الخميس، 18 سبتمبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N°3040 du 18.09.2008
 archives : www.tunisnews.net 


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن:محاكمات بالجملة و أحكام بالتفصيل .. !

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس (2 )

الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن:تأجيل النظر في قضية أحد أعضاء مجموعة سليمان .. !

ايلاف:السويد تقرّر ترحيل تونسيّة ومخاوف من محاكمتها

هند الهاروني-تونس : بلاغات و نداءات يوميّة … ااا

رويترز:سجن 17 شابا تونسيا بتهمة الشغب

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس :حملة منع ترسيم المحجبات للدراسة في تونس على أشدها

محمد الحمروني:بسبب منع المحجبات من التسجيل :تونس: أجواء التوتر تخيم على العودة المدرسية

حزب العمال الشيوعي التونسي:بيان

حزب العمال الشيوعي التونسي برقية تضامن

حزب العمل الوطنيّ الديمقراط يّنشرة الكترونيّة عدد 69 –

زياد الهاني:مفاوضات الصحافة المكتوبة : تفقدية الشغل تحرر “محضر تقصير” ضد جمعية مديري الصحف، وتغيير وفد الأعراف وارد؟

مراد رقية: ردا على مقال الأستاذ سامي العوادي:أهم نتائج المسيرة لسنة كاملة،تقبيل أياد واستعطاف

دز منصف المرزوقي:أكثر من ثلاثين مثقفا من العالم العربي يطالبون بعودة المؤسسات الديمقراطية لموريتانيا

الشيخ محمد الهادي الزمزمي الرسالة التي أخطأت وجهتها!! تعقيبا على رسالة  الأستاذ مصطفى الونيســـي إلى وزير الشئون الدينية الاخزوري(الجزء الثالث)

الشيخ:راشد الغنوشي:كلنا يوسف القرضاوي

الشيخ راشد الغنوشي لـ “قدس برس”: جهات شيعية استغلت محنة الحركة الإسلامية في تونس لنشر التشيع

السبيل أونلاين : يا قدس .. الأمة في ضياع ما ضيعتك


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 
 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكاد حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 رمضان  1429 الموافق ل 18/09/2008

أخبار الحريات في تونس

 

تأجيل النظر في بعض قضايا الحوض المنجمي لجلسة يوم 24/09/2008 انعقدت يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2008 الدائرة الجناحية لدى محكمة الاستئناف بقفصة للنظر في: 1)القضية عدد 4017 و التي موضوعها استئناف الحكم الابتدائي الصادر عن المحكمة الابتدائية بقفصة من طرف 18 موقوفا 2)في القضية عدد 3728  و التي موضوعها استئناف الحكم الابتدائي الصادر عن المحكمة الابتدائية بقفصة من طرف 17 موقوفا 3)في القضية عدد4013 و التي موضوعها استئناف الحكم الابتدائي الصادر عن المحكمة الابتدائية بقفصة من طرف السيد هاشم بوصلاحي و قد انتقل عدد من المحامين من تونس العاصمة تطوعا منهم للدفاع عن المستأنفين و مؤازرة منهم لزملائهم المحامين بقفصة و دامت الجلسة من الساعة التاسعة و النصف صباحا إلى الثانية و النصف بعد الزوال مع الإشارة إلى أن قضيتين وقع تعيينهما قبل يوم واحد من تاريخ الجلسة ، و طلب المحامون تأجيل النظر في الأخرى للاطلاع على أوراق الملف و الاستعداد للمرافعة. و قد أخرت القضية المذكورة للترافع فيها لجلسة يوم 24 سبتمبر 2008 بينما وقع تأخير القضيتين الأخريين للمفاوضة و التصريح بالحكم لنفس جلسة يوم 24/09/2008. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

‘الحرية لسجين الرأي طارق السوسي’ الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن 43 نهج الجزيرة تونس e-mail:aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 17 سبتمبر 2008

كشف الحساب..لقضاء ..’ يكافح الإرهاب ‘: محاكمات بالجملة و أحكام بالتفصيل .. !

 

*  نظرت  الدائرة الجناحية 14  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  مصطفى بن جعفر  اليوم الاربعاء 17 سبتمبر 2008 في  القضية عدد 2008/9055 التي يحال فيها كل من : محمد بن الهادى بن محمد السماوى (من مواليد  02/01 1963 ) و محمد على بن حسن بن على البسكرى (من مواليد 05/012/1981 )و على بالناصر بن عبد الله الحجاجى (من مواليد  09/02/1981) و محمد بن احمد بن احمد عباس(من مواليد 10/12/1960 ) و فوزى بن ابراهيم بن الصادق الشيحى (من مواليد 13/04/1976 ) و فتحى بن الهادى بن يونس البعزيزى (من مواليد 22/12/1977 ) و محمد بن عمار بن مفتاح بن خميلة (من مواليد 23/09/1973 ) و رضا بن حسن بن يوسف بن ثابت (من مواليد  05/12/1978 ) ورؤوف بن محمد بن عمر العامرى (من مواليد 21/01/1951 ) و محرز بن رابح بن عمارة السعيدى (من مواليد 18/05/1972 ) و أنيس بن ناصر بن عبد الله الحجاجى (من مواليد 20/07/1977 ) و محمد بن الصادق بن يوسف بن يوسف (من مواليد 11/06/1979 ) و محمد بن حسن بن يوسف محمدى ( من مواليد 29/01/1982 ) و مهدى بن عبد الرزاق بن جيلانى بن محرز ( من مواليد 26/09/1984 ) و فيصل بن الحبيب بن حميدة ساسى ( من مواليد 15/04/1977 ) و يوسف بن خليفة بن يونس الطرودى ( من مواليد 12/01/1982 ) و محمد بن حمادى بن عمار الرازقى ( من مواليد 08/11/1971 ) و بشير بن محمود بن مبارك الزيتونى (من مواليد 19/07/1976 ) و مبروك بن محمد بن صالح بو ظافرى (من مواليد 20/08/1982 )، و المحالين من أجل تهم المشاركة في إعادة تكوين جمعية لم يغترف بوجودها و عقد اجتماعات غير مرخص فيها و إعداد محل بقصد عقد اجتماع غير مرخص فيه   . و قد ترافع دفاعا عنهم الأساتذة عبد الفتاح مورو و محمد نجيب بن يوسف و  منجى بن مصطفى و كلثوم الزاوى و الهادى العباسى و شاكر علوان و  أمان الله مورو و سمير بن عمر و عدنان بن رمضان و احمد صديق و سفيان بالحاج محمد. و قد أكد الدفاع على بطلان إجراءات التتبع ، كما أكدوا على الصبغة السياسية للمحاكمة  ، أما المتهمون فأقر بعضهم بتبنيه لفكر حزب التحرير و نفوا أي انتماء تنظيمي فيما استنكر بعضهم تصريح وزير العدل الذي نفى وجود مساجين رأي في تونس و الحال أنهم محالون من أجل التعبير عن آرائهم و أفكارهم . و بعد ختم المرافعات في القضية  قرر القاضي  إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم لجلسة يوم 27 سبتمبر 2008 . و تجدر الإشارة إلى أن الحكم الابتدائي قضى بسجن المتهمين مدة تتراوح  بين ثمانية أشهر و ثلاثة أعوام . * كما نظرت الدائرة الجناحية 14  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  مصطفى بن جعفر  اليوم الاربعاء 17 سبتمبر 2008 في  القضية عدد 08/11803 التي يحال فيها كل من: زايد جلالى و خالد جلالى و على عمرى و محمد الشغلى عمرى و ابراهيم البراهمى و محمد الساسي شراد و مروان محمدى و مهدى سعيدى و رؤوف سعيدى ، و المحالين من أجل تهم الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية و التوسط لمغادرة شخص التراب التونسي خلسة و مغادرة التراب التونسي دون وثيقة سفر قانونية  .  و قد ترافع عن المتهمين الأستاذ المختار الجلالى الذي طالب بتبرئة منوبيه لتجرد التهم و انعدام أركانها القانونية ، و  قد قرر القاضي  إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . * و  نظرت الدائرة الجناحية 14  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  مصطفى بن جعفر اليوم أيضا  في  القضية عدد 08/12550  التي يحال فيها كل من: مكرم المولهى( من مواليد 10/04/1980 ) و انيس الجلالى(من مواليد 17/03/1985) و  هيثم السلمانى (من مواليد 21/10/1981) و  سامى التليلى(من مواليد 25/5/1981) و بيرم الحيدرى (من مواليد 12/07/1979 ) و محمد السماوى (من مواليد 02/01/1963)  ، و المحالين من أجل تهم الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية.  و قد ترافع عن المتهمين الأستاذ مراد العبيدي الذي طالب بتبرئة منوبيه لتجرد التهم و انعدام أركانها القانونية ، و  قد قرر القاضي  إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . و تجدر الإشارة  إلى أن الشبان المحالين في هذه القضية هم أصيلو ولاية الكاف ، و كان الحكم الابتدائي قضى بسجنهم مدة ستة أشهر .     عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 رمضان  1429 الموافق ل 18/09/2008

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

1)    صالح الجملي يواصل الاعتداء على الحق في اختيار اللباس تستمر الحملة الشرسة ضد ارتداء الحجاب في تونس من طرف بعض مديري المعاهد الثانوية و الجامعية الذين أصبحوا يتدخلون بصورة شخصية لنزع خمار المحجبات و من بينهم المدعو صالح الجملي مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل الذي عمد مؤخرا إلى ملاحقة التلميذات المحجبات في ساحة المعهد في أوقات الفسحة في نهاية كل حصة محاولا نزع أغطية رؤوسهن بالقوة متفوها تجاههن ببذيء الكلام. و قد حاول اليوم الخميس 18/09/2008 أثناء الفسحة نزع خمار التلميذة الجازي ابنة السجين السياسي السابق السيد سعيد الجازي لكنها احتجت و قاومت بشدة هذه المحاولة فقام بطردها مطالبا إياها باستصحاب وليها أو منعها من الدراسة. و تجدر الإشارة إلى أن هذا المدير له سجل حافل بانتهاك حق حرية اللباس و قد أشارت المنظمة في السابق إلى بعض الاعتداءات التي قام بها و ذلك في البيانين الصادرين عنها بتاريخ 27 و 29 فيفري 2008. 2)    شادي بوزويتة أمام المحكمة يمثل غدا الجمعة 19/09/2008 الشاب شادي بوزويتة عضو منظمة حرية و إنصاف أمام محكمة ناحية نابل في القضية عدد 12304 من أجل اتهامه بالاعتداء على الأخلاق الحميدة و هضم جانب عون أمن علما بأنه تعرض إلى مضايقات من طرف أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الأمن بنابل عندما كان يسبح مع أفراد عائلته و أصدقائه بشاطئ نابل ، فقد وقف بالقرب منهم المدعو تميم التريكي العون بفرقة الإرشاد بنابل لإشعاره بحضوره و بأنه محل مراقبة من طرف أعوان البوليس السياسي ، و طال انتظار ذهاب تميم التريكي لكن دون جدوى و هو ما أدى للاحتجاج من طرف السيد شادي بوزويتة نظرا لحالة الارتباك التي أصابته هو و أفراد عائلته و أصدقائه جراء هذه المراقبة اللصيقة . و تجدر الإشارة إلى أنه سبق لأعوان البوليس السياسي أن اعتقلوا السيد شادي بوزويتة ثم وقع إطلاق سراحه ، و قبل اعتقاله من جديد تعرض لمضايقات عديدة من قبل العون المذكور الذي يعمد في كل مرة إلى إهانته أمام الناس في سوق التحف بنابل. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

“الحرية لسجين الرأي طارق السوسي” الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr    تونس في 18 سبتمبر 2008 \

كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “: تأجيل النظر في قضية أحد أعضاء مجموعة سليمان .. !

                                    

*  نظرت  الدائرة الجنائية 12  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  رضا الدرويش  اليوم الخميس 18 سبتمبر 2008 في  القضية عدد 11943 التي يحال فيها كل من : شكري تريك ( من مواليد 10/10/1981 ) و عبد الله المحجوبي ( من مواليد 26/10/1983 ) و منصور محجوبي ( من مواليد 11/01/1982 ) و حبيب الحفصي ( من مواليد 12/01/1984 )   ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية بقصد ارتكاب أعمال إرهابية داخل تراب الجمهورية  و عدم إشعار السلط بما أمكن لهم الاطلاع عليه من أفعال  و ما بلغ إليهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية    .  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 02 أكتوبر 2008 لجلب المتهمين الموقوفين  ، و قد حضر للترافع عن المتهمين الأساتذة لحمادي الحنيشي و عزة الشابي و سمير بن عمر.  و تجدر الإشارة  إلى أن أحد الشبان المحالين في هذه القضية و هو طالب بالجامعة  تنسب له الأبحاث أنه كان ينتمي إلى مجموعة سليمان و صعد معهم إلى جبل عين طبرنق ثم غادرهم قبل اندلاع الاشتباكات المسلحة مع أعوان الأمن  . و كان الحكم الابتدائي قضى بتبرئة الحبيب الحفصي و بسجن باقي المتهمين  مدة تتراوح  بين عام و أربعة أعوام    . *  نظرت  الدائرة الجناحية السادسة  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  فوزي الجبالي  اليوم الخميس 18 سبتمبر 2008 في  القضية عدد 2008/21825 التي يحال فيها الشبان الذين أوقفوا مؤخرا بجهة بنزرت و هم كل من : بشير المحمدي (من مواليد  3/5 / 1977 ) و بشير اللواتي (من مواليد 7/11/1973 )و البشير بن شعبان (من مواليد  1/6/1976) و اسكندر البوغانمي(من مواليد 22/10/1986 ) و محمد وائل بومعيزة (من مواليد 18/1/1984 ) و المعز القاسمي (من مواليد 11/5/1972 ) و هشام العبدلي (من مواليد 26/6/1970 ) ، و المحالين من أجل تهمة عقد اجتماعات غير مرخص فيها و يضاف للمتهمين الأول و الثاني تهمة  الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية   . و قد ترافع دفاعا عنهم الأساتذة أحمد بن طارة و أنور القوصري و صبيحة بلحاج سالم و حسن بلكاهية . و قد تمسك لسان الدفاع بطلب الجكم ببطلان إجراءات التتبع ، كما أكدوا على الصبغة السياسية للمحاكمة  . و بعد ختم المرافعات في القضية  قرر القاضي  إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم لجلسة يوم 25 سبتمبر 2008 .   عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية         

السويد تقرّر ترحيل تونسيّة ومخاوف من محاكمتها

 إسماعيل دبارة إسماعيل دبارة من تونس: علمت “إيلاف” من مصدر حقوقي تونسي عزم السلطات السويدية ترحيل سيدة تونسية مقيمة هناك منذ العام 2005 و تدعى مريم الورغي. وقضت المحكمة العليا السويدية بمغادرة السيدة مريم محمد المنصف الورغي للبلاد في أجل أقصاه 23 أيلول الجاري و أن عليها التوجه إلى السفارة التونسية بالعاصمة ستوكهولم للحصول على جواز سفر تونسي أو أي وثيقة تكفل لها السفر إلى تونس. ومريم الورغي هي ابنة السجين السياسي السابق محمد المنصف الورغي الذي قضى قرابة الأربعة عشر سنة سجنا و أفرج عنه في العام 2006. وتقيم ابنة الورغي في السويد منذ سنة 2005 و هي متزوجة من تونسي و حامل في شهرها الثامن. وقال الحقوقي عبد الكريم الهاروني في تصريحات لإيلاف: لقد تقدمت الورغي للسطات السويدية بطلب في اللجوء السياسي في شهر سبتمبر2005 نتيجة ما كانت تعانيه و تتعرض له من الضغوط و المضايقات الشديدة في تونس خصوصا إبان سجن والدها طيلة التسعينات و بعد خروجه من السجن ، وقد أصبحت العائلة بكاملها محل تتبع و مضايقة ، فقد كانت السيدة مريم الورغي هدفا للتتبعات و المضايقات بسبب ارتدائها للحجاب بلغت حد إخراجها من قاعات الامتحان ما بين سنة 2003 و “2005.. ويتابع الهاروني:”بعد حوالي الثلاث سنوات من تقديم طلب اللجوء السياسي والمعاناة و الانتظار تخللها رفض فاستئناف قررت المحكمة العليا بالسويد القضاء بمغادرة السيدة مريم محمد المنصف(الورغي) السويد في أجل أقصاه /23 09/ 2008 ، نحن نخشى أن تتعرّض السيدة الورغي في حال تسليمها إلى تونس للمحاكمة و السجن و المضايقة و الهرسلة لعائلتها و هي تطلب من المنظمات و الجمعيات الحقوقية التدخل لفائدتها من أجل منحها اللجوء السياسي بالسويد”. وطالب الهاروني السلطات السويدية بـ”وقف إجراءات الترحيل الصادرة ضد مريم الورغي لأنها تعرّضها للخطر في حال تسليمها للسلطات التونسية” كما طالبها بمنحها اللجوء السياسي”. (المصدر: موقع ايلاف ( بريطانيا ) بتالريخ 18 يبتمبر 2008) http://www.elaph.com/Web/Politics/2008/9/366776.htm  

بسم اللّه الرّحمان الرّحيم بلاغات و نداءات يوميّة … ااا تونس في الخميس 18 سبتمبر 2008-18 رمضان 1429 يتواصل التّواجد الأمني أمام بيتنا ليصبح يوميّا و باستمرار . تونس : بلاغات و نداءات يوميّة … ااا  

سجن 17 شابا تونسيا بتهمة الشغب

 

 
تونس (رويترز) – قالت منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان في تونس يوم الخميس إن السلطات قضت بسجن 17 شابا بتهمة الشغب بعد مظاهرات نادرة جرت منذ ثلاثة أشهر بمحافظة قفصة بالجنوب التونسي احتجاجا على غلاء المعيشة. وقتل في يونيو حزيران شخص وأصيب عشرات اخرون اثر مصادمات بين قوات الشرطة ومتظاهرين في مدينة الرديف الغنية بالفوسفات والتابعة لمحافظة قفصة جنوب شرقي العاصمة تونس احتجاجا على غلاء المعيشة وتفشي البطالة. وفي الاسبوع الماضي قالت منظمات حقوقية ان عدد القتلى ارتفع الى ثلاثة بعد وفاة شابين اخرين متأثرين بجروحهما. وقالت منظمة حرية وانصاف الحقوقية يوم الخميس في بيان ان المحكمة الابتدائية بقفصة اصدرت احكاما بالسجن ثلاثة اشهر على اربعة من المتظاهرين وبشهرين على 13 اخرين ضمن ما يعرف بأحداث الحوض المنجمي. وبدأت بمدينة الرديف الواقعة على بعد 340 كيلومترا جنوبي العاصمة منذ شهر ابريل نيسان الماضي احتجاجات واسعة قام بها شبان عاطلون يحتجون على غلاء المعيشة ويطالبون بمنحهم فرص عمل في المنطقة الغنية بالفوسفات لتمتد بعد ذلك الى مناطق اخرى بالجنوب التونسي. ويطالب نشطاء حقوق الانسان في تونس السلطات بالافراج عن المعتقلين ومعالجة القضايا الاجتماعية العالقة بالتشاور مع مختلف الاطراف. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 18 سبتمبر 2008)  

بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في 18 سبتمبر 2008 حملة منع ترسيم المحجبات للدراسة في تونس على أشدها

