الجمعة، 4 يونيو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3664 du 04.06.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


كلمة:اعتداء على طلبة و نقابين بعد مسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل

المرصد التونسي:على خلفية التحركات الاحتجاجية  نقابيون يتعرضون الى التعنيف في قابس وتونس

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس:بيان

بيان اللجنة الجهوية بجهة نابل للتضامن مع الشعب الفلسطيني من أجل فك الحصار عن غزّة

خميس بن بريك: عمال تونس يسعون لمقاضاة إسرائيل

المرصد التونسي:تكوين لجنة جهوية لمناهضة التطبيع وكسر الحصار بقابس

كلمة:الأمن يعتدي على المتضامنين مع قافلة الحرية في قابس

من الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس:دعــــــــــــــــــــــوة

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــــــــــــــــــــــــــلام

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين :اضراب صافي دبوبة..ايقاف الخلايفي..منع العبيدي من السفر..وشهر سجن لأنيس الرياحي

الصباح:الشاذلي بن يونس باسم الشاكين :فشل المفاوضات سيؤدي إلى تكليف حارس قضائي جديد للرابطة

الصباح:صخر الماطري في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة

السبيل أونلاين :جامعة الحزب الحاكم تنفي رشق منزل المعارض الظاهر المسعدي

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بلاغ صحفي

جريدة “الموقف” متوفرة في باريس

نور الدين العويديدي:إلى المقاوم الكبير علي بن سالم في عيد ميلاده الثمانين

الفاهم بوكدّوس:”الصّحافي الجيّد …هو الصّحافي الميّت”

محمد الهادي حمدة:هل تحرز الحكومة التونسية على منزلة”الشريك المتميز”بتجريم معارضيها؟

عبدالسلام الككلي:خانها ذراعها قالت مسحورة

الشيخ الهادى بريك:في الذكرى التاسعة والعشرين للإعلان عن حركة النهضة التونسية:حركة النهضة بين الأمس واليوم.

العربي القاسمي:لن نعود

العرب:الجزائر: إعلان «حكومة قبائلية» في باريس «ضجة»

العرب:قطر تتحمل التكاليف «القانونية» و«الإعلامية» لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي

الجزيرة.نت :تركيا قد تقلص علاقتها مع إسرائيل

الجزيرة.نت :أوباما: مخاوف إسرائيل مشروعة

الجزيرة.نت :أبعاد الهجوم على أسطول الحرية وتداعياته

منير شفيق :هل «السياسة فن الممكن»؟


Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/23Mai10a.htm


اعتداء على طلبة و نقابين بعد مسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل


حرر من قبل التحرير في الخميس, 03. جوان 2010 أكدت مصادر طلابية و عمالية أن البوليس السياسي اعتدى على مجموعة من الطلبة و النقابيين بعد انتهاء المسيرة التي دعا إليها يوم الخميس 3 جوان الاتحاد العام التونسي للشغل و التشكيلات النقابية التابعة له للتنديد بالمجزرة الصهيونية ضد أسطول الحرية. و قد استعمل البوليس السياسي الهراوات و اعتدى بالعنف المادي والفظي على الطلبة و النقابيين الذين رفعوا شعارات تطالب بحرية التظاهر والتعبير وبوقف سياسة التطبيع التي تنتهجها الحكومة التونسية مع الكيان الصهيوني.  و قد لاحقت أعداد كبيرة من البوليس السياسي الطلبة و النقابيين في الشوارع و المقاهي المحاذية لشارع محمد الخامس أين انتهت المسيرة بعد تطويقها بقوات كبيرة من مكافحة الشغب والبوليس بالزي المدني و الرسمي و قامت بتفتيش محافظهم.

(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 جوان 2010)


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 03 /06 / 2010 على خلفية التحركات الاحتجاجية ضد الجريمة الصهيونية نقابيون يتعرضون الى التعنيف في قابس وتونس


تعرض اليوم 03 / 06 / 2010 عدد من النقابيين الى الدفع والتعنيف من طرف قوات الامن على خلفية مشاركتهم في تجمعات او مسيرات منددة بالجريمة الصهيونية البشعة ضد قافلة اسطول الحرية وتم هذا التعنيف اساسا في جهتي قابس وتونس في قابس وخلال التجمع العمالي في دار الاتحاد الجهوي للشغل حاول عدد من النقابيين والعمال الخروج الى الشارع للانطلاق في مسيرة سلمية الا ان قوات الامن تصدت لهم بشراسة وتم دفع العمال والنقابيين باستعمال القوة المفرطة وصلت الى حد التعنيف ومن بين طالهم هذا التعنيف نذكر النقابي السلامي مجيد الكاتب العام للاتحاد الجهوي وانور العمري عضو المكتب التنفيذي الجهوي والحبيب الباهي نقابي من معمل الاسمنت بقابس ومحمد العيادي من المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية ومز الجماعي مراسل اذاعة كلمة بقابس . اما في تونس العاصمة فان بعض النقابيين والعمال وبعد مشاركتهم في المسيرة الوطنية التي دعا اليها الاتحاد العام التونسي للشغل تعرضوا ايضا الى الدفع والتعنيف الشديد ولم يتسنى للمرصد سوى الحصول على اسمين فقط هما النقابييان زهيز المغزاوي و محمد الحامدي عضوا النقابة العامة للتعليم الثانوي . ان المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يدين اولا هذا التعنيف غير المبرر تجاه النقابيين ويعبر ثانيا عن مساندته اللامشروطة لكل النقابيين الذين تعرضوا الى تعنيف او دفع باستعمال القوة المفرطة ويطلب من السلط ذات الاختصاص فتح تحقيق سريع في حيثيات هذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عليها وفق ما يفرضه القانون وذلك منعا لكل احتقان او توتر في صفوف النقابيين .

عن المرصد محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux


 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس قابس في 3-6-2010 بيـــان


أقدمت مساء هذا اليوم الخميس 3 جوان 2010 قوات غفيرة من البوليس السياسي  على استعمال القوة و التعنيف ضد مناضلي الاتحاد الجهوي للشغل بقابس الذين تجمعوا بمقرهم و حاولوا الخروج في مسيرة سلمية للتنديد بالمجزرة الصهيونية المرتكبة ضد أسطول الحرية. و قد طال هذا التعنيف الذي كان متعمد و مستهدف العديد من قيادات المنظمة و ضيوفها. علما و أن البوليس كان قد تصدى بنفس الأسلوب لمحاولة أولى قام بها منتسبوا الاتحاد الجهوي للشغل يوم الاثنين الماضي. إن جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي إذ تؤكد وقوفها إلى جانب مناضلي الاتحاد الجهوي للشغل و تنديدها بما طال قيادته، فهي تستغل هذه المناسبة لتشير إلى الدور المخزي الذي بات منوطا بعهدة الأمن الوطني الذي أصبح يستنفر ليلا نهارا لتوفير “الحماية” لنفر من السياح المشعوذين الصهاينة و حلفائهم المحليين و لملاحقة و هرسلة الوطنيين الأوفياء وعدم الاكتراث و إهمال حقوق المواطنين.

الكاتب العام عبدالوهاب عمري


بيان اللجنة الجهوية بجهة نابل للتضامن مع الشعب الفلسطيني من أجل فك الحصار عن غزّة


في فجر يوم الإثنين 31 ماي 2010 ينكشف مرة أخرى الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني اللإرهابي والعنصري الذي استهدف بالقتل والجرح بالرصاص الحي أسطول الحرية المتكون من المتضامنين ونشطاء حقوق الإنسان من جنسيات مختلفة وذلك في عرض المياه الدولية بغطاء الامبريالية العالمية والرجعية العربية للحيلولة دون إيصال المساعدات الإنسانية من أجل فك الحصار المفروض على غزّة منذ أكثر من ألف يوم والذي استفحلت آثاره خاصة بعد غلق معبر رفح واستعمال الغاز المسمم للأنفاق وصولا إلى الجدار العار. إن الجريمة المرتكبة أخيرا تؤكد ضرورة تحميل كل القوى المساندة لهذا الكيان الغاصب مسؤولياتها كما تؤكد عدمية وبطلان المسار التفاوضي والاستسلامي. إنّ مثل هذه الجريمة في حق الانسانية وما خلفته من ضحايا تستدعي من كل أحرار العالم دعم المقاومة بكل الأشكال النضالية وفضح كل عمليات التواطئ ومختلف أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. – عاشت فلسطين حرة مستقلة – نحيّي مختلف نضالات أحرار العالم ضد الآلة الصهيونية والامبريالية.

 

أعضاء اللجنة الجهوية:

 

الاسم واللقب

الصفة

العنوان

 

فتحي قدّيش

ناشط حقوقي

الحمامات

 

حليم شعبان

نقابي وناشط حقوقي

نابل

 

الحبيب ستهم

الحزب الديمقراطي التقدمي

دار شعبان الفهري

 

محمد نابي

ناشط حقوقي

قربة

 

عبد اللطيف عبيد

التكتل

قربة

 

عبد القادر الدردوري

ناشط حقوقي

قليبية

 

الحبيب غلاب

الاتحاد الجهوي للشغل

نابل

 

أحمد المحرزي

حركة التجديد

الحمامات

 

رضا قسيلة

نقابي وناشط حقوقي

قليبية

 

فيصل بسيس

نقابي وناشط حقوقي

بني خيار

 

شاكر بن حسن

الاتحاد الجهوي للشغل

منزل تميم

 

محمد الحمامي

ناشط حقوقي

سليمان

 

الحبيب الزيادي

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان

تاكلسة

 

محمد داود

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين

دار شعبان الفهري

 

عمران الحاضري

ناشط حقوقي

نابل

 

علي بن زيد

ناشط حقوقي

بني خيار

 

نديل مطاع الله

ناشط حقوقي

قليبية

 

محمد العريبي

نقابي وناشط حقوقي

نابل

 

خميس العويشاوي

ناشط حقوقي

حمامات

 

فوزي قار علي

الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين

نابل

 

عمر الفايظ

نقابي وناشط حقوقي

الحمامات

 

التومي الحمروني

ناشط حقوقي

سليمان

 

محمد بوثلجة

ناشط حقوقي

قرمبالية

 

السيد المبروك

منظمة حرية وإنصاف

نابل

 

عبد اللطيف البعيلي

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان

دار شعبان الفهري

 

رضا التليلي

نقابي وناشط حقوقي

نابل

 

محمود البارود

الحزب الديمقراطي التقدمي

قرمبالية

 

حمة الماكني

الاتحاد الجهوي للشغل

نابل

 

زهير مخلوف

ناشط حقوقي وإعلامي

المعمورة

 

محمود يدعس

ناشط حقوقي

قربة

 

عبد القادر السعيدي

التكتل

قرمبالية

 

فاروق النجار

ناشط حقوقي

قليبية

 

محمد بنرمضان

الحزب الديمقراطي التقدمي

دار شعبان الفهري

 

عبد الوهاب بلحاج

حركة التجديد

نابل

منسق اللجنة الجهوية


عمال تونس يسعون لمقاضاة إسرائيل 


خميس بن بريك – تونس يسعى الاتحاد العام التونسي للشغل لتحريك دعوى قضائية لتجريم الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قافلة الحرية، وذلك خلال اجتماعاته المرتقبة مع عدّة منظمات نقابية عربية ودولية. وأكد الأمين العام المساعد للاتحاد عبيد البريكي للجزيرة نت أنّ الاتحاد “سيجند طاقاته لدفع النقابات الدولية لتبني موقف موحد لرفع قضية لدى محكمة الجنايات وإدانة الكيان الصهيوني”. وسيطرح الاتحاد هذا الموضوع خلال اجتماعاته مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والكونفدرالية الدولية للنقابات ومنظمة العمل الدولية، في مؤتمرها المقبل الذي سيشارك فيه الاتحاد. وقال البريكي “نحن سنسعى إلى التنسيق بين جميع هذه المنظمات النقابية العربية والدولية لملاحقة المسؤولين الصهاينة وتقديمهم للعدالة الدولية بشتى السبل”. وإثر انتهاء الحرب على غزة مطلع عام 2009، شارك الاتحاد –المنظمة النقابية الوحيدة للعمال بتونس- في رفع قضية ضد إسرائيل، مع عدّة منظمات تونسية كالهيئة الوطنية للمحامين. وواجهت إسرائيل وقتها لائحة تهم بخرق اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، واستخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة، وذخائر محتوية على اليورانيوم، وتدمير مقرات تابعة للأمم المتحدة. غضب نقابي من جهة أخرى حشد الاتحاد العام التونسي للشغل، مساء أمس الخميس، آلاف العمال من جميع المحافظات التونسية في مسيرة، هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، احتشدت بشارع محمد الخامس الرئيسي بوسط العاصمة. وردد النقابيون الذين كانوا يرفعون أعلام فلسطين، العديد من الهتافات الغاضبة الداعية للمقاومة مثل “مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة”، وشعارات معادية لإسرائيل مثل “يا صهيوني يا جبان الشعب العربي لا يهان”، ونداءات ضدّ التطبيع مثل “لا تفاوض لا تطبيع الشعب العربي لا للبيع”. وقال الأمين العام المساعد لاتحاد العمال المغاربي عبد المجيد الصحراوي للجزيرة نت إن هذا التحرك سيظل مستمرا حتى ينتهي الحصار على غزة مشددا على استمرار الضغط على الحكومات من أجل التدخل لفك الحصار. وأضاف أن “الاعتداء الهمجي على قافلة الحرية يكشف مرة أخرى الوجه الحقيقي لمجرمي الحرب الصهاينة في التعامل مع دعاة السلام في العالم.. والآن لا بد من محاسبتهم على هذه المجزرة”. وإلى حدّ الآن لم تتخذ الأمم المتحدة قرارات تذكر لإدانة إسرائيل. ورفضت الولايات المتحدة إدانة الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه إلى قطاع غزة الذي يعيش معاناة كبيرة بسبب الحصار. وعبّرت أحزاب تونسية عديدة عن سخطها من الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل، في حين أشادت بالدور الذي تلعبه تركيا في دعم القضية الفلسطينية. ويوم الثلاثاء الماضي نزل أنصار المعارضة وسط العاصمة حاملين الأعلام الفلسطينية والتركية، وهتفوا بعبارات ساخطة على العدوان الإسرائيلي والتواطؤ الأميركي والصّمت الدولي. ودعت ثلاثة أحزاب معارضة هذا الأسبوع هي الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الاجتماعي التحرري، إلى محاكمة القيادات العسكرية لإسرائيل بسبب الهجوم على قافلة الحرية.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 جوان  2010)

 


