السبت، 17 أكتوبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N 3434 du 17 .10 .2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولقيادات إنتفاضة الحوض المنجي

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:إدارة سجن برج الرومي …السجل الأسود

الأستاذة راضية النصراوي:نـداء

السبيل أونلاين:التفتيش..كلمة السرّ لدى البوليس من بنزرت إلى عين دراهم

السبيل أونلاين :حقوقيون يؤكدون على رغبة السلطات إسكات صوت مراسلنا الناشط الحقوقي زهير مخلوف

كلمة:انهيار مبنى في حمّام سوسة يسبب عددا من القتلى والأنباء تتضارب حوله

الصباح:كل التفاصيل عن حادث انهيار مصنع بحمام سوسة

الشروق:أحد الناجين: الانهيار فاجأنا

الحياة:ادانة تسعة شبان بنشاطات «ارهابية» في تونس

رويترز:تونس تسجن تسعة شبان بتهمة اقامة صلات بمقاتلين في العراق

زياد الهاني:سيدي وكيل الجمهورية .. إنّ جمهوريتنا تغرق.

السبيل أونلاين :الناشط السياسي سعيد الجازي يستدعى للتحقيق

كلمة:إيقاف طالب على خلفية نشاطه النقابي

السبيل أونلاين:منصف المرزوقي: أدعو لخلق جبهة مقاومة مدنية لإنهاء الدكتاتورية في تونس

السبيل أونلاين:حوار مع خالد الطراولي:قبل أن نرمّم بيوت الجيران علينا أن نرمّم بيتنا     

منصف السليمي:قضايا الديمقراطية والشباب تهيمن على حملة الانتخابات في تونس

عبد اللطيف عبيد:و إذا الديمقراطية سئلت…

محامون تونسيون يقاضون قناة تونسية لبثها مسلسلا فيه « تشويه » لحياة صدام حسين

الإصلاح والتنمية في بئر الأحجار

وات:السيدة ليلى بن علي تشرف على تجمع نسائي كبير مساندة لترشح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية

صــابر التونسي:حاكمة قديرة

الصباح : قائمة التجمع للتشريعية تزور مقر الترجي بباب سويقة

إسماعيل دبارة :نتخابات تونس بلا لون لا طعم ولا رائحة

البديل عاجل:الرديف جرح نازف وقلب صامد…

إذاعة هولندا العالميّة:الأفكار السّلفية تلقى رواجا بين الشّباب التونسي

الصباح:نصفهم دون 25 سنة 800ألف تونسي على شبكة «فايسبوك»

المصريون:التونسيون المشتركون على « الفيس بوك » يحققون أرقاماً قياسية

نصرالدّين السويلمي :نـكـتـة التوانسة مصدرها؟ طبيعتها؟ ووجهتها؟؟؟

صلاح الجورشي:وفقد المجتمع المدني رائداً من رواده

مطار النفيضة الدولي:شركة تونسية ستؤمن أولى الرحلات الشهر القادم: توفير 5000 موطن شغل في الفترات المقبلة

العجمي الوريمي :حرب اليمن.. المهمّة المستحيلة

القدس العربي:تكليف سيف الإسلام القذافي رسميا بمهام رئيس الدولة الليبية

عبد الباري عطوان:انتصروا لشهداء غزة


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي200

فيفري2009    
مارس 2009      https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm 
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 17 أكتوبر 2009

إدارة سجن برج الرومي …السجل الأسود


تجمعت صباح اليوم السبت 17 أكتوبر 2009  عائلات  سجناء ضحايا قانون10 ديسمبر 2003 المسمى لمكافحة الإرهاب عند باب سجن برج الرومي لمطالبة مدير السجن مكرم بن عمار الكشف عن وضعية أبنائهم ومصيرهم بعد أن منعت عنهم الزيارة في وقت سابق و كان مدير السجن المذكور وعدهم بتمكينهم من زيارة أبنائهم غير أنه تنكر عن وعده وهو ما أثار مخاوف العائلات وحملهم على التجمع للمطالبة بالكشف عن وضعيات أبنائهم، وقد لجأت عائلات المساجين إلى إجراء شكايات عبر رقم هاتف الرئاسة (71742911). وكان نحو إثني عشر سجينا من ضحايا قانون ما يسمى بمكافحة الإرهاب قد شنوا إضراباً عن الطعام منذ الإثنين 5 أكتوبر 2009 إحتجاجاً على الإهمال الذي تواجه به مطالبهم المتكررة من أجل: -إطلاق سراحهم (عدد منهم يقضي أشهر طويلة قبل المحاكمة) -تحسين أوضاع إقامتهم (الإكتضاض ، التدخين ، الفراش..الزيارات..) -العناية بحالتهم الصحية ( الأمراض الجلدية والعضوية لا يلقى المصابين بها العناية المطلوبة) -إستهدافهم بمعاملة خاصة وعقاب مشدد (التعنيف والعزلة والحرمان من الفرش بعد العقوبة..) ونذكر أن من بين السجناء ضحايا قانون مكافحة الإرهاب ممن خاضوا إضراباً عن الطعام ومنعوا من مقابلة عائلاتهم الأسماء التالي: 1-  محمد  بن على العطوي: قضى بالسجن 2 سنوات و8 أشهر من أصل  3 سنوات سجن محكوم بها ( أصيب بداء الجرب وتعرض لإهمال حالته ولم يُعرض على الطبيب كما أنه يعاني من الرّعشة مع فقدان التركيز وحرم في الفترة الأخيرة من حقه في الزيارة المباشرة) 2-قيس بن محمد الخياري : قضي بالسجن  2 سنوات و8 أشهر من أصل  4 سنوات سجن محكوم بها. 3-رمزي بن عبد المجيد بن سعيد: قضى بالسجن 4 سنوات و4 أشهر من أصل 5 سنوات سجن محكوم بها. 4-محمد الطرابلسي( لم تتبلغ الجمعية بأي معطيات عن حالته). 5-حسني بن عبد المجيد اليفرني: قضى بالسجن  4 سنوات من أصل  7 سنوات سجن محكوم بها( شرب مادة الـ champoo ، لما تفاقمت الانتهاكات في حقه من قبل إدارة السجن وأعوانها وهو ما حمل إدارة السجن إلى المسارعة بنقله إلى قسم الإستعجالي بمستشفى مدينة بنزرت- أنظر بلاغ الجمعية بتاريخ 09 أكتوبر 2009) 6-كريم بن مصطفى العياري قضى بالسجن  3 سنوات و5 أشهر من أصل  7 سنوات سجن محكوم بها (يحتاج إلى إجراء عملية جراحية ، لكن دون جدوى ) 7-ماهر بن سالم بزيويش: قضى بالسجن   4 سنوات و3 أشهر من أصل  4 سنوات سجن و5 أشهر. 8-سليم بن محمد الحبيب 4 سنوات و5 أشهر من أصل 7 سنوات سجن. 9-محمد بن حاج علي بن محمد قضى بالسجن 2 سنوات و8 أشهر من أصل 4 سنوات سجن( تمزق للعصبات في مستوى الركبة) 10- غيث بن أحمد الغزواني قضى بالسجن  4 سنوات و3 أشهر من أصل  4 سنوات سجن و5 أشهر(حالته الصحية متدهورة حيث لاحظت والدته خلال الزيارة الأخيرة  في 15 أكتوبر   2009أنه كان يمشي منحي الظهر ويضع يديه على بطنه.) والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إذ تؤكد أن كل الوعود الرسمية لمنظمات حقوق الإنسان التي قطعتها السلطة لأجل تحسين أوضاع السجون في تونس لم تغيير من التقاليد العريقة في علاقة إدارات السجون التونسية بالسجناء ولم تحمل إدارة سجن برج الرومي على تحسين سجلها ذا السمعة السيئة، فإنها تحمل السلطات التونسية مسؤولية ما يتأدى عن سياسة الإهمال الصحي والعقاب الجماعي في السجون التونسية وما  يتعلق بضحايا قانون ما يسمى بمكافحة الإرهاب من معاملة خاصة، تزيد في تردي حالته الجسدية والمعنوية. عن الجمعيـة لجنة متابعة أوضاع السجون  

راضية النصراوي : نـداء

 


إنني الممضية أسفله الأستاذة راضية النصراوي، المحامية ورئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب أعلم الرأي العام بأن كافة مداخل الحيّ الذي نسكنه أنا وزوجي السيد حمّه الهمامي، الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي ومدير جريدة البديل المحظورة وابنتنا الصغرى سارة (10 سنوات) محاصرة ليلا نهارا من طرف العشرات من أعوان البوليس بالزي المدني وذلك منذ يوم السبت 10 أكتوبر الجاري أي عشية انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية وقد حاول أعوان البوليس اقتحام شقتنا صباح يوم الاثنين 12 أكتوبر الجاري مروّعين ابنتنا الصغرى التي حاولوا خداعها لكي تفتح الباب. إن هذه التطورات تأتي على خلفية تصريحات زوجي السيد حمّه الهمامي لقناتي الجزيرة (25 سبتمبر 2009) وفرنسا 24 (26 سبتمبر 2009) التي عبّر فيها عن رأيه في انتخابات 25 أكتوبر القادمة، وكان من نتائج ذلك أن تعرّضنا أنا وهو يوم عودته من فرنسا (29 سبتمبر 2009) لاعتداء فظيع بمطار تونس قرطاج على يد العشرات من أعوان البوليس بالزيّ المدني، كما قام البوليس في صبيحة نفس اليوم بتمزيق العجلات الأربعة لسيارتي بواسطة سكين وتعطيب الفرامل. وبعد ذلك بأيام (الأحد 4 أكتوبر) وبمناسبة عودتي من الخارج تعرّضت سيارة زميلي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي جاء لاستقبالي بمعية زوجي وابنتي، للتخريب بوضع مادة متفجرة في خزّان البنزين، وهو ما دفعنا إلى رفع شكوى في الموضوع، عن طريق محاميينا (09 أكتوبر 2009) الذين رفضت وكالة الجمهورية تسليمهم وصلا في الشكوى كما يقتضيه القانون. وفي نفس اليوم الذي رفعنا فيه هذه الشكوى وفي الوقت الذي كان فيه زوجي يستعد للسفر إلى فرنسا لحضور ندوة سياسية حول الانتخابات في تونس فوجئنا بعون بوليس بالزي المدني يأتينا محمّلا في مرة أولى باستدعاء موجه إليّ من فرقة مقاومة الإجرام وفي مرة ثانية باستدعاء موجّه من نفس الفرقة إلى زوجي وقد رفضنا الاستجابة لهما لطابعهما غير القانوني (عدم ذكر السبب…). وفي صبيحة يوم السبت منع زوجي من السفر بدعوى أنه موضوع قرار تحجير السفر صادر عن السلطات القضائية وهو ما نفته هذه الأخيرة كما نفت وجود تتبعات قضائية ضدي وضده. وفي يوم الأحد صباحا عاد أعوان البوليس باستدعائين جديدين من نفس الفرقة دون ذكر السبب وقد تكثفت بعد ذلك المراقبة على منزلي. وفي يوم الاثنين حاول عدد كبير من الأعوان اقتحام الشقة في الوقت الذي ظلت فيه السلطات القضائية تؤكد لعميد المحامين ورئيس فرع المحامين بتونس عدم علمها بوجود تتبعات ضدّنا، كما أن المدير العام للأمن الوطني أكد لعميد المحامين شخصيا عدم علمه بالموضوع. وفي يوم الثلاثاء 13 أكتوبر الجاري نشرت إحدى الصحف المعروفة بارتباطاتها بوزارة الداخلية (الحدث) والتي اختصّت في التشهير بناشطات وناشطي الحركة الديمقراطية في تونس وهتك أعراضهم، مقالا تتهجّم فيه علينا وعلى قناة الجزيرة التي أذاعت خبر المنع من السفر وتدّعي فيه أنني وزوجي « مورّطان في قضية اعتداء بالعنف على مواطن » وأننا مطلوبان لدى القضاء وهو ما يؤكد أن البوليس يتصرّف دون حسيب أو رقيب وأن السلطة السياسية ممعنة في أسلوبها القديم المتمثل في افتعال قضايا حق عام ضد معارضيها ومخالفيها في الرأي لإسكاتهم وتشويههم ومغالطة الرأي العام وإيهامه بأنها لا تعاقب التونسيّين والتونسيّات من أجل آرائهم كما أنها تتخذ من افتعال هذه القضايا وسيلة لمنعنا من حقنا في السفر. ولعلم الرأي العام فإن السلطات التي تسارع بافتعال قضية حق عام ضدنا رفضت وتزال ترفض حتى فتح مجرد بحث في الشكاوى العديدة التي رفعناها ورفعها غيرنا في ما تعرّضنا وتعرّضوا له من اعتداءات فظيعة مادية ومعنوية. إنني إذ أدين هذه الممارسات القمعية التي تبيّن إلى جانب وقائع أخرى كثيرة، المناخ السياسي الذي ستجري فيه انتخابات يوم 25 أكتوبر القادم، أهيب بكل القوى الديمقراطية أحزابا وجمعيات ومنظمات وشخصيات في الداخل والخارج أن تقف ضد هذا المنزلق الخطير وتطالب معنا بـ:  رفع الحصار الأمني المضروب على منزلنا.  وقف التتبعات القضائية المفتعلة ضدنا.  فتح بحث جدّي في كل الشكاوى التي رفعناها بسبب الاعتداء علينا. راضية النصراوي تونس في 16 أكتوبر2009
 

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  17 أكتوبر  2009)

التفتيش..كلمة السرّ لدى البوليس من بنزرت إلى عين دراهم

 


السبيل أونلاين – تونس – خاص   أوقفت قوات مشتركة من الحرس و البوليس السياسي ، المناضلين السادة علي بن سالم ، ومحمد الهادي بن سعيد ، وياسين الجلاصي ، على الطريق السيّارة الرابطة بين العاصمة تونس ومدينة بنزرت ، في نقطة الإستخلاص بمنزل جميل ، وذلك إثر عودتهم من لقاء مساندة للأستاذة راضية النصراوي رئيسة « جمعية مناهضة التعذيب » ، و التى تُحاصر منذ أيام في بيتها .   وقد حاول أعوان البوليس إخضاع المجموعة وسيارة علي بن سالم إلى التفتيش ، إلا أنهم رفضوا ذلك وتمسكوا بحقهم في عدم التفتيش بكل قوّة ، وقد إلتحق وفد من مناضلي مدينة بنزرت يضم تسعة (9) أفراد ، بزملائهم بنقطة الإستخلاص المشار إليها ، وأصرّوا على منع تفتيش زملائهم .   وقد وقعت مشادات كلامية بين النشطاء وعناصر البوليس دامت أكثر من ساعة ونصف ، كل ذلك من أجل حجز آلة تصوير . وقد قبل أعوان البوليس أخيرا أن يتركوا نشطاء حقوق الإنسان بمدينة بنزرت ينصرفون من دون تفتيش .   من جانب آخر منعت قوات من البوليس السياسي كل من الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين ، ورئيس تحرير « راديو كلمة » عمر المستيري ، والصحفي بـ »راديو كلمة » المولدي الزوابي ، من دخول مدينة عين دراهم إلا بعد خضوعهم للتفتيش ، وقد إدعى البوليس زورا وبهتانا أن سيارة بن سدرين مسروقة . وذلك بهدف منعهم من التصوير وحجز المعدّات .   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 17 أكتوبر 2009)

عبّروا عن تضامنهم معهم ووقوفهم إلى جانبه

حقوقيون يؤكدون على رغبة السلطات إسكات صوت مراسلنا الناشط الحقوقي زهير مخلوف


السبيل أونلاين – تونس – خاص   جدد حقوقيون التأكيد على أن السلطات الأمنية ترغب في إدانة مراسل السبيل أونلاين في تونس الناشط الحقوقي زهير مخلوف ، وذلك في سياق جهودها الحثيثة لإسكات الأصوات الحرة في البلاد من أجل ضمان أجواء إنتخابية  » سعيدة  » ومن أجل  » إجماع مغشوش » ، وفق تعبيرهم .   وذكّروا بما تعرض له كل من عبد الوهاب معطر ، وحمّة الهمامي ، وعبد الرؤوف العيادي ، وعبد الكريم الهاروني وغيرهم من النشطاء السياسيين والحقوقيين ، من مضايقات .   وقالت »الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين » ، في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء الجمعة 16 أكتوبر 2009 ، أن السلطات تريد أن تكريس أجواء « يَصمت فيها السياسون والحقوقيون والنقابيون والصحافيون والإعلاميون والمدوّنون ،وتُستخدَم لأجل ذلك أجهزة الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية والمالية و الجمركية » .   وأفادت الجمعية أن مخلوف حضر عند الساعة الحادية عشرة من صباح الجمعة 16 أكتوبر 2009 لدى مركز المعمورة للأمن الوطني، من ولاية نابل قصد إتمام محضر أبحاث كانت الضابطة العدلية بمركز المعمورة فتحته يوم الخميس 15 أكتوبر2009 بموجب شكوى توجه بها المدعو مراد لذيب ضده ، مطالباً فيها بجبر ضرر معنوي لَحِقـَه بسبب عرض إفاداته صوتاً وصورتاً في تقرير سمعي بصري أعدّه مخلوف حول المشاكل البيئية بالحي الصناعي بنابل، كما إدّعى فيها قيام مخلوف بتوريطه في تصوير تقرير لم يكن يَعلم لأي جهة يُعدّ .   واضاف بيان الجمعية : »ورغم أن رئيس منطقة الأمن بنابل أقحم نفسه في مجريات البحث لإدانة السيد زهير مخلوف بحجة قيامه بتصوير الحي الصناعي بنابل دون أن يَكون قد حصل على إذن من هيئة قانونية تسمح له بذلك، فقد تمسك السيد مخلوف بأن المدعيّ هو ذاته من ساعد على توفير معطيات التقرير كما قدم إفادته برغبة منه و بصورة حرّة ، وأن السيد مخلوف كان مكلّفاً من قبل جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي لإعداد مثل تلك التقارير بمناسبة الحملة الإنتخابية التي حصلت قائمة نابل للديمقراطي التقدمي على الوصل النهائي يخوّلها المشاركة في الإنتخابات التشريعية المزمع إجراءها في 25 من الشهر الجاري، وقد نشر التقريرمكتوباً على أعمدة جريدة الموقف بالصفحة 4 من عددها 516 بتاريخ 9 أكتوبر 2009 .   واشارت الجمعية إلى أن المناضل الحقوقي زهير مخلوف كان تعرّض إلى عدد من الإعتداءات المباشرة و الملاحقات والتضيقات الأمنية المتواصلة إستهدفت شخصه و أفراد عائلته وحرفاءه ، فقد إستهدف أعوان الأمن السياسي بين سنتي 2007 و2009 سيارته بتهشيم بلورها و تمزيق جميع إطاراتها في أربعة مناسبات ، وكان وُجـّه إليه تهديد بالقتل في 2008 بعد عقد منظمة حرية وإنصاف جلستها العامة ، ولاحقه أعوان الأمن إلى محل سكنى السيد عصام الشابي عضو المكتب السياسي للديمقراطي التقدمي بقصد تعنيفه . كما كان تعرّض للتعنيف أمام مقر إذاعة كلمة بمناسبة المنع والحصار الذي ضرب حول مقر الإذاعة، وكان أن كُسرت يده في إحدى تلك الإعتداءات ، ومَنعه أعوان الأمن السياسي خلال صائفة 2009 من حضور حفل الفنان مرسال خليفة بتونس. وقد رفع السيد زهير مخلوف شكوى أولى ضد من إعتدى عليه من أعوان الأمن ، ثم رفع قضية ثانية ضد وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم .   ويُعتقد أن نشاط زهير مخلوف الحقوقي وتغطياته السمعية البصرية التي أعدّها خلال السنوات المنقضية ( حول السجناء السياسيين و الموت تحت التعذيب و الموت جراء الإهمال الصحي ، والتفاعلات الشعبية التونسية خلال الحرب على غزة ، وحول ضحايا قانون 10 ديسمبر 2003 لما يسمى مكافحة الإرهاب )، : كانت في جملتها الخلفية التي يُراد اليوم محاسبته على أساسها، لكن بعد العثور على « شاهد زور» ، حسب ما جاء في البيان .   وقالت الجمعية أنها « تسجل بهذه المناسبة تضامنها مع السيد زهير مخلوف ووقوفها إلى جانبه في مواجهة محاولة السلطات الأمنية إدانته في قضية رأي » .   هذا ، وقد أخليّ سبيل مخلوف عند الساعة الثانية وربع من بعد ظهر الجمعة .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 أكتوبر 2009)  


انهيار مبنى في حمّام سوسة يسبب عددا من القتلى والأنباء تتضارب حوله

 


 التحرير في الجمعة, 16. أكتوبر 2009 جدّت حادثة مؤسفة يوم الجمعة 16 أكتوبر في منطقة وادي العروق التابعة لحمّام سوسة حيث انهار مبنى متكوّن من عدّة طوابق تسبب في سقوط عدد هامّ من الضحايا بين قتلى ومجروحين.  هذا وقد تضاربت الأنباء حول طبيعة المبنى وعدد القتلى والجرحى، فحسب المصادر شبه الرسمية فإن المبنى هو عبارة عن بناية قيد الإنشاء وإن عدد القتلى لا يتجاوز الخمسة وقرابة 25 مجروحا، في حين تؤكّد مصادر أخرى قريبة من موقع الحادثة أن البناية هي مصنع للنجارة « إنترموبل » وأن البناية التي تعتبر حديثة العهد قد انهارت على العمّال بعد أن وقع أحد طوابقها وأن عدد القتلى بالعشرات حيث يتحدّث شهود عن أكثر من 50 قتيل إلى جانب الجرحى الذين تجاوز عددهم المائة وتمّ توزيعهم بين مستشفيات سوسة والمنستير.  كما علمنا من مصادر مؤكّدة أنّ الجيش تدخّل لتطويق المنطقة بعد أن تأخّر ركب الإنقاذ بما يناهز نصف الساعة.  وهو ما يشير إلى فداحة الخسائر البشرية، وقد تمّت الاستعانة بجرّافات لتجريف الأنقاض في ساعة متأخّرة من الليل ممّا ينفي إمكانيّة بقاء أحياء تحتها.  وفي ظلّ التعتيم الإعلامي المعهود، فإنّنا لم نصل بعد إلى الخبر اليقين، على أن نمدّكم لاحقا بما نتوصّل إليه من معلومات حول هذه الحادثة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 أكتوبر 2009)  

