تونس في 08 أكتوبر 2007 المحترم السيد والي أريــــــــــانة دام حفظه الموضوع:
سيدي الوالي ، 1)ـ نعبر على احتجاجنا امام التعدي على حقنا القانوني في المقرات و توظيف القضاء في قضية اخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره المركزي و التي مبدأها سياسي و منتهاها سياسي. 2)ـ نطالب الحكومة برفع يدها على حرية العمل السياسي و الجمعياتي و النشاطات في داخل الفضاءات العامة. 3)ـ نحمل المسؤولية للسلطات الجهوية و الحكومة على المآل الذي قد تصل إليه الحالة الصحية للمضربين عن الطعام السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب و الأستاذ أحمد نجيب الشابي مدير صحيفة الموقف الذان يمران بمرحلة حرجة و خطرة. الامضاء : اللجنة الجهوية باريانة لمساندة المضربين عن الطعام: مراد النوري – حمزة حمزة انور الشابي – شاكر الشابي فايزة الراهم – عبدالحميد الصغير جميلة عياد – زهير مخلوف أحمد الغزواني – محمد القلوى
مسؤول تونسي ينفي ممارسة التعذيب في بلاده
نفى مسؤول تونسي ممارسة التعذيب أو سوء المعاملة في بلاده، خلافاً لما وصفه بالادعاءات التي روجتها أخيراً بعض وسائل الإعلام الغربية، إثر قرار لقاض أمريكي بمنع تسليم سجين تونسي بمعتقل جوانتانامو إلى السلطات التونسية. وقال المسؤول التونسي، في بيان مساء امس، إن “التعذيب وسوء المعاملة من الممارسات المرفوضة في تونس والتي تشكل مخالفات خطيرة تدخل تحت طائلة العقوبات الجنائية”، معتبرا أن “الادعاءات المذكورة” تأتي على خلفية “مزاعم” مماثلة تتعلق بسجينين سابقين في جوانتانامو أعيدا مؤخرا إلى تونس ويتمتعان بجميع ضمانات المحاكمة العادلة (من جلسات علنية وضمان حق الدفاع..) وبظروف إيقاف عادية. (يو.بي.آي) (المصدر: صحيفة “الخليج” (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 12 أكتوبر 2007)
الحكومة التونسيّة تعتبر الحُكم بإبطال العمل بمنشور يمنع الحجاب “دليلا على إستقلال القضاء” والحقوقيّون يرُدّون عليها
تونس – وطن – كتب سليم بوخذير ردّت الحكومة في تونس بسرعة على الضجّة التي أثارها الإعلان عن صدور حكم قضائي بإبطال العمل بمنشور يحظر الحجاب ، مُعتبرة إياها “دليلا على إستقلال القضاء” في البلد . وفي أوّل تعليق يصدر عن الحكومة على إعلان المحكمة للحًكم القضائي ، قال مستشار الرئيس التونسي سمير عبد الله (ملاحظة من التحرير: السيد سمير عبد الله ليس مستشارا للرئيس بن علي بل عضوا في مجلس المستشارين، الغرفة الثانية للبرلمان التونسي) في تصريح اليوم الخميس لموقع “مغاربيّة” إنّ الحُكم “أكّد من جديد إستقلاليّة القضاء في تونس خلافا لما تردّده بعض الأصوات التي تشكّك في نزاهته” ، في إشارة إلى الحزب الديمقراطي التقدّمي الذي شكّك في إستقلالية القضاء . و كان القضاء الإداري أعلم الحكومة مؤخّرا بحُكمه القاضي بإبطال قرارها إيقاف مُدرّسة ثانوي عن العمل لإرتدائها الحجاب وتغطيتها رأسها وذلك بناء على المنشور 102 . و أصدرالقضاء حُكمه بأنّ المنشور 102 “مُخالف للدستور”، الأمرالذي أدّى إلى الحُكم بإبطال العمل به و بالتالي “عدم شرعيّة” قرار رفت المُدرّسة . وقال مستشار الرئيس التونسي (خطأ: عضو مجلس المستشارين) إنّ الحُكم “لم يُفاجئه في جرأته وشجاعته الأدبية وقضاء المحكمة الإدارية عوّدنا بمثل هذه الجرأة ” . وكان وزيرالتربية هوالذي أصدر في عام 2002 القرارا القاضي بإيقاف المدرّسة سعيدة عدالي عن عملها مُدرّسة بمدرسة المهن بحمام الأنف بسبب إرتدائها للحجاب ، مع حرمانها من راتبها ل3 اشهر. لكنّ المُدرّسة رفعت دعواها القضائيّة على الفور في عام 2002 ضدّ الوزارة لدى المحكمة الإداريّة التي أعلمتها بعد طول إنتظار بالحُكم الأسبوع الفارط لصالحها مع حمل المصاريف القانونيّة على الدولة . وإعتبرت المحكمة في نصّ حكمها أنّ تطبيق المنشور 102الذي إعتمد عليه الوزير في قرار الرفت “قد ينتج عنه تهديد للحريات الأساسيّة وإستعماله مطيّة للتضييق من الحقوق الفرديّة” . و يُتيح القانون للحكومة إستئناف هذا الحُكم القضائي في الآجال التي حدّدتها التشريعات، الأمر الذي لا يجعله يكتسي صفة “الحُكم النهائي” . وقد أثار تصريح مُستشار الرئيس التونسي (خطأ: عضو مجلس المستشارين) الخميس الجدل مع الدوائر الحقوقيّة في البلد التي إعتبره بعضها “مُنافيا للحقيقة” . وفي ردّه على التصريح الحكومي قال كاتب عام منظّمة “حرّية و إنصاف” الحقوقيّة عبد الرؤوف العيادي ل”وطن ” : “نحن إتّهمنا القضاء في تونس أنّه غير مستقلّ لأنّ الحكومة تُمارس سلطتها في توزيع القضايا السياسيّة على القضاة الموالين لها ، ولم نقل يوما إنّه ليس لنا قضاة مستقلّون”، حسب تعبيره . و تابع أنّ “صدور الحُكم بإبطال منشور منع الحجاب إنّما حدث لأنّ الحكومة لم تنتبه للقضيّة نظرا لكثرة الملفّات بالمحكمة وتعيين القاضية الشريفة التي حكمت كان بمحض الصدفة” . و قال العيّادي “أنظروا كم مرّة حكم القضاء الإداري بضغط من السلطة لصالحها وضدّ القانون والدستور وضدّ المنظمات الحقوقيّة وعندها تعرفون حجم الضغوطات التي تُمارسها السلطة لضمان أحكام قضائيّة لصالحها على حساب المجتمع” . وهذه هي المرّة الأولى في تاريخ تونس التي يُبطِل فيها القضاء التونسي العمل بالمنشور 102 الذي إستندت إليه الحكومة عديد السنوات لمنع المحجبات من الإطار الوظيفي والطلاّبي والتلمذي من أحجبتهنّ. و تونس هي البلد الثاني الذي يمنع النساء من إرتداء الحجاب سواء في مواقع العمل أو في غيرها ، وذلك بناء على المنشوريْن 108 الصادر في 1981 و102 الصادر في 1986اللّذيْن يعتبران الحجاب “لباسا طائفيّا” و “يوحي بالتطرّف والخروج عن المألوف” . وكان القضاء الإستعجالي أصدر في الثالث من أكتوبر الجاري حُكمه القاضي بإجلاء الحزب الديمقراطي التقدّمي لمقرّه الكائن بوسط العاصمة على خلفيّة دعوى رفعها صاحب المقرّ . لكنّ ميّة الجريبي الأمينة العامّة للحزب والأمين العام السابق أحمد نجيب المضربيْن عن الطعام إتّهما الحكومة ب”الوقوف وراء الحكم القضائي و ممارستها لضغوط على المالك و القضاء” ، حسب قولهما.
(المصدر: صحيفة “وطن” (اليكترونية – الولايات المتحدة) بتاريخ 13 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.watan.com/index.php?name=News&file=article&sid=3783
تونس تعتقل 17 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحلها
تونس – العرب أونلاين – يو بى أي: تمكّنت البحرية التونسية من إحباط محاولتين للهجرة السرية إنطلاقا من الشواطئ التونسية بإتجاه جزيرة لامبيدوزا الاٍيطالية، تمّ خلالهما إعتقال 17 شابا تونسيا ومغاربيا.
وذكرت تقارير صحفية أن عملية اٍحباط المحاولة الأولى للهجرة نحو الضفة الشمالية للمتوسط، تمّت فى عرض المياه الإقليمية التونسية قبالة سواحل مدينة بنزرت الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمال تونس العاصمة، وكان يحاول القيام بها عشرة اشخاص.
ولم توضح الصحيفة جنسية الحالمين بالهجرة، وإكتفت بالإشارة إلى أنهم ينتمون الى دول مغاربية مجاورة، حيث إعترفوا أثناء التحقيق معهم بأنهم كانوا يحاولون التسلل خلسة إلى جزيرة لامبيدوزا الاٍيطالية عبر المياه الإقليمية التونسية.
وتعتبر جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التى عادة ما يختارها المهاجرون غير الشرعيين، أقرب نقطة إلى الشواطئ التونسية حيث تبعد عنها نحو 50 ميلا.
وأشارت التقارير إلى أن المحاولة الثانية للهجرة السرية التى أحبطها الحرس البحرى التونسى شارك فيها سبعة شبان تونسيين، وتمت قبالة سواحل مدينة نابل الواقعة على بعد 67 كيلومترا شمال شرق تونس العاصمة.
يذكر أن محاولات الهجرة غير الشرعية بإتجاه السواحل الاٍيطالية انطلاقا من الشواطئ التونسية التى يبلغ طولها 1300 كلم عادة ما تتزايد خلال الصيف على الرغم من الاٍجراءات الأمنية المشدّدة التى اتّخذتها السلطات التونسية للحد من هذه الظاهرة التى باتت تؤرق دول جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط.
(المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – لندن) بتاريخ 13 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة يونايتد برس إنترناشيونال)
بسم الله الرحمان الرحيم
يطيب للحوار نت بمناسبة هلول عيد الفطر المبارك أن يزفّ أزكى السّلام وأحرّ التّهاني إلى
:
* الأمّة العربية والإسلامية، * وإلى كلّ المستضعفين عبر العالم، * وإلى الأحرار القابضين على الجمر في سجون تونس الصغيرة، * وإلى المحاصرين في سجنها الكبير، * وإلى كل أطياف الشعب التونسي وقواه المناضلة من أجل الحرّية والكرامة والعدل، * وإلى المناضلـيـْن المضربيْن عن الطعام مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي بصفتهما آخر تجليات قوى الممانعة ضد الإستبداد ، * وإلى كلّ زوار الحوا نت ومحبّيه. سائلين ولي النّعمة الأكبر سبحانه أن يتقبّل صيامكم وكلّ أعمالكم الصّالحة وأن يُحيِيكُم إلى رمضان قابل عاما بعد عام وأن يبارك لكم في العيد وأن يمن ّعليكم بالعفو والعافية إنهّ سميع مجيب. أسرة الحوار نت http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?t=11501
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
تهنئــة بعيد الفطر المبارك بمناسبة عيد الفطر المبارك يسر لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس أن تتقدم إلى المحجبات التونسيات القابضات على جمر المحنة جراء التمسك بحجابهن والاتى يتعرضن إلى تمييز وظلم يومي , وإلى جميع المسلمين والمسلمات في الوطن وسائر العالم الإسلامي , وإلى علماء الأمة وقدوتها , بأطيب الأمنيات وأعبق التمنيات وأندى التحيات . ونسأل الله أن يعيده على الجميع بالخير واليمن والإيمان أعواما عديدة وأزمنة مديدة , وأن يرفع عن المحجبات التونسيات وكافة أبناء الأمة وشعبنا الظلم والأذى وكــل عيــد وأنتــم بخيــر
protecthijeb@yahoo.fr : للمراسلة
عيدكم مبارك
أرفع إلى الأعزّاء في “تونيس نيوز” أحرّ عبارات التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك ، و كلّ عام و أنتم بخير ، و كلّ عام و”تونيس نيوز” قلعة شمّاء للكلمة الحرّة الصادقة و منبرا للأقلام الصادقة ، و كلّ عام و شرفاء تونس بخير . . مع التمنّيات بأن يكون كلّ طيور تونس المهاجررة بيننا في عيد الفطر للعام القادم ، و تكون “تونيس نيوز” غير محجوبة في تونس في عيد الفطر للعام القادم . عاشت تونس حرّة ، و على حبّ تونس نلتقي دائما يا أعزّ الناس .. أخوكم القلم الحرّ سليم بوخذير
بسم الله الرحمان الرحيم “إنا لله و إنا إليه راجعون”
توفيت فجر اليوم – السبت 13 أكتوبر 2007- زوجة أخينا عبدالرزاق نصرالله السجين السياسي و المناضل النقابي و الناشط الحقوقي و الوجه الإسلامي المعروف بقابس.. أصيبت المرحومة بمرض عضال وقع اكتشافه في طور متقدم… تنقل الجنازة إلى مقبرة سيدي علي البهلول بقرية شنني قابس عصر هذا اليوم السبت 13 أكتوبر 2007 تقبل الله المرحومة بعفوه و كرمه و أسكنها فسيح جناته، و رزق زوجها و أبناءها جميل الصبر و السلوان.. لتقديم التعازي 97215046 (00216) عبدالله الـــــزواري abzouari@hotmail.com
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس قابس في13-10-2007 نعي
انتقلت إلى جوار ربها اليوم المغفور لها الخامسة نصرالله زوجة المناضل الصديق عبد الرزاق نصر الله و جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي اذ تتقدم لزوجها و أهلها و ذويها بأحر التعازي فانها تبتهل إلى الله أن يحتسبها عنده ضمن الشهداء و يغفر لها و يسكنها جناته و أن يرزق ذويها جميل الصبر والسلوان و إن لله و إن اليه راجعون الكاتب العام عبدالوهاب عمري
تعزية من حركة النهضة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وأنا اليه راجعون
” يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي و ادخلي جنتي “
علمنا في حركة النهضة ببالغ الحزن و الأسى وفاة زوجة أخينا المجاهد عبد الرزاق النصري السجين السياسي الإسلامي والمناضل النقابي و الناشط الحقوقي (قابس) وذلك فجر هذا اليوم السبت الثاني من شوال 1428 الثالث عشر أكتوبر 2007 وذلك بعد معاناة مع المرض.
