الجمعة، 24 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2649 du 24.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 
 

هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات: بيــــــان

 الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقـــوق الإنســـان:بيــــان

المجلس الوطني للحريات بـتونس:منع الأستاذ محمد عبّو من السفر خارج البلاد

عريضة مساندة للصحفي التونسي سفيان الشورابي

أبو عمر المهاجر: من قتل كمال المطماطي..؟

توفيق العياشي: عصابة “أمنية” تعنف صحفي وتسلبه معداته المهنية والسلطات تمنع عبو من السفر…

صحيفة “الراية”:أول رحلة يهودية إلي نابل في تونس

الشرق: بعد رفض التماسها أمام محكمة الاستثمار العربية …«تنمية» تدرس اللجوء إلى مراكز التحكيم الدولية في نزاعها مع الحكومة التونسية

الموقف: حوار مع علي العريّض

بسام خلف :النهضة و أسلوب التكفير

الامجد الباجي: بلادنا ليست مكانا للحجيج اليهود

خــالد الطــراولي :نسبية هي الحيــاة…

القاضي مختار اليحياوي :حـوار الـعـودة

سامي البنزرتي:عتاب إلى الأخ مصطفى ونيسي

مرسل الكسيبي: حتى لا تصبح وثيقة السفر عنوانا لتعطل قاطرة الاصلاح في تونس

سامي العوادي: كيف تتحول الحوافز الى حواجز؟

سالم الحداد: في مكتبة الشعب قراءة في كتاب :” اليوسفيون وتحرر المغرب العربي”(3 من3)

الهادي بريك: في ذكرى تحويل القبلة : أي دلالات في الماضي والحاضر؟الحلقة الثانية.

فتحي العابد :أيها الحاكمون في البلاد العربية:هذا نداء الشعوب العربية إلى ثيران حظيرة البقر لكي يرحلوا عنا ويتركوننا…

جريدة “الصباح”:عبد السلام جراد الأمين العام لاتحاد الشغل يتفاعل مع مقال «الصباح»:«ليس من حقّ أي كان الحديث عن تعديل القانون الأساسي للاتحاد …

جريدة “الصباح”:غريب أمر قناة «الجزيرة»

جريدة “الصباح”:تكنولوجيا المعلومات والاتصال:المساهمة في النموّ الاقتصادي بـ13% في السنوات القادمة

جريدة “الصباح”: الرئيس بن علي في حديث لمجلة «الحوادث» اللبنانية:نطمح إلى قطع أشواط جديدة على صعيد ترسيخ البناء الديموقراطي والتعددية السياسية

صحيفة “القدس العربي” :الخطاب الإسلامي يستقطب اهتمام المغاربة عشية الانتخابات التشريعية

صحيفة “الحياة” :أحزاب الائتلاف الحاكم في المغرب تلتزم التصدي لـ«خصوم الديموقراطية»

رويترز: الاسلاميون يختبرون حدود الديمقراطية بالمغرب في الانتخابات

رويترز: اسلاميو المغرب يركزون في الانتخابات على اهتمامات المواطن لا الدين


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


قناة المستقلة: الجزء الثالث من الحوار مع محمد الصياح يشرح موقف بورقيبة من الإتجاه الإسلامي

 
في الجزء الثالث والأخير من حديثه لقناة المستقلة، يتحدث السيد محمد الصياح، المدير السابق للحزب الإشتراكي الدستوري، وأحد أشهر الساسة المقربين من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، عن موقف النظام البورقيبي من حركة الإتجاه الإسلامي. يعلق الصياح على النظريات التي تقول إن الحكومة رعت التيار الإسلامي ودعمته لمواجهة نفوذ التيارات اليسارية، وعن احتكاكه الشخصي ببعض رموز الإتجاه الإسلامي في نهاية السبعينيات، وعن موقف بورقيبة من محاكمات 1987. الحوار مع الصياح يبث في إطار البرنامج الأسبوعي “فضاء ديمقراطي”، الذي تبثه قناة المستقلة، والمتخصص في الشؤون التونسية. برنامج فضاء ديمقراطي يبث الأحد في الثالثة ظهرا بتوقيت تونس الصيفي. ويعاد بثه في نفس اليوم، في السابعة مساء، ثم في الحادية عشرة ليلا بتوقيت تونس الصيفي.

  تونس في 24  أوت 2007  هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات بيــــــان

 
تواصل السلطات التونسية سياستها المعادية للحريات بمحاكمة نشطاء حقوق الإنسان، و منعهم من السفر، و من حقهم في إقامة النشاطات العلنية في الفضاءات العمومية، و الاعتداء على البعض منهم بالعنف. فقد أقدمت السلطة خلال الشهر الجاري على محاكمة السيد عمر المستيري مدير تحرير مجلة كلمة الالكترونية في جلستين متتاليتين خلال الشهر الجاري و لم توفر ابسط قواعد المحاكمة العادلة، و لم تستجب المحكمة لمطلب المحامين بتأجيل القضية باعتبار العطلة القضائية التي تستوجب النظر في القضايا العاجلة فقط. و لم يقف الأمر عند حد المحاكمة غير العادلة و الماسة بالحريات بل تجاوزه إلى اعتداء محامي المدعي  اثر جلسة يوم 16 اوت الجاري أمام أعين الشرطة على محامين و رموز المجتمع المدني هم عبد الرؤوف العيادي ،و نزيهة رجيبة (ام زياد)، و خليل الزاوية عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات، و عبد الرزاق الكيلاني رئيس فرع تونس للمحامين. و في السياق نفسه القامع لأبسط  مبادئ الحريات الأساسية عمدت السلطات الأمنية بمطار تونس قرطاج يوم 24 أوت الجاري إلى منع سجين الرأي السابق محمد عبو من السفر إلى لندن تلبية لدعوى تلقاها من قناة الجزيرة . كما حرمت السلطة شباب الديمقراطي التقدمي التابع للحزب الديمقراطي التقدمي من حقهم في الحصول على فضاء عمومي لعقد جامعة صيفية و ذلك على الرغم من تلقي إدارة الحزب وعدا من احد النزل بضواحي العاصمة . و إمعانا في نهجها القمعي عمدت السلطة إلى استجواب عدد من شباب الحزب الديمقراطي قصد ترهيبهم                      و إبعادهم عن الحزب. و اعتدت مجموعة من عناصر الشرطة باللباس المدني اليوم بالضرب على الصحفي بقناة الحوار التونسي ايمن الرزقي اثر خروجه من مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بالعاصمة أين تولى تغطية ندوة صحفية كما افتك منه المعتدون الكاميرا التي كانت في حوزته. و قد سبق لأيمن الرزقي أن تعرض إلى الاعتداء عديد المرات خلال الأشهر الأخيرة. ان هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات : – تدين تلك الممارسات القمعية الخطيرة و تعتبرها مؤشرا على سير السلطة في نهجها الاستبدادي القمعي و هي تقيم الدليل على زيف الخطاب الرسم الذي يدعي حصول انفتاح في البلاد وهو الخطاب دأبت عليه السلطة للاستهلاك الخارجي. – تدعو إلى الكف عن مثل تلك الممارسات التي تقع خارج إطار القانون و التي أساءت لصورة تونس في الخارج و تحرم التونسيين من حقهم في الإعلام و التنقل  و التنظم و غيرها من الحقوق الأساسية . – تجدد مطالبها بتكريس حرية الإعلام و التنظم و الإفراج عن كافة المساجين السياسيين و بوضع حد لكافة أشكال الملاحقات الأمنية و المحاكمات السياسية و محاكمات الرأي.
هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات

 

 
المجلس الوطني للحريات بـتونس تونس في 24 أوت 2007

منع الأستاذ محمد عبّو من السفر خارج البلاد

 
منعت شرطة الحدود بمطار تونس قرطاج الدولي يوم 24 أوت2007 المحامي محمد عبّو من السفر خارج البلاد باتجاه لندن بدعوة من قناة الجزيرة الفضائية للمشاركة في برنامج مباشر يُبثّ غدا السبت 25 أوت. وقدّمت شرطة المطار مبررا غير قانوني وهو مقتضيات السراح الشرطي الذي غادر بموجبه الأستاذ محمد عبّو السجن يوم 24 جويلية المنقضي. وهذا ما لا ينصّ عليه القانون. وكان الأستاذ عبّو قد حجز تذكرة على رحلة لخطوط تونس الجوية الى المغرب منذ أسبوعين بدعوة من قناة الجزيرة، إلاّ أنّه تمّ الغاء الحجز بشكل مريب. وفي يوم 19 أوت 2007 تمّ الاستيلاء على رصيد محوّل عبر Western Union للسيّدة سامية عبّو بتواطؤ من مصالح البريد. وكان مبلغ ذلك الرصيد لتغطية تكلفة سفر محمد عبّو وزوجته وأبنائهما إلى أوروبا بدعوة من منظمة الخط الأمامي. والمجلس الوطني للحريات: – يدين هذه الأساليب الأمنيّة الخارجة على القانون التي تستخدمها السلطات التونسية لقمع النشطاء. – يطالب برفع هذا الحظر غير القانوني على حق الأستاذ محمد عبّو في السفر والكف عن المضايقات الأمنيّة التي يتعرض لها منذ خروجه من السجن.  
عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين

الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقـــوق الإنســـان تونس في 23 أوت 2007 بيــــان  
لم يمض شهر على خروج الأستاذ محمد عبو من السجن حتى بلغت المضايقات ضده درجة عالية وغير مسبوقة فإضافة إلى الملاحقة البوليسية الدائمة  له ولزوجته تم يوم 21 أوت 2007  تحويل مبلغ مالي أرسلته منظمة “الخط الأمامي ” « Front Line » باسم السيدة سامية عبو لتغطية نفقات سفر عائلة عبو إلى أوروبا بدعوة من هذه  المنظمة. فقد تحولت السيدة عبو يومئذ إلى المقر المركزي للبريد بتونس العاصمة  لسحب المبلغ الذي أرسل بواسطة “واسترن يونين” ولكن كم كانت دهشتها كبيرة حين تم إعلامها أن المبلغ تم سحبه من طرف المرسل إليها ..على الساعة الثامنة وخمس دقائق من صباح نفس اليوم.. ورغم تأكيدها أنها لم تسحب أي مبلغ ومطالبتها بالكشف الفوري عن الحقيقة وهوية الفاعل أو الفاعلين فان مصالح البريد تمسكت بموقفها مما حدا بالسيدة عبو إلى تقديم شكاية في الغرض إلى وكالة الجمهورية بتونس. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تعبر عن تضامنها مع الأستاذ عبو وعائلته تدين هذا التصرف غير المقبول بالمرة والذي تشير كل الدلائل إلى انه يتنزل في إطار حملة المضايقات التي يتعرض لها الأستاذ عبو منذ خروجه من السجن، وهي تهدف إلى منعه من السفر خاصة و انه مدعو من طرف قناة الجزيرة للحديث حول وضع حقوق الإنسان في تونس. و تنبه إلى الخطورة الكبرى لمثل هذا الصنيع على مصداقية مؤسساتنا الوطنية وخاصة المالية منها وبالأخص “البريد التونسي” وتطالب بفتح تحقيق جدي في الحادثة وإعلان نتائجه ومعاقبة المسؤولين  عن الحادثة. عن الهيئـة المديـرة الرئيـس المختـار الطريفـي 21، نهج بودليــر ـ العمران ـ 1005 تونس ــ الهاتف : 71.280596 – الفاكس : 71.892.866 البريد الإلكترونــي: ltdhcongres6@yahoo.fr

عريضة مساندة للصحفي التونسي سفيان الشورابي

 
نحن الممضين أسفله، نعرب عن تضامننا المطلق مع الصحفي و الناشط التونسي سفيان الشورابي،  الممنوع من الدراسة منذ سنة من دون أي مبرر شرعي أو سند قانوني. و ندعو وزارة التعليم العالي التونسية إلى تمكين السيد سفيان الشورابي من حقه المقدس في الدراسة في أقرب الآجال، و نعرب عن مساندتنا لتحركاته في هذه السياق. sofinos1@yahoo.fr 0021622930869 تونـس قائمــة المســاندين: 1. فيدرالية الطلبة الأفارقة- السنغال 2. جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان- البحرين 3. الجمعية الثقافية لشباب العراق- العراق 4. Réseau Education Sans Frontière- فرنسا 5. المركز الإسلامي الأمريكي- الولايات المتحدة الأمريكية 6. فريق التوعية المدنية – منظمة حقوقية- العراق 7. عمر سيباخي- رئيس منظمة محامين لحقوق الإنسان بالإسكندرية- مصر 8. خالد شرقاوي – رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان- المغرب 9. جمال عبد العزيز عيد- مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان   مصر 10. Annick Coupé – المنسق العام لـUnion Syndicale Solidaires- فرنسا 11. Christian Mahieux – الأمين العام لـSyndicats SUD-Rail (Solidaires)– فرنسا 21. José Benitez Santan – الأمين العام لـUnion Syndical Canaria- اسبانيا 31. خميس قسيلة – الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان- فرنسا 14. عبد الرحمان الهذيلي – عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان- تونس 15. محمد القوماني – عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي- تونس 16. Koba Tchegoun – الفيدرالية الوطنية للطلبة بالبينين- البينين 17. كمال الجندوبي – رئيس الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان- فرنسا 18. فاطمة قسيلة – الكاتبة العامة للجنة احترام الحريات و حقوق الإنسان بتونس- فرنسا 19. محيي الدين شربيب – رئيس فيدرالية التونسيين ما بين الضفتين- فرنسا 20. عبد الناصر ولد عثمان- المكلف بالعلاقات الخارجية لجمعية SOS Esclave- موريطانيا 21. رحماني ميمون- الأمين العام المساعد لـATTAC Maroc- المغرب 22. جمال الجاني- Association des droits de la personne au Maghreb- كندا 23. شكري يعقوب – منسق Forum Tuniso-Suisse des libertés- سويسرا 24. شوقي الطبيب – رئيس المنظمة العربية للمحامين الشبان- تونس 25. منصف المرزوقي – رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية- فرنسا 26. حاتم الشعبوني – نائب الأمين العام لحركة التجديد و رئيس تحرير جريدة الطريق الجديد- تونس 27. خليل الزاوية – عضو المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات- تونس 28. عبد المجيد المسلمي – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي- تونس 29. منجي اللوز – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي- تونس 30. شاذلي فرح – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي- تونس 31. رشيد خشانة – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي و رئيس تحرير الموقف- تونس 32. عادل القادري – صحفي و رئيس لجنة التكوين السياسي بحزب الوحدة الشعبية- تونس 33. فتحي الشامخي – الناطق باسم جمعية Raid Attac- تونس 34. الحبيب الحمدوني – رابطة الكتاب الأحرار- تونس 35. جيلاني الهمامي – كاتب عام سابق لجامعة البريد/اتحاد الشغل- تونس 36. طارق مصطفى محمد علي – مركز سالمة لمصادر و دراسات المرأة- السودان 37. ميرا سليبي – اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان- قطر 38. طارق بن هيبة – مستشار جهوي- فرنسا 39. Youssef Demblé – الأمين العام لـOrganisation des Jeunes Reporters- مالي 40. لطفي حجي – رئيس نقابة الصحفيين التونسيين- تونس 41. محمود الذوادي – الكاتب العام لنقابة الصحفيين التونسيين- تونس 42. زياد الهاني – عضو الهيئة المديرة لجمعية الصحفيين التونسيين- تونس 43. طاهر بن حسين – مدير قناة الحوار التونسي الفضائية- تونس 44. فريق تونس أونـلين الإخباري 45. فريق تونسـنيوز الإخباري 46. خميس الخياطي – صحفي- تونس 47. كمال غالي – شاعر و كاتب تونسي- فرنسا 48. نصر الدين بن حديد – صحفي- تونس 49. أمجد إبراهي – صحفي- سوريا 50. سامي نعمان وجيه الدين – صحفي و ناشط حقوقي- اليمن 51. Amadou Sidibé – صحفي بجريدة Les Echos- مالي 52. محمد فوراتي – صحفي تونسي بجريدة الشرق- قطر 53. صبري الزغيدي – صحفي بجريدة الشعب- تونس 54. سهام أحولين – صحفية بجريدة المساء- المغرب 55. الطاهر العبيدي – صحفي تونسي- فرنسا 56. غسان بن خليفة – صحفي تونسي و عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي- كندا 57. عبد الوهاب عمري – مدير موقع gabespdp- تونس 58. أحمد باعبود – مدوّن- المملكة العربية السعودية 59. ثامر الطويراقي – مدوّن- المملكة العربية السعودية 60. حمد الحربي – مدوّن- المملكة العربية السعودية 61. فخرية علي – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 62. داليا انعم – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 63. أنوار السياتي – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 64. عائشة عبد الله – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 65. هويدا زيد – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 66. نعمة سنان – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 67. يسرى الحميري – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 68. عبير عبده – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 69. نورا علي – منتدى الإعلاميات اليمنيات – اليمن 70. سلوى الشرفي – أستاذة جامعية- تونس 71. رجاء بن سلامة – أستاذة جامعية تونسية- مصر 72. الهادي المثلوثي – أستاذ جامعي- تونس 73. يحيى القزاز – أستاذ بجامعة حلوان- مصر 74. ليلى فيصل – كاتبة أردنية- كندا 75. أحمد مناعي – المعهد التونسي للعلاقات الدولية- فرنسا 76. بختة جمور- ناشطة نسوية- تونس 77. رجاء الدهماني – طالبة و ناشطة نسوية- تونس 78. سعيدة ڤراش – ناشطة نسوية- تونس 79. محمد عمامي – ناشط نقابي تونسي- فرنسا 80. جلال الزغلامي – ناشط يساري- تونس 81. وسام زايد – مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس- تونس 82. إيمان عثمان – ناشطة حقوقية- الأردن 83. أنا وميض – ناشطة بأوكسفيم البريطانية- اليمن 84. فؤاد الفرحان – رجل أعمال و مدّون- المملكة العربية السعودية 85. باسم خاضر – ناشط حقوقي- الولايات المتحدة الأمريكية 86. عرب لطفي – مخرجة سينمائية- مصر 87. Dardé Christian – مكلفة بمشاريع- فرنسا 88.Chloë Bénéteau  – ATTAC- فرنسا 89. Lucile Daumas – ATTAC Maroc- المغرب 90. Niurka Regle – ATTAC- فرنسا 91.Eliane Césarine Mayoussier – ATTAC Drône Ardèche- فرنسا 92. Umberto Badella – Partito della Refondatione Communista- ايطاليا 93. خليل صدقي – ATTAC Maroc مجموعة الصافي- المغرب 94. عماد الدامي – مهندس- فرنسا 95. ليديا يعقوب – سويسرا 96. سامي يعقوب – سويسرا 97. مهدي يعقوب – سويسرا 98. أيمن الجمني – طالب دكتوراه تونسي- اسبانيا 99. شوقي عريف – طالب ماجستير تونسي- أنقلترا 100. ياسمين محمودي – طالبة مغربية- فرنسا 101. سعاد عدنان – طالبة- المغرب 102. وفاء العابد – طالبة- تونس 103. إيمان فلاح – ATTAC-CADTM Maroc- المغرب 104. سماح جميل – ناشط حقوقي- اليمن 105. حنفي ولد دهاه – ناشط بجمعية SOS Esclave- موريطانيا 106. أحمد عبد الله – ناشط حقوقي- اليمن 107. جواد مستقبل – ATTAC Maroc- المغرب 108. Jean Claude Bourguignon – Parti Socialiste- فرنسا 109. سالم خليفة – ناشط اشتراكي- تونس 110. Georges Henri Clopeau – Ligue des droits de l’homme, ATTAC- فرنسا 111. عثمان حلحلول – الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع طنجة- المغرب 112. رانيا حمدان – Urgence Palestine- فلسطين 113. نسيم شاهين – ناشطة حقوقية، حركة فتح- فلسطين


 

من قتل كمال المطماطي..؟

كمال المطماطي و ما أدراك من كمال المطماطي, رجل كألف. عشت معه 11 سنة فكان مثلا للانضباط.. كان جديا في كل شيء, يتبسم في وجه إخوته, يسلم دائما بحرارة, كان رياضيا, حريص على الوقت بشكل لا يوصف.. كان يغضب في اللقاءات التنظيمية إذا جاء احد متأخرا و يتحرج من الإخوة الذين يأتون بوسائل نقلهم. أراد مرة إن يعطي إخوته درسا عمليا, فدخل فناء منزل فوجد عددا كبيرا من الدراجات النارية فلم يرق له ذلك, فذهب و هاتف صاحب البيت منتحلا شخصية شرطي معروف في منطقة “قابس”, و طلب منه إن يعطيه أسماء الإخوة الموجودين في بيته, فما كان منهم ان فروا و الغي اللقاء.

أوقف, رحمه الله, يوم 8 نوفمبر 1991 مابين الساعة الثامنة و العاشرة صباحا على يد ثلاثة من الفرقة المختصة, نزل معهم و لما وصل السيارة أبا ان يركب فجاء سائق تاكسي لإعانتهم و فعلا ضرب كمال على رأسه و ادخلوه السيارة. وصلوا به إلى منطقة الشرطة و اخذوا يضربونه حتى طرحوه أرضا عندها داسه احد الأعوان في صدره ففارق الحياة( و حتى يخرج الله جريمتهم كانت مجموعة من الإخوة موقوفين في مكتب اخلي لهذا الغرض..)

ارتبك الأعوان و أخذوا يصيحون مات مات و الإخوة ينضرون اليهم من ثقب المفتاح.. بقوا في حيرة من أمرهم كيف سيتخلصون من الجثة. جاء الليل اركبوه في سيارة ” رونو 4″(Renault 4) و ذهبوا به إلى مصحة النجدة الحسنة (Clinique bon secours) فأبا القائمون على المصحة استقباله و اخيرا جاء امر بحمله الى مدينة “صفاقس”..

