة الأليمة يتقدم أعضاء الجامعة بأحر التعازي إلى الأستاذ الهمامي وكافة عائلته راجين من الله أن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة ويسكنها فراديس جنانه ويرزق أهلها جميل الصبر والسلوان 
 

 

سجن تسعة شبان في تونس بموجب قانون مكافحة الإرهاب

Sat Jan 5, 2008 1:52pm GMT  تونس (رويترز) – قال محامون يوم السبت إن محكمة تونسية قضت بسجن تسعة شبان تونسيين مددا ترواحت من 3 إلى 10 سنوات بموجب قانون مكافحة الإرهاب المطبق في تونس منذ عام 2003. وقال المحامي سمير بن عمر لرويترز إن “القاضي عبد الرزاق بن منا أصدر أحكاما بالسجن على تسعة شبان بتهم إنشاء خلايا جهادية والتحضير للقيام بعمل إرهابي في تونس ومحاولة توفير متفجرات وأسلحة وذخيرة لتنظيم إرهابي.” وصدر أقصى حكم على مبروك الخماسي الذي عينته هذه المجموعة أميرا لها بسجنه لمدة 10 سنوات بينما سجن الهادي مرواني وعبد المجيد البوسليمي سبعة أعوام ونال ثلاثة آخرون عقوبة السجن خمس سنوات بينما سجن البقية لمدة ثلاثة أعوام. ويأتي الحكم بسجن المجموعة المتهمة بانشاء خلية جهادية ضد الحكم بعد أسبوع واحد من الحكم باعدام شخصين من مجموعة سلفية. وتبدي تونس التي عكر هدوءها العام الماضي تبادل نادر لإطلاق النار بين قوات الأمن وإسلاميين سلفيين متطرفين أسفر عن مقتل 14 مسلحا صرامة واضحة في مواجهة التطرف الإسلامي. ويقدر محامون تونسيون عدد المعتقلين بتهم متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب المطبق في تونس منذ عام 2003 بحوالي ألف شخص.
 

بسم الله الرحمان الرحيم 

عبد الكيم الهاروني في حوار مع اذاعة  BBC

 

 

ترجمة للتصريح الذي أدلى به الأخ المناظل كريم الهاروني وأخته المجاهدة هند الهاروني إلى إذاعة BBC بتاريخ 10-12-2007

يبدأ التقرير بتصريح للأخت هند ويبدو أنه إجابة عن سؤال الصحفية عن الشعور الذي ينتاب العائلة بعد إطلاق سراح كريم إذ تقول :حقيقة، لقد كان لهذا الحدث الأثر الكبير في نفوسنا حتى أني لا أجد الكلمات والعبارات المناسبة لوصف هذا الشعور…إنها سعادة كبرى.

كريمة الهاروني مسرورة هذه الأيام وتحمل ابتسامة مشرقةلأن العائلة التأم شملها من جديد. حكم على السيد كريم الهاروني بالسجن مدى الحياة وقد قضى حوالي 16 سنة  وراء القضبان، وهو يصف لي هذه الفترة بأنها أكثر من سجن وأقل بقليل من حكم الإعدام.

” أنا أسميه الإعدام البطيء. تعرض إخواني المساجين للتعذيب ، وقع الإعتداء عليهم بالضرب الوحشي وتعرضوا لأنواع شتى من الإهانات . كما وقع منعهم من أداء الصلاة ومن حقهم في الحصول على الجرائد والكتب ومن كل الحقوق التي يضمنها القانون. لقد تعرضت شخصيا للتعذيب النفسي خلال الفترة التي قضيتها في السجن  تمثل في الزج بي في زنزانات إنفرادية أو ما يسمى بالعزلة لفترات عديدة ومطولة، أذكر منها سنتين في سجن صفاقس، سنة أخرى بسجن آخر، وستة أشهر بسجن سوسة ، وهذا أسوأ بكثير من التعذيب البدني”.

قبل إلقاء القبض عليه ومحاكمته قضى كريم الهاروني فترة متخفيا لتفادي الوقوع في قبضة السلطات وكنتيجة لذلك تعرض أخوه ماهر للإعتقال من طرف البوليس السري  ووقع تعذيبه بوحشية لمدة أسبوع حتى تم نقله للمستشفى وذلك على خلفية استنطاقه عن مكان إختباء أخيه كريم. كما وقع طرد أخيه الآخر من العمل كعون شرطة بعد الحكم بسجن كريم.

ثم تأتي شهادة هند:” إسمي هند الهاروني  شقيقة السجين السياسي التونسي  كريم الهاروني.نواجه شتى العراقيل على جميع المستويات : عندما أحاول التقدم بطلب عمل أو ممارسة حقي الإنساني في مشاركة شخص ما السكن [ أرى أنها تقصد السكن مع الطالبات خلال الدراسة الجامعية] والعيش مع الآخرين فإن هذا الشخص يشعر بالخوف والرعب من السلطات  والخشية من مواجهة مشاكل عديدة أخرى فهم بالتالي يرفضون. إذا حتى إختيار البعض بإقامة علاقات إجتماعية عادية مع أفراد عائلة الهاروني يضعهم في وضعية حرجة للغاية بالتعرض للمشاكل لذلك فالكثيرون منهم  يتوجسون خيفة من هذا الأمر ويشعرون بالرعب”.

وقع إيقاف كريم الهاروني في الثلاثين من أكتوبر 1991 بعد اتهامه بالإنتماء إلى جمعية غير مرخص فيها والتآمر لقلب نظام الحكم. ينتمي السيد الهاروني إلى حركة إسلامية تسمى حركة النهضة وهي حزب غير معترف به من طرف السلطة ولكن كريم الهاروني يقول بأن الحكومة قامت بفبركة الإتهامات لغرض الزج بكل أعضاء الحركة في السجون لأنها كانت تحضى بتأييد شعبي واسع في ذلك الوقت علما بأن

القانون التونسي يمنع قيام أحزاب سياسية على أساس ديني.

حصل كريم الهاروني على غرار المساجين السياسيين في مثل حالته على ما يسمى بالسراح الشرطي والسؤال التالي يثير لدى الهاروني حقيقة مرة إذ يقول:” ليس لي إلا وثيقة وحيدة تثبت أني لم أعد سجينا ولكن ليس لدي أي وثيقة أخرى تثبت أني حر وأني مواطن أتمتع بكل حقوقي المدنية. لست الوحيد الذي يواجه مصاعب جمة في الحصول على شغل أو التمتع بالرعاية الصحية أو حرية الحركة والتنقل.لقد كنت ولازلت أناظل من أجل استعادة كل تلك الحقوق لنفسي ولآلاف الإسلاميين في تونس. لقد سجنت بقرار سياسي وأطلق سراحي بقرار سياسي لذلك يجب علينا استعادة حقوقنا بطريقة سياسية”.

تصر الحكومة دوما على القول بأنه ليس هناك في تونس مساجين سياسيين أو سجناء رأي ولكن جمعيات حقوق الإنسان المحلية والدولية تعارض هذا القول وتؤكد على وجود سجناء سياسيين يقبعون داخل السجون في وضعيات صعبة. هذا ويعتقد بانه لايزال حوالي 200 سجين سياسي يقبعون داخل السجون التونسية.

يقول كريم الهاروني بأنه سيواصل النضال  من أجل استعادة حريته، وحتى الحصول على حقوقه الكاملة كمواطن حر سيظل يصف إطلاق سراحه بأنه خروج من السجن الصغير ودخول إلى السجن الكبير.

ملاحظة:

-اللون الأسود : ما ورد على لسان المراسلة الصحفية

-اللون الوردي: ما ورد على لسان الأخت المجاهدة هند

-اللون الأخضر: ما ورد على لسان الأخ المناظل كريم الهاروني    ترجمة توفيق العيادي )عن موقعhttp://www.tuniswiss.ch :  ) 


 
في ظل دولة القانون و الموسسات

محمد صالح قسومة: مثال آخر للتلاعب بحياة الإنسان و التلاعب….

 
برقيات التفتيش في بلد القانون و المؤسسات لها شأن عجيب…و لعل الكثير يذكر برقيات الجلب التي كانت تصدر في شان أعضاء النهضة..أذكر أن بعض الإخوة كانوا موقوفين في السجن المدني بالعاصمة على ذمة المحكمة الابتدائية بأريانة في قضية واحدة.. فكان بعضهم في السجن و البعض الآخر ينقل إلى المحكمة و أثناء المناداة عليهم يسجل الذين لم تنقلهم إدارة السجن إلى المحكمة كمبحوث عنهم أي لم تطلهم أيدي “الأعين التي لا تنام” و “الساهرين على أمن الوطن و المواطن”… ذكرني بهذا ما تعرض إليه السيد محمد صالح قسومة السجين السياسي السابق و الذي أخرجوه من السجن بعدما أثقلوه مع سابق الإضمار و الترصد أمراضا مزمنة لا يتمناه المرء لأشقى أعدائه..   محمد صالح يعاني من أمراض عديدة اقلها الربو و السل و انزلاق في العمود الفقري.. خرج من السجن كالعديد من إخوانه ليلقى ما كان يلقاه وراء القضبان من تشف و تنكيل مبرمج له بل ليلقى إهمالا مضاعفا و تشفيا مزدوجا.. لم يكن إخراجه اعتبارا لقسوة الأحكام الظالمة المسلطة عليه أو طول المدة التي قضاها وراء القضبان في ظروف لاإنسانية خلفت له تلك القائمة الطويلة من الأمراض و هو الذي دخل السجن في 1991 لا يشكو من أي مرض يذكر بل كان من الذين يضرب بهم المثل في التحمل و الجلد… فمن جهة أخرجوه من السجن محروما من كل تغطية صحية، وإن كان في السجن قد يأخذ بعض الأدوية –التي تكون في الغالب بعد استفحال المرض و بلوغه درجة ألاعودة- فإنه الآن مضطر لاشتراء أي دواء يحتاجه بدءا من قرص الأسبرين.. و تتحمل العائلة معه هذه الصعوبات تضامنا بين أفرادها – أما صندوق التضامن فلا دخل له في هذا المجال- رعاية لابنها و نأيا بنفسها على تحمل وزر “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض”…. لكن ما العمل و محمد صالح يعاني من أمراض مزمنة معقدة تستوجب رعاية صحية متواصلة و عناية طبية ماهرة و مختصة لا يوجد مثلها في قريته التي فرض عليه أن يقضي عقوبة المراقبة الإدارية فيها… إن كل فحص طبي و كل موعد و كل تنقل إلى حيث يمكن أن يوجد هؤلاء الإطباء المختصون و التجهيزات الطبية المناسبة..يستوجب حسب تعسفهم في فهم “المراقبة الإدارية” و تنزيلها “إذنا خاصا” من الجهة التي خولها “القانون” هذه المهمة… و قد تضيع مواعيد(تذكرون توفيق الزاير)…و تفوت مواعيد…و المرض ينهش ما تبقى من جسده … محمد صالح كان أفضل من غيره على كل حال من بعض الزوايا، فهو على الأقل يتمتع ببطاقة تعريف وطنية ( في حين الأسعد الجوهري محروم منها رغم حكم صادر عن محكمة يقضي بتسليمه نسخة من بطاقة الهوية لكن لمن الكلمة الأولى    و الأخيرة؟؟)… توجه السيد محمد صالح يوم 31 ديسمبر إلى مركز الأمن الذي يعود إليه بالنظر ليتسلم بطاقة تعريفه الوطنية و أعلم رئيس المركز بموعد بعض الفحوص الطبية التي حان أجلها.. و تمت الموافقة عليها… و توجه إلى مدينة سوسة كما وقع الإعلام به… و في سوسة لمحته “الأعين التي لا تنام” و قامت القيامة… و لم تقعد,… و ككل عمل مهني و متقن في ظل دولة القانون      و المؤسسات… أصدروا في شأنه بطاقة نفتيش… و بحثوا عنه في القرى و الأرياف، بحثوا عنه  في الغابات و الشواطئ، بحثوا عنه في الأرض و السماء، و تجند الجميع للقبض عليه،و في الختام و لم يجف بعد حبر برقية التفتيش أوقف محمد صالح… كان ذلك يوم الخميس 3 جانفي 2008 على الساعة الثالثة بعد الظهر… و في مركز الشرطة بحي الرياض في سوسة، قيل له: سيد محمد صالح صدرت في حقك برقية تفتيش من مركز السواسي منذ يوم 27 من شهر ديسمبر و نحن كما تعرف لا يمكننا مخالفة القانون و القانون هنا يستوجب إيقافك……………. ………….. ضحك المسكين، و قال: – يا سيادة …. يوم الاثنين الماضي الموافق ليوم 31 ديسمبر 2007 كنت في مركز السواسي و قد تسلمت منهم بطاقة     تعريف الوطنية و قلت….” -هذا شأن يمكن الحديث فيه مع رئيس المركز هناك… على كل نحن بكل مهنية و تعامل حضاري و إنساني لا يسعنا الآن إلا إيقافك عملا بالقانون الذي نحترمه و نجله و لا يمكننا بحال خرقه، و بعد مدة قصيرة نسلمك إلى المركز الذي تعود إليه بالنظر و هناك تحدث معهم… ……………  وسيق محمد صالح في سيارة الشرطة إلى السواسي،… لا أدري أكانت يداه مغلولتان إلى الوراء أم إلى الأمام طيلة الرحلة؟؟ و هناك سلم إلى رئيس المركز الذي كان مرفوقا بالسيد رئيس منطقة “…………” -” ألم أكن يوم الاثنين 31 هنا  و سلمتموني بطاقة التعريف؟؟؟ ألم أعلمكم بأن موعد جملة من الفحوص قد أزف؟؟؟ كيف تصدرون بطاقة تفتيش يوم 27 و الحال أني يوم 31 هنا معكم؟؟؟ –  “محمد صالح هذا أمر يتجاوزنا … و قد أحيل ملفك إلى وكيل الجمهورية.. و لا نملك الآن فعل شيء…” …………………….   بعد ذلك أطلق سراح محمد صالح و قد تقدم الليل… أما ملفه فلدى السيد المحترم وكيل الجمهورية الذي يسهر على تطبيق القانون في ظل دولة القانون و المؤسسات… ………….   صفحة جديد و لا شك في المجلدات الضخمة لحقوق الإنسان… و أسطر من … يخطها القضاء الحريص على استقلاليته..  
جرجيس في 04جانفي 2008   عبدالله الزواري