كما بلغنا خبر وفاة والد أخينا الطاهر بوصرة السجين السياسي الإسلامي ( جرجيس ) والذي توفي ليلة السبت الثاني من شوال 1428 13 أكتوبر 2007 بالمستشفى الجهوي بجرجيس وكان المرحوم قد أصيب بجلطة فجر يوم الخميس 11 أكتوبر 2007 نقل على إثرها إلى المستشفى
وإننا في حركة النهضة نتوجه الى الله عز وجل أن يتقبل المرحومين عنده في عليين وان يغفر لهما ويرزقهما فراديس جنانه.
كما ندعو المولى عز وجل أن يرزق أخوينا وعائلتيهما الصبر الجميل وان يعوضهما في المفقودين الرضى بقضاء الله والاحتساب إليه إنه سميع قريب مجيب.
لتعزية الاخ النصري 97215046 (00216)
لتعزية الاخ الطاهر بوصرة: 24702215 (00216) أو 97907844 (00216)
خـــــاص بالصباح
استعجالي ضخـم علـى أرض السجــــن المدنـــي 9 أفريــــل
تونس – الصباح – تشهد أقسام الاستعجالي في مختلف المستشفيات اكتظاظا كبيرا يتسبب في أغلب الأحيان في فوضى عارمة وفي الحد من الخدمات الممكن تقديمها خاصة أن أغلب زوار هذه الأقسام حالاتهم غير مستعجلة ولا تتطلب الهلع والفزع ومضايقة الحالات الاستعجالية الفعلية التي تتطلب تركيزا كليا من قبل الاطارات الطبية والشبه الطبية في الأقسام الاستعجالية خاصة أن هذه الأقسام تستقبل ما لا يقل عن 3 ملايين و600 ألف مريض سنويا يحمل منها مستشفى شارل نيكول نصيب الأسد بحوالي 85 ألف حالة سنويـــــا. وأمام هذا الوضع، وأمام المساعي الهادفة إلى تطوير الخدمات الاستعجالية بصفة خاصة والخدمات الصحية بصفة عامة، علمت «الصّباح» أن هناك تفكير جدي في استغلال الأرض التي كان ينتصب فوقها السجن المدني 9 أفريل بباب سعدون – قبل هدمه في نهاية السنة الماضية وتحويل السجن الى المرناقية – لبناء استعجالي ضخم ومتطور فوقها… هذا الاستعجالي سوف يتكفل باستقبال كل الحالات الاستعجالية وسيقتصر دوره على قبول هذه الحالات ثم توجيهها الى المستشفيات المختصة ان اقتضى الحال، وسيكون هذا «الاستعجالي» عبارة عن مستشفى مختص في الحالات الطارئة والاستعجالية دون إقامة أو عيادات داخلية أو خارجية أي بمثابة النقطة الأولى للفحص والعلاج… وسيكون هذا الاستعجالي متطورا بشكل كبير وستتوفر داخله كل آلات الفحص والكشف والتحاليل والتصوير بالأشعة… إلى جانب إطارات طبية وشبه طبية مختصة وكذلك قسم استقبال ورعاية المرضى ومرافقيهم والحد من التوتر والفزع الذي يصاحبهم عادة. هذا المشروع الضخم الذي سيقام على أرض مساحتها تفوق الـ4 هكتارات، سيحل العديد من مشاكل المستشفيات والأقسام الاستعجالية… لكن بعض المصادر أكدت لـ«الصّباح» أن بقاء الأقسام الاستعجالية الأخرى – وعلى الأقل تلك القريبة من المشروع الجديد – كاستعجالي شارل نيكول والرابطة مازال في طور الدراسة والبحث لما فيه خيرا للمواطن والمريض أولا… فهل سيتم الاكتفاء باستعجالي واحد أم أن الاستعجالي الجديد سيكون هو الرئيسي مع الابقاء على الأقسام الاستعجالية الأخرى التي سيكون عملها أقل بالتأكيد؟ الاستعجالي في المرحلة الاستشفائية ويذكر أن استراتيجية خاصة بقطاع الطب الاستعجالي وضعت منذ سنة 1998 وتمحورت حول 3 محاور أساسية وهي الاستعجالي في مرحلة ما قبل المستشفى والتي تؤمنها 4 أقسام مساعدة طبية استعجالية SAMU في كل من تونس وسوسة وصفاقس وقفصة في انتظار دعمها بقسم خامس في جندوبة. أما الاستعجالي في المرحلة الاستشفائية فيتواجد في تونس اليوم 176 قسما استعجاليا آخرها قسم الاستعجالي الجديد لمستشفى الرابطة واستعجالي أريانة والمركب الاستعجالي ببن عروس لتقويم الأعضاء ومعالجة الحروق البليغة هذا الى جانب عديد الأقسام الاستعجالية الأخرى داخل الجمهورية. التركيز على التكويـن وقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماما أكبر بالتكوين الخاص بالطب الاستعجالي من ذلك احداث ماجستير مختص يدرس بكل من كلية الطب بتونس وسوسة وصفاقس وتم كذلك بعث اختصاص جديد يعنى بالاستعجالي مع فتح 13 خطة مقيم في الطب لمناظرة الاقامة وخطة في مناظرة أستاذ جامعي مبرز في اختصاص الطب الاستعجالي مع العمل على بعث سلك من مهنيي الصحة وتكوينهــــم حصرا في الاستقبال وانتقاء المرضى حسب خطورة الحالة. سفيان رجب (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أكتوبر 2007)
مسلسل باب الحارة استخدم في رسائل المعيدين بقدر ما استحوذ علي متابعة كبيرة من المشاهدين
غزة ـ القدس العربي ـ من أشرف الهور علي الرغم من انتهاء شهر رمضان، الذي حظي فيه المسلسل السوري باب الحارة بنصيب الأسد من متابعة المشاهد العربي من المحيط إلي الخليج، خلال سهراتهم الرمضانية، استخدم هذا المسلسل أيضاً بشكل كبير في تهاني المعيدين . فكثير من الرسائل المهنئة بعيد الفطر التي تبادلها الأقارب والأصدقاء فيما بينهم، حملت نصوصا وأسماء للشخصيات الأساسية التي لعبت الأدوار الدرامية في هذا المسلسل السوري. وقد أكدت تقارير كثيرة أن باب الحارة هو المسلسل الأكثر مشاهدة من بين المسلسلات العربية الأخري، علي الرغم من عددها الزائد في شهر رمضان علي غير العادة من كل عام نظراً لملامسة وقائعة حياة المشاهدين . ففي رسالة شرحت كلماتها القليلة أحداثا كثيرة من هذا العمل الدرامي استخدمها عدد كبير من الشبان في المناطق الفلسطينية خاصة في قطاع غزة، في التهنئة بعيد الفطر. وجاء في نص رسالة التهنئة غير التقليدية التي استقبلتها أعداد كبيرة من الهواتف النقالة الله يلهمك حكمة الزعيم، وقوة أبو شهاب، وصبر أبو عصام، ويبعد عنك أمثال أبو جودت وفريال، وأنا وكل الحارة بنقولك كل عام وأنت بخير وفطر سعيد . وقد شرحت الرسالة التي لم يعرف مصدرها، غير أنه من نصها يظهر أن من كتبها شخص تابع بدون انقطاع أحداث الجزء الثاني من مسلسل باب الحارة ، كونها فسرت بشكل كبير شخصيات هذا العمل الدرامي. والزعيم هو الممثل السوري (عبد الرحمن آل رشي) كبير الحارة وقتله أحد شخصيات المسلسل، لكشفه سره بعد أن قتل أحد الأبطال أثناء إيصاله معونة من الزعيم إلي الثوار، وعرف الزعيم في العمل الدرامي بحكمته الكبيرة. أما أبو شهاب فهو الممثل (سامر المصري) قبضاي الحارة وشجاعها، وأبو عصام هو الممثل (عباس النوري) الذي فقد في المسلسل مركزه وهيبته أمام أهل الحارة، وأظهر صبره إزاء ذلك، أما أبو جودة وفريال فعرفا بمكرهما، خاصة بعد ألقت فريال بزوج ابنتها في السجن لتلفيقها له تهمة بمحاولة قتلها. أحد مرسلي هذه الرسائل كان أبو أنس، رجل في الأربعينيات، قال انه أرسل رسالة تهنئة لأصدقائه بحلول العيد جاء فيها من خلف باب الحارة أرسل التهاني بعيد الفطر السعيد . ويري خالد أن السبب الحقيقي وراء تشبث المشاهدين بـ باب الحارة ، كون أن الدراما التي عرضها المسلسل تلامس هموم المشاهد العربي . وقال جميعنا نتمني أن نعيش في حارة تشبه تلك التي رأيناها في المسلسل ، مضيفاً كان لها رئيس واحد، وجميع السكان يحترمونه، كان أهلها لا يكرهون بعضهم، والماكرون منهم سرعان ما كانوا ينبذون . ولفت خالد أن الواقع العربي الآن غير ذلك، وقال أصبح في بعض المناطق في الدول العربية لا يعرف الجار جاره، ومن السهل أن يسكن جوارك شخص لا تعرفه ولا تعرف أصوله . يشار إلي أن الحديث عن حلقات باب الحارة استحوذ علي مجالس الضيوف خلال السهرات الرمضانية، بحيث أصبح عدد كبير من مشاهدي المسلسل يتبادلون الحديث عن شخصيات المسلسل، وحبكاته الدرامية، وأصبح بعضهم يحكي للآخرين عن الحلقات التي فاتتهم مشاهدتها وكأنه حكواتي دمشق . ولم تستحوذ متابعة أحداث باب الحارة علي مشاهدة الكبار فقط، وأكدت إحدي السيدات أن أطفالها الثلاثة الذين لم يتجاوز أكبرهم العشر سنوات يحرصون علي متابعته أيضاً. ويقول المشاهدون هنا في غزة انهم أيضاً سيحرصون علي مشاهدة الجزء الثالث في شهر رمضان من العام القادم. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أكتوبر 2007)
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
نشرة الكترونية عدد 28 – 11 أكتوبر 2007
وصل موقع الحزب والرفيق محمد جمور العديد من رسائل المساندة صادرة عن أحزاب وأفراد من تونس وخارجها. للإعراب عن تضامنكم مع رفيقنا الأستاذ محمد جمور الذي يتعرض لمضايقات وصلت حد التهديد بحجز ممتلكاته، يمكنكم الإتصال به: هاتف 0021622324393 mohamedjmour@yahoo.frأو مراسلة موقع الحزب:
info@hezbelaamal.org
تونس- استغلال فاحش: تتمركز بتونس 102 مؤسسة أجنبية تعتمد تقديم الخدمات عن بعد بواسطة الهاتف، يشتغل بها أكثر من 4700 عون من الشباب الجامعي الذي يتقن اللغات الأجنبية. تتمتع هذه المؤسسات بإعفاء جبائي لمدة عشر سنوات ومنح بمعدل 25 بالمائة من قيمة الإستثمار، ومع ذلك فهي لا تحترم سلٌم الأجور ولا عدد الساعات القانونية للعمل (يدوم العمل من السابعة صباحا إلى الحادية عشر ليلا) ولا الراحة الأسبوعية والعطل الرسمية، ولا يتمتع الأعوان بالتغطية الإجتماعية والصحية، ومسؤولو هذه المؤسسات بالمرصاد لكل محاولة تأسيس نقابة وسبق أن طردوا مسؤولين نقابيين منتخبين… الشعب (أسبوعية نقابية) 06-10-07 أما عمال المصحٌات الخاصة فإنهم ليسوا أحسن حالا، فقد صرٌح السيد محسن الحداد الأمين العام المساعد للجامعة العامة للصحة (النقابة الوطنية للصحة) ان هذه المؤسسات لا تحترم الإتفاقيات الممضاة وتقوم بإيقاف وطرد المسؤولين النقابيين والضغط على منخرطي النقابة للإنسلاخ وعدم تمكين الأعوان من الزيادات القانونية الخ… نفس المصدر السابق
تونس-ديون أبدية: يبلغ حجم الدين الخارجي لتونس 51203 مليون دينار، حسب البنك المركزي ، وكل تونسي رضيعا كان أم شيخا طاعنا في السن، مطالب بدفع 5000 دينار لتسديد الديون الخارجية. (دولار=1,3 دينار)
تونس-انتعاشة المعارضة: تجري في تونس انتخابات رئاسية عام 2009 وعقدت الأحزاب لقاءات منها: لقاء بين التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد “وتدارسا تحديات 2009” وإمكانية عقد ندوة وطنية حول الإصلاح اليساسي . كما انعقد لقاء يوم 03-10-07 بين الأطراف التي أسست الإئتلاف الديموقراطي التقدمي (عام 2005) وهي حركة التجديد والحزب الإشتراكي اليساري وحزب العمل الوطني الديموقراطي، وأكدوا على ضرورة تحقيق انطلاقة جديدة للمبادرة\الإئتلاف الديموقراطي مع كل الأطراف المعنية ببناء قطب ديموقراطي تقدمي.
مصر: احتجبت 20 صحيفة مصرية يوم الأحد 7 أكتوبر 2007 احتجاجا على الحكم على 10 صحافيين بالسجن والغرامة وتضييق السلطة على العمل الصحفي. أما في سيناء التي تعيش صدامات بين الشرطة والمواطنين، فأن السلطة استعانت بقبيلة لتقمع أهالي مدينة العريش إلى جانب الشرطة بالزي المدني مما أدى إلى إيقاف وجرح العشرات. داهم المتظاهرون مقرات الحزب الحاكم والسلطات المحلية التي احترقت وأتلفت محتوياتها. يو. بي. آي 08-10-07 .
مصر: دخل الشاعر أحمد فؤاد نجم المعروف باسم “الفاجومي”، مؤلف كلمات معظم أغاني الشيخ إمام، غرفة الإنعاش بمستشفى “المعادي” (القاهرة) يوم 03-10-07 ، بعد أن أصيب بجلطة في المخ. يبلغ “الفاجومي” 97 عاما وسجن عدة مرات منها عام 1974 بعد قصيدة “نيكسون بابا” و1977 بعد قصيدة “الفول واللحمة” ومن آخر قصائده “عريس الدولة” وهي قصيدة ساخرة ضد توريث الحكم من الرئيس إلى الإبن… عن “الأخبار” (لبنان) 04-10-07 .
