الخميس، 4 ديسمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3117 du 04.12.2008

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف : أطلقوا سراح الدكتور الصادق شورو

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:الصادق شورو.. سراح.. فإيقاف.. فسراح.. فـ…؟

حركة النهضة تدين إيقاف الدكتور صادق شورو الرئيس السابق للحركة

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:لا للمداهمات، نعم لحرية التعبير

السبيل أونلاين:إعتقال الصادق شورو..بين إنعدام الإنسانية وغياب إرادة المصالحة الوطنية

جمعيات حقوقية تونسية: محاكمة غير عادلة و اعتداء بالعنف على المتهمين:( بيان مشترك )

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي: إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : نداء من اجل الإفراج عن نقابيي الحوض المنجمي

البديـل عاجل: محاكمة قيادات انتفاضة الحوض المنجمي بقفصة

السبيل أونلاين : إبتدايئة قفصة تطلق سراح ثمانية موقوفين وتأجل النظر في القضية 

البديـل عاجل:ماذا وراء حرمان النساء الديمقراطيات من “العبور” إلى قفصة ؟

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:لهذه الأسباب يواصل حبيب اللوز إضرابه عن الطعام منذ الخميس27 نوفمبر

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

نورالدين الخميري : لا لتدنيس المصحف الشريف في تونس

يو بي أي: تونس ترفض تقارير تحدثت عن ‘تدنيس المصحف ‘ داخل أحد سجونها

كلمة : لقاء أوروبي بمنظمات المجتمع المدني في تونس

الجامعة العامة التونسية للشغل : بـــــــــــلاغ

 “المبادرة الوطنية”: بيــان

حزب العمال الشيوعي التونسي : لا لتجريم النضالات الاجتماعية في الحوض المنجمي

الحزب الديمقراطي التقدّمي : دعــــــــــــــوة

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطي : نشرة الكترونيّة عدد 80

حــرية و إنـصاف : إنا لله و إنا إليه راجعون

موقع آرام: ممتلكات “الموقف” التونسية المعارضة في المزاد العلني

كلمة: من يُـوظـّـف حـقـوق الإنـسـان؟

كلمة : صندوق 26/26 الضريبة المقنعة

 السبيل أونلاين:محمد شمام في حديث مع الشيخ الحبيب اللوز(6):هل ينشر الشيخ الحبيب اللوز مقدمة مشروع “فك الارتباط” ؟

د. خالد الطراولي : حــذار من الفتنـة ونداء للتعقل

حنبعل القرطاجني:رد وامض إلى الأستاذ عبد السلام المسدي (عن مقالته التي نشرت في عدد الأمس)

كلمة : صنـــــــــــاعة الحظّ

مناضل ضمن الفئة القليلة : تصحيح … الفاضل البلدي … صوت نشاز و ليس الهدف

عبدالحميد العدّاسي : بلا عنوان، أو إلى أخي من الفئة القليلة

فتحي عبد الله الناعس : برغم ردك المتشنج والقاسي  “الاستقالات ” مزيفة ….. ولنتوقف على هذه الأساليب!!! عبدالحميد العدّاسي : مصافحة فذّ تونسي

عماد الدين الحمروني : يوم التضامن الوطني

زياد الهاني: نادي دبي للصحافة: تعيين الزميل ناجي البغوري عضوا في مجلس جائزة الصحافة العربية

يو بي أي : الرئيس التونسي يبحث مع رئيس الوزراء الجزائري تعزيز التعاون الثنائي

الصباح: بعد استكمال اتفاقيات الشراكة الصناعية مع الاتحاد الأوروبي: ترتيبات لمفاوضات تحرير تجارة الخدمات والاستثمار

يو بي أي: وزير الدفاع التونسي يؤكد التزام بلاده بمعاهدة حظر الانتشار النووي

يو بي أي: البحرية التونسية تنقذ سفينة تجارية مالطية جانحة

الصباح:الديوان الوطني للسياحة 6،6 ملايين سائح زاروا تونس منذ بداية العام

الصباح: صفحات من تاريخ الحركة الوطنية يرويها لنا محيي الدين القليبي

رويترز: فيلم تونسي جريء يتوج بمهرجان السينما الاوروبية بتونس

العرب: لطفى بوشناق يختتم أيام الثقافة التونسية بدمشق

فريد خدومة : دكتاتورية الحب:قصيدة

احميدة النيفر: المثقف العربي والإسلام (3).. الأصالة لا تعلو على التاريخ

طارق الكحلاوي: صراع “اليسار الليبرالي” مع “يمين الوسط” داخل الحزب الديمقراطي في مواجهة الأزمة من هم رعاة الاقتصاد في عهد أوباما؟

توفيق المديني:هجمات بومبي ودق طبول الحرب بين الهند وباكستان


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :  liberte.equite@gmail.com    تونس في 06 ذو الحجة 1429 الموافق ل 04 ديسمبر 2008

 أطلقوا سراح الدكتور الصادق شورو  

لا يزال السجين السياسي السابق الدكتور الصادق شورو رهن الاعتقال لليوم الثاني على التوالي دون أن تعلم عائلته شيئا عن سبب و مكان اعتقاله.فقد اقتحم عشرة أعوان من البوليس السياسي على الساعة الرابعة و النصف من مساء يوم أمس الأربعاء 03/12/2008 منزل الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة دون استظهار باستدعاء رسمي أو إذن قضائي و اقتادوه عنوة إلى مكان مجهول ، و قد أصيبت عائلته بحالة من الذعر و الترويع نتيجة مداهمة البيت و اقتحامه. و حرية و إنصاف 1) تدعو إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو فورا دون قيد أو شرط و رفع المضايقات المسلطة عليه و على أفراد عائلته. 2)  تدين بشدة اقتحام البوليس السياسي لمنزل الدكتور الصادق شورو في مخالفة صارخة للقانون و اعتداء سافر على حرمة منزله و أمن أفراد عائلته. 3) تعبر عن بالغ انشغالها على مصير الدكتور الصادق شورو حيث تجهل عائلته مكان اعتقاله. عن المكتب التنفيذي للمنظمة           الرئيس الأستاذ محمد النوري

” الحرية لجميع المساجين السياسيين ” الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 04 ديسمبر 2008

الصادق شورو.. سراح.. فإيقاف.. فسراح.. فـ…؟

 

لايزال السيد الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة والسجين السياسي السابق في حالة إيقاف منذ الإربعاء 3 ديسمبر2008 وقد علمت الجمعية أن عَونَا أمن من منطقة بن عروس أبلغ هذا اليوم عائلة السيد شورو أنه موقوف في مركز أمن القرجاني على ذمة قضية عدلية ويُخشى أن يتم إحالته على التحقيق يوم غد الجمعة5 ديسمبر2008 على خلفية تصريحاته التي أدلى بها لقناة الحوار اللندنية يوم الإثنين 01 ديسمبر 2008 في برنامج« بدون تأشيرة». والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين،إذ تأسف لما يتعرض له السجناء السياسيين المسرحين من ملاحقة أمنية و إستهداف قضائي بعد قضائهم نحو عقدين في السجون التونسية، تدعو السلطات المسؤولة إلى التدخل لوقف هذه الانتهاكات غير المبررة وإطلاق سراح السيد الصادق شورو فوراً . *************** ملحق بطاقة تعريف سجنية الدكتور الصادق شورو                        دكتوراه في الفيزياء ، حكم بالسجن المؤبد ، أكثرمن 14 سنة من  العزلة الإنفرادية ..! ، أكثر من 36 إضرابا عن الطعام ..! ، معاناة متواصلة منذ 18 سنة ..!  * الاسم و اللقب : صادق بن حمزة بن حمودة شورو . * تاريخ الولادة ومكانها : 10/2/1948 * المستوى التعليمي : دكتوراه دولة في الفيزياء * المهنة : أستاذ محاضر بكلية الطب بتونس و  بكلية العلوم بتونس ومدرس بالاكاديمية العسكرية و عضو نقابة التعليم العالي بالاتحاد العام التونسي للشغل ، عضو لجنة البحث العلمي  بالمركز الجامعي للبحث ببرج السدرية . * الحالة الاجتماعية : متزوج و له أربع أبناء – أسماء مرحلة ثالثة – هاجر رابعة جامعة متزوجة – وجيه 23 سنة مستوى 6 ثانوي – إسلام 6 ثانوي * تاريخ الدخول للسجن : 17 فيفري1991 وقع تعذيبه بشكل غير معهودوتم التحقيق معه في مكان لا صلة له بمقرات البوليس المالوفة (  ضيعة فلاحية بمدينة نعسان  ) وقد تم نقله الى المستشفى في تلك الفترة في وضعيات خطيرة أصبحت فيهاحياته مهدة بالخطر . * الحالة الصحية : روماتيزم +قرح المعد +الام الظهر . * الحكم : مدى الحياة . * السجن الحالي : المرناقية  ، عاش وضعية العزلة الفرديةلاكثر من 14 سنة ..!  قضى معظم سجنه في غرفة منفرة ومعزولة في سطح جناح المصحة بسجن  9 افريل حيث لا صلة له بالعالم الخارجي الا من خلال حراس مخصوصين لا يتبدلون لا يسمح لهم بمجرد التحادث معه و لا لغيرهم بـ ” الإقتراب منه ..! ”  او بالغرفة رقم 4 بالجناح ( د )في ظروف قاسية اتسمت بالتنكيل والتشفي الذي تجاوزه الى أسرته .. خاض حوالي 36  اضرابا عن الطعام للمطالبة بحقوقه ورفض المظالم المسلطة عليه  وعلى اسرته  كان اخرهاإضراب بدأه يوم 12 نوفمبر 2007 ودام اكثر من شهر من اجل تنفيذ قرار المحكمة الادارية  بارجاع اخيه الدكتور عباس  شورو لوظيفته كاستاذ بالجامعة التونسية  ولتمكين ابنائه من جوازات سفرهم  ولوضع حد للمضايقات التي تعيشها اسرته.  * العنوان : 8 نهج الطاهر بن عاشور ، الياسمينات ، تونس . * الهاتف : 71.301.698  ،  71701778 ، 22645725 ، 20954811 عن الجمعيـــــــة لجنة السجناء السياسيين المسرحين


بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تدين إيقاف الدكتور صادق شورو الرئيس السابق للحركة

 

 
اعتقل البوليس السياسي رئيس حركة النهضة السابق الدكتور الصادق شورو يوم الاربعاء 03 ديسمبر 2008 واقتادوه إلى جهة مجهولة ولم يقع اطلاق سراحه إلى الآن إن حركة النهضة تلفت الرأي العام أن معاناة الدكتور صادق شورو منذ إيقافه سنة 1991 مستمرة إلى الآن هو وبقية إخوانه المسرحين ـ فقد تعرض للتعذيب الشديد أثناء فترة إيقافه كاد أن يودي بحياته.   ـ تنقل بين العديد من السجون وعاش في سجن العزلة أكثر من 14 سنة. ـ حرم من أبسط حقوق السجين كحق التداوي وقراءة الصحف والكتب والكتابة. ـ تواصل مراقبته على مدار الساعة منذ خروجه من السجن بداية شهر نوفمبر 2008 إزاء كل ذلك فإن حركة النهضة: ـ تدين اعتقال الدكتور صادق شورو  وتتضامن معه وتدعو السلطة للإسراع بإطلاق سراحه ورفع كل المضايقات التي يتعرض لها هو وأفراد عائلته وتحمل السلطة مسؤولية ما قد يحدث للدكتور صادق شورو ـ تطالب السلطة بتمكين كل المساجين المسرحين من حقوقهم المدنية والسياسية ـ تطلب من أبناء الحركة وأنصارالحرية القيام بحملة للتعريف بما يتعرض له الدكتور صادق شورو وإخوانه المسرحين ـ تناشد كل المنظمات والهيئات الحقوقية مواصلة ضغطها على السلطة لوضع حد لمعاناة المساجين المسرحين قال تعالى ” واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا” الطور 46 لندن في 04 ديسمبر 2008 رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي

  الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:لا للمداهمات، نعم لحرية التعبير

   

علمت الحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس، أن عشرة أعوان من البوليس السياسي اقتحموا يوم أمس الإربعاء منزل الدكتور صادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة، واعتقلوه على خلفية مشاركته الهاتفية في قناة الحوار اللندنية.   وإن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، اذ تندد بأسلوب المداهمات الذي لم يكن له من مبرر سوى استعراض العضلات على العائلات المسالمة، و ترسيخ روح الخوف لدى المواطنين عبر العنف والإرهاب، فإنها تعبر عن مساندتها الكاملة لحق الدكتور الصادق شورو في التواصل مع وسائل الإعلام والتعبير عن رأيه، وتطالب السلطة  بالإفراج عنه، ووقف التعديات المتكررة على حرية المواطنين في التعبير.   الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس المنسق علي بن عرفة لندن  4 ديسمبر  2008
 

إعتقال الصادق شورو..بين إنعدام الإنسانية وغياب إرادة المصالحة الوطنية

 

 
 
 
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس أعتقل يوم أمس الإربعاء 03 ديسمبر 2008 ، السجين السياسي المسرح أخيرا والرئيس السابق لـ”حركة النهضة” ، الصادق شورو ، بعد إقتحام عدد كبير من البوليس السياسي بيته الكائن بمدينة مرناق بشكل همجي ذكّرنا بسنوات التسعينات ، و إقتادوه عنوة إلى منطقة بن عروس وذلك على الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الإربعاء ، وقد سبب هذا الإقتحام حالة من الهلع والرعب في نفوس أفراد عائلته . وقد إتصلت زوجته بمنطقة بن عروس فلم تفدها بشيء عن مكان زوجها ، فتحولت إلى مقر وزارة الداخلية التى لم تطلعها بدورها على مكان إحتجازه ، وبعد ظهر اليوم الخميس 04 -12 -2008 ، أعلمتها منطقة بن عروس بأنه سيحال غدا الجمعة على وكيل الجمهورية ، وهو الآن بمركز الإيقاف بالقرجاني .. فهل سيحرم الصادق شورو من قضاء عيد الإضحى مع عائلته ؟ ويعتقد أن إعتقال الدكتور الصادق شورو جاء على خلفية تصريحات أدلى بها لـ”قناة الحوار اللندنية” .   فلماذا تأبى السلطة التونسية أن تكتمل فرحة المساجين السياسيين بعد لمّ شملهم …ألم يكفها تغييبهم طوال 18 سنة حتى تجدد معاناتهم بإعتقالهم من جديد بهذا الأسلوب الهمجي ؟؟؟ ومتى تتوقف السلطة على معاملة المساجين السياسيين المسرحين على إعتبار أنهم مجرمون ممنوعون من أبسط حقوق المواطنة والتعبير والتنظم ؟؟؟ ومتى تظل الدولة وأجهزتها في خدمة السياسات القمعية ؟؟؟ وإذا كانت الإرادة السياسية والأمنية لم تنصف الدكتور الصادق شورو ، فهل يحذو القضاء حذوهما ؟ (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 04 ديسمبر 2008 )  


تونس في 04/12/2008 بيـــــــــــــــــــان محاكمة غير عادلة و اعتداء بالعنف على المتهمين  

نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة اليوم الخميس 04/12/2008 في القضية عدد 3357 التي يحال فيها ثمانية و ثلاثون متهما منهم 34 بحالة إيقاف و اثنان بحالة سراح هما رشيد عبداوي و رضا العميدي ،و اثنان بحالة ” فرار ” هما محيدين شربيب و الفاهم بوكدوس  و قد حضر للدفاع عن المتهمين عدد كبير من المحامين  ترافع منهم 26 محاميا فيما وصل عدد أعلامات النيابة المقدمة إلى 83 إعلام نيابة، و قد قدم المحامون مطالب الإفراج كما طالبوا بسماع الشهود و عرض منوبيهم على الفحص الطبي و طالبوا بتأخير النظر في القضية لأجل متسع لإعداد وسائل الدفاع. علما بأن المتهمين أنشدوا النشيد الوطني عند دخولهم إلى قاعة المحكمة مما تسبب في إخراجهم بالقوة و إعادتهم إلى غرفة الإيقاف و قد تم الاعتداء على بعضهم بالعنف من قبل أعوان البوليس السياسي الذين حضروا بكثافة و منعوا أهالي المساجين و بعض الناشطين الحقوقيين من دخول قاعة المحكمة فيما سمحوا لبعض المراقبين الأجانب و بعض النقابيين بحضور المحاكمة . و تجدر الإشارة إلى أن المحامين الذين تنقلوا من العاصمة و من بعض جهات الجمهورية الأخرى تعرضوا لمضايقات عديدة طيلة الطريق إذ أنه يتم إيقافهم في كل حاجز أمني و يطلب منهم الاستظهار بهوياتهم و ببطاقاتهم المهنية و يقع تسجيل أسمائهم في كل مرة ، كما تم منع وفد يتكون من ثلاثة نساء ديمقراطيات في بداية الطريق السيارة بحمام الأنف و اجبروهن على الرجوع إلى العاصمة. و قد قرر القاضي الإفراج مؤقتا على ثمانية موقوفين هم : معاذ أحمدي و عبد الله فجراوي و محمد البلدي و رضوان بوزيان و مكرم ماجدي و عثمان بن عثمان و محمد هلالي و محسن عميدي، كما قرر تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 11/12/2008. و الجمعيات الحقوقية الممضية أسفله: 1) تعتبر أن هذه المحاكمة محاكمة سياسية تفتقد لشروط المحاكمة العادلة و تدعو إلى إطلاق سراح كل المعتقلين و وضع حد للحلول الأمنية و القضائية في معالجة القضايا الاجتماعية. 2) تدعو إلى وقف الاعتقالات و المحاكمات على خلفية أحداث الحوض المنجمي و تطالب بفتح حوار جدي مع أهالي المنطقة بصفة عامة و الشباب بصفة خاصة و الاستجابة لمطالبهم المشروعة في الشغل و التوزيع العادل لثروات البلاد. الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المجلس الوطني للحريات بتونس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين منظمة حرية و إنصاف  


اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي 04 ديسمبر 2008 إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام  
 
رفع التجميد النقابي عن السيد عدنان الحاجي: في خطوة ايجابية الغاية منها تنقية الجو النقابي بمنطقة الحوض ألمنجمي ، رفع المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل التجميد النقابي عن السيد عدنان الحاجي ، الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي بالرديف وعضو الاتحاد المحلي. وكان قرار التجميد قد اتخذه الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة في بدايات الحركة الاحتجاجية بمنطقة الحوض ألمنجمي حيث اعتبرت القيادة النقابية الجهوية النقد الموجه لها في تعاملها  مع الأحداث” تجاوزا للهياكل.” اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي تثمن هذه الخطوة،التي تأتي قبل يوم واحد من محاكمة عدنان وزملائه في قضية ما سمي بالوفاق وتعتبرها ردا للاعتبار لهذا المناضل النقابي و دليلا آخر ا على مشروعية وسلمية التحركات الاحتجاجية بالمنطقة.     محاكمة: بدأت اليوم بالمحكمة الابتدائية بقفصة محاكمة المتهمين في قضية ما أصبح يعرف”بالوفاق” والتي تضم القيادات  النقابية بجهة الرديف . وحضر 34 متهم بحالة إيقاف منهم السادة عدنان الحاجي والبشير العبيدي وعادل جيار والحفناوي بن عثمان وطارق وهارون حليمي وغيرهم. كما تقدم متهمان كانا بحالة فرار للمحكمة. للتذكير فان القائمة التي تحوي ضم 38 شخصا تضم السيدين محي الدين شربيب ، رئيس الفيدرالية التونسية من اجل مواطنة بين الضفتين وعضو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي والناشط الحقوقي بالمهجر والسيد الفاهم بوكدوس ، مراسل قناة الحوار التونسي. وكلاهما يعتبر بحالة فرار. الموقوفون دخلوا قاعة الجلسة بمعنويات مرتفعة يرددون النشيد الوطني . المحامون الذين حضروا بعديد كبير – 83 محامي – ركز من تولى الدفاع منهم على: – الطابع الاجتماعي والسلمي للتحركات، حيث كانت تنادي بالشغل كما أن القيادات النقابية التي تحاكم اليوم هي نفسها التي كانت تتفاوض مع السلط المحلية والجهوية والوطنية من اجل إيجاد حلول معقولة لمعضلة البطالة بمنطقة الحوض المنجمي. – الخروق العديدة التي صاحبت البحث والتحقيق ومنها رفض التحقيق في قضايا التعذيب التي تعرض لها الموقوفون ورفض الاستماع للشهود والتباس المحاضر بمخافر الشرطة. كما طالب الدفاع بالتأجيل لاستكمال إجراءات الدفاع والإفراج المؤقت عن المتهمين. بعد المداولة قررت المحكمة تأجيل القضية ليوم 11 ديسمبر 2008 وأفرجت مؤقتا على السادة: – رضوان بوزيان – مكرم ماجدي – عثمان بن عثمان – محمود الهلالي – محسن العمايدي – عبد الله سلطان – محمد البلدي – معاذ العبيدي كما بقى المتهمان الذين سلموا أنفسهم بحالة سراح لغاية سماعهم من طرف قاضي المحكمة . وقد حضر المحاكمة العديد من مكونات المجتمع المدني بتونس والخارج. فقد حضر عبد الرحمان الهذيلي والهادي بن رمضان وشكري بلعيد عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي وعضوين من المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل –حسين العباسي ومحمد السحيمي- ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، مختار الطريفي. والكاتب العام لاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان الناصر العجيلي والكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة عمارة العباسي. كما حضر ممثلون للنقابة العامة للتعليم الثانوي والأساسي والبريد إلى جانب وجوه سياسية منها الناطق الرسمي لحزب العمل الوطني الديمقراطي ، عبد الرزاق الهمامي والناطق الرسمي للحزب الاشتراكي اليساري، محمد الكيلاني وعضو المكتب السياسي لحركة التجديد، الجنيدي عبد الجواد، إلى جانب العديد من الوجوه الحقوقية والسياسية الأخرى. إلى ذلك حضر عبد السلام بن إبراهيم عن المنظمة الديمقراطية للشغل بالمغرب ومحمد بن حمو عن المنتدى الاجتماعي المغربي والفيدرالية الديمقراطية للشغل، ووطار لزهر وغزلان نصيرة من النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية بالجزائر وريشار بارو عن الس-ج- ت – والان بارون من منظمة “تضامن مع الجنوب” اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي التي تحي المساندة الواسعة التي يلقاها الموقوفون وطنيا وعالميا تجدد إكبارها لدور الدفاع منذ انطلاق حملة الاعتقالات. كما تتمنى أن يكون إطلاق سراح ثمانية موقوفين بسراح شرطي مؤشرا ايجابيا يتلوه إطلاق سراح كل الموقوفين وإيقاف التتبع ضد كل المتهمين بالداخل والخارج. تعد على حرية التنقل: منعت السلطات الأمنية السيدتين احلام بالحاج ، عضو الجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي و حليمة الجويني ، عضو المكتب الوطني لجمعية النساء الديمقراطيات من التوجه نحو قفصة . كما منعت السلطات الأمنية بجهة القيروان تحول مسعود الرمضاني منسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي وحمدة الحامدي استاذ ونقابي بالجهة من التنقل لحضور المحاكمة بقفصة. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي تندد بهذا المنع الغير مبرر سوى “بتطبيق التعليمات” –المجهول مصدرها – وتعتبره تعد صارخا على حق التنقل الذي تضمنه كل القوانين الوطنية والدولية. عن اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني : marced.nakabi@gmail.com
تونس في 04 /12 / 2008
نداء من اجل الإفراج عن نقابيي الحوض المنجمي

  يضم المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية صوته إلى نداءات كل التشكيلات النقابية والقوى الديمقراطية والحقوقية وفعاليات المجتمع المدني المطالبة بالإفراج عن معتقلي الحوض المنجمي والعفو عنهم وفي مقدمتهم النقابي عدنان الحاجي وذلك بمناسبة انطلاق محاكمتهم اليوم 04 / 12 / 20008 إن المرصد يأمل أن تغلب السلطة صوت التعقل ولغة الحوار في معالجة هذه القضية الشائكة خاصة وان معالجة هذه القضية بالحوار من شانه أن يزيل كل مظاهر التوتر والاحتقان في صفوف النقابيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأهالي الحوض المنجمي , كما من شانه أن يزيد من تقوية اللحمة والتضامن الوطني في هذه الظرفية العالمية المتأزمة والتي تحتاج فيها بلادنا العزيزة تونس إلى سواعد كل أبنائها المرصد فضاء نقابي ديمقراطي مستقل وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء وهو ليس نقابة ولا مشروع نقابة ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com                http://nakabi.blogspot.com                          

 
 عن المرصد    المنسق محمد العيادي


 محاكمة قيادات انتفاضة الحوض المنجمي بقفصة

 

الخميس 4 ديسمبر 2008 انطلقت جلسة محاكمة معتقلي الحوض المنجمي على الساعة التاسعة والنصف صباحا تحت حصار أمني ومراقبة لمداخل مدينة قفصة، وحسب شهود عيان فإن قوات الأمن المستنفرة للغرض تعدّ بالآلاف خشية التحاق الأهالي بالمحاكمة. في حين منع البوليس عديد المناضلين وعائلات المعتقلين أو اللذين لم يسلموا أنفسهم من حضور الجلسة، ومن بين هؤلاء المناضلة عفاف بن الناصر زوجة الفاهم بوكدوس مراسل قناة الحوار التونسي الملاحق بحالة فرار في نفس القضية، كما منع من دخول قاعة الجلسة أخ محي الدين شربيب رئيس فدرالية التونسيين بفرنسا مواطني الضفتين المقيم بفرنسا والذي يجري تتبعه غيابيا. حضر الجلسة عدد هام من الملاحظين الأجانب ممثلين عن نقابات وعن هيئات وأحزاب سياسية. انطلقت الجلسة بحضور أربعين (40) محاميا في حين قدّم خمسة وأربعون (45) آخرون إعلام نيابة، ولمّا طلب المحامون من القاضي تمكينهم من بعض الوقت لترتيب لسان الدفاع رفع المعتقلون شعارات وأناشيد منها نشيد الثورة (حماة الحمى) وأغنية سعيد المغربي “نعم لن نموت ولكننا سنقتلع القمع من أرضنا”، وقد سبق أن دخلوا الجلسة رافعين علامات النصر، إلا أنّ الرئيس وبناء على احتجاج النيابة العمومية أمر بإخراجهم، وعندها تم الاعتداء على البعض منهم من قبل البوليس ووقع نزالهم إلى زنزانات الإيقاف بالمحكمة. عبّر الموقوفون عن معنويات عالية وعن إيمانهم بعدالة قضيتهم واستمرارهم في الدفاع عنها. بلغ عدد مداخلات المحامين العشرين مداخلة ركزت كلها على المطالب والجوانب الإجرائية، كما طالبوا بالإفراج المؤقت على كافة المعتقلين وعرضهم على الفحص الطبي وسماع المتهمين والشهود وعرض المحجوز على العموم. إلا أن هيئة المحكمة تجاهلت أغلب طلبات الدفاع واكتفت بتمتيع ثمانية من الموقوفين بالسراح المؤقت، وهم: رضوان بوزيان، عثمان بن عثمان، محمود هلالي، محسن عميدي، معاذ أحمدي، عبد الله فجراوي، ومحمد البلدي ومكرم ماجدي. كما تقدم مناضلان لم يقع إيقافهما وهما كل من رضا عميدي ورشيد عبداوي، أبقتهما المحكمة في حالة سراح مؤقت، في حين حددت الجلسة القادمة ليوم 11 ديسمبر الجاري.  
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 ديسمبر2008)


إبتدايئة قفصة تطلق سراح ثمانية موقوفين وتأجل النظر في القضية

   