هذه قصة كمال المطماطي لمن اراد ان يعرف الحقيقة..

فمسؤولية قتله يتحملها:

*       رئيس الفرقة المختصة سمير الزعتوري, اصيل مدينة “قبلي” و عمه “بو علاق”

*       علي بوستة, اصيل معتمدية “الحامة”

*       اللباد, اصيل معتمدية ” مطماطة”

*       و اخر من ” بئر علي”

*       و اخر من “الصخيرة”

*       و المدعو رضا من تونس العاصمة

*       وووو

اما التاكساجي, فقد جازاه الله على صنيعه فركب معه شخصان و طلب منه ان يوصلهما منطقة “المدو” و هي في ضواحي قابس في اتجاه “مطماطة”.. اغمدوا في ضهره سكينا و اخذوا ما عنده من نقود و لاذوا بالفرار و تركوه ينزف حتى الموت. في الأول انطلقت الأبحاث لمعرفة الجناة فـإتجاه جماعة النهضة نضرا لماضي التاكساجي الأسود حيث كان عضوا في عيون لا تنام (القوادة) و لما القي القبض على المجرمين تبين ان الدافع مادي لا سياسي و كتبت جريدة الصباح في هذا الموضوع..

في فيفري 92 كنا في سجن قابس غنوش و كان اهل اخونا كمال يــأتون بالقفة و يبحثون عنه و كان اعوان السجن, قاتلهم الله, ينادون: كمال المطماطي, اخرج قفة. و هم يعلمون يقينا انه غير موجود ولكن لتكتمل الرواية بـأنهم لم يقتلوه. وجاءوا بالمهندس جمال الدين بن بلقاسم  و الصقوا به تهمة الإنماء لجمعية غير مرخص لها, و جماعة مفسدين بتعلة انه كان متواطئا مع كمال و كانا سيقطعا التيار الكهربائي على مدينة “قابس”.. زورا و بهتانا حوكم المسكين 11 سنة و هو لم ينتمي الى حركة النهضة و أنا شاهد على ذلك أمام الله بحكم معرفتي بـأبناء منطقة “قابس”. كانت الفرقة المختصة كما يسمونها, مختلطة شرطة و حرس و كانت لا تخضع لوزارة الداخلية بل للرئاسة مباشرة و تتلقى المعلومات من التجمعيين و القوادة عمومـــا…

و السلام

أبو عمر المهاجر 2


سلطان المنع يعربد في تونس عصابة “أمنية” تعنف صحفي وتسلبه معداته المهنية والسلطات تمنع عبو من السفر…

توفيق العياشي/ تونس أقدمت مجموعة من الأعوان التابعين للشرطة العدلية بمنطقة باب بحر اليوم الجمعة 24 أوت 2007 على تعنيف الصحفي بقناة الحوار التونسي أيمن الرزقي واستولوا على ألة كامرا ومعدات صوتية كانت بحوزته .. فعند توجهه الى مقر الحزب الطيمقراطي التقدمي لتغطية ندوة صحفية نظمها الحزب وعند عروجه الي شارع “روما ” وسط العاصمة فوجىء الزميل ايمن الرزقي بمجموعة من الاشخاص الذين تظهر عليهم علاامات الانحراف والاجرام يهاجمونه ويشرعون في ركله ولطمه على وجهه ويكيلون له سيلا من الشتائم البذيئة والسباب المقذع، قبل أن يطرحوه ارضا وينتزعون محفظته التي تحوي على ألة كمرا وبعض المعدات الصوتية ثم يأمرونه بالالتحاق بهم الى منطقة باب بحربعد أن أعلموه انهم أعوان أمن تابعين للمنطقة المذكورة.. وعندما التحاقه بمنطقة الأمن بباب بحر فوجىء الزميل الرزقي بمسؤولي المنطقة ينكرون اصدارهم أوامر الى اعوانهم بالتعرض له كما ينكرون أي علم لهم بالمعدات التي نهبت منه .. ويذكر أنه سبق وأن تعرض صحفيو قناة الحوار التونسي الفضائية في عديد المرات الى التعنيف والمنع من النشاط الصحفي الى جانب تعرض معداتهم المهنية الى النهب من طرف عصابات تؤكد انتماءها الى سلك الامن..وتقدر المعدات المنهوبة بماقيته أكثر من سبعة ألاف دينار تونسي.. ومحمد عبو يمنع من السفر مرة أخرى.. وفي سياق أخر منعت السلطات التونسية اليوم الجمعة المحامي والمناضل الحقوقي والسياسي محمد عبو من السفر الى لندن قصد اجراء لقاء صحفي مع قناة الجزيرة الفضائية والذي كان من المقرر اجرائه في استوديوهات الجزيرة بمدينة الرباط المغربية.. هذا وكان الاستاذ عبو قد أعلن يوم الأربعاء الماضي أن موامرة حالت دون سفره يوم الاربعاء الماضي الى المغرب الأقصي” بعد أن تم الغاء الحجزبشكل مريب”..وصرح الأستاذ عبو أنه يعتزم السفر يوم الجمعة الى لندن لكن السلطات التونسية حالت دون ذلك مرة أخرى.. ويذكر أنه قد تم اطلاقصراح الأستاذ مجمد عبو من السجن بمقتضى صراح شرطي يوم 24جويلية 2007بعد أن قضى أكثر من سنتان ونصف السنة سجنا لقاء نشره لمقال على الانترنت ينتقد فيه زيارة مجرم الحرب رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون الى تونس..

 

أول رحلة يهودية إلي نابل في تونس

 
 تونس – الراية – إشراف بن مراد أعلنت الطائفة اليهودية في تونس انها نظمت اول رحلة حج الي ولاية نابل عاصمة الوسط القبلي السياحية المطلة علي البحر الابيض المتوسط (65 كلم عن العاصمة) لزيارة ما تزعم انه الي القبر اليهودي المقدس، وشارك في هذه الرحلة عدد من يهود تونس والخارج ولا سيما فرنسا حيث استمعوا الي الحاخام الأكبر وهو يتلو آيات من التوراة، مع العلم ان اليهود عادة ما يحجون الي جزيرة جربة بشكل سنوي لزيارة أقدم كنيس يهودي في افريقيا. وقالت المسؤولة عن الترويج للحدث مونيك حايون، المنحدرة من نابل والتي تقيم في فرنسا: ان رحلة الحج الي المقبرة اليهودية في المدينة حيث يوجد مقام الحاخام يعقوب سلاما حصلت في 16 اغسطس وتقدمها الحاخام الاكبر للطائفة في تونس حاييم بيتان الذي حضر الي نابل للمرة الأولي. وقالت مونيك حايون ان الحاخام يعقوب سلاما كان تلموديا متحدرا من تونس عاش ودرس التعاليم اليهودية في القرن الثامن عشر، وفي 1799 عاد الي نابل لزيارة ابنته التي تزوجت حاخاما من نابل وتوفي بعد عام. ويذكر انه قد عثر مؤخرا في منطقة الوسط القبلي علي فسيفساء تعود الي موقع يهودي مقدس يرجع تاريخها الي أواخر العصور القديمة. (المصدر: صحيفة “الراية” (يومية – قطر) الصادرة يوم 24 أوت 2007)

بعد رفض التماسها أمام محكمة الاستثمار العربية … «تنمية» تدرس اللجوء إلى مراكز التحكيم الدولية في نزاعها مع الحكومة التونسية

 
القاهرة – أحمد سيــد رفضت محكمة الاستثمار العربية الالتماس المقدم من شركة “تنمية للاستشارات الإدارية والتسويقية” وهي مؤسسة سعودية، حول إعادة النظر في الحكم الصادر من المحكمة بخصوص خلافها مع الحكومة التونسية حول العقد الموقع بين الطرفين لاستثمار “تنمية” لحقوق البث الإذاعي والتليفزيوني والإعلامي والإعلاني لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط تونس 2001 وتوابعها، وهو العقد الذي قامت الحكومة التونسية بإلغائه من طرفها مما تسبب في تكبد “تنمية” خسائر فاقت الـ 79 مليون دولار أمريكي. وتدرس “تنمية” اللجوء الى قنوات تحكيم دولية ابرزها مركز تسوية منازعات الاستثمار التابع للبنك الدولى في واشنطن، او غرفة التجارة الدولية في باريس، أو التحكيم امام منظمة التجارة العالمية. وأكد عادل بن صالح المداح، رئيس شركة “تنمية للاستشارات الإدارية والتسويقية” أن “تنمية” متمسكة بالوصول إلى حل القضية رغم سعيها لمدة سبع سنوات وراء حقوقها مع الحكومة التونسية. وقال يفرض العدل والقانون أن تعوض “تنمية” تعويضاً عادلاً مبنياً على حقائق ما تحملته من ضرر، وما فاتها من كسب لو استمر تنفيذ العقد، وهو ما نصت عليه التشريعات العربية ومجلة الالتزامات والعقود التونسية وينطبق على ذلك أيضا ما ورد في مجلة الالتزامات والعقود التونسية الفصل “277”. وأضاف أن جميع مطالباتنا موثقة بعقود تم توقيعها ومستندات خطية ووقائع ثابتة. كما أن الجانب التونسي ممثلا في المكلف العام نفى أي صفة تمثيلية لغيره في هذه الدعوى، ولم يعترض على طلبات تنمية وهو ما يعتبر إقرارا منه بأحقية تنمية فيها. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 أوت 2007)

 

 

هذا حوار اجراه الصحفي سمير ساسي و صدر في جريدة الموقف الاسبوعية عدد 414 الصادرة بتاريخ 13 جويلية  2007

 
 س1) الأستاذ علي العريّض، منعتم من حضور ندوة حرّيّة المعتقد والضّمير، هل لكم أن تجملوا لنا أبرز الاستخلاصات التي قدّمتموها في ورقتكم؟

بسم الله والصّلاة والسّلام على رسول الله. أشكر جريدة الموقف على جهودها ونضالها ومثابرتها رغم كل العراقيل. و بخصوص السّؤال فعديدة هي النّدوات والتّظاهرات التي يمنعني “الأمن السّياسيّ” من حضورها بدعوى “التّعليمات” وهذا جزء من سلسلة طويلة من المضايقات أمّا عن الورقة التي أعددتها وتمّت قراءتها في غيابي فتعرّضت فيها إلى تكريم الله سبحانه وتعالى للإنسان واستخلافه له وحرّيّته  ومسؤوليّته. ويمكن تلخيص أهمّ النّقاط الواردة في الورقة كما يلي : 1) “لا إكراه في الدّين” مبدأ إسلاميّ عامّ تظافرت على تأكيده آيات القرآن الكريم وتجارب عريقة في تاريخنا الزاهر. 2) الحرّيّة قيمة إسلاميّة عظمى ومقصد شرعيّ عال ونعمة ربّانيّة على كلّ إنسان لا يجوز النّيل منها ولا يحقّ تقييدها إلا لأسباب مشروعة ومقبولة في كلّ الشّرائع والمواثيق 3) الكرامة متاصلة في الشخصية الانسانية   يتساوى في استحقاقها كلّ البشرفقد جمعت بينهم ابوة ادم وعبودية الله ومن تلك الكرامة ولدت عالمية حقوق الانسان وصارت مبدا ارشاديا عاما. 4) المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات باعتبار الجميع يشترك في الوطن وبنائه وحمايته. 5) كلّ ما يتعلّق بالضّمير والفكر والثّقافة بصفة عامّة مجاله الحراك الإراديّ للمجتمع من خلال نخبه وتنظيماته الثّقافيّة والاجتماعيّة وليس مجاله التّدخّل السّلطويّ منعا أو إكراها. 6) الدّيمقراطيّة بقيمها الأساسيّة وآليّاتها استحقاق وطني ملحّ وهي ليست وصفة جاهزة للاستيراد وإنّما تجربة ذاتيّة ومسار تستحثّه نخب المجتمع وتيّاراته ومؤسّساته وهو لا ينفصل في مضمونه ووتيرته عن مرجعيّتنا الحضاريّة العربيّة الإسلاميّة يستلهم منها ويستفيد من رصيد الخبرة الإنسانيّة كما أنّ لكلّ مرحلة من التّقدّم مطالبها واستحقاقاتها التي تتّسع باطّراد. هذا بالاضافة الى جرد لما تضمنته عدة مواثيق دولية في مادة حرية الضمير والمعتقد وكذلك الدستور التونسي.
 س2) ما صحة القول بتعرضكم “لملاحقات فكريّة”  داخل هيئة 18 أكتوبر؟

كان من الأجدى أن يطرح  السّؤال حول الملاحقات والمضايقات التي يتعرّض لها النّهضويّون خارج 18 أكتوبر، ملاحقات ومضايقات لها وجهها الأمنيّ المعروف ووجهها الآخر الإعلاميّ والفكريّ المتمثّل في حملات تشويه يقوم  بها بعض الاستئصاليّين الذين لا يكادون يعترفون للنّهضويّ بمجرّد حقّ الوجود فضلا عن حقّه في التّعبير والعمل السّياسيّ ويندر أن نجد من أحدهم نقاشا فكريّا او سياسيا حقيقيّا. أمّا في هيئة 18 أكتوبر فإنّ الحوار السياسيّ والفكريّ يجري في إطار الاحترام المتبادل والنّقاش المبنيّ بصفة عامّة على البراهين والأدلّة ثمّ بعد ذلك نبحث عن القواسم المشتركة في المسائل الأساسيّة المطروحة للحوار وهدفه. ونحن لا نلمس ملاحقة فكريّة بل حوارا فكريّا وسياسيّا جادّا تمعن السّلطة  في منعه وعرقلته ونصر نحن على دفعه وتثمين نتائجه. أمّا بعض حملات الموتورين على النّهضويّين وعلى بقيّة الأطراف المكوّنة لتجمّع 18 أكتوبر فإنّها لا تتوقف كأنّهم لم يخلقوا إلا لهذا. س3) لكن أنتم في نهاية الأمر أقلّيّة داخل هيئة 18 أكتوبر تبحثون عن متكأ ولم تجرّوا شركاءكم المفترضين إلى حوار حول قضايا فكريّة تمسّ مرجعيّاتهم.
 
لا يؤخذ الأمر من جهة الأقلّيّة أو الأغلبيّة لأنّ الأمر يتعلّق بحوارفكريّ وسياسيّ غايته تحقيق وضوح بين مختلف الأطراف المكوّنة للهيئة، ووضوح أمام الشّعب وكلّ معنيّ بالشّأن العامّ. وهو حوار يتعلّق باحترام الحرّيّات والالتزام بها فرديّة وعامّة كما يتعلّق بالدّيمقراطيّة وإرادة الشّعب وسيادته باعتباره شعبا عربيّا مسلما بقطع النّظر عن خصوصية مرجعية كل طرف لأنّ التّنوّع قائم ومعترف به من الجميع. وهو وضوح له أهمّيّته الكبرى في تثبيت وتعميق التّعاون داخل هيئة 18 أكتوبر ومن ينضمّ إليها وفي الارتقاء بها نحو آفاق أرحب كما له أهمّيّته في تبديد الشّبهات والشّكوك والحملات التي تستهدف هذا التجمع وفي تحقيق اختراق بشأن أهمّيّة وضرورة الانتقال الديمقراطي لبلادنا وإكساب هذه الهيئة وأطرافها مزيدا من المصداقيّة والنّجاعة داخل الوطن وخارجه.
س4) هل يمكن القول ان هيئة 18اكتوبر قد اهملت مطالبها الاساسية لحساب الحوار الفكري.
ليس الأمر على هذا النّحو، لأنّ هذه النّدوات والتّظاهرات هي نشاط فكريّ سياسيّ في نفس الوقت لطبيعة مواضيعها وظروفها وما يثار فيها من قضايا الواقع وتحدياته كما أنّها نضال من أجل حقّ التّجمّع والتّعبير، ومن ناحية أخرى فنحن واعون بتواضع تحرّكاتنا من أجل بعض المطالب الأساسيّة لكن السّبب ليس انشغالنا بالحوار الفكريّ وإنّما حجم المحاصرة الأمنيّة لإفشال كلّ تحرّكاتنا. ويبقى من المفيد التّذكير بأنّ الحوار الفكريّ يعين على تأسيس العمل المشترك وتوجيه جهود كلّ الأطراف نحو التّعاون والاحترام بدل التّآكل البينيّ وأرحّب بمنتقدينا افرادا او تنظيمات وليتفضلوا بوضع  أيديهم معنا في هذا التكتل فيزداد أثره وإشعاعه  اوليناضل كلّ من موقعه من أجل المطالب التّحرّريّة حسب ما يراه مناسبا.خوفي من كثرة الكلام وقلة الاجتهاد.
س5)البيان الختامي لمؤتمر حركة النهضة كان حمال وجوه ولم يحسم توجهه السياسي بشكل واضح فهو مع المصالحة وضدها ما جعل بعض المراقبين يرون حذرا من الحركة غلب مصالحها الداخلية على ما هو مطروح وطنيا فكيف تنظرون الى هذه الاراء
البيان  كان  واضحا في المجال السياسي بمستوياته الثلاثة تشخيص الوضع العام بالبلاد ثم تحديد الحلول والمطالب الوطنية ثم تدقيق التمشي الذي تلتزمه الحركة.وقد حددت الحركة أولا المصلحة الوطنية واستحقاقاتها ثم ومن اجل تحقيقها حددت دورها وتمشيها بكل مسؤولية .فبعد الإشارة إلى إصرار قوى الاستكبار العالمي على إحكام سيطرتها على شعوب العالم وقواه ومقدّراته لاسيّما في المنطقة العربيّة والإسلاميّة أكّد البيان على ما تشهده بلادنا من انغلاق واضطهاد ومحاصرة لحرّيّة الإعلام والتّنظّم والاجتماع وتواصل محنة المساجين والمهجّرين والملاحقين وعائلاتهم وهم ألوف ومن كلّ الاتّجاهات والأجيال، ثمّ انتهى بيان المؤتمر إلى حاجة بلادنا الماسّة إلى إصلاح ديمقراطيّ شامل معتبرا أنّ تحقيق الحرّيّات الأساسيّة للمواطن وتحرير المساجين تنهي الاحتقان وتكون خير مقدّمة لوضع البلاد على طريق هدف الإصلاح الدّيمقراطيّ المنشود. أمّا على مستوى التّمشّي الذي تتبعه حركة النّهضة فإنّ المؤتمر اكد على 1)  أنّ مصلحة البلاد تستوجب من السّلطة فتح حوار وطنيّ جادّ مع كلّ الأطراف لتحقيق مصالحة جامعة تزيل اسباب الاحتقان وتقوم على أساس الحقوق والحرّيّات الفرديّة والعامّة  ربحا للوقت والتّضحيات.والحركة مستعدة لذلك. 2)  رفض الحركة لسياسة الاحتواء  كرفضها لسياسة الاستئصال أو الإقصاء ولأيّ طرف. 3)  سعيها للمساهمة في تكتيل قوى المعارضة وتوحيد جهودها خدمة لتعديل ميزان القوى لصالح المجتمع وفعّاليّاته أمام سياسة الهيمنة  والوصاية او الإقصاء. 4)  أهمّيّة الحوار البنّاء بين مختلف الأطراف المعارضة بما يعزّز أرضيّة العمل المشترك ويطوّر أهدافه وأساليبه ونوّه بتجمّع 18 أكتوبر للحقوق والحرّيّات كمكسب للبلاد والمعارضة مجدّدا الالتزام بالمساهمة الفعّالة والبنّاءة في الارتقاء به وتحقيق أهدافه. وبهذا يكون المؤتمر قد أكّد على التزام المبدئيّة والمسؤوليّة الوطنية والتّعاون مع كل الاطراف والمبادرات بروح بناءة بما يخدم هدف الانتقال الديمقراطي او يقرب منه بتحقيق مقدماته.

س6)كيف تنظرون الى استحقاق الانتخابات في 2009

كما اكدت ذلك ندوة تونس من اجل نظام جمهوري ديمقراطي في اعلانها فان هذه المناسبة ستكون شكلية ما لم تتحقق الشروط الدنيا التي تجعل منها تعبيرا عن ارادة الشعب وممارسة لسيادته واهم هذه المقدمات انهاء محنة المساجين السياسيين وعائلاتهم وسن العفو التشريعي العام واقرار حرية الاعلام والتنظم والاجتماع وتوفير مقتضيات انتخابات حرة ونزيهة تتساوى فيها فرص الترشح والانتخاب ضمن نظام انتخابي يضمن التعدد ويجرم التزييف وباشراف هيئة وطنية مستقلة  عندها فقط تكون خطوة كبيرة في طريق الانتقال الديمقراطي .وفي ضوء كل ما تقدم ارى ان تحقيق الانتقال الديمقراطي او الاهداف التي تقرب البلاد منه هو المقياس الذي يحدد الموقف و التمشي في المجال السياسي.


