جدت يوم أمس حوالي السابعة صباحا مواجهات بين عناصر مسلحة وقوّات الجيش والحرس الوطني بمنطقة الروحية من ولاية سليانة، أسفرت عن استشهاد المقدّم بالجيش الوطني وآمر ثكنة مكثر” الطاهر العياري ” وإصابة اثنين آخرين من الجيش والحرس الوطني أحدهما إصاباته بالغة فيما سجّلت المواجهات مصرع مسلّحين ، و حسب تصريح خاص لكلمة من رئيس مركز حرس منطقة الروحية تأكد أنهما يحملان الجنسية التونسية ، الأول ملقب باسم “احمد التونسي” يبلغ من العمر ثمانية و عشرين سنة، تم العفو عنه مؤخرا عند إصدار قانون العفو التشريعي و الثاني اسمه عبد الوهاب حميد ملقب باسم منير يبلغ من العمر أربعين سنة أصيل منطقة ” عوسجة ” من ولاية بنزرت وهو محل تفتيش منذ سنوات على خلفية أحداث سليمان . وأكد نفس المصدر أن فرقة مختصة من الحرس الوطني توجهت اثر الحادثة إلى منطقة الروحية و تمكنت من التثبت من أن جوازات السفر الليبية التي كانا يحملها المسلحان مزورة. و تمت إحالة الملف إلى قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية بالكاف. و أفاد شهود عيان وقوع إصابات في صفوف بعض المواطنين نفتها المصادر الرسمية. من جهة أخرى نشرت وزارة الداخلية في بلاغ لها صدر في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء صورة ل نبيل بن محمد بن أحمد السعداوي، تونسي مولود في 11 جوان 1985 وقالت انه شارك في عملية إطلاق النار ضد وحدات الجيش الوطني وقوات الأمن الوطني ودعا المواطنين إلى الإبلاغ عنه وإعلام السلطات الأمنية في صورة مشاهدته أو التعرف عليه.
إنّ حزب الخضر للتقدّم، بمختلف مكوّناته يتقدّم بالتعازي إلى الجيش الوطني على الفقد الجلل من رجاله البررة الذين استشهدوا وهم يدافعون عن وطنهم بكلّ صدق وبسالة.
وإنّنا إذ نعبّر عن ألمنا وحزننا العميق راجين من الله العليّ القدير أن يرزق عائلات الشهداء جميل الصبر والسلوان، فإنّنا نهيب بكافّة مكوّنات المجتمع التونسي حتّى يزداد التحاما وتضامنا بما يكسب بلادنا صلابة مواجهة هذه المرحلة الصعبة من الفترة الانتقالية خاصّة في ظلّ ظرف محلّي استثنائي وأمام تطوّرات إقليميّة تتطلّب الكثير من اليقظة والتحلّي بالروح الوطنيّة والرغبة في الانتقال إلى مرحلة مخصبة من تاريخ بلادنا.
وإننا في حزب الخضر للتقدم ندعو إلى مزيد التحلي باليقظة وتكثيف التعاون بين وحدات الجيش والأمن الوطني من حرس وشرطة إلى جانب متساكني المناطق الحدودية
والإعلام عن كلّ ما يمكن أن يعاين من تسللات قد تساهم في بث الفوضى والبلبلة خاصة في مثل هذا الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا. رحم الله شهداءنا البواسل، وأسكنهم فراديس جنانه.
نحن أبناء المنظمة الشغيلة التي قدّمت التضحيات من أجل إبقاء الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة عتيدة مستقلّة ممثلة لكلّ الشغالين ومستقلّة عن كلّ الأطراف السياسيّة بالرغم من محاولات التدجين والهيمنة وسياسة الترهيب التي مارستها الحكومات المتعاقبة في العهد البورقيبي وفي عهد الطاغية بن علي بتسليط آلة الحزب المنحل لفرض الوصاية على الاتحاد وبالرّغم من انسياق البعض من قيادات الاتحاد في مخططات الوصاية حتى وصل الأمر إلى تجديد الولاء وتزكية التجمع المنحل والطاغية بن علي وتأييده للاستمرار في مسك السلطة وحكم الشعب بالحديد والنّار، مقابل مكاسب ذاتية والسكوت عن تجاوزات شخصيّة على حساب مصالح العمال. لقد تعامل العمال مع هذه التحديات الداخلية والخارجية بقدر كبير من ضبط النفس حفاظا على وحدة المنظمة الشغيلة ولفرض وقوفها إلى جانب صف الشعب في ثورته المباركة بالرّغم من التزكية التي كان يتلقاها الهارب بن علي من بعض الرموز القياديّة في الاتحاد إلى حدّ الأيّام الأخيرة التي سبقت ساعات الحسم في 14 جانفي 2011. إنّ ما بادرت به مجموعة من كوادر الاتحاد بإنشاء حزب يدّعى أحد مؤسسيه في حواره المنشور يوم 13 ماي 2011 بموقع المصدر أنّه يضمّ أكثر من 50% من الهيأة الإداريّة الوطنيّة يعتبر تجاوزا خطيرا وتوظيفا حزبيّا ضيقا للمنظمة كم أجل طموحات شخصية على حساب الرّصيد النظالي للمنظّمة الشغيلة التي أرادها منظوريها مستقلّة عن كلّ الأحزاب السياسيّة باعتبارها الوعاء الجماهيري والديموقراطي الذي يضمّ في صفوفه كلّ فئات الشغيلة بمختلف توجّهاتهم السياسيّة والفكرية وليس كما يدّعي أحد مؤسّسي الحزب بأنّ 80% من منخرطي الاتحاد لا يمتلكون توجها وانتماءا سياسيّا ضمن منظّمات وأحزاب المجتمع المدني الذي أطّر الثورة وشارك في إنجاحها. إنّ النقابين الغيورين على وحدة المنظّمة الشغيلة يدعون إلى تجنيب الاتحاد كل هذه التجاذبات الحزبية ويدعون إلى القطع مع هذه المبادرات التي ترمي إلى توظيف الرصيد التاريخي والنضالي للمنظمة النقابية ولتضحيات القواعد العمالية لطرح مشاريع حزبية ضيقة وفئوية تكون لبعض الوجوه المبادرة قوارب نجاة بعد أن انتهى دورها صلب الاتحاد وفقدت المصداقية وثقة الجماهير العمالية والنقابية نتيجة المسار المشبوه الذي انتهجته والمتسم بمداهنة سلطة السابع من نوفمبر وبالتغطية أو السكوت عن جرائمه التي ارتكبها في حق العديد من العمال والنقابيين خلال عقود القهر والاستبداد وقد استرد هؤلاء حقوقهم التي تخلت عنها بعض قيادات الاتحاد التي اصطفت مع الطاغية، وهي اليوم تغازل بعض الأطراف المشبوهة لدعم مبادرتها الحزبية بتوظيف نقابي انتهازي.