كل التفاصيل عن حادث انهيار مصنع بحمام سوسة


سوسة – الصباح   جدّ بعد ظهر يوم أمس الجمعة بالمنطقة المعروفة بالحمادة قرب حمام سوسة وتحديدا بالمنطقة الصناعية التابعة إداريا لمعتمدية أكودة حادث أليم تمثّل في انهيار مبنى مكوّن من ثلاثة طوابق هي مقر لمصنع للموبيليا وإدارة تابعة له ومستودع للخشب.    وقد أسفر الحادث حسب حصيلة أوّلية عن وفاة 3 أشخاص وجرح 15 آخرين في حين بقي 5 أشخاص في عداد المفقودين إلى حدّ ساعة متأخرة من مساء أمس، وقد تم إنقاذ 3 أشخاص من تحت الأنقاض.   وحسب المعلومات التي استقتها «الصباح» على عين المكان فإنّ أشغال طابق ثالث قد انطلقت منذ عدة أسابيع وقد بلغت الأشغال يوم أمس درجة إقامة السّقف «الدالة» ويبدو حسب المعاينات الأولية أنّ أسس البناية لم تتحمّل ثقل الطابق الثالث الأمر الذي أدّى إلى نهيار  هذا الطابق كليا وانهيار ما تحته من بناء وباعتبار توقيت هذا الحادث فان عددا هاما من العمال لم يكن موجودا في المصنع وهو امر خفف من عدد الضحايا.   وحسب مصادر «الصباح» فان عدد الضحايا بلغ ثلاثة جميعهم تحت الانقاض ووقع انتشال جثثهم من طرف اعوان الحماية المدنية، في حين بلغ عدد المصابين حسب حصيلة اولية خمسة وعشرين مصابا نقلوا الى المستشفى الجامعي سهلول وقد علمنا ان خمسة عشر منهم حالتهم مستقرة وسمح لسبعة آخرين بمغادرة المستشفى في حين ان ثلاثة مصابين تتطلب حالتهم المتابعة والمراقبة.   وقد لاحظت «الصباح» ان وحدات الحماية المدنية قد استنفرت كل اعوانها ومعداتها لعمليات البحث والنبش تحت الانقاض مع الاستنجاد بفرقة مختصة تابعة لمصالح الحماية المدنية بنعسان كما وقع تعزيز هذه الجهود بوحدة خاصة من الجيش الوطني.   وقد تواصلت جهود اعوان الحماية المدنية الى ساعة متأخرة من مساء امس للبحث عن ناجين محتملين بعد ظهور بوادر وجود احياء تحت الانقاض وقد تمت الاستعانة بالكلاب المدربة وأجهزة الاستشعار تحت الانقاض.   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية –  تونس) بتاريخ 17 أكتوبر 2009 )  


أحد الناجين: الانهيار فاجأنا

 


كان خارجا لتوّه من تحت الانقاض على شعر رأسه وملابسه بعض الأتربة والغبار.. فهمنا أنه من الذين كتبت له الأقدار النجاة.. سألناه ما الذي حدث بالضبط فأكد لنا أن الانهيار وقع بصفة مفاجئة.. كان رفقة زملائه بصدد العمل وحدث ما حدث.. كان أشبه بالصاعقة.. لم يترك لهم مثلما يقول الفرصة للهروب ومغادرة الورشتين.. محدثنا اسمه محمد منتصر الهمامي وقد أوضح في حديثه أن ورشة النجارة كانت تضم ساعة الانهيار حوالي 10 عمال فيما تضم ورشة الدهينة قرابة 15 شخصا وهذا دون اعتبار عمال البناء الذين يفوق عددهم العشرة (على حد قوله). عموما تقديم الرقم الحقيقي لعدد الناجين أو الهالكين يبقى سابقا لأوانه في غياب معطيات من مصادر رسمية موثوق بصحتها وما يجعل الأمر صعبا أكثر هو تواصل عمليات الانقاذ الى غاية ليلة أمس اضافة الى أن هنالك حديثا من أكثر من مصدر على أن الأحياء موجودون وتبذل مجهودات جبارة لإنقاذهم. ?برافو? لرجال الأمن نجح أعوان الأمن في فرض طوق أمني ناجع جدا مكّن من تسهيل عمليات الانقاذ كما كان تدخلهم وإحاطتهم بأهالي العمال في غاية اللطف والتفهّم. البلديات بإمكاناتها تجنّد أيضا لإجلاء الحطام والانقاذ أعوان وإطارات اقليم سوسة للكهرباء والغاز حيث تكفلوا بقطع الاسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي كما تمّ بسط كامل المساحة المتواجدة خلف المصنع بواسطة أكثر من 15 جرافة وآلية وفرتها الادارة الجهوية للاسكان ولبلديات كل من سوسة، حمام سوسة، القلعة الكبرى وأكودة وغيرها من البلديات المجاورة. عائلات العديد من العائلات التي لديها أبناء يعملون بالمصنع المذكور تحولت على عين المكان لمعرفة مصير أبنائها وبعض العائلات الأخرى تحولت الى المستشفيات للسؤال عنهم وهناك من رابط أمام الحطام ينتظر. متطوعون عمليات الانقاذ ورفع ركام البناية المنهارة أيضا شارك فيها متطوعون ينتمون الى شركات خاصة سخّرت معداتها وكانت هذه العمليات تدور في نسق سريع وفعال وبشكل منظم. تغطية: ياسين بن سعد وأنيس الكناني (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم  الاربعاء 16 أكتوبر 2009)  


ادانة تسعة شبان بنشاطات «ارهابية» في تونس

 


  تونس – أ ف ب – قال محام لتسعة شبان تونسيين إن محكمة دانتهم بأحكام تتراوح بين السجن ثلاثة أعوام والسجن ستة أعوام لممارسة نشاطات «ارهابية». وأعلن المحامي سمير بن عمر لـ «فرانس برس» أن المحكمة الابتدائية في تونس اتهمت الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و31 سنة، وبينهم خمسة فارون، بالانتماء الى مجموعة سلفية جهادية. واتهم بعضهم بإخفاء معلومات بحوزتهم حول نشاطات غير شرعية فيما دين اخرون بالتجنيد لحساب مجموعات مقاتلة في العراق. وأوضح المحامي أن أحد عناصر المجموعة المدانين غيابياً يُعتبر قتيلاً في العراق.   ويتحدر أعضاء المجموعة الذين اعتقلوا بين 2008 و2009، من ضاحية المرناق قرب العاصمة حيث تمت السيطرة على مجموعة سلفية خلال مواجهات أسفرت عن سقوط 14 قتيلاً. وقال المحامي بن عمر لوكالة «رويترز» إن المدان الذي قُتل في العراق يدعى عبدالسلام العدولي وإن الشبان الثمانية الآخرين «ذنبهم الوحيد أنهم من أقاربه».   (المصدر: جريدة الحياة ( يومية – بريطانيا) بتاريخ 17 أكتوبر 2009 )


تونس تسجن تسعة شبان بتهمة اقامة صلات بمقاتلين في العراق


تونس (رويترز) – قال محام تونسي يوم الجمعة ان محكمة تونسية قضت بسجن تسعة شبان تونسيين لفترات تصل الى ستة اعوام بتهم التخطيط للالتحاق بالمقاومة العراقية ضد القوات الامريكية والدعوة للانتماء لتنظيم ارهابي. وقال المحامي سمير بن عمر المتخصص في قضايا الارهاب لرويترز « قضت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة بسجن الشبان التسعة لفترات تتراوح بين 3 و6 أعوام ». وأضاف ان المحكمة الابتدائية بتونس قضت بسجن أحد افراد هذه المجموعة ستة أعوام على الرغم من أنه توفي بالفعل في العراق. واضاف قائلا لرويترز « هؤلاء الشبان الثمانية ذنبهم الوحيد انهم من أقارب عبد السلام العدولي الذي توفي في العراق ». وشددت تونس الخناق على الشبان الراغبين في الانضمام الى المسلحين في العراق على الرغم من التعاطف الذي يبديه عدد من التونسيين مع المقاتلين المناهضين للقوات الامريكية في العراق. ويقول محامون ان تونس اعتقلت حوالي ألفي شخص منذ 2003 موعد سريان قانون مكافحة الارهاب الذي تطبقه تونس بصرامة بينما تؤكد وزارة العدل التونسية ان عدد هؤلاء لا يتجاوز 400 شخص. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 أكتوبر 2009)


 

سيدي وكيل الجمهورية .. إنّ جمهوريتنا تغرق.


 
 تونس في 16 أكتوبر 2009 جناب السيد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس المحترم الموضوع : شكوى إثر التعرض إلى اعتداء بالعنف العارض : زياد الهاني – صحفي 12 شارع الهادي شاكر – قرطاج بيرصة 2016 تحية وبعد يؤسفني أن أنهي إلى جنابكم خبر تعرضي إلى اعتداء بالعنف في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء الخميس 15 أكتوبر 2009 في منطقة قرطاج بيرصة، من قبل شخص لا أعرفه وبإمكاني التعرف عليه في صورة مواجهتي به. حيث أتذكر تفاصيل وجهه رغم الظلام وقتها. وصورة الواقعة أني تحولت في الوقت المشار إليه إلى منزل صهري السيد عمر الزواري لأخذ بناتي اللّواتي كنّ لديه والعودة بهنّ إلى المنزل. ذلك أن تأخري في موقع عملي ذلك اليوم جعلني ألجأ إليه لطلب تدخله للعودة ببناتي من المدرسة والاحتفاظ بهنّ لديه لحين قدومي لاصطحابهنّ، وهذه الحالة نادرة الوقوع بالنسبة لي. وقبل أن أبلغ منزل أصهاري اعترض سبيلي شخص ضخم وسط البطحاء المجاورة للمنزل والفاتحة على الطريق العام، وطلب مني إطلاعه على التوقيت. وما أن أدخلت يدي فى جيبي لإخراج هاتفي الجوال لمعرفة الوقت، قام بلكمي في وجهي مستغلا عدم استعدادي للدفاع عن نفسي. ولم يتوقف عن اعتدائه إلاّ عندما دخلت البطحاء سيارة كانت خارجة للطريق العام. فلما اقتربت منّا أسرع مبتعدا، مع توعدي وتهديدي. سيدي وكيل الجمهورية أعتقد بأن الاعتداء الحاصل عليّ تقف وراءه جهات متنفذة بسبب نشاطي الحقوقي والنقابي. علما بأني عضو بالمكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وبالهيئة المديرة للاتحاد الافريقي للصحفيين. وقد تعرضت في الفترة الأخيرة لموضوع الفساد في بلادنا، مما دفع جهات غيرمعلنة إلى حجب مدوّتني « صحفي تونسي » أكثر من مرة، آخرها يوم الاعتداء. ولا أخفيكم بأني أصبحت أخشى من امتداد الأيدي الآثمة لبناتي الثلاث، ولا أراها تمتنع عن ذلك وقد تجرّأت على ضربي والتطاول عليْ. سيدي وكيل الجمهورية .. إنّ جمهوريتنا تغرق. زياد الهاني


يتواجد الآن في مركز الشرطة بالمعمورة التابعة لولاية نابل   عاجل..الناشط السياسي سعيد الجازي يستدعى للتحقيق  


السبيل أونلاين – تونس – خاص   في هذه الأثناء يتواجد الناشط السياسي سعيد الجازي في مركز الشرطة بالمعمورة التابعة لولاية نابل ، للتحقيق معه في موضوع تصوير الحي الصناعي بنابل .   وأكد لنا مراسلنا في تونس زهير مخلوف أن الجازي تلقى إستدعاء من رئيس فرقة الإرشاد السياسي شخصيا ، ويؤكد هذا التداخل ، الطابع السياسي للقضية ، ذلك أن القضية في أساسها قضية عدلية ليس لرئيس فرقة الإرشاد السياسي علاقة بها ، ولكن العكس هو ما يحدث الآن .   وكان الناشط السياسي سعيد الجازي مرافقا لمراسلنا في تونس الناشط الحقوقي زهير مخلوف ساعة تصوير الحيّ الصناعي بنابل ، وشاهد عيان في القضية . ويأتى التحقيق معه كتتمة للتحقيق مع مخلوف . يتبع…   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 17 أكتوبر 2009)


إيقاف طالب على خلفية نشاطه النقابي


 التحرير في الجمعة, 16. أكتوبر 2009 أقدم ظهر يوم الجمعة 16 أكتوبر أعوان بالزي المدني على اختطاف الطالب زهير الزويدي عضو المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الآداب بمنوبة ولم يعرف أي شيء عن مصيره حتى مساء الجمعة. و يُرجح أنّ اختطاف زهير الزويدي تم على خلفية تحركات في المبيت الجامعي البساتين بمنوبة من أجل المطالبة بحق السكن حيث رفضت إدارة المبيت تجديد السكن لحوالي 90 طالبة.  و يواصل نشطاء اتحاد الطلبة اعتصاما كانوا قد بدأوه منذ ما يقارب الأسبوعين.  وقد أقدم ديوان الخدمات الجامعية على غلق المطعم الجامعي انتقاما من الطلبة المعتصمين و مسانديهم. و جدير بالذكر أن زهير الزويدي كان قد أوقف و حوكم بأربعة أشهر سجنا بمعية الطالب أنيس بن فرج السنة الفارطة على خلفية نشاط نقابي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 أكتوبر 2009)

منصف المرزوقي: أدعو لخلق جبهة مقاومة مدنية لإنهاء الدكتاتورية في تونس

 


أرسلت في السبت 17 أكتوبر 2009    أجرى الحوار: رضا شنوف يتحدث المعارض التونسي ورئيس المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور منصف المرزوقي في هذا الحوار الذي أجرته معه  »الخبر »، عن الجو العام الذي تجري فيه الانتخابات الرئاسية في تونس؛حيث وصفه  »بمأساة هزلية أو تراجيدية مضحكة يلعب فيها مهرجون أدوارا موضوعة في مسرح فارغ ». كيف تقيّمون الجو العام الذي ستجرى فيها الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع تنظيمها يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري؟ –  الجو في تونس اليوم أثقل من أي يوم مضى، لأننا في نهاية حقبة قد تنذر بما هو أسوأ . القضية ليست هل سينجح بن علي في انتخاباته لكن: هل سيصل إلى نهاية الحقبة المقبلة؟ هل سيغير الدستور مرة أخرى لضمان الترشح في 2014؟ أين وصلت معركة الخلافة بين العصب الحاكمة؟ ومن سيكون المنقذ الجديد؟ هذه هي الإشكاليات الحقيقية. ما يجري الآن مجرّد سحابة دخان للتغطية على الرهان الحقيقي: تواصل نظام العصب الحاكمة في تونس لتواصل السلب والنهب. هل ترون أنه يوجد هناك جو ملائم لإجراء حملة انتخابية عادلة وإجراء انتخابات شفافة؟ –  لو وجد مثل هذا الجوّ لكنت أجوب طول البلاد وعرضها كمرشّح المؤتمر من أجل الجمهورية للانتخابات الرئاسية. ما نحن بصدده مأساة هزلية أو تراجيدية مضحكة يلعب فيها مهرّجون أدوارا موضوعة في مسرح فارغ. أعلنتم مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة في أي عملية سياسية في ظل السلطة الحالية، ألا ترون أن سياسة المقاطعة هاته تزيد من حظوظ الرئيس الحالي في الحصول على العهدة الخامسة والاستفراد بالسلطة؟ – الرئيس المقبل منتخب بتسعين في المائة قبل الإدلاء بأي بطاقة اقتراع، و »ممثلو » الشعب الذين يعيّنهم البوليس السياسي باسم الشعب هم أيضا حظوظهم مائة في المائة للجلوس في المقاعد الوثيرة بعد أن تخلوا عن كل شرف. أما الاستفراد بالسلطة فقائم من اليوم الأول ولن ينتهي إلا بزوال الدكتاتورية. من يعتقد بأن المشاركة في لعبة محسومة سلفا ومغشوشة دهاء سياسي وتحريك الطريق خطوة إلى الأمام، لا يخدع إلا نفسه. هل يوجد مرشح بنظرك قادر على منافسة بن علي؟ –  في هذه الانتخابات لا أحد، وفي انتخابات حرة ونزيهة أي أحد. كيف تقيّمون وضع الحريات في تونس؟ –  لما جاء بن علي أوهم الناس أنه وضع تونس على مسار ديمقراطي فصدقه المغفلون أمثالي. ما يشفع لي أن غفلتي لم تدم طويلا، فمنذ بداية التسعينيات وأنا أصرخ  »الرجل وضعنا على مسار استبدادي ». ورغم بداهة تقلص الحريات البسيطة التي كنا ننعم بها في عهد بورفيبة، فإن المغفلين لحقهم الجبناء، ووضعوا كل الخرق على عيونهم لكي لا يروا التدهور المتسارع والمنظم. لكن من أين لأحد أن ينكر أن المسار الاستبدادي ذهب لأبعد شوط، ووصل اليوم لنقطة النهاية، وقد أصبحنا في مستوى ليبيا وكوريا الشمالية. نحن اليوم من أكثر البلدان العربية تخلفا في ميدان الحريات وحقوق الإنسان التي كنا روادها في الثمانينيات.. فـ »واحرّ قلباه عليك يا تونس ». لكن رغم الانتقادات التي توجهونها لنظام بن علي، إلا أنه استطاع أن يوفر شروطا حياتية واقتصادية أحسن للمواطن التونسي بالمقارنة بدول الجوار؟ –  لنفرض أن هذا القول صحيح.. هل يبرّر هذا الاستبداد؟ هل الخيار أن نأكل ونسكت على الفساد والتعذيب والإذلال. المأساة أن الأمر غير صحيح.. إنه من جملة الأكاذيب الكبرى لدكتاتورية بوليسية تدعي أنها ديمقراطية.. وإلا كيف نفسّر أن ثلث سكان محتشد لمبدوزا في إيطاليا من التونسيين الهاربين من جنة بن علي. نعم هناك تقدم نسبي في تونس لكنه نتيجة طبيعة المجتمع التونسي الذي يتطور بنسبة 7% منذ السبعينيات. هذا التطور نتيجة جهد شعب متواضع ليس له ثروات معدنية أو بترول وعوّل دوما على نفسه. القيمة التي أوصلتنا لهذا التطور هي الإيمان بالعلم والتعليم والعمل. هذا الإيمان هو الذي دمّره بن علي وهو يعطي للشباب التونسي أسوأ الصور عن  »نجاح » الفساد والتواكل وبلا حاجة لشهادة علمية. كيف ترون مستقبل تونس السياسي والديمقراطي وفق المعطيات المطروحة حاليا؟ -إذا تواصل حكم الدكتاتور أو أورثنا لصهره فمآل تونس مزيد من التحلل والتفكك والضعف مع احتمال انفجارات لا يستطيع أحد التنبؤ بزمنها. لذلك أدعو القوى السياسية الشابة لخلق جبهة مقاومة مدنية هدفها إنهاء الدكتاتورية ومنع تجددها وليس إصلاحها والمصالحة معها كما يدعو لذلك المغفلون. إنها مسألة معركة بقاء، إما أن نقضي على الدكتاتورية أو أن هذه الدكتاتورية هي التي ستقضي على تونس. نقلا عن الخبر الجزائرية.     المصدر: موقع السبيل اونلاين  

حوار مع خالد الطراولي:قبل أن نرمّم بيوت الجيران علينا أن نرمّم بيتنا

       


