الجمعة، 27 يوليو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2621 du 27.07.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


المؤتمر من أجل الجمهورية: توضيح قناة الحوار التونسي: حصة يوم الاحد 29 جويلية 2007 تحديث لعريضة المساندة لإطلاق سراح الزّعيم الطّلابي التّونسي المهندس كريم الهاروني  أيفكس :أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

قدس برس: الغنوشي: إطلاق سراح مساجين النهضة خطوة إيجابية صحيفة “الشروق”:الحرس البحري بطبرقة أنقذهم: 8 «حارقين» جزائريين تاهوا في البحر واحتفظوا بجثة في القارب! جريدة “الصباح” :اليوم مؤتمر حركة التجديد:ما الذي سيتغيــر؟ أخبار مكتوب: حزب التجديد التونسي يبدأ أشغال مؤتمره موقع طلبة تونس :وزير الدفاع بلجنة التنسيق بصفاقس… إستقبال بروح عسكرية. أبو أيمن :جزاء وفاقا… كلمة: المجموعة العربيّة لرصد وسائل الإعلام أثناء الحملات الانتخابيّة تعقد مؤتمرها بالقاهرة كلمة: خضرة والابن البار مدونة “بودورو” التونسية: فضيحة بودورو: جريدة الصريح تتحدث عن الجمهورية و تكذب عامر عياد:خنيس: صراع خفي بين الشعبة والبلدية يؤدي إلى تأجيل الاحتفاء بعيد الجمهورية محسن المزليني: جمعية للدفاع عن اللائكية في تونس ! عبدالحميد العدّاسي: رأي في الديمقراطيّة الأستاذة سلوى الشرفي لـ”مواطنون”:”لا يمكن مطالبة المفكِّر بالابتعاد عن المنهج العقلاني” سلوى الشرفي:أسئلة بريئة جدّا حول حسنات الطائفيّة عبد اللطيف الفراتي: الحصيلة مجلة “الطريق الجديد”:المحامون يرفضون هيمنة الحزب الحاكم رشيد خشانة: إيران تشن «هجوماً سياسياً وثقافياً ودّياً» على ليبيا وتونس والجزائر مصطفى عبدالله الونيسي: ميلاد الدولة الإسلامية  أمّــي:جمال الدين أحمد الفرحاويمصطفى عبدالله الونيسي: ميلاد الدولة الإسلامية وصية خروف لإبنه برهان بسيس: أردوغان.. العلماني المعتدل صحيفة “الشرق”:فوز حزب العدالة والتنمية التركي بالانتخابات يثير جدلا بين الإسلاميين والعلمانيين العرب رويترز: البنتاجون: نعد خطط طوارئ لسحب القوات الأمريكية من العراق المركز الفلسطيني للإعلام:قرار تقدمت به قطر وإندونيسيا لمجلس الأمن يطالب بتخفيف معاناة غزة موقع “سويس إنفو”:عباس يقول إنه سيعدل قانون الانتخابات ليصعب على حماس الفوز بالأغلبية صحيفة “القدس العربي”:قال انه يفكر باعتزال السياسة وأعرب عن تأييده لترشيح البرغوثي لمنصب الرئيس صحيفة “القدس العربي”:هنية يتناول فول وحمص وفلافل في أحد المطاعم الشعبية خلال تفقده لاقدم أسواق غزة صحيفة “القدس العربي”:هنية يؤكد أن بريطانيا وسّعت اتصالاتها مع حماس صحيفة “القدس العربي”:جدل بين صحافي مغربي وهيئة الادعاء حول ملابسات التحقيق معه صحيفة “القدس العربي”:صحافيو المغرب يحذرون من مصير حرية التعبير اثر اعتقال اثنين من زملائهما رويترز: الطبيب الفلسطينى لن يغفر لسجانيه الليبيين صحيفة “القدس العربي”:احتجاجات في فرنسا علي الاتفاق النووي مع ليبيا فهمي هويدي: إنهم يركضون على طريق الندامة د. عبدالوهاب الأفندي: أين بقية المتهمين في حلبجة؟


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


المؤتمر من أجل الجمهورية: توضيح  

بتاريخ 25 جويلية الماضي صدر عن المؤتمر من أجل الجمهورية بيان بمناسبة مرور خمسين سنة عن إعلان الجمهورية. لقد فوجئ أبناء المؤتمر بنشر نسخة لم يتم التشاور حولها ولا إقرارها في مؤسسات الحزب، لا سيما وأنها تضمنت عناصر تتضارب مع قناعاتنا وخياراتنا الوطنية من مثل ” إقامة انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف المجتمع المدني الدولي والأمم المتحدة “… لقد تسربت هذه النسخة خطأ لأحد المواقع التونسية ونقلته عنه نشرية تونس نيوز في حين لم يتم اعتمادها في موقع الحزب ولا في أي من المواقع التونسية الأخرى. و نظرا لأهمية هذه الوثيقة التي تتزامن مع الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية والذكرى السادسة لتأسيس المؤتمر من أجل الجمهورية ، فقد تكفل رئيس الحزب ونائبه بتنظيم استشارة واسعة لدى مناضلي المؤتمر حتى يكون البيان في صيغته الرسمية معبرا عن خيارات الحزب و موقف الأغلبية من مجمل القضايا الوطنية. باريس في 26 جويلية 2007 شكري الحمروني المؤتمر من أجل الجمهورية


تصحيح
ورد في العدد الأخير من نشريتكم الالكترونية المحترمة قائمة المساجين السياسييين المفرج عنهم بمناسبة الذكرى الخمسون لاعلان الجمهورية ضمت خطءا  إسم الأخ بوراوي مخلوف  و الحقيقة أن الأخ بوراوي لم يكن ضمن قائمة المسرحين  لذلك و جب التصحيح
رياض الحوار سوسة


صدر يوم الأربعاء 25 جويلية 2007 العدد 29 من أسبوعية “مواطنون” التي يُصدرها “التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات”

لقراءة العدد، اضغط على الرابط التالي:

http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_29.pdf


صدر يوم الجمعة 27 جويلية 2007 العدد 416 من أسبوعية “الموقف” التي يُصدرها “الحزب الديمقراطي التقدمي””
لقراءة العدد، اضغط على الرابط التالي: http://pdpinfo.org/PDF/416.pdf


قناة الحوار التونسي

الكلمة الحرة قوام الوطن الحر

حصة يوم الاحد 29 جويلية 2007

نشرة الاخبار الأسبوعية                                                                            

– تقرير حول معاناة سكان دوار أولاد خذر من معتمدية حاجب العيون ولاية القيروان بعد أن  استثنتهم  السلطات من حقهم في التزود بالماء الصالح للشراب والتيار الكهربائي بسبب انتمائهم في السابق الى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين..

 

 – حكاية مواطن، الجزء 2 : وتصور هذا الأسبوع-  نهاية رجل تجمعي انتمى إلى لجان اليقظة خلال الثمانينات وانتهى به المقام في وكالة مهددة بالسقوط في منطقة تربة الباي، كما تصور معاناته في محاولة إيجاد مورد رزق في سوق” بومنديل” وتعرضه إلى الاعتداء من طرف بعض المتنفذين في السوق..

 

– تقرير حول الندوة التي نظمها المعهد العربي لحقوق الإنسان في مدينة الحمامات .

 

 

– بطلب من المشاهدين سوف نعيد بث التحقيق الذي يسلط الضوء على حادثة احتراق أو إحراق الشاب محمد بن غرس الله أمام القصر الرئاسي بقرطاج..

 

– اعادة لجزء هام للقاء مع السيد محمد بوعبدلي بعد قرار السلطات تجميد نشاط معهد باستور الخاص التابع للمؤسسة..

خواطر وتتضمن تعليق حول تجميد نشاط معهد باستور الخاص وحادثة اعتداء أعوان الأمن بالمهدية على الشاب حلمي بوعجيلة..

وتتخلل البرمجة عديد الفواصل الموسيقية والشعرية الملتزمة.

 

ونلفت عناية مشاهدينا الكرام أننا سننفرد في الأسبوع القادم (يوم الأحد 6أوت2007) ببث أول لقاء تلفزي بالصوت والصورة مع الأستاذ محمد عبو وأفراد عائلته بعد يوم فقط من إطلاق سراحه من السجن ..

وسيدوم هذا اللقاء أكثر من ساعة يصور خلالها الأستاذ محمد عبو تجربته في السجن، ويتحدث عن أسباب اعتقاله، وأطوار عملية الإيقاف والمحاكمة وما شابها من خروقات قانونية وإنسانية .

كما سيتحدث الأستاذ محمد عبو موقفه من المعارضة وتصوره لأشكال مواجهة الاستبداد،

وسوف يكشف الأستاذ محمد عبو عن ملابسات زيارة احد المحامين له قبل أيام قليلة من اطلاق سراحه يحمل مقترحا من السلطة بضرورة تقديمه طلب عفو بخط يده ….

 

كل هذه التفاصيل تشاهدونها علي قناة الحوار التونسي يوم الاحد 6 اةت 2007 انطلاقا من الساعة السابعة مساء بتوقيت تونس.

 

 

الطاقم الحر المستقل لقناة الحوار التونسي


 

 

تحديث لعريضة المساندة لإطلاق سراح الزّعيم الطّلابي التّونسي المهندس كريم الهاروني (*) عريضة للإمضاء

 
تحديث 26 يوليو 07- س 18 بتوقيت تونس بمناسبة مضي نصف قرن على إعلان الجمهورية في تونس ( 25 يوليو 1957 ). نحن الممضين أسفل هذا نطالب السّلطة التّونسية بإطلاق سراح المهندس كريم الهاروني الأمين العام الأسبق للإتّحاد العام التّونسي للطلبة والسّجين السّياسي المعتقل منذ عام 1991 والمحاكم أمام المحكمة العسكرية بالمؤبّد ( تموز 1992 ) بتهمة انتمائه لجمعية غير مرخّص فيها وهي المحكمة التي وصفها أهل الإختصاص القضائي ( منهم الأستاذ المحامي محمّد النوري ) بالإستثنائية وعدم الدّستورية، وكذا جميع المساجين السّياسيين ومساجين الرّأي ،ومنهم الأستاذ المحامي محمّد عبّو المسجون منذ ربيع 2005 بسبب مقال صحفي يعترض فيه على زيارة ” شارون ” إلى تونس، والدّكتور الصّادق شورو الرّئيس الأسبق لحركة النّهضة ومن معه من قيادات وأعضاء الحركة، وكذا المعتقلين على إثر ما عرف بأحداث سليمان في كانون الأول الماضي ( ديسمبر 06) وهم بالمئات. كما نجدّد الدّعوة إلى المنظّمات الحقوقية والأحزاب السّياسية والأحرار والإعلاميين في تونس وخارجها لتكثيف الضّغوط المناسبة لحمل السلطة التونسية على إطلاق سراح كلّ المساجين السّياسيين سيما أن مخلّفات السّجن المطوّل ( 17 عاما ) ضدّ القدرات الصّحية للمساجين في ظروف إقامة بالغة الرّداءة مخيفة مماّ اضطر أولئك المساجين في مرّات كثيرة إلى شنّ إضرابات مطوّلة عن الطّعام تجاوز بعضها شهرين كاملين… إنّنا لندعو بحرارة كلّ عشاق الحرّية من كلّ دين ووطن ولون فكري وسياسي إلى دعم ومساندة هذه العريضة لعلّ بسمة السّرور تعانق شفاه الأطفال والنّساء والمحرومين والمضطهدين من جديد فوق ربوع تونس الخضراء. العريضة برعاية: الحوار نت + صحيفة الوسط التونسية + تونس نيوز (*) يرجى من كل من يدعم هذه العريضة إرسال موافقته إلى البريد التالي:   liberez_harouni@yahoo.fr مع حرصنا الشّديد على عدم الإمضاء بالأسماء المستعارة سعيا لمصداقية هذا العمل. الإمضاءات الأوّليّة : 1 – أسرة الحوار نت  www.alhiwar.net   info@alhiwar.net 2 – أسرة تونس نيوز www.tunisnews.net   redaction@tunisnews.net 3 – أسرة الوسط التونسية www.tunisalwasat.com    reporteur2005@yahoo.de 4 – الهادي بريك ـ ألمانيا 5 – القادري الزرّوقي ( مؤسّس موقع الحوار نت ) ألمانيا 6 – مرسل الكسيبي : كاتب واعلامي تونسي ( رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية) ألمانيا 7 – نصر الدين سويلمي – ألمانيا 8 – محسن جندوبي – تقني- ألمانيا 9 – عبدالله النوري – اطار تربوي- ألمانيا 10 – حبيب الخليفي – أستاذ – ألمانيا 11 – محمد الصالح محفوظ – فني سامي -ألمانيا 12 – صالح محضاوي – ألمانيا 13 – الطاهر الرمّة – ألمانيا 14 – محمد علي بلقاسم – ألمانيا 15 – محمد الهادي الزمزمي – ألمانيا 16 – فتحي العيادي – ألمانيا 17 – عبد الله ثابت – ألمانيا 18 – رشيدة نفزي – ألمانيا 19 – فائزة بوعزة – ألمانيا 20 – هاجر بريك – ألمانيا 21- طه البعزاوي – ألمانيا 22- آمنة عبد الرحيم – ألمانيا 23 – كوثر الزروي – ألمانيا 24 – الهاشمي بن حامد – ألمانيا 25-خميس بن علي الماجري باريس ـ المشرف على موقع تونس المسلمة – فرنسا 26- محمد المنصف قاره – سويسرا 27- عبد الحميد الحمدي ـ أستاذ علوم اسلامية _ الدانمارك 28-المشرف على موقع طلبة تونس www.tunisie-talaba.net 29-منذر عمار: باحث  – ألمانيا 30-رافع القارصي: حقوقي – ألمانيا 31-علي سعيد – النرويج 32-أ.فتحي نصري : محامي وحقوقي تونسي 33-وليد البناني-بلجيكا 34-المنجي الفطناسي- محاسب -علوم تجارية – ألمانيا 35-كوثر الجزار- أستاذة انجليزية- ألمانيا 36-محمد شمام – السويد 37-الطاهر القلعي -سويسرا 38-كمال الخضري-باحث-ألمانيا 39-خالد الجميعي-النرويج 40-علي حميدي-هولندا 41 ــ الأسعد الجوهري ـ حقوقي تونسي وسجين سياسي سابق. 42 ــ عطاء الله الجوهري ـ تونس 43 ــ آمال الجوهري ـ تونس 44 ــ سلسبيل الجوهري ـ تونس 45 ــ حسان الجوهري ـ تونس 46 ــ تسنيم الجوهري ـ تونس 47 ــ علي الجوهري ـ تونس 48-علي بن عرفة- رئيس هيئة حقوقية – لندن 49-محسن الذهيبي-باريس فرنسا 50-عائشة صفوة- مناضلة حقوقية – سويسرا 51- سليم بن حميدان – باريس- فرنسا 52- خليل أحمد – اعلامي 53-عبد الحميد عبد الصادق – كندا 54- محمد حمزة – ألمانيا 55- جمال الطاهر – كندا 56-المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة – سويسرا 57- اسماعيل الكوت : عضو المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا 58- بوكثير بن عمر – سويسرا 59- جميلة نوير – سويسرا 60- رياض الحوار – تونس 61- خميس قسيلة – السكرتير العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان . 62- محمد النوري- خبير اقتصادي -باريس -فرنسا 63- كمال الحجام 64-عبد الناصر نايت ليمان – رئيس مؤسسة حقوقية سويسرا 65- المسعدي سحيمي – سويسرا 66- أحمد الامام – لندن بريطانيا 67 – سعاد القوسامي : عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي – تونس 68- مراد راشد – جرجيس – تونس 69- عبد الحميد العداسي – الدنمارك 70- حسين الدويري – سويسرا 71- منصف مقدود – سويسرا 72- الهادي لطيف – سويسرا 73- خميس قشة – هولندا 74-الأزهر مقداد – سويسرا 75- عبد الله بريك – طالب – ألمانيا 76- نبيل بن محمد – سويسرا 77- رياض بوخشانة – مهندس- / ألمانيا 78- امنة عبد الرحيم- ألمانيا 79- عبد الرحمن خلادي – كندا 80- جنات عبيدة – كندا 81- ابراهيم العموري – السويد 82- أسامة اللموشي – كندا 83- محمد لسعد بوزيد – ألمانيا 84 – معز الجماعي -عضو هئية جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي 85 – جمال دلالي – بريطانيا 86 – المختار الطريفي : رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان 87- خالد فتريش – هولندا 88- بلقاسم النقاز ـ ألمانيا 89- صالح التقاز   فرنسا 90- شكري يعقوب – سويسرا 91- سمير العيادي – باريس 92 – نور الدين ختروشي – فرنسا 93- الهاشمي بن حامد – ألمانيا 94- كريم مسعودي – ألمانيا 95- أنور الغربي – جنيف – سويسرا 96- مراد التواتي – ألمانيا 97 – أنور عز الدين – فرنسا 98 – عادل الماجري ( عضو سابق في هيئة الإتحاد العام التونسي للطلبة فرع كلية العلوم بتونس  ) – سويسرا 99 – عفيف غانمي، سويسرا 100 – سليم الوكيل – ألمانيا 101- بوبكر مصدق – سويسرا 102 – سالم خليفة – تونس 103- محمد الصادق الشطي 104 – فتحي حاج بلقاسم 105- منصور بن يحيي – مهندس ومناضل حقوقي – سويسرا 106- عزيز العرباوي – كاتب وباحث من المغرب 107 – أحمد الورغمي – معارض تونسي – باريس 108 – محسن المحمودي – الجمهورية التونسية 109 – حبيب فافي – الجمهورية التونسية 110- أحمد قعلول –  مجلة اقلام اونلاين 111- عبد الرزاق الادريسي – مناضل حقوقي المغرب 112- طارق سويد – لبنان 113- عبد الله الزواري – صحفي تونسي – جرجيس / الجمهورية التونسية 114- عبد المجيد السبوعي – سويسرا 115- جمال السلامي – سويسرا 116- فائزة السلامي – سويسرا 117- محمد الحمروني – صحفي بجريدة الموقف – تونس 118 – جمال الدين أحمد الفرحاوي – شاعر تونسي مقيم بلاهاي 119 – حافظ الجندوبي – الجمهورية التونسية 120 – سمير ديلو – محامي – تونس 121- جلال الماطري – جنيف – سويسرا 122 – عماد الدائمي – مهندس – فرنسا 123 – محمد الطرابلسي – فرنسا 124 – محمود قويعة – القيروان – تونس 125- عبد الباسط مسعي – سجين سياسي سابق (سويسرا) 126 – يسمين صليحي مسعي 127 – محمد امين مسعي 128 – عبد الهادي التيمومي – ألمانيا 129 – رضا عثمان – ألمانيا  – لاجىء سياسي  نقابي سابق جامعة الكهرباء والغاز 130 – آمال الرباعي – أستاذة – ألمانيا 131- صالح بن يحيى – كندا 132- سيف النوري – طالب – ألمانيا 133 – سلمان النوري – ألمانيا 134 – راشد الغنوشي – رئيس حركة النهضة التونسية – لندن – المملكة المتحدة . 135 – بشير العبيدي – مهندس معلوماتية – باريس . 136 – الأستاذة جنات بن علي – عضو اتحاد منظمات الطفولة بالمملكة المتحدة – بريطانيا 137 – عبد الرحمن بن ابراهيم – تونس 138 – د. خالد الطراولي  (اللقاء الإصلاحي الديمقراطي) 139 _ عمار الفرجاني – ايطاليا 140- مفيدة  بشيني   إيطاليا 141 – فتحي  الجلاصي   إيطاليا 142 – عباس   عباس   إيطاليا 143 – سمير   خالدي   إيطاليا 144-محمد بن محمد  إيطاليا 145 – سامي   الطالبي  إيطاليا 146 – بلحسن   دراويل   إيطاليا 147 – محمد  صابر  مهذبي   إيطاليا 148- محجوب  شباب   إيطاليا 149 -هند الهاروني – تونس 150-عمر الهاروني – تونس 151- ماهر الهاروني- تونس 152-الياس الهاروني- تونس 153-كريمة الهاروني – تونس 154- عمر القايدي – سويسرا 155- منظمة SOS TUNESIEN – النجدة تونس – ألمانيا  156- محسن الشريف – سويسرا 157- سمير فالح – مهندس – فرنسا 158- رافع الفتحي – سويسرا 159 – عبد الله بن عمر – أستاذ جامعي – تونس 160 – منجي بن عقيل 161 – عامر بن عقيل 162- مريم بن عقيل 163- محمد بن عقيل 164- أسماء بن عقيل 165- أيمن بن عقيل 166- مهدي النفطي – طالب مرحلة ثالثة – جامعة بنزرت – كلية العلوم – الجمهورية التونسية 167- وحيد الشريف – لجنة حقوق الانسان بأوسلو 170- عبدالحميد الفياش – سويسرا 171- نجاة النفيسي – سويسرا 172- توفيق العيادي – سويسرا 173- د.شكري الحمروني – فرنسا 174- عيادي دبابي- ألمانيا 175- فتحي العابد – ايطاليا 176- مصطفى عبدالله الونيسي/باريس ـ/فرنسا 177 – عبد العزيز شمام – فرنسا 178- عامر العريض – رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة التونسية / فرنسا. 179 – محيي الدين فرجاني 180 – حسن الأمين – مشرف موقع ليبيا المستقبل – بريطانيا 181- محسن الغربي – هولندا 182 – الطاهر بوبحري – باريس 183- طه الدريدي – مهندس باريس – فرنسا : ” إنّ أمثال عبد الكريم الها روني هم مناعةٌ ضد من إحترفوا صناعة السيارات المفخّحة ” . 184- رجب العبدلي – السويد 185- حبيب مباركي – سويسرا 186- سامي مروعي – ألمانيا 187 – سكينة النوري – ألمانيا 188 – البشير مباركي – ألمانيا 189 – رشيد خشانة – رئيس تحرير جريدة الموقف – السكرتير العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي . 190 – فتحي رافع – سويسرا 191- منصف زيد – فرنسا 192- صالح حمراوي 193- موسى بن أحمد – مهندس – ألمانيا 194- فاخر لترش – تاجر – فرنسا 195- حسين بن خليفة – الجزائر 196 – صالح الحمراوي 197- محمد القرضاني – هولندا 198- عمر القايدي 199 – مصطفى البعزاوي – الجمهورية التونسية 200- عادل بلكحلاء- جامعي – الجمهورية التونسية 2001- صالح كاروس – لندن – المملكة المتحدة/بريطانيا 202- محمود الدريدي 203 – منصف العيادي 204 – زهير لطيف – مدير ومنتج تلفزيوني 205- رامي الصّالحي: عضو اللّجنة المركزية للحزب الدّيمقراطي 206- لويزا توسكان – كاتبة ونشطة حقوقية بارزة – فرنسا 207 – جمعية الحقيقة والعمل – سويسرا 208- المهدي بن حميدة – مسؤول قسم الإعلام – جمعية الحقيقة والعمل 209 – لسعد بن علي الزيتوني – باريس 210 – موقع مجلة أقلام أون لاين 211- أحمد قعلول 212- الحسين بن عمر – ناشط حقوقي – تونس 213- محمد قاضي – السويد 214 – يحيى الجاني – أستاذ – فرنسا 215- تمام الأصبعي – السويد 216- حميد المغراوي-أستاذ رياضيات – السويد 217- خديجة قنوني – السويد 218 – طه ابراهيم قنوني – السويد 219 – أسامة قنوني – السويد 220 – عماد الدين الحمروني 221 – ليليا المسعودي -ألمانيا 222 – سامي أولاد مسعود – ألمانيا 223- اسلام أولاد مسعود – ألمانيا 224 – مكرم المسعودي – هولندا 225 – أحمد الفرجاني – بلجيكا 226 – حسين عبد العزيز 227 – لطفي المجدوب – مدرس وباحث -النمسا 228- طارق السوسي أستاذ فيزياء معطل ،حقوقي وسجين سياسي سابق تونس 229- جمال مسلم – حقوقي – تونس 230 – كمال اللايفي 231- نور الدين فرجاني – سويسرا 232 – كمال الغالي- كاتب وشاعر تونسي – باريس 233 – عبد الوهاب عمري – قابس – الجمهورية التونسية 234 – الشيخ عبد الوهاب الكافي – القيروان – تونس 235- علي بوراوي- صحفي – فرنسا 236 – خالد بن مبارك – منسق بالهيئة الحقوقية CIDT TUNISIE 237- محمد بن سالم – لاجئ سياسي- باريس 238 -منجية بن سالم – لاجئة سياسية – باريس 239 – رياض بالطيب – لاجئ سياسي – باريس 240 – محمد الهادي الكافي – لاجئ سياسي ومهندس – باريس 241- عائشة الذوادي – أستاذة – باريس 242- عبد الكريم حاج فرج – كلية الطب بسوسة,طب مشارك -سوسة, الجمهورية التونسية 243- لزهر التومي – باريس 244- صفوة عيسى – سويسرا 245 – محمد رضا الشاذلي – نقابي – سويسرا 246 – منصف الشابي – سويسرا 247 – ناصر الغمراسني – سويسرا 248 – سميرة بن صالح التيمومي- ألمانيا 249 – عبد الباقي خليفة – صحفي 250 – عائشة عليوي – باريس 251 – رضا ادريس – باحث وناشط حقوقي – باريس – فرنسا

 

أيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

 
                                                                                                25 يوليو / تموز2007 أوسلو- النرويج ** مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس ترحب بالإفراج عن محمد عبو** ** مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس-آيفكس  TMG-IFEX** تم الإفراج عن المحامي و الناشط الحقوقي محمد عبو في 24 يوليو بعد قضائه أكثر من عامين بالسجن بسبب انتقاده الحكومة على الإنترنت و كتاباته عن التعذيب في السجون التونسية، حسبما نقل مرصد حرية الصحافة والطبع والإبداع. وقد انضم أعضاء “مجموعة آيفكس لمراقبة حالة حرية التعبير بتونس”- الذين نظموا هذا العام حملة من أجل الإفراج عنه، كان ضمن أنشطتها زيارة لعبو بالسجن في شهر مارس- إلى المرصد وغيره من الجماعات الحقوقية في ترحيبهم بخبر إطلاق سراحه. وقد قال عبو في حوار مع شبكة الجزيرة في ليلة الإفراج عنه: “إنني، كسجين رأي سابق، أود أن أشكر كل من ساندوني في محنتي، سواء في تونس أو خارجها. لقد اقترحت عليّ السلطات التونسية مرارا وتكرارا أن أوقع خطاب اعتذار مقابل إطلاق سراحي. لكنني رفضت.” وأضاف عبو، في أول حوار يجرى معه منذ توقيفه في مارس 2005: “جاء إطلاق سراحي كنتاج لتحركات مقاومة الاضطهاد التي قام بها تونسيون استطاعوا يقولوا “لا” لنظام ينتهك حقوق الإنسان الأساسية. إن الدستور التونسي وقانون حقوق الإنسان الدولي يكفلان الحق في انتقاد الحكومة، طالما هناك خرق لحقوق الإنسان وفساد. وقد أدى نقص الحريات ببعض الشباب إلى استخدام العنف، وذلك تصرف أدينه بشدة.” وعلى نطاق واسع ، مثلت قضية عبو رمزا لسجل تونس المروع في مجال حقوق الإنسان، كما كانت محور العديد من الحملات وأيام التحرك إلى نظمتها الجماعات الحقوقية. والجدير بالذكر أن عبو قد غادر السجن عشية الذكرى الـ50 لإعلان الجمهورية بتونس. إن منظمات حقوق الإنسان الدولية و المعنية بحرية التعبير تعبر عن بالغ سعادتها للإفراج عن عبو. وقد عبر أمس رئيس مجموعة آيفكس لمراقبة حالة حرية التعبير بتونس, كارل مورتن ايفرسن, عن خالص تهانيه لعبو و عائلته بالأصالة عن المجموعة و شبكة آيفكس, و أكد أن مجموعة آيفكس لمراقبة حرية التعبير بتونس ستراقب عن كثب ما ستقوم به السلطات التونسية تجاه عبو و عائلته. و تتمنى مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس أن يكون الإفراج عن عبو هو خطوة مبشرة في اتجاه حرية التعبير في تونس, و أن يوضع حد للتحرشات التي تقوم بها السلطات ضد الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في تونس.  لمعلومات أكثر عن القضية و عن المجموعة: إنجليزي:http://campaigns.ifex.org/tmg/ فرنسي: http://campaigns.ifex.org/tmg/fr عربي: http://hrinfo.net/ifex/wsis لمزيد من المعلومات برجاء الاتصال بـ: كارل مورتن ايفرسن ت:472247922+ ايميل:cmivers@online.no اوpen@norskpen.no اليكسي كريكوريان: ت:41228301080 ايميل:krikorian@ipa-uie.org أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس: -الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان, مصر -المادة 19, المملكة المتحدة -منظمة الصحفيون الكنديون لحرية التعبير, كندا -المنظمة المصرية لحقوق الإنسان, مصر -اندكس على الرقابة, المملكة المتحدة -الاتحاد الدولي للصحفيين, بلجيكا -الاتحاد الدولي للمؤسسات و الجمعيات المكتبية, هولندا -المعهد الدولي للصحافة, النمسا -الجمعية الدولية للناشرين, سويسرا -منظمة صحفيون في خطر , كونغو – المعهد الإعلامي لجنوب أفريقيا, ناميبيا – منظمة بن النرويجية (PEN), النرويج -الهيئة العالمية لمجتمع البث الإذاعي, كندا – الجمعية العالمية للصحف , فرنسا -اللجنة العالمية لحرية الصحافة, الولايات المتحدة الأمريكية -لجنة كتاب في السجن-بن الدولية (PEN), المملكة المتحدة                                                                                                 تم إرسال هذا البيان بمعرفة مركز استلام وتوزيع تنبيهات وبيانات الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير 555 شارع ريتشموند غرب, رقم 1101 صندوق بريد 407 تورونتو, كندا هاتف رقم :+1 416 515 9622       فاكس رقم : +1 416 515 7879 بريد عام ifex@ifex.org بريد برنامج الشرق الأوسط و شمال افريقيا (مينا) mena@ifex.org زوروا موقعنا http://www.ifex.org و للعربية زوروا http://hrinfo.net/ifex/


دعا إلى حوار شامل مع السلطة في تونس ..

