Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2299 du 07.09.2006
رشيد خشانة: قطع حربية من قوة «يورومافور» تزور تونس (آكي) : بن علي و برودي يبحثان علاقات التعاون بين تونس وإيطاليا وكالة أنباء البحرين: تونس وايطاليا / مكالمة هاتفية الشروق: الحكم في قضية انهيار جدار بقابس: أحكام بالسجن ضد المتسببين في الحادث وتعويضات مالية هامة للمتضررين الصباح: استعار سيارة خاله المهاجر «ليحرق» بها رويترز :عائدات السياحة في تونس ترتفع الي 1.33 مليار دولار في ثمانية أشهر الصباح: تونس تحتل المركز 80 من ضمن 174 دولة رويترز : تونس تعتزم خفض عدد الاميين الى اقل من مليون في خمس سنوات محيط: مقص الرقابة يلاحق “عمارة يعقوبيان” في تونس الصباح: آجـــــــال جديــــدة للعفو الجبــائي الصباح: ماذا يقول القانون في حالة عدم موافقة مجلس المستشارين على مشروع قانون صادق عليه مجلس النواب؟ الصباح: الحيـــــــاة النيـــابيـــــة: افتتاح الدورة النيابية خلال الأسبوع الثاني من أكتوبر المقبل الشرق الاوسط: الجزائر: الإفراج عن دفعة جديدة من السجناء المتهمين بالإرهاب الجزيرة.نت: الإعلام في دول المغرب العربي د. خالد شوكات: الإسلاميون المغاربة بين الحلين الأمني والديمقراطي عبدالباقي خليفة: كم من الجرائــم تُـرتـكـب باسمك يا وطني الهادي بريك: أفكار عامة في مستقبل الحركة الاسلامية في تونس (الحلقة الرابعة والاخيرة) محمد جمال عرفة: شرق أوسط جديد.. إسلامي وديمقراطي! الصباح: شهر من الندوات السياسية بتونس: السيــــاســــة الدوليــــة فــــي الميـــزان آمال موسى: التخويــــــــن! د. سلوى بن يوسف الشرفي: و للحرب أيضا فوائد سبعة فهمي هويدي: إنهم يستحضرون العفاريت.. ثم يطالبوننا بصرفها! د. بشير موسي نافع : الحقيقة والوهم في ثيولوجيا احتكار الدولة الحديثة للعنف القدس العربي: يحيي الفخراني: قبلت التحدي ولن أرفع الراية البيضاء!
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
قطع حربية من قوة «يورومافور» تزور تونس
تونس – رشيد خشانة ترسو اليوم خمس قطع حربية تابعة للقوة البحرية المتوسطية «يورومافور» في قاعدة بنزرت شمال العاصمة تونس في زيارة تستمر أربعة أيام. وأفاد بيان للسفارة الإسبانية في تونس أن الأسطول الزائر الذي يقوده الأدميرال الإسباني كلاوديو دي لانزوس يضم البارجة الفرنسية «لوار» وكاسحة الألغام الإيطالية «غايتا» والطراد البرتغالي «خواو روبي» وكاسحتي الألغام الإسبانية «دويرو» والفرنسية «تريبارتيت». وتأتي الزيارة بعد ثلاثة شهور من زيارة قام بها قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا الجنرال ويليام هوبينز للمنشآت العسكرية في قاعدة «سيدي أحمد» الجوية القريبة من بنزرت. وأجرى على هامش الزيارة محادثات مع وزير الدفاع التونسي كمال مرجان وقائد القوات الجوية الجنرال محمود بن محمد، ركزت على درس إمكانات تطوير التعاون الثنائي والذي يشمل تدريب ضباط وصيانة طائرات حربية تونسية. من جهة أخرى، يصل رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي إلى الرباط اليوم في زيارة تستمر ثلاثة أيام يرأس خلالها وفد بلده إلى اجتماعات اللجنة العليا المشتركة. ويجري الغنوشي محادثات مع الملك محمد السادس ونظيره ادريس جطو ووزير الخارجية محمد بن عيسى يُرجح أن تتطرق إلى آفاق تطوير العلاقات الثنائية، خصوصاً في المجال الاقتصادي، ووضع الاتحاد المغاربي، وآخر المستجدات في الشرق الأوسط. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006)
بن علي و برودي يبحثان علاقات التعاون بين تونس وإيطاليا
تونس (6 أيلول/ سبتمبر) وكالة (أكي) الإيطالية للأنباء – ذكر تقرير للإذاعة الرسمية التونسية أن مكالمة هاتفية جرت ظهر اليوم بين الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ورئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي تناولا خلالها “مسيرة علاقات الصداقة العريقة والشراكة المتميزة القائمة بين تونس وايطاليا”.وأضاف التقرير أن بن علي و برودي شددا خلال اتصالهما الهاتفي على “دعم التعاون الثنائي وتكثيفه خصوصا بعد دخول اتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار حيز التنفيذ “، فضلا عن “تبادل الآراء ووجهات النظر بشان آفاق التعاون الأورو- متوسطي وحول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة”. كما ذكر التقرير أن الرئيس بن علي بحث مع رئيس الحكومة الإيطالية أيضا الزيارة القادمة التي يعتزم الأخير القيام بها لتونس والتي لم يحدد موعدها بعد.
(المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء يوم6 سبتمبر 2006)
تونس وايطاليا / مكالمة هاتفية
بتاريخ: 07 09، 2006 قرطاج فى 6 سبتمبر/ بنا/ بحث الرئيس التونسى زين العابدين بن على خلال اتصال هاتفى جرى اليوم مع رئيس الحكومة الايطالية رومانو بردوى مسيرة علاقات الصداقة والشراكة القائمة بين البلدين. كما تم خلاله التأكيد على دعم التعاون الثنائى وتكثيفه فى ضوء الدفع الجديد الذى تشهده العلاقات بين البلدين بعد دخول اتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار حيز التنفيذ والمواعيد المقبلة وبالخصوص الزيارة القادمة للسيد برودى الى تونس . وتم خلال المكالمة أيضا تبادل الاراء ووجهات النظر بشأن افاق التعاون الاورومتوسطى وحول القضايا الاقليمية والدولية الراهنة .
ج ح. 2359 06 (المصدر:وكالة أنباء البحرين يوم 7 سبتمبر 2006)
الحكم في قضية انهيار جدار بقابس:
أحكام بالسجن ضد المتسببين في الحادث وتعويضات مالية هامة للمتضررين
أصدرت المحكمة الابتدائية بقابس يوم الأربعاء 6 سبتمبر 2006 أحكاما بالسجن ضد المتسببين في حادثة انهيار جدار محاذ للسوق الأسبوعية بقابس في شهر جوان 2006 كما أقرت المحكمة تعويضات مالية هامة للمتضررين في هذا الحادث الذي أدى إلى وفاة ثمانية مواطنين وإصابة خمسة آخرين بجروح من بينهم باعة ومرتادون للسوق. وقد أصدرت المحكمة عقوبات متفاوتة على المورطين في هذه القضية حسب درجات مسؤوليتهم في حصول الحادث حيث حكمت بسجن مسؤول جهوي للتجهيز والمهندسة المستشارة التي أعدت المثال التنفيذي للجدار ومدير مكتب المراقبة الفنية بالجهة لمدة عام من أجل جريمتي القتل والجرح على وجه الخطإ الناتج عن تقصير وإهمال كما قضت من جهة أخرى بسجن كل من المقاول المكلف بإقامة الجدار والمقاول المكلف بإقامة أشغال الطرقات المحاذية للجدار والمهندس المعماري الذي صمم الجدار وأعد له مثلا هندسيا مدة ستة أشهر من أجل التهمة نفسها مع إسعاف المهندس المعماري بتأجيل التنفيذ. كما أقرت المحكمة تعويضات مالية هامة لفائدة المتضررين وعائلاتهم لقاء الأضرار المادية والمعنوية الحاصلة لهم. وتطرح هذه القضية مجددا تساؤلات حول كيفية تجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي تنجر عنها مآسي عديدة وخسائر مادية وبشرية فالسلطة العمومية بتطبيقها للقانون تبدو بوضوح ساهرة على مساءلة كل شخص أو طرف تثبت مسؤوليته عن أية تجاوزات أو أي شكل من أشكال التقصير والإهمال. لكن عدم تكرر مثل هذه الحوادث يتطلب أيضا تحمل كل الأطراف والأفراد لمسؤوليتهم في الحرص على سلامة التجهيزات الخاصة والعمومية على حد السواء. فبغير هذا الحرص قد تتكرر لا سمح الله مثل هذه المآسي التي يبقى مجتمعنا في غنى عنها تماما. وكانت التتبعات القضائية انطلقت فور وقوع حادثة انهيار الجدار حيث توجه قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقابس إلى مكان الحادث لإجراء المعاينات الميدانية اللازمة كما أصدر إنابة عدلية إلى فرقة الشرطة العدلية بقابس وأوكل إلى ثلاثة خبراء مختصين في البناء والهندسة مهمة معاينة الجدار المنهار وتحديد أسباب سقوطه ومدى مطابقة بنائه للمواصفات الفنية الجاري بها العمل. ومكنت هذه التحريات من الوقوف على أسباب انهيار الجدار وتحديد المسؤوليات وإحالة المتهمين الستة على المجلس الجناحي لدى المحكمة الابتدائية بقابس لمقاضاتهم من أجل القتل والجرح على وجه الخطإ الناتج عن تقصير وإهمال. وقد تأكد من خلال التحريات التي أجريت حصول تقصير في حفظ المكان وفي منع وصول المواطنين إليه رغم العلم بوضعيته التي كانت تنذر بالانهيار وثبت أيضا عدم تقيد من أعد المثال التنفيذي للجدار بالمواصفات الفنية المعمول بها وتقصير مدير مكتب المراقبة الفنية في القيام بأعمال المراقبة الموكولة إليه وتأكد أيضا عدم تقيد المهندس المعماري والمقاولين المكلفين بإنجاز الأشغال بالتراتيب الجاري بها العمل وفقا لما نص عليه كراس الشروط. وإذا كان القضاء قد قال كلمته، بعد أن نال كل من يستحق المساءلة أو العقاب في هذه القضية جزاءه العادل، فإن جميع الأطراف مدعوة إلى أخذ العبر والدروس المستوجبة من مثل هذه الحوادث التي يمكن تجنبها. ويتعين في هذا الصدد على الساهرين على إنجاز التجهيزات العمومية والخاصة التحلي بروح عالية من المسؤولية والالتزام بالمقاييس والمواصفات المطلوبة بإنجاز كل الأشغال وتعهدها بعد ذلك بالصيانة المطلوبة. كما يتعين على المواطنين الحرص على المحافظة على هذه التجهيزات والسهر على سلامتها بما يجنب كوارث تخلف الكثير من المرارة ويذهب ضحيتها مواطنون أبرياء. (المصدر: صحيفة “الشروق” التونسية الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006)
بين سيدي بوزيد وميناء حلق الوادي:
استعار سيارة خاله المهاجر «ليحرق» بها
مثل المتهمان في قضية الحال امام انظار الدائرة الجناحية الصيفية بالمحكمة الابتدائية بتونس موقوفين لمقاضاتهما من اجل تهمة مساعدة شخص على اجتياز الحدود التونسية خلسة والسياقة بدون رخصة واستغلال جواز سفر والخيانة المجردة. وتفيد وقائع القضية أن المتهم الاول طلب من خاله الذي قدم من ايطاليا في الاجازة الصيفية مفاتيح سيارته للقيام بجولة فاستجاب لرغبته غير أن الاول انطلق بالسيارة من منطقة سيدي بوزيد في اتجاه ميناء حلق الوادي وقرر الحرقان الى ايطاليا بوثائق وسيارة خاله.
ولسوء حظه فإن خطته قد فشلت وتم ايقافه في الميناء. وبإحالته على الباحث الاول اعترف بالتهمة المنسوبة اليه.
كما تم ايقاف خاله الذي تمسك بعدم علمه بما خطط له ابن اخته وفي محاولة مساعدته على اجتياز الحدود بطريقة غير قانونية. وباحالتهما على المحكمة اعترف الاول وتمسك بعدم علم المتهم الثاني بالواقعة. وباعطاء الكلمة لمحاميهما طلب اسعاف الاول بأقصى ظروف التخفيف لسذاجته وطلب في حق الثاني الحكم بعدم سماع الدعوى لتجرد التهمة في حقه. وبختم المرافعة رأت المحكمة حجز القضية للتصريح بالحكم اثر الجلسة.
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006 )
عائدات السياحة في تونس ترتفع الي 1.33 مليار دولار في ثمانية أشهر
Thu Sep 7, 2006 7:24 PM GMT تونس (رويترز) – ارتفعت عائدات تونس من السياحة التي تمثل المصدر الرئيسي لجلب العملة الاجنبية الي البلاد بنسبة 4.2 في المئة في الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالي الي 1.75 مليار دينار (1.33 مليار دولار) مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وأظهرت بيانات رسمية أن ايرادات صناعة السياحة في الاشهر الثمانية الاولى من 2005 بلغت 1.68 مليار دينار.
وتتوقع تونس استقبال 6.5 مليون سائح للمرة الاولى هذا العام وتحقيق ايرادات تصل الي ملياري دولار حتى نهاية العام.
واشارت البيانات الي ان عدد السياح الوافدين الي تونس حتى نهاية الشهر الماضي تجاوز 4.6 مليون سائح مقارنة مع حوالي 4.4 مليون في الفترة نفسها من العام الماضي.
وصناعة السياحة في تونس تأتي في صدارة قطاعات التشغيل بعد القطاع الزراعي وتوفر أكثر من 360 ألف فرصة عمل.
(الدولار يساوي 1.317 دينار تونسي)
(المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء 7 سبتمبر 2006 )
تصنيف في تقرير «ممارسة الأعمال» لسنة 2007 التابع لمجموعة البنك العالمي:
تونس تحتل المركز 80 من ضمن 174 دولة
تونس ـالصباح
تراجع ترتيب تونس في مجال ممارسة أنشطة الأعمال لسنة 2007 بثلاث نقاط لتحتل المركز 80 من بين 175 دولة شملها التقرير سالف الذكر الصادر عن مؤسسة التمويل العالمية التابعة للبنك العالمي. ترتيب تونس المشار إليه سابقا سمح لها باحتلال المركز الســــادس عربيا مسبوقة بكل من العربية السعودية (38 دوليا) والكويت (46) وعمان(55) والإمارات (77)والأردن (78). ويلاحظ أن جميع هذه الدول شهدت تراجعا في ترتيبها في تقرير ممارسة الأعمال بين سنتي 2006 و2007 في حين سجلت دول مثل الجزائر والمغرب واليمن تحسنا في ترتيبها العالمي في المجال المذكور. ويتركب مؤشر أنشطة الأعمال من عدة مؤشرات فرعية تحدد تكلفة أنظمة أنشطة الأعمال والتي يمكن استعمالها لتحديد إن كانت الدول محور التقرير تشجع على تشجيع الاستثمار والازدهار أم عائقا في طريقها وذلك حسب ذات المصدر وتتمثل أساسا في تأسيس المشاريع، التعامل مع التراخيص، توظيف العمال،تسجيل العقار،الحصول على ائتمان، حماية المستثمرين دفع الضرائب،التجارة عبر الحدود،فرض العقود،إغلاق المشاريع. تصنيف المؤسسة الدولية سالفة الذكر أفرز تربع سنغافورة في أعلى ترتيب الدول المشار إليها سابقا تلتها نيوزيلندا ثم الولايات المتحدة الأمريكية …. في المقابل تموقعت جمهورية الكنغو الديمقراطية في ذيل القائمة.
ويقول البنك العالمي أن المعلومات الواردة في التقرير استقاها من مصادر متعددة منها جهات حكومية ومحامين ومستشارين اقتصاديين و مهنيين… مؤكدا في ذات الوقت أن قاعدة المعلومات هذه تتمتع بمصداقية كبرى.
وليد الدرعي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006 )
تونس تعتزم خفض عدد الاميين الى اقل من مليون في خمس سنوات
Thu Sep 7, 2006 1:39 PM GMT
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الخميس ان الحكومة التونسية تهدف الى خفض عدد الاميين الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص الى اقل من عشرة بالمئة من مجموع السكان البالغ نحو عشرة ملايين نسمة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وذكرت وكالة الاخبار الحكومية (وات) ان برنامج تعليم الكبار الذي بدأ عام 2000 يهدف الى تقليص نسبة الامية الى اقل من عشرة بالمئة من مجموع السكان. واظهر التعداد العام للسكان الاخير الذي اجري منذ عامين ان 22.9 بالمئة من السكان التونسيين مازالوا أميين.
وقال مسؤولون في البرنامج الوطني لتعليم الكبار إن البرنامج يعمل على استقطاب الدارسين من فئة الشباب ويولي عناية خاصة لمحو أمية الفئات النشيطة من العمال بغرض النهوض بمستوى العمل وتسهيل الاندماج المهني. وتحارب الحكومة التونسية منذ سنوات آفة الامية بين جميع الفئات خاصة المعوزة منها وسبق وأن اقرت اجبارية التعليم الاساسي ومجانيته بهدف نشر التعليم بين الجميع. (المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء 7 سبتمبر 2006 )
مقص الرقابة يلاحق “عمارة يعقوبيان” في تونس
القاهرة : حذفت الرقابة التونسية عدد من مشاهد فيلم “عمارة يعقوبيان”، حيث يعرض حاليا في عدة قاعات عرض بتونس، وذلك بعد أن حقق نجاحا كبيرا خلال عرضه في مهرجان قرطاج. وتضمنت المشاهد المحذوفة من الفيلم علاقة الشذوذ الجنسي بين الصحفي وعسكري الأمن، أو علاقات الثري العجوز مع فتيات يصغرنه في العمر، بالاضافة الي علاقة رجل الأعمال نور الشريف مع زوجته سمية الخشاب . هذا ولم تعد هذه المرة الأولي الذي يتعرض فيها الفيلم للحذف بل قامت الرقابة الكويتية بحذف ساعة وعشر دقائق من الفيلم بحجة انه مليء ببعض الألفاظ السيئة والمشاهد التي تنشر الفساد والشذوذ. يذكر أن الفيلم أثار جدلا واسعا عند بداية عرضه في مصر بالرغم من انه يعرض تحت لافتة “للكبار فقط”، حيث تقدم مجموعة من أعضاء مجلس الشعب بمذكرة لمناقشته في المجلس وطالبوا بحذف مشاهد تدعو للشذوذ الجنسي، لكن لجنة الثقافة والاعلام بالمجلس وافقت علي استمرار عرضه بدون حذف. تاريخ التحديث : 9/7/2006 10:51:20 AM (المصدر: محيط يوم 7 سبتمبر 2006)
اجتماع مجلس الوزراء
آجـــــــال جديــــدة للعفو الجبــائي
تنقيح القانون الأساسي المتعلق بالهياكل الرياضية
قرطاج( وات) اشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح امس على اجتماع مجلس الوزراء.
ونظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بالمصادقة على المرسوم المؤرخ في 31 جويلية 2006 المتعلق بتحديد اجال جديدة للانتفاع بالعفو الجبائي المنصوص عليه بالقانون المؤرخ في 15 ماي 2006 المتعلق بسن عفو جبائي وهو يهدف الى اعطاء فرصة اضافية للمطالبين بالاداء الذين عبروا عن رغبتهم في الانخراط في هذا العفو تنتهي اجاله الجديدة قبل اول نوفمبر 2006
ثم نظر المجلس في مشروع قانون اساسي يتعلق بتنقيح القانون الاساسي المؤرخ في 6 فيفري 1995 المتعلق بالهياكل الرياضية وهو يهدف الى جعل التشريع الرياضي في تونس يواكب التحولات والتطورات التي تشهدها انظمة الهياكل الدولية. الماء الصالح للشراب
ونظر المجلس بعد ذلك في مشروع قانون يتعلق بتزويد المناطق الريفية بولاية جندوبة بالماء الصالح للشراب. وسيمكن هذا المشروع من تزويد حوالي 76.000 الف مواطن وكذلك ضمان ديمومة التزويد بالماء لحوالي 127.000 الف مواطن. ويندرج هذا المشروع في اطار المجهودات الوطنية لتحسين نسبة التزويد بالماء الصالح للشراب لبلوغ احد اهداف برنامج رئيس الجمهورية المتمثل في ضمان نسبة تزويد لا تقل عن 95%على المستوى الوطني.