تعهد الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي لدى استقباله أمس الأربعاء رئيس الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي بمساعدة تونس في إنجاح عملية الانتقال إلى الديمقراطية. و عبر عن عزم فرنسا الوقوف إلى جانب تونس خلال قمة الدول الثمانية الأكثر تصنيعا التي ستلتئم يوم26و27 ماي الجاري في دوفيل. من جهته شجع الوزير الأول الفرنسي فرانسوا فيون نظيره التونسي إلى بحث قضية الهجرة السرية وضرورة عقد اتفاق بين الجانبين في هذا الخصوص. وأكد الوزير الفرنسي أن بلاده ستبقى الشريك الأول لتونس وأنها ستصرف المساعدة التي أقرتها الشهر الماضي بقيمة 350 مليون اورو كقروض عبر الوكالة الفرنسية للتنمية
حثت إسرائيل أمس رعاياها وكذلك اليهود في كامل أنحاء العالم على عدم القيام بالزيارة السنوية لكنيس الغريبة بجزيرة جربة خوفا من تعرضهم لعمليات إرهابية من قبل القاعدة انتقاما لمقتل زعيمها . وجاء في بيان لهيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن القاعدة تريد الانتقام و لن تجد أفضل من مناسبة الزيارة السنوية للكنيس اليهودي. و كانت السلطات التونسية ألغت الاحتفالات السنوية بالكنيس نظرا لهشاشة الوضع الأمني وهي المرة الأولى التي يلغى فيها الاحتفال منذ أكثر من عشرين سنة. يذكر أن كنيس الغريبة تعرض إلى هجوم من قبل عناصر اتهمت بانتمائها للقاعدة سنة 2002 أدت إلى مقتل أكثر من عشرة سياح ألمان
الحملة الانتخابية القادمة في وسائل الإعلام ستختلف عن الحملات الانتخابية التي عرفتها تونس سابقا وعن الحملات الانتخابية في جل بلدان العالم بما فيها البلدان المتقدمة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية.. إذ أنها ستخضع بالضرورة إلى مبدأ حياد وسائل الإعلام الوطنية.. ولئن كان هذا الأمر مفهوما بالنسبة إلى وسائل الإعلام العمومي فإنه مثير للجدل في الأوساط الصحفية العاملة بوسائل الإعلام الخاصة والمستقلة.. فهم يتساءلون أي معنى لاستقلالية وسائلهم الإعلامية, والمرسوم المنظم للانتخابات سيجبرها على إعداد برنامج توزيع الحصص والمساحات المخصصة للحملة الانتخابية للمترشحين للانتخابات وعرضه على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات للموافقة عليه.. بل يذهب المرسوم إلى أبعد من ذلك ويطالب الهيئة بمراقبة مدى التزام الوسيلة الإعلامية بتنفيذ ذلك البرنامج.. وفي صورة الحياد عنه فإنها تعرض نفسها للملاحقة القضائية. وكانت الفصول المنظمة للحملة الانتخابية الواردة في المرسوم المتعلق بانتخابات المجلس التأسيسي من إعداد فريق عمل مشترك بين اللجنة الفرعية للإعلام بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والنقابة الوطنية للصحفيين والهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال.. وعلمنا أنه تم التوصل إلى صياغة هذه الفصول الممتدة من الفصل 44 إلى الفصل 49 بعد الاستنارة بآراء خبراء تونسيين في القانون المقارن وإجراء ورشات عمل شارك فيها خبراء في مراقبة الحملات الانتخابية ببلجيكا وبفرنسا..
بعد اكتمال نصاب الهيئة المستقلة للانتخابات تتجه الأنظار والراي العام والمجتمع المدني من أحزاب سياسية ومنظمات وجمعيات.. إلى ما ستقرره الهيئة بشأن الالتزام بموعد انتخابات المجلس التأسيسي المحدد ليوم 24 جويلية المقبل، او تأجيل هذا الموعد لمدة محددة وتثبيت تاريخ جديد للانتخابات خاصة إذا وجدت الهيئة مبررات مقنعة لتبرير التأجيل. وبالنظر إلى طبيعة مهامها التاريخية وصلاحياتها القانونية كما وردت في المرسوم عدد 27 الصادر بالرائد الرسمي في 19 فيفري 2011 تعتبر الهيئة المستقلة للانتخابات في الوقت الراهن أهم هيئة في البلاد على الاطلاق، من ذلك أنها ستشرف على تنظيم واعداد أول انتخابات حرة ديمقراطية وشفافة ونزيهة في تونس، وربما في العالم العربي لا تتدخل فيها وزارة الداخلية كما كان يحدث في السابق. وأكد في هذا السياق مصدر مطلع من الهيئة المستقلة للانتخابات أن الهيئة قد تتخذ موقفا واضحا وصريحا يتعلق بتأكيد موعد تنظيم الانتخابات او تأجيله قبل نهاية الأسبوع الجاري. علما أن موضوع تأجيل الانتخابات من عدمه اصبح حديث الناس ومحل نقاش سياسي وجدل بين مؤيد للتأجيل ورافض له بشدة.. وكان اعضاء الهيئة قد دخلوا في اجتماعات يومية ماراطونية مكثفة منذ بداية الأسبوع الجاري حتى قبل اكتمال تركيبتها وذلك لربح الوقت والتقدم في مناقشة مستوى الاستعدادات المادية واللوجيتسية لضمان تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد. جدول اعمال مزدحم جدول اعمال الهيئة يبدو مثقلا وشديد التزاحم وهو ما يفسر حرص اعضائها الشروع في النظر في مهامها التي عقدت يوم أمس جلسة مطولة بعد التحاق بقية اعضائها من القضاة المنتخبين حديثا من قبل الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة، وأول ما ستعمل عليه الهيئة التي دخلت بعد في سباق ضد الساعة هو انتخاب رئيس لها ونائب او نائبة للرئيس، وكاتب عام، وفقا للفصل 9 من المرسوم عدد 27 وربما ناطق رسمي باسم الهيئة، قبل ان تقوم بإتخاذ قرار نهائي بخصوص موعد الانتخابات من خلال اصدار بلاغ في ذلك. فإذا اختارت الهيئة المضي قدما في تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد، فعليها أن تقوم بإصدار أمر يحدد رسميا موعد الانتخابات وتدعو فيه الناخبين التونسيين إلى هذا الموعد لاختيار اعضاء المجلس التأسيسي قبل يوم الثلاثاء المقبل حسب ما يقتضيه الفصل 30 من قانون المرسوم الانتخابي الذي ينص على أن تتم دعوة الناخبين قبل شهرين على الأقل من يوم الاقتراع. تجدر الإشارة إلى أن عملية الإعداد المادي للانتخابات بلغت اشواطا متقدمة على اعتبار أن عملية تحيين قائمات الناخبين اعتمادا على رقم بطاقات التعريف تتم بنسق حثيث، كما تقدمت عملية اقتناء الحواسيب.. صلاحيات واسعة