الغنوشي: إطلاق سراح مساجين النهضة خطوة إيجابية

 

 
لندن – قدس برس: دعا زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي سلطات بلاده إلى طي صفحة المقاطعة التي طبعت العلاقات بينهما منذ عقدين من الزمن، والدخول معها ومع كل مكونات المجتمع في حوار شامل يؤسس لنمط جديد من العلاقات يأخذ بعين الاعتبار التحولات السياسية المحلية والإقليمية والدولية. وعلّق الشيخ راشد الغنوشي لـ «قدس برس» على قرار إطلاق سراح العشرات من سجناء قادة وأعضاء حركة النهضة بمناسبة عيد الجمهورية في تونس، بقوله “نحن مبتهجون بخروج هذا العدد من الإخوة، من كل قلوبنا نهنئهم، كما نهنئ عوائلهم الذين صمدوا طيلة هذه السنوات، ونهنئ شاكرين المنظمات الإنسانية والحقوقية والقوى التحررية التي دافعت عنهم طيلة أزيد من عقد ونصف من العذاب، باعتبارهم سجناء رأي”، كما نهنئ الاستاذ الهمام السيد محمد عبو وأسرته المناضلة وكل أسرة المحاماة. إلا أن الزعيم الإسلامي التونسي دعا الى مواصلة الدفاع عن حقوق هؤلاء وآلاف المسرحين من قبلهم من أجل استعادة حقوقهم المدنية والسياسية، وذلك باتخاذ خطوات عملية تالية تحول دون جعل قرار الإفراج (وهو عبارة عن سراح شرطي يبقي السجين تحت رحمة وزير الداخلية) سجنا متنقلا يلاحق السجين بالخنق والتضييق والبطالة. إن فرحتنا بهذه المناسبة يجب ألاَّ تنسينا أن الآلاف من أبناء حركة النهضة كانوا في السجون منذ التسعينيات، ثم غادروها على دفعات ولم يبق منهم اليوم غير عدد من القيادات نسأل الله أن يعجل بالفرج عليهم. غير أنهم ظلوا محرومين من كل حقوقهم مثل حق الشغل والتنقل وحتى من حق التداوي، لقد ظلوا منفيين داخل وطنهم. وليست حالة المناضل الكبير عبدالله الزواري غيرمثال يكثف حالة القهر المسلطة على آلاف المسرحين. وحتى لا يكون مصير هذه الدفعة الجديدة نفس المصير تحت وطأة البطالة والملاحقة لا مناص من استمرار النضال من أجل استعادة حقوقهم المدنية والسياسية في صورة لا تقل عن إصدار عفو تشريعي عام ضمن حل شامل يخرج البلاد من حالة الانغلاق السياسي التي تعيشها”، كما قال. واعتبر الغنوشي أن الحياة السياسية التونسية تحتاج إلى معالجة سياسية شاملة، وقال في هذا الصدد “نحن نعتبر إيجابيا إطلاق سراح حتى سجين سياسي واحد، إلا أن يقيننا كاملا أن الوضع السياسي في بلدنا الحبيب يحتاج إلى اجراءات أكثر من ذلك بكثير، إذا كان المراد إخراج البلاد من الأزمة الشاملة باعتبارها أزمة انسداد سياسي إلا إذا أدرجت ـ وهذا ليس باديا الآن ـ.ولا سبيل الى ذلك دون الاقدام على مشروع إصلاحي شامل يعيد تأسيس العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس التراضي والتفاهم لا على أساس القهر والإقصاء والغش وفرض إرادة الفرد على المجموع”. وعما إذا كان يعتبر في هذه الخطوة التي أقدمت عليها السلطات التونسية بإطلاق أكثر من ثلاثين قياديا في حركة النهضة بادرة حسن نية ويدا ممدودة للحوار يجب أن يقابلها الإسلاميون بذات اليد، قال الغنوشي، “نحن لم نغلق قط باب الحوار مع السلطة، ظللنا ولازلنا ندعو إلى حوار شامل، نحن لسنا دعاة تعانف، وإنما دعاة تصالح وحوار، يضع حدا لحالة الإنسداد وتراكم الأحقاد وضروب اليأس التي بدأت تنذر بأشد الأخطار ووصلت إلى حدود الانفجار، كما حصل في نهاية العام الماضي وبداية العام الجديد، وهي ظاهرة نعتقد أنها نتيجة للاعتماد المطلق على النهج الامني الاقصائي وبالخصوص الاستبعاد الجازم والصارم لتيار الإسلام الوسطي المعتدل، لذلك فإنه ما لم يوضع حد لنهج الاقصاء وحكم البوليس وتزييف الحياة السياسية والإعلامية فإن مستقبل البلاد في ظل استمرار الاوضاع القائمة منذر مخيف والعياذ بالله”، على حد تعبيره. وقال زعيم النهضة جوابا على سؤال وجهته له “قدس برس” عما إذا كانوا مستعدين لمواجهة الإرهاب والتطرف جنبا إلى جنب مع السلطة، إن “علاج الإرهاب واضح لمن يطلبه، وليس شيئا غير معالجة أسبابه، والمتمثلة في استمرار حالة الانسداد السياسي والتعويل على أدوات البوليس بدل أدوات السياسة، أدوات الديمقراطية، في التعامل مع كل قوى المجتمع وبالخصوص مع التيار الوسطي في الحركة الإسلامية. لقد أثبتت التجارب المتكررة فشل الحلول الامنية وأيلولتها الحتمية للكوارث. وما من حل غير استعادة الحرية المفقودة ورفع القيود المفروضة على الحياة النقابية والسياسية وإعادة البوليس إلى دوره الطبيعي. على مثل هذا الاساس كلنا على استعداد للتعاون مع كل القوى السياسية والاجتماعية في السلطة والمعارضة من أجل مصلحة تونس وعزها وكرامتها..تونس الحرية والقانون ..تونس لكل أبنائها وبناتها وليست حديقة خاصة للبعض”.
 
(المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 26 جويلية 2007)


وفاة تونسي في موريتانيا وإصابة آخر في حادث سير

 
أعلنت مصادر رسمية في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن وفاة المواطن التونسي شاكر مجدوبي وجرح آخر بعد تعرضهم في الساعات الأولي من صباح يوم أمس الخميس 26-07-2007 لحادث سير عندما كان يقود سيارته من نوع “ميرسدس س 400” رفقة أحد زملائه عند ملتقى طرق نواذيبو شمال غرب العاصمة. ومازال المواطن التونسي الآخر الذي كان يرافق الضحية يتابع العلاج بالمستشفي الوطني في نواكشوط، فيما نقل جثمان الضحية في موكب جنائزي شارك فيه معظم أفراد الجالية التونسية وبعض المواطنين الموريتانيين إلى مطار نواكشوط في طريقه إلى تونس. (المصدر: وكالة الأخبار (موريتانية مستقلة) بتاريخ 27 جويلية 2007) الرابط: http://www.alakhbar.info/page1.php?id=7825&catid=120

هل يمكن تطويق التجــــــارة الموازية؟

 
شهدت بعض الأسواق الموازية بالعاصمة حملة أمنية لتطويق التجار الذين ينشطون بالأنهج القريبة من سيدي بومنديل وساحة العملة لافتكاك بضائعهم.. لكن هل سيمكن ذلك من استئصال التجارة الموازية، أم أن الأمر يستوجب معرفة جذور هذا الداء والحال أن هؤلاء الباعة يرتزقون مما يدره عليهم ترويج بضائع رخيصة الثمن لا يعرفون حتى مصدرها ولا يدركون مدى خطورتها على اقتصاد البلاد؟

الإذاعات الوطنية على الأنترنات

يمكن الاستماع مباشرة لبرامج الإذاعة الوطنية – إذاعة الشباب – الإذاعة الثقافية وإذاعة تونس الدولية على الموقع: www.radiotunis.com (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

 

العيب الوحيد
 
بعد آخر شريط لنشراتها الاخبارية.. قدمت لنا التلفزة فلما وثائقيا عن «الجمهورية» وكان حقا مفيدا لمن يجهل نشأة الجمهورية التونسية… كما كان «موضوعيا» من الناحية السياسية. العيب الوحيد في هذه المبادرة التي أمتعت كثيرا من المتفرجين.. أنها تمت في ساعة كان فيها جل الناس نائمين. محمد قلبي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

الحرس البحري بطبرقة أنقذهم: 8 «حارقين» جزائريين تاهوا في البحر واحتفظوا بجثة في القارب!

 
* طبرقة ـ الشروق : تمكنت دورية تابعة لمركز الحرس البحري بطبرقة يوم امس من انقاذ ثمانية جزائريين شاركوا في عملية «حرقان» كادت تتحول الى كارثة. وتفيد المعلومات الاولية التي حصلنا عليها ان الشبان الثمانية غادروا ميناء عنابة منذ 10 أيام على متن قارب صغير عازمين على «الحرقان» الى ايطاليا، إلا أنهم تعرّضوا لعدة صعوبات داخل مياه المتوسط منها ان المؤونة التي جهزوها للرحلة نفدت وكذلك مياه الشرب. الى جانب انهم لم يعرفوا الاتجاه الصحيح نحو الوجهة المقصودة، فأخذت الامواج تدفع بالقارب وهم داخله الى أن لفظ أحدهم يوم أمس الاول أنفاسه الاخيرة وهو أصيل ولاية عنابة ومن مواليد 1985 فاحتفظوا بجثته داخل القارب الى أن تاهوا في المياه الاقليمية التونسية حيث تفطنت لهم دورية تابعة لمركز الحرس البحري بطبرقة فتم اقتيادهم جميعا الى ميناء طبرقة. ثم تم ايداع جثة الهالك بالمستشفى المحلي في حين تم تقديم كل المساعدات الطبية والغذائية لبقية عناصر المجموعة التي بدت في حالة تهالك تام. وقد تم بحث أوّلي مع المجموعة التي كتبت لها النجاة من موت محقق لاماطة اللثام عن سبب موت العنصر الثامن وعن ملابسات الواقعة. * الشاذلي المصدر: صحيفة “الشروق” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

 

اليوم مؤتمر حركة التجديد:

ما الذي سيتغيــر؟

 
تونس ـ الصباح: تبدا اليوم بفندق المشتل بالعاصمة اعمال المؤتمر الوطني الثاني لحزب حركة التجديد.. بمشاركة حوالي 350 نائبا وعدد من الملاحظين والمناصرين تقرر ان يكون  لهم  حق حضور كل الجلسات والمشاركة في النقاش العام.. دون حق التصويت. ومن المقرر أن يحضر الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر عدد من ممثلي الاحزاب والمنظمات الحقوقية والنقابية.. فضلا عن بعض الضيوف من المستقلين.. لكن ماذا سيتغير بعد هذا المؤتمر الذي يطرح على نفسه منذ عقود تزعم «القطب السياسي الثالثّ» .. مع الانحياز للحداثة ضد السلفية وللديمقراطية ضد منطق الحزب الواحد؟؟ وقد وزعت النيابات في هذا المؤتمر تقريبا بالتساوي بين عناصرقيادية في الحزب الشيوعي سابقا.. ومن شخصيات مستقلة ذات ميولات مختلفة.. انضمت الى الحزب بعد مؤتمر1993 الذي قام بنقد ذاتي لمسيرة الحزب منذ 1919 وبعض مرجعياته ومواقفه.. وبينها من انضم خاصة بعد مؤتمر2001 وقبيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية 2004 التي شارك فيها الحزب مدعوما من شخصيات مستقلة ومناضلين حقوقيين غير شيوعيين.. كان من بينهم الجامعي  محمد علي الحلواني مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية .. اي ما عرف بمجموعة «المبادرة» مثل السادة سناء بن عاشورومحمود بن رمضان وسمير الطيب والمزوغي.. حسم الخلافات السياسية ورغم تأخير موعد المؤتمر مرارا فانه يعقد دون حسم قضايا اساسية بين عدد من رموز الحزب منها مسالة تعديل القانون الاساسي وفكرة احداث خطة رئيس للحزب ليس له دور تنفيذي (قد يكون دوره معنويا ورمزيا اي بمثابة الرئيس الشرفي) مع انتخاب أمين عام جديد غير السيد محمدحرمل القيادي في المكتب السياسي للحزب منذ 1957 عندما كان السيد محمد النافع سكرتيره الأول.. (ما بين 1957 و1980).. ويبدو ان نوعا من الاجماع تم التوصل اليه بين انصار السيد محمد حرمل وخصومه حول احداث خطة رئيس للحزب الى جانب الامين العام..» لضمان الاستمرارية وتجنب حصول الفراغ الذي قد يحدثه الانسحاب الفجئي لزعيم كاريزماتي في حجم السيد محمدحرمل يتولى الامانة العامة منذ 27 عاما».. لكن الخلاف الذي ينتظر ان يحسم في المؤتمر هو هل يكون رئيس الحزب شرفيا ليس له اية مهام تنفيذية أم سيكلف بلعب دور سياسي؟؟ امين عام جديد؟ كما لم يتضح بعد اسم الشخصية التي ستترشح  للامانة العامة.. رغم تردد عدة أسماء بينها السادة أحمد ابراهيم ورشيد مشارك وحاتم الشعبوني.. وهم جميعا من بين اعضاء القيادة المركزية للحزب منذ مؤتمر 2001.. ومن بين النشطاء القدامى في الحزب الشيوعي السابق.. وفي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.. ويشرف حاتم الشعبوني (الذي اعلن ترشحه للامانة العامة رسميا) على صحيفة الطريق الجديد في نسختها الشهرية.. خلفا للسيد هشام سكيك القيادي في الحزب الذي تردد انه انسحب من ادارتها» لاسباب صحية وشخصية».. والسيد حاتم الشعبوني عضو في الهيئة المديرة للرابطة التونسية  للدفاع عن حقوق الانسان.. وهو من الجيل الجديد نسبيا لمناضلي الحزب..  تباين سياسي اما السيد أحمد ابراهيم فهو استاذ جامعي متقاعد في الاداب والحضارة الفرنسية سبق له ان تولى رئاسة تحرير صحيفة الطريق الجديد في نسختها الاسبوعية في الثمانينات.. وكان عضوا في المكتب السياسي الذي افرزه مؤتمر1993 لكنه انسحب من قيادة الحزب عمليا موفى العقد الماضي مع عدد اخرمن القياديين.. بعد خلافات داخل قيادة الحزب.. حول عدة مواقف سياسية.. وكانت من مفاجآت مؤتمر2001 أن اعيد انتخابه في قيادة الحزب مع عدد من الشخصيات المناصرة لتوجهه السياسي انذاك.. والداعمة لموقفه المعارض» للوثيقة السياسية التحضيرية للمؤتمر»  لا سيما من حيث طريقة عرضها لمفهوم «الوفاق» داخل الحزب.. و«الوفاق الوطني».. وقد وزع أحمد ابراهيم يوم المؤتمروثيقة «موازية» تحت عنوان : «الوفاق الوطني.. وموقع حركة التجديد في الخارطة السياسية» (راجع الصباح يوم 18 ماي 2001 الصفحة السابعة).. وبالنسبة للشخصية الثالثة اي السيد رشيد مشارك فهو عضو القيادة المضيقة الحالية (التي تضم السادة محمد حرمل واحمد ابراهيم ورشيد مشارك) فهوجامعي متقاعد ومناضل قديم في الحزب يعتبره البعض «توفيقيا» بين مختلف التيارات والشخصيات داخل الحزب.. وصاحب موهبة «تجميع الفرقاء».. لكنه لم يؤكد بعد مبدأ ترشحه للامانة العامة.. مجلس وطني لكن اسم الامين العام لن يتضح في كل الحالات خلال المؤتمر..لان دورالمؤتمرانتخاب اعضاء المجلس الوطني الـ67 (حاليا ).. وتوزيع المسؤوليات من مشمولاتهم لاحقا..  لكن المؤتمر قد يصوت على تعديل القانون الاساسي ويبت في مبدا احداث خطة رئيس من عدمها.. وصلاحياته ودوره مقارنة بدور الامين العام.. ويبدو ان التنافس كبير للفوز بعضوية المجلس الوطني بين التجديديين (واعضاء الحزب الشيوعي السابق) من جهة واعضاء «المبادرة  الديمقراطية»  من جهة ثانية.. وهو معطى سيؤثرعلى توجهات المؤتمرالسياسية  وعلى نتائج الانتخابات.. الا ان الاهم هو ان ينجح المؤتمر في تقديم «اضافة» للنخبة والمجموعة الوطنية.. لا سيما من حيث تقديم ورقات ولوائح تخدم التمشي الديموقراطي.. حتى لا يكون مجرد رقم اضافي.. في زمن تراجع فيه عالميا دور الاحزاب عموما ودورالاحزاب التقليدية خاصة.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)


 

في نزل المشتل بالعاصمة حزب التجديد التونسي يبدأ أشغال مؤتمره

تونس- سفيان الشّورابي انطلقت اليوم الجمعة 27 جويلية أعمال المؤتمر الثاني للحزب التونسي (حركة التجديد) المعارض، بحضور ما يناهز عن 350 مؤتمرا، و عدد كبير من الضيوف و الملاحظين الذين تقرر إشراكهم في سير نشاطات أشغاله، من دون أن يحق لهم التصويت في اختيار قيادة جديدة مرّ على انتخابها الآن، ستة سنوات. و في كلمته الترحيبية، عبّر رئيس المؤتمر، السيد محمد لخضر لالة، عن أهمية هذا الموعد، الذي يتنزل في سياق انطلقت فيه حركة التجديد منذ سنة 1993 لتجميع شتات التقدميين و الديمقراطيين، و مسايرة التغيرات الإيديولوجية و الفكرية و السياسية العالمية. و أضاف أيضا أن الاختيار على تسمية “المسار التوحيدي” في إشارة إلى انضمام جمع من المستقلين سياسيا إلى حركة التجديد، تأكيدا على جدية هذا الخيار و مواصلة العمل من أجل تشبيك جميع الحساسيات الديمقراطية والتقدمية. في حين، جدّد السيد محمد حرمل، الأمين العام لحركة التجديد مرّة أخرى عن تشبثه بعدم الترشح لأي منصب قيادي داخل الهيكلة التي ستنبثق عن هذا المؤتمر، مؤكدا أن “حركة التجديد قامت بدور رائد خلال مختلف أطوار تاريخ تونس”. و أنه سيسلم المشعل على غرار ما قام به السيد أحمد نجيب الشابي (الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي). و أما بخصوص الاختيارت و المهام المطروحة على الحاضرين، فأكد السيد حرمل على عمق المأزق الذي بلغه الوضع السياسي التونسي، و على إلحاحية الحوار كسبيل وحيد للخروج منه، مذكرا في هذا السياق، الأسس التي انبنت عليها حركته و التي تقوم على رفض التعامل مع ما سماه بـ”التيار السلفي”، و على الدفاع المستميت على قيم الحداثة و التقدمية. و تداول الحاضرون ورقة حول “مشروع البيان الفكري و السياسي للحركة الديمقراطية و التقدمية المنفتحة” حملوا فيها ” السلطة مسؤولية تعطل مسار الإصلاح الوطني و تردي الأوضاع و تعريض المكاسب الوطنية إلى أخطار التراجع و التقويض و إقصاء المجتمع و قواه الحية عن كل مساهمة حقيقية في رسم اختيارات البلاد و تسيير شؤونها…”، داعين في هذا الصدد إلى بناء “حركة تعارض بحزم و ثبات سياسة السلطة و اختياراتها”. حضور كثيف في مستهل كلمته، بارك السيد محمد سعد، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، حضور المئات من المؤتَمرين و المراقبين في هذه المحطة الوطنية التي نزلها في إطار المعركة الشاملة من أجل الحريات. مضيفا أن “اتحاد الشغل وقف و يزال إلى جانب هيئات المجتمع المدني، وخصوصا منها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان”. أما السيد مية الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي، فبعد تشخيصها للحالة المأساوية التي بلغها الوضع في البلاد، توجهت بنداء من أجل “تعبئة كل الطاقات التقدمية” بهدف وضع حد للاستبداد السياسي، مضيفة أن ما يراه البعض حول أهمية الحوار مع السلطة، يفترض قبل كل شيء الاعتراف المتبادل، و تحقيق انفراجات حقيقية و فعلية، وليس ذر للرماد على العيون. و في تدخله، طالب السيد محمد الكيلاني، رئيس حزب الاشتراكيين اليساريين، أعضاء حركة التجديد مواصلة العمل المشترك السابق فيما سمي بالمبادرة/ الائتلاف الديمقراطي، و الانكباب على التحضير الجماعي للانتخابات الرئاسية القادمة التي من المنتظر أن تنعقد في خريف سنة 2009. وهو ما ذهب إليه السيد عبد الرزاق الهمامي، رئيس حزب العمل الوطني الديمقراطي، الذي دعّم الرأي القائل بكون هذا المؤتمر هو لمصلحة الوطن، وأن حزبه “مستعد للعمل المشترك مع حركة التجديد و كافة القوى اليسارية سواء كان ذلك ضمن الائتلاف الديمقراطي أو في منظومة جديدة من شانها أن تنبعث استجابة لضرورة بروز قطب ديمقراطي يواجه الاستبداد و القوى الظلامية”، في إشارة منه إلى تحالف عدد من القوى العلمانية و اليسارية مع الحركة الإسلامية. وهو اضطر السيد حمة الهمامي، الناطق باسم حزب العمال الشيوعي التونسي، بالرد على هذا الموقف، من خلال إفاضته في الحديث عن ما انجر عن السياسة الخاطئة لنظام الحكم الفردي المسيطر منذ عشرين سنة، بأن سحب البساط أمام انتشار المجموعات الإسلامية و تغلغلها بين الجماهير الشعبية، يمر حتما بافتكاك أدوارها، و عدم ترك الفراغ لصالحها، “فإذا لم تلتف الحركة الديمقراطية من اجل النضال المستميت ضد السلطة السياسية و الاقتصادية القائمة على الاستغلال و مص دماء المضطهدين، فان غيرنا قادر على الحلول محلها” على حسب قوله. كما أحيلت الكلمة أيضا إلى السيد مختار الطريفي، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الذي تمنى أن تعقد منظمته هي أيضا مؤتمرها الممنوع بقرار جائر من السلطة منذ سنتين. و كذلك إلى عدد من الضيوف الأجانب الذي مثلوا عدد من الأحزاب اليسارية الشريكة لحركة التجديد. انتظارات الرأي العام و يعلق عدد من المهتمين بالشأن التونسي بعض من الآمال على مؤتمر حركة التجديد، خصوصا مع انضمام عدد محترم من المناضلين الجمعياتيين و النشطاء المستقلين حزبيا إلى الحركة. وهو ما يفسح لهم المجال واسعا لرسم برنامجها و مستقبلها على ضوء النضالات المتراكمة لجل هؤلاء. و من المنتظر أن يتمظهر ذلك بشكل جلي من خلال اختيار اسم الأمين العام القادم الذي سيعوض السيد محمد حرمل. و تتعدد الأسماء المتقدمة المحتملة، فمنها السيد حاتم الشعبوني، رئيس تحرير جريدة الطريق الجديد، و قيدوم الحزب و من أبرز الناشطين في رابطة حقوق الإنسان، و الأكاديمي السيد أحمد إبراهيم صاحب الكتابات الفكرية الجادة، والسيد رشيد مشارك، القيادي بالحركة الذي لم يؤكد بعد ترشحه للأمانة العامة. غير أن هوية من سيكون في موقع هذه المهمة القيادية، لن يظهر إلا في وقت لاحق، من خلال اختيار المجلس الوطني الجديد، ما لم يقع تحوير خلال هذا المؤتمر في القانون الأساسي لحركة التجديد، يسمح بتعيين الأمين العام، وهما سنعرفه في قادم الأيام. المصدر: http://news.maktoob.com/?q=node/662295


وزير الدفاع بلجنة التنسيق بصفاقس… إستقبال بروح عسكرية.

 
في إطار التحضيرات للإحتفال بالذكرى 50 لإعلان الجمهورية و بالتزامن مع انتخابات اللجان الجهوية لطلبة التجمع انعقد يوم الإثنين 23 جويلية الجاري بمقر لجنة التنسيق بالتجمع الدستوري الديمقراطي بمدينة صفاقس اجتماع حضره جمهور من طلبة التجمع و عدد من السياسيين التجمعيين وعلى رأسهم وزير الدفاع الوطني. و قد تناقلت الأطراف الحاضرة مداخلة السيد كمال مرجان و الذي دعا فيها إلى مزيد تفعيل أنشطة التجمع داخل الجامعة و اعتماد روح الإبداع و التجديد و السعي إلى توسيع دائرة العمل السياسي لمنضمة طلبة التجمع. كما دعا أيضا إلى تحسيس الشعب بمدى أهمية التعاون و الحرص على الحفاظ على أمن و استقرار تونس… و هنا عرج الوزير على ما سماه بالتطرف الديني و الإرهاب و حذر الجميع من مغبة التعامل مع هذه الأفكار الرجعية كتلك التي تحملها القاعدة و السير بنا نحو منغلق التطرف الديني و التخلف و الرجوع إلى الوراء. ثم أكد على وجوب إبلاغ السلط عند أدنى شكوك حتى تنعم تونس بالرخاء. هذا و قد ناشد السيد وزير الدفاع رئيس الدولة الترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة معتبرا أنه لا خيار أمام تونس سوى القيادة الرشيدة و السياسة الحكيمة لسيادة الرئيس فلا بد أن نلح إلحاحا شديدا حتى نحقق مكاسب المجتمع المدني و السياسي و الفكري… و أثناء هذه المداخلة القيمة و التي حضرها كما ذكر سابقا الأطراف المتزاحمة على قيادة المكتب الجهوي لطلبة التجمع ومع ملل الحاضرين من التطبيل الذي أفرط فيه الوزير و احتداد المنافسة على القوائم التي لا برامج لها، لم يجد الطلبة بدا من تفجير طاقتهم فانطلقت الكراسي تتطاير و الدماء تسيل و السب و الشتم والتعنيف بين المتزاحمين على المليمات القليلة. و في مساع حثيثة قام بها الوزير لتهدئة الوضع احتد الصراع و زاد عدد الكراسي المتطايرة في الفضاء فلم يجد بدا سوى الإنسحاب هو وحاشيته وسط أجواء عسكرية بحتة. طالب بكلية العلوم بصفاقس (المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 27 جويلية 2007) الرابط: www.tunisie-talaba.net

بسم الله الأحد الصمد والحمد للله والصلاة والسلام على نبيه وحبيبه, جزاء وفاقا…
 
جابهت في هذه الأيام بلدية بنزرت بجميع فروعها الإدارية والاقتصادية والفنية هجوما عنيفا على الموظفات المتحجبات وعددهن يراوح العشرين سيدة. وقف يوم 31 ماي السيد الكاتب العام في بهو الإدارة صحبة بعض المسؤولين ” انزع الحجاب أو لا تدخل ” مع العلم أكل سيدات تتراوح أعمارهن بين 45 و 50 سنة وهن مرتديات ” للفولار ” التونسي ولم يكن من بد سوى الخروج بعد هذا الطرد التعسفي من العمل بهذه اللغة, لغة المزابل والتعفنات أغلبهن تجاوزت 10 سنوات عمل. ومن هؤلاء سيدة تجاوزت تجربتها المهنية بالإدارة المذكورة 18 سنة عملا وتجاوز سنها 52 سنة فهل تفكر هذه المرأة ومثيلاتها في ثورة ما أو تطرف ما أو إرهاب ما أو … أو … ولا حول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل وجزاء وفاقا… ونحن نساند الأخوات اللاتي توجهت إليهن الإدارة باستجواب ونرجو من الأطراف الحقوقية والقانونية الراغبة في إحقاق الحق وإنصاف المعنيين بالأمر بتولي نشر رد على هذا الاستجواب بطريقة قانونية أو تولي الدفاع على هؤلاء المسكينات والله ولي التوفيق أرجو من الله تعالى أن يوفق كل ذي عمل سديد لما يحبه ويرضاه. والسلام أبو أيمن – بنزرت – تونس


المجموعة العربيّة لرصد وسائل الإعلام أثناء الحملات الانتخابيّة تعقد مؤتمرها بالقاهرة

 
سامي نصر   القاهرة – انعقد بالقاهرة يومي 28-29 جوان 2007 مؤتمر المجموعة العربيّة لرصد وسائل الإعلام أثناء الانتخابات، فبعد تقييم المشاركين والمشاركات مختلف التجارب السابقة في كل من تونس، وفلسطين، ولبنان، ومصر، واليمن، والبحرين، وسوريا، وخاصة المناهج والعراقيل التي اعترضتها خلال رصدها لمختلف وسائل الإعلام أثناء الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة في هذه الدول. قرّرت المجموعة العربيّة القيام برصد وسائل الإعلام أثناء الحملات الانتخابات البرلمانية في كل من الأردن والمغرب. وتضمّنت أشغال المؤتمر مناقشة النظام الأساسي لعملها والقانون الداخلي للمجموعة، وخاصة تحديد جملة من المعايير الموضوعيّة للأعضاء الجدد. كما قرّر المشاركون توسيع مجال نشاط المجموعة العربيّة، بحيث لم يعد نشاطها يقتصر على الانتخابات، بل أصبح من مهامها رصد وتقييم وسائل الإعلام العربيّة في مواضيع أخرى مثل التناول الإعلامي للمسائل الحقوقيّة ووضعت في هذا الغرض خطة لأنشطتها خلال العامين القادمين. ولتيسير عمل المجموعة تم اختيار هيئة تنسيقية للعام الأول تضم كل من معتز الفجيري مدير البرامج بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بمساعدة سكرتارية المجموعة لمدة عام (والذي سوف يكون متواجدا بالقاهرة)، و سهام بن سدرين الناطقة الرسميّة للمجلس الوطني للحريات بتونس، وعبد الهادي الخواجة رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان. وشارك في هذا المؤتمر كل من سهام بن سدرين وسامي نصر عن المجلس الوطني للحريات بتونس، ومعتز الفجيري عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ، وعبد الهادي خواجة عن مركز البحرين لحقوق الإنسان، وحميد خالد عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (اليمن)، ومازن درويش وحسن عن المركز السوري لحرية الإعلام، وتعذّرت مشاركة ممثلين عن منظمة فلسطينيات والجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات. كما شارك في المؤتمر ممثلين عن المعهد الدولي لدعم الإعلام بالدانمارك، ومبادرة الإعلام بمعهد المجتمع المفتوح، والشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية الرأي والتعبير (ايفكس)   (المصدر: مجلة “كلمة” (شهرية اليكترونية – تونس) العدد 55 لشهر جويلية 2007)