كما نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بدعم منظومة التطهير بتونس الكبرى. ويهدف المشروع بالخصوص الى تعزيز عمليات معالجة المياه المستعملة بهذه المنطقة بما يمكن خاصة من الترفيع في طاقة معالجة محطات التطهير بها ومن تحسين خدمات التطهير بمناطقها وتنمية اعادة استعمال المياه المطهرة في المجال الفلاحي. وتتمثل مكونات المشروع في ما يتعلق بالبنية الاساسية بالخصوص في انجاز محطة تطهير بالعطار بطاقة استيعاب تقدر ب 60 الف متر مكعب من المياه يوميا.
التعليم العالي
ونظر المجلس من جهة اخرى في مشروع قانون يتعلق بالمشروع الثاني لدعم الاصلاحات في قطاع التعليم العالي، وهو يهدف الى رفع طاقة الاستيعاب من حوالي 300 الف طالب سنة 2005 الى 500 الف طالب سنة 2009 وتحسين محيط العمل بتعزيز التجهيزات العلمية واقتناء تكنولوجيات المعلومات والربط بالشبكات الالكترونية وتطوير الجودة في مستوى التدريس والبرامج والمحتويات العلمية واساليب التصرف المالي والاداري.
وتتمثل المكونات الاساسية للمشروع بالخصوص في بناء 8 مؤسسات للتعليم العالي الى جانب مؤسستين للخدمات الجامعية وتمويل برنامج دعم الجودة. ثم نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على اتفاقية انشاء المؤسسة الدولية الاسلامية لتمويل التجارة.
التشغيل
واستمع المجلس بعد ذلك الى بيان حول التشغيل ابرز تطور عروض الشغل خلال الثمانية اشهر الاولى من سنة 2006 وعروض الشغل الخاصة بالاطارات في نفس الفترة والتي بلغت 10571 عرضا وبلغ عدد عمليات التشغيل المنجزة خلال الثمانية اشهر الاولى من هذه السنة 87111 عملية مقابل 84159 عملية تشغيل خلال نفس الفترة من السنة الماضية اي بارتفاع يقدر بــــ 3.5%.
كما تطرق البيان الى نتائج الادماج والتاهيل المهني والى تطور عدد المنتفعين ببرامج الصندوق الوطني للتشغيل الذي ارتفع منذ انطلاق الصندوق الى موفى شهر اوت من سنة 2006 الى 614532 شابا وشابة.
واستمع المجلس كذلك الى بيان حول تدخلات البنك التونسي للتضامن جاء فيه ان البنك صادق خلال الفترة الممتدة بين شهري ماي واوت 2006 على تمويل 2182 مشروعا مما سيمكن من احداث 3828 موطن شغل وهو ما مكن منذ انطلاق نشاط البنك الى غاية 31 اوت 2006 من احداث اكثر من 125 الف موطن شغل وعلى صعيد اخر بلغت حصيلة القروض الصغيرة المسندة خلال نفس الفترة (ماي اوت 2006) 19131 قرضا علما وان عدد الجمعيات المرخص لها الى غاية اوت 2006 بلغ 206 جمعيات.
القطاع الفلاحي
كما استمع المجلس الى بيان يتعلق بالقطاع الفلاحي تناول بالخصوص موسم الحبوب الذي حقق انتاجا بحوالي 16.1مليون قنطار. وكذلك الاستعدادات للموسم المقبل والمساحات المزمع بذرها والمقدرة بحوالي مليون و527 الف هك.
وتمثل الاجراءات الاخيرة التي اذن بها رئيس الجمهورية وخاصة منها مراجعة مقاييس القروض الموسمية ومواصلة دعم اسعار البذور الممتازة للحبوب خير حافز للفلاحين لاستئناف نشاطهم في احسن الظروف.
وبخصوص الفلاحة البيولوجية وتنويع الانتاج الفلاحي فقد ارتفعت المساحات المصادق عليها من 150 الف هك سنة 2004 الى حوالي 215 الف هك حاليا. وتطور الانتاج الجملي البيولوجي من 36 الف طن خلال موسم 2005/2004 الى حوالي 100 الف طن خلال موسم 2006/2005 .
ثم استمع المجلس الى بيان حول تنفيذ الخطة الوطنية للتحكم في الطاقة خلال السداسية الاولى من سنة 2006 تعرض بالخصوص الى النتائج المسجلة في مجال تطوير استعمال الغاز الطبيعي وبرنامج ترشيد استهلاك الطاقة في مختلف القطاعات والميادين. وتعرض البيان الى البرامج التي تم الشروع في انجازها بالتعاون مع المصالح المعنية لترشيد استهلاك الطاقة والاجراءات العملية التي تم اتخاذها.
الشباب
واستمع المجلس في الختام الى بيان يتعلق بالتقرير السنوي حول اوضاع الشباب الذي يغطي الفترة المتراوحة بين جويلية 2005 وجوان 2006 وابرز التقرير العناية التي شملت قطاع الشباب في تونس وما سجلته هذه المرحلة من مكاسب عديدة ضمن مقاربة شبابية وطنية تتكامل فيها جهود مختلف القطاعات. وشمل التقرير كذلك جملة من الاحصائيات المتعلقة خاصة بتطور الخطة الوطنية لتاهيل دور الشباب التي شهدت تجهيز 220 دار شباب وناديا ريفيا بفضاءات للاعلامية والانترنات ليبلغ العدد الجملي لهذه الفضاءات 304 فضاءات.
وبين التقرير الاهمية التي تكتسيها الاستشارة الشبابية الثالثة باعتبارها فرصة جديدة تعد من اهم مميزات هذه المرحلة وتعبر عن الحرص على تحقيق التواصل مع الشباب والتحـــــــاور معه والاصغاء الى مشاغله وتطلعاته.
واوصى الرئيس زين العابدين بن علي بمتابعة نتائج الاستشارة الشبابية الثانية والحرص على الاستئناس بها في وضع البرامج التنموية والمخططات المقبلة. وجدد بالمناسبة اهمية الحوار الدائم مع الشباب ورصد مشاغله والتركيز خاصة على دعم حق الشباب في المعرفة والتكوين والترفيه بما يحفزه على البذل والاجتهاد والتالق في مختلف ميادين الحياة. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006 )
ماذا يقول القانون في حالة عدم موافقة مجلس المستشارين على مشروع قانون صادق عليه مجلس النواب؟
يسمح الفصل 33 من الدستور في هذا الشأن بإمكانية تعديل مشروع قانون بعد أن يكون قد صادق عليه مجلس النواب دون تعديل إذا لم يوافق عليه مجلس المستشارين ويكون ذلك بشرط توافق الطرفين، إذ يتم في هذه الحالة تكوين لجنة متناصفة بين الطرفين تضم 6 أعضاء عن كل مجلس تجتمع بالتناوب بمقر مجلس النواب ومقر مجلس المستشارين، وذلك بعد موافقة الحكومة التي لها الحق في المبادرة باقتراح تكوين اللجنة المشتركة المتناصفة التي يعهد لها إعداد نص موحد في أجل أسبوع حول النقاط موضوع الخلاف على أن توافق عليه الحكومة التي لها الحق أيضا في عدم الموافقة على أي تعديل يشمل مشروع القانون المعرو وفي حالة التوصل إلى صياغة نص موحد يعرض على مجلس النواب مشروع القانون المعدل ثانية ليبت فيه في أجل أسبوع من تاريخ الإحالة ثم يرفع مباشرة إلى رئيس الجهورية ليتولى ختمه بعد أن يكون مجلس النواب قد صادق عليه نهائيا. وفي صورة عدم توصل اللجنة المذكورة إلى صياغة نص موحد فيتم اعتماد النص الأصلي دون تعديل. ويحيل رئيس مجلس النواب في هذه الحالة مشروع القانون إلى رئيس الجمهورية لختمه دون تعديل. كما يسمح الفصل 33 من الدستور لمجلس النواب برفض النص الموحد الذي توصلت إليه اللجنة وبالتالي تكون الكلمة الفصل لمجلس النواب باعتباره صاحب الاختصاص التشريعي العام.
بن عبد الله (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006 )
الحيـــــــاة النيـــابيـــــة
افتتاح الدورة النيابية خلال الأسبوع الثاني من أكتوبر المقبل
تونس-الصباح علمت «الصباح» أن افتتاح الدورة النيابية 2006-2007 ستكون على الأرجح خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر المقبل. المميز في افتتاح أشغال هذه الدورة- علاوة على التحضير لمناقشة مشروع ميزانية الدولة لسنة 2007، والنظر في عدد من مشاريع القوانين على مستوى الجلسة العامة والتي شرع في النظر فيها من قبل اللجان المعنية- هو تشكيل، ولأول مرة، لجنة مشتركة متناصفة بين مجلس النواب ومجلس المستشارين قصد إعداد نص موحد حول مشروع قانون يتعلق بإعفاء الهبات بين الأسلاف والأعقاب وبين الأزواج من معلوم التسجيل النسبي، بعد أن صادق مجلس المستشارين ولأول مرة منذ تأسيسه في آخر جلسة عادية نيابية له على تنقيح مشروع القانون المذكور بعد أن صادق عليها مجلس النواب. وذلك استنادا إلى الفصل 13 من القانون الأساسي لمجلس المستشارين والفصل 33 من الدستور. يذكر أن التعديل المقترح الذي تقدمت به المستشارة العضو بمجلس المستشارين آسيا الدخيلي (وقد كانت «الصباح» قد نشرت تفاصيل ضافية حول الموضوع في عددها ليوم غرة أوت المنقضي) بإضافة توضيح للفقرة 18 ثالثا من الفصل الأول لمشروع القانون الأصلي الذي صادق عليه مجلس النواب في وقت سابق، ينص صراحة على أن تنتفع بالمعلوم الجبائي القار الوارد بالفصل 23 من مجلة معاليم التسجيل والطابع الجبائي المحددة بـ15 دينارا، هبة الملكية وحق الرقبة وحق الانتفاع بحيث تصبح الفقرة 18 ثالثا على النحو التالي: «18 ثالثا: هبات الأملاك بين الأسلاف والأعقاب وبين الأزواج (يضاف إليها التنصيص التالي: «بما في ذلك هبات ملكية رقبة أملاك عقارية أو حق الانتفاع بهذه الأملاك»). وبررت المستشارة المذكورة (وهي محامية منتخبة بمجلس المستشارين عن ولاية بن عروس) إضافة التنصيص المذكور «لتوضيح منطوق الفصل الأول من مشروع القانون». مبينة أن «التوضيح لا يمس بجوهر الفصل ولا يتعلق بمعلوم التسجيل القار الذي أتى به. وذلك لتفادي التأويل واختلاف التأويلات حول مضمون الفصل وتوضيح أن المعلوم القار الذي نص عليه ( 15دينارا) ينطبق على هبة الملكية كاملة أو حق الرقبة فقط أو حق الانتفاع فقط». كما أضيف إلى الفقرتين الجديدتين من الفصلين الثاني والثالث من مشروع القانون نفس التعديل المذكور بإضافة الجملة التالية «.. سواء تعلقت بالملكية أو بملكية الرقبة أو بحق الانتفاع». وتعتبر مصادقة مجلس المستشارين على التعديل المذكور سابقة تحصل لأول مرة منذ إحداث المجلس الذي بدأ عمله البرلماني رسميا بداية من الدورة النيابية الماضية 2005-2006 بعد إجراء انتخابات جهوية ووطنية تم على إثرها اختيار أعضاء المجلس بواقع 43 عضوا عن الولايات إضافة لأعضاء عن منظمتي الأعراف والفلاحين بواقع 14 عضوا عن كل قطاع. مشاريع قوانين يذكر أن عددا من مشاريع القوانين معروضة حاليا على اللجان القارة بمجلس النواب التي استأنفت اجتماعاتها منذ مدة، من بينها مشاريع قوانين تتعلق بغرف الصناعة والتجارة، وبتنقيح بعض الأحكام من مجلة الأداء على القيمة المضافة، وتعريفة المعاليم الديوانية عند التوريد المعلقة بها والتي تهدف إلى اقتضاب التنصيصات والتحديدات المضمنة بشهادة التسجيل في شكل بطاقة بلاستيكية بحجم رخصة السياقة الحالية. إضافة إلى مشروعين يجسمان القرارات الرئاسية المتعلقة بإصلاح المنظومة الجبائية وتنقيح واتمام بعض أحكام المجلة التجارية. كما تنظر اللجان أيضا في مشاريع قوانين تهدف إلى توسيع مجال تدخل المحامي على غرار مشروع يتعلق باتمام بعض أحكام مجلة الإجراءات الجزائية، وآخر يتعلق بتنقيح بعض أحكام مجلة المرافعات المدنية والتجارية. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة “الصباح” التونسية الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006)
الجزائر: الإفراج عن دفعة جديدة من السجناء المتهمين بالإرهاب
قوات الأمن تقتل 2 من المسلحين في تيزي وزو
الجزائر: بوعلام غمراسة
أفرجت السلطات الجزائرية أمس عن دفعة جديدة من السجناء الموقوفين بشبهة الإرهاب، في إطار العمل بميثاق السلم والمصالحة، رغم انتهاء آجاله رسميا في 31 أغسطس (آب) الماضي. وجاء ذلك تزامنا مع اجتماع «لجنة متابعة تنفيذ المصالحة» الحكومية، لتقييم نتائج ستة أشهر من العمل بإجراءات المصالحة، ومقتل اثنين من المسلحين في شرق العاصمة.
وأفاد مصدر قضائي بالعاصمة لـ«الشرق الأوسط»، بأن القضاة أفرجوا عن حوالي 30 سجينا، معنيين بـ«ميثاق السلم والمصالحة»، الذي يمنح المساجين المدانين بالإرهاب، فرصة الاستفادة من العفو، شرط ألا يكونوا ضالعين في جرائم المجازر الجماعية ووضع المتفجرات في الأماكن العامة والاغتصاب. وأوضح ذات المصدر أن الأشخاص المفرج عنهم وجهت لهم تهمة «الإشادة بالإرهاب والانتماء إلى جماعة مسلحة وتمويلها»، حيث اعتقلتهم قوات الأمن بناء على تحريات حول تورطهم بإيواء مسلحين ومدهم بمعلومات عن تنقلات رجال الأمن لقتلهم في كمائن. وقال المصدر ان بعضهم بقي رهن الحبس الاحتياطي لمدة 4 سنوات.
وذكر المصدر القضائي، أن فوج المساجين المفرج عنهم، يشكل دفعة أولى من 500 سجين تأخر صدور قرارات خروجهم من السجن، بسبب بطء إجراءات التقصي في الأفعال التي كانت سببا للإدانة. وغادر السجن أكثر من ألفي سجين في بداية تطبيق إجراءات المصالحة.
وقال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط»، إن تأخر صدور قرارات الإفراج «يعود إلى تخوف وزارة العدل من الوقوع في أخطاء، حيث سبق أن أفرجت عن مساجين وأعادتهم إلى السجن لعدم توفر شروط المصالحة فيهم»، في إشارة إلى حادثة أثارت جدالا واسعا في الأوساط القانونية في أبريل (نيسان) الماضي، عندما أفرج قضاة عن عدد من مساجين متهمين بالإرهاب الدولي، ثم أمر النائب العام بإعادة سجنهم لثبوت تورطهم في قضايا تستثنيها إجراءات الميثاق، بحسب الرواية الرسمية. في سياق متصل، اجتمعت «اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ إجراءات المصالحة» أمس برئاسة رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، بغرض ضبط حصيلة نتائج المشروع قبل رفع تقرير إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليطلع عليها. وعرض ممثلو وزارات العدل والداخلية والخارجية والتضامن، تقارير عن مساجين ومسلحين وناشطين لاجئين في الخارج ومتضررين من الأزمة الأمنية، الذين استفادوا من إلغاء المتابعة القضائية والإفراج والتعويض في فترة ستة أشهر منذ بدء تطبيق اجراءات «المصالحة». وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على معطيات عن الحصيلة من أحد الوزراء المعنيين بها، فقال: «أفَضَل أن يكون رئيس الحكومة أول من يطلع عليها». ووعد بلخادم الصحافيين بالكشف عن النتائج في مؤتمر صحافي لم يحدد موعده. وترجح مصادر مطلعة أن يتم ذلك بعد اجتماع مجلس الوزراء الأحد القادم، الذي ينتظر أن يعلن فيه بوتفليقة تمديد آجال العمل بميثاق السلم والمصالحة.
من جهة ثانية، قال مصدر أمني ان قوات الأمن قتلت مسلحين اثنين وسط مدينة تيزي وزو (120 كلم شرق العاصمة) صباح أمس. وأضاف أن مصالح الأمن اقتفت أثر المسلحين منذ أيام بناء على معلومات حول عمل إرهابي كانا يخططان لتنفيذه. ورجح المصدر انتماء المسلحين الى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الرافضة لمشروع «المصالحة».