 

تلقت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس إتصالا من أحد المواطنين المقربين من السيد يوسف الخضري، أخبرنا بان مدير ‘معهد العقب’ بولاية منوبة يشن حملة شرسة لمنع المحجبات من دخول المعهد مهما كان شكل غطاء الراس ، مما تسبب في حرمان العديد منهن من الدراسة لمدة ثلاثة أيام متتالية ، وكانت التلميذة خولة الخضري من بينهن وهي ابنة السيد يوسف الخضري الذي طلب مقابلة المدير المدعو مراد موسى فرفض الاخير مقابلته مما أجبر الولي على الاعتزام القيام باعتصام داخل المعهد يوم الخميس 18 أوت 2008 ، ان استمرالمدير في رفض دخول كريمته للدراسة . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، تؤكد أن حالة من الإحباط تنتاب بعض الأولياء جراء الممارسات التعسفية التى تمارسها الإدارة التعليمية تجاههن وتجاه بناتهن المحجبات ، وتدعو اللجنة كل الأولياء إلى تكريس كل السبل النضالية السلمية للدفاع عن حقوق بناتهن ، كما تدعو السيد يوسف الخضري إلى رفع دعوة قضائية رفقة بقية الاولياء ضد المدير مراد موسى الذي لم يكتفي بتطبيق المنشور الغير دستوري الذى يحظر الحجاب بل تجاوز حدوده ليعلن حربا على الإحتشام . تدعو السلطة التونسية إلى الكف عن محاربة المحجبات ، وتحملها كل النتائج المترتبة عن الحملة المحمومة التى دشنتها ضدهن مع بداية العام الدراسي 2008/2009 ، وتشهد الرأي العام التونسي والخارجي على الإجراءات المتخلفة التى تعتمدها السلطات التونسية الرسمية من أجل إقصاء وتهميش المرأة التونسية المحجبة . تدعو كل الضمائر الحية والشخصيات والهيئات المهتمة بحقوق الإنسان إلى تبنى قضية المحجبات التونسيات وإدانة ممارسات السلطة التونسية في حقهن ، وتطالب المفكرين والكتاب والساسة والعلماء إلى فضح الحرب المفتوحة التى تشن على المرأة التونسية المحجبة في تونس . عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد: protecthijeb@yahoo.fr  

بسبب منع المحجبات من التسجيل تونس: أجواء التوتر تخيم على العودة المدرسية

   

تونس – محمد الحمروني  عبَّرت لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس عن «سخطها العارم لما تمارسه الإدارات التعليمية التونسية من ابتزاز مشين بحق الفتيات المحجبات». ودعت اللجنة وزارة التربية والتعليم التونسية إلى تنقية أجواء الدراسة، والسهر على السير العادي لإجراءات الترسيم الدراسي في مختلف المستويات التعليمية وكذلك التسجيل في المبيتات الجامعية، واحترام وعي التلاميذ والطلبة، وهو ما يحتاجه قطاع التعليم في البلاد. وطالبت اللجنة في بيان صدر أمس الأربعاء 17 سبتمبر الجاري «الدولة التونسية بوقف حملة استهداف المحجبات» وحملتها «كل الآثار المترتبة على سياساتها التي تكرس يوما بعد يوم مظاهر التمييز والقهر والاستقواء على المرأة التونسية المحجبة بسلطة الدولة الغاشمة». ويأتي البيان -وهو الثاني خلال أقل من أسبوع- على خلفية تصاعد الحملة ضد المحجبات التي تتزامن مع العودة المدرسية. فقد أقدم مدير معهد سكرة الثانوي بتونس العاصمة يوم الثلاثاء 16 سبتمبر الجاري، على منع المحجبات من الترسيم، وعند تدخل أولياء أمورهن لدى المدير المذكور، قابلهم الأخير بغلظة وأمعن في تجاهلهم والاستهزاء بهم، وهو ما أثَّر بشكل عميق على نفسية الفتيات اللاتي حضرن الموقف. ولم يكتفِ مدير المعهد بذلك، بل قام باستدعاء عناصر مركز (مخفر) شرطة منطقة سكرة لترهيب الأولياء وإجبارهم على نزع حجاب بناتهن. وفي نهاية الأسبوع الماضي قامت مديرة المبيت الرياضي بالحي الأولمبي بالعاصمة تونس، المدعوة سيدة التليلي بمنع الطالبات المحجبات مهما كان شكل حجابهن، حتى حاملات القبعات و «الفولارة التونسية» من الدخول للالتحاق بالمبيت الجامعي، وحرمتهن من حقهن القانوني في الالتحاق بالمبيت مما سيكلفهن الكثير من الأعباء المادية خلال السنة الدراسية. وتشن المنظمات الحقوقية وعلى رأسها منظمة «حرية وإنصاف» للدفاع عن حقوق الإنسان حملة إعلامية تهدف إلى التعريف بالانتهاكات الخطيرة والجسيمة التي تتعرّض لها المحجبات في تونس. وتعتبر المنظمة أن الانتهاكات الجديدة بحق الحجاب تأتي في إطار برنامج «رسمي» منظم ومتواصل منذ سنوات يهدف إلى التضييق على اللباس المحتشم.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 18 سبتمبر  2008)  

حزب العمال الشيوعي التونسي:بيان

 

ختم حاكم التحقيق لدى المحكمة الإبتدائية بقفصة يوم الإثنين الماضي 15 سبتمبر الأبحاث في القضية الأساسية المتعلقة بأحداث الحوض المنجمي. وقد وجّه إلى عدنان الحاجي وبشير لعبيدي والطيب بن عثمان وعادل الجيار ورفقائهم سلسلة من التهم الخطيرة التي تجرّمهم، وتجرّم بالتالي الحركة الإحتجاجية التي شهدتها المنطقة على مدى الستة أشهر الأولى من هذا العام والتي شارك فيها الأهالي بصورة مكثفة وغير مسبوقة للدفاع عن حقهم وحق أبنائهم في الشغل والعيش الكريم. ولم يجد نظام بن علي من جواب على هذه الحركة السلمية والمشروعة سوى القمع الوحشي وإطلاق الرصاص على المتظاهرين، والتنكيل بالسكان والإعتداء على ممتلكاتهم وأعراضهم، واعتقال العشرات من أبنائهم الذين قادوا هذه الحركة الإحتجاجية أو ساهموا فيها من مواقعهم كنقابيين أو حقوقيين أو إعلاميين أو مناضلين سياسيين وتعريضهم للتعذيب وسوء المعاملة وإجبارهم على التوقيع على محاضر بحث لم يطّلعوا عليها إطلاقا بل كانت جاهزة مسبقا. إنّ حزب العمال الشيوعي التونسي يدين هذه المهزلة القضائية ويعتبر أنّها دليل آخر على عجز نظام بن علي عن معالجة القضايا الإجتماعية التي يتخبط فيها الشعب التونسي، وفي مقدّمتها البطالة والفقر والتهميش وتدهور المقدرة الشرائية نتيجة غلاء الأسعار المستمرّ وقلة المداخيل وضعف الأجور، بغير الأساليب القمعية، البوليسية والقضائية في الوقت الذي يترك فيه قلّة قليلة من الأشخاص والعائلات المقرّبة والشركات والمؤسسات الأجنبية تكدّس الأرباح وتنهب خيرات البلاد وثرواتها. وهو يوفر لهم الحماية ويغدق عليهم التشجيعات المالية والجبائية. إنّ حزب العمال الشيوعي التونسي إذ يعبّر عن تضامنه الكامل مع المعتقلين ومع عائلاتهم وكافة أهالي الحوض المنجمي، يضمّ صوته إلى صوت كافة الأحرار في تونس للمطالبة بـ: 1. إطلاق سراح كافة المعتقلين ووضع حدّ للتتبعات القضائية ضدّهم وضدّ الملاحقين في الداخل والخارج. 2. فتح تحقيق جدّي ومستقلّ حول أحداث الحوض المنجمي وبالخصوص حول إطلاق النار على المواطنين العزّل ومقتل الحفناوي المغزاوي وعبد الخالق بن مبارك بن أحمد العمايدي وهشام بن جدّو وحول التنكيل بالأهالي ونهب ممتلكاتهم والإعتداء على أعراضهم ومحاسبة المسؤولين عن ذلك أمرا وتنفيذا. 3. فتح تحقيق حول أعمال التعذيب وسوء المعاملة التي تعرّض لها المعتقلون على أيدي عصابات البوليس السياسي وفي مقدّمتها محمّد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة وبلقاسم الرابحي رئيس الفرقة المختصّة الثانية. 4. الإستجابة للمطالب العاجلة للأهالي المتعلقة بتشغيل أبناءهم المعطلين عن العمل، ووضع حدّ للفساد والمحسوبية المتفشيين في شركة فسفاط قفصة بدعم من مراكز النفوذ السياسية والنقابية والإدارية بالجهة. 5. فتح حوار جدّي مع الأهالي ومع ممثليهم الحقيقيين حول التنمية بالجهة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالنهوض بها على مستوى التشغيل والتعليم والصحة والسكن والبيئة. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس، في 19 سبتمبر 2008 (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ18 سبتمبر 2008)  

برقية تضامن  
الرفيق محيي الدين شربيب، رئيس فدرالية التونسيين مواطني الضفتين، تحية نضالية، وبعد، فإنّ حزب العمال الشيوعي التونسي يعبّر لك، على إثر اتهامك في قضية الحوض المنجمي، عن عميق تضامنه معك ومع فدرالية التونسيين مواطني الضفتين. إنّ هدف السلطة من هذا الاتهام هو تجريم كلّ عمل تضامني مع نضالات الشعب التونسي، وتحديدا مع نضالات أهالي الحوض المنجمي، بهدف عزلهم والنيل من معنوياتهم. ونحن لا نشكّ لحظة في أنّ هذا الاتهام لن يزيدك ولن يزيد الفدرالية إلاّ إصرارا على مواصلة دعم نضال شعبنا من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية. وإنّنا لنجزم أنّ اتهامك، مثله مثل اتهام قادة انتفاضة الحوض المنجمي ونشطائها، هو شرف لك ولهم، وعار على نظام استبدادي ما انفكّ يقمع منذ نصف قرن تطلعات الشعب التونسي. نشدّ على يديك، وإلى الأمام من أجل إطلاق سراح كافة معتقلي الحوض المنجمي، ووقف التتبّعات ضدّهم وضدّ كلّ الملاحقين. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس، في 16 سبتمبر 2008 الرفيق محيي الدين شربيب، رئيس فدرالية التونسيين مواطني الضفتين، تحية نضالية، وبعد، فإنّ حزب العمال الشيوعي التونسي يعبّر لك، على إثر اتهامك في قضية الحوض المنجمي، عن عميق تضامنه معك ومع فدرالية التونسيين مواطني الضفتين. إنّ هدف السلطة من هذا الاتهام هو تجريم كلّ عمل تضامني مع نضالات الشعب التونسي، وتحديدا مع نضالات أهالي الحوض المنجمي، بهدف عزلهم والنيل من معنوياتهم. ونحن لا نشكّ لحظة في أنّ هذا الاتهام لن يزيدك ولن يزيد الفدرالية إلاّ إصرارا على مواصلة دعم نضال شعبنا من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية. وإنّنا لنجزم أنّ اتهامك، مثله مثل اتهام قادة انتفاضة الحوض المنجمي ونشطائها، هو شرف لك ولهم، وعار على نظام استبدادي ما انفكّ يقمع منذ نصف قرن تطلعات الشعب التونسي. نشدّ على يديك، وإلى الأمام من أجل إطلاق سراح كافة معتقلي الحوض المنجمي، ووقف التتبّعات ضدّهم وضدّ كلّ الملاحقين. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس، في 16 سبتمبر 2008 (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ18 سبتمبر 2008)  

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّنشرة الكترونيّة عدد 69 –

 