تكوين لجنة جهوية لمناهضة التطبيع وكسر الحصار بقابس


على خلفية الجريمة الصهيونية النكراء ضد قافلة اسطول الحرية و لتواصل الحصار الجائر على اهالي غزة لمدة فاقت 4 سنوات ومحاولة منهم لحشد الدعم ومزيد التحسيس بهذه القضايا العادلة وضروروة تفعيل اليات المساندة بادر مجموعة من النقابيين ونشطاء المجتمع المدني بقابس الى تكوين لجنة جهوية سميت باللجنة الجهوية لمناهضة التطبيع وكسر الحصار وهي تضم في عضويتها مجموعة من النقابيين مثل الاخوة انور العمري والهاشمي بلحاج عضوي المكتب التنفيذي الجهوي والناصر الرديسي الشاعر والناشط الساسي ومنجي سالم رئيس فرع قابس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان واحمد بن المبروك كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الاساسي ومحمد العيادي الناشط الحقوقي والنقابي المستقل والحبيب الباهي عضو مجموعة قابس لمنظمة العفو الدولية. والناشط السياسي خاد عزوز وستصدر اللجنة بيانا تاسيسيا وبرنامج عملها قريبا. نقابي – قابس — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien desdroits et des libertés syndicaux


الأمن يعتدي على المتضامنين مع قافلة الحرية في قابس


حرر من قبل التحرير في الخميس, 03. جوان 2010 نفذ عدد من نقابيي قابس وعمالها مساء يوم الخميس 3 جوان تجمعا عماليا تضامنيا مع شهداء أسطول الحرية ومع أهالي غزة المحاصرين. وقد حاول النقابيون والعمال الخروج في مسيرة لكن قوات الأمن تصدت لهم واعتدت على بعضهم بالقوة ومن بين الذين تم تعنيفهم الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقابس وأنور العمري عضو المكتب التنفيذي الجهوي وكذلك محمد العيادي منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية، والحبيب الباهي الكاتب العام السابق لنقابة معمل الاسمنت بقابس، كما تعرض زميلنا الصحفي براديو كلمة معز الجماعي إلى الضرب.  وتستمعون الآن إلى شهادته عما حصل معه ومع بقية المتظاهرين: (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 جوان 2010)


من الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس

دعــــــــــــــــــــــوة


أمام الأعمال الإجرامية  التي إرتكبها  الكيان  الصهيوني العنصري  الغاشم  ،  و تعزيزا للدور الطلائعي للمجتمع المدني بالبلاد ،  وإيمانا منّا بالترابط الروحي و القومي مع أهلنا في غزّة تدعوا : الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس كافة التشكيلات  النقابية  و الشغالين ، إلي حضور  التجمع  الكبير اللذي سينتظم تحت سامي إشراف  مكونات  المجتمع المدني  بجهة المنستير ، تنديدا  بجريمة القرصنة البحرية و بالإعتداء الوحشي  الصهيوني علي أسطول الحرية  شريان الحياة   وذلك يوم السبت الموافق ل:  6 / جوان / 2010  وعلي تمام الساعة  منتصف النهار و النصف  بمدينة المنستير .   قسم الإعلام .


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  4 جوان 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــلام


منع صباح اليوم السيد مظفر العبيدي ، احد مساجين الحوض ألمنجمي المسرحين في نوفمبر الماضي ، محكوم بستة سنوات،  وابن المناضل النقابي البشير العبيدي، احد قياديي التحركات الاجتماعية بالرديف ، من مغادرة مطار تونس قرطاج  متجها إلى مرسيليا ، مصاحبا لوالدته السيدة ليلى خالد العبيدي . و كانا قد دعيا لحضور ندوات تنظمها منظمات حقوقية بالمهجر    في كل  من اكس ونانت وباريس . وقد رفضت السيدة ليلى السفر لوحدها وذلك تضامنا مع ابنها. اللجنة الوطنية تعبر عن استنكارها لهذا الإجراء  الذي يؤكد ، مرة أخرى، عدم الاستعداد لغلق هذا الملف  وتدعو السلطة للكف عن مثل هذه التجاوزات التي تنافي كل القوانين الضامنة لحرية التنقل داخل البلاد وخارجها.   اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 21 جمادى الثانية 1431 الموافق ل 04 جوان 2010 أخبار الحريات في تونس


1) اعتقالات جديدة بمدينة بنزرت: اعتقل أعوان البوليس السياسي بمدينة بنزرت يوم الاثنين 31 ماي 2010 الطالب محمد مانيطة واقتادوه إلى جهة مجهولة، كما اعتقلوا في اليوم الموالي (الثلاثاء غرة جوان 2010) كلا من وليد الفزعي وجاسم الماكني وأنور واقتادوهم إلى جهة مجهولة ولا تزال عائلاتهم تجهل سبب ومكان وجودهم، علما بأن وليد الفزعي وجاسم الماكني وأنور من مساجين الرأي المسرحين الذين قضوا أحكاما مختلفة بالسجن من أجل تهم لها علاقة بقانون الإرهاب اللا دستوري. 2) مكونات المجتمع المدني ببنزرت في مسيرة تنديد بالعدوان الصهيوني على أسطول الحرية: خرج النقابيون والعمال وممثلو الأحزاب الوطنية والجمعيات والمنظمات الحقوقية ببنزرت يوم الأربعاء 02 جوان في مسيرة شعبية للتنديد بالعدوان الآثم على أسطول الحرية وللمطالبة بكسر الحصار عن غزة. وقد انطلقت المسيرة من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت وجابت كامل شارع الحبيب بورقيبة ثم مرت بنهج الجزائر ثم عاد المشاركون إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل، وقد رفعوا خلال المسيرة شعارات التنديد بالعدوان والمساندة لغزة وللقضية الفلسطينية والتأكيد على حق التظاهر السلمي المكفول بالقانون والدستور.      3) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


اضراب صافي دبوبة..ايقاف الخلايفي..منع العبيدي من السفر..وشهر سجن لأنيس الرياحي


السبيل أونلاين – تونس   قامت عناصر من الشرطة بإيقاف المواطن محمد الخلايفي (صاحب مقهى بالرديف) وذلك بتهمة نشر “ما يسئ للدولة ورموزها عبر الانترانت” .   وطالبت “اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي” بإطلاق سراح الخلايفي . ودعت الى “ضرورة تغيير السياسة المنتهجة مع نشطاء المجتمع المدني بمنطقة الحوض ألمنجمي وتوخي سياسة منفتحة ، قوامها الحوار وحل كل القضايا بالطرق السلمية”.   من جهة أخرى قضت المحكمة الإبتدائية (تونس 2) بسجن الناشط الطلابي أنيس الرياحي مدة شهر سجن نافذ ومن المنتظر أن يطلق سراحه بإنتهاء المدة يوم 20 جوان 2010 .   و اعتقل الرياحي أثناء إجتيازه لاختباراته و ذلك يوم الخميس 20 ماي 2010 على خلفية نشاطه النقابي.حسب مصادر طلابية .   من جهة ثالثة منعت عناصر البوليس اليوم الجمعة 04 جوان مظفر العبيدي سجين الحوض المنجمي الأسبق ونجل بشير العبيدي من السفر الى فرنسا رفقة والدته السيدة ليلي العبيدي في رحلة بين تونس ومرسيليا لتلبية دعوات من جمعيات فرنسية .   وتضامنا مع نجلها رفضت السيدة العبيدي ركوب الطائرة بإتجاه مرسيليا .   من جهة رابعة يخوض المعارض التونسي صافي دبوبة والموقوف بسجن “كيركلاريلي Kirklareli” في تركيا منذ جوان 2007، اضرابا عن الطعام من أجل إطلاق سراحه .   وكان دبوبة غادر تونس بعد الحملة التى شنتها السلطات التونسية على حركة النهضة منذ سنة 1990 ، وسافر الى تركيا أين إستقر هناك منذ 1996 وهو تحت حماية وكالة الأمم المتحدة للاجئين .   وقد أعتقل خلال جوان2007 من طرف السلطات التركية التي اتهمته  بـ”الارتباط بتنظيم ارهابي” وهو الاتهام التي أبطلته المحاكم التركية في شهر جانفي 2008 ، ولكنه بقي قيد الاعتقال للنظر في ترحيله الى تونس ، ولكن المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان قررت وقف كل اجراءات ترحيله.   وقد خاض دبوبة في مناسبات متكررة اضرابات جوع  للمطالبة بإطلاق سراحه واحتجاجا على ظروف احتجازه ، وهو يحتاج نتيجة تلك الإضرابات الجوع الى رعاية صحية .     (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 04 جوان 2010)


الشاذلي بن يونس باسم الشاكين فشل المفاوضات سيؤدي إلى تكليف حارس قضائي جديد للرابطة


عقد السيد الشاذلي بن يونس المحامي والناشط الحقوقي وعضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمس ندوة صحفية بمكتبه سلطة فيها الضوء على تطورات المحادثات الرامية الى عقد المؤتمر المؤجل للرابطة..التي انطلقت قبل حوالي 3 أشهر و«وصلت إلى مأزق منذ موفى شهر ماي الماضي».. وأعلن السيد الشاذلي بن يونس ـ باسم مئات منخرطي الرابطة وعشرات مسؤولي الفروع الذين سبق أن تقدموا بقضايا عدلية ضد الهيئة المديرة الحالية ـ أن « وصول المفاوضات بين ممثلي الشاكين ووفد من الهيئة المديرة إلى مأزق يعني بلوغ مفترق خطير..فإما أن تستأنف المفاوضات دون شروط تعجيزية من قبل وفد الهيئة المديرة..أو أن يضطر الشاكون إلى اللجوء مجددا إلى القضاء لضمان احترام كل الاطراف للقانون وللنظام الداخلي للرابطة وقانونها الاساسي».. وذكر السيد الشاذلي بن يونس أن «منخرطي الرابطة يجدون أنفسهم اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما إما استئناف محادثات جدية وحقيقية أو رفع الامر الى العدالة لتطبق القرار الصادر عن محكمة التعقيب يوم 26 جوان 2009 والذي منح الهيئة المديرة الحالية للرابطة صفة المتصرف القضائي المكلف بمهمة واحدة هي التحضير للمؤتمر الوطني في أجل ينتهي يوم 26 جوان الجاري..وقد جاء قرار محكمة التعقيب ليمنح الهيئة المديرة الحالية مهلة جديدة بعد القرار الصادر ضدها منذ جوان 2001 عن محكمة الاستئناف والذي اعتبرها متصرفا قضائيا مكلفا بمهمة واحدة هي التحضير لعقد المؤتمر الوطني في أجل تقرر وقتها أن لا يتجاوز جوان 2002 ». الهيئة المديرة السابقة وحول طبيعة « الحارس القضائي « الجديد الذي قد تعينه محكمة استعجالية في أجل أقصاه شهرـ بعد أجل 26 جوان ـ أورد ممثل الشاكين أنه « قد يطلب الشاكون من القضاء تكليف حارس قضائي جديد يكون مثلا الهيئة المديرة التي كان يرأسها الاستاذ توفيق بودربالة (ما بين 1994 و2000) والتي تتحمل قانونيا مسؤولية الاشراف على اعادة عقد المؤتمر الخامس بعد أن تأكدت لاقانونية المؤتمر الذي عقدته في 2000بسبب سلسلة الخروقات للنظام الداخلي والقانون الاساسي التي أكدتها المحاكم في عشرات المناسبات منذ عشرة أعوام».. مطالب تعجيزية واعتبر ممثل الفروع الـ12 التي سبق أن حكم القضاء لصالحها في الخلافات بينها وبين الهيئة المديرة الحالية ـ بقيادة السيد المختار الطريفي المحامي ـ أن « الشاكين قدموا تنازلات بالجملة خلال الاشهر الماضية حرصا على انجاح المفاوضات وضمان عقد المؤتمر الوفاقي بقائمة وفاقية للهيئة المديرة في أقرب الاوقات..لكن وفد الهيئة المديرة التفاوضي كان في كل جولة مفاوضات يطالعنا بمطالب جديدة.. بعضها تعجيزي مثلما حصل في الاجتماع الأخير للمفاوضات بحضور الوسيطين السيد عبد الوهاب الباهي العميد الاسبق للمحامين والسيد المنصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان..إذ حاولوا فرض منطق شرط تعجيزي جديد يتمثل في مطالبتنا بإعادة عقد مؤتمرات الفروع السبعة التي عقدت دون حضور عضو من الهيئة المديرة..مع اشتراط « تطعيم هيئات أغلبها » بـ5 أعضاء تعينهم الهيئة المديرة « رغم إرادة المنخرطين.. رغم التنازلات التي قمنا بها ومن بينها الموافقة المبدئية والمشروطة على نتائج مؤتمرات الفروع الـ24 التي حكم القضاء بلاقانونيتها..وبعمليات الدمج والحل لبعض الفروع دون موافقة منخرطيها ».. وناشد ممثل الشاكين كل الديمقراطيين والنشطاء الحقوقيين في تونس من داخل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومن خارجها العمل على إنجاح سيناريو المفاوضات والتحضيرات لمؤتمر وفاقي يسفر عن انتخاب هيئة وفاقية تعددية وتضمن أغلبية من المستقلين وممثلين عن كل التيارات دون هيمنة أي طرف بما في ذلك المنخرطين التجمعيين والقريبين من التجمع الدستوري الديمقراطي أو بقية الأطراف السياسية.. حتى لا يضطر الشاكون الى حسم الخلاف والانتهاكات القديمة الجديدة للقانون الاساسي والنظام الداخلي عبر التقاضي. كمال بن يونس (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 جوان 2010)


صخر الماطري في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة


حرر من قبل التحرير في الخميس, 03. جوان 2010 أدى صهر الرئيس التونسي محمد صخر الماطري زيارة إلى الولايات المتحدة يوم الإثنين 31 ماي النقضي والثلاثاء 1جوان الجاري عقد خلالها عددا من اللقاءات مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي. ويعتقد مهتمون بالشأن السياسي أن للزيارة أهمية كبرى على اعتبار أنها الزيارة الأولى التي تكتسي صبغة رسمية، باعتباره رئيس لجنة الصداقة التونسية الامريكية. جدير بالذكر أن السيد الماطرى قد برز من خلال انشطته الاقتصادية و الاعلامية و المالية إضافة الى صعوده السياسي السريع و المتنامي مما جعله يلقب بين التونسيين ببرلسكوني تونس، إظافة لكونه يعتبر أحد المرشحين لخلافة الرئيس بن علي. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 جوان 2010)