(المصدر: صحيفة الشرق الاوسط الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006)
محتويات برنامج “كواليس” الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية يوم 31 أوت 2006
الإعلام في دول المغرب العربي
مقدمة الحلقة: فيروز زياني ضيوف الحلقة: – حامد أبو جبيرة/ رئيس تحرير صحيفة الزحف الأخضر – يونس مجاهد/ نقيب الصحافيين المغاربة – وآخرون (من بينهم السيدة سامية عبو من تونس) فيروز زياني: أهلاًً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج كواليس، مواضيع حلقتنا هذه نخصصها للإعلام في دول المغرب العربي، قد يقول البعض إننا بصدد الحديث عن مجهول أو حتى عن مفقود وهو أمر قد يُفهم إذا ما ربطناه بندرة حصول وسائل الإعلام المغاربية في الأحداث العربية والدولية، لكن الأمر قد لا يصح من وجهة نظر آخرين إذ أن الإعلام المغاربي بحسب هؤلاء منشغل في السنوات الأخيرة بخوض حرب ضد قمع حرية التعبير وهي حرب يرون فيها أولوية الأولويات رغم ما قد تتسبب فيه من تأخر عملية التطوير المهني والمادي التي سبقها إليها آخرون ورغم هذا يرى قسم من الصحافيين المغاربة أن ما يشهده الإعلام الدولي من تغير لم يترك إعلامهم جامداً أو متجاهلاً لما يجري من حوله وهو ما تؤكده بعض التجارب التي بدأت دول في المغرب العربي في خوضها. في ليبيا وبالرغم من بداية الخصخصة في العديد من مظاهر النشاط الاقتصادي منذ سنوات إلا أنها ظلت محتشمة في قطاع الإعلام ورغم صدور قانون المطبوعات الجديد الذي سمح بإنشاء مؤسسات إعلامية خاصة ما زالت خطوات المستثمرين الخواص متباطئة لأخذ مكان لهم جنباً إلى جنب مع الإعلام الرسمي. الإعلام الليبي الخاص وإصلاح الإعلام الموريتاني [تقرير مسجل] خالد الديب: بالرغم من أن قانون المطبوعات الجديد في ليبيا لم يشترط ملكية وسائل إعلام لجهات عامة فقط إلا أنه ضيق الخناق على الملكية الخاصة من خلال 43 مادة تضمنها القانون الجديد، القانون الجديد احتوى على عديد من المواد والبنود التي تقبل أكثر من تفسير ويمكن تأويلها بالشكل الذي يراه المُشرع والصورة التي ترتئيها الدوائر الرسمية الأمر الذي يزيد حجم المحظورات في وسائل الإعلام بعد نحو ثلاثين عاماً من صدور قانون المطبوعات السابق. عبد الله عثمان – مدير عام مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر: للأسف ما صدر عن المؤتمر الشعبي العام أقل من الطموح اللي تم تضمينه في القانون الذي يفترض أنه يكون مطوراً لقانون المطبوعات لسنة 1972، جاء هذا القانون في رأيي الشخصي مختصراً وناقصاً وعبر عن رؤية بين قوسين أكثر تخلفاً من رؤية مشروع القانون المطروح المؤتمر الشعبي وربما أكثر تخلفاً من القانون 72 للمطبوعات. خالد الديب: بسبب القيود الصارمة في قانون المطبوعات السابق على الملكية الخاصة لوسائل الإعلام لجأ البعض إلى أسباب تراخيص لمطبوعاتهم خارج البلاد وطباعتها في الخرج ومن ثم توزيعها محلياً في محاولة لتجاوز القوانين السائدة وقد وجدت هذه المطبوعات القبول لدى رجل الشارع الليبي. إسماعيل البوعيشي- مالك مجلة غزالة الصادرة في قبرص: هذه هي ليست بتجربتنا الأولى هناك مَن سبقني لهذه التجربة في إصدار مطبوعات وكانت صحف ومجلات خارج ليبيا، أنا أحد الذين يرغبون في إصدار مطبوعة أو مجلة، قانون المطبوعات الليبي لا يسمح بمنح تراخيص لإصدارات خاصة الأمر اللي خلاني كناشر أيضاً نلجأ لترخيص من خارج ليبيا سواء كان من دول عربية ولا من دول أجنبية. خالد الديب: النشاط الإعلامي الخاص لم يقتصر على إصدار المطبوعات بل تجاوزه إلى الإنتاج المرئي والمسموع حيث برزت العديد من مراكز الإنتاج التلفزيوني والإذاعي التي تسعى إلى إيجاد موطئ قدم لها داخل الساحة الإعلامية من خلال إنتاج البرامج والمسلسلات. عبد الباسط الجارد – صاحب مركز إنتاج تلفزيوني: المركز إن شاء الله سيكون رافد زي ما قلت لك من روافد إذاعات الجماهيرية وأيضاً هو دار لكل الفنانين والمبدعين وهي دعوة مفتوحة الآن للكتاب والمبدعين والمخرجين يقدموا أعمالهم والمنتجين، أيضاً سنفتح باب تنفيذ الأعمال للمساهمة وتنفيذ أعمال من خلال ما قدمناه من أجهزة، أيضاً نحب ننوه إن مشروع القراءة في الوطن الكبير في بلادنا أتاح لنا هذه الفرصة وقام مصرف التنمية مشكور بتمويل هذا المشروع. خالد الديب: الليبية (F.M) هي الإذاعة الوحيدة حتى الآن التي لا تخضع لإشراف القطاع العام وبالرغم من المدة القصيرة التي مضت على إنشائها إلا أنها استقطبت العديد من المستمعين من خلال بث الأغاني الشبابية وإيقاعها السريع في تناول الأخبار المحلية والعالمية، من السابق لأوانه الحكم على مستقبل الإعلام الليبي بالرغم من التغيرات الإيجابية التي شهدها في السنوات الأخيرة خاصة على صعيد الرأي والرأي الآخر، خالد الديب الجزيرة طرابلس. فيروز زياني: ومعنا من طرابلس حامد أبو جبيرة رئيس تحرير صحيفة الزحف الأخضر، سيد حامد يعني كيف يمكن الرد على بعض مَن يقول إن ليبيا مازالت تعيش عصر ما قبل الصحافة وإن ما يصدر حالياً هو في الوقع صحافة بلا قُراء وإذاعة بدون مستمعون بدون مستمعين وتلفزيون بدون مشاهدين؟ حامد أبو جبيرة – رئيس تحرير صحيفة الزحف الأخضر: شكراً أولاً طبعاً مثل هذه الأحكام متوقعة طبعاً لأن يعني نحن نعرف تماماً من الحكم على الشيء من خارجه لا يوصل إلى نتائج طبعاً يعني موضوعية، هذه بالحقيقة الرؤية التي تقولين عنها هي الرؤية التي تكرسها منظومة الدعاية الغربية على نطاق واسع وأنتِ تعرفين تماماً الأسباب التي تقف وراء ذلك منها أسباب تاريخية لها علاقة بموقف الجماهيرية من الكثير من القضايا الدولية ومنها أسباب أيديولوجية فكرية لأن الجماهيرية طبعاً تطرح في بديل واقعي وعلمي للإعلام ولم يكلف أحد نفسه طبعاً من الذين يقولون مثل هذه الآراء يعني أدبية الإطلاع على الأفكار والتطبيقات الموجودة في ليبيا. فيروز زياني: نعم سيد حامد لكن هناك مَن يعتقد بأن مشكلة الصحافة في ليبيا هي بالدرجة الأولى مشكلة قانونية تتمثل ربما في استمرار خضوعها لقانون المطبوعات الصادر سنة 1972 والذي لا يتلاءم مع التطورات الاجتماعية والسياسية الحاصلة الآن في ليبيا؟ حامد أبو جبيرة: هو أولا هل لديك مثال أو نموذج يقاس عليه في العالم حتى نستطيع أن نكتشف من خلاله خطأ النموذج الليبي؟ يعني هل لديك نموذج أنت فعلا يمكن يشكل مثل للحرية الإعلامية وللتطور القانوني التي نتكلم عنه؟ يعني الحقيقة خلينا نكون موضوعيين وواقعين ليبيا ليست في عزلة على العالم ليبيا دولة من دول العالم صحيح هناك تطور تقني رهيب على مستوى الوسائل الإعلامية وصحيح أن المراكز التي تسيطر على هذا التطور معروفة يعني مَن هي وصحيح أن العالم الآن يخضع لأحادية القوة ويخضع طبعا لأفكار هذه القوة وصحيح أن العالم الآن الحقيقة مفروضة عليه الهزيمة هو الآن خاضع لشروط الهزيمة والاستسلام لكن هذا لا يعني بالعكس ليبيا القوانين أول قانون صدر في السبعينات وقبل حتى لا يُقام النظام الجماهيري وتقريبا كان قانون متطور جداً عن القوانين الآن المطروحة الآن في كثير من مناطق العالم يعطي الحرية الكاملة للفرد في أن يعبر عن آرائه ملكية الوسائل الحرة وهذا القانون لا زال يُقاس عليه لدينا أيضا معلش يعني القانون لا يعني شيء إذا كان الفلسفة السائدة أو السياسة العامة يعني في وادي والقانون في وادي المشكلة ليست مشكلة قوانين أو قضية قانون في ليبيا الحكم للشعب والمبدأ المكرس أو المبدأ الواضح المفروض يكون واضح هو أن الحكم ينبغي أن يمارس من قبل كل الناس مباشرة أما التعبير.. فيروز زياني [مقاطعةً]: لكن هناك نعم سيد حامد هناك.. حامد أبو جبيرة: فهو مقياس للممارسة العملية لشؤون الحياة.. فيروز زياني: نعم بالتالي هل ترى أن تنقيح القانون الجديد للمطبوعات لسنة 2006 بشكل نهائي سيوفر للإعلام الليبي ظروف الانتقال الجذري إلى عصر إعلامي مختلف عن الأسبق؟ حامد أبو جبيرة: صحيح.. صحيح لا هو تطور خلينا نقول لك هو تطور ملاحقة التطورات الإعلامية وبعدين نحن الآن نعيش عصر الوفرة وعصر الانفتاح الإعلامي وبالتالي أي فكرة لا تتناغم وترتقي لهذا المستوى لابد لها أن لابد أن يتم تجاوزها لكن نتكلم فيك على ثوابت في طبيعة النظام السياسي الجماهيري في ليبيا هذه إحدى الأشياء التي تقولين عنها الآن يعني عندنا ليست غريبة الحرية مبدأ ثابت وراسخ حرية مسيرة الإعلام مبدأ ثابت نحن عندنا إعلام خاص على وجه الخصوص ليكن معلوما للجميع يعني لابد يتم الفصل بين التعبير وبين ملكية الوسيلة التعبير متاح للجميع حتى المجنون يستطيع أن يعبر عن جنونه بالطريقة التي يراها مناسبة هذا هو المبدأ الذي نؤكد عليه أما الوسيلة يعني من الدجل أو من الزور أن نقول وسائل الإعلام في العالم حرة الوسيلة نعرف أنها يتحكم فيها شيئان طبيعة الملكية والممول يعني مَن يدفع هو الذي يتحكم في الوسيلة هذه حقيقة لا نستطيع أن ندجل على جماهير تحكم نفسها بنفسها ونقول والله ممكن أن تقام وسائل إعلام خاصة يملكها أفراد حتى يتحرر الرِأي هذا المسألة ما تجيش وسيلة الإعلام العامة لابد يعبر من خلالها كل الناس وعبر أساليب على فكرة محددة يعني بشكل دقيق في النظام الجماهيري.. فيروز زياني: حامد أبو جبيرة رئيس تحرير صحيفة الزحف الأخضر من طرابلس شكرا جزيلا لك. في موريتانيا وبعد وصول علي ولد محمد فال إلى الحكم يتزايد الحديث عن إقبال قطاع الإعلام على تحول جذري قد يقطع مع سنوات الرقابة والقمع التي ميزته في السابق لكن المشهد الحالي ما زال قاصرا عن التخلص من قوالب التخلف التي وُضع فيها رغم محاولات هنا وهناك للتجاوز. [تقرير مسجل] زينب بنت إربيه: بوسائلها المحدودة ومصادرها البشرية المتواضعة تحاول الصحافة الموريتانية المستقلة لعب دورا بارز في مجال غَلب فيه الكم على الكيف، هنا داخل هذه الصحيفة يجتهد العاملون بكل الطرق بحثا عن التميز في ساحة تعج بأكثر من ستمائة عنوان صحفي وفي قطاع يحمل إرثا ثقيلا في مجال الرقابة ومع تزايد الممنوعات يحاول هؤلاء الصحفيون ابتكار أساليب تحرير تحول بينهم وبين المصادرة. عبد الله ولد محمدو – مدير سابق في تلفزيون موريتانيا: على سبيل المثال اليوم أتانا نبأ عن حاكم في إحدى ولاياتنا الداخلية البعيدة يعمل ممارسات منافية لما أصدرته السلطة في بيانها أثناء زيارة الرئيس نحن من أجل التعامل مع هذا النبأ توخينا الدقة أولاً لا نريد أن نترك النبأ محافظة على السبق الإعلامي ونريد أن نرد النبأ مباشرة مع الاحتيال على عواقبه القانونية. زينب بنت إربيه: لكنا صاحبة الجلالة في موريتانيا بدأت في الفترة الأخيرة تعيد ترتيب أوراقها وتحاول مواكبة التغيرات المتسارعة التي شهدتها الساحة السياسية، هامش الحرية الذي سمحت به السلطة الانتقالية قد يكون بداية نهاية رحلة طويلة لعب فيها مقص الرقابة دور البطولة. محمد أبو المعالي- رئيس تحرير جريدة سفير: أعتقد أن اليوم المشكلة لم تعد مشكلة مصادرة الإعلام من قبل الدولة ولكن المصادرة الذاتية تصبح الآن أكبر مشكلة تواجه الإعلام الموريتاني بعيدا عن ما كان يعرف في الماضي من الممارسة الدول. زينب بنت إربيه: خارطة الطريق الجديدة للصحافة كما سماها البعض تسعى إلى تغيير المشهد الإعلامي بتحطيم الأوثان التي تعيق حركة الصحفيين في وقت تعوّد الموريتانيون على أن تكون وسائل الإعلام الأجنبية سبّاقة للمعلومات المتعلقة ببلدهم. هند بنت عينينا – عضو في اللجنة المستقلة لإصلاح قطاع الصحافة: قطاع السمعيات البصرية هو لتنفيذ التجديد لأنه ما كانت موجود فيه حرية ولا تعددية كانت موجودة مؤسسات إعلامية رسمية النصوص أو اللجنة اقترحت إنه يفتح للتجربة الخاصة يفتح لمؤسسات الشخصية. زينب بنت إربيه: الإعلام الرسمي اعتاد على مجاملة السلطة وكرس نفسه طويلا لتحسين صورتها التلفزيون الموريتاني الوحيد في هذا البلد يحاول هو الآخر التأقلم مع الفترة الحالية لينتقل تدريجيا من ناطق رسمي باسم الحكومة إلى تلفزيون شامل موجه لجميع الموريتانيين، خفت الممنوعات في قاعة التحرير وتعددت البرامج الحوارية التي تبث تحقيقات وآراء تحمل قدراً من الحرية لم يألفه الموريتانيون من قبل. محمد فال ولد أحمد – مدير الأخبار في تلفزيون موريتانيا: العقليات لم تتغير بعض الرسميين ما زال يتعقد عندما لم ننقل خطابه كاملا بدلاً أن نختار منه المقطع الأساسي الذي يصب في المصلحة العامة وهناك أيضاً عائق أساسي هو يكمن في يعني شح ونقص المصادر البشرية بالنسبة للتلفزيون، الكثيرون هاجروا إلى قنوات أخرى مثل الجزيرة. زينب بنت إربيه: التحسينات التي طرأت على أداء وسائل الإعلام الرسمية منها والمستقلة ساهمت في ارتفاع نسبة المشاهدة وعدد القراء وصالحت بين الإعلام والمواطنين لكن هذه المصالحة تبقى مؤقتة إذا ما ارتبطت بالفترة الانتقالية، إصلاح قطاع الصحافة منشود من قبل الإعلاميين الموريتانيين ومطلب طالما دافعوا عنه وربما تكون مقترحات اللجنة الوطنية المستقلة لإصلاح هذا القطاع الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، زينب بنت إربيه لبرنامج كواليس، الجزيرة، نواكشوط. فيروز زياني: الآن مشاهدينا الكرام إلى فاصل قصير نعود بعده لمتابعة حلقة هذا الأسبوع من برنامج كواليس والتي نخصصها للإعلام في المغرب العربي. [فاصل إعلاني] الانفتاح المغربي وقمع صحافيي شمال أفريقيا فيروز زياني: أهلا بكم من جديد، عند التطرق إلى الإعلام في المغرب العربي لابد للمرء أن يتوقف عندما يحدث في الإعلام التونسي فالسلطات تقول إن الصحافة آخذة في التطور سنة بعد أخرى وتستند في طرحها هذا إلى عدة اعتبارات من بينها تطور عدد العناوين الصادرة في البلاد أو تلك الأجنبية الموزعة في السوق وكذلك إلى ترخيصها للخواص بإطلاق قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية جديدتين لكن هذه السلطات تجد نفسها محشورة في الزاوية عندما تُطرح تقارير المنظمات الدولية حول واقع ممارسة العمل الصحفي فاقمها الأصوات الحرة وملاحقة كل خارج عن الصف الرسمي بات ميزة تونسية على الإطلاق، تلك بإيجاز هي الحال في تونس أما في المغرب فقد كان قرار تسهيل إسناد تراخيص إنشاء محطات إذاعية وتلفزيونية خاصة باعثاً على الأمل في تحقيق المزيد من التعدد في مجال البث المرئي والمسموع، يأتي هذا التطور في وقت مازال التلفزيون الرسمي يعاني فيه من رتابة مميتة في التعاطي مع الشأن الوطني والسياسي فيما تواجه فيه عدة مطبوعات دعاوى وأحكام قضائية تتصل بكتابات على خلفية سياسية. [تقرير مسجل] حسن الراشدي: أُنشئت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول 2002 وشرعت في مزاولة نشاطها عاماً بعد ذلك، كان الهدف من إنشائها إلغاء احتكار الدولة لقطاع الاتصال السمعي البصري، ضبط القطاع وتقنينه، باكورة إنتاج هذه المؤسسة كان الترخيص مؤخراً بإطلاق محطة تلفزيونية تجارية وعشر محطات إذاعية من قِبل مستثمرين مغاربة وأجانب. أحمد الغزالي- رئيس المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري: تجود الهيئة العليا اللي حاولت مع إمكان من خلال سنتين ونصف من العمل الدؤوب على المهنة هو في نفس الوقت ترجوه دي الحزم في السهر على الامتثال للالتزامات المتعهدين أكيد ولكن في نفس الوقت واحد من نوع دي الليونة في التعامل مع الواقع. حسن الراشدي: تتمثل أهم مهام الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في إبداء الرأي للملك وللبرلمان حول كل القضايا المرتبطة بالإعلام الإذاعي والتلفزيوني ومنح التراخيص والأذونات لاستغلال الخدمات السمعية البصرية وتعيين ترددات الراديو كهربائية لأصحاب المشاريع وتمكينهم من بث خدماتهم الإذاعية والتلفزيونية عبر الشبكة الهرتزية والسهر على احترامهم للمقتضيات القانونية والتنظيمية المتعلقة بمضمون البرامج والأخبار طبقا لعقد التزامات تحريرية وإعلانية موقع بين المستثمرين والهيئة المذكورة. أحمد خشيشن – المدير العام للاتصال السمعي البصري: وهذا ما يفسر أن جل المشاريع كانت عندها كذلك ارتباطات بأطراف غير مغربية اللي هي كانت طبعاً كانت تحمل ضمانات مهينة وضمانات حرفية ولكن بدون شك وهذا بدك يبان الآن إن هذه التحفظات سترتفع بقدر ما يتم إرساء معالم المشهد الجديد. حسن الراشدي: أمام مديرية تتبع البرامج فهي ركن الزاوية في هذه المؤسسة. طالع السعود الأطلسي – مدير تتبع البرامج: هذه الدفاتر للتحملات وإضافة التزامات تشمل ضمان احترام التعددية السياسية في المغرب بما يكفل للمعارضة كما للأغلبية حقوقها في التعبير. حسن الراشدي: ومواكبة للانفتاح الديمقراطي الذي يشهده المغرب جاءت تجربة المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري وهي في بدايتها لتكرس انفتاحاً إعلامياً لا شك أنه قد يشكل تجربة يحتذى بها في عالمنا العربي، حسن الراشدي لبرنامج كواليس، الجزيرة، الرباط. فيروز زياني: في الجزائر تقول منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها الأخير إن الأوضاع ازدادت تدهوراً مع ارتفاع عدد القضايا التي يلاحَقُ فيها الصحفيون إلى 115 قضية خلال عام 2005 وتقول المنظمة إنه منذ إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2004 زادت المضايقات ضد الصحافة الجزائرية وتتراوح هذه المضايقات بين الرقابة والاستدعاء المتكرر للصحفيين للمساءلة والتحقيق وتوجيه تهمة السلب إلى الصحف الرافضة للخط الرسمي، حرية الصحافة في شمال أفريقيا كانت منذ أسابيع قليلة محور تطارح في مدينة الدار البيضاء المغربية صحفيون وحقوقيون مغاربة شاركوا في أشغال مؤتمر كان همهم الأول تعريف الآخرين بمعاناتهم في دولهم شر انسداد أفق الحريات. [تقرير مسجل] حسن فاتح: صحفيو شمال أفريقيا يرسمون صورة قاتمة بوضع حرية التعبير في بلدانهم صورة تؤسسها إجراءات قمعية رسمية تعرقل عمل الصحفيين وحيل أمنية تجمع بين الرقابة والاعتقال والتهديد وفي حالات عديدة وصلت حد المحاكمات الجنائية رصد محلي لا يختلف عن التقييم الدولي. روبير مينار- أمين عام منظمة مراسلون بلا حدود: هنا في المغرب مثلا الأمور تتطور في اتجاه إيجابي وفي نفس الوقت لا شيء يتغير في تونس وليبيا ولا نعرف ماذا سيحدث في الجزائر كل الأنظمة المغربية ليست ديمقراطية ولا تقبل بحرية الصحافة. حسن فاتح: واقع اختزلته سامية في محنة زوجها المحامي والصحفي التونسي محمد عبو كتب مقارنا بين سجني أبو غريب العراق وأبو غريب تونس فوجد نفسه وراء القضبان ولمدة تزيد عن ثلاث سنوات وعائلته تتجرع كما تقول مرارة الترهيب النفسي سامية عبو – زوجة المحامي التونسي المعتقل محمد عبو: البوليسية أربعة وعشرين ساعة في الليل وفي النهار يقدمون لداري أصحابي ما عادش حد ييجوا الناس تخاف جيراني خايفين ولادي مرعوبين والأدهى والأخطر من هذا كله والمعاناة الكبيرة اللي نعاني فيها أنهم بيضايقوني في الليل في داري يطلعولي البلكون يطلعولي في الجنينية يشدوا البلكونة يهدوا فيه بنتي من قوة الفاجعة اللي قاعدين ياخدوا فيها في الليل بنتي أعصابها كلها يبست تأخذ أدوية أعصاب بنتي 11 سنة وتأخذ أدوية أعصاب هذا كله من شكون هذا كله من النظام بتاع اللي إحنا عايشينه. حسن فاتح: ومن تونس إلى الجزائر لا تختلف الصورة كثيرا فزوجة الصحفي الجزائري المعتقل محمد بن شيكو رئيس تحرير صحيفة لو ماتان إن زوجها كان ضحية مؤامرة لإسكات صوته الناقد للنظام من خلال سجنه بتهمة تحويلات مالية غير قانونية وتصف حال الحرية في الجزائر بالسوداوي. فتيحة بن شيكو – زوجة الصحفي الجزائري محمد بن شيكو: حالة حرية التعبير وحرية الصحافة خاصة وكل الحريات حتى حرية النقابة وحرية الديمقراطية كلها مهددة في الجزائر وهذا ابتدأ منذ العهدة الثانية للرئيس بوتفليقة. حسن فاتح: ويبدو الوضع في المغرب ومصر أقل سوء وإن كان البعض يتوجس من تبادل الخبرات بين حكومات شمال أفريقيا لقمع الحريات قمع يراهن الصحفيون على درئه بتشكيل قطب تضامني دعمته التعاطف الشعبي. أبو بكر الجامعي – مدير الأسبوعية المغربية لو جورنال: المهم الآن هو أن تكون هناك شبكة في شمال أفريقيا للإخوان الصحفيون والأخوات الصحفيات اللي عندهم مشاكل مع الحكومات ديالهم اللي عندهم مشاكل في البلدان ديالهم يكون هناك تضامن حقيقي ما بين الصحفيين أن حرية التعبير وحرية الصحافة هي أولا حرية المواطن. حسن فاتح: أقلام لا تذعن للقيود بالترهيب أو بالترغيب تظهر بالحقيقة في انتظار اتساع صدر الحاكم للنقد وكذلك كانت الصورة في الغرب لكن في غير هذا الزمان حسن فاتح لبرنامج كواليس الجزيرة الرباط. فيروز زياني: ومعنا من الدار البيضاء يونس مجاهد نقيب الصحفيين المغاربة، سيد يونس كلما يبدأ الحديث عن الإعلام في المغرب العربي إجمالا يتقدم هَمّ حرية التعبير عما سواه من هموم ألا يتسبب هذا باعتقادك في إسقاط مشاكل أخرى يعانيها الإعلام المغاربي؟ يونس مجاهد – نقيب الصحفيين المغاربة: أنا أعتقد بأن الإعلام المغربي بصفة عامة هو انعكاس للوضع السياسي في مختلف البلدان لأن الوضعية السياسية بمعنى كيف هي أوضاع السلطة السياسية كيف هي؟ مسألة فصل السلطة كيف هو؟ القضاء هل هناك استقلالية أم لا؟ كل هذه الأمور تؤثر كثيرا في مسار حرية التعبير لذلك فأعتقد بأن النقاش الدائر الآن هو كيف يمكن أن تتقدم ممارسة حرية الصحافة والإعلام لكن دائما مع ربطها بموضوع الديمقراطية وممارسة حقوق الإنسان والتقدم في هذه الممارسة عبر القوانين وعبر حتى الإصلاحات الدستورية الأمر الذي هو مطروح كثيرا الآن في المغرب. فيروز زياني: نعم يعني في المشرق العربي مثلا تحركات نقابية واحتجاجات في الشارع دفاعا عن الصحفيين وحرية الصحافة لكن قد يقول البعض إنه من النادر أن تشهد مثل هذا التحرك في الشارع المغاربي أليس هذا دليل على عقم النقابات المغاربية المكلفة بالدفاع عن حرية الصحافة؟ يونس مجاهد: أعتقد بأن المعلومات التي تصلكم غير كافية بهذا الشأن لأن ما يحصل في بلدان المغرب العربي هو تحرك شمولي هناك أوضاع مختلفة لا يمكن أن نناقش الوضع المغاربي هكذا بنوع من العمومية ما يمكن أن أقول في المغرب هو إن هناك تقدم كبير في النضال من أجل حرية الصحافية والتعبير ليس فقط من طرف النقابة الوطنية بالصحافة المغربية ولكن أيضا من طرف عدد من منظمات المجتمع المدني لذلك الوضع مختلف ويختلف من كل بلد لآخر في الجزائر هناك أيضا نعرف بأن هناك عدد من الصحفيين حوكموا ويوجدون في السجن ولكن هناك نقابات تدافع عنهم أما الوضع في تونس فهو مختلف نعرف أن الوضع صعب جدا وأن جمعية الصحفيين التونسيين تبذل مجهودات وأيضا هناك نقابة لم يتم الاعتراف بها كما أن هناك أوضاع صعبة بالنسبة لمنظمات حقوق الإنسان في تونس. فيروز زياني: يونس مجاهد نقيب الصحفيين المغاربة من الدار البيضاء شكرا جزيلا لك هكذا نصل مشاهدينا إلى ختام حلقة هذا الأسبوع من برنامج كواليس ننتظر اقتراحاتكم على بريدنا الإلكتروني kawalees@aljazeera.net تحية من كل فريق البرنامج والسلام عليكم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 3 سبتمبر 2006) الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7732101F-2D99-4E4F-BD68-F8E1C9A97A56.htm
الإسلاميون المغاربة بين الحلين الأمني والديمقراطي
د. خالد شوكات بدأت ظاهرة الحركات الإسلامية في البلدان المغاربية، بالبروز خلال عقد السبعينيات من القرن العشرين، ففي المغرب الأقصى بدأت قصة الإسلاميين مع إرسال الشيخ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان رسالته الشهيرة “الإسلام أو الطوفان” إلى الملك الراحل الحسن الثاني، ثم تورط حركة الشبيبة الإسلامية بقيادة عبد الكريم مطيع في اغتيال المعارض والناشط اليساري الكبير عمر بنجلون، و في الجزائر كان سجن الشيخ محفوظ النحناح على عهد الرئيس هوراي بومدين إعلانا على ميلاد تيار إسلامي مستقل عن جبهة التحرير الوطني، أما في تونس فقد كانت صدامات الطلبة الإسلاميين العنيفة مع زملائهم اليساريين في الجامعة وانخراط بعض قيادات الجماعة الإسلامية في بعض التجارب الصحفية والسياسية مؤشرات على ظهور قوة سياسية جديدة ستأخذ مكانها إلى جانب القوى السابقة، الوطنية واليسارية والقومية. تميز عقد السبعينيات مغاربيا بأنه كان عقدا يساريا، ففي المغرب كان نظام الحسن الثاني يعاني الأمرين من شعبية الأحزاب والحركات اليسارية التي انقسمت على نفسها بين تيار معتدل يتبنى النضال السياسي السلمي وسيلة لتغيير النظام، وتيار متشدد لا يمانع في الاستعانة بالسلاح والانقلاب العسكري لنقض عرى نظام متهم لديه بالعمالة للامبريالية والإقطاع، وفي الجزائر كان النظام السياسي الحاكم يساريا وصديقا للاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية ولاعبا اقليميا هاما لصالح الطموحات البروليتارية في القارة السمراء، ومن ذلك رعايته لحركة البوليزاريو الانفصالية ودعمه لحركات التحرر الثورية في المنطقة والعالم، أما في تونس فقد بلغت ذروة الصراع بين النظام البورقيبي والقوى اليسارية حد إعلان الإضراب العام ونزول الجيش للشارع لأول مرة سنة 1978، وقمع المتظاهرين بالقوة المسلحة وسقوط مئات منهم قتلى جراء إطلاق الرصاص عليهم. ثمة اعتقاد اليوم بأن الأنظمة المغاربية، لم تكن تمتلك رؤية تقديرية صائبة لما يمكن أن تصبح عليه قوة الإسلاميين، بل لعل بعضها استهان بأمرها في البداية واعتقد أنه بمقدوره الاستعانة بهم للتصدي للمد اليساري المدعوم في حينها خارجيا، غير أن ما ستسفر عنه الأحداث اللاحقة، وخصوصا مع مطلع عقد الثمانينيات، ستكشف حقيقة الوهم الذي كانت تعيشه هذه الأنظمة أو تتصوره، وستتبين لها أن مطامع الحركات الإسلامية في السلطة لن تقل عن تلك التي كانت لدى الحركات اليسارية، مع فارق في الاعتقاد لدى الطرفين، حيث كان اليساريون ينظرون إلى أنفسهم على أنهم قوة حتمية طارئة، تقدمية ناتجة عن انهيار نظام رأسمالي امبريالي واستغلالي، أما الإسلاميون فقد نظروا إلى أنفسهم باعتبارهم قوة سلفية تعمل من أجل إعادة البلاد إلى أصالتها وجذورها وهويتها الحضارية. إن نظرة الحكام المغاربة إلى الواقع السياسي القائم في بلدانهم، كانت مشدودة بالأساس إلى الصراع الدولي العنيف القائم بين المنظومتين الغربية والشيوعية، ولهذا فقد كان الخطر اليساري بالنسبة لهم، ليس مرده حالة الإفلاس الاقتصادي والاجتماعي التي انتهت إليها الدولة الوطنية منذ أواخر السبعينيات، وخصوصا بداية الثمانينيات، بقدر ما كان الدعم الكبير الذي يمكن أن يجده اليساريون من قبل رفاقهم السوفيت، ولهذا فقد كان من الطبيعي الاستهانة بقوة الإسلاميين، الذين كانت تعوزهم حتى لحظة انتصار الثورة الإيرانية مطلع سنة 1979 أي قوة إقليمية أو دولية مساندة. الاعتقاد أيضا بأن الحلول التي جرى بلورتها من قبل الأنظمة الحاكمة لما سمي ب”المعضلة الإسلامية”، أو “الخطر الإسلامي”، لم تكن سوى حلولا ترقيعية و مؤقتة تسعى إلى تأجيل القضية لا القطع معها، وتطمح إلى ترحيلها لا إلى معالجتها جذريا بما يوفر دعامة للحياة السياسية ويعينها للتفرغ لمعالجة القضايا التنموية الكبرى التي ما تزال منذ الاستقلال مطروحة، فالإسلاميون اليوم هم عقدة التحول الديمقراطي الرئيسية في البلدان المغاربية، سواء من منطلق النظر إليهم كفزاعة تهدد مكتسبات الحداثة النسبية التي تحققت مثلما تؤكد بعض الأنظمة والقوى السياسية العلمانية، أو كمعوق وقوة غامضة ومزدوجة الأجندة، قد تستغل الآلية الديمقراطية في حال توفرها لإقامة حالة شمولية ثيوقراطية على غرار تجارب النازية والفاشية في أوربا قبيل الحرب العالمية الثانية، مثلما تؤكد كثير من القوى اليسارية والليبرالية المتطلعة إلى بناء أنظمة تعددية ديمقراطية حداثية. لقد بنت الأنظمة المغاربية الحاكمة حلين اثنين عمليا لمعالجة موضوع الإسلاميين، الأول حل عنيف يسخر الآلة الأمنية التي تمتلكها الدولة للقضاء على حركات يعتقد أن طبيعتها وعقائدها تحول دون التوصل إلى حلول وسط معها، ولا سبيل إلا لمواجهتها سواء اليوم أو غدا، وإنه من الأفضل بدء المواجهة راهنا خير من محاولة ترحيلها إلى المستقبل، حيث تكون الحالة استفحلت لا ينفع معها الكي، والثاني حل سياسي يدعو إلى العمل على استمالة الإسلاميين، وخصوصا المعتدلين منهم، للانخراط في النظام السياسي القائم، وإشراكهم في صفوف السلطة والمعارضة على السواء، ومساعدتهم على تنمية الحوار في صفوفهم، بما قد يسهل عملية تحويلهم إلى جزء من النظام بدلا من دفعهم بكل ما يملكون من شعبية إلى هوامش الحياة السياسية، حيث يمكن لليأس أن يحولهم إلى متطرفين لا يؤمنون بغير القوة وسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية. و المتأمل حاليا للمشهد السياسي المغاربي، أن كلا الحلين المتبعين من قبل الحكومات، لم يستقر بعد على صيغة نهائية، تماما كما أنه لم ينطلق من رؤية عميقة و استراتيجية للمشكلة القائمة، ففي تونس التي تبنت الحل الأمني، تبدو الحالة وكأنها في انتظار هبوب عاصفة مدمرة في يوم ما، ربما يكون الإسلاميون الذين قمعوا بشدة وشمولية وقودها الرئيسي، ولعل تعميم المعالجة الأمنية لبقية الملفات السياسية المطروحة، قد أبقى على الحركة الإسلامية التونسية قوة المعارضة الرئيسية، وفي الجزائر يظهر إدماج جزء من الإسلاميين في الحياة السياسية الشرعية غير مجد كثيرا، فبقايا الحرب الأهلية ما تزال متقدة في الجبال، والجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة ما تزال تحتفظ بقدر من البريق والشعبية، أما في المغرب فإن رفض جماعة العدل والإحسان الاعتراف بشرعية النظام والاستعداد للانخراط في مؤسساته، بالإضافة إلى نشوء جماعات جهادية سلفية تتبنى الإرهاب وسيلة لتحقيق غاياتها السياسية، دفع عملية التحول الديمقراطي التي يعيشها المغرب منذ أواخر التسعينيات، إلى فضاء غير واضح المعالم، تكسو مستقبله الكثير من الغيوم والضبابية. إن الانقسامات التي تميز آليات العمل المعتمدة لدى الإسلاميين، بين متبن للعمل السياسي السلمي وداع للجهاد المسلح وإرهاب العدو الكافر أو الزنديق أو الفاسق، فضلا عن ازدواجية الخطاب الداخلي والخارجي والباطني والظاهري، وغياب البرامج التنموية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، و كذلك التعويل على شعبية الله ورسوله لنيل الأصوات الانتخابية في حال السماح لهم بالمشاركة الديمقراطية، والمواقف المترددة وغير الحاسمة إزاء قضايا الحداثة والمساواة بين الجنسين وتعدد الزوجات، تشكل في مجملها ملامح المعضلة الإسلامية، وتعسر في تداخلها مع بعضها أي جهد يمكن أن يبذل في اتجاه التماس حل مقبول وقانوني وجذري لها. و لعل التداخل بين ما هو فكري وما هو سياسي في تداول موضوع الإسلاميين، يدفع بالضرورة إلى الاعتقاد بأن زمن الحكومات مهما طال لن يكون كافيا لإيجاد صيغة مقبولة ومجمع عليها، تحافظ من جهة على ما حققته الدولة الوطنية المستقلة من مكتسبات الحداثة، ناهيك عن التمهيد لتطويرها وإثرائها، وتحول من جهة ثانية دون قيام دول ثيوقراطية كهنوتية أو تحويل الحياة السياسية إلى ثكنة عسكرية أو أمنية، وسيكون لزاما إعطاء مهلة للتاريخ ليحل بعضا من جوانب المشكلة، سواء في اتجاه استكمال مشاريع النقد الفكري المتعثرة، أو في اتجاه أخذ الشعوب للعبرة بالتفريق بين زعم الإسلاميين التفوق الأخلاقي على غيرهم وحقيقة أنهم كغيرهم يحملون نفس الأمراض والعقد والمطامع الدنيوية التي لدى سواهم، مع فارق في الوضوح لصالح سواهم طبعا
(المصدر: مجلة “المغاربي” الألكترونية، العدد الأول بتاريخ 4 سبتمبر 2006) الرابط: http://www.hebdo.amd-maghreb.org/index.php?optionfiltered=com_content&task=view&id=29&Itemid=52
كم من الجرائــم تُـرتـكـب باسمك يا وطني
” ما من تضحية حتى الجود بالحياة يُـضـنّ بها على فرنسا” – نابليون بونابرت