السبيل أونلاين – خاص – زهير مخلوف – تونس   تأجلت اليوم الخميس 04 ديسمبر 2008 ، الجلسة التى أحيل فيها كل عدنان حاجي والبشير العبيدي وأصدقائهم على المحكمة الإبتدائية بقفصة ، من أجل تهم خطيرة ، وقد بلغ عدد المحالين فيها 38 فردا ، أحتفظ ببعضهم بحالة إيقاف ، ومتّعت المحكمة إلى حين الجلسة المؤجلة ليوم الخميس 11 ديسمبر ، ثمان أشخاص بالسراح ، وهم : – عبد الله بن سلطان الفجراوي – رضوان بوزيان الفجراوي – محمد البلدي – مكرم الماجدي – عثمان بن عثمان – محمود الهلالي – محسن العمايدي – معاذ العبيدي   وقد أنشد المتهمون في قاعة الجلسة النشيد الوطني ، وطالب المحامون بتأجيل القضية بسبب الحالة الصحية لبعض الموقوفين الذين تعرضوا للتعذيب ، كما طالبوا هيئة المحكمة بعدم مقاطعة لسان الدفاع . وقد لوحظ وجود الكثير من الحواجز الأمنية التى طوقت مدينة قفصة . (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 04 ديسمبر 2008)

 


ماذا وراء حرمان النساء الديمقراطيات من “العبور” إلى قفصة

؟ تونس في 4 ديسمبر 2008 بـــــــــــلاغ  

مواصلة من النساء الديمقراطيات لدعم مسيرة نساء الحوض المنجمي ضدُ الفقر والعنف، توجُهت أربع ممثُلات عن الجمعية إلى ولاية قفصة لحضور محاكمة مجموعة من الموقوفين المشاركين في التحركات الاجتماعية التي اندلعت أوائل جانفي 2008 وللتضامن مع نساء الحوض. حوالي الساعة الرابعة من صباح هذا اليوم، وفي حدود الضاحية الجنوبية، فوجئت مناضلات الجمعية بحاجز أمني يمنعهن من مواصلة الطريق نحو ولاية قفصة، بينما سٌمح لباقي أعضاء الوفد من محامين ونقابييُن تونسيُين وأصدقاء من المغرب والجزائر وفرنسا من استئناف طريقهم. وأمام هذا السلوك الاعتباطي، تعبُر مناضلات الجمعية عن استيائهن من حرمانهنُ من : –  ممارسة الحق الدستوري في التنقل بكل حرُية على أرض الوطن. –  الحق في التضامن الفعلي مع نساء الحوض المنجمي في نضالهن الشٌرعي من أجل حياة كريمة تضمن الحقُ في المساواة والشغل والتنمية والعدالة الاجتماعية. وإنُ الجمعية تتساءل حول أسباب هذا التُمييز الصُارخ : –  هل هو تكريس لاستثناء النساء، مرُة أخرى، من الاهتمام والانخراط في الشأن العام؟ –  أم أن تضامن النساء الديمقراطيات مع نساء الحوض المنجمي من شأنه الإزعاج؟ –  أم هو الخوف ممُا تمثُله تحرُكات نساء الحوض المنجمي وبروز قدراتهن على التعبئة والفعل؟ –  أم هي إرادة واضحة لمحاولة عزل الجمعيات النسوية المستقلُة… أم لكلُ هذا؟ ونحن إذ نندُد بكل هذه المظالم المسلُطة على أهالي الحوض المنجمي، نتوجُه للرُأي العام في تونس وخارجها للوقوف بحجم المقاومة التي طبعت هذه الحركة وحتُى تُفكٌ العزلة ويُكسر الطٌوق حول الحوض ويٌطلق سراح جميع المعتقلين بدون قيد أو شرط وتلبى جميع مطالبهم. عن الجمعية الرئيسة سناء بن عاشور (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 ديسمبر2008)  
 

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

لهذه الأسباب يواصل حبيب اللوز إضرابه عن الطعام منذ الخميس27 نوفمبر المنقضي

 

تلقت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الرسالة التالية من السَّجين السّياسي السَّابق الشيخ الحبيب اللّوز
يشرح فيها وضع الحصار و التجويع المقترن بالقمع و الإهانة الذي يعاني منه منذ خروجه من السجن والذي بلغ أشواطا اضطر معه الشيخ إلى الإضراب عن الطعام و التضحية بصحته الهشة أصلا و التي بدأت تتداعى كما لاحظنا عند زيارتنا له بســم اللـــــه الرَّحمـــــان الرَّحيـــــم و الصَّــلاة و السَّـلام علــى النبــي الأمــــي       لقد أطلق سراحي يوم 5 نوفمبر من سنة 2006 بعد قبوع في السجن دام 15 سنة خرجت منه فاقدا لإحدى عينيَّ و مصابا بعديد الأمراض منها السّكَّري و كثير من تلك الأمراض كان سببها إهمال أدارة السّجن و التَّهاون في المعالجة.     و منذ أطلق سراحي و أنا أرزح تحت طائلة رقابة بوليسيَّة لصيقة مستديمة حيث ترابط سيارة لرجال الشرطة بالزَّيّ المدني أمام منزلي و دون انقطاع: فهم يتبعونني حيث انتقلت و أينما حللت كظلّي بشكل مرهق نفسيّا و مقلق اجتماعيا في الأفراح و المآتم و في السوق و في زياراتي لأهلي و أحبابي فلا خصوصيَّة لي و لا حرمة لأهلي و لا طمأنينة لمن أزورهم أو ألقاهم في الطَّريق  و هو وضع لم أعد أطيقه بالمرَّة لا سيَّما بعد أن تواصل أكثر من سنتين دون هوادة.     و لقد ازداد هذا الوضع تعقيدا عبر مرابطة مثل تلك السَّيارة البوليسية بالزّي المدني أمام محل عمل ولدي ممَّا أقلق حرفائه و أقلق مسوّغ المحل فاضطرَّ في النّهاية و تحت ضغوطات بعض أجهزة السّلطة الأمنية و الحزبيَّة إلى إخراج   ابني من محلّه فانتقل إلى العمل في المنزل و لكن ظلَّت مرابطتهم أمام المنزل تثير الخوف لدى حرفائه حتَّى توقَّف الآن تماما عن العمل. و لم يكتفوا بهذا بل استدعوا مسوّغ المنزل الذي أقطنه لإستنطاقه حول كرائه المنزل لنا و حول مبرّرات تمكينه لابني من العمل في المنزل.     هذه أشكال من المحاصرة لي و لأسرتي لم أفهم البتَّة مبرَّراتها و دواعيها رغم أنَّني في حقيقة الأمر كنت دوما ألتزم تصرّفا واقعيّا مسئولا و رصينا ينحى باتّجاه التَّجاوز نحو ما فيه مصلحة للبلاد و باتجاه ترشيد العلاقات بين مختلف الأطراف في البلاد بما يعنيه ذلك من رفق و صبر و حكمة و تدرّج.    و لقد ضللت أطالب بكل إلحاح برفع تلك المراقبة اللَّصيقة المرهقة المضايقة دون جدوى إلى أن جاءني أخيرا يوم الإثنين 24 نوفمبر الفارط أحد موظَّفي شرطة منطقة صفاقس الشَّمالية و أعلمني أنَّه ثمَّة توجّه لمعالجة مسألة المراقبة و أنَّ في الأمر قرارا إيجابيّا من السّلط العليا باتّجاه رفعها و أنَّ رئيس المنطقة يدعوني إلى مكتبه ليفاتحني في الأمر فاستجبت مستبشرا و زرته من الغد و لكنّي ما راعني إلاَّ أنَّ المسألة التي دعاني من أجلها لم تكن على علاقة بالمرَّة برفع المراقبة بل بالعكس إذ الأمر لا يعدو أن يكون محاسبة على وجهة نظر كنت طرحتها عبر الإنترنت على بعض قيَّادي الحركة بالمهجر و لا سيَّما منهم رئيس الحركة الشَّيخ راشد الغنّوشي أدعو فيها إلى طرح فكرة فكّ الإرتباط بين الحزب السّياسي لحركة النَّهضة و مناشطها الدَّعوية المسجدية و الثقافية بغاية مزيد تهيئة الحزب السياسي للمعايير القانونية المفروضة و للياقات السياسية السَّائدة و المتعارف عليها في السَّاحة الوطنية حتى نتجنَّب بذلك ما هو حاصل من تحفّظ على ما لحزبنا منذ السبعينات من امتدادات دعوية و ثقافية مسجدية و غيرها ربَّما لم تتهيَّأ السَّاحة الوطنيَّة لتقبّلها لحدّ الآن بل صارت معيقا مربكا يحتاج المعالجة و في المقابل فإنَّ فكَّ الإرتباط هذا سيمكّن الكفاءات الميَّالة بطبعها للعمل الدَّعوي و للمناشط المسجديَّة داخل الحركة من الإنشغال بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر باتّجاه ترشيد الصَّحوة الدّينيَّة بالبلاد و تجنيبها الغلو و التَّطرف و الإنغلاق و مزالق الإنفعال و العنف. و الغاية من كل ذلك هي تطوير الحياة السّياسيَّة و الثَّقافيَّة و الدَّعويَّة بالبلاد باتّجاه تجنيبها التشنّج و الإحتقان و سوء التَّفاهم و التَّصعيد و الصّراعات السّياسويَّة الحادَّة. و لكن يبدو أنَّ هذه الرّؤية رغم وضوح منزعها التَّصالحي لم ترق بعض الجهات الرَّسمية فقيَّمتها على أنَّها خطًَّّة سطو على المساجد أو أنَّها برنامج جاهز للتطبيق لعمل دعوي مشبوه و ما هذا الإشتباه إلا مبالغة لا مبرر لها في الحذر و التَّحوّط المفرط و التَّبرم من كل طرح جديد جريء و كان الأولى بالجهات الرَّسميَّة أن تتعامل مع تلك الرؤية بخلفيَّة فكريَّة سياسيَّة ثقافيَّة لا بعقلية بوليسيَّة تحوّطية لا سيَّما أنَّه كان واضحا من ذلك الطَّرح أنّي ما أردت برأيي ذاك إلاَّ تطارح رؤية لا تراء حوار كنت أروم به أن يتجاوز حدود الحركة إلى ما هو حوار وطني أوسع حول موضوع لا يزال يمثّل إشكالا حارَّا في بلادنا و في عديد البلاد الإسلاميَّة الأخرى. و الأصل أن يتمَّ التَّعامل معه من قبل كل الأطراف في بلادنا بروح حواريَّة و بالتَّفاعل الإيجابي و التَّطوير و الإثراء المطلوبين.    و لكن للأسف الشَّديد يبدو أن الخيار الوحيد الذي تنزع إليه السّلطة دوما هو التَّعامل البوليسي دون غيره سواء كان ذلك في محله و له ما يقتضيه أم لا كما حصل معي يوم الثّلاثاء الفارط حيث تطوَّرت بسرعة مقابلتي مع رئيس منطقة الشّرطة إلى محضر بوليسي لم يخل من إتهامات مريبة و أسئلة غريبة حتى عن سياق الموضوع الذي استدعيت من أجله من ذلك محاولة رئيس المنطقة حشر مسألة بسيطة و عادية تتعلَّق بمساعدة ماليَّة محدودة كنت تلقَّيتها من جمعيَّة خيريَّة تعنى بالمساجين السّياسيّين ببلادنا كسدّ لثغرة كان من المفروض أن تسدَّها الجهات التي اعتقلتنا و سجنتنا و جوَّعتنا و جوَّعت أبناءنا لسنين طوال. مع العلم أنَّ هذا المبلغ قد تلقَّيته مثل غيري بكل شفافيَّة و علنيَّة  عن طريق البريد و بحوالة بريديَّة قانونية على مرأى و مشهد من أجهزة السلطة فمالهم لم يثيروه إلاَّ الآن و في محضر الشّرطة ؟    و حين لمست محاولة تكييف مسألة طرحي لرؤية فكرة الإرتباط بين السّياسي و الدَّعوي في حركتنا بمسألة الحوالة البريديَّة البسيطة بشكل عجيب غريب لا يقوم على أيّ منطق رفضت الإمضاء على محضرهم ذاك فأصرّوا و ألحّوا فأصررت على الرَّفض معتبرا ذلك حقَّا من حقوقي الشَّخصية يكفلها لي القانون و الدّستور فعمدوا إلى إكراهي على التَّبصيم بأصبعي عنوة رغم أنفي بعد صراع مرير و تجاذب عنيف كل ذلك بعد أن تمَّ حجزي في محضر الشّرطة لمدَّة ستّ ساعات كاملة لذلك فإنّي و بعد مراجعتي لوضعيَّتي المقلقة طيلة المدَّة التي تلت الإفراج عني و بعد هذا الذي تعرَّضت له في محضر الشّرطة يوم الثّلاثاء الفارط فإنّي أعلن عن دخولي في إضراب متواصل عن الطَّعام من أجل تحقيق مطالبي المشروعة التَّالية :          1- الإحتجاج من أجل لفت نظر الجهات المعنيَّة و الرَّأي العام إلى ما تعرَّضت له من إهانة و تعسّف و إجبار بالقوَّة و الإكراه على تبصيم مصطنع على محضر لم أنظر إليه و لم أوافق عليه.       2- رفع الرَّقابة اللصيقة المقلقة و المرهقة لي و لأسرتي و أهلي و أحبابي و المناقضة لأبسط حقوق الإنسان و حريَّته الشَّخصيَّة.      3- منع محاولات الضغط عليَّ عبر التَّلويح بسياسة التَّجريح و محاصرة الرّزق تجاهي و تجاه أبنائي و سائر أفراد أسرتي التي عانت طويلا و قد آن الوقت لترفع معاناتها و مظلوميَّتها لا سيَّما حين يكون المراد الأساسي من كل ذلك هو قمعي و تركيعي.      و في هذا السّياق فإنّي أهيب بكل غيور على كرامة الإنسان و حقوقه و حرّياته و بسائر المنظَّمات الإنسانيَّة و الحقوقيَّة و السّياسية و غيرها في تونس و خارجها أن يقفوا إلى جانبي في مظلوميَّتي و أن ينصروا قضيتي العادلة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا  و الله من وراء القصد و لكم منّي جميعا مسبَّقا الشّكر و الإحترام.                                        و السَّـــلام                                   من السَّجين السّياسي السَّابق                                      الحبيب اللّوز Maitre ABDELWAHEB MATAR Avocat prés la Cour de Cassation et le Conseil d’Etat Professeur en Droit Adresse postale : Rue Haffouz El Intilaka 3000 SFAX TUNISIE TEL : Fixe ( 00216 74226041 ) , Mobile : ( 00216 20410568 ) , FAX ( 00216 74
212385 )


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 ذو الحجة 1429 الموافق ل 04 ديسمبر 2008

أخبار الحريات في تونس

   

1) عبد الله الدريدي يتعرض للمضايقة: قام أعوان البوليس السياسي بالسوق الأسبوعي بمدينة رأس الجبل ولاية بنزرت اليوم الخميس 04/12/2008 بمضايقة الشاب عبد الله الدريدي أصيل مدينة منزل بورقيبة و الذي يعمل بائعا متجولا بالأسواق الأسبوعية بحجز بطاقة تعريفه الوطنية و استجوابه بالسوق و استفزازه أمام مرأى و مسمع من المواطنين. و حرية و إنصاف تدين بشدة الاعتداء الذي تعرض له الشاب عبد الله الدريدي و تعتبر ذلك اعتداء صارخا على حق الشغل و التنقل و تدعو إلى وقف هذه الممارسات المخالفة للقانون و الأخلاق و الأعراف و المواثيق الدولية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 
لا لتدنيس المصحف الشريف في تونس

  اطلعت على نصّ العريضة  المنشور على موقع الحوار نت والمتعلّق بمطالبة الحكومة التّونسيّة بفتح تحقيق عدلي  في الإعتداء الأخير على المصحف الشريف في إحدى السّجون التّونسيّة ، وقد ارتأيت أن أبدي بعض الملاحظات الهامّة تتعلّق بمضمون العريضة وكيفيّة التعامل مع الإعتداء الغاشم على اعتبار أنّه اعتداء متكرّر جاء ضمن شهادات العديد من  المسرّحين من السّجون التّونسيّة  كما وقع الإشارة إليه  مؤخّرا من طرف منظّمة ” حريّة وإنصاف ” والتي عرفت بمصداقيتها وموضوعيتها في سرد الأحداث  لذلك أقترح ما يلي : 1 ـ تكوين لجنة تتولى مهمّة المتابعة والمراسلة 2 ـ إعادة صياغة نصّ العريضة بما يتماشى وهمجيّة الإعتداء 3 ـ مراسلة رئيس الجمهوريّة على اعتباره المسؤول الأوّل والمباشر عن حرمة المقدّسات 4 ـ مراسلة وزير الشؤون الدينيّة وتحميله المسؤوليّة الكاملة للقيام بدوره في الدفاع عن مقدّسات الأمّة وفي حالة عدم تعامل الجهتين المذكورتين بإيجابيّة والقيام بدورهما لوضع حدّ للإستهتار بمقدّسات الأمّة  ومعاقبة المذنبين تتولىّ اللّجنة القيام بما يلي   ـ جمع كل الشهادات التي تحدّثت عن تدنيس القرآن الكريم  ومراسلة اتحاد علماء المسلمين وحثّه على إصدار بيان احتجاجي  على استهتار أجهزة الأمن بمقدسات الأمّة ـ مراسلة علماء الأمّة وكلّ الهيئات والمنظّمات الإسلاميّة والحقوقيّة بما في ذلك منظّمات حقوق الإنسان بتونس للقيام بدورها  لوقف العدوان والمطالبة بمحاكمة المقترفين .   نورالدين الخميري 3 . 12 . 2008  

 
تونس ترفض تقارير تحدثت عن ‘تدنيس المصحف ‘ داخل أحد سجونها

  تونس, تونس,  04 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — رفضت تونس اليوم الخميس ما وصفته بمزاعم وافتراءات مغرضة حول تقارير أشارت إلى تعمد أحد أعوان السجون التونسية تدنيس المصحف الشريف،وحملت الأطراف التي تقف وراء مثل هذه الإدعاءات المسؤولية كاملة،بما في ذلك المسؤولية القانونية. واعتبر مصدر بوزارة العدل وحقوق الإنسان التونسية في توضيح تلقت يونايتد برس أنترناشونال نسخة منه،أن ما ورد في مثل هذه التقارير التي استندت إلى مصادر مشبوهة،هي في الواقع محض مزاعم، وافتراءات مغرضة ولا أساس لها من الصحة. وكانت تقارير إعلامية زعمت في وقت سابق تدنيس المصحف الشريف في أحد السجون التونسية،قائلة إن أحد أعوان سجن الناظور بمدينة بنزرت(60 كيلومترا شمال تونس العاصمة)،عمد إلى إلقاء المصحف أرضا ودوسه بالأقدام أثناء  اعتداءه على أحد المساجين. وأشار مصدر وزارة العدل وحقوق الإنسان التونسية،إلى أن السجين المعني بهذا الاعتداء المزعوم يدعى رمزي الرمضاني، وهو يقضي عقوبة بالسجن بعد إدانته بالتورط في جرائم إرهابية”. وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مصالح السجون والإصلاح في تونس تحترم المشاعر الدينية للسجناء. يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تظهر فيها تقارير من هذا القبيل عن تونس، حيث تحدثت قبل أشهر أخبار عن تدنيس المصحف في أحد السجون التونسية،تبين بعد التحقيق في ذلك عدم صحتها.             
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 4 ديسمبر 2008)  

 
 لقاء أوروبي بمنظمات المجتمع المدني في تونس

أجرى مدير العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي “هيغ منغاريللّي” مساء الاثنين 1 ديسمبر الجاري لقاء بسفارة الاتحاد الأوروبي بتونس جمع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي بمسؤولين من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات. ويأتي هذا اللقاء في سياق إعداد الجانب الأوروبي لتقييم عن أداء الجانب التونسي قبيل انطلاق العمل بمنطقة التبادل الحرّ خلال الفترة (2009/2010). وقد عرض ممثلو المجتمع المدني حالة حقوق الإنسان في تونس بما تعرفه من تراجع حادّ لا يمكن أن تحجب بعض الإشارات الجزئية حقيقته مثل تمكين جمعية النساء الديمقراطيات من عقد مؤتمرها في قاعة عمومية ورفع الحجر عن الكتاب الذي أعدته منذ فترة طويلة، وهي إجراءات تكرّس قاعدة المنّة لا الحقوق. كما تناول اللقاء وضع المنظمات غير المعترف بها مثل المجلس الوطني للحريات الذي مضى على تجميد قضيّته بالمحكمة الإدارية عشر سنوات، إضافة إلى ضرب حق الاجتماع حتى على المنظمات المعترف بها، وفسح المجال للمعالجة الأمنية لقضايا المجتمع. وانتقد الجانب التونسي أداء الاتحاد الأوروبي وحمّله المسؤولية المباشرة عن تغاضيه منذ ثلاث سنوات عن انتهاكات حقوق الإنسان في تونس وخاصة ما ورد على لسان الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة من حديث عن تقدم في مجال حقوق الإنسان، بما يُعدّ دعما لمواصلة الانتهاكات وتغاض عن المحاسبة على احترام الالتزامات. المسؤول الأوروبي البارز ردّ بأنّه لن يدافع عن موقف الاتحاد الأوروبي لأنّه يعجز عن إيجاد أي تبرير لهذا الواقع القائم. اتحاد الشغل يرفع التجميد عن عدنان الحاجي قبيل محاكمته رفع اتحاد الشغل القرار الذي اتخذته لجنة النظام قبل اعتقال النقابي عدنان الحاجي بعد أشهر والقاضي بتجميد عضويته. وجاء هذا القرار يومين قبل تقديم هذا النقابي للمحاكمة ضمن مجموعة من النقابيين والطلبة والناشطين السياسيين، وهي خطوة من الاتحاد العام التونسي للشغل تعد رسالة مساندة للمعتقلين أمام القضاء. الشروع في محاكمة معتقلي انتفاضة المناجم وتعبئة دولية لمراقبتها تشرع الدائرة الجنائية بمحكمة قفصة في محاكمة ثمانية وثلاثين متهما بعد حولي ستة أشهر من الاعتقال على خلفية أحداث الأشهر الأولى من السنة الجارية بالمدن المنجمية بقفصة. وهي القضية التي يحال فيها أبرز نقابيي الجهة بتهمة “تكوين عصابة قصد الاعتداء على الأملاك العامة ومنع الجولان والاعتداء على أعوان الأمن وجمع أموال من مصادر خارجية ورمي مواد حارقة”. ورغم سلمية التحركات فإنّ السلطات التي واجهتها بقمع شديد وصل حد إطلاق النار على المتظاهرين وقتل أحدهم، وجّهت تهما خطيرة للموقوفين تصل أحكامها إلى 12 سنة سجنا لبعضهم. ورغم توقع تأجيل المحاكمة بطلب من لسان الدفاع والاكتفاء بمطالب الإفراج المؤقت فإنّ حضورا نقابيا من المغرب والجزائر وفرنسا سيكون في الموعد لمراقبة المحاكمة ومساندة زملائهم المعتقلين، فيما يُتوقّع حضور محامين أجانب خلال جلسات الاستنطاق والمرافعة المقبلة. النقابات المذكورة طالبت في بيان لها الرئاسة الفرنسية والاتحاد الأوروبي التدخل لدى السلطات التونسية التي لم تحترم التزامها باحترام حقوق الإنسان كما هو منصوص عليه في اتفاقية الشراكة. تهديد لأستاذ جامعي في إطار درس في حقوق الإنسان للطلبة في كليّة التصرّف بصفاقس حول الإعتقال التعسفي تعرّض الأستاذ عبد الوهاب معطر لموقف لجنة الإعتقال التعسّفي من اعتقال المحامي محمد عبّو. وبعد سبعة دقائق من نهاية درس اتصل به شخص من الرقم التالي155268710 وهدّده بأنّه إذا لم يتراجع وواصل إلى الأمام سيندم وذكّره بأنه قد تعرّض لمحمد عبّو في الدرس وأنّه سيقع الإعتداء على الإثنين مستعملا عبارات نابية. ويذكر أنّ الأستاذ عبد الوهاب معطر المحامي والأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي والسياسي قد تعرّض لعقلة ممتلكاته في إطار الإنتقام الجبائي منه بناء على موقفه في قضية إلغاء الأمر الدّاعي للناخبين للإستفتاء على تنقيح الدستور سنة 2002. إيقاف الدكتور الصادق شورو للمرة الثانية بعد إطلاق سراحه علمت كلمة أنّ الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة قد وقع إيقافه عصر اليوم من قبل أعوان البوليس السياسي الذين حضروا بكثافة إلى منزله ونقلوه إلى وجهة غير معلومة. وهي المرة الثانية التي يحتجز فيها الصادق شورو بعد قضائه 18 سنة بالسجن ومغادرته في نوفمبر المنقضي. قاضي التحقيق بمحكمة بنزرت يرفض استقبال المناضل علي بن سالم رفض اليوم قاضي التحقيق بمحكمة بنزرت طلب المناضل الحقوقي علي بن سالم مقابلته في مكتبه والاستماع إليه بخصوص موضوع الحجر على السفر المفروض عليه منذ توقيعه لبيان عن فرع بنزرت لرابطة حقوق الإنسان سنة 2006 حول اعتداء تعرض له أحد مساجين التيار السلفي وتعدّي على الرموز الدينية من قبل مدير سجن برج الرومي. ووجد علي بن سالم لدى رئيس منطقة الأمن ببنزرت هذا اليوم كذلك نفس التعامل حيث رفض هو أيضا قبوله في مكتبه بخصوص نفس الموضوع. وكان محامو علي بن سالم قد تقدموا منذ شهر بطلب رفع هذا الحجر لكنّهم لم يتلقوا أي رد في هذا الشأن. عاملا بلدية يتعهّدان تحت الضغط بعدم خوض حقّهما في الإضراب تمّ صباح أمس بمركز شرطة معتمدية أمّ العرايس من ولاية قفصة إلزام المواطنين أحمد خميلة وابراهيم السعيدي على الإمضاء على تعهّد بعدم خوض إضرابات عن العمل. وكان عمّال بلدية أم العرايس قد استعدّوا أواخر الأسبوع الماضي إلى الدخول في إضراب عن العمل بداية من يوم أمس إلاّ أنّ عناصر الشرطة بالزيّ المدني وعناصر منتسبة إلى الحزب الحاكم قامت بالاتصال بهؤلاء العمّال ووجّهت لهم تهديدات بأنّ “كلّ من يشارك في الإضراب سيعاقب”. وأفاد شهود عيان أنّ محمّد بن عمر وصيفي وهو أحد عمال البلدية إضافة إلى أحمد خميلة وابراهيم السعيدي وقع اصطحابهم إلى مركز الشرطة حيث تمّ الضغط عليهم من أجل التعهّد بعدم خوض الإضراب غير أنّ الوصيفي رفض الإمضاء فيما تعهّد الآخران. ويبلغ عدد أعوان البلدية في أم العرايس مائة عامل تمّ إدراج مطالبهم منذ فترة طويلة في محضر جلسة أمضى عليه المسؤولون في بلدية أمّ العرايس والطرف النقابي ولكنّ مطالبهم المتمثلة في الترسيم والتغطية الاجتماعية لم تسوّ بعد رغم أنّ أغلبهم تجاوز عشرة سنوات من العمل. (المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 4 ديسمبر 2008) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/ar/11/112/118/  