السبيل أونلاين – باريس – تونس    تزمع مجموعة من الصحافيين التونسيين على إصدار كتيب أبيض بمناسبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة وفي هذا الصدد طرحت جملة من الأسئلة على الدكتور خالد الطراولي عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي   نص الاستجواب   بلال بلال :هل تعتقدون أنّ الإنتخابات الرّئاسية التونسية التي ستجرى خلال شهر أكتوبر 2009 ما هي إلا ولاية جديدة دون مفاجآت للرئيس الحالي بن علي يمكن ان تكون دستورية أم هي مجرد تلاعب بالدّستور هل هناك إمكانية قانونية وطنيّا ودوليّا للتنديد بهذه الإنتخابات و محاربتها ؟   خالد الطراولي : بسم الله الرحمان الرحيم عنصر المفاجأة مفقود ولا شك في هذه الانتخابات وفي غيرها وهي حقيقة ولا شك مرة ولكنها تبقى ممارسة حقيقية تعود عليها بكل أسف المواطن التونسي في كل محطة انتخابية وهي تعبيرة محزنة ومزعجة للمشهد السياسي إجمالا فالمفاجئة غالبا ماتكون قرينة التدافع السليم والتعدد غير المغشوش والمواطنة الصحيحة ولا أتصور اليوم هذه الصفات متوفرة اليوم في الإطار التونسي بكل أسف. أما عن إمكانية مواجهة هذا الزيغ الانتخابي فهي كثيرة وقبل أن نبحث عن الحلول عند غيرنا فإننا نستطيع إذا توفرت العزائم الصادقة والإرادات الطيبة التي تحوم حول منظومة من القيم تحملها وحدة المعارضة من أن نقاوم على عديد الأصعدة التي تعري الاستبداد وتوضح مآلاته عبر توزيع للمشوار بين الداخل والخارج فكل نافذة يجب استعمالها في أقصاها وتنويع أساليب المواجهة السلمية ولعل الجانب الإعلامي الضاغط و الاعتصامات ورسائل القصيرة عبر حملة منظمة تدخل كل بيت وتصل إلى كل مواطن توضح له وتبين له أنه ليس وحيدا في الساحة وأن هناك نخبة عاملة في الداخل والخارج لا تدردش على نهر السين ولا تشرب الشاي على الأريكة في البيت وإنما تسعى جاهدة إلى التواصل معه ومعايشة همومه ومطالبه. أنا أؤمن أن الباب الإعلامي هام ولا يجب تهميشه وهو وسيلة الضعيف حتى يقوى والغائب حتى يعود وأظن أننا لم نوفه حقه في هذه الانتخابات وفي غيرها، فلا يمكن أن يسمعك أحد أو ينصت إليك حتى وإن انفجرت حنجرتك إذ كنت مغلقا بابك أو تتمسك بالتواجد في الصحراء أو تصيح دون أن تعرف لماذا تصيح وكيف تصيح ومع من تصيح ومتى تصيح. فالإعلام منهج نظر وفعل وهو ما ينقصنا في مواجهتنا للاستبداد. نعم ينقصنا تبليغ صوتنا إلى الخارج حتى وإن اختلفت الأجندات لكن علينا أن نبين أن نوضح أن أجندات الاستبداد لا تلتقي مع المصالح السليمة والدائمة حتى وأن تهيأ للبعض أن مصالحه الآنية تلتقي مع الاستبداد. وأنا أشكرك على فكرتك في تجاذب الحديث وطرح أسئلتك التي أعتبرها نافذة سليمة لحملة واعية لفضح الاستبداد ولا شك ولكنها أيضا لإثارة المعارضة وتبين سبلها في مقاربتها لهذه الانتخابات ولغيرها.   سؤال : هل ترون أنّ هذه الانتخابات هي مجرّد مسرحيّة و تمهيد لرئاسة مدى الحياة ؟   خالد الطراولي : دعنا نقول أنها مسرحية بليدة الإخراج ثقيلة التمثيل في ديكور حزين بدون حضور الجمهور رغم أن الدخول مجاني. أما عن الرئاسة مدى الحياة فهل توقفت حتى نتساءل عنها اليوم. على الأقل الرئيس السابق كان واضحا نادى بها وفرضها على الجميع جورا وعدوانا أما اليوم فقد تغيرت الأساليب والهدف واحد.   سؤال : هل تعتقدون انّ مقاطعة فعّالة و إبلاغ وجهات النّظر في عدم مشروعيّة هذه الإنتخابات يمكن أن تكون عنصريوحد المعارضة الديمقراطية التّونسيّة و يضفي عليها مصداقيّة و يدعم وجودها على السّاحة السّياسيّة التّونسيّة ؟   خالد الطراولي : لقد قلت سابقا وحبرته في عديد المقالات أن المقاطعة لا تعني شيئا إذا لم تكن فعالة، ولا تختلف عن جدوى المشاركة إذا لم يقع تفعيلها حقيقة. فماذا يعني في مستوى النضال وفي درجة الجدوى إذا أعلنتَ المقاطعة كنخبة معارضة ودخلت بيتك وأغلقت بابك وتركت الحبل على الغارب. الانتخابات فرصة دورية للمعارضة في التوجه مباشرة إلى الجماهير ببرامجها وتصوراتها إذا كان الإطار ديمقراطيا بامتياز، لكن إذا تخلف هذا الإطار فإنها تبقى فرصة لتوظيفها أحسن توظيف ولو عم السواد. المقاطعة النوعية هي فرصة لكي تصنع المعارضة الحدث وتنفلت من إطار المتابع واللاهث وراءه لتصنعه، ويتنزل هذا مثلا في فعل محسوس يتبنى فكرة جامعة لنصل من خلالها إلى إحداث شرخ في مهرجان السلطة، نوظفها لكسب بعض المطالب ولو على صغر حجمها دون مساومة أو مشاركة، فنحن نريد من أي حالة أو محطة توظيفها أحسن توظيف لمقاومة الاستبداد بوعي وفهم يبني الاستراتيجيا قبل التكتيك اللحظي المتوتر غالبا.   لقد كانت دعوتي منذ انتخابات 2005 الرئاسية وعلى مشارف الانتخابات الحالية إلى تبني موقف بين المشاركة المرفوضة عقلا وتجربة، وبين المقاطعة البائسة واعتبرتها المنزلة بين المنزلتين، وطرحت في السابق ترشيح سجين سياسي وفي هذه المرة تقدمت بمقترح ترشيح السجين السياسي الفاضل الدكتور الصادق شورو. وبقيت هذه الدعوة كسابقتها وبكل أسف دون رد ولا تفاعل كبير ومنهجي، وكانت حسب ظني ولا تزال وسيلة لتجميع المعارضة حول فكرة جديدة منغصة للاستبداد ورسالة فريدة ونوعية للداخل والخارج لتسليط الأضواء على هذه الانتخابات من زاوية التعرية والكشف عن المتواري والمزيف وتوظيفها على الأقل لرفع الضيم عن المعتقلين بغير حق وعلى رأسهم الدكتور شورو.   فهي رسالة للداخل مضمونها أننا نقاطع هذه الانتخابات بالشكل والإطار المطروحان ودعوة للجماهير إلى عدم مشاركتها. وهي رسالة للمعارضة نفسها أنها تستطيع أن تجتمع على الأدنى الذي يستبعد الأيديولوجي في حينه والسياسوي وأنها تستطيع أن تصنع الحدث مجتمعة موحدة. وهي رسالة إلى الخارج أننا نفضح الاستبداد ونبين الإطار الحقيقي الذي تقع فيه هذه الانتخابات من أغلال وجور وسجون ومعذبين في الأرض. ولهذا أعتبر أن قوة السلطة في تونس ليس في ذاتها ولا في تاريخها ولا في رجالها ولا في برامجها ولا حتى في جهازها الأمني المتفاقم ولكن في ضعف المعارضة وتشتتها وركض بعضها نحو طموحات سياسية ضيقة و فردية مقيتة وشخصانية مستفحلة وحسابات لا تبني للمستقبل ولكنها تعيش اللحظة بكل ماتعنيه في بعض الأحيان من مساومات وطعون وكر وفر في فنجان. وعليك أن تنظر حالتها وهي تتقدم إلى الانتخابات أو الانتخابات تتقدم إليها…   سؤال : هل تعتقدون أنّ المشاركة في إنتخابات أكتوبر يجب أن تتم في كنف الشّفافية و الوضوح و النّزاهة ؟   خالد الطراولي : لعلي أجيبك بهذه الحزمة من الأسئلة، هل سعى اصحابها إلى تشريكنا حتى نتحاور على شفافيتها، هل أدمجنا داخل إطارها حتى نتناقش في بنودها؟ هل المشهد السياسي التونسي بالشكل السليم والمعافى الذي يولد إطارا سليما ومرضيا لهذه الانتخابات ولغيرها من المحطات؟ هل المواطن التونسي يعيش حقيقة مواطنته كاملة داخل الانتخابات أو خارجها ونحن نستمع ونرى من هنا هناك الاعتدات المتواصلة على حقوقه ومطالبه عبر استهداف بعض المحجبات في لبالسهن والصحافيين في جمعيتهم والمرشحين في حملتهم الانتخابية… كنت أتمنى ولا أزال أن تفهم السلطة أن سلامة ما تطرح ونجاح ما تريد مرتبط أساسا بوجود مشهد عام سليم ومعافى وهو ما نفتقده اليوم في تونس .   سؤا ل : هل تعتقدون أنه لضمان هذه الشفافية و المصداقيّة لا يمكن أن تتمّ إلا بوجود مراقبين دوليين محايدين من المجتمع المدني ؟   خالد الطراولي : أنا في عقد الأربعين ومنذ عقلت لم ألمس في أوطاننا حالة انتخابات سليمة…لن أتحدث عن الرئاسيات مدى الحياة وتنقيحات الدساتير المسترسلة، حتى خفت يوما أن نستيقظ صباحا فنجد أن الدستور قد نُقّح في غفلة من أمرنا ليُسمح لحاكمنا أن يحكمنا من قبره! ولن أتحدث عن مهزلة عجزت كتب العلوم السياسية أن تُنظّر لها، وعجز سياسيو الغرب أن يتفطنوا لها وهي « الجمهوريات الملكية » مصطلح يجعل صدرك ضيقا كأنك تصعّد في السماء، ولا أحسب الخليل بن أحمد أو سيبويه قادران على فك ألغازه…رؤساء جمهوريات يورثون حكمهم إلى أبنائهم وكأن الوطن قطعة من أملاكهم الخاصة وهي فضيحة الفضائح سيكتبها التاريخ بحبر أسود مع ضحكات مريبة تعبيرا عن أكبر مهازل القرون الحديثة حيث يتم الاستخفاف بالشعوب في وضح النهار وعلى مرأى الجميع…لن أتحدث عن كل هذه الصور المقيتة المعبرة عن حالة التخلف السياسي التي تعيشها أوطاننا حيث يظهر الاستبداد كمعضلة الأمة الكبرى حيث لا تقدم ولا تحضر دون رتق هذا الفتق الأعظم الذي انطلق تاريخا في أيام عابسة وتواصل اليوم على وقع أجندات داخلية وخارجية، فردية وأسرية وغيبة محيرة للشعوب والجماهير، وكما يقول مظفر نواب من حيث أرتقها تتفتق…   الحديث اليوم عن مراقبين وملاحظين حسب سؤالك يعتبر حديث ترف وحديثا مسقطا، إذا كانت العقلية والثقافة والمنهجية والفعل والمشهد وحتى النوايا مغشوشة ومزيفة وتحمل عرش الديكور والفلكلور فأي ممارسة بعدها تعتبر لا غية وليست ذات شأن يذكر…   سؤال : هل تعتقدون أنّ تجزئة المعارضة الدّيمقراطيّة لها مسؤولية في هذا الوضع السّائد حاليّا هل هناك رفض للسّياسة في المجتمع التّونسي من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى حالة حنق(غيظ) أ وإلى حرب أهليّة ؟   خالد الطراولي: لقد قلت لك منذ قليل ولعلي استبقت سؤالك، أن كثيرا مما يدور حولنا نملك البعض من مفاتيحه وأن بعض مصائبنا تعود إلينا كمعارضة، الاستبداد ولا شك سبب البلايا والمصائب ولكني أتساءل دائما لنكن براغماتيين ولو للحظة من الزمن، ماهو الممكن فعله؟ ما هو الخيط الذي بأيدينا ويمكن جذبه أو دفعه، وإن كان خيطا من حرير؟ لنقل أن السلطة مهيمنة غالبة، أن المشهد السياسي مغلق مختوم بالشمع الأمر، أن النظام يملك كل خيوط اللعبة، وسوف أذهب أكثر من ذلك لأقول أننا عاجزون اليوم على مغالبة السلطة وأننا في الحالة التي نحن عليها « لا شيء يذكر » أمامها… ولكن هناك قطعة من ذهب بين أيدينا، هنا كثير من الخيوط التي نملكها ونستطيع تفعيلها، هناك أبواب ومنافذ يمكن ولوجها ودفعها بهدوء ولو بكثير من البطئ، كل هذا مرتبط أساسا بهذا المصطلح الذي رفضناه أو جعلناه فضفاضا لا طعم له ولا رائحة وهو وحدة المعارضة!!! فكم التقت في ندوات وأمسيات ومحطات ومؤتمرات، كان آخرها على هامش مؤتمر العودة وأوجعت رؤوسنا بمطالب الوحدة والتوحد والعمل الوحدوي، حتى إذا انطفأت الشموع وعاد كل فريق إلى مأواه لم يبق غير الصدى في صحراء قاحلة تبحث مجددا عن الاخضرار…إني أجزم مجددا أننا كمعارضة سياسية نحمل نصيبا من حالة العدم التي يمر بها المشهد السياسي ولن نستطيع يوما أن تكون لنا المصداقية أمام شعوبنا والجدية والحزم لفعلنا إذا لم نفهم ونستوعب مقولة أكلت يوم أكل الثور الأبيض! لأعود وأقول قوة السلطة في ضعفنا وليست في ذاتها   إن الجماهير هي نقطة ضعفنا الثانية وهو خيط متين لو أحسنا إثارته، كيف لنا أن نعيش هذا الشعب؟ لقد قال حشاد يوما « أحبك ياشعب » ومارس هذا الحب وفعّله حتى النهاية. فهل فعلنا نحن ما نزعمه من حب ووفاء لهذا الشعب، هل أنتجنا برامج وخطط تقترب من همومه، هل حملنا حقيقة مطالبه بكل تجرد وحزم وإرادة ووعي، أم بقينا نلوك صباحا مساء المسألة الحقوقية والسياسية دون الاعتناء بمثل الدرجة والمستوى بالإقتصاد والاجتماع؟؟…إن الشعب التونسي ذكي ووفي ومقاوم، تاريخه البعيد يؤكد على ذلك فالاستعمار مر من هناك وتاريخه المعاصر يؤكد ذلك وانظروا ثوراته من الخبز إلى الحرم الجامعي إلى الحوض المنجمي، من العامل اليومي إلى الأستاذ الجامعي، انصتوا إلى نكاته إلى أحاديثه ولو من وراء الجدران لتفقهوا أنه لم ينم وأنه عارف بكل فصول المأساة ولكنه يترقب… فالأشجار التي تبقى بعد مرور العاصفة هي التي انحنت طواعية دون ذل ولا هوان وهي تعرف وقت الوقوف والشموخ في انتظار مرور الزبد، فالجماهير التونسية لا ينقصها الوعي ولا الفهم ولا الذكاء ولكن تنقصها النخبة الواعية، تنقصها المعارضة الجدية الموحدة التي تعيش همومها وأقدارها. إن هذا الشعب الذي أحبه حشاد يؤكد تاريخه وحاضره على تمسكه بمنظمة من القيم المغروسة في داخله والتي تنتظر من يبعثها من جديد وينفث عنها التراب ويدعمها ويقويها وهو دور المعارضة سواء كانت معارضة سياسية أو فكرية.   ولو سمحت سيدي فأريد أن أختم بمسحة من أمل وتفاءل وهي سمة أسعى على الاحتفاظ بها في كل موطن وزمن، فرغم هذا السواد الذي لا يكاد ينحسر فأنا آمل أن تنتهي المعارضة إلى أن طريقها إلى التمكين يمر عبر وحدتها وتوحدها على برامج دنيا، وفي المعارضة رجال ونساء صادقون وصادقات، مقاومون ومقاومات يدفعون النفس والنفيس من أجل رفاهة تونس وكرامة التونسيين، متفائل أيضا أن هذا الشعب لن يخيبنا إذا ناديناه يوما فنحن منه وهو منا وأجدادنا أجداده وأحفادنا أحفاده وإن تباعد اللقاء وصعبت المصافحة…متفائل أيضا لأني أعتقد أن النوايا الطيبة والعزائم الصادقة لا تخلو منها الضفة المقابلة التي لعل بعضها لا يعجبه ما يرى ويسمع من جور واعتداء… مع هؤلاء جميعا ومن نافذة المصالحة التي لا تقصي ولا تهمش ولا تستخف نمد أيدينا دائما من أجل الصالح العام ومن أجل تونس لكل « التوانسة » وشكرا .   المصدر: موقع السبيل اونلاين

قضايا الديمقراطية والشباب تهيمن على حملة الانتخابات في تونس


منصف السليمي لا يتوقع المراقبون حدوث مفاجأة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تجري في تونس يوم 25 من الشهر الحالي، وتبدو نتائجها محسومة. لكن هذه الانتخابات تثير نقاشا واسعا داخل تونس وخارجها، وخصوصا حول قضايا الديمقراطية والشباب يخوض منافسو الرئيس التونسي زين العابدين بن علي منافسة صعبة في الانتخابات الرئاسية التي تجري يوم 25 من الشهر الحالي وتتزامن مع الانتخابات التشريعية. وينافس الرئيس بن علي ثلاثة مرشحين اثنان منهم يوصفان بأنهما مقربين من الحكم وهما أحمد الاينولي، مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، ومحمد بوشيحة، مرشح حزب الوحدة الشعبية، فيما ينظر للمرشح المنافس الثالث على أنه أبرز معارضي الرئيس بن علي في هذه الانتخابات ويتعلق الأمر بأحمد إبراهيم، مرشح حزب التجديد (الشيوعي سابقا) الذي يدعمه ائتلاف يضم جماعات يسارية ومستقلة ويطلق عليه  » المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم ». وتفيد مؤشرات عديدة أن نتائج الاقتراع شبه محسومة لصالح الرئيس بن علي (73 عاما) الذي يرشحه حزب التجمع الدستوري الحاكم لفترة رئاسية خامسة، وهو ما يثير تباينات بين آراء المشاركين والمقاطعين حول جدوى هذه الانتخابات. ويذكر أنه لم يسمح، بمقتضى القانون الانتخابي، بالترشح للمعارضين احمد نجيب الشابي ومصطفى بن جعفر، زعيمي حزبي « الديمقراطي التقدمي » و »التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ». ودعا كل من حزب العمال الشيوعي التونسي وحركة النهضة الأصولية، غير المعترف بهما، لمقاطعة الانتخابات. انقسام النخبة التونسية حول جدوى المشاركة في الانتخابات ومنذ ما قبل انطلاقة حملة الانتخابات في تونس في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، تثير الانتخابات الرئاسية والتشريعية نقاشا واسعا بين النخب التونسية حول الأرضية السياسية التي تجري فيها الانتخابات، وهي الخامسة من نوعها منذ تولي الرئيس بن علي للحكم عام 1987 إثر إقالة الحبيب بورقيبة، الزعيم التاريخي لتونس وأول رئيس للبلاد منذ استقلالها عام 1956. وقد سعى الرئيس بن علي في بيانه الانتخابي لسحب أهم ورقة يعتمد عليها معارضوه، عبر تعهده بـ « دعم حقوق الإنسان والحريات السياسية والإعلامية في البلاد ». واستنادا إلى البيان الانتخابي المنشور على موقع المرشح بن علي على انترنيت، فإنه سيقوم في المرحلة المقبلة في حال تجديد انتخابه بـ  » إجراءات لترسيخ الديمقراطية وتوسيع الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني » وأضاف أن  » المرحلة المقبلة ستشهد دعما أكبر من الدولة للأحزاب والصحافة ». أما أحزاب المعارضة وإن كانت متفقة في انتقادها لظاهرة الانفراد بالحكم من قبل الحزب الحاكم منذ استقلال البلاد، فإن نظرتها لجدوى الانتخابات الحالية متفاوتة. وقد أوضح احمد إبراهيم، مرشح حزب التجديد، في حوار لدويتشه فيله أن « المشاركة في الانتخابات تمنح أحزاب المعارضة فرصة التواصل مع شرائح واسعة من المواطنين وتوسيع قاعدة القوى المؤيدة للإصلاحات الديمقراطية وجعلها في أولويات الأجندة السياسية للبلاد ». ولا يشاطر مقاطعو الانتخابات هذا الموقف، وضمنهم احمد نجيب الشابي الذي أعلن حزبه مقاطعة الانتخابات الرئاسية والتشريعية كرد فعل على « إقصائه  » من خلال عدم السماح للشابي بالترشح للانتخابات الرئاسية وإسقاط 21 قائمة انتخابية من أصل 26 قدمها في الانتخابات البرلمانية.  
شكوك حول مصداقية العملية الانتخابية وفي رده حول سؤال حول ما إذا كان موقف المقاطعة سيساهم في إضعاف حظوظه، اعتبر احمد إبراهيم أن العامل الحاسم في إضعاف فرص منافسي الرئيس بن علي والحزب الحاكم، يكمن في « عدم تكافؤ الفرص في الحملة الانتخابية » وأشار إلى إجراءات قامت بها السلطات للتضييق على حملته الانتخابية ومنها حجب بيانه الانتخابي كمرشح للرئاسة، كما قامت السلطات بإسقاط 11 قائمة من بين القوائم 26 التي يشارك بها في الانتخابات البرلمانية. لكن السلطات تقول إنها « قامت بإجراءات تضمن شفافية الانتخابات وضمنها إتاحة الفرص عبر وسائل الإعلام وفي الميادين العامة وبشكل متكافئ للمرشحين الأربعة للانتخابات الرئاسية والأحزاب الثمانية التي تخوض المنافسة على مقاعد البرلمان الـ 189″. ويؤمِن القانون الانتخابي للمعارضة نسبة 20 في المائة من مقاعد البرلمان. كما استحدثت هيئة لمراقبة شفافية ونزاهة الانتخابات ويطلق عليها  » المرصد الوطني للانتخابات وسمح لعدد من المراقبين الأجانب بمتابعة سير الانتخابات. واعتبرت المعارضة ذلك « غير كاف » وطالبت بإلغاء الشروط القانونية التي تضيق على حق الترشح في الانتخابات، وتوسيع صلاحيات البرلمان وفتح المجال على نطاق أوسع لحرية الصحافة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. من جهتها قالت التونسية سهير بلحسن رئيسة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان (مقرها باريس) في حوار لإذاعتنا  » أن منظمتها أبلغت من قبل السلطات التونسية بأن وفدا من المنظمة كان يعتزم القيام بزيارة استطلاعية للأجواء التي سبقت تنظيم الانتخابات، غير مرغوب فيه » وأضافت بلحسن  » أن المرصد الوطني للانتخابات لن يتمكن من القيام بوظيفته بشكل مستقل لأن أعضاءه مقربين من الحكم ».  
قضايا الشباب والمرأة تتصدر البرامج الانتخابية من ناحية أخرى تهيمن على حملة الانتخابات في تونس قضايا بطالة الشباب وخصوصا خرجي الجامعات والفئات الاجتماعية التي تضررت بسبب سياسات تحرير الاقتصاد. وتصدر ملف الشباب برنامج بن علي الانتخابي الذي تعهد بمنح الشباب فرصا أكبر للعمل والمشاركة في صنع القرار من خلال إحداث « برلمان للشباب » في شكل هيئة استشارية، وبرفع نسبة تمثيل النساء في مؤسسات اتخاذ القرار من 30 إلى 35 في المائة. وتحظى المرأة في تونس منذ استقلال البلاد بحقوق فريدة من نوعها في العالمين العربي والإسلامي. ويقول مؤيدو بن علي إن البلاد في ظل حكمه تمكنت من تحقيق استقرار أمني ونمو اقتصادي معدله 6 في المائة خلال عقدين من الزمن، باستثناء العام الحالي الذي ينتظر أن يتراجع بنقطتين ونصف بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. لكن معارضي الرئيس بن علي يقولون إن نسبة البطالة مرتفعة نسبيا وتبلغ 14 في المائة، كما يواجه خريجو الجامعات الذين يبلغ عددهم سنويا 80 ألف شاب، صعوبات كبيرة في ولوج سوق العمل، ويشكلون 20 في المائة من مجموع العاطلين في البلاد، فضلا عن اتساع ظاهرة الهجرة غير الشرعية في أوساط الشباب التونسي نحو أوروبا. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان تركيز أحزاب المعارضة على المطالبة بالإصلاحات السياسية على حساب القضايا الاقتصادية والاجتماعية، قال المرشح المعارض احمد إبراهيم أن « برنامجه الانتخابي متكامل ويتضمن تدابير لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية  » مبرزا أن « حزبه يقترح منظورا مغايرا لسياسة الحزب الحاكم في مواجهة تحديات التنمية الاقتصادية ». واعتبر إبراهيم أن « مفتاح حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية يكمن في الإصلاح السياسي لأنه السبيل للقطع مع أسلوب الانفراد بالحكم وبالقرار السياسي وهيمنة الحزب الحاكم على مؤسسات الدولة والمجتمع » كما دعا إبراهيم لـ »إطلاق حملة وطنية لمكافحة الفساد وتوفير مقومات الحكم الرشيد ». ويذكر أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية تنظم في تونس كل خمس سنوات، وكان الرئيس بن علي قد فاز في آخر انتخابات بنسبة تفوق 94 في المائة من أصوات الناخبين. ويهيمن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي على 80 في المائة من مقاعد البرلمان الحالي. (المصدر: موقع دويتشه فيله (ألمانيا) بتاريخ 16 أكتوبر 2009) الرابط: http://www.dw-world.de/dw/article/0,,4797198,00.html
 