جامعة الحزب الحاكم تنفي رشق منزل المعارض الظاهر المسعدي


السبيل أونلاين – تونس   تلقى السبيل أونلاين رسالة من جامعة المطوية (جنوب) للحزب الحاكم في تونس “التجمع الدستوري الديمقراطي” ، تنفي قيام مناضلي الحزب المذكور برشق منزل النقابي والناشط الحقوقي والسياسي الظاهر المسعدي بالحجارة ، كما طفحت الرسالة بتمجيد بن على وحزبه   وتعرف تونس هيمنة الحزب الحاكم على مؤسسات الدولة والحياة العامة منذ استقلال البلاد . وكان مصدر مطلع أكد أن بيت المسعدي ، تعرض في الليلة الفاصلة بين 29 و30 ماي 2010 ، إلى الرمي بالحجارة من طرف مجهولين يعتقد إنهم ينتمون إلى مليشيات الحزب الحاكم .   وقالت الرسالة التجمعية “يؤكد مسؤولو التجمع بالمنطقة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أبناء حزبنا العتيد الساهرين على أمن وراحة جميع المواطنين،مصدرا لهذه الأعمال التي لاتمت للتعاملات الديمقراطية الرفيعة التي أرساها قائدنا سيادة الرئيس زين العابدين بن علي،رئيس حزبنا ورئيس الجمهورية . فالتجمع الدستوري الديمقراطي بمناضليه ورجالاته،أرفع من هذه الممارسات وهذه التصرفات اللامسؤولة”، حسب تقديرهم .   يشار الى أن نشطاء تعرضوا الى اعتداءات من طرف اعضاء الحزب الحاكم في تونس في مناسبات متكررة ، يُذكر من بينهم الناشط السياسي والنقابي عاطف الزائري ، حيث قامت مجموعة من عناصر الحزب الحاكم يقودهم كاتب عام الجامعة الدستورية بفريانة فوزي شعباني بالإعتداء عليه مما خلف له اضرارا جسيمه في رأسه ورغم الشكاوي القضائية التى قدمها فإنه لم يقع تتبع الجناة .   وكان الناشط الاعلامي معزّ الجماعي أفاد أن منزل المسعدى تعرض للرمي بالحجارة لأكثر من ثلاثة ساعات مع تعمد المعتدين رفع شعارات تتهمه بـ”الخاية للوطن” ، مما أجبره على مغادرة المنزل من السور الخلفي خوفا على سلامته و تمكن من نقل زوجته وأبنائه إلى منزل أحد جيرانه ثم التوجه رفقة أحد النقابيين في المنطقة إلى مركز الشرطة الذي رفض أعوانه فتح الأبواب لتسجيل شكوى في الحادثة .   ووصفت الرسالة معارضي الحزب الحاكم بـ “المناوئين الذين يرصدون يوميا علامات تألق هذا الوطن العزيز بقيادة صانع ربيعه وباني أمجاده سيادة الرئيس زين العابدين بن علي فيعمدون إلى افتعال المغالطات والأكاذيب يرومون من خلالها التشويش على هذه النجاحات” ، حسب زعمهم .   واقر الرئيس التونسي تعديلات قانونية لتجريم منتقديه بعد فشله في تحصيل مرتبة “الشريك المتقدم” في اجتماع الشراكة مع الاتحاد الأوربي الذي عقد في 11 ماي الماضي في بروكسل بسبب الانتهاكات المنهجية والمستمرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها نظامه ضد الصحفيين والنشطاء والمواطنين التونسيين .   وأضاف الحزب الحاكم بأن ما وصفه بـ”الفوز الباهر والساطع” لمرشحي التجمع في الإنتخابات البلدية الأخيرة مقابل الفشل الذريع لقائمتهم طعم العلقم في حلق هذا المدعي وزمرته ” ..”كما أنهم لم يستسيغوا بعد فكرة النقد الذاتي يوجهونه لآلياتهم وللنهج المتحكم في أدائهم السياسي ، فانبروا كرد فعل يائس وبكل حقد دفين بالفضاءات العامة وعلى بعض مواقع شبكة الأنترنيت يروجون لمثل هذه الإدعاءات الواهية ، شماعات يعلقون عليها خيبتهم وفشلهم الذريع ويتوسلون بها الدعم والتعاطف بدل العمل والبرامج والإنجاز” حسب وصفهم .   وإعتبرت جامعة الحزب الحاكم في منطقة المطوية جنوب البلاد أن ” ذلك لايمكن أن ينطلي على أبناء شعبنا النزهاء والصادقين وكافة متابعي الشأن السياسي بالبلاد المعروفين باتزانهم وبغيرتهم على مصالح جهتهم ووطنهم وبرفضهم لمثل هذه السلوكيات المأجورة التي تنكشف ألاعيبها وخيوطها يوما بعد يوم داخل البلاد وخارجها ، وأبناء حزبنا أحرص ما يكون على المصلحة العليا للوطن وأكثر إصرار على التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بها ، وهم أحرص ما يكون على الإلتزام بمعايير التعامل الديمقراطي ونواميس السلوك الحضاري التي ما انفك سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يشدد عليها وعودهم بها حزبهم العتيد التجمع الدستوري الديمقراطي”، حسب تعبيرهم .   جدير بالإشارة أن منظمة العفو الدولية أكدت في آخر تقريرها السنوي 2010 أن بن علي أعيد انتخابه لولاية خامسة ، في أكتوبر 2009 “وسط أنباء عن فرض قيود على المناوئين السياسيين وعن قمع المعارضة” ، واشار التقرير الى أن حرية التعبير وحرية الاجتماع وتكوين الجمعيات تخضع لقيود مشددة . ليضيف:وتعرض بعض منتقدي الحكومة، وبينهم صحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان ونشطاء طلابيون، للمضايقة والتهديد والمحاكمة. وأُدين مئات الأشخاص بتهم تتعلق بالإرهاب إثر محاكمات جائرة. واستمر ورود أنباء عن التعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة، وتعرض السجناء لظروف قاسية في السجون.   وفي ما يلي نص الرسالة كما وردتنا :   توضيح من الجامعة الدستورية بالمطوية   لعل النجاحات الباهرة التي تحققها بلادنا تونس العزيزة وبشكل متواتر في شتى المجالات والتي أقنعت كل الملاحظين النزهاء وبوأتها المراتب المتميزة في كل التصنيفات العالمية التي تقوم بها مؤسسات دولية محايدة لا تعرف المجاملة والأخذ بالخاطر ، لعل هذه النجاحات تسوء بعض المناوئين الذين يرصدون يوميا علامات تألق هذا الوطن العزيز بقيادة صانع ربيعه وباني أمجاده سيادة الرئيس زين العابدين بن علي فيعمدون إلى افتعال المغالطات والأكاذيب يرومون من خلالها التشويش على هذه النجاحات ، وقد رصدنا هذه الأيام على بعض مواقع الأنترنيت مثل هذه الأفعال ، من ذلك ما قام به المسمى ظاهر المسعدي عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي وكاتب عام جامعته بالمطوية والذي هو في الآن نفس كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمطوية ، الذي زعم أنه تعرض للعنف اللفظي وللرمي بالحجارة والتهجم على شخصه في الليلة الفاصلة بين 29 و30 ماي الفارط ، وعمد إلى نشر ذلك ببعض المواقع على الشبكة ، متهما مناضلي التجمع الدستوري الديمقراطي أنهم وراء ذلك . وردا على ذلك يؤكد مسؤولو التجمع بالمنطقة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أبناء حزبنا العتيد الساهرين على أمن وراحة جميع المواطنين ، مصدرا لهذه الأعمال التي لاتمت للتعاملات الديمقراطية الرفيعة التي أرساها قائدنا سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ، رئيس حزبنا ورئيس الجمهورية . فالتجمع الدستوري الديمقراطي بمناضليه ورجالاته ، أرفع من هذه الممارسات وهذه التصرفات اللامسؤولة .   وربما كان للفوز الباهر والساطع لمرشحي التجمع في الإنتخابات البلدية الأخيرة مقابل الفشل الذريع لقائمتهم طعم العلقم في حلق هذا المدعي وزمرته ، كما أنهم لم يستسيغوا بعد فكرة النقد الذاتي يوجهونه لآلياتهم وللنهج المتحكم في أدائهم السياسي ، فانبروا كرد فعل يائس وبكل حقد دفين بالفضاءات العامة وعلى بعض مواقع شبكة الأنترنيت يروجون لمثل هذه الإدعاءات الواهية ، شماعات يعلقون عليها خيبتهم وفشلهم الذريع ويتوسلون بها الدعم والتعاطف بدل العمل والبرامج والإنجاز.   غير أن ذلك لايمكن أن ينطلي على أبناء شعبنا النزهاء والصادقين وكافة متابعي الشأن السياسي بالبلاد المعروفين باتزانهم وبغيرتهم على مصالح جهتهم ووطنهم وبرفضهم لمثل هذه السلوكيات المأجورة التي تنكشف ألاعيبها وخيوطها يوما بعد يوم داخل البلاد وخارجها ، وأبناء حزبنا أحرص ما يكون على المصلحة العليا للوطن وأكثر إصرار على التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بها ، وهم أحرص ما يكون على الإلتزام بمعايير التعامل الديمقراطي ونواميس السلوك الحضاري التي ما انفك سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يشدد عليها وعودهم بها حزبهم العتيد التجمع الدستوري الديمقراطي .   الكاتب العام للجامعة   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 03 جوان 2010)


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بلاغ صحفي


ينظم مركز الوحدوي للدراسات الإستراتيجية وجامعة الأساتذة الجامعيين لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم السبت 05 جوان 2010  ندوة:   “آفاق الوضع الطاقي في تونس”   بداية من الساعة الرابعة مساء بقاعة “سيدي بوسعيد” – بنزل ابن خلدون تونس العاصمة. وذلك حسب البرنامج التالي:

 

 

الساعة 16

الافتتاح الرسمي للندوة من قبل الأخ احمد الاينوبلي الأمين العام للحزب

الساعة 16.15

رئاسة الندوة وتسيير أشغالها الأخ محمد مسيليني

الساعة 16.30

المداخلة الأولى:

الأستاذ كمال الساكري: الإطار العام لدراسة “مقاربات حول الطاقة في تونس”

الساعة 16.50

المداخلة الثانية:

الدكتور العربي مقايدي: الطاقة المتجددة وآفاقها

الساعة 17.10

المداخلة الثالثة:

الدكتور نبيل الحامدي: الطاقة النووية وتداعياتها

 

الساعة 17.30

استراحة

الساعة 17.45

النقاش

الساعة 19

اختتام

 

 

عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام


جريدة “الموقف” متوفرة في باريس


 

تعلم جريدة الموقف قراءها الكرام بباريس أن العدد 549 الصادر بتاريخ  يوم

الجمعة 4 جوان متوفر لدى أكشاك الجرائد عند مداخل محطات المترو التالية La ChapelleBarbesBellevilleCouronneMénilmontant


إلى المقاوم الكبير علي بن سالم في عيد ميلاده الثمانين يا فارس الجهاد الطويل قد أرهقت الشباب من بعدك.. ألا أخذت بأيدينا وكشفت لنا بعضا من سرك!