 
الجامعة العامة التونسية للشغل  تونس في 30 نوفمبر 2008 بـــــــــــــلاغ
 

في إطار إحياء الذكري الرابعة والثمانين لتأسيس أول منظمة نقابية وطنية تونسية هي جامعة عموم العملة التونسية في 3 ديسمبر 1924 و كذلك الذكرى السادسة والخمسين لإستشهاد الزعيم النقابي الشهيد فرحات حشاد في 5 ديسمبر 1952، دعت  الجامعة العامة التونسية للشغل اطاراتها النقابية إلى إجتماع  بتونس العاصمة  يوم الأحد  30 نوقمبر 2008 على الساعة التاسعة صباحا. ولقد فوجئ مناضليها ومناضلاتها بمحاصرة مقر الإجتماع من طرف  عدد غفير من قوات الأمن  حيث تم اعلامهم بمنع الإجتماع. تندد الجامعة العامة التونسية  للشغل بهذا الإجراء التعسفي الذي يحرمها من ممارسة حقها النقابى. و تذكر أن ممارسة الحق النقابي هو حق مشروع تنص عليه الدساتير والمواثيق الدولية (الاتفاقية الدولية عدد 87 وعدد 98 لمنظمة العمل الدولية) كما تنص عليه التشريعات الوطنية (الفصل 8 من الدستور و الفصول 242 و250 و 252 من مجلة الشغل التونسية) ، وهي حق يقوم على مبدأ الحرية النقابية باعتبارها حرية عمومية ، تماما كحرية التعبير وحرية التنظيم وحرية التجمع الخ.. مع العلم أن النظام القانوني للنقابات بتونس طبقا لمجلة الشغل يقر مبدأ الحرية النقابية و حرية تكوين نقابات دون أي ترخيص أو موافقة مسبقة من السلطة العمومية، إذ يكفي احترام بعض الشروط الشكلية المتمثلة في إجراءات الإعلام (أي إعلام السلطة بتكوين النقابة). تدعو الجامعة العامة التونسية للشغل السلطة ، الى احترام حقها في ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية. كما توجه نداءا عاجلا للمنظات النقابية الحرة والقوى الديمقراطية للتضامن معهم فى نضالها العادل من أجل كرامة العمال والعدالة الاجتماعية. تؤكد عزم مناضليها ومناضلاتها  على مواصلة  نضالهم الشرعي مهما كانت العراقيل والصعوبات . عاشت الجامعة العامة التونسية للشغل عاش النضال من أجل كرامة العمال  
منسق اللجنة الوطنية للاتصال         الحبيب قيزة


بيــان “المبادرة الوطنية”

 
تنظر الدائرة الجنائية لدى المحكمة الإبتدائية بقفصة يوم الخميس 4 ديسمبر 2008 في قضية جديدة على خلفية الحركة الإجتماعية الإحتجاجية، الأهلية والسلمية، التي انطلقت في الحوض المنجمي يوم 4 جانفي 2008 وتواصلت إلى 6 جوان 2008. وسيمثل أمام المحكمة في هذه القضية أكثر من 30 متّهما من بينهم، المناضلون البشير العبيدي وعدنان الحاجي وعادل الجيار وطارق حليمي والطيب بن عثمان ومحمود الهلالي، وهي واحدة من سلسلة محاكمات وقع تنظيمها، لم تحترم فيها حقوق المتهمين الشرعية وحقوق الدفاع، وآلت إلى صدور أحكام قاسية وغير منصفة. ويواجه المتهمون في هذه القضية تهما خطيرة يعاقب عليها بسنوات عديدة من السجن طبقا لنصوص الإحالة. ولأننا مقتنعون في “المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم” بمشروعية مطالب أهالي الحوض المنجمي وبالطابع الأهلي والسلمي لحركتهم الإحتجاجية. ولأننا نعتقد كذلك أن التهم الموجهة للمناضلين الذين سيمثلون يوم الخميس المقبل أمام المحكمة لا تستند إلى الوقائع وغايتها معاقبة الذين تحمّلوا مسؤولياتهم في تأطير “الحركة الإحتجاجية” ووقوفهم إلى جانب أهاليهم وتشويه نضالهم المشروع من أجل حق الشغل والكرامة ومن أجل حق الجهة في التنمية ووضع حدّ للإقصاء والمحسوبية. ولأننا مؤمنون بأن المعالجة الأمنية غير مجدية وتزيد المشاكل استفحالا والأوضاع تعقيدا. لكل هذه الإعتبارات فإن الأطراف المكونة لـ”المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم” تتوجه بنداء إلى أصحاب القرار في السلطة من أجل إيقاف المحاكمات وإطلاق سراح الموقوفين ووضع حدّ لحالة الإحتقان التي تعيشها منطقة الحوض المنجمي وتحقيق انفراج اجتماعي حقيقي. إن إطلاق سراح الموقوفين وإرجاعهم إلى سالف مواطن شغلهم وإعادة الإعتبار لهم من شأنه أن ينعكس إيجابيا على الوضع السياسي العام بالبلاد.        تونس في 1 ديسمبر 2008 الإمضاء: حركة التجديد،                                     مستقلون، حزب العمل الوطني الديمقراطي،              الحزب الإشتراكي اليساري

 
 
 

 
محاكمة 4 ديسمبر 2008:  لا لتجريم النضالات الاجتماعية في الحوض المنجمي
 

يمثل يوم الخميس 4 ديسمبر الجاري عدنان الحاجي وبشير العبيدي والطيب بن عثمان وعادل جيار ورفاقهم من أبناء الحوض المنجمي أمام المحكمة الجنائية بقفصة بتهم مختلفة وملفقة. وتأتي هذه المحاكمة التي سبقتها محاكمات أخرى خلال الأشهر الماضية على خلفية الأحداث التي شهدتها، منذ مطلع هذا العام، مدن الرديّف والمظيلة وأم العرائس والمتلوي احتجاجا على البطالة والفقر والمحسوبية والفساد. ولم يجد نظام بن علي من ردّ على مطالب الأهالي المشروعة غير تسريح الآلاف من أعوان فرقه “الأمنية” المجهزين بالسلاح والقنابل المسيلة للدموع والعصي والكلاب وخراطيم الماء الساخن على الأهالي العزل، فاعتدوا وقتلوا وجرحوا ونهبوا وكسّروا وخرّبوا، وأوقفوا العشرات من قادة الحركة الاحتجاجية السلمية ومن الذين شاركوا فيها وعرضوهم للتعذيب والتنكيل وافتعلوا لهم تهما إجرامية لإخفاء الطابع السياسي لقضيتهم. إن محاكمة عدنان الحاجي ورفاقه تؤكد مثلها مثل المحاكمات التي سبقتها مدى عداوة نظام بن علي للطبقات والفئات الشعبية كما تعكس طبيعته الديكتاتورية الفاشستية، فهو يفقر الشعب ويجوّعه من جهة ويحرمه من حقّ الاحتجاج والدفاع عن حقوقه من جهة ثانية خدمة لمصالح أقلية مافيوزية ما انفكت تنهب خيرات البلاد وثرواتها بحماية من الإدارة والبوليس والقضاء. لقد بيّنت أحداث الحوض المنجمي مرّة أخرى مدى تلازم المسألة الاجتماعية والمسألة الديمقراطية في بلادنا. وليس القمع المسلط على أهالي الحوض المنجمي استثناءا في واقعنا اليوم، فدائرة القمع متسعة وهي تشمل الطلاب والمعطلين عن العمل كما تشمل مناضلات ومناضلي الأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات المستقلة والصحافيين والقضاة الأحرار. وليس خافيا أن من أسباب اشتداد وتيرة القمع اليوم هو استعداد نظام بن علي لتنظيم مهزلة انتخابية جديدة في العام المقبل لتكريس الرئاسة مدى الحياة وإعادة إنتاج الديكور الديمقراطي. لذلك فهو يشدّد القبضة الأمنية على المجتمع للحيلولة دون تطوّر حركة سياسية واجتماعية تفشل هذه المهزلة وتفضح نتائجها خصوصا أنّ انعكاسات الأزمة الاقتصادية على تونس ستتفاقم في القادم من الأشهر وسيواصل نظام بن علي تحميل تبعاتها للطبقات والفئات الشعبية، الأمر الذي سيغذي نقمتها ويدفعها إلى النضال. إن حزب العمال الشيوعي التونسي، إذ يدين محاكمة عدنان الحاجي وبشير العبيدي والطيب بن عثمان وعادل جيار ورفاقهم ويطالب بإطلاق سراحهم فورا ودون قيد أو شرط وبإيقاف التتبعات ضدّ الملاحقين منهم بالداخل والخارج، فهو يعبّر مرة أخرى لأهالي الحوض المنجمي عن وقوفه إلى جانبهم وإلى جانب مطالبهم المشروعة التي لن تتحقق إلا بمواصلة النضال والصمود، ويهيب بكافة القوى الديمقراطية أن تقف صفا واحدا لوضع حدّ لهذه المظلمة الصارخة.  

 
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 3 ديسمبر 2008  

 
الحزب الديمقراطي التقدّمي 10 نهج ايف نوهال – تونس  دعوة

 يتشرف الحزب الديمقراطي التقدّمي بدعوتكم للمشاركة في الاجتماع العام الإخباري التضامني  الذي ينظمه بمناسبة محاكمة قادة و مؤطري حركة الاحتجاج السلميّة بالحوض المنجمي بحضور عدد من المحامين ممن سيدلون بشهاداتهم حول التهم الخطيرة الموجهة إلى المتهمين. و ذلك يوم الجمعة 6 ديسمبر على الساعة الرابعة بعد الزوال بالمقرّ المركزي للحزب 10 نهج ايف نوهال تونس العاصمة  
 

 
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطي،
نشرة الكترونيّة عدد 80 بتاريخ 04 ديسمبر 2008

4 ديسمبر 1943: الماريشال تيتو يعلن تشكيل الحكومة الديمقراطيّة المؤقتّة التي ستقود المقاومة ضدّ جيوش دول المحور المحتلة لأغلب مناطق ما سيسمى بعد ذلك باتحاد الجمهوريات اليوغسلافية الشعبيّة. 5 ديسمبر 1952: اغتيال النقابي و السياسي التونسي فرحات حشاد برادس (الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة). مازالت ظروف الاغتيال و منفذيه غامضة رغم تزايد الاصوات المطالبة بالكشف عنها. 5 ديسمبر 1977: مصر تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع خمس دول عربيّة معادية لاتفاقية السلام مع دولة الكيان الصهيوني، وهي سوريا و ليبيا والعراق والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينيّة. 9 ديسمبر 1987: اندلاع الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى. سميت كذلك بانتفاضة الحجارة. وكان مقتل اربعة عمّال فلسطينيين من جباليا-البلد القطرة التي افاضت الكأس. تونس، الحوض المنجمي 1، رفع التجريد: قرّر أمس الأربعاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل رفع التجريد عن المناضل النقابي عدنان الحاجي الذي تبدأ محاكمته اليوم. تونس، الحوض منجمي 2، محاكمة: تبدأ اليوم الخميس 4 ديسمبر في قفصة محاكمة 38 متهما في القضية الرئسية المتعلقة بالحركة الاحتجاجة في الحوض المنجمي. التهم الموجهة لنشطاء الحركة (من بينهم البشير عبيد وعدنان الحاجي) شديدة الخطورة، نذكر منها تكوين وفاق من اجل الاعتداء على الأشخاص والممتلكات، وتوزيع ونشر مناشير بغاية إثارة الشغب.  
تونس،الحوض المنجمي 3، تضامن نقابي: أعلنت نقابات مغربيّة وجزائريّة وفرنسيّة عن عزمها حضور محاكمة 4 ديسمبر بقفصة، وأعربت عن احتجاجها ضدّ ايقاف السلطات التونسية للنشطاء النقابيين في الحوض المنجمي ودعتها إلى اطلاق سراح جميع الموقوفين والمحكوم عليهم. تونس، الفشل الدراسي: ورد في البيان الصحفي الذي نشرته اليونسكو يوم 25 نوفمبر تحت عنوان “عدم المساواة تقوّض فرص التعليم لملايين الأطفال” ما نصّه :”60 بالمائة أو أكثر من طلبة الثانويات في البرازيل وأندونيسيا وتونس يحرزون أدنى مرتبة ممكنة في التقييم الدولي للتحصيل العلمي.”   
تونس، مؤتمر النساء الديمقراطيات: عقدت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نهاية الأسبوع الفارط مؤتمرها الثامن تحت شعار “المساواة الفعلية ضرورة حياتية، المساواة مسؤولية جماعية”. وتتكوّن الهيئة المديرة الجديدة من: السيّدة سناء بن عاشور (رئيسة)، السيّدة صفية فرحات (الكاتبة العامة)، السيّدة آسيا بلحسن ( أمينة المال)، السيّدة حليمة الجويني (العلاقات الخارجية)، السيّدة فتحية حزيم (الاعلام)، السيّدة نزيهة جمعة (الصحّة) ، السيّدة منية بن جميع (الشؤون القانونية)، السيّدة سعيدة القراش (الشغل)، السيّدة رجاء الدهماني (التربية والثقافة). حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ يهنئ عضوات الهيئة المديرة ويجدّد دعمه للجمعيّة في نضالها من أجل تحقيق المساواة التّامة.  
تونس- الاتحاد الأوروبي، بيع وشراء: بدأت الحكومة التونسية والاتحاد الأوروبي “نقاشا” يوم الاثنين 1 ديسمبر حول تحرير ثلاثة قطاعات حسّاسة هي الفلاحة والخدمات والاستثمار. ويأتي ذلك بعد بداية عمل منطقة التبادل الحرّ في شهر جانفي الفارط والتي تعنى بالمنتوجات المصنعيّة. وأشار مسؤول العلاقات الخارجية في اللجنة الأوروبية في لقاء صحفي إلى ضرورة تقديم تنازلات بسبب عدم توافق المصالح حاليا.  
تونس، الحكومة العراقية المعيّنة: ورد في بيان لوزارة التجارة العراقية أن وكيلة الوزارة زنكه نة كانت قد التقت يوم 30 نوفمبر برضا تويتي وزير التجارة التونسي على هامش الدورة الثامنة عشر لمعرض داكار الدولي ، وأشار البيان إلى “الزيارة  المرتقبة  لوزير التجارة عبد الفلاح حسن السوداني الى تونس تلبية لدعوة نظيره التونسي”. كما ذكر أيضا ترحيب الوزير التونسي بالدعوة بلاده “الى المشاركة في المعارض المتخصصة التي تقام في العراق” و”أبدى الاستعداد الكبير لمشاركة الشركات التونسية للاستثمار في العراق”. عن جريدة الصباح الجديد 02/12/2008  
الجزائر، خبرة!! : نظّم يوم 1 ديسمبر 2008 المركز الافريقي للدراسات والبحث حول الارهاب بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في افريقيا الذي انشىء بمساعدة وزارة الدفاع الاميركية ندوة في العاصمة الجزائرية حول مكافحة تمويل الارهاب. ونوّه الوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية يوم الافتتاح بخبرة بلاده في مجال مكافحة الارهاب ومكافحة التدفقات المالية وعمليات الاحتيال الهادفة لتمويله.  
المغرب الأقصى، تطبيع: انعقد ت من 26 إلى 28 نوفمبر  في مدينة طنجة الدورة الأولى لـ “ميدايز” التي ينظّمها “معهد أماديوس” الباريسي. وصرّح يونس سلاوي نائب رئيس المعهد أنّ الهدف الرئيسي لهذه الدورة هو تطوير فهم جيد للقضايا المتعلقة بمختلف المسارات السياسية والإقتصادية والإجتماعية الجارية في المنطقة وكذا تجسيد رؤية جديدة لحوض البحر الأبيض المتوسط. تجدر الاشارة إلى مشاركة وفد عن دولة الكيان الصهيوني تكوّن من أهارون أبراموفيتش المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وإيلي برنافي السفير السابق بفرنسا، ويعقوب حداس المدير العام لقسم الشرق الأوسط لدى وزارة الخارجية الصهيونية، وغرشون باسكين مدير مركز الأبحاث والمعلومات الإسرائيلي الفلسطيني، وشلومو بنعامي وزير الخارجية السابق.  
فلسطين، 3 ارقام من غزّة: 80 بالمائة من سكان غزّة يعيشون تحت خطّ الفقر حيث يساوي دخل الفرد 1,36 أورو في اليوم. تفوق نسبة البطالة الـ65 بالمائة ويعاني 60 بالمائة من الأطفال من سوء التغذية.  
العراق المحتلّ، تزوير لأرقام: نشرت منظمة “محكمة بروكسال” نصّا تبين فيه سياسة الزوير التي تعتمدها جملة من المنظمات التي تدعى الدفاع عن الصحفيين. احصت المنظمة البلجيكية عدد الصحفيين العراقيين الذين قتلوا منذ 2003 بـ298 ضحيّة، وهو نفس الرقم الذي قدمته بعد ذلك نقابة الصحفيين العراقية (292). بينما عدّ المنتدى من أجل الحرية 153 ضحيّة، واللجنة من أجل الدفاع عن الصحافيين 186، وصحافيون بلا حدود 222، والمعهد الدولي للسلامة في وسائل الاعلام 252 ضحيّة.  
مصر، شيخ الأزهر لا يعرف شمعون بيريز!!: «كنت أقف فى حفل عام دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحضره أمير الكويت وعشرات الرؤساء على هامش اجتماعات مؤتمر الحوار بنيويورك، وأصافح كل من يمد يده إلىّ ليصافحنى، وكان من بين هؤلاء شيمون بيريز الذى لم أكن أعرفه، وصافحته مثل غيره بصورة (عابرة) تماما دون أن أعرفه مطلقا»، هذا ما صرّح به شيخ الأزهر محمد سيّد الطنطاوي لصحيفة “المصري اليوم” بعد تزايد الاصوات المطالبة بعزله اثر مصافحته رئيس دولة الكيان الصهيوني شيمون بيريز على هامش فعاليات مؤتمر الحوار الدولى الذي عقد مؤخرا بمقرّ الأمم المتحدة بنيويورك.  
الصومال، ارقام: 225 من كلّ 1000 طفل يموتون قبل سن الخمس سنوات، 38 بالمائة من ميزانية الحكومة المدعومة من قبل الولايات المتحدة مخصّصة للتسلّح مقابل 2 بالمائة للتعليم و1 بالمائة للصحّة. 30 بالمائة من السكّان لا يتوفّر لهم الماء الصالح للشرب و27 بالمائة يعانون من سوء تغذية حادّ. امّا أمل الحياة فلا يتجاوز الـ45 سنة.  
الكيان الصهيوني، عضو في الاتحاد الأوروبي؟: كان من المنتظر تقديم نصّ للبرلمان الأوروبي اليوم الخميس 04 ديسمبر يُقترح فيه رفع مستوى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودولة الكيان الصهيوني. المصادقة على هذه الوثيقة تعنى حصول الصهاينة على مركز وامتيازات غير مشروطة تعادل تلك التي يتمتّع بها أعضاء الاتحاد. لكنّ حملة ضغط قام بها عدد كبير من المنظمات وشخصيات دفعت النواب الاوروبيين إلى تأجيل النظر في الوثيقة إلى شهر جانفي المقبل بالرغم من حضور تسيبي لفني شخصيا. وجاء قرار التأجيل بعد تصويت تمّ أمس الأربعاء كانت نتيجه 194 صوتا مع التأجيل مقابل 173 ضدّه.  
هجرة سريّة، 18 ألف: هو عدد الذين غرقوا في مضيق جبل طارق في الـ20سنة الأخيرة اثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الاسبانية. هذه السنة بلغ عدد الغرقى في نفس المنطقة 442 ضحيّة. هذه الأرقام لا تشمل المفقودين.  
بوليفيا، تهريب أسلحة: أعلنت الديوانة البوليفيّة يوم 28 نوفمبر احتجازها في مدينة كوتشامبا الواقعة وسط البلاد لكميّة كبيرة من الذخائر الحربيّة تجاوزت الـ 500 كلغ. الولايات المتحدة الامريكية هي مصدر هذه الذخائر التي يوافق عيارها العيار المستعمل في مجزرة ذهب ضحيتها فلاحون من مقاطعة باندو الامازونية يوم 11 سبتمبر.  
بريطانيا، عدالة بشروط: منع أمس 3 ديسمبر القاضي البريطاني، المكلّف بالتحقيق في مقتل شاب برازيلي في محطّة المترو يوم 22/07/2005 على أيدي قوّات الأمن اللندنيّة، المحلّفين من اصدار حكم “قتل غير شرعي”، وخيّرهم بين حكم “قتل شرعي” وبين “حكم مفتوح” اي انّ القرار الأخير يرجع للقاضي وحده. وكانت قوّات الامن البريطانية قد قتلت الشاب البرازيلي صاحب البشرة السمراء “خطأ” بعدّة طلقات في الرأس بعد يوم من تفجيرات لندن التي أودت بحياة 52 شخصا. كما منع القاضي المحلّفين من اصدر اي حكم تلقى فيه المسؤولية المدنية أو الجنائية على شخص بعينه أو على مؤسسة (في اشارة الى شرطة المدينة).  
الولايات المتّحدة، اكتشاف الاشتراكية: وردت كلمة “اشتراكية” في المرتبة الثالثة في قائمة المفردات الأكثر بحثا في قاموس ماريام وابستر. يحصى هذا القاموس المتوفر على شبكة الانترنات 125 مليون زيارة شهريا أي بمعدّل 10 زيارات في الثانية. كما ارتفعت مبيعات كتاب رأس المال لكارل ماركس عالميا منذ بداية الأزمة الاقتصاديّة بنسبة 300 بالمائة. (المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتاريخ 4 ديسمبر 2008)
 

 
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com      تونس في 06 ذو الحجة 1429 الموافق ل 04 ديسمبر 2008

إنا لله و إنا إليه راجعون

انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر اليوم الخميس 04/12/2008 الفقيد محمد بن علي النفاتي والد السجين السياسي السابق السيد علي النفاتي عن سن تناهز التسعة و سبعين سنة و ستصلى عليه صلاة الجنازة إثر صلاة العصر بالمسجد الكبير بمدينة منزل جميل ولاية بنزرت قبل أن يشيع جثمانه الطاهر إلى مقبرة المدينة. و حرية و إنصاف تتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد راجية من المولى العلي القدير أن يتقبله بقبول حسن و أن يسكنه فراديس الجنان و أن يتغمد أهله و ذويه بمزيد الصبر و السلوان و أن يجعل مصابه نهاية الأحزان. لتقديم التعازي يرجى الاتصال بابنه السيد علي النفاتي على الرقم التالي: 00216.20… عن المكتب التنفيذي للمنظمة             الرئيس     الأستاذ محمد النوري


 ممتلكات “الموقف” التونسية المعارضة في المزاد العلني

    

 
بدر السلام الطرابلسي من تونس   أفاد الزميل رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف  التونسية المعارضة  في اتصال هاتفي بأن جميع ممتلكات الجريدة من أثاث وتجهيزات إعلامية تم عرضها للبيع في المزاد العلني يوم السبت 29 نوفمبر بمقر الجريدة بتونس العاصمة وذلك لعجزها عن سداد مبلغ ما يقارب الــ7000 آلاف دينار تونسي (  4977دولار أمريكي) متخلد بذمة الجريدة لمصلحة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الـ   .CNSS  كما أعلمنا السيد خشانة بأن  البتة العمومية ليوم 29 نوفمبر الفارط شهدت حضورا مكثفا لهيئات من المجتمع المدني و تمثيليات دبلوماسية وصحفيين ونقابيين وبأنه كان من المفروض أن تعقد في العاشرة صباحا إلا أن عدل التنفيذ تأخر بأكثر من ساعتين بعد انقضاء وقت المزاد المفترض وانسحاب الحضور بهدف تجفيف حركة التضامن مع أسبوعية ” الموقف “. هذا إضافة للاستفزازات التي قام بها من أجل إثارة هيئة تحرير الجريدة ومديرها المسؤول أحمد نجيب الشابي مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي (حزب معارض) للانتخابات الرئاسية سنة 2009 مما أفضى في الأخير إلى تأجيل المزاد إلى وقت لاحق.. وتعود قضية الديون المستحقة على جريدة الموقف إلى تأمين مالي فتحته الجريدة عندما كانت تعمل في مقرها القديم بعمارة النصرة إلا أن إدارة الجريدة أغلقته سنة 1994عندما انتقلت للمقر الحالي بنهج ايف نوهال بتونس العاصمة وبقيت كشوف الحساب ومستحقات مالية ذات علاقة ترسل إليها على عنوانها القديم وتراكمت المستحقات المالية على الجريدة دون علم أصحابها إلى أن تجاوزت السبعة آلاف دينار. ويضيف رئيس تحرير جريدة ” الموقف ” بأن الجريدة تتعرض للعديد من التضييقات من ذلك حرمانها من الدعم والإشهار العموميين وحجزها من الأكشاك وإخفائها في العديد من المرات الأمر الذي يقلل من السحب والمبيعات ومن ثمة فإن مردوديتها المالية تضعف مما يجعلها شبه عاجزة أمام الديون التي تفبرك لها كل مرة.  ويذكر أن جريدة الموقف ملاحقة قضائيا في اثني عشرة قضية أخرى من بينها خمسة قضايا ” الزيت الفاسد ” أجلت إلى تاريخ 3 جانفي 2009 وقد خيض في شأنها إضراب جوع في أفريل-ماي 2008 تواصل على امتداد ما يقارب الشهر  من قبل مدير تحرير الجريدة منجي اللوز ورئيس تحريرها رشيد خشانة.. إلى ذلك، يرى الإعلامي رشيد خشانة بأن الهدف المبيت من التضييفات المالية  والملاحقات القضائية التي تتعرض إليها صحيفة الموقف هو حجب الجريدة وتغييبها من الأسواق مثلما حصل في ثمانينات القرن الماضي للعديد من العناوين الصحفية الجريئة أمثال ” الرأي ” و  ” المغرب ” و ” لو فار ” الناطقة بالفرنسية وغيرهم من الصحف التي أغلقت بسبب آرائها الحرة وأخبارها الصادقة. (المصدر: موقع آرام الإلكتروني بتاريخ 4 ديسمبر 2008)  


 
 من يُـوظـّـف حـقـوق الإنـسـان؟

محمد عبو خلافا لما ذكر السيّد وزير العدل فإن عدم توظيف حقوق الإنسان هو هاجس جلّ المدافعين عن حقوق الإنسان الذين أعرفهم. بل أن هنالك مآخذ على المعارضة التونسية أنّها تميل للإكتفاء بالعمل الحقوقي على حساب العمل السياسي وأنّها لا تسعى بما فيه الكفاية لأحداث تغيير جدّي في البلاد والإتفاق على بديل للنظام القائم كحلّ جذري للقطع مع الإستبداد المتواصل منذ قرون والقطع مع مرحلة انتهاك حقوق الإنسان كسياسة ممنهجة. وأذكر أننا كنا منذ أيّام في منزل السجين السياسي السابق عبد اللّطيف بوحجيلة وقد تجاوز ساعتها اليوم الثالث والأربعين من إضراب الجوع الذي دخل فيها للمطالبة بتكفل الدولة بمصاريف علاجه من الأمراض التي تعرّض لها في السجون التي لم تعد حقيقة أوضاعها تخفى على أحد وللحصول على جواز سفره طبق القانون وحاولنا إقناعه بالتوقّف عن الإضراب لإعطاء فرصة للسلطة للإستجابة لطلبه فأجابنا، وهو المعروف بإصراره المنقطع النظير، جوابا تضمّن تخوّفا من أن يكون موقفنا موقفا سياسيّا فاضطررنا لأن نقول له أن المصلحة السيّاسية قد تأتي من تركه يواصل الإضراب إلى حدّ أن يفقد حياته وفضح النظام إثر ذلك ولكنّنا اخترنا دعوته للمحافظة على حياته لكون ذلك واجبنا الإنساني الأوّل قبل الرغبة في تحقيق مصالح سياسية مهما كانت أهميتها. وأعتقد أن السيد وزير العدل مطّلع أكثر من عموم الناس عمّا عاناه كثير من المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس هم وعائلاتهم و عمّا تكبّدوا من خسائر على مستوى أمنهم الشخصي وعائلاتهم وأبنائهم ومهنهم ومصالحهم المادية. ورغم ذلك فإنه يهدف للتشكيك في مصداقيتهم بقوله أن أحدا لم يكلّفهم وهل ينتظر صاحب الضمير الغيور على وطنه وأبناء وطنه تكليفا للدفاع عنهم؟ ثم إن هناك من المدافعين محامون كلّفهم موكلوهم بتقديم شكايات في الإنتهاكات التي تعرّضوا لها فماذا فعلت وزارة العدل فيها؟ ماذا فعلت في الشكاية التي تقدّمنا بها في حق المناضلة زكية الضيفاوي؟ وماذا فعلت في العدد الكبير من الشكايات حول التعرّض للتعذيب والموت تحت التعذيب والشتم والقذف المرتكب من طرف أعوان السلطة العامة؟ وماذا فعلت في الشكايات ضد أصحاب النفوذ ممّن استولوا على ممتلكات الناس؟ أعتقد أن السيّد وزير العدل مازال مصرّا على فرض نوع من التوتّر وعلى أسلوب متشنّج لم يمارسه أيّ من وزراء العدل السابقين وإنّي كغيري نتساءل عن بقائه في منصبه لأكثر من عشر سنوات , رغم أن اسمه ارتبط بعديد الأزمات التي عرفتها البلاد وأتمنّى بصفتي مواطن له الصفة والمصلحة وفي انتظار حصول تغيير جذري قد يطول قليلا أن يقع تغييره بمن هو أكثر حكمة في حل الإشكاليات وأقلّ استفزاز في الخطاب كما أتمنى أن يعي كلّ من كان في السلطة أنّه قد شارك في التحكم جزء من الماضي وفي الحاضر لكنّه أبدا لن يستطيع أن يعرف أين سيكون في المستقبل. هذا الوعي لو توفر سيساهم في التقليل بقدر كبير من الإنتهاكات ويلطّف المناخ العام في البلاد. (المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 4 ديسمبر 2008)  