     

و إذا الديمقراطية سئلت…

 


 
بقلم عبد اللطيف عبيد إن تدخل الإدارة، أي السلطة المحلية و الجهوية و المركزية، في الانتخابات بكل مراحلها تدخلا تتجاوز به صلاحياتها و تحيد به عن دورها و تنحاز انحيازا سافرا للحزب الحاكم   و مواليه أي للحزب الدولة و الدولة الحزب، لمما يخل بمجتمع المواطنة و يهدم أركان العدالة بين جميع المواطنين و يكرس غياب الديمقراطية التي ينبغي أن تقوم على أساس المساواة بين الجميع و تكافؤ الفرص بين كل التنظيمات و في مقدمتها الأحزاب السياسية   و مرشحيها للانتخابات الرئاسية و كذلك قائماتها المترشحة للانتخابات التشريعية التي لا يفصلنا عنها أكثر من عشرة أيام. و كأن السلطة لم يكفها التحريف الذي أصاب المشهد السياسي في البلاد بفبركة تنظيمات   و اصطناع موالين من جهة و تهميش المعارضة الديمقراطية و التنظيمات المستقلة بل قمعها و تجويعها من جهة أخرى مما عطل المسار الديمقراطي المأمول وأضر بالمصلحة الوطنية، حتى أجهزت على العملية الانتخابية بدءا من تدخل العديد من أعوانها المحليين و مسؤوليها الجهويين و المركزيين في حرية المترشحين بالتخويف و التطميع، و مرورا بإسقاط أغلب القائمات المترشحة لعلل واهية من نوع عدم ذكر لقب الأب كما قال السيد وزير الوظيفة العمومية، و كأن المترشحين لقطاء لا تعرف الإدارة آباءهم أو يحملون ألقابا غير ألقاب الآباء و أن بطاقة التعريف لا تمكن الإدارة من معرفة كل ما يتصل بالمترشح، و وصولا إلى مختلف التضييقات و الإزعاجات و التدخلات و التشطيبات في البيانات الانتخابية و نشرها و في كلمات المترشحين إلى الناخبين عبر الإذاعة و التلفزة الوطنيتين من مثل حذف الدعوة إلى إعادة الاعتبار للدستور و تحديد ولاية الرئيس بدورتين فقط و إطلاق سراح مساجين الرأي و حل أزمة الحوض ألمنجمي و سن العفو التشريعي العام  و وضع حد للمحاصرة المسلطة على الأحزاب و مقاومة المحسوبية و الرشوة و استغلال النفوذ… و كأن مثل هذه المطالب غريبة عن سياسة الأحزاب الديمقراطية أو ليست واردة في أدبياتها و لوائح مؤتمراتها. فبماذا سيتقيد مترشحو المعارضة.. بلوائح مؤتمراتهم و بيانات أحزابهم أم بتعليمات السلطة و أجهزتها؟ إننا كنا مدركين للصعوبات التي قد تعترضنا في هذه الانتخابات، لكننا لم نكن نتوقع أن تبلغ التجاوزات مثل هذه الدرجة. و إن الانتخابات أحد عناصر منظومة الديمقراطية، و كلما تدخلت السلطة في حرية المترشحين و استقلالية أحزاب المعارضة الديمقراطية أقامت الدليل مجددا على أنه لا مجال في بلادنا للرأي المخالف . و نحن على يقين من أنه سيأتي يوم يتبرأ فيه البعض من صنيعهم هذا مثلما تبرأ الذين زيفوا انتخابات 1 نوفمبر1981. و سيكون التاريخ شاهدنا على ما نقول. (جريدة مواطنون عدد 121 بتاريخ 14 أكتوبر 2009)


محامون تونسيون يقاضون قناة تونسية لبثها مسلسلا فيه « تشويه » لحياة صدام حسين

   


دعا محامون تونسيون الى وقف بث المسلسل الانكليزي « بيت صدام » الذي تبثه قناة « نسمة تي في » التونسية الخاصة وراوا فيه « تشويها » لحياة الرئيس الراحل صدام حسين و « مساسا بالعروبة والاسلام ».   ورفع الشاكون دعوى امام القضاء المستعجل بالمحكمة الابتدائية بتونس مطالبين بوقف الحلقة الرابعة والاخيرة من المسلسل المبرمج بثها مساء اليوم السبت وذلك في اطار واجب « حماية المستهلك »، كما جاء في الدعوى.   واعتبر المحامون المسلسل « تشويها للحقائق التاريخية لحياة الرئيس الراحل صدام حسين وعائلته » و »مساسا بالعروبة والاسلام » كما راوا في بعض مشاهده « تجاهرا بما ينافي الحياء واعتداء على الاخلاق الحميدة ».   واوضح المحامي جمال مارس صاحب المبادرة « ان القضية اعتمدت على بعدين اساسيين هما الدستور التونسي الذي يفيد ان تونس دولة عربية ودينها الاسلام وقانون حماية المستهلك الذي يحمي التونسي من جميع المنتوجات التي قد تسيء له لا سيما المنتوج الثقافي ».   ومن المتوقع ان يصدر القضاء التونسي حكمه في القضية اليوم السبت.   وكانت « نسمة تي في » بدأت بث المسلسل المكون من اربع حلقات قبل ثلاثة اسابيع.   غير ان معز سيناوي مدير الاتصال ب »نسمة تي في » اكد لصحيفة الصباح التونسية الصادرة السبت ان « القضية المرفوعة ضد القناة ليست لها اسس قانونية وانما لغاية الشهرة لا غير » مضيفا ان « القناة لا تتبني اي موقف وما عرض في المسلسل لا يعكس سوى وجهة نظر المخرج والكاتب ».   وتابع « هو عمل درامي يبين وجهة نظر مختلفة ضمن حرية الراي والتعبير ولا يمكن مؤاخذته على انه عمل وثائقي او سياسي ».   كما نفى « وجود لقطات اباحية في المسلسل » معتبرا القناة جامعة ولا تخدش القيم الوطنية ولا الحياء.   وسبق ان دافعت « نسمة تي في » عن هذا العمل واوضحت ان « المسلسل يقدم شخصية الرئيس الراحل مستعرضا صورا من حياته في وسطه العائلي ومحيطه السياسي والاجتماعي في اطار سيناريو تلفزي للخيال فيه نصيب كبير ».   وتدور احداث المسلسل حول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اعدم نهاية كانون/ديسمبر 2006 بعد ان دانته محكمة عراقية بارتكاب جرائم ضد الانسانية.   والعمل من انتاج هيئة الاذاعة البريطانية « بي بي سي » والقناة التلفزيونية الامريكية « اتش بي او » بالاشتراك مع شركة سندباد للانتاج الفني للتونسي معز كمون,   ويؤدي الممثل الاسرائيلي يغال ماتؤور دور صدام حسين في هذا العمل الذي اخرجه الانكليزي الكس هولمز بينما تؤدي الممثلةالامريكية الايرانية الاصل شهيرة اغادسلو دورة زوجته ساجدة.   ويشارك خمسة ممثلين تونسيين من بينهم هشام رسم ومحمد علي النهدي في الفيلم الذي صورت لقطات منه في مدن تونسية مطلع حزيران/يوليو 2007 واثار هذا العمل انذاك جدلا واسعا في تونس بسبب مشاركة ممثلين تونسين وعرب فيه امام ممثل اسرائيلي.   (المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 17 أكتوبر 2009 )  


الإصلاح والتنمية في بئر الأحجار

 


في إطار حملتها الإنتخابية تعقد قائمة « الإصلاح و التنمية » إجتماعا إنتخابيا عاما يوم السبت 17 اكتوبر 2009 على الساعة الرابعة بعد الظهر بالمركز الثقافي بئر الأحجار ،نهج الباشا.تونس المدينة، كونوا في الموعد

السيدة ليلى بن علي تشرف على تجمع نسائي كبير مساندة

لترشح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية

   


المنزه 16 اكتوبر 2009 (وات) انتظم اليوم الجمعة بقصر الرياضة بالمنزه تجمع نسائي كبير مساندة لترشح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية اشرفت عليه السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة. وسادت هذا التجمع الذى حضرته جموع غفيرة من النساء من مختلف الشرائح والاعمار والجهات ومن سائر القطاعات وممثلات عن مكونات المجتمع المدني التونسي اجواء حماسية كبرى عبرت من خلالها الحاضرات عن مساندتهن للرئيس زين العابدين بن علي والتفافهن حول خياراته الصائبة وتوجهاته الحكيمة وامتنانهن لما خص به المراة منذ تحول السابع من نوفمبر من رعاية موصولة وما افردها به من اجراءات وقرارات رائدة عززت مكاسبها ودعمت مكانتها في المجتمع وجعلت منها شريكا فاعلا للرجل في كل المجالات وعلى مختلف المستويات. كما عبرت الحاضرات اللائي غصت بهن مدارج قصر الرياضة من خلال هتافاتهن بحياة رئيس الدولة والاعلام وصور سيادة الرئيس ولافتات الاكبار والاعتزاز والعرفان التي رفعنها تمسكهن بالرئيس زين العابدين بن علي حتى يواصل مسيرة الخير والنماء التي يقودها بكل حنكة واقتدار من اجل تقدم تونس ومناعتها ورفعتها بين الامم. والقت السيدة ليلى بن علي في هذا التجمع كلمة اكدت فيها ان المراة التونسية التي بلغت درجة عالية من الرشد والتحرر تستاثر بمنزلة رفيعة في الاسرة والمجتمع وتحظى بمؤشرات باهرة ومشجعة في كل الميادين وهي تقيم الدليل في كل المسؤوليات على كفاءتها واقتدارها وجدارتها بالتقدير والتشجيع ملاحظة انه لذلك اتاح لها البرنامج الرئاسي الجديد مزيدا من الافاق ودعم حضورها في مواقع القرار ليبلغ نسبة 35 بالمائة عوضا عن 30 بالمائة حاليا. وبعد ان ذكرت بان الخماسية الماضية كانت خماسية الشباب بامتياز بما سادها من انشطة وتظاهرات ومبادرات واستشارات شملت كل اوضاعه ومشاغله اضافة الى الحوار الشامل الذى تتواصل على امتداد سنة 2008 واختتم بالامضاء على الميثاق الوطني للشباب اوضحت حرم رئيس الدولة انه أمكن الخروج بالتجربة التونسية في مجال الحوار مع الشباب من المحلية الى العالمية بفضل دعوة سيادة الرئيس الى جعل سنة 2010 سنة عالمية للشباب وما وجدته هذه الدعوة من ترحيب وتأييد لدى المجموعة الدولية. واكدت على ضرورة أن يكون أبناء تونس وبناتها في طليعة المرحلة القادمة وفي مقدمة قوى التطوير والتحديث وهو ما لا يتسنى الا بتشريكهم في كل ما يهم الشأن العام للبلاد. واشارت حرم رئيس الجمهورية الى التحديات المطروحة مبينة انه لا سبيل لمواجهتها الا بحزم الامور وبمواصلة سبيل الجهد والكد بعزم لا ينثني يجمع بين العلم والعمل ويلائم بين الثوابت الوطنية ومقتضيات الحداثة وبين الامكانيات المتاحة وهذه التحديات دون تهميش او اقصاء لاحد. واكدت في هذا السياق ان تونس وطن الجميع لكل فيها حظوظ وفرص وحقوق وعليه واجبات ومسؤوليات والتزامات لذلك فانه لا فضل لتونسي على تونسي و لا لتونسية على تونسية الا بما يوءديه كل واحد من عمل صالح لفائدة شعبه ووطنه. ودعت السيدة ليلى بن علي الى الانخراط في البرنامج الرئاسي للخماسية القادمة «معا لرفع التحديات» انخراطا شاملا وفعالا والى مساندته ودعمه بدءا بالتوجه يوم 25 اكتوبر 2009 الى مكاتب الاقتراع لاختيار الاولى بتامين مسيرة البلاد والاقدر على قيادة الشعب الرئيس زين العابدين بن علي. وقد قوطعت هذه الكلمة عديد المرات بالتصفيق الحار من قبل المشاركات في هذا الاجتماع وهتافاتهن بحياة تونس وحياة رئيس الدولة. وحضرت هذا التجمع بالخصوص عضوة الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي وعضوات الحكومة وعدد كبير من الاطارات النسائية. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – حكومية) بتاريخ 16 أكتوبر 2009)


حاكمة قديرة 

 صــابر التونسي في الجمعة, 16. أكتوبر 2009 الشكر موصول للحملة الإنتخابية التي كشفت لنا عن مواهب قيادية عالية في السيدة حرم الرئيس، فقد أثبتت حضورا متميزا وسحرت القلوب والعقول برشاقتها ورباطة جأشها، وقدرتها الفائقة على الخطابة والإقناع. لقد حشدت الحشود وجمعت الجموع وصرخت فيهم كما صرخت هند بنت عتبة من قبل:  إن تنتخبوا نعانق ** ونفرش النمارق وإن تقاطعوا نفارق ** فراق غير وامق  ألهبت المشاعر ورجحت الكفة لمرشحها المفضل بما جمعت من بنات جنسها! … وما حملت على الجواري في البحر، مقتفية بذلك طريق بني اخوانها من قبل! نعم لمثل هذا صنعت السفن واليخوت! … لترسم البسمة على شفاه المعوقين والمساكين وليس ليستمتع بها عتاة الإستعمار ورؤساء البنوك! … فهي من نعم الله على عباده ونحن أحق بها منهم!  قالوا عنها تهكما: « حاكمة قرطاج »، فقبلت الصفة ونزلت للميدان لتثبت لهم أنها في مستوى التحدي وأنها جديرة باللقب! … ولم لا؟ … أقترح أن يعدل الدستور لتسمى زوجة الرئيس، رئيسة، كنظيراتها من زوجات الملوك؟ اللواتي يطلق عليهن لقب الملكة بمجرد اقترانها بملك! … وهل ملوكهم خير من رئيسنا؟ أم ملكاتهم خير من حاكمتنا؟ … هل من ملكاتهم من يواجه الجمهور ويلقي خطابا كما تفعل حاكمتنا باقتدار؟  وبما أن الرئيسة تلعب دورا علنيا هاما في تصريف شؤون البلاد، لم لا يكون لها منصب رسمي؟ … أليست تجربة جيراننا الطرابلسية جديرة بالإقتداء؟ فبعد أن كان النجل يلعب دورا هاما من خارج المؤسسات، اقترح الزعيم أن يكون لنجله منصبا رسميا! … وقد كان دون تعقيد!  وأقترح لها منصب « مستشارة فوق العادة » لها حق النيابة في الحضور والغياب، كما تنتقل السلطة لها آليا في حالة الشغور، ويجب أن يعدل لذلك الدستور؟ أما ما ورد في بيان السابع من نوفمبر لسنة 87 « فلا مجال في عصرنا لرئاسة مدى الحياة ولا لخلافة آلية لا دخل فيها للشعب » فنقول بأن ذلك زمن قد مضى وأن المصلحة التي اقتضت التراجع عن ذلك الوعد فيما يتعلق بالرئاسة مدى الحياة، هو نفسه ما يسوغ لنا التراجع في مسألة الخلافة الآلية في حالة الشغور! … مع ملاحظة أن تلك الفقرة قد اقتضتها المرحلة لسد الطريق عن الطامعين! ولسنا في هذه الحالة أمام طامعة وإنما بين يدي صاحبة حق نريد أن نحفظ لها حقها! وتعيشوا وتسمعوا وتشوفوا! … والله لا يوريكم ما تكرهوا!! (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 أكتوبر 2009)


قائمة التجمع للتشريعية تزور مقر الترجي بباب سويقة
«الترجي مع بن علي»


تونس ـ الصباح    لما نتأمل في ما تنعم به الرياضة التونسية من خيرات منذ تحول السابع من نوفمبر ندرك جيدا اسرار تلقائية العائلة الرياضية في الالتفاف حول الرئيس بن علي وتأكيد المبايعة يوم 25 أكتوبر.   وباعتباره شيخ الاندية التونسية بادر أمس الترجي الرياضي بحشد أنصاره ولاعبيه في مقره بباب سويقة لاستضافة قائمة التجمع للانتخابات التشريعية في حفل لطيف وحماسي في ذات الحين حيث هتف الانصار بحياة بن علي متمسكين به قائدا لمواصلة المسيرة لكسب المزيد من التحديات.   وكان في طليعة المستقبلين رئيس الهيئة المديرة السيد حمدي المؤدب ونائبه السيد بادين التلمساني اضافة الى صفوة من اللاعبين في مختلف الاختصاصات نذكر منهم بالخصوص كلا من أسامة الدراجي وخليل شمام وخالد القربي وخالد العياري (من كرة القدم) وخالد بلعيد (من الكرة الطائرة) ووائل الحري وسليم الزهاني (من كرة اليد) إضافة إلى جمع كبير من الانصار.   ونيابة عن اللاعبين تلا أسامة الدراجي برقية موجهة الى الرئيس زين العابدين بن علي تضمنت تمسك الترجي بسيادته قائدا والاعتزاز ببرنامجه الانتخابي وتمسك الترجيين به خيارا للمستقبل.   كما عبر أسامة الدراجي عن فخر الترجي وعرفانه لما تحقق لتونس خلال العقدين الماضيين من انجازات هامة مجددا التمسك ببن علي قائدا من اجل مزيد الازدهار والنماء   وأكد رئيس الترجي من جهته أن الترجي سيبقى على العهد وفيا للرئيس بن علي فيما استحضر رئيس القائمة السيد فؤاد المبزع صفحات خالدة من المسيرة النضالية للترجي قبل أن يؤكد السيد الهادي الجيلاني عضو القائمة واحد الرؤساء السابقين للترجي أن فريق باب سويقة سيبقى على الدوام القدوة الحسنة للاجيال فهو مدرسة تربوية ونضالية بالاساس كلها وفاء للرئيس بن علي فهو الضامن الوحيد لمستقبل البلاد.    وطاف بالمناسبة أعضاء القائمة مرفوقين بالكاتب العام للجنة التنسيق محمد شكري بن عبدة والكاتب العام لجامعة باب سويقة عادل الزرقوني بإرجاء متحف الترجي الذي يبرز مسيرة 90 سنة حافلة بالكؤوس والبطولات وطنيا وقاريا وإقليميا ودوليا في شتى الاختصاصات واكد السيد حمدي المؤدب خلال هذه الزيارة ان الترجي سيواصل البذل من اجل التميز ليرد الجميل لصاحب الجميل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي.   الطاهر ساسي   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية –  تونس) بتاريخ 17 أكتوبر 2009 ) 