أفريقيا الوسطى: منذ 17 سبتمبر والموظفون مضربون عن العمل بسبب تراكم الأجور المتأخرة (8 أشهر) منذ وصول “فرانسوا بوزيزي” إلى السلطة في مارس 2003 ، وقد وعد بعدم تكرار هذا التأخير الذي بدأ منذ 1981 ببرنامج الإصلاح الهيكلي . الإتحاد النقابي لعمال أفريقيا الوسطى 05-10-07 .
جنوب افريقيا: أضرب 1000 عامل بناء في مدينة “الكاب” حيث يبنى ملعب لاحتضان كأس العالم لعام 2010 . يطالب العمال بتحسين ظروف العمل والنقل، وبعد يومين من الإضراب الشامل حقق العمال مطالبهم فالمقاولون مطالبون باحترام آجال الإنجاز. النقابة الدولية لعمال الخشب والبناء 29-09-07
بورندي: أضرب أساتذة التعليم الثانوي بداية من 9 أكتوبر لتطبيق الزيادة في الأجور المتفق عليها مع الحكومة (+34 بالمائة)، وأعلن معلموا الإبتدائي أنهم سيضربون لنفس الأسباب بداية من 16 أكتوبر المقبل. أنغولا براس 09-10-07 .
المانيا: أضرب عمال السكك الحديدية يوم 05-10-07 من أجل تحسين الأجور وضد الخصخصة. وأصدرت المحكمة قبيل ساعات من بداية الإضراب، قرارا يقضي بمنع الإضراب الوطني والإكتفاء بالإضراب على القطارت الرابطة بين المدن الداخلية، أي مجموعة من الإضرابات الجهوية. رويترز 06-10-07 .
بريطانيا: بدأ يوم 4 أكتوبر إضراب بالبريد البريطاني من أجل الرفع في الأجور والمحافظة على مواقع العمل وضمان التقاعد للعاملين. البريد معرض للخصخصة التي ينتج عنها غلق 2500 مكتب من جملة 15000 وطرد 40 ألف عامل من جملة 200 ألف. أ.ف.ب. 09-10-07 .
فرنسا-تمييز عنصري: أصدرت الأمم المتحدة تقريرا أعدته مبعوثتها السيدة “غاي ج. ماك دوغال” عن التمييز والتفرقة العنصرية في فرنسا، إزاء المهاجرين أو أبائهم. يتهم التقرير الحكومة الفرنسية بأنها تعمل كل ما في وسعها لإدامة هذا الوضع “وخلق جو من الريبة والشك والإقصاء للمواطنين ابناء المهاجرين… وتحشرهم في “غتوات” قاطعة عنهم طريق الإرتقاء في السلم الإجتماعي، وتحسين وضعهم”. سيقدم التقرير في مارس المقبل أثناء انعقاد دورة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. أ.ف.ب. 04-10-07 .
الإكواتور: انتخب الإكواتوريون يوم الأحد 30 سبتمبر أعضاء المجلس التأسيسي، وحصل أنصار الرئيس رفائيل كورٌيا على أغلبية مطلقة، تمكٌنه من القيام بإصلاح دستوري (كان وعد به) في اتجاه تأميم القطاعات الرئيسية للإقتصاد ووضع حد لهيمنة الأحزاب التقليدية على الحياة السياسية. أ.ف.ب. 02-10-07.
بوليفيا: في برنامج أعدٌته ب.ب.س. عن الديموقراطية صرح الرئيس البوليفي “إيفو موراليس”: “الديموقراطية هامة لكنها غير كافية، إذ الأهم هو أن يكون الحكم حقيقة بيد الشعب…. في الممارسة والواقع، تم إقصاء النساء من الحياة العامة، وهذه كارثة… الرأسمالية أكبر عدو لدود للحياة وبالتالي للإنسانية…”.
قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
بمناسبة محاكمة الرفيق محمّد ياسين الجلاصي
عن أيّ إرهـــــاب تتــــحدّثــــون؟!
بقلم: غسّان بن خليفة بعد إيقافه حوالي أسبوع دون ان تعلم عنه عائلته ورفاقه ايّ شيء، مثل مؤخّرًا المناضل محمّد ياسين الجلاصي عضو الشباب الديمقراطي التقدّمي والطالب بكلّية الصحافة أمام قاضي التحقيق بتهمة المشاركة في تكوين خلّية “إرهابية”. يتبيّن مرّة أخرى من خلال هذه القضيّة المفتعلة، أنّ السلطة في تونس توظّف القضاء لأغراض سياسية. فبغضّ النظر عن النقاش حول لادستورية قانون “مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال” الذي يحاكم بموجبه رفيقنا ياسين، لا يملك المرء الاّ ان يضع نقاط الإستفهام على توقيت عمليتيْ الإعتقال والمحاكمة، اللتين تأتيان في سياق مواجهة مفتوحة محتدمة بين السلطة السياسية والحزب الديمقراطي التقدّمي، مصحوبًا بمختلف مكوّنات المعارضة الديمقراطية وهيئات المجتمع المدني المستقلّ. مواجهة لم تتورّع فيها السلطة عن استعمال مختلف الوسائل المتاحة: من القبضة الأمنية الى أحكام القضاء الى حملات التشويه والتخوين… على خلفية هذا المشهد المتوتّر اذًا، يأتي اتّهام أحد المناضلين الشباب للديمقراطي التقدّمي بالإرهاب. والحقيقة، انّها ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها اتّهام أحد منتسبي الحزب ب”تهمة التهم” في عالم مابعد 11 سبتمبر: الإرهاب. اذ تمّت ايضًا محاكمة وحيد براهمي وهو من منخرطي الحزب في جامعة سيدي بوزيد بنفس التهمة. بما قد يوحي للمراقب غير الملمّ بتفاصيل المشهد التونسي بأنّ الأمر ربّما يتعلّق بحزب سياسي، يلعب دور الواجهة السلمية لمشروع متطرّف وعنيف… وان كنت لم أعاشر وحيد براهمي، الاّ انّي أعرف أنّه عانى الأمرّين من تضييقات السلطة قبل ان يُزّج به في غياهب السجون، وذلك بسبب مقالاته الجريئة على صفحات جريدتيْ “الموقف” و”الطريق الجديد” وانّه قد عانى من اضطرابات نفسية شديدة دفعت به الى حدّ التفكير في الإنتحار، بعد ان طُرِدَ من التعليم العالي لنشاطه النقابي. ولاشكّ لدي في ان شخصًا مثله، يكتب في جرائد كالموقف والطريق الجديد ومنخرط في حزب ينصّ نظامه الداخلي على انّه حزب حداثي “يفصل بين الدين والسياسة”، لا يمكنه ان يتحوّل بين عشيّة وضحاها الى “سلفي جهادي”، اللهمّ الاّ بفضل الوسائل الناعمة لبوليسنا السياسي واستقلالية نظامنا القضائي القادريْن على ترتيب الأمور على قياس أجندات أصحاب القرار في بلادنا. وأمّا فيما يخصّ “مهدي”، فإنّ الأمر يأخذ أبعادًا أكثر غرابة الى حدّ..السريالية. فهذا طالب ينتمي الى الإتّحاد العام لطلبة تونس المعروف بتوجّهه التقدّمي، وعضو بفصيل شبابي لحزب من وسط اليسار، بل وأعلم ايضًا أنّه سبق له التعاون مع “قناة الحوار التونسي” المملوكة للسيّد الطاهر بن حسين، الوجه العلماني المعروف. ولقد عاشرت طويلاً “مهدي”، الذي التحق بالحزب بعيد تحرّك 18 أكتوبر الشهير سنة 2005، وأعرف، كبقيّة شباب الحزب، جيّدًا مدى بعده عن هذه الإتّهامات الواهية التي يحاولوا ان يلصقوها به، ومن خلاله بالحزب الديمقراطي التقدّمي. فمهدي ذي توجّه يساري وقومي عربي واضح، ويمكن لمن أراد التثبّت من ذلك العودة الى نشريّة “الشراع” التي يصدرها الشباب الديمقراطي التقدّمي للإطلاّع على مقالات حرّرها بنفسه ودافع فيها عن صدّام حسين وعن السياسات الإشتراكية للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز… كما سبق لي ان اشتركت معه في إعداد تحقيق عن “التيّارات السلفية في تونس”، نشر في الصفحة الأولى لجريدة “الموقف” ووقّع بإسميْنا معًا. ومن سخرية الوضع في تونس اليوم، ان يُتّهم المهدي بأنّه سلفي وارهابي بعد ان اتّهمنا أحد قرّاء الجريدة، بسبب المقال المذكور، بأنّنا تحاملنا على السلفيين الجهاديين المتطوّعين للقتال في العراق. لا أحد على استعداد اذن، ان يصدّق إدّعاءات السلطة واتّهاماتها. والأكيد أنّنا لن نقبل بها وسنعمل على تحشيد كلّ الدعم الداخي والعالمي الضروريْن لإعتبار “المهدي” كسجين سياسي يُعاقب من أجل آرائه وانتمائه. لن أطيل الحديث عن مهدي، فهو لا يستحقّ ان يدافع عنه أحد. فتهمته الوحيدة واضحة لاغبار عليها: أنّه، على عكس غيره من الشباب التائه الذي تعكف على صقل ميوعته أدوات ثقافية قريبة من السلطة كإذاعة “موزاييك” وجمعيّة “فرحة شباب تونس”، إختار ان ينتمي الى حزب سياسي مدني قانوني يطالب بالديمقراطية والعدل والكرامة لكلّ التونسيين. هذه هي تهمته وتهمتنا جميعًا ونحن على أتمّ الإستعداد للإعتراف بها ولتقديم كلّ التضحيات المترتبّة عنها..من أجل حرّيتنا وحرّية تونس.
إستراتيجية السلطة في تونس للبقاء أطول مدة ممكنة في الحكم
بقلم: عبد الرحمان الحامدي هالني ما هو مستمر بالحدوث في بلدي تونس من إنتهاكات لحقوق الإنسان دون توقف منذ أكثر من عقدين من الزمن و دون مراعاة حرمات بعض المناسبات الدينية، كشهر رمضان وبعض الأعياد الإسلامية، و لن أتحدث هذه المرة عن إنتهاك بعينه فلقد كفتني و سائل الإعلام المختلفة مؤونة ذلك، ولكني سأطرح سؤالا يشغلني ألآ وهو ما الذي يجعل نظاما كالنظام التونسي يستمر في السلطة إلى يوم الناس هذا؟ ما الذي جعل سفينته لم تغرق إلى حد هذه اللحظة رغم إبحارها عكس تياردمقرطة العالم؟ ـ مصالحات من حولنا[دول المغرب العربي] بين أعداء الأمس، ومزيد من الحريات الفردية والجمعياتية و الإعلامية مقابل تعدد واجهات الحرب المفتوحة في بلدي مع المعارضة بل و تزايد عددها ـ إنفتاح و مرونة من حولنا وإنغلاق و تصلب في بلدنا. ـ خطاب سياسي ينحو نحو مزيد إحترام عقل المواطن لدى جيراننا وخطاب متكلس متخشب يراوح مكانه و يمعن في عزف سيمفونية مقت الإنسان وعقله وإخراجه من حظيرة البشر إلى حظيرة البقر باختصار شديد خطاب لا دأب له في بلدي سوى إستبقار المواطن إن صح التعبير وإستبلاه عقله [عد إلى آخر تصريح لإبن ضياء مستشار الرئاسة حول الأزمة مع الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض]. أشير إلى هاتين النقطتين: للإجابة عن هذا السؤال السهل ـ الصعب: لماذا استمر حكم بن علي إلى اليوم؟ 1ـ لا يمكنني أن أعتمد على معطى القبضة الأمنية فقط للإجابة على هذا السؤال رغم ما له من أهمية في حماية السلطة و رموزها من المفاجآت و الهزات التي قد تضع النظام برمته في مهب الريح وتفتح الباب واسعا للتدخلات الأجنبية. 2ـ إن السلطة في بلدي أدرى من غيرها بأن الإقتصار على القبضة الحديدية فقط سيؤدي إن، آجلا أم عاجلا إلى تسيب الأمور الأمنية وإنفلاتها بفعل قانون الضغط المولد للإنفجار.لذلك وضع رموزالحزب الإشتراكي الدستوري[ التجمع حاليا] و منظروه خبراتهم الطويلة في الحكم والمناورة تحت تصرف صاحب مقولة [لاظلم بعد اليوم] لتبني على نارهادئة إستراتيجية البقاء في السلطة أطول مدة ممكنة و لتعطي هذه الإستراتيجية الثمارالتالية: أـ إدامة أنفاس سلطة نالت من الدعاء عليها بالشر ما لو ناله جبل لتصدع أو لإنفجر ذرات تذروها الرياح. ب ـ إستمرار انتهاكات الدولة لحقوق الإنسان دون وازع من قيم إنسانية أو مواثيق دولية أودين سماوي و دون رادع خارجي أو ضغط داخلي حقيقي.. فما سر بقاء سلطة على رأس البلاد لا تتوقف عربدتها بالليل أو النهار؟؟ لن آتي بالجديد الجديد فيما سأسعى لتقديمه من معالم هذه الإستراتيجية ولا أدعي كمال الإجابة والإحاطة بها ، إنما هي محاولة لفهم خلفية ما يحدث في بلدي من داخل منطق قيادة السلطة للبلاد والعباد و قد دفعني لكتابة هذا المقال: أ ـ ما لاحظته من كتابات تخص الشأن التونسي و قد غلب علي بعضها الإنفعال و التشنج أمام ما يحدث في تونس أ و الإنبهار المتسرع و التفاؤل غير المبرر إذا تعلق الأمر بفقرة من خطاب رئاسي تلمح أو تصرح بتغيير ما في الأفق أو حتى ببادرة من بوادر السلطة التنفيسية كإطلاق سراح مجموعة من مساجين الرأي أو رمز من رموز المعارضة قامت عليه الدنيا في الغرب و لم تقعد ب ـ نداء الواجب و الضمير وحرقة على البلاد و العباد في شهركان من المفروض أن يكون شهرالرحمة بالمواطن التونسي و شهر رد الحقوق إلى أصحابها أو على الأقل شهر التوقف عن الإنتهاكات و التجاوزات و لجم يد البوليس المطلوقة بسخاء على حرمات كل نفس حر و على أرزاق الآمنين. ـ إستمرار السلطة في الإعراض عن الأيدي الممدودة لها بالصلح مدة عقدين حالة إخوة لنا و أخوات يعانون ويلات السجن الكبير[جوع و فقر و مرض وهرسلة أمنية بالليل والنهار] . معالم إستراتيجية السلطة للحفاظ على البقاء: ـ إشاعة ثقافة العنف اللفظي و المادي سواء عبر ما يقدمه البوليس التونسي من نماذج في التعامل اليومي مع المواطنين عامة و المعارضين خاصة، أو عبر بعض ما يعرض في وسائل إعلامنا التي وصل بها الأمر إلى تصوير الإعتداءات على الإنسان من أبواب المزحة اللطيفة و النكتة الظريفة لينسحب مبدأ إحترام الإنسان و صيانة حرماته مذموما مدحورا و يحل محله مبدأ الإستهتاربالكرامة البشرية.. وموت الضمير[أنظر برنامج الكاميرا الخفية و برامج أخرى] ـ إشاعة ثقافة التحلل من الضوابط الأخلاقية ونشر التفسخ وتسخير الأموال و الرجال ووضع الخطط لها [ستار أكاديمي، برامج تلفزية و إذاعية تمس الحياء؛ إفطار رمضان علنا و الضغط على المقاهي أو البعض منها لتفتح أبوابها للزبائن إلخ…..] ـ ترسيخ عقلية الإستهلاك وترفيع الأسعار وإغراق الطبقة المتوسطة بالقروض متوسطة المدى بحيث يصبح المواطن مكبلا لاهم له سوى الإستجابة لمتطلبات الحياة و تسديد ما اقترضه للدولة ـ تحييد المنظمات و الجمعيات المدنية و بعض الأحزاب المؤثرة والتي كان لها دور كبير في التحركات الشعبية في الثمانينات وقد ساهمت بنشاطها المعارض في مجيء بن علي على رأس السلطة و قد إتخذت عملية التحييد هذه أشكالا متنوعة لإضعاف هذه الأطراف وإقصائها عن ساحة الفعل من ترغيب في أحيان قليلة وكسر العظم في أحيان كثيرة عبر تلفيق التهم الأخلاقية لرموزهذه الأحزاب و المنظمات و الزج بهم في السجون أو عبر التهديد و قطع الأرزاق مرورا بأشكال من الهرسلة اليومية لأشخاصهم و لأسرهم و الإعتداءات الجسدية المتكررة.