نشرة الكترونيّة عدد 69 – 18 سبتمبر 2008  حدث ذات 11 سبتمبر: 1840: قصفت القوات البريطانية مدينة بيروت لإجبار “محمد علي” على الإستسلام والخضوع والإقرار بالهزيمة، وفشل مشروع إقامة دولة عصرية كبرى في المشرق العربي… 1922: قرّرت “عصبة الأمم” إخضاع فلسطين للإنتداب البريطاني رسميّا، وكانت قوات بريطانيا مرابطة في فلسطين منذ هزيمة الامبراطورية العثمانية التي كانت تحتل معظم البلاد العربية، ومنذ اتفاق فرنسا وبريطانيا عام 1916، بين وزير الخارجية البريطاني سايكس والفرنسي بيكو… قرّر العرب القيام بإضراب عام واعتبروه يوم حداد على فلسطين. 1973 : ساعدت الولايات المتحدة بشكل مباشر العناصر اليمينية في قيادة الجيش الشيلي(بزعامة أوغوستو بينوشيه)  للقيام بانقلاب دموي ضدّ الرئيس “سلفادور ألندي” المنتخب عام 1971. اعترفت القوات الحكومية باغتيال 3197 مواطنا، واحتجاز 50 ألف في ملاعب كرة القدم، اغتيل وفقد الآلاف منهم فيما بعد. أما عن الإيقافات التعسفية والتعذيب واختفاء المناضلين التقدميين فحدث ولا حرج… بقيت الطغمة العسكرية تحكم لمدة 17 سنة، حاولت خلالها أمريكا والبنك الدولي إيجاد جوانب إيجابية للدكتاتورية كالإستقرار وتوفير الظروف السانحة للإستثمارات الأجنبية والمحلية وتوسيع رقعة الطبقات الوسطى الخ. قال هنري كسنجر عن الإنقلاب:” لم نفعل ذلك… وإنّما ساعدناهم وهيأنا، كما يجب، الظروف المادية المواتية للإستيلاء على السلطة” 16 سبتمبر 1982، ارتكبت قوات “الكتائب” اللبنانية مجزرتين في مخيمي صبرا وشاتيلا تحت حراسة وتشجيع وتسليح الجيش الصهيوني (بقيادة أرييل شارون) الذي كان يحتل لبنان…اغتيل ما لا يقل عن 3آلاف فلسطيني أعزل. ولم يحاكم أو يحاسب أحد على ارتكاب هذه الجريمة…  16 سبتمبر 1931 : أعدم المقاوم الليبي عمر المختار (ولد عام 1862). قاوم الإحتلال الإيطالي منذ دخوله عام 1911 تونس، الحوض المنجمي: *** محاكمة (1): أثناء انعقاد محكمة الإستئناف يوم 10/09 للنظر في القضية التي حكم فيها ابتدائيا، على 7 متهمين (منهم زكية الضيفاوي)، بالسجن من 8 لإلى 6 أشهر، حضر الجلسة ممثل عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعن التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان وممثلين عن هيئات حقوقية فرنسية… كما حضر السيدان حسين العباسي والمولدي الجندوبي عضوا المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية للإجراء). أجلت المحكمة النطق بالحكم ليوم 15/09  حيث قضي بالسجن 4 أشهر ونصف على زكيّة الضّيفاوي (وبذلك تحرم من العمل في الوظيفة العمومية) وأطلق سراح البقيّة بعد الحكم عليهم بالسجن مع تأجيل التنفيذ… *** وفاة: علمنا أن الشاب عبد الخالق بن مبارك عميدي (28 سنة) توفي  يوم 13 سبتمبر في مستشفى صفاقس، وقد جرح برصاصة في 7 جوان الماضي في مظاهرة سلمية بـ”الرّديّف”، وهي المظاهرة التي قتل فيها بالرصاص الشاب حفناوي المغزاوي. يتقدم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتعازيه إلى عائلته وأصدقائه وكل مناضلي الحوض المنجمي. *** تضامن (1): يتضامن الحزب مع المناضل النقابي والحقوقي مسعود الرّمضاني، منسّق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي، الذي يتعرّض لمختلف المضايقات والإجراءات التعسّفيّة. *** تضامن (2): كما يتضامن الحزب مع السيد محي الدّين شربيب رئيس فدرالية التونسيين مواطني الضفتين (أف تي سي آر) -باريس-  التي كانت قد أصدرت بلاغا يوم 16/09/08 تدحض فيه التهم الموجهة لرئيسها من قبل السلط التونسية (“تمويل جمعية مفسدين”، واعتباره “في حالة فرار” بينما هو مقيم في باريس) على خلفية مساندة الفدرالية للنضالات الشعبية في الحوض المنجمي. *** محاكمة (2): أصدرت محكمة قفصة، يوم 11/09 ، أحكاما قاسية في حق 11، متهمين ب “الإضرار بملك الغير وإحداث الهرج والتشويش بمكان عام وتعطيل حركة الجولان… ” وقضت بسجنهم 3 سنوات و5 أشهر مع النفاذ، عقابا لهم على مشاركتهم في الحركة الإجتماعية الإحتجاجية بالحوض المنجمي والمظاهرات والإعتصامات التي رافقتها… *** تسريح: أطلق سراح 7 من مساجين الحوض المنجمي من بينهم السيد الصغيّر بالخيري المقيم بمدينة نانت الفرنسية يوم 10/09 كم أطلق سراح 14 آخرين يوم 12/09. يتقدّم الحزب بتهانيه للمسرّحين ولعائلاتهم. تونس، طب الشغل والسلامة المهنية: تعدّ القوة العاملة النشيطة في تونس 3,329 مليون عامل منها 610 آلاف عامل منتفع (نظريا) بتغطية وفحوص طب الشغل، في حين تغطي مجامع طب الشغل في منظومة التأمين على المرض 570 ألف عامل… أما من يتمتعون فعلا بالفحوص الطبية والوقائية فهذا شأن آخر… انخفض المؤشر العام لحوادث الشغل، حسب الأرقام الرسمية، من 41,9 حادث لكل ألف عامل عام 1995، إلى 31,5 حادث لكل ألف عامل عام 2007، وبقيت الحوادث القاتلة مستقرة في حدود 200 إلى 300 كل عام، منها 62 بالمائة في أماكن العمل. الصباح 22/07/08 تونس، اقتصاد: بلغ عجز الميزان التجاري التونسي في نهاية شهر أوت/آب (8 أشهر) 3518 مليون دينار، بزيادة 17,5 بالمائة بالنسبة لنفس الفترة من عام 2007. وحصل ركود في تصدير الملابس والأحذية والجلد، كما في الصناعات الميكانيكية والكهربائية، وهي أكثر القطاعات تصديرا. وتضاعفت قيمة الموادّ المستوردة في قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية فتضاعف العجز تبعا لذلك… صحيفة “لوطون” 13/09/08 . سياحة: بلغ عدد السيّاح نحو 5 ملايين حتى آخر أوت/آب، بعائدات قدّرت بـ2,1 مليار دينار (1,5 مليار دولار). أكثر من مليون سائح جاؤوا من فرنسا لسبب وحيد يتمثل في رخص اسعار النقل والإقامة. معدّل إقامتهم 5,7 أيّام. أمّا الليبيون فكان تعدادهم حوالي 1,19 مليون سائح في نفس الفترة (8 أشهر). معدّل مصاريف السائح في تونس 431,4 دينارا (330 دولار) وهو مبلغ زهيد وهزيل مقارنة بمستوى الأسعار وببلدان أخرى مثل الأردن، أي بمعدّل 83 دينار في الليلة الواحدة (62 دولار مقابل  100 إلى 120 دولار في بلدان مماثلة)… تساهم السياحة في تغطية 63,5 بالمائة من العجز التجاري و50 بالمائة من عجز ميزان الدفوعات حسب ديوان السياحة… عن “الصباح”- بتصرف 13/09/08 . تونس، من المستفيد؟ أعلن “فرحان فريدوني”، رئيس مجلس إدارة شركة “سما دبي”، انّ مشروع “باب المتوسط” ستبلغ تكاليفه 25 مليار دولار، وهو مشروع بناء مدينة سكنية وترفيهية ومالية للأثرياء في منطقة البحيرة بضواحي تونس، على مساحة تقدّر بـ2100 فدّان. لا تتدخّل الحكومة التونسية في أيّ من شؤونها. قال فرحان فريدوني: ” إنّ المشروع مفيد لسما دبي لأنّ الأسواق التونسية واعدة وقريبة من سوق استهلاكية كبرى هي أوروبا، وقادرة على اجتذاب مزيد من الإستثمارات منها” رويترز 12/09/08 المغرب، حريات: محمد الراجي، شاب مغربي، مدوّن، كتب على الصحيفة الإلكترونية “هسبرس” مقالا انتقد فيه السياسة الإجتماعية المتّبعة في المغرب. كما انتقد “الأعمال الخيرية” بالشكل الذي تقام به وتهليل الصحافة الرسمية لها. اوقف وحكم عليه بالسّجن لمدّة سنتين بتهمة عدم احترام الملك والحطّ من شأنه وقيمته. بعد حملة معارضة واحتجاج، حكمت محكمة الإستئناف بأغادير بإطلاق سراحه مؤقّتا يوم 11/09/08. عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المغرب، أمّية: بالمغرب 10 ملايين أمّي (رسميّا) تجاوزت أعمارهم الـ10 سنوات ثلثاهما إناث. 40% من الأطفال يغادرون المدرسة الإبتدائية قبل السنة الخامسة من التعليم. 80% لا ينهون دراستهم الإعدادية في الأرياف و50% في المناطق الحضرية. يأتي المغرب في المرتبة 126 في سلّم التنمية البشرية. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فلسطين المحتلّة:سجنت قوّات الإحتلال الصهيوني 338 فلسطينيا في شهر أوت/آب 2008. وقامت بـ95 اعتداءا مسلّحا في الضفة الغربية وغزّة. ويقبع في سجون الإحتلال 340 طفلا حسب وزارة شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية. العراق المحتلّ، قيادات متصهينة: مثال الألوسي، عراقي كان يعيش في ألمانيا منذ 1976، وينتمي لحزب أحمد الجلبي. اعتقلته الشرطة الألمانية لضلوعه في الهجوم على السفارة العراقية في برلين عام 2002 ثمّ أطلق سراحه عند احتلال العراق، ليعود مع الجيش الأمريكي للعراق. عيّنه الإحتلال رئيسا للجنة “اجتثاث البعث” ثم عزل. زار الكيان الصّهيوني في ثلاث مناسبات معلنة وطالب في المرة الأخيرة، يوم 10 سبتمبر 2008، في مؤتمر “هرتسيليا” (مخصّص للنظر في الإستراجيا السياسية الصهيونية) بإقامة علاقات رسمية ووثيقة بين العراق والكيان الصّهيوني وبتعاون استخباراتي لمحاربة الإرهاب، كما ورد في الصحف الصهيونية الصادرة يوم 11/09/08. مصر، العنف ضد النساء:رصد مركز الأرض لحقوق الإنسان” عدد حالات العنف ضد النساء من خلال ما نشر في الصحف في النصف الأول من السنة، فبلغ عدد النساء المعتدى عليهن 3آلاف امرأة، ونتج عن ذلك وفاة 139 منهن بدافع الإنتقام. تمثّلت أحداث العنف في القتل وهتك العرض والإصابة البدنية ونتائجها النفسانية والإعتداء بالضرب، إلى جانب السبّ والإهانة والإحتجاز والتعدي على حرية الرأي والتعبير… عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.  *** محاكمة عمّال المحلة: تجمّع عدد كبير من أهالي عمّال المحلة أمام محكمة جنايات أمن الدولة بمدينة طنطا، لأنّ قوّات الأمن منعتهم من دخول المحكمة ومتابعة محاكمة أبنائهم وذويهم المعتقلين منذ إضراب عمّال النسيج في السّادس من أبريل الماضي. داخل قاعة المحكمة، حصلت مشادّات بين الدفاع من جهة وكاتب الجلسة ورئيس المحكمة من جهة أخرى بسبب التعدّي على حقوق الدفاع والمتهمين ورفض تسجيل بعض الأقوال والشهادات. البديل(يومية مصرية) 09/09/08 .  *** في الإسماعيلية، يعتصم ألفا عامل من شركة القناة لأعمال الموانئ من أجل تثبيتهم وحلّ المشاكل المتعلقة بظروف العمل والأجور والحوافز. وانضمّ إليهم ألف عامل من بور سعيد ليصبح العدد 3000 وقد يصل 8 آلاف في حال انضمام عمّال الشركات الأخرى التابعة للموانئ وهيئة قناة السويس. بدأت التحرّكات منذ 2 سبتمبر البديل 8/9/2008. *** بلغ احتياطي مصر من العملة الأجنبية 34,7 مليار دولار في أواخر جويلية/تمّوز، أي ما يعادل 8,3 أشهر من التوريد. وأصبحت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول لمصر بما يفوق 23,3 %. أمّا نسبة التضخّم فبلغت 25,6% خلال أوت 2008. رويترز 11/09/08 لبنان/مصر: تراجعت الحكومة المصرية عن تزويد لبنان بالغاز، بداية من شهر سبتمبر، بما يعادل 1% من الإنتاج المصري بسعر 5 إلى 7 دولارات للمتر المكعب، وأعلنت أنه يمكنها تأمين نصف الكمية المتفق عليها فقط وفي الربع الأول من عام 2009. يذكر أنّ مصر تصدّر 20% من إنتاجها من الغاز إلى الكيان الصهيوني، لمدّة 20 سنة، بسعر مدعوم، أي أقلّ من دولار واحد للمتر المكعب منذ 2006. الأخبار (لبنان) 09/09/08 الأردن، إضراب: يضرب أكثر من ألف عامل نسيج (من جملة 1400) منذ 31 أوت في مدينة الضليل، احتجاجا على سوء المعاملة وعدم خلاص الساعات الإضافية وضعف المرتّبات… العمّال من بنغلاديش والهند وسريلانكا والنيبال، ويعملون في مصنع شركة “ميريديان” التي تخيط ملابس لصالح “وول مارت” و”هانز” ويصل عدد ساعات العمل إلى 16 ساعة أحيانا (عوضا عن 8 قانونا). يوجد في الأردن حوالي 37 ألف عامل مهاجر في قطاع الغزل والنسيج، وأكثر من 150 ألف عاملة منزلية مهاجرة. موقع “عمان .نت” 06/09/08 الإمارات، فلوس النفط: أعلنت وزارة الحرب الأمريكية يوم 10/09/08 أنّها اقترحت بيع نظام صاروخي متطوّر لدولة الإمارات “الصّديقة” (والغنية خاصّة)، تبلغ قيمته 7 مليار دولار. رويترز 10/09/08 الصومال المحتل: منذ الإحتلال الأمريكي/الأثيوبي تكاثر عدد الفارّين من بلادهم، فقد بلغ عدد من لجؤوا إلى اليمن منذ بداية السنة حوالي 26 ألف لاجئ، وقتل غرقا ما لا يقلّ عن 200 إضافة إلى 225 مفقود في عرض السّواحل اليمنية، غرقوا أثناء عمليات العبور. المفوضية العليا للاجئين 01/09/08 أندونيسيا: عام 2005، بعد ضغط من العمّال والنّقابيين، أمضت شركة النزل “صول ميليا” وفرعها في جاكرتا “غران ميليا” اتفاقية مع النقابة، لكنّها أخلّت ببنودها ولم تطبّقها. بل قامت بالتنكيل بالنقابيين وفصلت 12 منهم وحاولت منع العمل النقابي. أدّى نضال النقابيين إلى إجبار إدارة المؤسّسة على إمضاء اتفاقية ثانية والتراجع عن كافة الإجراءات الزّجرية. “صول ميليا” هي شركة معولمة مقرّها أسبانيا. تملك 300 فندق في 27 دولة. نقابة عمال النزل في اندونيسيا 09/09/08 . *** في أندونيسيا أيضا، أعلنت جمعية المدرّسين التي تضمّ مدرّسي التعليم الثانوي والجامعي والباحثين عن إقرار الحكومة لزيادة في أجورهم بنسبة 15%. وبذلك، يصبح الأجر الأدنى لمدرّس مبتدئ 216 دولارا. هذه الزيادة هي نتيجة لنضال طويل خاضه المدرّسون منذ السّنة الفارطة، من أجل تعليم أفضل وظروف عمل لائقة. نقابة التعليم “بي آر آي ” 10/09/08 الصين – إفريقيا: أنشأت الصّين في جوان/حزيران 2007، صندوقا “للتعاون الصيني-الإفريقي” لمساعدة المؤسسات الصينية التي تستثمر في افريقيا، في ميادين الفلاحة والموارد الطبيعية والبنية التحتية والتصنيع الخفيف. مكّن الصندوق 10 مؤسّسات صينية من منحة بلغت 90 مليون دولار، مكافأة لها على “تأسيس علاقات استراتيجية للتبادل التجاري مع   افريقيا”  من وقائع ندوة حول الإستثمار في افريقيا – بيكين 10/09/08 الصّين، الكيان الصهيوني: أمضت شركة “كلال” الصهيونية اتفاقا مع شركة صينية لاستثمار 73 مليون دولار في الصّين في مجال تكنولوجيا المعلومات الرّقمية. قال ممثل الشركة الصهيونية: “إنّ هذه الصّفقة تدخل ضمن استراتيجيتنا الأساسية للإستثمار في الشركات الصّينية الكبرى، التي بإمكانها أن تساعد اسرائيل وشركات أجنبية أخرى على التغلغل داخل الأسواق الصّينية. إنّ هذا الإستثمار يمثّل خطوة كبيرة على طريق بناء وجودنا في الصّين ودفع التعاون بين الشركات الإسرائيلية والصينية”. تدير الشركة الصهيونية صفقات استثمار لـ45 شركة كبرى بقيمة 600 مليون دولار. هذا تجسيم للدّور الوظيفي للكيان الصهيوني كقاعدة للإمبريالية تتجاوز الوطن العربي. عن وكالة “سينهوا” 02/09/08 . الصّين والكيان الصّهيوني، تعاون سياحي: في ظرف 8 أشهر من عام 2008، قام نحو 8 آلاف صيني “بزيارة عمل” للأراضي المحتلّة عام 1948. وتهدف وزارة السياحة الصهيونية إلى اجتذاب 15 ألف سائح صيني في نهاية 2008. تدرس الصّين إمكانية فتح خط جوّي مباشر مع تلّ أبيب نظرا لتطوّر العلاقات التجارية والسياسية. سينهوا 14/09/08 . بوليفيا، ثورة مضادّة: احتلّ متظاهرون موالون لليمين الحاكم في أقاليم سانتا كروز وتاريخا مبان حكومية، وهاجموا منشآت للطاقة، وفجروا أنابيب نقل الغاز، وقطعوا الطّرق وإمدادات الغاز للبلدان المجاورة (البرازيل والأرجنتين). ويعارض حكّام الولايتين (مع 3 ولايات أخرى) برنامج الرئيس “إيفو موراليس” الهادف إلى توزيع أعدل للثروات بين المناطق وبين فئات الشعب. سبق أن حصل الرئيس على أغلبية مطلقة ومريحة في مناسبتين عند انتخابه عام 2005 وفي استفتاء 2008(67%). اتّهم الرئيس موراليس السفير الأمريكي “فليب غولدبرغ” بالتآمر على وحدة البلاد وتشجيع من أسماهم بالفاشيست. وكان السفير الأمريكي قد اجتمع مرّات عديدة مؤخرا بمعارضي الرئيس، ونظّم “اجتماعات خاصة” في سانتا كروز. قتل ما لا يقل عن 18 مواطنا وجرح العشرات بعد التصعيد الذي دعت له المعارضة اليمينية التي بقيت تنشط دون قيود. رويترز  11 إلى 15/09/08 . تضامن الرئيس الفنزويلي مع الرئيس البوليفي وأطرد بدوره السفير الأمريكي. فرنسا، لائكية؟ يزور البابا بينديكت 16 فرنسا لمدّة 4 أيام، بداية من 12 سبتمبر، واحتجّت بعض الجمعيات والأحزاب والنقابات على استقباله رسميّا من قبل رئيس الدولة في المطار وفي القصر الرئاسي. بمناسبة هذه الزيارة اغلقت عشرات المحطات لخطوط المترو والغيت خطوط عدد من الحافلات وحُوّلت وجهة عدد آخر. اغلقت شوارع وساحات عديدة في وجه المارّة والسيّارات. وجنّدت الدّولة 9200 شرطي في باريس و3800 في “لورد” حيث يحجّ الكاثوليك ويستقبلون البابا هذه المرّة. تكتّمت الدولة عن تكاليف الزيارة رغم الطلبات العديدة، وقدّرها البعض بحوالي 5,5 مليون أورو في باريس وحدها. إسبانيا: جرت أيّام 6 و7 سبتمبر مظاهرات احتجاج على قتل الشاب السنغالي “عصمان كوتي” (28 سنة) في بلدة “روكيتاس دي مار” السياحيّة جنوب شرق البلاد. وصرّحت  السّلطات بأنّ القتل كان نتيجة تصفية حسابات بين القاتل والضحية، ممّا أجّج غضب المتظاهرين. أسفرت الأحداث عن ما لا يقلّ عن 7 جرحى و8 اعتقالات في صفوف المهاجرين الذين يشتكون من الممارسات العنصرية الرّسمية والشعبية. عن “الموندو” 09/09/08 بريطانيا: أعلنت وزارة الداخلية عن عزم بريطانيا منع المهاجرين غير الأوروبيين من ممارسة عدد من المهن، منها الطبّ والتمريض والعمل الإجتماعي والهندسة المعمارية وتكنولوجيا المعلومات وبعض اختصاصات البناء والأشغال العامة. وهي مهن يمارسها عدد من الأفارقة والهنود وعددهم في هذه الإختصاصات حوالي 350 ألف. وكالة أنباء أفريقيا (السنغال) 10/09/08 . بريطانيا، نهب ثقافي: تنظّم قاعة البيوعات “كريستي” في لندن معرضا للفنون الإسلامية والهندية. في السابع من أكتوبر، يعرض للبيع (في إطار هذا المعرض) إبريق، من مجموع 7 ، صنع قبل أكثر من ألف عام في عهد الدولة الفاطمية. يتوقّع أن يبلغ ثمنه 5,3 مليون دولار. نفس القاعة عرضت للبيع في أبريل الماضي، مفتاحا للكعبة صنع في القرن الثاني عشر في عهد الدولة العباسية وبلغ ثمنه 17 مليون دولار. أمّا بقيّة الأباريق الفاطمية الستة الأخرى، فكلّها موجودة خارج الدّول العربية أو الإسلامية في بريطانيا وإيطاليا وفرنسا. وصلت كلّها إلى أوروبا عن طريق النهب الإستعماري. عن رويترز 10/09/08 الولايات المتحدة: بلغ العجز التجاري الأمريكي 58,8 مليار دولار في شهر جوان و62,2 مليار دولار في جويلية/تموز أي ما يعادل 5,2% من المنتوج الداخلي الخام، رغم زيادة الصّادرات في قطاع السيارات والتجهيزات الصناعية. أ.ف.ب. 11/09/08 الولايات المتحدة، أزمة الرأسمال المالي: انهار بنك “ليمان بروذرز”، رابع أكبر بنك استثماري أمريكي (تأسّس عام 1850). كما أفلس بنك “ميريل لنش” وانهارت “بير ستيرنز” و “أي آي جي” أكبر شركات التأمين العالمية، بسبب أزمة الأمة  

مفاوضات الصحافة المكتوبة : تفقدية الشغل تحرر “محضر تقصير”

ضد جمعية مديري الصحف، وتغيير وفد الأعراف وارد؟

 

زياد الهاني حرر متفقد الشغل بتونس اليوم الخميس 18 سبتمبر 2008 محضر تقصير ضد الجمعية التونسية لمديري الصحف بسبب تخلفها للمرّة الثانية عن حضور جلسات التفاوض مع وفد الإتحاد العام التونسي. وشكّلت مقاطعة الأعراف للمفاوضات استهانة بالحكومة الراعية لهذه المفاوضات. وكان وفد جمعية مديري الصحف قدّم خلال الجلسة التفاوضية التاسعة عشر عرضا هزيلا حاول فرضه على ممثّلـي العمّال مع التهديد بالانسحاب من المفاوضات إذا لم يقع الرضوخ لهذا العرض. هذا وذكرت مصادر نقابية أن تفقدية الشغل دعت الوفد التفاوضي العمالي لحضور الجلسة القادمة، مع التأكيد على أنه تم الاتصال بالسيد الهادي المشري رئيس الجمعية التونسية لمديري الصحف لتعيين وفد جديد يمثّل الأعراف بعد انسحاب السيد عمر الطويل؟

 

ردا على مقال الأستاذ سامي العوادي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي أهم نتائج المسيرة لسنة كاملة،تقبيل أياد واستعطاف ومناشدة،من تداعيات المنشور83 والأمرعدد2716

 