نور الدين العويديدي   يحتفل ناشطو حقوق الإنسان ومحبو المقاوم التونسي البنزرتي الأصيل علي بن سالم غدا السبت بعيد ميلاده الثمانين.. ومن منفاي الاضطراري، في عيد ميلادك، أطال الله عمرك، أيها الجبل الشامخ، أهديك هذه الكلمات، عساها تكفر شيئا عن تقصيري وتقصير جيلي وسائر أبناء وطني في حقك أيها العلم الأشم.   في الثمانين أنت ولم تسأم بعد أيها الرجل.. جاوزتها ولم تضعف ولم تتعب ولم تسأم.. أفحمت شاعريتك، يا فارس الثمانين، ونضالك الذي لا يكل ولا يتعب ولا يكف عن الحلم الجميل، شاعر العرب زهير بن أبي سلمى القائل: سئمتُ تكـاليفَ الحياةِ ومن يعِشْ… ثمـانينَ حولاً لا أبا لَكَ يَسْأَمِ لكنك عشت السبعين ولم تسأم تكاليف الحياة.. جاوزتها إلى الثمانين ولم تسأم دفع ضريبة النضال وتكاليفه، من أجل غد أجمل وأفضل لأهلك وشعبك وأمتك. ضعف جسدك، واشتعل رأسك شيبا، ورق العظم منك ووهن، حتى بات لا يقوى على التجاوب مع ما في قلبك من تمرد على الظلم، وثورة على الباطل، وطموح يعلو شامخات الجبال.. وسعي للتغيير إلى الأفضل والأجمل، لا يهدأ ولا يضعف ولا يعرف الذبول على مر السنين والعقود. كسرت قيدك شابا، يا فارس الثمانين، فعشت حرا أبيا كنسر أبي القاسم الشابي فوق القمم الشماء، تنظر لصغائر الحياة بما يليق بها من احتقار.. وتنظر للذرى الشامخات وتقول: هي لي وأنا لها. غالبت ضعفك ونوازع روحك للإخلاد إلى الأرض، فعشت شريف النفس لا تنام على ضيم، ولا ترى منكرا أمامك وزورا دون أن تشهد أنك ضده، وأنك عليه، لا معه، ولا له، ولا في صفه. أمام عينيك، في عمرك المديد، مد الله فيه أكثر، تشكلت في تونسنا الحبيبة قوى كثيرة للحلم الجميل بمستقبل أفضل وأنقى وأجمل.. رأيتها كطفلة تحبو.. شابة تواجه الطغيان، مفعمة بالحياة.. رأيتها تصارع الاستبداد.. رأيته يصرعها.. يأكل لحمها، ويشرب من دمها، ويحطم عظامها عظما فعظما فعظما.. لكنك لم تخف.. لم تعرف الانهيار.. لم تتعب ولم ترتجف ولم تيأس ولم تسأم.. وقد جاوزت، أيها الشاب على الدوام، من عمرك الثمانين. عرفك النضال ضد المستعمر فارسا شابا مغوارا.. وعرفك ويعرفك النضال ضد خلفاء المستعمر فارسا شيخا، لا يشق له غبار.. لا يتعب ولا يكل ولا يمل ولا يسأم ولا ييأس. كنت ترمي المستعمر بالرصاص، وتزرع القنابل في طريقه.. وها أنت اليوم ترمي الاستبداد بكلمات أشد من الرصاص والسهام، وتزرع في طريقه الحقائق، وتكشفه عاريا مفضوحا، وهذا أشد عليه من وقع القنابل والرصاص. عشت حرا كنسمة حرة لا تعترف بالقيود.. قاومت الغاصب الأجنبي.. رأيت جنوده المدججين بأعتا السلاح يقتلون المجاهدين، واحدا وواحدا وواحدا.. رأيت الموت يحوم حولك، يوشك أن يعظك بنابه.. يختطف من حولك الرجال الباسمين بفرح طفولي للشهادة.. المحتفلين بالجنة كما يحتفلون ليوم الزفاف.. لكنك لم تخف من الموت ولم تنكسر.. كنت تعرف فارق ميزان القوى لصالح الغاصب المحتل، لكنك لم تضعف ولم ترتجف منه فرقا ورعبا.. قاومته مع الشهداء، سادة الرجال، حتى غلبتموه وأجبرتموه، بأسلحتكم البسيطة، على الرحيل.. وها أنت اليوم تقاوم خلفاء المستعمر، لا يحبطك فارق ميزان القوى المختل لصالح الطغيان والجبروت. لعلك عشت حلم الاستقلال بأفراح ووهم كبير.. كنت في شرخ الشباب الجميل.. راودتك الأحلام الكاذبات فصدقتها، كما يصدقها سائر الشباب.. ظننت واهما كما ظن الآخرون، وهم كثر، أن عصر الحرية قد رفرفت أعلامه، وجاء زمانه، وأقبلت خيله ورجاله.. وظننت أن عصر الكرامة يتشكل على يديك ويدي جيلك.. ثم جاءتكم الخيبات موج يتبعه موجا حتى أغرقتنا ولم تغرقكم. اعتقلك المحتل الغاصب بعد موقعة بنزرت الشهيرة ثم أطلق سراحك مرغما.. لكن سجن الزعيم الوطني كان عليك قاسيا وشديدا.. أحد عشر عاما من السجن ثقيلة بثوانيها ودقائقها وساعاتها وأيامها قضيتها في المعتقل الوطني.. سبعة منها عجاف غلاظ شداد، تأكل الروح قبل الجسد، قضيتها مكبل اليدين إلى جدار. لكنك لم تضعف قبلها ولا بعدها.. وما عرفت الهوان. بح لي بسرك أيها الطود الثمانيني الشامخ.. قل لي إنك ظننت يوما، كما يظن الشباب الغر، وهو يملأ صدره بعبق الحياة، أن الكرامة والحرية قادمان مع الاستقلال، حتما وقدرا محتما مقدورا، وأنك توهمت أن الأيام السود بلياليها الكالحات قد ولت دون رجعة.. وأنك توهمت الحرية موج كالجبال قادم لا يرد.. وما أيسر ما ينخدع الرجال في شبابهم، أيها الرجل الثمانيني الرائع العظيم.. ثم يكتشفون أن الخيبة كانت أسرع لهم من نسمة الحرية. بح لي بسرك.. قل لي إنك قاتلت من أجل الاستقلال، وأنك ظننت، واهما، أنك وبلادك قد نلتماه.. قل لي إنك فوجئت حين اكتشفت أن الغازي لم يرحل إلا ليترك وراءه من يخلفه.. ترك خلفه “مستعمرا” وطنيا، له أنياب يعظ بها كما كان المستعمر يعظ بأنيابه.. لم يتوقف العظ، ولا تغير المعظوظ، لكن العاظ وحده تغير، في زمن المُلك العَظُوظ. قل لي إن “المستعمر” الوطني ظل وفيا على العهد لا يبدل ولا يغير. قل لي إن سجون المستعمر القديم ظلت مع “المستعمر” الوطني على حالها، فاغرة فاها، تستقبل أفواج الشباب، تحطمهم، وتكسر فيهم الأرواح، وتقتل فيهم العزة والكبرياء والشموخ.. قل لي إنك دخلت سجون المحتل، ودخلتها وهي سجون وطنية، لا غبار على وطنيتها، ووجدتها في لباسها الوطني أشد هولا وظلما وأشد قسوة وتنكيلا. قل لي إنك ما ظننت يوما وأنت تمسك البندقية جهادا ضد المستعمر الأجنبي، أن سجانا تونسيا سيسجنك وينكل بك، ثم يسجن الصادق شورو وينكل به لمدة 17 عاما كاملة ثم يضيف إليه بكرم وسخاء بالغين عامين إضافيين من السجن، لأنه عبر عن وجهة نظر، وتحدث لتلفزيون في بلاد الحداثة والاستقلال. أنا ابنك الجاهل الغر أيها الرجل العظيم.. ورغم اشتعال رأسي شيبا، كان يمكن أن أكون لك حفيدا.. خذ بيدي وعلمني.. بح لي بشيء من سرك الرائع الجميل.. لن أفضح سرك أيها الرجل الذي فضح عجزنا، وعرى جبننا، وكشف تخاذلنا في المطالبة بأدنى حقوقنا.. أنت رفعت السلاح في وجه المستعمر، وأعطيت عمرك للنضال من أجل الكرامة وحقوق التونسيين.. وسجنت وعذبت ولم تنهزم أو تخاف، ونحن نخاف أن نخرج في مظاهرة للاحتجاج على الظلم والاستبداد. ونخشى أن نرفع قلما لنوقع على عريضة ضد القمع والفساد والمفسدين.. نفكر في طعام أولادنا، ورفاه زوجاتنا، ولا نفكر في حريتنا والقيد الذي كبل أيدينا وعقولنا.. حتى نكاد نستحيل مجرد أفواه تأكل العلف كالأنعام أو أضل سبيلا. قل لي كيف غلبت ضعفك وانتصرت على نفسك؟ بح لي بسر قوتك التي لا تقهر. قل لي كيف لم تخف حين فضحت اغتصاب الشاب أيمن الدريدي من سجاني وطنه؟ قل لي كيف لم ترتجف يديك وأنت توقع على بيان خطير تكشف فيه جريمة اعتداء مدير سجن برج الرومي عماد العجمي على المصحف الشريف في سجن وطني لا غبار على وطنيته، لا في غوانتنامو ولا في الدنمارك.. بل في سجن تونسي مائة في المائة، إدارة وسجانين ومسجونين.. سجن وطني وإن حمل اسم برج الرومي.. فعلوج الروم التي توهمت أنك قد أخرجتها تسللت عائدة إلينا بأساطيلهم تمخر عباب بحارنا، وتغطي طائراتها سماءنا.. تنام في فرشنا، وتملي على حكامنا كيف يأكلون لحمنا ودمنا يشربون. ها أنت اليوم قد بلغت الثمانين.. وفي ثمانين حولا عرفت أناسا كثر، لا تحصى أعدادهم ولا تعد.. عرفت الصالحين والطالحين.. عرفت المجاهدين والشهداء والجواسيس والساقطين.. وليتك تكشف لي سر وقوفك دوما وأبدا في صف المجاهدين والشهداء، لا في صف الأنذال والساقطين. مرت عليك ثمانون حولا.. طويلة ثقيلة.. فيها الأفراح قليلة، وفيها الأحزان لا تحصى عددا.. فكيف حافظت معها على روحك شابة لا تهرم ولا تهزم؟ كيف غلبت أحزانك وأوجاعك وجراحك جميعها وتعاليت عليها، حتى تضمد جراح الآخرين؟ ها أنا أكتب فيك وأكتب وأكتب.. أسألك وأنت صامت كجبال بلادي صامتة في شموخ، وفي جوفها نار الزلازل والبراكين.. اعذرني بجهلي وعجزي أيها الجبل الأشم.. خذ بيدي فما أنا أمامك إلا ذرة في صحراء، وقطرة في لجة من الماء.. علمني كيف أعيش عزيزا، وأموت شامخا عزيزا.. فما أشد بؤس هذه الحياة إن عشناها أذلة وخرجنا منها خانعين. زادك الله في زادك.. وأطال لتونسنا في عمرك.. فببركتك وبركة أمثالك، ومنهم المناضل الشهم الأشم الدكتور منصف بن سالم، يستمر القطر علينا في النزول.. وتستمر بنا الحياة.. حياة يوشك الاستبداد أن يحولها إلى نار وجحيم.. ولولا علي بن سالم وأمثال علي بن سالم لأكلنا الطغيان وبالت علينا الأمم.. عشت لنا ذخرا وملجأ وملاذا يا علي يا ابن سالم.. عشت عاليا على أعدائك.. شامخا فوقهم شموخ الجبال.. سالما من كل عيب ومن كل مكروه.. حماك الله وحفظك.. وأعطانا شيئا مما أعطاك من فضله.. وبلغك التسعين.. وزادك في العمر حتى المائة وأكثر.. لعلك في آخر عمرك ترى بلدك الذي جاهدت لاستقلاله وقد استقل حقا.. لعلك ترى بلدك يعشش فيه الخير.. وتغرس فيه الفضائل والحرية.. وتقتلع منه شجرة الظلم والطغيان.. وتحترم فيه الكرامة الآدمية. عش لنا يا علي يا بن سالم حتى نتعلم منك الكرامة والصبر والتضحية والشهامة.. عش لنا، يا ملح الأرض وحجر الوادي، حتى نجد لأبنائنا فيك رمزا حيا نعلمهم أن يقتدوا به، ويسيروا على دربه حتى النهاية.. عش لنا مزيدا من العمر كما عشت لنا ثمانين حولا.. ترجنا رجا.. وتهزنا هزا.. توعينا بحجم آلامنا.. تكشف ضعفنا، وتحرضنا على الكرامة.. أكرمك الله أيها الكريم.. فأنت وقلة قليلة من أمثالك هم من أدرك معنى إسجاد الله ملائكته لآدم تكريما وتعظيما.. ومثلك، في عيد ميلادك الثمانين، يستحق الكرامة والتكريم.. فاقبل مني بضاعتي المزجاة، وعية لساني وقلمي، وعجزي عن التعبير عما يجيش لك في صدري من محبة واحترام، وقصور كلماتي عن أن تفيك حقك، وتقدرك حق قدرك بين الرجال. رجاء أخير يا سيدي.. ثمانون شمعة ستوقدها يوم السبت (5 جوان 2010) في عيد ميلادك الثمانين.. أرجوك لا تطفئها يا سيدي.. دعها لنا صدقة منك علينا، لعلها تنير لنا دربنا.. درب العميان في هذا الزمن البائس الأعمى المخيف.. زمن القهر والقمع والاستبداد.. لعلنا نبصر بنورها أين نضع أرجلنا ونحن نقتفي أثرك.. أثر الرجال المحترمين. (انتهى) ============== تعريف موجز بعلي بن سالم بقلم فوزي الصدقاوي (علي بن سالم: من مواليد 5 جوان 1930، أصيل مدينة بنزرت، شارك ضمن نخبة من الوطنيين في معركة التحرير سنة 1952 فقام بعمليات تخريب (les sabotages) بقنابل محلية الصنع لعدد من مصالح الاستعمار الفرنسي في بنزرت، وحين كُـشف أمره وأمر رفاقه لاذ بالفرار مع صديقه المناضل محمد الصالح البراطلي، وانتهى به الأمر إلى اللجوء إلى ليبيا حيث تلقى تدريباً عسكرياً ضمن مجموع اللاجئين التونسيين الذين كان الزعيم علي الزليطني يشرف عليهم. التحق بعد ذلك بالمقاومة في الجبال التونسية، كان ضد الاتفاقات التي جاءت بها المفاوضات حول الاستقلال الداخلي، ورغم أنه لم يكن يوماً يوسفياً كما يؤكد دوماً، إلا أن الحملة التي شنها بورقيبة بلجان رعايته على اليوسفيين قد شملته، فتم اختطافه والاحتفاظ به في أحد مراكز لجان الرعاية في حمام الأنف، لكنه فرّ من مكان اختطافه، وظل مختف عن الأنظار إلى أن تدخل لفائدته جلولي فارس ومنحه حماية خاصة. قاد مجموعة من المتطوعين في معركة بنزرت في جويلية 1961، توفي عدد كبير من رفاقه، قبل أن يقع في الأسر إثر إصابته بشظايا في أسفل الظهر والرقبة، تم إطلاق سراحه في إطار تبادل للأسرى بين الجيش الفرنسي والحكومة التونسية. وفي سنة 1962 شارك في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد نظام الحكم البورقيبي وحوكم مع رفاقه فـقضى منها بين كراكة غار الملح وبرج الرومي إحدى عشر سنة سجناً، قضّى منها هو ورفاقه سبعة سنوات في الظلام تحت عمق 100 قدم، مكبلين إلى الحائط بالأصفاد، أطلق سراحه في سنة 1973. شارك في تأسيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سنة 1981، وهو أيضاً عضو مؤسس للمجلس الوطني للحريات، وعضو مؤسس ونائب رئيس للجمعية التونسية لمناهضة التعذيب، وودادية قدماء المقاومين. رفع قضية ضد من يثبت البحث تورطه بعد محاولة اغتياله من قبل رجال الأمن سنة 2002.. لا يزال عَلَماً وسَيَظل.)


“الصّحافي الجيّد …هو الصّحافي الميّت”


بقلم الفاهم بوكدّوس لم يعُد مجال خلاف مدى اعتماد نظام الحكم في تونس على السياسات الأمنيّة الصّارمة والمتشدّدة.ولا تنعدم في أيّ مجال من مجالات الحياة العامّة أو الخاصّة أمثلة صارخة عن تدخّل بوليسي في حياة المواطنين مهما اقتربوا أو ابتعدوا عن الاهتمام بالقضايا الوطنيّة أو الدّوليّة.غير أنّ إمّحاء الحدود الفاصلة بين العامّ والخصوصي في هذه السّياسة أصبح أكثر من أيّ وقت مضى ينزل بها إلى الحضيض. لم تمض أكثر من ساعتين على دخولي قسم الإنعاش بأحد مصحّات مدينة قفصة يوم 26 أفريل الماضي للتّداوي من أزمة ربو وتعفّن في الرّئتين حتّى كان رئيس منطقة الشّرطة “يزفّ” هذا الخبر إلى أحد محاميّ.وبعد حوالي أربع ساعات كانت سيّارة شرطة تقف جانب أحد النّشطاء الحقوقيين بمعتمديّة المظيلة المجاورة، أين أعلم بالأمر نفسه:لقد أصبح الأمر سرّ دولة يتداوله أعوانها ولا أعرف تماما مستقرُّهُ. في اليوم الموالي والذي تزامن مع إحدى جلسات محاكمتي على خلفيّة تغطيتي الصحفيّة للحراك الأهلي بمدن الحوض المنجمي، وقد تحسّن وضعي الصحّي نسبيّا، تقدّمت منّي إحدى الممرضات سائلة إن كنت أشتغل بالأمن، ولمّا إستفسرتها عن مغزى السّؤال أكّدت لي أنّ البوليس متواجد في كلّ مكان.وقد علمت فيما بعد أنّهم اتصلوا بإدارته على أساس أنّهم سيعتقلونني من هناك في صورة إدانتي في “استباق” لحكم لا يمكن أن يصدر في تلك الظروف، وفي استهتار بحقّي في العلاج.ربّما مُعوّلين على زنازينهم العطنة لتُخمد آخر أنفاسي. حين كنتُ أغادر ذلك المكان كانت إحدى سيّاراتهم لا تزال رابضة أمامه أين كان مستقلّوها يتخفّون بزجاجها المدخّن غير أنّ ذلك لم يمنعهم لاحقا من المجاهرة بممارسة هرسلة على إدارة المصحّة لأنّها متّعتني بتسهيلات في دفع معاليم العلاج لأنّه في عرفهم أجدى أن أنتهي مع أزمة تنفّس محروما من أيّ خدمات صحيّة. ولأنّ ما حدث لم يكن طارئا ولا شاذا فقد تواصل معي لاحقا.حين أدخلت صباح السّبت 15 ماي الماضي قسم أمراض الصدر والحساسيّة بمستشفى فرحات حشّاد بسوسة لم يدر بخلدي لحظة أنّني سأكون بعيدا عن أعينهم حتّى أنّ أحد الممرضين أعلمني مساء الاثنين الموالي أن منطقة الشرطة بقفصة كانت على الخطّ وسألت عنّي.وفي ظهر اليوم التّالي، والوقت غير مخصّص للزيارات، لمحتُ في الرواق الذي يقع تحت ناظري حركة غير عاديّة لشخصين غريبين سرعان ما اقتحما الغرفة الصّغيرة وسألا بوقاحة عمّن يكون الفاهم بوكدّوس.ولمّا سألتهما عن هويّتهما أجابا:”أمن”.ثمّ تكلّم أحدهما:”المهمّ كيف هو وضعك الصحّي؟”وليغادرا على الفور ربّما تأسّفا على أنّني مازلت حيّا. ومع كلّ ما تبقّى من أيّام العلاج كنت ألمح التغيّر في عيون الممرضين والأطبّاء ممّا يعني أنّ الجهاز الأمني كان في قلب الموضوع الشيء الذي كان يُسرّب لي كثيرا من الإستياء الذي خفّفت منه الزيارات اليوميّة للنشطاء السياسيين والحقوقيين والنقابيين والطلبة. وحين كنتُ أهمّ بالمغادرة صباح الاثنين 24 ماي الماضي كان يتكّرر على مسمعي سؤال وحيد عشرات المرّات:”ماهي حاجتك للتقرير الطبّي الذي طلبت؟”حتّى أنّ الطبيب الذي بادرني بالهمس أنّني مُراقب تناقش طويلا مع زميلته عمّن سيُمضي التّقرير الذي لم أتفاجأ بأن يكون معوّما ومُختزلا. كلّما كان يحصل ذلك الصّباح كان يُدلّل على أنّني أصبحتُ عبء ثقيلا وأنّه يجدر بي أن أغادر في أسرع وقت:فالطبيبة المكلّفة بقياس مستوى تنفّسي اشتكت من أنّه ليس بالقدر المطلوب ثمّ خرجت لتتشاور في الأمر مع طبيبي المباشر وحين رجعت لم تعلّق على الموضوع وكأنّ شيئا لم يكن.والتّحاليل التي كانت ستُجرى لفحص عشرات البقع التي ظهرت في أنحاء من جسدي لم تتمّ.مع العلم أنّها ترجع إلى فترة إقامتي في السّجن المدني 09 أفريل بالعاصمة أواخر التّسعينات وكان طبيب الحبس قد أرجعها إلى إنهاك بالحقن المُعالجة لنوبات الرّبو.لقد كان من أثر الضّغوطات الأمنيّة أيضا أنّ طبيبي سلّمني وصفتي أدوية متشابهتين لعلاج واحد. حين بدأت التنقّل بين عدّة أقسام من المستشفى لإنهاء معاملات خروجي هالني حجم التّواجد الأمني، حيث أنّ أعوان البوليس السّياسي كانوا ينتشرون في كلّ مكان بل ويتقصّدون كشف أنفسهم في حين أنّ الأمر لم يكن ليتطلّب مثل ذلك الاستعراض خاصّة وأنهم من الوجوه المألوفة أمام مقري فرع منظمة العفو الدوليّة وجامعة الديمقراطي التقدّمي. تواصلت المطاردة بعد الخروج من المستشفى واشتركت فيها سيارتين لا تحملان علامات خاصّة وكان راكبوها يرتكبون شتى المخالفات المروريّة لملاصقة السيارة التي كنت أقلّها.وحين قصدت مع بعض الأصدقاء مقهى وسط المدينة بدأت مرحلة جديدة من المراقبة مع تغيير في الأعوان والسّلوكات حتّى أنّ أحدهم سأل أحد مرافقيّ إن كنتُ سأغادر سوسة أم سأبيت.وكنت قد خيّرت الحلّ الثاني مخافة تعريض مضيّفيّ المفترضين لمضايقات هم في غنى عنها. حين قصدت محطّة سيّارات الأجرة تواصل نسق المتابعة الأمنيّة ورغم أنّني انتظرت أكثر من ساعة ليكتمل عدد الركاب فإنّ مطارديّ لم يتركوني.وعند وصولي قفصة بعد أكثر من ثلاث ساعات كانت سيّارة بوليس في انتظاري لم يتركني أفرادها إلّا حين طرقت باب بيتي. طوال الطّريق كان الموضوع الرّئيس للركّاب حادثة اعتراض سيّارة السّجون التي تقلّ سجناء إلى سجن الهوارب وتهريب أحد المحكومين في قضايا حقّ عام مُرجعين الأمر إلى غياب المرافقة الأمنيّة الضروريّة.حينها فقط عرفت كم أنّني “محظوظ” بذلك الأسطول الأمني الذي كان يُحيط بي في كلّ مكان قصدتُ.