و العزل الإجتماعي، أما عن أسلوب التغلغل في المنظمات و الأحزاب لبث الإنشقاقات و تسهيل الإنقلابات عبر التحالفات المشبوهة والمساومات الرخيصة فحدث و لا حرج. ـ عزل الناشطين الحقوقيين والإعلاميين و هرسلتهم يوميا وقرصنة مواقع الأنترنت لحجب المعلومة لإدراك السلطة أهميتها القصوى في تغيير موازين القوى والإسراع بتأليب الرأي العام ضدها مع تكريس إعلام الإستحمار و الديماغوجيا و نشر عقيدة[ شد في مشومك لايجيء ما أشوم] أو [ليس في الإمكان أحسن مما كان]. ـ المناورة والإلتفاف على الضغوطات الخارجية وإمتصاصها إذا تعلق الأمر برموز من المعارضة وجدت من يدعمها في الخارج و يشن بسببها حملة شعواء على النظام و سياساته. ـ تهدئة بعض الجبهات المفتوحة للتفرغ إلى أخرى بحسب الأولويات التي يفرضها الظرف العام بالبلاد و بالخارج مثال ذلك قضية الحجاب فترى الحملات على مرتدياته في المدارس و الإدارات تخفت لتشتعل من جديد بما يوحي باطلا بتنازع داخل أطراف في السلطة و هو ما فندته التجارب ورغم إغتباطي و سروري بقرار المحكمة الأخير بمنع العمل بمنشور منع الحجاب إلا أنني ووفق منطق تحليلي هذا لاأفهم مبادرة السلطة بخصوص حرية الحجاب إلا ضمن هذا السياق التدافعي الذي يجعل الأحداث في بلدي [كمقاومة الحجاب] يخفت مرة و يستعر مرات حتى و إن كانت تحميه قوانين فقد تبين أن الكثير من هذه القوانين يبقى حبرا على ورق كما علمتنا التجارب و أرجو أن تسفه سلطة بن علي كلامي هذا بلجم يد البوليس إلى الأبد فلا يتعدي على المحجبات أبدا. ـ الحفاظ على العلاقة بالغرب: فقد فقه النظام قوانين اللعبة جيدا فنجح في تحييده إلى أبعد حد فيما يخص مواضيع حقوق الإنسان في تونس و استطاع إقناع الغرب بأنه هو الأقدر على حماية مصالحه و مصالح اليهود في تونس عبر أكذوبة التصدي للإرهاب التي لقيت لدى الغرب هوى رغم إدراك حكوماته الغرض الحقيقي من هذه الأكذوبة في تونس و هي لجم كل نفس حر و منع تداول المعلومة وتكريس حالة من الإستقالة الجماعية.لإطالة أمد البقاء في السلطة قرونا إذا لزم الأمر و شاءت سنن الكون. ـ الحفاظ على حد أدنى من نسبة نمو إقتصادي مدروسة وهي بمثابة الخط الأحمر لتجنب الهزات الإجتماعية التي يكون منطلقها إقتصاديا فرغم غلاء الأسعار و تفشي البطالة و إستحواذ العائلتين [عائلتي الرئيس و حرمه] على مقدرات البلاد إلا أن الأمر في تونس لم يبلغ الحد الذي ينبئئ بانفجار جد قريب.أو بأزمة إقتصادية وإجتماعية قد تضع في العاجل مصير السلطة في مهب الريح خصوصا و قد علمنا التاريخ أن التونسي إذا جاع بحق فلن تقف أمامه جحافل بوليس بن علي التي تجاوز عددها اليوم المائة و خمسين ألفا..و لا دباباته. ـ تلميع صورة السلطة خارجيا عبر طرق مختلفة من بينها تقديم مقترحات رآسية لحل بعض الأزمات السياسية في العالم هنا و هناك أو عبر مقترحات لحل الأزمات الإنسانية في العالم كإقترح فكرة إنشاء الصندوق العالمي للتضامن عملا بالمثل التونسي القائل [دار النجار بابها مخلوع ] من ثمار هذه الإستراتيجية في بلدي: أولا:النجاح في ترسيخ عقلية[ أخطى رأسي و أضرب] و [نفسي نفسي] بما خلق حالة من تقوقع التونسي على ذاته وولوج تجربة السلبية المقيتة و الموت البطيء ثانيا: وجود معارضة ما تزال تجتهد لأن تكون شاهدة على التاريخ تجاهر بآراءها رغم ضعفها وتتحمل نتائج ذلك دما و دموعا و رعبا مستمرا ثالثا: غرب محايدعفوا متواطئ يرقب من بعيد بعين الرضى ما يحدث في تونس و يدعم النظام ماليا و لوجستيكيا [تبادل المعلومات الإستخباراتية] ما دام الأمن مستتبا والمصالح الأجنبية محفوظة وقد جرت العادة أن لا يتدخل الغرب إلا في حالات تخص أشخاصا أو رموز معارضة قامت عليهم الدنيا و لم تقعد في الغرب فيستجيب النظام بشكل أو بآخر ليجني آيات الشكر و العرفان بالجميل و لم لا عبارات الإمتنان مما يكرس في نظري واقع الحال و يثبت للمرة الألف نجاح إستراتيجية السلطة في إدارة لعبة الصراع من أجل البقاء و جر الجميع بما فيهم قوى الغرب إلى اللعب في الميدان الذي تختاره هي وبالضوابط التي تحددها سلفا مثبتة للمرة المليون بأنها الماسك الوحيد بخيوط كل شيء وبعيدا عن رؤيتي المتعلقة بإستراتيجية السلطة في الحفاظ على البقاء و التي قد لايوافقني عليها الكثير أو القليل وبعيدا عن تحديدي لجملة الميكانيزمات التي تحكم تعاملها مع الآخر المخالف فإنه لا يفوتني التنبيه إلى محاولة النظام في تونس الإستفادة من العنصر الزمني و من العامل النفسي لفئة من المضطهدين في السجن الكبير أو في الغربة على إختلاف مشاربهم السياسية بحيث أن البعض منهم يتمسك بتلابيب ما يبدوا أنه بارقة أمل في تغيير وضع صعب لعبت السلطة على عنصر الزمن بإطالة أمد المعاناة فيه فتراهم عن وعي أو غير و عي يترصدون المناسبات الوطنية أو الخطب الرآسية أو بعض التنفيسات السياسية فتجد البعض منهم يطرحون مبادرات حسن نية والتي قد تنزل أحيانا دون الحد الأدنى من المطالب المشروعة التي ضحى و ما زال جيل بأكمله يضحي من أجل تحققها في حين أن العقل يدعونا إلى تنزيل هذه التنفيسات السياسية من جانب السلطة فورا في الإطار الذي يجعلنا نفهم أبعادها و خلفيتها بما بما يجنبنا المساهمة اللآواعية في تدعيم هذا الهدف الإستراتيجي للسلطة و هو إطالة أمد البقاء والذي جنينا منه إطالة أمد الإقصاء و العنت و العذاب والتهميش فكل بادرة من السلطة لا تعدو برأيي كونها عملية تهديئية لا غير مدروسة بعناية لا ترقى إلى الحل الجدي تتم بعد مدة تقدر السلطة أنها كافية و بعد توفر شروط معينة تحقق الغرض الذي يخدم مصلحتها في البقاء أولا و أخيرا و تعطي الإنطباع لكثير من عشاق الحرية بأن السلطة على وشك الإقدام على إصلاحات و قد بينت التجربة في تونس أنه كلما تمخض الجبل في بلدي إلا وولد فأرة و يبقى الهدف في الختام بالنسبة للسلطة أنه لا بد وأن تصب كل بادرة تنفيسية من هذا النوع بنجاعة و فعالية في هذا الهدف الإستراتيجي المقدس إن صح التعبير.[ و مثال المبادرات التنفيسية: تخفيف الحملات على الحجاب،مرة و اطلاقها مرات ،سياسة القطرة قطرة في إطلاق سراح المساجين السياسيين، تخفيف المراقبة الإدارية على المسرحين ثم إعادة تشديدها، رفع الحضر مدة من الزمن على توزيع جرائد المعارضة ثم تعمد حجز الأعداد من جديد، قرصنة مواقع المعارضة في الأنترنت والسماح بظهور البعض منها فترة إنعقاد القمة العالمية للإنترنت في تونس سنة 2005 إن لم تخني الذاكرة.إلخ… . لا أقصد من هذا التحليل إحباط العزائم فأنا لست ضد التفاؤل من حيث المبدأ كما وإني أتفهم توق كثير من التونسيين إلى أن تضع المحنة أوزارها وهو توق بشري مشروع بل و لازم قد يرافقه تفاؤل مفرط أمام مبادرة تنفيسية ما وهو[أي التفاؤل المفرط] يندرج ضمن ميكانيزمات الدفاع الذاتي التي يلجأ إليها الفرد لحماية توازنه النفسي جراء واقع مر لاشيء يلوح في الأفق لتغييره أوجراء حالة ملل و يأس تروم الإنفلات من هذا الواقع لتحلم بواقع أفضل و تمني النفس به! و لكنني لآ أريد من المؤمن أن يلدغ من جحرمرتين،و لن أدع لخداع النظام لي من سبيل بحيث تستمر مناوراته و يكون المرء منا ضحية لها من جديد بما يجعل منا الخاسر الأكبر في اللعبة السياسية و يجعل منه الرابح الأكبر فيها. و عليه فلسائل أن يسأل ما الحل و قد طالت المحنة؟؟ ماالحل وقد إتضحت بزعمي بعض من معالم إسترتيجية السلطة في تونس و هي إستراتيجية لا تدع مجالا للشك بأن رموز السلطة في بلدي قد إختاروا بشكل جيد الخلفية الفكرية و المنطلق الإيديولوجي لها و هي خلفية تقوم على منطق البقاء للأ قوى وعلى فلسفة المصلحة التي تتهافت و تتساقط أمامها كل قيمة جميلة فلا تدع مجالا لمعاني الإنفتاح و النزاهة و التسامح والشفافية ولم الشمل والحوار والمصالحة و حقوق الإنسان وحفظ كرامة الآخر المختلف و حرماته….. . خلفية فكرية تستند إلى مفهوم المصالح الطبقية و الفئوية الضيقة لا غير و تبقى هي المحدد الأعلى لكل سياسة و لكل منطق في التعامل مع المواطن الحل في نظري يكون: ـ أ مواصلة العمل للضغط بكل الوسائل السلمية في الداخل و الخارج بعزم الأنبياء دون إنتظار النتيجة التي هي من مشمولات القضاء والقدر وقد نعلم أن من الأنبياء من دعا قومه سنوات دون أن يظفر بنتيجة تذكر فيأتي يوم القيامة النبي وليس معه أحد و يأتي النبي و معه النفر أو النفرين كما ورد في معنى الحديث الشريف. ـ الإستحضار المتواصل في العقل و الوجدان لهذه المقولة: [إذا لم يتحقق ما نصبو إليه و ما ضحى الكثيرون من أجله من حرية و عدالة و حقوق إنسان في بلدنا تونس فقد تكتب لنا عند الموت الشهادة على العصر و هي لعمري إحدى الحسنيين.] إلى من ينتظر حلولا من حركة النهضة للخروج من الأزمة أقول: .قد تكون حركة النهضة [ و هي المعني الأول بالنزاع مع السلطة بسبب حجم الأضرار التي لحقتها]قصرت في وضع إستراتيجية للخروج من الأزمة التي دامت أكثر من عقدين من الزمن، لكن لا يفوتنا كذلك الإشارة إلى أن طبيعة النظام ومنطق نظرته للأمور كما و صفتها أعلاه قد تسببا إلى حد كبير في هذا التقصير و إفشال كل فكرة أو مبادرة تتلمس حلا و تروق إنعتاقا. لأن السلطة ببساطة شديدة و بحكم الخلفية الفكرية التي تحكم إستراجيتها[ المصلحة و البقاء للأقوى] لا تجد نفسها في موضع من يحتاج إلى حوار مع حركة كرست السلطة عقدين من الزمن وآلاف الملايين من الدينارات لتحجيمها ثم إستدراجها ثم القضاء عليها و من البلاهة بمكان تصور في يوم ما حوارا مع سلطة لا تريد أن تعيد عجلة الزمان إلى الوراء و ليس ثمة ما يدعوها لذلك بمنطق البقاء للأقوى أي بمنطق إنخرام توازن القوى بين الفريقين بحيث لا حظ للعصفورفي الإرتزاق مع النسر. إضافة إلى كون السلطة لا تحس بالحاجة إلينا و لا إلى طاقات أبنائنا العلمية لخدمة البلاد ومن هنا أفهم إستراتيجيتها فيما تسميه بالحل الفردي لمشكلة حركة النهضة التونسية والعودة الفردية لتتم بنظري الحلقة الأخيرة من حلقات القضاء التام والنهائي و المبرم على عدو مشاكس و مقض لمضاجعها بفضل ثبات عناصره على المبدإ وإ يمانهم بعدالة قضيتهم والتي هي في النهاية قضية البلاد وقضيةالشعب وبفضل إصرارهم كذلك على التعريف بها و فضح مناورات من يسخر الأموال والرجال طيلة عقدين من الزمن للحيلولة دون إستعادة شعب برمته لحقوقه في التنظم والإعلام و الحرية و الكرامة رافضا[ و أعني هنا السلطة] كل الأيادي الممدودة له بعز و شرف لطي صفحة أليمة من تاريخ تونسنا العزيزة من منا ليس به شوق إلى البلد الحبيب و حاجة إلى الإجتماع بالأهل و لأقارب في هذه الأيام المباركات و بعد سنوات الجمر؟؟ وفي الختام أطلب أن يستفتي كل منا قلبه حول موضوعة الحل الفردي و العودة فقد يهديه قلبه إلى التساؤل عن الثمن ماذا سيكون؟ ثم ليسأل كل منا نفسه ماذا لو قدر الله لنا الموت الآن في ديارالغربة و فقدنا حقيقة رؤية البلاد والأحباب في الدنيا إلى أمد لا يعلمه إلا الله؟؟ ‘‘ولكنكم قوم تستعجلون‘‘ على حد قول النبي الكريم صلى الله عليه و سلم أسأل الله لي و لكم حسن الخاتمة و عيدكم مبروك و كل عام و أنتم بخير. سويسرا في 11 أكتوبر 2007
تونس/عاجل : إطلاق سراح شرطي للعشرات من العناصر السلفية
بقلم: مرسل الكسيبي (*)
أكدت مصادر حقوقية مطلعة من داخل البلاد التونسية خبر الإفراج المشروط عن عشرات من معتقلي السلفية في تونس.