خضرة والابن البار

 
زكية الضيفاوي   خضرة منطقة ريفية نائية جدا. تتالت عليها سنوات الخصب فطابت بها الحياة وابتسمت لأبنائها فتزاوجوا وتكاثروا. وبأرضها تشبثوا. يعطونها الحب تعطيهم النسل. ابن وحيد من أبنائها فرّ منها منذ صغر سنّه يلاحق حلقات العلم وازدهار الحياة في المدن المتقدمة جدا حتى عاد إليها طبيبا في ريعان الشباب محمّلا بأسرار التقدم وبحبّ لا يوصف لأهلها وبإخلاص مبالغ فيه لعمله. ووجد نفسه طبيبها الوحيد ومعالج كلّ أمراضها، لذلك عمل على أن تكون عيادته مفتوحة ليل نهار. فأضحت تعجّ بمرضى يعالجهم مجانا في بعض الحالات فهمّه ليس جمع المال كما الأطبّاء في المناطق الحضرية المتقدمة.   إنّ مهنته كطبيب جعلته إنسانيا إلى أبعد الحدود، وحسب درجة إنسانيته، حدد أهدافه في الحياة. إنّها التضحية التي لا ينضب معينها من أجل معالجة أهله من الأمراض الخطيرة. لكنّه اكتشف أنّ أمراضهم غريبة عمّا درسه. فكلّ السكّان يعانون من حدّة البصر فحتى المتقدمين في السنّ منهم لم يضعف الدهر بصرهم. لذلك يعمل الطبيب جاهدا على صنع مستحضر يقضي نهائيا على هذا المرض. ولمّا أكمل صنعه سمّاه الكحلي لأنّ هذا المستحضر يزيد العيون سوادا وجمالية. وليس مهمّا أن يجعهلها أيضا لا تبصر فالعمى في ذلك العهد نعمة للمساكين “لا عين ترى لا قلب يوجع”.   وما أن كاد يطمئنّ على راحة قلوب أهله حتى اكتشف الطبيب البارع أنّ القلوب لا تتألّم فقط لما تراه العين. بل يمكن أيضا أن تتألّم لما تسمعه الأذن فازداد حرصه على ضرورة توفير الراحة التامة لقلوب أهله، خاصة وأنّ اتساع ممتلكاتهم وتشتت سكنهم وتعوّدهم على مخاطبة بعضهم بعضا عن بعد قد أصاب حناجرهم بمرض خطير جدا. فأصبحت أصواتهم قويّة خشنة وأصبحوا عاجزين عن التهامس حتى أنّك تخال الواحد منهم وهو يحادثك إنّما يسعى إلى إيصال صوته إلى أقصى أنحاء المعمورة ممّا يقلق راحة بعضهم البعض. ولكلّ واحد منهم قصص يدمي القلوب سماعها. لذلك سهر الطبيب المسكين الليالي الطوال يخلط عقاقيره ويستشير مدرّسيه في المدن البعيدة عبر آلة اتصالات غريبة لا يملكها غيره حتى صنع مستحضرا يخفت الأصوات سمّاه “اللجام” وجرّبه عليهم فانتهى بهم إلى “الخرس”، وهذا أفضل إذ لا يسمع بعضهم شتيمة فتنتهي الخصومات ويكون “غل البكوش في صدره”. لكن الطبيب البارع اكتشف أنّ هذا الدواء أيضا لا يكفي فقد تمزق سكون الأهالي أصوات الدوابّ أو حتى هسهسة الريح ما داموا قادرين على السمع لذلك لابد من دواء يخلّصهم من حاسة السمع أيضا. وسرعان ما اكتشف مستحضرا آخر سمّاه “نعمة الأطرش” وأنعم به عليه “سعدو لطرش يمشي في الزفة وما تقلقوش أبواقها”.   هكذا تلذذ الأهل نعمة الراحة وأصبحوا لا يملّونها بل أصبحوا يطلبون المزيد. إنّهم لا يقدّرون تضحياته ويريدون منه أن ينفق عمره في السهر على راحتهم سنين طويلة وهو يكدّ ليخلّصهم من آفات قاتلة كالسمع والبصر والكلام. وعندما حقق ذلك بدأ الجميع يتأفف من راحة عقاقيره، حتى حاسة الشم فيهم أصبحت تعكّر عليه صفوه. واقتنع الطبيب أخيرا بأنّ قدره أن يضحّي بكلّ دقيقة من وقته في سبيلهم. إنّه “يحبّ البلاد كما لا يحبّ البلاد أحد”. ومن يحبّ البلاد عليه أن يسهر على راحة أهلها، ومن يقدر على ذلك سوى ابنها البار حكيمها الأوحد قاهر الأمراض وصانع المستحيل، إنّه عينها الساهرة وأذنها الصاغية ولسانها الناطق باسمها أبدا وعقلها المدبّر، فهل يمكن أن يتخلى عنها؟   سهر الليالي يفكّر ولم يجد بدّا من أن يقضي فترة أخرى من عمره في البحث عن دواء يحدّ به من حاسة الشم على خضرة تنعم بالهدوء المطلق. فأقفل باب مخبره على نفسه كالعادة ليصنع “محطم الأنوف” حتى لا يتأفف الأهالي من رائحة عقاقيره: ما أجمل حياة الديكة، لا تقلقها رائحة الأوساخ ! هذا إن استطاع الابن البار أن يوفّر لخضرائه حالة هدوء وسكينة منقطعة النظير. لكنّها ما شكرته يوما ولا نوّهت بمجهوداته. ولمّا أراد أن يسرد عليها إنجازاته اكتشف أن لا أحد قادر على رؤيته أو سماعه أو حتى التلذذ برائحة البنفسج تلفّ خطاباته الرنّانة.   (المصدر: مجلة “كلمة” (شهرية اليكترونية – تونس) العدد 55 لشهر جويلية 2007)


فضيحة بودورو: جريدة الصريح تتحدث عن الجمهورية و تكذب

 
مازال أسلوب الغلط الإعلامي و مغالطة القراء بنسب أحاديث أو أخبار غير صحيحة بالمرة أسلوبا متماديا في تقاليد الصحافة بودورو. آخر ما صدر تقرؤونه في جريدة الصريح ليومي 24-07-2007 و 26-07-2007. حيث انه قد أجرى “عز الدين الزبيدي” –وهو صحفي في جريدة الصريح- حوار مع الدكتور “محمد ضيف الله” حول الجمهورية في تونس و ذلك في إطار الاحتفاء بالذكرى الخمسون لإعلان الجمهورية. و قد احتل هذا الحوار المطوّل صفحة كاملة من صفحات ذلك العدد و هي الصفحة 18. في يوم 26-07-2006 كتب في جريدة الصريح في الصفحة 21 في خانة صغيرة ما يلي : الدكتور محمد ضيف الله يرد حول الحوار الذي نشرناه في عدد أمس الأوّل و الذي استضفنا خلاله المؤرّخ و الأستاذ الجامعي محمد ضيف الله …جاءنا من هذا الأخير رد نورده كاملا… و هذا نصّه : ” فوجئت بما ورد في الحوار المنسوب إلي من قبل السيّد عز الدين الزبيدي و الصادر على امتداد الصفحة 18 بجريدة الصريح ليوم 24-07-2007 و نظرا لما احتواه هذا “الحوار” من التباس فاني أوجّه إليكم التوضيح التالي لنشره بجريدتكم الغرّاء. إن الحوار احتوى على أخطاء تاريخية, لا يمكن أن تصدر مني كمهتم بالفترة و من بينها ما نسبه إلي من أنه وقع ترحيل أفراد العائلة المالكة أو كون المجلس التأسيسي تأسس في ديسمبر 1955 أو أن محمد الأمين باي لم يتواطأ مع المستعمر, أو أن بورقيبة وقع إعلامه بإعلان الجمهورية عن طريق علي البلهوان, أو أن المحكمة القضائية العليا أصبحت تسمى محكمة أمن الدولة, و إن مثل هذه الأخطاء التاريخية لا يمكن أن يرتكبها حتى المبتدئين في البحث التاريخي, و إنما هي متأتية من اللبس الذي وقع فيه الصحفي المذكور. – إن تقييمي للنظام الجمهوري اقتصر فقط على امتداد الفترة البورقيبية دون أن أتجاوزها بأي شكل من الأشكال, احتراما مني لمهنتي كمؤرّخ حيث لا نستطيع أن ندرس أي فترة دون توفّر المسافة الزمنية الضرورية التي تفصلنا عنها و بالتالي فاني أؤكد عدم تعرّضي في الحوار المذكور إلى مجموعة الأفكار و التحاليل و المواقف التي بدت مقحمة تماما لأغراض دعائية. و أني أكذب تكذيبا قطعيا ما نسبه إلي الصحفي المذكور بهذا الخصوص. و إنّ ما قام به يمسّ بالفعل من الحقيقة التاريخية و من مصداقية العمل الصحفي النزيه.” محمد ضيف الله (*) و الحال أن في الحوار المنسوب للدكتور ضيف الله ( هذا الحوار الذي تبرأ منه تماما و الذي يحمل عدة أخطاء علمية فادحة) يوجد جزء هام يتحدث فيه هذا الأخير عن “جمهورية العهد الجديد” بينما قد أكد في رده أنه لم يتطرّق بتاتا لهذا الموضوع. و إليكم هذا المقتطف المنسب إليه : س: و الجمهورية بعد نصف قرن ؟ ج: نظامنا الجمهوري عتيد و عمره حاليا نصف قرن … و يمكن القول أن الجمهورية الثانية بقيادة الرئيس بن علي دعمت المكاسب و قامت بعدة تغييرات جذرية و نفضت الغبار عن عدة قوانين كانت موضوعة فقط. بن علي سمح لغيره بالترشح للانتخابات الرئاسية و دعم التعددية من خلال منح التأشيرات لعديد الأحزاب و أول برلمان تعددي كان في عهده بداية من 1994 و الجمهورية الآن و بعد خمسين سنة يمكن القول إنها في أياد أمينة و البلاد وجدت استقرارها و هي تتطلع إلى الأفضل. فتونس أفضل من عدة دول استقلت قبلها و المكاسب تتعدد و الجديد يأتي يوميا. تونس حاليا نظامها عتيد و الحفاظ على مكاسب الجمهورية ليس حكرا على النظام.. و كلنا معنيون بخدمة البلاد .. تونس الآن وبعد خمسين عاما من إعلان الجمهورية حققت الكثير و القرارات الجريئة مازالت متواصلة.. إن لم تستحي فافعل ما شئت ! عيب عليكم يا أهل القلم الصحافي أن تكذبوا على القراء و تتحيلوا على الشرفاء بنسبكم اليهم كذبكم و هتافات انبطاحكم. و إن كنتم لا تستحون من إجرامكم الحبري فالمطلوب على الأقل أن تنسبوا صدى تسفيقم الغير موضوعي الى أيديكم الملطّخة بحبر التملق . دعوا أهل العلم بعيدا عن جهلكم المعدي. و يا ليت أهل “الصريح” و قفوا عند حد جبر المكسّر بقبولهم نشر رد السيد “محمد ضيف الله”. كلا ! فعوض طلب العفو من المتضرر و الاعتراف بالخطيئة … انظروا تعقيبهم : تعقيب المحرّر الدكتور محمد ضيف الله نحترمه و نقدّره..و قد حاورناه لإيماننا الكبير بأنه رجل أكاديمي و ملم بتاريخ الفترة البورقيبية … وقد حاولنا أن نكون أمناء في نقل ما جاء على لسانه… و الحوار نال استحسان القراء. و لئن وقع بعض اللبس فإننا لم نكن نقصد الإساءة الى هذا الأستاذ الذي وافانا برد متشنج للغاية. و عسى أن يصحّح هذا الرد بعض الالتباسات التي وقعت و التي نؤكد في شأنها أنها لو وقعت فعلا فإنها عفوية و لا تدخل في باب الدعاية كما أراد الدكتور الذي يبقى مرجعا ثابتا و ما اختيارنا عليه لإجراء الحوار إلا تأكيدا على ذلك .. أما النزاهة المتحدث عنها فهي حاضرة دائما في كتابتنا و فد نقلنا عشرات الندوات الخاصة بالحركة الوطنية عن مؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات و نالت الرضا. هل أن نقلكم بنزاهة لبعض المحاضرات أمر تفتخرون به ؟ أليس من واجبكم المهني النزاهة في القول ؟ ما هذا الجهل يا من وسّختم أعمدة صحفنا ؟ ما هذا الجهل ؟ هل تجدون أن الدكتور (الذي احيانا تمنحونه الدكتورا و احيانا تنزعونها منه و تكتفون بأستاذيته) متحامل على الجريدة و متشنّج في رده ؟ الا تستحون يا من ملأت أعمدتكم أخطاءا تركيبية و لغوية و ملأت اشهارات للعرّفين و المشعوذين ؟ يال الوقاحة !وااا تونساه !واا تونساه (*) محمد ضيف الله: سجين سياسي سابق، سجن سنة 1987 وبداية التسعينات (ملاحظة من هيئة تحرير موقع تونس أونلاين.نت) (المصدر: مدونة “بودورو” التونسية بتاريخ 26 جويلية 2007) الرابط: http://boudourou.blogspot.com/

 


 
بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم

خنيس: صراع خفي بين الشعبة والبلدية يؤدي إلى تأجيل الاحتفاء بعيد الجمهورية

 
بقلم: عامر عياد تميزت مدينة خنيس في السنوات الماضية بالقدرة العجيبة على تهميش الكفاءات و تجميد الأوضاع السياسية والثقافية وغيرها و إهمال الاحتفاء بالمناسبات الوطنية بطريقة غريبة تدعو للتساؤل والشك والارتياب و التساؤل عن الغاية والدافع من وراء ذلك ورغم أن الحزب الحاكم متواجد وبقوة على مستوى مدينتنا ورغم أن عمر الشعبة الأم جاوز السبعين سنة إلا أن المدينة تميزت في العشر سنوات الماضية لا بإلغاء الاحتفاء بالمناسبات الوطنية  التي يحتفي بها الشعب التونسي فحسب بل و أيضا بتدمير كل المحاولات التي تسعى إلى تجاوز حالة التردي الثقافي و السياسي في المدينة. علاقة مسؤولي المدينة بالأعياد الوطنية تنحصر فقط بالتمتع بالعطلة فلا يعني عيد الاستقلال أو عيد الشهداء أو عيد الجمهورية شيئا سوى أيام نتمتع فيها بالراحة من مشقة العمل الوظيفي ..تجاهل تام لمثل هذه المناسبات بما يعني استخفاف غير مسبوق بنضالات الشعب التونسي الذي قدم التضحيات الجسام من اجل هذا الوطن …من اجل أن يتمتع الشعب بالحرية والسيادة و الكرامة . أرادت إحدى مؤسسات الجمهورية-البلدية- تجاوز حالة التردي السياسي و التاريخي و الثقافي..رأت أخيرا انه لا بد من النهوض و قراءة الماضي لتأسيس المستقبل و استخلاص العبر..فقررت الاحتفاء بخمسينية الجمهورية بعد تجاهل المؤسسة السياسية الرسمية المحلية لهذا الحدث و تمييع الاحتفال به كعادتها في مثل هذه المناسبات الوطنية..قررت بلدية المكان عقد ندوة فكرية حول خمسينية الجمهورية ” الواقع والأفاق” و تكريم ثلة من الرجالات الذين أسهموا عبر تاريخ المدينة في تحمل مسؤولية الإشراف و تسيير هياكلها تنشيطا للذاكرة و اعترافا بمن قدم و استيعابا للحدث و طموحا لواقع أفضل. تقرر عقد الندوة يوم 22-7 2007 ليتأجل ليوم 25-07 ثم ليوم 27-07  بحضور احد الوزراء أو في حالة التعذر احد المسئولين الجهويين ، و بدأت الاستعدادات المادية لهذا الحدث من إعداد للمداخلات و تزيين لأهم شوارع المدينة و طباعة الاستدعاءات و تحضيرا لهدايا كان من المفترض أن تقدم للمحتفى بهم. إلا أن إرادة التدمير كانت أقوى مكن إرادة البناء ،و السعي للتجميد اصلب من العزم على النهوض والإحياء.. تحركت المؤسسة السياسية المحلية لممارسة سلطتها، سلطة التدمير و التجميد ،لان بهما تواصل البقاء و الصمود، الصمود على كرسي المسؤولية. إن كل عملية بناء و كل نهضة تشهدها المدينة تصب في خانة التخلص ممن تزعم كرسي الإبادة و الفناء لذلك فمن مصلحتهم لا تجميد الأوضاع   فحسب بل و تدمير كل محاولات الخلق و الإبداع والنهوض والأمل..تحركت أصابعهم في الظلام و نجحوا كما العادة، نجحوا في تمييع الاحتفال بهذه المناسبة و تهميشها كما همشوا الاحتفال بخمسينية استقلال تونس و غيرها من المناسبات الوطنية ..استطاعوا أن يحبطوا –كعادتهم العزائم الصادقة منها و الانتهازية..بثوا الإشاعات ..شمتوا و في الأخير نجحوا وتتواصل معهم أفراح التجميد والتدمير ولمن أراد التربص و إتقان فن إحباط العزائم و تصحير الإرادات فعليه فقط الاتصال بمسئولي “شعبتنا” فهم أهل الدراية و الإتقان والإبداع في هذا الفن. وكل عام و الجمهورية بألف خير و كل عام ومسئولي الجهة متسامحون.. متجاهلون..طيبون.


جمعية للدفاع عن اللائكية في تونس !

 
محسن المزليني  أعلن مؤخّرا مجموعة من الأسماء التي عرفت بنشاطها المكثف في المجال الثقافي والحقوقي عن تأسيس جمعية تونسية للدفاع عن اللائكية. وأصدروا ما سمّوه بأرضية حدّدوا فيها غايات التأسيس ومنهج الممارسة. أيّة لائكية؟ لما كان المفهوم في ميادين الظواهر الإنسانية شرط أساسي لبدء الحديث…أيّ حديث تأسيسي، فقد كانت “فاتحة” الأرضية محاولة تعريف جامع وإن لم يكن مانعا لإشكالية اللائكية، إذ لخّصها أصحاب المبادرة بأنّها تعني في عمومها ورغم بعض الخصوصيات ” فك الارتباط بين الممارسة السياسية وأية نظرية دينية أو أية نظرية تدعي القدسية، وفي نفس الوقت رفض انتصاب أية فئة أو مجموعة وصية على البشر، تدعي تمثيل قوى ما ورائية على وجه الأرض وتسعى لارتهان إرادة الشعب وتوجيه المجتمع وتشكيله تطبيقا لتعاليم وقواعد تعود لقرون خلت بدعوى أنها تعاليم مقدسة ومكرسة للإرادة الإلهية وذلك على حساب ما توصلت إليه البشرية من تطور وتقدم، وعلى حساب تحكم الشعب في إرادته وتسييره لشؤونه على أساس المواطنة والديمقراطية وعلى حساب حرية المعتقد ذاتها كحرية شخصية يدنسها التوظيف ويحشرها  في متغيرات السياسة”…  فصل بين المستويين البشري و ما قد يُدّعى بأنّه مقدّس وهو ما لم يعد بنظر الوثيقة بدعة وإنّما تحصيل حاصل في ضوء التطوّر الحضاري الذي دخلته كلّ الشعوب طوعا أو كرها. لقد غدت العلمانية ” أمرا مسلما به في أغلب مناطق العالم، ولم يعد رفض الدولة الدينية موضوعا للنقاش في جل المجتمعات الحديثة رغم بعض الإشكالات التي مازالت تطرح هنا وهناك” كما جاء في الوثيقة· تصويبات   وأشار أصحاب المبادرة إلى ما تُقابل به اللائكية في العالم العربي والإسلامي من إستهجان ورفض جعل من اللائكيين في منزلة بين منزلتين: دخلاء أو غرباء… بحسب استراتيجية الناظر وخصوصية المنظور إليه. ومن أسباب هذه النّظرة ربط اللائكية بالقيم الغريبة عن منظومة المجتمعات العربية والإسلامية، ويعود ذلك إلى الصورة النمطية التي ارتبطت بالنظام اللائكي باعتباره معاديا للدين. لذلك أكّد المؤسسون على ” أن اللائكية تتناقض مع الدولة الإلحادية، ومع أية سلطة تجعل من الإلحاد نظاما رسميا لها في محاربة الدين والتدين”. كما غدت مع تحوّ العالم بموجب مختلف أوجه العولمة إلى قرية، تمثل شرطا كونيا للتعايش بعيدا عن التعصب الذي يرتدي فيه الجهل ثوب الثقافة وتنتصب فيه الوحشية مقام الحضارة ويتحول فيه الانتماء إلى “هوية قاتلة “. أمّا عن دواعي التأسيس فقد أشارت الأرضية إلى ما اعتبرته إن انتكاسة  يشهدها “مجتمعنا تدعو إلى الانشغال” وعدّدت مظاهرها فيما اعتبرته دعوات “للتراجع عن بعض مظاهر العلمانية في ميادين مثل التربية والثقافة والإعلام …وخاصّة مسألة حقوق النساء ومكانتهن في المجتمع والتي باتت مهدّدة بمحاولات الارتداد التي تقودها حركات الإسلام السياسي· وبديهي أن مسألة حقوق النساء وتحقيق المساواة الكاملة والفعلية مع الرجال تمثل مسألة حاسمة وغير قابلة للمساومة، فهي من جوهر القناعات الديمقراطية واللائكية”. كما أشاروا إلى تنامى ضغط حركات الإسلام السياسي خلال العقدين الأخيرين ، وإلى تنوع مظاهره التي تستهدف، حسب رأيهم، الدولة والمجتمع والنخب بهدف استدراج الجميع للانصهار في منظومته الفكرية والقيمية في اتجاه إقامة الدولة الدينية. كتلة لائكية أمّا عن وضع اللائكيين في تونس، فسجلت الوثيقة  افتقادهم “لإطار يجمعهم ويوحد جهودهم ويمكنهم، وبصفتهم تلك، من المساهمة الفاعلة في الصراعات الفكرية والجدل الدائر حول عديد المسائل المجتمعية الهامة”. كما دعت اللائكيين إلى السعي لتجاوز هذا الوضع وتأكيد حقهم في الدفاع عن اللائكية ورفع رايتها والعمل من أجل بلورة وتطوير ونشر الأفكار والقيم اللائكية ببعث إطار للتعريف بها وخلق منبر لها. لذلك  بادرت مجموعة من النساء والرجال بتأسيس جمعية ثقافية وفكرية ينشطها مثقفون وأصحاب فكر وباحثون وجامعيون. ومن مهام هذه الجمعية، كما جاء في الوثيقة، “السعي لنشر مفاهيم اللائكية وقيمها و الإقناع بها في الأوساط الفاعلة في التوجيه الفكري والثقافي للمجتمع كالمدرسين والمنشطين للحياة الثقافية والصحفيين والفنانين وأصحاب المهن القانونية، ومناضلي ومناضلات الجمعيات الثقافية والنسوية والحقوقية، وعموما كل المهتمين بالحقل الفكري والثقافي· وتطرح الجمعية  على  نفسها التعريف بتاريخ اللائكية وتطوراتها ومختلف تجاربها واشكالياتها في بلدان متعددة، وتعمل على  نشر  قيمها في مجالات مثل التربية والثقافة والإعلام والتشريع وحقوق النساء والمساواة والمواطنة، ومجالات الخلق والإبداع وغيرها”· كما أكّدت الوثيقة على الطابع الثقافي للجمعية وعلى ضرورة “حماية  هذا  الإطار  من  مزالق  التوظيف  لخدمة أغراض غير  تلك  التي  حددها  له  مؤسسوه   ومؤسساته”. تساؤلات لا بد ّمنها في انتظار أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتبدأ الجمعية في ممارسة نشاطها، فإنّ عديد الأوساط المهتمّة سواء بالشّأن الثقافي أو السياسي أثارت الكثير من التساؤلات حول الأهداف والوسائل بقطع النّظر عن حقّ التواجد الذي لا يجادل فيه أحد. فقد اعتبر البعض أنّ الدفاع عن اللائكية بالتركيز على الجانب الثقافي فقط وعدم “الإنجرار” إلى الشأن السياسي يخفي مفارقة كبرى، ذلك أنّ العلمانية وخاصّة نسختها اللائكية المناضلة (كما هي النسخة الفرنسية التي تعشقها النخبتين التونسية والتركية…)، كانت نظرية سياسية بالأساس قبل أن تكون ممارسة لفعل ثقافي عذري ومستأنس. فكيف تقف في تونس على ربوة الثقافة ولا تخترق حدودها بل تخشى الإنزلاق إليها. كما تساءل عديد الملاحظين إن كان طرح مسألة الفصل بين الديني والسياسي من الشواغل الملحّة آنيا على الأقل، وكأنّ” شيوخ الإسلام ” يقفون على أسوار المدينة مهدّدين بـ”أسلم تسلم”. بل إنّ البعض غمز إلى أنّ هذا الطرح إن هو إلاّ محاولة للدخول في صراعات جانبية وتناسي أنّ المشكل الأكبر هو فصل الدولة عن الحزب أيّ حزب بتأسيس الديمقراطية الحقيقية ونفي ثقافة الاستبداد أيّا كان مرتكزها لاهوتي أو بشري (ناسوتي) ، إضافة إلى أنّ طرح اللائكية بخلفيتها الفرنسية الحصرية يجعل من الانقسام الحادّ مصيرا للنخب الثقافية والسياسية مما يصادر أيّ إمكانية لتحقيق التقدّم والديمقراطية باعتبار أنّهما مشروطتان بتوافق ليس بالضرورة ينهي الخلاف ويوحّد المشاريع وإنّما يبلور حدّا أدنى للممارسة والتعايش المشترك. كما أنّ استعمال مصطلح “الدفاع” يستبطن حكما أنّ اللائكية سائدة كنمط اجتماعي وسياسي بتونس وأنّها صارت تواجه الأخطار. غير أنّ هذه المصادرة تبدو أقرب إلى الرغبات منها إلى الوقائع، ذلك أنّه لم يسبق لدارس أو لسياسي أن أطلق هذا التوصيف على المجتمع التونسي الذي يمكن أن نرصد فيه عديد التحولات المرتبطة بالحداثة سواء الإستهلاكية والسطحية منها أو الحداثة المنتجة فكريا وتنظيميا، إلاّ أنّ القول بأنّه لائكي يحتاج إلى دليل وبيّنة.
 