وتتمتع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بصلاحيات واسعة تضمن حياديتها واشرافها الكامل على تنظيم واعداد الانتخابات من الفها إلى يائها، من ذلك أن ابرز مهامها تتمثل في الإعداد للانتخابات والإشراف عليها ومراقبة العمليات الانتخابية. وتسهر كما ورد بالفصل 4 من مرسوم احداثها على: “تطبيق مقتضيات المرسوم المتعلق بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي، واقتراح تقسيم الدوائر الانتخابية التي تضبط بأمر بعد أخذ رأي الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، إعداد روزنامة الانتخابات، ضبط قائمات الناخبين، ضمان حق الاقتراع لكل المواطنات والمواطنين، ضمان حق الترشح حسب الشروط القانونية المتعلقة بالموضوع، وقبول مطالب الترشحات للانتخابات، متابعة الحملات الانتخابية والحرص على المساواة بين كل المترشحات والمترشحين، تنظيم حملات لتوضيح العملية الانتخابية والحث على المشاركة فيها. كما تتولى الهيئة مراقبة العملية الانتخابية يوم إجراء الانتخابات ومتابعة عملية الاقتراع والفرز، تلقي الطعون والبت فيها وفقا لأحكام المرسوم المتعلق بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي، اعتماد الملاحظين والمراقبين التونسيين في مكاتب الاقتراع، اعتماد الملاحظين الدوليين على أن يكونوا ممثلين لجمعيات ومنظمات دولية، إعلان النتائج الأولية للانتخابات والتصريح بها ونشر النتائج النهائية، إعداد تقرير حول سير الانتخابات ونشره”. هيئات فرعية يذكر ان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ستتولى ايضا ضبط تركيبة وهيكلة هيئاتها الفرعية في جل الدوائر الانتخابية على ان تكون مقراتها بمراكز الولايات وبمقرات البعثات الدبلوماسية. ويساعد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات جهاز إداري ومالي وفني، تحدد تنظيمه وطرق تسييره ويخضع إلى سلطتها المباشرة حسب الفصل 7 من مرسوم احداث الهيئة، الذي ينص ايضا على أن تقدم كل السلط العمومية جميع التسهيلات التي تطلبها الهيئة لأداء مهامها. تضبط الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نظامها الداخلي الذي ينظم سير عملها. وتتمتع اعضاء الهيئة بحصانة ضد أي تتبع طيلة فترة مهامهم على معنى الفصل 11 الذي ينص على انه “لا يمكن تتبع أوإيقاف رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أوأحد أعضائها من أجل أفعال تتعلق بأعمالهم صلب الهيئة أوتتصل بممارسة مهامهم صلبها دون إذن من الهيئة بأغلبية ثلثي أعضائها. وينتظر ان يصدر عن الهيئة قرارا بخصوص موعد الانتخابات بالتوافق، وإن تعذر ذلك فبأغلبية الثلثين.
رفيق بن عبد الله (المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 19 ماي 2011)
<
مازال موعد 24 جويلية المقررلإجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي قائما، ومن المتوقع أن يتم إقرار هذا التاريخ أوالتأخير فيه في نهاية هذا الأسبوع بعد الانتهاء من تدارس مختلف الجوانب المحيطة بهذا الاستحقاق الذي تنتظره عدة مراحل وأيضا تحضيرات تتطلب وقتا وعملا شاقا.
وحسب القانون الانتخابي للمجلس التأسيسي المصادق عليه من قبل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والذي تم إقراره في شكل مرسوم صادر عن رئيس الجمهورية المؤقت، فان يوم الثلاثاء 24 ماي القادم هو تاريخ انطلاق تقديم الترشحات لعضوية المجلس الوطني التأسيسي، وللتذكير لم يتم الى الان حصر قائمات المنتخبين، ولا سن الأوامر التطبيقية المتعلقة بانجاز ما أقره القانون الانتخابي للمجلس التأسيسي.
وينتهي آخر أجل للترشح للمجلس التأسيسي يوم 9 جوان 2011 أي قبل 45 يوما من الموعد الانتخابي كما ينص على ذلك القانون الانتخابي للمجلس التأسيسي. وحسب نفس المرسوم فان الحملة الانتخابية ستنطلق قبل يوم الاقتراع باثنين وعشرين يوما، وبالتالي فان 2جويلية هو يوم انطلاق الحملة الانتخابية التي تنتهي يوم الجمعة 22 جويلية في منتصف الليل أي قبل يوم الاقتراع بأربع وعشرين ساعة.
وينص الفصل 25 من نفس القانون على أنه تُقَدَّمُ قائمات المترشحين إلى الهيئة الفرعيّة للانتخابات المختصّة ترابيا، ويسلّم الوصل النهائي خلال الأيام الأربعة الموالية لإيداع التصريح إذا كانت القائمة المقدّمة مطابقة لأحكام هذا المرسوم. ويعتبر عدم تسليم الوصل النهائي في الأجل المذكور رفضا ضمنيا لتسجيل القائمة.
ولكن وقبل الوصول إلى هذه المراحل وجب التذكير بما أنجز إلى حد اليوم للذهاب إلى المجلس الوطني التأسيسي.
ما أنجز إلى الآن
وكان فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت أعلن يوم 3 مارس الماضي على اعتماد تنظيم وقتي للسلط العمومية متكون من رئيس الجمهورية المؤقت وحكومة انتقالية برئاسة السيد الباجي قائد السبسي، يتواصل بعد 15مارس تاريخ انتهاء مهام الرئيس المؤقت والحكومة الانتقالية. وينتهي العمل بالتنظيم الوقتي للسلط العمومية يوم مباشرة المجلس الوطني التأسيسي مهامه اثر انتخابه انتخابا شعبيا حرا تعدديا شفافا ونزيها.
وتم بعث الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي أوكلت لها مهام دراسة النصوص التشريعية ذات العلاقة بالتنظيم السياسي واقتراح الإصلاحات الكفيلة بتجسيم أهداف الثورة بخصوص المسار الديمقراطي، ولها إبداء الرأي بالتنسيق مع الوزير الأول حول نشاط الحكومة. وقامت الهيئة بإعداد القانون الانتخابي للمجلس الوطني التأسيسي، كما قامت بإعداد مشروع القانون المتعلق ببعث الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وسن القوانين يعتبره الملاحظون مجرد خطوة أولى تنتظر الخطوات الأخرى العملية الحاسمة لاجراء الانتخابات. ولم تنطلق إلى الآن ضمن مراحل الإعداد للانتخابات سوى حملة إعلامية، حثت المواطنين على استبدال بطاقات تعريفهم الوطنية، إن كانت من الصنف القديم وذلك حتى يتمكنوا من حق التصويت في الانتخابات المقبلة.