 

 صندوق 26/26 الضريبة المقنعة

 

خوله الفرشيشي وظافر عطي ابتدأت حملة التبرعات لفائدة الصندوق الوطني 26/26 للتضامن منذ آخر هذا الشهر في المعاهد والمدارس والمؤسسات التعليمية و المهنية وغيرها وقد اختلف أسلوب التعامل مع التلاميذ بين معهد وأخر لحثهم على التبرع ، ما بين الحوار بجدوى التبرع و التهديد من منع التلميذ الممتنع عن التبرع من اجتياز امتحانات الثلاثية الأولى كما هو الحال في بعض معاهد منطقة المحمدية الضاحية الجنوبية للعاصمة والتي يشكو أغلب متساكنيها من ضيق الحال والحاجة علما وأن معتمديه المحمدية صنفت من قبل رئيس الجمهورية في سنة 2008  من ذوي المناطق ذات الأولوية في التنمية. وللتذكير تم بعث هذا الصندوق الوطني بموجب قانون المالية سنة 1993 وخصص لمساعدة العائلات المعوزة الدخل والمناطق التي تفتقر لمقومات العيش ” الكهرباء ،الماء، الطرقات” والمحرومة من المشاريع التنموية سواء من الدولة والجماعات المحلية أو من استثمارات الخواص. وتتكون موارد الصندوق من التبرعات الطوعية للأفراد والمؤسسات التونسية والاعتمادات المخصصة من ميزانية الدولة و التبرعات والهبات من البلدان الشقيقة والصديقة . وقد أكد المسئولون على أن الهبات الفردية تكون تطوعية وهو ما يتنافي مع حالة الحصار والتهديد التي يفرضها بعض المديرين والقيمين على التلاميذ لإجبارهم على  ما يسمونه التطوع. راديو كلمة تواجد في بعض معاهد العاصمة ومعاهد منطقة المحمدية وجمع لكم هذه الشهادات متابعة طيبة:http://www.kalimatunisie.com/attachment/000000017.MP3 (المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 4 ديسمبر 2008) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/ar/11/30/117


بسم الله الرحمان الرحيم

محمد شمام في حديث مع الشيخ الحبيب اللوز(6) هل ينشر الشيخ الحبيب اللوز مقدمة مشروع “فك الارتباط” ؟

   

تقديم :  أكد الشيخ الحبيب اللوز – في لقائنا الأول معه (يوم26 نوفمبر) – على أن الذي يطرحه ليس خطة لحركة النهضة بل هي رؤية بسعة البلد كله، وحركة النهضة معنية به وكل الأطراف الأخرى بما في ذلك السلطة وكل التونسيين. وهي لفائدة تونس وفائدة البلد ، وربما تناسب الجميع ويتوافقون عليه.   وقال: هي رؤية جديدة من مرتكزاتها الأساسية فكرة “فك الارتباط بين النشاط الديني الدعوي وبين العمل السياسي الحزبي” ، لا تتطرق إلى المطالبة بحق العودة للنهضة ، كما ليست هي ورقة ضغط على النظام ، لأن كل هذا ليس من مواضيعها ولا من أهدافها .   وأضاف: ليست الدعوة إلى التجذر في ديننا الذي تضمنته الرؤية تطرفا . وما كنا يوما متطرفين حتى نكون الآن معتدلين ، ولكن ككل إنسان قد يتطور وقد تأتيه أفكار جديدة تتبلور مع الزمن والظروف.   ثم قال : وقد أبلغتها إلى قيادة حركة النهضة بالخارج، والعديد من الأفراد في الداخل. والأصداء الأولية هي في الغالب بين الحماس لها والاهتمام بها. وأنه كان في برنامجي أن أطرح هذا المشروع في هدوء من غير تعجل، ولكن بعد هذا الحدث أصبحت أفكر في المبادرة بنشرها للعموم على التونسيين.   وأما في لقائي الثاني معه فقد طرح أن يخرج النص على حقيقته ، وأن يفهمه الناس .. ونصح إخوانه أن ينشروه  ويوضحوه للجميع ؛ وفي لقائي الثالث معه ، ذكر الشيخ الحبيب أن جميع المتصلين به يسألون عن “فك الارتباط”، يحاولون فهمه.   ووفاءا بما وعدنا به القراء الأعزاء نواصل – في هذه الحلقة – في إيراد بعض حواره مع هؤلاء . إنها  مواصلة لحديثي مع الشيخ الحبيب بالقدر الذي يسعه الهاتف ، وتسمح به صحته وقدرته على التركيز واستجماع الأفكار في الوضع الذي هو فيه . وفي الحقيقة فقد كان محرجا اضطراره إلى بذل جهد في الحال الذي هو فيه ، الأمر الذي كان يدعوني إلى مشاركته في التعبير عما يبحث ، وشجعني على ذلك ارتياحه وسروره به . ولا يمكننا المرور إلى ذلك قبل التوقف على حاله وصحته وهو في يومه السادس من إضراب الجوع (يوم2 ديسمبر).    1 – الشيخ الحبيب اللوز في يومه السادس من إضراب الجوع (يوم2 ديسمبر):   اتصلت بالشيخ الحبيب كالعادة ، وبعد التحية والسلام دار معه الحديث التالي:   شمام : الشيخ الحبيب كيف حالك ؟   الشيخ الحبيب: الصحة “ما هيشْ لاباس”   شمام : لاحول ولاقوة إلا بالله ، هل يمكنك أن تفصّل أكثر…   الشيخ الحبيب: لابأس في الإضراب ، ولكن “َمهُوشْ لا باس بدنيا”   شمام : هل يمكن أن تصف أكثر وضعك الصحي؟   الشيخ الحبيب: الذي يرى وجهي يقول لي : “وجهك تبدّل”، و تعبت كثيرا، والضغط “طايح” (أي انخفظ)…   شمام : ألا يمكن أن تصبح هناك متابعة من طبيب ….   الشيخ الحبيب: نعم في البرنامج – ان شاء الله – أن يزورني طبيب…   2 – الشيخ الحبيب ما زال مصرا على الإضراب:   شمام : يعني أنت مازلت مصر على الإضراب.   الشيخ الحبيب :  نعم إلى حد الآن ما زلت مصرا على الإضراب ، رغم محاولات فكّه من بعض الذين اتصلوا بي . أنا مازلت “شاد صحيح”…   كلمني جماعة “جمعية المساجين السياسين” ، ورأيهم أنه يكفي أن يكون الاضراب احتجاجي ، ويمكن تجديده ، ويمكن توسيعه في اليوم العالمي لحقوق الانسان ، يومي 10 و11 ديسمبر.   قلت لهم سأرى ، سأوافيكم برأيي قبل يوم العيد ، ويمكن أن أواصل اضرابي وتدعموني في تلك المناسبة ….   قالوا: لا، غير معقول أن تكون مضربا في العيد ، أحسن تقطع الاضراب أيام العيد ثم تجدده ، والأفضل أن توقفه الآن …   شمام : نعم ، أنا أيضا أؤكد على قطع الإضراب. أنا أؤكد عليك هذا ، وكذلك الأخ سيد فرجاني ، وهذا منطق الجمعيات الحقوقية. الذي يناسبك الآن هو اضراب احتجاجي ، وتقديم قضية ….   الشيخ الحبيب : الاعتبارات؟؟؟؟   شمام : الاعتبارا ت ثلاثة وهي : طبيعة القضية ، وطبيعة الوضع العام ، وروح المشروع الذي طرحته.  وهناك شيء آخر أن اضراب 10 و20 يوما لم يعد يكاد ُيلتفت إليه في الأخبار والإعلام هذه الأيام .   الشيخ الحبيب : نعم .   شمام : هناك أشياء جديدة تحظى الآن باهتمام الناس ، واضراب الجوع في تونس أصبح عادي عندهم .   الشيخ الحبيب : اسْمعْ ، هل يمكن أن تكلمني في وقت آخر؟   شمام : إن شاء الله .   3 – اتصالات جديدة بالشيخ الحبيب:   ولما عدت إليه قال :   الشيخ الحبيب : كنت مع أستاذ محامي وآخر…   شمام : نعم ، معقول ، هل لك شيء تريد أن تتحدث فيه أو تبلغه.   الشيخ الحبيب: وضعي الصحي يزداد تعبا ،ووضع المراقبة وغيرها كالعادة .   شمام : حدثنا عن الاتصالات الجديدة.   الشيخ الحبيب: هناك مكالمات ومنها مكالمة من السيد المرزوقي … فعبر عن تعاطفه معي… وأن لا جدوى من الاضراب إلا جدوى إعلامية… وتحدث عن وجهة نظره في أن المشكلة هي في السلطة نفسها …. وله نقد لحركة النهضة… وأنه غير مقتنع بالتوجه للمجتمع ولكن للسلطة ومصارعتها بشكل مباشر وفي أعلى هرمها…   4 – حديث عن مشروع فك الارتباط :   شمام : هل هناك من كلمك عن فك الارتباط؟   الشيخ الحبيب: هناك من كلمني ، ولكن ليست مكالمات نوعية ، وإنما أفراد يريدون أن يفهموا….   شمام : حتى هذا لا تحقره….   الشيخ الحبيب: نعم أنا لا أحقر أحدا ، وأعتبر كل من يكلمني فيه فقد عبر عن ايجابيته ….   شمام : نعم أنا أعتبر أن كل اهتمام وكل تساؤل مهم ، فبذلك تنتشر الفكرة….   الشيخ الحبيب: حكى لي أحد المحامين عمّا ينشر في “السبيل” عن قضيتك ، وعلى أن محمد شمام مهتم  بموضوع “فك الارتباط” ، ومركز عليه جدا ….ويطالب بنشره… ويتساءل لماذا لم يقع نشره إلى الآن؟…   فقلت له: السبيل مهتم بهذا الموضوع .   5 – الشيخ الحبيب يفكر في نشر مقدمة مشروع “فك الارتباط”:   ثم يقول الشيخ الحبيب: أنا عندي فكرة ، أخ محمد . تتضمن مقدمة مشروع “فك الارتباط” تحليلا ، يمكن أن يعطي صورة مكتملة عن المشروع ، فلو يتم نشرها قد تكون موفية بالنسبة للرأي العام …   شمام : إذا وصلني النص ووافقت أنت على نشر المقدمة أنشرها بإذن الله….   الشيخ الحبيب: طيب – إن شاء الله – حين يصلك النص نواصل النظر في نشر المقدمة .. أراها كافية مكتملة تؤطر الموضوع وتقدمه وتجعله مفهوم…   في المقدمة – يواصل الشيخ الحبيب يفكر بصوت مسموع – هناك توطئة كاملة تطرح سؤال لماذا هذا الطرح ، هذا الفك ، هذا الخيار. ثم يكون عرض تحليلي فيه عنصرين…..المقدمة “باهية” مكتملة تؤطر الموضوع وتجعله واضح ومفهوم .   شمام : إن شاء الله ، نراك غدا مع اتصال آخر، وسلم على من حواليك ، والسلام عليكم ورحمة الله.   الشيخ الحبيب: بارك الله فيك ، أخ محمد ، والسلام عليكم ورحمة الله…     وسنواصل مثل هذا الأحاديث مع الشيخ الحبيب وفي مشروع “فك الارتباط” في الحلقات القادمة بإذن الله. وكان الله في حفظ الشيخ الحبيب اللوز وعونه وتوفيقه ، فالرجاء المساندة بالدعاء والاتصال والإعلام.   للإتصال بالشيخ الحبيب اللوز: هاتف نقال: 0021624151015                                    هاتف ثابت: 0021674262154

 

حــذار من الفتنـة ونداء للتعقل

 

د. خالد الطراولي كان عليّ أن لا أتدخل إذا كان الباعث سياسيا فأنا أنتمي إلى حركة غير الحركة التي يقع فيها هذه الأيام ما يقع من تجاذب وتدافع غير سليم، بل لعل البعض يرى فيه مكسبا ومعول هدم للآخرين، لكن ليس هذا فهمي للسياسة..! كان عليّ أن لا أتدخل، فالنزاع داخلي أساسا وإن كان منشورا على الهواء..، كان عليّ أن لا أتدخل فلعل البعض يرى في ما يقع عنصر صحة وعافية، فالجسم الميت هو الذي لا يُسمع صوته، وإن كان الإطار حلبة ملاكمة…ولكن ليس هذا فهمي للتدافع! ولكن عزمت التدخل في كلمات معدودة وعلى استعجال، بعدما وصل السيل الزبى وتكاد الفتنة أن تستقر، وهي تلبية لدعوة صاحب الرسالة الكترونية، وبعد أن وجدت راحة ضميري فيما نويت، وبعدما غلبت منظومة قيم جعلتها قيادي في حراكي جميعا، بعدما انتبهت أن ما يقع بالقرب من بيتي هو لإخوة أفاضل تجمعني بهم مرجعية مقدسة، وإن اختلفت القراءات والمنهجيات والمقاربات والخطط والاستراتيجيات، واختلفت المواقع اليوم..، قررت التدخل بعدما استخرت في هذه الأيام الطيبة واسترشدت في هذه الأيام النيرة من العشر الأوائل، فجعلت تدخلي على تواضعه محاولة عمل طيب أرتّق به أعمالا أخرى… إخوتي الأعزاء من كل الأطراف، يتحدث إليكم أخ كريم ابن أخ كريم لا يحب لكم إلا خيرا… لقد ساء أخاكم ما يقرأ لكم هذه الأيام من دردشات ومقالات وتعليقات، غلب عليها سقوط أخلاقي رهيب، ولا أبالغ! وانفراط مواثيق وعهود، ودرجة وعي دنيا..، لقد فاجأتموني بزوايا سوداء من التفكير، بدهاليز وظلمات… أدهشتموني لما يمكن للإنسان أن يصل إليه عندما تضيع البوصلة ويفقد المقياس والمرجع، وينسى من أين جاء ولماذا، وعلى أي أرض يقف، وما هو إطاره وما هو الهدف الأسمى من حراكه، وكيف يفقه مرحلته! لقد غابت زاوية الرؤية الصائبة وتضبب منظار الملامسة وأصبح الحديث يطوف حول الحواشي والهوامش في إطار مهتز من القيم والآداب، ووقع خلط بين التنظيم والمشروع، بين الفرد و الفكرة، فلا يهم موقعك من التنظيم ولكن أين موقعك من المشروع، لذلك لن يهم اليوم وغدا من يعود أو من يبقى بالقدر الذي يهمني بقاء المشروع ومتى يعود وكيف. إن هذا المشروع مهما اختلفت يافطات حامليه وتنوعت عناوينهم من حركة النهضة أو من حركة اللقاء، في حاجة اليوم إلى بناء وليس إلى تصفية حسابات، في حاجة إلى سهر الليالي وهمّ بالنهار، في حاجة إلى دراسات وبحوث معمقة، وليس إلى دردشات وترف فكري أو سجال عقيم. اعذروني أن أسحب البساط إلى بقعة طيبة نلتقي عليها كلنا، إلى زاوية كثيرا ما تغافلنا أو تجاهلنا أو نسينا النظر من بوابتها، أكاد أصيح أين الله فيما تقولون، أكاد أصرخ أين الآخرة فيما تتحدثون وتتهمون. السياسة و لاشك تدافع وتنافس ولكن المنهج والهدف والخطاب لا يجب أن يفقدوا قيد أنملة من الإطار الحازم الذي تتحرك فيه وهو منظومة من القيم النبيلة والأخلاق الشريفة التي يمكن أن نلتقي فيها مع آخرين من غير ضفتنا ويحملون مقدسا غير مقدسنا، لكننا نحن نزيد هذا المنظومة تماسكا ومطلبها وجوبا بأن مبعثها رباني خالص ومقدس خالص… فأين أخلاق الأخوة وقد جمع البعض تاريخ ومسؤوليات وسجون ومنافي ومعتقلات، هل نسيتم الفضل بينكم؟ أين المروؤة والشهامة وكلكم رجال ونعم الرجال، أين قيم الشرف وعدم انتهاك الحرمات و عدم القذف والشتم والاتهامات المتبادلة والتنابز بالألقاب…أين الوطن، أين تونس، أين المشروع؟؟؟ لقد بحثت عنهم فلم أجدهم ووجدت هموما مغشوشة وتفاعلا مزيفا وطريقا موصدة وأبوابا مفتوحة على المجهول! لن يسرني ولا أخالكم تفرحون بأن تسمعوا أن زيدا سقط أو أن عمر ابتلي، اسألوا الله العافية ولا تشمتوا الأعداء بإخوة لكم حتى وإن ظننتموهم قد أخطوا…لكلّ تقديراته، لكل ظروفه، لكل طاقات تحمله، ولكل ابتلاءاته! واحمدوا الله أن ابتلاءكم لعله كان أقل، واصطفائكم لخدمة المشروع كان أكبر.  فلا تشهروا ولا تجسسوا ولا تبحثوا في النوايا والضمائر فهذه صناديق مغلقة، ولا تدخلوا البيوت من غير أبوابها! ليست السياسة بحثا عن مكسب ولو على حساب القيم، لن تكون السياسة التي نؤمن بها وندعوا الناس إليها تدافعا، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود، لن نتبنى سياسة الطعن والشتم والتخوين والهمز واللمز، لا نريد أن نقود الناس وندعي أننا نموذج وقدوة، ثم لما نختلي بأنفسنا أو مع بعضنا نعيش السقوط والهزيمة والفشل! اعذروني أن أصارحكم بأن الصورة التي بثثتموها هذه الأيام رجت جزءا من قناعاتي في مستوى تكوين البعض منا وما حمله من خلل هيكلي في تشكيل العقول وتربية القلوب، لقد بدا أن هناك شرخا بين التنظير المجرد والفعل والممارسة، ولو كانت في مستوى كتابة الموقف والأحوال..! خوفي يا اخوتي العزاء أنكم أسأتم إلى المشروع التغييري بما لم يكن يحلم به الاستبداد يوما… فرجاء عودة إلى الصمت إذا كنتم عاجزين عن أن تتحاوروا وتقيموا وتراجعوا بعيدا عن إطار من آداب الحوار التي تعرفونها كللكم، لقد فتحتم بابا دون رعاية الإطار، أليس بينكم رجل رشيد. فإذا كان الحوار واجبا والمراجعة والتقييم مشروعا ومطلوبا، فإن الفتنة أشد وأفتك وأضر! لا أريد اليوم الحديث عن مراجعات الحركة الإسلامية إجمالا وقد كتبت في بعضها منذ  سنوات، ودعوت إلى تقييم التجارب والخطط والمقاربات، إنما المطلب الوحيد اليوم هو التوقف عن هذا الجرح الذي فتحتموه وهذا الشرخ الذي أحدثتموه وحذار من تواصل النزيف، ولا تستهينوا بما يقع، فإنه بوابة فتنة تفتح بين الإخوة، ولن يكون هناك رابح وخاسر بل كلكم خاسرون. ولا أريد الحديث عن العودة فموقفي منها معروف ويعود إلى سنوات، وهو ليس شأن هذه الورقة فالعودة للمشاريع وإنما للأفراد يبقى خلاصا ونجاة. لكني أريد أن أهمس من بعيد هل خلا بعضكم بربه في هذه الأيام الفاضلة وأدرج بين ركعات تهجده تساءل رهيب عما أطلقه لسانه من لغو وشتم وقذف وبحث في الزوايا والمنعطفات؟، هل تساءل عما ملأه في يومه وليله من أعمال أقل ما يقال عنها أنها مشبوهة والرسول يدعونا إلى ملئها بأحسن الأعمال [دقيقة صمت ثم واصل القراءة إن سمحت] راجعوا دون أن تشتموا. راجعوا دون تصفية حسابات. اجعلوا انتصاركم للمشروع وليس لذواتكم. افتحوا النوافذ فالهواء العليل لا يضر… افتحوا الأبواب فالإبداع مجاله الحرية… ثم لا تنسوا الفضل بينكم!!!  لست أستاذا ولست صفحة بيضاء، ولستم تلاميذ ولا صفحات سوداء فالخير فيكم والخير منكم بدا، لست واعظا وأكثركم أهل ذكر ودين، إنما هو نداء الأخوة والمسؤولية تجاه مشروع لا أريد له أن ينحني أو أن ينتهي مهما اختلفت منهجياته وبرامجه وخطابه السلمي سواء كانت يافطته عنوانها حركة النهضة بتاريخها، أو حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي بمستقبله.  

رد وامض إلى الأستاذ عبد السلام المسدي
(عن مقالته التي نشرت في عدد الأمس نقلا عن صحيفة “العرب” القطرية – التحرير)

لطالما وددت وأنا أقرأ خطابك بل، عفوا، مقالك أن يخترق فكرك الأسوار وألا يهادن في الإلهاء والتواطئ مع المجاز على الحقيقة حتى يفك أسر دلالاته ويحرر مقاصده. فما أحوجنا إلى ذلك. حنبعل القرطاجني hannibal.lecarthaginois@gmail.com    

 
 صناعة الحظّ

إحدى الطرق للبحث عن الثروة ووسيلة من وسائل الرّبح، أداة من أدوات التسلية ومساحة للمراهنة والتحدّي، مرض اجتماعي ونفسي منتشر ومؤثّر في منظومة القيم الاجتماعية العامة، خطر يتهدّد قيمة العمل والجهد ويدفع بالإنسان إلى الخمول والبحث عن الربح السهل والانحراف عن الجهد الجماعي الذي يصنع التطوّر. صناعة الحظّ، بما تتضمّنه هذه الظاهرة من ألعاب قمار وألعاب تسلية وما تمثّله من مؤسسات تقف خلفها وتغذّيها وتشرف عليها وتديرها وتطوّرها، موضوع متشعّب ويطال واقعنا بشكل معلن ويكشف عمّا يمرّ به المجتمع من أزمة تعايش بين أفراده وأزمة انسجام بين شرائحه وفئاته. موضوع يكشف أيضا عن صراع طبقي من نوع آخر يتجلّى في توزيع مربّعات اللّعب واللاعبين ومجالات هذا النشاط بين الأثرياء والفقراء، وكلّ حسب نصيبه (حظّه ) “أو كلّ واحد وزَهْرُه” كما يقول المثل الشعبي التونسي. لا نعثر على إحصائيات مضبوطة للاعبي البروموسبور في تونس ولا للاعبي “التيارسي” أو السباق الثلاثي نظرا إلى التغيّر السريع لدرجة إقبال هؤلاء على اللعب. فالإحصائيات الرسمية أسبوعية بالنسبة للبروموسبور حيث يتمّ الإعلان عن حجم المبلغ الذي تمّ ربحه وعدد الفائزين فقط. أمّا المبلغ الحقيقي الذي دفعه مئات الآلاف من التونسيين للمشاركة في المسابقة فلا نعلم عنه شيئا. المؤسسة التي تشرف على المسابقة تنصّ في قانونها الأساسي على رصد نسبة من المداخيل لتنمية المؤسسات الرياضية في تونس فيما يمنح الفائز أو الفائزون إن كانوا كثرا نسبة أخرى أقلّ من الأولى. أمّا بالنسبة للـ”تيارسي” فإنّ أغلبية هواتها من شريحة كبار السنّ بين الكهولة والشيخوخة وقد بلغت فترة إقبالهم على هذه اللعبة عشرات السنين. في نفس السياق هناك ألعاب أخرى من البيلياردو والرّماية والتي لا يراها العاديّون من النّاس لأنّها تحتلّ فضاءات خاصّة ليست متاحة للجميع ولها قانونها الخاصّ، هذه الفضاءات هي الكازينوهات حيث لا يسمح بالدخول إلاّ لمن يدفع ثمن الدخول نفسه أمّا اللعب فيشترط أن يكون لديك ما يكفي من المال لدخول الرّهان ضدّ رجل أعمال ثريّ أو أحد الفنّانين أو الفنّانات المشهورين. راديو”كلمة” أجرى التحقيق التالي في حوار صوتي مع بعض “اللاّعبين” واستضاف أستاذ علم الاجتماع المهدي مبروك في لقاء خاصّ بهذه الظاهرة: (المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 4 ديسمبر 2008)  


تصحيح … الفاضل البلدي … صوت نشاز و ليس الهدف

الأخ العزيز عبد الحميد العداسي سلام من الله عليك و رحمته و بركاته وفقك الله إلى ما تقوم به من مجاهدة و دفع للظلم عن أهلك في داخل الوطن و خارجه  أسأل الله أن يزيدك بسطة في العلم يرشحك بها إلى المهام التي يرضاها تعالى لك كما رشح الصادقين من قبل ليدفعوا عن قيم الله و فطرته في الأرض و هو صاحب الفضل و المنة و عليه التوكل . أخي العزيز ربما هذه المصافحة هي الأولى إليك و ارجوا أن لا أكون متطفلا و دخيلا على زخم مجاهدتك في الحق. إلا أني في هذه الأيام الأخيرة و أنا أتابع مجلة تونس نيوز الحبيبة كعادتي كل صباح طالعني تدخل الأخ الفاضل البلدي  و كذلك ردك عليه و ردود أخرى بدأت تترى على هذا الدرب و الحقيقة لم أكن لأستغرب ما يكتبه الفاضل البلدي و ما يصدر عنه  بل أتوقع منه الكثير مما قد يتراءى للبعض معرة قد تصيب حركة النهضة أو إفشاء لما قد يبدو للبعض نشر غسيل يزيد في تعميق الجرح حسب فهمهم. أخي العزيز إن الفاضل البلدي رضي بأن يكون في المواقع التي يظن انه معفي فيها من تحمل مسؤولية لما وقع لحركة النهضة وكان من المفترض إذا سلمنا جدلا لما ادعاه أن يعمل موازاة لصالح  هذا الشعب المسكين الذي مازال يناشد كل أبناءه كي يستردوا له مواطنته كاملة كي يكون حرا كبقية الشعوب التي فك عقالها من ربقة الاستبداد و لكنه سخر جهده مدة ثمانية عشرة سنة يثبط الضحايا ويدعو إلى تبييض مشاريع الاستبداد و التمسح طلبا للمغفرة على أعتاب من ظلموا و شردوا و نالوا من أبناء هذا الشعب  مبلغ الإذلال و القهر وأبدعوا في صناعة الخوف و في ترويجها حتى أتى على الناس يوما تكلموا فيه بالإشارة و هم في بيوتهم  خشية الرقيب ، بل لقد أصبح يضع نفسه مرجعا لأولئك الذين ارتدوا على سقف سياسي مرتفع كانوا يتمترسون فيه داخل المجتمع المدني دفاعا عن الحرية فانقلبوا يسارعون الخطى  لتبييض مشاريع الاستبداد. إن هكذا شخص فعل و مازال يفعل رغم ارتطامه بالحائط ورغم عزلته المقيتة وجب عليه أن يدير ظهره لقوى حسبها هو قد ماتت و أصبحت في ثنايا التاريخ و أن يريحنا من إمامة النصح التي يعلم هو قبل غيره انه لم يعد أهلا لها. ونحن أخي العزيز معركتنا مازالت مفتوحة و لم تضع أوزارها بعد و الاستبداد لا يزال يجثم في حياتنا و يضيق علينا المعابر نحو الحرية والمواطنة الكاملة التي نستحقها كما استحقتها شعوب كثيرة على وجه هذه البسيطة. وعليه أريد أن الفت انتباهك إلى التركيز على المعركة الحقيقية و أن تعدل بوصلتك صوب ساحة النضال الفعلي حيث المجتمع المدني يناشدنا النصرة للالتحام به لأن معركة الحرية معركة الجميع ولأن المواطنة الكريمة هي المستهدفة. فبناء اذرع الممانعة المتجذرة في المجتمع هي من أولى الأولويات في الساحة المدنية و من أهمها :  1- أن يتشبع المواطن التونسي بمعرفة حقوقه المعتدى عليها و المسلوبة منه عنوة و على حين غفلة من نخبة ”متعلمة” ألهاها التكاثر في الأموال و الأولاد فركنت تارة إلى خوفها من المصير المجهول وأخرى إلى حسابات ضيقة كي تكسب مغانم موهومة. 2-  قوة في إعلام يرقى إلى مستوى المصداقية و الوضوح حيث يتولى فضح كل التجاوزات والانتهاكات و يبني الرأي العام الداخلي و الخارجي و بذلك نكون قد اخترقنا تقاطع المصالح المشبوه لدى المتربصين بنا من قوى التخلف و الزبونية في الداخل و قوى الاستكبار المحيطة في الخارج والتي لا ترقب فينا إلا و لا ذمة و لا تراعى إلا مصالحها. 3- مراكز دراسات إستراتيجية اقتصادية و ثقافية و حقوقية تعدل ميزان الكفة في الداخل و تمكن المراقب في الخارج أن يتبصر و يعي زيف التهريج الإعلامي الذي تعتمده أجهزة الاستبداد لطمس معالم المسخ الحضاري و الانتهاك الخطير لحقوق الإنسان التي ترتكب في حق شعبنا. 4- حضور بارز لرموز الإسلاميين  في التحليل وتقديم البدائل و كشف الزيف و نصرة المبادرات السياسية الجادة التي تنادي بالمواطنة الكاملة من حرية في التعبير و حرية في التنظم والحق في المشاركة الكاملة في اتخاذ القرار و في الاختيارات الإستراتيجية كالإصرار على رفض الرئاسة مدى الحياة و الحق الأزلي لهذا الشعب في التداول على السلطة و إجراء انتخابات حرة و نزيهة على مرأى و مسمع من كل العالم.  إن التعامل الاستشفائي الذي مازال بعض الإسلاميين يتصرف على منواله في قضايا ملحة لمجتمعنا من استحقاقات سياسية و اجتماعية و حقوقية مؤكدة يدخل في خانة التقاعس و تقديم الذات عن المصلحة العامة. إن  ألضنك المادي والعنت الذي أصاب الإسلاميين من جراء الهجمة الشرسة التي استهدفوا من خلالها و التي لا تقل عن جرائم الحرب المدانة دوليا ، لا تعفيهم من المسؤولية المدنية في الدفاع حن حقوقهم و حقوق شعبهم في المواطنة الكاملة و الحرة لأن من رشح نفسه لخوض الشأن العام وجب عليه أن يصبر و يُصابر و أن لا يتقاعس حيث النداء الملح للنصرة و التكاتف مع الصادقين من أبناء هذا الشعب. وكذلك لا يحق للمتولين مبكرا عن تحمل مسؤولياتهم و المتاجرين بالخلاص الفردي أن يكونوا أوصياء على من ابتلوا و هم ثابتون في  طريق النضال ، لا يحق لهم  أن يتاجروا بعذاباتهم بكاء و نواحا بحثا عن البروز فوق فوهات الجراح المفتوحة و ليخرسوا إلى الأبد فقد رضوا بمواقع الخوالف. إن من استحقاقات 2009 أن يقع التصدي لمهزلة الرئاسة مدى الحياة وأن يكشف عن زيف الانتخابات المزمع إدارتها و التي بدأت تتضح معالم التزييف فيها بالانقضاض على مربعات الحرية الأخيرة على ضيق مساحتها. و أخيرا لك مني أحر السلام و ألف تحية على درب النضال المستمر و شكرا.         الإمضاء مناضل ضمن الفئة القليلة


بلا عنوان، أو إلى أخي من الفئة القليلة

   

كتب بعض الإخوة الذي نسب نفسه إلى الفئة القليلة، موضوعا صافحني من خلاله مشكورا، ثمّ دعاني إلى تغيير اتّجاه بوصلتي والاهتمام بنواحي يراها مهمّة – وهي مهمّة -، فعلّقت عليه بما يلي سائلا الله أن يغفر لي تقصيري:   “اللهم اغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرا ممّا يظنّون.” وبعد، بارك الله فيك أخي الكريم، وقد أرهقتني كلماتك القائلة: “وأرجو أن لا أكون متطفلا ودخيلا على زخم مجاهدتك في الحق”… ومع ذلك فقد طمعت في أن تكون هذه شهادة صادقة أتقوّى بها على النطق بكلمة الحقّ… أخي أنا لا أعرف الأخ الفاضل البلدي، ولذلك فقد اعتنيت فقط بكلماته، أمدح وأدعم ما أراه منها خادما للمصلحة العامّة أو أردّ وأنقد ما أراه منها مخالفا لتلك المصلحة، ويظلّ ذلك اجتهاد منّي أخطئ فيه وأصيب… على أنّ الرّدود تعتبر عارضة، أخي، في كتاباتي – أحسب – وإنّما يتركّز اهتمامي دائما على شؤون البلاد عامّة، وذلك من خلال متابعة ما يحدث فيها من أمور لا ينسجم أغلبها مع السمت العام للمجتمع التونسي… ولأنّ أغلب المصائب تنال اليوم من الإسلاميين رجالا ونساء دون غيرهم، فقد تُرمى كتاباتي بتهمة الميل إلى الإسلاميين – وأنا أطمع في أن أكون إسلاميّا -، غير أنّي إلى جانب ذلك قد حرصت على ألاّ أغفل أيّ شأن تونسي على الأقلّ من خلال ما توفّر المواقع الإلكترونية – مشكورة – من معلومات وأخبار، وقد وفّقت في الفترة الأخيرة (منذ أواسط هذا العام) إلى الكتابة عن أهلنا في الحوض المنجمي وغيره من الأماكن المنكوبة أو المظلومة، سائلا الله أن يجعل من ذلك صلاحا وفلاحا!…. هذا هو جهدي أخي، وهو جهد المقلّ… وما أنا إلاّ مسلم أجبرته همومه وحبّه لبلده على التعبير عنها بطريقة استحسنها البعض واستهجنها البعض الآخر… وبعد ذلك، فلست حقيقة من المهتمّين بانتخابات 2009 إذ قضيّتنا في البلاد معرفيّة وليست “استحقاقية” وإن كانت حقوقية، فنحن لا نعرف معنى الحرّية كي نسعى لتوفيرها ولا نعرف معنى الديمقراطية كي نعمل بمبادئها ولا نعرف معنى العزّة كي نأخذ بأسبابها ولا نعرف مآلات الظلم كي نقلع عن اقتراف الظلم ومعاقرته ولا نعرف معنى كرسي السلطة كي نهرب منه بعيدا وإن تمسّك بنا السواد الأعظم ولا نعرف معنى الانتخابات كي نوفّر لها الصناديق… وإنّا ما جهلنا ذلك كلّه إلاّ لأنّنا لا نعرف الله ولا نراقبه في كلّ أعمالنا… وأحسب أنّه يوم نتعرّف على الله ونعرفه حقّ المعرفة فلن نواجه أيّ ضيق في تونس الحبيبة… أجدّد لك شكري أخي على عباراتك التي تناولت بها شخصي الفقير جدّا جدّا لرحمة ربّه، وأقدّر أفكارك حقّ قدرها وأعتذر إليك عن مواصلة الكتابة بالشكل الذي دأبت عليه، فإتّي إذا وُجّهت في التعبير عن الفكرة فقدتُ القدرة على التعبير… وجزاك الله كلّ خير، والتحيّة موصولة لك ولأهلك الكرام ولكلّ من عرفت من أهلنا في تونس…   عبدالحميد العدّاسي   


 

برغم ردك المتشنج والقاسي  “الاستقالات ” مزيفة ….. ولنتوقف على هذه الأساليب!!!

 
فتحي عبد الله الناعس لا حول ولا قوة الا بالله …. لا حول ولا قوة الا بالله …… لا حول ولا قوة الا بالله ☻ في هذا الرّد على السيد الناعس أردت أن أسأله بعد هذا العيش الرغد في أوروبا و الأرغد منه في قطر هل تعلّم أن يحترم رأي غيره و هل حدّث نفسه يوما بمقولة ” رأي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب”. ☻لكن يبدو لي أن هذا العماء الحزبي، و هذه الدغمائية المفرطة جعلته لا يسمع إلاّ مقولة شيخه  “الفاضل” “الصادق” ، بل إنّ الأمر عند السيد الناعس يتعدّى كل ذلك فيتجرّأ على كتاب الله العزيز فيطوّع آياته الكريمات في خدمة حركة النهضة فسماها “الشجرة المباركة” بل إن الله عزّ و جلّ أنزل براهينه ليصدّق مقولة “الشيخ” “الفاضل” “الصادق” “المتوكّل على اللّه”. ☻إنّ السيّد الناعس و ما يمثّله لا يتوارى  في أن يفرض على غيره ما يريد و يمنعه من أن يكون له رأي يخالف النهضة، فيجزم بأنّها “إستقالات مزيّفة” فكأنّه لا يحقّ لنا أن نستقيل من “الشجرة المباركة” فنحن باقون رغم أنوفنا. ☻إنّ الردّ على السيّد فتحي يطول فهو تمرّس لغة السبّ و التخوين فهي سياسة متّبعة مع كلّ من يخالفه الرأي حاكما أو محكوما فهذا ديدنه  منذ 18 سنة. و لكنّي في الأخير أنصحه أن يخرج من هذه الدّغمائيّة و أن يحاول النّظر إلى نفسه و لحركته بشيء من التّواضع رغم كلّ الإنتصارات. ☻أنا أقدمت على الإستقالة لأنّي أملك ناصية أمري، فأنا لا أستطيع أن أكون من المطبّلين أمثالك و لا من الواثقين بحبل شيخك، و بالنسبة لي قيادة أدّت إلى مثل هذه “الإنتصارات” يجب أن تخضع للمحاسبة الصارمة. فما علمنا أن قيادة حركة سياسيّة قادت أنصارها إلى ما هو الحال عليه اليوم، أستقبلت بالتهليل و التكبير كقيادة النهضة.  بهذه الراجمات !!! بهذه القنابل العنقودية !!! وبهذه الصواريخ العابرة لكل مقاييس الأخلاق  والإخوة والصداقة طلع علينا الأخ حبيب لحواري وبدون سابق إنذار متذرعا بدعوى الرد على مقال كنت قد كتبته منذ أيام بعنوان” حركة النهضة أصلها ثابت وفرعها في السماء ولن تتأثر بالاستقالات المزيفة” نشرته بعض مواقع الانترنت. إن إلقاء نظرة عابرة على هذه السموم المبثوثة في هذه الفقرات وهذا المستوى من التشنج والسب والشتم لا يساوره أدنى شك من أن هذا الخطاب موجه لشخص أو إلى جهة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون في درجة أقل من درجات العدو. ولكن وللأسف الشديد نقولها وبكل مرارة هذا الخطاب موجه من أخ لأخيه نعم أقولها وأنا واثق مما أقول ، فأنا لا أستطيع من خلال كلمات وإن كانت موجعة ومؤلمة في حقي أن أتنكر وبسهولة لهذه الأخوة ولهذه الرابطة المقدسة. وإن على كل متابع موضوعي ومنصف أن يعود إلى مقالي المذكور ليجد أنني لم أخاطب هذا الأخ و أمثاله إلا بهذا المصطلح فشتان بين خطاب وقنابل !! لتعلم يا أخ حبيب أن مصطلح “الأخ” هو الذي لا يزال سائدا بيننا في النهضة ولم نغيره بعد ما غادرتنا أنت وعدد من إخوانك ولا زلنا نناديكم به رغم الإيذاء الشديد الذي لم يتوقف منك ومن أمثالك. أن الأخوة بالنسبة إلينا يا أخ حبيب أكبر من الحزب وأكبر من الحركة وهذا لا نقوله بل نفعله فعلا وقد فعلناه وسنفعله، بالله عليك من من الإخوة المنسحبين و”المستقيلين” أقام فرحا أو أصابه قرح إلا ووجدنا أمامه قبل بقية إخوانه من من هؤلاء كان له أبناء وأسرة إلا وحرصنا على مشاركتهم مخيماتنا ومنا شطنا الاجتماعية والثقافية قبل حتى أبناء التنظيم، وفي بعض الأحيان يسمعوننا الكلام ويحتجون علينا في بعض المرات بأساليب غير لائقة ولكننا صبرنا عليهم وعاملنا هم وكأنهم أفراد منا بدون أي تمييز. من من الإخوة المنسحبين أو ” المستقيلين” نجح له ابن أو بنت في الشهادة الثانوية ولم يستدعى ابنه لتكريمه شأنه شأن بقية أبنائنا بل والله كان حرصنا على أبناء هؤلاء الإخوة أشد والله شهيد على ذلك. أتعلم لماذا كنا نفعل ذلك ولا يذهب بك الظن أننا كنا نفعله لأنه كنا نأمل إرجاع هؤلاء الإخوة، وإن كان ذلك رغبة لا نخفيها وتبقى دائما قائمة ولكن ليس من خلال هذه الأساليب والأشكال. إن السبب الوحيد الذي جعلنا نتعامل بهذا الشكل هو إيماننا بمبدأ الأخوة التي جمعتنا على مشروع التمكين للإسلام في بلادنا و هو أكبر من الحركة ومن الحزب والتي ما هي إلا وسائل قد تجمعنا يوما وقد لا تجمعنا يوما آخر. نحن نمارس الأخوة والحرية والديمقراطية مع كل الإخوة وللأسف الشديد أن البعض منهم كلما تم نقده أو لومه أو نصحه على عمل ما إلا وتحول أسدا علينا هائجا صائلا صابا جام غضبه على هذه الحركة وعلى من فيها واصفا إياهم بأشنع الأوصاف وأقذر العبارات بل ويصبح ينظر علينا في الديمقراطية والحرية. نعود الآن إلى القنابل العنقودية والصواريخ العابرة لكل مقاييس الأخلاق والأخوة ولكن أقولها من البداية أنني لن أرد على أي نقطة تخص شخصي ” ورغد العيش الذي عشته ولازلت أعيشه” وغيرها من الأوصاف التي وصفنا بها الأخ حبيب فليشهد الجميع أنني تصدقت بهذا الشتم لله تعالى ونحن في حاجة لكل عمل صالح في هذه الأيام العشر من ذي الحجة الأحب عند الله تعالى. فقط وحتى لا تخطئ مع غيري من إخوانك الذين بقوا متمسكين بالعمل لصالح هذه الحركة فلعلمك أن فيهم الكثير من سبقك بالخروج من البلاد بسنوات عديدة وهم لا يزالون في وضع مادي أقل من وضعك بأضعاف المرات وهذا ليس لأنك كنت أقدر منهم على التعامل مع الواقع أو أنك أشطر منهم ولكن ولسبب بسيط أن الأخ الذي بقي يتقاضى ولسنوات طويلة إعانة لا تتجاوز قيمتها اجر ابسط الإعانات الاجتماعية ويبقى الشهور ذات العدد لا يحصل حتى على هذه الإعانة فحاله بطبيعة الحال لا يقارن بحالك البتة. فعلون ذلك احتسابا وبرضى. نعود إلى هذا المقال الذي حرك فيك نخوة الكتابة وجعلك تستحضر كل ما استطعت استحضاره من إمكانياتك اللغوية بعد أن تجمدت لما يزيد عن العقد والنصف من الزمن ، والله كان ألمي سيكون أخف لو أننا شاهدنا أو سمعنا أو قرأنا لهذا القلم نفسه ذات يوم انتفاضة  ولو لمرة واحدة مدافعا عن مظلوم وخاصة أنك كنت من المتأخرين الذين خرجوا من البلاد ورأيت وعشت الهوان والظلم الذي عاشه إخوانك في الجامعة وفي مسقط رأسك لماذا لم ينتفض هذا القلم ليقول الحقيقة وليس أكثر من الحقيقة أم أن ما جاء في مقالي أشد شناعة وظلما مما عاشته بلادنا وإخواننا. ولكن لا يسعنا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله.  وقبل أن أخوض معك في تفاصيل ما كتبت لابد أن أوضح للقارئ الكريم أن مقالي الذي نشرت هو موجه بالأساس إلى الملحق الأمني بالسفارة التونسية بباريس وأسلوب الابتزاز الذي يمارسه مع بعض الإخوة ليمكنهم من جواز سفر وفي هذا السياق جاءت إشارتي للإخوة الذين استجابوا لهذا الابتزاز من باب العتاب عليهم ليس لأنهم استقالوا من الحركة والحال أنهم قد استقالوا عمليا منذ سنوات طويلة ولكن لماذا يعلنون هذه الاستقالة الآن واستجابة لهذا الجلاد وهذا حصل يا اخ حبيب وأنا لا أرجم الناس بالغيب فإذا عدد من الذين عرض عليهم هذا الأمر اعترفوا وصرحوا بذلك فالرجم بالغيب ليس من شيمنا وأنا لم أكتب مقالي  إلا والأدلة كانت موثقة لدي ولمزيد معلوماتك فتعامل البوليس التونسي مضى إلى أكثر من ذلك في بلد أروبي آخر إذ طلب من الأخ أن يكتب تلك الكلمات كما كتبت أنت الضبط ، بالرغم أنني لم أذكرك بالاسم فمن الوارد أن لا يكون قد طلب منك ذلك ولكنك لا تستطيع أن تنفيه عن غيرك فأساليب الأمن التونسي في هذا الملف هي أعقد من أن نبسطها إلى هذا الحد، فما كان من الأخ إلا أن قال لهم ولكنني لا أستطيع أن أكتب وليس لدي أي معرفة بتقنية الانترنت محاولا عدم إحراجه إلى هذا الحد ولعلهم يتراجعون عن هذا الأسلوب الخسيس أتعرف بماذا أجابه رجل ” الأمن” في السفارة نحن نكتب لك باسمك وننشر لك على الانترنت.  وحتى كلمة “مزيفة” التي يبدو أنها أزعجتك كثيرا فأنا موجهها إلى من طلب الشهادة وليس لمن كتب الشهادة لأن الشهادة تقيم من قبل الجهة التي ستوظفها وليس من الجهة التي تجلبها ولذلك أنا أردت أن أنبه هذه الجهة وحتى لا تنخدع بهذه الشهادات فقلت لها ووضحت لها أن الشهائد التي طلبتها مزيفة وقد تجاوزت صلاحياتها بعقود من الزمن ولا داعي إلى استعمالها والافتخار بالحصول عليها.  صحيح وفي سياق مقالي قد شددت على هؤلاء الإخوة نوعا ما وهذا من حقنا نحن الذين لازالت النهضة كما كانت بالنسبة لنا هي حاملة لمشروعنا لتمكين الإسلام في أرض الخضراء والنهوض بشعبنا من اجل الحرية و الديمقراطية والهوية العربية الإسلامية وبالرغم مما أصابها لا زالت تمثل لنا أملا ولا أحد يستطيع أن ينكر علينا هذا كما أننا لا ننكر على من تركها بحرية دون سب ودون شتم ودون تخوين لفلان أو علان. أما أن يتحول انسحاب بعض الإخوة من هذا الكيان وسيلة طعن وشتم لنا نحن الذين اخترنا البقاء فهذا لن نصمت عليه ولن نتركه يمر دون أن نوضح الصورة ونرفع كل الشبهات التي أصبح بعض من هؤلاء الإخوة يتفننون في وصفنا بها دون مراعاة لأبسط أسس ومقاييس الأخوة التي جمعتنا.  صحيح نحن لازلنا الأصل وهؤلاء الإخوة هم الاستثناء فمطلوب منا أن نصبر عليهم وعلى بعض تجاوزاتهم في حقنا والتي نردها في الغالب إلى تداخل الأمور والمفاهيم واختلاطها  عليهم لطول هذه المحنة القاسية، ولكن هذا لا يعني أنه من حين لآخر ونحن ننظر إلى بعض الأيادي الشريرة تريد أن تستغل هذا الوضع القاسي وهذا التداخل في المفاهيم لتجعل البعض من هؤلاء الإخوة سهاما تطعننا بها فهي لم  تشبع نهمها بعد مما أصابنا من قبلها عندها من حقنا بل من الواجب علينا أن نتدخل وننبه  حتى نحمي أنفسنا و إخواننا. نأتي الآن لموضوع “الشجرة المباركة” ومسألة التجرؤ على كتاب الله تعالى وبالرغم أن هذه النقطة متعلقة بشخصي  والأصل أني قد تصدقت بكل شتيمة في حقي ولكن نظرا لأن الأمر يتعلق بالتجرؤ على كتاب الله فالمطلوب التوضيح. إذا كنت تقصد بكلمة الشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء اقتباسا من الآية الكريمة << مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء>> صدق الله العظيم  هذا تجرأ على كتاب الله فأنت جاهل في هذا الموضوع (والجهل ليس بعيب فكلنا علمنا شيئا وجهلنا أشياء) وعلى كل حال فأنا لم يكن لي شرف قول هذا الاقتباس فما أنا إلا بناقل لما قاله الشيخ الصادق شورو وقد قالها قبله أستاذه واستأذنا الشيخ سيد قطب رحمه الله في نفس الأوضاع متمثلة في اقتراب حبل المشنقة وانتقال الروح إلى خالقها فقد قال سيد قطب في رسالة وجهها إلى أخته قبل سويعات فقط من تنفيذ حكم الإعدام فيه ” بذرة الشر تهيج ، ولكن بذرة الخير ، تثمر ، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعا ولكن جذورها في التربة قريبة ، حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء ، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء …  مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية ! … على حين تصبر شجرة الخير على البلاء، وتتماسك للعاصفة، وتظل في نموها الهادئ البطيء، لا تحفل بما ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك !…” وهذا يسمى اقتباسا  من القرآن خاصة ما تعلق بقولة الشيخ الصادق  والاقتباس جائز من القرآن والسنة النبوية عند جمهور العلماء إذا كان المقصود منه لا يخرج عن المقاصد الشرعية تحسينا للكلام وترسيخا لمعانيه وقد قال ابن حجة الحموي في الخزانة ج1ص455 ” والاقتباس في القرآن على ثلاثة أقسام مقبول مباح ومردود فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود ومدح النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك والثاني ماكان في الغزل والرسائل والقصص والثالث عن أمرين أحدهما ما شبه الله به نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله الى نفسه والثاني تضمين آية كريمة معنى هزل.  فالاقتباس لغة هو طلب القبس أي شعلة النار ويستعار لطلب  العلم قال الجوهري في الصحاح اقتبست منه علما أي استفدته.  أما اصطلاحا: الاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان في عدم الإحالة إلى المصدر.  أما إذا كنت تقصد الآية الكريمة << ومن يتوكل على الله فهو حسبه>> صدق الله العظيم  هو تجرأ على كتاب الله فهذا مردود لأن عملية الاستدلال كانت في مكانها فحسب رأيك على من توكل الشيخ الصادق طيلة 18 سنة قضاها في زنزانات الموت منها 13 سنة في حالة عزلة تامة وقد خرج والحمد لله بمداركه العقلية كاملة  أما ما أصاب البدن فقد احتسبه عند الله تعالى ولتتأكد يا أخ حبيب على من توكل الشيخ الصادق طيلة هذه السنوات القاسية فأحيلك إلى حوا ره الذي صرح به مباشرة بعد خروجه. وقبل هذا وبعده ما دخل هذا الاستدلال في خدمة ” الشجرة المباركة”  والتطويع لآيات القرآن في القتل والرجم والعقاب… والموضوع أصلا لا يعنيك لا من قريب ولا من بعيد فسياق الحديث لم يتطرق بعد إلى موضوع الاستقالات أصلا ؟ أم أنه كاد المريب أن يقول خذوني!!  أما مسألة التطبيل والوثوق بحبل شيخي ، نفترض يا أخ حبيب أن كلا مك صحيح مائة بالمائة وأنا أطبل وأزمر للشيخ راشد والشيخ الصادق بالرغم من الأخطاء التي ارتكبوها كما زعمت فبالله عليك أيهما أفضل أن أكون مطبلا لمثل هذين الشيخين أم أكون مزمرا لفئة أقل ما يقال فيها أنها تعمل ليلا نهارا على هدم عرى الدين في البلاد والتصدي بكل الأشكال لصد شعب تونس المسلم من أن يمارس شعائره الدينية ويعيش هويته العربية الإسلامية بكل حرية. والله أن أكون خادما لهذين الشيخين أفضل عندي من أن أتبوأ موقع الوزارة عند تلك الفئة  أتعرف لماذا لأن هذين الرجلين هما أتقى منى عند الله وأحسب أنهما بالتضحيات وجهادهما في نهضة هذه الأمة هما أقرب مني إلى رضى الله. أما التطبيل والتزمير لسيادة الرئيس !! فأنا لا أتقنه ولا أطيقه لأني أخاف أن يؤدي بي إلى سوء العاقبة يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون أعاذنا الله وإياك من سوء العاقبة. أما عن سؤالك “هل يحق لك أن تفخر بقيادة طيلة 18 سنة لم تستطيع الإفراج عن سجين ولا ردت مغتربا ولا فكت عن محاصر” وقبل أن أجيبك عن سؤالك هذا والذي يبدو أنك أخطأت في طرحه فمن خلال تحليلك وتهكمك على شيخ المساجين الشيخ الصادق كان أولى بك أن تطرح السؤال التالي حتى تكون منسجما مع طرحك الذي عبرت عنه طيلة مقالك وهذا السؤال هو ” لماذا خرج هؤلاء المساجين  أصلا من السجن؟ ألم يجرموا في حق أنفسهم وحق حركتهم وحق شعبهم فالمطلوب أن يلقوا جزاء ” أخطائهم ” هذه القاتلة والتي تبوؤهم البقاء في السجن حتى يموتوا الواحد تلو الآخر.  أحسب أنه إذا سألت مثل هذا السؤال تكون منسجما مع قولك أن قيادة النهضة في الداخل والخارج مسؤولة عما حدث بأشكال متعددة” ومنسجما مع طرحك الذي صمت آذاننا من سماعه من أمثال برهان بسيس وغيرهم بأننا رغم كل ما أصابنا لم نقم بعملية تقييم ، بالله عليك من أعلمك أننا لم نقيم أعمالنا ومسيرتنا طيلة السنوات الأخيرة هل جلست معنا في لقاءاتنا ومؤتمراتنا والحال أنك ومنذ أن حلت أقدامك أوروبا أصبحت شأنك شأن مواطنينا بالخارج الخدمة الدار الدار الخدمة لا قضية تشغلك ولا مشروع  أقصد مشروع تحقق به صورة من صور الخلافة في الأرض التي تحملتها بصفتك إنسان ولا أقصد مشاريع ذات الصبغة التجارية ففي هذا الباب يبدو أن الله قد من عليك من فضله  نسأل الله لك المزيد. بل ما دخلك أنت في شأن حركة والحال أنك قد غادرتها لما يزيد عن 10 سنوات (إلا أن مسألة الإعلان قد تأخرت لا ندري لماذا) هل يصح مثلا لي أنا كشخص عضو في حركة النهضة أن أشن حربا على قيادة حزب معين لماذا لم تفعلوا هذا ولماذا فعلتم هذا ؟ فمن أنا حتى أتبوأ هذا الدور هل أنا شاركتهم في أي من الخيارات التي فعلوها أم التي لم يفعلوها؟ أن أنقد توجههم من خلال مراقب من الخارج معقول ولكن ليس من حقي أن أتهجم عليهم وأسبهم وأنا ليس لدي أي حق لأفعل ذلك. ولهذا يا أخ حبيب أسمع مني هذه الكلمات لك ولبعض من إخوانك الذين يشاطرونك هذا الأسلوب: إن كنتم جادين اتركوا النهضة وحالها وابحثوا لكم عن قضايا أخرى يمكن أن تفيد كم  في دينكم ودنياكم واتركوا هذه النهضة وحالها ولأبنائها الذين مازالوا مقتنعين بمشروعها واتركونا نعمل واحذرووووووووا أن تتحولوا وبدون أن تشعروا إلى معاول هدم لكل لبنة نعيد بناءها في هذا المشروع المحاصر والمحارب.  نحن مستعدون أن نتعامل معكم كإخوة في كل ما يتعلق بغير النهضة فالنهضة هي مسؤولية أبنائها الذين مازالوا فيها فهم وحدهم مخولون بأن يقولوا فيها وفي ما يعنيها ما أرادوا فالاختلاف يسعنا في كل القضايا ما التزمنا جميعا بالقانون الذي ينظمنا واحترمنا مؤسساتنا الممثلة.  أما غيرهم فمرحبا بهم كما قلت إخوة فيما دون الحركة وكذلك نرحب بالرأي الناصح والموجه حتى في قضايا الحركة ما التزم صاحبه بآداب النصح والتوجيه ومعرفة الحدود الفاصلة بين النصح والتشهير.  لقد انتهى بيننا عقد الحركة وقد اخترتم هذا بحرية ” لأنكم تملكون ناصية أمركم” كما عبرت عن هذا يا أخ حبيب وكما اخترنا نحن كذلك وبحرية البقاء على العقد داخل هذه الحركة إذا فلنتوقف عن هذه الأساليب التي لا تخلو  من أدران كثيرة ولنترك الأيام والتاريخ بيننا.  أما الإجابة عن سؤالك فانتظرها في مقالي القادم والذي سأبين فيه للملحق الأمني بالسفارة التونسية بباريس فشل سياستهم، الأمن أولا والأمن ثانيا والأمن آخرا ومن خلال هذا سأبين لك كيف أخرجنا المساجين وكيف فككنا الحصار على المحاصرين وكيف سنعيد المغتربين.  أتركك الآن والى موعد لاحق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