وفيما يبدو أنه عفو رئاسي خاص بمناسبة عيد الفطر المبارك ,فان مصادر سياسية تونسية أكدت خبر إطلاق عناصر سلفية اعتقلت خلال السنوات الفارطة منذ صدور ما سمي بقانون مكافحة الارهاب الذي وصف باللادستوري من قبل نخبة بارزة من رجال القانون في الداخل والخارج.
وحول العدد الجملي للمفرج عنهم أكد رجال قانون بارزون اتصلت بهم صحيفة الوسط التونسية تعسر ضبط عدد دقيق للذين شملهم قرار هذا العفو المشروط بمناسبة العيد وذلك على خلفية انعدام اعلان رسمي أو قائمة نهائية لمن شملهم قرار العفو الشرطي.
وفيما تضاربت الأنباء حول عدد المعتقلين من ذوي الميولات السلفية في تونس , فان الأستاذ سمير ديلو المحامي والسياسي البارز والكاتب العام للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أكد لنا على عدم تجاوز العدد الجملي لهم لبضع المئات وهو ماعنى أن عددهم قد لايفوت في أقصى الحالات ألف وخمسمائة معتقل .
هذا وأكدت لنا مصادر قريبة من الأوساط الحكومية بأن الذكرى العشرين للسابع من نوفمبر ستحمل خبر عفو قد يشمل عددا كبيرا من هؤلاء المعتقلين السياسيين هذا علاوة على من تبقى من معتقلي حركة النهضة التونسية المحظورة ذات التوجهات الإسلامية المعتدلة .
أما عن قرار المحكمة الإدارية بخصوص إلغاء قرار الرفت لمدرسة تونسية من الوظيفة العمومية على خلفية ارتدائها للحجاب , فان مصادر حقوقية أكدت لنا أن هناك قضية أخرى في طلب إبطال مفعول المنشور 108 بصفة نهائية بناء على تنافيه مع روح وقواعد الدستور التونسي والحريات الأساسية .
هذا وتأكدت الوسط التونسية عبر نفس المصادر الحقوقية والسياسية من غياب حملة رسمية مناوئة ومنظمة مركزيا ضد المحجبات منذ ما يزيد عن سنة كاملة , وهو ماعني أن بعض المضايقات التي وقعت على مستوى بعض الجهات لمرتديات الزي الاسلامي لم تخرج عن إطار تجاوزات أمنية أو سياسية قامت بعض الجهات التي لاتلتزم بأي تعليمات رسمية أو التي تقف على خط المناوئة لكل مظاهر التمسك بالهوية والأصالة.
من جهة أخرى يواصل كل من الأستاذ أحمد نجيب الشابي والأستاذة مية الجريبي إضرابهما عن الطعام احتجاجا على ما وصف على نطاق واسع بمصادرة مقرات الفضاء العمومي أو دفاعا عما سمي على لسان قادة الحزب الديمقراطي التقدمي بآخر مربعات الحرية.
وفي اتصال أجريناه ثاني أيام عيد الفطر المبارك بمدير جريدة الموقف ومفوض العلاقات الدولية والسياسية بالحزب التقدمي , أكد لنا الأستاذ أحمد نجيب الشابي خبر مواصلة الإضراب ودخول حركته الاحتجاجية لأسبوعها الرابع على التوالي كما ارتفاع الروح المعنوية للمضربين .
أما في الأوساط الدبلوماسية الصديقة لتونس فقد أفاد مصدر بارز ورفيع بأن أعين الدبلوماسية الغربية تتركز على ما سيصدر من قرارات انفراجية في المشهد السياسي في الذكرى العشرين لتاريخ اعتلاء الرئيس بن علي لمنصب رئيس الجمهورية , وهو التاريخ الذي يعد في نظر الكثير من التونسيين والتونسيات مدخلا مفصليا في معالجة الكثير من القضايا الحقوقية والسياسية العالقة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي.
(*) رئيس تحرير صحيفة “الوسط التونسية”
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 13 أكتوبر 2007 – س 19 مساء بتوقيت تونس)
توضيح
القيروان في 13 اكتوبر 2007
أولا أود أن أهنئ طاقم تونس نيوز وقرائها بالعيد وأتمنى أن المناسبات القادمة تعود وتونس بأفضل حال.كما اقدر عاليا ما يبذله القائمون على هذه النشرية الرائدة من مجهود لإنارة الرأي العام. وبعد،
فقد قرأت باستغراب ما كتبه السيد محمود قويعة بتاريخ 12-10-2007حول تحرك يوم الاثنين 08 أكتوبر ، وهو مقال موجه إلى شخصي ، عنونه ” كلمات هادئة الى الأستاذ مسعود الرمضاني” .ونظرا لما يحويه من مغالطات فاني أريد أن أوضح للقراء ما يلي:
– إن لجنة القيروان للدفاع عن المجتمع المدني لم تجتمع في دار الاتحاد الجهوي للشغل وإنه رغم مساندة النقابيين في الجهة لكل التحركات ذات الصبغة الحقوقية والسياسية وانخراطهم فيها عن وعي بالدور الريادي الذي يجب أن يلعبه الاتحاد في كل النضالات فإننا ندرك واقع الاتحاد وظروفه ومهامه ، ولا أدري من أين جاء السيد قويعة بهذه المعلومة حول هذا الاجتماع المزعوم.
– ادعى السيد قويعة أن جامعة القيروان للحزب الديمقراطي التقدمي لم تكن على علم بهذا التحرك وهذه مغالطة أخرى إذ أن مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي ساهموا في كل التحضيرات لتحرك يوم 08 أكتوبر. لكن استحالة التحرك المشترك جاءت نتيجة لفارق في توقيت العمل خلال شهر رمضان ، وان الصديق توفيق القداح -ومن معه- قد التحق بالولاية حال خروجه من العمل إلا انه منع مثلما منعنا نحن.
كما إن الأخوة في الحزب الديمقراطي التقدمي حرصوا منذ تكوين اللجنة على المساهمة في نشاطها وحضور اجتماعاتها وخوض تحركاتها والكل يذكر مشاركتهم في إضراب الجوع التضامني – بيومين – الذي نسقته اللجنة في أواخر أكتوبر 2005 بمقر حركة التجديد.
– لقد وقع إعلام مناضلي التكتل الديمقراطي التقدمي بمكان وزمان الالتحاق وبمحتوى الرسالة التي كنا نريد تبليغها إلى والي القيروان وهم جزاء أساسي من مكونات لجنة القيروان للدفاع عن المجتمع المدني وكل أعضاء اللجنة حريصون على مشاركة مناضلي هذا الحزب في كل التحركات والأنشطة لما يحققونه من إضافة هامة.
– إنني لم امنع السيد قويعة ولا من معه من الالتحاق بالولاية تحت أية يافطة يريد وفي التوقيت الذي يراه. كما أرجو أن يتعود السيد قويعة على الممارسة الديمقراطية وقبول حق الاختلاف في الرأي ، إذ لم يصادر احد حقه في تكوين لجنة جهوية لحركة 18 اكتوبر ، بل ودافع فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي ارأسه عن حقها في الوجود والنشاط ووقف ضد كل تعسف طالها والسيد قويعة يعلم ذلك ، فلماذا هذا التحامل على لجنة ارتأت أن تكون مكوناتها مدنية؟ما ضر لو تحرك السيد قويعة يوم 08-10-2007ا باسم لجنة 18 أكتوبر الجهوية مثلا؟
– تحدث السيد قويعة عن عدم علم العديد من المناضلين بتحرك يوم الاثنين 08 اكتوبر 2007 . في حين الكل – ماعدا السيد قويعة – يدرك الظروف الأمنية التي تحاصرنا والتي تحد من تحركاتنا واتصالاتنا.
إلى ذلك- ولحد علمنا – فان هذا التحرك تطغى عليه الصبغة الرمزية – رسالة إلى ممثل السلطة التنفيذية في الولاية حول الحق في المقرات- ولم يكن تحركا تعبويا وجماهيريا.
– أما في خصوص مشاركتي في اللجنة الوطنية للدفاع عن السيدة الجريبي والأستاذ الشابي ، فإنني احترم تنوع المشارب الفكرية داخلها ، وسأسعى لان تكون مشاركتي ضمنها ايجابية وفعالة.لكن مهمة اللجنة لا تتعدى ظرف إضراب الجوع ولا يمكن أن تشكل ” تحالف للحساسيات الفكرية” وهي ليست “فضاء للنضال الوطني” كما يعتقد السيد قويعة .
أخيرا سوف أنأى بنفسي عن الرد على كل ما ورد من تهجم في حق الاتحاد الجهوي للشغل و في حق اللجنة التي انسق نشاطها، إذ اترك مهمة تقييمهما لكل النقابيين والنشطاء الحقوقيين و السياسيين الصادقين.