عبدالباقي خليفة (*) كنت أفكر في عنوان هذا المقال، وكان من بين العناوين التي تبادرت إلى ذهني عنوان “ماذا سيقول بن علي للتاريخ؟”.. كان ذلك في 13 شوال 1427 للهجرة الشريفة الموافق ل 6 سبتمبر 2006 ميلادية . لكن حجم الجرائم التي أثقل بها كاهل عهد بن علي والتي يتحمل بصفته الشخصية المسئولية كاملة عنها ، جعلته في مستوى أدنى من الجرائم نفسها ، وفق سنن الدهر الذي خلد الطغاة في الصفحات السوداء من التاريخ ، وجعلت صفاتهم تغلب على أسمائهم من ،أبو جهل ، في فيافي الصحراء العربية ، وحتى أبو بالة في ربوع تونس . أما ما سيعرف به بن علي رغم ما قيل عنه ، فسيفصح عنه بعد موته ، و ربما من أقرب المقربين منه . كانت آخر الفظائع التي لم تسل حبرا كثيرا على بشاعتها ، قضية المناضل النقابي صلاح الدين عبدالرحمن العلوي ، الذي لم يكتف النظام بتغييبه وراء القضبان لمدة تزيد عن 13 سنة و نصف السنة ، و16 سنة مراقبة إدارية ، بل حرمه من كسب لقمة عيشه وعيش أسرته ، مما شل حركته ، وفق تعبيره عبر الرسالة التي كتب بعض أجزائها بدمه . ولم يكن بن علي بمنأى عن معاناته فقد كتب له الضحية ،متحدثا عن معاناته ، وأصعب المواقف أن يستغيث الضحية بالجلاد ،ولكن سادية النظام لم تجبه سوى بالإمعان في التشفي منه لأنه فكر خارج إشارات عصا الاستبداد . ولم يكن صلاح الدين العلوي، أول من عرض أبناءه للبيع ، فقد سبقه آخرون بالفعل أو التفكير فيما أقدم عليه لنفس الاسباب ونفس الظروف في ” العهد الجديب “. ولم تكن هذه الحالات سوى غيض من فيض التجاوزات القمعية لنظام 7 نوفمبر . فلا تزال الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، والأحرار من أمثال القاضي مختار اليحياوي ، والدكتور منصف بن سالم ، والمهندس حمادي الجبالي ، والمهندس علي العريض ، ومحمد عبو وآلاف من الضحايا بمن فيهم من أعلن اعتزال العمل السياسي، أو تجميد نشاطه تحت طائلة القمع ، لا يزالون جميعا يعانون من العسف والجور في دولة ألـلاّقـانون . ولا شك أن التاريخ سيخلد هذه الجرائم ، بعد أن تسجل في كتب ،فماذا سيقول المدافعون عن “حداثة 7 نوفمبر” و”تقدمية بن علي ” عندما تجمع شهادات الضحايا ومعاناتهم في السجون وداخل السجن الكبير و تصدر في كتب، كما هو متوقع وفق الواجب الوطني وحق الأجيال في معرفة تفاصيل المحرقة المتواصلة في تونس منذ 7 نوفمبر 1987. لا شك أنها ستكون أقوى من كل شهادات الزور التي تدلي بها الطفيليات الإعلامية والمرتدية لبوس الأكاديمية والكفاءات ( الوطنية ). ففي الاتحاد السوفياتي وأوربا الشرقية سابقا رصدت مليارات الدولارات ، وصدرت آلاف الكتب والدراسات والشهادات وكتبت آلاف المقالات ، وعقدت آلاف الندوات للحديث عن انجازات تلك النظم البالية ، لكن الحقيقة ، هي أنه لم يبق في أذهان الناس من تلك الحقبة ( رغم الانجازات ) إلا سياطها وقيودها وزنازينها وجرائمها و تاريخ القمع والقهر والاستبداد والسادية وسجلات استخباراتها وعملائهم الذين لم يعودوا سريين . لقد سقطت كل تلك الدعاوي والالبومات المصورة والمزورة التي كانت توزع مجانا في معارض الكتب سنويا وفي كل بلدان العالم تقريبا . ونحن جميعا شهودا على ذلك . إن دولة الخداع والمخاتلة و الدعاية الفارغة ، كالشجرة الخبيثة ” اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ” فكل الأكاذيب عن ” الديمقراطية الشعبية ” أو إطلاق اسم الديمقراطية ، على الديكتاتورية ، وحقوق الإنسان على القمع، لن تغير من الواقع شيئا ، وهي خداع للنفس قبل أن تكون خداعا للشعب . فإذا كان الطاغية لا يعتقد في قرارة نفسه أنه ديمقراطي ، لن تجديه مزاعمه وأبواقه في تحريف الحقيقة وإقناع الشعب بالأكاذيب فضلا عن النخب وطلائع المثقفين الشباب . لقد دخل بن علي مرحلة الشيخوخة ،وبات على مشارف السبعين سنة ، وإذا ما قدرنا أنه باق في السلطة ما بين 10 و 20 سنة رغم مرضه بالسرطان ، والأعمار بيد الله ، فإن هذه الفترة قصيرة بمعايير الزمن ، ولكنها كافية، لو كان من السعداء ،لإصلاح خاتمته والتوقف عن تكديس محاصيل الحصاد المر على مدى 20 سنة من حكمه البوليسي ، والذي رشحه لان يكون من أكثر الديكتاتوريين دموية في القرنين العشرين و الواحد و العشرين . الذين يعرفون طبيعة بن علي يعتقدون بأنه سيترك الدنيا كما تركها سلفه خصما لدودا للإسلام والإسلاميين ، وقد ينتهي كما انتهى سلفه على أيدي مساعديه في هذه المهمة القذرة . لا سيما إذا تدهورت مداركه العقلية و أقعده المرض و تقدمت به السنين وهو في السلطة . لكن آخرين ومن باب الإشفاق على بن علي رغم ظلمه للآلاف من بني وطنه وتجرعهم للغصص وتعرضهم للعذاب على يديه ، يتمنون استفاقة ضميره الذي دخل في إجازة منذ عقود طويلة يوم كان طالبا في باريس. فبن علي كان خصما لدودا للإسلاميين قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية عن طريق انقلاب 7 نوفمبر ، لكن عداوته لهم زادت بعد ذلك ، وأخذت شكل التصفية التنظيمية والجسدية والاجتماعية والاقتصادية ، بما يشبه حرب إبادة أو أفران غاز من نوع جديد يتماشى ومعايير الديكتاتورية في جمهورية الغد . والأكثر تعاسة من بن علي ،هم حلفاؤه أدعياء ، التقدمية ، وهو مصطلح فقد وهجه ومدلولاته السابقة لأنه استخدم من قبل النظم الشيوعية والاشتراكية السابقة كنوع من الإرهاب الفكري ، فكل معارض لتلك النظم يتهم فورا بأنه ضد الفكر التقدمي ، وبالتالي تجب تصفيته دون رحمة . وحلفاء بن علي و بعد أن فقدوا لدورهم في لعبة الأمم ، وخارطة التحالفات الدولية السابقة قبل سقوط حلف وارسو ، أصبحوا أيتاما في عالم الأفكار حيث تبنتهم أنظمة الاستبداد، ومن كم هذه الأنظمة ومن تحت عباءتها يتنادون لاستقطاب الجماهير ، وسحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين . كم هم مساكين هؤلاء ” التقدميين ” التونسيين على موائد النظام ، حيث لم تسعفهم عقلانيتهم ، وتفكيرهم العلمي في معرفة بديهيات النجاح في العمل السياسي وكسب الجماهير . لكننا نهديها لهم أخذوا بها أو نكصوا على أعقابهم خاسئين بعد أن غرفوا من قدر النظام و شربوا من مرقه ، مقابل ذممهم . في حين استطاع زملاء لهم في أقطار أخرى في نهج الطريق الصحيح ، بدل الطريق الجديد الذي سلكوه فليس كل ما هو جديد صحيح في عالم الأفكار و السياسة . إن التضحيات والسجون وغضب الديكتاتور هي التي تصنع الشعبية لمن يتمتعون بكاريزما أو التنظيمات الشعبية، وليس ” قال الرئيس في خطابه ” أليف . فالتحالف مع السلطات لا يؤخر المشروع السياسي المحمول مهما كان نوعه فحسب ، بل يفقد صاحبه أو أصحابه ثقة الجماهير . وحال أحزاب السلطة أو الديكور أو البروفة أكبر دليل على ذلك .و ينطبق ذلك على الأشخاص فأي منهم يدخل انتخابات حرة و نزيهة لن يجني سوى صوت أمه في حال كانت راضية عن خنوعه السياسي أو جبنه السياسي أو كلاهما معا . إن الحقيقة التي بدأ يدركها الكثيرون هي أنه كلما اقترب المثقف من السلطة زاد بعدا عن الجماهير ، وكلما قبض من النظام تميعت مطالبه النضالية وقناعاته الفكرية وأحلامه المشروعة ويصبح عبدا للدينار،وذلك عار و يا له من عار . البعض يبرر التخندق مع النظام باسم المصلحة العامة ، وهي في الحقيقة مصلحته الذاتية أو طمعه الشخصي ، أو فقدانه الثقة في الأفكار التي كان يبشر بها ، أو لاعتقاده بأنه بذلك يخدم الوطن . أشخاص يعذبون مواطنيهم وهم يظنون أنهم يخدمون الوطن ، ويتجسسون عليهم وهم يحسبون أنهم يخدمون الوطن ، وحتى جنرالات الأسرة ، القوادين ، المنتدبين للإيقاع بالشخصيات ( دبلوماسيين ومسئولين وملحقين عسكريين في شبكة دعارة (وطنية ) والإشراف على بنات الليل ، يتوهمون أنهم يخدمون الوطن ، لكن فات الجميع أن الوطن لا يخدم سوى بالقيم السامية والعليا فقط لأنه وطن ، ومن لم يكن بيته نظيفا بل من لم يكن نظيفا في ذاته ، لا يمكن أن يكون مواطنا شريفا فضلا عن أن يكون مسئولا في الوطن. وفي الفيلم المصري ” كشف المستور “رأينا كيف ترتكب الجرائم باسم خدمة الوطن، حتى الدعارة، لإرضاء شهوة المال والسلطة والنفوذ الشخصي أصبحت خدمة للوطن و تلك من عجائب الديكتاتوريات. بقي القول إن الضحايا أو الطعم أو الحيتان الصغيرة التي استخدمت في ” خدمة الوطن ” انتهى دورها بالقتل . وهذا هو الفرق بين الوطنية و الخيانة الوطنية إذ يضحى بالنفس في سبيل الأولى و يضحى بالآخرين في سبيل النفس في الثانية . ورغم أن بونابرت كان امبرياليا و ديكتاتورا إلا أنه كان يحب وطنه، و قال قولته الشهيرة: “
ما من تضحية حتى الجود بالحياة يضن بها على فرنسا “. فلماذا لا يؤخذ من فرنسا سوى السفاسف، ولا نقول ما من تضحية حتى الجود بالحياة يُـضـنّ بها على تونس، بدل أن يضحي بعضنا ببعضنا الآخر في سبيل نفسه وأنانيته و نزواته المختلفة .
(*) كاتب تونسي
أفكار عامة في مستقبل الحركة الاسلامية في تونس (الحلقة الرابعة والاخيرة)
فكرتان لابد منهما قبل مواصلة الحديث حول أرض تقلنا وسماء تظلنا :
تواصلا مع ما إنتهيت إليه في الحلقة المنصرمة حول مشكلة الجمع بين الاركان الثلاثة للمشروع الاسلامي : الدعوة والسياسة والتنظيم .. دعني أدلف بفكرتين تساعدان على بلورة ما نحن فيه :
1 ــ بين الحركة والحزب : لابد في رأيي من حركة جامعة وحزب في آن واحد وتبحث لاحقا مستويات الاتصال والانفصال بينهما بما تتيحه الظروف . أعني بحركة جامعة : تحول الحركة إلى تيار إسلامي نواته وسطية التفكير و يضم إليه ما أمكن من إجتهادات فكرية إسلامية من شمال ويمين كلما كانت ضمن المقبول شرعا أو قريبا منه وذلك بقصد تحقيق حد أدنى من التوحد المتنوع الذي يتربي على الحوار الداخلي الهادئ والتعايش السلمي . أما الحزب : يساهم في إفتكاك مساحات جديدة للحرية بقدر الامكان . لا بل دعها تكون أحزابا إن عز الامر أو ضاق .
2 ــ بين التربية والسياسة : ما ينبغي أبدا مهما كانت الضرورات قاهرة أن تختزل رسالة الحركة في التمثيل السياسي ولا حتى في الاستغراق في إنتاج الدراسات الفكرية على حيوية تأثير كل ذلك قطعا . الرسالة التربوية في الحركة هي أسها عليها قامت وعليها تحيا . سبيل التوفيق دوما هو الاولى في كل مشكلة فكرية أو عملية . أعني بالتربية : غرس الخلق الاسلامي الصحيح بحكمة على نحو يلون الشخصية بالفكر الاسلامي السليم في كل موقف وآن وأوان وحال دوما سواء كان ذلك الفكر علما أو ثقافة أو تزكية أو قوة أو عملا جماعيا أو إجتماعيا أو سياسيا .
من صور الظهور الممكنة مستقبلا :
1 ــ لا مجال طبعا لمراجعة طبيعة الشمول نظريا ولكن نأتي ما نطيق منه على قاعدة أولوية التوجه نحو المجتمع عامة والصحوة خاصة والمجتمع السياسي النقابي الحقوقي الاعلامي .
2 ــ مراجعة الظهور السابق على أساس إختصاره كميا وكيفيا . الاختصار الكمي يعني أمرين :
أولهما : نواة صغيرة محدودة مركزية أو جهوية في شكل مركز إرشاد عام . ثانيهما : إتاحة ظهور أفقي ـ لا عمودي ـ لتلك النواة الصغيرة المحدودة . الاختصار الكيفي يعني أمرين : أولهما أن تفوت تلك النواة في كل حقول العمل المتاحة لغيرها من المؤسسات والجمعيات والاحزاب وأن تفوض لها رسم برامجها وخططها وحياتها الداخلية ويقتصر دور تلك النواة الصغيرة المحدودة على رعاية بوصلة المشروع الدعوي الاسلامي عن بعد أن يحيد عن قبلته المرسومة أو تستهلكه المعارك الجانبية أو تصطدم مراكبه بعثرة هنا وأخرى هناك . ثانيهما : تصريف الكم البشري السابق أفقيا ضمن تلك الحقول ونبذ الظهور العمودي المنتصب الكاسح الذي يوحي بالتحدي لشموخه وثخونته ومفارقته في ذلك لنظرائه حتى لو لم يكن يتحدى حقيقة .
العمل هنا هو : تحويل شكل الانتداب من الصحوة والمجتمع إلى الحركة سابقا نحو الانتداب من المجتمع إلى الصحوة كميا ثم من الصحوة إلى المجتمع السياسي الاعلامي الحقوقي النقابي الثقافي نوعيا .
3 ــ من أوكد تلك الحقول التي لابد من النظر في كيفيات الاستفادة منها :
ــ الحقل العلمي شرعيا : لقد كانت الحركة سباقة منذ أيام نشأتها الاولى في الاهتمام بالتأصيل الشرعي وذلك من خلال توجيه عدد كبير من أبنائها إلى المشرق لطلب العلم ثم توقف ذلك قليلا والسؤال هو : أين ذلك الرصيد ؟ وأين الامانة التي توجه لطلبها ؟ وأين إنتاجه ومساهمته علميا؟
وقبل ذلك أين الرصيد الزيتوني الذي نهلت منه الحركة على مدى عقود طويلة ؟
ــ الحقل الدعوي : لابد من تعزير الحقل الدعوي بالحقل العلمي الشرعي دون شك . ولكن ما ينبغي لهذه الرسالة أن تضمر أو تتأخر أبدا حتى لو فرضت عليها السنون العجاف الاختفاء .
ــ الحقل الفكري والثقافي : المقصود به أساسا التأليف في شتى المحاور الواقعية برؤية إسلامية وما ينبغي التعويل على ثقافة الانترنت والفضائيات على جلالة قدر كل ذلك . لقد تربينا على الكتاب وحده نتبادله سرا وجهرا كمن يتبادل ذهبا أو فضة أو كنزا .
ــ الحقل الدراسي البحثي : المقصود طبعا إستئناف مشروع الاولويات وفق ما شرح آنفا .
ــ الحقل السياسي والاعلامي : الحقلان مرتبطان شديد الارتباط كعلاقة يد بلسان .
رأيي هنا البحث عن سبيل لحسن تفعيل علاقة وصل وفصل في ذات الان بين الحركة وبين حزبها أو أحزابها السياسية . ذلك بإختصار شديد . ذلك هو عنوان العلاقة . لا شأن لي هنا بالتفاصيل لانها من إنتاج الضرورات الواقعية . علاقة الوصل معلومة فهو وصل فكري ثقافي . علاقة الفصل معناها : لا تتميز علاقة الحزب السياسي بنواة الارشاد العام المذكورة أعلاه بشيء عن علاقة أي حقل آخر بها لا من حيث الاهتمام ولا من حيث التوجيه . لم تعد هناك علاقة عضوية مادية بسبب كون تلك النواة الارشادية العامة لا تملك ذلك لصغر حجمها من ناحية ولعدم إختصاصها السياسي العملي المباشر من ناحية ثانية ولكونها ترقب بوصلة سفينة المشروع الدعوي الاسلامي العام عن بعد وليس عن قرب . العنوان العام هو : وصل تقتضيه وحدة الرسالة الدعوية وفصل تقتضيه الضرورات الجديدة سيما الصحوة والمجتمع السياسي الحقوقي الاعلامي النقابي وغير ذلك مما يضيق عنه المجال هنا .
ــ الحقل المهجري : هذا حقل جديد للحركة ليس مفصولا عنها بحال حتى لو تميزت إهتماماته بحسب مقتضيات واقعية ولكنه مجال حيوي أو رئة جديدة تتنفس بها . حقل غني كما وكيفا ولا يسعه سوى المساهمة في مشروع الحركة بما تطيقه أوضاعه وأوضاعها .
ــ الحقل الاجتماعي : بكل معانية التعاونية والتعاضدية والتضامنية والتكافلية والاغاثية نفسيا وماليا وماديا وأسريا . وبقدر ما تحتمله الاوضاع وحالة الانهاك الاجتماعي السائدة .
ــ حقل المرأة : آن الاوان لان تتسلم المرأة الاسلامية بيمينها قضيتها فهي أولى بها . المأمول بعث حركة نسوية إسلامية .مع مراعاة المرأة لحرصها على النجاح في الجبهتين معا : أما وربة بيت من جهة ومصلحة إجتماعية من جهة أخرى .
4 ــ من صور المراجعة الممكنة لخدمة التوجه العام الذي بينته آنفا :
ـــ القطاعية : المقصود العناية بالرصيد الذي سيحكم البلاد أو يؤثر فيها أو في مجتمعها مستقبلا وهو الرصيد الشبابي بدءا من الطفولة الناشئة في الاسر والمدارس ومرورا بالشباب المعاهدي اليافع وإنتهاء بالشباب الجامعي . خميرة التغيير ومضغة المجتمع الحية هما هناك تحديدا .
ـــ مهنيا وحرفيا : ذاك الضرب من الظهور عصي عن التفتيت .
توزيع وتنويع الظهور الجديد :
1 ــ الدعوة الاسلامية في السلطة والدولة والنظام : المقصود أن تفتح الدعوة الاسلامية لها كل الابواب بما هي كلمة الاسلام غير مرتبطة بحزب أو تيار . ليست هذه مسؤولية حركة ما ولكنها مسؤولية كل مهتم بالاسلام ودعوته في البلاد . ليست السلطة بأسرها فضلا عن الدولة والنظام على قلب رجل واحد قربا أو بعدا من الدعوة الاسلامية .
لا يحتاج هذا الامر إلى تخطيط ولكن إلى جرأة ومبادرة وقرب شديد من الله سبحانه .
لا مناص من أن تتسلل الدعوة الاسلامية الخالصة إلى دواليب السلطة والدولة والنظام وما يحيط بها من مؤسسات ودواوين من كل التخصصات بقدر الامكان . المطلوب منهم هو التقدم على درب التدين الوسطي خطوة بعد خطوة في دائرة النساء والرجال على حد سواء .
2 ــ الدعوة الاسلامية في المجتمع السياسي والحقوقي والنقابي والاعلامي : الامر هنا أيسر ولكن يجب أن يكون هدفا في حد ذاته ترجمة للحب الصادق الذي يغمر قلب الداعية حيال إخوانه من أهل بلده ووطنه . لا يحتاج إلى خطة ولكن إلى تفعيل مواطن القدوة الحسنة لا عبر المناظرات الفجة ولكن عبر أخلاق : الصبر والشكر والحلم والاناة والرحمة والود والتضامن .
3 ــ أما الدعوة الاسلامية في سائر الصفوف من مجتمع عام وصحوة ومؤسسات أهلية أوخاصة وفي صفوف الجاليات المهاجرة وغير ذلك … فيجب أن تكون دائبة لا تتوقف وهي دوما يسيرة لانها لا تصطدم سوى بحواجز الحياة الخاصة بالداعية وهي حواجز ينبغي تذليلها .
ما ذكرته آنفا من أفكار عامة هنا أو هناك دونه أوضاع ذاتية ومحلية لا بد لها من الانضباط له والانسجام معه وذلك أمل مأمول والحاصل أنه يحتاج لمرحلة إنتقالية تيسر أمره أو تحيل إلى ما هو خير منه . المهم هو التفكير في مستقبل الحركة الاسلامية بهدوء وبعد تقويم ودراسة ومشورة. وليست المراحل الانتقالية عيبا كلما كانت تلبية لحاجة واقعية .
نستأنف عملنا من حيث إنتهينا قبل عقدين كاملين :
أعني بذلك تحديدا : إستراتيجية الانبثاث والانتشار والتأهل الاجتماعي مازالت تسعنا بل هي أنسب ما نثوب إليه اليوم بعد عقدين كاملين من الزمان . تسعنا شروطها تماما : جيل إسلامي يؤمن بالفكرة الاسلامية الوسطية ويفعل حركة التغيير الاسلامي والوطني سلميا مراعيا المناخ المحلي والاقليمي والدولي ومتعاونا على إنجاز بديل إسلامي يتفاعل مع أصله الشرعي من ناحية ومع واقعه المحيط من ناحية أخرى ويحتضن كل ذلك ضمن وعاء مناسب . بكلمة : تسعنا تتويجات المرحلة المتألقة من عمر الحركة أو عصرها الذهبي أي نهاية 86 بل لك أن تمد ذلك حتى شهورا بعد ذلك . أجل . تسعنا تلك الاستراتيجية بمراحلها وشروطها وثوابتها . قد يعني ذلك خسارة عقدين كاملين . كلا . التجارب لا تلغى حتى لو كانت فاشلة بالتمام .
لعل إستئناف عملنا من حيث إنتهينا هناك قبل عقدين كفيل بإستعادة رجال من ذوي السبق والفضل إلى شمل الحركة الاسلامية . لعل ذلك يكون البلسم الشافي لعلاج داء الانسحاب . إذا فرقت بيننا وبين بعضنا الاختلافات السياسية فالمسارات الدعوية كفيلة بعلاج ما أفسدته السياسة.
الحامي الاول هو الله سبحانه فهو الهادي سواء السبيل . تلك عقيدة معقودة مثبتة .
إحتمت الحركة زمن بورقيبة بتنظيمها فكان خير حام دون تجاهل عوامل أخرى .
في عهد خلفه لم يصمد التنظيم وحق له ذلك . العوامل التي حمت الحركة طيلة الفترة الخالية هي في تقديري : طبيعتها السلمية التي ثبتت عليها ثباتا محمودا ـ الصمود الاسطوري للمساجين وهو صمود يستلهمونه من إيمانهم بالله سبحانه وبعدالة قضيتهم لم يدعهم إليه أحد . ذلك فضل منهم على قضية الاسلام والحريات في تونس ولو إختاروا غير ذلك ما خوصموا .
لابد للحركة من حماية لتبليغ رسالتها في مناخ فيه قدر أدنى من الامن. تحتمي الحركة بما يلي : ــ بفكرها الاسلامي الوسطي المعتدل
ــ بنهجها السلمي المبني على مراعاة الضرورات والتدرج
ــ بحرصها على التعدد السياسي والثقافي والاجتماعي حزبيا وجمعياتيا إسلاميا ووطنيا .
ــ بإنصهارها ضمن حركة المجتمع العام
ــ بإنصهارها ضمن حركة الصحوة الاسلامية العامة الواسعة المتنوعة رغم ألغامها المزروعة .
ــ بإنصهارها ضمن حركة المجتمع السياسي الاعلامي الحقوقي
ــ بإنصهارها ضمن ظهور جديد يقوم على التوزع والتنوع والمد الافقي بدل العمودي .
ــ بإنصهارها ضمن حركة الشباب الجامعي والمعهدي والطفولة المدرسية والاسرية .
ــ بالتواصل مع إمتداداتها المهجرية .