نتخابات تونس بلا لون لا طعم ولا رائحة

إسماعيل دبارة   على الرغم من مرور أسبوع على بدأ الحملة الدعائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية والتشريعية في تونس، لازال المواطن العاديّ عازفا عن الاهتمام بهذا الحدث الذي تقول الحكومة والأحزاب المشاركة فيه إنه « محطة هامة في تاريخ البلاد ».   صحيح أنّ الانتخابات في معظم دول العالم تعتبر فرصة للمواطنين لمسائلة الفريق الحاكم ومعاقبته بعدم التصويت له والتجديد لمرشحيه في حال تنكّر لوعوده، وهي فرصة أمام الأحزاب التي لم يسعفها لا الحظ ولا الناخبون في دورات سابقة، لتتقدّم من جديد ببرامج تلقى قبولا وسط جمهور الناخبين والمصوّتين وتلبي طموحاتهم في حياة كريمة. لكنّ في تونس الأمر يختلف، فمفهوم الانتخابات المتعارف عليه يفقد معناه وجوهره، فالاختيار معدوم ولا يتوقّع أكثر المتابعين تفاؤلا وقوع أية مفاجأة يمكن أن تجعل من يوم 25 أكتوبر يوما تاريخيا بالفعل في حياة التونسيين بل سينحصر « التنافس » بين مجموعة من أحزاب الموالاة لتتبارى فيما بينها حول « الحزب المحظوظ » الذي سينال العدد الأكبر من النواب بعد الحزب الحاكم الذي يحتكره بمفرده – و بموجب القانون- 75 بالمائة من مقاعد البرلمان.   لا لون ولا طعم ولا راحة للانتخابات التي تحاول وسائل الدعاية مقبوضة الأجر تسويقها كحدث مهم في حياة التونسيين، وقد يحتاج المواطن إلى تركيز ومتابعة يومية ومجهرية ليدرك أنّ الحملة الدعائية انطلقت بالفعل. فمنذ العام 2006 بدأت عمليا الدعاية و البروبوغندا الممجوجة على شكل رسائل مناشدة لإعادة ترشيح الرئيس بن علي لدورة رئاسية خامسة، و بالطبع استجاب الرئيس بن علي لتلك المناشدات وأصبحنا منذ يوم إعلان ترشحه خلال مؤتمر « التحدي » لحزب التجمع الحاكم نعتبره رئيسا لتونس لولاية خامسة. صحيح أن شوارع تونس مزدانة هذه الأيام بصور المرشحين والأعلام والشعارات والوعود الانتخابية البراقة، وهي التي لم تخلُ يوما من صور وأعلام وشعارات الحزب الحاكم الذي يحتكر الفضاء العام ووسائل الإعلام ويرتكز على مؤسسات الدولة للاستقواء على منافسيه وإقصائهم، إلا أنّ تلك الحملة التي صرفت عليها أموال تكفي لحلّ مشكل البطالة في تونس ليست لإقناع المواطنين بجدوى البرامج وحقيقة حصول التنافس النزيه، و إنما هي مظهر آخر من مظاهر الديكور التونسيّ الذي يعجز المُتابعون في الخارج عن الإقرار بوجوده وقد يتهموننا بالمبالغة إن تحدثنا عنه.     المنافسون في وضع لا يُحسدون عليه، ومنافسو الحزب الحاكم حاليا ليسوا هؤلاء المشاركين في الانتخابات لو استثنينا « حركة التجديد » اليسارية التي لا زالت تكابد لتحمّل الإقصاء و التضييق الذي يطالها يوميّا، إذ لا يمكن اعتبار السيد محمد بوشيحة مثلا منافسا جدّيا لمرشح الحزب الحاكم وهو الذي كذب في تصريح إعلاميّ ما تردّد من أنّ ترشحه يأتي لمنافسة الرئيس بن علي،وطمأن الجميع بان ترشحه للرئاسة كان بهدف » تعزيز التعددية ».. فقط.   و لا يمكن اعتبار الأحزاب التي تتماهى في خياراتها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية مع حزب « التجمع » الحاكم أحزابا منافسة بالمرة، بل التقدم الوحيد الذي تحقّق إلى حدّ الآن هو استحياء تلك الأحزاب من إطلاق صفة المعارضة على نفسها بعد أن تشبّعت بقيم الولاء و الخضوع حتى النخاع.     أمام سطوة الحزب الحاكم و استقوائه بأجهزة الدولة قاطع المنافسون الحقيقيّون أو انسحبوا من الانتخابات الحالية بعد أن فقدت عدة تيارات سياسية الأمل في الترخيص القانوني لها قبيل هذه الانتخابات، و بعد أن أسقطت أكثر من سبعين بالمائة من القائمات التي تقدمت بها الأحزاب المستقلة المعترف بها والتي كانت ترغب في المشاركة النضالية في بادئ الأمر أملا في تحقيق مكسب سياسي على اعتبار أن المكسب الانتخابيّ مفقود بشكل كامل.   إذن تجرى الانتخابات في تونس في مناخ سياسي يتسم بالانغلاق وضيق الصدر بالرأي المخالف مهما كان معتدلا، وفي مناخ تشريعي وقانوني اقل ما يقال عنه إنه مُتخلّف، فالقوانين التي تنظم العملية الانتخابية تعود لعصور سحيقة و لا تتماشى مع تطور وعي التونسيين وتوقهم إلى حياة سياسية عصرية وغير مغشوشة. تُجرى الانتخابات في حالة من الرعب والخوف، حيث تتواصل محنة المساجين السياسيين وتشبث الحكومة برفض سنّ العفو التشريعي العام، و تُجرى الانتخابات وسط استمرار و إصرار عجيبين، على عدم طي صفحة المحاكمات السياسية،ناهيك عن الاعتقالات التي تستهدف الشباب الطلابي والنقابيّ والسلفي وتعرض العشرات منهم إلى محاكمات غير عادلة.   كما سيُجرى الاقتراع والآلاف من أبناء تونس لا يزالون محرومين من حقهم في العودة إلى ارض الوطن بعد أن شُردوا لأسباب سياسية، وحتى إن قرروا العودة فالقضاء و المحاكمات في انتظارهم.     نبهنا من منبر آخر إلى أن انتخابات 2009 ستعود بتونس إلى سنة 1964 العجفاء، حين قرّر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة القضاء على كل نفس مخالف وقرر المزج بين أجهزة الدولة وأجهزة حزبه و قام بتدجين وإلحاق منظمات المجتمع المدني بالحزب الحاكم.     فساد يومئذ الحزب الواحد والرأي الواحد واللون الواحد والخيار الواحد والزّعيم الأوحد وتمّ تشييع التعددية إلى مثواها الأخير. ذات المشهد يتكرّر بكافة تفاصيله اليوم، حزب حاكم مُتغوّل يترعرع من الإدغام الحاصل مع الدولة، سطو على المنظمات المستقلة، إقصاء للمنافسة الجدية، ضيق صدر بالرأي المخالف، توظيف لجهازي الأمن و لقضاء لمطاردة المُخالفين، إعلام سوفياتيّ لا همّ له غير التسبيح بحمد المنجزات والمعجزات وتخوين المخالفين و تشويه صورتهم ونعتهم بأبشع النعوت، بطالة متفاقمة ورقابة حديدية على الانترنت جعلت أحد الأصدقاء الشبان يهتف مُتهكما « سأمنح صوتي للمرشح الذي سيرفع الحجب عن موقعي « اليوتيوب » و « الدايلي موشن » على أن يلتزم بعدم حجبهما مرة أخرى ».     وعلى الرغم من تلقائية الصديق وتهكمه، إلا أن عباراته قد ترتدّ إلى المسؤولين ممن يتبجّحون بضمان حق الشباب دون الثامنة عشر سنة في التصويت، فضمان حق الإبحار على الشبكة ومشاهدة مقاطع الفيديو التي يتقاسمها شباب العالم عبر موقع « اليوتيوب » الشهير قد يكون أكثر فائدة من حق التصويت في انتخابات تجرى في مناخ مكفهّر ومشهد سرياليّ مزوّر كالذي نعيشه في انتخابات اليوم.     بالنتيجة، سيتحمّل الفريق الحاكم و النخب المحيطة به و التي ارتضت المحافظة على المشهد المزوّر الحالي، مسؤولية فقدان الشباب التونسي الأمل في حياة سياسية ديمقراطية وحداثيّة تقوم على احترام الحقوق المدنية والسياسية والحق في اختيار من يحكمهم بلا إقصاء أو وصاية،واختيار من ينوبهم ويُمثلهم و يتحدّث باسمهم في الداخل و الخارج. كما سيتحمّل الفريق الحاكم ومن والاهُ المسؤولية الكبرى عن يأس الشباب التونسي و لجوئه إلى الحلول الحمقاء والمتهورة كالهجرة غير الشرعية وقوارب الموت والارتماء في أحضان الممنوعات من مخدرات ورذائل بالجملة أو تبني الأفكار المتطرفة و اللجوء إلى العنف سبيلا للتغير.     ولأنها انتخابات بلا لون ولا طعم ولا رائحة، فسنضلّ نتابع بحسرة التجارب السياسية الديمقراطية عبر العالم ونزداد اقتناعا مع كل عملية ديمقراطية حقيقية أنّ الإصلاح والديمقراطية والتنمية والتقدّم وحقوق الإنسان و الحداثة شعارات يرفعها الكبار لكنها لن تتحقّق على أرض الواقع إلا بأيادي شابة تؤمن بها وتسعى لتحويلها من طور الشعارات إلى طور المُنجز.   إسماعيل دبارة   (المصدر: موقع ايلاف ( بريطانيا)  بتاريخ 17 أكتوبر 2009 )  


الرديف جرح نازف وقلب صامد…

 


« يبدو أن مدينة الرديف ومتساكنيها قد أغضبوا الله فهم ناكرو نعمة »، هذا ما صرح به أحد الأئمة المتشبعين بالإسلام التونسي في أحد مواعظه الدينية التي تبث عل الراديو. ربما يستغرب العديد ما قيل ولكنها « الحقيقة المرة » فأهالي الرديف ناكرو نعمة بحق، وإلا لماذا أبلاهم الله دون غيرهم بكارثة هي الأكبر في تاريخ تونس الحديث. أكثر من 30 ضحية من مختلف الأعمار إبتداء بالفتى عدي بن عمار بن عثمان البالغ من العمر 13 سنة، إلى عمي الطيب الزنيدي الشيخ الذي تجاوز الثمانين، مرورا بالمهندس الفلاحي – مع تأجيل التنفيذ- رضا طبابي البالغ 31 سنة. عشرات المنازل هدمت بعد أن قضى أصحابها سنوات في تشييدها وتزويقها وتهيئتها لتكون لهم ملاذا دافئا لهم ولأبنائهم بعد سنوات الشقاء والتعب والمعاناة أو ربما كي تكون قرابين معدة لطلب المغفرة. عشرات الدكاكين كانت في الوقت الماضي القريب مصدر رزق لآلاف العائلات هاجمتها سيول المياه بكل غضب وكل « حقد » لتسوق أطنان الكسكسي والطماطم والسكر والخضار وغيرها من المواد الإستهلاكية لمشارف عمادة السقدود، ربما إنتقاما من تجار إعتادوا على أكل الربا والإمتناع عن دفع « الزكاة »، هذا ما يقوله البعض ! سيول جارفة لم تشبعها مئات الحيوانات التي لا ذنب ولا قوة لها سوى أنها لم تكن في المكان المناسب. قطيع من الماعز والأغنام والدجاج كلها عانقت الموت بعد أن رفضت نحرها في الموالد والزوايا ! هذا ما تردده الألسنة الخبيثة. هذه حصيلة « غضب الله » والقادم أخطر إعتبارا لإمكانات إنتشار الأوبئة والأمراض ليكتمل المشهد الكارثي في مدينة إنتفضت يوما في الماضي القريب ناكرة « نعمة الله » وخادمها في الأرض، فالحياة سعيدة والإبتسامة تعلو وجوه الجميع، والشغل متوفر لطالبيه ما عدى أصحاب النفوس الضعيفة الباحثين عن « مسمار في حيط »، وحرية التعبير والإجتماع والتظاهر مكفولة للجميع، والدولة مهتمة بكل شاردة وواردة مستجيبة لكل تطلعات المواطنين في الحياة الكريمة. لقد ذكر « إمامنا الجليل » أن المدينة الصامدة على الدوام لابد لها أن تأخذ درسا في التخريب، كيف لا وأبنائها إختصوا في « سب الجلالة » حتى أن أحاديثهم لا تخلو من الإستهزاء بمظاهر التدين والتشكيك في نظام هو المؤهل الوحيد لخدمة الله ومعتقد الشعب الإسلام. هكذا يتم إستغلال سذاجة الكثير من أبناء شعبنا لتسويق أوهام حول « العقاب من الله » و »القضاء والقدر » كي تتفصى النوفمبرية بصفة كاملة من تداعيات الكارثة التي كان أن يمكن أن تكون أقل وطئة على الأهالي لو تم التنبيه مسبقا بإمكانية هطول الأمطار الهائل أو الأخذ بعين الإعتبار ما تقدم به قادة إنتفاضة الحوض المنجمي من ضرورة التنبه لوضعية « الواد » الذي يشق المدينة عبر وضع مخطط واضح وطويل الأمد يقي الأهالي شر الفياضانات الكارثية. من جهة أخرى فإن الطغمة النوفمبرية لا تجد حرجا في توظيف كافة إمكانياتها الدعائية بما فيها التوظيف المسخ للإسلام كي تشرّع الجريمة البشعة التي إرتكبتها في حق نساء ورجال الرديف لما هبوا مطالبين بحقهم في تشغيل أبنائهم، وبنصيبهم في الثروة الوطنية، وبحقهم في العيش الكريم. لقد وظف الدين مرة أخرى من طرف النظام كي لا نحاسب قتلة « هشام بن جدو » و »عبد الخالق عميدي » و »الحفناوي المغزاوي ». وكي لا يسترجع كل من جرح بالرصاص الحي حقه في العلاج والتعويض، وكي لا يتم إطلاق سراح قيادات الحركة القابعين في المعتقلات النوفمبرية منذ أكثر من سنة. وكي لا تتم محاكمة كل من تورط في التعذيب أمرا وتنفيذا وكل من انتهك حرمات المنازل والمتاجر ونهبها. وكي لا تتم مقاضاة الفاسدين والمرتشين من أهل الجهة وعلى رأسهم المدعو « عمارة العباسي ». هكذا يدعونا « إمامنا التقي » في آخر الموعظة أن نتعلم الدرس، ولا نجادل في ما أعطانا الله، ولا نكفر بنعمة هي في الأخير مجرد هبة من « حامي حماة الدين »!!! صـامد  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  17 أكتوبر  2009)

الأفكار السّلفية تلقى رواجا بين الشّباب التونسي

إذاعة هولندا العالميّة – من تونس إسماعيل دبارة ربّما من الصّعب على النخب في تونس أن تتقبّل بسهولة أن الفكر السلفي قد يجد له مكانا بين الشباب في القرن الواحد والعشرين خصوصا وأنّ البيئة التونسية عادة ما توصف بالاعتدال و التسامح،   لكنّ عدّة مؤشرات تشير بالفعل إلى أنّ الأفكار السلفية والمتطرّفة تجد قبولا لدى فئات من الشباب التونسي المتعلّم والآخذ بناصية التكنولوجيات الحديثة التي ساهمت في التعريف بهذا « الفكر الوافد ». وتثير ظاهرة السلفية في تونس جدلا بين الحكومة ومنتقديها حول سبل معالجتها وهل أنّ المقاربة الأمنية المُتّبعة حاليا كافية لحماية الشباب من خطر الانغلاق والتطرّف.   تيّار وافد  يرى عدد من المتابعين والمختصين في الجماعات الإسلامية في تونس أنّ « السلفية بما هي تعبير عن الجماعات التي تجعل من السلف مبدأ أو أرضية لها وتتقيد بتوجهاتها ومرجعياتها وشخوصها ،ويرتبط بعضها بالعمل المسلح ضد من تعتبرهم أعداء الإسلام والأمة ، هي إيديولوجية وافدة عن المحيط التونسي ». ويرى الإعلاميّ و الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية صلاح الدين الجورشي في تحليل له عن ظاهرة السلفية في تونس نشرته صحيفة الكترونية محليّة أنّه « لا جذور تاريخية ودينية للتيار السلفي في المجتمع التونسي وإن كانت هذه الخلفية الإيديولوجية والدينية قد تتقاطع مع بعض أصول الحركات الإسلامية ». ويميّز المختصون بين عدة تيارات ضمن الفكر السلفي بعضها يتبنى « الدعوة السلميّة  » ،وبالتالي يتقيّد بالمراجع التي تؤكد على عدم الخروج على الحكام وإنما وجب نصيحتهم في حين يرى تيار آخر يوصف بـ »السلفي الجهاديّ » أنّ هؤلاء الحكام  » قد خرجوا على الدين بإصرارهم على عدم تحكيمه في شؤون الناس والأمة وهو ما يقتضي شقّ عصا الطاعة عنهم و إسقاطهم بقوة السلاح ».   « الإحباط » يؤدّي إلى اعتناق السلفية  يرى الباحث في علم الاجتماع جابر القفصي الذي قدّم عدة ندوات فكريّة عن السلفية وأشكال التديّن عند الشباب في حوار مع القسم العربي لإذاعة هولندا العالميّة أنّه ومن الناحية السوسيولوجيّة يمكن اعتبار فئة الشباب ، فئة تنزع نحو التمرّد و الرفض. و يضيف: »انتشار الفكر السلفي بين الشباب التونسي في الفترة الأخيرة جاء نتيجة احباطات على المستوى العربي والإسلامي خصوصا في قضية فلسطين ونجده قد انتشر بعد سقوط نظام القطبين وهيمنة القطب الواحد ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكيّة ». ويرى القفصي أن بعض الشباب التونسيّ »يعتقد أنّ الحركات السلفية تقاوم الاستعمار والظلم ،خصوصا وأنّ التفكر السلفي هو تفكير تبسيطي ينتج وعيا سطحيّا يشير إلى اليأس وغياب ثقافة الحوار الديمقراطي ونقد الرأي الآخر ».   أعداد السّلفيين الشبّان…في ازدياد  في العام 2004 قرّر الشاب مصباح 25 سنة وهو أصيل أحدى مناطق الجنوب التونسي الالتحاق بالمُسلحين في العراق عبر سوريا. لكن السلطات التونسية اكتشفت محاولته مع ثلة من أصدقائه باكرا واعتقلتهم وسجنتهم بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي،يقول مصباح للقسم العربي: »تأثرت بالأفكار السلفية التي سجنت بسببها لأربع سنوات انطلاقا من برامج القنوات الدينية الخليجية ومواقع الانترنت الجهاديّة، المظلمة التي سلطت على العراق اثر الاحتلال الأمريكي دفعتني إلى تبني هذا الفكر الذي وجدته يتماشى ورغبتي في قتال العدوّ ». وعلى الرغم من أنّ الحكومة التونسيّة تقاوم بحزم الإرهاب والتطرّف ، إلا أنّ نشرات الأخبار غالبا ما تورد أسماء لشباب تونسيين تورّطوا في أعمال عنف خارج الحدود كاعتقال ومقتل تونسيين في مخيّم « نهر البارد » اللبناني وآخرين قتلوا في العراق وأفغانستان والشيشان وعدد من المناطق الساخنة عبر العالم. و يمكن للمتابع أن يلاحظ نشاطات السلفيين في تونس عبر الشبكات الاجتماعية المعروفة كشبة « فايسبوك » حيث يقومون باستقطاب الشباب إلى هذا الفكر وتقاسم مقاطع فيديو لفتاوى تصدر عن شيوخ سلفيين خليجيين ومن ثمة مناقشتها مع الشباب اليافع ودعوته لتبني بعض المقولات المتطرّفة.أما خارج المجال الافتراضيّ فإن التضييق على نشاطهم من قبل أعوان الأمن لا يتيح لهم التحرّك بشكل كاف.   تيار غير منظّم لا يبدو أن السلفيين في تونس يُنظمون صفوفهم ضمن « تيار سلفي » معروف له زعاماته وناطقون باسمه كذا الشأن في عدد من دول الخليج العربيّ ، لكن الثابت أنّ آليات التفكير والنقاش والعلاقات الشخصية تُجمّعهم، و إن كان لهم زعيم يسمونه « شيخ السلفيين » هو الخطيب الإدريسي الذي سجنته السلطات التونسية لمدة عاميين بسبب فتاويه لـ »بالقيام بعمليات جهادية وعدم الإرشاد عن وقوع جريمة »،وذلك اثر اشتباكات دموية في أواخر العام 2006 بين مجموعة إرهابية و القوات النظامية في ضاحية تونس الشمالية. الجيل الجديد من الشباب السلفي لم يسمع عن الشيخ الإدريسي أصلا ، بل يتعلّق بمشائخ من مصر والخليج بعضهم توفيّ منذ سنوات وبعضم لازال حيا ويطلق الفتاوى عبر الفضائيات.   المقاربة الأمنية غير كافية  « ستزداد أعداد الشباب حملة الفكر المُتطرف ما دامت الحكومات العربية لا تملك تصورا فلسفيا وفكريا عميقا لمعالجة ظاهرة السلفية » هذا ما يخلص إليه الباحث في علم الاجتماع جابر الفصي في حديثه للقسم العربي و يتابع: »المقاربة الأمنية في تونس نجدها تتقاسم نفس المرجعية التي يروّج لها السلفيون خصوصا و أنها تضيّق على الفكر المستنير والمعتدل كما يحصل أحيانا من منع لملتقيات فكرية ينظمها منتدى « الجاحظ ».(منتدى ثقافي إسلامي معتدل) الحكومة من جهتها دقت ناقوس الخطر مع تزايد الضّغوط التي يطلقها نشطاء حقوقيون ومثقفون بعدم جدوى الحل الأمني الذي أدى إلى محاكمة وسجن قرابة الألفي شاب بحسب إحصائيات منظمة العفو الدوليّة. وشهد كل من العام 2008 و 2009 تحركات ملحوظة لوزارة الشؤون الدينية (الأوقاف) بإصدار كتب ومطبوعات تدعو إلى « التصدي للفكر السلفي الدخيل ونشر تعليم الإسلام السمحة والمعتدلة ». إلا أنّ جابر القفصي يصف تلك الإجراءات بـ »الحلول السطحية والترقيعيّة » ، إذ لا بديل بحسب رأيه عن « الحوار مع الشباب السلفي لأنهم تونسيون في النهاية، فالحكومة لم تنقد بعد الفكر الديني من الداخل وهو ما يؤدي إلى تشجيع هذه الظاهرة ، بل نلاحظ أن من يخرج من السجن يصرّ على مواصلة تبني الفكر المتطرف ». ويضيف الباحث الاجتماعي: » وسائل الإعلام أيضا لا تقوم بواجباتها في هذا السياق لم نشاهد ولو برنامجا وحيدا عن هذه الظاهرة عبر التلفزيون الحكومي أو الخاص هنالك وصاية من الكهول على الشباب ،ونبذ للحوار معهم في حين أن الحلّ يكون بإعداد دراسة عن هذه الظاهرة للبحث عن أسباب تبني الشباب للتطرّف تمهيدا لإعادة إدماجهم في المجتمع وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة تجنبا للكوارث « على حدّ تعبيره.
 