النهضة و أسلوب التكفير

 
بسام خلف khlafbassem@yahoo.fr تتعرض الأستاذة سلوى الشرفي و بطريقة منتظمة إلى الشتائم والتكفير من طرف إسلاميين ينتمون إلى حركة النهضة. هذا الأسلوب ليس بجديد, فقد عانى منه في السابق كل من عفيف لخضر ورجاء بن سلامة وغيرهم كثير ممن ينقدون الرجعية الدينية. مما يبعث على الاستغراب ليس خطابات النهضة المتعددة الألوان على حسب إن كان خطابا من داخل البلاد أو من خارجه. أو من وجه قيادي أو قاعدي. بل التحالف السياسي الذي عقدته معهم أحزاب تقدمية من ناحية. و سكوت المنظمات الحقوقية وعدم تنديدها بهذا الإرهاب الفكري الذي تمارسه النهضة ضد المثقف التقدمي التونسي من ناحية ثانية. ما موقف المتحالفين مع الإسلاميين مما كتبه السيد عبد الحميد العداسي في حق الأستاذة سلوى الشرفي: “أنا لا أدري أن كانت هذه الدكتورة من “النعاج الجرباء” أم من الكلاب الحارسة المتربصة بالنعاج, مع أن معرفة ذلك لا تهمني …..” هل هي هذه حرية التعبير والديمقراطية التي يطالب بها السيد زياد الدولاتلي في الندوة الوطنية حول الجمهورية التي نظمها الحزب الديمقراطي التقدمي. عندما يكتب السيد عبد الحميد العداسي “….. إلى غير ذلك من الأمور السافلة التي حشت بها مقالها, ما يجعل كل مسلم (مهما قل تدينه) يجزم بأن هذه المرأة لا تعرف الله و لا تؤمن به” ما ذا تنتظر منظماتنا الحقوقية لتدين بقوة كاتب و ناشر هذا التكفير. هل تنتظر حتى يتكلف أحدهم بتطبيق حد الردة على الأستاذة كما كان الحال في مصر مع فرج فودة. أم هي مختصة في الدفاع عن حقوق الإسلاميين فقط. مطالبتكم بالعفو التشريعي العام و عودة المغتربين بما فيهم السيد عبد الحميد العداسي واجب تتحملون من أجله العديد من المصاعب يفرض علينا احترامكم و التنويه بما تقومون به. لكن لا يعفيكم من واجب مناصرة من يتعرض إلى الإرهاب الفكري و التنديد بالعقول الظلامية التي تروجه. الأستاذة الفاضلة سلوى الشرفي, منذ نشأة الإسلام والمثقف في هذه الديار يعاني من بطش المتزمتين. قتل غيلان الدمشقي لأنه كان يندد بظلم الأمويين. وأضطهد علماء المعتزلة من طرف الأمير العباسي المتوكل و حلفائه الفقهاء. ويروى أن الخليفة الهادي أعدم في بغداد خمسمائة فيلسوف ” ليطهر الإسلام من جرثومة العلم في بلاد المسلمين” (حتى وإن سلمنا أن الراوي قد بالغ في عدد الضحايا فلا مجال لإنكار أن هذه المجزرة حدثت) (*). كما عانى ابن رشد من اضطهاد النظام و تزمت الفقهاء. وفي عصرنا قتل فرج فودة وأعدم محمود طه في السودان وحسن الترابي وزيرا للعدل, كما أجبر نصر حامد أبو زيد على مغادرة مصر. لا شك أستاذتي الفاضلة أنك واعية بما يمكن أن تقدميه من تضحيات في سبيل نشر علمك. تقبلي سيدتي فائق تقديري و احترامي (*) جمال الدين الأفغاني: الرد على رينان / صحيفة “لوديبا” الجمعة 18 مايو/ أيار 1883

 

بلادنا

ليست مكانا للحجيج اليهود

 
 
لا نريد اسرائيل والاسرائيليين على ارضنا.
ليذهبوا الى الجحيم. لا يوجد الا  اقلية من اقلية الاقلية يدافعون على وجود هذا الودولته الفاسدة .الصهاينة دمروا وجه الشرق  ولم يتركوا  احدا ينعم بالحياة هناك  ولنا الف  دليل على انهم دمروا ويدمروا لنا حياتنا في تونس  من اجل ابقاءنا كل هذه السنوات خارج دائرة الصراع القائم في الشرق.
الى هؤلاء الذين لا يعجبهم الخطاب الديني الاسلامي ولا تواجد  حركات دينية اسلامية  ان يعلموا ان مقاومتهم للاسلاميين لا يمكن ان تنتهي بمضاجعة اليهود  والصهاينة. كل  اؤلائك المبدعين المتفننين في اصطياد   الاسلاميين  والخطاب الديني الذي  يحملونه  لا يمكن   ان نعتبر  نواياهم  صادقة الا اذا تزامنت مع مقاومة الصهاينة ومشروع دولتهم الدينية  العنصرية.
اما اذا كان صدامهم مع الاسلام ليس الا  مهنة مدفوعة الاجر من  اليهود فهذا يعني ان كل ما حبروه ليس الا شتيمة في وجه الحق.
 الى كل التوانسة الذين فتحوا النار على الاسلام بحجة ان دولة دينية  تتعارض ومفهوم دولة عقلانية  عليهم ان يقروا بان دولة اليهود هي ايضا دولة دينية   تتعارض والعقلانية
ثم كفانا  من هؤلاء الحجيج اليهود الذين يردون  على ديارنا. كفانا  من اليهود الذين يحجون الى قبور احبارهم في نابل والقصرين وام العرايس وفي قلالة  وغيرها من القبور الكثيرة  التي تاوي نفايات  اجدادهم وان تكتب  الاراجيز  والقصائد  المخضبة  بالحنين  الذي يكنه  اليهود الى ارض وطنهم   تونس  وان تتمدد الاغاني  حول الحب الذي يكنه اليهود  لبلادهم  تونس وكل تلك الخزعبلات  والتدوهين التونسي الاصيل  والذي هو بصاق في اتجاه ذكاءنا وذكاء العالمين.
 
الى كل الاقلام التي كتبت منذ سنوات لتهاجم   الاسلام والاسلاميين  الى كل تلك المنظمات والجمعيات   والاحزاب التي ادعت وتتدعي انها   لا تريد قيام دولة اسلامية    ان تهب اليوم وتقف في وجه عملية التطبيع    مع دولة دينية عنصرية  مجرمة ومقيتة وكان من المفروض ان يجتمع عليها كل العالم الحر لانهاءها مثلما   اجتمع العالم على انهاء  دولة النازية.
 
واذا صمتت تلك الاصوات  ولم ترتفع    لتغلق الابواب على هذا العار الذي يداهمنا فمعنى ذلك  انهم  ابواق كانت تمهد    لمجئ الرهابنة اليهود.وان مقاومتهم للاسلام والمسلمين هو عمل    تحضيري لالغاء الاسلام والمسلمين من ساحة المقاومة كي تداهمنا دولة اليهود العبرية الصهيونية  وان  نتحول الى    دولة عبرية  على غرار ما حدث لمصر والاردن وموريطانيا.
 
انا شخصيا لن اقبل   العيش في ضل هيمنة   اليهود .من يعشق اليهود فليذهب لاسرائيل ولن اقبل ان يعمل اليهود على اخراج   نفايات احبارهم القدامى من كل شبر على الارض التونسية   حتى يحولوا  كل البلاد الى  مستوطنات يهودية تملا وتفرغ   بالحجيج اليهود.
اذا كانت هذه الدولة  ترفض التنصير وتقاوم عبدة الشيطان  واوقفت مشروع الاسلاميين فلا يحق لها ان تحول بلادنا الى مواقع حج لليهود.
 

سوف اقاوم ذلك   وساضم صوتي وقوتي الى كل الذين  هم  على استعداد   لمقاومة اخطر مشروع دولة دينية على الارض.

فهؤلاء  اليهود ربما  لا يهتمون كثيرا  بالزام النساء بتغطية الراس. ولكنهم يمتلكون مشروعا اخطر من ذلك بكثير. انهم يحملون مشروعا عنصريا لا مثيل له في تاريخ البشرية.انهم اكثر من يقرا في كتبهم.وكتبهم تقول     تلمودهم يقول   احشروا الارض ومن عليها تحت اقدامكم   اذا ما استتب لكم الامر.
 
وتاكدو ا  هؤلاء الذين دفعوا كل ما يمتلكون من نفيس على مدى مائة وخمسين عاما لاستعادة القدس  سينفذون ذات يوم ما  وعدوا به.
 
لذلك  علينا ان نحذر. تونس   ليست مكانا   لاستقبال اليهود.لقد اكتفينا الى حد الان  بقبول ان نبقى على مسافة من  الصراع القائم في الشرق. ان خطوة   اخرى تعني ان   خلل التوازن تعاظم.ولا احد يمكنه ان يتنبا بما ستؤول اليه الامور اذا اقدم احدهم على       المطالبة بالمزيد.

لا نريدهم ان يحجوا الى ديارنا ولا ان  يركبوا الطائرات وياتوننا.ليبقوا هناك على تلك المسافة .

انها ارحم لهم.بلادنا فيها مدينة واحدة تستحق ان ياتيها الحجيج . هي القيروان. والقيروان ليست معدة لاستقبال اليهود.
ارضنا ليست مكانا للحجاج اليهود .وهذا يكفي ان يفهم من لم  يفهم بعد   ان كل هذا  مسىء لعلاقاتنا   بين بعضنا الى ابعد الحدود.وان هذه الاساءة بدات تتحول الى جروح.
 

الامجد الباجي


نسبية هي الحيــاة…

 
خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr كم هي نسبية هذه الدنيا، كم هي صغيرة ومتناهية في الصغر، كم هي قليلة مهما كثرت، وحقيرة مهما عظمت، وما أحلى هذه النسبية في الحياة حيث لا حال يدوم ولا وضع يثبت ويستقر… دورات تليها دورات تلمس الفرد والمجموعات والجماعات، والدول والحضارات… وتلك الأيام نداولها بين الناس… الكل متغير بين ارتفاع وهبوط، وعظمة وحقارة، وصغر وكبر، ولا يبقى إلا المطلق الكامل الذي لا أول له ولا آخر..، لا يبقى إلا الله! هذه النسبية في الحياة تبقى طاقة شحاذة تدفع إلى عدم اليأس والقنوط والإحباط ومغادرة الصورة، وتثبت أن الأيام دول، يوم لك إن أحسنت وعيه وفقهه فيطول مداه، ويوم عليك إن سقطت أو تقاعست عن أداء دورك في الحياة. وتبقى الحياة كتاب تجارب واعتبار تدخل بابها بدون استئذان وتغادرها بدون استئذان، وبين هذا وذاك تكتب قصة الإنسان!!! هذه التوطئة أملتها ولا شك حالات وجدان ومشاعر لا تزال تهز أطرافنا بين الحين والآخر ونحن نعيش غربة المكان والزمان، ولكنها كانت صنيعة خبرين طرقا مسامعي هذه الأيام ولم يتحولا عني دون تدوين هذه الكلمات… الخبر الأول هو وفاة السيدة سعيدة ساسي عليها رحمة الله، ولمن لا يعرفها فإن هذه المرأة قد حكمت تونس من وراء الحجب والجدران ودون أن تذكرها الوثائق الرسمية… دخلت القصر مع عمها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ولم تغادره إلا صحبته بعد نهاية عهده بالطريقة المعروفة. وكانت السيدة سعيدة خلال تلك الفترة تصول وتجول والتي بلغ أقصاها في فترة آخر حكم عمها بعد إقصاء الماجدة مطلقة الرئيس. حيث ظهرت وكأنها الحاكم الفعلي للبلاد تذل من تشاء وتعز من تريد، وأصبح الجميع، وزراء وكتبة وحاشية يذعنون لها ولرغباتها ويتحاشون غضيها وخلافها، وأضحت سعيدة ساسي سيدة تونس الأولى بدون منازع ولا معاكس. وتمر الأيام وتغيب المرأة عن الأضواء الكاشفة بعد أن انتقلت مفاتيح القصر إلى جماعة جديدة، حتى طواها النسيان… وما كان ربك نسيا… ماتت سعيدة ساسي هذه الأيام في تونس ولم يعلم بها إلا القليل القليل بعد مرض الألزيمار وفقدان الذاكرة الرهيب وذهبت وحيدة إلى لقاء ربها… وعلقت مجلة جون أفريك التي أوردت الخبر حيث قالت أن من حظر لجنازة الفقيدة سوى بعض العشرات من عائلتها وتخلفت كل الوجوه المعروفة و كل الحاشية التي كانت تدور حولها وتسعى ليلا نهارا لاسترضائها. الصورة الثانية التي أطلقت هذه المشاعر وهذه الوقفة هي حديث السيد محمد الصياح الرجل القوي والقوي جدا في العهد السابق، الرجل الذي أخاف الكثير وأذعن له الكثير جماعات وأفراد، ونال الحظوة الكبيرة لدى الرئيس الراحل عليه رحمة الله، حتى قيل أنه كان مؤهلا للإستوزار الأول لولا تدخل الماجدة التي فضلت عليه محمد مزالي… ظهر الرجل في صورة على النات في شيخوخة متقدمة والبياض يلفه من كل جانب، وحديث تلفزي يغلب عليه جانب الدفاع والتبرير..، ظهر الرجل وديعا أليفا عكس الصورة التي حملها جيلنا وعرفناه بها، وتلك الأيام نداولها بين الناس..، بعد الصولة والجولة جاء الهدوء،  وبعد الغلبة جاءت المغالبة، وبعد التميز جاءت العادية… وسبحان مغير الأحوال، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام!!! يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو خليفة، كان ذات مرة يمشي بين الناس برفقة أحدهم، فلقيته امرأة من قريش فقالت له : يا عمر، فوقف لها، فقالت : كنا نعرفك مدة عُميْرا، ثم صرت عمرا، ثم صرت من بعد ذلك أمير المؤمنين، فاتق الله يابن الخطاب وانظر في أمور الناس، فإنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوْت! فقال لها مرافق عمر: إيها يا امة الله قد أبكبت أمير المؤمنين، فقال له عمر: أسكت، أتدري من هذه ويحك، هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من سمائه، فعمر أحرى أن يسمع قولها ويقتدي به!!! المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


حـوار الـعـودة
 
بقلم: المختار اليحياوي كلما عاد الحوار حول ما أصبح يعرف عندنا بالعودة و المهجّرين تنتابني خواطر تجعلني ألجم قلمي مخافة أن أسيء بقول أو أجرح شعور من لم يحسن لهم هذا الزمان حتى أنني أجد أحيانا السجن أهون من النفي لمن لا يطيقون الحنين للأوطان. كما أن الحوار حول العودة من أصله مبتذل لأن الغربة بالنسبة للمهجّر قائمة على المنع واستحالة العودة و ليست بسبب شروط موقوفة عليها. حتى أننا لو تأملنا في بعض تلك الشروط التي يحاول بعض المهجّرين جعل عودتهم متوقفة عليها و اشترطناها نحن في الداخل للبقاء في بلدنا لخلت البلاد من أهلها و لم يبقى فيها غير المستبدين عليها و بطاناتهم يعيثون فيها. فهل نحن برضائنا البقاء في بلدنا رغم هوان أوضاعنا قد قبلنا بالذل و المهانة و الخضوع و المسكنة على نحو ما يصور به بعض المهجرين عودتهم في مثل هذه الظروف. فالمقصود بالعودة إذن من لازالت غربتهم إضطرارا تجنبا لمهلكة تنتظرهم في بلادهم بسبب أفكارهم وعقيدتهم. و عندما يصبح المغرّب في موقف الإختيار بين الرضاء بمقاسمة شروط عيش بني وطنه وعدم التنازل عن شروط أفضل توفرت له في غربته فإنه يخرج عن دائرة قضية حق العودة والتغريب عن الأوطان و يصبح في دائرة الهجرة التي لجأ إليها مئات اآلاف من مواطنينا و يحلم بها أضعافهم إلى درجة المجازفة بحياتهم لنيلها بسبب سوء أوضاع حالة بلادهم. حوار العودة عندما ينحو مثل هذه المناحي يتحول إلى خطاب محبط رهيب. و هو بهذا الشكل يذكرنا بحق العودة الذي يتزايد عليه الفلسطينيون منذ ستين سنة في حين أنه لم يعرض قط عليهم و لا أتيح لهم باسثناء من عادوا بموجب الترتيبات المنبثقة عن أوسلو بل هي أوهام العودة التي تذكرنا بتنظيمات الكنترا المعارضة الكوبية في الولايات المتحدة الأمريكية التي حولتهم إلى عصابات ضد بلدهم خدمة لأغراضها دون المجازفة بأبنائها. و هي تذكرنا أيضا بالمعارضة العراقية و ما جنته على وطنها للعودة إليه وفق شروطها. وغيرهم كثر لا يتسع المجال لاستعراض نكباتهم. و لو عدنا لتاريخنا واكتفينا بتجربتنا و تسائلنا هل عاد لنا بورقيبة في 1 جوان 1955 تلك العودة المضفرة، التي يحلم بها الكثير من الإسلاميين اليوم كما حلم بها غيرهم لزعمائهم، بمشروعنا الوطني الذي ناضل آبائنا و أجدادنا ضد استعمار الأجنبي لتحقيقه و حتى لا تمتهن كرامة أي تونسي بعده في وطنه أم جاءنا مؤسسا للنظام الذي لازال يهيننا ويسجننا ويشردنا و يؤلب بعضنا ضد بعض و يغتصب أرزاقنا و ينهب خيرات بلادنا و يعد منا جريمة إن تعرضنا بمجرد الذكر لما يسومنا به من ظلم و ما يضيق به علينا في حقوقنا. إن الشعوب التي لا تستوعب تاريخها ستضل تعاوده إذ كيف لها أن تتجاوزه وهي لم تستوعب دروسها منه. الكثير من الإسلاميين المعنيين بحوار العودة اليوم قبل غيرهم لا يحسنون قراءة تجارب من سبقهم ويتحدثون عن الصحوة و اندحار اليسار و إفلاس العلمانيين من منطلقات إيديولوجية تهمل الخلفية التاريخية لعقود التغريب الذي سلط عليهم و كان سببا في إنبتاتهم وهم بذلك لا يفعلون عن غير وعي سوى تكرير تجربتهم. فقد كانوا أيضا و لا يزال الكثير منهم لا يقلون وطنية و تفان في التضحية والبذل عنهم. العودة ليست حق، العودة واجب إذا لم تكن بتعريض النفس للتهلكة لكل من لم ينفصل عن وطنه أو يستغرقه شأنه الخاص و لازال مسكونا بقضيته و مشروعه. و من سوء التدبير الإستهانة بالداخل وما يشكله وقوف الصامدين كالشوكة في حلق الطغاة و المتجبرين و لعله من كبائر الأمور بخس نضال ومجاهدة العائدين ومحاولة تشويههم بشبهة القبول بالتواطؤ و الخضوع للظالمين أو تسويتهم بالخائنين حتى إذا كانت عودتهم فقط للم شملهم مع عائلاتهم. لأن حوار العودة عندما ينحو هذا المنحى يتحول إلى فتنة و تثبيط للعزائم و استهانة و تشكيك وظلم ذوي القربى أشد مرارة… و لتوضيح بعض المفاهيم المقلوبة لا بد أن نعي أن الهجرة هي الخلاص الفردي و تلمس للنجاة بالنسبة للمهجّرين و أن العودة هي التضحية و الثبات. لقد أوفى النص الذي نشره مؤخرا الدكتور عبد المجيد النجار الموضوع حقه لذلك لست في وارد إجترار الأفكار و المقاصد التي أتى عليها فأوفاها حقها و لكن لا يبدو موضوع العودة قابلا للشفافية والوضوح اللازمين ما لم تتضح في أفكارنا طبيعة مشكلتنا مع هذا النظام.  القضية بالنسبة لنا ليست قضية وجود بمعنى إما نحن أو هو كما يحاول البعض الإيحاء بذلك من خلال خطاب متشنج أحيانا فكلنا تونسيون و لا وجه لأن تأخذ قضية فرض حريتنا شكل قضية تحررنا من مستعمرينا بمعنى أننا لسنا بصدد قضية قد تنتهي إلى كفاح مسلح و إنما نحن بصدد قضية سياسية كفيلة الحل بالطرق السلمية لأننا كتونسيون و كديموقراطيون لا نرى في خصمنا اليوم طرف يجب استئصاله و إجلائه عن أرضنا بل شريك نعمل على أن نفرض عليه قواعد العمل السياسي النزيه بحيث لا يكون له من وزن إلا بقدر حجمه الحقيقي في مجتمعنا و درجة إشعاعه بين مواطنينا.  و خيار العمل السياسي و الأهلي السلمي ليس خيار ضعف و إنما خيار قوة يدركها هذا النظام جيدا ولذلك يسعى بكل ما توفر له من إمكانيات لغلق كل منافذه و وسائله. و هو يدرك جيدا لو أتاح شروط المبارزة السياسية الحقيقية إلى جانب من ستكون نسبة التسعة و تسعون بالمائة. كما أنه يلجم أصواتنا و يصادر خطابنا و هو يدرك أن خطابه لا يصمد أمامه. و هو يحجب الحقائق و يزور المعطيات ويعتم على كل أشكال و قنوات اتخاذ القرارات لأنه كالطبل الخاوي لم يبقى له ما يقدمه سوى إصدار الضجيج حول ما يفعله. هو نظام في نفق مسدود يعرف أن كل الشعب التونسي لا يحلم إلا بيوم الإنعتاق من جوره و صلفه. ما لا يمكن أن أفهمه و هو المريض المشرف على نهايته لماذا نعلّ أنفسنا بمرضه. لماذا نبحث عن خلاصه و نحن ندرك أن خلاص مجتمعنا بزواله و تجاوز قواعده الظالمة واستبداده. الزمن وحده كفيل بسحقه و سحق كل من بنوا مشاريعهم على التمعّش من فتاته. نحن نزرع البذرة الطيبة و السماء تسقيها و الأرض تنبتها و النور ينضجها و لا يبقى لنا سوى رعايتها و ترقب جني ثمرتها فلماذا لا نترك للزمن إتمام فعله؟ لذلك فإن كرامتنا اليوم داخل بلادنا لا نستمدها من قبول هذا النظام بشروطنا واستجابته لمطالبنا بل من مواقعنا في الدفاع عن الحق و الحرية و العدالة في مواجهة موقفه الجائر المستبد و من ازدرائه و احتقارنا لجشعه وولعه بنفسه، لطمعه و قسوته و بؤس سريرته إنه يقوم رغما عنه بكل ما نحتاجه لإدانته أمام كل المنصفين و العارفين بحقائق الأوضاع التي تمر بها بلادنا فلماذا الإنشغال و الاستعجال و قد كفانا الحكم على نفسه بنفسه بنهايته. قد يقول البعض هذا مجرد كلام و ليس من السياسة وقد لا يقدم و لا يؤخر… و أجيب بأنه تذكير بالسنن التي تنتقل بموجبها حياة الشعوب و الأمم من حال إلى حال و التي لا يقدر أي بشر لها تغييرا. إن ما يجب أن يشغلنا اليوم هو أن لا نعود بعده على ما كنا عليه في عهده. نحن لم نقاطع هذا النظام ولم نحاول إقصائه بل كنا له من الناصحين الصادقين و لست أقصد شخصي تحديدا إذ لا يحصى من سبقوني أو جاءوا بعدي. ولكنه كان عنيدا أصم أغوته السلطة حتى انفض شعبه من حوله و لم يبقى من يصدقه غير المتزلّفين و السفهاء من حوله و ما أقصى بذلك إلا نفسه عن النزهاء و الخيرين حتى تحول إلى رمز من أساطين الطغيان و المتجبرين في هذا القرن الواحد و العشرين. و لابد هنا من إجابة بعض المتهافتين على دعوات المصالحة والمتملقين لود الظالمين: ما الذي يمنع هذا النظام إذا كان قد استفاق كما يدعون من مصالحة شعبه وإذا كان المعارضون لنهجه على ما يدعون لا وزن لهم و لا يعتد بهم و كلهم محبطون لماذا لا يتجاوزهم و يتحاوروا مباشرة مع من هم قادرين على تغيير الموازين لصالحه بدون تدليس و لا تزوير و مداهنة و استجداء للمبايعة و ضحك على الذقون. كفاكم غباءا و رياء لقد طفح الكيل من خطابكم و نفاقكم مشكلة نظامكم ليست مع هذه الأسماء التي تتكالبون عليها بنميمتكم و بترهاتكم لأته إن كان من وزن لها فهو بقدر ما ترمز له من أحلام وتطلعات المجتمع الذي ظلمتم و الذي لم يعد يثق بكم. مشكلتكم مع شعبكم. حوار العودة يجب أن يكون حوار الواثق المعتد بقيمه متجذرا صامدا في واقعه حوار العودة يجب أن يكون حوار انتصار مهما اقتضى الأمر من بذل و انتظار حوار عودتكم يجب أن يكون واعيا أنكم لستم وحدكم قيمون على مستقبل وطننا أو ديننا بل أن كل تونسي مهما خالفكم شريك معكم و هذا أول درس يجدر استخلاصه من خيبة النظام الذي اضطهدكم و فشل تجارب من سبقكم. قربة، تونس – الخميس 23 جويلية 2007                  (المصدر: مدونة القاضي مختار اليحياوي بتاريخ 23 أوت 2007) الرابط: http://tunisiawatch.rsfblog.org