مسعود الرمضاني
السيد عبد الوهاب عبد الله يشرف بقفصة على الاجتماع الاقليمى لمجالس لجان التنسيق الموسعة لولايات توزر وقبلى وقفصة
** عبد الوهاب عبد الله يدعو إلى “التصدى لكل المحاولات البائسة التي تحاول التشكيك فى مسيرة البلاد ونجاحاتها وسمعتها وإشعاعها” ** المتدخلون التجمعيون “ينددون بما يقوم به بعض المناوئين من محاولات يائسة للمس من سمعة بلادنا”
قفصة 10 أكتوبر 2007 (وات) – اشرف السيد عبد الوهاب عبد الله عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ووزير الشؤون الخارجية يوم الأربعاء بقفصة على الاجتماع الاقليمى لمجالس لجان التنسيق الموسعة لولايات توزر وقبلى وقفصة. والقى عضو الديوان السياسى بهذه المناسبة كلمة ابرز فيها تقدير الرئيس زين العابدين بن على لمناضلى التجمع ومناضلاته وما يوليه سيادته من اهمية قصوى لمثل هذه اللقاءات باعتبارها تتيح الفرصة لتعميق الحوار وتبادل الاراء حول امهات القضايا بين اطارات التجمع وقواعده. واوضح ان هذا اللقاء يكتسى اهمية خاصة باعتباره يسبق محطات سياسية هامة ستعيش على وقعها البلاد فى الفترة القليلة المقبلة وفى مقدمتها الاحتفالات بالذكرى 20 لتحول السابع من نوفمبر التى ستمثل مناسبة متجددة للمواطن التونسى وللمناضل التجمعى للوقوف على ما قطعته تونس من اشواط هامة على درب النماء والتقدم وما تحقق فيها فى سنوات التغيير من منجزات ومكاسب جمة طالت كل القطاعات واستفادت منها كل الجهات والفئات. ولاحظ ان هذه المنجزات التى لاقت التقدير والاحترام فى الداخل والخارج واصبحت نموذجا يحتذى لم ترق لبعض الانفار من المناوئين من ذوى القلوب المريضة الذين لا وزن ولا ثوابت لهم بل هم لا يترددون فى عقد تحالفات مشبوهة تارة مع اقصى اليمين وتارة اخرى مع اقصى اليسار وفى الاستقواء بالاجنبى من اجل جلب الانتباه. وبين وزير الشؤون الخارجية ان تونس ستحتضن فى الفترة القليلة المقبلة وزيادة على الندوة الدولية التى ينظمها التجمع سنويا فى اطار الاحتفال بذكرى التحول ندوتين دوليتين حول التقلبات المناخية وحول مكافحة اسباب الارهاب. واشار الى ان احتضان بلادنا لمثل هذه التظاهرات الدولية الكبرى يعكس السمعة الطيبة والمصداقية اللتين تحظيان بهما تونس لدى الاوساط الدولية والاممية مؤكدا ان ما يميز تونس من حضور فاعل وحركية واشعاع على الساحة العالمية ليس من باب الصدفة ولم يأت من فراغ بل ثمرة النظرة المتبصرة للرئيس بن علي تجاه ما يجرى من احداث ونتيجة مكاسب نوعية وكمية تحققت للوطن بفضل خيارات القيادة الصائبة وتمشها العقلانى الاستشرافى. واكد فى نفس الاطار على ما تنعم به تونس فى عهد التغيير من امن واستقرار يشهد بهما كل العالم وخاصة فى ظل ما يتسم به اليوم محيطنا الاقليمى والدولى من اضطرابات واخلالات مضيفا ان مناخ الاستقرار الذى تشهده تونس اليوم قد هيأ الارضية ووفر كل الشروط الضرورية من اجل تحقيق نجاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية رائدة مشددا عل اهمية الوعى والعمل على المحافظة على استقرار البلاد هذا المكسب الكبير الذى يعد الشرط الضرورى للمحافظة على وزن تونس ومصداقيتها. وبعد ان اشار الى اهمية المكاسب التى تحققت فى تونس فى سنوات التغيير وخاصة على صعيد ارساء مجتمع متوازن ومتضامن وحياة سياسية متطورة وتعددية حزبية وحياة جمعياتية نشيطة ومجتمع مدنى فاعل ومشهد اعلامى متطور وتعددى لاحظ السيد عبد الوهاب عبد الله ان المحافظة على كل هذه المكاسب ومزيد دعمها يتطلبان التصدى لكل المحاولات البائسة التى تحاول التشكيك فى مسيرة البلاد ونجاحاتها وسمعتها واشعاعها. واشار في هذا السياق الى ان اضراب الجوع الذى يقوم به حزب معارض ليس له دواع سياسية بل هو خلاف مدنى وقانونى بحت بين صاحب عقار وهذا الحزب الذى ازعجه واطراف اخرى ما تلقاه تونس من تقدير فى المحافل الدولية وساءهم ما تحقق فى تونس من مكاسب فى كل القطاعات فيلتجؤون الى القيام بحركات ومحاولات يائسة ليست ذات قيمة ولن يكون لها أى أثر من حيث زعزعة الصورة الناصعة التى تنعم بها تونس. واكد عضو الديوان السياسى على اهمية دور التجمعيين فى التصدى لمثل هذه الممارسات والوعى بعمق المكاسب الوطنية والتجند من اجل الدفاع عنها والدفاع على مصلحة البلاد وذلك بالتحلى بروح نضالية عالية والاقناع وابراز الحقائق ودحض الافتراءات والمغالطات والاشاعات بما يضمن مواصلة المسيرة الوطنية الموفقة. ودار اثناء هذا اللقاء حوار ثرى اكد خلاله المتدخلون تمسكهم بالخيارات الصائبة والتوجهات الرائدة للرئيس زين العابدين واعتزازهم بما تحقق فى ظل قيادته الحكيمة من انجازات ومكاسب فى كل القطاعات والجهات منددين بما يقوم به بعض المناوئين من محاولات يائسة للمس من سمعة بلادنا. وجدد الحاضرون مناشدتهم الرئيس زين العابدين بن على بان يكون مرشح التجمع للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 حتى يواصل قيادة البلاد على درب المزيد من المكاسب والنجاحات. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) بتاريخ 10 أكتوبر 2007)
التونسيون يستعدون لاستقبال عيد الفطر
يجاهد التونسيون للحفاظ على تقاليد العيد رغم ارتفاع التكاليف. بعض الأسواق تقدم بضائع خاصة للطبقات الدنيا والوسطى فيما حذرت الحكومة من مغبة التقاليد الخطرة كالألعاب النارية والإفراط في تناول المعسولات. تحقيق جمال العرفاوي من تونس لمغاربية مع دخول شهر رمضان أسبوعه الأخير يتراجع سخاء التونسيين على موائد إفطارهم ليحل محلها ألبسة العيد، واقتناء الحلويات للاحتفال بعيد الفطر الذي يشارك فيه أكثر من مليار مسلم. ” أعتقد أن هذه القفة ستكون الأخيرة بهذا الحجم من المشتريات فالليلة ليلة القدر ومن واجبي أن أكون سخيا في مثل هذا اليوم” ويضيف السيد حمادي بلغيث في الخمسينات من عمره والذي التقته مغاربية أمام السوق المركزي بالعاصمة “لقد بدأت في التراجع عن الكثير من الأشياء التي حفلت بها مائدة الإفطار فمصاريف الحلويات وملابس العيد تصدرت أولويات مصاريفي”. وبلغ الازدحام أشده خلال اليومين الماضيين أمام محلات بيع الملابس الجاهزة للأطفال، ففي مثل هذه المناسبة تعودت العائلات التونسية من مختلف الطبقات أن تستقبل يوم العيد بملابس جديدة وتقتني الحلويات أو تعدها في بيوتها لتوزيعها على الزوار الذين يتقاطرون على بيوت بعضهم البعض للتهنئة. وفي سوق المنصف باي بالعاصمة لم تكن الحركة أقل شأنا من الحركة بشارع الحبيب بورقيبة والأنهج المحاذية له مثل نهج شارل ديغول أو نهج هولندا أو إسبانيا حيث تتكدس المحلات بملابس الأطفال في مثل هذا الوقت، ولكن لسوق منصف باي زبناء من نوع خاص أولئك العاجزين عن مواجهة أسعار محلات الشوارع الرئيسية للعاصمة أو ضواحيها الراقية حيث تتراوح ملابس طفل أو بنت واحدة ما بين المائة وخمسون دينارا وفي بعض الأحيان تصل إلى الثلاث مائة دينار. ” لقد بعث لنا سوق المنصف بيت كهدية من السماء فالأسعار هنا لا تتحدى جيوبنا وفي غالب الأحيان نجد تعاطفا من الباعة فيمنحوننا تخفيضات مغرية”، حسب السيد محمد المناعي وهو أب لطفلتين “فإن مصاريف رمضان الذي تزامن مجيئه مع انطلاق العودة المدرسية لم تترك لنا خيارات أخرى سوى المجيء إلى هذه السوق الشعبية التي لن تترك أبناءنا محرومين من فرحة العيد، إنه عيدهم يا أخي”. وسوق المنصف باي الواقع بأطراف العاصمة تعرض به كل أنواع الملابس والآلات الكهربائية وغيرها من السلع القادمة من الصين ومن كوريا أين تجد جميع الماركات العالمية من أحذية رياضية وعطور وتلفزيونات وهواتف وملابس نسائية ورجالية ولكنها جميعها مقلدة وتعرض بأسعار منخفضة. وشرع أصحاب المحلات التي يحتضنها السوق منذ فترة على تقليد أصحاب المحلات في التعامل مع زبنائهم بقانون التقسيط في الدفع يصل إلى أكثر من 18 شهرا . وبسؤالنا لمختار المهبولي، وهو بائع في السوق، إن كان نظام التقسيط متبعا حين اقتناء ملابس العيد أجابنا ضاحكا “نحن نقدم ما بوسعنا لتسهيل الحياة على زبنائنا الذين هم مثلنا من الطبقة الوسطى أو أقل من ذلك بكثير”. والازدحام في مثل هذا الوقت من شهر رمضان لا يقتصر على محلات بيع الملابس بل يمتد إلى محلات بيع الحلويات حيث يتقاطر الحرفاء على محلات بيع المرطبات كل حسب إمكانياته لاقتناء ما تيسر من حلوى لتكون زينة الموائد في يوم العيد. وبعد أن تراجع اهتمام العائلات بإعداد حلويات العيد في بيوتهم لأسباب مختلفة، لعل أهمها ضيق الوقت وقلة الخبرة لدى بعض النسوة، فإعداد طبق من “الغريبة” يتطلب جهدا وفنا كبيرا أما إعداد المقروض فإنه يحتاج إلى صبر ومعاناة وساعات طويلة. وأمام مخبزة بمنطقة لاكانيا الشعبية وقفت السيدة حليمة الرحموني لتقطر أخبار طبق الغريبة التي دفعت به قبل دقائق إلى الفران “لقد حذرته من أن يترك الطبق داخل الفرن أكثر من الوقت المطلوب لقد فعلها السنة الماضية تحولت الغريبة إلى فحم لقد أصر أن يعوضني لكني رفضت ذلك، ليس من أخلاقنا أن نفعل ذلك إنه قضاء وقدر”. وتتحدث السيدة حليمة بكل فخر “لقد تمكنت خلال هذه الليلة من إعداد حلويات أحفادي” مضيفة بشيء من الاعتزاز وهي تضرب على صدرها، “أنا لا أعول على بنات اليوم إنهن لا يقدرن سوى على سلق بيضة في الماء في أحسن الأحوال”. أما عن إعداد الحلويات الأخرى مثل البقلاوة أو الكعك فإنه لا تقدر عليها سوى العائلات الميسورة لأنها تعد من اللوز والبندق، وهي فواكه مرتفعة الثمن، ويصل سعر الكيلو الواحد من البقلاوة في محلات بيع الحلوى إلى 25 دينارا. ولئن كان يوم العيد فرصة سنوية لالتقاء الأحبة والعائلات وكذلك فرصة للخصوم لإعلان السلم بينهم فإن للأموات نصيب في هذا اليوم إذ تمتليء المقابر بالزوار ويختلط حفظة القرآن المحترفين والمتسولين وباعة الخبز الذي يقدمه الزوار للمحتاجين ترحما على أمواتهم. وفي الآونة الأخيرة تعددت تحذيرات السلط عبر إشارات إشهارية في التلفزيون من اقتناء المفرقعات التي يلهو بها الأطفال في يوم العيد بعد أن خلفت في السنوات الماضية العديد من الضحايا وصلت إلى حد أن فقد الأطفال بصرهم أو إصابتهم بجروح، وتقوم سلطات المراقبة بملاحقة باعة المفرقعات وحجز بضاعتهم. (المصدر: موقع مغاربية (ممول من وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 12 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/reportage/2007/10/12/reportage-01
سيمينار الذاكرة الوطنية:
مع سعادة السفير الحبيب نويرة
يوم السبت 27 أكتوبر 2007
يتواصل تنظيم حلقات سمينارات الذاكرة الوطنية التي بدأناها منذ ست سنوات اليوم وهي التي تمت بانتظام مطلق وشكلت أثمن إنجاز توثيقي لمسارات الحركة الوطنية, وتمكنا خلالها من إنشاء أول قاعدة بيانات سمعية-بصرية لمئات الشخصيات التونسية التي لعبت أدوارا مختلفة في بناء الدولة الوطنية. وقد احترمنا كل ما عبروا عنه من آراء ومواقف وقد أبدى الباحثون والمؤرخون الذين حضروا هاته السمينارات, العديد من الانتقادات لبعض الشهادات التي سعت لتقديم صورة ناصعة لمسيرة أصحابها, وهو ما أضفى على هذه السمينارات طابعها الأكاديمي والمنهجي. غير أنه من المؤسف حقا أن تتطاول بعض الأقلام البائسة للتعتيم على هذه التجربة الفريدة في عالمنا العربي, وكان الأولى لها ولمن أوحى لها بالقيام بذلك, أن تتساءل عن الإنجازات التوثيقية في بلادنا وعن النصوص التي من المفترض أن تنشر وأن تعكس الجدلية الصحيحة والموضوعية حسب ادعائها. ومع هذا سنواصل القيام بواجبنا لتسجيل شهادات الذاكرة الوطنية وفي رصيدنا تجربة جامعية أكاديمية عمرها أكثر من أربعين سنة اليوم وإنجازات بحثية منتظمة يقدرها المؤمنون بنزاهة الكلمة والموقف والعاملون المخلصون والمدافعون عن الحقيقة التاريخية. سنقوم بدعوة الأستاذ الحبيب نويرة يوم السبت 27 أكتوبر, ليثير على منبر المؤسسة جزءا من رؤاه وتجربته واختماراته في الفضاء العربي كسفير لتونس, وهو ما يعزز السمينارات السابقة التي خصصت لمسألة الديبلوماسية التونسية ومكانتها في بناء الدولة الوطنية. وللتذكير هنا فإن الأستاذ الحبيب نويرة من مواليد سنة 1925 بالمنستير, وقد أحرز على الشهادة الابتدائية ثم الشهادات الزيتونية بدءا بالأهلية ثم التحصيل فالعالمية في الآداب سنة 1950 ليصبح مدرسا. وبعد ذلك التحق بالقاهرة في بعثة رسمية ليتحصل على الإجازة في التاريخ سنة 1955. وفي سنة 1956 التحق بوزارة الخارجية ليعين ملحقا بطرابلس ثم سكرتيرا بالرباط, فقائما بالأعمال في بغداد, وليعين وزيرا مفوضا بالقاهرة. ومنذ سنة 1964, عمل سفيرا في العديد من الدول العربية حتى أحيل على التقاعد سنة 1986. أما الجانب الوطني في مسيرته, فقد أعتقل سنة 1941 وسجن بكل من المنستير, وسوسة ثم بالسجن المدني بتونس. وفي مارس 1942 سجن بالمنستير لعدم تسديد الغرامة وأعيد سجنه سنة 1943 بسوسة, وهذا ما يترجم عن المضامين الوطنية التي كان يجيش بها المجتمع التونسي في تفعيل المقاومة بكل السبل ضد المحتل الفرنسي. سوف يتوقف الأستاذ الحبيب نويرة في سمينار الذاكرة الوطنية حول عدة ملفات هي على التوالي: – الحركة الوطنية قبل الاستقلال ؛ -إنشاء صوت الطالب ثم مؤتمر الثقافة الإسلامية سنة 1949 ؛ -نشاط الطلبة التونسيين في المشرق العربي 1950-1955 ؛ – مؤتمرات تمت خلال شهر نوفمبر 1955 : مؤتمر المدرسين الزيتونيين ومؤتمر صوت الطالب ومؤتمر الحزب بصفاقس – المسيرة الديبلوماسية كسفير في البلاد العربية خلال ثلاثين سنة (1956-1986) : اختماراته على إثر لقاءاته مع العديد من القيادات السياسية العربية. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في مقر المؤسسة. الأستاذ عبد الجليل التميمي