هل تحرز الحكومة التونسية على منزلة”الشريك المتميز”بتجريم معارضيها؟


محمد الهادي حمدة أقر مجلس الوزراء خلال الأيام القليلة الماضية إضافة مادة جديدة للفصل 61 مكرر من المجلة الجنائية يتم بمقتضاه تجريم التونسي الذي يقوم “باتصالات خارجية من شأنها الإضرار بالمصالح الاقتصادية التونسية” و ذلك على خلفية خيبة الأمل التي منيت بها المساعي الحكومية للحصول على منزلة “الشريك المتميز” مع الاتحاد الأوروبي رغم أن تونس هي البلد الأول ضمن دول الجوار الأوروبي الذي أبرم اتفاق الشراكة مع الاتحاد أواسط التسعينات من القرن الماضي. تبدو منزلة “الشريك المتميز” مع الاتحاد الأوروبي في ضوء تفاقم المصاعب المالية و الاقتصادية و الاجتماعية محليا سواء ما تعلق منها بإدراك استراتيجية الاعتماد على الطلب الخارجي حدودها أو تأكد التأثيرات الاقتصادية و الاجتماعية السلبية للأزمة العالمية تبدو و كأنها قارب النجاة فيما يتعلق برسم مخارج مطمئنة باعتبار ما تدره تلك المنزلة من مزايا و امتيازات و مساعدات و منح و خبرات و قروض.لم تكلف الدوائر الحكومية نفسها عناء البحث عن أسباب حصول المغرب الشقيق على منزلة “الشريك المتميز” في أكتوبر سنة 2008 رغم أنه لم يكن البلد الأول ضمن الجوار الأوروبي الذي أبرم إتفاقا للشراكة مع الاتحاد الأوروبي بل ما يهم الآلة الدعائية الحكومية هو تجريم معارضيها و تحميلهم مسؤولية حالة الانغلاق و الجمود السياسي التي تعيشها البلاد. أربع أسئلة يطرحها التنقيح الأخير نجملها كالتالي: ـ هل للحكومة التونسية ضمانات خطية أو سياسية بالحصول على منزلة “الشريك المتميز” إن هي عاقبت كل مواطن تونسي “ثبت إجراؤه لاتصالات خارجية من شأنها الإضرار بالمصالح الاقتصادية التونسية”؟ ـ ألا تستطيع الحكومة بما لها من قدرات و إمكانيات منع هؤلاء التونسيين المحتملين من إجراء تلك الاتصالات الخارجية؟ ـ كيف نفسر نجاح قلة قليلة من التونسيين في الـتأثير على موقف الاتحاد الأوروبي و إقناعه بعدم الموافقة على تمكين الحكومة التونسية من منزلة “الشريك المتميز” في مقابل ما تملكه من قدرات ديبلوماسية؟ ـ لماذا لا تقر الحكومة بحق معارضتها في القول بوصول استراتيجية الاعتماد على الطلب الخارجي إلى طريق مسدود فضلا عن الطعن السياسي في المسار اللاتوافقي لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؟ لقد باءت جهود الحكومة التونسية بالفشل الذريع في إقناع الاتحاد الأوروبي بتمكينها من منزلة “الشريك المتميز” ليس لأن هناك تونسيين اعترضوا على القرار الأوروبي و إنما لأن الحكم لم يتقدم قيد أنملة في مجال الإصلاح السياسي و احترام الحريات و حقوق الإنسان و لعل آخر محطة منع الحق في التظاهر للشباب التونسي الذي انتفض ضد الحجب على شبكة الانترنت.فهل أن المعارضة التي طالما وسمها الخطاب الرسمي بالضعف و الافتقار للبرامج و الهروب من الاستحقاقات الانتخابية أصبحت اليوم قادرة على تغيير مواقف الاتحاد الأوروبي؟ يقف عاملان في تقديرنا وراء رفض الاتحاد الأوروبي غير المعلن للمطلب الحكومي أولهما تغير عناصر قراءة الاتحاد لتطور أوضاع بلادنا بالقياس لملامح الظرفية التي أبرم فيها اتفاق الشراكة أواسط تسعينات القرن الماضي حيث انتهى المسار اللاتوافقي للشراكة لعدم تحقق هدفي التشغيل و التحسين الفعلي لنوعية حياة التونسيين في الشق الاجتماعي وهي مسائل لا تؤخذ في الاعتبار الأوروبي من أجل سواد العيون التونسية و إنما تتصل رأسا بالتوقعات الأوروبية المتوسطة و الطويلة المدى لترسخ عوامل الاستقرار السياسي و السلم الاجتماعي من عدمها(تنامي منسوب الاحتقان الاجتماعي و تواتر أشكال التعبير عنه) في علاقة بالمصالح الأوروبية الاقتصادية و الاستراتيجية ضمن سياق الأزمة الاقتصادية العالمية التي لا تزال تخيم بظلالها على العالم بشكل عام و دول الاتحاد و حلقاته الضعيفة تحديدا(اليونان/إسبانيا/البرتغال/إيطاليا…) الأمر الذي دفع العديد من دوائر منظومة الاتحاد للتريث في مضمار سياسة الجوار. و ثانيهما و بالنظر لتفاقم تدهور حالة الحقوق و الحريات ببلادنا تبدو مرحلة تبادل التنصل من أحكام الفصل الثاني من اتفاق الشراكة بين الطرفين الذي ينص على ضرورة احترام الحكومة التونسية للحريات و الديمقراطية و حقوق الإنسان قد وصلت لنهايتها منذ أن عرضت الحالة السياسية التونسية على البرلمان الأوروبي و تحولت باعتبار فرادتها في الانغلاق و الجمود إلى محور من محاور الصراع السياسي بين مكونات الساحة الأوروبية عموما و الفرنسية تحديدا،فضلا عما تعرفه الأوضاع السياسية التونسية من غموض و إبهام في أعقاب الانتخابات الرئاسية و التشريعية أكتوبر 2009 و ما حف بها من ملابسات و في ضوء بداية الولاية الرئاسية الأخيرة للرئيس الحالي و ما تطرحه من تحديات تتعلق بالمعالجات السياسية المرتقبة لمسألة انتقال السلطة. من جانب آخر يعتبر الرفض الأوروبي غير المعلن للمطلب الحكومي مؤشرا على جملة من التغيرات التي لا تجيد الدوائر الحكومية قراءتها إذ تعكس بوادر حقيقية لتحول اتجاهات الرأي العام في الأوساط الدولية و الأوروبية إزاء الحالة التونسية و ذلك على خلفية حيوية و قدرة المجتمع المدني الدولي(منظمة العفو الدولية/هيومن رايتس ووتش/الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان/الشبكة الدولية للدفاع عن حرية التعبير…) في التأثير على تطور السياسات و تتويجا للنضالات التي خاضتها و التضحيات التي تكبدتها الحركة الديمقراطية(أحزابا و شخصيات اعتبارية) و المجتمع المدني التونسي في ظل أوضاع تفتقر للضمانات الدستورية و التشريعية للمشاركة السياسية و مباشرة الحقوق و الحريات.فمن خلال خوض معركة الحق في التنظم الحزبي و الجمعياتي و الإعلام الحر و العفو التشريعي العام و عن طريق تمسك النقابيين و المحامين و الصحفيين و القضاة و الحقوقيين و الطلبة و الشباب المثقف بقيم الحرية و الحق في المشاركة المستقلة في العمل العام تشكلت رؤية مغايرة عن حقيقة الأوضاع السياسية التونسية لدى أوساط الرأي العام الدولي و الأوروبي تحديدا و تأكدت محدودية “النموذج التونسي” الذي سعى الحكم لرسم صورة وردية عنه عبر التسويق الإعلامي. إن حملة الصخب الإعلامي القائمة على التخوين و هتك الأعراض و التي يبدو انتقالها من الصحافة المكتوبة إلى الإعلام المرئي لن تقنع تونسيا واحدا في مجال الربط بين الفشل الحكومي في نيل منزلة “الشريك المتميز” مع الاتحاد الأوروبي و بين تجريم المعارضة و نشطاء حقوق الإنسان التونسيين في الداخل أو في الخارج لأنها تجسيم لسياسة الهروب إلى الأمام و يكمن الحل في الجلوس إلى مائدة الحوار الحقيقي حول سبل معالجة القضايا المطروحة و رفع التحديات القائمة.إن الحيلة في ترك الحيل.


خانها ذراعها قالت مسحورة


عبدالسلام الككلي

 

اعترضني قريب لي يوم السبت الماضي فتجاذبنا أطراف الحديث في شؤون مختلفة وفي معرض حديثنا الذي لم يكن له ضابط سألني مندهشا عن برنامج تلفزي شاهده على قناة تونس سبعة قيل ذلك بليلة قال” أنت رجل يهتم بالسياسة على حد علمي ولذلك أريدك أن تشرح لي السبب الذي جعل القناة تجمع عددا من الوجوه السياسية التي لا اعرف اغلبها لتتحدث في حماس مشهود عن تونس وعن الوطنية . بدا لي الموضوع الذي يخوض فيه المدعوون غير مفهوم والمتّهمين الذين اجمع الحاضرون على خيانتهم للوطن غير معيّنين لا بالاسم ولا بالصفة…في المحصلة لم افهم شيئا كثيرا مما قيل …فهل وقع القاء القبض على عصابة من الجواسيس تعمل لحساب دولة أجنبية ويسن الآن لهؤلاء قانون لمعاقبتهم عقابا قد يصل إلى الإعدام نظرا لخطورة التهم التي وجهها االضيوف اليهم؟” ابتسمت وانا استمع إلى قريبي وقلت له ” هل تعلم انك الثالث أو الرابع الذي يسألني اليوم عن هذا البرنامج وعن خلفياته ؟ فأردف ” هذا يريحني فلست إذن جاهلا أو غبيا لا يفهم حديثا يقال أمامه” فأجبته ” يا صاحبي لا أنت غبي ولا وقع إلقاء القبض على شبكة من الجواسيس ولا هم يحزنون… الأمر مختلف تماما . لقد عجزت حكومتنا عن إقناع أوربا بمنحها مرتبة الشريك الممتاز لأنها تلميذ فاشل في مادة حقوق الإنسان فغضبت لذلك كثيرا فجمعت في هذا البرنامج مجموعة من البهلوانيين ليقنعونا بان” من خانها ذراعها مسحورة.” . فسألني “ولماذا لا يذكر المتهمون بالاسم ليتضح الأمر” قلت” لان الإشهار المجاني ممنوع في قناة تونس سبعة ” فقال “إذن ما الفائدة من برنامج اعتقد أن أكثر التونسيين لم يفهموا مقاصده؟ “قلت له ” حكومتنا لا تطلب من مواطنيها الفهم إذ هي تصنفهم عادة إلى وطنيين بلّه أو أذكياء خونة. وهي تعتقد أن اغلب التونسيين من الصنف الأول. ولذلك إذا أردت أن تكون وطنيا على رأي حكومتنا فكن أبله إما إذا كنت تريد أن تكون ذكيا دون ان تتهم بالخيانة فانتصب للحساب الخاص بعد أن تتعلم فنون السرك على طريقة ضيوف برنامجك الذي صنع لك ولم تفهمه.

 


في الذكرى التاسعة والعشرين للإعلان عن حركة النهضة التونسية.

حركة النهضة بين الأمس واليوم.