عتاب إلى الأخ مصطفى ونيسي

 
سامي البنزرتي طالعت ما كتبه الأخ مصطفى الونيسي تعليقا على ما جاء في الحوار مع الأخ وليد البناني حول موضوع العودة إلى تونس بعد غياب دام 26 سنة. وقد أثار انتباهي اللغة الغريبة التي تكلم بها الأخ مصطفى، فاقرأ معي العبارات التالية التي تحدث بها عن الأخ وليد وعن قيادة الحركة ثم احكم بنفسك:( حوارا فارغا+ حوارا مُصطنعا لا فائدة منه+تصفية بعض الحسابات+ رهائن لحسابات تنظيمية ضيقة+ المغالطات+توظيف رخيص+مبني عن جهل+القيادات الفاشلة+دائما ضعيفة الذاكرة+لا تريد أن تتذكر و تعتبر+افتراء + الوشاية الرخيصة+مسرحية سيئة الإخراج+تهميش الرأي المخالف و تشويهه وعزله+السلوك المتخلف+الاستبداد و الإستقواء بالإمكانيات الضخمة و المتعددة+تشويه من خالفكم الرأي+المهمة المشبوهة)!! هذا كله في حق وليد البناني وقيادة الحركة عموما!!.لكنه في آخر توضيحه يطلب الأخ مصطفى من الأخ وليد أن يسحب كلامه!! فمن الأولى بسحب كلامه؟؟؟. وبعد استعراض هذا (القصف المركّز) أتساءل: هل الأخ مصطفى وهو يتكلم بهذا الخطاب يتحدث من موقع داخل الحركة أم من خارجها؟؟ إن كان يتكلم من خارجها فهو حر فيما يقول، لكن الذي قاله يحق لنا كأبناء للحركة أن نعتبره إعلانا عدائيا وقد يجر وراءه عديد من ردود الأفعال المتوترة. وإن كان ما قاله من داخل الحركة فتلك مشكلة أكبر!!. والحقيقة أن من يقرأ ما كتبه الأخ مصطفى لا يفهم أين يقف الأخ بالضبط؟ طبعا لكل شخص الحق أن (ينام على الجنب الذي يريحه) كما يقول المصريون، لكن المفترض في المتكلم أنه يعرف من أين ينطلق وهذا ما سيفهمه القارئ بسرعة، لكني شخصيا لم أفهم موقع الأخ داخل الحركة أم خارجها، وقد يكون الخلل في الفهم من عندي، لكن اقرأ معي ثم قيم بنفسك: يقول الأخ:(أفراد استعصوا على التنظيم) هذا كلام من داخل التنظيم، وبعدها مباشرة يقول:(لأنهم كانوا دائما أحرارا و أبوا أن يبقوا أسرى و رهائن لحسابات تنظيمية ضيقة) وهذا كلام من خارج التنظيم!! ويقول:(و لا تطيق]القيادة[ أن يُرد الاعتبار للمخالفين في الرأي و لو كانوا صائبين) هذه من الداخل، ويقول أيضا:(الحوار الذي أجرته الحوار نت مع نائب رئيس الحركة، إلاّ للدفاع عن رؤيتهم الحزبية الخاصة) وهذه من الخارج!!. ثم تأمل معي قوله:(أمّا عدد العائدين فهم كُثُر و على كل حال فأول الغيث قطر ثم ينهمر)!!فهل هم (كثر) أم هم (قطر) ثم سينهمر بعد ذلك؟ وهل الأخ (مسرور)(بكثرة العائدين) إلى درجة أنه يبشر بـ(انهمارهم) في المستقبل؟؟ وهل خلفية (التبشير) بهذه (العودة) هي في الرغبة في أن يكون له رفقة في خياره، أم هي مجرد مغايظة لرأي الحركة أم غير ذلك؟ وهل يمكن أن تكون (العودة) بهذه (الأهمية النضالية) أو(المصلحة الوطنية) بحيث قد تتحول إلى (برنامج عمل) يتم التبشير به؟ وهذه الجملة المبشرة بالعودة كما جاءت في توضيح الأخ- وإذا أردنا أن نصنفها- فهل تُصنف على أنها من داخل الحركة أم من خارجها؟. المقال إذن كله مليء بمثل هذه الازدواجية بين التكلم من داخل الجسم وفي ذات الحين التكلم من خارجه، وهو الأمر الذي أعتقد أن الأخ لو حسمه من تلقاء نفسه في أي الاتجاهين لكان خيرا له وخيرا للجميع؛ أي إما أن يكون داخل الحركة ويتحرك بمقتضيات ذلك وآلياته أو أن يكون خارجها – وهو حر في ذلك- فيتكلم بلغة من بالخارج وليس غير ذلك، خاصة أنه – كما يقول في نفس التوضيح- قد جمد وضعيته بداية التسعينات أي قبل ما يقارب 17 سنة، أي أن المدة كافية وزيادة لتتوضح الأمور (يا ابيض يا أسود)!!. ونحن نعلم أن بعض الاخوة جمدوا وضعيتهم في نفس تلك الفترة ولنفس الأسباب. لكن هؤلاء الاخوة عقارب ساعاتهم لم تتوقف عند تلك اللحظة من بدايات التسعينات إلى الآن، بل تجاوزوها وتحولوا إلى مواقع أخرى ذات فعالية نضالية عالية سواء بالقول أو بالفعل (انظر تصريحات عبد الفتاح مورو وفاضل البلدي ونضالات نورالدين البحيري). وفي حدود علمي لم أقرأ أن أحدا من هؤلاء قد توقف مجددا عند ملابسات ما حدث بدايات فترة التسعينات أو طالب بـ(إعادة الاعتبار) له أو حاول أن يسجل أنه كان على صواب وغيره فاشلين!!!. وفي المقابل لو كنت مكان القيادة لحسمت هذا الأمر الذي طال أمده، وذلك مع التفريق بين مجرد الرأي و بين الانتقال للفعل، كل ذلك في إطار من الحسنى: إما بقاء بمعروف وباختيار وعلى الأصول أو خروج بإحسان وبحرية. أما أن يكون الشخص-أي شخص وبقطع النظر عن الاسم- داخل الحركة وخارجها في نفس الوقت فهذا لا يستقيم. وكلام الأخ عن( قيادة فاشلة) لا أعتبره يدخل في باب التقييم أو النقد الذيْن ليسا محل نزاع، بل إذا ربطنا هذا الكلام بترسانة الألفاظ التي استعملها والتي ذكرناها سابقا فإن ذلك لا يعتبر إلا نوعا من السباب لا غير. وحديثه عن (القيادة الفاشلة) التي قال عنها أنها (فرضت توجهاتها على أبناء الحركة في أوائل التسعينات وتهورت و زجت بأبناء الحركة و الكثير من الأبرياء في معركة هي خاسرة مسبقا): هل يقصد به تلك القيادة التي أغلبيتها الغالبة في السجن إلى وقت قريب حيث قضت أغلب فترات( الـ26 سنة) الأخيرة وراء القضبان وأُطلق سراح بعضهم أخيرا ولا زال عدد منهم محبوسا؟؟ ومادام الأخ يتحدث هنا عن (قيادة فاشلة) أي عن قيادة ونضال وعمل حركي ؛ فبالمقياس النضالي: مَن هو الأحق بوصف النجاح: من قضى زهرة شبابه في السجون لكنه خرج وهو متمسك بأفكاره وتاريخه ونضاله و نضاليته ولو شاء لخرج قبل ذلك بورقة صغيرة يكتب فيها ما يرضي المستبد، لكنه صمد واستعصم: فصبر وصابر ورابط حتى أذن الله فخرج منتصب القامة يمشي بين الناس رغم أنف من سجنه وأراد استئصاله وأراد قتله قتلا بطيئا، هل هذا هو الناجح أم من عاد إلى تونس بعد أزيد من ربع قرن في مثل هذه الظروف المعلومة فكان مثله كمن(صام صام وفطر على بصلة!!) كما يقول المثل التونسي. أم هل المقصود بـ(القيادة الفاشلة) من يقيمون الآن بالخارج؟ فإن هؤلاء – مهما قيل في أدائهم- هم القيادة الشرعية المنتخبة و بالتالي فإن أي مس منهم بالكلام الجارح المسيء- المغلف ظاهرا بقشرة (تقييمية فكرية) مثل الذي كتبه الأخ – فهو مس من كل الحركة ومن كل أبنائها، إذ لا منطق يستقيم – في هذه النقطة بالذات- فيفرقون به بين الحركة وأبنائها وقياداتها. التقييم والنقد والنصح إذن مقبول ومطلوب، أما القدح والسب والشتم فمرفوض. ولا أظن أن شخصا هو الآن في الحركة أو حتى في القيادة أو كان يوما فيها أو في الحركة أن مجرد موقعه الحالي أو تاريخه النضالي السابق يسمح له أن يسيء للآخرين. ثم هنا أسأل: أين الإساءة فيما قاله الأخ وليد؟ هل القول بأن موضوع الجواز والسفارة والعودة إلى تونس في هذه الظروف له طابع أمني قول فيه إساءة؟ لا أعتقد أن ذلك فيه أدنى إساءة لأنه وصف لواقع حقيقي يعلمه الجميع، وأي تونسي ليس له علاقة بالسياسة يعلم أن كل هذه المسائل صارت في تونس من قضايا أمن الدولة. لكن لو قيل إن فلانا العائد إلى تونس قد قدم كذا وكذا من التنازلات المخلة، أو أنه تكلم بكذا وكذا من الأمور التي تضر بغيره، لو قيل ذلك من غير دليل لكان في ذلك إساءة بالفعل، لكن لم يحصل شيئ من ذلك في حوار نائب رئيس الحركة. ولذلك كان الأوفق بالنسبة للأخ مصطفى توضيح الأمر ربما بالقول: إن موضوع الجوازات و السفارة والسفر في أي بلد هي مسألة لها بعد أمني بالنسبة للسلطة-أي سلطة-، لكني رغم ذلك فعلت ما رأيته صوابا دون أي إخلال أو إضرار بأي أحد. لعله لو قال هذا لكان أكثر إقناعا لأنه أقرب للصواب، هذا إذا كان حريصا على الإقناع. مسألة أخرى على هذا المستوى، ومع الملابسات الحالية التي تعيشها تونس من طغيان البعد الأمني على كل المسائل السياسية، ومن ملاحقات وتمشيط لكل الفضاء الاجتماعي في الداخل والخارج، فإن الذي يأخذ قرار العودة في مثل هذه الظروف من المفترض – وهو يندد بالفاشلين- أن يكون قد توقع مآلات خياره: باستحضار المصالح والمفاسد والإيجابيات والسلبيات والمساندين والناقدين، وبالتالي لا يتشنج بمثل هذا الخطاب الذي قرأناه؛ فالناجحون يدرسون ثم يقررون ثم يعملون ولا يتوترون أو يلتفتون للنقد، وإذا أرادوا الإجابة على النقد أجابوا دون تشنج!!. ثم إنه من القراءات المعقولة في هذا الباب أن الاحتكاك بهذه المسائل الأمنية في مثل الأجواء البوليسية القمعية التونسية هو تماس مع منطقة أقل ما يقال فيها أنها منطقة شبهات، وهي منطقة شبهات ثالثة تنضاف لمنطقتي التعامل مع المال ومع النساء. لذلك جاء في الشرع كتابة الديون المالية حتى بين الأصدقاء بعدا عن الريبة والشبهات وبحثا عن الاطمئنان، وأيضا جاء في الشرع النهي عن الخلوة بين الرجل والمرأة تجنبا للشكوك وللقيل والقال وذلك لمصلحتيهما فيما بينهما ومع محيطهما. وقد صح في الحديث المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يسير ليلا مع إحدى زوجاته فرآه صحابيان فأسرعا الصحابيان فناداهما النبي وقال لهما:(على رسلكما إنها صفية بنت حيي (زوجته). فقالا: سبحان الله يا رسول الله، قال (النبي صلى الله عليه وسلم): إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا) . وفي هذا توجيه نبوي نحو الواقعية ودعوة لفهم النفس البشرية التي قد تدخلها الشكوك، ومن الواجب إذن التنبه لذلك والعمل بناء عليه ومن ثم قطع مداخل الريبة ما أمكن. بالطبع ليس المقصود من كلامي هذا التشجيع على الشك في الناس أو تبرير ذلك، لكنها دعوة للجميع للتعامل بوعي وبموضوعية وواقعية، ثم بعد ذلك بشجاعة وبتحمل للمسؤولية. والحوار الذي تكلم فيه الأخ وليد لم يأت فيه إلا التنبيه على السلبيات السياسية والقانونية والحركية المترتبة على مثل هذه العودة فيما يراه وتراه الحركة، ولم يُشِر من قريب أو من بعيد إلى اتهامات أو شكوك ضد أي كان، فأين الإساءة إذن؟؟؟. على أن في موقف الأخ مصطفى في هذا التوضيح محاولة للجمع بين النقيضين في نفس الوقت: التجاوب مع السلطة من جهة وإرضاء أبناء الحركة أو على الأقل عدم إغضابهم من جهة أخرى، وهذا صعب المنال وخاصة في مثل هذه الظروف وبمثل هذا الخطاب الذي استعمله مع الحركة وقياداتها. الجمع الممكن في مثل هذا الموقف –إن كان ولا بد- هو الجمع بين التجاوب مع السلطة من جهة والصبر على ردود الأفعال المتوقعة من جهة أخرى، ولم أر في كلام الأخ صبرا. من ناحية لم أجد أي مغالطة أو إساءة لما تحدث الأخ وليد بكلام عام حول أن عددا ممن عادوا تمت لهم محاكمات سابقة، وليس المطلوب في حوار صحفي أو في غيره من المناسبات أن يتم استعراض (البطاقة عدد3) لكل شخص. وكون الأخ مصطفى لم يحاكم فهذه لا تخفى على السلطة –المعنية الأولى بهذا الموضوع – فهي الأعلم بمن حاكمت وبمن لم تحاكم، و بالتالي فإن معرفة عامة الناس – أي غير السلطة- بكون الشخص محكوم أو غير محكوم لا يغير شيئا في تقييم مثل هذه العودة بحكم أن هناك أناس دخلوا تونس وهم غير محاكمين لكن ذلك لم يمنع السلطة القابضة من القبض عليهم. وعليه أسأل مجددا: أين الإساءة في هذا وأين المشكل؟. وعلى ذكر المحاكمة فقد قال الأخ في توضيحه بالحرف الواحد:(لم أحاكم لأني استفدت من دروس الماضي): الحقيقة أني لم أفهم بالضبط ما المقصود؟ هل المقصود أن تجنب الوقوع في محاكمة هو هدف نضالي في حد ذاته يسعى إليه المناضل ويعمل ماكينته الفكرية (للاستفادة من دروس الماضي )حتى يحقق هذا الهدف؟؟ وهل يعني هذا أن (النجاة من المحاكمة) لا تتم إلا بعبقرية (الاستفادة من الدروس)؟ وهل احتاجت كل الأعداد الهائلة من التونسيين وحتى من المناضلين الإسلاميين الذين لم يحاكموا لهذه (الاستفادة من دروس الماضي) حتى يضمنوا هذه النجاة؟ وما هي هذه الدروس (المنجية من المحاكمة)؟ يبدو أن جحافل المناضلين في تونس – قديما وحديثا ومن كل الاتجاهات- الذين دخلوا سجون السلطة قد دخلوها ليس لأن السلطة قهرية بل لأنهم لم( يستفيدوا من الدروس)!!. طبعا لا أحد يرغب في السجن ولا أحد يسعى إليه ولا أحد يدخله باختياره ولا أحد في الغالب يخيرك بين السجن والحرية، فالسجن بالنسبة للمناضل هو دائما نتيجة القهر. لكن إذا صادف وأن خُيّر المناضل الحقيقي بين السجن وبين التمسك بمبادئه فإنه سيقول مثل ما قال النبي يوسف عليه السلام:(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)(يوسف: 33). ثم يختم الأخ كلامه بقوله(أطالب الأخ وليد أن يسحب ما ورد في الحوار من مغالطات، فذلك خير له). وهنا لن أتوقف عند كلمته الأخيرة(فذلك خير له) إذ يشتمّ منها رائحة ليست جيدة، فلو ترجمناها لعاميتنا التونسية لصارت:(اجبد كلمتك ولّا خيرلك)، لكني لا أتوقع أن الأخ يقصد ذلك رغم أنها توحي بذلك، لكني لم أعثر لها على تأويل آخر إلى الآن، وسأواصل البحث حتى أعثر على هذا التأويل إعذارا للأخ الكريم أو سأتناساها. قلت لن أتوقف على هذا ولكني أسأل: هل تنسجم سلسلة الشتائم ضد الأخ وليد والتي حشد بها كامل مقاله مع قوله في الأخير (الأخ) وليد ؟ ثم إن صاحب المقال بعد أن وصف نائب رئيس الحركة بـ(توظيف رخيص+ الوشاية الرخيصة+ السلوك المتخلف+الاستبداد و الإستقواء +تشويه من خالفه الرأي+المهمة المشبوهة+القيادة الفاشلة) هل يتوقع أنه بمثل هذا الخطاب من(العيار الثقيل) سينجح في إقناع من نعته بهذه النعوت ليسحب كلامه بدعوة إساءة بيّنت-أعلاه- أنها متوهمة؟. لكن الصحيح أن الإساءات والبذاءات الحقيقية هي التي صدرت من صاحب التوضيح في توضيحه، فمن الأحق بسحب كلامه؟؟. (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت بتاريخ 24 أوت 2007) الرابط: http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?p=52835#post52835