زعيمة العمال الجزائري تعتبر “الإرهاب” على بلادها مدبرا
تسعديت محمد-الجزائر ربطت زعيمة حزب العمال الجزائري المعارض بين المواقف السياسية المستقلة لبلادها على الساحة الدولية وبين نوعية وتوقيت العمليات الإرهابية التي تشهدها منذ نحو عام ومع نشوء ما يسمى بـ “تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي”. وشددت لويزة حنون في تصريحات خاصة للجزيرة نت على أن هذه العمليات تخدم مصالح ما، دون أن تحدد اسم الجهة التي يمكن أن تقف وراءها. وقالت إن ما سمته الإرهاب الذي عصف بالجزائر في الآونة الأخيرة يختلف عن الذي عرفته البلاد في تسعينيات القرن الماضي، مشيرة إلى وجود اتفاق عام على أن العمل الانتحاري دخيل على المجتمع الجزائري، وأن امتدادات القاعدة تحمل عدة تساؤلات بشأن المستفيد من هذه العمليات. وأعطت دليلا على ما تذهب إليه بما يحدث في أفريقيا عندما تتحرك الأطماع السياسية والاقتصادية الأجنبية في القارة الأفريقية، فتندلع الصراعات المحلية والإقليمية للتغطية على الأهداف الجديدة للقوى الكبرى. المعادلة الوطنية وأكدت حنون قبل أسابيع من موعد الانتخابات المحلية على نجاعة ميثاق السلم والمصالحة الذي يتبناه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بصفته أحد السبل التي تحقق الاستقرار للجزائر. وقالت إن هذا الميثاق يوفر للجزائريين فرصة تحقيق المصالحة الداخلية والحيلولة دون فتح الباب أمام المنظمات الأميركية والغربية للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وطالبت الدولة من جهة ثانية بتحسين ظروف المعيشة كي تتقلص المشاكل اليومية التي يعيشها المواطن ويتراجع الانزلاق إلى الأفكار والأعمال الخارجة عن القانون، محذرة من عواقب تخلي الدولة عن دورها ونكث الوعود والمضي قدما في سياسة الخصخصة على حساب المواطن البسيط. ودعت إلى تبني حلول جزائرية لصالح الأمة والنأي بها عن المصالح الأجنبية التي تتعارض في كثير من الأحيان مع مصالح البلاد، مشددة على أن المعالجة السياسية والاقتصادية والأمنية النابعة من الرؤية الوطنية الجزائرية تؤسس لديمقراطية حقيقية وتخرج البلاد من أزمة الإرهاب. عمليات النهب وربطت زعيمة حزب العمال بين الإرهاب في الجزائر وبين عمليات النهب الرأسمالي العالمي وسياسة السلب والجري وراء الأسواق في مختلف البلدان وتعارض المصالح الأجنبية والوطنية، واعتبرت أن هذا الواقع ساعد على نشر الفوضى في أفريقيا. ولفتت النظر إلى أن زعزعة الاستقرار في الجزائر يحدث مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية مثلما حدث في انتخابات عام 2002 وعام 2004 والعام الحالي، وكذلك مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في التاسع والعشرين من الشهر القادم، مشيرة إلى حدوث الشيء نفسه في بلدان أخرى من العالم. وأدانت لويزة حنون قرار مجلس الشيوخ الأميركي الداعي لتجزئة وتفتيت العراق على أسس طائفية وعرقية، ووصفت ذلك بأنه يشكل منعطفا خطيرا في مسار الإنسانية. وقالت إن الهدف من العولمة التي تتبناها الولايات المتحدة هو تكسير الأوطان والأطر الوطنية والأممية، مشيرة إلى أن نفس السياسات الأميركية امتدت إلى الساحة الفلسطينية في ظل خطط السلام المزعومة، حيث يحاول الرئيس جورج بوش أن يمتص الغضب في الساحة الفلسطينية لكي يعطي نفسه فسحة من الوقت لتنفيذ خطته الخاصة بضرب إيران. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 أكتوبر 2007)
مسلسل “باب الحارة” يفرض حظر تجول على الفلسطينيين
تبدو الأراضي الفلسطينية في حالة حظر تجول كل مساء وقت عرض المسلسل السوري “باب الحارة”. فالشوارع تكاد تخلو من المارة، ويتوقف عمال المطاعم عن تلبية طلبات زبائنهم كما يتوقف السائقون عن عملهم إلى ما بعد انتهاء المسلسل. الظاهرة استلفتت صحيفة هآرتس الإسرائيلية فنشرت مقالا عن توقف الحياة في ساعة عرض المسلسل بالمدن الفلسطينية مرفقا بصورة لأبطاله. يقول حسام مصلح مساعد مدير فندق إمباسادور في القدس “لدينا شاشة كبيرة في حديقة الفندق، وعند عرض المسلسل تتوقف الطلبات، فلا الشغيلة ولا الإدارة ولا الزبائن يتحركون أو يتكلمون.. الطلبات تقدم أثناء الدعايات فقط”. ويقدم المسلسل تفاصيل الحياة اليومية في حارة دمشقية قديمة مع بداية الانتداب الفرنسي على سوريا. ويبرز شخصية زعيم الحارة “العقيد” ودوره في تنظيم العلاقات فيما بين أهالي الحارة من جهة، وبينهم وبين السلطات التي يجسدها المخفر ورئيسه “أبو جودة” كما يبرز دور الأهالي في مقاومة المستعمر. ويركز باب الحارة على إبراز قيم الشهامة والفروسية ونكران الذات والتضحية والكرم والتوحد في مواجهة العدو، وفي مواجهة الغدر والخيانة والعصابات. والمسلسل الذي يعرض في الساعة الثامنة مساء بتوقيت مدينة القدس، إخراج بسام الملا، وبطولة عباس النوري، وسامر المصري وصباح الجزائري وفاء موصللي وحسن دكاك وسليم كلاس مع نخبة من الفنانين السوريين. شعبية جارفة يقول حسام مصلح “يشدني وجود الثوار الذين يمدون الشعب الفلسطيني بالسلاح لمقاومة الإنجليز وكأنهم يقولون لنا اصح يا شعب فلسطين”. ويتدخل أحد عمال الفندق قائلا “في الحافلة يتحدث كل طلاب جامعة بيت لحم يتحدثون عن باب الحارة”. حتى الأطفال الفلسطينيين يقلدون في ألعابهم أبطال رموز باب الحارة، ويرددون كلماتهم مثل “بليلة بلبلوها”. ويقول أحمد الأسمر (12 عاما) “أنا أحب أبو شهاب (سامر المصري) فهو يعجبني لأنه رجل شجاع”. أما صائب الرجبي (13 عاما) فيقول إنه معجب بوائل شرف “الذي يعجبني فيه أنه يضرب ولا يتنازل عن حقه”. ويقول أبو محمد بائع الملابس في سوق خان الزيت في القدس القديمة “تكون حركة السوق ميتة عند عرض المسلسل.. الناس مهووسون به.. هو مسلسل ممتع وجميل ويحمل في طياته معاني أخلاقية”. أما سائق سيارة الأجرة عبد الله الكرد فقال “ممنوع الشغل أثناء باب الحارة، نحن نرى شخصيات نفتقدها، الناس تحب أن ترى الرجولة والنخوة والشهامة والشرف وكل الصفات التي يتغنى بها العرب ونفتقدها اليوم”. وقال وليد ناصر الدين صاحب محطة وقود “في بيتي ممنوع الحركة أو الكلام أثناء العرض وممنوع دخول الجارات، أنا وعائلتي ننسجم مع التمثيلية حتى الآخر، هي تشد الإنسان لمشاهدتها، فيها عادات جميلة كالاحترام المودة وهي تعلم الناس القيم”. أما حنا ملك (65 عاما) وهو صاحب مكتبة فيؤكد “عند عرض المسلسل تتوقف عندنا الحركة في حي بيت حنينا في القدس، هذا المسلسل يمثل لي التراث العربي ومن أروع ما أنتجته الشاشات العربية فهو يتحدث عن واقع حال، الثوار السوريون كانوا يهربون السلاح للشعب الفلسطيني عن طريق طبريا”. شهادة يهودي من جهته يقول باروخ ناحوم، وهو من اليهود السوريين الذين قدموا إلى إسرائيل في التسعينيات “هذه التمثيلية تذكرنا بحياتنا في حلب. كان واقعنا في سوريا شبيها بحياة المسلسل بل أفضل. ويضيف: هذه حياة الشام الحقيقية وحياة سوريا التي نحبها. ويتابع “هناك شيء يجذب الناس إليها، يعلمون الناس أن يهبوا حياتهم لبلدهم، والممثلون قادرون على توصيل فكرة، إعادة الناس للتعامل بمشاعر وإنسانية”. وأكد ناحوم أن المسلسل يستحوذ على عقول الناس “كل اليهود السوريين (حوالي 5000) يتحدثون عن باب الحارة ويقولون العقيد فعل هكذا، باتت مثل الأكل آو مثل الإدمان”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)
مسلسل باب الحارة استخدم في رسائل المعيدين بقدر ما استحوذ علي متابعة كبيرة من المشاهدين
غزة ـ القدس العربي ـ من أشرف الهور علي الرغم من انتهاء شهر رمضان، الذي حظي فيه المسلسل السوري باب الحارة بنصيب الأسد من متابعة المشاهد العربي من المحيط إلي الخليج، خلال سهراتهم الرمضانية، استخدم هذا المسلسل أيضاً بشكل كبير في تهاني المعيدين . فكثير من الرسائل المهنئة بعيد الفطر التي تبادلها الأقارب والأصدقاء فيما بينهم، حملت نصوصا وأسماء للشخصيات الأساسية التي لعبت الأدوار الدرامية في هذا المسلسل السوري. وقد أكدت تقارير كثيرة أن باب الحارة هو المسلسل الأكثر مشاهدة من بين المسلسلات العربية الأخري، علي الرغم من عددها الزائد في شهر رمضان علي غير العادة من كل عام نظراً لملامسة وقائعة حياة المشاهدين . ففي رسالة شرحت كلماتها القليلة أحداثا كثيرة من هذا العمل الدرامي استخدمها عدد كبير من الشبان في المناطق الفلسطينية خاصة في قطاع غزة، في التهنئة بعيد الفطر. وجاء في نص رسالة التهنئة غير التقليدية التي استقبلتها أعداد كبيرة من الهواتف النقالة الله يلهمك حكمة الزعيم، وقوة أبو شهاب، وصبر أبو عصام، ويبعد عنك أمثال أبو جودت وفريال، وأنا وكل الحارة بنقولك كل عام وأنت بخير وفطر سعيد . وقد شرحت الرسالة التي لم يعرف مصدرها، غير أنه من نصها يظهر أن من كتبها شخص تابع بدون انقطاع أحداث الجزء الثاني من مسلسل باب الحارة ، كونها فسرت بشكل كبير شخصيات هذا العمل الدرامي. والزعيم هو الممثل السوري (عبد الرحمن آل رشي) كبير الحارة وقتله أحد شخصيات المسلسل، لكشفه سره بعد أن قتل أحد الأبطال أثناء إيصاله معونة من الزعيم إلي الثوار، وعرف الزعيم في العمل الدرامي بحكمته الكبيرة. أما أبو شهاب فهو الممثل (سامر المصري) قبضاي الحارة وشجاعها، وأبو عصام هو الممثل (عباس النوري) الذي فقد في المسلسل مركزه وهيبته أمام أهل الحارة، وأظهر صبره إزاء ذلك، أما أبو جودة وفريال فعرفا بمكرهما، خاصة بعد ألقت فريال بزوج ابنتها في السجن لتلفيقها له تهمة بمحاولة قتلها. أحد مرسلي هذه الرسائل كان أبو أنس، رجل في الأربعينيات، قال انه أرسل رسالة تهنئة لأصدقائه بحلول العيد جاء فيها من خلف باب الحارة أرسل التهاني بعيد الفطر السعيد . ويري خالد أن السبب الحقيقي وراء تشبث المشاهدين بـ باب الحارة ، كون أن الدراما التي عرضها المسلسل تلامس هموم المشاهد العربي . وقال جميعنا نتمني أن نعيش في حارة تشبه تلك التي رأيناها في المسلسل ، مضيفاً كان لها رئيس واحد، وجميع السكان يحترمونه، كان أهلها لا يكرهون بعضهم، والماكرون منهم سرعان ما كانوا ينبذون . ولفت خالد أن الواقع العربي الآن غير ذلك، وقال أصبح في بعض المناطق في الدول العربية لا يعرف الجار جاره، ومن السهل أن يسكن جوارك شخص لا تعرفه ولا تعرف أصوله . يشار إلي أن الحديث عن حلقات باب الحارة استحوذ علي مجالس الضيوف خلال السهرات الرمضانية، بحيث أصبح عدد كبير من مشاهدي المسلسل يتبادلون الحديث عن شخصيات المسلسل، وحبكاته الدرامية، وأصبح بعضهم يحكي للآخرين عن الحلقات التي فاتتهم مشاهدتها وكأنه حكواتي دمشق . ولم تستحوذ متابعة أحداث باب الحارة علي مشاهدة الكبار فقط، وأكدت إحدي السيدات أن أطفالها الثلاثة الذين لم يتجاوز أكبرهم العشر سنوات يحرصون علي متابعته أيضاً. ويقول المشاهدون هنا في غزة انهم أيضاً سيحرصون علي مشاهدة الجزء الثالث في شهر رمضان من العام القادم. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أكتوبر 2007)