رأي في الديمقراطيّة

 

كتبه عبدالحميد العدّاسي

 

المصطلح

الديمقراطيّة كلمة أحدثت الكثير من التصدّع في الصفّ الإسلامي على وجه الخصوص، وذلك بسبب التوقّف الطويل والجامد عند المصطلح، إذ الديمقراطيّة – كما نعلم – كلمة يونانية قديمة مركّبة تعني قوّة (أو سيادة أو حكم) الشعب… وهي إلى ذلك نظام (دائما بالرّجوع إلى المصطلح) يعارض قوّة أو حكم الفرد الواحد (كالملك أو الإمبراطور أو الدكتاتور أو غيره) كما تعارض حكم الفئة القليلة المعيّنة المستندة في الحكم إلى قوّتها الاقتصادية (الثراء المالي) أو القوّة العسكرية أو غيرهما من المراجع التي تقصي صوت الشعب وتمنعه من انتخاب حكومته تبعا لذلك الشعار المعبّر عن الديمقراطيّة: حكومة الشعب، من الشعب وإلى الشعب…

الديمقراطية والإسلاميين (في تونس)

قلت لقد أحدثت هذه الكلمة تصدّعا في الصفّ الإسلامي… فالحاكميّة لله (إن الحكم إلاّ لله)، ولا مجال إلى ردّ الحكم إلى الشعب، فلعلّ الأغلبيّة فيه رضيت لنفسها الحكم بغير ما أنزل الله فباءت، بغضب من الله، فهلكت وأهلكت. هكذا يرى بعض الإسلاميين وهكذا ينظرون إلى هذا المفهوم، مفهوم الديمقراطيّة. ولعلّ كلّ منصف يعذرهم في هذا التحوّط لدينهم، والنّاس يرون اليوم كيف أنّ الفهم القاصر لمعنى الديمقراطيّة والتطبيق الفاسد لها قد فرّج ما لا يُحصى من المجموعات الشاذّة التي ضاقت بهم الدنيا وتأذّت بوجودهم الأنعام، لعلّ آخرها ما ظهر في تونس عقبة من خلائق رضوا لأنفسهم عبادة الشيطان… وقد دافع البعض الآخر من الإسلاميين عن قناعاتهم حول مفهوم الديمقراطيّة، فهم يرون فيها النّظام الوحيد الذي يمكّن الشعب (الأمّة) من تحقيق سيادته عبر السلطات الثلاث: التشريعية، القضائية أو القانونية والتنفيذية، مبيّنين أنّ آلية الديمقراطيّة وخاصّة منها تلك المتعلّقة بالاقتراع وصناديقه الشفّافة (إذا طبّقت تطبيقا سليما صحيحا) تمكّن من إبعاد كلّ وسائل التسلّط القديمة البغيضة: الرّجل الواحد الحزب الواحد الرأي الواحد الرؤيا الواحدة، وغيرها من العناصر الدّافعة بالشعب إلى التقاعد… هذا الشقّ من الإسلاميين لحقه الأذى أكثر بكثير من الأوّل: فشقيقه الإسلامي نزع عنه الصفة الإسلامية ليكسوه صفة الديمقراطيّة “العار”، وغريمه “الديمقراطي” لم يقبله في ميدان الديمقراطيّة واتّهمه بالتستّر بها لبلوغ أغراض دينيّة لا تلبث أن تُكشف بمجرّد التمكّن أو التمكين عبر الديمقراطيّة. وعليه فقد بقي هذا الإسلامي مرفوضا بسبب عدم رفضه للديمقراطيّة وعدم كفره بها حينا ثمّ بسبب قبوله بها حينا آخر … فيا لها من وضعية عجيبة حرجة مُحرِجة!…

ثمّ ماذا بعد

شهدت الديمقراطية أو مفهومها الكثير من الانحراف في العالم، فقد صارت تعتمد كثيرا على النفوذ المالي والعسكري (وهي التي جاءت محاربة لهما)، وهو ما أضعف المكوّن الرّئيس (الشعب) الذي اكتفى بالسير في الشوارع للتنفيس والترويح والتراوح… فكم من سياسات مرفوضة شعبيا تمرّر وكم من برامج خطيرة معارضَة شعبيا تنفّذ، وكم من إديوليجيات متخلّفة مهلكة تُسرَّب… إلى ذلك، فقد ظهرت الديمقراطيّة بمظهر غير لائق بأصلها، ويكفيك نظرة مبسّطة حول الأفق لترى الديمقراطيّة – بوجهها الكالح الكريه – حمّالة قنابل عنقودية أو ثقيلة مبيدة، وتراها زارعة ألغام مدمّرة، وتراها مسيّرة مراكب متجسّسة، وتراها قاتلة مغتصبة معوّقة ملوّثة، وتراها قاطعة أرزاق ضاربة للحصار هنا وهناك مشجّعة لإرهاب الدولة هنا وهناك مجوّعة مشبعة مرهبة مؤمّنة. كما يمكن أن تراها منافقة منحرفة عن العدل والعدالة، وتراها لاإنسانية فاسدة كما في حادثة الممرّضات البلغاريات ذوات الجرم البشع (إن صحّت الرّواية الليبية)، وكما في تجويع الأطفال والشعوب في فلسطين والعراق وبلاد المسلمين… كما تراها كافرة بالإسلام رافضة لأهله كما في اللوحة الفلسطينية التي برزت فيها حماس المنتصرة ديمقراطيّا، وكما في اللوحة الجزائرية التي برزت فيها “الفيس”، وكما في اللوحة التونسية التي برزت فيها تلك السلوكيات الدخيلة التي لا تقبل بدخول الواحد منّا حمى “الديمقراطيّة” إلاّ بإعلان الحرب على الله وعلى شريعة الإسلام…

والحقيقة والمطلوب

ليس هنالك اليوم في العالم العربي والإسلامي من هو أأمن على الديمقراطيّة وعلى المسار الديمقراطي من الإسلاميين أنفسهم أو لنقل من أصحاب الخُلق الطيّب (وليس هناك ما هو أرفع من خُلق الإسلام) والمثال التركي يؤكّد ذلك. كما أنّه لن يكون للديمقراطيّة تواجد حقيقي في أراضينا الإقلمية والقطرية إلاّ بعد إزاحة أعدائها أو على الأقلّ إصلاحهم (ليس ذلك مجاراة لمقولة “لا حريّة لأعداء الحريّة”)، وهم أولئك الذين عملوا السنين الطويلة على الوقوف سدّا منيعا في وجه خَدمة (بفتح الخاء، ج. خادم ) الديمقراطيّة الأصليين وهم نحن الإسلاميين ومن صلح من القوم ممّن عمل بمقتضى المعاني الأولى للمشروع الديمقراطي… وقد رأينا إساءات بليغة من مجموعات بعينها ذكورية ونسائية على حدّ السواء للمفهوم الديمقراطي حتّى خشينا ألاّ يكون في الحلبة “الديمقراطيّة” إلاّ فاقد هوية عديم شخصية فاسد عقيدة مسلوب قيمة… لقد دفعنا ثمنا باهضا من أجل الحريّة، وإذا كانت الديمقراطية هي من أهمّ وسائل إشاعة تلكم الحريّة التي نستقيها أساسا في إسلامنا، ديننا الحنيف، فلا أقلّ من أن نتثبّت في شخصية مدّعيها. وأحسب أنّ الذي لم يخلص لربّه ولرسوله ثمّ لدينه والذي لم يحترم أصل أمّه وأبيه لن يكون قادرا على جلب الخير للتونسيين الأسوياء بل لعلّه لن يفلح إلاّ في إشاعة الشذوذ والانحراف الجارفين للقيم…

الحديث عن الديمقراطية اليوم لا بدّ أن يقترن بالأخلاق الإسلامية السمحة كي نبتعد عند تطبيقاتها عن خلق المنافق الذي إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر وإذا تمكّن ظلم… الحديث عن الديمقراطيّة اليوم يجب أن يرتبط بالفكرة الأمّ – التي ردّدها كلّ إخوتنا المفرج عنهم أخيرا – المتمثّلة أوّلا وآخرا في حبّ تونس وحبّ أهلها، المفضيين بالضرورة (الحبّان) إلى عمار الأرض وإعمارها وإشاعة الحريّة والاستقامة والتنافس على دروب الخير جميعها… وأمّا أن نظلّ حُبُسَ فكرة منقوصة شاذّة يروّجها أناس فيهم الكثير من الخلط والكثير من الدخن فسوف لن نفاجئ بعد ذلك بطغيان عبدة الشيطان الذين كرهوا التونسيين لكثرة استعاذتهم بالله من الشيطان!…

في كلمة واضحة: إذا كنّا حقّا مسلمين – وتونس المسلمة ترتضي لنا ذلك – كنّا قادرين على جعل مبادئ الديمقراطية خادمة لتنمية الخير الذي هو فينا، وكنّا بالتالي بارّين ببلدنا وقومنا. وإلاّ فإنّه لا خير فينا حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط، ولن يفلح قوم ربطوا الديمقراطيّة بمحاربة مآلات تطبيقاتها…        

 

 

 


 

أسئلة بريئة جدّا حول حسنات الطائفيّة

 
سلوى الشرفي هذه بضعة أسئلة موجّهة إلى من يتكرّم بالردّ عليها من العارفين بشؤون الدّنيا و الدّين. قرأت معايدة موجّهة إلى رئيس الدّولة و الشعب التونسي بمناسبة ذكرى الجمهورية، من طرف شخص يقول إنّه من جماعة أهل البيت. هكذا، “أهل”، بحرف ال”ها”، ذاك الحرف الذي يتميّز بعينين كبيرتين عن حرف ال”ح” بالنسبة لإخواننا الفرس لأنهم ينطقون الحرفين ‘ها” و “ح” بنفس الطريقة:  “ها”. و لذلك يضطر معلّمو اللغة الفارسية خلال درس الإملاء إلى التّمييز بين الحرفين بالقول  “ها دو دجشمي” أي “ها” بعينين اثنتين، أو “ها” بدون عينين اثنتين. السؤال الأول يتعلّق إذن بطلب توضيح حول سبب إضافة حرف ” ها، دو دجشمي” إلى كلمة آل البيت. 2: ألم يكن من المفروض تقديم المعايدة حسب التسلسل التالي: السيد الوليّ الفقيه، ثم رئيس الجمهورية التونسية، و أخيرا الشعب التونسي ؟ مع الملاحظة أن السؤال لا يشمل إشكالية النظام الجمهوري لأن إيران حلّت المشكل عندما لقّبت نفسها “بجمهوري إيراني” 3: لماذا لم يستبشر و لم يهلّل الديمقراطيون و منظمات حقوق الإنسان بهذه الإضافة التي تدعم التعددية في البلد، و لما لا تطالب بالمزيد من الفرق ؟ فنحن نستحق على الأقل و حسب مبدأ المحاصصة السياسية و النسبيّة الرّياضية، عدد سبعة عشرة طائفة مضروبة في ثلاث، على اعتبار أن سكان لبنان لا يتجاوز عددهم رسميا الثلاثة ملايين منقسمين إلى 17 طائفة. ألا يحق إذن للحقوقيين في تونس المطالبة أيضا بحق ظهور الدروز و العلويين و الإسماعيلية و الزيديّة و المارون و الأرثودكس، و لما لا الأرمن و الأكراد… ؟ 4: ما مدى شرعية تدريس علم الحديث بالاقتصار على مسلم و البخاري و الترمذي دون الكافي، بعد أن أصبح في بلد احترام المعتقد الديني و قدسية إقامة الشعائر الدينية، من لا يؤمن سوى بالكافي ؟ 5: ما مدى شرعية الإبقاء على أسماء عائشة و عمر و عثمان و أبو بكر و حتى سفيان و معاوية  و كذلك الإبقاء على “بلايك” الأنهج الحاملة لهذه الأسماء في تونس ؟ ألا يتوجب على الناس الذين يحملون هذه الأسماء استصدار أحكام بتغييرها و حث المجالس البلدية على تغيير أسماء الأنهج احتراما لمشاعر إخواننا الشيعة في تونس ؟ 6 : كيف سيتصرّف التوانسة مع المصروف للاحتفال بعيد رأس سنة ثالث ؟ 7: و هل يجوز إضافة نبتة ثامنة في طبق النباتات السّبعة “الهفت سين” في عيد “النوروز” أم يجب الإبقاء على الرقم السبعة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك ؟ 8: هل يجوز عدم إضافة التاريخ الشمسي إلى مراسلاتنا الرّسمية إلى جانب التاريخين الميلادي و الهجري، و كذلك عدم إضافة كلمة “خرداد” بين قوسين بعد كتابة شهر ماي مثلا ؟ 9: ما مدى شرعية لباس السّفساري التونسي الأبيض، الذي تصالحنا معه بالموت الحمرة، بالنسبة لجماعة أهل البيت ؟ و هل تجوز صباغته باللون الأسود حدادا أبديا على سيدنا الحسين الذي خذله السنّة التوانسة في كربلاء بعد أن ألحّوا عليه للقدوم عندهم في العراق لتتويجه أميرا للمؤمنين ؟ 10: ما مدى شرعية وضع عمامة سوداء بالنسبة للتّوانسة، سنّة كانوا أم شيعة، إذا كانوا لا ينتمون إلى الأسياد المنتمين وراثة إلى أ”ه”ل البيت ؟ 11: هل يجوز التمتع بإدماج الحج إلى مكة و الحج إلى العتبات المقدسة ؟ 12:  ما هو عدد الأيمّة الذي ينوب عنهم الولي الفقيه ؟ 13: :  هل يجوز للسني التونسي المفتون بالتقليد السّجود بوضع جبهته على حفنة تراب من العتبات المقدسة ؟ 14: هل يجوز للسني التونسي السكن قرب جامع يرتفع منه آذان يقول “حي على الصلاة حي على خير العمل” و كذلك “أشهد أن محمدا رسول الله و أن عليّا وليّ الله”  15 : هل يجوز لسنّي تونسي السكن خارج بيروت الغربية أو حيّ “الفلّوجة”  ؟ 16: على أساس أنه لا حياء في الدين، ما مدى شرعية ترك بيوت الدعارة مفتوحة قبل التثبت من موافقة كراس شروطها لأركان زواج المتعة ؟ 17: ما هو العدد الشّرعي لجلدات الذات في عاشوراء ؟ 18: و أخيرا ما مدى شرعية مواصلة القول تعبيرا عن الكرب و الهمّ و الغمّ : “بكيت، بكيت حتى شبعت” عوضا عن “بكيت بكيت حتى نزّلت الحسين” ؟

 
الأستاذة سلوى الشرفي لـ”مواطنون”

“لا يمكن مطالبة المفكِّر بالابتعاد عن المنهج العقلاني”

 
في بعض الأحيان، من المفيد أن يتراجع رجل السّياسة لفائدة رجل الفكر لكيْ تنفصل التحاليل و الرؤى المحمولة بين كليْهما، والتي تختلف في الغائيات؛ بين تلك التي يكون هاجسها مآرب منقطعة عن جوهر الحقيقة، وبين الأخرى التي يحرّكها الخير الجامع للجميع. و عديدة تلك القضايا التي تؤرق الشارع السياسي التونسي اليوم وتثير الكثير من الضبابية لا لشيء إلاّ لتدخّل السّياسي في رسم و خطّ تفاصيلها. و لرفع اللبس عن البعض منها، التقينا السيدة الكريمة سلوى الشرفي، أستاذة الإعلام و الاتصال السياسي بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار بالجامعة التونسية والتي كتبت مؤلفيْ (الإسلاميّون و الدّيمقراطيّة) دار علامات للنشر 1999، و(الإسلام و المرأة و العنف) دار علامات للنشر2000، لتنير سبيلنا حول بعض الموضوعات التي تشقّ ساحتنا السياسية. فكان الحوار الآتي: أجرى الحوار:سفيان الشّورابي السؤال الأول: أثرتِ في عدد من مقالاتك العديد من القضايا الشائكة التي تشقّ مجتمعاتنا، وذلك وفق منظور يغرف من العقلانية باعتبارها الأداة الوحيدة للحفْر في جسم القضايا الثقافية و العلمية و التاريخية و الأنتروبولوجية الخ؛ و إيجاد مخارج ممكنة لها. و انجرّ عن حديثك عن المسكوت عنه، الكثير من ردود الفعل المتشنّجة. فلماذا حسب رأيكِ لم تنغرس العقلانية بعدُ في “الأنا الثقافية”؟ الجواب: شخصياً لا أعتقد أنني تحدثّت فعلا في ما يسمّى المسكوت عنه أو المحرّمات. يجب، قبلاً، الاتفاق حول هذا المفهوم و حول القضايا التي تندرج ضمنه. فما يراه غيري محرّماً يمكن أن أراه عادياً و العكس وارد أيضاً. فكل ما تحدّثت فيه، كانت قد أوردته كتب التاريخ القديمة. و من المفارقة أن يتحول ما كان مسموحاً به من قرون خلت، و ما كان يتطرّق إليه من يحمل لقب إمام، مثل الطبري، محرّما في القرن الحادي و العشرين. المسألة إذن تتعلق بالاختلاف في الرؤية و في المقاربة. فهناك من ينْسج فكراً استناداً إلى أفكار مسبّقة فيفسّر الماء بالماء و لا يثير غباراً، أما الذي ينسج فكراً اعتماداً على وقائع مطْمورة فإنه يزعج الذين تعودوا على الهدوء و القوالب الجاهزة. و هذا هو الفرق بين الفكر و الإديولوجيا أو بين المفكّر و السّياسي. السّياسي يضع بين قوْسين الوقائع التي لا تخدم أهدافه، أو يستثمرها للتأثير و التجْييش و التأطير، أما المفكّر فهو يُعطي الأولوية للوقائع، سواء لاقت هوى في نفسه أم لم تلاق. كما يحاول المفكر الخروج قدر المستطاع من دائرة الذاتية، وهو ما يسمح له باتخاذ البعد الكافي لرؤية أوضح. وعملية الخروج من الذات، عملية متعبة و استثنائية، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يخرج عن ذاته بطريقة مستمرة. و هو ما يفسر ما نعتقد أحيانا أنه تناقض في مواقف الإنسان. السؤال الثاني: من بين مسببات صعوبة هضم الأفكار و الرؤى العقلانية ما هو مرتبط بعُسرٍ في فهمها من قبل الجمهور. فقد احتجّ المفكّر محمد محفوظ بأن “لا يعقل أن يكون حديث المثقف تجريدياً و بعيداً عن الهموم اليومية للمواطن العادي…” هل هناك بالفعل ما يمكن تسميته “تعالٍ”؟ و لماذا لا يُسقط الحاجز القائم بين النخب المثقَّفَة و بين العامة؟ الجواب: رجل السّياسة، إنسان براغماتي يسعى إلى كسْب رضا الناس فيحدّثهم بما يرضيهم، أما المفكّر فلا يعنيه رضاء الناس لأنه لا ينوي الترشح في الانتخابات. إذن لكل من السّياسي و المفكّر دوره و طريقته في التعبير و في التفكير التي تفرضها أهدافه. كما أن المسألة مرتبطة بإطار القوْل. فلا يمكن مثلا مطالبة الباحث كتابة تقريره بلغة الصحافة أو اللغة العاميّة لكي يفهمه الشارع. و لا يمكن مطالبة أستاذ الجامعة بالابتعاد عن المنهج العقلاني الذي يبدو جافاً بعض الشيء.  فالأستاذ الجامعي يواجه يوميّا مئات الطلبة من مختلف الطيف السياسي و اللاسياسي، و الطريقة الوحيدة التي تسمح له بتبليغ المعرفة بطريقة صحيحة هي منهجية أخْذ البعد الكافي و الخروج من سجن الذات و فرض نفس النهج على الطلبة. و إلا فإنه لم يمكن إقناع المؤمنين المسيحيين بضرورة تعلّم الطبّ. و نتذكّرْ كيف كانت الكنيسة تحرق الأطباء الذين تتّهمهم بالسحر و الشعوذة لأنهم يدّعون، حسب زعمها، القدرة على تغيير مجرى القرار الإلهي و مشاركة الله قدراته. و كيف يمكن، أيضا، لأستاذ التاريخ أن يدرّس خاصيّة بلد ما إذا سقط في فخ يوتوبيا “شعب واحد من المحيط إلى الخليج”؟ و هل يمكن لأستاذ القانون أن يعرّف بمفهوم الدولة و بوظائفها إذا كان مقتنعا بأن مآلها المتحف و بئس المصير؟ العلم، ليس متعاليا، بل إنه يتّسم بخصْلة التواضع. إنه يعمل على الأرض و من أجل الأرض. و هذا لا يعني أن الحلم و الأمل و التخيّل أشياء سلبية، إنها ضرورية للإنسان و لكن مكانها الحقيقي يوجد خارج أسوار الجامعة. غير أنني أوافقك الرأي بخصوص ضرورة التبسيط على ألا يعني ذلك القيام بتنازلات. و التبسيط لا يتعلق فقط باللغة و الأسلوب، بل و أيضا بإطار القول. فعلى من يروم تبليغ فكرة ألا يتعالى على وسائل الإعلام السيارة، و عليه أيضا قبول الدخول في نقاشات و حوارات. إلا إذا كان يعتبر قوله خارجا عن إطار الرأي و داخلاً في إطار المقدس و المطلق. و إذا اقتنعنا بأن حركة الحياة و التغيرات الطارئة على السلوك هي في جانب كبير منها نتاج الفكر و القول، و أن كل تغيير، و بحكم النسقيّة،  يمسّ الجميع و يؤثر في حياتهم، فإنه على الفرد الذي لا يقبل بأن يفرض عليه سلوكاً لا يرتضيه، أن يساهم في تغيير النسق المفروض ليتلاءم مع رؤيته للحياة أو على الأقل ليجذب إليه الغطاء قليلاً. لذلك أنا لا أفهم أصحاب مقولة “أقولها و أمضي” يقولونها لمن؟ لأنفسهم؟ في هذه الحالة لماذا يكتبون و لماذا يقولون؟  فليتركوها لأنفسهم و ليتركوا المجال للذين يؤمنون بأن هدف التفكير هو التواصل مع الغير و مع المختلف و المعارض أساسا. لا معنى أن نتحدث، في إطار الفضاء العام، لأنفسنا أو لمن يشبهوننا فقط. و بالنهاية فإن مجال الرواية مفتوح لمن اختار حكمة “أقولها و أمضي”. السؤال الثالث: في مواجهة الانكسارات المتعددة التي عشناها طيلة قرون، آخرها كان انهيار مشروع دولة ما بعد-الاستقلال، كانت الإجابة الدّينية عن جميع الأسئلة التي تواجهنا هي المهيمِنة، والرجوع إلى ينبوع الدّين لشحْن موجات ردود الفعل، هي المسيطِرة. فأين بقية الإجابات؛ أو بشكل آخر، أين الايدولوجيا المضادة؟ الجواب: و أين كانت الإديولوجيا الدينية في زمن كانت فيه الشيوعية و الاشتراكية و القومية العربية و إيديولوجية الدولة الحديثة تصول و تجول؟ و أين كانت الثقافة الأوربية في زمن كانت فيه الثقافة العربية مهيمنة؟ و الأمثلة كثيرة في التاريخ. منطق الأشياء يقول بأن الهيمنة تكون لصالح عنصر واحد و إلا فلا معنى منطقي لكلمة هيمنة. نعرف أن الطبيعة تكره الفراغ و هو ما يفسر عدم انقراض، و على مدى تاريخ البشرية، ظاهرة السلطة و السلطة المعارضة، أو إن شئت الايدولوجيا المضادة. لذلك فنحن نعيش، على مستوى الشكل، تواصلا في طبيعة الأشياء. بقى أن تسمّى الايدولوجيا المضادة و المهيمنة إسلامية عوض أن تكون ماركسية، فالأمر سيّان عندي لأنه على مستوى الجوهر أو المضمون لم يحصل أن حكمت إيديولوجيا مضادة معينة وحدها. هناك دائما إيديولوجيات مختلفة و متناقضة في السلطة و في المعارضة لكن يكون هناك دائما إيديولوجية مهيمنة تتقدم الإيديولوجيات التي تمثل الأقلية. أما لماذا تهيمن هذه و ليست تلك، فهذا أمر يتحكم فيه سير الأحداث، أي التاريخ. السؤال الرابع: هناك من يرى التقدّم في العودة إلى الماضي. فما يزال يعتبر الدين على جزئيته من الكل التراثي، إطارا شاملاً و جامعاً وعاماً لكل المسائل. و يدافع أيضا، على أن العلمانية، على اعتبار مشروطيتها للحديث عن الديمقراطية، متواجدة لدينا منذ 14 قرنا! فما هو رأيك حول هذا الموقف وعن أي تجربة ديمقراطية يتحدّثون؟ الجواب: هل من معنى عملي لمقولة العودة إلى الماضي؟ هذه مقولة لا تستقيم لا في علم الفيزياء و لا في علم التاريخ. طالبان جرّبوها فخرّبوا العالم. و من خاصية الإيديولوجية الإسقاط و استفتاء التّاريخ بحثاً عمّا يمكن أن يدعم مقولاتها. فقد أفتى إصلاحيو القرن التاسع عشر في تونس للديمقراطية بالشورى و أفتى الإسلاميون في أواخر القرن العشرين للشورى بالديمقراطية. كما ينطلق البعض من منطق خلود شخصيات تاريخية معيّنة لتبرير مقولاته و ينسى أن التاريخ يخلّد الصّالح و الطّالح (فرعون على هتلر على عمر ابن الخطاب)، و أن مفهوم الإصلاح و الفساد نسبي تاريخياً، و أن في سيرة كل شخصية مخلّدَة يوجد السلبي و الإيجابي. و هذا لا يمنع أن يقتدي الإنسان بسلفٍ ما، على ألا يوقف التّاريخ في النقطة التي وقف فيها سلفه، و إنما يستأنس بتوجهه و يتقدّم.  و بالنسبة للعلمانيّة فإنها، و في وضعنا الثقافي و السياسي الحالي و في غياب الوفاق، تخدم الإسلاميين. و أكتفي بالتساؤل حول هويّة الذين سيقومون بإدارة التعليم الديني و المساجد و وظيفة الإفتاء في حال رفع الدولة يدها عن الدّين. و من الطريف أن الذين يطالبون بالعلمانية ينظرون إلى الموضوع من زاوية تخلّص الدولة من هيمنة الدّين دون التفكير في أي أيادي ستسقط إدارة الشؤون الدّينية. و في المقابل فإن الذين يرفضون العلمانية ينظرون إلى المسالة من زاوية خروج شؤون الدنيا عن الدّين، دون التفطن بأن العلمانية تسمح لهم بإدارة شؤون الدنيا عن طريق إدارة شؤون الدّين في مجتمعات مثل مجتمعاتنا. السؤال الخامس: ذكرتِ في أحد نصوصكِ “أنّ الرقابة الذاتية في حدّها الأدنى فعل إعاقة لحريّة التعبير، وفي حدّها الأقصى فعل تعطيل للحرّية”. فأين تُموقعين رقابة القانون و منفذيه من جهة،  و رقابة الأخلاق و النواميس و الدّين، من جهة أخرى؟ الجواب: الرقابة و الرقابة الذاتية يكوّنان وجهي نفس العملة. فالفرد يكون تارة رقيبا و طورا خاضعا للرقابة و أخرى رقيبا على ذاته خوفا من عقوبة قطع اللّسان. و من هو الرقيب إن لم يكن هؤلاء جميعا، أي القانون و منفذوه و الأخلاق و النواميس و الدين؟ الرقابة لا تنزل علينا من كوكب الزهراء و إنما من كل هذه الجهات الأرضية، بما فيها ذاتنا، فتعيق الحرية أو تعطلها حسب درجة وزن الجهة الرقيب. كما أن فعل الرقابة و داء الرقابة الذاتية ليس من المشمولات الحصرية للسلطان السّياسي، بل أن السلطان الاجتماعي يملك من العتاد ما يمكّنه من إخماد صوت السلطان السّياسي ذاته. فإذا كان الأخير يملك حق تحريم الخوض في مجاله الخاص عن طريق الترهيب المفضوح، فإن المجتمع يملك حق التصرّف في العقل الباطني للناس عن طريق التربية، مما يجعل المواطن العربي واعيا بالاستبداد السّياسي و ممارسا للاستبداد الفكري تجاه نفسه و غيره. بل إنّه يستحيل أحيانا على صاحب السلطان السّياسي، ومهما كانت درجة استبداده، مخالفة ثقافة الرعيّة. فكمْ من حاكم عربي مسْتبد سياسيّاً، فشل في استصدار قوانين متفتحة اجتماعيا، بسبب رفض المجتمع لذلك. و نعلم أن الرئيس بورقيبة لم يتمكن من تحقيق المساواة بين الجنسين في الميراث. كما نجح المجتمع المصري في إلغاء ما يسمى بقانون جيهان السادات الذي وفر بعض الحماية الاجتماعية للمرأة المطلقة، بدعوى مخالفته للشريعة. لذلك أعتقد أنه من الضروري القيام بتحليل و كشف مؤشرات الرقابة و الرقابة الذاتية في مختلف مجالات الحياة الإنسانية و عدم حصرها في المجالين السّياسي و الإعلامي اللذين لا يعدان سوى عنصر في المنظومة الفكرية والمعرفية الشاملة للمجتمع. السؤال السادس: إذا اتّفقنا على أنّ الدول الإسلامية اعتمدت، غصباً أو طواعيةً، الرأسمالية كنمط إنتاج، فإنها لفظت إلى حدِّ الآن الليبرالية كنظام سياسي. فما هي أسباب ذلك؟ ولماذا نفتقد لـ(روسو العالم الإسلامي)، على غرار الياباني Nakae Chômin الملقّب بجان جاك روسو آسيا، علّنا نجد ما يؤسس مدخلا لـ”أفكار الأنوار”؟ الجواب: إذا ما أخذنا بالاعتبار المفهوم الصحيح للرأسمالية، يكون من المشروع التساؤل ما إذا كانت ما نسمّيه بالدول الإسلامية قد استوعبت فعلا، غصباً أو طواعيةً، الرأسمالية كنمط إنتاج. هذا أمر في حاجة إلى تحقيق. هل يمكن القول، مثلا، بأن موريتانيا التي لم ينقرض فيها بعد، في الواقع، نظام العبيد، و أن نظام العقوبات في السعودية، و قبائل الأردن و اليمن و طوائف العراق و لبنان و غيرها من الظواهر القروسطوية، بالمفهوم الغربي للكلمة، التي “تتزيّن بها” معظم أنظمة منطقتنا، تتماشى و مفهوم الرأسمالية؟ فمن أسباب الخسائر المالية الفادحة للعرب تعاملهم مع طرف عريق في الرأسمالية بثقافة الشاهبندر في أحسن الأحوال. شخصياً لدي شكوك في استيعاب دول منطقتنا للرأسمالية. و يفسّّر هذا الوضع غياب الثقافة السياسية الليبرالية و بالتالي غياب “روسو العرب” باعتبار ضرورة ارتباط الثقافة السّياسية الليبرالية و المفكرين في هذا الاتجاه، بتوفر أرضية رأسمالية حقيقية.  السؤال السابع:  برّر الأستاذ حمادي الرديسي في جزء من ذلك، بكوننا نعيش “شيزوفرينيا ابستومولوجيا”؛ ففي جانب، نستوعب نمط العيش و نموذج الاستهلاك الذي أفرزته الحداثة، و نرفض تبنّي مبادئها الإنسانيّة، باسم خصوصيات مُفبْركة و مُفتعلة. ما هي سُبل تجاوز هذه الحالة المَرَضيّة؟ الجواب: هل توجد، و باستثناء الغرب ذاته، مناطق تعيش في تناغم تام بين ما تستهلكه و ما تفكر فيه؟ شخصيا لا أعتقد أن الدول الإفريقية أو الصين أو الهند أو حتى اليابان و روسيا و أمريكا اللاّتينية نجحت في التّماهي التام مع ما أفرزته الحداثة الغربية. الرفض و القبول فيه درجات متفاوتة. و لا أعتقد أن المسلمين و العرب يقبعون في أسفل درجات السلّم. و أتمنى ألا يكون حمادي الرّديسي، و هو رجل عقلاني، قد فسّر هذه المفارقة بعلّة فطرية لدى الإنسان العربي أو المسلم. لو تمعنا قليلا لفهمنا أن هذا الرفض له أسباب مختلفة، منها ما كنا قد أوردناه بخصوص غياب النمط الرأسمالي، و منها أيضا الوضع السياسي التي تعيشه المنطقة منذ عهود الاستعمار، و الذي تعمق بقرار جائر استصدره الغرب، و القاضي بتقسيم فلسطين، و كل الأحداث المؤلمة التي تلته و التي ما زلنا نعيشها إلى اليوم. إنه فعلا من الصعب جدا إقناع الناس بتبنّي فكر أنتجه عدوّهم، و تفسير الفرق بين إيجابيّات هذا الفكر، حتى على مستوى مقاومتنا للاستبداد و الاستعمار، و اختلافه عن فكر المستعمر، و إن كان المستعمر ينتمي إلى ثقافة أنتجت هذا الفكر. ليس من اليسير توضيح الأمر في منطقة يرفض فيها البعض محاورة غريمهم السّياسي أو الفكري و يفضل فيها البعض الآخر الاقتتال على التحاور، و تكمّم فيها الأفواه بفعل السياسة أو بفعل التكفير، و يهيمن عليها كما أسلفنا خطاب تيار يبشّر بضرورة التضحية بالرّضيع للتخلّص من ماء حوض الحمامJeter le bébé avec l’eau du bain. السؤال الثامن: حول هذه النقطة، تعرف منطقة الشرق الأوسط انفجارات لا تأفل، أدّى إلى تآكل رصيدها من دعم شعوب العالم. فكيف تفسّرين تعقّد الوضعية بذلك المربع من العالم؟ الجواب: هذا السؤال يتطلب تحبير مجموعة كتب للإجابة عنه. و رغم ذلك سأحاول الرد في هذه المساحة المحدودة. ذنب هذه المنطقة لا يتمثّل في وجود جنس معيّن أو دين معيّن، كما يروّج لذلك كل من أصحاب نظرية صراع الحضارات و المسلمون أنفسهم، و إنما في ما تحتويه من موارد، و كذلك في موقعها الإستراتيجي. فهي تعدّ بوّابة عالم “الآخر” بالنسبة للغرب، و شحم المدفع بالنسبة لعالم “الآخر”.  فدفاع روسيا و الصين عن إيران لم يكن من أجل سواد عيني أحمدي نجاد، و إنما من منطلق الدفاع عن الشارع الأخير، و إن استلزم الأمر التفريط فيه مقابل صفقة ما، فلن يتردد هؤلاء المدافعون في قبول ذلك.  كما يدخل دفاع إيران عن الجيران الواقعين على حدودها الغربية، من العراق إلى فلسطين، مرورا بسورية و لبنان، في نفس المنطق. المشكلة تتمثل في أن الأحداث الجارية تتطلب قراءة على مستويات ثلاثة، المحلّي و الإقليمي و الدّولي. و تسمح هذه القراءة بتأليف موقف يخدمنا بالدرجة الأولى. غير أننا نسارع، في الأغلب، بقراءة الأحداث من الزاوية الأوسع و الأكثر تعقدا و غموضا و هي الزاوية الدولية.  فما هي المكاسب التي جنيْناها من حرب صائفة 2006؟ أن يجرجر حسن نصرالله المنطقة برمتها إلى ما وصلت إليه اليوم لا يهمّ الذين هلّلوا لحربه، لأنهم لم يروا فيها سوى ضربة ضد إسرائيل و أمريكا و لم يزعجهم البتّة أن تكون مجرد رسالة سياسيّة موجّهة، بالوكالة، من طرف إيران إلى أمريكا، كان من الواضح أننا سندفع ثمنها باهضا. لذلك تراهم يستغربون اليوم من تنديد حسن نصرالله بالمقاومة العراقية و استحسانه لإعدام صدام حسين، و استفحال الاقتتال الطائفي في العراق، و الدور السلبي لإيران هناك، و تحسن العلاقات بين إيران و شيطانها الأكبر، مع خراب العراق و فلسطين و لبنان دفعة واحدة. التعامي عن الصفقة و عن بقية مستويات الحدث الحربي لصائفة 2006، لم يوفر للمهلّلين مفاتيح صالحة لقراءة المستجدّات.
 