مراد رقية:
لقد استغربت وتعجبت كثيرا ولعلي لن أكون الوحيد من مقال الأستاذ سامي العوادي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الصادر له في 15 سبتمبر2008 ولعله تزامنا مع انطلاق السنةالجامعية الجديدة تحت عنوان”بيان حول رهانات المرحلة”،وبرغم ضخامة وخطورة هذا العنوان الاستشرافي بامتياز فان متابعتي لبقية عناصر المقال جعلتني أكتشف بأن الجامعة العامة للتعليم العالي ذات النسق السلحفاتي الأكيد تعترف بصفة عملية بأنها لم تحقق شيئا يذكر ويفيد الجامعيين بصفة فعلية ونحن في سنة الخمسينية التي كرست مهانتهم ونكبتهم بسلطة القانون والأمر الواقع طيلة سنة كاملةـوبأن القيادة الحالية المنقطعة عن القاعدة لمقاطعتها عمدا زيارة كلية الآداب بسوسة تحاول دون أن تنجح تشريع عجزها في علاقتها مع سلطة الاشراف الاداري ممثلة في الوزارة،ومع سلطة الاشراف النقابي ممثلة في “مركزية كرزاي التونسي”؟؟؟ -علاقتها بسلطة الاشراف الاداريI اقتصرت نجاحات أو اختراقات الجامعة العامة على الآتي، -نجاح الجامعة في حمل سلطة الاشراف على تغيير موقفها من الجامعة العامة من الانكار الى الانصات الى الاقرار -الاقرار المبدئي بحقنا في الزيادة الخصوصية -اصدار الوزارة للأمر التطبيقي الخاص بتنظيم الجامعات وبمؤسسات التعليم العالي وهو الأمرعدد2716 لسنة2008 -علاقتها ب”مركزية كرزاي التونسي”II -نجحت في جعل قيادة الاتحاد تتبنى هذه المطالب وتعنبرها في مقدمة المطالب الخصوصية لهذه الجولة من الاستسلامات الاجتماعية المعتمدة لمبدأ”تضخم الجبل فولد فأرا” -نجاح قيادة الاتحاد في اقناع الطرف الحكومي ب”وجاهة”هذه المطالب  وبضرورة ادراجها ضمن المطالب الخصوصية تكشف هذه المعطيات الثورية المنقطعة النظير التي من الأكيد سيتجاوب معها الجامعيون التونسيون من خلال ارسال برقيات الولاء والتأييد لمركزية كرزاي وللجامعة العامة بأن الجامعة العامة مع احترامنا لمكتبها أصبحت تتفاوض مع سلطتي اشراف لا سلطة واحدة ،السلطة النقابية”سلطة مركزية كرزاي المنشور83″ التي أصبحت برغم دفعنا لها غير ملزمة آليا بالوقوف الى جانبنا،أما السلطة الثانية فهي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا التي آلت على نفسها وفي سنة الخمسينية التنكيل بالجامعيين على جميع المستويات المادية والمعنوية والمهنية مقتلعة عن جدارة لحق ادراجها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية السلبية؟؟؟ واذا ما استثنينا البرنامج الدراسي الذي تركز عليه الجامعة العامة للتعليم العالي أكثر من ملف المطالب المادية لأسباب فلسفية أكيدة فان الجامعة العامة للتعليم العالي أصبحت تقتصر مكاسبها ولله الحمد والشكر على اقناع مركزية كرزاي بوجوب وضع حد لمحنة ونكبة الجامعيين الذين يحرص على الرجوع بهم الى الوراء مكافئة لهم على تضحياتهم  في عيد مؤسستهم الخمسينية.أما الابتهاج الأكبر ولعله المكسب المليوني الجدير بالتنويه فهو انتقال الوزارة في خلال سنة كاملة من الانكار…الى الانصات…الى الاقرار؟؟؟ نحن ياحضرات الاخوة اذا ما سرنا على هذا النسق الساحق الماحق مضطرون الى الانتظار عقدا كاملا حتى الوصول الى الحوار حول قيمة الزيادة،ثم البحث في الموارد اللازمة وصولا الى الشروع بصفة فعلية في تحصيل حقوقنا المغتصبة من مركزية كرزاي التونسي أولا وجامعته الملتزمة بالمنشور83 قبل وزارة التعليم العالي  التي تضيق على الساعات الاضافية الواجب التصريح بها قبل موعدها باعتبارها  منجم الذهب الذي يتهافت عليه الجامعيون للحصول على مستوى عيش شبيه بمستوى عيش أبطال المسلسلات المكسيكية….وأخيرا التركية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  

أكثر من ثلاثين مثقفا من العالم العربي يطالبون

بعودة المؤسسات الديمقراطية لموريتانيا

   

تداعى عدد من أبرز المثقفين والمفكرين والصحفيين والحقوقيين في العالم العربي لإطلاق مبادرة للدفاع عن الديمقراطية في موريتانيا. وهذه المبادرة التي أعلن عنها اليوم ويحضر لها منذ أكثر من إسبوعين تأتي في نطاق عدة تحركات عربية غير حكومية سيعلن عنها تباعا بعد شهر رمضان المبارك، وفيما يلي نص العريضة وأولى التوقيعات  

عريضة المثقفين في العالم العربي للدفاع عن الديمقراطية بموريتانيا

لا تخفى على أحد خطورة انقلاب 6/8/2008  في موريتانيا، الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا، سيدى ولد الشيخ عبد الله. فقد اعتبرت موريتانيا نموذجا ممكنا لنقلة سلمية نحو الديمقراطية يسلم فيها العسكريون بالأمر الواقع وأن دورهم الحقيقي في المجتمع ليس ممارسة السياسة وإنما الحفاظ على الأمن الخارجي للشعب. لذلك رحبنا جميعا بقرار المجلس العسكري الذي أنهى الحكم الاستبدادي للرئيس معاوية ولد الطايع في 3 أغسطس 2005 والذي تعهد فيه رئيسه آنذاك العقيد اعلي ولد محمد فال بتنظيم انتخابات في مارس 2007 لا يترشح لها. وقد تم فعلا الوفاء بالتعهّد وأقيمت في موريتانيا انتخابات شهد لها الجميع بأنها كانت حرة ونزيهة حتى وإن لم تخل من بعض النواقص الناجمة عن التركيبة الاجتماعية وحداثة التجربة. إننا لا نجهل كل الصعوبات التي واجهتها موريتانيا خاصة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي في السنتين الأخيرتين . لكننا نعتقد بقوة أنه كان من الضروري انتظار الآجال القانونية  الدستورية ليقول الشعب رأيه في من كلفهم بالمسؤولية الكبرى وأنه ليس من حق أحد أن ينتصب بديلا عن إرادة الشعب ويوقف تجربة هي في حدّ ذاتها كسب كبير على درب التقدم الشامل، ناهيكم عن بعدها العربي.   لقد اعتبرنا كديمقراطيين عرب تجربة الانتقال السلمي للديمقراطية في موريتانيا بناءة ومعطاءة، لم تنخرط في عمليات انتقامية ولم تدشن استبدادا جديدا وعملت عبر مشاوارات مكثفة على إشراك الفاعلين المدني والسياسي في مشروع بناء ديمقراطية واعدة بدأت بتسليم السلطة لممثلي الشعب دون احتجاج أحد آنذاك أو طعنه في النتائج المعلنة.    كل هذا ولّد عند الشعوب العربية التي ترزح تحت كاهل استبداد مزمن ومفلس على كل الأصعدة حلما بتغيير سلمي يتحمل فيه الجيش مسؤوليته بالتضامن مع شعب أنهكه سطو حفنة من الأشخاص على الدولة وتشكلوا كعصابة هدفها المصلحة الخاصة لا غير. هذا الطريق الذي كنا نأمل أن يكون واحدا من بين الإمكانيات العملية لدخول الشعوب والأمة في طور المصالحة والإصلاح هو الذي أغلقه الانقلاب الجديد راميا بعرض الحائط سيادة وكرامة الشعب الموريتاني ومعمقا إحباط  شعوبنا في إمكانية إيجاد سلطة شرعية وشريفة في وطننا العربي بوسائل سلمية. كما” لهم ” معركة ضد “الإرهاب” لا تعرف الحدود وساحتها العالم أجمع، لنا أيضا، نحن دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان، معركة من أجل الديمقراطية والكرامة لا تقل عالمية، وكل نصر يسجل في أي بلد انتصار لنا جميعا ، وكل هزيمة في أقصى مكان من العالم هزيمتنا جميعا. ومن هذه الزاوية نحن الديمقراطيين العرب منينا بهزيمة موجعة عندما قام المجلس العسكري بإسقاط رئيس انتخب بصفة شرعية ملغين بجرّة دبابة، أي بقوة السلاح، قرار صناديق الاقتراع. لكن الحرب ضد الاستبداد متواصلة وواجبنا جميعا اليوم أن نتجند لها على الجبهة الموريتانية ، خاصة ونحن نرى أن الشعب الموريتاني لم يركع بسهولة كما كان متوقعا، وإنما هو متزايد الرفض للانحناء أمام القوة. ويناضل عبر نخبة من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية لعودة الشرعية وسيادة الشعب.   إن واجبنا في دعم مثل هؤلاء المناضلين واضح وجلي، لأنهم جنود الديمقراطية على خط النار ولأن هزيمتهم لا قدر الله ستعمق من أزمة الديمقراطيين ومناضلي حقوق الإنسان في كل الوطن العربي. ومن هذا المنطلق نعلن رفضنا التام لمنطق تدخل الجيش في الحياة السياسية والمدنية، وإدانتنا التامة لتحكيم القوة على حساب رغبة الشعب، ورفض كل المبررات التي تجعل من الخلاف السياسي مبررا لهيمنة المؤسسة العسكرية.   وإننا تبعا لذلك نحث المجتمعات المدنية والمنظمات بين الحكومية على عدم الاعتراف بالإجراءات غير الدستورية،ونضم صوتنا لصوت ممثلي الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية لإطلاق سراح الرئيس المنتخب شرعيا، ونعبر عن تضامننا التام مع المقاومة الديمقراطية في موريتانيا اليوم عبر تكوين لجنة متابعة من الديمقراطيين العرب تواصل دعم هذا النضال إلى أن يسترجع الشعب الموريتاني سيادته والدولة شرعيتها والمواطن كرامته.   أحمد سي مزراق، الجزائر أنور مالك، الجزائر برهان غليون، سورية جمال عبدالعزيز، مصر راشد الغائب، البحرين راشد الغنوشي، تونس رشيد مصلي،  الجزائر سليم بن حميدان، تونس عباس مروة،  الجزائر عبد الرضا حسن،  البحرين عبدالله جناحي، البحرين عبد الرءوف العيادي، تونس عبد النبي العكري, البحرين عبد العزيز النويضي، المغرب عبد الوهاب الأفندي، السودان عبد الله الريامي،  عُمان عبد الإله المنصوري،المغرب عبد الوهاب معطر،  تونس علي عبدالكريم يوسف، البحرين عماد الدايمي،  تونس فيوليت داغر، لبنان محمد السيد سعيد، مصر محمد عبدالله الركن، الإمارات العربية المتحدة محمد علي البدوي، تونس محمد العادل، تونس منصف المرزوقي، تونس نادر الفرجاني، مصر ناصر الغزالي،  سورية نزيهة رجيبة،  تونس نظام عاصف، الأردن هاني نسيره، مصر هشام عبود، الجزائر هيثم مناع، سورية المصدر: الدكتور منصف المرزوقي  


الرسالة التي أخطأت وجهتها!! تعقيبا على رسالة الأستاذ مصطفى الونيســـي إلى وزير الشئون الدينية الاخزوري الجزء الثالث

   