 
عبدالحميد العدّاسي مصافحة فذّ تونسي

كتبها عبدالحميد العدّاسي   أحسب أنّي ممّن يقفون طويلا عند الكلمة الطيّبة، أتفحّص جمالها ورشاقتها ومعناها وبناءها… وأعترف بأنّها (الكلمة) إذا أسرتني رُمت أسرها ورغبت فيه وأحببت ملقيها أو ناثرها أو بانيها… وقد ترتّب عندي عن ذلك سلوك دعاني إلى تلوين تلك الكلمات وجعلها علامات بارزة في النصّ وإضاءة مساعدة في ذهني… وقد تناولت اليوم نصّا نشرته تونس نيوز – مشكورة – بتاريخ 2 ديسمبر 2008، نقلا عن صحيفة العرب القطريّة، وهو بعنوان “انتصار الفكرة” حتّى إذا قرأته ووقفت على نهايته تحوّل جلّه إلى ألوان ملفته، دالّة على كثرة تلكم الكلمات التي انتقيتها فيه، منبّهة إلى أنّ الباني (باني النصّ) شديد الإخلاص في العمل رفيع الذوق في الاختيار دقيق الهندسة في البناء ثاقب الرأي في البيان واضح الرؤية في مباشرة الواقع… فأحببت الرّجل وقد كنت أحبّه واشتدّ حبّي له وقد كان شديدا… وتأسفت وقد كنت أسفت على الأيّام الطويلة التي عَدّت سنوات طويلة قضاها الرجل في السجن دون أن يُمَكّن من نثر عذوبة فكره… وفهمت أنّ صفة الفيلسوف التي كان يصفه بها بعض قومه لم تأت من تخصّص في الجامعة بل جاء من خاصيات في الرّجل الفيلسوف الذي عَجَمَ كلامه ليكون راقيا مفيدا جذّابا… فبارك الله في الأخ الكريم العجمي الوريمي… ورجوته لو يقبل منّي هذه المصافحة المتواضعة من أخ تيّمه قوله وسيرته!…  

بسم الله الرحمن الرحيم

يوم التضامن الوطني

 

يأتي يوم التضامن الوطني هذه السنة على وقع أزمة مالية وإقتصادية عالمية، تنذر بتغيرات جذرية على المستوى العالمي، و بتحولات مصيرية في المنظومة السياسية و الإجتماعية، لذلك يتحتم علينا جميعا بث ودعم روح التضامن بين أهلنا وشعبنا ، خاصة و أنه من آثار العولمة الزاحفة إبتعد الناس  عن مبادئ التراحم و التآلف واندثرت الروح الوطنية الجامعة و صيرنا أعدائنا إلى أحزاب و جماعات وأفراد ، لا هم لهم إلا المصالح الفئوية الضيقة و المطامع الشخصية المدمرة  . لقد بنا أجدادنا و آباءنا بجهد دمائهم وعرقهم و تضامنهم و تعاونهم بلادنا تونس و حولوا حلمهم إلى حقيقة ، وهو بناء دولة حرة مستقلة و كان شعارهم الخالد “نموت نموت ويحيا الوطن”. إننا اليوم في أمس الحاجة إلى تفعيل روح التضامن بين أفراد الشعب الواحد و العمل الدؤوب لترسيخ العدالة الإجتماعية و إعانة المحرومين و المحتاجين و التوزيع العادل لثروتنا الوطنية .لقد قدم صندوق التضامن و بنك التضامن و صندوق تشغيل الشباب العديد من الخدمات الجليلة والرائدة في المجال الإجتماعي و الإنساني خصوصا في المناطق المحرومة مثل تمكين بعض العائلات الفقيرة من امتلاك مسكن، تجهيز بعض القرى و تحسين ظروف عيشهم إضافة إلى بعث الكثير من المشاريع الصغرى و تشجيع الصناعات التقليدية و تعد هذه الصناديق من أهم إنجازات حركة السابع من نوفمبر، رغم ما شابها من عدم شفافية واستحواذ الحزب الحاكم على تسييرها خارج أطر الدولة و حتى الحكومة ، مما ترك حولها الكثير من الشكوك لدى القوى الوطنية و أبناء الشعب و لكن تبقى أحد عناوين التضامن في بلادنا وهي اليوم مطالبة أكثر بتقديم العون إلى ذوي الدخل المحدود ودعم الطاقة الشرائية لدى الطبقة الفقيرة و تشجيع الشباب على بعث المشاريع و المساهمة في تنشيط الإقتصاد الوطني. إن التضامن بين أبناء الوطن الواحد هو إحدى مظاهر إستقلال الإرادة الوطنية وتعزيز الثقة بالنفس و بالوطن، و نحن اليوم أمام تحديات كبيرة ، تتطلب منا الكثير من الحكمة والثبات خاصة و أن النخب الحديثة في تونس فشلت في وضع أسس وتصورات وطنية تونسية مقبولة تخرجنا من أزماتنا خصوصا الإجتماعية و السياسية، و لعل هذه الأزمة العالمية فرصة لإعادة الوفاق الوطني و توسيع دائرة الحكم بمشاركة شعبية أوسع و تقليص إختلال التوازن بين الدولة والمجتمع و فتح المجال أمام كل الطاقات الوطنية الشابة للمساهمة في مشروع الأفق الوطني. عماد الدين الحمروني تونس 5 ديسمبر 2008  

نادي دبي للصحافة: تعيين الزميل ناجي البغوري
عضوا في مجلس جائزة الصحافة العربية

 

اختار نادي دبي للصحافة الزميل ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ليكون عضوا في مجلس جائزة الصحافة العربية التي يشرف عليها. هذا التعيين تمّ بمسعى من محمد اليوسف رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين قبيل انعقاد المؤتمر الأخير لاتحاد الصحفيين العرب بالقاهرة. علما بأن التحالف بين الطرفين كان من شأنه أن يطيح بحضوض الصحفيين التونسيين في التواجد ضمن قيادة اتحاد الصحفيين العرب، لولا إنقاذ الزميل الهاشمي نويرة للموقف بدعم من الزميل سفيان رجب عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين المكلف بالعلاقات الخارجية، وتمكّنـه من الفوز بمقعد أمين عام مساعد للاتحاد. جائزة الصحافة العربية أنشئت في نوفمبر 1999 بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي الذي عهد إلى نادي دبي للصحافة بمهمة تأسيس الجائزة ووضع نظام عملها. لزيارة موقع الجائزة يرجى الضغط على الوصلة التالية http://www.arabjournalismaward.com واعتبرا لاختفاء صورة الزميل ناجي البغوري خلف «نافذة التتويج» أسفل يسار الصفحة الخاصة بأعضاء مجلس الجائزة، يرجي سحب الصورة من طرفها الأيمن حتى تتسنّـى مشاهدتها!؟  
(المصدر: مدونة زياد الهاني الإلكترونية بتاريخ 4 نوفمبر 2008)
 


 
الرئيس التونسي يبحث مع رئيس الوزراء الجزائري تعزيز التعاون الثنائي

  تونس, تونس,  04 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — بحث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم الخميس مع رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي، العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية راهنة. وقال رئيس الوزراء الجزائري الذي يزور حاليا تونس، إنه استعرض مع الرئيس التونسي الأوضاع في منطقة المغرب العربي والبحر الأبيض المتوسط، وإنهما بحثا القضايا الدولية إلى جانب النتائج التي أسفرت عنها اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين. ووصف أويحي هذه النتائج بالطيبة، وأكد حرص بلاده على الإرتقاء بالعلاقات بين تونس والجزائر. وكان رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي ترأس أمس الأربعاء أعمال إجتماعات الدورة الـ17 للجنة المشتركة التونسية-الجزائرية وذلك بحضور وفدي البلدين. وقال الغنوشي إن هذه الدورة تعدّ مناسبة لاستعراض حصيلة التعاون الثنائي والتأكيد على التواصل والتكامل وتعزيز التعاون بين البلدين. وأضاف أن التحديات تقتضي دعم مسيرة اتحاد المغرب العربي، الذي قال إنه خيار استراتيجي والإطار الأمثل لتحقيق التكامل والاندماج الإقتصادي بين دول المنطقة. من ناحيته، أكد أويحي حرص بلاده على تجسيد إتحاد المغرب العربي وعلى أن يكون التعاون الدولي في حوض البحر الأبيض المتوسط أكثر جدوى بما يعود بالفائدة على جميع شعوب المنطقة. بعد استكمال اتفاقيات الشراكة الصناعية مع الاتحاد الأوروبي: ترتيبات لمفاوضات تحرير تجارة الخدمات والاستثمار والمنتوجات الفلاحية والفلاحية المصنّعة والصّيد البحري  
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 4 ديسمبر)
 
 

 
 

 بعد استكمال اتفاقيات الشراكة الصناعية مع الاتحاد الأوروبي: ترتيبات لمفاوضات تحرير تجارة الخدمات والاستثمار والمنتوجات الفلاحية والفلاحية المصنّعة والصّيد البحري

تونس ـ الصباح: تعتبر تونس منذ بداية جانفي 2008، أول بلد جنوب متوسطي يستكمل مختلف مراحل إرساء منطقة للتبادل الحر بالنسبة للمنتوجات الصناعية. وسيتم في موفى السنة الجارية تفكيك الجزء الأخير من المعاليم الديوانية الموظفة على ما تبقى من المواد الصناعية والمقدرة بـ72 في المائة وعلى بقية القائمة 4 في نفس المجال الصناعي والمقدرة بـ4 فاصل 73 بالمائة. وهكذا تدخل المواد الأولية والتجهيزات في مجال الإعفاء الكلي من المعاليم الديوانية. لكن العلاقات التونسية الأوروبية على المستوى الثنائي، وفي الفضاء الأورومتوسطي ستدخل أيضا مرحلة جديدة من الانفتاح من خلال مواصلة المفاوضات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي بخصوص تحرير تجارة الخدمات والاستثمار، والإعداد للمفاوضات الثنائية مع الاتحاد بخصوص تحرير المنتوجات الفلاحية والفلاحية المصنعة والصيد البحري. بداية من أول أمس انطلقت تظاهرة بتونس جمعت كل الأطراف المعنية بالقطاع الفلاحي والتجاري، وحضرها ممثلون عن المفوضية الأوروبية، ومثلت هذه التظاهرة استعدادا أوليا لوضع ترتيبات المفاوضات المنتظر انطلاقها خلال فترة قريبة قادمة بخصوص المواد والقطاعات المشار إليها آنفا. فعلى ماذا تركز هذا اللقاء؟ وهل ينتظر أن يتم خلاله وضع روزنامة لبداية المفاوضات في هذا الشأن؟ ماذا عن المواد المنتظر البدء بها؟ وهل ستخضع المواد الفلاحية والفلاحية المصنعة إلى تمش تدريجي حسب قائمات في مجال تحريرها وذلك على غرار ما تم مع القطاع الصناعي وكافة مواده، وباعتبار حساسية بعض المواد كيف سيتم تبويبها نظرا لإنعكاساتها على السوق الداخلية، وموقعها في الإنتاج؟  
قطاع تجارة الخدمات والاستثمار وتحرير الخدمات داخله يعتبر قطاع الخدمات حديثا مقارنة بالقطاعات الأخرى، والعمل على تحريره يتطلب ضبطا كاملا لكل مستلزماته التشريعية والمجالات التي تدخل تحته. ومن هذا المنطلق فإن العمل على تحريره أو الدخول في ذلك لابد أن يتم عبر مفاوضات دقيقة تراعي جملة المكتسبات التونسية في هذا المجال، خاصة على ضوء ما شهده هذا القطاع في تونس من تطورات نوعية، صاحبت النقلة الحاصلة في المجال الاتصالي على وجه الخصوص، ومكنت من تطور نشاط الخدمات بما جعله في تونس يظاهي البلدان المتقدمة في مستويات عديدة وحديثة. ومجال الخدمات في تونس أسس منذ انطلاقته لبنية متينة في هذا المجال، خاصة مع بروز مكاتب خدمات في كل المجالات، واعتمادها على تقنيات حديثة، لا تقل قيمة عما ظهر في أوروبا في العشرية الأخيرة. كما أن الثروة البشرية والدفعات من خريجي الجامعة العاملين في هذا القطاع على اختلاف مجالاته، يعتبرون أكفاء لإدارته. ومن جملة هذه المنطلقات نعتقد أن قطاع الخدمات سوف لن يتطلب تحريره تعقيدات وصعوبات باعتبار التكافؤ الحاصل في هذا المجال بين تونس والفضاء الأورومتوسطي. أما بخصوص مجال الاستثمار وتحرير قطاعه فإن الإعداد له في تونس قد انطلق منذ سنوات، وأن الأرضية التشريعية والقانونية تبقى جاهزة لتحرير القطاع. ولعلنا في هذا المجال نؤكد على أن مجلة الاستثمار في تونس وغيرها من الأسس القانونية وما شملته من حوافز ومبادرات وتسهيلات، سوف تمثل الأرضية الصلبة للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي بشأن تحرير هذا القطاع ودفعه نحو الأفضل. ولاشك أنه وعلى الرغم من كل هذا فإن التمشي فيه سيخضع لترتيبات ولمجالات يمكن ان تكون مع البداية في عملية التحرير، في حين تبقى بعض القطاعات الأخرى الحساسة متصلة بمراحل قادمة وخلال سنوات آتية.   المنتوجات الفلاحية والفلاحية المصنعة والصيد البحري بقدر ما يمثل قطاعا الخدمات والاستثمار أهمية ويتطلب تحريرهما والدخول في شراكة كاملة عبرهما مع الاتحاد الأوروبي مبدا بالنسبة للسياسة الاقتصادية في تونس، فإن تحرير تجارة المنتوجات الفلاحية والفلاحية المصنعة والصيد البحري يبدو الأهم، والأصعب والأدق. ولعل إرجاء التفاوض بشأن تحرير تجارته مع الاتحاد الأوروبي، حد استكمال تحرير التجارة في المجال الصناعي دليل على أهميته وحساسيته، وصعوبة التفاوض بشأنه. منتجات هذا القطاع متنوعة ومتعددة، منها ما يصدر طازجا، ومنها ما يخضع للتصنيع والتحويل، ولا شك أن في كل هذا هناك اعتبارات وتراتيب وأولويات واتفاقيات بشأن كل نوع منها من حيث التصدير والتعليب وغيرها من المجالات الأخرى التي يطول شرحها نظرا لاعتباراتها الفنية. كما أن التحرير لهذا القطاع يفترض أن يخضع لأولويات بخصوص استحقاقات السوق الداخلية وحاجياتها من مجمل هذه المواد المصنعة وطنيا، وأحقيتها في السوق الداخلية. وجملة هذه الجوانب لا شك أنها ستخضع لتدقيقات على مستوى كل المواد من حيث أولوية التحرير فيها، وبعضها التي تمثل مواد حساسة التي سيقع ارجاء تحريرها الى مراحل قادمة وبالتالي فإن التمشي سوف يكون طبق روزنامة تحدد مجالات المواد المحررة طبقا لما تقتضيه مصالح الاقتصاد التونسية. هذا ما يمكن الإشارة إليه في مرحلة أولى، وقبل الانطلاق الفعلي للتفاوض مع الفضاء الأوروبي بشأن تحرير تجارة المنتوجات الفلاحية والفلاحية المصنعة والصيد البحري. ولا شك أن الفترة القادمة ستكشف جملة البرامج والاستعدادات لدخول هذه المفاوضات، والبدء في التحرير التدريجي للقطاع.   علي الزايدي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 4 ديسمبر 2008)  

 
 وزير الدفاع التونسي يؤكد التزام بلاده بمعاهدة حظر الانتشار النووي

  تونس, تونس,  04 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — جدد وزير الدفاع التونسي كمال مرجان التأكيد على التزام بلاده بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ودعا إلى تجاوز العلاقات التقليدية بين الدول الأعضاء في هذه المعاهدة والبحث عن أنماط جديدة للتعاون. وقال مرجان في كلمة توجه بها إلى المشاركين في ندوة إقليمية بشأن تطوير المراكز الوطنية للبيانات بالدول الإفريقية توصل أعمالها اليوم الخميس بتونس، إن بلاده انضمت إلى معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، منذ 12 عاما. واعتبر إن هذا الانضمام يعكس التزام تونس بواجباتها إزاء المجتمع الدولي واحترامها للقوانين الدولية، ومناهضتها لكل أشكال امتلاك أسلحة الدمار الشامل بصفة عامة واستعمالها وانتشارها. وينظم هذه الندوة التي ستتواصل أعمالها على مدى ثلاثة أيام، المركز الوطني التونسي للاستشعار عن بعد بالتعاون مع منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وبمشاركة خبراء من 23 دولة أفريقية، إلى جانب مدير المعهد الدولي للبيانات بمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وأشار إلى أن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لم تصادق عليها لغاية الآن سوى 147 دولة من أصل 180 دولة، ما جعلها غير سارية المفعول بصفة قانونية. وتأسست هذه المعاهدة التي تتخذ من العاصمة النمساوية مقرا لها،في العاشر من سبتمبر/ أيلول 1996، وهي تهدف إلى حظر شامل على إجراء التجارب النووية، ولكنها لم تدخل حيز التنفيذ بسبب رفض 11 دولة نووية التوقيع أو المصادقة عليها. وفي هذا السياق، دعا مرجان إلى ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل اعتماد المعاهدة المذكورة دوليا، وبالتالي إرساء مقومات عالم يسوده الأمن والسلم والاستقرار والتضامن، لاسيما على ضوء ما يشهده العالم اليوم من أزمات ونزاعات. ويتطلب دخول المعاهدة حيز التنفيذ توقيع ومصادقة 44 دولة من الدول المالكة للمنشآت النووية، حيث تواصل دول عدة في رفضها لهذه المعاهدة، بينها أمريكا وإسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية التي ما زلت تتمسك بخيار الردع النووي. ومن جهة أخرى، دعا وزير الدفاع التونسي إلى تجاوز ما وصفه بالعلاقات التقليدية بين الدول الأعضاء في معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية من خلال “منظومة المراقبة والبحث عن أنماط جديدة للتعاون بين المراكز الوطنية للبيانات التابعة للدول الموقعة على المعاهدة. واعتبر أن تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية الأعضاء يستوجب حسن استغلال الإمكانيات المتوفرة،وتطوير القاعدة المعرفية،والقدرات اللازمة لاستيعاب ما تقدمه منظومة المراقبة من معطيات هامة وما ينتج عنها من تطبيقات علمية ومدنية مفيدة في مجالات البحث العلمي والتأهب للكوارث والرصد الجوى والمناخي. وأشار في هذا الإطار إلى أن تونس أنشأت منذ عامين محطتين للمراقبة بوسط وغرب البلاد، كما شرعت في إرسال البيانات التي تقدمها إلى المركز الدولي بالعاصمة النمساوية فيينا طبقا للضوابط الفنية المعتمدة في هذا الميدان. واعتبر أن المركز التونسي للبيانات “يمكن أن يقوم بمهمة الربط بين مختلف المراكز المماثلة في الدول المغاربية والعربية و المتوسطية والأفريقية، من أجل تبادل التجارب والخبرات وتطوير أنشطة مختلف المراكز. يشار إلى أنه توجد حاليا شبكة تحقق لمراقبة الالتزام بتنفيذ هذه المعاهدة، تتألف من 337 مركزا في جميع أنحاء العالم لمراقبة البيئة وتسجيل أي  إشارة إلى إجراء تفجير نووي، ثم إرسال البيانات المسجلة إلى  مركز البيانات الدولي بمقر المعاهدة في العاصمة النمساوية.  
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 4 ديسمبر)  

 
 البحرية التونسية تنقذ سفينة تجارية مالطية جانحة
 تونس, تونس,  04 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — أنقذت وحدات تابعة لديوان البحرية التجارية والموانئ التونسية سفينة تجارية ترفع علم مالطا، من الغرق بعد أن جنحت شرق السواحل التونسية الشرقية. وذكرت الصحف التونسية الصادرة اليوم الخميس،أن السفينة المالطية جنحت فجر يوم الثلاثاء الماضي شرق سواحل جزيرة قرقنة التابعة لمحافظة صفاقس الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوب شرق تونس العاصمة. وأشارت إلى أنه رغم العوامل المناخية الصعبة، فإن عملية الإنقاذ التي تواصلت على امتداد يوم ونصف، تمت دون إلحاق أي ضرر بالسفينة المالطية، وتجهيزاتها وحمولتها، وكذلك دون الإضرار بالبيئة والمحيط البحري.   (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 4 ديسمبر)  

 
الديوان الوطني للسياحة 6،6 ملايين سائح زاروا تونس منذ بداية العام

تونس ـ الصباح: بلغ عدد السياح  الوافدين الى تونس خلال الاشهر الأحد عشر الماضية من العام الحالي 66،6 مليون سائح مسجلا نموا بـ7،3% مقارنة بذات الفترة من سنة 2007 حسب الديوان الوطني التونسي للسياحة. سجل عدد الوافدين الاوروبيين زيادة بـ6،72 الف سائح خلال الاشهر الاحد عشر الماضية من العام الحالي لتبلغ 98،3 مليون سائح مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. وبالتالي سجلت السوق الفرنسية زيادة بـ8،4% خلال الأشهر الاحد عشرة الماضية من العام لتبلغ 34،1 مليون سائح مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كذلك الشأن بالنسبة للسوق الالمانية فقد سجلت نموا في عدد الوافدين بـ2،1% خلال الاشهر الاحد عشرة من العام الحالي الى نحو 505 الف سائح مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 وسجلت اسواق اوروبا الشرقية والوسطى وبالخصوص السوق البولونية زيادة بـ3،40% خلال الأشهر الاحد عشرة الماضية من العام الى نحو 205 الف سائح مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كذلك الشأن بالنسبة للسوق الروسية التي بلغ فيها عدد الوافدين 159 الف سائح خلال الاشهر الاحد عشر الماضية من العام الحالي مسجلة نموا بـ1،14% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007. وبالنسبة للسوق المجرية فقد سجلت زيادة بـ1،2% الى نحو 54 الف سائح وبعود ذلك الى انها سوق موسمية فهي صيفية بالاساس اذ خلال فصل الشتاء يحبذ المجريون قضاء عطلهم بمحطات التزحلق على الجليد. وساهمت السوق المغاربية في نمو عدد السياح الوافدين الى تونس حيث سجلت زيادة بـ1،15 الف سائح لتبلغ 52،2 مليون سائح خلال الاشهر الاحدى عشرة الماضية من العام الحالي وهذا بفضل نمو السوق الليبية التي سجلت زيادة بـ7،11% لتصل الى 61،1 مليون سائح مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 في حين سجلت السوق الامريكية نموا بـ8،7% لتبلغ 34 الف سائح خلال الاشهر الاحد عشر الماضية من العام الحالي وبالتالي ساهمت في نمو السياحة التونسية. اما على مستوى الاسواق التي تقلص فيها عدد الوافدين فبالنسبة لبعض الاسواق الاوروبية تقلص عدد الوافدين في السوق البريطانية بـ1،18% ليصل الى 234 الف سائح خلال الاشهر الاحد عشر الماضية من العام ويعود دائما الى غياب شركات ذات التعريفة المنخفضة وتراجعت السوق النمساوية بـ5،18% خلال الاشهر الاحد عشر الماضية من العام الحالي اي ما يعادل 71 الف سائح مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 الى جانب تقلص عدد الوافدين في السوق الاسبانية بـ3،17% لتصل الى 100 الف سائح خلال الاشهر الاحد عشر  الماضية من العام الحالي. اما بالنسبة للسوق المغاربية فان السوق الجزائرية سجلت تراجعا بـ6،2% لتصل الى 872 الف سائح مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007. بلغ عدد الليالي المقضاة 36 مليون ليلة سياحية خلال الأشهر الاحد عشر الماضية من العام الحالي مسجلة نموا بـ8،1% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية وتبقى منطقة جربة ـ جرجيس في طليعة المناطق السياحية حيث سجلت نموا بـ9،4% خلال الاشهر الاحد عشر الماضية من العام ليبلغ عدد الليالي المقضاة 19،9 مليون ليلة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007. وبلغ عدد الليالي المقضاة في جهة نابل ـ الحمامات 32،6 مليون ليلة مقضاة خلال الاشهر الاحد عشر الماضية من العام مسجلة نموا بـ7،0% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. كذلك الشأن بالنسبة لمنطقة ياسمين الحمامات فقد بلغ عدد الليالي المقضاة بها 02،3 مليون ليلة خلال الاشهر الأحد عشر الماضية من العام مسجلة زيادة بـ3،0% مقارنة بذات الفترة من السنة الماضية. وسجلت كل من جهة تونس ـ ضفاف قرطاج وجهة المهدية نموا في عدد الليالي المقضاة على التوالي بـ1،1% و6،3% في حين سجلت جهة سوسة تراجعا في عدد الليالي المقضاة بـ1،3% اي ما يعادل 54،7 مليون ليلة مقضاة. وسجل عدد الليالي المقضاة خلال شهر نوفمبر الفارط نقصا بـ4،0% اي ما يعادل 70،1 مليون ليلة مقضاة مقارنة بنفس الشهر من سنة 2007. وكانت جهة سوسة أكثر الجهات السياحية التي سجلت نقصا بـ1،13% لتصل الى 344 الف ليلة مقضاة خلال شهر نوفمبر الفارط مقارنة بنوفمبر 2007. تليها جهة نابل-الحمامات التي سجلت تراجعا بـ8،5% خلال شهر نوفمبر الفارط اي ما يعادل 207 الف ليلة مقضاة مقارنة بشهر نوفمبر 2007 وقد ساهمت الازمة الاقتصادية العالمية في تقلص السياحة في العالم لكن في تونس وبحكم قربها من الاسواق الأوروبية فان تأثيرها يعد ضعيف مما يجعل كلفة النقل الجوي في متناول الأغلبية. وهيبة علبوشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 ديسمبر 2008)
 