من ناحية أخرى أكد فؤاد المبزع يوم 3 مارس الماضي أن بداية الإعداد الفعلي للعمليات الانتخابية ستنطلق بعد صدور الأحكام الانتخابية الجديدة مباشرة، ويقصد هنا بالأحكام الانتخابية (القانون المنظم لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي، والهيئة العليا المستقلة للانتخابات).
المنتظر
وينتظر أن تصدر أوامر تطبيقية من قبل رئاسة الجمهورية لتطبيق القانون الانتخابي للمجلس التأسيسي، ومن ذلك تحديد من لا يحق له الترشح لعضوية المجلس التأسيسي.
وعن المراحل المباشرة المتعلقة بالانتخابات، فقد تم بعث الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والتي ستتولى مهام الإعداد للانتخابات والإشراف عليها ومراقبة العمليات الانتخابية وتسهر لهذا الغرض على: اقتراح تقسيم الدوائر الانتخابية التي تضبط بأمر بعد أخذ رأي الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، إعداد روزنامة الانتخابات، ضبط قائمات الناخبين، ضمان حق الاقتراع لكل المواطنات والمواطنين، ضمان حق الترشح حسب الشروط القانونية المتعلقة بالموضوع، قبول مطالب الترشحات للانتخابات، متابعة الحملات الانتخابية والحرص على المساواة بين كل المترشحات والمترشحين، تنظيم حملات لتوضيح العملية الانتخابية والحث على المشاركة فيها، مراقبة العملية الانتخابية يوم إجراء الانتخابات ومتابعة عملية الاقتراع والفرز، تلقي الطعون والبت فيها وفقا لأحكام المرسوم المتعلق بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي، اعتماد الملاحظين والمراقبين التونسيين في مكاتب الاقتراع، اعتماد الملاحظين الدوليين على أن يكونوا ممثلين لجمعيات ومنظمات دولية، إعلان النتائج الأولية للانتخابات والتصريح بها ونشر النتائج النهائية، إعداد تقرير حول سير الانتخابات ونشره.
أيمن الزمالي (المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 19 ماي 2011)
<
القضاة: عمر التونكتي عن دائرة المحاسبات، محمد بن سالم عن المحاكم العدلية، مراد بن مولي عن المحكمة الإدارية. عن الهيئة الوطنية للمحامين: الأساتذة بوبكر ثابت، محمد الفاضل محفوظ، رضا الترخاني. عن الجمعية الوطنية لعدول الاشهاد: سامي بن سلامة عن الهيئة الوطنية للعدول المنفذين: نبيل البفون عن هيئة الخبراء المحاسبين: انور بن حسن عن النقابة الوطنية للصحفيين: العربي شويخة عن التونسيون بالخارج: كمال الجندوبي عن المنظمات غير الحكومية المختصة في حقوق الإنسان: عبد الرحمان الهذيلي، منية العابد عن الجامعيين: سعاد القلعي التريكي محمد الصغير عاشوري زكي الرحموني (مختص في الاعلامية)
(المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 19 ماي 2011)
<
تونس – (وات)- أكد عمر صحابو رئيس الحركة الاصلاحية التونسية صباح الاربعاء 18 ماي بالعاصمة “عزم الحزب على العمل من أجل تكريس منهج يستلهم قيمه من المبادئ الاصلاحية التونسية وخاصة منها البورقيبية ويؤسس لديمقراطية وطنية تجمع جميع شرائح المجتمع دون اقصاء أو تمييز.” وشدد في ندوة صحفية عقدت للتعريف بأهداف الحزب على قدرة الشعب التونسي على تأسيس دولة القانون والمؤسسات قائلا في هذا السياق “ان الشعب التونسي يملك من الشجاعة والنضج ما يخول له ارساء نظام ديمقراطي رغم مهاترات النخبة السياسية.” وبخصوص امكانية تأخير موعد انتخابات المجلس التأسيسي المقررة في 24 جويلية القادم ركز عمر صحابو على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية قبل الحسابات الحزبية مبينا أن العراقيل التي يمكن ان تعيق اجراء الانتخابات هي ذات صبغة تقنية. وأفاد على صعيد آخر أن الحزب بدأ في اتصالاته مع أحزاب وطنية أخرى تحمل نفس التصور السياسي لتكوين جبهة اصلاحية تونسية تكون قاعدتها الايديولوجية مبنية على تكريس المصالحة بين الفكر الاصلاحي التونسي الذي بدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر والمبادئ العامة التي تقوم عليها الديمقراطية. وفي ما يتعلق بالانتقادات التي وجهت لقاعدة العمل الانتقالي على أساس المجلس التاسيسي والمخاوف التي يمكن ان تلحق بذلك باعتباره يحمل في نفس الوقت صلاحيات تنفيذية وتشريعية بالإضافة الى أنه غير محدد بمدة زمنية قال ل/وات/ “لدينا ثقة في عمل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي لإصدار مرسوم ينظم عمل المجلس التأسيسي في المرحلة المقبلة.” ويجدر التذكير أن الحركة الاصلاحية التونسية تأسست بعد 14 جانفي 2011 .
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) بتاريخ 18 ماي 2011)
<
بدأ العد التنازلي لانتخابات المجلس التأسيسي الموافقة لـ24 جويلية القادم والتي ستضمن الانتقال من حالة اللاشرعية إلى الشرعية, غير أنّ هذا الاستحقاق الانتخابي يحمل في طياته العديد من التساؤلات سيما في ظل زخم المشهد السياسي بهذا الكم الهائل من الأحزاب التي لم يتسنّ بعد للنّاخب التعرّف عليها و على برامجها مما جعل الناخبين يعيشون تخوّفا وحيرة من الاختيار. هذا التخوف جعل البعض يفضّل انتخاب قائمات مستقلة استنادا إلى أنها لا تمثّل أجندات سياسية معيّنة.
فأيّ مصير للقائمات المستقلّة في انتخابات التّأسيسي؟
ردّا عن هذا التّساؤل أورد السيد محسن مرزوق (أمين عام المؤسّسة العربية الدّيمقراطية) أنّ القائمات المستقلّة لها حظوظ وافرة في الانتخابات فمعظم الأحزاب جديدة ومازالت تحتاج وقتا للتعريف ببرامجها فضلا عن أن تعدّدها يخلق مشكلة اختيار في حين أنّ القائمات المستقلّة تكون محليّة و تعكس الشخصيات البارزة في القطاع المحلّي مما يمنح للناخب الثقة في الانتخاب استنادا إلى المعرفة الشخصية بالمنتخب.