(المصدر: العدد 29 من أسبوعية “مواطنون” التي يُصدرها “التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات”)


الحصيلة
 
عبد اللطيف الفراتي (*)     أفصحت السنة المدرسية والجامعية عن نتائجها النهائية، مسفرة عن حصيلة لعلها تميزت في تونس هذا العام بثلاثة عناصر. وهذه العناصر تؤكد وتثبت وتزيد من حدة ظواهر أخذت منذ سنوات تبرز بوجهها. وهذه العناصر الثلاثة تتمثل: أولا: في اختلال التوازن بين الجهات والولايات، فيما يخص النتائج، وإذا أخذنا الباكالوريا كمقياس وهي مفتاح الدخول للدراسات الجامعية، فإننا نجد أن النسبة العامة للنجاح على المستوى الوطني تبلغ 62.65 في المائة. ولكنها ترتفع إلى ما يقارب 80 في المائة في إحدى الولايات وتنخفض إلى حدود 46.49 في المائة في ولاية أخرى. وفي صفاقس التي توصف بأنها ولاية غاية في الحيوية فإن نسبة النجاح في الباكالوريا بلغت 79.64 في المائة بزيادة 10 نقاط تقريبا عن الولاية الموالية ترتيبا، بينما انخفضت في ولاية القيروان وهي بؤرة ثقافية متميزة إلى ما لا يزيد بكثير عن 46 في المائة، أي أكثر بقليل من النصف من النسبة المسجلة في النجاح للولاية الأولى. وهذا الاختلال في التوازن الكمي في نسب النجاح يحتاج إلى وقفة حازمة للحد من ظاهرته، وإقرار المساواة بين مختلف الجهات في البلاد، وهو أمر في الإمكان تحقيقه تدريجيا ولا ينبغي أن يستمر أكثر مما استمر، وهو يمثل ظاهرة متواصلة لا فقط منذ سنوات بل منذ عقود. ثانيا: اختلال في التوازن بين عدد الناجحين ونسب النجاح بين الجنسين، وإذا أخذنا الباكالوريا مرة أخرى كمقياس، فإننا نلاحظ أن عددا متساويا من المتمرسين في المنطلق، يصل منهم لاجتياز الباكالوريا بعد معدل 13 سنة دراسة حسب أرقام هذا العام 57، في المائة من البنات و43 في المائة من الشبان، بل يزداد الأمر حدة بعد ظهور النتائج حيث يحالف الفوز 61 في المائة من الفتيات، و39 في المائة من الشبان، أي إن عدد البنات المنتقلات للدراسة الجامعية يزيد بخمسين في المائة عن عدد الشباب. ثالثا: وهذا يجرنا للاختلال الثالث والمتمثل في أن النتائج في الغالب غير متوازية من حيث نسب التميز، إذ لا يكفي أن يكون عدد البنات الناجحات أكثر من عدد الشبان، بل مما يزيد الطين بلة هو أن المتميزين والمعدلات العليا والمتوسطات الأكبر تكاد تكون قصرا على الفتيات إلا في ما ندر من الأحوال. ومن نتيجة ذلك الطبيعية، أن البنات يحتكرن تقريبا الشعب التي تسمى بالنبيلة وهي الشعب الدراسية ذات الجاذبية ومنها الطب والهندسة والفنون الجميلة وكلها شعب تؤهل لاحقا لولوج أبواب العمل دون إشكال، في ما يبقى الآلاف غيرهم بعد التخرج في حال بطالة وتعطل قد تستمر أعواما طوالا، ففي المهن الطبية يكفي أن يدخل المرء لمدارج كليات الطب الأربعة الموجودة في البلاد ليلاحظ بكل سهولة أن عدد الفتيات يبدو طاغيا إلى درجة كبيرة، ويقول موظف سام في القطاع الطبي، إن ذلك لا يمر بدون مشاكل، فالفتاة الطبيبة غدا بحكم زواجها من إطار سامي في العاصمة تونس أو بإحدى المدن الساحلية الكبرى لا يمكنها التنقل لداخل البلاد وترك أسرتها، وبالتالي فإن الشكوى قائمة من اختلال التوازن في البلاد في مجال توزيع الأطباء، وعلى الرغم من أن البلاد شارفت على معدل للأطباء في مستوى بلدان الحوض الأبيض المتوسط جنوب أوروبا، فإن مناطق بعينها تشكو من افتقارها للأطباء في اختصاصات معينة، وفي مدينة جنوبية يزيد عدد سكانها عن مائة ألف لا يوجد طبيب مستقر للعيون على أهمية ذلك الاختصاص في تلك المنطقة بالذات، ويضطر المسؤولون للقدوم بطبيب مختص للعمل ليوم واحد في الأسبوع. وهكذا فإن نجاح المسيرة التعليمية في البلاد، والتوصل لمدرسة شاملة لكل من هم في سن الدراسة حتى 16 سنة، وهو هدف على وشك التحقيق، والتوصل كذلك إلى عدد من المحرزين على الباكالوريا يحوم حول 80 ألف بالنسبة لشعب لم يكد يتجاوز عدد سكانه 10 ملايين نسمة، لا يمكن أن يخفي اختلالات يعتقد أنها في حاجة إلى وضع الأمر على بساط الدرس وإيجاد الحلول الضرورية لإصلاحها. وإذا كانت ظاهرة الاختلال الجهوي والإقليمي في النتائج، وإذا كانت ظاهرة الاختلال في نسب النجاح بين الجنسين، وفي مستويات التميز تعتبر ظاهرة عالمية، إلا أنها لا تبدو جميعها بالحدة التي تظهر بها في تونس وربما في بلدان عربية أخرى لها نفس التركيبة الاجتماعية أو تركيبة اجتماعية مماثلة، ففي شمال أوروبا مثلا وفي ألمانيا تم علاج مثل هذه الظواهر ولو جزئيا، وهو ما يدعو للقيام بالدراسات الاجتماعية السوسيولوجية للبحث العميق في دواعيها ونتائجها، ثم التركيز على طرق تصحيحها. وتعرف عادة كثير من الأسباب وراء ظاهرة عدم المساواة الجغرافية في النتائج، بحسب عراقة الحركة التعليمية في جهات قبل أخرى، كما يعتقد أن نجاح البنات وتميزهن يعود إلى انكفائهن في البيوت وتخصيص كل الوقت للدرس والتحصيل بعكس الشبان الذين يتيهون عادة في عوامل كثيرا ما تشغلهم عن الدراسة، إضافة إلى روح التسابق التي تعشش لدى الفئات الأضعف مثل الأقليات والفئات التي تعتبر نفسها مظلومة أو غير حائزة على كل حقوقها ومنها فئة المرأة التي ما زالت تشعر بالضيم رغم كل مظاهر المساواة التي حصلت عليها، ولكن عقليات ترسخت على مدى مئات السنين لا يمكن أن تزول في يوم أو سنة أو بضعة عقود. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 22 جويلية 2007)
 


علاقات تتعزز رغم القلق الأميركي …

إيران تشن «هجوماً سياسياً وثقافياً ودّياً» على ليبيا وتونس والجزائر

 
رشيد خشانة (*)        نقل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي دعوة من الرئيس التونسي بن علي إلى نظيره محمود أحمدي نجاد لزيارة تونس في أعقاب اجتماعهما في العاصمة التونسية الأسبوع الماضي. وفي اليوم نفسه نقل السفير الإيراني في الجزائر حسين عابدي أبيانه دعوة مماثلة من النائب الأول للرئيس الإيراني برويز داودي إلى رئيس الحكومة الجزائرية عبدالعزيز بلخادم لزيارة طهران. وأتت الدعوتان بعد زيارة رسمية لمتقي إلى الجزائر أواخر الشهر الماضي، وفي أعقاب زيارة رسمية لأمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) الليبي البغدادي المحمودي إلى طهران يومي 19 و20 الشهر الماضي في خطوة للمصالحة بين البلدين، اجتمع خلالها مع الرئيس نجاد ونائبه داودي وعدد كبير من الوزراء.   هناك اهتمام إيراني متزايد بتطوير العلاقات مع البلدان المغاربية، وسعي إلى كسب تأييدها في الأزمة النووية بين طهران وواشنطن. وكان لافتاً أن وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» أبرزت في تغطيتها زيارة متقي إلى تونس تصريحات للرئيس بن علي أكد فيها حق إيران بامتلاك التكنولوجيا النووية السلمية. ونسبت إليه قوله إن إيران لا تسعى إلى إنتاج السلاح الذري وأن جميع نشاطاتها النووية موجهة إلى أهداف سلمية وتتم في إطار المعاهدة الدولية لحظر انتشار السلاح النووي.   وعلى رغم حرص الإيرانيين على حشد الدعم الدولي لموقفهم، خصوصاً من بلدان إسلامية حليفة للولايات المتحدة في «الحرب على الإرهاب»، إلا أن العلاقات الإيرانية – المغاربية تجاوزت هذا الإطار وتوسعت في الفترة الأخيرة لتشمل تعزيز المسارات الثنائية، حتى مع ليبيا التي مازال الخلاف السياسي – القانوني عالقاً معها حول ظروف اختفاء الرئيس المؤسس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر في طرابلس الغرب في أيلول (سبتمبر) 1978 مع رفيقيه الصحافي عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب.   لجان مشتركة   وعلى الصعيد السياسي لوحظ أن طهران نشطت اجتماعات اللجان المشتركة مع البلدان المغاربية في الأشهر الأخيرة، ولم يكن هذا التطور خارجاً عن الرؤية الإيرانية للعلاقات مع العالم العربي منذ تولي الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني سدة الرئاسة، وربما أدرك الإيرانيون أن وجود طوائف شيعية متفاوتة الحجم في دول الجوار العربي، سمَم علاقاتهم مع تلك الدول فاختاروا في الفترة الأخيرة التركيز على المغرب العربي حيث يستعيدون دائماً تاريخ الدولة الفاطمية التي انتقلت من مدينة المهدية التونسية قبل أكثر من ألف سنة إلى مصر أيام المعز لدين الله الفاطمي الذي أسس القاهرة. لكن الاحتكاكات بين الحكومات المغاربية ومعارضيها الإسلاميين في مطلع التسعينات أدت إلى توتير العلاقات مع طهران، وانتهى التدهور إلى قطع العلاقات مع كل من تونس والجزائر قبل استئنافها لاحقاً. ومن علامات المرحلة الجديدة في العلاقات المغاربية – الإيرانية أن اللجان المشتركة التي يرأس اجتماعاتها عادة وزير الخارجية الإيراني ونظراؤه المغاربيون تعقد الدورات في مواعيدها السنوية وتتوصل إلى اتفاقات ترمي إلى تعزيز التعاون في مجالات مختلفة. وأعلن رئيس الحكومة الجزائرية عبدالعزيز بلخادم أخيراً أن اللجنة المشتركة ستجتمع قريباً.   وأكد لدى استقباله السفير الإيراني في الجزائر حسين عابدي أبيانه الخميس الماضي لمناسبة انتهاء مهامه، أن العلاقات الثنائية جيدة واستدل باللقاءات الكثيفة بين المسؤولين في الحكومتين.   ويمكن ملاحظة التطور نفسه مع ليبيا فالترحيب الذي لقيه المحمودي في طهران، خصوصاً خلال اجتماعه مع الرئيس محمود أحمدي نجاد كرس فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وأكد نجاد أن التعاون بين ليبيا وإيران والبلدان الإسلامية عموماً «سيحبط مؤامرات الأعداء (المشتركين) الذين يسعون إلى تغطية نقاط ضعفهم بإثارة الخلافات والفتن بين المسلمين»، في إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة.   وكان لافتاً أن المحمودي أعلن في اختتام الزيارة عن تأسيس صندوق مشترك للاستثمار في أفريقيا وأميركا اللاتينية، ما يشير إلى نقلة في العلاقات بين البلدين. وأفاد مصدر مطلع على المحادثات أن رئيس الوزراء الليبي درس مع النائب الأول للرئيس الإيراني داودي موضوع التوظيف المشترك للاستثمارات الاقتصادية والتجارية والمالية واستفادة ليبيا من الخبراء والعلماء الإيرانيين، إضافة إلى ملف حساس هو مستقبل العلاقات بين الشيعة والسنّة في ضوء المآسي الجارية في العراق. وأكد المصدر توافق الجانبين على هذه الملفات، خصوصاً «ضرورة توحيد المسلمين» على حد تعبيره. وأوضح أنهما اتفقا على تشكيل فريق عمل لإزالة العراقيل التي عطلت تنفيذ الاتفاقات المشتركة. وفي هذا السياق توقف المراقبون عند دلالات تصريح المحمودي قبل مغادرته طهران الذي شدد على أن «في إمكان إيران وليبيا إنجاز أعمال كبيرة على صعيد العالم الإسلامي»، مُؤكداً أنه «حان الوقت للتنسيق بين طهران وطرابلس في شأن التطورات الراهنة في الشرق الأوسط خصوصاً العراق وفلسطين ولبنان».   مداخل غير سياسية   وما حصل مع الجزائر وليبيا ينطبق على تونس أيضاً، إذ ركز الإيرانيون على تطوير العلاقات الثقافية والدينية، في خطوة دلت على أنهم لا يعتبرون السياسة المدخل الوحيد للوصول إلى المجتمع المحلي، فهم يولون أهمية كبيرة لنشر اللغة الفارسية وفتح المراكز الثقافية وتنشيط العلاقات الاقتصادية والسياحية وتشجيع تبادل وفود رجال الأعمال. في هذا السياق افتُتح مركز ثقافي إيراني في تونس في آذار (مارس) الماضي، في حي «المنار» الراقي القريب من وسط العاصمة تونس، وهو الأول من نوعه في البلد منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين تونس وطهران. وتزامن الافتتاح مع انطلاق تدريس الفارسية في تونس بإشراف القسم الثقافي في السفارة الإيرانية. وقال مدير المركز الدكتور سيد حسين عصمتي بايكي لـ «الحياة» إن المركز سيكون جسراً قوياً بين النخب التونسية والإيرانية من خلال ندوات ثقافية ومحاضرات ومعارض فنية، بالإضافة إلى إيصال الكتاب الإيراني إلى تونس.   واستضاف المركز مطلع الشهر الجاري ندوة فكرية أدارها شقيق مرشد الثورة الإيرانية آية الله محمد خامنئي رئيس مؤسسة «الحكمة الإسلامية للمُلا صدرا» في طهران والتي تحمل اسم الفيلسوف الإيراني صدرا (صاحب نظرية الفلسفة المتعالية الذي يعتبره الإيرانيون أحد أكبر الفلاسفة المسلمين بعد ابن رشد).   وعلى هذه الخطى تسير العلاقات مع الجزائر، فالظاهر أن الإيرانيين طلبوا السماح بتدريس لغتهم في الجزائر، وعلى هذا الأساس نسبت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» إلى رئيس الحكومة بلخادم أنه «يأمل بفتح قسم لتدريس الفارسية في الجامعة الجزائرية وفتح فرع للمصرف الإيراني لتنمية الصادرات في العاصمة الجزائر». وفي سياق متصل حضت إيران الجزائر على إرسال طلاب لتعلم علوم الدين في طهران «طبقاً للمذاهب السنية» ووعدت بالمساهمة في إنشاء «المسجد الكبير» في العاصمة الجزائر والذي يُتوقع أن يكون أكبر مسجد في أفريقيا، إضافة إلى دعوة وزير الشؤون الدينية بوعبدالله غلام الله إلى زيارة إيران.   وكان وزير التعليم العالي التونسي الأزهر بوعوني قام بزيارة رسمية إلى طهران أواخر الشهر الماضي اجتمع خلالها بالنائب الأول لرئيس الجمهورية داودي ووقع في اختتامها مع نظيره محمد مهدي زاهدي وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيراني على مذكرة للتعاون في مجال التعليم العالي، خصوصاً تبادل المدرسين الجامعيين والباحثين بين الجامعات التونسية وجامعات طهران وأمير كبير وأصفهان.   جمعية للشيعة   لكن اللافت أن هذا التقارب أدى إلى موافقة السلطات التونسية على منح إجازة عمل لـ «جمعية آل البيت» ذات النزعة الشيعية التي يقودها مواطن متحدر من مدينة قابس الجنوبية، ما دل على تسامح غير معهود مع التنظيمات التي ترتدي طابعاً دينياً.   ولوحظ أن رئيس الجمعية أصدر بياناً قوياً ضد «حركة النهضة» الإسلامية المعارضة إثر انتقادها رفض طهران منح تأشيرة لرئيسها الشيخ راشد الغنوشي للمشاركة في مؤتمر إسلامي لنُصرة فلسطين. وتحدثت مصادر مطلعة عن انتشار ظاهرة التشيع في مدن تونسية عدة، خصوصاً في بعض ضواحي العاصمة تونس، وهي ظاهرة سُجلت أيضاً في عدد محدود من المدن الجزائرية طبقاً لما أوردت صحف جزائرية.   وعلى رغم القلق الذي أبدته الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لتونس في ملف مكافحة الإرهاب، من تعزيز العلاقات التونسية – الإيرانية انتقل التونسيون أخيراً إلى مرحلة أكثر تقدماً عندما توصلوا مطلع العام الجاري إلى اتفاق تفضيلي مع طهران يرمي إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين لمناسبة زيارة رسمية لوزير التجارة التونسي منذر الزنايدي إلى طهران، وأتى الاتفاق تتويجاً لزيارات متبادلة بين وزيري التجارة ووفود من رجال الأعمال التونسيين والإيرانيين.   سياح إيرانيون   ومن هذه الزاوية لوحظ تحسن كبير في مستوى التبادل التجاري في حجم السياح المغاربيين الذين يزورون إيران. ودشنت شركة الطيران الخاصة التونسية «الطيران الجديد» في أيار (مايو) الماضي رحلات مباشرة بين مطاري طهران ومنتجع المنستير السياحي في تونس. وأفادت مصادر في الشركة بأن الرحلات المباشرة إلى طهران كانت ترمي إلى نقل سياح إيرانيين إلى تونس لمناسبة أعياد النوروز، لكنها تدرس تسيير رحلات دائمة بين البلدين في فصول السنة الأخرى.   كما أعلن في الجزائر أخيراً عن بدء تسويق سيارات «خودرو سامند» الإيرانية بكميات تجارية. وتتولى شركة «فاموفال» التجارية بيع هذه السيارات المقتبسة من السيارة الفرنسية «بيجو 405» بسعر 840 ألف دينار (نحو 8700 يورو). ولوحظ أنها لاقت إقبالاً لدى أصحاب سيارات التاكسي كونها متوافرة في طراز يشتغل بالغاز الطبيعي الذي تنتجه الجزائر بكميات كبيرة. وأفاد مسؤولون في «فاموفال» أنها تعتزم قريباً استيراد طراز آخر من السيارات الإيرانية هو «سايبا» المقتبس من طرازات قديمة لسيارتي «كيا» و «مازدا».   أما مع تونس، فإضافة إلى الاتفاق التفضيلي، زار وفد من رجال الأعمال التونســيين قاده الوزير الســـابق الصادق بن جمعة بصفته رئيس نادي المصدرين المتفرع من اتحاد الصناعيي ن والتجار، إيران في الربيع الماضي وناقش مع المسؤولين هناك آفاق تنشـــيط التبادل التجاري بين البلدين بغية زيادة حجم المبادلات الثنائية من 70 مليون دينار (60 بليون دولار) حالياً إلى 100 مليون دينار (85 مليون دولار) في الفترة المقبلة. وفي الإطار نفسه أقيم الأسبوع الثقافي الإيراني في تونس في أواخر أيار(مايو) الماضي بإشراف مساعد نائب الرئيس الإيراني حسين جعفري ووزير السياحة التونسي التيجاني الحداد، وأعلن أن أسبوعاً تونسياً مماثلاً سيعقبه في إيران.   قُصارى القول أن تكثيف زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى كل من الجزائر وليبيا وتونس يدل على مرحلة جديدة في العلاقات عززتها عشرات الاتفاقات المشتركة في الفترة الأخيرة. وعدا موريتانيا التي ظلت العلاقات معها مقطوعة منذ إقدام الرئيس المخلوع معاوية ولد طايع على السماح بفتح سفارة إسرائيلية في بلده، أظهرت العواصم المغاربية حماسة لتطوير العلاقات مع طهران على رغم الضيق الأميركي الواضح من تنامي التعاون مع بلد تضعه واشنطن في خانة الدول المارقة. ويُؤشر التجاهل المغاربي للتبرم الأميركي إلى أن العلاقات مع إيران مُرشحة لمزيد من التطور على رغم الحذر الرسمي غير المعلن من الانعكاسات الممكنة على صعيد نشر المذهب الشيعي في منطقة تتسم بانسجامها الديني وتجانسها المذهبي كونها ظلت تاريخياً سنية على مذهب الإمام مالك بن أنس.   (*) صحافي من أسرة «الحياة»   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جويلية 2007)  


المحامون يرفضون هيمنة الحزب الحاكم

 

أسدل الستار يوم الأحـد غرّة جويلية 2007 على انتخابات عميـد المحاميـن وأعضاء مجلس الهيئة الوطنية، هذه الانتخابات التي تميزت بحملة انتخابية مبكـرة انطلقت منذ أشهـر عديدة وعرفت استقطابا شديدا بين مترشحين للعمادة يصفهم البعض بالمستقلين وبالمعارضين بالنسبة للبعض الآخـر وهم الأساتذة البشير الصيد وراضية النصراوي ومحمد النوري، وبين مترشحين يوصفون بالموالين للحزب الحاكم وبمهنيين من البعض الآخر وهم بالأساس الأساتذة شرف الدين الظريف و صلاح الدين الشكّي وإبراهيم بودربالة ومحمد المكشّر ومنصور الشفّي فيما صعب تصنيف المترشحين بديع جراد وعمر الكيلاني المقدميني   وسط هذا الاستقطاب الثنائي انطلقت أعمال الجلسة العامّة التي انعقدت بعد ظهر يوم السبت 31 جوان 2007 ، ففي حين لم يحظ التقريران الأدبي والمالي بنقاش كبير فإنّ موضوع التداول على مسؤولية العمادة حظي بقسط مهم من المداخلات من خلال تحية العديد من المحامين للعميد الأستاذ عبد الستار بن موسى لاحترامه لما كان وعد به من أنّه ترشّـح لولاية واحدة وأنّه سيسلّم المشعل في ختام مدّته النيابية رغم ما يخوّله له القانون من حقّ إعادة الترشّح معطيـا بذلـك مثالا يجب الاقتـداء به   التدخل المنعرج   ولعل تدخّلا من هذا القبيل كان قد أثار غضب أحد مناصري التجمّـع الذي توجـّه بعبـارات غير لائقـة للمتدخّل عند رجوعه للجلوس بمكانه بين جموع الحاضرين، وبفضل المساعي التي بذلها عدد من المحامين أمكـن تطويق هـذه الحادثة التي خلفت أثرا على جموع الحاضرين الذين رأوا فيها اعتداء صارخا على مبدإ حريّة التعبير الذي مارسـه المتدخـّل .   ومنذ تلك الحادثة أخذت الجلسة العامة منحى احتجاجيـا تارة للدفاع عن فضاء الحريّة الذي اصبح يتعـرّض إلى هجمة من ممثلي الحـزب الحاكم وتارة أخرى للتعبير عن الوضع المادي المترّدي للمحامي بمفعـول تقليص مجال تدخـّله وتدخّـل الحزب الحاكم في توزيع قضايا المؤسسات العمومية وشبهـها   اختيار الاحتجاج في رد على نزعة الهيمنة   في خضـمّ وقائع الجلسة إستفاد الأستـاذ البشير الصيد بـهذا الزخم الاحتـجاجي فالـتـفّ حوله منذ الدورة الأولى العديد من المحامين من مشارب مختلفة في ردّ فعل على محاولة الطرف الآخـر المسّ من استقلالية المهنة خصوصا أنه كان باديا للعيان المجهود التعبوي الذي بذلته أجهزة الحزب الحاكم «لإنـجاح الموعـد” من تسخير نزل ووسائل نقل ووسائل اتّصال لتسهيل سيولة تدفّق “التعليمات” للمناصرين بتوجيههم نحو اختيار عميد من بين الأستاذين شرف الدين الظريف وصلاح الدين الشكّي وسبعة أعضاء للهيئة الوطنية للمحامين.   ورغم هذه الوسائل غير المتساوية فقد أفصح الصندوق منذ الدورة الأولى عن تقدّم الأستاذ البشير الصيد الذي تحصّل على 796 صوتا   يليه الأستاذ شرف الدين الظريف 698 صوتا   يليه الاستاذ صلاح الدين الشكّي 437 صوتا   يليه الأستاذ ابراهيم بودربالة 196 صوتا   تليه الأستاذة راضية النصراوي 151 صوتا   يليه الأستاذ محمد النوري134 صوتا   يليه الأستاذ منصور الشفي 105 صوتا   يليه الأستاذ محمد المكشر 97 صوتا   يليه الأستاذ عمر المقدميني 14 صوتا   يليه الأستاذ بديع جراد: صوتان   ولئن بدا واضحا الاستقطاب الثنائي منذ الدورة الأولى فإنّ الدورة الثانية شهدت استقطابا أكثر وضوحا من خلال مساندة مناصري المترشحين الذين لم يسعفهم الحظّ في الدورة الأولى للأستاذ البشير الصيد الذي تمتّع بخـزّان أصوات في الدورة الثانية شمل أصوات المترشحين المستقلين وأصوات مناصري أحد المترشحين الذين رأوا في استبعاد الحزب الحاكم لمرشحـهم عملا غير مبرّر وهو ما جعل الأستاذ بشير الصيد يتمتع بأريحيـة مكنـّته بالفوز بفارق أصوات هام إذ تحصّل على 1193 صوتا مقابل 1085 صوتا للأستاذ شرف الدين الظريف   أمّـا بالنسبة لعضوية الهيئة الوطنية للمحامين فإنّ التعبئة التي قام بها اتباع التجمع الدستوري الديمقراطي حول قائـمة اسمية مغلقة لم يقابلها قطب مقابل بقائمة موحدّة وهو ما مكـّن أنصار التجمّع من تعديل الكفّة ولو جزئيا بالحصول على خمسة مقاعد من بين سبعة ضمن تركيبة الهيئة الوطنية للمحامين   هذه دروس فهل من مستوعب ؟   وبانتهاء هذه الجولة الأولى من انتخابات هياكل المحاماة وفي انتظار ما ستسفر عنه انتخابات الفروع الجهوية فإنّ الدروس التي يمكن استخلاصها هـي الآتيـة:   1. إنّ المحاماة ورغم ما تواجهه من صعوبات متعـدّدة فإنّها تبقى الجسم الحيّ الذي يتمتّع بحركيـّة كبيرة لما يتوفـّر فيها من أجـواء تعدديّـة وديمقراطيـة تجعل من انتخـاباتها عرسا داخليا ومناسبة وطنية تتابعها كلّ مكونّـات المجتمع بشغـف كبيـر   2. إنّ كلّ محاولات تدخـّل الحزب الحاكم في التأثير على مآل نتائج الانتخابات تؤدي إلى نتائج عكسية وتضرّ حتى بمترشحين للعمادة يمكن لو ترشحوا دون مساندة خارجية من التجمع الدستوي الديمقراطي أن ينـالوا ثقة زملائهم   3. لقد أكّدت أغلبية المحامين من خلال اختيارها للأستاذ بشير الصيد عميدا، رفضها الوصاية والإملاء وهو ما يفسـّر التفاف عدد كبـير من المحامين حوله حتى من بين الذين يخالفونه الرأي في العديد من المسائل   4. إن وجود تركيبة متنوعة ولو جزئيا لمجلس الهيئة الوطنية للمحامين من ضمنها محامين قريبين من التجمّع الدستوري الديمقراطي يعطـي فرصة لمدّ جسور الحوار مع هياكل المهنة قصد حلّ المشاكل الأساسية للقطاع خصوصا أنّ العميد أبدى استعدادا منذ الوهلـة الأولى << للقيام بحوار معمّـق وموضوعي وشامل مع جميع الأطراف المسؤولـة … >> .   ر – ب/ ر – ش   (المصدر: مجلة “الطريق الجديد” (شهرية – تونس)، العدد62 لشهر جويلية2007)
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

البحث الأول: نظام الحكم في الإسلام: نشأة و صيرورة

 

مصطفى عبدالله الونيسي/باريس/فرنسا

ounissimustapha@hotmail.fr

 

الفصل الأول:محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم المؤسس الأول للدولة الإسلامية:

 

الحلقة التاسعة: ميلاد الدولة الإسلامية

 

شرع النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه الكرام منذ الساعات الأولى لدخولهم يثرب(المدينة) في تهيئة الظروف المناسبة و توفير الشروط المطلوبة لتأسيس أول دولة إسلامية عرفها التاريخ الإنساني، بل إنّ ما أسسه النبي كان أكبر من ذلك بكثير   ،    فهجرته إلى المدينة كانت تعني،فيما تعني، تأسيس أول دار للإسلام في ذلك الوقت على وجه الأرض و أول أمة إسلامية في التاريخ  البشري. و الأمة الإسلامية ، كانت دائما   و بلا ريب في التصور الإسلامي للأشياء أهم من الدولة و أقدس و أعم ، فالأمة غاية و الدّولة و سيلة  لخدمة هذه الغاية و حمايتها .   والهجرة كانت ، بهذا الإعتبار،إيذانا صريحا بانتقال المسلمين إلى عهد جديد ، و إظهارا لما كان خافيا في اتجاه الإسلام لتأسيس  دولة  ، و الإنتقال من المرحلة التحضيرية النظرية إلى المرحلة التنفيذية العملية الميدانية .  فالقرآن أقر فكرة الدولة  و السلطة ، و أمر المسلمين  بممارسة شؤون الدعوة و الدولة في و قت و احد.