ــ بإستئناف إستراتيجية الانبثاث والانتشار والتأهل الاجتماعي
ــ بإستئناف مشروع الاولويات .
ــ بالحرص على الوحدة التونسية إسلاميا ووطنيا وسياسيا وإجتماعيا فهي أغلى مكسب يحقق . .
الزيتونة : ذلك الافق البعيد .
على الحركة أن تتقلب في مسارات التغيير عقدا بعد عقد على أساس أن الافق البعيد لرسالة الدعوة الاسلامية : إعادة الاعتبار لجامع الزيتونة المعمور ( تونس هبة الزيتونة ) على قاعدة كونه معلما إسلاميا دوليا للعبادة والعلم الشرعي والكوني يحفظ للامة دينها وحضارتها وتاريخها وتراثها ووحدتها ويلهمها الاصلاح في كل حقل ويساهم في إعادة نسج مجدها التليد . ذلك أفق بعيد دونه عقود طويلة أو قرون ولكن بعد الافاق باعث أمل وليس غارس يأس . من فقد الخيال فقد الامل . من فقد الامل فقد الحياة . تعيش الشعوب على الامال الكبيرة العظيمة البعيدة . الزيتونة ثأر في عنق كل تونسي وتونسية ودين وأمانة يرثها ولد عن والد حتى يأذن سبحانه بميلاد جديد لاول معلم إسلامي فوق الارض بعد الحرمات الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها .
ذلك ما تيسر لي . لا مناص من التفكير الجماعي و مداومة الحوار بين المهتمين بذلك المستقبل بقطع النظر عن مواقعهم مهما تناءت . أرجو ألا أكون قد أسأت إلى أحد هنا فإن فعلت فأستغفره سبحانه وأعتذر بين يدي المساء إليه . اللهم قيض لهذه الافكار من ينبذ ما فيها من سوء .
وإلى لقاء تال أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه.
الهادي بريك ـ ألمانيا
شرق أوسط جديد.. إسلامي وديمقراطي!
محمد جمال عرفة (*) منذ أن رفع الجناح اليميني المسيحي المتطرف في الإدارة الأمريكية بزعامة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يده عن خطط تشكيل العالم بعد إخفاقاته المتكررة في العراق وفلسطين وغيرها، وأطلق الرئيس جورج بوش يد وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس في رسم خريطة العالم وفق تخطيط أمريكي جديد أكثر برجماتية وتعاملاً مع الواقع، وهناك توقعات يؤيدها دبلوماسيون مصريون وخبراء أمريكان تشير باحتمالات تغير نوعي في سلوك إدارة بوش (خارجيًّا) خلال العامين المتبقيين لها في الحكم. الخطة الدبلوماسية الجديدة طرحتها رايس -كبديل للطريقة الصدامية لجناح رامسفيلد- وظهرت معالمها في تصريحاتها قبل وبعد العدوان الإسرائيلي المستمر علي فلسطين ولبنان، وتركزت على خلق شرق أوسط جديد يرتكز على ثلاثة دول محورية (صديقة) هي: مصر والسعودية والأردن، إضافة إلى (الحليفة) إسرائيل، في مواجهة محور الشر (إيران وسوريا)، مع السعي لخلع قوى المقاومة (حزب الله وحماس والجهاد) من الخريطة عبر إسرائيل بالإنابة.. هذه الخطة اصطدمت بدورها بذات النمط من التفكير الأمريكي الإمبراطوري الذي يتجاهل الحقائق على الأرض. وجاء صمود حزب الله في لبنان وانتصاره عمليًّا، مقابل فشل إسرائيل في تحقيق أي من أهداف العدوان باستثناء نشر الجيش اللبناني على الحدود؛ ليؤكد فشل خطط رايس أيضًا، خصوصًا أن هذا الفشل عززه استمرار صمود قوى المقاومة في فلسطين رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني يوميًّا من دمائه وممتلكاته وخطف ربع أعضاء الحكومة والبرلمان الفلسطيني. البديل الإسلامي! ولهذا أصبح الحديث يدور في الأوساط السياسية والبحثية الأمريكية والأوروبية ليس فقط عن كيفية تفادي فشل هذه الخطط الغربية في خلق شرق أوسط جديد “مسالم” وخال من المقاومة وتديره تل أبيب، ولكن أيضًا يدور حول التحذير من مخاطر انتشار المقاومة في كل الشرق الأوسط وانتعاشها بعد صمود حزب الله، وأصبح السؤال يدور -كما طرحته قناة أم إس أن بي سي MSNBC- عن “كيف ستؤثر نتائج هذه العمليات على التخطيط الإستراتيجي بواشنطن”، ما يعني فشل مخططات الشرق الأوسط “الأمريكي” الجديد؟!. ولأن البديل لشرق أوسط أمريكي خال من المقاومة أو حتى الديمقراطية (بعدما ثبت أنها تأتي بالإسلاميين)، ويلعب فيه (الحليف) الإسرائيلي دورًا رئيسيًّا، هو انتعاش قوى المقاومة والحركات الإسلامية، والمزيد من الكراهية لأمريكا بسبب ازدواجية المعايير الأمريكية حتى فيما يخص قضية الديمقراطية التي تنكرت لها واشنطن بعد فوز الإخوان وحماس، فقد أصبح الحديث يدور حول بداية تشكل شرق أوسط جديد بالفعل ولكن أكثر عداء لأمريكا وللإسلاميين دور أكبر فيه. فحزب الله في لبنان تحول -كما ألمحت قناتي سي إن إن وفوكس نيوز- ليس فقط لمنتصر، ولكنه بدأ يعزز دوره في الداخل اللبناني كمؤسسة خدمات اجتماعية ضمن جهود إعادة البناء لدرجة دفعت الإسرائيليين أنفسهم لمناشدة الحكومات العربية والغرب سرعة التدخل لإعمار لبنان؛ لتفويت الفرصة على اتساع نفوذ حزب الله السياسي في لبنان. وحركة حماس الراسخة في الشارع الفلسطيني منذ سنوات بسبب دورها الخدمي، أصبحت تتوجه لها الأنظار مرة أخرى خصوصًا بعدما هددت بحل السلطة وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عملية أوسلو برمتها، فهرع الرئيس عباس لطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبدأ الحديث عن تسريع عملية التفاوض باعتبار أن القضية الفلسطينية هي وقود هذا الغضب الإسلامي الذي أحرق خطط الشرق الأوسط الجديد، بل والسعي للتفاوض مع سوريا وتقديم حزمة “جزر” من التنازلات لإخراجها من معادلة إيران والمقاومة (الخارجية الإسرائيلية بدأت تستعد للتفاوض). والخشية الأمريكية من شرق أوسط إسلامي لا تقتصر فقط على منطقة الأزمات المحيطة بفلسطين، بل تتعداها إلى مناطق أخرى مثل مصر مع تزايد نفوذ جماعة الإخوان المسلمين واستمراره، والمغرب حيث استطلاع للرأي أجراه المعهد الجمهوري الأمريكي يشير إلى احتمالات فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي بـ47% من مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية المقبلة 2007، متقدمًا على الحزبين الحاكمين (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال)، وحتى تصاعد نفوذ حزب العدالة التركي في مواجهة علمانية الجيش. إسلامي وديمقراطي أيضًا! وأكثر ما يقلق الأمريكان أنهم لا يتوقعون أن ينتهي المخاض بظهور شرق أوسط إسلامي فقط، بل ومنادٍ بديمقراطية حقيقية تنافس خطة بوش لنشر الديمقراطية التي ثبت كذبها، بحيث تأتي بهؤلاء الإسلاميين للسلطة في غالبية الدول العربية والإسلامية بعد تبنيهم للخيار الديمقراطي والفوز في الانتخابات وفق آلية الانتخاب الحر، ومن ثَم تبعات هذه الديمقراطية التي ستعني تلقائيًّا انتهاء دور الحكومات الموالية لأمريكا في المنطقة والتي كانت تعتمد عليها واشنطن للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية هناك!. والأمر لا يقتصر على ذلك، بل لقد عاد سؤال “لماذا يكرهوننا؟” للواجهة مرة أخرى في أمريكا، وفق ما ذكرته (جوليا إي. سويج) من “مجلس العلاقات الخارجية” الأمريكي المتصل بالإدارة في صحيفتي “لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست 21 أغسطس 2006، حيث قيل صراحة إن شعوب العالم لا تكرهنا بسبب قيمنا وحرياتنا كما قال الرئيس بوش، ولكن “لأن سمعة الولايات المتحدة” كدولة تقوم بتوفير العدالة انهارت، وأن الحل سيكون في “اتباع السياسات التي كانت سببًا في رواج نموذجها في السابق مثل البراجماتية، والسخاء، والتواضع، والتعقل، والتعاون، والتعاطف، والعدل، ومراعاة قواعد السلوك القويم، والالتزام بالقوانين”!. وربما لهذا أيضًا طرح الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية والكاتب الصحفي فهمي هويدي تصورًا متشابهًا عن تكوين “شرق أوسط إسلامي جديد وغاضب في نفس الوقت من السياسات الأمريكية”. والأهم أن تصور د. سعد الدين إبراهيم – الذي نشره منتصف أغسطس الماضي في صحيفة “واشنطن بوست” حول شرق أوسط “إسلامي” في مواجهة الشرق الأوسط “الأمريكي” ارتكز على فكرة برجماتية قالت أوساط دبلوماسية وإعلامية عربية قادمة من واشنطن لـ(إسلام أون لاين.نت) إنها تتداول حاليًّا بالفعل في إدارة بوش، وكانت سببًا في إطلاق يد رايس الدبلوماسية مؤقتًا في تشكيل المنطقة بصرف النظر عن فشل رايس في تسويقها!. هذه الفكرة تقوم على التحايل والتعامل بشكل واقعي لا أيدلوجي والتخلي عن الأفكار السابقة عن الحركات الإسلامية ووضعها في سلة واحدة، والسعي لدمج الحركات الإسلامية سياسيًّا أو على حد قول إعلامي عربي بارز في واشنطن “الاستعداد حتى للجلوس مع زعماء هذه الأحزاب الإسلامية، بشرط أن يضمنوا هذا المصالح الأمريكية”، ما يعني أن تحل هذه الحركات محل الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة في المنطقة العربية. ولكن المشكلة أن مخاطر هذه الفكرة ربما تكون أكبر في التصور الأمريكي، وقد ترفضها الإدارة الجمهورية اليمينية الحالية في نهاية المطاف أو على الأقل تتركها للإدارة القادمة لتتعامل معها، خصوصًا أن هناك حديثًا عن “حرب المحافظين الجدد القادمة” تحدثت عنه “سيدني بلومينتا” يوم 12 أغسطس الجاري 2006 في موقع (salon) يقوم على محاولة المتشددين في إدارة بوش توسيع دائرة النزاع في الشرق الأوسط ليشمل إيران وسوريا، وليس إيقافه من خلال تزويد إسرائيل بمعلومات سرية من وكالة الأمن الوطني، وتحجيم دور كوندوليزا رايس. بعبارة أخرى، وعلى حد قول د. سعد الدين إبراهيم في مقاله: “سيحمل الشرق الأوسط الجديد ملامح حزب الله اللبناني، وحماس الفلسطينية، والإخوان المسلمين المصرية، وحزب العدالة والتنمية التركي، وحزب العدالة والتنمية المغربي، فهذه الحركات والجماعات والأحزاب أثبتت جدارتها اجتماعيًّا واقتصاديًّا، قبل أن يعلو صوتها سياسيًّا، ويشتد ساعدها عسكريًّا.. فالأبعاد الخدمية لها سبقت الجوانب النضالية أو رافقتها جنبًا إلى جنب.. وربما كان وسيظل هذا التكامل الإنساني – المجتمعي هو الذي جعل محاولات القضاء عليها غير مجدية بالمرة”. جدارة التيار الإسلامي أما أهم ثلاثة صور لهذه الجدارة للتيار الإسلامي -وفق تصور د. إبراهيم المفترض أن واشنطن تدرسه- والتي تصب في خانة تشكل شرق أوسط إسلامي ديمقراطي جديد، فهي: 1- أن الحركات الإسلامية المذكورة سابقًا استطاعت أن تتجاوز الأمراض السياسية المهلكة في الشرق الأوسط، مثل معضلة اختيار القيادات (تعددها وتنوعها بعكس رؤساء الدول وحتى الأحزاب العربية المجمدين في مواقعهم). 2- أن هذه القيادات تجاوزت مشكلة الفساد (بفضل أسلوب الحياة البسيط والمتواضع للقيادات) رغم زيادة مواردها المالية. 3- أن معظم الإسلاميين مثل حزب الله، وحماس، والإخوان المسلمين، وحزبي العدالة والتنمية في تركيا والمغرب قد قبلوا ومارسوا الديمقراطية الانتخابية وأجادوها أكثر مما كانت ترغب الولايات المتحدة بعكس الحكام المستبدين. المشكلة الحقيقية بالتالي كما يراها الأمريكان هي أن الشرق الأوسط الجديد الغاضب من الدور الأمريكي المنحاز بالكلية لإسرائيل، والمتحكم حتى في قرارات مجلس الأمن لحد عرقلة إدانة قتل جنود من الأمم المتحدة أو أطفال لبنانيين بالطائرات والصواريخ الأمريكية، سيولد من رحم هذا الفشل الإسرائيلي والأمريكي في ضرب المقاومة في فلسطين ولبنان رغم الحصار والقتل والتدمير؛ ولهذا سيكون مضادًّا لمصالحهما معًا وفي صالح القوى المناهضة الصاعدة من الإسلاميين والقوميين الجدد. والمشكلة الكبرى أن التسويات التي قد تسعى واشنطن مرة أخرى للعودة بها للمنطقة لتحييد المقاومة أو القوى التي تساندها خصوصًا سوريا، بهدف التفرغ للتهديد الإيراني الأكبر، أصبحت غير مقبولة عربيًّا ومشكوكا في نواياها؛ بسبب سجل العداء والانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل، فضلاً عن أن هذه التيارات الإسلامية في المقاومة أصبحت تعتقد أنها صاحبة اليد الطولي بعدما أثبتت جدارتها شعبيًّا واجتماعيًّا وعسكريًّا، وأصبح لها دور سياسي في اللعبة الدائرة سواء ارتضت واشنطن ذلك أم لا؟. (*) المحلل السياسي بشبكة “إسلام أون لاين.نت”. (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 6 سبتمبر 2006)
محتويات العدد العشرين من مجلة “أفكار” الألكترونية لشهري جويلية وأوت 2006
1– مجلة الأحوال الشخصية التونسية بعد 50 عاما على صدورها : الخلفيات والتشريعات والمكاسب
2– آفاق ورؤى:
Sommaire du vingtième numéro d’AFKAR (Juillet 2006-Aout 2006)
1-Dossier : Cinquantenaire du Code du Statut Personnel en Tunisie: Un fondement du projet sociétal moderniste
Pr .Abdessalem Damak, Juriste – Universitaire-Tunis
2.Horizons et débats:
(المصدر: موقع مجلة “أفكار” الألكترونية التونسية، تصفح يوم 7 سبتمبر 2006)
شهر من الندوات السياسية بتونس:
السيــــاســــة الدوليــــة فــــي الميـــزان
هشــام جعيــط ومارتيــــل وخبـــراء عــــرب ومـــن إيـــران وأوروبــــا
تونس الصباح تتواصل بمقر نادي جمعية الدراسات الدولية بالخلدونية في العطارين (قبالة جامع الزيتونة من جهة سوق العطارين) سلسة الندوات السياسية والاستراتيجية التي تنظمها الجمعية سنويا للطلبة والعموم.. وقد افتتحت الدورة مساء الاثنين وتواصلت يوم الثلاثاء وأمس الاربعاء – على أساس محاضرة يوميا مع الخامسة مساء.. حول العلاقات التونسية الاوربية وملف الهجرة القانونية وغيرالقانونية بين عهدي الرئيس الاشتراكي الفرنسي ميتران وسياسة وزير الداخلية اليميني الحالي ساركوزي.. النفط والسلاح وسيقدم السفير عزالدين القرقني المدير العام السابق للشؤون العربية اليوم محاضرة عن النفط والتطورات الجيوسياسية.. وعلى غرار الندوات السنوية السابقة يخصص كل يوم جمعة لندوات بالجملة تنظم في أحد الفناق.. طوال اليوم.. في هذا السياق سيخصص غدا الجمعة (في فندق الديبلوماسي ) لمناقشة بعد طريف عند العلامة التونسي والعربي الكبير عبد الرحمان بن خلدون «( ابن خلدون والعلاقات الدولية )» بمشاركة شخصيات علمية وسياسية مرموقة بينها المؤرخ والمفكر الكبير الاستاذ هشام جعيط ووالباحث في الحضارة فتحي القاسمي والسفير نورالدين مجدوب والاساتذة نبيل قريسة ومنيرة فرج شوشان وعبد المالك منصور.. وتستانف ندوات الخامسة مساء الاثنين القادم بمحاضرة يوم الاثنين للاستاذ روبار اسكالييه مدير المركز المتوسطي للدراسات الحديثة والمعاصرة بنيس.. ويلقي الاستاذ مصطفى المصمودي سفير تونس لدى اليونسكوسابقامساء الثلاثاء محاضرة عن المسؤولية الاجتماعية للانترنيت في العلاقات الدولية.. الملف النووي الايراني ويخصص مساء الاربعاء لملف البيئة باشراف السيد دالي ناجح المدير العام للبيئة.. فيما تخصص حصة بعد ظهر الخميس للقاء الاول مع الخبيرالايراني محمد طباطبائي مدير معهد الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الايرانية الذي سيقدم مداخلة عن السياسة الخارجية الايرانية الحالية.. ويلتقي الباحثون والطلبة والعموم مجدداصباح يوم الجمعة القادم في فندق الديبلوماسي لمناقشة الابعاد الانسانيةفي السياسية الدولية المعاصرة.. بمشاركة الاساتذة عبد الله التركماني والامين الكلاعي ومنذر بالحاج علي.. وفي جلسة بعد ظهر الجمعة يكون المشاركون على موعد لمناقشة ملف السلاح النووي الايراني مع الخبير الايراني محمد طاباطابائي.. ومع الملف النووي ككل مع الاستاذين ابراهيم البكاريوكلود كارلييه.. وفي الاسبوع الثالث تتواصل الاشغال مع الخامسة من مساء الاثنين 18 سبتمبربالعطارين بلقاء مع السفيرالصيني بتونس (يوه ليو) حول السياسة الخارجية الصينية.. الاقتصاد.. والشرق الاوسط ويوم الثلاثاء يقدم العميد منصف بن سلامة مداخلة عن الابعاد الاقتصادية للتحولات الدولية.. فيما يلتقي المشاركون والعموم مجددا مساء الثلاثاء مع السفراء وتحديدا مع السفيرالسوداني بتونس الاستاذ عبد الوهاب الساوي ومع الاستاذ محمد جده..للحديث عن ملف دارفوروالتطورات السياسية الافريقية.. نفس الاشكالية ستناقش في اليوم الموالي من قبل ثلة من الباحثين الغربيين بينهم المؤرخ الفرنسي الكبيرأندريه مارتيل والسفير بيير هانت والاستاذ خطار أبو ذياب (اللبناني الفرنسي) وبيار رزوكس.. وستتوج الندوة بيوم كامل من المحاضرات والحوارات عن المسجدات في الشرق الاوسط بمقر الخلدونية في العطارين بمشاركة الاساتذة سلمان الفارسي سفير فلسطين بتونس وعدد من الخبراء بينهم الاساتذة خليفة شاطر وسيمون سرفاتي وكمال بن يونس والسفيرأحمد ونيس والسفيرعزالدين القرقني وخطار أوأبو ذياب..والمؤرخ الكبير أندريه مارتيل.. كمال (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006)
قهوة الخميس التخويــــــــن!
بقلم: آمال موسى
إن الكلام حول الحوار وضرورته، أصبح اليوم أكثر من عدد حبات الرمل وأوراق الشجر. الكُل يدعي الحوار ويُنظر له ويُنظم في شأنه القصائد العصماء إن لزم الأمر. ولكن ما أن نصطدم بلحظة الجِد، ويشترط المنطق التشبث بالحوار وقيمه في معالجة الخلافات والأزمات، حتى تسقط ورقة التوت المستعارة، فإذا بالجميع أبعد ما يكون عن الحوار وأبجديته.