ووضّح في هذا الصدد أن ذلك يدفع بعض الناخبين إلى اختيار شخصيات مستقلة تكون عادة من الشخصيات التي يعرفها ليكون تصويتا يرتكز أساسا على المعرفة و ليقتصر على شخصيات محلّية أو مثقفة يتم اختيارها على أساس كفاءتها و معرفة الناخب بها باعتبار أن أغلب استطلاعات الرأي تؤكد أن أغلبية الناخبين التونسيين لم يحسموا بعد أمرهم في ما يتعلق بمن سينتخبون .
ويرى أن فضاء الانتخابات سيفتح الباب أمام المستقلين الأكفّاء للترشح مشيرا إلى انه يشجع كل شخصية تأنس في نفسها الكفاءة في مجال المساهمة في وضع الدستور التونسي المقبل و ان تقدم ترشحها للغرض. فمن وجهة نظره لديه قناعة راسخة أن لهم حظوظا حقيقية لحشد أصوات و مقاعد في المجلس التأسيسي بالشكل الذي يعبّر عن تنوع تونس و ثراء كفاءاتها نساء و رجالا .
هذا الطرح يسانده السيد الأزهر العكرمي (محام و عضو بالهيئة العليا) ويوضّح في هذا الصّدد أن حظوظ القائمات في انتخابات المجلس التأسيسي تتساوى مع حظوظ الأحزاب و تفوقها حتى أحيانا لان العلاقة بين النّاخب والمنتخب ستكون مبنية عل الثقـة .
فأغلبية الأحزاب ضعيفة وصغيرة و بالتالي فان قائمات المستقلين هي التي ستملأ الفراغ و من هذا المنطلق فهو يعتقد ان حجم التمثيل المستقل سيكون كبيرا على مستوى مراكز المدن . و فنّد في نفس السياق الصعوبات التي قد تعترض القائمات للتّرشح اذ أن خطاب كلا الطرفين سيكون متقاربا و لن تواجه القائمات أي إشكالية تذكر سيما إذا كانت القائمة تضمّ 8 أو 10 أشخاص فمن الممكن صياغتها في وقت قياسي.
حظوظ قليلة
في المقابل يعتبر أستاذ القانون الدستوري السيد قيس سعيّد انه من الصعب الحديث عن مسالة حظوظ المستقلين في انتخابات التأسيسي استنادا إلى انه لا تتوفر المعطيات الكافية حول التوازنات الموجودة داخل المجتمع. وأكّد أن حظوظ القائمات المستقلة في الانتخابات تبقى اقل بكثير مقارنة بالأحزاب سيما في مستوى التشكيلة القادمة لدائرة معينة التي لا بد من تشكيلها بطريقة تغطّي كل المعتمديات داخل الولاية حتى يمكن أن تحظى بالانتخاب فضلا عن انه ليس هنالك تنسيق بين القائمات المستقلّة في مختلف الدوائر الانتخابية في حين أن الأحزاب ستكون لها قيادة تتولى التنسيق بين مختلف القائمات في الدوائر الانتخابية. و خلص الأستاذ في القانون الدستوري إلى أنّ حظوظ القائمات المستقلة في الانتخابات لا يمكن اعتبارها منعدمة و لكنها لا تتساوى مقارنة بالقائمات الحزبية.
منال حرزي (المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 19 ماي 2011)
<
خميس بن بريّـك
في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي كان المجلس الأعلى للقضاء جهازا تابعا للسلطة التنفيذية. وكان الرئيس السابق يترأسه ويعيّن أغلبية أعضائه، فيما كانت وزارة العدل تديره.
وكان المجلس طبقا للقانون الأساسي للقضاة الذي مازال معمول به إلى حدّ الآن هو المسؤول عن تعيين وترقية ونقلة وتأديب القضاة، وكانت السلطة تستخدمه أداة لردع القضاة المعارضين.
ورغم مطالبة جمعية القضاة التونسيين، الممثل الشرعي للقضاة، في مؤتمرها المنعقد عام 2004 بتعديل القانون الأساسي للقضاة وإعادة هيكلة المجلس الأعلى للقضاء بما يعزز استقلاليته، إلا أنّ السلطة شددت من قبضتها على المجلس.
وقد اتهم المجلس بمعاقبة قضاة معارضين للنظام السابق من خلال النقل التعسفية وخصم أجور بعض قضاة مثل القاضية كلثوم كنو ونورة حمدي اللتان حرمتا من أجروهن عامي 2005 و2006، وهو ما اعتبره البعض تجويعا للقضاة وإهانة لهم.
وكان العديد من القضاة يخشون الخوض في خلافات مع السلطة وينحازون لإرادة السلطة التنفيذية حتى عند البت في بعض القضايا السياسية خوفا على أرزاقهم، ما عزز أزمة الثقة لدى الناس تجاه القضاء. وبعد قيام الثورة ظنّ القضاة الشرفاء أنّ الوضع سيتغير وأنّ قرار حلّ الدستور من قبل الرئيس المؤقت سينسحب على المجلس الأعلى للقضاء وسيقع حله باعتباره مؤسسة دستورية، إلا أنّ الأمر لم يكن بهذه البساطة. فالمجلس الأعلى للقضاة الذي لا مقرّ له وكان يجتمع في قصر قرطاج مازال إلى حدّ الآن قائما رغم الطعون في شرعيته، واجتمع مؤخرا تحت إشراف وزير العدل، للنظر في رفع الحصانة عن فرحات الراجحي بعد تصريحاته الأخيرة.
“المصدر” التقى ببعض القضاة الذين يطالبون بحلّ هذا المجلس الموروث من العهد السابق، ويدعون لانتخاب مجلس انتقالي لديه الشرعية الكافية بما يعزز استقلال القضاء ويضمن شروط المحاكمة العادلة.
* محمد الماجري قاضي برتبة ثانية لدى محكمة الاستئناف بمدنين:
نحن نطالب باستقلالية القضاء وانتخاب مجلس أعلى للقضاء يكون مؤقتا. لكن إلى حدّ الآن وزارة العدل لم تقم بالاستجابة لهذا المطلب ولم تقم بحل هذا المجلس غير المنتخب والذي مازال يجتمع بتركيبة تضمّ في أغلبها قضاة منصبين منذ العهد البائد. وإلى اليوم هذا المجلس الذي قام بخصم أجور زملائنا وكان منحازا للسلطة ومارس ضغوطا كبيرة على القضاة مازال يعمل. وهذا يعكس بكل وضوح عدم رغبة السلطة في استقلال القضاء.