بسم الله الرحمان الرحيم

حصـــاد الأسبـــــوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله  الزواري

الخميس 03جانفي2008

 
1- علمــت: و صدرت الأحكام في قضية سليمان… و ترشف البعض نخب صدور أحكام الإعدام… و وجد البعض الأخر المجال فسيحا لإشباع… و ردد السادة المحامون ما كانوا يرددونه – و هو واجب و لا شك- في قضايا الرأي السابقة: غياب شروط المحاكمة العادلة، اقتلاع الاعترافات تحت التعذيب،الإجبار على الإمضاء على محاضر الضابطة العدلية دون اطلاع المظنون فيهم على مضمونها، بطلان الإجراءات جملة و تفصيلا، تزوير تواريخ الإيقاف و الاستنطاق… أليست هذه نفس التجاوزات التي ارتكبت في قضية “شبان جرجيس للإترنت”؟؟ أليست هذه نفس التجاوزات في العشرات من قضايا الرأي… ألم يعتد على المتهمين في قاعة المحكمة أمام السيد القاضي و ضميره الطاهر الطهور؟؟؟ لكن مع ذلك ” معيز و لو طارو”…. هذا لسان حال كثير من الذين تصدوا لتلميع صورة القضاء و استقلاليته و احترام حقوق الإنسان… فلوثوا صورهم و لم يلمعوا صورة السادة المتفضلين عليهم… خسئت الأبواق التي تزين الجور و الظلم و العنف و انتهاك الحرمات و خسئت الأصوات التي تصرح بغير ما استقر في أذهانها و خسئ كل من أعان على إهدار دم بريء.. و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم: ” القضاة ثلاثة: اثنان في النار  و واحد في الجنة”… و الطبيعي أن لا يدخل الجنة من القضاة إلا من علم الحق و حكم به… 2 – تـدبـّرت: “- يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك انالجلود إذا استشهدت نطقت ! اما علمت ان النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقىفيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها” ابن الجوزي . 3 – سمعت: هل جاء دور الخبز؟؟ يبدو أن النظام مقدم على الترفيع في سعر الخبز هذه المرة… و قد حاول منذ سنوات عديدة تجنب الرفع في سعره اتعاظا بأحداث سنة 1984 مكتفيا بالتقليص من وزنه.. و بعد أن أصبحت الخبزة ( خبزة الكيلو) شبيهة بالباڤات لم يبق من خيار غير الترفيع في السعر… و تمهيدا لذلك يبدو أن المادة الأساسية ( الفارينة) قد يرتفع سعرها إلى قرابة الضعف.. بما يعني ان سعر الخبزة قد يبلغ 400 مليم… و بذلك تبدأ كرة الثلج في التدحرج: السميد  و العجين بمختلف أنواعه ستعرف نفس الزيادة أو ما يقاربها… التونسي لا ينتظر أن يقع إعلامه بهذا “التعديل” في الأسعار فقد تعود أن يعلمه بمثل هذا الإجراء “عطار الحومة” و بائع الدخان و مستودعات بيع الوقود   و الصيدلي و كل من يتوجه إليه لقضاء حاجة باستثنـــــــــــــــــــــــاء الرسميين المنتخبين بأكثر من 90 في المائة و وسائل إعلامهم المسبحة بحمدهم و الأقلام المأجورة… صدقوا: ألم يبلغ التونسي درجة من النضج تجعله جديرا بحياة… يرتفع فيها عن سفاسف الأمور من مثل الأجور و حرية التعبير و الحق في الإعلام… ليتفرغ للمشاكل العويصة التي تنتظره من مثل ستار أكاديمي و تحاليل المقابلات الرياضية و دور الفن الهابط في التلقيح ضد هموم الأمة و تدمير مناعتها… و التساؤل المطروح الآن لدى التونسي البسيط متى ستكون هذا الزيادة؟؟ قبل تصفيات كأس إفريقيا لكرة القدم أثناءها أم بعدها؟؟؟ و هل تتم هذه الزيادة إذا كانت نتائج الفريق القومي سلبية و كم تبلغ إن حقق “نسور قرطاج” نتائج إيجابية؟؟؟ هذه هواجس تونسي بسيط يهتم برغيف الخبز أكثر من أي شيء آخر هاربا بجلده من الحديث في السياسة و مجاهلها ناسيا أو متناسيا أن رغيف الخبز و الترفيع في سعره أو التقليص في وزنه أو اختيار لحظة تنفيذه …كل ذلك من صلب السياسة… مع تمنيات كل المسؤولين الرسميين و غير الرسميين للتونسي بعام جديد سعيد تتحقق فيه أحلامه.. 4 – رأيــت: الأمطار الأخيرة كشفت عورات الجميع… المواطن و المقاول و… المسؤول البلدي و لجنة النظر في رخص البناء… كشفت عورات الجميع و كل من تولى مسؤولية طيلة عقود ماضية… أيمكن أن يكون البناء فوضويا وهو عبارة عن بنايات فخمة أنفق عليها أصحابها عشرات الآلاف من الدنانير؟؟؟نعم قد يكون ذلك… من منح رخص بناء في مجاري الأودية؟؟؟ ألا يعلم أن ذلك ممنوع قانونا؟؟؟ ما العمل مع برك المياه التي غمرت الطرقات و عزلت أحياء كاملة لانسداد المنافس الطبيعية بفعل تلك البنايات في مجاري الأودية…؟؟؟ لا تعجب إن أسرعت المصالح البلدية إلى إسقاط بعض البنايات البسيطة لكادحين أفنوا أعمارهم من أجل التمتع ب”قبر الحياة” بحجة عدم حصول أصحابها على رخص بناء؟؟؟ لكن هل تجرؤ على إسقاط تلك البنايات الفخمة الموجودة في مجاري الأودية؟؟؟ بل هل هناك من يجرؤ على فتح هذا الملف ليحاسب بل ليحاكم أولائك الذين أسندوا هذه الرخص في تلك الأمكنة الممنوعة؟؟؟ و لنا عودة للموضوع… إن الارتفاع المشط لثمن المتر المربع الواحد في المنطقة السياحية بجرجيس رغم عدم قانونية البناء فيها و التنافس المحموم لبعضهم على ذلك قد  يفسر سهولة الحصول على رخص بناء هناك؟؟؟ و لنا عودة… 5 – قــرأت: – جاء في تقرير نشرته جريدة “دنيا الوطن” الفلسطينية في نوفمبر 2007: زواج المصريين بالإسرائيليات يهدد أمن مصر القومي عدد المصريين الذين حصلوا على الجنسية الإسرائيلية أكثر من 220 ألف؟؟؟ 2- سؤال برلماني ألقاه السيد صابر أبو الفتوح عضو مجلس الشعب المصري: التقديرات تشير إلى وجود 17 ألف مصري يعملون في إسرائيل، 13 ألف منهم يعملون في الجيش الإسرائيلي، و التساؤل هنا لرئيس الوزراء: كيف يخدم المصريون في الجيش الإسرائيلي، أيا كانت طبيعة عملهم في جيش العدو، و لمن سيكون ولاؤهم وقت المواجهة لو حدث و وقعت حرب بيننا و بينهم؟؟؟ 3- في فتوى لمفتي الجمهورية الأسبق الدكتور  نصر فريد واصل: الزواج من امرأة حاصلة على الجنسية الإسرائيلية حرام شرعا، و إن كانت عربية مسيحية أو مسلمة.. 4- السيد شكري الشاذلي أحد مؤسسي رابطة الجالية المصرية في إسرائيل يقول: تفكر الرابطة في تشكيل حزب سياسي، يخوض انتخابات الكنيست القادمة، يكون هدفه استرداد الحقوق الضائعة لنحو 5 آلاف مصري، تزوجوا من حملة الجنسية الإسرائيلي، و يعيشون في إسرائيل… 5 – من تقرير حديث للبنك الدولي صادر من مقره بواشنطن: العمالة المصرية في الخارج حولت إلى مصر أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي في عام 2006، و أكثر من 10 دول كانت مصادر هذا التحويل و هي على التوالي: السعودية، ليبيا،أمريكا، إيطاليا،كندا،الأراضي الفلسطينية المحتلة ( الضفة الغربية و غزة)، عمان،استراليا،إسرائيل،اليونان، حيث بلغت التحويلات نت السعودية 1.68مليار دولار و من إسرائيل 48 مليون دولار.. 6 – نقلــت: جيفري لانغ… نحو الإســـــــــــــــــــــــلام جيفري لانغ هو أستاذ أمريكي في الرياضيات… اعتنق الإسلام و حكى قصة إسلامه في كتاب بعنوان: ” الصراع من أجل العقيدة”، كما نشر أخيرا كتابين هما: ” حتى الملائكة تسأل..” و الثاني ” رحلة الإسلام نحو أمريكا”.. وهذه عناوين الكتب بالفرنسية: Le combat pour la foi Même les anges demandent Le voyage de l’Islam vers l’Amérique و لمزيد من الاطلاع هاكم الرابط FD 7 – دعـاء: “الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات” عبدالله الــــــزواري Abzouari@hotmail.com الحوار نت

 

قضية سليمان عبرة للسلطة والمعارضة

 

علي باش حامبة   أذكر أنّي نشرت في أكتوبر 2004 موقفا من الإنتخابات الرئاسية قبل إجرائها بأيّام قلت فيه أنّ التصدّي لهذه الإنتخابات المعروفة النتيجة سلفا واجب وطنيّ لأنّ تونس لن تحتمل انتظار سنة 2009 أو 2014 فقمع المعارضين السلمييّن والمدافعين على حقوق الإنسان ونخب البلاد والتعامل معهم بالتجويع والضرب والركل يرسل رسالة إلى الشباب المتحمّس لقضايا بلاده بكون الحلّ السلمي لا يجدّي وبأن العنف أو بالأحرى الإرهاب هو الحلّ للتغيير لذلك فإنّي لم أتفاجأ في زنزانة السجن الباردة بخبر أحداث سليمان الأليمة التي حصلت ولازالت ستحدث مثيلاتها ما لم نتغيّر في تونس : سلطة بالدرجة الأولى حان الوقت للتوقف عن السباحة ضدّ تيّار الرغبة في تغيير حقيقي ومعارضة حان الوقت لتفرض نفسها كبديل جديّ للإستبداد القائم رغم كل الصّعوبات. في مكان ما في تونستان في بداية التسعينات كان شخصا نحيف البنية قصير القامة عاري الجسد تماما في محلاّت الشرطة يتذوّق ما كتب له من أصناف التعذيب والأمر عادي إلى حدّ الآن فهو في تونستان ولكنّ غير العادي هو أنّ أخته دخلت مكتب الإستقبال بالمحلّ المعني لتسأل عن أخبار أخيها فنزع أحد “الموظفين” لها ثيابها وأدخلها عارية على أخيها وهو على حالته كما سلف ذكره. انتهت فترة عقوبة الأخ وخرج من السجن ليواجه غاية تتوق إليها النفس بشرية ألا وهي تحقيق العدالة ومساءلة المجرمين حتّى يردعوا ويردع غيرهم وترتاح الضحيّة. كانت عليه مسؤولية تحقيق هذه النتيجة ليرتاح ويستطيع أن ينام وينظر في وجه أخته. من المعروف أنّ الإنسان في ظلّ دولة قائمة لا يحق له أن يأخذ حقّه بيده ولا أن يقتصّ لنفسه ففي المجتمع هيئة تقوم بهذا الدّور عبر تطبيق قوانين وضعها الشعب صاحب السيادة. فماذا فعل هذا الشاب الضّحيّة؟ ذهب إلى منزل المجرم ولمّا فتح له ابنه الباب طلب منه مناداة والده وحال وصول الأب باغته بإلقاء قارورة سائل حارق على وجه فأصابه بعمى وتشوّه بالوجه وأصاب ابنه بصدمة لن تمحى من ذاكرته. طبعا إنّ ما قام به هذا الشاب هو فعل فظيع ولا إنساني وهو علاوة على ذلك يشكّل جريمة يعاقب عليها القانون وهو من الناحية السياسية غباء لأن هذه الأفعال لن تغيّر النظام بل إنّها تخدمه. ولكن ماذا لو سمحنا لأنفسنا بوقفة تأمّل لمراجعة بعض أفكارنا المسلّمة. هذا مجرم يمثل الدّولة بكل قوتها ووسائل الإكراه التي بحوزتها يرتكب جريمة خطرة في حق مواطن والمواطن يعلم أنّه لا يستطيع أن يلجأ إلى أي مؤسسة من مؤسسات الدولة للمطالبة بالقصاص وإقامة العدل وهو لا يستطيع أن يعوّل على مؤسسات المجتمع المدني أو المعارضة لتقيم الدنيا ولا تقعدها حتّى تقع معاقبة المعتدي فماذا عساه يفعل؟ أحتفظ بالجواب لنفسي وأتمنّى أن لا يجد أحد منّا نفسه مضطرّا لنشر الجواب المنطقي عن هذه المعضلة وهذا من منطلق موقف سياسي يثق في جدوى النضال السلمي وبكونه سيأتي لا محالة بنتيجة.. يبني ولا يدمّر.. ينشر السلم ولا ينشر الضغائن والأحقاد..يجلب الرخاء والأمان والإستثمارات والثروات ولا يخرّب.. الذين يحكمون اليوم زائلون لا محالة ومن بقي منهم على قيد الحياة وكان متورّطا في جرائم فسوف يعاقب عليها في إطار محاكمات عادلة لا في إطار فوضى ونار ودماء، وهروب النظام إلى الأمام لن يزيد في عمره يوما واحدا بل أنّ تراكم أخطائه سيعجّل بالتغيير. هي رسالة للسلطة حتى تنقذ ما يمكن إنقاذه وهي رسالة للمعارضة الجدّية.. لحركة 18 أكتوبر حتّى تسرع الخطى نحو جبهة وطنية ذات وزن ومصداقية ولحركة التجديد حتّى تراجع بعض مواقفها ولحركة النهضة حتّى تواصل السير في طريق التحديث ومواكبة العصر وللنزهاء في الأحزاب الكرتونية حتى يأخذوا بزمام الأمور في أحْزابهم أو ينسحبوا منها ومن عارها.  أمّا المتهمون في قضية سليمان فحبّذا لو يرفع النظام أيديه عن القضية حتّى نرى الأبرياء منهم يعودون لديارهم ويحصلون على تعويضات عادلة والمذنبين منهم يعاقبون بأخفّ العقوبات الممكنة قانونا وتقتص لهم الدولة ممن عذبهم وأساء معاملتهم وتحترم كرامتهم في السجون ويمكّنون من كتب ومراجع تساهم في تغيير أفكارهم ويعاملون بشكل يجعلهم وأمثالهم ينظرون نظرة أخرى لمجتمعهم وللدولة والقانون ويتوقفون عن اعتبار قتلاهم في الجنة وقتلى الجيش والشرطة في النّار وبما يجعل غيرهم يتوقّف عن اعتبار أحداث سليمان معركة في الجبل بين عصابتين خارجتين عن القانون الأولى حديثة العهد بالإجرام والثانية جرائمها لا تسعها مجلّدات ولا جيقاوات. حان الوقت لتكون للدّولة هيبة واحترام بدل القمع والقسوة التي تخيف ولكنّها أبدا لا تكسب الإحترام لمن يمارسها.   سليم بوخذير لم يكن في الجبل تونس في 06/01/2008