حتى لا تصبح وثيقة السفر عنوانا لتعطل قاطرة الاصلاح في تونس

 
مرسل الكسيبي(*) كنت قد عبرت في مناسبات سابقة عن قلقي العميق من محاولة البعض اخضاع حقوقنا الدستورية والوطنية والسياسية الى نظام من العلاقات العامة أو الامتيازات الشخصية التي يتم بموجبها فتح افاق تسويات خاصة ومحدودة من شأنها أن تذهب بريح تضحيات أجيال كاملة من النخب والمناضلين والمناضلات في تونس . رفضت هذا الأمر من منطلق عدم القبول بتحويل الوطن الى نظام امتيازات ومحسوبيات يتمتع بها البعض ويحرم منها البعض الاخر نتيجة ارائه أو مواقفه أو تطلعاته الى رؤية تونس تنعم بتجربة فريدة وتقدمية في منطقة عربية تعاني كثيرا من تعطل عجلة الاصلاح السياسي   . اليوم تجدني مضطرا الى العودة الى ملف خطير لايمكن السكوت عنه من منطلق مساسه بحقوقنا الانسانية والوطنية والدستورية , حيث أن الاجماع على الحق في السفر يعد أمرا مفروغا منه في كل الأنظمة الحداثية , بل ان جواز السفر يولد في كل بلاد الغرب والأتظمة الديمقراطية مع المولود بمجرد تسجيله ادرايا لدى مصالح الحالة المدنية … ولعله من غريب القول وطريفه أن أحدثكم عن تجربة شخصية , تمتع فيها ابناي بالجنسية الألمانية ومايستصحبها من حق أوتوماتيكي في حمل وثيقة سفر ألمانية مباشرة بعد تسجيل ولادتهما لدى المصالح البلدية بألمانيا , في حين أنهما لايتمتعان والى هذا اليوم بحقهما في الانتماء الى تونس وحمل جواز سفرها نتيجة محاكمة أبيهما على خلفية سياسية بداية سنوات التسعينات … أتذكر بالمناسبة -قبل عشرين سنة -يوم تقدمي بطلب في استخراج بطاقة هوية تونسية تلك المعاملة الغليضة التي تلقيتها من المسؤول عن استخراج هذه البطاقات وهو ماجعلني منذ ذاك اليوم أشعر بالخيفة والمهابة عند تذكري لمعاملات بعض العاملين بالجهاز الأمني , وهو ماتكرر في مناسبة لاحقة حين ذهبت بعد سنتين أو ثلاثة الى نفس المكان من أجل المطالبة بحقي في استخراج وثيقة سفر تونسية  … كان الأمر روتينيا حينها لدى جهاز بيروقراطي لم يستوعب التعليمات الرئاسية والادارية في موضوع دستوري واداري بحت , حيث كان لزاما على موظفي الدولة العاملين بالشرطة الاستجابة السريعة لطلبات المواطنين التونسيين بهذا الصدد , غير أن الأسئلة التي انهالت علي من الموظف والاستمارة التي شرع في ملئ فراغاتها أشعرتني بأنني أمام وضع استثنائي وبيروقراطي مليء بالهواجس السياسية , وهو ماأنبأني فعليا بأن وثيقة السفر التونسية أصبحت لونا من ألوان المكافأة أو العقاب السياسي . كان ذلك بعد مرور ثلاث سنوات على تغيير السابع من نوفمبر , وهو ماجعلني أتساءل عن معاني عدم شمول هذا التغيير للسلك الاداري وبعض مواقع الخدمة الوظيفية للمواطن , الا أنني ازددت حيرة في بعض المواقع مع استشهادي ببعض فقرات أول خطاب دولة توجه به الرئيس بن علي لمواطنيه يوم السابع من نوفمبر سنة 1987 , اذ قابلني بعض الموظفين العموميين بمزيد من الامعان في التعطيل والتشفي الاداري …! الواضح أن بعض التونسيين النافذين في أجهزة الدولة تعودوا على تمرير أمزجتهم وأهوائهم فوق سلطة القانون والدستور وفوق أي تعليمات مصدرها أعلى الهرم السياسي , وهو ماجعل الأمور تتطور في تونس الى تعدد مراكز القرار بدل توحيدها تحت سلطة رئاسية تحظى بالاحترام والهيبة وتخضع لسلطة أدبية ومعنوية مصدرها التفويض الشعبي والدستوري . وبالعودة الى دلالات ماذكرت فان مايردني من أنباء عن تكرر مثل هذه الممارسات ولاسيما مع مواطنينا التونسيين المقيمين بالخارج , وخاصة من كان منهم من ذوي القناعات السياسية المخالفة أو من اضطرته الظروف الى مغادرة التراب الوطني في ظروف سياسية صعبة عرفتها البلاد قبل عقد ونصف أو مع المئات من المتمسكات بارتداء الزي الاسلامي أو الزي التقليدي المحتشم …, ان مثل هذه الأنباء تتطلب مجددا التذكير وبكل لطف وقانونية مصدرها علوية الدستور وصرامة التعليمات الرئاسية حول الموضوع , تتطلب التذكير بضرورة التعجيل بحل هذه الملفات العالقة اداريا لدى قنصليات تونس وسفاراتها بالخارج وكذلك لدى بعض الجهات الادارية بوزارة الداخلية , حيث تحاول بعض الأطراف المتأدلجة أو المفتقرة للثقافة القانونية والحقوقية والمدنية تعطيل مصالح التونسيين وتذكية واعلاء أجواء الاحتقان السياسي من خلال اشعار الالاف من التونسيين والتونسيات بأنهم خارج دائرة المواطنة ! ان ماتشهده تونس اليوم من معالجة -ولو متدرجة- لملف المعتقلين السياسيين من خلال الافراج عن اخر دفعاتهم – مع بقاء العشرات الذين ينتظرون قرارا رئاسيا منصفا في الأسابيع القليلة القادمة , لهو كفيل بأن يحمل رسالة للجميع من مسؤولي الدولة وموظفيها بأن ملفات العودة للتراب الوطني أو السفر خارجه ليست من الموضوعات التي تخضع للابتزاز الاداري والسياسي في تونس ولاسيما في هذه المرحلة , وهو مايعني أن الانتماء للوطن كفيل بتمتيع الجميع بحق دستوري وعالمي في السفر بعيدا عن رهن مستقبل التونسيين والتونسيات لجرح ماضي قد عالجه الزمن ومراجعات رئاسية تستحق التثمين في زمن تتزاحم فيه على تونس تحديات اقليمية ودولية صعبة لن نستطيع معالجة تداعياتها بثغرات حقوقية وادارية وأخرى سياسية يصر عليها البعض من باب استثناء واقصاء شرائح وطنية معتبرة من شأنها المساهمة في مشروع اصلاحي كبير سيدخل طوره العملي مع احتفال تونس بمحطات سياسية كبرى من شأنها أن تشد أنظار المنطقة والعالم من حولنا . (*) رئيس تحرير صحيفة “الوسط التونسية” (المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 24 أوت 2007)


 

كيف تتحول الحوافز الى حواجز؟

       على اثر صدور الامرين المؤرخين في 5 جويلية 2007 تحت عدد 1711 و 1712 المتعلقين بالترفيع في منحة اعضاء لجان الانتداب والترقية واللجان الوطنية من ناحية واحداث منحة لتأطير بحوث الماجستير والدكتوراه من ناحية اخرى، تلفت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي انتباه الرأي العام الجامعي، بأن هذين الامرين صدرا دون اي تشاور معها وانها تعتبر ذلك تنكرا لتعهد الوفد الوزاري في جلسة 11 جوان 2007 بالتشاور حول مقادير هذه الحوافز وآليات تنفيذها واستخفافا بأصول الحوار والتفاوض وتجاهلا لمراسلات الجامعة العامة في الغرض.

     وتعلم الجامعة العامة  الزملاء كافة انه اتضح بعد دراسة أولية لهذين النصين انهما يحتويان على غموض وتضارب بين الفصول واقصاء لبعض الاصناف والاسلاك دون موجب مما حوّل حوافز التأطير هذه الى حواجز وذلك بسبب انزواء سلطة الاشراف على نفسها لاعداد قرارات مصيرية في مكاتب مغلقة واعتدادها برأيها وحده وانتهاجها لأسلوب الاملاءات والتشنج عوض التشاور والاصغاء لأهل الذكر وذوي الكفاءة من الجامعيين والاداريين. وفي انتظار دراسة مستفيضة لهذين الامرين المذكورين أعلاه، فإننا نورد فيما يلي الملاحظات المبدئية التالية: 1 ـ عكس ما طالبت به الجامعة العامة في مذكرتها التوضيحية لسلطة الاشراف بتاريخ 7 ديسمبر 2006 فان الامر عدد 1711 المذكور اعلاه لم يعتمد على التصنيف في ضبط منحة لجان الانتداب والترقية متجاهلا ان مجهود التقييم يختلف من ملف الى اخر على حسب اختلاف الرتب، فلا يتطلب تقييم ملف مترشح الى رتبة مساعد نفس الوقت ولا نفس الجهد والتركيز اللذين يتطلبهما تقييم ملف مترشح الى رتبة استاذ محاضر مثلا. كما ان هذا الامر حدد في الفصل 4 أجرة ساعة التقييم بـ 5 دنانير وهو اجر زهيد ودون أجرة ساعة العمل العادية او الاضافية بكثير. فهل يقل مجهود التقييم قيمة عن مجهود التدريس او مراقبة الامتحانات مثلا. وتجدر الاشارة الى نقيصة كبيرة تضمنها هذا الامر وهي تتعلق باستثناء اعضاء لجان انتداب المدرسين التكنولوجيين من الانتفاع بهذه المنح اذ ان الفصل الاول يخص فقط «نظام التأجير المنطبق على اعضاء اللجان… المكلفين بدراسة ملفات المترشحين الى احدى رتب سلك المدرسين الباحثين التابعين للجامعات دون غيرهم من المدرسين الجامعتين على غرار المدرسين التكنولوجيين. فهل نعتبر هذه النقيصة سهوا او سياسة متعمدة؟ 2 ـ أتى الامر عدد 1712 المحدث لمنحة تأطير بحوث الدكتوراه والماجستير (منحة التحفيز على تنمية الكفاءات !) حافلا بالتناقضات والتحديدات التي تكاد تكون انتهت الي افراغ هذا الاجراء الرئاسي من ايجابيته المبدئية. ونذكر من ضمن هذه التناقضات: ـ ان الفصل الثاني من الامر المذكور اذ يشترط للانتفاع بهذه المنحة «ان تقع مناقشة اطروحة دكتوراه واحدة على الاقل بعنوان سنتين متتاليتين» يفرغ الامر المذكور من وقعه الاعلاني الفوري «effet d’annonce immédiat» ومن تأثيره النفسي في الاقبال على التأطير حيث اجل عمليا وفعليا الانتفاع بالمنحة الى مرور سنتين من صدور الامر، كما ان تحديد هذا الفصل لقيمة منحة تأطير اطروحة واحدة خلال سنتين دون قيمة المنحة المسندة الى اطروحتين يعتبر مدخلا لا موجب له لبعض التجاوزات او الانحرافات بالنص التي قد تتسبب في تأجيل مناقشة الاطروحة الواحدة الى حين تجهز مناقشة الاطروحة الثانية من اجل الانتفاع بمنحة اكثر قيمة، وهذه انحرافات معزولة ولكنها محتملة ويقود اليها المنطق التجاري الذي انبنى عليه هذا النص. ـ ان قيمة المنحة في كلتا الحالتين تظل دون قيمة اجرة ساعة اضافية واحدة يقوم بها الاستاذ خلال سنة جامعية والحال ان مهمة التأطير تتطلب متابعة ومراجعة وتقييما بطريقة متكررة على امتداد زمن طويل وتستوجب مسؤولية شخصية والتزاما. ـ وحتى لا يقع تضخيم عدد الذين سينتفعون بهذه المنحة، فإننا نشير الى انه بالنظر الى عدد الاساتذة والاساتذة المحاضرين من ناحية والى معدل عدد الاطروحات والمذكرات التي تناقش سنويا من ناحية اخرى، فان معدل المناقشة لا يتجاوز 3،0 اطروحة دكتوراه و 6،0 مذكرة ماجستير لكل استاذ سنويا، وبالتالي فان وضع تحديدات مثل تسقيف الانتفاع بالمنحة في حدود ثلاث اطروحات وضبط حد ادنى بمذكرتي ماجستير لا تنم عن نية تحفيز حقيقية ولا معنى ولا موجب لها الا داخل المنطق التجاري. ويحتوي الفصل الثاني من الامر عدد 1712 على تناقض صارخ مع ما جاء في فصله الاول من امكانية انتفاع الاساتذة المساعدين بمنحة تأطير مذكرات الماجستير، اذ تشير الفقرة 3 من النقطة ب للفصل الثاني الى فقدان حق الانتفاع بالمنحة «اذا لم تقع مناقشة اطروحة واحدة على الاقل للسنة الثالثة على التوالي»، ويعلم الجميع ان الاساتذة المساعدين لا يخول لهم تأطير اطروحات الدكتوراه وبالتالي قد يتاح لهم الانتفاع بمنحة تأطير مذكرة الماجستير في مدة اولى ثم يسقط هذا الحق في صورة عدم ارتقائهم الى رتبة استاذ محاضر التي تؤهلهم لتأطير أطروحات الدكتوراه وهي ليست مهمة هينة. ـ ينص الفصل الثالث على انه «يجري العمل بأحكام هذا الامر ابتداء من السنة الجارية»، دون تحديد هل ان المقصود هو السنة الادارية او السنة الجامعية، وذلك يقود الى التساؤل حول ما اذا سيقع  احتساب «مجهود التأطير لكامل السنة الجامعية 2006 ـ 2007 ام الاكتفاء بما وقع تأطيره ابتداء من غرة جانفي 2007، وهذا ايضا غموض في النص سببه الارتجال وعدم الانصات والتشاور. ـ يتساءل عديد الجامعيين عن مشروعية تحميل الاستاذ المؤطر لتبعات تعطل الطالب الباحث في انجاز اطروحته وعن مصير مجهود التأطير الذي يبذله الاستاذ ويظل دون مقابل طالما لم تقع المناقشة ويتساءلون ايضا عن الاشكاليات التي قد تنجم عن التهرب من تأطير الماجستير المهنية او التطبيقية لانها لا تفضي الى اطروحة دكتوراه رغم انه يخطط الى ان تمثل ثلثي شهادات الماجستير المقترحة في نظام إمد، وعن مشروعية اقصاء مقرري الاطروحات واعضاء لجان المناقشة من الانتفاع بهذه الحوافز، كما هو معمول به في بعض الجامعات الاجنبية.       وهكذا تظل  هذه الاجراءات دون المأمول بل أفرغت من محتواها في ظل انعدام التشاور والانغلاق على النفس والاعتداد بها، وتتحول الحوافز الى حواجز ويقع افراغ هذا الامر الرئاسي الذي طالب به الجامعيون منذ سنين من وقعه التحفيزي الذي كان يمكن ان يكون فاعلا ومؤثرا لو وقع الاستماع الى عديد الاقتراحات التي أعدتها الجامعة واشتغلت عليها عدة اسابيع وكانت جاهزة لعرضها على الطرف الوزاري ومن اهمها ايجاد علاقة تعاقدية لتأطير البحوث بين الاستاذ المؤطر والطالب الباحث والادارة، الا ان الطرف الوزاري ظل مصرا على الانفراد بالرأي وعلى اسلوب الاملاءات ورفض التشاور والتفاوض وعلى عدم امضاء محضر جلسة او اتفاق في الغرض، منكرا حقيقة التمثيل النقابي في الجامعة التونسية ومتذرعا بحجج اصبحت الان واهية.      ويهم الجامعة العامة، ان تذكر الوزارة انها اذ تطالب بتدارك النواقص الواردة في هذين الامرين وذلك بالتشاور في آليات تنفيذهما، فانها تتمسك بحقها في التفاوض حول المطالب المادية والمعنوية التي تهم كل أسلاك الجامعيين بمختلف رتبهم ومن اوكدها منحة التكاليف البيداغوجية ومنحة الانتاج فضلا عن حقها في التشاور حول مراجعة القانون التوجيهي للتعليم العالي والقوانين الاساسية لمختلف الاسلاك.

 

الكاتب العام للجامعة العامة سامي العوادي 

 

 

( المصدر : جريدة الشعب . السبت 18 أوت 2007 )


في مكتبة الشعب قراءة في كتاب 

” اليوسفيون وتحرر المغرب العربي”(3 من3)