(المصدر:موقع إذاعة هولندا العالميّة بتاريخ 17 أكتوبر 2009).  


نصفهم دون 25 سنة    800 ألف تونسي على شبكة «فايسبوك»

تونس ـ الصباح:     يقول أحد المواقع الإلكترونية التونسية، اعتمادًا على مصادر مؤكدة أن  حوالي29% من التونسيين منخرطون في شبكة «فايسبوك» للعلاقات الاجتماعية.   هذا يعني أن أكثر من 800 ألف تونسي يملكون حسابات على الشبكة.   
وينقسم هذا الكم إلى 61% من الرجال و39% من النساء، مما يجعل بلدنا يحتل مركز الصدارة من بين عديد بلدان المتوسط، ذلك أن المغرب (وتعداد سكانه أكثر من 30 مليون نسمة) لا تتعدى نسبة مواطنيه المنخرطين بالشبكة 15%، والحال نفسه بالنسبة إلى مصر حيث 18% فقط (أي مليونين) من المواطنين مولعون بالشبكة الاجتماعية.   وإن كانت أغلبية مستخدميه في تونس هم من الرجال، فإن الشرائح العمرية لها تأثير كذلك.. حيث أن أكثر من 40% من المستخدمين هم من شريحة 18/24 سنة فيما تمثل شريحة 25/34 سنة ما يقارب 30%. أما الناشئة (14/17 سنة)، فيمثلون ما يقارب 17%. وهذه الأرقام هي التي تضع بلدنا على رأس قائمة البلدان المغاربية في التعامل مع شبكة الاتصالات الاجتماعية «فايسبوك». وحتى وإن نظرنا إليها من جوانب أخرى، فإن التعامل في تونس يفوق تعامل بلدان أوروبية على غرار إسبانيا (8،24%) والبرتغال (16)، ناهيك عن مصر والسعودية، ويقترب بلدنا من التعاطي الفرنسي الذي يمثل ما يزيد عن 30% بقليل.   إن هوس «الفايسبوك» لم يمسّ فقط بلادنا..ذلك أن العراق، ورغم حالة عدم الاستقرار الاجتماعي، يعيش صنف منه هذا الهوس بنسبة 31% ويسبقه في ذلك لبنان (40%) والأردن (42%) والإمارات العربية المتحدة (43%).   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية –  تونس) بتاريخ 17 أكتوبر 2009)   

التونسيون المشتركون على « الفيس بوك » يحققون أرقاماً قياسية

 


يعيش العالم المعاصر على وقع ثورة تكنولوجية كبيرة، تبعتها أيضا ثورة رقمية لا تقل عنها شأنا، وبذلك أصبحت وسائل تكنولوجيا الاتصال والإعلام ضروري في حياة الأفراد وبصفة يومية وهي تحقق بمرور الأيام زحفا هائلا، فنجدها حاضرة تقريبا في كل الاستعمالات وفي مختلف المجالات: العمل والتعليم والترفيه.   وساهمت مختلف هذه التطورات في خلق جيل جديد يقبل بقوة على استعمال الانترنت، كما هو الشأن في تونس ، إذ بلغ العدد الاجمالي للمشتركين على الشبكة الاجتماعية « فيس بوك » ، في تونس 808.500 مشتركا أي بنسبة 28.88 بالمائة ، وذلك حسبما جاء بجريدة  » أخبار تونس  » .   أما نسبة المشتركين حسب الجنس بين إناث و ذكور، فبلغت 60.07 بالمائة بالنسبة للذكور أي ما يعادل 502.920 مشتركا، أما الإناث، فوصلت نسبتهم إلى 39.3 بالمائة أي ما يقارب 325.060 مشتركة وذلك حسب آخر إحصائية صادرة بتاريخ 14أكتوبر(2009)، عن موقع  » تشاك فايس بوك بوان كوم « (checkfacebook.com).   وتعتبر تونس بنسبة 28.64 بالمائة من البلدان التي حققت رقما قياسيا في استعمال شبكة  » الفايس بوك  » وذلك مقارنة بالبلدان التالية: إسبانيا ( 24.52 بالمائة) و البرتغال ( 16.35 بالمائة) و مصر ( 18.09 بالمائة) والسعودية ( 17.33 بالمائة).   أما عن الفئة العمرية الأكثر حضورا على شبكة  » الفيس بوك  » والمولعة أكثر باستعمالها، فتعتبر فئة الشباب من عشاق هذه المنظومة الافتراضية العالمية ، إذ بلغ عدد المشتركين الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 سنة، على هذه الشبكة حوالي 340.500 منخرطا أي ما يعادل نسبة 42 بالمائة.   في حين بلغت نسبة المشتركين المتراوحة أعمارهم بين 25 و 34 سنة 29.1 بالمائة، أما الفئة العمرية ما بين 14 و17 سنة فتصل نسبة اشتراكهم إلى 16.8 بالمائة.   ومن الأسباب التي تكمن وراء هذا الإقبال المفرط على هذه الشبكة، بعث أكثر من حساب واحد للتسلية ولملاقاة الأصدقاء و آخر للعمل وتحصيل المعرفة ولإجراء الاتصالات المهنية.   ولكن ما هو ملفت للانتباه في هذا الجانب أن تونس رغم أنها لا تتمتع بكثافة سكانية عالية، فإن عدد المشتركين بها كبير وذلك مقارنة بالمغرب خاصة. إذ رغم أن عدد سكان المغرب يقدر بأكثر من 34 مليون ساكن، فإن عدد مستعملي شبكة  » الفيس بوك  » بها قد بلغ 954.280 مشتركا أي بفارق يقدر ب 14.46 بالمائة.   وتعتبر تونس بعدد المشتركين الذي وصلت إليه الأقرب إلى فرنسا حيث وصل عدد المنخرطين في هذه الشبكة حوالي 30.48 بالمائة. في حين تظل أعلى نسبة لرواد  » الفيس بوك  » بالولايات المتحدة الأمريكية حيث وصل عدد مشتركيها إلى 47.95 بالمائة أي ما يعادل 87.277.480 مليون مشتركا.   (مصدر الخبر : جريدة المصريون بتاريخ 15 أكتوبر 2009 )  

نـكـتـة التوانسة مصدرها؟ طبيعتها؟ ووجهتها؟؟؟

نصرالدّين السويلمي / ألمانيا   إذا كان لا يمكن الجزم بمكان ميلاد النكتة وزمانها فإنّه بإمكاننا القول ترجيحا أنّ النكتة انطلقت في إطار الترفيه والسمر وانتعشت في القصور وكانت سلم الحاشية إلى الملوك والأمراء ثم تطوّرت لتصبح متنفسا لضغوط اقتصادية وسياسية واجتماعية ومن ثمّ شكّلت لبنة لما نطلق عليه اليوم بالأعمال الكوميدية، كما أنّه لن يُفقد أثرها إذا طلبت والتمست في طيات الأدب الساخر.   ولدت النكتة لتصنع الابتسامة لكنّها لمّا طال عليها الأمد صنعت المأساة، فزجت بأصحابها في السجون وأوردتهم العذاب وجرّعتهم الموت.. ضحايا النكت كُثر عبر التاريخ لعلّ أبرزهم أولئك الذين تجرؤوا على الزعيم النازي أدولف هتلر واستهدفوه بنكاتهم فاستهدف رقابهم، لقد حصد امبراطور الرايخ الثالث امرأة برصاصه حين ألقت هذه النكتة: « إنّ هتلر وغورنغ صعدا إلى أعلى برج راديو برلين الشامخ فوق العاصمة الألمانية. نظر هتلر من عليائه إلى المدينة تحته فقال متسائلا: «آه، يا ليتني أعرف ماذا أستطيع من خدمة أخرى أقدمها للشعب الألماني؟» فأجابه غورنغ: «اقفز من قمة هذا البرج »، وحصد قبلها وبعدها الكثير..   النكت مجردة كانت أو محوّلة إلى « سكاتشات » وأعمال مسرحية ونصوص ساخرة وفرت للكثير من منتجيها العرب -نخبة وعوام – أماكن خلف القضبان وقدمت جلودا آدمية للعصي والسياط وفنونا أخرى من العذابيعرفها الجلاد…   كما في كل المجتمعات ولدت النكتة التونسية ونمت بين الفرح والأسى، الظلم والكبت، السمر والسخرية… وكانت المكوّن الأساسي لصناعة الضحك، كما كانت زفرات للمغلوبين على أمرهم وملاذا للعاجزين على ردّ الفعل.   قبل أن نقترب أكثر من قوس وسهم وهدف نكتة التوانسة لا بدّ من الإشارة إلى ظاهرة انتشرت عند بعض الشعوب تمثلت في التندر بجهة أو تجمّع أو حتى مجموعات ينتمون إلى نفس الوطن.. لكنّها غابت تماما أو كادت عند التونسيين، حيث لم تكن هناك جهة وقع التركيز عليها وتمركزت حولها النكتة ما عدا بعض نكت التقشف التي استهدفت جهات معينة لكنّها لم ترتقِ إلى مستوى الظاهرة، صحيح أنّ منطقة الجريد عرفت بإنتاج النكت.. لكن لم يكن سكّانها مستهدفين بل كانوا المموّل الرئيسي لسوق الضحك في تونس، بخلاف هذا وفي مصر على سبيل المثال كثيرا ما استهدفت النكت والطرائف الصعايدة: « صعيدي واقف مع دوده في الشمس ليه؟؟؟؟ الطبيب قال له أعد في الشمس دقائق مـعــ…ـدوده »، وفي الجزائر قذائف النكت صوبت تجاه سكان معسكر: « مرة معسكري مع يماه. قالتلو نروحو لوهران. قالها بصح ناس وهران مايحبوناش ويتمسخروا بينا. قالتلو معليش النهار الاول يتمسخرو. والنهار الثاني ينساو شوية. والنهار الثالث ينساو قع. قالها امالا نروحو النهار الثالث… ».   أمّا في سوريا فالحمصيون أكثر من يفتح شهية السوريين: « أكد المسؤول الأول عن حمص في خطاب رسمي وجهه لبوش محذرا بأنّ أي اعتداء على سوريا يعتبر اعتداء على حمص… »، والليبيون وجهتهم ترهونة حيث يحلو التندر وتفيض القريحة تجاه التراهنة: « مره فيه واحد ترهوني مسافر بالحافلة… قاله اللي قاعد جنبه: انا بردان من الشباك، رد عليه الترهوني: تشرفنا وانا خليفة من ترهونة… »… كذا شأن الفلسطينيين مع الخلايلة: « خليلي بليلة عرسه مو ملاقي شي يحكي فيه قال لعروسته: أهلك بيعرفوا انك عندي؟ »، والخليجيون مع البدو: « بدوية تزوجت.. تبغي تفرح زوجها من اول ليلة.. قالت له انا حامل!! »، واليمنيون مع الحضارمة: « حضرمي قال لزوجته صرِّفي العيال… قالت: اللي ينام أعطيه ريال.. نام هو أول واحد »…أمّا عند الأردنيين فإنّ النكتة قد يممت شطر الطفايلة: « طفيلي دعا ربّه 15 سنة إنو يرزقو بولد، آخر شي أجاه صوت بالمنام بيقوله ولك اتجوز… »   في السابق كانت النكت في تونس متجانسة مع المناخ العائلي صديقة حميمة للأسرة متدفقة يحكمها التوازن حيث بمقدورك الحصول على مبتغاك في جميع المحاور لأنّ صناعة الضحك كانت تحت سيطرة الطبقة الوسطى بما تحتويه من قيم واحترام لثقافة وأخلاق وثوابت المجتمع، أمّا اليوم وبعد تفكك هذه الطبقة واختفائها جنحت النكتة إلى حالات من الشذوذ وسكنتها ألفاظ العنف الجنسي الفاحش والكلمات العنيفة الحادّة بحيث لا يمكنك الإتيان على جميع أنواع النكت لأنّ الكثير منها مسكون بهاجس الغريزة والجنس والابتذال ولأنّ لسان الحال لا يحتمل طرائف منزوعة الحياء والخجل، حتى أنّه لا يمكننا ونحن نسوق نكت معينة إلاّ النزول إلى مستوى الدرجة الثالثة أو الرابعة لنتجنب صدمة الكلمات والإيحاءات بل التصريحات الشنيعة وبالكاد نصل إلى طرائف تفي بالغرض ولا تصدم القرّاء ولعل النكت التالية هي أخف خفيفها: « قلك فما واحد مرماجي مزمّر تعدت قدامو وحدة حلوة تتكيّف… قال ليها ياريتني سيقارووو في فمك… قالتلو: مانتكيفش الحلوزي » ثم الأخرى: « أولاد خطفوا عزوزة وبنية البنية تصرخ تقول نزّلونا..نزّلونا.. والعزوزة تقول كل واحد يتكلم على روحو »وهناك من يستغني عن الكلمات الحادّة بتركيزه على الفكرة وطرافتها: « واحد هزّ عزوزة للعساس متاع الجامعة (faculté) وقالو صرفهالي بنات »   من خلال المتابعة لتدفق النكت في الشارع التونسي يمكن وبسهولة ودون عناء الربط بين الانحلال الأخلاقي والحرية الجنسية منزوعة الضوابط وبين جنوح النكت إلى حالة من الفحش الهستيري، والأخطر أنّ الفراغ التربوي والخطاب الديني المترهل الذي اعتمدته السلطة ولّد جيلا لا يتورع من التندر بالرسل والملائكة وحتى ربّ العزة ويصل الأمر إلى منتهاه حين تجمع النكتة بين المقدّس والجنسي!!! في استخفاف واستهتار بثوابت المجتمع وكردة فعل للفشل الذريع في ردّ سطوة الجاني الحقيقي….   و إذا ما سقنا أمثالا صريحة عن ذلك، وجدنا أنفسنا بصدد نقل كفر بواح وتعدي صارخ على حرمة المقدسات، ولكي يستوفي البحث غرضه يستوجب التنقيب بحذر مفرط عن طرفة مدارها الدين: « واحد تونسي سأل صاحبو الغبي: بالله تعرفش آخر جمعة صليناها وقتاش قالو ما تلزنيش للكذب ما نقدرش نقلك بالضبط يا الثلاث يا لربعا إللي فاتت « …في نفس السياق، ولكن بدلالات أكبر وأعمق تتنزل النكتة التالية: « واحد ما يعرفش حتى شئ من القرآن ولا الدعاء وهو ماشي في الليل في بلاد خالية خرجتلو عبيثة ما لقا ما يقول ماهو حافظ شيء تسمّر في بلاصتو وبدا يقول ….أقبل البدر علينا من ثنيات الوداع… « .   لم تعدّ الكلمات الجنسية الخفيفة تغذي الرغبة الجامحة في الابتذال وتحت إلحاح الإشباع واستجابة لحالة التمرد الخطيرة على الأخلاق ولدت وتداولت في الشوارع والمرافق العامة نكت شاذة محورها المثلية الجنسية وما يدور في فلكها.   غير أنّ الشارع لا يخلو من النكت الجادّة التي تجمع بين الضحك والإفادة والمتابعة المنتبهة للأحداث: « فماواحد مشا لكيوسك باش يصب ليسانس في الموتور.. بعد ماعبا عطا خبزة للبومبيست .. قالوشنوا هذا؟ قالو تي ماو النفط مقابل الغذاء « …من النكت التي سلمت تماما من الابتذال وحصل الإجماع عليها بين المثقف والأمّيّ المبتذل والملتزم على أنّها مناطق محرمة تحمل الحصانة التامة ضدّ الفحش والتجريح هي تلك النكت التي تتندر بالأم!! فداعبت لكنّها لم تتعدى هيبة هذا المخلوق الذي كرّمه الله وجعل الجنة تحت أقدامه: « واحد طلب من أمو تدعيلو قالتلو روح يا ولدي ربي يعطيك دار بلا كرا.. وماكلا بلا شرا… لقا روحو في الحبس »   تحتل النكت التي مدارها الخمر والمواد المخدّرة حيّزا كبيرا لعلّها تأتي مباشرة بعد النكت ذات الإيحاءات الجنسية والكلام الفاحش: « مره واحد سإل سكران قلو شفت الكتيبة علي الحيط قلو أي شفتها اما مشفتش الحيط « … « مره واحد سكران قابل واحد قالو قداش الوقت..؟ قالو خمسه وخمسه… قلو ياخي شبيك سكران!! ماتعرفش تقول توّه العشره »… إذا اجتمع الخمر والفراغ لا بد للنكت أن تتوالد تباعا: « ثما ذبانة طاحت في دبوزة شراب, خرجت تصيح وتعيط: وسع خلي النسر يتعدّى « … »طفل يسأل في بوه: بابا كيفاش نفيقو بواحد سكران..؟ جاوبو بوه: ولدي شفتهم الشجرتين إلّي وراك؟؟ السكران يشوفهم 4 شجرات!تلفت الطفل ما يلقى كان شجرة وحدا ».   بما أنّ الخمر وجدت لها مواد أخرى تزاحمها وتبتزها في حرفائها مثل الحشيش والغبرة والفاليوم… فالأكيد أنّ هذه المواد المخدرة بدورها قد تناوشتها النكت « فما واحد غبّار مشى يخطب في طفلة سألوه اهل الطفلة: اش تخدم..قالهم: فنّي تكيييييف ».   في حقبة السبعينات والثمانينات كان يدور حول المدرسة والمعلم والتلميذ كمّ هائل من الطرائف وكانت القرائح تتفنّن في ابتكارها وسردها وأذكر أنّه لم يكن هناك حرج في تناولها، فقد كانت ذكية ومضحكة لكنها خالية من الإسفاف، أمّا اليوم فبالكاد تعثر على طرفة تصلح للنشر في هذا المجال!! « تلميذ دخل للقسم متأخر ومن غير ما دقّ الباب.. قالو الأستاذ: كوري؟؟ جاوبو التلميذ: لا .لا سيدي تونسي »   النكتة السياسية هي الوسيلة التي يمكن أن تجسّ بها حراك الشارع وعلاقته البينية وتستنتج طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأنت تلتمسها عند هذا وذاك كثيرا ما يتكشف لك حجم التدهور الخطير لسقف الحريات، فعندما تطلب نكتة عبر الهاتف من أحدهم ويجيبك « اشنوة تحبني نتنحى » تصيبك الحيرة ويتملكك الغثيان وأنت تستمع إلى معلم تربية بدنية ومدير مدرسة وحارس غابات وهو يستشعر يقينا أنّ نكتة سياسية « سمينة » يمكن أن يكون ثمنها وظيفته ومصدر رزقه إلى جانب المرور على مقرّات أمن أعدّت لهذا الغرض وأغراضا أخرى…   غالبا ما تكون هذه النكت ردود فعل على الكبت والقهر، فقساوة النظام وبطشه تولّد نكتا بألفاظ مقززة وكلمات وأفكار غليظة موغلة في التشفي: « قالك مرة عصابة خطفت الرئيس وقالو إذا كان ما تعطوناش خمسة مليارات حتى للعشية نهزوه للساحة العامة نصبوا عليه المحروقات ونحرقوه… ثمّة زوز رجال في الكيّاس حبسوا تكسيست قالولو خوي قاعدين نجمعوا في التبرعات للرئيس… تتبرع راهو الرئيس شادينوا ومهدين بحرقانو… قاللهم وانتوما تبرعتوا قالو واحد اي نعم أنا تبرعت بسيتيرنا مازوت وصاحبي بسيتيرنا ايسونس قاللهم عندي كان هالتكسي خليني نمشي نقبلها ونجيبلكم سيتيرنا كيروزين!! »   تحركت النكتة يمينا ويسارا وطرقت مختلف الأبواب إلى درجة يصعب معها رصد كل المحاور فقد أتت على الفرح والحزن، الموت والأمل، الضعف والمرض والسفر، الغنى والفقر والظلم ولم تسلم الأعياد ولا حتى الخرفان »فما جماعة شرو علوش قبل العيد ب 6 أشهر بقو يوكـّـلو ويشرّبو فيه حتى لين ستانسو بيه… نهار لعيد يلقوه يبكي ويقول: الحومة الكل خذاو علالش للعيد كان احنا »   نكت أخرى قصيرة وموجزة إذا طُلبتْ من أحدهم قيل له « أعطينا وحدة على السريع » نجملها في باقة نسوقها في هذا المبحث الذي يتطلب دراسة معمّقة لما يحمله من دلالات ومقاربات تعكس إلى حدّ كبير أسلوب حياة الناس وتفكيرهم وطموحهم وآمالهم   « أحول خذا عصفور أحول جا يحطو في القفص حطو لبرّة العصفور جا يهرب دخل للقفص »… »فما واحد اصلع خذا مرا فرطاسه جابو وليد عندوشعره سماوه خير من بلاش »… »ثم واحد قلبو سكت, هبط يدزّ »… « قالك واحد لقا دينار مقسوم على ثنين مشا لحمو بألفين »…   لا شك أنّ النفس البشرية في حاجة ملحّة إلى الترويح والترفيه ولا شك أنّ الشعوب التي ليس لها في ثقافة الضحك هي شعوب مملة قلقة متوترة، لكن أنّ تتحول النكتة من محطة استرخاء إلى رموز ساخرة نستعيض بها عن الفعل الجاد وأن تتحول من وسيلة ترفيه وتسلية إلى أداة تخدير وتمييع فهذا نذير خطر!!!   في عالم تسيّره المؤسسات ويحاكم فيه الرؤساء والوزراء على سندات بنك وقطعة أرض ووساطة على حساب المصلحة العامة وتحرش بسكرتيرة أو موظفة أو حتى راقصة أو بائعة هوى متمنعة في مثل هذا العالم الدقيق المضبوط بقوانين تفصيلية إلى حدّ الملل أكثر ما يطمح إليه التونسي أو العربي عامّة إلقاء نكتة في وجه سلطة غاشمة مستبدة ثم الخروج من تبعاتها بسلام.   في زمن عجيب أصبح الحاكم يملك فيه مفتاح البنك المركزي وخزائن الاحتياط الوطني من أحزمة العملة الصعبة وسبائك الذهب ويستنسخ بعض مفاتيح يفرقها على العشيرة والأقربين!! في زمن ينصّب الحاكم نفسه قانونا وضعيا وشرعيا يهين ويعذب ويسجن ويقتل متى وكيفما أراد.. في مثل هذا الزمن وإذا ما تثاقل هذا الحاكم وتغاضى عن نكتة سياسية عابرة صدرت في شكل زفرة من عاطل قديم، يصرخ تجار الذل وأرباب التزلف: « الله أكبر قفزة نوعية شهدتها حرية التعبير في بلادنا »، ويصبح هذا النائم على الجثث المُغَطى بأرصدة البلاد مصلح من طراز أول!!!   واعجبا لقوم يتملكهم الفرح إذا مدّ لهم مغتصبُ بيتِهم قطعة خبز وفردة جوارب وإناء، تهزهم الغبطة ويُكْبرون الحدث قائلين هذا التعقل بعينه وهذه سياسة التدرج في المطالب وهذه الحكمة والواقعية… بالصبر والمثابرة غدا يعطينا لص بيتنا فردة جواربنا الأخرى وقطعة جبن من برادنا ندسها في خبزنا.. ويملأ إناءنا ماءا.. غدا يلوّح لنا مغتصبنا بيده الشريفة من كوة بابنا!!! غدا يأتي الخير تباعا وتنصب لنا في الشارع الموازي لبيتنا القديم وبيت لصنا الجديد شاشة كبيرة نتمتع فيها بمشاهدة ابن مغتصبنا يلعب في أرجوحة أولادنا ويقطف أزهار حديقتنا… ولعله حين تعقلنا ولم نستفزه ولم نطالب جهار ببيتنا تكرم فأعطانا نطع جدي ومسبحته العتيقة وصورة أبي المعلقة في بهو بيتنا، ولعله حين يغير أثاث منزلنا أدركته رقة فرمى لنا بأثاثنا القديم عوضا عن رميه في المزبلة..   إذا كانت أغلب الأنظمة الدكتاتورية تضحك على شعوبها بإذلالها ونهب مقدراتها وقتلها جهارا نهارا فإنّ كثيرا من الشعوب المسكينة أوالمستكينة تضحك سرّا على أنظمتها « بسلاح » النكت!!! هذا يضحك سرّا على مأساته ويبيت طاويا وذاك يضحك علنا ملء شدقيه على شعبه ويبيت مثقلا بتخمته… فليت شعري من الضاحك ومن المضحوك عليه!!!.   مصدر الخبر : الـــحــــوار نــــت