يقول الله تعالى  : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات و أنزلنا    معهم الكتاب  و الميزان ليقوم النّاس بالقسط  و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و  منافع للناس، و ليعلم الله من ينصره و رسله بالغيب ،إنّ الله قويّ عزيز )الحديد آية 25. فالنبي (ص) ، قد جمع بين صفة النبوة و الرسالة من ناحية، و صفة الإمامة و رئاسة الدولة من ناحية ثانية. لقد أمر الله رسوله أن يُنفذ الأحكام  الشرعية، و أن يحكم بين النّاس بالعدل و بما أنزل الله عليه من الشرع الحكيم، يقول الله تعالى  : ( فاحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهواءهم ……). فالدولة في الإسلام  ، كفكرة لم تنشأ إلاّ في المدينة بعد الهجرة ، كما هو شائع عند النّاس  و مُتداول بينهم و إنّما هي أسبق  من ذلك، لأنها ملازمة للدعوة و ضرورية لحمايتها، وأمّا تأخير الإعلان عن قيامها الفعلي  فقد كان سببه هو انتظار اكتمال أركانها بإيجاد الإقليم المناسب لها  و الذي كان قد تمّ بهجرة النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة بعد أن بايع الأنصار النبي(ص) بيعة العقبة الثانية. و بالهجرة بدأت مرحلة بناء الدولة الإسلامية التي كانت مُكمّلة للمرحلة المكية التي سبقتها و التي تمّ فيها بناء الإنسان  المسلم فردا و جماعة . لقد كانت المرحلة المكية جسرا و مقدمة  ضرورية للمرحلة المدنية . ففي رحاب المرحلة المكية تربى المسلمون على أساسيات الإسلام ، و غدوا أفرادا و جماعات على استعداد نفسي و ذهني كاملين لتقبل ما سيجيء من تشريعات و ما سيُفرض من تنظيمات و يوضع من حدود و يرسم من علاقات و معاملات . و سيرا على هذا النهج الرباني المتكامل في بناء الإنسان ،الرسالي المسؤول و الجاد، وتربيته، و ترسيخ كل  ذلك و توسيعه،كان أول إجراء قام به النبي (ص) على هذا الطريق هو بناء المسجد ،وإبرام المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار و تجسيدها تجسيدا حيّا،و إصدار الوثيقة الشهيرة،و تشكيل القوة الرادعة التي تمتلك القدرة الكافية لحماية الدولة الفتية و مساعدتها على تحقيق أهدافها القريبة و البعيدة .

1)     بناء  المسجد :        كان أول عمل قام  به  النبي صلى الله عليه و سلم  عند دخوله المدينة هو إصدار الأوامر الفورية  لبناء المسجد ، و ذلك لما للمسجد من مكانة مرموقة في المجتمع الإسلامي ، و أسهم بنفسه (ص) في العمل جنبا إلى جنب مع المهاجرين و الأنصار.

روى البخاري في   صحيحه عن أنس بن مالك ، أنّه صلى الله عليه وسلم كان يصلي حيث أدركته الصلاة  و يصلي في مرابض الغنم ، قال: ( ثم إنّه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاؤوا  فقال: يا بني النجار ثامنوني  بحائطكم هذا، فقالوا لا و الله لا نطلب ثمنه إلاّ إلى الله ، فقال أنس : كان فيه ما أقول لكم : كانت فيه  قبور المشركين ، و كانت فيه خرب ،و كان فيه نخل .  فأمر رسول الله بقبور المشركين فنُبشت ثم بالخرب فسويت و بالنخل فقطع، قال: فصفوا النخل قبلة المسجد قال : و جعلوا عضادتيه حجارة و جعلوا ينقلون  الصخر و هم يرتجزون و رسول الله صلى الله عليه و سلم  معهم و هو يقول:

اللهم لا خير إلا خير إلاّ خير الآخرة        فانصر الأنصار و المهاجرة (1)

و عن عروة بن الزبير قال : ( فلبث رسول الله (ص) في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، و أسس المسجد الذي أسس على التقوى  ، و صلى فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم ركب راحلته ، فسار يمشي معه الناس ، حتى بركت عند مسجد الرسول (ص) بالمدينة ، و هو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين ، و كان مربدا للتمر لسهيل و سهل : غلامين يتيمين في حجر سعد بن زرارة ، فقال رسول الله (ص) حين بركت به راحلته : ( هذا إن شاء الله المنزل ).  ثم دعا رسول الله (ص) الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا ، فقالا : لا بل نهبه لك يا رسول الله ، فأبى رسول الله (ص) أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما ، ثم بناه مسجدا ، و طفق رسول الله (ص) ينقل معهم اللبن في بنيانه و يقول:

هذا الحمال لا حمال خيبر                    هذا أبر ربنا و أطهر

و يقول أيضا :

اللهم إنّ الأجر أجر الآخرة                فارحم الأنصار و المهاجرة(2)

و روى ابن أبي شيبة عن جابر قال: ( لقد لبثنا بالمدينة قبل أن يقدم علينا رسول الله (ص) بسنين نعمر المساجد و نقيم الصلاة ) و قد اختلف في المراد بقوله تعالى : ( لمسجد أُسس على التقوى من أوّل يوم ) (التوبة آية 108)، فالجمهور على أنّ المراد به مسجد قباء هذا و هو ظاهر الآية ، و روى مسلم من طريق عبدالرحمان  بن أبي سعيد عن أبيه : ( سألت رسول الله (ص) عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال : هو مسجدكم هذا)(3) . و لأحمد و الترمذي من و جه آخر عن أبي سعيد ( اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما ك هو مسجد النبي (ص)، و قال الآخر: هو مسجد قباء ، فأتيا رسول الله (ص) فسألاه عن ذلك فقال : هو هذا ، وفي ذلك ـ يعني مسجد قباءـ خير كثير )(4) . قال القرطبي : هذا السؤال صدر ممن ظهرت له المساواة بين المسجدين في اشتراكهما في أنّ كلا منهما بناه النبي (ص) ، فلذلك سئل النبي (ص) عنه فأجاب بأن المراد مسجده،و كأن المزية التي اقتضت تعيينه دون مسجد قباء لكون مسجد قباء لم يكن بناؤه بأمر جزم من الله لنبيه،أو كان رأيا رآه بخلاف مسجده، ، أو كان حصل له أو لأصحابه فيه من الأحوال القلبية ما لم يحصل لغيره. و يحتمل أن تكون المزية لما اتفق من طول إقامته (ص) بمسجد المدينة، بخلاف مسجد قباء فما أقام به إلاّ أياما قلائل، و كفى بهذا مزية من غير حاجة إلى ما تكلف القرطبي، و الحق أن كلا منهما أسس على التقوى، و قوله تعالى في بقية الآية : (  فيه رجال يحبّون أن يتطهروا)(التوبة آية 108) يؤيد كون المراد  مسجد قباء ، و عند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : ( نزلت ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) في أهل قباء، و على هذا فالسر في جوابه (ص) بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أنّ ذلك خاص بمسجد قباء، كما ذهب إلى ذلك الشيخ الشعراوي.(5)

قال الداودي و غيره : ليس هذا اختلافا ، لأن كلا منهما أسس على التقوى و كذا قال السهيلي و زاد غيرهم أن قوله تعالى : ( من أول يوم ) يقتضي أنّه مسجد قباء ، لأن تأسيسه كان في أول يوم حلّ  النبي (ص) بدار الهجرة ، و الله أعلم .(6).

المهم أنّ كل الدلائل والنصوص من السيرة و كتب التاريخ تفيد بأن الشغل الشاغل للنبي  عند و صوله إلى المدينة و استقراره فيها كان هو إقامة مجتمع إسلامي راسخ و مُتماسك البنيان، يتألف من هؤلاء المسلمين ، الأنصار و المهاجرين . و كان أول إجراء قام به النبي (ص) على هذا الطريق و خدمة لهذه الغاية هو بناء المسجد ، و ذلك لما للمسجد من دور هام و مركزي في المجتمع  الإسلامي، فدور المسجد بالنسبة للمجتمع الإسلامي هو كالقلب بالنسبة للجسد الإنساني . فمجتمع، يقول أنّه مسلم، بدون روح  مسجدية،  هو عبارة عن مجتمع بدون رسالة أو مجتمع بدون روح. و من هنا فلا غرو و لا عجب ، أن يكون المسجد هو أول و أهم ركيزة يقوم عليها بنيان المجتمع الإسلامي، ذلك أنّ المجتمع يكتسب صفة الرسوخ و التماسك بالتزام نظام الإسلام و عقيدته و آدابه. و لا ينبع ذلك كله إلاّ من روح المسجد ووحيه. و من نظام الإسلام و أخلاقياته أن تشيع آصرة  الأخوة و المحبة بين المسلمين. ولا يمكن أن تترسخ هذه الآصرة و تشيع إلا في المسجد ، فما لم يتلاق المسلمون يوميا، على مرات متعددة في بيت من بيوت الله يُخلصون العبادة لله، و قد تساقطت بينهم فوارق  الجاه و المال …، لا يمكن لروح التآلف و المحبة و الإنسجام و التواصل أن تؤلف بينهم.  ومن روح التشريع  الإسلامي و  مقتضياته ، أن تشيع ثقافة المساواة و العدل بين المسلمين في كل شؤونهم و أحوالهم، و  شيوع هذه الثقافة لا يمكن أن تتحقق ما لم يلتقي المسلمون كل يوم صفا واحدا بين يدي الله عر و جل ،و قد وقفوا على صعيد مشترك في وقت 

واحد من العبودية الخالصة له ، و قد تعلقت قلوبهم بربهم ، ذلك لأنّ انصراف المسلم إلى بيته منفردا  يعبد الله و يسجد له و يذكره لا يمكن أن يعوض مفعول ظاهرة الإشتراك  و الإجتماع في العبادة ، مهما كان هذا الشخص خاشعا و مُخلصا في عبادته لله رب العالمين. و من نظم الإسلام و أخلاقياته، أن يتوحد المسلمون في رحاب دين الله ،يجمعهم حكم الله و شرعه المعصوم، و لكن لا سبيل إلى أن يتم ذلك ما لم تقم في مختلف أنحاء المجتمع بيوت لله يجتمع فيها المسلمون على تعلم دين الله ليتمسكوا به عن معرفة و علم و بصيرة ، و إن لم يفعلوا ذلك آلت وحدتهم إلى شتات، و سرعان ما فرقتهم الأهواء و الشهوات.(7)  فالمسجد ،كان هو،وليزال الخلية الأولى للبناء الإجتماعي للأسرة و الجماعة بوصفه الأداة الفعّالة لصهر المؤمنين في  وحدة فكرية مُتناغمة من خلال حلقات العلم و التثقيف الشرعي و العقائدي. بل إنّ المسجد في المرحلة النبوية الأولى كان ،أيضا، مكانا للقضاء ، فضلا عن العبادة،و فضاء للبيع و الشراء و إحياء المناسبات الدينية و المدنية كذلك(كعقود الزواج)و غيرها من العقود التي يحتاج إليها النّاس. فالمسجد ، على عهده صلى الله عليه و سلم  ،لم يكن معبدا أو مقرا للصلاة و حدها، بل كان شأنه شأن الإسلام ذاته متكاملا ، له دور مهم في مُختلف جوانب الحياة الإنسانية ، دينية كانت أو سياسية أو اجتماعية او اقتصادية….،و ذلك نظرا لقلة أموال الدولة في سنواتها الأولى و انشغالها الدائم في الداخل و الخارج، الأمر الذي لم يمكنها من بناء و إنشاء مزيد من المؤسسات المختصة التي يمكن أن تمارس الوظيفة التي عُهدت إليها، و هو ما جعل المسجد يزدحم بالمهمات و الوظائف المختلفة ، و يغدو مقرا عاما تلتقي فيه و تصدر عنه كافة العمليات الحكومية و جزءا مهما من نشاط ما يسمى اليوم بالمجتمع المدني الإسلامي (8). و هكذا نُلاحظ أن كل المؤسسات و الهيئات و النشاطات يمكن أن تُعوض، إلاّ المسجد فلا يمكن تعويض دوره في بناء المجتمع الإسلامي و صياغة ثقافته.

 

                                         مصطفى عبدالله الونيسي/باريس/فرنسا

المراجع:

1)       أخرجه البخاري

2)       الشيخ محمد متولي الشعراوي:الهجرة النبوية ص132/133

3)       أخرجه البخاري

4)       أخرجه مسلم

5)       رواه احمد في المسند، و صححه الألباني في صحيح الترمذي

6)       فتح الباري:7/656/657 نقلا عن الشيخ الشعراوي ص133

7)       د. محمد سعيد رمضان البوطي:فقه السيرة النبوية ص143

 

            

 

أمّــي جمال الدين أحمد الفرحاوي
 
أطل بصمتي عليك أعانقك ملء شوقي إليك أضمك فيّ ألمّك وردا تناثر في مقلتيّ وأرخي عليك ستار الجفون عساني أراك عسى تبحر فيك مني العيون ويهرب عشق تخبأ مني نسيته فاض عني إستوى فيه….. سري والعلن حتى كأني أفنيت عشقا وشوقي فيك صار الكفن أحبك …مهما تناءيت عني ومهما تغير إسم المدن ومهما  المسافات فينا  تطول ومهما تسافر فينا المحن وأهواك كهلا كما كنت طفلا إليك أميل وأحياك أمي غريبا هناك وإن غبت أمسي بلاك عليل ويمسي النوى يوغل في فؤادي وأصبح دونك جفنا يسيل وأهوى التناثر فيك كعطر توزع بين غصون الزهر تلملمه الشمس حين تطل وغن جف يسقيه ماء المطر وأبقى أراوح فبك عشقي ولحنا أزفك حين السّهر لاهاي 04/07/2007


وصية خروف لإبنه
 
ولدي إليك وصيتي عهد الجدود الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود نرتاح للإذلال في كنف القيود و نعاف أن نحيا كما تحيا الاسود كن دائما” بين الخراف مع الجميع طأطيء و سر في درب ذلتك الوضيع أطع الذئاب يعيش منا من يطيع إياك يا ولدي مفارقة القطيع لا ترفع الاصوات في وجه الطغاة لا تحك يا ولدي و لو كموا الشفاه لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه لا تستمع يا ولدي لقول الطائشين القائلين بأنهم أسد العرين الثائرين على قيود الظالمين دعهم بني و لا تكن في الهالكين نحن الخراف فلا تشتتك الظنون نحيا و هم حياتنا ملىء البطون دع عزة الاحرار دع ذلك الجنون إن الخراف نعيمها ذل و هون ولدي إذ ما داس إخوتك الذئاب فاهرب بنفسك و انج من ظفر و ناب و إذا سمعت الشتم منهم و السباب فاصبر فإن الصبر أجر و ثواب إن أنت أتقنت الهروب من النزال تحيا خروفا” سالما” في كل حال تحيا سليما” من سؤال و اعتقال من غضبة السلطان من قيل و قال كن بالحكيم و لا تكن الاحمق نافق بني مع الورى و تملق و إذا جررت الى احتفال صفق و إذا رأيت الناس تنهق فأنهق انظر ترى الخرفان تحيا في هناء لا ذل يؤذيها و لا عيش الا ماء تمشي و يعلو كلما مشت الثغاء تمشي و يحدوها الى المذبح الحداء ما العز , ما هذا الكلام الاجوف من قال إن الذل بأمر مقرف إن الخروف يعيش لا يتأفف ما دام يسقى في الحياة و يعلف
 
منقول (المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 27 جويلية 2007) الرابط: www.tunisie-talaba.net


أردوغان.. العلماني المعتدل
 
بقلم: برهان بسيس فوز حزب العدالة والتنمية باغلبية مقاعد البرلمان التركي واستقرار صورته كأهمّ قوة سياسية تركية أعطى لتركيا المتوثبة بحماس لاجتياز أبواب أوروبا مزيدا من علامات الاهتمام والمتابعة وكمٍا من الأسئلة والاستفهامات التي تتجاوز التساؤل حول «العدالة والتنمية» كحالة تركية لتمس جوهر النقاش التقليدي حول قدرة الحركات ذات الخلفية الدينية على الاندماج في النسق المدني للعملية السياسية.. تجربة حزب طيب رجب اردوغان وريث تجربة الرفاه «الأربكانية» حمّالة تأويلات وعلامات متناقضة مفتوحة على امكانات كبيرة للاستنتاج الخاطئ والخلاصات الملتوية. بعض القراءات تريدها تأكيدا على الخلاصة الايديولوجية التقليدية المحتفية بصعود الاسلام السياسي المنتصر في أكثر من موقعة انتخابية، تلك القراءة المبشرة بعهد جديد في العالم العربي والإسلامي تحيل فيه الديموقراطية الحرة وصندوق الاقتراع التعدّدي الشفاف مباشرة إلى انتصار الاسلاميين. ينظر بعض المتابعين إلى انتصارات اردوغان أنها حلقة لافتة ضمن سلسلة انتصارات مشروع «الاسلام هو الحل» التي ما فتئت تجلب لها الاهتمام وحماس بعض دوائر التفكير والقرار في الولايات المتحدة الأمريكية المراهنة على اسلام سياسي معتدل يصد تصاعد النسخة الجهادية المتطرفة ويحاصر امتداداتها في أكثر من ساحة حارقة «غزاها» الجهاديون ان لم يكن بمقاتليهم فبأفكارهم ومنهج رؤيتهم للعالم. لكن الحماس لتجربة حزب العدالة والتنمية التركي لا ينبغي ان يخفي على الفرحين بالخلاصات دون الاهتمام بالمقدمات بأن المثال التركي تحديدا أبعد من ان يصلح توظيفه في تأكيد فرضية الايجابية السياسية لمشروع الإسلام السياسي وقياس قابليته في الاندماج المدني وخدمة مشروع الاصلاح الديموقراطي بالقياسات التحديثية العميقة. ماذا بقي لحزب العدالة والتنمية من هوية الأحزاب والحركات الاسلامية؟! لا أعتقد ان الحزب التركي المحافظ على علامات رمزية بسيطة موحية بانتماء ايدولوجي اسلامي هو أقرب لميراث النشأة ونواة التأسيس الأولى المنشطرة والمتذررة لاحقا لتحتفظ فيما بعد بحجاب زوجتي رئيس الحزب ونائبه العلامة الأهم لما يوحي بالانتماء الايديولوجي اكثر من اي برنامج سياسي او منهج حكومي، لا اعتقد ان هذا الحزب بالإمكان تصنيفه ضمن الخانة التقليدية لأحزاب وحركات الإسلام السياسي المتعارف عليها في عالمنا العربي والاسلامي. حزب العدالة والتنمية التركي يتبنى صراحة علمانية النظام السياسي في تركيا ولا يفوّت فرصة دون التذكير بتمسكه بالعلمانية ووفائه للمؤسس «أتاتورك». حكومة العدالة والتنمية هي الساهرة على تطبيق القوانين العلمانية في تركيا بما فيها قانون منع الحجاب في المدارس العمومية والمساواة في الإرث بين المرأة والرجل، حكومة العدالة والتنمية هي الساهرة على احترام معاهدات الصداقة والتعاون التي أمضتها حكومة «أربكان» المؤسّس الاسلامي مع اسرائيل، حكومة العدالة والتنمية هي التي تقود اليوم جهود الأمة التركية لتحقيق الحلم الوطني للاندماج في الاتحاد الاوروبي بخلفية تصريح واضح هو الحلم بالانصهار في منظومة الغرب ثقافة واقتصادا وسياسة، لم يطالب حزب العدالة والتنمية يوما بتطبيق الشريعة ولا باقامة نظام الخلافة بقدر ما كانت ادبياته حريصة على رفض اقحام الدين في اللعبة السياسية مع التمايز عن الطرح العلماني المتطرف برفض سحب الدين من الحياة. اعتقد ان انتصارات حزب العدالة والتنمية هي انتصارات حزب علماني وسطي ومعتدل يتبنى خطاب الهوية بمعناه الثقافي والاجتماعي دون ان يحولها الى شعار سياسي منغلق على ايديولوجيا عقائدية اصولية، هوية يستثمرها للاقتراب من الروح الاسلامية للشعب التركي يوظفها في المعركة ضد الفساد والفقر ومن اجل الاصلاح والحكم الرشيد. اردوغان بربطة عنقه الحداثية الشبيهة بحداثة زي رفيقه غول ابعد كثيرا من ان يتم تصنيفه ضمن نادي اللحي الطويلة والجلابيب الفضفاضة لأئمة الحركات الأصولية ومشائخها اما اذا اراد البعض السكن في عوالم صورة ملابس الزوجة الكريمة وايحاءاتها العقائدية ليستدرج خلاصات الانتصار السياسي لفائدة رصيده فتلك حريته الخاصة، فجميعنا احرار في الاعتقاد فيما نشاء، بما في ذلك الاعتقاد في الأوهام!! (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)


فوز حزب العدالة والتنمية التركي بالانتخابات يثير جدلا بين الإسلاميين والعلمانيين العرب
 
القاهرة- الكويت- الشرق : تفاوتت ردود فعل النخب والقيادات السياسية في العالم العربي على نتائج الانتخابات التشريعية في تركيا، التي جددت ثقة الناخب التركي في حزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الإسلامية بنسبة 47 في المائة من أصوات الناخبين. فبينما اعتبر قادة إسلاميون أن ما أسفرت عنه نتائج صناديق الاقتراع في تركيا، يعكس تطلعات شعوب المنطقة الإسلامية إلى أحزاب سياسية لا تتصادم وهويتها الدينية الإسلامية، ويكذب مزاعم البعض من أن صعود التيار الإسلامي إلى الحكم سيكون مصحوبا بالقتل والدمار والعودة إلى العصور الوسطى من حيث الاستبداد الفكري والسياسي باتخاذ القرار، وبين من يرى في نجاح حزب العدالة والتنمية الذي أكد زعيمه التزامه بالخيار العلماني الذي سار عليه الأتراك طيلة القرن الماضي، يعكس بوضوح أن هدف الإسلاميين ليس خدمة الإسلام كدين بقدر ما هم يحاولون استغلال الدين للوصول إلى الحكم والتمسك به حتى وإن كان على حساب الثوابت. وبين هذا وذاك اعتبر آخرون أن أهم شيء أثبتته التجربة السياسية التركية الحديثة، وتجربة حزب العدالة والتنمية بشكل أخص، أن إمكانية التوصل إلى أرضية وفاقية يمكن العمل على أساسها بين مختلف التيارات السياسية والفكرية ممكن إذا التزم الجميع قواعد اللعبة السياسية وكان المعيار هو الاحتكام لمدى إمكانية الأحزاب السياسية في خدمة الشعوب التي تمثلها، أجدى بكثير من خيار القطيعة والتناحر الذي كلف الجميع ثمنا باهظا. فن الممكن السياسي ففي الكويت أشاد وليد الطبطبائي القيادي الإسلامي والبرلماني الكويتي، في تصريحات خاصة لـ “قدس برس”، بنتائج الانتخابات التركية، واعتبرها إنجازا تاريخيا، يحسب لحزب العدالة والتنمية، وتعبيرا جليا على أنه كلما أتيحت الفرصة للشعوب الإسلامية أن تختار إلا وانحازت لأصولها، وقال: “نتائج الانتخابات التركية أكدت بالملموس أنه في حال وجود انتخابات نزيهة غالبا ما تتجه الشعوب إلى المرشحين الذين يعودون بهم إلى جذورهم المحافظة والإسلامية خصوصا، لاسيما إذا اقترن ذلك بمشاريع إصلاحية وتنموية كما هو الحال بالنسبة لحزب العدالة والتنمية التركي في تجربته السياسية العملية”. وأشار الطبطبائي، إلى أن انجاز حزب العدالة والتنمية التركي الانتخابي لا يقلل منه العلاقات الخارجية التي تربط تركيا بالعالم ومنها إسرائيل، وقال: “حزب العدالة والتنمية التركي يحاول أن يكون وسطا في سياساته العامة، ونحن نعتقد أن وجود أشخاص مسلمين في مواقع قيادية أمر مهم في حد ذاته لما له من أهمية في حماية أمن المواطنين، طبعا لا يمكن التشكيك في أن رجب طيب أردوغان رجل براغماتي يرى أن السياسة هي فن الممكن، وأنه لا يمكنه اتخاذ خطوات راديكالية، لذلك فإن ما حققه يمثل انجازا تاريخيا ليس فقط لأنه حمى ثروة البلاد وقلص من الفساد، بل ولأنه أقنع العالم بأن التيار الإسلامي لا ينقلب على الديمقراطية التي أوصلته للحكم، ولا يعارض العقلانية في إدارة شؤون البلاد والعباد”. تنازلات جوهرية إلا أن الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع المصري، رفض في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” اعتبار ما جرى في تركيا إنجازا يحسب لصالح التيار الإسلامي، ورأى أن تجربة حزب العدالة والتنمية التركي وخطابه السياسي المعلن يمثل خصما على تيار الإسلام السياسي عامة، وقال: “لابد من ملاحظة أن حزب العدالة والتنمية لم يصف نفسه بأنه إسلامي بدليل أنه أكد التزامه بالعلمانية، وهو بذلك قدم تنازلا جوهريا في المحتوى الفكري الأساسي المعروف عن الأحزاب ذات الطابع الديني”. ونفى السعيد أن يكون نجاح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية مصدرا للمباهاة بالنسبة للإسلاميين عامة، وقال: “لا يمكن المباهاة بحزب العدالة والتنمية من جانب القوى السياسية ذات الطابع الديني، لأن حزب العدالة والتنمية تحالف مع اسرائيل وينسق معها ويبيع لها ويشتري منها كما ينسق مع الأمريكيين ويعطيهم قاعدة عسكرية على الحدود مع العراق، فهذا ليس إسلاما بل تعبير عن وجهة نظر المتأسلمين الأمريكيين ويعكس رغبة في الحفاظ على السلطة حتى لو كان الثمن هو التخلص من الثوابت”. وقلل السياسي المصري من أهمية الرمزية السياسية التي يمثلها نجاح حزب إسلامي في إعادة الاعتبار لبعض المظاهر الإسلامية وعلى رأسها الحجاب، وقال: “لا يمكن اعتبار ظهور زوجة أردوغان بالحجاب الإسلامي على أنه تعبير عن انتماء فكري أو سياسي، فنحن في حزب التجمع لدينا نساء محجبات، وهذا زي ترتديه المرأة وليس هوية سياسية أو فكرية، ولهذا أنا من الذين يعتقدون أن الذي جرى في انتخابات تركيا الأخيرة هو هزيمة للإسلاميين، باعتبار أنهم تخلوا عن جوهر الفكرة الدينية”. وجوابا على سؤال عما إذا كان يعتبر فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات للمرة الثانية مخالفا لأفق التوقع، الذي اعتاد على أن التجربة السياسية الواقعية عادة ما تنهك الأحزاب، قال الدكتور رفعت السعيد: “هذا غير دقيق، لأن الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية فعلوا ذلك لأنه أعلن أنه حزب علماني، ومن الذين صوتوا له أحزاب يسارية على اعتبار أنه أفضل من الرجعية اليمينية التركية المتشددة، كما أن الأكراد صوتوا له لأنه رفض إعدام زعيمهم عبد الله أوجلان، فتركيا لها معايير مختلفة تماما”. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)
 