* محمد الخليفي قاضي برتبة ثانية لدى محكمة الاستئناف بقفصة:
لقد تقدمت جمعية القضاة التونسيين بعد الثورة بعدة مطالب لتطهير وزارة العدل من رموز النظام السابق وانتخاب مجلس قضائي انتقالي وحلّ المجلس الموروث من العهد البائد. لكني تفاجأنا بأنّ وزير العدل لم يقم بأي عملية تطهير رغم وجود بقايا من المسؤولين المتورطين في منظومة الفساد. كما لاحظنا أنّ وزارة العدل تتآمر على جمعيتنا بعد إحجاث نقابة للقضاة بهدف شق صف القضاة. ونحن نتسائل لماذا تتمسك وزارة العدل بمجلس الأعلى للقضاء رغم أنه منحل قانونيا؟ ولماذا قاقمت بإحياه لرفع الحصانة عن الراجحي؟ الإجابة هي أنّ السلطة ليس لديها إرادة سياسية في تطهير وزارة العدل من منظومة القضاء الفاسد بسبب الخوف من المحاسبة وحماية رموز الفساد.
* أحمد الرحموني رئيس جمعية القضاة:
لقد عبرنا عدّة مرات بعد الثورة في اطار حرية التنظم وحرية التعبير عن مطالبنا بحلّ المجلس الأعلى للقضاء. لأنّ الإبقاء عليه مناقض لأي مشروعية. لقد استغربنا سرعة إحياء هذا المجلس غير الشرعي كي يقرر نزع الحصانة عن الراجحي. نحن مصرين على حل هذا المجلس لأن الدستور قد علّق وبالتالي علينا الذهاب باتجاه مجلس انتقالي يتمتع بالاستقلالية والحياد.
(المصدر: موقع “المصدر” (تونس) بتاريخ 19 ماي 2011)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية عطرة وبعد، نحن مجموعة من الديبلوماسيين التونسيين العاملين بوزارة الشؤون الخارجية نكتب لكم هذه الرسالة للإصداع بجملة من الحقائق المزعجة المتعلقة بالتعيينات التي تمت مؤخرا لعدد كبير من رؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية الجدد لتونس بالخارج والتي بإمكانكم التثبت من صحتها بوسائلكم الخاصة إن رغبتم في ذلك.
تعتبر الحركة التي جرت حديثا ذات أهمية بالغة نظرا لعدة اعتبارات أبرزها الظرف الخاص والتاريخي الذي تعيشه تونس حاليا بعد ثورة 14 جانفي وما يمكن أن تشكله هذه التسميات من مقياس لمدى جدية الرغبة في القطع مع الأساليب البالية التي كانت سائدة في ظل النظام السابق في اختيار ممثلي تونس لدى البلدان الأجنبية.
وإذ تلقى موظفو وزارة الشؤون الخارجية بارتياح الحرص على إعادة الاعتبار للكفاءات التي تزخر بها الوزارة من خلال التعويل شبه التام في التعيينات على أبناء السلك الديبلوماسي خلال حركة السفراء والقناصل العامين والقناصل، فإنه يسود جو من القلق والتململ الواسع داخل الوزارة حاليا إزاء الطريقة التي تمت بها هذه التعيينات والمعايير المعتمدة في هذا الصدد والتي لا تختلف عما كان جار به العمل قبل ثورة 14 جانفي، بل لربما تعتبر أسوأ من سابقاتها. فقد جرت المشاورات الخاصة بالتسميات في كنف الانعدام التام للشفافية وفي تكريس مطلق لنفس الممارسات السابقة في المحسوبية والمحاباة والكيل بمكيالين وعدم الأخذ بمقياس الكفاءة في المقام الأول. والأدهى والأمر في هذا الشأن هو كيفية تشكيل اللجنة الساهرة على النظر في ملفات المرشحين والتي كانت بعيدة كل البعد عن المصداقية والديمقراطية والرغبة في الإنصاف، حيث أنه من أبجديات المهنية والعدل والنزاهة أن تتشكل هذه النوعية من اللجان عادة من أعضاء يكونون غير معنيين بالتسميات قصد احترام مبدأ الحيادية والشفافية، إلا أن العكس هو الذي جرى حيث أن أغلبية أعضاء اللجنة كانوا هم أنفسهم من الأشخاص الذين شملتهم التعيينات مما حدا بكثير من الديبلوماسيين إلى التعليق بتهكم بأن المسألة كانت بمثابة تقسيم تركة أو غنائم حرب بين أطراف كانت الخصم والحكم في نفس الوقت.
ومما يدعو للاستغراب أيضا أن تتضمن القائمة مجموعة من الموظفين الذين عرفوا بدفاعهم المستميت عن النظام البائد واستفادتهم منه وانخراطهم في ممارساته الدنيئة عوض أن تعطى الأولوية للإطارات الأكثر مصداقية ونزاهة. كما أن بعضا ممن شملتهم التسميات، وإن كانوا ينتمون لوزارة الشؤون الخارجية، فإنهم لا يمتون بصلة للعمل الديبلوماسي والقنصلي نظرا لأن مهامهم كانت إدارية ومالية بحتة ولا تخولهم الرصيد المهني اللازم لتمثيل تونس كأحسن ما يكون في الخارج.
وإضافة إلى ذلك، فإن الأغلبية ممن شملتهم الحركة هم من المتقدمون في السن والقريبون من السن القانونية للتقاعد، عوض إعطاء الفرصة للكفاءات الشابة التي تزخر بها الوزارة والتي تنتظر بشغف وحماس فرصتها في أن تحظى بشرف تجسيم صورة تونس الجديدة والناصعة على المستوى الدولي. والأخطر من ذلك هوالمساعي المحمومة التي يقوم بها المستفيدون من أجل إدخال تعديل على النظام الأساسي للسلك الديبلوماسي بإضافة بند جديد ينص على تمديد السن القانونية للتقاعد بالنسبة لرؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية لتونس بالخارج إلى ما قد يصل لخمسة وستين سنة حتى يتسنى لهم إدامة تعيينهم إلى أقصى حد ممكن بعد تجاوز السن القانونية للتقاعد والمتمثلة في ستين سنة وهو ما يمكن أن يعلق عليه بشكل ساخر برغبة هؤلاء في تأمين فترة تقاعد زاهية ومريحة لهم في المستقبل. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن اللجنة المكلفة بمراجعة النظام الأساسي للسلك الديبلوماسي تعمل هي أيضا في كنف السرية التامة وفي مناخ من الغموض بعيدا عن الشفافية مما يزيد في حدة الشكوك افي وجود مخطط ا يطبخ حاليا على نار هادئة لتمكين هؤلاء من تحقيق ضالتهم في الإبقاء على مدة بقائهم بالخارج لفترة أطول. هذا التصرف يعتبر استفزازا كبيرا لبقية الإطارات السامية بالوزارة، فضلا عن أنه من الإجحاف تعيين إطار كسفير أو قنصل عام أو قنصل وهو الذي لا تفصله عن سن التقاعد سوى سنة أو سنتين وحتى بضعة أشهر فيما يستثنى منه من بلغ مؤخرا بالكاد سن التقاعد القانونية والحال أن الفارق في السن يعتبر ضئيلا جدا بين الطرفين.