وفقد المجتمع المدني رائداً من رواده

 


صلاح الجورشي 2009-10-17 رحمه الله، كان مثقفا كبيرا، وخلافا لكثير من الأكاديميين الذين يكتفون بتأليف الأبحاث وتدريس الطلاب، كان حريصا على أن يكون جزءا من حراك اجتماعي يهدف إلى التغيير، ليس داخل مصر فقط، وإنما تغيير يشمل العالم العربي بكل أرجائه، ويعيد ترتيب الأوضاع فيه لصالح الديمقراطية وحقوق الإنسان. عرفته في أحد اللقاءات التي جمعت مثقفين وكُتّاباً والتأمت بالعاصمة الهولندية. كان في البداية متحفظا، لأن لقاءنا الأول تم على إثر دخول الرابطة التونسية لحقوق الإنسان في مواجهة مع السلطة واندلاع أزمة داخلية عاصفة مع مطلع التسعينيات. كان غيورا على استقلالية منظمات المجتمع المدني، وبالأخص جمعيات حقوق الإنسان، وظنّ يومها ككثيرين داخل تونس وخارجها، أن الرابطة قد سقطت نهائيا بيد السلطة. وكان النقاش حول طبيعة تلك الأزمة وتداعياتها ومستقبل النضال الحقوقي في تونس بداية تعارف وصداقة دامت والحمد لله في كنف الاحترام المتبادل. شدتني فيه عدة خصال، من بينها شجاعته السياسية.. كان جريئا في نقد الأوضاع داخل بلاده وخارجها. ولعل هذه الشجاعة قد اكتسبها منذ انخراطه المبكر في النضال السياسي عندما كان طالبا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ضمن جيل متمرد رفض الهزيمة والاستبداد، وشارك في مظاهرات سنة 1968. وأعاد من جديد النزول إلى الشارع للاحتجاج بعد إسهامه الفعّال في تأسيس حركة ?كفاية? قبل بضع سنوات. لم تكن شجاعته تهورا ومزايدات لفظية ونبرة صوتية عالية. كان يؤمن بضرورة ارتباط الفكر بالعمل السياسي، رغم عدم انخراطه في أي حزب من الأحزاب المصرية، على الأقل في المرحلة التي تعرفت عليه فيها. لم يفعل ذلك لأنه كان فقط غيورا على استقلاليته، وإنما أيضا لاعتقاده بأن التغيير المطلوب أكبر من أي حزب أو جماعة، وأن تحقيق أي خطوة في سبيل ذلك يستوجب تجميع مختلف القوى السياسية والاجتماعية. ومن هذا المنطلق كان يؤمن بالعمل الجبهوي، ويدفع في اتجاه تجاوز دعاة التغيير لتناقضاتهم الفرعية السياسية والأيديولوجية، مقابل التوحد على أهداف واضحة وعملية. وقد كانت خيبته شديدة عندما لم تتمكن حركة ?كفاية? من التطور وحماية تماسكها، بعد أن حققت انطلاقة قوية وواعدة، وخلقت حالة سياسية وثقافية جديدة، لا باعتبارها رقما سياسيا انضاف إلى الساحة المصرية، وإنما باعتبارها حركة اجتماعية تجمع وتحاول أن تكثف تجاربها، غير أنها اصطدمت بعوائق ذاتية وأخرى موضوعية أعادتها إلى مربع صغير، فمات محمد السيد السعيد قبل أن يسعد باستكمال بناء هذه الحركة التي تحمس لها كثيرا، وكان مستعدا لأن يدفع حريته ثمنا لها. في هذا السياق، لم يكن الفقيد يؤمن بحتمية استمرار الصراع إلى ما لا نهاية بين العلمانيين والإسلاميين، رغم أن بدايته كانت ماركسية، وتربى في أجواء اليسار المصري والعربي. كان يقول لي بأن مثل ذلك الصراع هو مجرد جهد ضائع، وعلامة أزمة لنخب لا تحسن ترتيب أولوياتها، وتهدر طاقاتها في خلافات وصراعات هامشية. لا يعني ذلك أنه كان يستهين بالإشكاليات المهمة والمعقدة التي يتضمنها خطاب الحركات الإسلامية، وانعكاس ذلك على مسارات التحولات الديمقراطية المرجوة، لكنه كان يرفض أن يشكل ذلك عائقا أمام تجميع الجهود والتمسك بمبدأ الحوار. بل لعله كان يعتقد أن الممارسة المشتركة بين الطرفين من شأنها أن تزيل الكثير من الخلافات، وتخلق مناخا مشجعا على تحقيق التعايش والتسامح الديني والسياسي. ولعل هذا النفس التوحيدي والمتعالي عن الصراعات الحزبية والأيديولوجية هو الذي جعله محترما من قبل الجميع، حتى من داخل أوساط الحزب الحاكم في مصر. كان د.محمد السيد السعيد مناضلا مدنيا بامتياز. وقد عمل بكل صدق داخل أوساط المجتمع المدني. كان مدخله لذلك فكريا وسياسيا واجتماعيا. وتركزت اهتماماته الفكرية والنظرية على رصد تطور ظاهرة المجتمع المدني المصري والعربي. وكتب الكثير عن الإشكاليات التي أفرزتها هذه الظاهرة، ولعله يعتبر من بين القلة في الساحة العربية التي عملت على تأصيل الحراك المدني، وربطه بقضايا الانتقال الديمقراطي؛ إذ إن من ثغرات الحالة المدنية في العالم العربي قلة المنظرين لها، ونقص جهود التنظير التي من شأنها أن تؤسس الخلفية النظرية وتحرر حركة المجتمع المدني من عوائقها الذاتية، وتجعله قادرا على تجاوز أخطائه وأوهامه حول ذاته ودوره. لكل تلك الاعتبارات، ليس من باب المبالغة عندما يقال: إن المجتمع المدني العربي قد خسر بوفاته وهو لم يكمل الستين عاما رائدا من رواده الأساسيين والكبار، رغم أن الكثير من النشطاء لم تتوافر لهم فرصة التعرف إليه عن قرب، أو قراءة أدبياته والاطلاع على تجربته.  كاتب وصحافي من تونس   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 أكتوبر 2009)


مطار النفيضة الدولي:
شركة تونسية ستؤمن أولى الرحلات الشهر القادم  توفير 5000 موطن شغل في الفترات المقبلة


 تونس ـ الصباح  كشف ر.م.ع. شركة « تاف تونس » أن أول رحلة إلى مطار النفيضة زين العابدين بن علي الدولي الذي سيكون جاهزا خلال أيام ستقوم بها شركة خطوط جوية تونسية، دون أن يحدد اسم الشركة. لكنها على الارجح ستكون شركة الخطوط التونسية.  وكشف هالوك بيلغي أول أمس الخميس خلال ندوة صحفية عقدها، بمقر المطار بحضور السيد محمد الشريف ر.م.ع. ديوان الطيران المدني والمطارات أن شركة الخطوط التونسية، ستؤمن 35 بالمائة من الرحلات الجوية من وإلى المطار، كما ستتعامل الشركة مع كل من شركة الخطوط التونسية الارضية، و »التونسية للتموين » لتوفير خدماتها بالمطار، فضلا عن شركة الطيران الجديد « نوفال آر ». كما صرح بأن عملية نقل البضائع ستؤمنها شركة طيران الشرق الاوسط.  ورغم تكتمه عن اسم شركة النقل الجوية التي ستؤمن أول رحلة إلى مطار النفيضة مع بداية شهر نوفمبر المقبل، إلا أنه أكد على أن الرحلة الاولى ستقوم بها شركة خطوط جوية تونسية.  وأشار إلى أن رحلات الطيران المؤجرة (شارتار) سيتم تأمينها أيضا مع مطار المنستير التي تستغله أيضا الشركة التركية. مفيدا بأن المطار يحتوي على أحدث التقنيات وتجهيزات الملاحة العصرية التي تجعله فريدا من نوعه ليس فقط في افريقيا (أكبر مطار في افريقيا) ولكن أيضا على المستوى الدولي، وتابع قوله « المطار جاهز لاستقبال أي نوع من الطائرات مهما كان حجمها على غرار آربيص 380A ».  قريبا رحلات طويلة المدى كما سيؤمن المطار إضافة إلى الرحلات العادية ورحلات الشارتار، ولاول مرة رحلات طويلة المدى، وقد تم بالفعل التخطيط للقيام برحلات جوية طويلة إلى كندا وفق ما أكده السيد هالوك.  وقال « نحن بصدد التخطيط لبلوغ ذروة الحركة الجوية بالجزء الاول من المطار  خلال 10 سنوات، ويمكن بعدها المرور إلى تنفيذ مراحل إضافية حسب نسق تطور الحركة الجوية ولاستيعاب العدد المتزايد من المسافرين »..  إنجاز المشروع في الاجال.. رغم الازمة العالمية ونفى هالوك بيلغي أن تكون قد مورست على الشركة المستغلة للمشروع، أية ضغوطات من أية جهة كانت لاتمام إنجاز المشروع في أقرب الاجال، وقال في هذا الصدد: « لقد أنجزنا المشروع في الوقت المحدد دون أيّ تأخير بدعم من وزارة النقل التونسية ». قبل أن يضيف: « ورغم مرورنا بصعوبات عويصة بسبب الازمة المالية العالمية، فقد تمكنا من إنجاز الاشغال في مرحلتها الاولى لثقة المانحين في شركتنا وفي الاقتصاد التونسي الذي لم يتأثر كثيرا من تبعات الازمة الاقتصادية العالمية ».  وأكد هالوك بأن الشركة المنفذة والمستغلة لمشروع مطار النفيضة الدولي لم تطلب المساعدة من أية مؤسسة أخرى وقامت بإنجاز قرابة 90 بالمائة من الاشغال، مشيرا إلى أن البنك الدولي استثمر في المشروع وحصل بالتالي على 15 بالمائة من أسهم المطار. كما قام البنك الافريقي بتمويل جزء كبير من المشروع.  وأفاد بأن 30 بالمائة من الاستثمارات المخصصة للمشروع من أموال شركة « تاف »، و70 بالمائة ممولة من قبل الشركاء المانحين على غرار البنك الدولي، والبنك الافريقي للتنمية.  وأشار إلى أن المطار مازال ينتظر ترخيصا لاستقبال الرحلات من قبل ديوان الموانئ الجوية والمطارات (التي تدقق في معايير السلامة والمراقبة للمطار) قبل تحديد موعد لانطلاق الرحلة الجوية الاولى.  نسق تصاعدي وتوقع ر.م.ع. شركة « تاف تونس » بأن حركة الطيران بمطار النفيضة بن علي، ستتخذ نسقا تصاعديا مع بداية الموسم السياحي المقبل، على اعتبار أن الموسم السياحي الحالي انقضى وتقلص نسق الرحلات الجوية نسبيا.. مبرزا الدور المرتقب للمطار في تنشيط قطاع السياحة.  من جهته أفاد السيد محمد الشريف ر.م.ع. ديوان الطيران المدني والمطارات، أنه سيتم تأمين النقل البري من وإلى المطار بعد أن تم عقد اتفاقيات للغرض مع الشركات الجهوية للنقل على غرار شركة النقل بالساحل، وكشف عن وجود دراسة لربط المطار مع شبكة النقل الحديدي.  وتتولى الشركة التركية « تاف » مهمة الاشراف على انجاز هذا المشروع منذ ماي 2007، وهي ممضية على عقد مع الحكومة التونسية لاستغلال مطار النفيضة زين العابدين بن علي الدولي إلى غاية ماي 2047، إلى جانب مهمة إشرافها على مطار المنستير الدولي.  وتبلغ التكلفة الجملية للمشروع في مرحلته الاولى حوالي 550 مليون أورو، وهي مرحلة تمكن مطار النفيضة من استقطاب حوالي 5 ملايين مسافر سنويا. علما أنّ المطار قد يتسع في السنوات العشر المقبلة إلى 6 مراحل إضافية لاستيعاب ذروة الحركة الجويّة ونقل المسافرين التي قد تصل إلى 20 مليون مسافر سنويا.  وساهمت شركة « تاف » بقرابة 30 بالمائة من رأس مال هذا المشروع، ولكن بالنظر إلى الصعوبات المالية التي واجهتها خلال الازمة العالمية تحصلت على تمويلات ضخمة من البنك الدولي ومن البنك الافريقي للتنمية ومن بعض الاطراف المانحة.  مواطن الشغل ليد عاملة تونسية ويشغل حاليا المطار عشرة خبراء ومهندسين إضافة إلى 600 عامل تونسي، وكان وفر عند بداية أشغال المرحلة الاولى قرابة 20 ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر.  وحسب المسؤول الاول عن شركة « تاف تونس » فإن المطار سيشغل خلال السنوات القادمة قرابة 5 آلاف تونسي في جميع المجالات..  ويقع مطار النفيضة على بعد 75 كلم من العاصمة و40 كلم من منطقتين سياحيتين هما مدينتي سوسة والحمامات. وتقدّر المساحة الجملية للمحطة الجوية بـ78 ألف متر مربع. ويتوفر المطار على 32 مربض طائرة و18 معبرا آليا وبرج مراقبة بارتفاع 85 مترا. أما المدرج المخصص للهبوط والاقلاع فيمتد على طول 3300 متر وعرض 60 مترا وهي مقاييس جودة دولية تمكن من احتضان جميع اصناف الطائرات.  ويحتوي المطار على طابقين وسيكون شكله الخارجي ذا واجهة بلورية كاملة تكشف كل الطوابق المنفتحة على بعضها البعض. أمّا قاعات الرحيل فستكون منفتحة على المتاجر والمطاعم والمقاهي الموجودة بالداخل، كما يضم حدائق اصطناعية ومساحات خضراء في عدد من أجزائه، فضلا عن مأوى للسيارات على مساحة 120 ألف متر مربع، يتسع لحوالي 3 آلاف سيارة. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 أكتوبر 2009)