 
 صفحات من تاريخ الحركة الوطنية يرويها لنا محيي الدين القليبي

بقلم: عبد القادر القليبي تنشر «الصباح» في ما يلي معطيات جديدة بشأن اعمال المناضل المرحوم محيي الدين القليبي المتعلقة بتاريخ الحركة الوطنية والتي صادف يوم الاثنين الماضي غرة ديسمبر ذكرى وفاته. في ما يلي بعض التفاصيل حول وثيقة مخطوطة للمرحوم عثر عليها من بين مخلفاته بقلم نجله عبد القادر القليبي. تحدثنا في كتابنا السابق: «محي الدين القليبي او جهاد ثلث قرن: «نشر «سيريس» عن مؤلفات المناضل المرحوم محيي الدين القليبي وذكرنا ما نشر منها وما لم ينشر، واشرنا الى هذا الصنف الاخير من الاعمال الى كتاب يعنى بتاريخ الحركة الوطنية وهو من التي رأيناها على طاولته في منزله بدمشق جاهزة للطبع الى جانب مصنف اخر يخص تاريخ الصحافة في شمال افريقيا، كان ذلك في صائفة 1954 عندما زرناه اثناء اقامته بسوريا وقبيل وفاته، وكلها ضاعت كما ذكرنا ولم نعثر لها على اثر عندما ذهبنا صحبة المرحوم الطيب سليم لجلب رفات والدنا. الا اننا وجدنا في مخلفاته وثيقة مخطوطة تقع في عشر صفحات استنتجنا من سياق ما جاء فيها انها جزء من العمل الذي تممه صاحبه في تونس ثم حمله معه الى المشرق قصد نشره او انه اخذه غير تام واكمل تحريره هناك. ومثل هذه الوثيقة، على كونها بتراء وغير متتابعة الصفحات، الا انها ثرية بالارشادات: فاول ما تجب الاشارة اليه وماهو متأكد هو ان الخط خط محيي الدين فنحن تعودنا عليه من خلال تصفحنا لمختلف الوثائق التي راجعناها لتأليف كتابنا: «محيي الدين القليبي او جهاد ثلث قرن»: نشر سيريس: «ويمكن ان نضيف الى ان هذا الخط تغير عن قصد حيث انه كان يستعمله في اتصالاته بزعماء شرقيين، او عن غير قصد وصار شرقيا عندما اقام والدنا بالقارة. ثم ان الاسلوب اسلوبه تمكنا منه اثناء قيامنا بنفس العمل. وقد لفتت انتباهنا جملة في المخطوطات تجعلنا نميل الى الجزم بانها جزء من العمل الذي اشرنا اليه والمتعلق بتاريخ الحركة الوطنية وهذه الجملة هي: «وحيث بلغنا في سير الحركة الوطنية الى هذه النقطة فيحسن بنا ان نلم بالنتائج العظيمة التي حصلت عليها الامة التونسية في هذا الدور». اضف الى ذلك ان محيي الدين القليبي لم يكن ضمن الوفد الاول الذي ذهب الى باريس سنة 1920 برئاسة مؤسس الحزب الحر الدستوري المناضل الكبير الشيخ عبد العزيز الثعالبي، للتعريف بالقضية التونسية واطلاع الرأي العام الفرنسي عليها، ورغم ذلك فاننا نجد في الوثيقة تفاصيل عن اعمال الوفد بباريس وملابساته وخاصة عن دور الثعالبي وسبب اعتقاله ما لا يمكن ان يلم به الا عضو من اعضاء الوفد. ولا يمكن ان يكون الثعالبي لاننا نجد في النص ما يلي: «وتمخضت الحركة عن وجود بطل هذا الدور (الرجل) القدير الذي تغلب بمواهبه العظيمة على تذليل العقبات التي كانت تعترض المسألة واوجد بما بذله من المجهودات وباقدامه النادر وتضحيته الوحيدة في بابها مسألة تونسية بباريس. وهذا الاسلوب هو اسلوب محيي الدين القليبي والاعجاب بالثعالبي هو اعجاب محيي الدين القليبي وان لم يختص به وحده. ولا نعتقد ان يكون المناضل المرحوم احمد الصافي الذي كان ضمن الوفد ولا غيره لاننا وقد تشبعنا باسلوب محيي الدين يمكننا ان نجزم بان النص من تحريره. ولنصل الان الى محتوى الوثيقة (سننشرها بحذافيرها لاحقا ان شاء الله) فهي تشتمل على: ذكر تحركات اعضاء الوفد مقابلات مع بعض اعضاء الحكومة وزعماء الاحزاب السياسية قصد اطلاعهم علي الوضع السياسي والاقتصادي في تونس وابلاغهم مطالب الشعب التونسي المعبر عنها في كتاب «تونس الشهيدة» وكذلك في المقالات الصحفية التي ارسلت الى بعض الصحف اليسارية وفي المحاضرات التي كانوا يلقونها في نوادي بعض الجمعيات. معارضة الثعالبي اثناء اتصالاته بالمسؤولين الفرنسيين لمشروع القرض الذي جاء به فلاندان (المقيم العام لفرنسا بتونس انذاك) الى باريس مدعيا انه لفائدة تونس ففضحه الثعالبي وبين انه يثقل كاهل التونسيين ولن يستفيد منه الا المعمرون الفرنسيون. القاء القبض على الثعالبي واتهامه بالتآمر على امن الدولة، اسماء المحامين الذين كلفهم اعضاء الوفد بالدفاع عن رئيسهم (يذكر الكاتب هنا بتفاصيل كثيرة منها ظروف اعتقال الثعالبي وترحيله الى تونس) هذه لمحة وجيزة عن هذه الوثيقة اردنا تقديمها للقراء الكرام لما تحتوي عليه من ارشادات ثمينة عن عمل الوفد الاول للحزب الحر الدستوري التونسي الى باريس وعن نظرة المناضل محيي الدين له ونرجو ان نتمكن لاحقا من نشر كامل النص تتمة للفائدة وخدمة للتاريخ. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 ديسمبر 2008)  


 
فيلم تونسي جريء يتوج بمهرجان السينما الاوروبية بتونس

  من طارق عمارة تونس 4 ديسمبر كانون الاول/رويترز/  أعلن الليلة الماضية في ختام مهرجان أيام السينما الاوروبية بتونس عن فوز المخرج التونسي ابراهيم اللطيف بجائزة الجمهور عن فيلمه //سيني شيتا// والذي وجه فيه سهام نقده اللاذعة الى اجهزة الرقابة بوزارة الثقافة في بلاده. وضمن حفل الختام الذي اقيم بقاعة الكوليزي بالعاصمة أعلن عن اسناد أهم جائزة في المهرجان وهي جائزة يسندها الجمهور للافلام المشاركة لفيلم //سيني شيتا// من تونس. وافتتحت الدورة الخامسة عشرة من مهرجان السينما الاوروبية بتونس في 20 من الشهر الماضي بمشاركة 15 بلدا اوروبيا اضافة الى تونس. وتسلم ابراهيم اللطيف الاوسكار من لجنة التنظيم بحضور ابطال فيلمه ومن بينهم محمد علي بن جمعة ومحمد علي النهدي وقال لطيف للحاضرين //أنا بحاجة الى هذا الدعم منكم//. ومنحت الجائزة التي امتنع المنظمون عن تحديد قيمتها المادية بطريقة استطلاع اراء شملت الجمهور الحاضر طيلة أيام المهرجان. ويروي //سيني شيتا// قصة ثلاثة شبان مولعين بالسينما هم//شاهين//و//حميد// و//أنيس// سعوا الى انجاز أول فيلم غير انهم اصطدموا برفض مصلحة الدعم بوزارة الثقافة المساعدة في تمويل الفيلم الا في حالة حذف عدة أجزاء عن الارهاب والتشدد الديني والجريمة. ويسعى الشبان للحصول على المال بأي طريقة لتمويل مشروعهم فيلجأون للسطو على بنك مما يمكنهم من تحقيق حلمهم بانتاج فيلم بل وعرضه كذلك في مهرجان كان السينمائي أحد أشهر المهرجانات العالمية. وقال اللطيف //جميل ان أحظى بهذا التتويج قبل ان يخرج الفيلم الى القاعات//. وعرض الفيلم لاول مرة ضمن انشطة مهرجان السينما الاوروبية بتونس وينتظر ان يعرض بالقاعات التجارية خلال الاسابيع المقبلة. ويلقي المخرج في الفيلم الذي طغت على أغلب اجزائه مواقف الكوميديا السوداء الضوء على ممارسات مسؤولين بوزارة الثقافة قال انها //تحد من حرية التعبير//. وبعد ذلك تم عرض فيلم روماني بعنوان //الوثيقة ستكون زرقاء// بحضور رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في تونس ادريانوس كوتزنجتر الذي قال ان الدورة الخامسة عشرة من المهرجان تميزت باقبال جماهيري كبير مما يؤكد نجاحها. وكانت انتقادات وجهت للمهرجان بعد عرض فيلم عن المحرقة اليهودية في الافتتاح. واثار عرض فيلم //سر// للمخرج الفرنسي كلود ميلر عن المحرقة اليهودية سخطا واسعا لدى شريحة واسعة من المثقفين والاعلاميين وحتى الجمهور الذي قاطع أغلبه عرض الافتتاح وخرج من القاعة محتجا. وشارك أكثر من 40 فيلما بالمهرجان من 15 بلدا اوروبيا اضافة الى تونس البلد المستضيف للحدث الذي اقيم في ست محافظات تونسية.   (المصدر: وكالة رويترزللأنباء بتاريخ 4 ديسمبر 2008)
 

لطفى بوشناق يختتم أيام الثقافة التونسية بدمشق

  دمشق ـ العرب ـ وكالات: أحيا المطرب التونسى المعروف لطفى بوشناق سهرة غنائية فى قاعة الدراما بدار الأوبرا الاربعاء فى ختام فعاليات الأيام الثقافية التونسية فى سورية والتى استمرت منذ التاسع والعشرين من الشهر الماضي. وبدأ بوشناق حفله المشبع بالموسيقا العربية الأصيلة بموشح “بى رشا” فمقتطفات من نوبة الاصبحين فأغنيات “غنائى لهم” و”نساية” و”أنا جبيت” و”خلتي” و”غالبك” و”ريتك” و”انت شمسي” و”لامونى اللى غاروا مني” و”سمرة ياسمرة” واخيرا اغنية “كى يضيق بك الدهر”. وأبدع المطرب التونسى بتلويناته الصوتية واللحنية أعذب الألحان العربية المشبعة بالنغمات الشرقية الأصيلة على تنوعها من الموشح السورى الى المصرى الطابع الى الاندلسى قبل ان يقدم اغنيات نالت فى تونس ودول المغرب العربى شهرة كبيرة فيما كان الجمهور السورى يردد معه معظم الاغنيات ويرافقه تصفيقا طوال الحفلة منتشيا طربا مع هذا المطرب المبدع. ورافقه فى الفرقة الموسيقية 9 عازفين هم توفيق زغندة على القانون وعبد الكريم حليلو على التشيلو والبشير السالمى وعبد المجيد بن عبد الله ومنير زغندة على الكمان والاسعد الفدارى على المزهر والمختار بن جميع على الدف ورضا بالقايد على الدربكة اضافة الى عزف المطرب نفسه على العود فيما تشكل الكورس من شكرى العوينى وحمدى عمر ورفيق الراحجي. ويعد لطفى بوشناق أحد أهم نجوم الاغنية العربية وقد تتلمذ على كبار شيوخ الطرب فى تونس واساتذة الموسيقا العربية الاصيلة وبدأ نجمه يسطع فى سماء الفن فى تونس قبل الخامسة عشرة من عمره وخاصة فى القصائد والموشحات والادوار والارتجالات وما لبث ان اصبح المطرب الاول للمجموعات الموسيقية التونسية كفرقة الاذاعة والتلفزة والفرقة الرشيدية وغيرها ومن ثم انطلق نجمه فى سماء الوطن العربى وقد اشتهر بأداء الاغنيات الطربية الاصيلة والموشحات وحظى بتقدير كبريات المؤسسات الثقافية والموسيقية فى الوطن العربى كما زار اوروبا وآسيا ومختلف دول العالم سفيرا للغناء العربى وليس التونسى فحسب. وكانت فعاليات الايام الثقافية التونسية قدمت مجموعة من المعارض المتخصصة من حرف تقليدية وكتب ولوحات تشكيلية وصور عن المساجد فى البلاد التونسية اضافة الى امسيات شعرية وافلام سينمائية وعمل مسرحى بعنوان “هوى وطني” إضافة الى حفلات موسيقية وتراثية.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 4 ديسمبر 2008)

 صفحات من تاريخ الحركة الوطنية يرويها لنا محيي الدين القليبي

   

بقلم: عبد القادر القليبي تنشر «الصباح» في ما يلي معطيات جديدة بشأن اعمال المناضل المرحوم محيي الدين القليبي المتعلقة بتاريخ الحركة الوطنية والتي صادف يوم الاثنين الماضي غرة ديسمبر ذكرى وفاته. في ما يلي بعض التفاصيل حول وثيقة مخطوطة للمرحوم عثر عليها من بين مخلفاته بقلم نجله عبد القادر القليبي. تحدثنا في كتابنا السابق: «محي الدين القليبي او جهاد ثلث قرن: «نشر «سيريس» عن مؤلفات المناضل المرحوم محيي الدين القليبي وذكرنا ما نشر منها وما لم ينشر، واشرنا الى هذا الصنف الاخير من الاعمال الى كتاب يعنى بتاريخ الحركة الوطنية وهو من التي رأيناها على طاولته في منزله بدمشق جاهزة للطبع الى جانب مصنف اخر يخص تاريخ الصحافة في شمال افريقيا، كان ذلك في صائفة 1954 عندما زرناه اثناء اقامته بسوريا وقبيل وفاته، وكلها ضاعت كما ذكرنا ولم نعثر لها على اثر عندما ذهبنا صحبة المرحوم الطيب سليم لجلب رفات والدنا. الا اننا وجدنا في مخلفاته وثيقة مخطوطة تقع في عشر صفحات استنتجنا من سياق ما جاء فيها انها جزء من العمل الذي تممه صاحبه في تونس ثم حمله معه الى المشرق قصد نشره او انه اخذه غير تام واكمل تحريره هناك. ومثل هذه الوثيقة، على كونها بتراء وغير متتابعة الصفحات، الا انها ثرية بالارشادات: فاول ما تجب الاشارة اليه وماهو متأكد هو ان الخط خط محيي الدين فنحن تعودنا عليه من خلال تصفحنا لمختلف الوثائق التي راجعناها لتأليف كتابنا: «محيي الدين القليبي او جهاد ثلث قرن»: نشر سيريس: «ويمكن ان نضيف الى ان هذا الخط تغير عن قصد حيث انه كان يستعمله في اتصالاته بزعماء شرقيين، او عن غير قصد وصار شرقيا عندما اقام والدنا بالقارة. ثم ان الاسلوب اسلوبه تمكنا منه اثناء قيامنا بنفس العمل. وقد لفتت انتباهنا جملة في المخطوطات تجعلنا نميل الى الجزم بانها جزء من العمل الذي اشرنا اليه والمتعلق بتاريخ الحركة الوطنية وهذه الجملة هي: «وحيث بلغنا في سير الحركة الوطنية الى هذه النقطة فيحسن بنا ان نلم بالنتائج العظيمة التي حصلت عليها الامة التونسية في هذا الدور». اضف الى ذلك ان محيي الدين القليبي لم يكن ضمن الوفد الاول الذي ذهب الى باريس سنة 1920 برئاسة مؤسس الحزب الحر الدستوري المناضل الكبير الشيخ عبد العزيز الثعالبي، للتعريف بالقضية التونسية واطلاع الرأي العام الفرنسي عليها، ورغم ذلك فاننا نجد في الوثيقة تفاصيل عن اعمال الوفد بباريس وملابساته وخاصة عن دور الثعالبي وسبب اعتقاله ما لا يمكن ان يلم به الا عضو من اعضاء الوفد. ولا يمكن ان يكون الثعالبي لاننا نجد في النص ما يلي: «وتمخضت الحركة عن وجود بطل هذا الدور (الرجل) القدير الذي تغلب بمواهبه العظيمة على تذليل العقبات التي كانت تعترض المسألة واوجد بما بذله من المجهودات وباقدامه النادر وتضحيته الوحيدة في بابها مسألة تونسية بباريس. وهذا الاسلوب هو اسلوب محيي الدين القليبي والاعجاب بالثعالبي هو اعجاب محيي الدين القليبي وان لم يختص به وحده. ولا نعتقد ان يكون المناضل المرحوم احمد الصافي الذي كان ضمن الوفد ولا غيره لاننا وقد تشبعنا باسلوب محيي الدين يمكننا ان نجزم بان النص من تحريره. ولنصل الان الى محتوى الوثيقة (سننشرها بحذافيرها لاحقا ان شاء الله) فهي تشتمل على: ذكر تحركات اعضاء الوفد مقابلات مع بعض اعضاء الحكومة وزعماء الاحزاب السياسية قصد اطلاعهم علي الوضع السياسي والاقتصادي في تونس وابلاغهم مطالب الشعب التونسي المعبر عنها في كتاب «تونس الشهيدة» وكذلك في المقالات الصحفية التي ارسلت الى بعض الصحف اليسارية وفي المحاضرات التي كانوا يلقونها في نوادي بعض الجمعيات. معارضة الثعالبي اثناء اتصالاته بالمسؤولين الفرنسيين لمشروع القرض الذي جاء به فلاندان (المقيم العام لفرنسا بتونس انذاك) الى باريس مدعيا انه لفائدة تونس ففضحه الثعالبي وبين انه يثقل كاهل التونسيين ولن يستفيد منه الا المعمرون الفرنسيون. القاء القبض على الثعالبي واتهامه بالتآمر على امن الدولة، اسماء المحامين الذين كلفهم اعضاء الوفد بالدفاع عن رئيسهم (يذكر الكاتب هنا بتفاصيل كثيرة منها ظروف اعتقال الثعالبي وترحيله الى تونس) هذه لمحة وجيزة عن هذه الوثيقة اردنا تقديمها للقراء الكرام لما تحتوي عليه من ارشادات ثمينة عن عمل الوفد الاول للحزب الحر الدستوري التونسي الى باريس وعن نظرة المناضل محيي الدين له ونرجو ان نتمكن لاحقا من نشر كامل النص تتمة للفائدة وخدمة للتاريخ.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 4 ديسمبر 2008)


 
فريد خدومة دكتاتورية الحب
تلبدي مثل الغمامة تكاثفي تفرقعي “أمطري حيث شئت فخراجك آت إلي” لا الريح تتركك حتى الأصيل و لا الأصيل يلقاك كما تلقى الأم الرضيع تحضنك تدفئك تناغيك تسقيك حليبا أمطري ماء يغتال ذرات الرمل يجعلها طينا أمشي على الطين أسّاقط مثل الأحجار أجثو على ركبتي أضعت تقاسيم الوجه في الطين أبتلع طينا آسن أتقيأ أيام الذكرى أتكوم من ألم الوقعه أرفض أن أصرخ أتمدد كي أمسك بالجاني كي أرميه في المجهول كي أحرقه بالنار أضحك حتى أنسى طين يقتله طين وجع في و أنين سكين يقطعني نصفين نصف يرميه ونصف يلقفه جلادي يصلبه فوق الأعواد يطليه عسلا أو سكر يدعو ذبابا كي يلعقه كي ينهش نصف جسدي المنهك   أمطري إن شئت النار تحرق أخضر حب باق رغم القهر كالأزهار تحرق حتى اليابس من أملي المنهك تحرق حتى الوجه العابس و الصبح ملاك من نور أمشي في الصبح بلا وجه فوجهي محترق خلفته يبكي في البيت ما أفعل بالوجه الباكي فوجهي يرفض أن يلقاك يكفر بالحب المتذلل يكفر بالسهر خلفته قرب المرآة يصنع في الشبه أشياء أخرى كالعزة أو كالثورة جئتك من خلف المأساة سفني في اليم راسية تنتظر الريح كي ترحل أو تنتظر الموت   أكتبي ما شئت كالشعر أو كالألم كالسحر المنبعث منك أكتبي حتى الحبر يصبح محض الذكرى أكتبي كل الأوراق أكتبي حتى لا يبقى بالباطن نقطة حب أكتبي حتى لا يبقى بالعين لحظة شك أكتبي حتى لا يبقى للعاذل لحظة شك لحظة شك أكتبي حتى لا يبقى للموت لعجة برق أكتبي ما قد عجز لسانك عن نطقه   أنذرك حتى خريف قادم أعلن أني قد أكسر كل الأسوار حراسك من طين حراسي من نار إحرق كل الأوراق المختومه لا تبقي بالكون ذرة شعر أنذرك حتى خريف قادم كي ترتحلي من أسر الذكرى كي تكسري أصناما توبي من وهم العظمه هبل و مناة طين في طين وهم أن تبقي قربانا تشاوسيسكو مازال يساقط من عليائه أبو الهول يغرق في الريح انسي أن الفجر جاءك قبل بلوغ الربوه في الأفق فجر قد يأتيك حبوا قد يجعله جذوه حب لا تنطفىء أبدا أبدا أنذرك آخر مرة أو أحمل فأسي مقتحما صنما فيك أكسره أفتته أجعله ذراتا لا تنفع إلا في الطرق   ثوري فالصنم تكسر ثوري ثوري مرة ايران ثارت مره فرنسا ثارت مره ثوري مره حتى عن ذكراك المره احرقي أوراق الذكرى فجري قلبك و الروح موتي إن شئت فالموت ثوره يأتي في العمر مره تهت فيك في أشواقي ذات لقاء لم أتقدم سيفك فوق العنق سكين في الصدر بالأفق ترقبني زهره ترفض أن تتقدم أكثر أرجو أن أتقدم أكثر لا أقدر   شيء فيك في عينيك يدنيني يبعدني يسهرني أقسمت الليلة أن أتقدم لا يكفي أن أقسم ليلا لا بد أن أتفجر صار الفجر فيك أنثى ينساب منه السحر شعره منسدل النورس يحرسه و الموج يرفعه فوق الشبه لماذا أحاول أن أقنعك يا أنثى أني وحدي أصدق من في الأرض لماذا أحاول أن أقنعك أنك وحدك رمز الغدر لماذا أحاول أن أقنعك أن التفاحة سبب العجز في من قال بأني وفي هل حدثتك كم أنثى سميتها قبل لقائك فاتنتي هل حدثتك كم أهديتها باقة ورد هل حدثتك كم زهرة ذبلت بيدي أشواكها ما عادت تؤلمني أشواقها ما عادت تعنيني رقم صارت في دفتر مجزرة طيشي هل حدثتك أن اسمي السّري هتلر   أقسم أني سفاح نساء لو تبت هل يقبل ورق التوت أن يغفر هل يقبل طير أن يبني عشه في وطني هل تقبل شمس أن تشرق ثانية من شرقي أنصحك أن تنسي أني أهديتك فستان السهره لا أعرف فن الرقص فيروز تهمز ” حبيتك بالصيف ” أتعثر أسقط يسقط رأسك على كتفي سحر في عينيك ضميني أكثر أكثر كي لا أتبخر غادرني طيفك مرتحلا حدثني طير القلق أني لم أرقص حق طار القلق ما أصنع بالقصص الأخرى   قلت اليل أهديها فستان السهره ربما أرقص حقا حق لكني لا أعرف من أين أبدا أبدأ مثل الأطفال أجمع وردا أنثره خلفك أقذف بيتك أكتب شعرا في عينيك لكني لا أعرف من أين أبدأ   أبدأ مثل العشاق أرقبك من مقهى الحي أمشي خلفك أجلس قربك لا أستأذن إني أنثى اجمع أشياءك واتبعني أو فارحل وجهك يحكي شعرا لا لا تتلعثم جرأتك تقتلني فيك شبه من أمي ريحك فيه سحر الشرق هل أنت من جبل لبنان كم قطعة سكر في القهوة كم تدفع كي تبقى دهرا حبك يا فاتنتي سحرا لن أسهر لا لن أتذلل كم قطعة سكر شكرا شكرا قهوتي مره   لا أعرف من أين أبدأ  أبدأ مثل كهل يستجمع رنات الذكرى ذات ربيع صددني كانت تسكن هذا البيت ترفض أن تقبل دعواتي للسهره ترفض أن تهديني بسمه شيب يدعوني كي أنسى قلب يرفض أن ينساك حتى أرحل خلف الذكرى ذات مساء حتما آت آت    لا أعرف من أين أبدأ لا أعرف كيف ألقاك سأجرب شكلا لم يؤلف سأجرب حتى أتمكن لن أكتب شعرا أو نثرا لن أرسم وجهك في لوح لن أمشسي خلفك لن أستعمل طرق سهله أمر دبرته في سري سأحررك مثل الوطن سأجمع حولك أنصاري سأحطم كل الأسوار سأتدكتر في مملكتك لن أسمح بالرفض أبدا حَجّاج الحب أنا الليله سيفي لا يكسر قولي مجنون أو ساحر قولي مفتتن كل نعوتك لا تعنيني افتحي صدرك هذا القلب ملكي وحدي خذي ما شئت من باقي الجسد لا حاجة لي بالجسد المنهك  
      فريد خدومة قفصة / مهد الثورات الفاشلة 01/12/2008
 

 