((( 3 ))). كيف عالجت حركة النهضة مختلف الحاجات التي قامت لتلبيتها. هناك قاعدة محكمة في المعالجة والإصلاح في كل حقل مادي ومعنوي. تلك هي القاعدة التي يعبر عنها بأن العلاج من جنس الداء ومنه تنبثق قاعدة جزائية أخرى معتمدة إسلاميا وفي النظم الدنيوية العادلة وهي أن الجزاء من جنس العمل. هذه أهم معالم المعالجة النهضوية للحاجات والضرورات والخيارات التي قامت لتلبيتها. 1 ـ الإنتظام ضمن الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل المتوازن وبتقصد الإجتهاد والتجديد. ظهور الفكر الوسطي المعتدل تحت راية حركة إحيائية جامعة في عصرنا الحاضر ( عصر ما بعد سقوط الخلافة العثمانية ملابسات وآثارا ) يرجع فضله إلى آخر مجدد لآخر مائة أي الإمام الشهيد البنا. تلك حقيقة لا يزيدها حبك الرجل وحركته الإحيائية وضاء ولا ينفيها بغضك إياه أوحركته الإحيائية ( لسوء فقه بعضهم أو إتخاذ الحركات أوثانا تعبد يظن بعضهم أن توسع الحركة التجديدية للرجل في إتجاه حركة إحيائية جامعة ليست حركة الإخوان سوى مظهر من مظاهرها .. أن ذلك إهانة للرجل ).. وحركة النهضة سليلة تلك الحركة الإحيائية الجامعة. من مظاهر الوسطية والتجديد في إرث النهضة : أ ـ إعادة الإعتبار لمنزلة المرأة في البيت والمسجد والحياة بمختلف دروبها. تأثرت الحركة في هذا الصدد بالتجربة السودانية وزعيمها الدكتور الترابي. من أكبر المقولات التي دفعت الحركة في هذا الإتجاه شعار ظل الشيخ الغنوشي يلح عليه في كل مناسبة ومفاده أنه لا بد من مواجهة التيار العالماني النسائي بورقيبي الهوى في تونس بقيادات نسائية إسلامية وهو ما تم بالفعل في الحقول التي كنا نسميها يومها حقولا محررة من سلطان بورقيبة من مثل المعاهد الثانوية ومؤسسات التعليم العالي حيث برزت قيادات نسوية حصيفة أرغمت أنوف القيادات العالمانية في الوحل كلما كان التدافع ( الصراع بالتعبير الشيوعي المادي) يدار بالحجة وليس بعصا البوليس التي لجأ إليها رفاق دكتاتورية البروليتاريا في منوبة عام 1982. ب ـ الرؤية الفكرية والمنهاج الأصولي. لئن كانت الرؤية وثيقة ثمرة من ثمرات أول حوار تقويمي جامع ( 1982 ـ 1985 ) مصادق عليها من مؤتمر ديسمبر 1986 .. فإن الرؤية الفكرية بمنهاجها الأصولي كانت النفس العقدي والروحي والمسلكي لأبناء الحركة الذين ظلوا في الجملة ـ سيما مع مرور طفرة السنوات القليلة الأولى ـ منسجمين مع حركة التدين السائد في تونس : عقيدة يغلب عليها الطابع الأشعري الماتريدي تفكيرا لا تجد له أي أثر عند رجل الشارع العام كما يقال وسلوكا يغلب عليه الطابع السلفي بنكهة مالكية نقلها إلى الديار الإمامان سحنون وأسد إبن الفرات في بلد يكاد لا يوجد له نظير في الإنسجام العقدي والتناغم المسلكي.لم يكن الأمر العقدي بارزا بشعيراته الكلامية الدقيقة جدا في حركة قامت من أول يوم بتواطئ عجيب وتواضع أعجب على المساهمة في حركة إستئناف الحياة الإسلامية الأصيلة بسلفية نقية طاهرة تركتها الخلافة الراشدة منهاجا للأجيال وبتجديد معاصر سيما من رواد الصحوة السلفية العصامية ( رضا ومن بعده) ومطعمة بأكثر من عنصر من عناصر الحداثة الإسلامية التي لا تخرج عن دائرة السلفية التجديدية من مثل المفكر الجزائري مالك بن نبي والمودودي وغيرهما. لم يكن الأمر العقدي بارزا جدلا كلاميا محبطا يصنع الفراغ بسبب ذلك الهم الإصلاحي الذي أججته أدبيات البنا وسيد قطب وبذلك ساهم في تأسيس الحركة من أول يوم شيوخ من رموز الأباضية الذين دفعوا بأبنائهم دون تردد إلى أجيال التأسيس الأولى فكانوا خير المربين الذين تطهرت بهم جزيرة جربة من كثير من تفث السياحة العارية وأوضارها الخبيثة. ج ـ الصفة الإسلامية للحركة. ذاك عنوان إحدى أهم الوثائق التاريخية التي أنتجتها الحركة إستجابة للدخان العالماني الذي يثير يومها لغطا حول الجمع بين الصفتين الإسلامية ( الدينية بتعبيرهم الكنسي المستورد) والسياسية. وثيقة مهمة جدا لا يتسع لها هذا المجال غير أن أبرز ما فيها بهذا الصدد يستند إلى أن الصفة الإسلامية للحركة تجمع بين المقومات التالية : الأصالة الفكرية عقيدة ومنهاجا في التحليل تكفل بها المصدران الأوحدان اللذان ينطقان بإسم الإسلام أي الكتاب العزيز وسنة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام و المعاصرة أو التجديد الذي يقوم على الإستئناس بالتجربة الإسلامية الطويلة في مختلف تعبيراتها الكلامية والأصولية والفقهية والفنية والسياسية من الخلافة الراشدة حتى يومنا هذا دون تقديس يحيل الإنسان إلى عبد للسلف ولا تدنيس يحيله إلى لكع لقيط لا نسب له ولا ذاكرة .. يقوم التجديد على ذاك من جانب ومن جانب آخر على النظر الواقعي التحليلي لمختلف المكونات الحاضرة لكسوب الآخرين بعين نقدية لا تبخس الناس أشياءهم النافعة وهي كثيرة ولا تنحبس في إنبهارية إستلابية. كما تقوم الصفة الإسلامية للحركة على صفة الجماع ( يعبر عنه دوما بالشمول) وهو جماع عقدي نظري لا ينزل منه فوق الأرض إلا بما تحتمله الأرض ضمن نسق فكري متوازن معتدل على أن الصفة الإسلامية للحركة ـ كما بين ذلك بيانها التأسيسي الأول ـ لا تعدو أن تكون إجتهادا يرنو إلى الإقتراب أكثر ما يمكن من المثال الإسلامي في السنة النبوية. إجتهاد لا يلغي كسوب الآخرين ولا يسبغ العصمة على نفسه مؤمنا بأن الفكر الإسلامي إنما حياته في الجمع بين الأصالة العقدية من جانب وضمان قيم التنوع والتعدد والإختلاف تحت سقف تلك الأصالة من جانب آخر. ومعلوم أن الحركة لم تختر يوما إسمها ( حركة الإتجاه الإسلامي ) ولكنه إسم إختير لها من تفاعلات الإعلام الذي كان في تلك الفترة ( ثمانينيات القرن) يشهد هامشا من الحرية المقيدة. الصفة الإسلامية للحركة نقيض الصفة التيوقراطية التي يستخدمها أعداء المشروع الإسلامي لتشويه الإسلام ودعوته وصحوته ورموزه. المهندس الجبالي يصور هوية الحركة بريشة فنان مبدع. كان ذلك في ملف فكري سياسي خصصته مجلة حقائق عام 1983 لرسم بطاقة هوية لمكونات الساحة التونسية يومئذ. حضر ممثلو تلك المكونات من شيوعيين وإشتراكيين وقوميين وغيرهم ولم يتمكن المهندس حمادي الجبالي من الحضور المباشر فبعث بورقة كتابية إلى الندوة التي نشرتها كاملة وذلك بسبب تهجيره وإختفائه في إثر حكم غيابي بالسجن( كان المهندس الجبالي يومها الأمين العام للحركة أي نائبا لرئيسها السجين). رسم المهندس الجبالي للحركة بطاقة هوية جامعة مانعة أثبت فيها ما سجله في بداية الورقة من أن هوية الحركة واضحة غير غامضة حتى لو كانت منقوصة. صور الجبالي الحركة التي يرأسها أنها حركة إسلامية وسطية سياسية ديمقراطية جامعة محللا مكونات الهوية واحدة في إثر واحدة بأسلوب جميل بديع ظل محور سجالات إعلامية ساخنة لشهور متوالية. وحتى لقاء قابل. الهادي بريك ـ ألمانيا


لن نعود


كنّا ولازلنا نغنّي الكفوف في الكفوف والثبات في الصّفوف إن فُكّت الكفوف فأنت من فككتها أو شُقّت الصّفوف فأنت من شققتها فبؤ فبؤ بإثمها ودع أخاك ها هنا فهو لها ومثلِها (بكسر لام مثلها)   عُدْ يا !!!!!!! فغزلنا قويّ لم يزل وصفّنا المرصوص لن يُفل ونجمنا السّاطع لن يَفل ومعصم الأحرار لن يُغل وصوت عمر الفاروق في أعماقنا يا سارية الجبل … يا سارية الجبل ُيرشّد مسيرنا يملأنا أمل   عد يا !!!!!! واحك لنا عن مكتب التّحقيق أريكة وقهوة وضابط أنيق يسألك بحكمة، سؤاله دقيق عن حُلمنا عن خطّة الطّريق عن صفّنا عن النّسور والحمائم وعهدنا الوثيق من فكّه؟ من يوشك؟ من يمكن استدراجه كمخبر صديق؟ احك لنا عن رحمة الرّفيق عن دولة القانون عن الزّيتونة والجامع العتيق أحك لنا ما قصّة التّعذيب و التّضييق ما قصّة التّجويع و المتابع اللّصيق إخواننا هناك يكذبون! فاحك لنا لعلّنا من غفلة نفيق واحك لنا واحك لنا كلامك نعيق.   عُدْ يا !!!!!!! تساقط من قبلك الكثير تخاذل الكبير والصّغير ولا يزال ركبنا كالمارد يسير ورِكزه مسموع وصوته يدوّي كالرّعود وأزره مشدود تبارك الرّحمان يا صادق الوعود يا من كتبت نصرك لحافظي العهود لم نبرح الخنادق كعصبة الأخدود تتالت الصّعاب والخطوب والكروب ونحن في ثغورنا أسود شعارنا “الثبات في الصّفوف، والصّمود” كالشّمس نبزغ من ليلنا، من جرحنا لنغمر الوجود   عُدْ يا !!!!!!! محراب غربتي مقدّس وواجبي أعمره بالصّبر والصّمود فعد وعد وعد فنحن لن نعود لأنّنا يا سيّدي لم نبرح المكان فنحن في الوطنْ والقلوبِ والضّمائرِ نداءنا سكنْ لما نعود؟ لا حاجة لعودنا فنحن لن نعود فنحن ها هناك من عهود لم نهجر البلادْ لم نعبر الحدود وها هناك خِلفة عن الحمى تذود لما نعود؟ فنحن ثغرنا هنا، رباطنا هنا ولن نعود   العربي القاسمي / نوشاتيل ـ سويسرا 13.05.2010


الجزائر: إعلان «حكومة قبائلية» في باريس «ضجة»


2010-06-04 الجزائر – AFP  وصف الوزير الأول أحمد أويحيى أمس إعلان حركة الاستقلال الذاتي في منطقة القبائل تشكيل «حكومة قبائلية مؤقتة» في باريس الأربعاء بأنه «ضجة»، على ما أفادت أمس الخميس صحيفتان جزائريتان، واكتفى أويحيى بالقول «إنها مجرد ضجة». وأدلى رئيس الحكومة الجزائرية بهذا التصريح المقتضب للصحافيين على هامش افتتاح الدورة الثالثة والأربعين لمعرض الجزائر الدولي في العاصمة الجزائرية أمس الأول الأربعاء، على ما أفادت صحيفتا «الوطن وليبرتيه». وأعلنت حركة الاستقلال الذاتي في منطقة القبائل في باريس أنها شكلت حكومة مؤقتة «حتى لا نتعرض مجددا إلى ظلم واحتقار وهيمنة» الحكومة الجزائرية. وتجاهلت أغلبية الصحف الجزائرية إعلان تشكيل تلك الحكومة، في حين اعتبرت «الوطن» على صفحتها الأولى أن الخطوة «تشوه النقاش حول الجهوية». وتتشكل «الحكومة القبائلية المؤقتة» من رئيس هو فرحات مهني وتسعة وزراء بينهم امرأتان. وتعتبر منطقة القبائل الجبلية شرق العاصمة الجزائرية من معاقل مشاكسة النظام المركزي، ويتحدث سكانها اللغة الأمازيغية التي تختلف كثيرا عن العربية، وقد اعترف بها البرلمان في أبريل 2002 «لغة وطنية» ثم أدرجت في الدستور الجزائري، لكن المدافعين عن الثقافة الأمازيغية ما زالوا يطالبون باعتبارها «لغة رسمية» على غرار العربية. ويمثل الناطقون بالأمازيغية في الجزائر (من سكان منطقة القبائل وكذلك المزاب والأوراس والطوارق) ما بين 25 إلى %30 من سكان الجزائر البالغ عددهم 35 مليون نسمة. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 04 جوان 2010)


وزراء الخارجية العرب يشيدون بقرار الدوحة قطر تتحمل التكاليف «القانونية» و«الإعلامية» لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي


2010-06-04 القاهرة – أحمد علي  قررت دولة قطر تحمُّل كافة تكاليف الإجراءات القانونية والإعلامية التي اتخذ قرارات بشأنها في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد ليلة الأربعاء/الخميس لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية، حيث دعا الوزراء العرب، في ختام اجتماعهم الذي امتد للساعات الأولى من صباح أمس، إلى التنسيق مع كافة المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية للبدء الفعلي والفوري لإظهار كافة جوانب هذه القضية، ببعديها القانوني والإنساني، والتوجه نحو وسائل الإعلام العالمية لكشف هذه الجريمة وإظهار تداعياتها. وأشاد الوزراء العرب بتعهد دولة قطر بتغطية جميع التكاليف الخاصة بالتحرك على المسارين القانوني والإعلامي، وقرروا التوجه لمجلس الأمن بالتنسيق مع تركيا والدول والتجمعات الصديقة، لإصدار القرار اللازم لإدانة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإلزام إسرائيل برفعه فورا، وطلب عقد الدورة المستأنفة العاشرة في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمواجهة هذا الحصار. وكان وزراء الخارجية العرب قد طالبوا بتنسيق التحرك العربي مع تركيا والجهات المعنية الأخرى لرفع دعاوى أمام جهات التقاضي الوطنية والدولية المختصة وعلى رأسها محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وأعلنوا في بيانهم كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة، والالتزام بإيصال المعونات الطبية والأغذية ومواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار وغيرها من الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني في القطاع بشتى الوسائل، وتحميل إسرائيل المسؤولية الدولية المترتبة على التعرض للمعونات الإنسانية والاحتياجات الضرورية لإعادة الإعمار، وعدم فتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع، غير أنهم لم يحددوا آليات رفع الحصار. وأكد الوزراء الالتزام بما جاء في قرارات قمة سرت بوقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل ورفعوا توصية للزعماء العرب بشأن تنفيذ ما ورد في كلمة خادم الحرمين في القمة الاقتصادية في الكويت في يناير 2009 بأن المبادرة العربية لن تبقى على المائدة طويلا. ورحبوا بقرار مجلس حقوق الإنسان الخاص بتشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي عن الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية، والإعراب عن التقدير للدول التي صوتت لصالح القرار، وكذلك الإعراب عن استيائه من مواقف الدول التي صوتت ضد هذا القرار.    (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 04 جوان 2010)