أما الخطيئة الكبرى التي وقع فيها الأستاذ “الونيسي” فهي قوله صراحة ” وبناء عليه فإنّ ثقتنا في المشرّع التونسي وفي عقلانيته الإسلامية الأصيلة كبيرة لإعادة النّظر في مثل هذا المنشور وغيره متى لزم الأمر بما يخدم مصلحة البلاد والعباد وبما يضمن أيضا تلك المقاصد التي من أجلها وُجدَ المنشور إبتداء..”. 4 – من المراد بضمير الجمع المتكلم؟  فمن حيث الصّيغة: تحدّث الأستاذ “لونيسي” بضمير الجمع المتكلم ناسبا إليهم الثقة الكبيرة فيما سمّاه “المشرع التونسي وعقلانيته الإسلامية الأصيلة”! ولست أدري إن كان مراده بضمير الجمع هذا، نفسَه، أو الأفرادَ الذين هم على مذهبه من المتهافتين على إمضاء صفقة العودة المغبونة! أو أولئك اللاهثين وراء سراب المصالحة الموهومة! أم مراده بذلك عموم المنتمين للحركة الإسلامية التونسية، أم من أسماهم “جزء كبير من أبناء تونس وبناتها ” أم ضحايا المنشور 108 النحس في داخل تونس، أم هو يتكلّم باسم الشّعب التونسي كلّه! ومهما يكن مراد السيد “الونيسي”، فإنّ صيغة الجمع المبهَم هذه التي توخّاها في خطابه، تمثل – في نظري – افتئاتا منه على الغير سواء ممّن ليسوا على مذهبه، أو ممّن لا يواقفونه الرّأي، أو ممّن لم يفوّضوه ليتكلّم باسمهم، أو ممّن لا ثقة لهم بهذا الذي سمّاه “المشرع التونسي” ولا بعقلانيته ولا بأصالته! إن كان له أصالة!. أو ممّن لا يزالون مستمسكين بدينهم معتقدين جزما بأنّه لا مشرّع بحقّ إلا الله – جلّ وعلا – ولا شرع إلاّ شرعه، عزّ شأنه. لقد كان على السيّد “لونيسي” أن ببيّن مراده من قوله: ” فإن ثقتنا في المشرّع التونسي…” حتى يكون الجميع سواء ممّن يوافقونه أو يخالفونه، على بيّنة من الأمر، إقرارا أو رفضا. أمّا أن يعمد إلى التعميم والإبهام، فكأنّي به يريد أن يتقوّل على المخالفين له – ومنهم كاتب هذه السّطور – ما لم يقولوا، لينقل عنّا إلى حكّام السابع من نوفمبر شهادة مدلَّسة علينا بأنّنا على ثقة بسلطتهم التشريعية! ولا يشفع للأستاذ “لونيسي” ما قصده بخطابه هذا من إغراء لأولئك الحكّام بالعمل على إلغاء المنشور 108 النحس – كما فعل الدكتور النّمري من قبل – إذ أنّي أجد في توخّي مثل هذا الأسلوب تزلّفا واستخذاء، لا يتّفق مع عزة المؤمن واعتزازه بربّه؛ هذا إلى جانب ما في كلام السيّد “لونيسي” من مغالطة كبرى وهفوة عظمى لا يمكن إقراره عليها، ولا التّسامح معه فيها بحكم مساسها بأصل من أصول ديننا الإسلامي الحنيف، وأعني به أمر “التشريع”. 5 – أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولو سلّمنا جدلا بأنّ السيد “الونيسي” إنّما يتحدّث باسمه الشّخصي، وباسم من هم على مذهبه، ونظرنا في مضمون كلامه؛ فإنّ مثل هذا الكلام الذي سمّى فيه واضع القانون التونسي بالمشرّع!! وأعرب فيه كذلك عن ثقته الكبيرة بهذا “المشرع التونسي وفي عقلانيته الإسلامية الأصيلة..” كلام خطير من الوجهة الشرعية! لما تنطوي عليه عبارته من رضى السيد “لونيسي” بالقانون الوضعي تشريعا، وقبوله بوضّاع القانون، جهة تشريعية تحظى لديه بالثقة الكبيرة!!  إنّ أمر “التشريع” – هو في عقيدة كلّ مسلم – من حقّ الله تعالى وحده، لا يشرك فيه أحدا من خلقه كائنا من كان. فكيف يصحّ من السيد “لونيسي” – الأستاذ في مادة الفقه والسّياسة الشرعية والمُتخرج من الكلية الزّيتونية للشريعة وأصول الدّين – أن يعترف لحكّام تونس وبطانتهم بحقّ التشريع ومنازعة الله – جلّ وعلا – في شرعه وحكمه؟! وهم الذين نبذوا شرع الله وراء ظهورهم، واتّبعوا ما سنّت فرنسا  وغيرها من الأقطار الأوروبية لنفسها من قوانين وتشاريع، فانتحلوا تلك الحثالات – على ما فيها من خلل وخطل – وأحلّوها ببلادنا التونسية المسلمة محلّ الشرع الإسلامي، وألزموا أهالي تونس المسلمين بالتّحاكم إليها! حيث جاء في كلمة  الاستاذ (صانتيلانا)[1] مقرّر لجنة إعداد مشاريع القوانين التونسية”!! ورأت اللجنة الفرعية أنّ من واجبها ألا تحصر بحثها في نطاق القانون الفرنسي، وهكذا فإنها تولّت –  كلما رأت ذلك صالحا – إكمال القانون المذكور أم تعديله بما أصبح من الممكن تسميته بالقانون الأوروبي”[2]. وهكذا استبدل حكام تونس الذي هو أدنى بالذي هو خير! ثمّ يأتي الأستاذ “لونيسي” اليوم ليعترف بهذا المشرّع التونسي – مع ما في هذا الاعتراف من الإثم العظيم – ولا يكتفي الأستاذ “لونيسي” بهذا، بل يزيد فيعرب عن ثقته الكبيرة فيه وفيما سمّاها عقلانيته الإسلامية الأصيلة!!.          لا أدري إن كان الأستاذ “لونيسي” على بيّنة من مضمون كلامه الخطير هذا، وما ينطوي عليه في فحواه ومغزاه من تنكّر لأصل عظيم من أصول الاعتقاد، ألا وهو أمر التشريع؟! أم أنّ الأستاذ “الونيسي” إنّما أرسل الكلام على عواهنه، دون نظر منه في عواقبه! لا إخال السيد “لونيسي” – وهو الأستاذ في مادّة الفقه والسّياسة الشرعية والمُتخرج من الكلية الزّيتونية للشريعة وأصول الدّين بتونس – يغيب عن علمه اختصاص الله – جلّ وعلا – بسلطان التشريع والحكم، ذلك أنّه سبحانه قد بيّن هذه المسألة في كتابه المجيد بيانا كافيا شافيا، لا مجال معه لشك أو ارتياب! وأنّى لمسلم أن يشكّ أو يرتاب في ذلك؟! وهذه آيات الكتاب الحكيم القطعية الثبوت والدلالة، كلها تبيّن اختصاص الله – جل جلاله – بأمر التشريع والحكم الذي أنزله في كتابه؛ وعهد لنبيه  – صلى الله عليه وسلم – ببيانه؛ ونكتفي هنا بسرد بعض الآيات على سبيل المثال لا الحصر؛ وذلك ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيّ عن بيّنة؛ فقد قال تعالى ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ ) [البقرة : 213] . ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ) [آل عمران : 23]. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) [النساء : 59] . ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً – إلى قوله – فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) [النساء :60 – 65]. ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ) [النساء : 105]. ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [المائدة : 44]. (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ) [المائدة:48]. ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:50]. ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) [الأنعام: 57] ( أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) [الأنعام : 114]. ( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف : 54]. ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) [يوسف: 40]. ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [النحل : 44]. ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) [النحل : 89] . ( وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ) [الرعد :37]. ( وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [الرعد : 41]. ( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ – إلى قوله –  إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور : 51]. ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) [الشورى : 10]. ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) [الحديد : 25]. ( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [الممتحنة :10 ] . في تفسير النبيّ – صلى الله عليه وسلم – لـ (عديّ بن حاتم الطائي) آية سورة التّوبة حين قدم (عدِيّ) المدينة وفي عنقه صليب من فضّة، ودخل على رسول الله  – صلى الله عليه وسلم – فقرأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذه الآية: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) [التوبة : 31] قال: فقلت: إنّهم لم يعبدوهم. فقال: ” بلى، إنّهم حرّموا عليهم الحلال، وأحلّوا لهم الحرام، فاتّبعوهم، فذلك عبادتهم إيّاهم” “[3]. ذلك أن أمر الحلال والحرام من حق الله تعالى وليس لأحد من الناس كائنا من كان أن يدعي حقّ تحريم ما أحلّ الله أو استحلال ما حرّم تحت أي ذريعة حيث قال تعالى ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ) [النحل : 116] . وقال عزّ من قائل ( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ ) [يونس : 59] . العلم للرحمن جلّ جلاله    وسواه في جهالاته يتغمغم إنّ إقدام أيّ كان على تحريم ما أحلّ الله، أو استحلال ما حرّم، أو التشريع لنفسه أو لغيره من النّاس ما لم يأذن به الله، هو عدوان منه على أعظم حقّ من حقوق الله تعالى، وهو حقّ التشريع، وبيان الحلال والحرام، والحكم، وكل ذلك مما استأثر به سبحانه، منزلا إيّاه في كتابه ملزما نبيّه الكريم – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين باتّباعه؛ حيث قال له ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) [الأنعام: 106] وقال أيضا ( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) [المائدة : 49] وأمر عباده المؤمنين كذلك باتّباعه حيث قال جلّ وعزّ ( المص كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) [الأعراف :1 – 3] .  ولنضرب للقارئ الكريم مثالا من القرآن في مسألة حكم الذبائح؛ فقد نهى الله سبحانه عباده المؤمنين عن أكل ما لم يُذكر اسمُ الله عليه، وتوعّد من قد يستهويه منهم منطق الكفّار، أو تروج عليه حيلهم في استحلال أكل الميتة، فيطيعهم ويتّبعهم – توعّده سبحانه على ذلك – بالخروج من حظيرة الإيمان والسقوط في دائرة الشرك والكفران! حيث قال تعالى ( وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام : 121] وممّا جادل الكفّار به المؤمنين قولهم لهم:” ما قتل الله لم تأكلوه[4] وما قتلتموه أكلتموه “!! فقال تعالى (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ) أي في تحليل الميتة (إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) ” فدلّت الآية على أنّ من استحلّ شيئا ممّا حرّم الله تعالى، صار به مشركا. وقد حرّم الله سبحانه الميتة نصّا، فإذا قبل تحليلها من غيره فقد أشرك “[5]. وإذا كان هذا حكمَ متابعة المسلمين للكفّار في استحلال أكل الميتة؛ فما الظنّ بما هو أعظم من ذلك؟! من تبديل حكّام تونس لشرع الله، وتحريفهم الكلم عن مواضعه وتشريعهم لأهالي تونس المسلمين ما لم يأذن به الله؟!  من استباحته الحرمات والفروج والأعراض والأموال باسم القانون؟! إّنه لا يجرؤ على فعل ذلك إلا كافر بشرع الله، أو مُنكِر له! وليس يفعله مسلم إلا متى انسلخ من دينه انسلاخ الحيّة من قِشرها! وهذا عين ما فعله من سمّاه الأستاذ “الونيسي” “المشرع التونسي” في عديد المسائل الشرعية، المعلوم حكمها بالضرورة من دين الإسلام. فكما استحلّ هذا (المشرّع)! بالمنشور 108 النّكد حرمات الحرائر من نساء تونس وبناتها، في مخالفة صريحة منه لنصوص القرآن؛ فقد اجترأّ من قبل على تبديل العديد من الأحكام الشرعية القطعية الثبوت والدّلالة. فإن كنت يا سيد “لونيسي” في شكّ من هذا، فدونك البيّنات معزّزةً بالحجج القاطعة والبراهين السّاطعة على ما فعله هذا الذي سميته “المشرع التونسي – صاحب العقلانيته الإسلامية الأصيلة”!! – بكلام الله تبديلا وتحريفا وتعطيلا! في مناقضة صريحة منه لشرع الله – جلّ جلاله – ثم لك أن تنظر بعد ذلك إن كان ذاك (المشرع التونسي)! جديرا منك بتلك الثقة الكبيرة التي أوليته إياها! أم أنّك قد وضعتها في غير موضعها! وما عليك لتنقذ نفسك إلاّ أن تستغفر ربّك وتتوب إليه عاجلا غير أجل! إنّ المسائل الشرعية التي سطا عليها المسمّى (المشرع التونسي)! بالتّحريف والتبديل – رغم قطعية ثبوت حكمها الشرعي ودلالته، كما هو الشأن مع لباس المرأة الشرعي – كثيرة وهي من الكثرة بحيث لا يتّسع هذا المقام لعرضها جميعا[6]، لذا تعيّن علينا أن نقتصر فيما يلي على سرد خمس مسائل فقط وهي: مسألة الزنى، مسألة التبنّي، مسألة الخمر، مسألة القمار أو الميسر، مسألة الرّبا. وكلها مسائل معلوم حكمها الشرعي بالضّرورة من الدّين، فنذكر أولا المسألة وحكمها الشرعي من القرآن والسنّة، ثم نذيّلها ببيان حكمها في القانون التونسي بسرد الفصول القانونية وبعض التعاليق. 1 – مسألة الزنى * – يقول الله تعالى: ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النور : 2] وذاك حكم الزاني الأعزب. وفي شأن الزاني المُحْصَن يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – ” لا يحلّ دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث: الثيّبُ الزاني، والنّفس بالنّفس، والتّارك لدينه المفارق للجماعة “[7]. – ويقول القانون التونسي: بالفصل 236 من القانون الجنائي ” زِنى الزوج أو الزوجة يعاقب عنه بالسّجن مدّة خمسة أعوام وبخطيّة قدرها خمسمائة دينار ولا يسوغ التّتبع إلاّ بطلب من الزوج أو الزوجة اللذيْن لهما وحدَهما الحقّ في إيقاف التّتبع أو إيقاف تنفيذ العقاب. وإذا ارتكب الزنا بمحلّ الزوجية فلا تنطبق أحكام الفصل53[8] من هذا القانون. والشّريك يعاقب بنفس العقاب المقرّر للزوجة أو الزوج المرتكب للجريمة “[9] . – وبمقتضى هذه القوانين تنتصب بمختلف ولايات (محافظات) القطر التونسي المسلم دور البغاء العلني!! بل إنّ هناك قرارا إداريا يعرف بقرار تنظيم مهنة الدّعارة، صادر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية في 5 مايو 1942. – وأصدرت محكمة التّعقيب التونسية قرارا تعقيبيا تحت عدد 507 بتاريخ 12 مارس 1976 يقضي بأنّ صدور الحكم بالطّلاق واتّصال القضاء فيه تنفصم بموجبه العلاقة الزوجية، وتبعا لذلك تنتـفي تهمة الزنى إذا أثيرت بعده. – وجاء بالفصل 239 من القانون الجنائي ما نصّه ” تزوّج الفارّ بالبنت التي فرّ بها يترتّب عليه إيقاف المحاكمة أو إيقاف تنفيذ العقاب “[10]. – أكثر من 10 آلاف حالة إجهاض لفتيات عازبات في 5 سنوات! تفيد معطيات صادرة عن الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أنّ الديوان قرر تطوير برامجه الوقائية الموجهة للشباب تفاديا لتطور عدد حالات الاجهاض لدى الفتيات العازبات.. إذ بلغ هذا العدد المسجل بالعيادات الراجعة بالنظر للديوان فحسب نحو 10 آلاف و360 حالة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2002 و2007.. مع الملاحظة أن نسبة الاجهاض الدوائي مثلت قرابة 50 بالمائة من حالات الاجهاض.. ويتمّ الإجهاض الدوائي باستعمال حبوب تتناولها المقبلات على الإجهاض عن طريق الفم وهي طريقة لا تتطلب تخديرا ولا جراحة.. وعادة ما يتمّ اللجوء إليها بعد إجراء تحليل يؤكد حصول الحمل وبعد إجراء فحص طبي يؤكد أن مدة الحمل لم تتجاوز ثمانية أسابيع.. وعلى إثر تناول حبات الدواء تسقط البويضة الملقحة. وأصبحت عديد الفتيات اللاتي حملن خارج إطار الزواج يلجأن لعيادات الديوان للقيام بعمليات الاجهاض.. ونظرا للآثار غير المرغوب فيها لعلميات الاجهاض وسعيا إلى الحدّ من هذه المعضلة ومن إشكاليات الحمل غير المرغوب فيه ومن مخاطر الأمراض المنقولة جنسيا يعمل الديوان على توفير وسائل الوقاية مثل الحبوب الاستعجالية المانعة للحمل والواقي من الحمل..”[11]. 2 – مسألة التبنّي * – يقول الله تعالى في معرض تحريمه لعادة التبنّي ( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) [الأحزاب :4 – 5] . – ورغم تحريم الله سبحانه القطعي للتبنّي فقد أباحه المسمّى (المشرع التونسي)! بسنّه القانون  عدد 27 الصادر في 4 مارس 1958 وهذه بعض فصول منه: الفصل 8 :  يجوز التّبنّي حسب الفصول الآتية…[12]. الفصل 13: يتمّ عقد التبنّي بحكم يصدره حاكم النّاحية بمكتبه بمحضر المتبنِّي وزوجه أو عند الإقتضاء بمحضر والدي المتبنَّى أو من  يمثّل السّلطة الإداريّة المتعهّدة بالولاية العموميّة على الطّفل أو الكفيل. ويصدر حاكم النّاحية حكمه بالتّبنّي بعد التّحقّق من توفر الشروط القانونيّة ومن مصادقة الحاضرين وحكمه هذا يكون نهائيّا “.  الفصل 14: يحمل المتبنّى لقب المتبنّي ويجوز أن يبدّل اسمه وينصّ على ذلك بحكم التبنّي بطلب من المتبنّي.     الفصل 15: للمتبنَّى  نفس الحقوق الّتي للإبن الشرعيّ وعليه ما عليه من الواجبات وللمتبنِّي إزاء المتبنَّى نفس الحقوق الّتي يقرّها القانون للأبوين الشرعيين وعليه ما يفرضه القانون من الواجبات عليهما إلاّ في الصورة الّتي يكون فيها أقارب المتبنَّى معروفين تبقى موانع الزواج المنصوص عليها بالفصول 14 – 15 – 16 – 17 من مجلّة الأحوال الشخصية قائمة. الفصل17: ينشر هذا القانون بالرائد الرّسمي للجمهوريّة التونسيّة وينفّذ كقانون من قوانين الدّولة “[13]. 3 – مسألة الخمر * – يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [المائدة :90 – 91] . وعن عائشة – رضي الله عنها – أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال “كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ”[14]. وعن أبي سعيد الخدري قال قال النبيّ – صلى الله عليه وسلم – ” إن الله تعالى حرّم الخمر فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء فلا يشرب ولا يبعْ” – قال فاستقبل الناس بما كان عندهم منها في طريق المدينة، فسفكوها “[15]. وقال ابن عباس أهدى رجل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – راوية خمر، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” أما علمت أن الله حرّمها “؟! – قال لا! فسارّه رجل إلى جنبه فقال له – صلى الله عليه وسلم – بم ساررته؟ فقال: أمرتُه أن يبيعها! فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “إنّ الذي حرّم شربها حرّم بيعها”[16]. – أمّا (المشرّع التونسي)! فقد استحلّ شرب الخمور والاتّجار فيها حيث أنشأ لها ديوانا يعرف “بديوان الخمور” وذلك بموجب القانون عدد 39 لسنة 1970 مؤرخ في 14 أوت أغسطس 1970 يتولّى هذا الديوان الإشراف على إنتاج الخمور وبيعها وترويجها. هذا – ومنعا للغشّ في مادّة الخمور – أصدر وزيرا الإقتصاد الوطني والفلاحة،  كلاهما، القرار المؤرخ في 19 نوفمبر1974 يتعلّق بترتيب وقمع أعمال الغش في مادّة الخمور وممّا جاء به : الفصل الأول: لا يمكن مسك أيّ مشروب أو نقله بقصد البيع أو عرضه على البيع أو بيعه: 1 – تحت اسم خمر إلاّ إذا كان متأتّيا فقط من اختمار العنب الطريّ أو من عصير العنب الطريّ. 2 – تحت اسم خمر روحية إلاّ إذا وقع التحصيل عليه بواسطة عصير العنب الطريء الغير مطبوخ أو المطبوخ والمجرد من الماء بصورة جزئية أولا ومضافة إليه الكحول قبل اختماره أو في إبانه أو بعده ومن غير أن تتجاوز مع ذلك كمية الحكول المضافة الكمية اللازمة لرفع قوة الكحول الحقيقية للخمر الروحية إلى أكثر من 23 درجة هذا مع وجوب تعديل الكحول المستعملة. الفصل الثاني: لا يمكن أن تعتبر صالحة للإستهلاك: 1 – المائع المحصّل عليه بواسطة الزيادة في عصر الحثالات التي سبق إنتاجها لكمية من الخمر يحصل عليها عادة بواسطة العصر حسب التقاليد المحلية السليمة والقارة. 2 – السائل المحصّل عليه عن طريق عصر الحثالات. 3 – الخمور التي يمسكها المنتجون أو التجار بالجملة والتي يمكن أن تكون لها عند بيعها وبموجب بداية حموضتها ـ أو بموجب سبب آخر ـ حموضة متبخرة معدلة تفوق 90، 0 غراما بالنسبة للترة الواحدة ويعبّر عنها بحساب الحامض الكبريتي… الخ. الفصل الثالث: تعدّ استعمالات وأعمال بقصد الغش إضافة السّكر( سكاروز) للخمور والخمور الروحية أو للعصير المتأتّي منها. العمليات التي الغرض منها هو تغيير الحالة الطبيعية للخمر أو للخمر الروحية. زيادة الماء: تحجّر إضافة الماء للخمر ويحجر بيع الخمر المزاد إليها الماء أو عرضها للبيع… ومضى القرار في سرد أنواع الخمور المزبدة والغازية والوردية والبيضاء ومواصفاتها المختلفة موجبا في فصله السّابع على المنتجين وضع نعت (خمور رفيعة للبلاد التونسية) على الخمور المتأتّية من كروم العنب بطيء النضج.  – وأما القانون عدد 35 لسنة 1960 المؤرخ في 14 ديسمبر 1960 فقد جاء لتأسيس الرخصة لممارسة تجارة المشروبات المعدّة للحمل وجاء فيه: الفصل الأول: لا يمكن لأحد أن يمارس تجارة المشروبات الممزوجة بالكحول لاسيما الخمور والمقطّرات إن لم يكن صاحب رخصة سُلمت له لهذا الغرض من طرف كاتب الدولة للمالية والتجارة بعد استشارة كاتب الدولة للداخلية. الفصل الثاني: وهذه الرخصة صحيحة قانونا لمدة سنة يمكن تجديدها ويقع التجديد بطلب من صاحب الرخصة. الفصل الثالث: إنّ إسناد الرخصة أو تجديدها يترتب عليه استخلاص إتاوة لفائدة خزينة الدّولة قدرها ثلاثون دينارا بالنسبة للتجارة بالجملة ونصف الجملة وعشرون دينارا بالنسبة لجميع البائعين بالتفصيل وهاته الإتاوة يجب دفعها على كلّ مؤسسة بيع[17]. – وأمّا إجراءات فتح المقاهي والحانات فقد جاء بضبطها القانون عدد 147 لسنة 1959 مؤرخ في 7 .11 . 1959 وممّا جاء فيه: الفصل الأول: تنحصر المقاهي في ثلاثة أصناف يشتمل أوّلها على المحلاّت التي تبيع مشروبات لا كحول فيها  ويشتمل ثانيها على المحلاّت التي تبيع المشروبات الكحولية ويضمّ الصنف الثالث المحلات الفاخرة المتفق على جمال تشييدها ومرافقها من طرف الإدارات المختصّة من ناحيتي التعمير والسّياحة ويمكن لهذه المحلات بيع نفس المشروبات المذكورة بالصنف الثاني. الفصل الثاني: لا يمكن أن يكون بمدينة تعدّ خمسمائة ساكن أكثر من مقهى واحد غير أنه يمكن الترخيص بفتح مقهاتين بالبلدان التي لا يتجاوز عدد سكانها ألف نسمة كما لا يمكن بأيّة حال أن يتجاوز عدد المقاهي التي تبيع المشروبات الكحولية الخُمس من عدد مجموع المقاهي بأصنافها[18]. – تونس أكبر مستهلك للجعة في المغرب العربي! تحت عنوان “تونس أكبر مستهلك للجعة[19] في المغرب العربي”!! المثير للإحراج لدولة ينصّ دستورها في فصله الأول على أن “دينها الإسلام” , ورد الخبر بموقع رجال الأعمال التونسيين الناطق باللغة الفرنسية بتاريخ 30 جويلية 2008 . تقول “غالية اسكندر” وهي من حررت الخبر, ” مع أن التونسيين مسلمون وهو ما وجب الإعتراف به, فإنهم يعتبرون أكثر المستلهكين للجعة في المغرب العربي, وذلك بمعدل 10 لتر في السّنة لكلّ مواطن, مع اعتبار الـ 7 ملايين[20] سائح الذى يزور تونس سنويا ضمن هذه النسبة. وهو ما أكّده محتكرو صناعة الجعة في تونس, مؤسستي “فريقوريفيك” و            ” براسوري”, وتستحوذ على نسبة 49 % من الإنتاج شركة “كاستيل” منذ سنة 2006 . ستجد جعة “سلتيا” وهي انتاج محلي, منافسة النوعية الجديدة من الجعة “هاينكن”, والتى ستصبح سلعة تروجها مجموعة “بوجبل” وهي مؤسسة لإنتاج وتوزيع المشروبات. وقد اشترت مؤسسة “هانكن” منذ سنة 2006 , نسبة 49 % من راس مال “فريقوريفيك”, وانشأت مؤسسة جديدة للجعة تسمى “سونبرا”, والتى أصبحت تعمل منذ العام الحالي 2008, والتى ستروج نوعية الجعة الجديدة “هانكن”, وهو ما سينهي عمليا انتاج “سلتيا” ومنتوجات “فريقوريفيك”. وبحسب المصدر فإنّ سوق الجعة في تونس أصبح يشهد منافسة مهمّة, خاصّة وأنّ الطلب يعرف تناميا لدى الشباب والنّساء أيضا..”[21]. 4 – مسألة الميسر أو القمار * – قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [المائدة :90 – 91]. – ومع تحريم القرآن الكريم للميسر تحريما جازما بنصّ الآية المذكورة آنفا، إذ كان له حكم الخمر في التحريم؛ وقد جمع الله تعالى بين الخمر والميسر في التحريم، ووصفهما جميعا بأنّهما يوقعان العداوة والبغضاء بين النّاس، ويصدّان عن ذكر الله وعن الصلاة[22]؛ فقد استحلّه هذا “المشرع التونسي” بإصداره قوانين تتعلق بمنح الرّخص اللازمة لتعاطي القمار وفتح الحانات والملاهي النهارية واللّيلية؛ أمّا ألعاب القمار بالملاهي فقد جاء المرسوم الرئاسي عدد 21 لسنة 1974 المؤرخ في 24 أكتوبر1974 بتنظيمها وممّا ورد به: الفصل الأول: تعتبر الألعاب التي تُتداول بالملاهي ألعاب قمار ويقع ضبطها بأمر ولا يجوز ممارسة هذه الألعاب إلاّ بالملاهي. الفصل الثاني: تخضع ألعاب الملاهي لترخيص مسبق يقع منحه بقرار مشترك من وزيري الداخلية والإقتصاد الوطني… الفصل الرابع : تسلّم رخصة الألعاب بصفة شخصية ولا يجوز التفويت فيها أو إحالتها للغير. وقد وقعت المصادقة على هذا المرسوم بالقانون عدد 97 لسنة 1974 مؤرخ في 11 . 12. 1974[23]. وأمّا القمار الرياضي المعروف (البروموسبور) فقد صدر بشأنه قانون خاصّ وبعثت له (المشرع التونسي) مؤسّسة خاصّة تقوم على إدارته.