المثقف العربي والإسلام (3).. الأصالة لا تعلو على التاريخ

احميدة النيفر   (*) في لقاء رسميّ نادر اجتمع عدد من المثقفين البارزين وكبار الفقهاء بأبرز رجال الفكر والأدب والتوجيه لمناقشة قضية «الإسلام ومقتضيات النهضة الحديثة» ضمن أعمال لجنة الدراسات والتفكير المتفرّعة عن اللجنة المركزية للحزب الحاكم بتونس. انطلقت أعمال هذه الندوة/ الحدث في ربيع العام 1967 لتنتهي صيفَ العام ذاته في تسع جلسات دُوِّنت محاضرها ثم طُبعت في وثيقة وُزعت على أهم لجان الحزب قصد التعريف بالمشاغل الفكرية والأيديولوجية للنخب الحاكمة في البلاد التونسية يومئذ. بالعودة إلى هذه الوثيقة الكاشفة عن طور ثانٍ من أطوار الخلاف بين المثقف والفقيه يضاء جانب من الأنموذج التونسي بخصوصياته المثيرة للاستغراب أحيانا وللجدل بل الاستهجان أحيانا أخرى. ليس مقصودنا من صفة الأنموذج أنها تمثل حالة مثالية ينبغي احتذاؤها أو أنّها أرقى من تجارب شقيقاتها. إنّما فرادتها في نوع الإضافة التي حقّقتها مقارنة بما كانت عليه أوضاعها الذاتية وبما أمكن أن تحققه أقطار عربية تشترك معها بقدر من الأقدار في إشكالية تحديث المجتمع. من تمايز تلك الخصوصية القطرية ومن تقارب مشاغلها بالمشاغل العربية يتولّد توليف الأنموذج التونسي الذي يبقى بذلك مصدر إغناء للوعي العربي. بماذا يمكن أن تفيدنا هذه الوثيقة الموصولة بتجربة النخب التونسية الحديثة مع الإسلام؟ وماذا يمكن أن نستفيده من قراءتها اليوم؟ ما سجلته الوثيقة من أفكار وآراء أدلت بها نخب تنتمي إلى حزب انفرد بالحكم منذ ما يزيد على عشر سنوات من دون أن يسمح بمنازعته قانونيا أو جماهيريا أي طرف سياسي آخر. أشرف على سير اجتماعات تلك الندوة الفكرية وأدار حوارها ونظّم سيرها «أحمد بن صالح»، المثقف والمناضل النقابي الذي أصبح الرجل الثاني في الدولة والحزب. ضمّ اللقاء أكثر من 25 شخصية تونسية منها 3 فقط من أعيان رجال الفقه على رأسهم مفتي الجمهورية. مشارك واحد من خارج تونس دُعي ضيفا ليسهم في إحدى حلقات الندوة هو الداعية الإخواني والشيخ الأزهري «محمد محمود الصوّاف» أصيل بلاد الموصل. أوّل ما يلفت النظر في مداولات هذا اللقاء المتميز أنّه طرح للحوار العلني قضية ما كانت لتُطرح للنقاش بين نخب منضوية في حزب اعتاد أن يتابع بانضباط «توجيهات» زعيمه الوحيد، خاصة ما تعلّق منها بالقضايا المصيرية من قبيل الإسلام والتنمية والعلاقة بالمشرق العربي أو الحضارة الغربية. أن يطرح موضوع «الإسلام والنهضة الحديثة» لحوار حر في أعلى مستويات الحزب الحاكم دليل على أن التوجهات السابقة المعتمدة في الموضوع أصبحت بحاجة إلى مراجعة علنية وأكيدة. إلى جانب هذا فقد كانت تركيبة الحاضرين ونوع مداخلاتهم بالغة الأهمية. من ناحية كان ممثلو التوجه «الفقهي» أقلية غير أن كلماتهم جاءت طويلة، مثيرة للنقاش ومتفقة فيما بينها في تصورها العام. ما جمع بين هؤلاء هو اعتبار أن تخلّف المسلمين راجع إلى العادات والتقاليد الطارئة والعاهات الاجتماعية والذهنية المتولدة من «إهمال حقيقة الإسلام ومبادئه العليا». لذلك وقع رفض القول بأن حالة المسلمين المتردية حجّةٌ على الإسلام بل اعتُبر الإسلام حجةً عليهم لأنه ظل فاعلا ومددا «في المواقف الجهادية ومصارعة الاستعمار وتحقيق الأهداف القومية». مقابل هذا الطرح جاءت مداخلات عموم المثقفين قصيرة متنوعة في أهميتها لكنها لا تلتقي على رؤية واحدة تجمع بينها. ردّ صنف أوّل بوضوح على رجال الفقه حاملي لواء الهويّة الإسلامية منكرا عليهم إعراضهم عن واقع الحضارة والتقدّم اللذين لا مراء فيهما ولا صلة لهما «بالإسلام أو ما عرفناه منه كما أُوِّل ودُوِّن في كتب الفقه». واقعية هذا الصنف من المثقفين المختلفين مع خطاب رجال الفقه تجعلهم ينكرون بوضوح إمكانية تجدد الإسلام وقيمه. لذلك لا يترددون في القول: إذا كانت في الإسلام هذه المبادئ التي وقع التنويه بها (العقل والحرية والتضامن) «فلماذا تَرك [الإسلام] هذه العادات تتغلغل في النفوس؟ وإذا كانت هذه المبادئ موجودة فهل هي بارزة للعيان تفرض نفسها؟ ولماذا لم يدع إليها رجال الدين؟». ثم يصوغ مثقفو الواقعية الاعتراض ذاته بصورة أخرى معتمدين على قيمة التقدم التي تتعارض مع مقولة العودة إلى الأصل، ذلك أن الرجوع إلى الماضي قصد استعادة الجوهر الصافي مُحال، لأن السعي إلى التقدّم منافٍ «للنظر إلى الوراء». صنف ثان من المثقفين ابتعد عن المقولتين السابقتين المتناقضتين اللتين تحاولان الإجابة عن سؤال: هل الإسلام معرقل للنموّ أم أنّ هناك عوامل أخرى تفسد البشر والديانات في آن؟ إنه يرى أن المشكلة مثنّاة وتتطلّب استعمال منظور آخر. المشكلة في تقدير هذا الصنف من المثقفين التونسيين نتيجة ركود ذهني أفرز مظاهر تخلّف اقتصادي واجتماعي وسياسي لم تزدها معضلة المؤسسة الدينية، تلك الحاضرة الغائبة، إلا حدّة. يقوم هذا التشخيص على أنه لا وجه للحديث عن الإسلام بمعزل عن المسلمين، ذلك أن الإسلام بالمسلمين ولا يمكن تصوّر مسلمين من دون إسلام. ما يؤكد هذا التلازم الجدلي هو أن الإسلام في فترة فُتوّته كان متجاوزا للأحداث لأن المسلم كان مستوعبا عصره وقضاياه ومتجاوزا لهما. أما في حالة الضعف والتراجع فإن المسلمين لا يواكبون المدنية الحديثة وإنما يزامنونها عن بُعد فلا يكون الإسلام بذلك «الدافع والمحرّك لها».. من جهة أخرى فإن المعضلة المؤسساتية في الإسلام تجعل أصحاب الحل والعقد من المسلمين لا يواجهون القضايا المستجدة. إنهم يعتذرون عن عدم الالتزام بإجابات واضحة يقدمونها، لأنهم لا يعترفون بوجود «كنيسة في الإسلام وعندما يأتي من يريد أن يلتمس الحل لهذه المشاكل ينتصبون متكلمين باسم الإسلام مدافعين عنه». ركّز صنف ثالث من المثقفين تحليله على خطورة العدو الخارجي وفداحة تهديده للهوية والأصالة اللتين يتعذر إنشاء فضاء وطني حديث دونهما. لشرح مكوّنات هذه الأصالة التي لا صلة لها بالتغنّي بالماضي يتبيّن أنها تشمل ثلاثة عناصر أساسية هي الدين واللغة العربية وترابط فكر النخب والقيادة بتصورات الجماهير وعقائدهم. إذا توقفا عند هذا الحد من القراءة فإنّ هذا النوع من اللقاء على ندرته وبفضل خصوصية الأنموذج التونسي يمكن أن يساعد عربيا على إيضاح جانب من إشكالية المثقف العربي في علاقته بالإسلام. لقد أثبتت القرائن العديدة الواردة في الوثيقة أن تلك العلاقة تظل إشكالية، أي أنها لا تحتمل صورة واحدة نهائية. ما يدعم هذا أن المثقفين المشاركين لم يجتمعوا على رأي واحد. أكثر من ذلك، لقد تأكد أن كل واحد منهم قبل أن يكون علمانيا أو ليبراليا أو قوميا هو حامل لذاكرة تاريخية لا يمكن أن ينفصل عنها وإن كانت ذاكرته تلك، ككل ذاكرة، انتقائية بالضرورة. من ثَمَّ فإن أسوأ الحلول هو الحل الذي يعتمد الرؤية الكليانية التي تدّعي أنها قادرة، بمفردها، على بناء النموذج الأمثل. إنها بذلك تقصي كل فرص الإثراء المتبادل للنخب الناتج عن تنسيب الرؤى وإيقاظ ما تغاضت عنه ذاكرة كل طرف عند بناء موقفه من الدين أو من اللغة أو من مؤسسات المجتمع والدولة. لقد أورث الانسحاب المبكّر للفقيه في الأنموذج التونسي استبعادا له في فترة لاحقة عن مشروع الدولة الحديثة القُطرية لكون بُناتها لم يروا جدوى من البحث عن مشروعيتهم في المصادر الإسلامية. محصلة هذا الجانب من أنموذج قُطري هو أن الاختيارات الكبرى التي لا تعتمد حوارا حقيقيا أو مشاركة فعلية تظل، أيا ما كانت درجة تقدميتها أو إنسانيتها، مهددة باللافاعلية والانتكاس لأنها لم تنجم عن وفاق فلم تكتسب شرعية تاريخية. هذا المعنى المستفاد من تجربة استبعدت فيها نخبةٌ مثقفة حداثية رجالَ الفقه وخطاب الهوية يظل قائما حتى بالنسبة إلى الذين يصدرون اليوم في مقارباتهم عن الهوية الثقافية والأصالة الدينية. هؤلاء لا بد أن يذكروا أنهم، كنظرائهم من المثقفين دعاة الوحدة القومية أو العدالة الاجتماعية أو الديمقراطية، لا يمكنهم الانفراد بادعاء البديل أو التملص، إن وصلوا غدا إلى مراكز القرار والسلطة، من قوانين الاجتماع الإنساني وضوابط الحياة السياسية المدنية. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 4 ديسمبر 2008)  

 

 صراع “اليسار الليبرالي” مع “يمين الوسط” داخل الحزب الديمقراطي في مواجهة الأزمة من هم رعاة الاقتصاد في عهد أوباما؟

 

طارق الكحلاوي* هناك مقاربات مختلفة للآثار طويلة الأمد المحتملة لانتخاب أوباما. بالإضافة إلى مسألة الهوية الثقافية الأميركية الأكثر بروزا هناك مسألة أخرى لا تقل أهمية بالرغم أنها ربما أقل بداهة. تيار “اليسار” (left) داخل الحزب الديمقراطي الذي تجند خلف أوباما و كان سر نجاح حملته الانتخابية في بدايتها يحاول الآن تمثل لحظة تاريخية تشبه من الناحية البنيوية و لكن ليس المضمون تقلد “الجمهوري” رونالد ريغين الرئاسة و الموجة النيوليبرالية التي رافقته مع بداية الثمانينات و هي الموجة التي عرفت أوجها مع بداية التسعينات عندما مال حتى “الديمقراطيون” خاصة الفريق الاقتصادي للرئيس كلينتون من “يمين الوسط” (center-right) نحو المثل النيوليبرالية. طبعا، مع الأزمة المالية الراهنة، نحن على مشارف نهاية و إنحطاط التجربة النيوليبرالية. و كان فعلا من المثير للإنتباه تصادف عملية الإنتخاب مع هذا السياق. يجب الإشارة إلى أن تاريخ الولايات المتحدة في القرن العشرين كان صراعا بين وجهتي نظر مختلفتين في الإقتصاد الرأسمالي و من ثمة في البناء الإجتماعي. و كان محور الصراع الرئيسي هو إلى أي مدى يمكن السماح للسوق بتعديل نفسه من دون تدخل الدولة كراعي لعملية الإنتاج و التداول المالي و توزيع الثروة. و حتى أزمة سنة 1929 كان الوضع يشبه الغابة، إذ كان من الأسباب الأولية للاتساع غير العادي للأزمة آنذاك غياب أطر مراقبة دنيا سمحت بفوضى الإنتاج و فوضى التدول المالي و من ثمة خلق أزمة فقاعية أخذت أبعادا دولية بعد إزاحة نيويورك للندن كمركز للسوق المالية. و بالرغم أن حملة الرئيس الديمقراطي روزفلت كانت تستهدف تعديل الميزانية إلا أنها إنتهت إلى كونها بوابة لمرحلة تاريخية جديدة عنوانها “العقد الجديد” (New Deal) أصبحت فيها طروحات الاقتصادي البريطاني جون كينز الذي إستدعاه روزفلت إلى الولايات المتحدة أساس الفلسفة الاقتصادية الجديدة: إقحام الدولة بشكل حاسم في ميدان سوق الشغل و تداول الثروة الاقتصادية بوصفها راعية للنظام الرأسمالي و الدور المركزي للطبقة الوسطى في البناء الإجتماعي. هذه مرحلة إمتدت بأنساق و أشكال مختلفة حتى وصول ريغين و النيوليبرالية إلى السلطة. و هكذا نحن لسنا إزاء أول رئيس من أصول إفريقية فحسب بل أيضا إزاء رئيس تسمح له أزمة النيوليبرالية التأسيس بأشكال متنوعة لمرحلة نيوكينزية ربما تمتد لأكثر من عشرية و تتجاوز وجوده في مقعد الرئاسة. و الأغلبية التي يتمتع بها “الديمقراطيون” مع تعاون بعض “الجمهوريين” المعتدلين في الكونغرس بغرفتيه تشير إلى القدرات التشريعية الكبيرة التي بحوزة الرئيس باراك أوباما و التي يمكن من خلالها تعديل البنى الاقتصادية و الاجتماعية للولايات المتحدة. يجب التأكيد هنا على أنه من المضلل إعتبار هذا الصراع و خاصة الرؤية النيوكينزية، مثلما يفعل بعض “الجمهوريين” و للمفارقة بعض المنضوين ضمن أنساق شمولية لازالت تحن للتجربة السوفييتية، دليل على “مأزق” أو “حتمية نهاية” الرأسمالية و أنها دليل على “حتمية الاشتراكية”. ما يجري هو تكرار لميكانيزم رافق تاريخ الرأسمالية و هو تحديدا الميكانيزم الذي ضمن بقاءها. آمال “اليسار” في مرحلة مختلفة راديكاليا اصطدمت باختيارات أوباما لفريقه الاقتصادي. بنفس القدر الذي يتجه فيه نحو “الوسط البراغماتي” في ملف السياسات الخارجية يقوم الرئيس المنتخب بنفس الشيئ في أكثر الملفات أولوية في ولايته، ملف الأزمتين المالية و الاقتصادية، و الذي من دون شك بصدد التأثير على مجال خياراته الاستراتيجية بما في ذلك ملف السياسة الخارجية. في هذه الأثناء حان الوقت للتمعن في مشهد صراع الرؤى الاقتصادية التي تهيمن على الحزب الديمقراطي و معاني قرار أوباما الميل نحو اتجاه دون آخر. إذ أصبح من البين أن الرئيس المنتخب حزم أمره للاتكال على مجموعة صغيرة أو “نادي” صغير من الخبراء المقربين و الذين كانوا الموجهين أو الرعاة الحقيقيين للسياسات الاقتصادية خلال عهد الرئيس كلينتون. إذا، من هم رعاة الاقتصاد في عهد أوباما؟ اتضحت المعالم النهائية للتشكيلة الاقتصادية للادارة الجديدة مع الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر/تشرين الأول. توزيع الأدوار بين عناصار المجموعة الجديدة ملفت الانتباه بنفس القدر لطبيعتها. علينا أيضا الرجوع إلى أكثر من خمسة عشر سنة إلى الوراء حتى نفهم ظروف التشكل الأصلية لـ”نادي” الخبراء المضيق هذا. و لو أن ذلك ليس كافيا لكي نفهم ماذا على العالم أن ينتظر و ليس الولايات المتحدة فحسب حيث أن آثار السياسات الاقتصادية للادارة الجددية لن تهم الولايات المتحدة وحدها. التشكيلة الجديدة تتكون من ثلاثة عناصر أساسية و هي على التوالي: تيموثي قايثنر في منصب وزير الخزانة، و بيتر أورسزاق في موقع مدير الميزانية، و لاري سامرز في موقع كبير المستشارين ضمن “مجلس الاقتصاد القومي” (National Economic Council) و هو المجلس الاستشاري للرئيس في الشؤون الاقتصادية و يعمل مثل مكتب الأمن القومي في البيت الأبيض. حتى نفهم شبكة الروابط هنا لا يكفي أن نتذكر أن الاثنين الأولين (قايثنر و أورسزاق) عملا تحت إشراف سامرز عندما كان وزيرا للخزانة. الراعي الحقيقي لهذه المجموعة الصغيرة المتكاتفة وزير الخزانة الأول في عهد الرئيس كلينتون مايكل روبين. نرجع هنا لتيار أصبح مهيمنا مع مجيئ كلينتون للسلطة و كان الحجر الأساس في التنظير لمقولة “الطريق الثالث” الأميركية (المختلفة بعض الشيئ عن أطروحة توني بلير اللاحقة). ما أصبح معروفا بمدرسة “روبينوميكس” (Rubinomics) أو “اقتصاد روبين” التي هيمنت على التفكير الاقتصادي في الحزب الديمقراطي مع صعود كلينتون أبعدته من اليسار و تأثير النقابات. لم يتعلق الأمر بمجرد مغازلة للاقتصاد الحر بل بأحد تيارات الليبرالية الجديدة أو ما أصبح يسمى منذ ذلك الوقت بـ”أصوليي السوق الحرة” (free market fundamentalists). برز ذلك بالأساس مع عدول كلينتون على الالتزام بوعوده الانتخابية عندما وعد بالرفع في المصاريف الخاصة بالشأن العام بما في ذلك البنية التحتية و التركيز على خلق فرض الشغل من خلال مشاريع عامة تشرف عليها الادارة الفيدرالية. بعكس ذلك اتجه كلينتون بتوجيه من وزير خزانته آنذاك مايكل روبين نحو التركيز على التخفيض في عجز الميزانية و بالتالي الحد من المصاريف بوصف ذلك المحرك الرئيسي للاقتصاد. الآن مع النظر إلى تلك السنوات يبرز لمايكل روبين ذلك و خليفته لاري سامرز وزير الخزانة آنذاك و ذراعه اليمنى الشاب تيموثي قايثنر (وزير الخزانة في الادارة الجديدة) المسؤولين الأساسيين لسلسلة تقليص المراقبة (deregulation) و هو ما كان من بين الأسباب التي سمحت بنمو رأس المال المالي بالشكل الفقاعي الذي لا يعكس الاقتصاد الواقعي و من ثمة حدوث الأزمة المالية التي بصدد التأثير على الاقتصاد الواقعي. في هذا السياق يمكن فهم الذعر الذي أصاب بعض أوساط “اليسار” إثر تعيين فريق “يمين الوسط” ذي الماضي النيوليبرالي. في المقابل بدت أوساط أخرى من “اليسار” أكثر تفاؤلا بكثير. في تقرير في صحيفة “نيويورك تايمز” (24 نوفمبر) لمح جارد بيرنستين، و هو من المستشارين الاقتصاديين لأوباما القلائل من خارج مجموعة “يمين الوسط”، أن ما قام به الرئيس المنتخب هو تعيين فريق ذي ماضي نيوليبرالي حتى لا يصيب وول سترييت بالذعر في حين أنه ينوي تطبيق سياسة يسارية بالأساس تركز على رفع مصاريف الدولة بمعزل عن مؤشر العجز في الميزانية. بيرنستين أحد عناصر مركز البحث الأساسي ذي التوجهات اليسارية الذي يعبر عن يسار الحزب الديمقراطي، “معهد السياسة الاقتصادية” (Economic Policy Institute) يجمع خبراء و لكن أيضا تجمعا لأهم ممثلي النقابات الأميركية. و في هذا السياق يجب أن نفهم أهمية تركيز الحزب الديمقراطي في الأسابيع الأخيرة على محور إنقاذ قطاع السيارات بفعل دوره الكبير في سوق العمل (واحد من عشرة عمال أميركيين يشتغلون في قطاع السيارات) و الدور الكبير الذي لعبته نقابات السيارات المتركزة في ديترويت في الحملة النتخابية لأوباما في سياق نهوض عام للدور السياسي للنقابات الأميركية بعد الخمول الذي شهدته خلال العشريتين الماضيتين. أحد أهم الخبراء من نفس مركز البحث روبرت كاتنر ألف كتابا شهد تداولا واسعا حول المرحلة الانتقالية الراهنة في ظل الأزمة. و من الملفت للانتباه أن بعض الآراء التي دافع عنها كاتنر تم تبنيها في البرنامج الأولي الذي أعلن عنه أوباما أي هدف خلق أكثر من مليونين و نصف المليون فرصة عمل في إطار مشاريع فيدرالية تركز على البنية التحتية و الطاقة البديلة و إنتاج سيارات أكثر تناغما مع البيئة و الاستهلاك المحدود للطاقة. إعلان أوباما كذلك عن ميزانية صرف تفوق 600 بليون دولار مؤشر آخر على أن فريق “يمين الوسط” سيكلف بتطبيق سياسة يسارية بالأساس لا تتفق مع الساسات التي قادها خلال عهد الرئيس كلينتون. يجب الاشارة هنا أن اليسار و خاصة عبر خبراء مثل كاتنر دافع على رؤية مفادها أن عجز الميزاينة الراهن ليس خطيرا بعد. نسبة العجز الآن حوالي 40 في المائة بالنسبة للدخل القومي في حين يقول كاتنر أن نسبة العجز تبقى معقولة حتى إذا وصلت إلي نسبة 60 في المائة مادام أن ذلك يتم في سياق نمو سوق الشغل. يشير بيرنستين أنه في أحد اللقاءات الأخيرة التي جمعته بسامرز في سياق اجتماعات فريق أوباما الاقتصادي أنه لاحظ دفاع سامرز عن سياسات تعمق عجز الميزانية. مازح بيرنستين سامرز حول التغير الكبير لمواقفه. رد الأخير بأن: “الظروف تغيرت”. و هكذا فإن وجود نفس الأشخاص من إدارة كلينتون في الادارة الجديدة لا يعني بالضرورة استنساخ سياسات عهد كلينتون. هذا مؤشر مهم بالنسبة لتقييم طريقة معالجة ملفات أخرى في الادارة الجديدة بما في ذلك ملف السياسة الخارجية. أستاذ “تاريخ الشرق الأوسط” في جامعة روتغرز
 
(المصدر: القدس العربي،( يومية-لندن)، 3 ديسمبر)  

 

هجمات بومبي ودق طبول الحرب بين الهند وباكستان

       

 توفيق المديني

 
عاشت مدينة بومبي، التي تمثل رمز النهضة الاقتصادية، والمدينة السياحية، والعاصمة التجارية والفنية للهند التي تحتل موقعا مهما على خريطة المال وثورة الاتصالات الحديثة والنمو الاقتصادي ، 11 سبتمبر هندي، هكذا أجمعت الصحف في نيودلهي على توصيفه، وهكذا أراده منفذو الهجمات على بومبي. وأجمعت أجهزة الاستخبارات الهندية على أن المهاجمين كانوا على مستوى عال جدا من التدريب العسكري، ويتمتعون بقدرات قتالية كبيرة، إضافة إلى معرفتهم الجيدة للأماكن التي هاجموها. وأفاد أحد أفراد قوات الكوماندوس: «أحيانا كانوا يضاهوننا في القتال والحركة، هم إما جنود نظاميون في الجيش، أو أمضوا فترة طويلة في التدريبات الخاصة». واعترف المسلح الموقوف بالانتماء إلى جماعة «عسكر الطيبة» التي تقاتل لاستقلال ولاية جامو وكشمير الهندية المتنازع عليها، والتي تبلغ مساحتها 75000 كيلومتر مربع. علما أن عدد سكان كشمير يبلغ حوالي 18مليون نسمة، 90 في المئة منهم من المسلمين. لقد اتهمت الهند مباشرة باكستان، جارتها اللدودة ومنافستها، بأنها هي التي تقف وراء هذه الأعمال الإرهابية التي ضربت مدينة بومبي. وفي المقابل نفت إسلام أباد نفيا قاطعا هذه الاتهامات. وعلى مر السنين الماضية، كانت الهند تطالب باكستان بوقف الإرهاب العابر للحدود في إشارة إلى تسلل المقاتلين من أراضيها إلى ولاية جامو وكشمير الواقعة تحت السيطرة الهندية، وتفكيك البنية الأساسية للإرهاب. وكعادتها نفت باكستان هذه الاتهامات، معتبرة أنها عارية من الصحة، وأنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والدبلوماسي للشعب الكشميري من أجل تقرير مصيره. وقررت باكستان يوم الأحد الماضي عدم إرسال رئيس أجهزة الاستخبارات الباكستانية، كما أعلنت الجمعة للمساعدة في التحقيقات، بل ممثل عن هذه الأجهزة، لكنها تعهدت بمعاقبة أي «مجموعة» متمركزة على أراضيها، إذ أعطت الهند الدليل على تورطها في هجمات بومبي. وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري دعا الهند إلى «عدم الرّد بطريقة مبالغ فيها»، في وقت أعلن مسؤولون في إسلام أباد أن باكستان ستنقل قوات من حدودها الغربية مع أفغانستان إلى الحدود مع الهند في حالة تصاعد التوتر. وقال ضابط أمني: «إذا ماحدث شيء، فلن تكون الحرب على الإرهاب أولويتنا …سنأخذ كل شيء من الحدود الغربية ولن يبقى لنا أي شيء هناك». في مدلولها السياسي والعسكري تعكس لنا هجمات بومبي إخفاقا جديدا في الحرب الأميركية على الإرهاب التي بدأتها بعد أحداث 11 سبتمبر. فالمحللون الغربيون يؤكدون أن لا الحرب على أفغانستان، ولا الحرب الأميركية على العراق، استطاعتا تحقيق السلم العالمي، أو الأمن الوطني الأميركي، بل إن العالم شهد تكرار سيناريوهات الهجمات الإرهابية على نمط 11 سبتمبر في أكثر من عاصمة: 11مارس 2004 في مدريد، و7 يوليو 2006 في لندن، و11 أبريل 2008 في الجزائر الخ. إذا كانت الهجمات التي تعرضت لها مدينة بومبي مُدانة وتعتبر جريمة كبرى، فإن الهند مطالبة بألا تقتفي في نهجها السياسي والعسكري أثر الإدارة الأميركية في الرّد على هذه الهجمات، عبر دق طبول الحرب مع باكستان، الأمر الذي يمكن أن يفجر حرباً نووية في منطقة آسيا الوسطى تقود إلى حصول كارثة حقيقية تصيب العديد من الدول المجاورة، إضافة إلى شيوع جو من عدم الاستقرار في المنطقة قد تتسع رقعته ليشمل الصين أيضا وهي دولة نووية. والواقع أنه منذ نهاية الحرب الباردة، شهدت السياسة الخارجية الهندية تغيرات غاية في الجذرية لجهة تبدل تحالفات الهند الإقليمية والدولية. فقد تنامت العلاقات الهندية- الإسرائيلية في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والتجارية، والثقافية. وأخذت العلاقات بينهما دفعة قوية، ولاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث وظفت الدولتان تلك الأحداث لصالحهما، مستغلتين أجواء الحرب الأميركية على الإرهاب، لكي تقوم إسرائيل بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، وتقوم الهند بتصفية المقاومة الكشميرية. ولاشك في أن التعاون الهندي –الإسرائيلي في المجال النووي، ولاسيما أن الدولتين تمتلكان السلاح النووي، وهما خارج معاهدة منع الانتشار النووي، يشكل تهديدا استراتيجيا لباكستان، خصوصا بعدما زودت إسرائيل الهند بنظام «فالكون»، وهو ما لا تمتلكه باكستان، الأمر الذي سيخل بالتوازن الاستراتيجي في شبه القارة الهندية.  ويشكل الاتفاق النووي الموقع هذه السنة بين الهند والولايات المتحدة الأميركية تحولا استراتيجيا في علاقات التحالف الهندية –الأميركية، وذلك في ضوء اتجاهات التنافس المستقبلية بين أميركا والصين، وتحول الإدراك الأميركي للصين كقوة عظمى منافسة، بل عدوة أكثر منها شريكا استراتيجيا، حيث وضعت واشنطن نيودلهي في وضع المواجهة مع بكين داخل آسيا المتأججة.  وعلى الرغم من أن الهند تتهم باكستان دائما بمحاولة بلقنتها عبر مساعدتها الحركات الانفصالية في البنجاب وكشمير، وتحميلها مسؤولية كل من هجمات كارجيل في العام 1999، والاعتداء على برلمان ولاية كشمير في أكتوبر 2001، ومن بعده البرلمان الهندي في ديسمبر 2001، فإن الهند في المقابل لم تسع إلى إيجاد تسوية عادلة تعترف بحق سكان كشمير في تقرير مصيرهم. والاتهام الهندي لجماعة «عسكر طيبة» بأنها هي التي قامت بالهجمات على بومبي يجد ما يبرره في تاريخ النزاع في كشمير، إذ إن لهذه الجماعة دورا ووظيفة في نشاطها العسكري على طرفي الحدود الهندية- الباكستانية. وجماعة «عسكر طيبة»، هي جماعة سلفية جهادية تأسست العام 1995 برئاسة البروفسور حافظ سعيد، وتضم أكثر من ستة آلاف مقاتل، ويسمونها في باكستان «لشكر طيبة». وبعدما أدرجتها الولايات المتحدة الأميركية من ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، أعلنت انقسام العمل الداخلي بها إلى قسمين: الأول دعوي بقيادة البروفسور حافظ سعيد الذي يقود الحركة الأم «جماعة الدعوة» التي لم تحظرها الدولة الباكستانية العام 2002 من النشاط الدعوي والرعاية الاجتماعية، والثاني جناح عسكري تابع لجماعة الدعوة في باكستان بقيادة عبد الواحد كشميري. وتتبنى هذه الجماعة فكرة ضم وادي كشمير الذي تقطنه أغلبية مسلمة إلى باكستان مع السماح لأجزاء أخرى من الولاية بها كثافة من المسلمين كجامو ولاداخ بأن تظل جزءا من الهند. ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وخوض الولايات المتحدة الأميركية الحرب ضد أفغانستان تحت يافطة «الحرب ضد الإرهاب»، تزايد الاهتمام الأميركي بالقضية الكشميرية والصراع الهندي – الباكستاني، ليس من أجل إيجاد حل عادل لهذا النزاع المستمر منذ أكثر من نصف قرن، وإنما من أجل وضع حد مؤقت للأزمة المتفاقمة بين نيودلهي وإسلام آباد، حيث كانت واشنطن تخشى من أن تتحول كشمير إلى أفغانستان أخرى يتوافد إليها المتشددون الإسلاميون المعارضون للسياسة الأميركية، وفي مقدمتهم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وكانت الرؤية الأميركية لحل النزاع الكشميري التي طرحها مساعد أول وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج في شهر يونيو 2002 تقوم على مبدأين، الأول: مطالبة باكستان بحظرالجماعات الإسلامية المسلحة، ولاسيما الكشميرية منها، ومنعها من عبور الخط الحدودي الفاصل بين شطري كشمير. والثاني، اعتراف الهند بوجود المسألة الكشميرية التي أقرت هيئة الأمم المتحدة في أحد قرارتها بوجودها إضافة إلى تضمينها في العديد من الوثائق الدولية التي تقر بحق تقرير المصير لسكان كشمير، من دون أن يعني ممارسة هذا الحق بالضرورة الانفصال عن الهند.  
كاتب من تونس ( المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية)الأربعاء, 3 ديسمبر 2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.