تركيا قد تقلص علاقتها مع إسرائيل


أعلنت تركيا أنها قد تقلص علاقتها مع إسرائيل إلى الحد الأدنى، وأنها تعمل حاليا على تقييم الاتفاقات المبرمة معها، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي الاثنين الماضي على أسطول الحرية, والذي ضم سفينة مساعدات تركية متجهة إلى قطاع غزة. وأدى الهجوم الإسرائيلي -الذي جرى في المياه الدولية- إلى مقتل تسعة أتراك. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرنك لتلفزيون (إن تي في), إن أنقرة ستقلص من علاقتها العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل. ويوجد تعاون عسكري وفي الصناعات العسكرية بين البلدين, وهو ما يمثل القوة الدافعة وراء التحالف التركي الإسرائيلي، الذي بدأ عام 1996 مع توقيع اتفاق تعاون عسكري. وتعد الشركات الإسرائيلية من بين الحاصلين الرئيسيين على المناقصات لتزويد الجيش التركي باحتياجاته. ويوجد مشروع حاليا بين البلدين بقيمة 183 مليون دولار، يشمل تصنيع عشر طائرات بدون طيار وما يتصل بها من معدات المراقبة للجيش التركي. وبعد الهجوم، قال وزير الدفاع التركي وجدي غونول إن الأزمة لن تعرقل إنجاز المشروع. في الوقت نفسه ذكرت تقارير إعلامية تركية اليوم أن مدعيا تركيا بدأ في جمع أدلة قد تقود إلى رفع قضية على مسؤولين إسرائيليين. وكان الرئيس التركي عبد الله غل قال في حديث تلفزيوني الأربعاء, إن العلاقات بين الدولتين “لن تعود إلى سابق عهدها”. وأضاف “إسرائيل ارتكبت واحدا من أكبر الأخطاء في تاريخها”. وشارك عشرات الآلاف أمس في مراسم تشييع الأتراك التسعة، وهتفت الحشود -التي تجمعت في باحة مسجد الفاتح بمدينة إسطنبول التركية- بسقوط إسرائيل ورفعت الأعلام التركية والفلسطينية, كما رددت شعارات الدعم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدانة لإسرائيل.   وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد وجه انتقادات لاذعة إلى الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء الماضي, معتبرا أن “الجريمة” التي ارتكبتها إسرائيل ضد سفن الإغاثة في المياه الدولية “عمل دنيء وغير مقبول”، وأن عليها دفع ثمن ذلك. يشار إلى أن أردوغان دأب على التنديد بإسرائيل جراء ممارساتها ضد الفلسطينيين, خاصة بعد عدوانها على قطاع غزة أواخر عام 2008، وانسحب من منتدى دافوس في يناير/كانون الثاني 2009 بعد مشادة كلامية مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز محورها الحرب على غزة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 جوان  2010)


أوباما: مخاوف إسرائيل مشروعة


وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما حادثة اعتداء إسرائيل على أسطول الحرية بأنها “مأساوية”، رغم تأكيده أن لدى تل أبيب “مخاوف أمنية مشروعة” بشأن قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ودعا أوباما -في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأميركية- إسرائيل لإجراء تحقيق “موضوعي” في الحادثة، التي عبر عن أمله في أن تقود إلى انفراج لتعزيز جهود السلام في المنطقة. وانتقد أوباما ضمنا الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أربع سنوات، وقال إنه “يمنع الناس من الحصول على الفرص الاقتصادية”. وأضاف “أعتقد أن المهم الآن هو أن نخرج من المأزق الحالي، وأن نتخذ من هذه المأساة فرصة للدفع بعملية السلام قدما بين إسرائيل والفلسطينيين”. وهاجمت قوات إسرائيلية أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة الاثنين وقتلت تسعة ناشطين بينهم أميركي عمره 19، وجرحت آخرين، قبل أن تعتقل من كانوا على متن الأسطول، ثم تفرج عنهم وسط إدانات دولية واسعة. وجدد الرئيس الأميركي مساندته لتحقيق موضوعي في الحادث، وقال إنه يتوقع أن توافق إسرائيل عليه “لأنهم يدركون أن هذا لا يمكن أن يكون في مصلحة أمن إسرائيل على الأمد البعيد”. تبرير أميركي وكان جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي قد برر -ضمنا- في تصريحات سابقة الاعتداء الإسرائيلي على القافلة، وقال في مقابلة تلفزيونية الأربعاء إن لإسرائيل الحق الكامل في اعتراض وتفتيش السفن المتجهة إلى قطاع غزة. وأضاف أنه من حق إسرائيل القول بأنها لا تعرف ما تحمله السفن إلى غزة “التي تطلق على إسرائيل الصواريخ”، في إشارة إلى الصواريخ التي تطلقها أحيانا فصائل المقاومة من القطاع باتجاه إسرائيل. وحمل نائب الرئيس الأميركي القائمين على قافلة الحرية مسؤولية عدم الاستماع إلى التعهدات الإسرائيلية بتغيير المسار، والسماح للسلطات الإسرائيلية بنقل حمولة سفن القافلة إلى قطاع غزة. وقلل بايدن من أهمية التقارير التي تشير إلى احتمال تأثر العلاقات الأميركية الإسرائيلية بتداعيات الاعتداء على قافلة الحرية، مؤكدا أن التاريخ الأميركي لم يعرف إدارة أكثر دعما لإسرائيل من إدارة الرئيس أوباما. حكم متسرع وكانت الولايات المتحدة قد صوتت الأربعاء ضد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، معتبرة أن إدانته إسرائيل لمهاجمتها سفن القافلة “حكم متسرع”. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن قرار مجلس حقوق الإنسان جاء متسرعا في إدانة إسرائيل، قبل أن تكون لدى الأخيرة أو أي طرف آخر الفرصة المناسبة لتقويم الحقائق. ودان مجلس حقوق الإنسان العدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية، ودعا لإجراء تحقيق دولي مستقل بموافقة 32 دولة ومعارضة ثلاثة فقط هي الولايات المتحدة وإيطاليا وهولندا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 جوان  2010)


أبعاد الهجوم على أسطول الحرية وتداعياته


1- السياق الحاكم لحادث أسطول الحرية 2- مبررات الموقف الإسرائيلي 3- تداعيات الهجوم على الصراع العربي الإسرائيلي قامت القوات الإسرائيلية فجر يوم 31 مايو/أيار 2010 بعملية عسكرية جوية ومظلية وبحرية بقرار وزير الدفاع سانده رئيس الوزراء وشارك فيه رئيس الأركان وقيادات البحرية والطيران ضد أسطول الحرية المتجه لكسر الحصار عن غزة، وأسفرت العملية عن وقف مسيرة الأسطول وإحباط مهمته واقتياد سفنه وحمولتها والركاب للمساءلة في إسرائيل، فضلاً عن حوالي عشرين شهيداً وضعف العدد من الجرحى. ضم الأسطول متطوعين من أربعين دولة يجمعهم هدف واحد هو إيصال المعونات إلى سكان غزة وإعلان كسر الحصار بعد أن عجز العالم كله عن دفع إسرائيل طوعاً أو كرها إلى رفع الحصار، وإعلان فشل السياسة الإسرائيلية بكاملها ضد سكان غزة. في هذه المقالة نعالج أبعاد هذا الحادث الخطير وتداعياته على أوضاع القضية الفلسطينية وسياق الصراع العربي الإسرائيلي. 1- السياق الحاكم لحادث أسطول الحرية الأصل أن إسرائيل دولة محتلة لغزة حتى دون تواجد عسكري دائم لأن الاحتلال في القانون هو مجرد السيطرة الفعلية على الإقليم، وأن سحب إسرائيل لقواتها ومستوطنيها من غزة صيف 2005 ليس انسحاباً وإن فسر في غزة على أنه تحرير لغزة من الوجود الجاثم عليهم. وكان مخطط إسرائيل واضحاً حتى قبل أن تسيطر سلطة حماس على غزة عام 2007 بعد حصول حماس على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات 2006 ولم يغير في طبيعة غزة المحتلة إعلان إسرائيل أنها إقليم متمرد ومعاد حتى تبرر فرض برنامج إبادة شامل عرف بالحصار، حده الأدنى إسقاط حماس، وحده الأقصى إبادة السكان عوضاً عن ابتلاع البحر لهم كما تمنى بيريز من قبل. وقد أصرت إسرائيل على الحصار الذي تفرد عن سائر الإجراءات المماثلة في العمل الدولي، فهو حصر بحري وجوي وبري وإغلاق لمنافذ الحياة على السكان، وهو إجراء إبادة لا يمكن تبريره في القانون الدولي، كما لا يجوز قياسه على أحكام اتفاقية جنيف الرابعة، التي فرضت على سلطة الاحتلال تبعات بالعمل والتزامات بالامتناع عن العمل، وذلك كله لصالح السكان المدنيين في غزة، ولذلك فإن حصار غزة لا يعرفه القانون الدولي الإنساني، وكسر حصار غزة هو تصحيح لجريمة الحصار، تستند إلى سلسلة طويلة من الأحكام القانونية، أما التصدي لمحاولات كسر الحصار فهي جريمة جديدة أفدح من جريمة الحصار التي تعتبر عملاً مستمراً متعمداً لإبادة شعب في نطاق جغرافي محصور، حرم حتى من حق الفرار من قدره الذي فرضته إسرائيل. فالصراع بين إسرائيل وأسطول الحرية هو صراع بين طرفين، الطرف الدولي الذي يتسلح بالوازع الإنساني لاستنقاذ سكان غزة من مصير تصر عليه إسرائيل منذ ثلاث سنوات، وبين إسرائيل التي تريد أن تكون اللاعب الوحيد الفاعل حتى في تقرير موقف سكان غزة من الحياة والموت. وما دام هدف إسرائيل هو منع الأسطول من الوصول إلى غايته، فإن الأسطول حتى دون أن يصل قد حقق الجزء الأهم في رحلته وهو لفت نظر العالم إلى جريمة تصر إسرائيل على أن تسدل عليها ستار النسيان والإغفال. ويبدو أن إسرائيل قدرت أن نجاح رحلة الأسطول بتسليم المعونات والاختلاط بأهل غزة وهو لهم شريان الحياة بعد أن جففت الشرايين الأخرى من الجانبين المصري والإسرائيلي، سيؤدى إلى نكسة أخرى لإسرائيل ونجاح لأعدائها، وإحباط لمخطط الإبادة ودعم للمقاومة وإكسابها الشرعية، بعد أن نجحت إسرائيل حتى الآن في محاصرتها إعلامياً وسياسياً بمساندة واضحة من وسط عربي أصابه الفزع من إسرائيل وجبروتها. فكان الخيار الآخر هو التصدي بالمنع، ولكن اللافت أن المنع كان بالغ العنف، وكان القتل مخططا هو الآخر، وأن يتم إحداث أكبر قدر من الضرر للجانب التركي لأنه رأس الحربة بعد إخضاع النظم العربية، وهو المتصدر للحملة ورافع علم تركيا بمباركة حكومة أردوغان ودعمها، ولذلك فإن قرار العملية العسكرية في حساباته يستهدف الصدام مع تركيا. وفي تقديرنا أن إسرائيل أرادت بهذه المواجهة الدامية أن تفرض واقعاً ليظل بيدها وحدها زمام السيطرة على غزة، وأن دموية العملية تهدف إلى دفع تركيا إلى أقصى نقطة إلى الحائط حتى تستبين أقصى ما تصل إليه في رد الفعل ومدى استعداد تركيا للتضحية بكل العلاقات مع إسرائيل. بعبارة أخرى أن هدف العملية تدرج من حفظ زمام المبادرة إلى ردع كل من يفكر في المستقبل في تحدى إرادة إسرائيل في إبادة غزة، ثم اختبار رد الفعل التركي. وقد لوحظ في تركيا أن رد الفعل الشعبي كان تلقائياً لأسباب كثيرة أهمها أن وحشية إسرائيل التي استفزت مشاعر الأتراك في محرقة غزة، قد وصلت الآن إلى التجاسر على إراقة دماء أبنائهم، فانقلب الحال من تعاطف مع إخوان في الإنسانية، والدين ضد قهار فتاك ظالم، إلى ثأر ممن أراق دماء أبنائهم. ويلفت النظر في كلمة وزير خارجية تركيا الغاضبة في مجلس الأمن مساء يوم 31/5/2010 أنها ركزت على مساعي نزع الشرعية عن إسرائيل. ولكن الاحتكاك الإسرائيلي بتركيا على خلفية موقف أميركي داعم وموقف أوروبي مساند للموقف الإسرائيلي هو أيضاً رسالة لتركيا وعليها أن تحدد هي إطار حركتها وما تراه جديراً بالحفاظ عليه في علاقتها بإسرائيل على أساس أن إسرائيل هي التحالف الغربي، وأن فصم العلاقات معها هو خروج من هذا التحالف. هكذا قررت إسرائيل عملية عسكرية ودموية عوضاً عن اعتراض سلمي، وعوضاً عن ترك الأسطول يخرج المسألة من نطاق المطالبة برفع الحصار. ولذلك يلفت النظر الفارق بين حرص إسرائيل على أن يعالج حصار غزة في نطاق مطالبة إسرائيل برفع الحصار حتى يظل قرار الحصار وقرار رفعه بمشيئتها، وبين كسر الحصار أي إفراغ الحصار من مضمونه وكشفه وفضحه فيدفع إسرائيل إلى ابتلاع الإهانة. ولذلك فإن التفسير المنطقي الممكن لخيار المواجهة العسكرية الدموية هو حرص إسرائيل على الخيار الإسرائيلي الذي يشمل الحصار وغيره، كما أنه يعبر عن إصرار على تفرد إسرائيل بتقرير كل ما يتعلق بالفلسطينيين دون مزاحمة أو انتزاع من الغير المساند لهم ضد إسرائيل، وهو منهج أصرت عليه إسرائيل في التفاوض وتثق في دعم واشنطن المطلق لها فيه. ولا شك أن إسرائيل قدرت أن للعملية العسكرية تداعياتها، ولكنها قدرت أيضاً أن هذه التداعيات يمكن احتواؤها ولو بعد حين، كما حدث في تقرير غولد ستون الذي حاصرته حصاراً مخيفاً، واعتماداً على إعلام الأكاذيب والتبرير. 2- مبررات الموقف الإسرائيلي ساقت إسرائيل عددا من المبررات لعمليتها الإجرامية ضد أسطول الحرية، كما قدمت عدداً من الاعتراضات على فكرة الأسطول ومهمته قبل العملية، وكان اللافت للنظر هو التكامل بين المنطق القانوني الإسرائيلي والسلوك الدموي الإسرائيلي، المخطط والمبرمج واعتبرت إصرار القافلة عدواناً عليها من جانب “منظمات إرهابية” يتعين صدها لكن إسرائيل اختارت العمل العسكري إمعاناً في إغلاق أي محاولة لمجرد الحديث عن حصار غزة. ولذلك أكدت إسرائيل أن الحصار مشروع لأنها تحاصر شعباً إرهابياً يستهدف سكانها وأن حرصها على أمن سكانها يبرر لها أن ترتكب أي شيء ما دام هدفها أمنياً ونبيلاً مهما كان عدد الضحايا أو جنسياتهم، وإنما يهم إسرائيل أن تفرض على العالم واقعاً لا بد من ابتلاعه، ولذلك طالب المتحدثون باسمها بضرورة السعي إلى التهدئة وتجاوز الجريمة. اعتبرت إسرائيل مجرد المطالبة بكسر الحصار تحدياً لوجودها بما يبرر لها أي إجراء للحفاظ على هذا الوجود. فاعتبرت إسرائيل أن القافلة هي تدخل في شؤونها الداخلية وانتهاك لقانون إسرائيل، وهو في نظر إسرائيل انتهاك للقانون الدولي، مما يعوق إسرائيل عن مكافحة الإرهاب بالحصار والإبادة. فكأن إسرائيل تعتبر غزة جزءاً من أراضيها وتحت سلطانها وأن حصارها عمل من أعمال السيادة الإسرائيلية، حتى تمكنت إسرائيل من إرغام بعض الدول العربية -فيما يرى البعض- على هذا المفهوم لدرجة أن البعض فهم علاقة الاحتلال بين إسرائيل وغزة على أنها ترخص لإسرائيل بأن تفعل في غزة ما تشاء وأنها المسؤولة عن توفير احتياجاتها، ولذلك لا حاجة مطلقاً لفتح معبر رفح، لأن فتح المعبر يشجع إسرائيل على إغفال التزاماتها كسلطة محتلة. وقد عجزت إسرائيل عن تبرير الخيار العسكري ضد سفن مدنية وفي أعالي البحار وبهذه القسوة إذا كان هدفها قاصراً على منع التواصل مع غزة بدون أدنى سند قانوني أو أخلاقي. والواضح أن الخيار العسكري أصلاً قرار سياسي نفذه الجيش وأشادوا ببطولات الجنود وشجاعتهم وإقدامهم في هذه المعركة الحربية. وقد تهافتت المبررات الإسرائيلية إلى حد السفه ولم تستر هذه الجريمة الكبرى كالقول بأن الجنود قد اعتدي عليهم بالسكاكين أو أنهم خشوا أن تكون السفينة تحمل إرهابيين من القاعدة لإفراغهم في غزة. فكان الهجوم العسكري أول حالة لقرصنة رسمية (خلافا لتعريف القرصنة في المادة 101 من اتفاقية قانون البحار لعام 1982 وتعريف المكتب البحري الدولي للقرصنة). ولذلك فإن عمل إسرائيل انتهاك أيضاً للمادة 97/3 من ذات الاتفاقية التي تحظر توقيف أو احتجاز السفن المدنية أو التجارية التي ترفع علم دولة أخرى، ولو بهدف التحري والتحقيق. فكان مهاجمة سفن القافلة والاعتداء على ركابها، وقطرها واستجواب ركابها وقتل بعضهم انتهاكات قانونية صارخة واغتصاب من جانب إسرائيل لسلطة الأمر الواقع القائم على القوة المسلحة ويدخل في عمل العصابات وليس الجيوش النظامية، وهو ما ألمح إليه البيان الرئاسي في مجلس الأمن صباح 1/6/2010 الذي أدان إسرائيل وهجومها وآثاره. 3- تداعيات الهجوم على الصراع العربي الإسرائيلي لا بد أن نقرر أن الأعمال الإسرائيلية الإجرامية ضد قافلة الحرية قد حققت سياسيا وإعلاميا وأخلاقيا نتائج لم تكن متوقعة أبرزها أن حصار غزة قد حظي بزخم دولي على النحو الذي أكده أردوغان في كلمته إلى الشعب التركي ظهر يوم أول يونيو/حزيران, والتزام العالم وتركيا بدعم حقوق الفلسطينيين وتحرير أهل غزة من مخطط الحصار والإبادة. ترتب على الهجوم دعم خيار المقاومة وسقوط خيار المفاوضات العبثية ورفع أسهم حماس وظهور لافتات في كل دول العالم تقول كلنا حماس بما تمثله من مبادئ وليس كتنظيم وهو أقسى ما كانت تخشاه إسرائيل، فأحيا الحادث جرائم إسرائيل في غزة وسلط الضوء مجدداً على سجل الجرائم، فضلاً عن أن تركيا سوف تلاحق إسرائيل وتحرض المجتمع الدولي والعربي في هذه الملاحقة. ترتب على الجريمة أن إسرائيل تفكر جدياً في مدى القدرة على استمرار سياستها في فلسطين في ظل تعهد تركيا في خطاب أردوغان. قد يؤدي الحادث إلى تقارب بين الفلسطينيين إذا تجاوزوا بعض الخطوط صوب المصالحة والوفاق. فيما يتعلق بمعبر رفح سيكون صعباً على مصر أن تمعن في إغلاقه، الأمر الذي كان يعد مساندة للحصار خاصة المطالبات الصينية والروسية وغيرها. نخلص مما تقدم إلى أن الحادث سيؤدي إلى المزيد من الضغوط على إسرائيل وتطوير آليات المحاكمة الجنائية لها والمتورطين فيه، خاصة إذا استعانت تركيا بسلطات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد انكشاف صورة إسرائيل البشعة وسقوط القناع وإحراج واشنطن والحلفاء، وأكاذيب إسرائيل ووحشيتها، ولكن لا نظن أن الحادث سيؤثر على مجرى الصراع أو جمود السلام، بل ربما أدى إلى توقف المفاوضات غير المباشرة، وقد تقضي أزمة العلاقات التركية الإسرائيلية على فرص استئناف دورها في المفاوضات. الحادث باختصار كان نكسة كبرى لإسرائيل وانتصاراً لتركيا وقضية حصار غزة، ولكنه لن يؤثر بشكل مباشر على معطيات الصراع أو السلام العربي الإسرائيلي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 جوان  2010)