5 – مسألة الرّبا

* – يقول الله تعالى ( وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) [البقرة :275 – 276] . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ) [البقرة : 278 – 279] . – ولقد كان القانون التونسي القديم الصّادر – إبّان حقبة الاحتلال الفرنسي – لتونس، والوارد ضمن مجلة الالتزامات والعقود التونسية الصادرة في 15 . 12. 1906 يعتبر شرط الفائض في القرض باطلا طبقا للفصل 1095 وهذا نصّه ” شرط الفائض في القرض باطل مبطل للعقد بين المسلمين سواء كان الشّرط صريحا أو على صورة هدية أو فائدة للمقرض أو لواسطة “[24]. وهذا ما يتفّق صراحة مع الحكم الشرعي القاضي بتحريم الرّبا. – ولكن عقلانية من سمّاه الأستاذ “لونيسي” (المشرّع التونسي)! وأصالته الإسلامية! في دولة الاستقلال! جعلته ينسخ ذلك الفصل 1095 بموجب القانون رقم 148 لسنة 1959 المؤرّخ في 7 نوفمبر 1959 فشرّع بذلك الرّبا المحرّم في كتاب الله! وسمّاه الفائض القانوني[25] إذ جاء في الباب الثَالث من مجلّة الالتزامات والعقود – وهي القانون المدني للدّولة التونسية – في القرض بالفائض ما يلي: الفصل 1096 – الفائض لا يكون لازما للعقود الواقعة بين غير التجار إلاّ إذا اشتُرط كتابة. ويحمل الأمر على اشتراطه إذَا كَان المتعاقدون من التجّار. الفصل 1097 – المبالغ المقَيّدة فيما يعبّر عنه بالحساب الجاري يعتبَر لها الفائض من يوم تقييدها. الفصل 1098 ـ (نقح بالقانون عدد 57 لسنة 2000 المؤرخ في 13 جوان 2000) لا يحسب الفائض إلا ما عين منه لعام كامل. ويسوغ حسابه بالشهر في المادة التجارية. ويضم ما لم يدفع من الفوائض إلى أصل الدين وفقا للصيغ المقررة بالفصل الموالي. الفصل 1099 ـ (نقح بالقانون عدد 57 لسنة 2000 المؤرخ في 13 جوان 2000) يسوغ احتساب الفائض على ما لم يدفع من فوائض لأصل الدين إذا اشترط كتابة. وفي المادة المدنية لا يمكن ضم ما لم يدفع من الفوائض المشار إليها بالفقرة الأولى إلى أصل الدين إلا إذا عينت لعام كامل وأن لا ينسب سبب عدم الوفاء للدائن. وفي المادة التجارية يقع ضمّ ما لم يدفع من فوائض حل أجلها إلى أصل الدين ويحتسب لها فائض من يوم حلولها حسب الصيغة المقررة بالفقرة الأولى شريطة أن لا ينسب سبب التأخير في الوفاء إلى الدائن. وخلافا لأحكام الفقرة الأولى وفي مادة الحساب الجاري يقع ضم ما لم يدفع من فوائض إلى أصل الدين وتنتج بدورها فوائض إضافية مع مراعاة المهل التي يقتضيها العرف وذلك إلى قفل الحساب ما لم يكن بشرط مخالف. الفصل 1100 ـ (نقح حسب القانون عدد 14 لسنة 1983 المؤرخ في 15 فيفري 1983 الذي ألغى الأمر المؤرخ في 20 أوت 1935 المتعلق بضبط نسبة الفائض القانوني). إذا لم تضبط الأطراف نسبة الفوائض فإن الفائض القانوني الذي يقع تطبيقه هو التالي : أولا : في المادة المدنية يساوي هذا الفائض 7 بالمائة. ثانيا : في المادة التجارية تساوي نسبة الفائض القانوني النسبة القصوى للاعتمادات البنكية المقررة من طرف البنك المركزي مع إضافة نصف نقطة [26]. وعلى هذا ترى المحاكم التونسيّة المسلمة! تقضي وجوبا باستحقاق هذه الفوائض لمن يدّعيها من الدّائنين تجّارا كانوا أو مصارف أو غيرهم من المتعاملين والمقرضين والمضاربين وتلزم المدينين المسلمين بدفعها قهرا دون تأثم أو تحرّج! بعد الحكم بضمّها إلى أصل الدّين جورا وظلما. تلك – أخي “لونيسي” – عيّنة مقتضَبة من التّشريعات التي سنّها من سمّيته (المشرع التونسي)! وقد جاءت كلّها – كما رأيت – مناقضة تمام المناقضة لشرع الله وأحكامه القطعية الثّبوت والدّلالة؛ فهل بعد هذا يثق مسلم عادي – بَلْهَ أن يكون مثلَك يا أخي “لونيسي” أستاذا في مادّة الفقه والسّياسة الشرعية ومُتخرجا من الكلية الزّيتونية للشريعة وأصول الدّين بتونس – بهذا المشرع؟! وكيف يجوز لك وصفه بالعقلانيته الإسلامية الأصيلة؟! وهذه معظم مدوّنات القانون التونسية قد نقلها هذا المشرّع حرفيا! عن القانون الفرنسي خاصة والأوروبي عاّمة، حذوك النّعل بالنّعل؟! فأين هذا يا ترى من الإسلام؟! وأين هي مظاهر هذه الأصالة؟! (وللموضوع إن شاء الله صلة). حرّره الفقير إلى عفو الله ورحمته : محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي Mohamed-zemzemi@hotmail.de [1] – في عزمنا إن شاء الله أن نعدّ بحثا خاصّا بشأن (صانتيلانا) هذا ودوره في وضع القانون التونسي المدني والجنائي والتجاري. [2] – أنظر تعريب كلمة الأستاذ صانتيلانا مقرر لجنة إعداد مشاريع القوانين التونسية ص 11 من مجلة الالتزامات والعقود. جمع ونشر محمود بن الشيخ. ط.  1984 الطبعة العصرية تونس. [3] –  رواه الإمام أحمد، والترمذي، وابن جرير من طرق، عن عدي بن حاتم، رضي الله عنه [4] –  كانت مجادلة الكفار للمسلمين في تحريم أكل الميتة بقولهم مالكم أيها المسلمون لا تأكلون ما قتله الله (أي الميتة) وتأكلون ما تقتلونه أنتم بايديكم (بالذكاة) أليس ما قتله الله أولى بالأكل مما يقتله الإنسان بيده؟! [5] – الجامع لأحكام القرآن ج 7 ص 78. للقرطبي. [6] – لمن أراد الوقوف على المزيد من المسائل يرجى مراجعة كتاب “تونس..الإسلام الجريح”. [7] – رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه. [8] – أي أن القانون ينصح الزناة بالزنى خارج بيوت الزوجية ليحظوا بظروف تخفيف العقاب! [9] – المجلة الجزائية التونسية. [10]- المجلة الجزائية التونسية. هكذا أصبح الفرار بالبنات طريقا للزواج! [11] – نقلا عن صحيفة الصباخ التونسية في عددها الصادر يوم 20 أغسطس/ أوت 2008. [12] – حذفنا ما ورد بالقانون من فصول ذات صبغة ترتيبية تتعلق بالمتبنّي والمتنبنّى واقتصرنا على ما له صلة بموضوعنا. [13] –  الرائد الرسمي للجمهورية التونسية. وكذلك القوانين الملحقة بمجلة الأحوال الشخصية. [14]-  رواه مالك في الموطّأ. [15]- الحديث رواه مسلم في صحيحه . [16]-  رواه مالك في الموطّأ. [17] –  مجموعة القوانين الزجرية في الميدان الإقتصادي. للخياري. تونس. [18]  –  مجموعة القوانين الزجرية في الميدان الإجتماعي. للخياري. تونس. [19] – الجعة هي المعروفة في الاصطلاح التونسي ” البيرّة “! [20] – هذا الرقم في نظرنا مبالغ فيه كثيرا لكونه لا يتفق مع الواقع ولا يعدو أن يكون شعارا دعائيا.  [21]- السبيل أونلاين , بتاريخ 30 جويلية 2008. [22]- الجامع لأحكام القرآن ج 6 ص 291. للقرطبي. [23]  ـ  مجموعة القوانين الزجرية في الميدان الإجتماعي. [24] – راجع مجلة الالتزامات والعقود. جمع ونشر محمود بن الشيخ. ط.  1984 الطبعة العصرية تونس. [25] – فأين هي يا أستاذ ” لونيسي العقلانية الإسلامية الأصيلة للمشرع التونسي التي تتغنّى بها!؟ [26] – نصّ مجلة الالتزامات والعقود التونسية بعد اعادة الصياغة سنة 2005.  


كلنا يوسف القرضاوي

 

الشيخ:راشد الغنوشي المجتمعات كالأفراد تملك حاسة للدفاع عن الوجود، ولذلك يتملّكها الخوف والغضب إذ ترى أسس اجتماعها ووحدتها يتسرب إليها الوهن ويتم اختراقها من قبل كيانات دخيلة أيا كان نوع هذا الدخيل سنيا أم شيعيا. هذا لا يعني دفع الأمر إلى نهاياته كما يفعل دعاة التكفير والتطرف إذ يرفضون بشدة التنوع والتعدد داخل الإسلام وكان من مفاخره وأسس حضارته التي لم تعرف –عموما- الحروب الدينية والتطهير العرقي بل تعايشت في بيئة كالعراق كل الطوائف قبل أن تبتلى بالاحتلال, ودعاة التكفير لا يخلو منهم هذا الفريق أو ذاك. فوجئنا في هذه الأيام المباركات بتصريحات سافلة صادرة عن وكالة أنباء إيرانية “مهر” تخطت كل الحدود والاعتبارات الأخلاقية والشرعية في تعاملها مع أهم رموز الإسلام المعاصر العلامة المجاهد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تحد سافر للأمة ولعلمائها قاطبة بمن فيهم علماء الشيعة الذين كانوا من بين علماء الإسلام الذين اختاروا بالإجماع الشيخ العلامة رئيسا لهم، بينما تم اختيار فضيلة الشيخ محمد علي التسخيري من علماء المذهب الأمامي احد نوابه. محرر الشؤون الدولية في الوكالة المسمى حسن زاده في تحد سافر وسافل لم يتردد -حسبما تناقلته الصحف- في قذف العلامة القرضاوي بأقذع الشتائم والافتراءات واصفا له” أنه يتحدث نيابة عن الماسونية العالمية وحاخامات اليهود وأن لغته تتسم بالنفاق والدجل.. وهو ما أفقده وزنه بعدما تفوه بالكلمات البذيئة ضد شيعة آل رسول الله. إن كلامه يصب في مصلحة الصهاينة وحاخامات اليهود الذين يحذرون من المد الشيعي بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان” وبلغ بمحرر الوكالة الجموح والطفح الطائفي أن ذكر أنه في مقابل انتصار الشيعة ممثلة بحزب الله على العدو الصهيوني ولت الجيوش العربية السنية الأدبار مهزومة ..”. فماذا أتى الشيخ القرضاوي حتى يستحق كل هذه الصواعق والقذائف: هل كفر بالله ورسوله؟ أم هل تعاون مع جيوش الكفر وسهل عملها في احتلال بلاد إسلامية وأغراها بذلك وامتن به عليها؟ هل جعل دينا له يتعبد به ربه لعن أحب وأقرب الرجال والنساء إلى قلب صاحب الدعوة ممن مات وهو عنهم راض، وكيف يأتي القرضاوي شيئا من ذلك وهو رأس مذهب جمهور المسلمين الذين يترضّون عن كل صحب محمد وبالخصوص آل بيته عليه وعليهم صلوات ربي وسلامه ؟ هل عرف القرضاوي بالولاء للحكام وقد كابد ما كابد من ظلمهم سجنا وتهجيرا؟ هل هو فعلا محل رضي حاخامات اليهود والمتنفذين الدوليين وهو الأشد عليهم بفتاواه وخطبه المحرضة على الصهيونية والداعمة للمقاومة حتى تنادت أقلام متصهينة بدعوة الأمين العام لمحاكمته في محكمة دولية بتهمة أنه منظّر للإرهاب، بناء على أنه من أفتى بالعمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الصهيوني ومن أفتى بوجوب دعم حزب الله في لبنان، وكل ذلك فجر الأحقاد الصهيونية الامبريالية ضده، كما كشفت عنها الحملة الشعواء ضده خلال زيارته الأخيرة لبريطانيا منذ سنتين، بلغت إلى حد مطالبة المجلس اليهودي الدعي العام باعتقاله, وقاد ذلك إلى حظر دخوله بريطانيا، سبيلا لمنعه من كل أوروبا بعد أن كان قد منع منذ سنوات عديدة من دخول الولايات المتحدة. كما كان قد أفتى بتحريم العدوان على إيران أو التعاون مع المعتدين عليها مدافعا عن حقها في تطوير مشروعها النووي. فكان القرضاوي ولا يزال صوت الأمة الذاب عن عقائدها المدافع عن مظلوميها الشاد بإزر قوى المقاومة حيثما كانت، وذلك ما يفسر استهدافه المتواصل من طرف كل القوى المعادية للامة ولدينها، فكيف غاب كل ذلك عن محرر وكالة الأنباء. أوليس من التجني على هذا الرمز هذه المحاولة الفاشلة الرخيصة لتلويث هذه السيرة العطرة ؟ فماذا أتى القرضاوي بالضبط حتى يوجه إليه كل هذه السيل من الاتهامات؟ جل ما في الأمر أن الشيخ في لقاء له صحفي مع جريدة “مصر اليوم” خلال زيارة له أخيرة إلى وطنه مصر نبه إلى ظاهرة انزعج من تناميها السنوات الأخيرة وما فتئ ينبه إلى خطرها على وحدة الأمة التي يتغنى بها الجميع بينما هذه الظاهرة تطعنها في الظهر، هي ظاهرة التمدد المذهبي الشيعي في مناطق تتمتع بوحدة مذهبية سنية منذ مئات السنين مثل مناطق شمال إفريقيا ومصر. فقد عبر الشيخ القرضاوي عن انزعاجه من تفشي هذه الظاهرة في مصر حيث تستغل بعض المراجع الإمامية ما يتوفر لديها من أموال طائلة، تستغل بها ما تعيشه بلاد شمال إفريقيا ومنها مصر من أوضاع فوضى وفقر وتصارع بين الحركة الإسلامية وبين أنظمة الحكم، بما شغل الأنظمة عن أداء واجبها في الدفاع عن أحد أهم أعمدة النظام العام أعني الإسلام في صيغته التي أقرها جمهور الأمة، بل لم تكتف تلك الأنظمة السلطوية بكف أيدي المجتمع المدني ممثلا في الحركة الإسلامية عن القيام بذلك الواجب بل عمدت إلى تسهيل عمل أولئك الدعاة الشيعة المتخصصين والمدعومين بأموال طائلة تنحدر عليهم من جهات شعبية وربما رسمية – رغم أن المسؤولين في نظام الجمهورية ينكرون ذلك حتى أن دبلوماسيا إيرانيا سابقا عمل في مصر، ذكر لي أنه قد أجاب شيخ الأزهر السابق رحمه الله ، وذلك لمّا وجّه اليه تهمة نشر التشيع في مصر “وماذا تفعل إيران ببضعة مئات أو آلاف من المتشيعين المصريين إذا أخسرها ذلك سبعين مليونا مصريا هم يحبون إيران وآل بيت النبي” دافعا بذلك كل علاقة لإيران الرسمية بنشر التشيع، ناسبا تلك الأعمال التبشيرية إلى مجاميع شيعية عربية مثل الشيرازيين. وبصرف النظر عن مدى صحة ذلك الجدير بالتأكيد التنبيه إلى: 1- إنه غير مقبول بحال الأسلوب السافل الذي تحدث به محرر وكالة الأنباء الإيرانية عن العلامة القرضاوي لدرجة رميه بالعمالة لأعداء الإسلام وبالعداء لآل محمد عليه وعليهم السلام. بما يطرح السؤال عن مدى تمثيل محرر الوكالة المتعجرف للموقف الإيراني الرسمي؟ 2- أما موقف علماء المذهب ولئن جاء ساخطا دعيا الشيخ على لسان الشيخ التسخيري إلى التراجع عن هذا الموقف حرصا على مبادئ الاتحاد الداعية إلى وحدة الأمة، فقد اتسم بقدر من الرصانة، فمن حق أهل كل مذهب أن لا يقبلوا وصم مذهبهم بالابتداع، أو التشكيك في عقائدهم. حتى وإن جاز ذلك في مجال الجدل المذهبي، وهو جانب ضعيف في التثقيف السني بسبب الثقة في النفس أننا الأمة، كما نبه الشيخ القرضاوي. 3- من حق الشيخ القرضاوي باعتباره رأس علماء السنة من موقعه التوجيهي ومسؤوليته أن ينبه إلى خطر ما يحصل من اختراقات في المجتمعات السنية الخالصة من قبل بعض دعاة التشيع، بما يؤسس في تلك المجتمعات إلى فتن مذهبية هي في غنى عنها، مما كانت هذه المجتمعات ذاتها في مصر وشمال إفريقيا قد اكتوت بناره أيام حكم الشيعة الإسماعيلية، فكانت سوابق دامية لا يتمنى أحد ولا في مصلحة أحد زرع بذورها مجددا، ولا تزال تكتوي بنارها بعض المجتمعات الإسلامية . وما يحدث في العراق شاهد لا يغري بتصدير ذلك النموذج إلى بلاد أخرى قد أراحها الله منه . 4- الشيخ القرضاوي عبر عن شعور عام في عالم السنة بالسخط على اختراقات حتى وإن تكن محدودة قد فتحها بعض دعاة التشيع في جسم الوحدة الوطنية لأكثر من قطر من الأقطار السنية خصوصا تلك التي برئت من الصراعات المذهبية. ولذلك فنحن في هذا الصدد كلنا قرضاويون. ولطالما نحن الذين ناصرنا الثورة الإسلامية في مواجهة ما تعرضت له ولا تزال من مخططات أعداء الإسلام وتحملنا غير نادمين ضروبا من النكال جراء ذلك كما دافعنا ونوهنا بالدور الايجابي للجمهورية في نصرة قضية فلسطين وهتفنا لبطولات حزب الله، طالما نبهنا عقلاء إخواننا الشيعة إلى خطر هذا المسلك على الوحدة الإسلامية. ما قيمة أن يستقطبوا آحادا أو عشرات أو مئات وآلافا يقطعونهم عن نسيج مجتمعاتهم وكثير منهم نهازون، مقابل خسارتهم للملايين وزرع بذور التمزق في تلك المجتمعات . 5- من واجب الحريصين على وحدة الأمة التصدي لكل أسباب مخططات الأعداء الذين يواجهون تحدي الصعود الإسلامي. وعلى رأس تلك المخططات الرهان على ضرب الأمة بعضها ببعض، فمن حق بل من واجب أي غيور على دعوة الإسلام وبالخصوص إذا كان في مسؤولية بمستوى راس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مشفق على جهود المسلمين أن تضيع لهاثا وراء استراتيجيات ليس من شانها في المحصلة غير زرع بذور الفتن في المجتمعات الإسلامية. 6- إن الشجب لسياسة الاختراق المذهبي لا يقتصر على اتجاه واحد أو مذهب بل يشمل في تقديرنا وفيما نعلمه من فكر القرضاوي الجميع. إنه توجيه للدعاة من كل مذهب إسلامي أن لا تنصبّ جهودهم على الدعوة داخل البيت الإسلامي، صارفين جهودا طائلة داخل دار الإسلام من أجل نقل مسلم داخل دار الإسلام من غرفة إلى أخرى –مع ما يحدثه ذلك من تمزق في النسيج الاجتماعي- بدل الاتجاه إلى خارج دار الإسلام لتوسيع دائرة المذهب فتتسع دائرة الإسلام، علما أنه من بين كل خمسة بشر هناك مسلم واحد –على اختلاف مذهبه- فلماذا لا تصرف الجهود في موضعها الطبيعي دعوة مليارات البشر الذين يموت كل يوم معظمهم على الشرك بسبب تقصير المسلمين بكل مذاهبهم عن أداء الواجب الشرعي في إبلاغهم كلمة التوحيد؟، وذلك بدل نشر الفتن والصراعات داخل صفوف مجتمع سني أو آخر شيعي. إنه جهد يقرب من العبث أيا كان مذهب القائم به. وما يبدو أن الأمة التي قد سلخت أربعة عشر قرنا بهذا التنوع المذهبي أنه قد بقي أمامها من الزمن ما يكفي لنقلها إلى مذهب واحد. فلماذا تضيع الجهود في غير محلها؟ 7- يجب التصدي بكل حزم لكل نزوعات التكفير أيا كان مأتاها. وللأسف فإن محرر الوكالة الإيرانية باد أنه والغ في مستنقع التكفير والطائفية، إذ لم يجد تفسيرا لتنبيه القرضاوي بعد رميه بالعمالة للصهيونية والماسونية غير العداوة لبيت النبوة! هل من تكفير أغلظ وأجلى من رمي جمهور المسلمين الذين يتعبد الله بالحب والطاعة لله ولرسوله.”قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله” ومحبة آل محمد فرع لمحبة الرسول “قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى” وتلك عقيدة مشتركة بين كل المسلمين فلا مجال لادعاء فريق اختصاصه بها ونفيها عن الآخر. والمشكل مع إخواننا الشيعة هو الغلو محبة وكرها: محبة لأسرة النبوة تخرج عن حدود الشرع، حتى تنسب لهم عصمة هي للأنبياء، بل حتى فعالية كونية هي اختصاص إلهي، وكرها لغالبية أصحاب رسول الله، تجردهم من كل فضل شهد لهم به الكتاب والسنة ووقائع التاريخ. وذلك بعض ما عناه القرضاوي إذ نسب الابتداع إلى المذهب الشيعي ، ولكنه أكد إيمانهم بعقائد الإسلام الكبرى بما يبقيهم داخل الدائرة الإسلامية ، وهي عقيدة أهل السنة التي وسعت كل أهل القبلة ، الذين لم يسجل التاريخ عن حكامهم مهما بلغ انحرافهم أنهم صدوا عن الحج إلى بيت الله الحرام فرقة تنتسب إلى الإسلام . قال تعالى ” ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مؤمن”. 8- ولم يقل ولوغ المحرر في التكفير عن ولوغه في الطائفية، فحيث لا أحد منصفا ينكر الانتصار المدوي لحزب الله على عدو الأمة الصهيوني، ما مبرر نسبة هزائم الجيوش العربية إلى المذهب السني؟. ورغم أن الجيش المصري أنجز العبور فإن دعاة الحركة الإسلامية لم يعتبروا يوما هذه الأنظمة وجيوشها معبرة عن إرادة الأمة وعقائدها. وهل قلّت بطولة المقاومة الإسلامية في فلسطين والعراق وغيرها -وهي سنية- عن بطولة حزب الله. الأمة بكل مذاهبها تبدع عندما تتخفف من رهق الدولة. 9- تكتسب الأقليات والطوائف مكانها في جسم الأمة -وهو كان ولا يزال سنيا- بقدر اعترافها بهذه الحقيقة بدل القفز فوقها، وبقدر انخراطها فكرا وممارسة في هموم الأمة والتنافس في خدمتها. وفي المقابل تنتصر الأمة بقدر ما تفتح الأغلبية صدرها للأقليات اعترافا بها واحتراما واستيعابا لها، بدل الضيق بها, وفي ساحة خدمة الأمة ابتغاء وجه الله” فليتنافس المتنافسون”. ــــــــ كاتب تونسي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 سبتمبر 2008)  