الرئيس السوري بشار الأسد لصحيفة تونسية المؤتمر القادم للسلام يفتقر لفرص النجاح
تاريخ النشر : Friday, 12 October 2007 تونس-دنيا الوطن- سفيان الشّورابي في حوار موسع أجرته معه صحيفة “الشروق” التونسية اليومية (ذات توجه عروبي) أمس الخميس، أكد الرئيس السوري بشار الأسد عدم تفاؤله حول النتائج التي ستنجر عن مؤتمر السلام الذي من المنتظر أن ينعقد شهر نوفمبر القادم، مطالبا إسرائيل باعتراف صريح بجميع الحقوق السورية قبل أي تفاوض بين البلدين. الرئيس السوري تحدث عن وجود وساطة تركية بين الطرفين، انطلقت منذ سنة 2004، بدأت تتكثف “منذ حوالي ستة أشهر حين أعيد طرح هذا الموضوع من قبل الأتراك في زياراتهم المختلفة إلى سوريا”، تعمل أثنائها تركيا على نقل وجهات النظر بين الجانبين. و لكن الأسد قلل من مفعولها لغياب “إعلان واضح من قبل المسئولين الإسرائيليين أولا بالسلام (…) وضمانات بأن الأرض ستعود كاملة”. و حول مشاركة سورية في المؤتمر القادم، اشترط الرئيس السوري التطرق إلى موضوع هضبة الجولان السورية في إطار ما سماه بـ”السلام العادل و الشامل”، متسائلا “هل سنذهب إلى مؤتمر يفتقر لفرص النجاح؟”، مشيرا في ذات الصدد، أن بلده لم يتلق أي دعوة للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي. واعتبر الأسد أن انعقاده في هذا التوقيت مرتبط بوجود إرادة أمريكية للتطبيع بين الإسرائيليين و العرب، إضافة لكونها تهدف إلى تغطية آثار فشلها في العراق، على حد تعبيره. فـ”الإدارة الأمريكية الحالية لم تعمل من أجل السلام”. أما فيما يتعلق بالغارة الجوية الإسرائيلية التي أثارت الكثير من الحبر و لفها غموض شديد، فقد أعلن الرئيس الأسد للجريدة المذكورة، بأن هدف الهجمة كان “هدف عسكري، و هو عبارة عن منشأة عسكرية قيد البناء (…) و ساعة القصف لم يكن فيها أحد على الإطلاق”، من دون أن يحيل حول طبيعة ذلك الموقع أو يرفع اللبس حول الاتهامات الأمريكية التي تتحدث عن قيام برنامج تعاون نووي بين سورية و كوريا الشمالية. و قد أعاد أيضا سر الغموض من الجانب الإسرائيلي حول حيثيات الخبر بـ “فشل استخباراتي” من دون أن يبين أين يكمن عين الفشل. وفيما يخص الوضع في الأراضي المحتلة، قال الرئيس السوري، بنبرة تشاؤمية أن “فرص السلام غير موجودة في الأمر الواقع”، خصوصا مع الانقسام الفلسطيني الداخلي، متحدثا عن وجود محاولة سورية رسمية للمصالحة بين الجانبين المختلفين، تجلت من خلال التقائه ببعض المبعوثين من قبل الرئيس أبو مازن و لكن تشبث الجانبين بموقفهما يفشل هذا التوجه. وكان موضوع الوضع في لبنان، و ما يوجه إلى النظام السوري من دعوات لعدم التدخل في شؤونها الداخلية، نفى بشار الأسد ذلك، قائلا “أن هذه الاتهامات تفتقد الحد الأدنى من المصداقية”، مؤكدا انه “لا يمكن أن نبني مستقبل العلاقة مع قوى هي لا تؤمن بلبنان”. وهو اتهام موجه إلى ما قوى 14 شباط ممن سماهم بالذين “ارتبطوا بالمشاريع الخارجية”، و”القوى المسيطرة الآن على مقاليد الحكم هي في هذا الجانب أو ربما هي في معظمها في هذا الجانب”. و حول الحالة العراقية، دعا بشار الأسد العراقيين إلى عقد مؤتمر وطني يشمل كل القوى و يتم مناقشة كل المواضيع من دون استثناء بدءا من الدستور و مرورا بكركوك، و انتهاء بكل التفاصيل، متأسفا من غياب دور عربي في العملية السياسية العراقية، “خاصة في ظل الفشل الأمريكي وفشل قوات الاحتلال بشكل عام”. و قد اعتبر أن ما تقوم به سورية تجاه العراقيين خصوصا مع اللاجئين منهم و الذي بلغ عددهم ما يناهز 2 مليون لاجئ عراقي، يكشف التعاطي السليم في ظل هذا الموقف. فـ”صحيح أنه يرتب على سورية ثمنا اقتصاديا، و لكنه يقدم للعراق ثمنا ايجابيا هو أن يبقى هذا المواطن يتعلم أن يعيش”. أما بالنسبة للملف النووي الإيراني والمؤشرات التي تتحدث عن اعتزام أمريكا شن حرب على ذلك البلد، فأجاب الرئيس السوري على ذلك بأن “يجب أن نبقى دائما متحفزين لأي عمل أخرق من قبل الولايات المتحدة أو من قبل إسرائيل تجاه إيران أو سورية أو تجاه لبنان أو تجاه أي دولة أخرى”، مضيف أن أمريكا “ربما تقوم بعمل أحمق”. وحول ما نشب خلال الأشهر الفارطة من توتر في العلاقات التي تجمع سورية و عدد من الدول العربية التي تربطها علاقات متينة و تاريخية، دعّم الأسد هذا الانطباع قائلا أن “العلاقات ليست كما ما يجب أن تكون بين سورية و السعودية، وسورية و مصر (…) هناك تشاور ولكن ليس كان الوضع قبل سنوات قليلة مضت”، متحاشيا التطرق حول أسباب و تداعيات تلك الخلافات. وهو سعي، على ما يبدو، من أجل التلطيف ممن حالة التصعيد، بعد موجة السجالات الحادة التي عرفتها الساحة الإعلامية بين مختلف تلك الأطراف. و لم يبدي الرئيس الأسد انزعاجا كبيرا تجاه سلسلة النقد الموجهة لرصيده المرتبط بالمسار الديمقراطي و بملف احترام حقوق الإنسان في بلده. إذ يقول في حواره أن “الأولوية بالنسبة لنا هي الحفاظ على الاستقرار” بعد أن كانت الأولوية للجانب الاقتصادي. و أن أمام الشعب السوري “متسع من الوقت و من المزاج الشعبي. الآن الكل منشغل حول العدوان الإسرائيلي”.
(المصدر: صحيفة “دنيا الوطن” الصادرة يوم 12 أكتوبر 2007)
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news.php?go=show&id=106854
قراءة في التّقرير الإحصائي للكنيسة الكاثوليكية
د. عزالدّين عناية (*) في نطاق سعي الكنيسة الكاثوليكية لحصر أنشطتها، تنشر دوريا تقريرا إحصائيا بعنوان: ـ ANNUARIUM STATISTICUM ECCLESIAE، تتناول فيه قياس تنامي أتباعها ورجالاتها ومؤسّساتها. والتّقرير عمل رسمي داخلي، يعدّه المكتب المركزي للإحصاء، وقد صدرت النسخة الأخيرة عن مكتبة الفاتيكان سنة 2006. بلغت أعداد الكاثوليك المعمَّدين في العالم 1.098.366.000، ما يساوي 17،2% من العدد الاجمالي لسكّان المعمورة. ويتوزّع العدد، بحساب المليون، علي النّحو التالي: إفريقيا ((148.817، أوروبا ((278.736، أمريكا ((548.756، آسيا ((113.489، الأوقيانوس ((8.568. وأمّا كبريات البلدان الكاثوليكية -بحساب المليون نفر- فهي: البرازيل ((153.440، المكسيك ((94.964، الفلبّين ((67.112، الولايات المتّحدة (66.668)، إيطاليا (56.036)، فرنسا (45.988).. بقيت الأعداد الدّيمغرافية للكاثوليك في أوروبا تقريبا ثابتة، مع أن عدد المعمدّين خلال 2004 سجّل تدحرجا نسبيا مقارنة بـ2003. أمّا بالنّسبة للعدد في إفريقيا، فقد ارتفع ثلاث مرّات خلال ربع قرن، وهو الازدياد الأكثر ديناميكية في العالم الكاثوليكي. كان العدد خلال 1978 55 مليونا تقريبا، وقد بلغ مع حلول 2004 149 مليونا. أمّا في القارة الأمريكية فالأوضاع تشهد استقرارا، حيث 62% من السكّان هم كاثوليك. وفي آسيا تطوّر العدد خلال نفس الفترة، من 2.5% إلي 3% مع 2004. ضمن هذه التحوّلات تبقي القارة الأمريكية تحوي أكثر من نصف كاثوليك العالم. أما فيما يخصّ أعداد رجال الدّين فقد شهد تناميا، ارتفع عدد الأساقفة من سنة 1978 إلي 2004 بنسبة تفوق 28%، تحوّل فيها العدد من 3714 إلي 4784 أسقفا، بمعدّل عمر (65 سنة). الملاحظ أن الارتفاع الهائل في إفريقيا ((%45.8+، تليها الأوقياونوس ((%34+، ثم آسيا ((%31.4+، ثم قارة أمريكا ((%27.2+، وأخيرا أوروبا بنسبة ((%23.3+ ومع تلك التطوّرات يبقي تركّز العدد الأكبر للأساقفة في أمريكا وأوروبا. وعادة في نطاق سعي كنيسة روما للتحكّم بكنائس الأطراف وتفادي أي تململ، علي نمط ما حدث عقب التجمّع الأسقفي بمادلين في كولمبيا سنة 1968، تعمل جاهدة لمزج التشكيلة الأسقفيّة المحلّية بموفدين غربيين أساسا، وقد بلغت أعداد هؤلاء 802 أسقفا يرافقون المحلّيين الذين يناهزون 3982. ومن هذا الباب توتّرت علاقة الفاتيكان مع الصّين، التي رفضت تلك الهيمنة الدّينية علي ترابها من أجانب. ولكن برغم تزايد عدد الرّهبان في إفريقيا بين 1978 و 2004، بنسبة تقدّر بـ%85+، وفي آسيا بنسبة %74+، تبقي أوروبّا محتفظة بالقسم الأكبر من الرّهبان، برغم التّراجع العددي فيها. البيّن من خلال تحليل هذه الإحصاءات أنّ تراجع الكاثوليك في الغرب علي مستوي الكوادر أيضا، وتناميهم بخلاف ذلك في القارات الفقيرة. المسألة عائدة بالأساس إلي ترسّخ وعي ذاتي داخل الفضاء الدّيني الغربي، أن نمط الرّهبنة الذي تفرضه الكنيسة هو نمط غير متّسق مع العصر الحديث، لما فيه من تبني أشكال الرّهبنة الكلاسيكية، بكافة شروطها وإلزاماتها المجحفة، من عزوبة وقطع مع العائلة الأصل وانضمام لعائلة الإكليروس، بدعوي التفرّغ التام للكنيسة. مما خلّف نفورا من الرّاغب الطّوعي في الانضواء تحت سقف الكنيسة، التي لم تعد الضّامن للفرد الحياة الآمنة ضدّ الفاقة والجهل. وبالموازاة صارت رعاية المجتمع للفرد أقوي من احتضان الكنيسة. في حين الوضع في البلدان الفقيرة يختلف عن أوضاع العالم الغربي، فلا زالت الكنيسة في إفريقيا وآسيا الضّامنة للمنتسب المطيع والوفيّ: الدّراسة ورغد العيش ونفوذ السّلطة، وهي عناصر لا تتوفّر للفرد من دولته ومؤسّساتها الاجتماعية المنهَكَة. من جانب آخر، يتواصل تقلّص عدد الرّاهبات برغم محاولات إيقاف النزيف، فقد تراجع العدد من 990.000 خلال 1978 إلي 770.000، بعد 26 سنة. وقد ضرب هذا الانحدار كلّ القارات باستثناء إفريقيا. أما من حيث أنشطة الكنيسة الكاثوليكية في العالم العربي فهي متنوّعة، فقد ارتفعت أعداد المعمَّدين في شتي البلدان، مقارنة بما ورد في إحصاء 2001، باستثناء تونس والمغرب وقطر، التي شهدت تراجعا ضئيلا. بلغت أعداد الكاثوليك في البلاد العربية، بحسب الإحصاء، ثمانية ملايين و715 ألف معمّد، يأتي في مقدّمتها السّودان بأربعة ملايين و47 ألف معمَّد، ثم يليه لبنان بمليون و860 ألف، ثم العربية السّعودية بـ801 ألف. في حين أقل البلدان التي يتواجد بها الكاثوليك، فهما الجزائر واليمن، حيث يوجد في كلّ منهما أربعة آلاف نفر. وتعوّل الكنيسة في الخدمة الرسولية في المغرب العربي، لما يسود في مخيال أهاليه أنّ المسيحيّ أجنبيّ، علي ما يسمّي بـ الإكليروس العلماني ، وهم متعاونون ومتعاونات ممن تعوزهم الرّتب الكهنوتية. ولكن يبدو هذا الجيش الهائل في التقرير مبعدا عن الأعين، ولم يطله الإحصاء بدقّة. وعموما يبلغ عدد المكلّفين بالخدمة الرّسولية في البلدان العربية : 152 أسقفا و3451 قسّا؛ أما عدد الرّاهبات فيبلغ 6892 راهبة؛ وعدد المبشّرين اللاّئكيين 2054، يعضدهم 8692 مدرّس ديني. أمّا من حيث النّشاط التعليمي للكنيسة في العالم العربي فهو جدّ متطوّر ومتنوّع. وتصنّف مؤسّساتها التعليميّة ضمن المؤسّسات الخاصّة، وهي عالية التّنظيم والأداء والمحتوي، مقارنة بالمؤسّسات العمومية. لذلك تجلب تلك المؤسّسات أبناء علية القوم لا الفقراء والمعوزين، الذين لا يقدرون علي ولوجها. وهذا التعليم يتوقّف في بعض البلدان عند المرحلتين الأساسية والثّانوية، وفي أخري يتواصل حتي المراحل العليا. تبلغ أعداد مدارس الأمومة التابعة للكنيسة 913 مدرسة ويرتادها 115 ألف تلميذ، أما المدارس الأساسية فتبلغ 946 ويرتادها 391 ألف طالب، وعدد المعاهد الثانوية فتبلغ 382 معهدا ويرتادها 190 ألف طالب، أما العدد الاجمالي للطلاّب في المؤسّسات العليا فيبلغ 49 ألفا. أما في المجال الصحّي فتحرص الكنيسة علي تقديم خدمات واسعة علي مستوي الرّعاية الضّرورية، تقرّبا من الأهالي، عبر المستشفيات والمستوصفات ومستشفيات الجذام (13 منها في السّودان) ودور العجّز الأيتام وروض الأطفال، ومراكز التوجيه العائلي ومراكز التأهيل الاجتماعي ومؤسّسات أخري شبيهة. يأتي لبنان في المقدّمة، إذ يضم 436 مؤسسة من هذا النوع، يليه السّودان بـ336، ثم مصر بـ270 مؤسسة، وفي حدود الإحصاءات المتوفرة، تحوز تونس آخر المراتب بمؤسّسة واحدة. يبقي الإحصاء في سوسيولوجيا الأديان إحدي المحاور الأساسية الغائبة في الفضاء العربي، فأحري بأبناء البلاد العربية، من شتي الكنائس المسيحية، أن يتولّوا بأنفسهم تقديم إحصاءات علمية تتناول خدماتهم وأنشطتهم وكنائسهم وعبّادهم وقديسيهم، ولا يترقّبون فيها غيرهم. (*) جامعي تونسي يعمل في إيطاليا (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أكتوبر 2007)