 

فتــاة المدونـــة [2] أو الخير في أمتي إلى قيام الساعة *

 
د. خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr كتبت منذ أيام خلت عن هذه الفتاة الصغيرة ومدونتها الكبيرة وعما رسمته عبر مبادرتها من خطوط وتوجهات ومؤشرات اعتبرناها تمثل رسائل صحة وسلامة لظاهرة الصحوة في تونس [1]، أعود مجددا إلى هذه القصة الجميلة ودون الإطالة للإشارة إلى الآثار التي تركها المقال حيث وقعت إعادة نشره في بعض المواقع العربية وما يثلج الصدر هي الردود التي تبعته على نفس هذه المواقع أو من خلال بريدي الكتروني، وهي إن دلت على شيء فهي دليل تعبيرات على الخير الذي تجتمع عليه هذه الأمة وأن الخير في أرجائها قائم أطراف الليل والنهار إلى قيام الساعة… إن الحال الذي تمر به الأمة يعتبر أصعب مما شهده تاريخها وحاضرها، ولن يختلف اثنان أن التحديات التي تعترض طريقها أصبحت واضحة للعيان رغم كثرة التضاريس والمطبات والحواجز وهشاشة البنيان، ولن نبالغ إذا رأينا الحال التي عليها أوطاننا من فقر وتخلف وتبعية للجيران، ولكن رغم هذا السواد الذي يعصف بكل الصورة تظهر في الأفق نسائم الفجر وينبعث داع الوقوف والمبادرة والبناء، وأول أعمدة البناء والاستثمار يرتكز في هذه الأجيال التي ينطلق منها النهوض عبر تشكل عقلية المبادرة والفعل الحضاري، ومن أركان هذه البيوت الصغيرة تصقل الأيدي الملائكية وينبعث الهواء نقيا معافى… إن فتاة المدونة أو فتاة الإسلام كما عنونت مدونتها، نموذج لهذا الجيل الذي يتطلع إلى الفلاح، وأن أبا الفتاة يخط ولا شك طريقا صائبا في الجمع بين النجاح في الدنيا والآخرة وأن هذه مطية لتلك بالعمل الصالح المصلح من أجل النفع العام… لن أطيل غير أني أريد أن أستسمح الكثيرين الذي طالبوني بعنوان المدونة التي سقطت سهوا في المقال الأول، والتي أسجّلها في آخر المقال، أن أطلب منهم بكل لطف أن نكون عمليين، فثغور البناء كثيرة سواء كانت خطابا أو كلاما أو موقفا أو ممارسة، ومن هذا الباب يأتي هذا الاقتراح البسيط : ليجعل كل واحد منكم وأنتم كثير والحمد لله، مدوّنة لأبنائه يتناوبون عليها ويذكرون فيها أعمالهم اليومية وما جمعوا في أطرافها من أفعال خير ونفع لهم وللبيت وللجيران وللمجتمع وللوطن وللأمة وللإنسان، ولنجعل هدية رأس السنة القادمة فرصة لهذا الخير… قبل أن أختم هذا اللقاء وأنسحب على أطراف الأصابع حتى أترككم لوحدكم مع ضمائركم ومع هذه البنت ومدونتها أدلو لكم بهذه العينة من ردود القراء  والتي أردتكم أن تشاركوني خيرها والأمل الذي ينبثق من أطرافها والتفاؤل الذي ينساب رقراقا من ثنايا السطور وعبق الكلمات :  “..إن مثل هذه الابنة الغالية نعتبرها مثلا لكل داعية تحمل الرسالة وتبلغها لجيلها وللأجيال الأخرى في الحاضر والمستقبل أسال الله أن يحفظها بحفظه وأن يكلأها برعايته وعنايته.. ومن هذا المنبر أناشد الرئيس علي زين العابدين تبني هذه النماذج الصالحة وإتاحة الفرصة لكل ما هو إسلامي لنصرة دين الله فهذا هو الذي سيرحمه الله بهم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا سلطان . وكلكم راع ومسئول عن رعيتة . [حسن محمد مكاوي]” “إلي جميع الإخوة والأحباب في تونس الخضراء هنيئا لكم بفتاة المدونة أدعو الله لها أن يكرمها ويعزها بختم القرآن ,أن يرزق تونس بالآلاف من مثيلاتها عل النهضة تبدأ من تونس الشقيقة [محمد]” “بارك الله في ابنتنا الحبيبة وأسال الله أن يثبتها وينفع بها الإسلام وأسأل الله أن نكون رفقاء في الجنة وأن تدعو لي بحسن الخاتمة [مهندس ممدوح محمد حموده]” “عزيزى دكتور خالد شكرا لك أن دللتنا على ابنتنا هذه التي تحمل بشائر الأمل فسنوات عمرها القليلة والتي نرجو أن يكون جميع بناتنا وأولادنا على مثل ما هي عليه فهذا هو الجيل الذي نريد أن نربيه ليأتي لنا بالنصر و اللهم استعملنا معهم ولا تستبدلنا . نعم يا أخى فمن شبابنا وبناتنا من يحملون في صدورهم وعقولهم قيم قد لا يحملها الكبار منهم من أدرك بفطرته أو لم يدرك ما يحاك لشباب هذه الأمة فقاوم كل فكر تافه ومنحل ليكون عدة هذه الأمة بإذن الله [عاصم محمد زكي]” “…ويزداد إعجابي بتلك الفتاة أكثر لأنها تونسية [دكتور / عبد العزيز أبو مندور]” “نعم أنا في فرحة غامرة بهذه الفتاة…” “.. واجب عليك أن تبقى هذه الرسالة إلى الأبد على موقع اللقاء وأسأل الله أن يقيض لهؤلاء الأبناء معلما ورفقة صالحة أو أقرباء يهدونهم سواء السبيل [سيدة عراقية] عنوان المدونة مع الاعتذار الشديد على التأخير : http ://fatatislam.maktoobblog.com   هــوامش : [1] خالد الطراولي “فتاة المدونة أو بشائر الصحوة في تونس” مواقع تونسية وعربية، انظر موقع اللقـــاء www.liqaa.net * رغم ضعف هذا الحديث حيث ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في الضعاف، لكن المعنى تقويه أحاديث أخرى منها “أمتي كالمطر لا يدري الخير في أوله أم في آخره” [أحمد] أو حديث “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك” [مسلم والبخاري]. 4 جانفي 2008/ 26 ذو الحجة 1428 المصدر : مراسلة موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


من تحت الرماد

 
الأستاذ جمال مارس  غرزة1:  وقع بث إعلان في إحدى البرامج التلفزية على قناة تونس 7 يتضمن الدعوة إلى الاتصال بخط هاتفي مجاني موجه إلى المواطن الذي قد يتعرض إلى غش أو تحيل عند شراء خبزة قاتو رأس السنة الميلادية أو عند الحجز بمطعم أو نزل للاحتفال برأس العام. كف1: تساءلت بعض الألسن البريئة إذا وقع إيقاف احد الشبان التونسيين من طرف إدارة امن الدولة بتهمة تبني الفكر السلفي الجهادي، ولم تعلم عائلته أين مكان إيقافه فبأي الأرقام الهاتفية ستتصل؟ غرزة2:  انسحاب النادي الصفاقسي من اللعب في نهاية  لقاءه ضد الترجي التونسي احدث ضجة إعلامية كبرى واحتل اهتماما منقطع النظير لدى مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، العامة والخاصة وفي مختلف الصحف الصفراء، وكذلك لدى الرأي العام والشارع التونسي. كف2:  استغرب بعض أصحاب النوايا الطيبة من هذه الهالة الإعلامية التي وجدها انسحاب فريق رياضي من مقابلة كرة قدم مقابل التعتيم الإعلامي الكبير الذي رافق انسحاب هيئة الدفاع عن المتهمين في القضية الجنائية عدد 14502 المتعلقة بمحاكمة ما يعرف بمجموعة سليمان فقد  اكتفت  بعض الصحف الصفراء بالإشارة في ربع سطر إلى هذا الانسحاب دون أن تتوسع  في تحليله أو حتى مجرد التساؤل عن أسبابه ودواعيه، بل  أن هذه الصحف قد حرفت الحقيقة واعتبرت أن الانسحاب كان جزئيا ولم يكن  شاملا.   غرزة3:  إحدى المحاميات الخلويات  (نسبة إلى خلية المحامين التجمعيين) والتي ادعت أنها مسخرة من طرف المحكمة للترافع في حق احد المتهمين في قضية سليمان، والذي لم يكن حاضرا بالجلسة،  اعترفت مكان منوبها بجملة الأفعال المنسوبة له وقالت حرفيا : أن منوبها قد اعترف لدى باحث البداية ولدى التحقيق وبالجلسة وهي تطلب له ظروف التخفيف ؟؟؟؟؟؟ كف3:  تساءل البعض من أصحاب الألسن الطيبة: الم تؤدي هذه “المحامية” اليمين الوارد بها الفصل 5 من قانون المحاماة يوم دخولها المهنة بان” تعمل في المحاماة بأمانة وشرف”، أم أنها تنوي صيام ثلاثة أيام متتالية أم أن كل ذلك لا يعنيها وما همّها إلاّ إرضاء ولي النعمة كلفها ذلك ما كلفها. على كل حال فان التاريخ مهما طال أو قصر فانه لا يرحم مثل هذا الاستهتار بالضمير المهني وبالواجب المقدس في الدفاع عن المنوبين والزمان بيننا يا “محامية”.
 