البنتاجون: نعد خطط طوارئ لسحب القوات الأمريكية من العراق

 
واشنطن (رويترز) – قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان وزارته تُعد خطط طوارئ لانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من العراق ووصف هذه الخطط بأن لها “أولوية”. وقال جيتس في رسالة بعث بها يوم الخميس الى السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تخوض حملة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة والتي طالبت وزارة الدفاع (البنتاجون) مرارا بالكشف عن وجود مثل هذه الخطط انه يشارك بفاعلية في صياغتها. وقال جيتس انه سيتعاون مع لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ في إيجاد سبيل لإحاطة أعضاء المجلس علما “بالمفاهيم والعوامل والاعتبارات والاسئلة والاهداف المتصلة بخطط السحب التدريجي” للقوات. واضاف جيتس في الرسالة التي حصلت رويترز على نسخة منها “تأكدى من وجود مثل هذا التخطيط فعلا بمشاركة نشطة مني ومن كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين وقادتنا في الميدان.” وقال “أرى ان هذا التخطيط للطوارئ أولوية في هذه الوزارة.” وشدد المتحدث باسم البنتاجون بريان وايتمان على ان البنتاجون لا يقوم بالتخطيط لانسحاب سريع او شامل للقوات. والقيام بخفض تدريجي للقوات سيكون متفقا مع وجهة نظر حكومة بوش التي تذهب الى ان الحاجة قد تقتضي بعض الوجود الامريكي في العراق على الأجل الطويل. وقال وايتمان “التخطيط لخفض قواتنا وسحب قواتنا هو بالقطع شيء ينبغي عمله.” واضاف قوله “اننا نجري هذا النوع من التخطيط التخطيط من أجل السحب في نهاية المطاف والتخفيض في نهاية المطاف والبدء في سحب القوات من العراق.” وأرسلت الولايات المتحدة للعراق خلال ربيع هذا العام نحو 30 الف جندي اضافي ليرتفع اجمالي عدد القوات الى نحو 157 الفا ضمن الخطة الامنية الحالية التي تهدف الى اقرار الامن بما يكفي لتمكين المسؤولين العراقيين من المضي قدما في عملية المصالحة. من كريستين روبرتس (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

القرار تقدمت به قطر وإندونيسيا لمجلس الأمن ولقي دعماً

فريق عباس وإدارة بوش يتدخلان لعرقلة قرار دولي يطالب بتخفيف معاناة غزة

 
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام تدخلت البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، الخاضعة لإمرة رئيس السلطة محمود عباس، لعرقلة مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يطالب بفك الخناق عن المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، والحيلولة دون تفاقم أوضاعهم الإنسانية، بينما تدخلت الإدارة الأمريكية على التوازي من ذلك لفرض تحويرات على المشروع وتحدثت ضمنياً عن تشجيعها لدور تلك البعثة. جاء ذلك في محاولة من جانب تلك البعثة لاحتواء مشروع قرار تقدمت به قطر وإندونيسيا الخميس (26/7) بشكل رسمي، إلى أعضاء مجلس الأمن، يتعلق بتدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة. فقد وزّعت قطر وإندونيسيا على أعضاء المجلس مشروع بيان بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية للفلسطينيين في القطاع، وهو ما قوبل بمعارضة مفاجئة من جانب البعثة الفلسطينية. وتذّرعت البعثة التابعة لعباس في اعتراضاتها تلك على التحرك لتخفيف الضغوط على أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، بأنه كان يتوجب “التشاور معها حول المشروع قبل تقديمه”، وقد عبّرت البعثة الأمريكية في تصريحات صحافية عن تشجيعها لدور ما لتلك البعثة الفلسطينية. ولم ترحب البعثة التابعة لعباس بالتحرك الذي يتضمنه مشروع البيان، وأبدت تذمرها إزاءه، رغم أنّ مشروع القرار المقترح يقضي بأن يُعرِب مجلس الأمن الدولي عن قلقه تجاه الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، وأن يدعو المجلس إلى حل سريع لحالتهم وضمان عودتهم الى القطاع. ويطالب المشروع كافة الاطراف بإتاحة دخول غير مقيد للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتسهيل مرور الواردات والصادرات ودخول الوكالات الإنسانية، ويشدِّد على أهمية استمرار إمدادات الوقود والمياه والكهرباء، ويحث المجتمع الدولي على مواصلة توفير مساعدات طارئة لتلبية الاحتياجات الانسانية لسكان القطاع. من جانبها؛ فقد عقّبت البعثة القطرية لدى مجلس الأمن على الاعتراضات الصادرة عن البعثة الفلسطينية التابعة لعباس، بأنها تصرفت بشكل ملائم مع الموقف الإنساني في غزة، ووفق ما يقتضيه الإجماع الدولي. كما أكدت البعثة القطرية أنّ مشروع القرار يتعامل مع الموقف الإنساني في غزة ولا يتطرق لشؤون سياسية، مشيرة في هذا الصدد إلى أنّ عدداً من اعضاء مجلس الأمن يساندون المشروع. وبدورها؛ فإنّ بعثة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي، تدخلت هي الأخرى لعرقلة صيغة القرار الأصلي، لتفرض تحويرات عليها بحيث منعت ذكر الكيان الصهيوني في نصِّه. كما أدلى الممثل الأمريكي لدى المجلس بتصريحات للصحفيين على هامش ذلك تحدث فيها عن رغبة الجانب الأمريكي في أن يكون للبعثة الفلسطينية يد في تقديم مشروع القرار، رغم عدم مبادرة الأخيرة لخطوة كهذه واكتفائها بمحاولة عرقلته. وكان من المنتظر إصدار القرار الخميس (26/7)، إلاّ أنّ البعثة الفرنسية طلبت مزيداً من الوقت لتدارسه مع دولتها. وتأتي اعتراضات رئاسة السلطة الفلسطينية، عبر بعثتها في الأمم المتحدة، لعرقلة مشروع القرار، بشكل متزامن مع الانتقادات الواسعة الموجهة في الساحة الفلسطينية لرئيس السلطة محمود عباس وفريقه، بشن موجة تحريض خارجية واسعة لتضييق الخناق على قطاع غزة وتشديد الحصار الإنساني والاقتصادي المفروض عليه، بما في ذلك إغلاق معبر رفح، المنفذ الوحيد بين القطاع والأراضي المصرية، رغم وجود أكثر من ستة آلاف فلسطيني عالق هنا (المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 27 جويلية 2007)

عباس يقول إنه سيعدل قانون الانتخابات ليصعب على حماس الفوز بالأغلبية
 
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) – قال الرئيس محمود عباس يوم الخميس انه سيصدر مرسوما يأمر بتعديل لقواعد الانتخابات الفلسطينية قد يجعل من الصعب أكثر على حركة المقاومة الاسلامية حماس الحفاظ على الاغلبية البرلمانية التي فازت بها العام الماضي. وسُئل عباس هل الانتخابات المبكرة التي وعد بها ستجرى هذا العام فقال لرويترز انه لا يمكنه بعد تحديد موعد لها. واضاف انه أيضا لا يدري بعد هل سيرشح نفسه لاعادة انتخابه رئيسا. وفي مقابلة في مقره في رام الله بالضفة الغربية قال عباس ان الانتخابات البرلمانية والرئاسية يجب ان تجرى في وقت واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة وهو شرط يجعل أمر التوقيت غير مؤكد بالنظر الى معارضة زعماء حماس الذين سيطروا على غزة من قوات عباس في يونيو حزيران. وقال عباس انه بعد ان يلتقي باللجنة الانتخابية المركزية يوم الجمعة فانه سيصدر مرسوما يقضي باجراء انتخابات مبكرة وبان يكون خوض سباق الانتخابات البرلمانية بقوائم حزبية وطنية ملغيا بذلك مقاعد الدوائر الانتخابية التي كانت حيوية في فوز حماس في يناير كانون الثاني عام 2006 . وقال عباس “سنعدل القانون الانتخابي.” واضاف ان المراسيم قد تصدر أوائل الاسبوع القادم. وقال “سوف استخدم المادة 43 من القانون الاساسي التي تعطيني سلطة اجراء تلك التغييرات وتغيير القانون الانتخابي الى قائمة وطنية واحدة بدلا من قائمتين احداهما وطنية والاخرى على مستوى الدوائر.” وبموجب القواعد المعمول بها حاليا فان نصف مقاعد البرلمان تخصص للاحزاب حسب حصتها من الاصوات على المستوى الوطني والنصف يخصص للدوائر المحلية. وفي يناير كانون الثاني من العام الماضي فازت حماس بفارق ضئيل على حركة فتح العلمانية من حيث الأصوات على المستوى الوطني لكنها حصلت إجمالا على مثلي مقاعد فتح بفضل نجاحها الكبير في الفوز بالمنافسات على مقاعد الدوائر. ويشكك بعض الخبراء الدستوريين في حق عباس في تعيين حكومة جديدة وتعديل الدستور باصدار مراسيم في أعقاب عزله الحكومة التي كانت تقودها حماس في اعقاب استيلاء حماس على غزة. ويقول البعض انه يحتاج الى موافقة البرلمان. ويجادل قادة فتح بان البرلمان توقف عن العمل لأسباب منها سجن اسرائيل نحو نصف نواب حماس والمقاطعة من جانب تكتلات منافسة. وقال عباس انه قد يصدر المراسيم الخاصة بالانتخابات الاسبوع المقبل. وليس مقررا إجراء الانتخابات قبل عام 2010 ولاحظ بعض النقاد ان القانون الاساسي لا يتضمن اي بند للدعوة الى انتخابات مبكرة. وسُئل عباس هل يمكن إجراء التصويت هذا العام فرد بقوله “لا ..لا أستطيع ذكر أي تواريخ الآن.” وسُئل هل يمكن إجراء التصويت بالضفة الغربية وترك الانتخاب في غزة جانبا أو تأجيله الى وقت لاحق فقال “لا نريد تقسيم الوطن.” وقال “نحن نسعى الى الانتخابات في الضفة الغربية وغزة. ولا يمكن التفرقة وفقا للقانون الانتخابي.” وقال معاونون للرئيس عباس انه لا يخفي عدم رغبته في إطالة أمد التفويض الممنوح له. غير انه حينما سُئل هل سيسعى الى إعادة انتخابه رد بقوله “هذا أمر من السابق لأوانه الاجابة عليه.” وسُئل هل يشعر ان ذلك ممكن قبل ان يتنحى الرئيس الامريكي جورج بوش في غضون 18 شهرا وكما يأمل بوش نفسه فرد عباس بقوله ان ذلك يعتمد على المباحثات المباشرة مع اسرائيل. ورحب عباس بما سماه “جدية” جديدة من جانب اسرائيل لكنه شدد على ان الفلسطينيين مازالوا يريدون التفاوض بشأن كل المسائل الحيوية او ما يسمى قضايا “الوضع النهائي” كحزمة واحدة. وقال عباس “لا يمكن ان نؤخر اي قضية من بين قضايا الوضع النهائي ثم نقول اننا أنجزنا شيئا.” واضاف قوله “نحن نفضل حل كل قضايا الوضع النهائي ثم نعلن إطارا أو إعلانا للمباديء.” وعن احتمال التوصل الى اتفاق قريبا قال عباس “هناك بعض الجدية في الموقف الاسرائيلي. ويجب ان نستفيد من هذا.” وقال انه لا يمكن إجراء مفاوضات مع حماس حتى اذا ظهر اسماعيل هنية خارج مكتبه ليتحدث معه. وقال “لن اجتمع مع أحد من قادة حماس قبل ان يتراجعوا عن كل خطوة من خطوات الانقلاب الذي نفذوه.” وأضاف قوله “يجب ان يغيروا ما فعلوه في غزة ويعتذروا للشعب الفلسطيني. ولا يمكن ان نتحادث إلا بعد أن يحدث ذلك.” من اليستر ماكدونالد (المصدر: موقع “سويس إنفو” (سويسرا) بتاريخ 26 جويلية 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

قال انه يفكر باعتزال السياسة وأعرب عن تأييده لترشيح البرغوثي لمنصب الرئيس

عباس لـ معاريف : لا توجد قوة في العالم بإمكانها اجبار اسرائيل علي إعادة اللاجئين لأراضيها وعليه يجب ايجاد حل خلاق للقضية

 
الناصرة ـ القدس العربي من زهير اندراوس قال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) امس الخميس ان قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من وطنهم في النكبة المشؤومة عام 1948 يجب ان تحل مع الدولة العبرية عن طريق ايجاد حل خلاق لها، مشددا علي انه لا يمكن الزام اسرائيل باعادة اللاجئين الي وطنهم داخل اراضي الـ48. ووردت هذه الاقوال في حديث صحافي ادلي به الرئيس الفلسطيني لصحيفة معاريف الاسرائيلية، التي نشرت امس الخميس مقاطع منه، علي ان تنشر اللقاء الكامل في عددها الصادر اليوم الجمعة. واضاف عباس قائلا ان يشكك في ان يرشح نفسه مرة اخري لرئاسة السلطة الفلسطينية. وفي معرض رده علي سؤال اخر للصحافي بن كاسبيت، قال عباس ان الامريكيين مصممون علي دفع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني للتوصل الي اتفاق سلام قبل انتهاء ولاية الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام القادم، وتابع قائلا لقد سمعت هذه الامور من الرئيس بوش نفسه ومن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس، خلال اجتماعاتي معها، مشددا علي ان الادارة الامريكية تريد ان تتوصل الي حل للقضية الفلسطينية في فترة اقصاها سنة، علي حد قوله. وتابع قائلا للصحيفة الاسرائيلية ان التقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، وناقش معه جميع الامور، بما في ذلك الافق السياسي، وانا اقول لكم بانني متفائل جدا من هذه اللقاءات. وعندما سأله الصحافي الاسرائيلي عن تصوره للحل الدائم للقضية الفلسطينية قال الرئيس عباس علينا التوصل الي المعادلة النهائية، او الي نهاية اللعبة، كما قال بالانكليزية، وبعد ذلك يجب البحث عن الطرق والآليات والفترات الزمنية لتطبيقها علي ارض الواقع، اولا، اضاف عباس، يجب التوصل الي حل القضايا العالقة والوصول بعد ذلك الي معادلة الحل النهائي. ومضي رئيس السلطة عباس قائلا ان الحل الذي يؤمن به هو اقامة دولة فلسطينية في الاراضي المحتلة منذ عدوان الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967، علي ان تكون القدس الشرقية عاصمتها، وايضا حل جميع المشاكل العالقة بين الطرفين مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبعد ذلك يجب التفكير في كيفية تطبيق هذه الحلول علي ارض الواقع، لافتا الي انه من المتوقع ان الجدول الزمني قد يطول فترة من الزمن، ولكن هذا ليس مهما، تابع الرئيس عباس، المهم ان يعرف الفلسطينيون ما هي نتيجة اللعبة النهائية مسبقا، علي حد تعبيره. اما عن قضية اللاجئين الفلسطينيين فقد قال الرئيس عباس لن يكون امامنا مفر، علينا ان نحل هذه المشكلة، لانه من غير المعقول ان نتجاهل قضية اللاجئين. وعندها ساله الصحافي الاسرائيلي كيف ستتمكن من اجبار اسرائيل علي اعادة ملايين اللاجئين الي داخل مناطق الـ48 رد عباس بالقول: لا توجد قوة في العالم بامكانها الزام اسرائيل علي اعادة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الي اراضيها، ولكن من ناحية اخري، اضاف الرئيس الفلسطيني، انه لا توجد قوة في العالم باستطاعتها اقناع اللاجئين بالتنازل عن قضيتهم، وان ينسوا ما حل بهم من غبن، وبالتالي اضاف اذا تجاهلت اسرائيل هذه القضية فان المشكلة لن تحل، وستبقي عالقة بيننا، وعليه يجب ايجاد حل عادل متفق عليه من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، علي حد تعبيره. وفي هذا السياق شدد الصحافي الاسرائيلي وسأله: ما العمل؟ فرد بالقول: علينا ان نتوصل الي حل خلاق لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، الان لا توجد حاجة لان اشرح لكم عن قناعاتي بالنسبة لهذه القضية، لدي افكار كثيرة، وساطرحها في المكان والزمان الملائمين، علي حد قوله. وقالت الصحيفة الاسرائيلية ان رئيس السلطة الفلسطينية تحدث باسهاب خلال اللقاء مع كاسبيت عن سيطرة حركة حماس علي قطاع غزة، وعن الوضع السياسي داخل الدولة العبرية، وتطرق ايضا الي خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش الاخير، بالاضافة الي قضية اطلاق سراح الاسري الفلسطينيين الذين يقبعون في غياهب السجون الاسرائيلية، كما تحدث عن برامجه الشخصية. وفيما يتعلق ببرامجه الشخصية، قال عباس لاول مرة، بحسب معاريف الاسرائيلية، ان يدرس بجدية عدم الترشح مرة اخري لمنصب الرئيس في السلطة الوطنية الفلسطينية في الانتخابات المبكرة التي اعلن عنها، لافتا انه بالنسبة له ثلاث سنوات ونصف السنة في هذا المنصب تعتبر بالنسبة له كافية، واعرب عن تأييده المطلق لترشيح المناضل مروان البرغوثي، الذي يقبع في السجون الاسرائيلية، لهذا المنصب، وقال ان البرغوثي هو احد قادة الشعب الفلسطيني، مشيرا الي انه في كل لقاء يعقده مع رئيس الوزراء الاسرائيلي فانه يطالبه بالعمل علي الافراج عن البرغوثي، وان اسم البرغوثي يتصدر القوائم التي يقدمها الي اولمرت في كل مرة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

هنية يتناول فول وحمص وفلافل في أحد المطاعم الشعبية خلال تفقده لاقدم أسواق غزة
 
غزة ـ القدس العربي من أشرف الهور: تناول اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة فطوره يوم أمس الخميس في أحد المطاعم الشعبية التي تقدم لزبائنها أطباق الفول والحمص والفلافل ، مع أحد زبائن المطعم الذي كان يتناول فطوره قبل قدوم هنية. وقد دخل هنية الي المطعم الشعبي علي غفلة أثناء جولة تفقدية كان يقوم بها في سـوق الزاويـة ، أقدم أسواق مدينة غزة، والمشيد قبل مئات السنين، في المنطقة الأثرية في قطاع غزة، والذي يحتوي علي أقدم المحال التجارية، التي شيدت غالبيتها في العصر الروماني. وتناول هنية عقب دخوله المطعم الشعبي وجبة افطار مكونه من الفول والحمص والفلافل مع أحد المواطنين المتواجدين داخل المطعم. هنية بعد أن تناول وجبة الافطارالشعبية تناول كوبا من عصير العرقسوس وآخر من الخروب، وهما مشروبان باردان اعتاد السكان علي شربهما في فصل الصيف الحار لاطفاء عطش الصيف، التي ترتفع حرارته في في قطاع غزة الساحلي. ويباع هذان النوعان من المشروبات من قبل رجال يحملون علي ظهورهم قرب تحتوي علي العصيرين الباردين، ويسكبان في أكواب بطريقة فنية جميلة، لا يستطيع فعلها الا أؤلئك البائعون الذين ورثوا هذه المهنة من أبائهم، بحيث يحني البائع ظهره ويسلط فوهة القربة علي الكوب الذي يحمله بيمينه ويبعده مسافة المتر عن فوهة القربة . ويعتاد علي تناول هذه المأكولات الشعبية الفول والحمص والفلافل معظم سكان القطاع، من غني أو فقير كونها الوجبة الشعبية التي تميزهم، ولها مطاعم تنتشر بكثرة في شتي مدن وقري ومخيمات القطاع. المواطنون بدورهم تبادلوا الأحاديث مع هنية أثناء مروره في شارع عمر المختار، أكبر شوارع القطاع والذي يحتوي علي أكبر المحال التجارية، وطالبهم بـ الصبر والثبات والتمسك بالثوابت والحقوق حتي اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتحرير جميع الأسري والمعتقلين وعودة الاجئين ، بحسب ما أرسل في بيان من مكتبه، والذين ردوا علي كلماته بهتافات مؤيدة ومناصرة له. وعقبها سار هنية ماشياً علي قدميه في ميدان فلسطين وسط غزة وزار سوق الزاوية الأثري، الذي تنتشر فيه محال العطارين. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

هنية يؤكد أن بريطانيا وسّعت اتصالاتها مع حماس
 
لندن ـ يو بي آي: كشف رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أن بريطانيا وسّعت في الأسابيع الأخيرة، اتصالاتها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي يعد أحد أبرز قادتها، وجدد التأكيد علي أن حركته لن تغير سياستها الرافضة الإعتراف باسرائيل. واشار هنية في مقابلة مع صحيفة الغارديان امس الخميس الي أن الاتصالات بين لندن وحركته تنامت منذ عمل الجانبان معاً لتأمين الإفراج عن مراسل هيئة الإذاعة البريطانية بي. بي. سي ألن جونستون الذي احتُجز في غزة قرابة أربعة أشهر. وقال هناك الآن اتصالات أخري لا أستطيع نفيها وقنوات للاتصال مع المملكة المتحدة تشمل أشخاصاً من أعلي المستويات وأنا شخصياً لست جزءاً منها ، موضحاً أن هدف هذه الاتصالات هو تحسين ديمقراطيتنا وأسلوب حكمنا وأنها جزء من اتصالات كثيرة تجري حالياً مع حكومات أخري حول العالم . واضاف أن بريطانيا تريد إبقاء هذه الاتصالات قيد السرية . لكن الصحيفة اشارت الي أن وزارة الخارجية البريطانية والقنصلية البريطانية في القدس نفتا وجود أي اتصالات سياسية مع حماس، وشددتا علي أن الاتصالات التي اجرتاها مع الحركة تمت لأسباب إنسانية وقنصلية بحتة . وقالت إن الوزارة وقنصليتها في القدس رجحتا أن يكون هنية اساء فهم عمل المنظمات غير الحكومية البريطانية مثل (فوروارد ثنكينغ)، و(كونلفيكتس فورام) واللتين اجرتا اتصالات مع حماس ، مشيرة الي أن الحكومة البريطانية صادقت علي قيام مسؤولين من حماس في غزة بزيارات الي المملكة المتحدة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية من بينهم أحمد يوسف مستشار هنية. ولعبت حماس دوراً في الإفراج عن جونستون وهي الخطوة التي دفعت وزير الخارجية البريطانية ألن ميليباند الي توجيه شكر الي الحركة حظي علي تقدير هنية علي ما اعتبره الإحترام والإمتنان اللذين اظهرتهما الحكومة والمنظمات البريطانية للمساعدة التي قدمتها حماس لإنهاء إحتجاز مراسل (بي. بي. سي) . وقال هنية إن نائب القنصل البريطاني في القدس جاء ليشكرني شخصياً، كما قام القنصل العام البريطاني ووزير الخارجية البريطاني بتوجيه شكر لنا عبر المؤتمرات الصحافية . وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال علي أن حماس لن تغير سياستها الرافضة الإعتراف باسرائيل ، مذكراً بأن إعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالدولة العبرية قبل 15 عاماً لم يقد الي أي تحسن في حقوق الفلسطينيين، وحصلت المنظمة مقابل هذا الإعتراف علي عكس ما ارادت كتوسيع المستوطنات ومصادرة وادي الأردن والجدار العازل . واعتبر هنية أن المشكلة لا تكمن في الإعتراف بل بشيء آخر . (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

جدل بين صحافي مغربي وهيئة الادعاء حول ملابسات التحقيق معه
 
الرباط ـ القدس العربي : اثارت تصريحات للصحافي عبد الرحيم اريري مدير اسبوعية الوطن الان المتابع علي خلفية نشر وثائق سرية عسكرية قلقا في اوساط المسؤولين المغاربة دفعت النائب العام بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء للادلاء ببلاغ ينفي ما ورد علي لسان اريري. وبدأت بعد ظهر امس الخميس المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء النظر بقضية عبد الرحيم اريري وزميله مصطفي حرمة الله الذي لا زال قيد الاعتقال والمتابعان بتهمة اخفاء اشياء متحصل عليها بطريقة غير شرعية. وقال اريري في تصريحات لصحيفة المساء امس ان 150 شخصا شاركوا بعملية التحقيق التي استمرت حوالي اسبوع قبل ان تكيف النيابة العامة القضية كجنحة بدل جناية وهو ما قابله محامو الدفاع والاوساط الصحافية بالارتياح. واضاف اريري ان المحققين سألوه عن علاقاته مع اطراف خارجية ومصير الوثائق العسكرية التي ضبطت بحوزته وعلاقته مع الامير مولاي هشام ابن عم الملك محمد السادس. واعرب النائب العام لدي محكمة الاستئناف عن استغرابه لما تضمنته تصريحات أريري والتي لا علاقة لها بالبحث الذي أجري معه . وأوضح في بلاغ منه امس الخميس أن الحوار الذي اجراه مع أريري بتهمة إخفاء وثائق محصل عليها من جريمة, مع جريدة المساء تضمن تصريحات لا علاقة لها بالبحث الذي أجري معه ولم يثرها هو نفسه بمناسبة استنطاقه من طرف النيابة العامة الذي تم بحضور دفاعه . وأكد النائب العام الذي أمر بإجراء البحث وأشرف عليه في سائر مراحله، أن الحوار تطرق أيضا إلي بعض التصريحات التي لم يتضمنها محضر الشرطة القضائية الذي تمت بمقتضاه إحالة المعني بالأمر علي القضاء . وأشار إلي أن إقحام شخصيات لا علاقة لها بالقضية المعروضة علي القضاء يعد محاولة للتأثير علي سير المحاكمة الجارية والتي تستند فقط إلي الوقائع والتصريحات التي يتضمنها ملف القضية ومن ضمنها المحضر المنجز من طرف الشرطة القضائية ومحضر الاستنطاق الذي أجراه وكيل الملك والوثائق المحجوزة . وقالت مصادر صحيفة الوطن الآن لـ القدس العربي ان النائب العام يتحدث عن تحقيق ومحضر الضابطة القضائية لكنه لم يتحدث عن تحقيقات اجهزة امنية اخري تناوبت علي التحقيق مع اريري وحرمة الله. وقال عبد الرحيم اريري لـ القدس العربي قبيل بدء جلسة المحاكمة ان اعتقاله ومتابعته قضائيا لن تضعف اصراري علي مواصلة عمله المهني كصحافي ولا علي التمسك بخط الاسبوعية التي كانت تحمل في السابق عنوان البيضاوي . ويعتبر اريري ان متابعته هي متابعة للاسبوعية وخطها التحريري. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

صحافيو المغرب يحذرون من مصير حرية التعبير اثر اعتقال اثنين من زملائهما
 
الرباط ـ القدس العربي ـ من الطاهر الطويل ما زالت قضية اعتقال صحافيين مغربيين وإحالتهما علي المحكمة بتهمة نشر وثائق عسكرية سرية تثير العديد من ردود الأفعال لدي الصحافة المغربية التي عبرت عن استغرابها لتعامل السلطات مع القضية، محذرة في الوقت نفسه من تراجع مستوي حرية التعبير في المغرب. وهكذا اعتبر عبد المنعم دلمي مدير جريدة الصباح و ليكونوميست أن اعتقال عبد الرحيم أريري ومصطفي حرمة الله من جريدتي الوطن الآن أمر خطير ومقلق لاعتبارات حددها علي النحو التالي: هو خطير علي مستوي الإجراء المتخذ في حق الصحافيين المذكورين، نظرا لعدم وجود أي مبرر للاعتقال بتلك الطريقة بسبب قضية ذات علاقة بممارسة المهنة، وهو أمر مقلق لأن هذا التوجه الذي يصر علي تجريم الصحافة والصحافيين غير مفهوم . ومن جهته، قال محمد شوقي مدير جريدة الاتحاد الاشتراكي المساعد إن اعتقال صحافييْ الوطن الآن غير مبرر قانونا، وأضاف قوله إنه تعسف، لأنه ينبغي أن يحال الأمر علي القضاء للفصل فيه بدون اللجوء إلي تلك الممارسات التي اعتقدنا أنها زالت بزوال (حموها) وجعلوها قاعدة للتعامل مع الحقل الإعلامي بالمغرب بهدف فرض وصاية مطلقة عليه . وكتب مدير تحرير جريدة يومية الناس محمد البشير الزناكي: من المفيد اليوم أن نتخلي عن منهجية لم تنفع في إسكات أصوات ما، ولكنها خلقت الكثير من المتاعب، وأضافت إلي البـــلاد اليــوم صورة مصـطنعة تبـدو فيــها الدولة المغــربية وكــأنها عدوة الصحافة والحريات العامة في مجملها . أما رشيد نيني مدير جريدة المساء فنصح زميله عبد الرحيم أريري عندما يتجاوز هذه الأزمة أن يغير اسم جريدته من الوطن الآن لكي يصبح الوطن فيما بعد ، وعلل ذلك بالقول: يبدو أن هناك من يريد للوطن أن يتأجل إلي زمن لاحق إلي حين سرقة جيوبه بالكامل . وبدون الدخول في مناقشة جوهر قضية الوطن الآن لأنه أمر موكول إلي المحكمة، لاحظ نور الدين مفتاح مدير جريدة الآيام أن الأسلوب الذي استعمل مع الزميلين أريري وحرمة الله يذكر بما كان يجري في الستينات والسبعينات بالمغرب، إنه أسلوب فظ استعراضي، ترويعي، فيه مبالغة ممجوجة في استعمال القوة، إنه إهانة للزملاء، وإهانة للقطاع الإعلامي برمته ، علي حد قوله. وقرأ مصطفي العلوي مدير جريدة الأسبوع الصحافي في اعتقال الصحافيين المذكورين رسالة موجهة للصحافيين المغاربة مؤداها أن عهد الحريات المطلقة للصحافة قد انتهي. وتابع بالقول: امتحان عسير ستعرفه الصحافة في هذه المرحلة التي ستزيد من تعقيدها حالة التوتر المهيمن علي أعصاب المسؤولين المقررين، من خلال الاستنفار الأمني والتهديدات المرتقبة . وكتبت جريدة النهار المغربية إن ما استُعمل من شطط من أجل تكميم أفواه أريري وحرمة الله وغيرهما من الصحافيين دليل قاطع علي أن حرية التعبير ما هي إلا حبر علي ورق . كما اعتبرت جريدة التجديد اعتقال الصحافيين تطورا خطيرا في المشهد الإعلامي المغربي . وقالت: ليست هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها نشر وثائق أو معلومات ذات طابع سري في وسائل الإعلام المغربية. وكان المفروض علي السلطات إن أرادت الحفاظ علي أسرارها أن تقوم بمحاسبة من يسرب الوثائق والبحث عنهم عن طريق التحقيق لا اعتقال الصحافي بطرق لا تليق بالمهنة . (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