وصف الهجوم على الشيخ القرضاوي بأنه “سافل وذو نزعة تكفيرية”

الشيخ راشد الغنوشي لـ “قدس برس”: جهات شيعية استغلت محنة الحركة الإسلامية في تونس لنشر التشيع

   

لندن ـ خدمة قدس برس 18 أيلول (سبتمبر) 2008 كشف قيادي إسلامي تونسي بارز النقاب عن أن المد الشيعي في دول المغرب العربي السنية ومنها تونس ظاهرة ملفتة للانتباه ومثيرة للانزعاج في منطقة تمتعت منذ ألف سنة بوحدة مذهبية  كفتها شرور النزاعات والفتن. وأكد أن الظاهرة من شأنها إذا تطورت أن  “تزرع لمستقبل من النزاع لا ضرورة له” ويشك في طبيعة الجهات التي تقف وراءها، هل لها  علاقة  رسمية أو شبه رسمية بالدولة الإيرانية، لا سيما وأن الطريقة التي تناولت بها وكالة “مهر” شبه الرسمية تصريحات الشيخ القرضاوي مدافعة بحرارة عن هذا المد، تبعث على هذا الظن. وانتقد رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” بشدة الهجوم الذي شنته وكالة الانباء الايرانية “مهر” على رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، ووصفه بأنه هجوم ” طائفي تكفيري سافل”، وقال: ” لقد ساءنا جدا هذا الاسلوب الحقير في الحديث عن أكبر مرجع في الاسلام المعاصر شيخنا يوسف القرضاوي حفظه الله ، من قبل هذه الوكالة (مهر) الإيرانية شبه الرسمية. صحيح أنه من حق أي طرف أن يدافع عن مذهبه ولكن في حدود الادب اللائق واللازم حتى مع خصوم الاسلام، بله مع مرجع في وزن القرضاوي. فأن يوصف رأس علماء المسلمين السنة بالنفاق وبأنه يعمل لصالح الصهيونية والماسونية ويردد ما يقوله الحاخامات اليهود فهذه سفالة ما بعدها سفالة، وأن يوصف بأنه ضد آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي نزعة تكفيرية طائفية فاضحة ، ذلك أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار عليه وعليهم صلاة الله وسلامه لا يزايد فيها مسلم على آخر، واتهام الشيخ القرضاوي بمعاداة آل البيت مزايدة رخيصة وهبوط بالجدل إلى مستوى أدنى من الحضيض”. واستغرب الغنوشي ما أسماه بـ “التغييب المقصود” لمواقف الشيخ القرضاوي الوحدوية في مسألة المذاهب الإسلامية، وقال: “أتساءل: لماذا يسلب الشيخ القرضاوي دوره في الدفاع عن الوحدة الإسلامية والتصدي للتكفير ومنه تكفير الشيعة أنفسهم، وتصديه لضروب العدوان على الثورة الإسلامية في إيران، وإفتاؤه بحرمة التعاون مع الذين يخططون لضرب إيران، ودفاعه عن حزب الله وتنويهه بانتصاره،متصديا لمراجع سنية كبرى منعت الدعاء لحزب الله ومناصرته. أرى أن هنالك استهتارا بهذه المواقف وبمقام الشيخ القرضاوي، بل استهتارا بما يمثله القرضاوي في الامة وبجهاده وعطائه وبمئات الملايين التي تتلقى عنه علم النبوة ورسالة الاسلام . ولذلك يجد المسلمون السنة ـ وهم غالبية الأمة ـ أنفسهم كلهم إزاء هذا التطاول الرخيص يهتفون :كلنا يوسف القرضاوي” في مواجهة هذه اللغة الساقطة وهذه الاسلحة المحرّمة”، على حد تعبيره. وأكد الغنوشي أن الاختراق الشيعي للمناطق السنية الذي تحدث عنه الشيخ القرضاوي أمر واقع مهما كان حجمه، وأشار تحديدا إلى دول المغرب العربي ومنها تونس، وقال: “هناك منذ سنوات بدايات لانتشار ظاهرة التشيع في مناطق المغرب العربي ومنها تونس، وكان ذلك في ظل الحماس الذي أبدته الحركة الإسلامية للثورة الإسلامية في إيران،مزيحة كثيرا من الحواجز النفسية في وجه التشيع ، إذ لم تعرف هذه المناطق منذ ألف سنة شيعيا واحدا منذ جلاء الفاطميين عنها، ونحن لم نكن مسرورين بهذه الظاهرة بل كنا منزعجين على الرغم من أنها نسبيا محدودة، لأنها تزرع لمستقبل من النزاع لا ضرورة له”. ومن المغالطة أن يجادلنا أحد لتسويغ هذا الاختراق: لماذا لم تعبروا عن انزعاجكم من الاختراقات الاخرى: العلمانية والصهيونية والتبشيرية وعبدة الشيطان؟ وكأن لسان حاله ما دمتم قبلتم كل ذلك، فلم تضيقون بالتشيع؟ هي مجرد سفسطة. فالمجتمعات كالافراد تملك حاسة الدفاع عن مقومات وجودها مهما بدت وكأنها ميتة . وما ظهور المد السلفي المتشدد في بئات مثل تونس تعرضت لكل هذه ضروب  الاختراق بعد التغييب بالقوة للتيار الوسطي الذي كان قد أعاد الاعتبار لمقومات الهوية مقابل دعم كل التيارات الاخرى ، إلا رد فعل معادل في القوة ومعاكس في الاتجاه، سيستمر على  تشدده حتى يستوي المجتمع على وضع طبيعي. وأشار الغنوشي إلى أنه طرح مسألة الاختراق الشيعي للساحة الإسلامية التونسية في العديد من اللقاءات مع المراجع الشيعية، وقال: “كلما واتتنا فرصة للحديث مع إخواننا الشيعة إلا ونبهنا إلى خطر هذه الظاهرة، وكان الرسميون الإيرانيون ينكرون أن تكون الدولة وراء هذا المشروع، ويؤكدون أنها أعمال تقوم بها بعض المراجع وبالذات مراجع عربية مثل جماعة الشيرازي، ويقولون بأنهم ليسوا أصحاب مصلحة في استبدال ولاء شعوب بكاملها لهم بمجموعات صغيرة مهما كبرت”. ومن ذلك ما ذكره لي دبلوماسي ايراني سابق في مصر أنه دار حوار بينه وبين  شيخ الأزهر السابق (جاد الحق) رحمه الله، حيث اتهم إيران بأنها وراء نشر التشيع في مصر، فرد الديبلوماسي بأن إيران أعقل من أن تستبدل ولاء 70 مليون مواطنا مصريا بولاء مجموعات صغيرة مهما كبرت،(الف ، الفين ، مائة الف مليون..) ما دام المصريون كلهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقفون مع إيران في تصديها للعدوان الغربي عليها. والواقع الذي يؤسف له أن الدعوة للتشيع قد أفادت من الصراعات التي قامت في عدة مناطق سنية بين الدول والحركات الاسلامية . وبدل أن تقف إيران الدولة مع الحركات الاسلامية في محنتها عمدت الى توثيق علاقاتها مع تلك الدول ، بما قدم غطاء لدعاة التشيع لاختراق الساحة السنية في كثير من المناطق ومنها مصر وتونس والجزائر  وقال: “لا شك أن محنة الحركة الإسلامية في مصر وفي تونس وفي الجزائر استفادت منها جماعات شيعية، وثقت علاقاتها بالدول القائمة، بل توثقت علاقة إيران الدولة مع هذه الأنظمة ومنها  النظام التونسي. ومع أننا لسنا دعاة قطيعة بين إيران الدولة وتونس الدولة، ولكننا نرى أن العلاقة انتقلت إلى مستوى من التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي عميق. وفي الوقت الذي تحظر فيه الحركة الإسلامية وتواجه بخطة تجفيف ينابيع واستئصال وتحظر كتابابات التيار الاسلامي الوسطي مثل كتابات القرضاوي والغزالي وسيد سابق وأمثالها وحتى الكتابات التراثية انفتحت معارض الكتاب في تونس في وجه الكتابات الشيعية. وبينما تنطلفق المطاردة الشعواء ضد الحركة الاسلامية تقوم في البلاد لأول مرة منذ الف سنة “جمعية آل البيت” وينفسح  المجال أمام الدعوة الشيعية وتنفتح خطوط الاتصال بين رموز التشيع في تونس وبين طهران، في الوقت الذي يمنع فيه رئيس حركة النهضة من زيارة طهران ، في تجاهل كامل أن من حيثيات محنة التيار الاسلامي اتهامه بالولاء إيران إذ دافع عنها في مواجهة ما استهدفت به من كيد وعدوان من قبل أعداء الاسلام، دفاعا رغم تكاليفه ليس فيه ما يندم عليه. نحن لسنا مع حظر كتاب أو جمعية ولكن ضد اختلاق الظواهر واصطناعها، وتسليم شهادة ميلاد لجهة وشهادة وفاة لأخرى. كما فشا الحديث في أجواء التواصل المتنامية في أجواء الحرب على الاسلام وعلى التيار الاسلامي عن أعداد متزايدة من الطلبة التونسيين يستقطبون الى جامعات دينية شيعية في إيران، ونحن لا نملك أعدادا محددة لهم، وهم يحظون برعاية من جهات هنالك. وهي ظاهرة ليس من شأنها – مهما كان حجمها في مناخات الحرب على التيار الاسلامي- إلا أن تبعث حراس مقومات الشخصية الوطنية للبلاد على القلق ، إذ لا يرونها  ظاهرة طبيعية وإنما تقف وراءها جهات ومراجع، ولا نرى أنها تتماشى مع ما يعلنه الجميع من حرص على الوحدة الإسلامية”، كما قال. ولفت الغنوشي الانتباه إلى أن كثيرا من القضايا المتصلة بالمذهب الشيعي ترتبط بالتاريخ،تاريخ وقائع صدر الاسلام وما حدث فيه من خلافات سياسية تحول الموقف منها الى تصورات عقدية، وبالخصوص لدى فرق الشيعة، بل الى مصدر لتشظي وحدة الامة على أساس تصور يقصي غالبية صحابة رسول الله وبناة الاسلام معه رجالا ونساء من دائرة التاسيس، بما جعل أصحاب هذه التصورات الاقصائية يجدون أنفسهم خارج المجرى العام للتاريخ الاسلامي بفتوحاته ودوله التي شكلت عالم الاسلام وحضارته ، وقال: “مذهب التشيع يختلف عن المذاهب السنية في قضايا كثيرة معظمها يعود إلى التاريخ، هذا التاريخ الذي أريد له أن يكون حيا وصانعا للواقع، وأن تفرض على المسلمين رؤية له إقصائية أسست وتؤسس للتشظي الاسلامي، رؤية تمزق صف الأمة، إذ تقصي من الإسلام أغلب بناته رجالا ونساء وتحولهم إلى خونة،وتجعل لعنهم ولعن من لا يلعنهم عبادة وقربى، فيتحول معظم المقربين الى صاحب الدعوة عليه وآله السلام  رجالا ونساء  إلى خونة وتصبح هذه عقيدة يتعبد بها ويتقرب بها إلى الله. مقابل الرؤية الجامعة لتاريخ الصدر الأول من الإسلام التي تبنّتها المذاهب السنية، فتترضّى عن كل الاصحاب من أصاب ومن أخطأ اجتهادا  “، وعلى كل الاحوال ما ينبغي سجن الامة الى الابد في سجن ضيق من مرحلة تاريخية ، نحن لسنا مؤاخذين بها “تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون”  وحذر الغنوشي من أن هنالك توجها شيعيا يعمل على نشر هذا التصور الذي وصفه بـ “الانقسامي” مستغلا ما أسماه بـ “حالة الانتصار الشيعي” في عدد من معارك الأمة  وقال: “لا شك أن هذا التصور القائم على تخوين أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخدم الوحدة الإسلامية، وهو مشكل مزمن اضطرت الأمة لأن تتعايش معه، واليوم هنالك شعور عام لدى إخواننا الشيعة بالانتصار جعلهم يطمحون إلى تعميم هذا التصور الانقسامي لتاريخ الإسلام، وأن يصبح جزءا رسميا من الدعوة، حيث أنه لكي تصبح مسلما جيدا ينبغي أن تعتقد بخيانة رجال ونساء مقربين من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه اشكالية حيثما انتشرت تفشى جدل ساخن لا مخرج منه إلا بأن يتعايش المسلمون مع بعضهم  ويحترم بعضهم بعضا، وأن يتجه كل فريق منهم بدعوته و تصوراته  الى خارج دار الإسلام بدل إثارة الجدل حول قضايا لا يبدو أن التوافق حولها وارد”، على حد تعبيره.  ودعا الغنوشي علماء السنة والشيعة إلى التوقف عن محاولات الاختراق المتبادل، فما يبدو أنه بقي زمن كاف لتحوي السنة الى شيعة أو الى العكس . فلم الجهد الذائع وتعريض دعائم الوحدة الاسلامية للاخطار؟ . ونوه بدور الحركات الإصلاحية السنية والشيعية  على صعيد توحيد الصف الاسلامي في المرحلة التي سبقتنا . وقال: “لا تخلو أي مجموعة دينية إسلامية شيعية كانت أو سنية من ضروب من البدع التي لا تجد لها أساسا في الإسلام، لكنها تجد مقاومة من قبل دعاة الإسلام، فالأضرحة موجودة والتوسل بها واعتبارها طريقا للتقرب إلى الله موجود، وهذا التدين الواقعي المشحون بالبدع التي لا تجد لها أساسا في الدين موجود، لكن هذا لا ينفي أن هناك حركات إصلاحية تعمل على تهذيب هذا التدين، حتى في المذهب الشيعي الوالغ في الاعتقادات في آل البيت  والممارسات الجماعية البشعة بدعوى إحياء مآسي ومظالم قد وقعت لا شان بمسلمي العصر بها، مثل ظواهر تعذيب النفس الى حد هدر الدماء . وذلك رغم وجود حركات اصلاحية  هناك  تحاول التخفيف من ذلك الغلو ومن تلك الممارسات النابية عن كل أصل اسلامي أو ذوق حسن كالتطبير وما اليه.  وبغض النظر عن كل ذلك تظل بين الفرق الاسلامية الاساسية السنية والامامية والزيدية والاباضية اعتقادات كبرى توحدهم جميعا: الايمان بالله سبحانه وبرسله عليهم السلام وبالقرآن الكريم وباليوم الآخر واللقاء في مجالات الفقه أي المسائل العملية ضخم جدا ، وهي مقومات مهمة جدا لا يتوفر أهل دين آخر في الارض على مثلها ، فشل التصور الانقسامي للتاريخ في  الاتيان عليها. والخشية قائمة أنه وقد فشلت كل المشاريع العلمانية التي رشحت نفسها بديلا عن الاسلام فتصاعد مد الصحوة الاسلامية أن يكون رهان أعداء الاسلام على ضرب الاسلام بالاسلام فليتنبه الجميع. واعتبر الغنوشي أن الاستمرار في استحضار الخلاف التاريخي والنفخ فيه جزء من مؤامرة لخدمة أعداء الأمة تضرب الإسلام بالإسلام، وقال: “ليس أمام المسلمين إلا التعايش وأن يقبل بعضهم بعضا، وأن يتوقفوا عن محاولات الاختراق المتبادل فيتوجه كل غيور على الاسلام وفق مذهبه الى نشره خارج دار الإسلام. ملايين من أبناء الإنسانية يموتون يوميا وهم خارج دائرة الإسلام وهذه مسؤولية علماء الإسلام سنة وشيعة. عدد المسلمين سنة وشيعة لا يمثلون إلا خمس البشر. أربعة أخماس البشرية لا يزال معظمها على عقائد الشرك. ثم إن تغذية هذه الخلافات يندرج ضمن الرهان على ضرب الإسلام بالإسلام، ويتصورون أن هذه هي حرب المستقبل، ولذلك ليس من مصلحة الأمة تغذية التوتر في صفوفها، وإنما العودة إلى التعايش، وأن لا تغترّ الأقلية فتستهين بالأغلبية، فإنها إنما تكتسب مكانها بالاندماج فيها وحمل همومها كما فعلت شيعة لبنان في مواجهة عدو الامة الاعظم تدعمها ايران كما تدعم الجهاد الفلسططيني، ومقابل ذلك أن لا تضيق الاغلبية بالاقلية بل تعترف بها وتعمل على استيعابها في إطار الامة، كما فعل الشيخان يوسف القرضاوي والمهدي عاكف في دعمهما القوي باسم جمهرة السنة والحركة الاسلامية لحزب الله في حربه ضد الصهاينة حتى  رفعت صور نصر الله في الازهر الشريف. وفي كل الاطراف حمقى ضيقوا الافق وعقلاء متزنون  فمن الخطل بمكان استسلام العقلاء الحكماء لأهل الحماقة ومفجري التناقضات ودعاة الإقصاء والتكفير مقدمة لسفك الدماء . نداء ربنا يتنزل من فوق السبع الطباق ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.    (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 18 سبتمبر    2008)