مشهد من حياة الرئيس

 
عبد الرحمان خليفة الرئيس يجد ألما غريبا أسفل البطن تحت المثانة فيستدعي طبيبه الخاص. الطبيب بعد الفحص، يفكر مليا، ويتساءل في حيرة: كيف يبلغ الرئيس بالخبر الفاجعة، وكيف سيفسر غفل عن متابعة صحة الرئيس حتى انتهت إلى هذا الحد. ثم يقرر أن يطلب مهلة للتصريح بالحكم. الرئيس: يا أبله، متى كنا في بلدنا نعذب المتهمين ونطيل انتظارهم حتى يصرح بالحكم؟ ثم استدرك قائلا: الآن صرح بالحكم،عجل هيا. أحس الطبيب أنه في ورطة وفكر في خطة، وقرر إبلاغ الرئيس بأن الأمر لديه غير واضح، ونصحه بأن يستشير بعض الأخصائيين من أوروبا. في الحقيقة نقول أن طبيب الرئيس لم يكن جاهلا بمرض سيده، فهو أحسن طبيب في البلد، ولكنه خشي أن ينكل به لأجل بشرى السوء التي يحملها إليه، فقرر أن يضعها في رأس أحد الأوروبيين، ذلك أن حكومته ستحمي ظهره. اغتم الرئيس لهذه المقولة، وهاتف طبيبا فرنسيا، وأمره بما لم يعهد من الأدب، أن يستقل أول طائرة إلى البلد. لبى الطبيب الخبر وجاء على الفور، وبدأ يجري فحوصات غريبة على الرئيس ، ثم طلب منه أن يقوم ببعض التحاليل. استجاب الرئيس على مضض، إذ ليس من عادته أن يستجيب لشيء أبدا. وكان عليه بعد ذلك أن ينتظر النتيجة، واغتم المسكين من ذلك الانتظار غما لو سلط مثله على أشد المعارضين صبرا لأخبر عن كل أصحابه، بما فيهم من ينوي الانتساب. ولأقر أنه كان يخطط لانقلاب. أسبوع من الانتظار المرير. لم يتعود الرئيس أن ينتظر طويلا تنفيذ طلباته. يدخل الطبيب الفرنسي على الرئيس وينظر إليه في عينيه بإصرار، والرئيس يبادله النظرات متعجبا أن هناك من يجرؤ على النظر إليه في عينيه. يجلس الطبيب ويأخذ نفسا، ثم يخبر الرئيس دون أي مقدمات، بأنه مصاب بسرطان في البروستات. ذهل الرئيس، وشك على غير عادته في فهمه للفرنسية، وتمنى لو أنه واصل تعلمه الذي أنهاه مبكرا (ثالثة ثانوي)، ثم نادى المترجم. المترجم يسأل الطبيب، والطبيب يعيد عليه ما قال للرئيس؛ أحس المترجم أنه في ورطة، وفكر في خطة، وسأل الرئيس: ماذا فهمت من قول الطبيب يا سيدي؟ أجاب الرئيس: هذا المجنون يزعم أني مصاب بالسرطان. فقال المترجم على الفور: إن فهمكم الحصيف يا سيدي الرئيس لا يخطأ أبدا؛ وأضاف قائلا: يا سيدي، من كان له مثل فهمكم وحكمتكم المتعالية لا يحتاج لمعونة مثلي. نظر الرئيس إليه شزرا وقال: أتهزأ بي يا غبي، أيصاب مثلي بالسرطان؟ المترجم: ما قلت هكذا يا سيدي، أنا قلت أن فهمكم لا يخطئ أبدا. الرئيس: أخرج عني، يا أحمق، أنت مقال. خرج المترجم مسرعا وهو يسأل الله – الذي نسي ذكره إلا سبا من يوم دخل القصر- بأن لا يدركه حرس الرئيس وينكلوا به، ولم يكن قد وقع في شر أشد من هذا طوال سنوات الخدمة. الرئيس يسأل الطبيب من جديد: وما العمل الآن. الطبيب: القطع يا سيدي. الرئيس: قطع ماذا يا مجنون؟… ثم اعتذر عن كلمة مجنون خوفا من أن يتم استدعاء السفير. الطبيب: قطع البروستاتة، ولكني لا أضمن لك أن الخلايا السرطانية لا تمتد إلى أماكن أخرى، وهذا يخضع لأمر الله كما سمعت المسلمين يقولون هنا. الرئيس يقول لنفسه: عجبا للفرنسيين، صاروا يتحدثون كالإسلاميين، هذا الأبله لا يدري ما كان سيناله من جراء قوله الأخير هذا لو لم يكن فرنسيا. ثم فكر بعد ذلك: ومن لزوجتي؟، ثم أمر الطبيب بالخروج ،ودعا زوجته لجلسة عائلية، لا يحضرها الحرس (وهو أمر نادر، فحرسه يخافون عليه من أنفسهم). الرئيس: حبيبتي، طوال هذه السنوات سعيت في إسعادك وما قصرت، كانت علاقتنا زواجا وصداقة، وكنت لي قرينة وحلاقة، وقد تركت لك منذ التحول أن تحولي بياض شعري سوادا، وإلى اليوم ما بدلت تبديلا. جعلتني أبدو أكثر نضارة من شاب في العشرين، وأنا الآن فوق السبعين. الزوجة: قل سيدي: ما يشغلك. الرئيس: السرطان. الزوجة: كم تشغل نفسك بشعبك، ما عليك منهم، أأنت مسئول عمن يصيبه السرطان؟ صدقني سيجدون الحل مع السرطان كما وجدوه مع الفقر. الرئيس: لا يا زوجتي، السرطان أصابني أنا هذه المرة، وفي البروستاتة، وأخبرني الطبيب أن القطع هو الحل. الزوجة: قطع ماذا؟ الرئيس: البروستاتة. الزوجة: وأنا، ألم تفكر في مصيري؟ الرئيس: هل لديك حل؟ أنت التي قدرت على خلايا شعري فجعلتهن سودا كزنزانة السجين، أتعجزين أن تفعلي شيئا مع خلايا السرطان اللعين؟ الزوجة: لو أن السرطان أصاب شعر رأسك لنزعته ولزرعت لك شعرا غيره، ولهان الأمر، ولكني لا أحسن نزع البروستاتة وزرع غيرها. ثم أضافت في دلالها المعهود: أعلمك أيضا، إذا لم تجد حلا وقصرت في واجباتك الزوجية معي، فلا تطمع مني بأي التزام مهني بعد ذلك (تعني صبغ الشعر). الرئيس ينزعج ويأمر على الفور بدعوة كبار جلادي الأجهزة الأمنية، القانونية واللاقانونية: بوكاسا (فرقة أمن الدولة)، الجوادي (فرقة الإرشاد)، محمد الناصر (فرقة الاستعلامات)، دحروج (جلاد متجول بين الفرق). حضر الجميع في ساعة متأخرة من الليل ولم يكن يبدو عليهم التعب، فلطالما سهروا لأجل الرئيس” تتجافى جنوبهم عن المضاجع”. الرئيس يقول: أنتم الذين سحقتم أكبر قوة سياسية معارضة في البلد، ومن لم يسجن منهم فر هاربا، واليوم رئيسكم يريد منكم حلا لمشكل عويص. الجلادون معا: أي مشكل يا سيدي؟ الرئيس: السرطان. تلكأ الجلادون عن الجواب، وفكروا أن السرطان قد يكون اسما حركيا لبعض المعارضين، وظنوا خراب بيوتهم: إذ كيف يصل الأمر إلى الرئيس دون علمهم، وفكروا أنه قد يكون هناك جهاز أمني سري آخر لا يعلمون به، فسكتوا ولم يجيبوا. الرئيس: انطقوا. الجلادون: ماذا تأمرنا أن نقول يا سيدي؟ نحن تحت أمرك، أنت تكتب ونحن نوقع. الرئيس: هذه تعلمتموها من الإسلاميين ها… قولوا، ماذا أفعل مع مرض السرطان الذي أصابني في البروستات؟ تنفس الجلادون الصعداء، لأن الأمر كان على خلاف ما تصوروا. “ثم نكسوا على رؤوسهم” لأن محنتهم لم تنتهي بعد. تلكئوا قليلا، وأحسوا أنهم في ورطة، وفكروا في خطة. وقالوا: أشرعلينا يا سيدي بحكمتك المتعالية. الرئيس: كيف كنتم تفعلون مع عناصر النهضة وبقية المعارضين لتنتزعوا منهم الاعترافات؟ ربما نجد في ذلك حلا لنزع السرطان. بوكاسا: كنا نغمس رأس أحدهم في الماء حتى يتنفس الماء برئتيه، ثم نسحبه قبل أن يلفظ أنفاسه فيقول ما عنده وما ليس عنده. وختم تدخله بأداء التحية. الرئيس: غبي، ليس لدي سرطان في الرئتين يا أحمق، اغرب عني. بوكاسا يخرج فرحا مسرورا بخلاصه. الجوادي: كنا نضع العصي والهراوات في مخرج أحدهم يا سيدي فينطق فمه بما عنده وما ليس عنده. وختم تدخله بأداء التحية. الرئيس: ما هذا بحل أيضا، البروستاتة بعيدة عن المخرج، أخرج عني، أحمق من بوكاسا. الجوادي يخرج فرحا مسرورا بخلاصه. دحروج: كنا نحرق أجهزتهم التناسلية بالكحول والايستير يا سيدي، وقد نربط عضو أحدهم بخيط رفيع قوي ثم نجره فيأتي بما عنده وما ليس عنده. وختم تدخله بأداء التحية. الرئيس: ولا هذا أيضا، أنا أريد أن أقلل الضرر وهو يريد أن يفقدني كل شيء. أخرج عني، أحمق من أخويه. دحروج يخرج فرحا مسرورا بخلاصه. بقي محمد الناصر الذي حصل على جائزة الرئيس سنة 1992 لقاء جهوده ضد الإسلاميين يواجه مصيره المجهول، وقال في نفسه: إما أن أجد الحل أو أن تسحب مني الجائزة (وهو يعلم أن استحقاق الجائزة والحفاظ عليها يحتاج إلى كدح مستمر، وإن هو قصر في ذلك، نكـّس في الوظيفة، وأعيد إلى أدنى رتبة شغلها في مشوار عمله). ثم قال: يا سيدي، لقد قرأت في كتب وجدناها في بيوت أعدائنا الإسلاميين كلاما يقول “آخر الدواء الكي”، وقد كنا، وإلى اليوم لازلنا، إذا تصلب أحدهم تحت العصا، نطبق عليه هذا القول فنطفأ السجائر على جهازه التناسلي، حتى كان أحدهم يأتينا بـ”أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه” “وفصيلته التي تؤويه”. ثم أضاف: أنا أرى أن دواء السرطان هو الحرق الموضعي المركز في المنطقة، دون استثناء الخلايا المتعاطفة، حتى لا يستفحل الأمر في بقية الأماكن، ثم نخضع بقية الخلايا المحيطة إلى المراقبة الأمنية، وكل خلية نشك في توجهاتها مجرد شك نحرقها دون تردد، ولا ننتظر حتى نتأكد من براءتها. لقد فعلنا مثل هذا يا سيدي، وقد أجدى مع الإسلاميين. وختم كلامه بأداء التحية. الرئيس: أحسنت يا محمد الناصر، إن فيك شيئا من حكمتي، حقا، إن هذا لهو الحل. عد إلى بيتك الآن.. خرج محمد الناصر وهو يشكر العهد الجديد الذي مكنه من اقتحام بيوت الإسلاميين ليلا واحتجاز كتبهم وقراءتها…وقال في نفسه: سأواصل قراءة ما عندي من محجوز، وسأراجع كل المحاضر، فربما أجد فيها شيئا آخر أتقرب به إلى الرئيس وأنال به جائزة أخرى…
الراوي: هل شفي الرئيس يا ترى ؟؟؟؟؟؟
 

}|

تونس في 03 جانفي 2007 

البيروقراطية النقابية تمعن في الخيانة و تسكب الزيت على النار بإصدار قرارات التجريد في حقّ العديد من النقابيين الديمقراطيين و بإقرار إحالة ملفات جديدة على لجان النظام الداخلي و تواصل سعيها بخطى حثيثة لخلق أزمة داخل الإتحاد بغية استعمالها للإنقلاب على الشرعية