الطبيب الفلسطينى لن يغفر لسجانيه الليبيين
 
صوفيا (رويترز) – قال الطبيب الفلسطيني اشرف الحجوج انه لن يغفر أبدا لسجانيه الليبيين الذين قال انهم عذبوه هو وخمس ممرضات بلغاريات للاعتراف بأنهم تعمدوا إصابة مئات الاطفال الليبيين بفيروس اتش.اي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب الايدز. وقال الطبيب ذو الشعر الرمادي البالغ من العمر 38 عاما ” عوملنا كالحيوانات وعذبونا بوسائل بشعة بالكهرباء وضربنا وحرمنا من النوم.” وأضاف “لن ننسى.. الله وحده هو الذي يغفر أما انا فلن أغفر أبدا.” وأُفرج عن الطبيب الفلسطيني الذي منح في الآونة الأخيرة الجنسية البلغارية وعن خمس ممرضات بعد أكثر من ثماني سنوات في المعتقل بموجب صفقة تعاون بين ليبيا والاتحاد الاوروبي. وأصر الطبيب والممرضات الخمس الذين حكم عليهم جميعا بالاعدام مرتين على انهم أبرياء وقالوا انهم اعترفوا تحت التعذيب. وقالت بلغاريا وحكومات اوروبية اخرى ان الفريق الطبي برئ وسعت للافراج عنهم. وقال الحجوج للصحفيين يوم الخميس في مجمع سكني تابع للحكومة على مشارف صوفيا “سأظل أحاول حتى اللحظة الأخيرة في حياتي أن أُطهر اسمي وأُثبت اننا أبرياء.” وقال وعلامات الارهاق والانفعال بادية عليه “لقد ترعرت في ليبيا ولم أفعل أبدا شيئا يضر الشعب الليبي نحن كباش فداء ولم يكن هناك دليل واحد يديننا.” واعتقلت ليبيا الحجوج المولود في مصر لكنه قضى معظم عمره في ليبيا عام 1999 قبل شهرين فقط من التاريخ الذي كان مقررا أن يكون اكمل خلاله فترة تدريب بمستشفى مدينة بنغازي حيث بدأ انتشار العدوى. واتهم الحجوج والممرضات البلغاريات بتعمد اصابة أكثر من 400 طفل بالفيروس المسبب للايدز. وقال الطبيب ان سجانيه قاموا بتعذيبه ليضع بصمات اصابعه على ورقة بيضاء كتبوا فيها في وقت لاحق انه يعترف بنشر المرض متعمدا. وقال انه مقتنع بان عدم كفاءة نظام الرعاية الصحية في ليبيا هو السبب في انتقال فيروس (اتش.اي.في). وقال “المستشفى كان يماثل مكانا لمعيشة الدواب. كان في غاية القذارة وكان يوجد نقص هائل في الامدادات الطبية.” وقال أقارب للاطفال المصابين ان نقل العدوى كان جزءا من محاولة غربية لاضعاف المسلمين وليبيا. وتوفي أكثر من 50 من الاطفال. وخففت ليبيا حكم الاعدام الصادر على الممرضات والطبيب الى السجن مدى الحياة الاسبوع الماضي بعد دفع مليون دولار لاسرة كل من الاطفال الضحايا البالغ عددهم 460 في تسوية مولها صندوق دولي. ولكن المشاعر لاتزال متأججة في بنغازي حيث ادانت اسر الضحايا بلغاريا لاصدارها عفوا عن الممرضات الخمس والطبيب فور نقلهم الى صوفيا يوم الثلاثاء. وقال الحجوج انه اصيب بخيبة أمل لانعدام المساندة من العالم الاسلامي خلال محنته. وقال الطبيب “ليس لدي حكومة لتحميني..وسائل الاعلام العربية بدأت فقط في الاقرار بوجودي بعد منحي الجنسية البلغارية.” واضطر والداه وشقيقاته الاربع لمغادرة ليبيا الى هولندا عام 2005 بسبب العداء المتزايد. ولم يقرر بعد هل سينضم لعائلته ام سيبقى في بلغاريا. وقال “أنا رجل حر أخيرا..لدى خيار كبير..أرغب فقط في التفكير في الأشياء الطيبة الآن.”  من أنا موديفا (المصدر: موقع “سويس إنفو” (سويسرا) بتاريخ 26 جويلية 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

احتجاجات في فرنسا علي الاتفاق النووي مع ليبيا
 
باريس ـ اف ب: اثار بروتوكول التعاون النووي الذي وقعه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته الي طرابلس احتجاجات جمعيات واحزاب يسارية في فرنسا وصفت القرار الخميس بانه غير مسؤول ويمهد الطريق امام حيازة السلاح النووي. وقالت منظمة غرينبيس-فرنسا في بيان هذا الاتفاق يطرح مشكلة ضخمة لناحية الانتشار النووي ويندرج ضمن خط السياسة الفرنسية القائم علي التصدير غير المسؤول للتكنولوجيا النووية . وبحسب المعلومات الرسمية، فان بناء مفاعل نووي في ليبيا هدفه سلمي بالكامل ويسعي الي منح هذا البلد امكانية تحلية مياه البحر. واكد ساركوزي ان ليست هناك اي علاقة بين هذا الاتفاق وافراج ليبيا عن الفريق الطبي البلغاري الذي كان محتجزا لديها لمدة ثماني سنوات. وزار الرئيس الفرنسي ليبيا بعد الافراج عن الممرضات والطبيب البلغار. وقالت المنظمة البيئية ممن يسخرون؟ لطالما كان دافع الدول الدفين لامتلاك الطاقة النووية مسألة سلطة ، معددة في هذا المجال الهند وباكستان وكوريا الشمالية وايران ومؤخرا البرازيل. وبدوره، ندد تجمع منظمات الخروج من النووي بما وصفه بـ الحيلة . وقال بذريعة مساعدة ليبيا علي العودة الي المجتمع الدولي، وقع الرئيس الفرنسي اتفاقا يسلم بموجبه مفاعلا نوويا الي الديكتاتور الليبي القذافي . واضاف لا يمكن الفصل بين الطاقة النووية السلمية وتلك العسكرية ، معتبرا ان تسليم مفاعل نووي سلمي الي ليبيا يعني مساعدة هذا البلد علي امتلاك السلاح الذري عاجلا ام آجلا . واضاف لدي ليبيا اكتفاء ذاتي واسع بالطاقة بسبب امتلاكها النفط. واذا ما رغبت بتنويع مصادر طاقتها فعليها منطقيا الافادة من الطاقة الشمسية. ان البلد معرض للشمس علي مدار العام . وطلب الحزب الاشتراكي جلاء الملابسات كافة حول الاتفاقات التي تم توقيعها مع معمر القذافي. وقال احد قياديي الحزب فوزي لمداوي لماذا كل هذا الاستعجال في توقيع بروتوكول تعاون حول الطاقة النووية السلمية، مع العلم ان ليبيا تملك آبارا ضخمة من النفط والغاز ويمكنها ايضا استغلال الطاقة الشمسية علي نطاق واسع؟ . واضاف التكنولوجيا النووية يمكن استخدامها (…) علي المدي البعيد في تطوير استخدامات عسكرية . وامل المسؤول الاشتراكي ايضا بان يشرح وزير الخارجية برنار كوشنير امام الجمعية الوطنية الشروط التي اطلق بموجبها الفريق الطبي البلغاري، مشيرا الي ان وزير الخارجية كان الغائب الوحيد عن هذه المفاوضات . اما حزب الخضر فانتقد الوقاحة غير المحدودة لنيكولا ساركوزي، متهما اياه باللعب بالنار عبر توقيع اتفاق مع نظام غير ديمقراطي . وقال المتحدث الوطني باسم الحزب يان فيرهلينغ ان الدواعي الانسانية وحقوق الانسان عذر جيد يمكن الاختباء وراءه. ان شبكات الذين يريدون بيع التكنولوجيا النووية الفرنسية في العالم الي اي نظام وباي ثمن تصرفوا بوقاحة غير محدودة . وقال النائب في الحزب نويل مامير ان ساركوزي يعرض الكرة الارضية بكاملها للخطر عبر تزويد زعيم نظام ارهابي بمفاعل نووي. واضاف انها ببساطة عملية تبادل، انه اتفاق تم تمريره في خضم عملية تحرير الممرضات البلغاريات (…) مع ديكتاتور اتهمهن زورا بنقل الايدز الي اسر ليبية . واكد ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان المذكرة التي تم توقيعها مع ليبيا ليست اتفاقا ظرفيا وانها تحترم هدف منع الانتشار النووي. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

إنهم يركضون على طريق الندامة
 
فهمي هويدي (*) بعدما أصبح الانفصال سيد الموقف في الساحة الفلسطينية، فإننا صرنا بحاجة إلى التذكير ببديهيات المشهد التي طمست معالمها أو غيبت في خضم السجال والتراشق الإعلامي والسياسي، الذي ملأ الأفق طيلة الأسابيع الخمسة الأخيرة. (1) كأننا نسير بخطى واثقة نحو تشكيل كاريكاتير عن أنفسنا.. (إذ صرنا) بإزاء حكومة طوارئ وإصدار مراسيم، وحل بموجب الدستور، وإجراء دستوري وإجراء غير دستوري. ويبدو أن المتحدثين يصدقون أنفسهم. لم نعد حكومة تحت الاحتلال، بل تقدمنا إلى حكومة طوارئ تحت الاحتلال. ولما لا، فنحن لسنا في حالة صراع تحرري مع إسرائيل، بل في حالة تنافس على الألقاب والتسميات، وعاشت الرمزية والرموز. هذه الكلمات ليست من عندي، ولكن صاحبها هو الدكتور عزمي بشارة، السياسي والمثقف الفلسطيني البارز، وقد استهل بها مقالته في تحليل الموقف الفلسطيني، التي نشرتها له صحيفة الحياة اللندنية في 21/6 الماضي. وهي تسلط الضوء على المدى الذي وصل إليه تغييب إحدى بديهيات المشهد. حين صدق أركان السلطة الفلسطينية حالهم، وتصرفوا وكأنهم أركان دولة حقيقية تحررت واستقام أمرها ومارست أجنحتها طرف الصراع فيما بينها، ناسين أنهم على رأس دولة وهمية وافتراضية. وأنهم يعيشون في كيان تحت الاحتلال ولا يتحركون في فضاء سياسي مفتوح، وإنما في سجن كبير تحيط به القضبان الحديدية الغليظة من البر والبحر والجو، وأن سجانهم هو الذي يتحكم في كل مقومات حياتهم: المياه والغاز والكهرباء وخطوط الهواتف والغذاء والدواء.. الخ. من ثم فعدوهم الأول والأخير في الوقت الراهن هو سجانهم، وإزاحة الاحتلال هي قضيتهم. وكل كلام خارج هذه الدائرة هو لغو خارج الموضوع، وكل إجراء يتجاوزها أو يتجاهلها هو عبث واحتيال على القضية. (2) حين التقى أبو مازن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت مؤخراً، فإن الاجتماع أسفر عن نتائج في الجزء المعلن منها أن إسرائيل قررت الإفراج عن 255 أسيراً. كما قررت الكف عن ملاحقة 178 مطارداً من المطلوبين من عناصر فتح. والسماح لعدد من القيادات الفلسطينية المقيمة بالخارج بالعودة لعدة أسابيع، للمشاركة في اجتماعات المجلس المركزي. كما وافقت على الاستمرار في صرف الأموال الفلسطينية المحتجزة على دفعات، وأذنت بتخفيف الإجراءات على الحواجز وإدخال بعض المركبات والأسلحة. هذه الإجراءات يمكن قراءتها من زاويتين إحداهما تتعلق بمضمونها والثانية تنصب على قيمتها. من حيث المضمون واضح أنها كلها هدايا إسرائيلية مسمومة، تبدو في ظاهرها عطايا مقدمة إلى أبو مازن، في حين أنها تصب في مجرى إلغاء الدور النضالي لفتح وتعميق الانقسام بينها وبين حماس. فهي خطوات اتخذت من جانب واحد، والأسرى الذين تقرر إطلاقهم إسرائيل هي التي حددت أسماءهم. واختارتهم بحيث تكون أغلبيتهم من فتح، ونصفهم تقريباً من المحكومين الذين كان يتعين الإفراج عنهم هذا العام. أما المطاردون الذين سيتم “الصفح” عنهم فقد اشترطت إسرائيل عليهم إلقاء سلاحهم وتعهدهم بعدم مقاومة الاحتلال. مع وضعهم تحت الاختبار لمدة ثلاثة أشهر. وهذان القراران يسببان حرجاً لأبومازن، الذي ظهر فيها وكأنه رئيس لفتح وحدها وليس للشعب الفلسطيني. في تقييم هذه الإجراءات، نجدها غارقة في تفاصيل التفاصيل. وجميعها بلا استثناء خطوات تتم خارج الموضوع، ولا تمس من قريب أو بعيد أي عنوان من عناوين القضية الأساسية أو ملفات الوضع النهائي، وهو أمر لا يفاجئنا لسبب جوهري هو أن نتائج أية مفاوضات تحسمها موازين القوة المتوافرة لكل طرف. وتلك بديهية أخرى مغيبة ومنسية. ولأن أبو مازن في أضعف حالاته الآن، وهو في حاجة إلى الإسرائيليين بأكثر مما هم في حاجة إليه، فإن غاية ما يمكن أن يحصل عليه هو ذلك الفتات الذي مررنا به. علماً بأن المحللين الإسرائيليين أنفسهم لا يختلفون على أن أولمرت غير راغب في تقديم أي عطاء حقيقي، ثم أنه لا يقدر على ذلك حتى إذا رغب. ليس فقط لأنه في الشأن الفلسطيني في موقف أقوى بمراحل من أبو مازن رغم حرج وهشاشة وضعه في الداخل إلا أنه ليس مضطراً إلى العطاء، طالما أنه لا يواجه ضغطاً عليه من أي جهة، يدفعه إلى فتح الملف السياسي والتطرق إلى قضايا الوضع النهائي. (3) البديهية الثالثة المغيبة هي أن قوة أي طرف في الصراع لها مصدران، أولهما القوة الذاتية. وثانيهما قوة التحالفات التي يعقدها. أما أن يستقوي أي طرف بخصومه فذلك من غرائب الأمور التي لا تخطر على قلب بشر. وتتضاعف الغرابة حين يكون ذلك الاستقواء في مواجهة أهله وبني جلدته، وفي حدود علمي فتلك من الحالات النادرة في التاريخ، التي لها سابقة وقعت في زمن ملوك الطوائف في الأندلس، قبل أكثر من ثمانية قرون، حين لجأ بعض أمراء المسلمين وآخرهم أبو عبد الله الذي حكم غرناطة، إلى التحالف مع أعدائهم الفرنجة للقضاء على منافسيهم من حكام الإمارات الأخرى. وكان ذلك في زمن انحطاط الدولة الإسلامية في الأندلس، الذي انتهى بانتصار الفرنجة وسقوط غرناطة واندثار دولة الإسلام هناك. الحاصل الآن في الساحة الفلسطينية يكرر هذه المأساة للأسف. حيث تدل مختلف الشواهد على أن أبو مازن وجماعته قرروا الاصطفاف إلى جانب الإسرائيليين والأمريكيين – القاتل وكفيله! – وأن يستقووا بهم في مواجهة حركة حماس. وهو الموقف العبثي الذي لمسنا تجلياته في مختلف الممارسات الإسرائيلية والأمريكية خلال الأسابيع الماضية. لقد أدار أبو مازن ظهره للإجماع الفلسطيني كما أدار ظهره للعالم العربي رافضاً دعوة وزراء الخارجية العرب لتقصي حقائق ما جرى في غزة. ومتجاهلاً دعوة مصر إلى الجلوس على طاولة الحوار مع حماس وبقية الفصائل الفلسطينية لإيجاد مخرج من الأزمة. ليس ذلك فحسب، وإنما ذهب إلى أبعد حين قرر أن ينسف أهم مرجعيات الإجماع الفلسطيني، من تفاهمات القاهرة إلى وثيقة الوفاق الوطني وصولاً إلى اتفاق مكة. وفي حين هدم الرجل تلك الجسور، فإنه ازداد اصطفافاً في الاتجاه المعاكس، معولاً على الدعم الإسرائيلي والأمريكي. ومخاطباً الفرنسيين والطليان. وحين تحرك عربياً فإنه لم يزر إلا دولة خليجية تتولى تمويل نفقات تسليح حرسه الرئاسي بالتفاهم مع الأمريكيين. في ظل خلفية من هذا القبيل، هل يمكن أن يجرؤ أبو مازن على أن يتفوه بكلمة أمام أولمرت أو السيدة رايس تتعلق بالجدار أو المستوطنات أو الانسحاب من الضفة، ناهيك عن مصير القدس وحق العودة؟ سأترك لك الإجابة على السؤال. (4) إذا أراد أبو مازن أن ينجو من مصير أبو عبد الله، وإذا أراد الفلسطينيون أن يتجنبوا مصير إمارة غرناطة المندثرة، فليس أمامهم سوى ان يستعيدوا وحدة صفهم وأن يستعلوا فوق خصوماتهم ومراراتهم. بحيث تقدم القضية على الثأر والوطن على الفصيل. من أسف أن أبو مازن وجماعته اختاروا مساراً آخر على النقيض من ذلك تماماً. حيث كثفوا جهدهم في ثلاثة اتجاهات، الأول إخراج حماس تماماً من المسرح السياسي الفلسطيني والثاني تعطيل القانون الأساسي والانقلاب عليه مع إلغاء كل التفاهمات الفلسطينية السابقة. والثالث محاولة إحياء هياكل منظمة التحرير المعطلة أو المجمدة للاستعانة بها في إضفاء الشرعية على الإجراءات التي اتخذت والمراسيم التي صدرت. هذه الجهود تضعف أبو مازن نفسه وتدمر كل ما تم بناؤه في الساحة الفلسطينية خصوصاً على صعيد الشرعية ناهيك عن أنها لا تخدم المشروع الوطني الفلسطيني. حتى أزعم أنها تشكل هدية لإسرائيل لم تكن تحلم بها. ان اصطياد أخطاء ارتكبتها عناصر حماس في غزة والزعم بان ما جرى هناك كان انقلاباً على الشرعية يجب التراجع عنه، والذهاب في التصعيد إلى حد فصل الحركة من الصف الوطني الفلسطيني، ينم عن حالة من الغضب والانفعال أهدرت موازين العقل والرشد. ذلك أن أي منصف يدرك أن ما قامت به حماس لم يكن أكثر من أجراء أمني لم تكن له أجندة سياسية. وما فعلته هو ما ينبغي أن تفعله أية حكومة شرعية إزاء أجهزة أمنية تمردت عليها وأصرت على تخريب جهودها من خلال إشاعة الفلتان الأمني في المجتمع علماً بأن حكومة غزة مازالت تعترف بشرعية السلطة ورئيسها أبو مازن، والذين يتجاهلون هذه الحقيقة ويصرون على التركيز على الأخطاء التي وقع فيها البعض، يفتقدون إلى الإنصاف والنزاهة السياسية. ولا أفهم كيف يمكن أن تحذف حماس هكذا ببساطة من المشهد السياسي. وهي الخطوة التي لم يلجأ إليها الأمريكيون أنفسهم، الذين لم يستطيعوا أن يتجاهلوا الحركة. حتى ان كونداليزا رايس قالت في تصريح منشور أن واشنطون لا تطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل، لكنها تريد منها أن تكف عن الدعوة إلى تدميرها (وهي الشائعة التي روج لها الإسرائيليون وليس لها سند من أدبيات أو وثائق حماس). أما تعطيل مواد الدستور والتلاعب بها فذلك تجاوز معيب يبطل شرعية قرارات أبو مازن ومراسيمه. كما أن محاولة استغلال هياكل منظمة التحرير التي تجاهلها أبو مازن طول الوقت، ودعوة المجلس المركزي المنتهية ولايته لإصدار قرارات تحقق لأبومازن وجماعته مرادهم، فتعد التفافاً فيه من دواعي الثأر والتصفية بأكثر مما فيه من تحقيق المصلحة الوطنية الفلسطينية، وهي الإجراءات التي لم يسترح لها عقلاء الفلسطينيين وبعض أركان فتح ومنظمة التحرير ذاتها (فاروق قدومي – هاني الحسن – نزار عمار – صالح الشقباوي – محمد غنيم (أبو ماهر) وآخرون). ولعلي لا أذيع سراً إذا قلت أن القاهرة بدورها لم تسترح إلى تلك الإجراءات حتى أوفدت مسؤولاً رفيع المستوى إلى واشنطون لشرح مخاطر ما يجري للأصلاء دون الوسطاء أو الوكلاء. إن حماس مطالبة حقاً بأن تعتذر عن الأخطاء التي وقعت أثناء الانفجار الذي شهدته غزة، كما أن قيادات فتح يتعين عليهم الاعتذار أيضاً عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني طيلة السنوات العشر الماضية، والتي كشفت عنها وثائق الأجهزة الأمنية التي ضبطت مؤخراً، وهذا الاعتذار المتبادل إذا تم، فإنه يفتح الطريق أمام وفاق وطني آخر، ربما كانت أنسب صيغة له أن ينسحب الطرفان من الحكومة، لتشكل حكومة تكنوقراط جديدة بالتوازي مع إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أساس وطني وليس فصائلي. ان طريق الوفاق الذي يخدم القضية ليس فيه سر، ولكن بعض الغاضبين يصرون فيما يبدو على الاندفاع على طريق الندامة. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 24 جويلية 2007)

أين بقية المتهمين في حلبجة؟
 
د. عبدالوهاب الأفندي (*)  (1) المحاكمة التي جرت لعدد من المتهمين العراقيين علي رأسهم علي حسن المجيد وأصدرت حكمها بالإعدام في حق المتهمين الرئيسيين نهاية الشهر الماضي هي محاكمة شابتها شوائب كثيرة لأسباب لا تخفي. وهي بهذا ضيعت فرصة تاريخية لتصحيح الأوضاع في العراق والعالم العربي عبر خلق فرز واضح بين عهد القمع والدكتاتورية والتنكر لحقوق الإنسان، وعهد جديد يسوده حكم القانون والبعد عن تسييس القضاء. (2) لا يكفي في حق جريمة كبيرة مثل مجازر حلبجة وما سبقها ولحقها من انتهاكات جماعية في حق مجموعات بأكملها من الشعب العراقي أن تحاكم فئة قليلة ممن تولوا كبر هذه الجرائم. ففي أوروبا لم تكن محاكم نورمبيرغ وحدها هي التي كرست القطيعة مع ماضي الإبادة الجماعية التي لم تكن المحرقة النازية في أوروبا مظهرها الوحيد، بل تجسدت القطيعة في مظاهر عدة بدأت بإنشاء الأمم المتحدة والإعلان الدولي لحقوق الإنسان وانتهت ببناء الاتحاد الأوروبي. وقد نشأت في ألمانيا وكل أوروبا أنظمة سياسية تعرف نفسها برفض جرائم الماضي كما يعرف المسلم نفسه بالمقابلة مع الجاهلية الأولي. (3) في الحالة العراقية لا نري معالم لهذه القطيعة، ليس فقط ممن كانوا ضالعين في الجريمة، بل حتي من ضحاياها. ففي العراق اليوم لا نشاهد رفضاً للأساليب الصدامية، بل تكالباً من قبل كل الأطراف، بالتعاون مع قوات الاحتلال أو في مواجهتها، علي تبني تلك الأساليب. من جهة أخري، فإن أطرافاً عربية كثيرة تواطأت في جرائم حلبجة بالدعم السياسي والتسليح والتغطية الإعلامية أو علي أقل تقدير بالسكوت، تحولت الآن إلي معسكر المنددين والمنادين بالعدالة. وقد أدي هذا إلي خلط الأوراق، بحيث أصبح مجرمو الأمس المقيمون علي إجرامهم، أو الوالغين في إجرام جديد، يحاكمون مجرمي الأمس الذين أقلعوا عن جرمهم. (4) مازلت أذكر بوضوح أول مرة شاهدت فيها الصور البشعة لضحايا مجازر حلبجة بعيد وقوع الجريمة في عام 1987. وما زلت أذكر كذلك أن الإعلام العربي إياه أغفل في مجمله الإشارة لهذه الجرائم، فضلاً عن إدانتها. وكان هناك أيضاً تجاهل كبير للوقائع في الإعلام الغربي. وقد رددت كثير من أجهزة الإعلام العربي الرسمية وشبه الرسمية ادعاءات النظام العراقي وقتها بأن هذه الجرائم إما أنها لم تقع أو أن إيران هي المسؤولة عنها. وبالمقابل كان الإعلام الإيراني أو المدعوم من إيران هو الوحيد الذي غطي الفظائع تغطية مكثفة لم تجد صدي من بقية الوسائط الإعلامية. (5) موقف الإعلام العربي والغربي من تلك الفظائع كان يعكس التواطؤ الرسمي في الجرم بحجة دعم النظام العراقي ضد الخطر الإيراني الذي كان الإعلام العربي لا يمل عن التخويف منه والضرب علي وتره. وإذا كان هذا الموقف يمثل إدانة في حد ذاته للنظام العربي الرسمي، فإنه يشكل أيضاً إدانة للنخبة العربية التي لا أذكر أنني سمعت خلالها صوتاً يسجل إدانة لما وقع من جرم من منطلق إنساني أو أخلاقي أو ديني. (6) لم تكن حلبجة حادثة معزولة في العراق أو العالم العربي الذي شهدت أقطاره المترامية فظائع لم تنقطع بعد، من حماة والجزائر إلي دارفور. ولم يكن أبشع من هذه الفظائع إلا كثرة من يتصدون لتبريرها وقلة من يدلون بالشهادة لله في إدانتها أو ـ علي أقل تقدير ـ التبرؤ منها أو مرتكبيها. وما آفة هذه الأمة إلا اتباعها النهج القبلي في إصدار الأحكام الأخلاقية. فإذا كانت الجريمة ضد قبيلة الشخص أو حزبه أو طائفته، تصاعدت الإدانات، أما إذا كان الأمر بالعكس، فإن التبريرات تتدافع. (7) من أهم القيم الإسلامية التي لا يكتمل الإيمان إلا بها ضرورة القيام بشهادة حق حتي علي النفس أو الأقربين. وفي الحديث أن من أعان علي قتل البريء ولو بشطر كلمة فإنه لا يجد ريح الجنة. ومما لا شك فيه أننا شهدنا علي امتداد العالم العربي تواطأً جماعياً في جرائم حلبجة. فقد كان من بين الإعلاميين والمثقفين والشعراء من أعان علي هذا القتل بأكثر بكثير من شطر كلمة. والأسوأ من ذلك أن كثيرين ممن تواطأوا في تلك الجرائم أصبحوا أيضاً في عهدنا هذا من مؤيدي ـ والعياذ بالله علي سنة الزميل حسنين كروم ـ الاحتلال والعقاب الجماعي للعراقيين والفلسطينيين واللبنانيين بدعاوي مثل تلك التي أيدوا بها جرائم حلبجة. ولا شك أن غياب هؤلاء من قفص الاتهام في محاكمات حلبجة (بل ووقوف بعضهم في موقف الادعاء أو مقعد القضاء) ليس أقل ما يقدح في هذه العملية. (8) مرة أخري نعيد التذكير بأننا أمة تحتاج إلي أن تطهر نفسها بقطيعة حاسمة مع ماضي الإجرام والمجرمين واتخاذ موقف أخلاقي مبدئي من كل الممارسات التي تدمر إنسانية مرتكبها قبل أن تنال من كرامة الضحايا. لا بد من انتفاضة تاريخية ضد القبلية الأخلاقية والانتهازية السياسية وكل النقائص التي تحرم الأمة من دورها التاريخي كأمة شاهدة شهيدة علي البشرية بأجمعها، وهو دور لا يصلح له الجبناء والانتهازيون ومعتادو الإجرام. (*) كاتب وأكاديمي سوداني مقيم في بريطانيا (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 جويلية 2007)

 

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

12 mai 2010

Home – Accueil   TUNISNEWS 10 ème année, N° 3641 du 12.05.2010  archives : www.tunisnews.net  FDTL – Mouvement Ettajdid –

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.