حرب اليمن.. المهمّة المستحيلة

العجمي الوريمي 2009-10-17 الأوضاع في اليمن باتت مفتوحة على المجهول، فبعد 46 عاما من جلاء القوّات البريطانية عن اليمن الجنوبي لا يزال الجنوبيون يعيشون أزمة انتماء وأزمة هُويّة، وبعد أن ساروا بإرثهم الاشتراكي نحو الهدف الوحدوي، وتحقّقت الوحدة بقوّة الجيش الشمالي في أعقاب تعثّر خطوات التوحيد والدّمج السياسي والمؤسساتي التدريجي، لم تحقّق الوحدة المفروضة لهم ما كانوا يصبون إليه ضمن الدولة الكبيرة. ونحن نشهد اليوم حراكا جنوبيّا سلميّا يدعو إلى فكّ الارتباط مع الشمال وإحياء الرّابطة الجنوبية. لقد كان للرئيس اليمني علي عبدالله صالح فضل إنقاذ اليمن على الأقلّ لمرّتين: مرّة عندما صعد إلى سدّة الحكم لينهي حربا وفتنة دامت 10 سنين، ومرّة ثانية عندما وحّد شطري اليمن وجنّب البلاد حربا أهلية محقّقة. وقد عُرف علي عبدالله صالح كعقيد أفرزته المؤسسة العسكرية بحنكته السياسية ووطنيّته وصدق نزعته القومية. كيف لا وهو الذي شقّ لليمن طريقا بين زعامتين تتنازعان النفوذ والتأثير والقيادة في المنطقة العربية بأسرها؟ ونقصد هنا الرّاحلين جمال عبدالناصر والملك فيصل اللذين تحوّل اليمن زمن حُكمهما إلى ساحة لحرب مفتوحة بين أنصار الملكيّة وأنصار النظام الجمهوري. وقد كانت الحرب في كلّ مرّة وحتّى التمرّد الحوثي الأخير إمّا تحقيقا لتوازن داخليّ بين قبائل رصيدها في التّعايش يطغى في الأخير على دواعي المواجهة، وإما تحقيقا لتوازن إقليمي قائم على معادلة اللاحرب واللاسلم. لكنّ الأزمة التي تعصف الآن باليمن تُعتبر أزمة غير مسبوقة تقف حيالها الجامعة العربية الحاضرة/ الغائبة عاجزة عن أية مبادرة أو تأثير، ولعلّ عجزها من عجز النظام العربي الذي تأخّر في تطويق فنتة داخلية قد لا يدفع ضريبتها اليمن وحده. فزعزعة الأمن والاستقرار في أيّ قُطر عربي بفعل التأثيرات الخارجية أو بفعل السياسات الخرقاء لحكومات فاسدة وأنظمة مفلسة، لا بدّ أن تكون له هزّات ارتدادية في محيط كلّ قُطر انزلقت مكوّناته في حرب أهلية لا معنى فيها لغالب ولا مغلوب. ومهما كانت التبريرات والرّهانات فإنّ خروج مجموعة معيّنة بقوّة السلاح ضدّ الحكم المركزي لتحقيق أهداف سياسية ليست هي السبيل الأنجع ولا النهج الأقلّ كلفة، وفي المقابل فإنّ دفع نظام عربي بجيشه ضدّ جزء من شعبه مستخدما في قمعه الأسلحة الثّقيلة والقصف بالطّائرات متباهيا في بلاغات عسكرية متتالية بعدد القتلى الذين أوقعهم في صفوف خصومه، لهو قمّة الفشل. وما دامت قضية السلطة تُحسم في بلادنا العربية عن طريق المواجهة المسلحة وإرهاب الدولة وتزييف إرادة الشعب وممارسة الوصاية وادّعاء العصمة فإنّ نهوض أمّتنا محكوم عليه بالإخفاق والتأجيل. إنّ بلدا فقيرا مثل اليمن لا يمكن أن تكون الحرب بكلّ المقاييس إلا كارثة على شعبه ونظامه وجيشه، ولا يمكن إلا أن تخرجه من معادلة التوازن بين الأمّة العربية والعدوّ الصهيوني؛ إذ إنّها ستغرقه في حالة من التآكل الداخلي المزمن ولن يزيد الأمّة العربية والإسلامية المثخنة بالجراح إلا مزيدا من الآلام والمآسي ويُثقل خُطاها ويُقعدها عن النصر والتّمكين ويُجهض جهود التحرير والاستقلال الحضاري. لقد أوقعت حرب اليمن في أقلّ من شهرين أكثر من ألفي قتيل وتسببت في نزوح أكثر من 150 ألفا صاروا بلا مأوى يتهدّدهم الجوع والبرد والمرض.. وإذا رأيت منظمات الإغاثة تتجوّل في مخيمات الهاربين من الحرب فاعلم أنّ ذلك ليس فقط نُذُر كارثة إنسانية وإنّما مثلما يحوم الذّباب الأزرق حول جثث الضحايا من المدنيّين والعزّل والمقاتلين والمتحاربين من الجانبين فإن جواسيس من بلاد شتى تجوس خلال الديار تُذكي أُوار المعارك وتحيك المؤامرات والدّسائس حتى تنضج الثمرة ويحين قطافها. إنّ الأطماع في اليمن ليست جديدة ولكن ما مسؤولية النظام في تزايد التأثير الإيراني أو الأميركي أو السعودي أو المصري؟ إنّ استشراء الفساد، وتحوّل القيادة إلى جزء لا يتجزأ من منظومته التي تمدّ الاستبداد بماء الحياة، وغياب الحوار ومرجعية الصلح هي المسؤولة عن المأساة التي لن تزيد سياسة الهروب إلى الأمام إلا تأبيدها. إنّ اتّهام الحوثيين بالحنين إلى العهد البائد وتمرير المذهب الجعفري وإقامة دولة في صعدة.. كلام لا يقبله عاقل، فالحكومة المركزية التي اهترأت شرعيّتها وتقلّص نفوذها إلى العاصمة صنعاء وتخومها، قد أخلت بواجبها في المساواة بين المواطنين وفي تنمية الجهات والمحافظات، ووفّرت الأرضية والمبرّرات للحراك في الجنوب والتّمرّد في الشمال. فالعنف الرّسمي ولّد عنفا مُضادّا وهيمنة الشمال ولّدت تذمّر الجنوب، وتأخّر عمليّة الإصلاح والتّغيير غذّى نزعات الانفصال والتّشطير. ففي اليمن اليوم مشروع سياسيّ كشف عن حُدوده بل هو ينزلق نحو الفشل بين تمرّد مركّب الأبعاد لا تُعلم حقيقة خفاياه ومراميه البعيدة، وحراك جنوبيّ يتجاذبه نُزوعان: نُزوع للانفصال بعد خيبة الأمل في الوحدة المفروضة، ونُزوع إلى التّغيير ضمن صيغة الوحدة المغدورة. الإنجاز الوحدوي اليتيم في المنطقة العربية خلال عقدين هو الإنجاز اليمني رغم ما حفّ به من مُلابسات وخلّفه من مُشكلات هذا المُنجز التّاريخي يعرف اليوم مُنعرجا حاسما. لقد ضاق الجنوبيون ذرعا بأساليب الشّقيق الشمالي وسلوكاته، فهو لم يتصرّف بروح الأخوّة والشّراكة، بل بعقليّة الظّفر والفضل واستأثر لنفسه كما يقول المثل بالزّبدة وبثمن الزّبدة. فالجنوبيّون الذين تُسيّرهم إدارة شماليّة يشعرون أنّهم تحت احتلال بعنوان الوحدة وعوض أن تتقلّص الفجوة ويتمّ الاندماج على قاعدة الهوية الواحدة وعُلوية القانون وشرعيّة المؤسسة والمساواة الكاملة في المواطنة.. اتّسع الشّرخ وتعمّقت أزمة الثّقة وتحوّلت إلى قطيعة. فالحراك الجنوبي سلميّ ولكنّه لم يعد يقبل بالحلول الوسطى، والتّمرّد الشمالي في صعدة ليس انفصاليا في جوهره وليس رافضا للهدنة والحوار ولكنّه أيضا لم يعد يقبل بالتّنازل عن أيّ مطلب من مطالبه الأساسية. إنّ جنوب اليمن اليوم بين خيارين: الانفصال بالتراضي أو الخضوع بالإكراه. لقد تحوّل فكّ الارتباط في الجنوب إلى عقيدة وتحوّلت الوحدة في الشمال إلى هاجس وإنّ اليأس من التغيير يُعزّز القناعة بالتّشطير وكأنّ الوحدة كانت خطأ تاريخيّا وجب تصحيحه. من الصّعب أن يُحارب نظام الرئيس علي عبدالله صالح على جبهتين. فهل تكون مغامرة صعدة هي المطيّة التي تُوصل إلى إنهاء الوحدة عوض القضاء على التمرّد؟ إنّ حزب الانفصال لا يزال حيّا وقويّا وقادة الحراك يعودون إلى واجهة الأحداث من منفاهم مُبشّرين بقرب الخلاص من الفساد والاستبداد المتستّر بالوحدة. لقد فشل الجيش اليمني في فرض انتصار عاجل في حرب خاطفة وشاملة، ومع تزايد عدد الضّحايا والنّازحين وتذمّر الجوار والحُلفاء من طريقة إدارة الأزمة وبرهنة الحوثيين على بسالة في القتال وإصرار على إفشال خُطّة كسر شوكتهم ويقينهم بأنّ عامل الزّمن الذي كان حليف خصمهم صار يعمل لصالحهم وأنّ المدد المصري والمظلّة السعودية لم يُؤدّيا إلى حسم المعركة.. صار الحوثيّون يطمحون إلى تحقيق نصر استراتيجي بإفشال الأهداف العسكرية والسياسية لنظام عشّش الفساد في أركانه ودبّ في أجهزته الوهن. وحتّى مُبادرة رفع الملامة للجامعة العربية ليست إلا إقرارا بأنّه لا بديل عن حلقة العنف والعنف المضادّ إلا بالإصلاح الجذري. أمّا التأييد الخليجي فهو ليس تأييدا غير مشروط، فاستقرار اليمن وأمنه جزء لا يتجزّأ من استقرار المنطقة، حسب تصريح السيد عبدالرحمن العطيّة الأمين العامّ لمجلس التّعاون الخليجي، ولعلّه لنفس السّبب دعت لجنة الحوار الوطني اليمنيّة إلى وقف القتال في صعدة واصفة الحرب بالعبثية، كما أبدت جماعة الإخوان المسلمين في مصر استعدادها للوساطة في القتال الدّائر بين الحكومة اليمنيّة وجماعة الحوثيّين مُطالبة الجانبين بالوقف الفوري للقتال وتيسير وصول المساعدات وهيئات الإغاثة إلى النّازحين والمشرّدين. إنّ المشهد اليمني جدّ قاتم، وبعد أن كان الرئيس علي عبدالله صالح رمزا للإنقاذ والوحدة تدنّت شعبيته إلى أسفل درجاتها وصار رمزا للاستبداد والأزمة ممّا حدا بالشّيخ الأحمر إلى دعوته إلى التّنحّي عن الحكم علّ ذلك يفتح أفقاً جديداً للنظام وللوحدة ويُخرج البلاد من دوّامة العنف والتّوتّر. وربّما يكون في وعد الرّئيس اليمني بإصلاحات دستورية في أثناء الاحتفال بذكرى جلاء القوّات البريطانية عن الجنوب إدراكٌ لدقّة الموقف وخطورة الوضع. ولكن هل تقدر القيادة اليمنيّة على التّدارك بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من التّصعيد والفوضى والمواجهة؟    (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 أكتوبر 2009)  

تكليف سيف الإسلام القذافي رسميا بمهام رئيس الدولة الليبية

ليتسنى للاب رئيس الاتحاد الأفريقي وملك ملوك افريقيا والقائد الأممي القيام بدوره على الساحة العالمية  


17/10/2009 طرابلس ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: كلف سيف الإسلام القذافي رسميا بمنصب منسق القيادة الشعبية الاجتماعية في ليبيا، ليكون الرجل الثاني بعد والده، وليصبح بمثابة رئيس الدولة الليبية من الناحية الشكلية. وذكرت صحيفة ‘أويا’ على موقعها على شبكة الإنترنت الجمعة أن هذا التكليف جاء في القرار رقم 1 الذي أصدره منسقو القيادات الشعبية خلال اجتماعهم الاستثنائي الذي عقدوه بطرابلس الخميس. ووفقا لنصوص اللوائح الداخلية للقيادات الشعبية الاجتماعية التي تعتبر المرجعية العليا للنظام السياسي القائم في ليبيا والمعتمد على النظام الجماهيري الذي يدار شعبيا عن طريق مؤتمرات شعبية تقرر ولجان شعبية تنفذ، فإن كلا ً من مؤتمر الشعب العام (البرلمان) واللجنة الشعبية العامة (الحكومة) والأجهزة الأمنية ستكون تحت مسؤولية سيف الإسلام القذافي. وكانت هذه القيادات أقرت تزكية دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي خلال الأيام الماضية التي طالب فيها بمنح نجله سيف الإسلام ‘الذي لا يشغل أي موقع رسمي في الدولة صيغة تمكنه من القيام بواجبه تجاه بلاده’. وكان القذافي قال ان نجله سيف الإسلام رجل مخلص ويحب ليبيا وبأنه يواجه مشكلة كونه لا يشغل منصبا في الدولة الليبية وهو ما يربك عمله لصالح ليبيا. ومضى القذافي يقول إن سيف الإسلام سيعالج ليبيا من الفساد المتفشي ومشاكل اجتماعية أخرى. وقال إن مؤسسات الدولة فشلت في تحقيق ذلك وفي تحقيق الحكم الرشيد. وقال القذافي الذي يرأس الاتحاد الأفريقي ويحمل لقب ملك ملوك افريقيا ولقب القائد الأممي إنه لا يريد أن يشتت عن دوره على الساحة العالمية بموضوعات داخلية. يذكر أن سيف الإسلام ساهم في معالجة العديد من القضايا لصالح بلاده ليبيا ومن بينها قضية الممرضات البلغاريات وعودة عبدالباسط المقرحي المتهم بتفجير طائرة لوكربي مؤخرا إلى ليبيا. وهذا التعيين على رأس ‘القيادات الشعبية’ سيدعم موقف سيف الاسلام كخليفة لأبيه. بل يرى المراقبون ان القذافي يخلف السلطة لابنه وهو ما زال حيا، بينما عمل ويعمل زعماء آخرون على توريث السلطة بعد وفاتهم. وكان الرئيس بشار الاسد اول رئيس عربي يخلف والده بالسلطة، بينما يثور جدل كبير حول احتمال توريث جمال مبارك السلطة في مصر. ويقول المراقبون ان دولا اخرى من بينها اليمن تعمل على ثوريث السلطة. في مصر يرى مراقبون ان تعيين سيف الاسلام ربما يضر بجهود مبارك لتوريث ابنه، حيث سيردد المراقبون ان ‘مصر ليست ليبيا’ كما رددوا ان ‘مصر ليست سورية’. ويقول محللون وجماعات معارضة في المنفى إن القذافي اعد سيف الإسلام لخلافته ويريد تقوية قبضته على السلطة ومنع المعارضة من داخل قبيلته القوية قبل أن يغادر المشهد السياسي. ونقل موقع على الإنترنت عن أحمد بوشاه من جماعة الإخوان المسلمين الليبية المعارضة في المنفى قوله إن اقتراح القذافي هو الإشارة الرسمية الأوضح لوضع سيف الإسلام على طريق الخلافة لوالده. وقالت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وهي جماعة ليبية معارضة في المنفى في بيان ‘من حقنا أن نسأل سؤالا: هل من المنطقي والمعقول أن تبقى ليبيا رهينة ليس فقط للقذافي خلال 40 سنة وإنما لأولاده الذين يعرفهم الليبيون بحبهم للترف والفساد والتصميم على قمع الشعب الليبي؟’. ويعزى إلى سيف الإسلام وهو أكثر موفدي أبيه الموثوقين إقناع الحكومتين البريطانية والأمريكية بأن القذافي يحرص على إنهاء عزلة ليبيا عن طريق تخليه عن برنامجه لإنتاج أسلحة الدمار الشامل. وتزامن تعيين سيف الاسلام بهذا المنصب مع عدة خطوات ايجابية في الدولة، منها اطلاق سراح 88 عضوا بجماعات إسلامية متشددة سجنوا لتآمرهم على الإطاحة بحكومة الزعيم الليبي معمر القذافي، واغلاق سجن ابو سليم سيئ الصيت. وقال محللون ان القصد من ذلك اغراء المواطنين ليعتبروا هذه الخطوة لمصلحتهم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية ? لندن) الصادرة يوم  17 أكتوبر 2009)

انتصروا لشهداء غزة


عبد الباري عطوان 17/10/2009 تبني مجلس حقوق الانسان الدولي لتقرير غولدستون يوم الجمعة، والمصادقة على جميع توصياته دون تحفظ، هما انتصار كبير للرأي العام العربي، والفلسطيني منه على وجه الخصوص، وهزيمة مذلة لثقافة احتقار الارادة الشعبية، والقفز فوقها، والتفرد بالقرارات المصيرية دون الرجوع الى المؤسسات وصنّاع الرأي. الفضل كل الفضل في هذا الانجاز غير المسبوق يعود الى بركان الغضب الشعبي الذي انفجر داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها، احتجاجا على تفرد مجموعة من اربعة اشخاص فقط في سلطة رام الله بالقرار، ودون اي تنسيق او تشاور مع اللجنتين المركزية لحركة ‘فتح’، والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مصدر الشرعية والتأييد لهذه السلطة ورئيسها. خريطة التصويت على التصديق في مجلس حقوق الانسان جاءت حافلة بالمفاجآت، وشكلت تبلور مرحلة جديدة في العمل السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية، تذكرنا بالايام الذهبية للامم المتحدة، وتعاظم نفوذ دول العالم الثالث، وهي المرحلة التي افرزت اكثر من ستين قرارا بنصرة الحق العربي، ابرزها وصم الحركة الصهيونية ودولتها اسرائيل بالعنصرية. ‘ ‘ ‘ قراءة سريعة لمعركة التصويت هذه، والكلمات التي القاها المندوبون اثناءها او تمهيدا لها، يمكن من خلالها استخلاص النقاط والعبر التالية: اولا: اثبتت عملية التصويت، وإقرار تقرير غولدستون ان كل ما قاله المتحدثون باسم السلطة، تبريرا لكارثة سحب التصويت، بان لا علاقة لهم بها، لان السلطة ليست عضوا كامل العضوية، يمكن ان تتقدم او تسحب التقارير. ان هؤلاء المتحدثين مارسوا كل انواع الكذب والتضليل، بدليل ان السلطة هي التي اعادت تقديمه الى المجلس، وهي التي لعبت الدور الاكبر في اعتماده. ثانيا: قال هؤلاء المتحدثون ان دولا كبرى مثل الصين وروسيا لم تكن مؤيدة للتقرير، ولذلك تقرر سحبه، لنكتشف انهما كانتا الاكثر حماسا وسعيا لإقراره، ولم يتردد مندوباهما مطلقا في التصويت لصالحه. ثالثا: اثبتت الكتلة العربية الاسلامية المدعومة من دول العالم الثالث انها تستطيع، لو ارادت، نصرة قضاياها في المحافل الدولية، لما لها من ثقل اقتصادي وسياسي في زمن انهيار العولمة، وبروز قوى عظمى جديدة. رابعا: ما زالت قضية فلسطين عامل توحيد اساسياً للعالمين العربي والاسلامي، وتعبئة للرأي العام الدولي ومنظمات حقوق الانسان، وهذا عنصر مهم نسيه العرب، وبعض الفلسطينيين في غمرة اللهاث خلف التطبيع مع اسرائيل، والرضوخ للاملاءات الامريكية. خامسا: بروز قوى اسلامية اقليمية عظمى، مثل تركيا وايران، وتحديهما لاسرائيل وجرائمها، بدأ يعطي ثماره بشكل ايجابي على الساحة الدولية، من حيث زيادة عزلة اسرائيل وحشد الدول الصديقة ضدها. سادسا: تراجع نفوذ الولايات المتحدة الامريكية وانحسار هيمنتها على المنظمات الدولية، ولو بشكل اولي، فالولايات المتحدة الامريكية كانت وحيدة تقريبا في معارضتها للتقرير، بينما امتنع اقرب حلفائها مثل بريطانيا وفرنسا عن التصويت، وهذا مؤشر مهم يجب أخذه بعين الاعتبار. سابعا: نتائج التصويت تعكس مدى انفضاض العالم في معظمه من حول اسرائيل، وشعوره بالقرف من سياساتها، واعتراض القوى الكبرى على مجازرها ضد الابرياء من ضحاياها في الارض المحتلة. فالابتزاز الاسرائيلي المدعوم امريكيا لم يعد يعطي ثماره، والتهديدات الاسرائيلية المستندة الى قوة اللوبي اليهودي، والعصا الامريكية باتت تفقد مفعولها تدريجيا، وهذا تطور يؤكد ان العالم بات يضيق ذرعا بالتدليل الامريكي لاسرائيل، ووضعها فوق الشرعية الدولية ومؤسساتها، وحمايتها ومجرمي حربها من اي عقوبات. ‘ ‘ ‘ انها ‘لعنة غزة’ التي تطارد الاسرائيليين، انها دماء الشهداء الاطفال الذين احرقت اجسادهم الطاهرة قنابل الفوسفور، وصواريخ الدبابات والطائرات. هذه اللعنة ستظل تلاحق كل مجرمي الحرب الاسرائيليين اينما كانوا، واينما حلوا، مثلما طاردت رجالات السلطة الذين حاولوا بيعها مقابل استئناف جولات المفاوضات العقيمة، في ظل استهتار اسرائيلي بكل مفردات عملية السلام، والاستجداءات العربية والامريكية لتجميد الاستيطان. اسرائيل تواجه اكبر مأزق في تاريخها، فقد رفعت عنها الحصانة الدولية للمرة الأولى، وباتت جرائمها عارية بكل تفاصيلها الدقيقة امام العالم بأسره، ولذلك علينا ان نكون حذرين ونتوقع منها مغامرة مجنونة في محاولة للخروج من هذا المأزق. فعندما يقول ايلي بيشاي نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي إن اسرائيل تعاملت بقفازات من حرير مع المدنيين الفلسطينيين اثناء هجومها على قطاع غزة، فإن علينا ان نتوقع من هذه الحكومة المتطرفة والشعب الذي اوصلها الى الحكم مجازر حرب اكبر، وضحايا اكبر. فإذا كانت هذه القفازات الحريرية قتلت 1400 انسان بريء نصفهم من الاطفال، فكيف سيكون الحال لو لم تكن غير حريرية؟ حكومة نتنياهو التي قالت ان التصويت على تقرير غولدستون بالايجاب سيؤدي الى قتل العملية السلمية (متى كانت حية؟) لن تتورع عن الاقدام على خطوات انتقامية، ثأراً لهزيمتها هذه، سواء بتشديد الحصار على الشعب الفلسطيني، او حتى على السلطة ورئيسها الذي خرج من دائرة الخوف، وقرر النزول الى حلبة التحدي، منتصراً لمطالب الشعب الفلسطيني. يجب اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية، مع التحرك بسرعة لابقاء هذا الزخم العالمي المعارض لاسرائيل والمنتصر لدماء الشهداء مستمراً، من خلال خطوات عملية، علمية، مدروسة. فالمعركة في بدايتها وهناك جولات قادمة اكثر شراسة في الجمعية العامة ومجلس الامن الدولي. الكتلة العربية الاسلامية هي قوة الدفع الحقيقية لتحقيق هذا الانجاز، جنباً الى جنب مع مؤسسات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان، ولذلك من الحكمة تأجيل الاحتفالات، وتشكيل هيئة عالمية من كبار المحامين الدوليين، والشخصيات البارزة في منظمات حقوق الانسان لقيادة المواجهات في الجولات المقبلة. شهداء غزة الذين حققوا هذا الانجاز الكبير الذي لم تحققه الجيوش العربية الجرّارة، يستحقون ان يهنأوا في مثواهم الاخير في جنة الخلد، فتضحياتهم واشقائهم لم تذهب سدى، فقد غيروا معادلات لم نكن نحلم مطلقاً بتغييرها، واثبتوا ان المفاوضات والارتماء عند اقدام العدو لا تحقق غير الهوان والمزيد منه. اسرائيل باتت مكروهة، منبوذة، محتقرة، بسبب غرورها وغطرستها، واستئسادها على الضعفاء العزل بطرق وحشية غير مسبوقة، ولذلك بدأ العد التنازلي لانهيارها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  17 أكتوبر 2009)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

23 juin 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année, N° 3683 du 23.06.2010  archives : www.tunisnews.net  AP: Tunisie: décès de l’ancien Premier

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.