 
بقلم : كاهنة . م .م أنهت البيروقراطية النقابية الخائنة السنة المنتهية بفرض قرار السلطة في فك إضراب الجوع و بالإنقلاب على نضالات الأساتذة المطرودين عمدا من العمل و المضربين عن الطعام ، عبر إصدار بيان بتاريخ 29 ديسمبر 2007 تستنكف فيه عن تسميتهم بالأساتذة المعاونين و عن التذكير بالإتفاقيات التي أمضيت بين وزارة التربية و التكوين و نقابة التعليم الثانوي لإدماج هذا السلك و تتبنى وجهة نظر السلطة في أنهم لا يعدو إلا أن يكونوا أساتذة متعاقدين مع كل ما يعنيه ذلك من إمكانية عدم تجديد عقودهم و تتنصل من كل التحركات النضالية التي نظمها القطاع لمدة أربعين يوما بمساندة مئات من مناضلي القطاعات الأخرى و تحرض على النقابيين الديمقراطيين بإعادة خطاب السلطة حول وجود غايات غير نقابية لتحركاتهم و حول سعيهم لتوظيف نضالات الشغالين سياسيا و لضرب استقلالية الإتحاد و تتبرأ من كل الشعارات التي رفعها مناضلوهم دفاعا عن الحق في الشغل القار و الحق النقابي و حق الإختلاف و التعبير و التجمع و التظاهر من أجل الديمقراطية داخل الإتحاد و خارجه.     و لم يمضي يومين أو ثلاثة على اجتماعها و بيانها الخياني التاريخي، المذكور أعلاه، حتى عادت البيروقراطية النقابية للإجتماع مجددا بتاريخ 02 جانفي 2008 لتنظر في الإجهاز على الجبهة الديمقراطية الوليدة داخل الإتحاد و كان محور اجتماعها ملفات العشرات من المناضلين النقابيين الديمقراطيين المجمدين مؤقتا عن النشاط النقابي بعد إحالتهم على لجان النظام الداخلي. و بقطع النظر عن الدور المشبوه الذي لعبه مجددا بعض الأعضاء المحسوبين على اليسار الإشتراكي و القومي و على الحركة الديمقراطية ، من مثل عبيد البريكي و محمد سعد و محمد المنصف الزاهي و محمد السحيمي …، لتبرير القرارات اللاشرعية بتجريد النقابيين المنتخبين من مسؤولياتهم  و تجميد نشاطهم النقابي لمدد طويلة فإنّ كافة أعضاء المكتب التنفيذي منخرطين في هذا النهج التصفوي و مسؤولين عن سيرورة السقوط إلى الهاوية التي أقحموا الإتحاد فيها بسبب رغبة البعض في الإنقلاب على الشرعية و إعادة الترشح لعضوية المكتب التنفيذي لدورة ثالثة ، خلافا لما قررته مؤتمرات الإتحاد ، و بسبب رغبة البعض الآخر في الحصول على مناصب رفيعة في مؤسسات الإتحاد أو في المنظمات النقابية أو المهتمة بالعمل و بالشأن النقابي على المستوى العربي و العالمي. كما لا يفوتنا التذكير بالأخطاء التي حذرنا منها سابقا و التي مكنت البيروقراطية النقابية من استعادة زمام المبادرة و منها التردد و الحسابات الضيقة التي قامت بها بعض الأطراف السياسية للمحافظة على بعض المواقع بسبب عدم فهمها لطبيعة المرحلة و حتمية إقدام السلطة و البيروقراطية ، أمام استفحال أزمة النظام الخانقة، على ضرب الحق النقابي و مكتسبات الطبقة العاملة، و هو ما يمر بالضرورة عبر تصفية اليسار النقابي و الديمقراطي، و هو ما يفسّر الهروب من المواجهة و التزلف الذي عبّرت عنه النقابة العامة للتعليم الأساسي و المتنفذين داخلها حياال البيروقراطية في بعض لوائحها و وصول الأمر بكاتبها العام إلى التخلّي حتى على السيادة الرمزية و الشكلية للقطاع على قراراته و ذلك عبر إمضاء لوائحه إلى جانب ممثل البيروقراطية النقابية  كما يفسّر تهرب النقابة العامة للتعليم الثانوي، و كاتبها العام الحاكم بأمره، من مسؤولياتها في الدفاع عن الأساتذة المطرودين عمدا من العمل طيلة السداسي الأول ثم سرعة رضوخها لمطالب البيروقراطية المدفوعة من السلطة و فك إضراب الجوع  و التنصّل من الأشكال النضالية التي مارسها النقابيون طيلة الأربعين يوما التي دامها و إدانة محاولات التصعيد عبر المسيرات و الشعارات المطالبة بالديمقراطية و إطلاق الحريات. إنّ المتأمل في أحداث قرابة الثمانية أشهر الماضية سوف يقتنع بسرعة بأنّ البيروقراطية النقابية المدفوعة لتصفية النقابيين الديمقراطيين قد ترددت طويلا في كل خطوة اتخذتها و وصلت إلى حدّ التراجع التكتيكي مخافة أن يتمكنوا من تعبئة النقابيين ضد مشاريعها. إلا أنّ الضغط الذي تتعرض له البيروقراطية لإنهاء عملية التطهير قبل انطلاق المفاوضات الإجتماعية و لكي توفي بوعودها الخفية بتزكية مرشح الحزب الحاكم لدورة رئاسية جديدة، و تخاذل بعض الأطراف السياسية ، و هي مكون من مكونات الجبهة الديمقراطية داخل الإتحاد، قد أفقد النقابيين الديمقراطيين المبادرة و شد من أزر الطامعين في الإجهاز عليهم قبل أن يشتدّ عودهم . و هكذا مرّت البيروقراطية النقابية من محاولة إيجاد مخرج مشرف لها في قضية المجمدين و المحالين على لجان النظام إلى استعادة المبادرة لمواصلة برنامجها التصفوي و ليس من الغريب أن تصدر قراراتها يومين أو ثلاثة بعد تغلّب التيّار الإنتهازي داخل النقابة العامة للتعليم الثانوي و فكّ إضراب الجوع. و هذه القرارات التي اتخذتها البيروقراطية النقابية خلال اجتماعها و هي شبيهة بأحكام محكمة أمن دولة :           ·     الرفيقة سعاد الإينوبلي عضو سابق بالنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسيدي البشير  : خمسة (05) سنوات إيقاف نافذ المفعول عن النشاط النقابي. ·     الرفيق إبراهيم الساعي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بقصر قفصة / قفصة : سنتين (02) إيقاف نافذ المفعول عن النشاط النقابي. ·     الرفيق الأمين الحامدي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسيدي حسين / تونس : سنة (01) إيقاف نافذ المفعول عن النشاط النقابي. ·     الرفيق جمال شعيشع عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالقطار / قفصة ومنسق مكتب الشباب العامل الجهوي بقفصة : سنة (01) إيقاف نافذ المفعول عن النشاط النقابي. ·     الرفيق نوفل معيوفه كاتب عام النقابة الجهوية للكيمياء و النفط (Pétrochimie) بقفصة : سنة (01)  إيقاف عن النشاط النقابي مع تأجيل التنفيذ (سرسي). ·     الرفيق الحبيب بلحاج كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالكرم : سنة (01)  إيقاف عن النشاط النقابي مع تأجيل التنفيذ (سرسي). ·     الأخ الشاذلي فارح : ستة (06) أشهر إيقاف عن النشاط النقابي مع تأجيل التنفيذ (سرسي). ·     الرفيق مختار العباسي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالمتلوي / قفصة : لم نتحصل على المعلومة بخصوصه. ·     الرفيق العروسي العوالي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالمتلوي/ قفصة : لم نتحصل على المعلومة بخصوصه. ·     الرفيق محمد الرضى البرهومي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسبيطلة و عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بالقصرين : التبرئة لخلو الملف من الأدلة الكافية. ·     الرفيق محمد عامر بكار عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بأريانة : التبرئة لخلو الملف من الأدلة الكافية. ·     الرفيق ساسي بوعلاق عضو سابق للإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين  : التبرئة لخلو الملف من الأدلة الكافية. ·     الأخ عزالدين دبيب كاتب عام النقابة الجهوية للمياه بتونس : التبرئة بسبب الصلح. ·     الرفيق بشير الحامدي نقابي قاعدي : لم يقع إتخاذ قرار بشأنه بعد. ·     الرفيق حسين المبروكي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالرديف / قفصة و عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقفصة : لم يقع إتخاذ قرار بشأنه بعد. كما تقرر : §العدول حاليا، بعد تدخل الأمين العام، عن عرض الرفاق محمد حليم الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي وسليم غريس الكاتب العام المساعد على لجنة النظام و استدعاءهما إلى مكتب الأمين العام المساعد المكلف بقسم النظام الداخلي، علي رمضان، “لتوبيخهما !!”  و” للتنبيه عليهما وتحسيسهما بخطورة ما قاما به اقترفاه من أخطاء في حق المنظمة !! “. §إعادة التأكيد على إحالة المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت على لجنة النظام الوطنية مع تكوين ملف جديد للكاتب العام للاتحاد الجهوي السيد عبد الرزاق البجاوي وزميله عضو الاتحاد الجهوي عبد الكريم الخالقي والسيدة فاتن اللطيفي لإحالتهم على لجنة النظام بتهم “…التطاول على الاتحاد وعلى المكلف بالنظام الداخلي والاعتداء على موظف بالإتحاد كان استظهر بشهادة طبية بها 11 يوم راحة…!!”. و للتذكير فإنّ الموظف المذكور كان قد اعتدى لفظيا و بالعنف على إحدى نقابيات جهة بنزرت و تعرض للدفع من نقابيي الجهة الذين حاولوا تأديبه على صنيعه الجبان. §مواصلة النظر في الملفات الأخرى المعروضة على لجان النظام. إنّ المتأمّل في تلك الأحكام ، و بقطع النظر عن طول مدة التجميد التي تعرض لها البعض من النقابيين المنتخبين ، يكتشف منذ الوهلة الأولى  الأشياء التالية : – أنّ النتيجة المباشرة هي حرمان كل النقابيين المجمدين و مهما كانت مدة تجميدهم من الترشح لمؤتمرات نقاباتهم الأساسية التي تجري و ستجري خلال الأشهر القليلة القادمة مما يعني، إذا أخذنا بعين الإعتبار أنّ المدة القانونية لأي مكتب نقابة هي 3 سنوات، أنّ مدة تجميد كل هؤلاء النقابيين الحقيقية هي 4 سنوات أو أكثر. – أنّ الهدف الحقيقي للبيروقراطية هو منع النقابيين الديمقراطيين من الترشح خلال عملية تجديد النقابات الأساسية التي ستجري على نطاق واسع في الأشهر القادمة و ذلك للتأثير على تركيبة المجلس الوطني القادم و لتسهيل عملية الإنقلاب على الشرعية داخل الإتحاد.     لقد ثبت الآن بالمكشوف لكل المشككين و الزاعمين بأنّ المكتب التنفيذي لن يقدم على تجميد النقابيين و هو يستعد للدخول في المفاوضات الإجتماعية بأنّ هدف البيروقراطية الحقيقي هو إثارة أزمة خانقة داخل الإتحاد لخدمة مآرب لم تعد تخفى على أحد فهل يستفيق النقابيون للدفاع عن منظمتهم و عن مكاسبهم و هل تتّعض الأطراف السياسية اللاهثة وراء المواقع بالأخطاء التي ارتكبتها فتعود إلى دعم الجبهة الديمقراطية داخل الإتحاد بجدية و قوة حتى لا نخسر هذه المعركة المصيرية ؟؟ كاهنة . م .م المصدر نشرية :” الديمقراطية النقابية و السياسية ” عدد 113 ليوم 04 جانفي 2008 Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/ http://groups.google.com/group/democratie_s_p/

بسم اللّه الرّحمان الرّحيم  

والصلاة والسّلام على أفضل المرسلين
  بقلم محمد العروسي الهاني كاتب في الشأن الوطني والعربي
 الرسالة رقـــم 372 

في الصميم وضع النّقاط على الحروف رسالة مفتوحة للدكتور محمـــد الهاشمـــي الحامـــدي مدير قناة المستقلّة عاجلة

 
تونــــــس 05/01/2008  أوّد في البداية أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والتّهاني وأطيب الأماني لأسرة تحرير قناة المستقلة وعلى رأسها مديرها الأخ الحامدي بمناسبة السّنة الإدارية الجديدة 2008 ويسرني تقديم التّهاني لكل المشاهدين والمتتبعين لقناة المستقلة وأشكر الأخ الصّحفي المنشط للحوار الأخ محمد  على إتاحة هذه الفرصة الكريمة للمرة الخامسة خلال أربعة أشهر من 01 سبتمبر 2007 إلى 03 جانفي 2008  وهذا يعود إلى عناية الدكتور الحامدي وحرصه على إبلاغ صوت تونس عبر هذه الشّاشة والفضاء الديمقراطي فشكرا جزيلا على هذه أللفتة الكريمة للشعب التّونسي وكل الدّول المغاربية الذي أصبح صوتها مسموعا وكلمتها عاليّة في هذا الفضاء الديمقراطي والمنبر الإعلامي الذي نتمنى أن يتواصل بنفس الرّوح والعزيمة والمصداقيّة وهذا شيء جميل وإيجابي له أبعاد حضاريّة وقيم أخلاقيّة وثوابت وطنيّة ساميّة. كما يسعدني أن أشكر قناتكم على إتاحة هذه الفرصة للتعبير بحريّة وصدق ويصادف هذا الحوار الذي جرى يوم 3 جانفي 2008 ذكرى عزيزة علينا هي ذكرى 03 جانفي 1934 . أول اتصال مباشر قام به الزّعيم الشّاب المحامي  الحبيــــب بورقيبــــــة رحمه اللّه بأحرار مدينة قصر هلال في شهر رمضان المعظم لشرح وجهة نظره حول الخلاف مع أعضاء اللّجنة التّنفيذيّة للحزب القديم عام 1933 ولكن أحرار قصر هلال لم يعيروا أي اهتمام للاستماع إلى الزّعيم الشّاب وبعد جدال طويل اتفقوا معه أن يعود إليهم ليلا بعد الإفطار، وقد ذكر الزّعيم بورقيبة أنهم بخلوا عليه بشربة ماء عند الإفطار ولكن، شربة الماء كان ثمنها الاستقلال والحريّة، وعاد إليهم ليلا صحبة الزّعيم الطاهر صفر  رحمه اللّه وبعد حوار دام أربعة ساعات في ليلة باردة اقتنع القوم ورفعوا الزّعيم على الأعناق وهتفوا بحياته وحيّاة تونس ويومها اكتشف الزّعيم نفسه أنه خطيبا موهوبا وكان يوم 03 جانفي 1934 ضربة البداية والشّرارة الأولى لغرس الرّوح الوطنيّة والمنعرج الحاسم في تاريخنا المعاصر. وتوّج هذا اليوم بانعقاد مؤتمر قصر هلال في 02 مارس 1934  وكان بحق المؤتمر الفاصل والمنعرج الحاسم في تاريخ البلاد وتحقق الحلم الذي راود الزّعيم الحبيـــب بورقيبـــة عام 1923 عندما كان تلميذا في تونس وقبل السّفر إلى فرنسا لمواصلة تعليمه العالي وإحرازه على الشّهادة العليّا في الحقوق عام 1927 وكان النّصر والاستقلال والحريّة على يد الزّعيم الذي ضحّى حتّى حقق ما يحلم به الشّعب من عزّة وكرامة وواصل النّضال من أجل بناء الدّولة ونحت المجتمع وميلاد الجمهورية، وتعزيز كرامة المواطن والقضاء على الجهل والتّخلف هذه بصمات القائد نرجو من إدارة القناة و فرسان القلم والفكر تسليط الأضواء على هذه المحطة ومحطات أخرى في غياب القناة  التي نطمح إليها في بلادنا. ختاما نرجو أن تحترم قناة المستقلة مواعيد البث التي ينتظرها شعبنا في تونس مع الشّكر الجزيل قال اللّه تعالى:” أن ينصركم اللّه فلا غالب لكم” صدق اللّه العظيم

 


 

   تــونـــس الــغـــد إلى  كل المساجين السياسين الذين يعانون في هذا الوقت قساوة برد السجن إلى القلم    الحرّ الذي وقع أسره سليم بوخذير
 