بسم الله الرحمان الرحيم  يا قدس .. الأمة في ضياع ما ضيعتك السبيل أونلاين – تونس – يوم القدس العالمي السادس على الانترنت

   

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: عرضت لنا ونحن نقوم بحفر الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول, فاشتكينا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء وأخذ المعول من سلمان الفارسي رضي الله عنه, وقال:( بسم الله) ثم ضربها فنثر ثلثها. وخرج نور أضاء بين لابتي المدينة. فقال:” الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام, والله اني لأبصر قصورها الحمر من مكاني الساعة” – بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم بفتح بلاد الشام، يبشر أصحابه بها وهم يقبلون على مواجهة تزيغ فيها الأبصار وتصّدّع القلوب لتبلغ الحناجر: “إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا” الخطر يحدق بالمسلمين من فوقهم ومن أسفل منهم، وأحدهم كما قال معتّب بن قشيْر: “لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط”، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر بالنصر الذي يعقبه ضمن نتائجه المباشرة فتح مكة وتطهير الكعبة، ثم فتح اليمن فالشام وتطهير القدس. فـ “َلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا” “وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا” وأمكن الله المؤمنين من تطهير أحب بلاد الله إلى الله بعد الفتح الأعظم، فتح مكة، وبقيت القلوب تتطلع لليوم الذي تحقق فيه البشارة بفتح بلاد الشام، وضمّ قدسها إلى أقداس الإسلام ليكتمل بذلك عقدها، فإن لتلك الأرض فضل وأي فضل!! – فهي الأرض التي باركها الله عزّ وجلّ وبارك حولها بقوله: ( سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) – وهي أرض الأنبياء، وقبلة المسلمين الأولى؛ ومسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ومنطلق معراجه إلى السماوات العلى، حيث سدرة المنتهى. – وفيها ثاني مسجد وضع في الأرض: روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟. قال: (المسجد الحرام) قال: قلت: ثم أي؟ قال: (المسجد الأقصى) قلت: كم كان بينهما؟ قال: (أربعين سنة ثم أينما أدركتك الصلاة فصل، فإن الفضل فيه). – وثالث مسجد تشدّ له الرحال: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام. ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) متفق عليه – وهي أرض المنشر والمحشر: عن ميمونة بنت سعد رضي الله عنها، مولاة النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم قالت: قلت يا رسول الله: أفتنا في بيت المقدس؟ قال: (أرض المنشر والمحشر إئتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة)، قالت: أرأيت إن لم نطق نتحمل إليه ونأتيه؟ قال: (فليهد إليه زيتا يسرج في قناديله فإنه من يهدي إليه، كان كمن صلى فيه) (26343 مسند أحمد ،1397 سنن ابن ماجه) – وهي أحب إلى المسلم من الدنيا وما فيها لقوله صلى الله عليه وسلم: “ولنعم المصلى، هو – أي المسجد الأقصى – وليوشكنّ أن يكون قوسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعًا” – وقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم صحابته بسكنى الشام، وبيت المقدس جزء منها فقال لحذيفة ومعاذ رضي الله عنهما: “عليكم بالشام، فإنها صفوة بلاد الله عز وجل يسكنها خيرته من خلقه…إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: فإن الله تكفل لي بالشام وأهله”.‏ وروى الطبراني في الكبير عن مرة البهزي: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم ـ وهم كالإناء بين الأَكَلَة ـ حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. قلنا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: بأكناف بيت المقدس). الفتح والعهدة : فتحها عمر رضي الله عنه سنة (16) هـ وقصد مكان المسجد الأقصى ولم تخطئه بصائرالمسلمين ولا أبصارهم، فقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الملإ في خبر الإسراء وصفا قال فيه أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله: يا واصف الأقصى أتيت بوصفه **** فكـأنـك الرسّـام والبنـاء فوجدوا المكان وقد تجمعت عليه الأقذار، فقام عمر رضي الله عنه ومن معه بإزالة ما تجمع عليه، وأمر ببناء مصلى من الخشب والحجارة للمسلمين في الجهة الجنوبية منه، يتسع لثلاثة آلاف مصل، وجعل فيه سلامة بن قيصر إماما ًللصلاة. ومن المعلوم لدينا أنّ الفتح ارتبط بالعهدة العمرية لأهل مدينة بيت المقدس (إيلياء) وها هو نص الوثيقة بين أيدينا كما جاء في المصادرالتاريخية الموثوقة، وكما هو مثبت في نص الوثيقة الأصلية التي لا تزال إلى اليوم محفوظة في مكتبة كنيسة القيامة بالقدس. وهي من أقدم كنائس النصارى وأجلّها قدراً عندهم. العهدة العمرية : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله: عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها، وسائر ملتها أن لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صُلُبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم. ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت(اللصوص وقطاع الطرق). فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله. فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصّادهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا ما عليهم من الجزية. شهد على ذلك: عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان. وكتب وحضر سنة 15هـ. لا مقام لليهود في القدس: “لا يسكن بإيلياء أحد من اليهود”، ” وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت “، “هذا عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين”. هذا ما ورد في العهدة؛ والعهدة تعني: الميثاق والمعاهدة، وهي مأخوذة من العهد، وهو: حفظ الشيء ومراعاته حالاً بعد حال، كما يقول الراغب الأصفهاني، أي أوفوا بحفظ الأيمان، قال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً) وعهد فلان إلى فلان يَعْهد: ألقى إليه العهد وأوصاه بحفظه، وقولهم في هذا الأمر عهدة: لما أمر به أن يستوثق منه. إنّ هذا الحكم كما هو واضح وصريح من العهدة، لو لم يجاوز أن يكون موقفا عمريّا لنزّل منزلة السّنّة من حيث قوته الاستدلالية، لما جاء من حديث العرباض بن سارية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:” إن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ” (صححه الألباني) فكيف به وقد شهده جمع غفير من الصحابة يتقدمهم أبو عبيدة وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم؟ بل كيف به إذ تناقلته الأمة وعلماؤها وخلفاؤها من عثمان رضي الله عنه إلى صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى السلطان العثماني عبد الحميد رحمه الله، كلهم التزمه ووفّى به؟؟ جاء في كتاب “العهد المنيف للقدس الشريف” للشيخ عبد الله نجيب سالم: (ويجزم بعض المؤرخين أنه لم يكن يوجد في القدس منذ اليوم الأول للفتح الإسلامي بعد إخراجهم منها وحتى أوائل العهد العثماني يهودي واحد، إذ أنه إضافة إلى العهد العمري الموثق كان الصليبيون الذين استولوا على فلسطين قرابة تسعين عاما أشد كراهية لليهود، وتعصباً ضدهم من المسلمين أنفسهم) ونقل عن الأستاذ عارف العارف قوله: (ولم نعد نسمع عن يهود القدس شيئاً قروناً عديدة، حتى إن السائح اليهودي (بتاحيا) الذي زار القدس خلال القرن الثاني عشر للميلاد (1170م) لم يجد فيها سوى يهودي واحد، وأما السائح اليهودي الآخر (موسى بن نجمان جيروندي) الذي هبط القدس بعد ذلك بقرن واحد (1267م) لم يجد فيها سوى عائلتين يهوديتين. وأُحصي يهود القدس سنة (1572م) فثبت لمجلس الشرع الشريف أنه كان يعيش فيها يومئذ (115) نفراً، وكان هؤلاء يعيشون عيشة الفقر والذل والحرمان حتى إنهم عجزوا عن دفع دينهم الذي بلغ عام (1662م) ألف قرش أسدي، فأمر قاضي المسلمين بتأجيل الدفع سنة كاملة؛ ورضي الدائنون ـ وهم من المسلمين ـ بهذا التأجيل شريطة أن يضع اليهود بيدهم رهناً، فرهنوا كنيسهم الكبير الكائن بحوش السيرجاني بحارة اليهود. ونرى بعد ذلك بست سنين (1688م) أن عدد اليهود لم يكن سوى مائة وخمسين.) وعودا إلى العهدة العمرية وحكم إقامة اليهود بالقدس، خاصة وأنّ مشاريع “التسوية” وبعد التنازل عن معظم أراضي فلسطين، ترفع دون استحياء شعار “القدس عاصمة لدولتين”، أعود إلى العهدة وأتساءل إن كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عهدته الشهيرة قد لبى مطلبا للنصارى في عدم السماح لليهود بالاستيطان في بيت المقدس كما سطّر البعض، أم أنّه أقرّ أمرا أهمّ من ذلك وأجلّ ؟ نظرة عابرة إلى التسلسل التاريخي للأحداث، ما يتعلق منها بوجه خاص بالحملات الصليبية، وبمسار التسرب فالتغلغل اليهودي في فلسطين والمنطقة عامة والقدس بوجه أخصّ؛ لايدع مجالا للشك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سطّر بعهدته: وصْفَة الفتح، وشرط المحافظة على الفتح، والشرط مالا يتم الشيء إلا به وهو من الأهمية بحيث يلزم من عدمه العدم كما في لغة الأصوليين.   فقد بدأ العد التنازلي لسلطان الأمة على ثالث أقداسها لما بدأ الإخلال بالعهد وثقل على من بيده العقدة التزامَ العهدة. ضاعت القدس سنة: 494هـ – 1099م لما لم يقو المسلمون على ردّ عدوان الروم واللصوت عليها، وكون غزاتها من الروم لا يحتاج دليلا فإنّ دخولها كان حلم الراهب الفرنسي (بطرس الناسك) الذي زار القدس قبل بضع سنين، ونقل إلى البابا (أوربانوس الثاني) صورة كاذبة عن الوضع في القدس، مما دفع البابا المذكور إلى الدعوة لإنقاذ المسيحيين في الأرض المقدسة، وإنقاذ ضريح السيد المسيح من يد المسلمين الذين وصفهم بالكفرة، واعداً أولئك الذين يشتركون في الحملة الصليبية بأن يغفر لهم ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر.   وتلك أعمالهم تدل على كونهم لصوصا مجرمين: يقول الأستاذ عارف باشا العارف في كتابه تاريخ القدس: وما كادوا يدخلونها حتى حكموا على كل مسلم بقي فيها بالموت، فقتلوا سبعين ألفاً، ولم يُجْدِ المسلمين توسلهم ولا التجاؤهم إلى المسجد الأقصى، ولم يختلف اثنان من المؤرخين لا من الفرنجة ولا من المسلمين في استفضاع المنكرات التي اقترفها ، الصليبيون تلك المنكرات التي أقل ما قيل فيها: إنه يندى لها جبين الدهر، وإنها مناقضة لتعاليم السيد المسيح الذي زعموا أنهم إنما جاؤوا لنصرته… وأرسل الصليبيون بعد انتهائهم من هذه المجزرة البشرية إلى البابا رسالة أخبروه فيها بما جرى قائلين له: إن القدس فتحت على أيديهم، وإنهم قتلوا عدداً لا يحصى من المسلمين، وإن خيولهم في إيوان سليمان كانت تخوض في بحر من دماء المسلمين حتى رُكَبها… وجاء تصديق ذلك في شهادة المؤرخ الفرنسي (فنك برنتانو) الذي وصف سقوط مدينة القدس بأيدي الغزاة الصليبيين في كتابه المسمى كذلك (الحروب الصليبية): (ولجأ المسلمون إلى جامع عمر رجالاً ونساءً وأطفالاً، وهم بحالة جزع وفزع لا مزيد عليهما إزاء الدماء التي ملأت المسجد وارتفعت حتى ركبتي الفارس الصليبي كما أكده كثير من الصليبين. وبغض النظر عن استثناءات نادرة فإن المدينة نظفت من سكانها المسلمين رجالها ونساءها وأطفالها، وكانت الشوارع تعج بجماجم الموتى وأذرعهم وأرجلهم المقطعة، وكان الصليبيون يتفنَّنون في تعذيب وإماتة هؤلاء المساكين). وليس في تصوير لصوصية الصليبيين وإجرامهم أبلغ من شهادة المؤرخ الصليبي ريموند دا كيلر الذي قال في وصف ما حدث: (لقد عذب الكفرة، وشويت أجسادهم على نار حامية، وخطر على بال الصليبيين احتمال ابتلاع المسلمين لدراهم ذهبية، فأخذوا يبقرون بطونهم ليخرجوا تلك الدراهم منها، ثم رأوا أن بقر بطن الواحد تلوالآخر عملية طويلة تتنافى مع شره الصليبيين وغرامهـم في التعذيب، فأخذوا يجعلون من الأسرى أكواماً مكدسة ثم يحرقونها، وينتظرون انتهاء عمل النار، ليبدءوا بالتحري عن النقود الذهبية الذائبة بين الجثث المحترقة).   وظل المسجد الأقصى أسيرا بيد الصليبيين 91 عاما إلى أن حرره المسلمون بقيادة صلاح الدين. ضاعت القدس لماّ وجد الروم واللصوت لها طريقا، وضاعت مرة أخرى لماّ وجد الروم (الغرب) واللصوص لها الطريق من جديد؛ فإنّ اليهود وهم أحرص الناس على حياة، أجبن من أن ترفع لهم راية إلا خلف التحصينات ومن وراء الجُدُر. لقد كانت إنجلترا العظمى التي تطل بأراضيها على جميع بحار العالم، كما قال “هرتزل” في افتتاح المؤتمر الصهيوني الرابع، هي الدولة التي تفهم حركة اليهود، وهي الدولة الأولى التي تمد يد العون والمساندة لهم. وقد مارست ضغطا شديدا على السلطان عبد الحميد لإلغاء قانون منع الهجرة اليهودية إلى القدس، ورغم تثبيته لقانون المنع سمح لهم سنة: 1898م بالاستيطان في شمال فلسطين فقط. واستمرت جهود اليهود التآمرية التي أثمرت وعد بلفور في: 02-11-1917م قبل شهر من احتلال فلسطين ودخول “اللنبي” القدس في:09-12-1917م، وقوله: (الآن انتهت الحروب الصليبية)   ولم يغادر الإنجليز فلسطين عام (1948م) إلا بعد أن هيئوا الظروف المناسبة محلياً وعربياً ودولياً لاستيلاء اليهود على فلسطين. وكان ذلك أكبر خيانة منهم للقدس التي لم يكونوا أمناء على إسلامها أو عروبتها؟! بل لم يكونوا أوفياء للعهد الذي قطعه الجنرال (اللنبي) على نفسه غداة دخول القدس، في الكلمة التي أذيعت على سكان القدس على درج القلعة الواقع بباب الخليل، بالمحافظة وصيانة كل بناء ومكان ومقام ومزار. بقدر ما كانوا ولا يزالون أوفياء لوعد بلفور، داعمين مع منتظمهم الدولي لهذا الكيان الذي قرروا منذ سنة: 1905م في مؤتمر الدول الاستعمارية الذي ضمّ (بريطانيا، فرنسا، هولندا، إيطاليا…) جعله “دولة حاجزة” تفصل دولة المسلمين إلى قسمين آسيوي وإفريقي. وهو ما يعطي الصراع أهميته محورا للسياسة الدولية، يتوقف على حله وجودنا كأمة مسلمة وتطورنا ووحدتنا في المستقبل وإحساسنا بالأمن والاستقرارفي بلادنا وعلى أولادنا.   ويبقى كل ذلك مرتبطا ارتباطاً وثيقاً وأساسياً بفلسطين والقدس وأساسا بالمسجد الأقصى؛ فالأمة في ضياع ما ضيعته، وفي تيه وعنت ما خانت عهدتها، وغفلت عن واجباتها تجاه الأقصى والمرابطين من حوله. ولن يكون ذلك بالأماني، فقد اجتمع لفتحها أعظم قادة الفتوح: أبو عبيدة وخالد وعمرو وغيرهم رضي الله عنهم، بل إنّ الخليفة بنفسه هو الذي هبّ لاستلام مفاتيحها، فإلى متى نخون عهدته ونضيّع أمانته؟ ولقد حكم صلاح الدين رحمه الله مصر 24 سنة، وحكم بلاد الشام 19 سنة، وكان خلال 16 سنة منها راكبا على الخيل مجاهدا في سبيل الله، فاستطاع تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، والوضع السياسي لفلسطين، وأمن البلاد وعمرها. فمتى نحاول ترسّم خطاه، لاستعادة ما استعاده وضيعناه؟؟   – ومتى نبذل بعض ما بذله وندعو بعد ذلك بدعائه ونقول: “إلهنا قد انقطعت أسبابنا الأرضية في نصرة دينك، ولم يبق إلا الإخلاد إليك والاعتصام بحبلك والاعتماد على فضلك، أنت حسبنا ونعم الوكيل”   أنجزه : علي سعيد 16-09-2008 أسرة السبيل أونلاين www.assabilonline.net info@assabilonline.net   طالع رابط موضوعات السبيل أونلاين في اليوم القدس العالمي على الأنترنت على موقع حماسنا http://www.qudsday.com/aqsa2008/tunisia1.html   —————————————- فهرس مشاركة السبيل أونلاين (تونس) في يوم القدس العالمي السادس على الأنترنت السبيل أونلاين – يوم القدس العالمي السادس على الأنترنت (1) نحو وضع قضية القدس في إطار استراتيجية حضارية شاملة – مساهمة السبيل أونلاين نت (تــونس) في اليوم العالمي للقدس . (2) وقفــــــة مع كتـاب القـدس – أصل المجهود لمحب الأقصى عبد الحميد العدّاسي (3) واجبنــــا نحو القـــــدس – محب الدين التونسي (4) يا قدس الأمة في ضياع ما ضيعتك – لعلي سعيد (5) المسلمـون والأقــصى – عبد الحميد العداسي (6) بيت المقدس ورحلة الإسراء : الأسرار والدلالات – الشيخ محمد الهادي الزمزمي (7) إلى اللقــاء في القــدس – د. خالد الطراولي (8) يا قدس لبّيك – أبو جعفر لعويني ملاحظة : مساهمة السبيل أونلاين نت (تونس) في يوم القدس العالمي السادس على الأنترنت ، هذه المساهمات هي ثمرة مشاركة عدد من الغيورين على قضية القدس فجازاهم الله خيرا.وسيقع ان شاء الله تعالى نشر كل يوم موضوع من الفهرس أعلاه إحياء ليوم القدس .
(المصدر : السبيل اولاين بتاريخ 18 سبتمبر 2008 )

Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

29 mars 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1409 du 29.03.2004  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:  بيـان الرّابطة التّونسيّة

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.