تاليف الدكتور عميرة علية الصغير تقديم سالم الحداد

 
في مستهل الحلقة الثالثة أرى لزاما علي أن أقدم ملاحظتين :
أ ـ لقد سبق لي أن أشرت أن الكتاب سقط منه 23 صفحة، وقد تبين أن هذا النقص لم يشمل إلا عددا محدودا من النسخ ومنها النسخة التي أهداني إياها مشكورا الأخ الصديق علي، أما بقية النسخ فقد وردت مكتملة وشاملة لمحتوى الكتاب : مواضيع وفهارس ب ـ  أني لم أشر إلى الإضافات الهامة التي قدمها الأخ علية ولا إلى الدور الذي يضطلع به حاليا،فمن المعروف أن الأخ عميرة  كتب  ـ بالإضافة  إلى مؤلفه ” اليوسفيون وتحرر المغرب العربي “العديد من الدراسات والأبحاث التاريخية العلمية منها : المقاومة المسلحة في تونس (1881 ـ 1939 )بمعية الاستاذ عدنان منصر  المقاومة المسلحة في تونس (11939 ـ 1956 )بمعية الاستاذ عدنان منصر المقاومة الشعبية في تونس في الخمسينات اليمين الفرنسي في تونس 1934 ـ 1946 ( بالفرنسية ) كما أن الأستاذ علية أستاذ محاضر بالمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية ويتولى حاليا رئيس وحدة البحوث التاريخية بالمعهد ورئيس تحرير مجلة روافد المعروفة ببحوثها الموضوعية والجدية . ومتابعة للحلقتين السابقتين أواصل استعراض الأطراف التي انخرطت في الصراع وخلفية اصطفافها وراء المتنافسين وأبعاده، وكنا قد انتهينا إلى أن دعم الاتحاد العام لبورقيبة، لم يكن تأييدا لخياره الاجتماعي والاقتصادي ولا  نتيجة لقرار نقابي لا على مستوى المؤتمر ولا على مستوى المجلس الوطني ولا على مستوى الهيئة الإدارية بل هو أقرب إلى المناورات السياسية والعلاقات الشخصية والمبادرات الفردية التي لا علاقة لها بخيارات المنظمة. وقد تخلص بورقيبة في نفس السنة من المشروعين القومي والاشتراكي، ففي شهر جانفي من سنة 1956طرد صالح ابن يوسف من الوطن حيث اضطر إلى الفرار بعد أن دخلت فرنسا حلبة الصراع، وفي شهر ديسمبر  طرد أحمد بن صالح من المنظمة الشغيلة عندما كان يقوم بمسعى وحدوي في المغرب الأقصى بين المنظمات العمالية المغربية اتحاد الصناعة والتجارة والصراع اليوسفي البورقيبي إن اتحاد الصناعة والتجارة الذي فرضه صالح بن يوسف فرضا على صغار الصناعيين والحرفيين مقحما كبار التجار وخاصة من الأقلية اليهودية فإنه من المنطقي جدا أن يقف إلى جانب الذي يوفر الاستقرار لشريحة التجار والصناعيين، فهؤلاء لا يحبذون المغامرة فهم دائما إلى جانب الإدارة وقد كانت نضالاتهم  منحصرة في غلق المحال التجارية الصغيرة في تونس العربية. ومع ذلك لم يكن موقفهم منطلقا من هياكلهم، وقد تمكن بورقيبة من استدراج رئيسه الفرجاني بن عمار اتحاد الفلاحين والصراع اليوسفي البورقيبي ما قلناه عن الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة لا ينسحب على اتحاد الفلاحين، فقيادة هده المنظمة عقدت مجلسا وطنيا في نوفمبر1955 طالبت فيه بمراجعة الاتفاقية وخاصة الجانب الاقتصادي وبالتحديد الجانب الفلاحي وهذه أسباب موضوعية لرفض الاتفاقية ، فالمقاومة التونسية نهضت على صغار الفلاحين الذين انتزع المستوطنون أراضيهم، ومع ذلك فإن هذه الاتفاقية أهملت تحرير أخصب الأراضي التونسية فالنتائج لم تكن في مستوى التضحيات.وبالإضافة إلى ذلك فإن قيادة المنظمة ضمت عناصر متباينة بعضهم ينتمي إلى كبار الفلاحين كالحبيب المولهي والبعض الآخر أقرب إلى المثقفين  العام  كإبراهيم عبد الله الأمين العام الذي سجل مواقف المنظمة في مجلتها ” الخضراء ” وما تعرضت له القيادة من ملاحقة ومطاردة في ظروف صعبة حيث كانت مليشيا الحزب تلاحقها وتهددها بالقتل وتهاجم مقر الاتحاد وتضرم فيه النار
منظمة صوت الطالب الزيتوني
 إن جاهزية التصنيفات والتعميمات تكاد يكون عامة حول المؤسسة الزيونية عند أغلب المهتمين بهذه المرحلة باستثناء الأخ محمد ضيف الله، الذين اعتبروا المؤسسة الزيتونية مؤسسة ماضوية تقليدية تعادي الحداثة. وتواصلا مع هذا الاستنتاج ، فإن مشروع صالح بن يوسف الذي يدعمه أبناء جامع الزيتونة هو مشروع تقليدي محافظ ، وهو استنتاج غاية في التبسيط ولا يدل على إحاطة كافية ببنية هذه المؤسسة وبالتيارات الفكرية التي كانت تشقها. لذا أرى لزاما ألقي بعض الأضواء على دور هذه المؤسسة ـ لقد لعبت هذه المؤسسة طوال النصف الأول من القرن العشرين دور الدرع الواقي  لصيانة الهوية العربية الإسلامية في تونس وإلى حد بعيد في الجزائر ضد كل مشاريع الغزو الثقافي بداية من الظهير البربري  وصولا إلى الحملة الصهيونية مرورا بالتجنيس والمؤتمر الأفخارستي وتكاد تكون الوحيدة التي اضطلعت بهذا الدور، فلم تشاركها لا المدارس التي أنشأها البايات ولا التي أسستها فرنسا،فالمصادر والمراجع التاريخية لم تتحدث عن أية مظاهرة خرجت منها، والمقابر لم تستقبل  أي شهيد منها سقط دفاعا عن الوطن. ـ إن هذه المؤسسة ـ رغم إمكانياتها العلمية المتواضعة ـ  لعبت دور الحاضنة لأبناء الطبقات الشعبية الذين سمت طموحاتهم وعزت إمكانياتهم وكانوا يعيشون مجموعة من الإكراهات الاجتماعية والتربوية والسياسية لكن أخطرها كان الخوف من المستقبل، وكان هذا أكبر حافز لمواجهة العديد من التحديات وقد أفرزت في أحلك الظروف شابين كانا رمزا للتمرد هما الشابي والطاهر الحداد في أوسع مجالاته الفكرية والاجتماعية .  ومع أواخر العقد الرابع  وبداية  العقد الخامس من القرن العشرين تمكنوا من تحقيق أكبر إنجاز يمكن أن تحققه حركة طلابية  في تلك الظروف وهو الهيكلة والتعبئة، وكان ذلك بطريقة ديمقراطية  فاستحدثوا “برلمانا طلابيا” وشكلوا منظمة طلابية ” منظمة صوت الطالب الزيتوني” وأصدروا جريدة ناطقة باسمهم “صوت الطالب” حملت أروع صورة نضالية للالتزام الوطنى والفكر التحرري، وخاضوا أكبر وأنجع إضراب عرفته البلاد ضد حكومة الكعاك  وأسقطتها، دعمته كل الفعاليات الوطنية وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة حشاد الذي زارهم في المسجد مرتين، وقد دعموا الحركة النقابية ونقدوا حشاد لانسياقه وراء الحزب وخاصة عند إضراب النفيضة، وساهموا مساهمة فعالة في حملة التطوع لفلسطين وصاروا يطمحون إلى تصدير تجربتهم خارج إطار جامع الزيتونة، فكان ذلك مصدر تخوف الحزب الدستوري برأسيْه، فحاول أن يستفيد منهم لإسقاط حكومة الكعاك ولما تواصل إضرابهم مع حكومة شنيق الثانية تصدى لهم وشق صفوفهم وأنشأ مجموعة موالية سميت “الكتلة” وطاردتهم عصاباته وتعرض بعضهم إلى الاغتيال.وخاضوا مسيرة طلابية سقط فيها أربعة شهداء. ومع تصاعد النضال الطلابي لهذه المؤسسة تقلص إلى حد بعيد الدور السياسي لأساتذتهم ولم يبق على الساحة إلا فئة محدودة مثل الصادق بسيس والشاذلي بالقاضي والفاضل بن عاشور، وقد لعب هؤلاء أدوارا إيجابية في تمتين الوحدة الوطنية من خلال جمع الطيف السياسي الوطني في مؤتمر ليلة القدر، وفي تعبئة الشعب التونسي لفائدة القضية الفلسطينية وتميز الفاضل بن عاشور بعمل ريادي وهو التنظير للعمل النقابي من منظور التكافل الاجتماعي في الإسلام في الوقت الذي كان ينظر فيه للحركة النقابية في المغرب الاقصى خاصة على أنها محرمة لأنها تحمل خلفية شيوعية، وهو من أهم عوامل نجاح الاتحاد العام التونسي للشغل أمام خصم عريق محنك ويتمتع برصيد عقائدي  تدعمه قوى محلية وعالمية هو الاتحاد الإقليمي  الجامعة العامة للشغل UD -CGT فهذه المنظمة” صوت الطالب الزيتوني ”  دافعت عن الهوية العربية الإسلامية في وجه الاغتراب والمسخ وتفاعلت فعلا مع المشروع القومي ، ولا نجد  في كتاباتها ونضالاتها ومواقفها أي أثر لمعاداة الحداثة بل العكس هو الصحيح فقد كان المطلب الملح هو تعصير الدراسة في جامع الزيتونة على غرار بقية المدارس حتى يتمكن الطلبة من مواصلة دراستهم شرقا وغربا وحتي يكونوا مؤهلين لسوق الشغل، فالحداثة ليس خيارا يمكن أن يؤخذ أو أن يترك بل هو ضرورة ملحة لعملية التنمية الشاملة لكل الشعوب والأمم حتى تعيش عصرها وتثبت وجودها. فنضالات هذه المؤسسة يختزلها البعض في صورة نمطية جاهزة هي : جامع الزيتونة مؤسسة تقليدية ماضوية ساندت صالح بن يوسف، فمشروعه حينئذ مشروع تقليدي محافظا معاد للحداثة، إنه المنطق الصوري الذي يستند إلى المقدمة الكبرى  والمقدمة الصغرى ، فينتهي بالإنسان الحر العاقل الفاعل إلى أبشع صورة حيوانية. وقد أسعفني الحظ ـ كما أسعفك أيضا ـ أن تعرفت على بقية باقية من مناضلي” الثورة الثانية” كما سميتها  على منبر مؤسسة التميمي مثل الأستاذ أحمد صوة و الصادق الشايب و العميد القروي وتميم الحمادي وغرس  والهاني وأخينا المناضل علي بن سالم  رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت المحكوم عليه بالإعدام وعلى غيرهم، فلم أجد أي أثر لما حاول النظام ترويجه ضدهم بل إنهم على العكس من ذلك كانوا مثالا للطهارة النضالية ومازالوا على قناعتهم السياسية المبدئية رغم ما تحملوه من عذابات السنين
الحزب الشيوعي والصراع اليوسفي البورقيبي
إن الحزب الشيوعي في تونس ـ  كما ذكرت ـ  تحول من موقف المعترض على الاتفاقيات إلى موقف المؤيد لها والمدعم لبورقيبة، لكن ليس فقط لأنه لا يريد أن ينحاز للمشروع القومي الذي يتزعمه صالح ابن يوسف الذي يلقى الدعم من القاهرة بل إن السبب الرئيسي يعود إلى غياب  مشروع شيوعي مستقل ـ حول مستقبل المنطقة ـ لدى كل الأحزاب الشيوعية العربية التي كانت أسيرة تنظيرات الحزب الشيوعي الفرنسي أو المركزية السوفيتية، والأمين العام الوحيد الذي تحرر من هذا الأسر هو علي جراد حيث حاول أن ينخرط بقوة في الحركة الوطنية لكنه ذهب ضحية خياره، ولم يعد له اعتباره إلا مع الاستقلال، واستمر ذلك طوال الأربعينات والخمسينات.وهذا ما جعل هذه الأحزاب لا تصنع الأحداث وإنما تتعاطى مع المستجدات التي تطرأ دون وجود مرجعية سياسية تعود إليها،هذا رغم التضحيات  التي قدمها العديد من المناضلين الشيوعيين كمحمد النافع ومحمد حرمل. فقد اعترض الحزب الشيوعي على الاتفاقيات لأنها فعلا دون طموحات الشعب وتضحياته، ومع تطور الأحداث تراجع، ويعود هذا التراجع لثلاثة أسباب: ـ إنه لا يريد أن يكون محسوبا على حركة ابن يوسف وما تحمله من خلفية قومية معادية لفرنسا ـ إنه تأكد أن كفة بورقيبة ـ بعد دعم فرنسا له ـ هي الراجحة، وبالتالي لا يريد أن يكون في الطرف الخاسر فيحاسبه بورقيبة حسابا عسيرا كما حاسبه سنة 1963 على جريمة لم يرتكبها ـ العامل الأهم أنه كان يفتقر إلى رؤية واضحة حول تونس والمنطقة على مستوى المغرب العربي أو الوطن العربي  ولم تتخلص الحركة الشيوعية من هذا الأسر المرجعي إلا في النصف الثاني من الستينات وبداية السبعينات حيث أقدمت عدة فصائل على مراجعة فكرية جذرية انطلاقا من أربعة معطيات ـ الهزيمة العربية سنة 1967 ـ حركة ماي1968 الطلابية التي انطلقت من  فرنسا وبلغ مداها أغلب  دول العالم ـ  الثورة الثقافية  الصينية وخصوصيتها الوطنية ـ خصوصية البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع العربي ــ تونس نموذجا وبقطع النظر عن مآل التجربة فإنها قطعت مع التبعية والاتكالية اللتين تميزت بهما الأحزاب الشيوعية التقليدية وأوقعتها في الإرباك  والمواقف المتناقضة
معطيات تاريخية للمراجعة:
أ ـ الصراع البورقيبي اليوسفي والجهويات من الرهانات التي ذكرها الكاتب حول الصراع اليوسفي البورقيبي “صراع جهوي وعصبيات عائلية وعروشية وانتمائية، ويشرح ذلك : أهل الجنوب عامة والدواخل الغربية للبلاد والتجار أصيلي جربة …مع ابن يوسف مقابل أهل الساحل وغيرهم مع بورقيبة حتى وإن كانت الانفلاتات ليست قطعية لا جغرافيا ولا عصبيا ” إن تصنيف الأنصار جهويا  يتطلب المراجعة للمزيد من الدقة، لقد جعل الساحل يكاد يكون خالصا لبورقيبة والجنوب لابن يوسف وهذا مجافاة للحقيقة، فالمجتمع التونسي ـ إذا استثنينا ما كان متواجدا في العاصمة ومن منظور أرستقراطي( بلدية وآفاقيين) ـ كان في جملته سليما ولم تنخره الجهويات إلا بعد استتباب الحكم لبورقيبة الذي وظف الجيش الفرنسي ولجان الرعاية لمطاردة كل المخالفين له ، فليس هناك مدينة أو قرية في الساحل لم يشقها تياران:أحدهما موال لبورقيبة والآخر لابن يوسف، بما في ذلك المنستير مسقط رأس بورقيبة وقصر هلال مسقط رأس الحزب، ويمكن أن نلاحظ ذلك حتي على مستوى العناصر القيادية لليوسفية، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، فإن العضد الأيمن لابن يوسف هو حسين التريكي وهو من أبناء المنستير، كذلك فإن أول قتيل سقط  في صفوف اليوسفيين هوعلي بن سليمان سائق ابن يوسف وهو من أبناء قصر هلال كذلك الصادق الشايب مدير ديوانه وأحمد صوة وغيرهم، وقبل هؤلاء جميعا والتحديد في أواخر الأربعينات فإن العنصر الفاعل في قصر هلال وفي الساحل عموما كان الطاهر بطيخ، وهو من أقرب المسؤولين الحزبيين إلى صالح بن يوسف وقد أوصى به بورقيبة المنجي سليم خيرا بعد تصفية فلاقة زرمدين  وعندما عاد لتونس أبعده، وظهرت شخصية جديدة في قصر هلال هو محمد القنوني، وفي أوج الخلاف اليوسفي البورقيبي غاب الطاهر بطيخ  غيبته النهائية وبذلك اختفى آخر شاهد على الجريمة السياسية التي ارتكبت في حق مجموعة زرمدين وهو الشاهد الذي ” شاف كل شيء”، كما كان عبد اللطيف زهير  قائد المسلحين في الساحل. وبصفة موضوعية  ـ وبقطع النظر عن المهاترات ـ  فإن أهل الساحل عموما وأهل الساحل التونسي خصوصا لا يمكن أن يكونوا جهويين لأنه محكوم عليهم جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا أن يعيشوا مع الآخر وبالآخر .  ب ـ فلاقة زرمدين في سياق المقارنة بين الأزهر الشرايطي والعديد من العصابات ذكرت فلاقة زرمدين حيث قلت :” إنه كان على قاعدة ماض نضالي نظيف خلاف للكثيرين من قادة حركة الفلاقة أو مقاوميها الذين شاركوا فيها بعد ماض من السرقة والنهب والبشارة شأن فلاقة زرمدين  ( محمد يونب وصالح الوحيشي وأخوه فرج الوحيشي وحسن بن علي شهر بوصويفة من 1944 إلى 1948) وبلقاسم القرف وهلال الفراشيشي وحسن بن عبد العزيز ومحمد النيفر والشيخ حسن العيادي والعجيمي بن مبروك. إن حكمك على مجموعة زرمدين لا يخلو من تعميم  ولا أخال الأخ عبد الرزاق العثمني( المرجع الذي ذكرته) ذهب هذا المذهب، وما قلته هو خطاب التاريخ الرسمي الذي حاول أن يبرر الجريمة السياسية التي ارتكبها ممثل الحزب الدستوري بموافقة مباشرة أو غير مباشرة من القيادة برأسيها في حق هذه المجموعة في 11أفريل 1948 لما كانوا في طريقهم إلى فلسطين، حيث وقعت تصفيتهم في نطاق سياسية التهدئة مع المقيم العام الفرنسي مونس.هذا الحكم حتى وإن صح بالنسبة للبعض فهو لا يصح بالنسبة  للنواة المؤسسة والفاعلة والتي تتكون من جنديين أخوين فلاحين التحقا بقريتهما لما انهزم الجيش الفرنسي أمام الزحف الألماني، لكنهما رفضا الالتحاق به من جديد عندما عاد من الجزائر تحت راية الحلفاء، ولا علاقة لهذين الأخوين صالح وفرج ـ  بالسرقة والنهب، بل إن صالح كان مثالا لقيم الشهامة والبطولة التي مازلت تحتفظ بها ذاكرة القرية، بالإضافة إلى ما توفر لهذه القرية من شبه استقلالية غيبت عنهم جباة الضرائب لمدة 4 سنوات. هذه المجموعة وثقت بممثل حزب الدستور في منطقة الساحل الذي تورط في السوق السوداء واكتشف البوليس علاقاته بالفلاقة وبالسوق السوداء معا، فاتصل بقيادته السياسية الموجودة في تونس ومن ينوب عمَنْ كان خارجها، فوافقوا جميعا وكل له حاجة،ثم تقدم للفلاقة من جديد وأقنعهم بالالتحاق بفلسطين ريثما تنضج ظروف المقاومة في تونس وأركبهم صحبة حسن بن عبد العزيز سيارة سوداء أسدلت عليها الستائر باعتبارها تحمل حريما فكانت في ظاهرها خطة لمخاتلة الأمن وفي باطنها خطة مخاتلة من الأمن. وفي منطقة قطار من ولاية قفصة وقعت تصفيتهم بعد أن عاد  رفيقهم حسن بن عبد العزيز الذي أقسم أنه كان مغفلا ولا يدري شيئا عن الخطة. وحتى إذا وقعت بعض الأخطاء أو حتى الجرائم فلا يمكن أن تقاس بما أحدثه هؤلاء من فزع   للسلطة الفرنسية بكل أجهزتها العسكرية والأمنية طيلة أربع سنوات رددت صداها وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، وكانت سابقة دالة على قدرة المقاتل على الاستمرار في المقاومة إذا وجد حاضنة شعبية، ولم تكن لهم من مرجعية غير قيمهم البدوية بسلبياتها وإيجابياتها، وهذا ما أقلق فرنسا وأربكها فوجدت ضالتها في هذه النخب السياسية التي قدمتهم رهانا لسياسة التهدئة. تلك هي بعض الملاحظات أقدمها بكل لطف ومحبة للأخ عميرة حول مؤلفه التاريخي القيّم ” اليوسفيون وتحرير المغرب العربي”، وما كنت لأسترسل في إثارة هذه النقاط التي أعتبرها جوهرية في تاريخنا الوطني الذي تعرض للسطو والتشويه لو لم أجد ما يشدني من إمتاع وإفادة./.
 
صدرت بجريدة الشعب العمالية التونسية الأسبوعية بتاريخ25 أوت2007


في ذكرى تحويل القبلة : أي دلالات في الماضي والحاضر؟

الحلقة الثانية.