كما أنه من المفروض أن يكون لتونس الثورة، حتى في ظل هذه المرحلة الانتقالية، توجه منسجم للسياسة الخارجية يعبر عن توجهات معينة للبلاد في علاقاتها مع الخارج، إلا أنه يستشف للأسف الشديد من حركة التعيينات الأخيرة أنها لم تراع في مجملها هذا المبدأ حيث أن التسميات لم تخضع لهذا المقياس ولا لمعيار الكفاءة أيضا، بل هي تعطي الانطباع وكأنها حيكت على مقاس أشخاص معينين ونافذين أمكن لهم بحكم قربهم من أصحاب القرار في الوزارة الاستئثار بأماكن التعيين التي تروق لهم دون مراعاة لمتطلبات المرحلة وخصوصيات بلد الاعتماد ولا لما يجب أن تتوفر في السيرة الذاتية للشخص المعين من مؤهلات تسمح له بالقيام بواجبه على أحسن ما يرام من خلال تطابقها مع مقتضيات العمل الديبلوماسي في بلد التعيين.
وإذ بارك الديبلوماسيون إشراك المرأة في التعيينات على رأس البعثات القنصلية والديبلوماسية بالخارج، فإن ذلك أيضا لم يخل من بعض الشوائب والتي من بينها تغييب مقياس الكفاءة والخبرة المهنية كشرطين أولين للتعيين في كثير من الأحيان.
وتقوم ثلة من الديبلوماسيين المستائين من هذه الوضعية حاليا، وبمساندة من النقابة المشكلة حديثا والتي تضطلع بدور هام في إبلاغ تطلعات العاملين بالوزارة لأصحاب القرار، ببعض التحركات الرامية إلى إبلاغ عدم رضاها للمسؤولين ومحاولة تدارك النقائص والهنات العديدة المسجلة في قائمة التعيينات. والرجاء في أن تأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار حتى يقع تدارك الإخلالات المسجلة وتكون النسخة النهائية لحركة التسميات مستجيبة لتطلعات أغلبية إطارات الوزارة.
وإضافة للمشاغل المعبر عنها ذات الطابع الداخلي، فإن العديد من أبناء الوزارة تنتابهم الحيرة إزاء التجاوزات المذكورة إذا ما أخذت في السياق العام للبلاد وما تطرحه من تساؤلات عن مدى توفر التوجه والرغبة الحقيقيتان في تجاوز مخلفات الماضي والبدء بالفعل في صفحة جديدة في واحد من الميادين السيادية الحساسة للبلاد وهو الحقل الديبلوماسي الذي عانى الأمرين من سياسة التهميش وهضم الحقوق إبان العهد البائد، سيما وأن تونس تعول كثيرا على السياسة الخارجية حتى تساهم في النقلة النوعية المنشودة التي يرنو إليها كل التونسيين في النهوض بصورة البلاد في الخارج وخدمة مصالحها الحيوية.
عاشت تونس حرة أبية أبد الدهر وعاش ديبلوماسيوها ذخرا لهذا الوطن العزيز والرحمة لشهدائنا الأبرار .
شكل تمويل المؤسسات الاعلامية الناشئة في تونس احدى اهم نقاط الجدل في الاوساط السياسية والثقافية وذلك قصد فك رموز امكانيات تداخل راسمال بالاعلام الذي يمكن أن يجعله في انحراف خطير عن رسائله الاساسية.
وقد كثر في الاونة الاخيرة التساؤل عن مصادر التمويل لعدد من المؤسسات الاعلامية وعن علاقاتها بالخارج وامكانية التاثر بالممول في تمرير مشاريعه السياسية انطلاقا من اعلام وطني هذا دون أن ننسى التطبيع كشرط اساسي للتمويل.
وفي هذا الاطار يقول رئيس الهيئة الوطنية لدعم مقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية احمد الكحلاوي أن الإدارة الامريكية قد اصدرت منذ ما يزيد عن 15 سنة إعلانا لتمويل المشاريع الإعلامية من صحف واذاعات وتلفزات في الوطن العربي وقد تصل قيمة التمويل إلى نحو المليون دولار.
واضاف الكحلاوي أن هناك عروض جديدة لتمويل الاذاعات من قبل منظمة عالمية تعنى بالشان الاعلامي وقد طالبت هذه المؤسسة في الاونة الاخيرة بحق وسائل الاعلام في التواجد من خلال منحها رخص العمل.
شروط مسبقة
واعتبر الكحلاوي أن تمويل المشاريع الاعلامية يخضع عادة إلى تدخل واضح من قبل الممول والذي كثيرا ما يدعو الوسيلة الممولة إلى الالتزام بالشروط المسبقة بينهما والمتفق حولها.
وخلص الكحلاوي إلى أن التمويل الاجنبي انما هو شكل من اشكال التخريب والتاثير في القراءات السياسية للوسيلة المدعومة ماليا وهو ما يؤدي في كثير من الاحيان إلى انحرافات لصالح الطرف الممول.
التطبيع
وبخصوص امكانيات التاثير المباشر للتمويل الاجنبي على مسالة التطبيع اوضح الكحلاوي أن التطبيع هو أن تعترف بعدوك الذي كثيرا ما نكل بالشعب الفلسطيني الاعزل ومارس ضده كل اشكال الارهاب . واضاف الكحلاوي أن الاعتراف بالاحتلال جريمة والتطبيع هو ذاته جريمة مهما كانت المنطلقات والتسميات لذلك.
التمويل وتاثيراته
“من الطبيعي أن تكون مصادر التمويل شفافة ومعلومة” هذا ما اكده عضو هيئة اصلاح اعلام والاتصال هشام السنوسي.
واعتبر السنوسي أن لمصادر التمويل بعدان أساسيان يتعلق الاول بضرورة محافظة على استمرارية المؤسسة واستعدادها لاستعاب الصحافيين في حالة فشل المشروع ذلك أن فشل المؤسسة يتجاوز الباعث لتشمل العملة وهي معايير معتمدة بالبلدان المتقدمة اما البعدالثاني فيتعلق بشفافية المنظمة الممولة.
وبخصوص اشكال التمويل وتاثيراتها يرى السنوسي أن الحضور الاجنبي في المؤسسات الاعلامية يمكن أن يكون على شكل منح مقدمة تابعة لمؤسسات مشهود لها بالشفافية واما عن طريق شركات عالمية تساهم في راسمال الوسيلة الاعلامية وهو ما يمكنها من أن تتحول إلى جزء من الإدارة وهذه النقطة محل خلاف لان الاعلام ليس مشروعا اقتصاديا بل هو مؤسسة تسعى لصناعة الراي العام .