علي باش حامبة
 
خَـبّي دموعك عَالسجَّانْ                                          حِــلّـُوا علينا الباب الحديد لا يقولوا وَلّى جَبانْ                                              أصنعوا تاريخ لتونس  خَبّي أحزانك عالسجّان                                          حققوا لينا الأحلام لا يقولوا ضُعْف الإنسان                                         يالله حررُونا بسلام أنا صخرة في وادْ                                               أنا وضحايا الظّــُلام أنا رأسي كُــلّو عنادْ                                           نِــبْـنِيوْ مع بعضنا تونس الغدْ نحب نَـنْسَى اللّي عندي أولادْ                                    ما يتظلمش فيها حدْ بلادي هي تحرّك فيَّ                                            تتحل الجوامع والحانات أولاد تونس هُومَا القضيّة                                        الخضراء بلاد الحريات سادوا فيها الظُّـلاَّم                                              يعيش الإيمان مع الإلحاد زرعوا فيها الآلام                                               في بلاد خير الدين والحدّاد مَا تٍبكوش يا وليداتي                                            حِبّوا بعضكم ياعباد ربّي يحميكُمْ بدعواتي                                           الخضرا فدّت مِا الأَحْــقـادْ إنت نورة نور العينْ                                             يالله قاموا الإستبدادْ  عمرك بنتي عشرة سنينْ                                         معروف شكون عدّو البلاد وشابعة ببوك لحنينْ                                               ثمة بنات في عمْرِك إنتِ                                        شعب تونس يا أبطال عمرهم ما عرفوا حنانْ                                          يا لله حِــلّـُولـْنـَا الأغلال بوهم حبسوه الظلامْ                                            ولادْ بلادي ياصناديد وحرموهم مِالْأمانْ                                               في الحبس لا عندنا فرحة ولا عيد ترضى يا نور نخلّيهم                                           حتى تحلّوا الباب الحديد ترضى بُوك يسلّم فيهم                                          حلّوا علينا الباب الحديد./.                  *** تعرفْ يا خيْري  بَحْذانا في حبس الكاف وين أنا بُو تقول في حالة احتضارْ عيسى عندو برشا صغارْ بُو حبْسوه الظُّلاْم من سنين مش أيّام ترضى يا خيري نخلّيه ترضاني نرَوّح بلاش بيه        *** تعرفْ يا جمال وليدي بلادك في إيد الظّلام قلوب حجر مش بشر ولله حجر مش بشر ترضى ولدي نسكتو عليهم ترضى ولدي نسلّمو ليهم شعب تونس يا أبطال يا لله حِــلُّـو لَنا الأغلال شعب تونس يا صناديد  

 


 

مسؤول في لجنة حماية الصحفيين الدولية لـ”آفاق”: الصحفيون في تونس محل اعتداء مستمر

 
تونس- حوار سفيان الشّورابي
وصف مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بلجنة حماية الصحفيين جوال كامبانيا أوضاع الصحافة والصحفيين في العالم العربي بالمتردية وانتقد الأنظمة العربية على فرض قيود ضد حرية الرأي واعتقال الصحفيين والمدونين المستقلين. كما أبدى أسفه على معاناة الصحفيين في تونس مشيرا إلى تعرضهم لمضايقات بصورة يومية. وهاجم كامبانيا في حوار مع موقع “آفاق” السلطات السعودية على اعتقالها المدون فؤاد الفرحان بسبب كتابته مقالات نقدية ودفاعه عن آرائه السياسية الممنوع التطرق إليها في السعودية وقال “نعتبر حبسه انتهاك صارخ لحرية التعبير”. وتنشط “لجنة حماية الصحفيين” الدولية التي تتخذ من مدينة نيويورك الأميركية مقرا لها في الدفاع عن الصحفيين الذين يتعرضون لمضايقات من قبل سلطات بلدانهم. وتتحرك اللجنة من أجل توسيع هامش الحريات في البلدان المغلقة إعلاميا مؤمنة بأنه لا يمكن الحديث عن ضمان لحقوق الإنسان من دون توفر حرية التعبير. ويمتد نشاط اللجنة على 120 دولة، من بينها عدد كبير من دول المنطقة العربية. ولمعرفة أهم أنشطة وأهداف “لجنة حماية الصحفيين”، حاورت “آفـاق”، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جوال كامبانيا. وفي ما يلي نص الحوار: آفـاق: يتميز وضع الإعلام في العالم العربي إجمالا بحالة تردي كبيرة. ما هي أهم المشاكل التي يعاني منها الميدان؟ كامبانيا: صحيح. يعاني المشهد الإعلامي العربي من تدهور وتراجع كبير، ويتعرض الصحفيين العرب إلى الكثير من المضايقات التي تستهدفهم. هناك عمليات عنف موجهة للصحفيين المستقلين. إضافة إلى حبس عدد كبير منهم بسبب انتقادهم لأنظمتهم. أذكر هنا عملية اعتقال عدد من رؤساء تحرير صحف مصرية بسبب تعرضهم لصحة رئيس البلد حسني مبارك. بل وتدخلت الصحف الرسمية، والمفتي، وحتى زوجة الرئيس لتهاجم الصحفيين. وكأن حياة الرئيس ليست محط اهتمام المواطنين! كما تعرض المدوّن السعودي فؤاد الفرحان إلى الاعتقال مؤخرا لأنه تطرق إلى موضوعات تبدو وكأنها محرمة في بلده. ضغوطات كبيرة تُسلط على الصحفيين بأشكال عديدة لمنعهم من تأدية عملهم بكل حرية. ونحن في لجنة حماية الصحفيين نرفض أي شكل من أشكال العنف الذي يمارس ضد الصحفيين من قبل الأجهزة الرسمية، ونطالب بفسح المجال أمام تأديتهم لمهامهم بكل حرية. آفـاق: حول المدوّنين، هل من الممكن أن نصنفهم في نفس الخانة مع الصحفيين؟ كامبانيا: أعتقد أن المدونات الالكترونية استطاعت أن تكسر حاجز الصمت المطبق على الإعلام العربي، وأن تتعرض إلى موضوعات محظورة. وهو أمر جيد. كما أن الصحافة الالكترونية تمكنت من تقديم منتجا إعلامي راق ومتقدم. بعض المدونين يشتغلون كصحفيين. والمتغيرات التكنولوجية أصبحت لها دورا رئيسيا في نشر الأخبار وفي تداول المعلومات، وخاصة في البلدان التي تفتقد لجرائد حرة. فؤاد فرحان كتب مقالات نقدية، ودافع عن آرائه السياسية الممنوع التطرق إليها في السعودية. وحبسه نعتبره انتهاك صارخ لحرية التعبير. آفـاق: نشرت إحدى الجمعيات العراقية مؤخرا تقريرا خطيرا جاء فيه أن العمل الصحفي في العراق ما يزال أخطر الأعمال، وأنه قُتل 54 صحفيا سنة 2007، ما مرد هذا الوضع المثير للقلق؟ كامبانيا: الصعوبات والمعوقات التي يتعرض إليها الصحفيين العراقيين كثيرة ولا وتحصى، وصنفت لجنة حماية الصحفيين العراق المكان الأخطر في العالم للسنة الرابعة على التوالي. هناك فقدان للأمن الذي يسمح للصحفيين للعمل بكل أريحية وحرية. وأكثر من 80 % من الصحفيين الذين قتلوا (124 صحفي اغتيل منذ سنة 2003) هم عراقيون قتلتهم الجماعات المسلحة. وطبيعي في ظل وضع مثل هذا، أن يتوتر المناخ الإعلامي في العراق. آفـاق: ولكن ألا تعتقدون أن هامش حرية الإعلام في العراق اتسع على ما كان عليه في ظل حكم الرئيس السابق صدام حسين؟ كامبانيا: طبعا. منذ سقوط صدام حسين، حدث انفجار إعلامي وتأسست وكالات أنباء وقنوات تلفزيونية وإذاعات مختلفة. ويمكن الحديث عن مشهد إعلامي عراقي متعدد، وهو شيء ايجابي. ولكن في نفس الوقت، يمارس العنف تجاه الصحفيين، وتحدث انتهاكات كثيرة من قبل الحكومة العراقية والجماعات المسلحة. أذكر هنا قيام السلطات العراقية بمنع فتح مكتب لقناة الجزيرة وآخر لقناة العربية الفضائيتين في بغداد. كما يقوم الجهاز الأمني العراقي بالاعتداء المادي على الصحفيين وتهديدهم بالقتل. وحظرت تلك الأجهزة على الصحفيين من تغطية عمليات التفجير أو المشادات المسلحة. آفـاق: ما هو تقييمكم لوضع الإعلام في تونس؟ كامبانيا: من المؤسف أن أعترف بأن حرية الصحافة في تونس متعبة جدا. فالوضع سيء للغاية. فإلى هذه اللحظة لم تقم الحكومة التونسية بما يجب لتحرير القطاع. والصحف ما تزال تخضع لسيطرتها، والصحفيين المستقلين يتعرضون لضغوطات لا حصر لها. لقد تمّ في العام الماضي اعتقال الزميل سليم بوخذير بتهم مزورة، نظرا لأنه كتب مقالات ينتقد الرئيس التونسي وعائلته. ونتذكر أيضا سجين الرأي محمد عبّو الذي تعرض لنفس المظلمة وسُجن بسبب كتاباته، ونفس الشيء حدث للراحل زهير اليحياوي. تونس تشهد مضايقات يومية على الصحفيين لحد مقرف. ويقوم البوليس السياسي بالاعتداء بالضرب عليهم بشكل دائم ومن دون محاسبة. هناك أيضا الرقابة المفرطة على الكتابات والإنتاج الإعلامي. كما ترفض الحكومة التونسية بدون سبب مقنع السماح لقناة الجزيرة بفتح مكتب لها في تونس. وأنا أتألم من مثل هذا الوضع خصوصا وأن تونس تزخر بكفاءات شبابية رائعة ومتميزة. ولا أفهم كيف أن الحكومة التونسية تقدم بشكل مستمر وعودا للإصلاح، وتعرب عن تأييدها للصحافة الحرة، ولكن من يشاهد ما تقوم به تجاه الصحفيين سليم بوخذير وكمال العبيدي والاعتداء بالعنف على الصحفيين يدفعنا للشك في هذا الخطاب. آفـاق: على ذكر قضية الزميل كمال العبيدي، هو محروم من جواز سفره. لماذا؟ كامبانيا: كمال العبيدي، وهو صحفي مستقل وممثل لجنة حماية الصحفيين في الشرق الأوسط. في 17 تموز (يوليو)، قدم كمال العبيدي الذي يحمل الجنسية التونسية طلبا للسفارة التونسية في واشنطن للحصول على جواز سفر جديد بعد أن ضاع جوازه القديم. ولكن بعد مرور ما يزيد عن خمسة أشهر، وبعد اتصالات متكررة مع السفارة من قبل كمال العبيدي ولجنة حماية الصحفيين، لم يصدر جواز السفر حتى الآن. مثل هذه التصرفات ليست بجديدة على الحكومة التونسية. فهي تمتنع عن تسليم الصحفيين المستقلين ونشطاء حقوق الإنسان عن تسليمهم جوازات السفر. وهو ما تعرض إليه العبيدي سنة 1996 أيضا. وإننا في لجنة حماية الصحفيين نطالب السلطات التونسية بتسليمه فوار جواز سفره. ولغيره ممن حرموا من الحصول على جواز سفر. آفـاق: ما هي أهم التحركات التي ستخوضها اللجنة من أجل حماية الصحفيين في تونس؟ كامبانيا: تقوم اللجنة بشكل عام برصد أهم الانتهاكات لحرية الصحافة وتسليط الضوء عليها. ونحن نسعى دائما لمساعدة الصحفيين على تأدية عملهم بشكل محترم ومقبول. ونساهم من موقعنا في نشر أهم الخروقات التي تمس الصحفيين للرأي العام الغربي والأمريكي تحديدا. نعلم بأن وضعية الصحفيين في تونس متدهورة للغاية. ونقوم بصورة دورية بنقل ما يتعرضون إليه الصحفيون إلى وسائل الإعلام الأمريكية. فالشعب الأمريكي هنا يجهل ما يحدث للصحفيين التونسيين، ويصدقون ما تقوله الإدارة الأمريكية عن كون تونس تمثل بلدا مميزا في منطقة الشرق الأوسط. سنواصل عملنا ولن ندخر جهدا للدفاع عن الصحفيين التونسيين (المصدر: موقع “آفـاق” اخباري- واشنطن بتاريخ 4 جانفي 2008 ) الرابط: www.aafaq.org/news.aspx=3fid_news=3d3734
 
 