هذا حال النخب العربية السياسية منها والفكرية، التي لا تقوى سوى على التشدق بمزايا الحوار، في حين أن خطابها وممارستها عارية من كل علامات الإيمان بثقافة الحوار. وتظهر أُمية النخب العربية للحوار، بالخصوص في فترات التأزم التي أضحت القاعدة وليست استثناءا. ولعل الحرب التي شهدها لبنان مؤخرًا، قد أظهرت من بين ما أظهرت وكشفت، القصور الحاد الذي يعاني منه العرب في الالتزام بالحوار فرأينا كيف أنه يكفي أن تكون مختلفا في الموقف حتى توصف بالخائن وبأنك عميل لاسرائيل، وأنك خال من الشعور بالوطنية. وهكذا يتحول الاختلاف في الموقف إلى نقمة تؤجج النيران وتذهب بنا بعيدا في مسافات المتاهة.
وبقدر ما يكون الموقف عقلانيا وواقعيا، بقدر ما تشهر في وجهك السيوف في الوطن العربي. وكي تسلم من تهمة الخيانة وآليات التخوين التي لا تحصى ولا تعد، فالمطلوب هو تشغيل الانفعالات وجعلها السيدة في التفكير وفي الفعل.، وهذا ما نلاحظه في الحقيقة على شاشات الفضائيات اللبنانية وغيرها، حيث تُتهم جماعة 14 شباط في لبنان بالاستقواء بالأجنبي وبتبني مواقف تصب في صالح اسرائيل. ونفس الشيء بالنسبة إلى جماعة 14 شباط، الذين يعيدون انتاج التهمة من زاوية أخرى، فيرددون أن «حزب الله» بيدق بيد المحور السوري والايراني وأنه يتحرك ضد مصلحة الدولة اللبنانية.
هكذا هو الواقع: تراشق واتهامات خطيرة وموصدة لأبواب التواصل وذلك عوض الجلوس حول طاولة واحدة للحوار والنقاش وانقاذ وطن تفصله بضعة أمتار عن الهاوية. وفي نفس الإطار العربي العام، يتجلى لنا الموقف الفلسطيني الأخير مندرجا في نفس الخندق، إذ لم يتوان السيد اسماعيل هنية أول أمس تعليقا على أحداث اضراب المعلمين بوصف خصومه بالمتآمرين والحال أن الواقع من فرط خطورته يتطلب الاحتكام للعقل ولا شيء سواه والانصات إلى المواقف التي حتى لو كانت في الباطن والظاهر متآمرة. إن الأزمات الحادة والمآساوية التي نعيشها تأبه على الجميع مزيد الانخراط في ثقافة التخوين الخطيرة، التي تعادل في المصيبة والهول ثقافة التكفير التي لا تزال نتخبط في متنها وتداعياتها. amalmoussa@yahoo.fr
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006 )
و للحرب أيضا فوائد سبعة
د. سلوى بن يوسف الشرفي قبل الحديث عن الدّمار، و بالرغم من أنه غير خارج عن موضوع التمهيد، أدعو للأستاذ عمرصحابو، بالصبر وطول النفس. و أعترف له بخصلات إضافية، عزّ وجودها عند العرب، منها مواصلة القدرة على الحلم بفكرة الوحدة (بمغرب عربي) في زمن ملوك الطوائف. أعترف له كذلك بالشجاعة على فتح فضاء إلكتروني موجه إلى شعوب غير قادرة على تجسير الهوّة المعرفية لأنها لم تتمكن أصلا من الصعود إلى الجانب الآخر من الهوّة حتى تستطيع البدء في تجسيرها. و أعترف له أخيرا بالجرأة على اقتراح فكرة إضافية على شعوب تسبّح يوميا باسم قناة تلفزيونية، ترفع شعار الرأي و الرأي الآخر، و صدر ميكرفونها لا يتسع في الحقيقة لأكثر من رأي. و لعل أحلى ما في الفكرة هو توقيتها. فقد جاءت بعد حرب خلّفت، مع الدمار، بعض الدروس المفيدة. فللحرب أيضا، رغم بشاعتها، فوائد سبعة. 1) إسرائيل التي لم تمس بنيتها التحتية بسوء، و لم يتجاوز عدد قتلاها المائتين، و أغلبهم من العسكر، والتي ما زالت تختطف كل يوم وزيرا فلسطينيا، و ما زالت دبابتها تنخر بجنازيرها أرض لبنان جنوبا، تندب حضّها المتعثر و تعلن هزيمتها على الملأ.أما شارع العرب فهو يتبجّح بنصر في حرب، خلفت ألف قتيل مدني و أعادت لبنان خمسة عشرة سنة إلى الوراء. فإسرائيل تتصرف مثل الطالب الذي يتذمر لأنه لم يتحصل سوى على 14 من عشرين و نحن نقيم المآدب كالطالب الخائب الذي ينجح فقط بالإسعاف أي بأقل من 10 على 20. 2) هم يأخذون قرارات الحرب و السلم في قاعة مجلس الوزراء و البرلمانات و نحن نأخذها في المساجد و الحسينيات. 3) نحن يستغلّنا الفرس و نقدم لهم خدّنا الأيسر و نحن صاغرون، وإسرائيل تستغل الغرب و تذكي لهيب إحساسه بالذنب بسادية. 4) النقد عندهم ممارسة بنّاءة و مطلوبة و النقد عندنا يعتبر جلدا للذات بل و خيانةعظمى. لذلك نهلّل للدمار و ندمّر كل من سوّلت له نفسه إقامة مجلس عزاء.ونستشهد بالأمريكي “شومسكي” و البريطاني “غالوي” و الصحافيين الإسرائيليين، و جميع هؤلاء معارضون لدولهم، دون التفطن إلى أنهم لم يسجنوا و لم يسحلوا و لم تنفجر سياراتهم و هم داخلها. 5) الديمقراطية عندهم، مع أبناء جلدتهم، مبدأ ثابت، و نحن ما زلنا نبحث عن موقعها في منظومة الحلال و الحرام. 6) نساؤهم تقود الدبابات و الطيارات و نساؤنا ممنوعات من قيادة السيارات.فحالنا كحال بيزنطة المتعثرة في تساؤلاتها حول جنس الملائكة، ليلة سقوطها. نجتر التساؤل حول جنس النساء هل يساوين نصف أم واحد. 7) وحالنا كحال ملوك الطوائف ليلة سقوط الأندلس، نتخاصم حول مفهوم الرجولة و نصفها و ربعها، و نقطع الكهرباء على الجار الغارق في عتمة آلام حرب مدمرة لأنه لم يعد يتحمل لعبنا بالنار في بيته فبماذا ستجسّر هذه الشعوب المعجزة أو المعجّزة، هذه الهوّة ، بل الهوّات؟ بتحطيمها للرقم القياسي في الأميّة الأبجديّة و الفكرية و مرض عمى الألوان و مبدأ “معيز و لو طاروا” الذي يسمح لها بالتهليل للدمار و اعتباره انتصارا ؟ بشعوب لا تعترف بأن الاعتراف بالخطأ من شيم الكبار، الذين يدركون حسنات التواضع حتى الكاذب منه؟ بشعوب غير قادرة على زحزحة الزمن وعلى دفع سقف الحقيقة إلى الأعلى و لها قدرة مبهرة على المراوحة في نفس المكان من 1967 إلى 2006 ؟ شعوب مولعة بأدبيات تحديد مساحة فعل العقل و الترهيب، تستهلك أطنانا من كتيّب “عذاب القبر” و تري في مفكرين و مصلحين من أمثال ابن رشد و خير الدين و الطهطاوي زنادقة و ملحدين ؟ شعوب تتأرجح من قرنين بين أزواج مفاهيم متناقضة حد التقاتل: الماضي و الحاضر و المطلق و النسبي و الحفظ و السؤال و التكرار و التجديد… أي بين السكون و الديناميكية فكريا، و بين الاستبداد و الديمقراطية سياسيا. و ينتهي بها الأمر باختيار التوجه الأول، كلما سمحت لها الظروف بالتعبير عن رأيها بشفافية، عبر صناديق الاقتراع ؟ شعوب تعتبر أنه لا يمكن قبول فكرة حقوق الإنسان الحديثة و البقاء مسلمة لأن مصدر حقوق الإنسان تنحصر، في رأيها، في الشريعة ؟ وهي كلها خصلات، ليست في الحقيقة، بعزيزة على شعوب تمتاز، في مجال المعرفة بالذات، بفضيلة السكون و البساطة أو رذيلتها، و التي يمكن تلخيص مرتكزاتها في هذا الحوار الدائر بين شخصيتين من رواية للكاتب اليوناني “نيكوس كازنزاكي” ( “الإخوة الأعداء” ص 943 ) يعاتب، في هذا الحوار، “لوكاس” الماركسي رفيقه الذي بدأ يشك في الثوابت. فيقول له: “إنك دخلت الحزب بقلب تملؤه الثعابين، فالمناضل الحقيقي لا يطرح السؤال و يكتفي بالصراع (..) إن التساؤل و النقاش و القرار يعود إلى القادة. أما نحن فمهمتنا تلقي الأوامر و تنفيذها.” و يضيف: “سؤل مرة شيوعي روسي: هل قرأت “ماركس” ؟ فأجاب: لا، لا داعي فقد قرأه “لينين” “و يرد رفيقه القائد “داركوس” :” ما أعرفه أنا، هو أن الطاعة العمياء تنتج العبيد ” . salouacharfi@yahoo.fr http://www.geocities.com/salouacharfi/index.htm
إنهم يستحضرون العفاريت.. ثم يطالبوننا بصرفها!
فهمي هويدي (*) بعد خمس سنوات مما سمي بالحرب العالمية ضد الإرهاب، قرأنا تقريرا لرئيس وحدة مكافحة الإرهاب في بريطانيا (بيتر كلارك) أعلن فيه أن الموقف في بلاده «مقلق جداً». أيد ذلك الانطباع تقرير لجنة الاستخبارات والأمن البريطانية. وذكر أنه في عام 2001 قدر جهاز الاستخبارات الداخلية عدد المسلمين المشتبه فيهم بحوالي 250 شخصا. هذا الرقم تضاعف سنة 2004 حتى وصل الى 500 شخص. وفي العام الذي تلاه تزايد عدد المشتبهين من المسلمين الى 800 شخص. أما بعد تفجيرات لندن عام 2005 فقد وصل عدد المشتبهين المسلمين الى آلاف لم يتم حصرها بعد، أو لا يراد الإفصاح عنها في الوقت الراهن. هذا التزايد في أعداد المشتبهين تزامن مع تزايد مماثل في أعمال واحتمالات العنف في بريطانيا، والتي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية، إذ بعد تفجيرات القطارات التي شهدتها لندن في يوليو (تموز) عام 2005، أعلن في شهر أغسطس (آب) من العام الحالي عن القبض على مجموعة من 20 شخصا قيل إنهم ضالعون في مخطط تفجير طائرات متجهة الى الولايات المتحدة. وقبل أيام قليلة في (2/9 الحالي) تم اعتقال 16 شخصا جديدا تطبيقا لقانون الإرهاب. وحسب توجيهات المصادر الأمنية، فان هذه المجموعات مستقلة، ولا علاقة بين بعضها البعض، الأمر الذي استنتج منه الخبراء أن ثمة تعددا في الخلايا التي يشتبه في إقدامها على عمليات إرهابية داخل بريطانيا. لم تكن المنظمات الإسلامية في بريطانيا وحدها التي أعلنت أن سياسة حكومة بلير في الشرق الأوسط، بوجه أخص منذ مساندتها للولايات المتحدة والاشتراك معها في غزو العراق، كانت من بين الأسباب التي فجرت مشاعر التعصب بين الشبان المسلمين في بريطانيا، ذلك أن هذا التحليل أصبح محل اتفاق بين أغلب المثقفين الإنجليز الذين عبروا عن آرائهم في هذا الصدد في العديد من التعليقات الصحفية والبرامج التلفزيونية، بل إن هذا هو أيضا رأي المسؤولين عن أجهزة الأمن، وهو ما تجلى في التصريح الذي أدلى به لهيئة الإذاعة البريطانية بيتر كلارك رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة اسكوتلانديارد، وتحدث فيه عن تعلق الشبان المسلمين الإنجليز بالحاصل في العراق، وكان من الخلاصات المهمة التي خرج بها مراسل «بي بي سي» بعد أن حقق في الأمر طيلة عام كامل، أن الصراع في العراق هو السبب الرئيسي لتطرف الشبان المسلمين هناك. بشكل مواز، أعلنت الشرطة الألمانية أن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام والتي نشرتها الصحف الغربية، كانت الدافع الرئيسي وراء المحاولتين الفاشلتين لتفجير قطارين غرب ألمانيا خلال شهر يوليو الماضي، أثناء استضافة ألمانيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم، بحسب ما ذكرته صحيفة «فيست دويتش» الألمانية في (2/9)، إذ نقلت الصحيفة تصريحات لرئيس الشرطة الفيدرالية الألمانية، يورج زيركير قال فيها إن المشتبه فيه الرئيسي في الهجمات، يوسف الحاج ديب، اعترف خلال التحقيقات بأنه بدأ التخطيط لتفجير القطارين بعد تواتر نشر الرسوم المسيئة للرسول في العام الماضي، حيث شرع فريقه في مراقبة مواعيد القطارات تمهيدا لتفجيرها وتوصيل رسالة الاحتجاج والغضب الى المجتمع الغربي. ما الذي يعنيه ذلك؟ لا يحتاج المرء الى بذل جهد كبير للإقرار بأن ما سمي بالحملة على الإرهاب حققت فشلا ذريعا. ليس ذلك فحسب، وإنما كانت سبيلا الى توسيع دائرة الإرهاب وتعميمه، وهي خلاصة مهمة. يستغرب المرء كيف أن أصحاب القرار في الدول التي أعلنت تلك الحرب المزعومة لا يريدون الاعتراف بها، ويصرون على استمرار السياسة نفسها التي أوصلت الأمور الى ما وصلت اليه، وتتضاعف دهشة المرء حين يقرأ وسط هذه الأجواء كلاما صدر عن الرئيس بوش، قال فيه انه إذا لم يتم دحر الإرهاب في بغداد، فانه سيتعين على الأمريكيين وقتئذ محاربته في شوارعهم. في إشارة موحية تثير الشك في مسلك المسلمين الأمريكيين، وفي الغرب عموما. لابد أن يلاحظ في هذا الصدد أن العالم الإسلامي شهد خلال الفترات الخمس الماضية ما لا حصر له في الإجراءات والمراجعات التي يفترض أنها تعبير عن التجاوب مع الحرب المفترضة ضد الإرهاب. وبصرف النظر عن رأينا في جدوى ومدى الصواب في تلك الإجراءات، فالشاهد إنها حدثت، في حين أننا لم نجد خطوة واحدة في الجانب الآخر، موحية بأن ثمة مراجعات من جانبهم، سواء في السياسات والمواقف التي استفزت الضمير الإسلامي وأهانته، أو في الخطاب الإعلامي الذي ما برح يجرح المسلمين ويستثير المشاعر ضدهم، مرورا بمناهج التعليم التي ما زالت تحمل أصداء وبصمات الحروب الصليبية بما تضمنته من تحريض واستثارة ضد المسلمين كافة. وذهب بعض الساسة الغربيين الى أبعد، الأمر الذي تجلَّى في استخدام الرئيس بوش لمصطلح الفاشية الإسلامية، اشك في انه يعرف المدلول الحقيقي لكلمة الفاشية كما حدث في إطلاقه وصف الحروب الصليبية عنوانا للحرب ضد الإرهاب. تجلى ذلك التحامل أيضا في غمز رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الثقافة الإسلامية وتحقيرها من جانب برلسكوني رئيس الحكومة الإيطالية السابق. استمرار هذا الموقف لا يبشر بالخير، ذلك أن من شأن تلك التعبئة المعادية للمسلمين والجارحة لهم أن توقظ لدى المواطن الغربي شعوره بالتوحش والبغض إزاء المسلمين، خصوصا المقيمين منهم في الغرب،(عددهم في أوروبا والولايات المتحدة بين 25 و30 مليون مسلم). ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك الى تعميق الفجوة بين المسلمين والمجتمعات المحيطة بهم ونحن لا نتحدث عن افتراضات لأن ذلك حدث بالفعل ليس فقط في الولايات المتحدة التي يتحدث ممثلو المنظمات الإسلامية فيها عن تزايد مستمر في مظاهر الكراهية للمسلمين في مختلف الولايات، ولكن ذلك حاصل أيضا في أوروبا، التي كنا الى عهد قريب نعتقد أنها اقرب الى العالم العربي والإسلامي، ومن ثم اكثر فهما له وتجاوبا معه. ورغم أن ذلك الانطباع لا يزال صحيحا الى حد كبير، إلا إننا ينبغي ألا ننكر أن مظاهر الخوف والقلق زحفت الى بعض القطاعات، حتى في بريطانيا التي لها رصيدها المعتبر في احترام تعدد الثقافات. وفي إسبانيا التي تحتل مكانة خاصة في الذاكرة العربية، بحسبانها صديقة للعرب والمسلمين. في هذين البلدين بوجه أخص تعددت في الآونة الأخيرة وقائع النفور من المسلمين والتوجس منهم، الى الحد الذي دفع بعض ركاب الطائرات الى الامتناع عن الصعود اليها لمجرد أن بين الركاب عددا من المسلمين! في هذه الأجواء تصبح مسألة التعايش بين الجاليات المسلمة والمجتمعات الغربية في خطر، ولا يغدو هناك محل لأي حديث عن حوار الحضارات، لكن أخطر ما في الأمر أن المناخ سيظل مهيأ لمزيد من مظاهر العنف، الذي قد يدفع اليه نفر من أبناء المسلمين الذين اصبحوا مواطنين في تلك الأقطار. ما العمل إذن؟ للأسف، لا يبدو أن في الأفق حلا ممكنا لذلك الإشكال، فالعالم العربي والإسلامي لا يملك الكبير الذي يمكن أن يفعله، في الوقت ذاته فان السياسيين الغربيين الذين نسمع أصواتهم في الأقل، ليسوا على وعي كاف بأن السياسات الغربية في المنطقة هي العامل الأكثر تأثيرا في تفجير مشاعر الغضب بين شباب الجاليات المسلمة في أوروبا والولايات المتحدة؛ وبالتالي فانهم لا يرون جذور المشكلة ويصرون على التعامل مع تداعياتها وأصدائها، ولا يريدون أن يعترفوا بان إصرارهم على قهر المسلمين وإذلاهم هو المفجر الأول للمشاكل التي يعانون منها. وأية عوامل أخري اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية، تأتي تالية في الترتيب، على الحاصل في فلسطين والعراق من جرائم لها امتدادها التي تابعناها في أفغانستان ولبنان. إننا نقرأ تصريحات للرئيس بوش يتحدث عن ضرورة التعامل مع جذور المشكلة، وذلك كلام طيب، لا نلبث أن نكتشف في نهاية المطاف أن التعامل مع الجذور يراد به التسليم بالحلول التي تريدها إسرائيل وتستجيب لطموحات الهيمنة الأمريكية في المنطقة. لقد بحت الأصوات في العالم العربي من كثرة الحديث عن نبذ العنف وضرورة الاعتدال. والالتزام بالوسطية والتسامح و…و.. الخ لكن تبين أن هذا كله لا يمكن أن يحقق مردوده داخل العالم العربي أو خارجه طالما استمر إرهاب الدولة الإسرائيلية ليس فقط في فلسطين وإنما وجدناه في لبنان مؤيدا من قبل الدول الغربية الكبرى، وطالما استمر الاحتلال في العراق. في الأمثال العامية المصرية أن الذي استحضر العفريت هو الذي يتعين عليه أن يصرِفَهُ، لكن الغربيين في حالتنا هذه يستحضرون «العفاريت» ثم يطالبوننا نحن بصرفها! (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 6 سبتمبر 2006)
الحقيقة والوهم في ثيولوجيا احتكار الدولة الحديثة للعنف
شاع في الآونة الأخيرة استدعاء تعريف ماكس فيبر الشهير للدولة الحديثة باعتبارها المؤسسة الاجتماعية التي تحتكر العنف. مناسبة هذا الاستدعاء هو الجدل المستمر حول الوضع اللبناني الداخلي، لاسيما وجود حزب الله كقوة مسلحة غير رسمية. للبنان بالطبع جيش، ليس جيشاً قوياً بالضرورة، ولكنه ككل جيوش الدول الحديثة يمثل المؤسسة العسكرية الوطنية. وللبنان أيضاً قوي أمنية مسلحة، يفترض أنها تخضع لسلطة الحكم الوطني وقانون البلاد، وتعمل علي حماية الأمن الداخلي.