موقف الهيئة
وبخصوص موقف هيئة اصلاح الاعلام والاتصال من تمويل الاعلام قال السنوسي ” لقد ارتاينا أن يكون راسمال المؤسسات الاعلامية تونسي 100 بالمائة وهو معيار من ضمن المعايير التي اعتمدناها في قراءة مختلف الملفات المقدمة للحصول على تراخيص اذاعية وتلفزية.”
تجاذبات
ومن جهته اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الطليعة العربي الديمقراطي كريم قطيب ” أن التمويل الاجنبي للاعلام هو جزء من الاشكال القائم في بعض المؤسسات الاعلامية باعتبار أن هناك تجاذبات خاصة فيما يتعلق بالخط العام لتوجه الوسيلة الاعلامية”.
واضاف المتحدث انه ” من شان التمويل الاعلام الاجنبي أن يساهم في تحريف الرسائل الاعلامية عن خطها العام وهي كثيرا ما تخضع في توجهاتها لممولها على غرار احد القنوات التونسية ” على حد وصفه. وبين قطيب ” أن الخط التحريري العام لهذه الوسائل يجب أن يكون محور توافق وطني وضامن لحضور مختلف الاطراف السياسية في المشهد الاعلامي دون اقصاء او انحياز لطرف سياسي دون اخر.”
فتح الملفات
واوضح الاعلامي نورالدين المباركي رئيس تحرير” الوطن ” أن ” ملف التمويل الأجنبي لوسائل الإعلام هو أحد الملفات الخطيرة التي يجب فتحها والتعامل معها بكل شفافية.بما يضمن استقلالية المؤسسات الإعلامية في تونس بعيدا عن أي ضغوطات واملاءات خارجية “. وخلص المباركي ” إلى ضرورة الحفاظ على مبدإ رفض التمويل الأجنبي لوسائل الإعلام التونسية بما يضمن استقلاليتها ودروها في المساعدة في مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تمر بها البلاد “.
خليل الحناشي
(المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 19 ماي 2011)
<
أخيرا دخل “تنظيم القاعدة” على خط الأحداث الساخن في تونس..و علم القاصي و الداني ما وقع بمدينة سليانة يوم الأربعاء 18 ماي 2011 من اشتباكات و مواجهات عنيفة خلّفت شهيدا من أفراد الجيش التونسي و قتيلين في صفوف هذا التنظيم.
تطرح هذه الحادثة التي نتمنى أن لا تتكرّر و أن يرحل هذا الضيف المتطفّل و الثقيل و الغير مرغوب فيه عن أرضنا و قبل ذلك عن عقول أبناءنا..تطرح هذه الحادثة إذن علامات إستفهام حول توقيت ظهور “تنظيم القاعدة” و خلفيات و أبعاد ذلك و الأيام وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات. و في كل الحالات فأنا أرى أن تونس الآن و في هذا الظرف بالذات لا تحتاج (و لم تحتج و لن تحتاج يوما) إلى تنظيم القاعدة و لا إلى غيره.
إن تونس اليوم ليست بحاجة إلى “مجاهدين” يحملون السلاح و يقتلون كل ما يتحرّك على وجه البسيطة و لكنها بحاجة إلى “وطنيين” يضحون بالغالي و النفيس من أجل مصلحة هذا الوطن.. تونس اليوم ليست أرض جهاد و لكن أرض بناء و تعمير.تونس بصدد تشييد “صرح ديمقراطي” بعد أن هدمت أساس الإستبداد و ليست بصدد تحويل بيتها إلى خراب تعشّش فيه الخفافيش. تونس اليوم بحاجة إلى عقول أبناءها للبناء و التطوير و ليست للتخريب و التفجير..نريد من “يسوسر” تونس و لسنا بحاجة إلى من “يصوملها”. تونس اليوم بحاجة إلى أفكار و مقترحات و ليس إلى قنابل و متفجرات فمن كانت لديه فكرة أو إقتراح فليتفضل فالباب مفتوح و المجال متاح للجميع أما من أراد بث الرعب و إشاعة الفوضى فالجيش الوطني و قبله كل مواطن غيور على هذا البلد بالمرصاد. تونس بحاجة إلى أيادي أبناءها لتقترع و تضع الأوراق في صناديق الإنتخاب و ليست بحاجة إلى الأيادي لترفع البنادق و الأسلحة البيضاء و العصي و تخوض حربا –خاسرة- ضد أبناء الوطن. تونس اليوم بحاجة إلى ‘تنظيم’ ولكن ليس “للقاعدة” و لكن للاقتصاد و السياسة و الثقافة و العلوم و لمختلف أوجه الحياة حتى يعود القطار التونسي للسكة الصحيحة و تبدأ السمفونية التونسية في عزف أحلى نشيد..نشيد الحرية و الكرامة و العدل و الإزدهار.. تونس اليوم بحاجة إلى “قاعدة” و لكن “شعبية” ملتزمة و واعية و متفتحة و متسامحة تفهم ما يدور حولها و تشارك في مختلف أنشطة المجتمع المدني و تكون فاعلة لا مفعولا بها و مسئولة عن هذه البلاد التي هي أمانة في رقابنا. تونس اليوم بحاجة إلى أحزاب قانونية تؤطر المواطنين و تجتمع في الفضاءات العامة و تتواصل مع الناس بشفافية و ليست بحاجة إلى تنظيمات سرية تلتقي في الظلام و تتواصل بكلمات السرّ. تونس اليوم بحاجة إلى تكاتف أبناءها و تلاحمهم و توحدهم تحت الراية الوطنية و ليس إلى إنقسامهم و تشتتهم تحت رايات مختلفة و متناقضة تفرّقهم و تضعف طاقاتهم بلا جدوى. تونس اليوم بحاجة إلى “غزوة الإنتخابات” التي سيقوم بها أناس واعون يهرعون يوم 24 جويلية إلى مكاتب الإقتراع ليصوتوا لحزب كان الأقدر على إقناعهم و ليست بحاجة إلى “غزوة سليانة” أو غيرها من الأفعال الشنيعة التي لا يأتيها إلا من ألغى التفكير من قاموس حياته و عطل “العقل” الذي ميّز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات…
رسالتي إليكم يا” تنظيم القاعدة”.. أنتم تريدون جنة السماء و نحن نريد جنة الأرض “تونس”..أنتم تريدون الموت و نحن نريد الحياة..أنتم تريدون الخراب و نحن نريد البناء..أنتم تريدون الغلوّ و نحن نريد التسامح..أنتم فيما بينكم بين الأمر و الطاعة و نحن فيما بيننا بين الحوار و النقاش..لن “تقعدنا” حماقاتكم عن السير ببلادنا نحو مستقبل مشرق و سيواصل الركب طريقه أما أنتم فيبدو أن الله قد كره إنبعاثكم “فثبّطكم و قيل أقعدوا مع القاعدين”.
يسري الساحلي laurentb201@yahoo.fr
<