قصرهلال … إهدار المال العام في جنح الظلام

 
فوزي الديماسي * كنت جالسا على حافة بركة المياه الراكدة “عفوا”  بل كنت جالسا بجانب نافورة المدينة مستمتعا بصوت منبعث من عربة لبيع البريك يغنّي : ” ياليتني شباك في حانوتك ، اتنادي ع الصنّاع نسمع صوتك” . لا أعلم تحديدا متى كان ذلك زمنيّا لأنني لم أتبين خيط الكابوس من خيط اليقظة، و كانت بجانبي عدة مقالات كتبتها زورا و بهتانا حول موضوع التنمية في قصرهلال، و كان لحظتها قلمي يتهيّأ لتحبير مقال كاذب آخر عن إهدار المال العام في جنح الظلام .  الحكاية أن بلدية قصرهلال المحترمة و الصاخبة بمهندسيها و فنييّها و مستشاريها أقدمت على بناء جدار إشهاريّ يحمل اسم ” شارع البيئة” و بعد اتمام الأشغال التي استغرقت أياما غير قليلة قرّرت البلدية هدم الجدار في الظلام الدامس ؟؟؟   …   و بعد تفكير عاد الرشد إلى ضميري الفاسد و قلبي الجاحد و عدلت عن الفكرة و قلت لماذا لا أكتب رسالة اعتذار لمدينتي و أتوب عن التنكيل بها و نشر الأخبار الزائفة و الحاقدة و طفق قلمي بعدما ثاب إلى رشده يحبّر: كتبت عن قصرهلال مقالات عديدة تسيء لمدينتي  المشهود لها بنظافة شوارعها و كثرة حدائقها و سلامة طرقاتها،عكس ماحبّره قلمي ،  فقلمي سيء و جاحد و ناكر للجميل و مروّج لأشياء لا تمتّ للحقيقة بصلة .  فلجنتنا الثقافية المحلية من أنشط اللجان الثقافية وطنيّا، كما  تحصلت جمعياتنا الخمسون على جوائز وطنية إعترافا لها بدورها الريادي في خدمة حياتنا المحليّة التي أضحت جنّة لا ينكر بهاءها  إلاّ جاحد مثلي. للأسف لي قلم غير نزيه، و ضمير غير سليم، لأنّ كل مقال يقلب الحقائق و يصوّر المدينة تصويرا لا يعكس واقعها المتطوّر جدا، فلقد تمّ بناء دار للثقافة مؤخرا، كما تمّ إيجاد حلّ للمسلخ البلدي و تنعمت الأحياء المجاورة له بالنظافة و سلامة المحيط. و تمّ بناء مسرح للهواء الطلق ،  و قطعت هيئة المهرجان مع البرامج المرتجلة و مع البراميل و القصدير، و ارتقى ملتقى الأدباء الأطفال ليصبح ملتقى وطنيّا، كما هدمت بلدية المكان الجدار الإشهاريّ على مستوى شارع البيئة في الليل الدامس حفاظا منها على سلامة المواطنين و تجنّبا لتعطيل حركة المرور على مستوى شارع الحبيب بورقيبة ، فبلديتنا تؤمن بأن مصلحة المواطن فوق كل اعتبار و لو كان الاعتبار المال العام نفسه ، و ماذا يعني المال العام ” وسخ دار الدنيا “مقابل سلامة المواطن؟؟؟  كما رخّصت لورشة ميكانيكي للانتصاب على مستوى شارع البيئة ليضفي عليه  جمالية لا يمكن أن يوفّرها زرع الأشجار ، لأن الأشجار بتساقط أوراقها تساهم في تلويث البيئة، و لزيادة التأكيد على أهمية البيئة و الشارع الحامل لاسمها أحدث مصنع “سيتاكس” محطة تطهير زادت المكان رونقا . بلديتنا تعدّ من أحسن البلديات وطنيّا، حيث تعقد مجالسها التمهيدية و العادية مكتملة النصاب دائما، فغير مسموح لأعضاء المجلس البلدي بالغياب بدليل إنعقاد عدة جلسات في مكتب صغير يتّسع لأربعة أشخاص، إنها و الحق يقال بلدية ناشطة و فاعلة، فقد بدّلت بقرار بالإجماع مكان انتصاب السوق الأسبوعية حفاظا منها على المؤسسات التربوية الخمس الموجودة في ذلك الشارع ، و رفعت بذلك مشكورة عن هذه المؤسسات كابوس الضجيج و الكلام البذيء و الاكتظاظ و أصبحت مدارسنا آمنة مطمئنّة. لقد حقق المسؤولون المحليون كل أحلامنا ، فغيّروا الجمعيات النائمة بجمعيات ناشطة ،  و حرصوا على تطبيق قانون الجمعيات بحذافره، و تعهّدوا نافورة وسط المدينة بالصيانة، فأصبحت حدائقنا مثالا يحتذى به  في نظافتها و جمالها، لكنّ المواطن الهلاليّ و للأسف مواطن جحود مثلي  و ناكر للجميل مثلي ، فلقد وفرت لنا بلديتنا مسبحا بلديّا بالألوان على مستوى شارع الحبيب بورقيبة قبالة الكوليزي القديم  في الهواء الطلق كلما تهاطلت الأمطار، و وفّرت لنا ملعبا للتزحلق على الطين قرب محطة التاكسيات كلّما تهاطلت الأمطار كذلك علما و أنّ مسبحنا و ملعب التزحلق لا مثيل لهما في العالم لأنّهما يشغّلان بالطاقة المطريّة  ، و قد أصبحت مدينتنا بذلك  قبلة لعدّة سيّاح و عدّة مجالس بلدية من الدول الصديقة و الشقيقة يأتونها من كلّ فجّ عميق ليطّلعوا على تجربتنا الرائدة في استغلال الطاقة المطريّة . لذلك شعرت بالندم فيما كتبت سابقا لأنه كلام مجانب للحقيقة . و عليه أرفع اعتذاري للمسؤولين المحلّيين و أعدهم بأن أكتب لاحقا مقالات تجمّل حياتنا المحليّة على غرار مقالات مسبقة الدفع، و في الأخير أقول تائبا: ”  بورك لك يا مهرجان النسيج في قصديرك و براميلك و برامجك المرتجلة ، و أقول لجمعياتنا الخمسين ” ننّي ننّي .. جاك النوم “، و أقول لهيئة اللجنة الثقافية المحليّة دمت هيئة مدى الحياة لتمتّعنا بالصمت و السكون لأن لا شيء يعلو على هدوء المواطن و عدم إزعاجه ،  و أقول لبلديتنا إبني و هدّم فلا يهمّ لأنّ المال العام ” وسخ دار الدنيا” يمكن تعويضه ، و متّع الله مدينتنا بمزيد من الحفر و الأوساخ و برك المياه الوسخة لتكون جميلة على الدوام. وهذا قلمي أكسّره لأنّ الكلمة غير مسموعة في مدينتني ، كما  لا أريد أن أكون من فئة الكلاب النابحة على الطائرات و لهذا  باي.. باي..  مع السلامة  و كيما ايقول المثل  ” الكلوف تحبّلو راس مال ”  
 
المصدر: جريدة  “مواطنون”  -التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات- عدد 41  الصادرة يوم 19 ديسمبر 2007)

       

بين «قاليلو» و «مفتيو»

 
يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر ديسمبر سنة ألفين و سبعة تململ «قاليلو» الفلكي الايطالي الشهير في قبره و خاطب صديقه «كيبلار» مكتشف حركات الكواكب و الأقمار قائلا: – أرأيت يا«كيبلار»؟ المسلمون يعلنون عن دخول شهر ذي الحجة يوم الثلاثاء ثم يتراجعون ليقدموا دخوله بيوم ؟ – لا تشغل بالك يا «قاليلو» فهم يفعلون ذلك ليضبطوا مواعيد حجهم و أعيادهم الدينية … – هم أحرار في الاحتفال بأعيادهم متى شاؤوا و كيفما شاؤوا … و لكن أن يروا الهلال و هو لم يولد أو أن يتغاضوا عن رؤيته و هو مولود فذلك أمر خطير يسيء إلى أبحاث «كوبرنيك» و «قاليلو» و«كيبلار» و غيرهم … – إذا لا بد أن نكلم مفتيهم في هذا الشأن … – الو …  «مفتيو»  – نعم … «مفتيو» الديار الإسلامية من معي ؟ – أنا  «قاليلو» – مرحبا يا صاحب التيليسكوب. – أريد أن أسالك «شيخنا» كيف تثبتون دخول شهركم القمريّ؟ – نحن نعتمد الرؤيا و نستأنس بالتليسكوب الذي تركته لنا… – و ما الرؤيا حضرة الشيخ ؟ – الرؤيا في اللغة هي : ما تراه في المنام …    و هي كذلك النظر بالعين أو بالقلب… – و هل ترون بقلوبكم ؟ – بعض «ثقاتنا» يرون بقلوبهم … – سيدي أرجوكم بكل لطف أن تعتمدوا في حسابكم على التليسكوب و أن تستأنسوا بالرؤيا و ليس العكس… – لا يمكن ذلك لأننا سوف لن نختلف مع بعضنا أبدا…    سي يوسف 
 
المصدر: جريدة  “مواطنون”  -التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات- عدد 41  الصادرة يوم 19 ديسمبر 2007)

                           

دعوا المرأة تتقدم !

 
-1- في ذكرى رحيل عرفات ، وعلى إثر قمع قوات التنفيذية للمسيرات والتجمعات التي دعت لها حركة فتح، علا على شاشة إحدى الفضائيات صوت متظاهرة فلسطينية تشكو تعرضها ورفيقاتها إلى عنف حماس ونعتهن بالراقصات، وإن لم تعر الفتحاوية بالا للتعنيف والركل واستعمال الرصاص الحي وهي التي قد تكون قد خبرته في صراع مرير مع آلة الاستيطان الصهيونية قبل أن يولد تنظيم الشيخ أحمد ياسين بعقود، فقد توقفت طويلا عند الوصف المذكور في إشارة إلى التقسيم المذهبي بين حرائر وعفيفات ومناضلات، وإماء وعاهرات وشاذات، الذي بات يطبع دولة المواطنة الحمساوية التي تمت مقايضتها بالمقاومة ( وقد أسرت إلي ذات مرة قيادية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أنه حتى زمن الانتفاضة الثانية وفي ظلّ حالة استقطاب وطنية قصوى كانت الفلسطينية تخضع لذات التصنيف) -2- كنت شاركت أيام 12 و13 و14 جوان 2007 بصنعاء في ندوة دولية حول العدالة الانتقالية والنوع الاجتماعي، وقد افتتحها أحد المقرئين بتلاوة آيات من القرآن، وإذ كان الأمر غير مألوف في هذه المناسبات فقد تشجعت وسألت السيدة أمل الباشا، رئيسة منتدى الشقائق العربي للحقوق الإنسان –أحد الأطراف الرئيسية المنظمة للندوة -عن سرّ ذلك، فتبين أن الأمر لا يعدو أن يكون احتجاجا من داخل المنظومة الدينية على الحملة التي ما تنفك تتعرض لها وهي السافرة الوحيدة في الجمعية، من قبل التنظيمات الإسلامية حيث سخرت عديد الواجهات الشعبية والإعلامية لوصفها بالكافرة والملحدة والزنديقة والعاهرة، ومضايقتها أينما مرت وظهرت في مجهود تورط فيه حتى النظام اليمني المخضرم على خلفية نضالات المنتدى من أجل ضخّ قدر مهم من الحداثة والعقلانية والمساواة في مجتمع توفر فيه كلّ الإمكانات لإبقائه على عتبة ” البداوة ” الذهنية والمادية. -3- في بلادنا، وإن كانت معركة السلطة من اجل نزع الحجاب متواصلة وبنسق حثيث، فإن الناشطات النسويّات المناديات بالمساواة التامة والفعلية بين الجنسين، هن الضحية المفضلة لشتى الضغوطات والانتهاكات، ولعلّ السيرة الذاتية لراضية النّصراوي وسهام بن سدرين وأحلام بالحاج وبشرى بالحاج حميدة وخديجة الشريف وغيرهن، هي سيرة الاضطهاد والمحاصرة والتشويه، وإن كانت السلطة تتحجّب بمنزع حداثوي وعصراني، فإنها في الوقت الذي تطالب فيه بتأكيد ذلك تنزلق 15 قرنا إلى الوراء وتستعمل في الإساءة إلى الناشطات ذات القاموس الفقهي الذي يطلّ به علينا بعض الشيوخ والمفتيين، يضاف إليه معجم جنسي هجين يستغل الحس الشعبي البسيط ليقذفهن بأبشع النعوت وأقذع الأوصاف وينتهي إلى التكفير والتجريم. -4- الأمثلة تتعدد وتتراوح بين ” الدولة الإسلامية ” والتيارات السلفية و” الدولة العلمانية “،  والهدف نفسه: إذلال المناضلة من أجل مكافحة التمييز واللاّمساواة . وإن كانت لا تعوزنا الأدوات المعرفية والمناهج العلمية في تفسير الظاهرة والكشف عن أغوارها التاريخية والسياسية والسوسيولوجية، فإن مسيرة الحركة النسوية في مثل هذه الأوضاع والأصقاع تبدو أكثر عسرا في ظلّ تكاتف أكثر العوائق تكثيفا مما يتطلب مجهودات جبارة تقع على عاتق المجتمع بأسره، على أن تتحمل النساء مسؤولياتهن الخاصة في التصدي للضغوطات التي تسلط عليهن ، والأفكار البالية التي تحدّ من حرياتهن وتطورهن، ولعلّ أحد جوانب المسؤولية يتصل بطبيعة التنظيمات التي تؤسسنها وتنشطن صلبها، وإن كانت منظمات التفريخ النسوية السلطوية غير قادرة تاريخيا على لعب دورها الطلائعي بحكم تبعيتها المطلقة لنظام الحكم، فإن الجمعيات النسوية المستقلة على ندرتها مطالبة بتفعيل جهودها حماية لمكتسبات المرأة وتصديا لشتى الانتهاكات التي تتعرضن لها عبر الاشتغال على الهموم التي صدرتها العولمة النيوليبرالية – والتي أوجدت انزياحا نسبيا عن المشاغل الحقوقية والسياسية لصالح المشاغل الاجتماعية والاقتصادية – والانفتاح على عديد القطاعات والشرائح النسائية التي تضم عددا كبيرا من المثقفات والمهنيات اللاتي يملكن الفهم والإرادة لتحريك النساء عبر الفعل الاجتماعي، إضافة إلى أعداد مهمة من الطالبات والمعطلات والنقابيات اللاتي تمثلن جيلا جديدا في الحركة النسوية بإمكانه أن ينقذها من قسريتها، فهل سيجد هذا الجيل لنفسه مكانا داخل الأطر النسوية المناضلة الموجودة أم سيؤسس لـ” نساء ضد العولمة ” ؟ عفاف بالناصر
 
المصدر: جريدة  “مواطنون”  -التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات- عدد 41  الصادرة يوم 19 ديسمبر 2007)