هل «السياسة فن الممكن»؟


منير شفيق 2010-06-04 كثيرون يردّدون موضوعة خاطئة اسمها “السياسة فن الممكن”، وهو تعريف يُستخدم عند تقديم التنازلات، أو لتسويغ تقديم التنازلات. وهذا بالطبع مجرّد حالة جزئية في السياسة، ولا يُستخدم إلاّ من قِبَل من يقدّمون التنازلات أو من قِبَل الذين يريدون إغواءهم لتقديم التنازلات. إن التعريف الأشمل والأدّق للسياسة هو “فن تغيير موازين القوى”. وهو ما تفعله كل سياسة بغضّ النظر عن طبيعتها وأهدافها. فالسياسة أن تسعى لتقوية نفسك، وإضعاف خصمك، وتحويل ما هو غير مؤاتٍ لك في الظروف وموازين القوى، إلى ما هو مؤاتٍ لك وغير مؤاتٍ لخصمك. وهذا التعريف يشمل “فن إدارة الصراع”، والأهم “فن التقدير الصحيح للموقف وموازين القوى”. وبالمناسبة استخدام كلمة “فن” هنا محاولة لتجاوز ما يمكن إدراجه في علم السياسة، حيث يمكن وضع قوانين وضوابط في حدود معيّنة، فيما يتطلب تقدير الموقف خطوة أعلى من تلك القوانين والضوابط. وهي الخطوة التي يلتقي فيها ما هو علمٌ بالخبرة الطويلة وبنوع الحسّ لالتقاط ما هو أكثر أهميّة من بين عوامل مهمّة كثيرة متداخلة. الأمر الذي يرتفع إلى وصفه بالفن، لأن الفن قفزة فوق العناصر المعطاة أو تكثيف لها بطريقة استثنائية. ولهذا يعجّ العمل السياسي بارتكاب الأخطاء. وأكثر الذين يرتكبون الأخطاء هم الذين يغلِّبون أهواءهم في رؤية الوقائع والحكم عليها. ويتقدّم هؤلاء أهل القوّة والسطوة حين يبدؤون في الانحدار. وقد امتلؤوا غروراً وعنجهية، بسبب انتصارات سابقة حققوها. الأمر الذي يُسهم في سرعة تدهورهم وانتهاء عهدهم. فالأخطاء هنا ضرورة من أجل مساعدة القوى الصاعدة من حالة الضعف للانتصار على من يفوقونهم قوّة في موازين القوى، وفي السطوة وطول الباع. من يُتابع سياسات الكيان الصهيوني وقرارات قادته منذ اتفاق أوسلو يجد أمامه مسلسلاً من الأخطاء التي مرجعها الغرور والعنجهية من جهة وسوء تقدير للموقف وموازين القوى من جهة أخرى. جاء اتفاق أوسلو بتنازلات قُدِّمت للكيان الصهيوني من جانب الفلسطينيين ما كان ليحلم بها أو يتصورّها. ولكن هذا الاتفاق جاء في ظرف تاريخي عُرِف بانتهاء الحرب الباردة. وقد سادت أفكار وهمية تقول إن العالم دخل مرحلة الأمركة الكاملة ودخلت المنطقة عندنا مرحلة “الأسرلة” أو “الصهينة”. وبهذا يكون الأمر وموازين القوى قد استقرّا نهائياً في مصلحة أميركا والصهيونية والكيان الصهيوني. أما في الواقع العالمي الفعلي، فلم تكن الاستنتاجات في مكانها مطلقاً إلاّ من حيث الظاهر السطحي، أو من حيث ما راح يُروَّج من قراءات للوضع السياسي الاقتصادي العسكري العالمي والإقليمي عندنا. إن العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو فَقَدَ ما كان عليه من نظام سابق ليدخل في مرحلة انتقالية لإقامة نظام بديل. وقد ظُنَّ أن النظام البديل هو أحاديّ القطبية الأميركية. وهو ظنٌ في غير مكانه، إذ سرعان ما راحت التجربة تثبت أن إقامة نظام أحاديّ القطبية فوق قدرة أميركا، وفيه مخالفة صارخة مع مصالح الكثير من الدول والشعوب. ولكن هذه الحقيقة كان عليها أن تمرّ بعقد من الزمن لتُخرِجَ ذلك الظن من التداول نهائياً. فاليوم الكل يتحدث عن ضعف أميركا وفقدان مكانتها على أكثر من مستوى، ومن ثم بروز قوى منافسة ذات شأن، فضلاً عن نهوض المقاومات والحركات الشعبية. فاليوم لا أحد يستطيع أن يتحدث عن مرحلة “الأسرلة” أو “الصهينة” بل أخذ الحديث كله يدور حول مأزق الكيان الصهيوني، وتدهور وضعه، وفقدان جيشه لسمعة الجيش الذي لا يُقهر. كيف كان يمكن أن يبقى ذلك الظن وجنوب لبنان يتحرّر عام 2000 بفعل المقاومة ويفرض على الاحتلال الانسحاب مدحوراً وبلا قيد أو شرط، وكيف يمكن أن يستمرّ ذلك التقدير الأخرق لمستقبل المنطقة العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية وهو يرى الانتفاضة الثانية تندلع في خريف العام 2000م، لتستمرّ خمس سنوات مع تصاعد كبير في المقاومة المسلحة، حتى وصل الأمر إلى اندحار العدو من قطاع غزة وتفكيك مستوطناته فيه بلا قيد أو شرط. وجاءت حرب العدوانين الفاشلين على كل من لبنان عام 2006 وقطاع غزة 2008/2009 لتعلنا انتصاراً مدويّاً للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وقد وصل الأمر الآن إلى مرحلة شبه توازن للردع والرعب بين المقاومة بقيادة حزب الله وفي ظل وحدة وطنية لبنانية من جهة وبين العدو الصهيوني من جهة أخرى. هذا من دون الإشارة إلى التطوّرات الكبيرة التي حدثت في قوّة وأدوار كلٍ من إيران وتركيا وسوريا، وفي المقابل تراجع النفوذ الأميركي وتزعزع القوى التي راهنت عليه. وآخراً وليس أخيراً يجب احتساب فشل العدوان الأميركي في احتلال العراق، بسبب مقاومة وممانعة باسلتين. وكذلك الأمر بالنسبة لحال الاحتلال الأميركي في أفغانستان إلى هذه المتغيّرات. باختصار الصورة الراهنة للواقع العالمي والإقليمي تناقض الصورة التي رُسِمَت للعالم بعد انتهاء الحرب الباردة. ولكن أنّى لأميركا أن تقتنع بأن الرياح تهبّ في غير ما تشتهي سفنها المحمّلة بالطائرات والصواريخ والقنابل النووية. وأنّى لها أن تعترف بأنها لم تعد قادرة على قيادة العالم أو السيطرة عليه. صحيح أن ثمة اعترافاً أميركياً خجولاً بحدوث متغيّرات عالمية جديدة. ولكن عقلية الغرور والعنجهية وسوء تقدير الموقف ما زالت تقود السياسة والقرارات. ومن ثم تجرّ إلى المزيد من ارتكاب الأخطاء التي ستعجّل من حالة التدهور والضعف. على أن الأمر أشدّ ظهوراً عندما يلاحق المرء سياسات حكومات الكيان الصهيوني التي دمّرت -بسبب الغرور والعنجهية والعنصرية وسوء تقدير الموقف- ما حققته من مكتسبات باتفاق أوسلو، وما كانت عليه من تأييد الرأي العام العالمي، وصولاً إلى اهتزاز مواقف مؤيدي الكيان الصهيوني التاريخيين في الدفاع عن سياساته. ارتكاب الأخطاء من جانب الكيان الصهيوني أصبح قانوناً يسرّع في عزلته وإخفاقاته وتدهور مكانته الدولية وهيبته العسكرية وسطوته المعنوية. والأسوأ عليه، وهذا جيّد، كونه لم يتعلم من الدرسيْن القاسييْن اللذين تلقاهما في حربيْ 2006 و2008/2009، فإذا به يأخذ قراره الأحمق، وليس الخطأ في تقدير الموقف فقط، بمهاجمة قافلة الحريّة لغزة في عرض البحر، مما أدخله في مأزق أشدّ من الذي كان فيه، فهو اليوم يقف معزولاً في العالم كما لم يقف يوماً بمثله. فأميركا غير قادرة على أن تدافع عنه، وإن لم تتخلَ عن تخفيف الحملة ضدّه، وكذلك حال الاتحاد الأوروبي. بل حتى عتاة الصهاينة في داخل الكيان وخارجه راحوا يلومونه على قراره الخاطئ في مهاجمة قافلة السفن التي حملت المساعدات لقطاع غزة. ولهذا فحصار قطاع غزة يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما ينبغي له أن يستمر، وما ينبغي للمفاوضات التي ما زال محمود عباس مصرّاً عليها أن تستمر. لأنه بذلك راح يرمي بطوق نجاة لحكومة نتنياهو، ويُمعن في الانقسام الفلسطيني.    (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 04 جوان 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

25 janvier 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3169 du 25.01.2009  archives :www.tunisnews.net       AISPP: Recherche d’un étudiant tunisien

En savoir plus +

7 novembre 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 3455 du 07.11.2009  archives : www.tunisnews.net   Radio6: Radio6 Tunis suspend ses émissions

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.