فكيف إذن يعطي حزب سياسي معين، كحزب الله، لنفسه الحق في تشكيل قوة مدججة بالسلاح، ويدعي في الآن نفسه حرصه علي وحدة لبنان وكيانه الوطني ودولته؟ لا يحتاج الإنسان لأن يكون فيلسوفاً ليدرك ان الثقافة السياسية الحديثة، والتشريعات الدولية المعبرة عنها، تعتبر الدولة تجسيداً للأمة والمعبر عنها في آن، وان إضعاف الدولة يعني بالضرورة إضعاف الكيان الوطني وجعله عرضة للانهيار. ووجود مؤسسة عسكرية خارج نطاق الدولة يستبطن تقويض استعلاء الدولة علي مواطنيها (الاستعلاء الذي يعطيها الحق في ان تكون إطاراً لهم جميعاً) وجرح خصوصية القوة التي تتمتع بها في تمايز عن قوي ومؤسسات الاجتماع السياسي الأخري. إن شرط احتكار الدولة للعنف ووسائله ليس شرطاً هامشياً لتجلي الدولة الحديثة، بل هو شرط وجودي لا يمكن تصور الدولة والأمة بدون تحققه.
هذا، باختصار، هو جوهر الجدل الدائر حول سلاح حزب الله. هناك من يقول بالطبع ان الحرص علي الدولة اللبنانية ليس هو الهم الأساسي للداعين إلي تخلي الحزب عن سلاحه، وان متعلقات هذا الجدل تستهدف في بعضها علي الأقل كشف لبنان أمام الدولة العبرية ودفعه إلي معسكر النفوذ الامريكي. ولكن هذا ليس محل النقاش هنا؛ النقاش هو حول ما إن كانت قراءة فيبر للدولة والعنف قد صمدت أمام متغيرات التاريخ والواقع، أو أنها تحولت إلي ما يقرب من الثيولوجيا التي يسارع السياسيون والمثقفون (بما في ذلك العرب منهم) إلي استدعائها كلما وافقت توجهاتهم وأهدافهم. والنقاش هنا محدد بموضوعة وجود سلاح غير سلاح الدولة، ولا يتعلق باستخدام هذا السلاح ضد الدولة؛ إذ ان توجيه السلاح ضد مؤسسة الدولة يستدعي بالضرورة رداً مسلحاً من أجهزة الدولة، مهما كانت هذه الدولة. كتب فيبر أعماله الرئيسية حول التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والقانوني لأوروبا في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر ومطلع العشرين. وبالرغم من انه تناول أيضاً الإجتماع الإسلامي، الآسيوي الأفريقي، وترك نصاً ذا شهرة كبيرة حول التطور الرأسمالي في الولايات المتحدة، إلا ان فيبر هو في المقام الأول دارس للاجتماع الأوروبي.
ويمكن اعتبار مقولة فيبر حول الدولة والعنف نتاجاً لتطورات فكرية واقتصادية – سياسية، أوروبية، نتاج الحروب الدينية الطاحنة التي تلت الانشقاق البروتستانتي، الثورات الاجتماعية والدستورية الدموية، وصراع القوميات؛ كما هو نتاج رؤية هوبس الصراعية المتشائمة للإنسان والاجتماع الإنساني، سعي لوك لإيجاد التوازن السلمي بين نزعات الطبيعة الإنسانية ومتطلبات الاجتماع السياسي، ورؤية هيغل المثالية المطلقة لما يمكن ان تكونه الدولة. وربما كان فيبر هو أهم دارس لحركة التحديث الطويلة التي عاشتها أوروبا منذ القرن السادس عشر، وما تركته حركة التحديث من آثار علي كافة جوانب البنية الاجتماعية الأوروبية. وقد لاحظ فيبر كيف خرجت الدولة الأوروبية القومية من رحم الإمبراطورية وسلطة الكنيسة الجامعة، وكيف عززت هذه الدولة من قوتها وسلطتها. وبعد أكثر من ثلاثة قرون من الحروب الداخلية، بدت الدولة القومية وكأنها نهاية المطاف، نهاية المسعي الأوروبي للسلم والتعايش الداخليين. من أجل ان تمارس هذه المؤسسة، مؤسسة الدولة، دورها في حفظ السلم وتحقيق التوازن بين المصالح الاجتماعية المختلفة، لابد ان تكون المؤسسة الوحيدة التي تحتكر وسائل العنف وشرعية استخدامه.
هل كانت رؤية فيبر للدولة رؤية عالمية شاملة، أم هي رؤية مستمدة من التجربة الأوروبية، والأوروبية الغربية علي وجه الخصوص؟ وهل يعتبر شرط احتكار الدولة للعنف حيوياً لقيام الدولة وتجليها في أي بقعة أخري من العالم؟ بعبارة أخري، هل يستحيل قيام الدولة الحديثة إن لم تكن الدولة الجهة الوحيدة التي يناط بها الاحتفاظ بالسلاح واستخدامه؟
في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع العشرين، عندما كان فيبر يدون ملاحظاته، كانت القوي الإمبريالية الأوروبية قد سيطرت علي معظم المعمورة. في مناطق من العالم، كما شبه الجزيرة الهندية وجنوب شرق آسيا، كانت السيطرة الإمبريالية عسكرية، إدارية، واقتصادية ـ سياسية. وفي مناطق، كما في الجزائر وجنوب إفريقيا وروديسيا وجزر الكاريبي، كانت السيطرة إضافة إلي ذلك استيطانية، حيث تهيمن الأقلية البيضاء علي مقدرات وحياة الأغلبية من أهل البلاد الأصليين. وفي مناطق أخري، كما الامريكيتين وأستراليا ونيوزيلندا، كانت السيطرة الاستيطانية البيضاء قد قطعت شوطاً كبيراً، تركت السكان الأصليين أقلية منبوذة ومتهالكة في ملاجئ معزولة من بلادها. ما لم يلحظه فيبر ان التسلح في المستعمرات الاستيطانية، من الجزائر إلي جنوب إفريقيا، ومن أستراليا إلي جزر الملايو، حيث قامت إدارات أوروبية حديثة، لم يكن يقتصر علي مؤسسة الحكم وجيشها النظامي. لم ينتشر السلاح بين المستوطنين البيض في شكل واسع وحسب، بل ان الإدارات الاستعمارية شجعت المستوطنين علي حمل السلاح. ففي مستعمرات شاسعة المساحة لم يكن بإمكان الجيوش الاستعمارية، مهما بلغت من عدد وامتلكت من عتاد، فرض السيطرة والأمن بدون تعاون المستوطنين الأوروبيين.
قد يجادل البعض بأن تلك كانت حالات إمبريالية مؤقتة، ولكن الحقيقة ان أحداً في المستعمرات أو في عواصم الإمبرياليات الأوروبية آنذاك لم يكن يتصور ان يأتي زمن تستعيد فيه الشعوب المستعمرة (بفتح العين) حريتها واستقلالها. ما فرض تسليح المستوطنين البيض وجعله أمراً طبيعياً ومحبذاً كان الظرف الموضوعي للمستعمرات الاستيطانية. وقد بلغ تسلح المستوطنين الأوروبيين في مناطق مثل أستراليا ونيوزيلندا ان استطاع في النهاية حسم الوضع كلياً لصالح الأقلية الاستيطانية؛ بينما وفر لأقليات استيطانية أخري التمرد علي قرار الوطن الأم منح الاستقلال للشعوب المستعمرة (كما حدث في الجزائر)، أو حتي التمرد بإعلان الاستقلال من طرف واحد (كما فعلت الأقلية البضاء في روديسيا). وإن قبلنا الرؤية الفلسفية الغربية المتشائمة للطبيعة الإنسانية، فربما يمكن القول ان احتكار الدولة الأوروبية الغربية الحديثة للعنف لم يضع نهاية للعنف بل أدي إلي تصديره فقط. إذ بدلاً من ان تكون المجتمعات الأوروبية ساحة لممارسة العنف، تم توجيه العنف إلي الخارج، إلي المستعمرات الأوروبية الواسعة في آسيا وإفريقيا والامريكيتين.
بيد ان الإشكال الذي تثيره قراءة فيبر للدولة الحديثة لا يقتصر علي الاستثناء الإمبريالي البارز، بل يمتد أيضاً إلي الرؤية التفاؤلية التي استبطنتها هذه القراءة. ففي القراءة الفيبرية، لا يعني احتكار الدولة للعنف سيادة الدولة وحسب، بل والتأسيس للسلم الاجتماعي، أو علي الأقل منع التدافع الاجتماعي من التفاقم إلي مستوي الصراع الدموي. بكلمة أخري، ان احتكار الدولة للعنف، وخضوع الدولة للقانون، يؤدي في النهاية إلي عقلنة العنف، وقصر استخدام الدولة لقدرتها الباطشة علي الصالح العام. ما لم يره فيبر، الذي توفي قبل سنوات قليلة من اندلاع جحيم الحرب العالمية الأولي، ان الدولة الحديثة لم تكن بالحكمة والعقلانية التي تصورها. وقد شهدت سنوات الحرب الأولي، وهي حرب أوروبية في جلها، عنفاً دموياً بشعاً، أودي بحياة الملايين من البشر وإلي إدخال وسائل موت ودمار إلي ترسانات الأسلحة الحديثة لم يكن أحد يتصور ان الإنسان سيصل يوماً إلي التفكير في اختراعها، ناهيك عن استخدامها. وبالرغم من سنوات الحرب الأولي الباهظة فسرعان ما اندفعت الدول الأوروبية إلي حرب بشعة ثانية، لم تقل دماراً وموتاً عن الحرب الأولي. وفي حين خاضت الدول الأوروبية الحرب الأولي باسم المصالح وتوازنات القوي، فقد أضافت إلي مسوغات الحرب الثانية أيديولوجيات عنصرية، كان مسوغها الرئيسي سفك دماء الملايين من أبناء الأعراق والأديان والتوجهات السياسية المخالفة. لقد أدي احتكار الدولة الحديثة للعنف بالفعل إلي خفض مستوي العنف الداخلي في المجتمعات الأوروبية الغربية، ولكنه لم يؤد إلي تخلص المجتمع القاري الأوروبي من العنف والموت. بل يمكن القول ان القوة المتصاعدة لمؤسسة الدولة الحديثة كانت أحد الأسباب الرئيسية خلف الموت والدمار الهائل الذي شهدته القارة الأوروبية في الحربين الأولي والثانية.
إضافة إلي ذلك كله، فإن احتكار الدولة الحديثة للعنف لم ينطبق علي كل الدول ذات المنشأ الأوروبي. ففي الولايات المتحدة، التي لعبت الميليشيات المحلية فيها دوراً بارزاً في حرب الاستقلال، ظل حمل السلاح، وتشكيل التنظيمات المسلحة المستقلة عن المؤسسة العسكرية الرسمية، حق يكفله الدستور. وبينما تعترض الإدارة الامريكية علي وجود السلاح الفردي في أيدي الأفغان والعراقيين والفلسطينيين واللبنانيين، فإن الشعب الامريكي يعتبر أكثر الشعوب تسلحاً في العالم. ربما يجادل البعض بأن السلاح المتواجد في أيدي المواطنين الامريكيين لا يعتبر، من جهة الفعالية وكثافة النيران والتقنية، معادلاً لترسانة السلاح الامريكية الرسمية. وهذا صحيح فقط إن كانت المقارنة بالجيش الامريكي؛ بغير ذلك لا يقل سلاح المواطنين الامريكيين فعالية عن سلاح قوات الأمن. الأهم، علي أية حال، انه قبل ثلاثة أرباع القرن أو أقل لم يكن سلاح المواطنين يختلف في مستواه كثيراً عن سلاح الدولة. وقد كان الحق الدستوري قائماً آنذاك كما هــو قائم الآن.
المسألة، باختصار، ان الربط الوجودي بين الدولة الحديثة واحتكار العنف، ليس صحيحاً علي إطلاقه، وليس صحيحاً من ناحية شموله لتجارب الاجتماع السياسي العالمي. ومن التبسيط، فوق ذلك، ان لا يري السياق التاريخي والموضوعي للدولة والشعب محل النظر والاعتبار. مقولات الاجتماع السياسي، ككل مقولات علم الاجتماع، لا يجب ان تتحول إلي ثيولوجيا مصمتة، ويجب ان تقرأ دائماً من خلال الخصوصيات الفلسفية والتاريخية التي ولدتها. قد ينتهي اللبنانيون إلي اتفاق ما حول سلاح حزب الله، وقد يتفاقم الخلاف حول هذا السلاح إلي ما لا يتوقعه أو يريده أحد. هذه ليست المشكلة. المشكلة ان من التعسف، وربما من السطحية، القول بأن وجود الدولة اللبنانية وازدهارها وتجليها كمؤسسة وطنية جامعة لا يمكن تحقيقهما بدون ان تصبح الدولة الجهة الشرعية الوحيدة التي تمتلك وسائل العنف. في هذه المنطقة من العالم حمل الناس السلاح منذ قرون، بدون ان يكون وجود السلاح بالضرورة مدعاة للصراعات والحروب الأهلية. وربما بات من الحيوي، في ظل الظروف المحيطة، ان يتعلم العرب والمسلمون، وان تتعلم دولهم، كيفية التعايش مع وجود السلاح بأيدي الناس بدون خوف وخشية علي مقومات الاجتماع الأهلي ومؤسسته الحاكمة.
(*) باحث عربي في التاريخ الحديث
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006)
يقدم شخصية رئيس حزب معارض ويقوم بتغيير مهنته في بطاقة الرقم القومي
يحيي الفخراني: قبلت التحدي ولن أرفع الراية البيضاء!
القاهرة ـ القدس العربي ـ من عمر صادق:
يجسد الفنان يحيي الفخراني لأول مرة في مشواره الفني دور رئيس حزب معارض يقوم بترشيح نفسه دون أن تكون له تجارب سابقة في مجال العمل السياسي حيث يخوض حربا شرسة وعنيفة ضد منافسيه الذين يقومون ايضا بشن حملات غير شريفة عليه.
شخصية مصطفي الهلالي رئيس حزب الفضيلة المعارض كما يقول الفنان يحيي الفخراني تجسيد وانعكاس لمرحلة انتخابات مجلس الشعب التي جرت احداثها العام الماضي 2005 وأثارت ردود أفعال واسعة علي مستوي رجل الشارع العادي، الاحداث ضمن مسلسل سكة الهلالي الذي سيعرض في شهر رمضان القادم ضمن ماراثون الأعمال الدرامية علي الشاشة الصغيرة.
** أخبار متفرقة هنا وهناك حول فيلمك القادم محمد علي باشا الكبير ، ولا نري سوي كلام فقط؟
مازلت في انتظار السطور الأخيرة من القصة التي تكتبها حاليا د، لميس جابر، وتم رصد مبلغ 50 مليون جنيه تكليف انتاج للفيلم وسوف أبدأ في التصوير بعد عيد الفطر مباشرة خاصة انني مازلت مشغولا بتصوير دوري في سكة الهلالي ، وانشغال د، لميس بكتابة آخر فصول محمد علي باشا.
** تردد أن الفيلم سوف يتعرض لموضوع محمد علي باشا منذ مولده بمدينة قولة وحتي توليه حكم مصر فقط فما هي الموضوعات التي سوف يركز عليها؟
سوف نركز علي أهم الموضوعات في هذه الحقبة وهي مذبحة القلعة الشهيرة التي أعدها بإتقان محمد علي باشا للتخلص من المماليك وحتي قيام العثمانيين تنصيبه واليا علي مصر.
** في رأيك، ماهو تصورك لهذه الحقبة؟
تاريخيا فإن هذه الفترة تعد من أهم الفترات التي شهدت استقرارا سياسيا، كما ان عصر محمد علي بشكل خاص شهد تطورا علي جميع المستويات لدرجة ان المؤرخين يشيرون اليه بإنه صانع نهضة مصر الحديثة.
پحذرك أصدقاؤك المقربون من الخوض في تقديم مسرحية المقربون من الخوض في تقديم مسرحية الملك لير
** ومع ذلك قبلت التحدي، فما السبب؟
رفضت كل هذه التحذيرات لإحساسي بإن الملك لير عمل انساني رفيع المستوي وأنه الأقرب الي المصريين، لذلك لم استسلم ورفضت كل الضغوط وأعلنت بأنني لن أرفع الراية البيضاء، وقبلت التحدي ونجح العرض نجاحا لم أصدقه أنا شخصيا.
** تعود للسينما بعد سنوات من الانقطاع، هل عوض التليفزيون هذه الغيبة؟
بالتأكيد تأثير التليفزيون بشهادة الجميع يعتبر قوياً، ومازال جمهوره ينتظرون منا الكثير.
** هل استعددت لهذه العودة؟
أنا مستعد في كل وقت سواء ابتعدت عن السينما أو غيرها، والفنان لابد أن يكون علي أهبة الاستعداد دائما، فهذا أكل عيشه.
** يقال أن لك طقوسا خاصة جدا قبل تصوير اعمالك؟
بعد توقيع العقد استعد قبل التصوير بـ3 شهور بقراءة الشخصية جيدا وأقوم بإعادة قراءتها مرة أخري اثناء التصوير حتي أصل الي مفاتيحها بالصورة التي ترضيني.
** معظم شخصياتك طيبة وانسانية للغاية فما السبب؟
غير صحيح، فأنا اتقلب من شخصية لأخري ولا أقدم ثيمة واحدة في اعمالي، بدليل انني لعبت شخصية رحيم الرجل القوي صاحب التجربة والخبرة في مسلسل في الليل وآخره وشخصية سليم البدري الارستقراطي في ليالي الحلمية، وأجسد حاليا شخصية مصطفي الهلالي رئيس حزب الفضيلة المعارض للحكومة وكلها شخصيات غير نمطية وغير تقليدية ومتلونة، وتخلو من الطيبة وأحيانا الانسانية.
** لو عُرضت عليك شخصية شريرة، هل تقبلها، أم تخشي كراهية الجمهور؟
أقبلها فورا طالما انها سوف تزيد من رصيدي الفني عند الجمهور، فأنا لست ضد الشخصيات الشريرة ما دامت تحقق المعادلة الصعبة التي يبحث عنها أي فنان جاد يسعي لتخليد اعماله في ذاكرة الجمهور.
** پماذا استفزك في موضوع رئيس حزب الفضيلة؟
الموضوع نفسه استفزني خاصة انه يلقي الضوء علي ما آلت إليه انتخابات مجلس الشعب عام 2005 وما احدثته من ردود أفعال قوية بين الناس والسلطة اثناء سيرها في اللجان المنتشرة في طول وعرض مصر، وكيف حدثت تجاوزات اثناء عملية الاقتراع، ومنع المصوتين من دخول اللجان وغيرها.
** لماذا تقول أن المسلسل يناقش أسرار الانتخابات رغم انه لا توجد أسرار وأن الموضوع برمته يعلم به القاصي والداني؟
أقصد بكلمة أسرار أن موضوع الانتخابات كانت لغة جديدة علينا، ولابد من كشف أسرار إجراء هذه العملية والمناخ الذي أجريت فيه، وكلها بمثابة أسرار من وجهة نظري.
** بعض آرائك نفهم منها بأنك ناصري والبعض الآخر بأنك ساداتي، أيهما أنت في الاثنين؟
** غيرت رقم بطاقتك من طبيب الي ممثل، فلماذا؟ وما الضرورة الملحة في ذلك؟
الطب مهنة مقدسة وإنسانية بالدرجة الأولي لأنها تخدم البشرية وتخفف من آلامهم، والفن رسالة سامية تخدم المجتمع وتزيد درجة وعي الناس علي كافة الأصعدة، والمهنتان لا يمكن التعامل معهما بشكل أحادي لأنهما لا ينفصلان عن بعضهما وكلاهما لا يمكن الاستغناء عنه لأنهما يكملان بعضهما.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 7 سبتمبر 2006)
Home – Accueil – الرئيسية