قضايا تربويّة: التربية الجنسية للمراهقين: السرية والتعتيم والتجريم

 
لا أحد ينكر انعدام مقوّمات التربية الجنسية في مجتمعاتنا العربية وذلك لأسباب عديدة منها العادات والتقاليد والتربية المحافظة بحيث أنّ الآباء والأمّهات يجدون أنفسهم في حرج كبير عندما تطرح عليهم تساؤلات أبنائهم الجنسية. هذا فضلا عن السلوكات الاجتماعية التي تفرض نوعا من التعتيم والتهرّب من مناقشة كلّ ما يمسّ بموضوع التربية الجنسية، ممّا يخلق مشاعر الكبت والقمع الجنسي لدى جيل المراهقين والشباب. لكن اليوم، ساهمت وسائل وتكنولوجيات الاتصال الحديثة بما في ذلك الفيديو والكمبيوتر والانترنت في توفير  زخم هائل من المعلومات والمعطيات حول خبايا المسائل الجنسية. ومع ذلك، لا يزال الحوار في هذا الموضوع مع الأطفال والمراهقين يعتبر من المحرّمات سواء كان ذلك على مستولى الفرد أو الأسرة أو المجتمع بكافّة مكوّناته. ومن بين التبريرات المقدّمة بخصوص هذا التعتيم حول مسألة القضايا الجنسية، يذكر الأخصّائيون وجود اعتقاد سائد لدى الآباء والمربين بأنّه لا يجوز المساس ببراءة الطفل والتحدّث معه في المسائل الجنسية باعتبار أنّ الطّفل كائن بسيط وغير قادر على فهم هذه المسائل وبالتالي فالحديث معه حول مثل هذه المواضيع يعتبر بمثابة سلوك مخالف للقيم والمبادئ والعادات الاجتماعية. كذلك، تجدر الإشارة إلى أهميّة التربية الجنسية في حياة الطفل منذ السنوات الأدنى من تكوينه وتنشئته باعتبار أنّ الحاجة الجنسية هي ككلّ الحاجات الأخرى في حياة الطّفل مثل الماء والطعام واللّعب والحركة والنشاط… وفضلا عن ذلك، هناك اعتقاد سائد بأنّ الحاجة الجنسية تظهر فقط في مرحلة المراهقة. لكن المشكلة هو أنّه حتى في هذه المرحلة الحسّاسة والمحفوفة بعديد المخاطر، لا يتمّ الاهتمام بموضوع التربية الجنسية بالشكل الملائم، بل يتمّ فرض العديد من القيود والضّوابط الاجتماعية القاسية على المراهق وعلى المراهقة على حدّ السواء. و من نتحدّث عن المراهقين، باعتبارهم الأكثر حساسيّة للمسائل الجنسية، فإنّ العديد من البحوث تشير إلى وجود عديد التصورات لديهم حول الهاجس الجنسي. فمن ناحية، هناك السريّة التي تعتبر بمثابة أولى التصوّرات التي يبنيها المراهق حول الجنس. فالجنس حالة يكتنفها الغموض والسرية في القول والفعل والإيماءات والإشارات. وفي بعض الأحيان يطلب الكهول من المراهقين مغادرة مجالسهم عندما يكون هناك حديث ساخن، أو يخفضون أصواتهم عند حدوث بعض التلميحات الجنسية. وبالتالي فإنّ الثقافة الجنسية في مجملها قائمة على التلميح وليس على التصريح. وبطبيعة الحال، الحلّ البديل لهذه السرية لا يتمثّل في اعتماد العلنيّة الفاضحة، بل في تفادي مساهمة تلك السرية في إذكاء وإشعال فضول المراهق. أمّا التصوّر الثاني المرتبط بالمسائل الجنسية فهو مفهوم “العيب” الذي يعتبر الأكثر التصاقا بالجنس في خيال المراهق. فالجنس ممنوع التحدّث فيه مع الكبار بمختلف شرائحهم. ولا يجب التفكير فيه بشكل علني حتّى وإن كان ذلك في شكل أسئلة بريئة وفضوليّة تسعى إلى الحصول على إجابات مقنعة. ويكتسب الجنس صفة العيب في أذهان المراهقين باعتبار أنّه تتمّ ممارسته في غرف مغلقة وبعيدة عن الأنظار. وهذا التصوّر يخلق لدى المراهق اتّجاها بأنّ الجنس يجب ممارسته خارج القوانين الاجتماعية والأخلاقية. كذلك هناك تصوّر خطير آخر مرتبط بالجنس، يتمثّل في “الإثم”. ذلك أنّ المراهق تنشأ لديه أفكار بأنّ الجنس إنّما هو خرق واضح للقيم. وفي بعض الحالات تحصل للمراهق، نتيجة مثل هذه التصوّرات، عقدة نفسية إزاء الممارسة الجنسية باعتبار أنّه قد يحصل له اعتقاد بأنّ الجنس هو فعل يجلب الإثم إلى صاحبه، فتكون لديه نظرة مليئة بالرّفض والنفور من أيّ مظهر من مظاهر الجنس. وإلى جانب ما سبق ذكره، يتمثّل التصور الآخر الذي يحصل لدى المراهق بخصوص الجنس في مفهوم “الاقتناص”، بمعنى أنّ ممارسة الجنس هي، في بعض الأحيان، ضربة حظّ تتاح لنا إذا عرفنا  كيف نكوّن علاقة مع الطرف الآخر. وبالتالي، يحصل تصوّر خاطئ يتمثّل في أنّ الحصول على اللذّة والمتعة الجنسية هي أشبه ما يكون باقتناص صيد ثمين يستوجب الحنكة والمهارة في”رمي النّبل” لإصابة الهدف المنشود. وبالتالي يصبح المراهق يتحيّن الفرص لمغازلة الفتاة الجميلة التي تمرّ في الشارع، أو لمشاهدة أفلام مليئة بالقبلات الحارّة أو حتّى مشاهدة الأفلام الخليعة والحصول على الصور الفاضحة. وفي مرحلة لاحقة، يحصل تصوّر لدى المراهق، يتمثّل في أنّ الجنس مرتبط بمفهوم الرجولة. ذلك أنّ المراهق الذي أتيحت له بعض الممارسات الجنسية حتّى وإن كانت بسيطة وثانويّة، نجده يتبجّح أمام أقرانه وأنداده ويستخفّ بالبعض منهم، متناسيا أنّ الرجولة الحقيقيّة تنعكس من خلال الشعور بالمسؤولية والصدق في القول والفعل والصبر على تحمّل الصعوبات والإرادة على بلوغ المستحيل… ولسائل أن يسأل، ما هي نوعية الأسئلة التي غالبا ما يطرحها الأبناء بخصوص المسائل الجنسية؟ تشير الدراسات والبحوث المتخصّصة إلى أنّه خلال الفترة العمريّة المتراوحة بين 3و6 سنوات، غالبا ما يستفسر الأبناء عن كيفية الحمل والولادة والفرق بين الذكر والأنثى وكيفيّة تكوّن الجنين داخل الرحم. أمّا خلال الفترة العمريّة الممتدّة من 7سنوات وإلى سنّ المراهقة، تتكاثر التساؤلات حول الجسد والتغيّرات الفيزيولوجيّة الحاصلة في مرحلة البلوغ ودخول محاكم الكبار… أمّا بخصوص الحلول المقترحة في مجال توعية المراهقين بأهميّة التربية الجنسية، فالأكيد أنّ أهمّ عنصر يتمثّل في عدم التهرّب من الأسئلة المطروحة لأنّ ذلك سيدفع الأبناء إلى البحث عنها لدى الأقران وفي المجلّات وشاشات التلفزيون    والانترنت. كما ينصح بأن يتمّ تقديم المعلومات على دفعات وفقا للنموّ الجسمي والذهني للمراهق. والمهمّ فعلا هو عدم التخوّف من الأسئلة المطروحة في هذا المجال أو الاعتقاد بأنّ كثرة التساؤلات ناجمة عن شذوذ أو قلّة أدب أو تطاول. كذلك يمكن أن نستعرض بعض التوصيّات العامة التي يمكن أن تساعد على تفادي التعتيم في مجال التثقيف الجنسي ومنها بالخصوص: *إدخال التربية الجنسية كمادّة أساسية في البرامج المدرسية وفي كافة المراحل التعليمية وتدريسها إلى جانب المواد الأخرى. ويمكن أن يتولّى تدريس هذه المادة المرشدون النفسيّون والاجتماعيون باعتبار أنّ لديهم الوعي الكافي للتعامل مع هذا الموضوع والخبرة والمعرفة المناسبة حول حياة الطّفل والمراهق والمراحل التي يمرّون بها وخصائص النمو لديهم. كما يجب، في نفس هذا الإطار تكوين وتأهيل المدرّسين المختصّين في المواد العلمية للاضطلاع بتدريس مادّة التربية الجنسية. *إبلاء عناية خاصة من طرف وسائل الإعلام إلى موضوع التربية الجنسية وطرحه على أعمدة الصحافة وعلى شاشات التلفزيون والانترنت. *اهتمام المؤسّسات التربوية والاجتماعية والثقافية بموضوع التربية الجنسية من خلال تنظيم ندوات تثقيفية ومنتديات للحوار وتبادل وجهات النظر. *تعزيز الوعي الثقافي الجنسي في اتجاه خلق التوافق السّليم بين التربية الأسريّة والتربية المدرسية والمجتمعيّة. أبو مهدي

 
المصدر: جريدة  “مواطنون”  -التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات- عدد 41  الصادرة يوم 19 ديسمبر 2007)  

 

ملكة هولندا تخرج عن صمتها في خطابها السنوي

* خميس قشة الحزامي – هولندا-

 

يأتي خطاب ملكة  هولندا في كل سنة خلال  أعياد الميلاد في جو من الاحتفالات فهي فرصة للتلهي  واللهو و هدايا الميلاد، ففي هذه المناسبات ينسى الهولنديون كل همومهم  ليرتاحوا من رتابة العمل إلى المتعة  بعد سنة صاخبة، فسياسيا  شغل  الحديث عن الإرهاب عالم الإعلام والسياسة وبدا الوضع في هولندا مشحونا ضد الأجانب وخاصة المسلمين منهم  وتتالت القوانين والتشريعات التي تحد من حرية الفرد وحقوقه تحت غطاء محاربة ما يسمى بالإرهاب والأصولية.

 

وجاء خطاب الملكة الموسمي الوحيد خلال نهاية هذه السنة – حسب الدستور الهولندي – على أن لا يتطرق إلى الحياة السياسية، إلا أن خطابها هذه المرة تضمن فقرات سياسية واضحة حيث أكدت على احترام الأقليات واحترام العقائد وثقافات الآخرين ووجهت نداء من اجل التسامح والسلام  مؤكدة على رفض ونبذ العنف اللفظي والفعلي اللذان يمسان من تقاليد هولندا الديمقراطية ويهددان السلم الاجتماعي

 في إشارة نقد واضحة ” لخيرت فيلدرس” وحزبه الذي انتهج  مواقف حادة ومستفزة تجاه الأقلية المسلمة حيث اعتبر الوجود الإسلامي “تسونامي” يضرب هولندا و أوروبا، و طالب المسلمين بالتخلي عن نصف القرآن لكي يستطيعوا العيش في هولندا، وطالب بحظر تداول القرآن الكريم حتى في المساجد والدوائر الدينية .. وأنتج فيلما تلفزيونيا مستفزا حول القرآن الكريم يتوقع عرضه  في شهر يناير القادم في  قنوات تلفزيونية هولندية عامة وخاصة وعلى الانترنيت..

 

يعتبر هذا الفيلم  تتمة لفيلم الخضوع الذي صدر عام 2004 للمخرج السينمائي “ثيو فان خوخ” و الكاتبة البرلمانية السابقة ” أيان هرسي علي” التي اتهمت الإسلام بأنه يسمح بالعنف ضد المرأة، وتطرق الفيلم  لسوء معاملة النساء في الإسلام، و بين مشاهد أجساد نساء عاريات كتبت عليها آيات قرآنية، وبعد ثلاثة أشهر من عرض الفيلم، اغتيل “ثيو فان خوخ” على يد شاب مغربي، و تلت هذه الحادثة ردود أفعال كثيرة تفاقم الوضع الأمني على إثرها و سجلت أكثر من مائتي حادثة ضد المسلمين، تنوعت بين الشتم في الطريق العام والاعتداء على المحجبات و إحراق المساجد والمدارس والمؤسسات الإسلامية.

 

وانتقد “فلدرس”  خطاب الملكة  الخاص بأعياد الميلاد  لتضمنه محتوى سياسيا موجها ضد حزبه،  واعتبر الملكة شخص لم يُختر ولا يمكن محاسبته سياسيا، وطالب بتعديل الدستور ليضع حدا لتدخل الملكة في الحياة السياسية وعزلها عن شؤون الحكومة..

 

وقد أثار “فلدرس” بهذا الموقف استياء الأحزاب والتيارات الأخرى الليبرالية و اليمينية، ومن جانبه قال رئيس الحكومة “بلكننده” انه موافق على ما جاء في خطاب الملكة و سيدافع عنه، واتهم  “فيلدرس” بالعمل لغير مصالح هولندا الداخلية والخارجية..

 

ويأتي خطاب الملكة وموقف الحكومة لثني فلدرس عن عرض فلمه المزدرئ  والمستفز  للمسلمين، متزامنا مع تحذير الاستخبارات الهولندية من تدهور أمني في البلاد، بعدما رصدت تحركات غاضبة من جمعيات ومراكز ومؤسسات إسلامية تدعو إلى الاحتجاج  ضد عرض هذا العمل الذي ينتهك حقوق المواطنة لأكثر من مليون  مواطن مسلم  هولندي ويهين أكثر من مليار مسلم في العالم..

 

 

* مدير المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

17 juillet 2005

Accueil   TUNISNEWS 6 ème année, N° 1884 du 17.07.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :محاصرة مكتب الأستاذ

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.