 
ثانيا : التنبيه إلى أن العدو الأكبر لأمة الإسلام وقبلتهم هو العدوان الإسرائيلي حتى يوم القيامة. إستهل القرآن الكريم الإخبار عن إستبدال قبلة الصلاة القديمة ( الأقصى ) بقبلة جديدة ( مكة ) بلفت الأنظار إلى ما سيقوله السفهاء من الناس ـ أي من بني إسرائيل بصفة خاصة والكافرين بصفة عامة ـ وهو إستهلال عجيب يحمل دلالات عجيبة منها شحذ أسلحته منذ أول كلمة في هذا الموضوع وتأهيل الموالين له وأتباعه لخوص معركة حامية حول هذا التبديل المفاجئ للقبلة. طبعا لم يكن الأمر مفاجئا للنبي الأكرم عليه الصلاة  والسلام إذ سجل الوحي ذلك بقوله ” قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها “. كان من أدبه عليه الصلاة والسلام أنه لم ينبس ببنت شفة واحدة متوجها إلى ربه سبحانه تفيد عدم رضاه عن القبلة الحاضرة التي يلقى فيها من العنت من جانب الإسرائيليين ما يلقى وما تحمله الأيام الحبلى القادمة ربما يكون أشد ولكنه إكتفى بتقليب وجهه في السماء ومن في السماء سبحانه إله وفي الأرض إله لا تخفى عليه خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وبذلك أرضاه ربه سبحانه في الدنيا بهذه وبغيرها وأدخر له من الرضى الكامل الخالص التام في الآخرة ما قال فيه سبحانه ” ولسوف يعطيك ربك فترضى ” و” إنا أعطيناك الكوثر ” وكان قبل ذلك بستة وثلاثين شهرا قد أنعم عليه سبحانه برحلة الإسراء والمعراج التي قال فيها ” لقد رأى من آيات ربه الكبرى ” ولم يفصح للعقول عن حقيقة تلك الآيات الكبرى التي رآها ثابتا فما زاغ منه بصر وما طغى كما ورد في وصف رحلة المعراج في سورة النجم. كان عليه الصلاة والسلام لا يقدم بين يدي ربه فأمرنا بالتخلق بذلك الخلق فقال ” لا تقدموا بين يدي الله ورسوله”. يفيد ذلك الإستهلال إذن في موضوع تبديل القبلة بأن معركة طاحنة حول هذا الموضوع وحول موضوع الوجود والحدود معا ستندلع عما قريب بل هي الآن مندلعة ولكن بأسلحة خفية مناسبة لحال الحرب الباردة الدائرة رحاها يومها بين المسلمين وبين أهل الكتاب. يهيء المسلمين لحسن الرد على قول السفاهة ذاك بسبب أن الحرب يومها وستظل دوما في جانب منها حرب كلمة إعلامية وقودها فعل ” قال ” الذي تلتقطه الآذان فيصنع بها رأيا عاما يعبئ الناس إلى هذا الإتجاه أو ذاك. كما يفعل الوحي ذلك بسبب أن القضية فيها من الحرج ما فيها عند كل مؤمن لم يعمل بإيمانه ما يجعله يكسب منه خيرا فيستوي بالنتيجة كما ذكر الوحي الحكيم في موضع آخر مع غير المؤمن قبل ذلك مطلقا. لذلك إتجه القرآن الكريم إلى تأهيل جبهة الإيمان الداخلية بسلاح الكلمة ليدافعوا بها عن أنفسهم ومن ينتصر في حرب الكلمة ينتصر في الحروب التي تليها ومن ينهزم في تلك فهو فيما بعدها أشد هزيمة. عول الوحي الكريم منذ أول كلمة في هذا الموضوع على الجبهة الداخلية لحفظها وتثبيتها وصونها وحراستها إذ أن ذلك هو الشرط الأول ـ وأحيانا لظروف معلومة يكون الشرط الوحيد ـ لحفظ الوجود وحفظ الوجود مرتهن بحفظ الحدود ولذلك شرع الجهاد القتالي والرباط لأن الحقائق المعنوية العظمى لا أثر لها ولا معنى إذا ظلت محلقة بأصحابها في ملكوت النفس والأماني حتى تتلبس بالإنسان فتحرره وتكرمه. جاء ذلك الإستهلال لينبه الوحي الكريم إلى العدو الداخلي المتربص بالأمة يومها برغم إمضائه لمعاهدة الدولة الجديدة معترفا بإمامها ودستورها ووحدتها وتنوعها وملتزما بالدفاع عنها مقابل التمتع بحرية الحياة فيها تعبيرا وتدينا وتنظما وعملا وقولا ضمن الأسس الدستورية العليا. لتلك الحرب الإعلامية الطاحنة يومها ملمح آخر ورد في ثنايا سياق الإخبار عن تبديل القبلة وذلك حين أطلق أهل الكتاب إشاعة تقول بأن المسلمين لما حولوا قبلتهم خسروا عملهم وصلاتهم معنا إلى قبلة واحدة على مدى سنوات فكان الرد مطمئنا لهم يؤكد ” وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم “. وذلك منسجم مع قوله قبل ذلك بأن لله المشرق والمغرب ومع كون تحديد قبلة معينة هو عمل رمزي يراد منه الطاعة والتمييز إذ لو أخطأ مجتهد في تحري القبلة بعد إستفراغ الجهد فصلى إلى ضدها بالتمام سنوات طويلة لما نقص ذلك من صلاته وإيمانه شيء ولكنه التلبيس الإسرائيلي المتحصن دوما وراء آكام من الأشاعات والأكاذيب. إذا كان الشر منبته ذلك العدو المتربص وهو جزء من النظام الجديد فإن الخطب جلل يدعو إلى ذلك الإستهلال. ولذلك لم يكتف الهجوم القرآني على السفهاء منهم في هذه الحادثة ثم غض عنهم الطرف ولكن جعل من أغلبه حديثا عنهم ومن السورة التي إحتضنت هذه الواقعة ( تبديل القبلة ) متمحضة بالكلية تقريبا سيما في شطرها الأول للحديث عن الظاهرة الإسرائيلية بل كانت المحاور الخمسة للقرآن الكريم أشدها كثافة كمية : محور القصة وكانت القصة بكليتها تقريبا إلا جزء صغيرا منها متمحضا لتلك الظاهرة وذكر نبيها عليه السلام بأضعاف مضاعفة مما ذكر كل الأنبياء الآخرين مجتمعين وزيادة ( 130 مرة في حين لم يذكر نبي القرآن الكريم سوى بعدد أصابع اليد الواحدة بل أدنى وبأكثر من ذلك بقليل أو كثير عيسى وإبراهيم ونوح عليهم السلام من أولي العزم ). بل جاءت فاتحة الكتاب التي يقرؤها كل مؤمن سبع عشرة مرة في اليوم والليلة قائمة في ثلثها الأخير على التضرع إلى ولي النعمة الأكرم سبحانه بأن يهدي الناس أجمعين ( وردت بصيغة الجمع رغم أن القارئ قد يكون يسر في صلاته أو في مكان لا يراه فيه أحد ولا يسمعه فيه أحد لكأنه وهو فرد وكيل عن البشرية جمعاء ) إلى صراط الذين أنعم عليهم سبحانه وذهب إلى تمييز ذلك الصراط عن صراطين إثنين سماهما بالإسم : صراط المغضوب عليهم ( وهم السفهاء هنا في هذه الواقعة : تبديل القبلة ) وصراط الضالين ولكن لم ينسب إليهما صراطا لأنهم ليس على صراط وإن يكن متخبطا بل هم على سفاهة أي عدم قدرة عقلية على الضبط والإحكام شأنهم شأنه العلبة التي لا تحفظ مائعها أو سائلها أو مادتها التي بداخلها لخلل ذهني في رأسها أي في غطائها المجعول لحفظ المادة التي بداخلها. السؤال الكبير هو : إذا كانت حادثة تحويل القبلة قد إنتهى منها الناس مؤمنهم وكافرهم وإستقر لكل منهم قبلته وكما أخبر عنهم سبحانه ” وما بعضهم بتابع قبلة بعض ” فلم يتم تسجيل ذلك في كتاب معروض على الناس قاطبة على مر الدهور بأحقابها الطويلة؟ ما فائدة ذلك اليوم بعد ذهاب أولئك الإسرائيليين الذين إقترفوا السفاهة حيال تلك الحادثة وذهاب المؤمنين كذلك وإستقرار كل القبلات؟ ألا يبدو ذلك حديثا غير ذي موضوع يفتقر للمعاصرة والمعنى الحاضر ولا يفيد منه إنسان حاضرنا شيئا؟ ذلك هو السؤال الكبير الذي يشكل بحق مفتاح حسن فقه رسالة القرآن الكريم. مصيبان إثنان هما : من طرحه ( أي ذلك السؤال ) فظل باحثا ومن تنبه له فكنه الحقيقة فيه والدرس منه. مخطئ واحد هو : من لم يطرحه على نفسه أبدا فلم يبحث فيه سواء كان من المؤمنين أو من غيرهم. إنما كان كل ذلك لأجل درس واحد كبير عظيم هو : الظاهرة الإسرائيلية كتب الله سبحانه في لوحه المحفوظ الذي لا يتبدل ولا يتغير بأنها تظل تلازم الأمة الإسلامية من مبعثه أو بعد ذلك بقليل عليه الصلاة والسلام حتى يوم القيامة. ورود تلك الظاهرة بذلك الشكل الكبير جدا من الإهتمام والعناية يكون مفهوما حين يقع حسن فقه النقاط التالية : 1 ـ أنها ظاهرة تتمترس دوما وراء الإرث الديني السابق تحرفه يوما وتشغب به آخر لعلمها أن ذلك الإرث هو الذي يحرك الضمير الإنساني الخاوي من الإيمان السليم الصحيح فطرة مفطورة. ولكن الأمر المهم جدا هنا هو أن تلك الظاهرة توظف ذلك الإرث الديني المحرف توظيفا حسنا جدا حين تغفل أمة الإسلام عن إرثها فتزهد فيه تبدأ في ذلك بأشكاله ثم لا تلبث أن تدوس عظائمه وكبائره متناسية أن الشكل هو لسان المضمون واللسان بريد القلب وأن كلاهما يخدم الآخر خاصة في مواجهة الآخر الحريص على تفتيت الوحدة الإسلامية بكل مظاهرها. لقد بدا ذلك واضحا في حرب رمضان عام 1973 ويروي الشيخ الغزالي رحمه الله سبحانه عن بعض الجنود المصريين في جبهة سيناء حين زارهم ليعظهم ويحرضهم على القتال بإيمان وثقة وإخلاص ويقين فألفى بعضهم مترنحا مع أنغام أغاني أم كلثوم ( رحمها الله ) في دجى الليل في ساعة متأخرة في حين تناهت أخبار عن الجبهة الصهيونية مفادها أن التحريض على القتال يتم بعقيدة تلمودية توراتية توري الشوق المستبد إلى إعادة إقامة هيكل سليمان المزعوم عليه السلام. ولك أن ترى بأم عينيك اليوم صورة حاضرة تتراءى لك في صورة الصهيوني أو اليهودي الذي يصر على الظهور في مواطن يحددها هو بدقة وذكاء ودهاء بمظره الديني العتيق دائسا على كل المراسيم السياسية المعروفة في أعراف الضيافة والإستقبال دوليا وهو بذلك يوجه رسالة إلى ” الشعب المختار ” وإلى القوى الداعمة بحنين تلمودي توراتي مفادها أن الحرب دينية بالأساس لعلمه بأن ذلك كفيل بتحريك أحقاد صليبية قديمة أما في الجبهة ” العربية ” برسميها وشعبيها أحيانا فإن كلمة السر المتبعة هي : تخفف من مظهرك العربي الإسلامي بأقصى حد ممكن بل تخلص من لكنتك العربية ولهجتك الإسلامية وبذلك توحي إلى ” شركائك ” من الجبهة المقابلة بأنك حمامة سلام وديعة ترضى بحبة قمح قد تجود بها مقايضة لا سخاء. 2 ـ أنها ظاهرة ستكون مدعومة بقوى قال عنها القرآن الكريم ” وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم “. ومن عادة تلك القوى إذا كانت بعضها ظاهر وبعضها الآخر خفي أن توزع الأدوار بينها بما يجعل المعركة تدول في الأعم الأغلب لصالحها. أي أنها ظاهرة تستخدم سلاح النفاق الناجم وهو سلاح تنشؤه وتطعمه وتسقيه وتحرص عليه وتعتني به ولا تفرط فيه وتبذل في سبيل ترجيح كفته ما لا تبذل في سواه لأنه السلاح الكفيل بخلخلة أركان الصف الإسلامي بأيسر الطرق وأقلها تكلفة وهو ظهير محمي من الدولة نفسها. وهي بذلك وبعده ظاهرة تستخدم أخس الأساليب وأشدها خبثا ودهاء ومكرا لا تتورع عن أي سبيل لتحقيق مآربها تتلون تلون الحرباء لا يحجزها مبدأ ولا قيمة ولا خلق ولقد أطنب الوحي الكريم وهو يبين ذلك ويحذر منه ويفصله تفصيلا في قصص كثير طويل. 3 ـ أنها ظاهرة لا يفتر عدوانها على الأمة ومقدساتها أبدا تتسلم تلك المهمة جيلا بعد جيل تستعيد أحقاد الصليبية القديمة بل ثارات أشد قدما في بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير وخيبر وبني المصطلق وغيرها من الوقائع أي أنها ظاهرة تحتفظ بذاكرة تاريخية ثرة لا تبلى ولا تنسى ولا تفصل بين التاريخ الغابر والحاضر المعاصر. ظاهرة تعمل على تطويع الشق الثاني من الظاهرة الإسرائيلية أي الشق المسيحي لتهويده بل لصهينته كما تم في أجزاء أروبية وأمريكية من الوجود المسيحي فيما عرف في السنوات الأخيرة بظاهرة تهود المسيحية أو تصهين اليهودية وهي ظاهرة تقوم على الإبتزاز الشنيع لأحداث تاريخية غابرة ومعاصرة تبكي عليها أمام الضمير العالمي كما تبكي على حائط المبكى لتجعل من قضيتها قضية دولية مركزية ومحل شفقة عالمية وضخ للأموال دون حساب. هي ظاهرة تعتمد الكلمة أسلوبا لإنجاح حربها ضد الأمة وتختطف حقول الكلمة بأقصى ما يمكن من وسائلها ومظاهرها وتشكل بهم أخطبوطا دوليا ماردا كما تتوخى حسن معرفة المضغ الحية في العالم وفي الدول والحكومات والمجتمعات لتطويقها وإحتلالها وتوظيفها لخدمة أغراضها. هي ظاهرة تتقاطع موضوعيا مع التنصير المختلف معها دينيا ومع الشيوعية وكل إمتداداتها المادية والعلمانية دوليا وهي تختلف معها جذريا عقديا وهي ظاهرة تجيد فن التحالفات ولها رسالة واحدة محددة يلقنها الرضيع قبل فصاله بل وهو في بطن أمه ثقافة ودينا وعلما وسلوكا وهي : إستعادة مجد شعب الله المختار من منطلق ديني يمكن من الإستيلاء على الثروة الإقتصادية والنفطية والمعدنية ومن كسب ود المؤثرين في العالم من خلال تنظيم محافل دولية معروفة وتلك الإستعادة لا تقوم حتى تخضد شوكة الإسلام ذلك العدو الأول. ذلك هو معنى إحتفاء الوحي الكريم ( القرآن الكريم أساسا ) بالظاهرة الإسرائيلية إحتفاء غير مسبوق وليس له ظهير في الوحي كله لأنه جزء من الإيمان ومن العقيدة. كان ذلك الإحتفاء كبيرا جدا ليعي المسلمون في كل زمان ومكان حتى في حال عزهم ونصرهم ومجدهم فضلا عن حال زهدهم في أنفسهم وفي عمارة الدنيا بأن الظاهرة الإسرائيلية قدر إلهي لا بد منه لتيسير قانون الإبتلاء بين الناس أن يعمل ويشتغل وأن تلك الظاهرة قد تتخذ لها أسماء أخرى وعناوين أخرى وتحالفات أخرى ولكن العناوين الكبرى التي حددتها سورة الفاضحة وغيرها في القرآن الكريم هي هي لا تبيد ولا تخلق وليس على العقل المسلم المعاصر في كل زمان جديد سوى مزاولة الإجتهاد لتنزيل تلك العناوين على تلك الظاهرة لمعرفة حسن التصدي لها وأول وسيلة ناجحة في عملية التصدي تلك هي : تعزيز الجبهة الداخلية المتنوعة تحت سقف الوحدة الإسلامية العظمى وعلوية الثوابت القطعية الكبرى. لو كان ذلك غير كذلك لما أمكن للقرآن الكريم أن يكون صالحا لكل زمان وكل مكان وكل إنسان وكل حال. لكان إذا قصصا تتلى وتترى على المسامع تصلح عقارا مخدرا ولكن لا تصلح لتوجيه الأمة التي أريد لها أن تكون خير أمة وأمة الوسطية والشهادة والعلم والقوة والوحدة. لذلك كله لم يكن الإعلان عن حدث تبديل القبلة إلا مستهلا بالإعلان عن خطر الظاهرة الإسرائيلية المحدق بالأمة. لو غفل المسلمون عن ذلك يوم عزهم ومجدهم ربما لألتمس لهم بعضهم الأعذار ولكن حين يغفلون عن ذلك والقرآن الكريم لم يكد يجعل له رسالة سوى تلك الرسالة والأمة إنما تنهار وتتدحرج وتتقهقر بسبب صلف تلك الظاهرة وعدوانها وتأثيرها على الجبهة الداخلية تفتتها … حينئذ يكون الخطب جللا حقا وصدقا وعدلا وهو كذلك لأنه يكون خطبا فكريا ثقافيا عقليا. وإلى حلقة تالية أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه. الهادي بريك ـ ألمانيا.

بسم الله الرحمان الرحيم أيها الحاكمون في البلاد العربية

هذا نداء الشعوب العربية إلى ثيران حظيرة البقر لكي يرحلوا عنا ويتركوننا في وطننا نعيش كما نشاء، ونعمل فيه كما يحلوا لنا.

 
فتحي العابد  أيها الحاكمون في البلاد العربية احملوا أعلامكم وانصرفوا  واسحبوا هوياتكم من وطننا، وانصرفوا وخذوا ما شئتم من زهرة العمر وأرض الرعية وخذوا ما شئتم من خبزنا، كي تعرفوا إنكم لن تعرفوا كيف يبني ظلم من كرهنا سقف الرضاء أيها الحاكمون في البلاد العربية منكم العصا، ومنا عزمنا منكم السجن والسجان _ ومنا صبرنا منكم رصاصة أخرى _ ومنا قبر منكم قنبلة الغاز _ ومنا اللحم وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا فرصتكم من عجزنا وانصرفوا وادخلوا بيت خواء راقص…وانصرفوا وعلينا نحن، أن نحرس أرض الشهداء وعلينا نحن، أن نحيا كما نحن نشاء أيها الحاكمون في البلاد العربية كالحنضل المر مروا فوق ما شئتم ولكن لا تمروا بين الشهقات الغاضبة خلنا في أرضنا ما نشغل ولنا ولد نربيه ونسقيه ندى أنهادنا ولنا ما ليس يرضيكم هنا غضب .. أو ملل فخذوا القاضي، إذا شئتم إلى سوق التحف وأعيدوا الهيكل الديني لليهود، إن شئتم على زّلفة[1] من خزف لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نشغل أيها الحاكمون في البلاد العربية كدسوا أحكامكم في مزبلة مهجورة، وانصرفوا وأعيدوا قيمة الإنسان إلى دائرة العجل المقدس أو إلى فوهة بندقية ومسدس فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا ولنا ما ليس فيكم: غيرة تفتت ودم ينزف وطنا يصلح للنسيان أو للهاوية أيها الحاكمون في البلاد العربية آن أن تنصرفوا وتقتلوا أينما شئتم ولكن لا تقتلوا من بيتنا آن أن تنصرفوا ولتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا فلنا في أرضنا ما نشغل ولنا الله هنا ولنا نبض الحياة الأول ولنا الماضي _ والحاضر _ والمستقبل ولنا الدار هنا.. والآخرة فاخرجوا من قلبنا من برنا.. من بحرنا من جلدنا.. من حلقنا.. من جرحنا من كل شيء ، واخرجوا من حفريات الذاكرة أيها الحاكمون في البلاد العربية    
[1] زّلفَة :مرآة


عبد السلام جراد الأمين العام لاتحاد الشغل يتفاعل مع مقال «الصباح»:

«ليس من حقّ أي كان الحديث عن تعديل القانون الأساسي للاتحاد ولا وجود لنوايا في هذا الاتجاه من قبل قيادة المنظمة»

 
تونس – الصباح: قال السيد عبد السلام جراد، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، أنه “لا حق لأي كان، بأن يتحدث عن تعديل القانون الأساسي للاتحاد”.. ونفى جراد في اتصال هاتفي مع “الصباح”، أن تكون هناك أية نية لمراجعة القانون الأساسي، قائلا: “هذا الموضوع لم يطرحه أحد من المكتب التنفيذي بشكل علني إلى حدود الوقت الراهن”، مشددا على أن كل من يحاول المساس من القانون الأساسي، لن يجد مساندة من قيادة المنظمة.. لكن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، أوضح في مكالمة هاتفية تفاعلا مع مقال “الصباح” الصادر يوم أمس حول تفكير بعض أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد في تعديل القانون الأساسي، أن ما يجري التفكير فيه فعلا هو تعديل النظام الداخلي وفقا لمقررات مؤتمر المنستير، حتى لا يكون هنالك تناقض بين فصول النظام الداخلي وبنود القانون الأساسي، على حد قوله.. ولاحظ جراد، أن مراجعة النظام الداخلي، مسألة قانونية تعقب كل مؤتمر، بهدف تحقيق التناغم مع القانون الأساسي للمنظمة.. وكانت “الصباح” تطرقت في عدد يوم أمس، إلى وجود سيناريو صلب بعض قيادات المكتب التنفيذي للاتحاد، يقضي بتعديل القانون الأساسي للمنظمة باتجاه تمكين عدد من الأعضاء من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي، في ضوء وجود مانع قانوني كان قد أقره مؤتمر المنستير، والمتمثل في ضبط الترشح بمدتين نيابيتين متتاليتين فحسب، بما يعني أن ثلثي أعضاء المكتب التنفيذي الحالي، معنيون بمغادرة قيادة الاتحاد خلال العام 2012، تاريخ عقد المؤتمر القادم للمنظمة الشغيلة.. وأشار جراد إلى أن المدتين النيابيتين اللتين نص عليهما القانون الأساسي في نسخته الجديدة المنقحة، كان قد أقرهما مؤتمر المنستير الأخير، كما أثيرت هذه المسألة مجددا من قبل آخر هيئة إدارية التي سبقت مؤتمر المنستير التي دعمت ذلك وأصرت عليه بشكل علني وواضح.. وعلمت “الصباح” من مصادر نقابية مختلفة، أن موضوع تعديل القانون الأساسي بالشكل الذي أوردناه أمس، كان محل نقاش مستفيض في الأوساط النقابية، وجدل كبير بلغ صداه قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، ومن غير المستبعد أن تصدر بيانات ومواقف ونصوص من هياكل نقابية مختلفة، للتعبير عن موقفها من هذا التطور الذي يصفه البعض بـ”المؤشر الخطير” في المشهد النقابي، الذي يعتقد البعض أنه قطع مع الهواجس الباحثة عن التمديد والالتفاف على مقررات المؤتمرات والهيئات الإدارية.. وقالت مصادر نقابية مطلعة، أن الأمين العام السيد عبد السلام جراد، أعرب لعديد المحيطين به من النقابيين، عن إصراره على احترام إرادة القواعد والإطارات والهياكل النقابية، مشددا على رفضه أي مساس بالقانون الأساسي، طالما أن المؤتمر لم ينص عليه.. صالح عطية (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 أوت 2007)

غريب أمر قناة «الجزيرة»

 
فاجأتنا قناة «الجزيرة» بنقل خبر ورد في الشقيقة «الأسبوعي» بحذافيره دون الإشارة للمصدر… كان ذلك في النشرة المخصصة للمغرب العربي مساء الاثنين المنقضي… أما الخبر فيتعلق بالقاء القبض على عدد من عبدة الشيطان الذين كانت وسائل الإعلام الوطنية أشارت إليهم من خلال تحقيقات أنجزت نهاية الربيع المنقضي… ولو انتهى الأمر عند هذا الحد من انتهاء الموضوعية لقبلنا  به لأنه ولأكثر من مرة تنقل هذه القناة وغيرها أخبارا عن الشقيقة خصوصا إذا ما تعلق الأمر بالقبض على حارقين دون الإشارة للمصدر… لكن القناة زادت في انتهاك الموضوعية باستضافتها أحدهم للتعليق على الخبر الذي كالعادة علق الدواعي والأسباب التي دفعت الشباب الى انتهاج هذا النهج على شماعة الوضع السياسي ناسيا أن هذه الطائفة ظهرت للوجود في مهد الديموقراطيات أوروبا ووصلت لكل دول العالم وقد ظهرت في تونس خلال المدة الأخيرة لكنها ظهرت في مصر وبلدان عربية أخرى منذ عشر سنوات وأكثر… واعتناقها أبعد ما يكون عن السياسة… اللّهم إلا إذا ما تعلق الأمر بنية مسبقة. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 أوت 2007)

جريدة “الصباح” حذف التراخيص الإدارية بلغت نسبة التراخيص التي تم حذفها أو تعويضها إلى موفى شهر ماي 2007 نحو 73% وقد لوحظ أن حذف التراخيص وتعويضها بكراسات شروط أفرز في بعض الحالات جملة من الصعوبات وكذلك التجاوزات يجري العمل لدى السلط المعنية على تدارسها موسم الذروة شكل هذا الاسبوع والاسبوع الذي يليه موسم الذروة بالنسبة لعودة أبناء تونس بالخارج وقد علمت «الصباح» أن نهاية هذا الاسبوع وكامل الاسبوع القادم ستشهد انطلاق جميع البواخر من الموانىء التونسية دون أي مكان شاغر خاصة بالنسبة للسيارات، ونفس الشيء ستشهده الرحلات الجوية خاصة نحو المطارات الأوروبية وبالتحديد الفرنسية والألمانية والإيطالية. ميدعات بلا جودة تتواجد هذه الأيام في عدد من الفضاءات الكبرى والمحلات نوعية معنية من الميدعات الخاصة بالتلاميذ بأسعار جد منخفضة ورغم اغراءات الإعلانات واغراءات السعر الذي وصل بعضها إلى حدود الدينار والنصف فإن هذه الميدعات ظلت معلقة في الرفوف أمام الرداءة المبالغ فيها. توقيع اتفاقية تعاون بين الجامعات التونسية والإيطالية يشرف السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا اليوم الجمعة 24 أوت على الساعة التاسعة صباحا بمقر الوزارة على حفل توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين الجامعات التونسية والجامعات الايطالية لدعم تبادل التجارب والخبرات وكذلك الأساتذة الباحثين في مجال التعليم عن بعد. لقاء مع أحمد بن صالح ينتظم غدا السبت في مؤسسة التميمي للدراسات لقاء مع السيد أحمد بن صالح وزير الاقتصاد والتربية والصحة والشؤون الاجتماعية في الستينات وزعيم حركة الوحدة الشعبية سابقا… وسيخصص اللقاء للاستماع إلى شهادات تاريخية حول مرحلة الخمسينات والستينات… بما في ذلك ما يتعلق بعلاقات تونس الخارجية والعلاقات العربية الاسرائيلية… (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 أوت 2007)

تكنولوجيا المعلومات والاتصال

المساهمة في النموّ الاقتصادي بـ13% في السنوات القادمة
 
تونس-الصباح  
من المنتظر ان تبلغ مساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الناتج المحلي الاجمالي التونسي مع موفى العام الحالي 9.2% مقابل 8.1% سنة 2006 حيث يجري العمل على الرفع من مساهمة القطاع في الاقتصاد التونسي الى معدل 13% خلال الخمس سنوات القادمة (المخطط الحادي عشر للتنمية 2007-2011) مقابل 2.5% سنة 2002 وذلك بالاعتماد على استثمارات ستناهز 6.3 مليار دينار خلال فترة المخطط الحادي عشر للتنمية مقابل 3 مليار دينار خلال المخطط العاشر للتنمية (2002-2006) حسب مصادر رسمية. ويندرج قطاع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ضمن القطاعات ذات محتوى معرفي عال حيث من المنتظر ان تبلغ مساهمة هذه القطاعات في الناتج المحلي الاجمالي مع نهاية العام الحالي 21.5% مقابل 20.4%  سنة 2006. فإلى جانب مساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الناتج المحلي الاجمالي بـ9.2% العام الحالي نجد مساهمة البنوك والخدمات المصرفية بـ5.1% والخدمات الموجهة للمؤسسات بـ2.8% وقطاع الكهرباء بـ1.6% حسب الميزان الاقتصادي لسنة 2007. وستستأثر القطاعات ذات محتوى معرفي عال العام الحالي بـ18% من جملة الاستثمارات المزعم انجازها والمقدرة بـ10 مليار دينار منها 6.5% موجهة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال و5.5% لقطاع الصناعات الصيدلية و2.3% لنشاط التكرير. نبيل الغربي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 أوت 2007)

الرئيس بن علي في حديث لمجلة «الحوادث» اللبنانية:

نطمح إلى قطع أشواط جديدة على صعيد ترسيخ البناء الديموقراطي والتعددية السياسية
 
نشرت مجلة الحوادث اللبنانية في عددها الأخير النص الكامل للحديث الخاص الذي كان أدلى به الرئيس زين العابدين بن علي للنقيب ملحم كرم. كما تتولى مجلتا لا روفى دى ليبان ومونداي مورنينغ وصحيفة البيرق البيروتية هذا الأسبوع نشر النص الكامل للحديث. وفى ما يلي نص الحديث: ** عشرون سنة فترة لا قيمة لها في عمر الشعوب، ولكنّها كانت كافية في عهدكم لتغيير واقع التونسيين في العمق. ماهي أبرز ملامح وحصيلة هذا التغيير؟ وماهي أسرار “الوصفة التونسيّة” لتحقيق هذه النجاحات؟  أعتقد أن منجزات تونس في العشريّتين الأخيرتين أصبحت معروفة تشهد بها منظمات إقليمية ودولية عديدة وكل متابع نزيه. غير أن ما يعنيني في المقام الأول هو إحساس التونسيين جميعهم بأنها إنجازات غيّرت مجرى حياتهم نحو الأفضل. فقد وفّقنا في مرحلة قصيرة نسبيا، في تكريس مشروع مجتمعي رسّخنا مقوّماته من خلال إصلاحات عميقة، تعاقبت حلقاتها لبناء دولة القانون والمؤسسات، وتكريس الحريات وحقوق الإنسان وإرساء التعددية ومجتمع الحوار والوفاق والتضامن، وفتحنا باب المشاركة أمام الجميع، وحقّقنا قفزة نوعية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية مكّنت التونسيين من مقوّمات المواطنة ورسّخت فيهم الاعتزاز بالانتماء. ولعلّ ما تحقق لبلادنا في السنوات العشرين الأخيرة من رقيّ ونماء، وما ينعم به شعبنا من رخاء ورفاه، وما تتميّز به بلادنا من أمن واستقرار، تختزل جميعها حصيلة مسيرة التغيير فيها، وتمثل أبرز عناوين توفّقنا في تحقيق ما رسمناه لتونس من أهداف. ونحن نعتزّ اليوم بانتقال تونس من نظام سياسي أحادي إلى نظام تعددي، وبإرساء أسس نموذج مجتمعي مبني على الإعتدال والتفتح والمساواة في الحظوظ بين الرجل والمرأة، وتلعب فيه سائر الأحزاب السياسية ومختلف مكونات المجتمع المدني دورا فعّالا إلى جانب الدولة في ممارسة الشأن العام. وهذه الإصلاحات الشاملة سمحت لنا بتطوير اقتصادنا من اقتصاد موجّه إلى اقتصاد متفتح ومتوازن، يوفّق بين النجاعة الاقتصادية والرقيّ الاجتماعي، ومكّنتنا من تحقيق نسبة نمو قاربت الـ5% طيلة العقدين الأخيرين مما ساعدنا على تقليص نسبة الفقر إلى حدود 8,3% وتوسيع دائرة الرفاه وتعزيز قاعدة الطبقة الوسطى لتشمل 80% من المجتمع ومضاعفة الدخل الفردي أكثر من أربع مرات. كل هذا جعل تونس اليوم بلدا صاعدا يطيب فيه العيش وتتوفّر فيه جميع مقوّمات الانخراط في العصر، بلد لكلّ فيه موقع، ولكلّ فيه فرصة وحظّ، بلد يعتز بالانتماء إليه والمشاركة في بنائه كل مواطنيه. وإن وعينا بما أنجز ليجعلنا حريصين على جعل الإصلاح أشمل وأوسع وعلى تهيئة المناخ لمراحل جديدة في العمل السياسي والمجال الاقتصادي ستتجلّى ملامحها في القادم من الأيام. على أرضيّة هذه النجاحات، ماهي أبرز التحديات والرهانات القادمة لتونس الغد؟ لقد حرصنا على اعتماد برنامج يكفل لتونس الغدَ الأفضلَ في إطار استراتيجية نريد بها دفع مسار التنمية الشاملة أشواطا جديدة على كافة الأصعدة. ويترجم برنامجنا “لتونس الغد” إلى جانب الأهداف التي تضمّنها مخطط التنمية الحادي عشر (2007-2011) رؤيتنا للمرحلة القادمة، بل لمستقبل تونس ككل، ولما نحن مدعوون لإنجازه. وقد تم تحديد الأهداف التنموية وضبط الأولويات الوطنية بما يستجيب لتطلعات شعبنا في مزيد من التقدم والرفاه، وهذا يستدعي اعتماد سياسات وبرامج لا تكتفي بالحفاظ على سلامة الاقتصاد الوطني ومكتسباته، وإنّما تعزز تنافسيته وتدعم قدرته على الإندماج في الإقتصاد العالمي. وسنسعى لتعزيز نسق النموّ الإقتصادي ليبلغ نسبة 6,1% سنويا بما يمكّننا من الارتقاء بالدخل الفردي إلى مستوى 5700 دينار سنة 2011، وبما يضمن التحسن المتواصل لمستوى المعيشة للمواطن التونسي الذي يبقى الهدف الأساسي لكل جهودنا وإصلاحاتنا. وسنعمل على ضمان تدفق الاستثمارات الخارجية وتدعيمها في القطاعات الجديدة والواعدة تأمينا لمقومات التنمية والتشغيل ببلادنا. وسنعمل على إتاحة الفرص أمام كبار المستثمرين في البلدان الشقيقة والصديقة وسنعمل على مزيد تطوير التشريعات وتعزيز هيكلة القطاع المالي وتطوير آلياته بما يتلاءم ومتطلبات الاستثمار. وسنستكمل مقومات اقتصاد المعرفة الذي جعلنا منه محورا أساسيا في برنامجنا للفترة الحالية والفترة القادمة، إذ من تحديات المرحلة القادمة مزيد الاستثمار في البحث العلمي والسيطرة على التكنولوجيات الحديثة بعد أن قطعت بلادنا أشواطا كبيرة في هذا المجال. وإذ توفقنا بفضل الاستثمارات التي وظفناها في قطاعات التعليم والبحث العلمي والتكوين، ونتيجة الإصلاحات التي أدخلناها في هذه المجالات، في جعل المدرسة والجامعة وسائر المؤسسات التكوينية مفتوحة لكل أبناء تونس، إناثا وذكورا، فإن من رهاناتنا تأمين أفضل حظوظ النجاح لأجيالنا القادمة التي تمثل من منظورنا ثروة البلاد الأساسية وأساس ازدهارها وتقدمها. ولما كان التشغيل، في هذا الإطار، شغلنا الشاغل فسوف نسعى إلى مزيد تطوير منظومة التربية والتكوين وتعزيز آليات خلق المشاريع ومواطن الشغل، وذلك من أجل تخفيض نسبة البطالة من 14,3% سنة 2006 إلى 13,4% سنة 2011، بإحداث ما لا يقل عن 412 ألف موطن شغل تغطي 97% من الطلبات الإضافية. وبما أن المشروع الإصلاحي الذي نسعى لإنجازه شامل ومتعدد الأوجه والمجالات فإننا نطمح إلى قطع أشواط جديدة على صعيد ترسيخ البناء الديمقراطي والتعددية السياسية، ودعم قدرة شعبنا على المساهمة في الحضارة العالمية دون تخل عن قيمه الأصيلة. إن طموحنا كبير وكذلك ثقتنا في قدرة شعبنا على كسب الرهانات القادمة إذ هو يجد في كلّ ما أنجزناه الأرضيّة التي يتقدم عليها نحو إثراء مكاسبنا والرفع من مكانة تونس من بلد صاعد إلى دولة متقدمة. هذا العام استثنائي في تونس، فيه يحتفل التونسيون إلى جانب عشرينية التغيير، بخمسينية اعلان الجمهورية. ماهي أبعاد هذه المناسبة؟ لقد كان إعلان الجمهورية في تونس منعطفا تاريخيا وحاسما في حياة شعبنا استرجع به إرادته وسيادته ليأخذ بأسباب التطور والحداثة. ونحن على قناعة راسخة بأن الجمهورية مكسب وطني ناضلت في سبيله أجيال من أبناء تونس وبناتها وبالتالي كان التغيير في واقع الأمر إنقاذا للجمهورية ولتونس من الأخطار الحقيقية التي كانت تحف بها وإنطلاقة لمشروع إصلاحي رسخ دعائم الجمهورية وحافظ على قيمها. ومن هذا المنطلق حرصنا على أن ينهض مشروع التغيير في تونس بكلّ ما يعزّز مقومات الكرامة لكافة التونسيين ويُكسبهم جميعا حقوق المواطنة كاملة دون نقصان. وقد توجنا هذا المسار بالتأسيس لجمهورية الغد، وهي جمهورية تنبع من إيماننا بضرورة تطوير النظام الجمهوري وتحديث مؤسساته وإثرائها. ولا شكّ أن مختلف محاور الإصلاح التي شملت تطوير العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ودعم دور المجلس الدستوري وحياد أعضائه وتعديل نظام الانتخابات النيابية والرئاسية وإحداث مجلس المستشارين توسيعا لدائرة التمثيل الشعبي، والعودة للشعب واستفتائه كلّما استدعت الحاجة ذلك، ليست سوى تأكيد منّا على أن جمهورية الغد هي صورة لما بلغته بلادنا من نضج سياسي، وهي إثراء للحاضر وبناء للمستقبل دون إنكار لمآثر الماضي. بل حرصنا على أن تستمد جمهورية الغد من تراث الفكر الإصلاحي التونسي العريق طاقة تجددها ومفردات أصالتها. إن الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية في تونس لتحمل من المعاني والأبعاد ما لا يتّسع المجال لتعداده. ونكتفي بالتأكيد على أن أهم ما نستلهمه منها هو الانحياز لكل ما من شأنه الحفاظ على مكاسب شعبنا والحفز على دعمها وإثرائها إخلاصا لتونس ووفاء لتضحيات جيل التحرير وبناء الدولة الحديثة. التعددية السياسية أصبحت في تونس واقعا ملموسا وجزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي، ماهي آفاقها المستقبلية في تونس وما تقويمكم لحضور المعارضة ومدى فاعليتها في إطار هذا المشهد؟ لقد التزمنا للتونسيين منذ التغيير بإرساء حياة سياسية متطوّرة أكدنا باستمرار جدارة شعبنا بها، وبادرنا بإصلاحات كبرى عزّزنا بها دولة القانون والمؤسسات وقطعت بلادنا أشواطا كبيرة على درب التعددية والديمقراطية. ومازال التقدم بالديمقراطية يحتل صدارة اهتماماتنا الشخصيّة. وإنّ إرادتنا ثابتة في الارتقاء المتواصل بحياتنا السياسية. أمّا في ما يخصّ الجانب الثاني من سؤالك، فقد عززنا دور أحزاب المعارضة واستبعدنا نهائيا إمكانية تهميش دورها في الارتقاء بالحياة السياسية في تونس بعدما وفرنا لهذه الأحزاب كلّ العوامل الملائمة لممارسة نشاطها بكل حرية انطلاقا من قناعتنا بأن المعارضة تشكل جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي وعنصرا أساسيا في المسار الديمقراطي. ونحن على قناعة بأن الأرضية السياسية والقانونية القائمة في بلادنا اليوم تعتبر أنسب إطار لتوسيع مشاركة المعارضة ودعم حضورها السياسي، فالمجال مفتوح أمام هذه الأحزاب لكي تعمل من أجل تعزيز حضورها وتكثيف نشاطها بكامل الحرية بعدما وفرنا الظروف والعوامل الملائمة لتطورها. وإننا ماضون في مزيد تعزيز مقومات المجتمع التعدّدي ويبقى على الأحزاب السياسية مهمة تطوير قدراتها الذاتية في نطاق الحرية والمسؤولية الوطنيّة، وإحكام عملها لتزيد من إشعاعها حتى تسهم في بناء مستقبل تونس. إن التعدّدية في تونس اليوم، واقع قائم وملموس، يجد تعبيره في حضور المعارضة في البرلمان، وحضورها في مجلس المستشارين وفي البلديات وفي كلّ الهيئات والمجالس الوطنية المنتخبة، إلى جانب ارتفاع عدد الجمعيات الأهلية العاملة في تونس والتي تتمتع جميعها بحرية الحركة واستقلالية القرار. كما هي تعبر عن مواقفها بكل حرية في صحفها وسائر وسائل الإعلام الأخرى. ورغم عمق هذا المنجز، نحن لم نقل يوما إنّ المسيرة قد اكتملت، فالتغيير والإصلاح في مفهومنا حركة لا تتوقّف باتّجاه حياة سياسية راقية تفتح مجالات أرحب للمشاركة أمام مختلف مكوّنات المجتمع المدني. فلا بُطْء ولا تسرّع ولا ارتجال في المنهج الذي اخترناه، وذلك حماية للمسار الديمقراطي من التراجع أو الانتكاس. فالتدرّج هو حزام الأمان الذي اعتمدناه حتى يقي بلادنا الهزّات. والارتقاء المتواصل بحياتنا السياسية هاجسٌ يحتلّ صدارة اهتماماتي الشخصيّة. تتعدّد النداءات التونسية من عمق الشارع وفي مستويات مختلفة مناشدة إياكم قبول الترشح لمدة رئاسية جديدة، كيف تجيبون على هذا المطلب الشعبي؟ إنني لا أخفي اعتزازي بالثقة الغالية التي يعبّر عنها شعبنا بمختلف شرائحه وفئاته وجهاته وعبر جمعياته ومنظماته. ولا شكّ أن في التفاف الشعب حول خياراتنا وبرامجنا والسياسات التي اعتمدناها خلال السنوات الماضية، وردود فعله الداعمة والمؤيدة لكل ما بادرنا به من أجل رفعة تونس، ما يزيد إيماننا بنبل وجسامة الرسالة التي نضطلع بها، ويدفعنا إلى مزيد إثراء ما تحقق لفائدة شعبنا وبلادنا من مكاسب وإنجازات. كل من عرفكم عن قرب لمس فيكم حسّا إنسانيا متجذّرا تتجلى آثاره في جميع سياساتكم ومقارباتكم. ومن مظاهر ذلك التزامكم دوما في كلّ إصلاحاتكم بمبدإ التلازم بين البعدين الاجتماعي والاقتصادي. كيف نجحتم في تحقيق هذه المعادلة الشائكة التي فشل غيركم في كسبها؟ إن تحوّل السابع من نوفمبر جاء منطلقا لمشروع مجتمعي متكامل المقومات ومتناسق الأهداف. واعتبرنا التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وجهين متكاملين غايتها توظيف كل الطاقات والإمكانات لتوطيد مقومات التقدم والرفاه. من هنا، شكّل النهوض بمختلف فئات شعبنا وتوفير فرص العمل والرفاه لكل المواطنين دون إقصاء أو تهميش جوهر سياستنا الاجتماعية الشاملة وأساس المجتمع المتوازن والمتضامن الذي نعمل على بنائه. وقد حرصنا ونحن ننتقل من اقتصاد موجّه، إلى اقتصاد السوق على توفير شبكة أمان قوامها توفير الشغل ودعم موارد الرّزق وتوسيع التغطية الاجتماعية وتفعيل جملة من السياسات الخصوصية الرّامية للنهوض بالمناطق الضعيفة وتعزيز مقوّمات التنمية بها وتوفير المرافق الأساسية وموارد العيش لسكانها. وأدت هذه السياسة إلى تحسّن كبير في مؤشرات التنمية البشرية سواء تعلق الأمر كما سبق أن أشرنا، بارتفاع الدخل الفردي وتقليص رقعة الفقر أو انخفاض نسبة البطالة أو ارتفاع مؤمل الحياة عند الولادة وتحسن معدلات التمدرس. وتمّ ذلك في كنف مناخ من السلم الاجتماعية تنعم به بلادنا منذ سنوات بفضل ما تحقق من مكاسب اجتماعية ومن تحسّن في مستويات الأجور وفي مستوى العيش بصفة عامة وهي كلّها عناصر ساهمت في المحافظة على مناعة اقتصادنا الوطني وتوازناته رغم ما شاب المحيط الدولي من تقلّبات. إنّ تحقيق رفاه التونسيين وتحسين ظروف عيشهم هما غاية مجهود التنمية وما نقرّه من إصلاحات على المستويين الإقتصادي والإجتماعي. وإن هذه المقاربة التي يظلّ فيها الإنسان محور عملنا السياسي وهدف خططنا التنموية والتي نحرص فيها على أن لا تظلّ فئة من التونسيين محرومة من أدنى مستلزمات العيش الكريم هي التي ساعدت على تحصين مجتمعنا من مخاطر التفكك وعزّزت تماسكه واستقراره. وسنواصل العمل خلال المخطط الحادي عشر للتنمية الذي يغطي الفترة 2007 – 2011 من أجل تثبيت المكاسب التي تحققت ومزيد إثرائها في إطار الترابط الوثيق بين التنمية الاقتصادية والرّقي الإجتماعي. يلاحظُ المتابع لأنشطتكم ومبادراتكم منذ تغيير السابع من نوفمبر إحساسا عميقا لديكم بحاجيات ومشاغل المواطنين وخاصة منهم المحتاجين وذوي الحاجيات الخصوصية. هل هناك دوافع شخصية لاهتمامكم الخاص بالفئات المعوزة؟ لقد تصدر الاهتمام بالفئات المحتاجة طليعة أولوياتنا منذ التحول، إيمانا منا بحق كل مواطن تونسي في مقومات العيش الكريم. ونحن نفخر اليوم بأننا نجحنا في تقليص نسبة الفقر في تونس من 7,7% سنة 1986 إلى 3,8% حاليا وفي توفير مستلزمات الرفاه لكافة المواطنين. وقد تجاوز صدى نجاح سياستنا هذه حدود تونس حيث أن المجموعة الدولية قررت اعتماد مقاربتنا في مجال مقاومة الفقر في إنشائها لصندوق عالمي للتضامن. وبفضل سياساتنا التنموية، التي لا تفاضل بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي، توسعت الطبقة الوسطى لتشمل 80% من الشعب التونسي وأصبحت نفس النسبة من السكان تملك مساكنها. ان اهتمامنا بالفئات المحتاجة لنابعٌ من قيمنا التضامنية الأصيلة، كما أنه نابع من إحساس شخصي عميق بمشاغل ومصاعب الفئات المحتاجة. وقد تعمق هذا الشعور لدينا نتيجة تجربتنا الذاتية، إذ نشأتُ شخصيا على قيم التضامن والتكافل ومد يد المساعدة للمحتاج، في كنف عائلة متواضعة عايشت فيها عن قرب الصعوبات التي كانت تواجهها الفئات الضعيفة من شعبنا. وقد سعينا منذ التحول إلى تكريس هذا الإلتزام على صعيد سياساتنا التنموية بإقرار مقاربة تضامنية تؤمن نفس الحظوظ لكافة المواطنين دون استثناء ولا تعتبر الفقر قدرا محتوما وإنما حالة عرضية يمكن تجاوزها بتظافر الجهود وتضامن كل فئات المجتمع. هل تعتبرون التمتع بمزايا التكنولوجيات الحديثة والانخراط في مجتمع المعرفة حقا لكل مواطن، تماما مثل السكن والشغل والصحة والتعليم؟ نعم بالتأكيد. ولقد سعينا باستمرار من أجل خلق الظروف الملائمة لتمكين كل المواطنين بكافة شرائحهم العمرية ومستوياتهم التعليمية وأنشطتهم المهنية وفي كل مدن البلاد وقراها، بلا استثناء، من الانتفاع بتكنولوجيات الاتصال الحديثة ومن الارتباط بشبكة الانترنات. واننا نرى في الارتباط بتكنولوجيات الاتصال وسيلة للانخراط في مجتمع المعرفة وترسيخ قيم الحداثة والإنفتاح. وقد اتخذنا عديد المبادرات والإجراءات لنشر الثقافة الرقمية وتعميم الحواسيب وتيسير خدمات الانترنات. واننا نسجل اليوم بارتياح الأشواط الهامة التي قطعناها إذ أصبح عدد مستعملي الانترنات في تونس يتجاوز 1,5 مليون شخص بعد ما كان لا يتجاوز 250 ألف شخص سنة 2000. كما أقررنا عديد الحوافز والإجراءات لجعل تكنولوجيات الاتصال جزءا لا يتجزأ من منظومتنا الإقتصادية وذلك من أجل إضفاء نجاعة أكبر وتنافسية أفضل على مؤسساتنا وضمان مواكبة العاملين في الحقل الاقتصادي لكافة أوجه التطور في العالم. لقد استطاعت تونس بشهادة عديد التقارير العالمية أن تحقق نجاحا كبيرا في مجال ترشيد الإنفاق العمومي وتحديث الإدارة. ما هو تقييم سيادتكم للتقدم الذي أحرزته بلادكم في هذا المجال وللنتائج التي حققتها تونس على صعيد القضاء على ظاهرة الفساد التي تعاني منها كافة اقتصاديات العالم، النامية والمتقدمة على حد سواء؟ لقد أنجزنا منذ التحول عديد الإصلاحات التي مكنت من قطع أشواط كبيرة على طريق تحديث الإدارة وترشيد سبل التسيير فيها طبقا لمقتضيات النجاعة والشفافية وبما يدعم مجهود التنمية ويستجيب لمشاغل المواطن وحاجياته. وقد ساهمت هذه الإصلاحات إلى حد كبير في تحقيق النتائج الملموسة التي توصلت إليها بلادنا خلال العقدين الأخيرين على صعيد النماء الاقتصادي والتوزيع العادل لثمار التنمية والرخاء. وبفضل الآليات التي وضعناها توفقنا إلى تعزيز الشفافية ودرء ظاهرة الفساد التي تثقل كاهل عديد الاقتصاديات في البلدان الأخرى. ورغم ما تحقق – وهو مصدر ارتياح لنا- فإننا لا نزال بالطبع حريصين على تدارك بعض النقائص الموجودة والعمل على مزيد تحسين طرق التصرف وترشيد أساليب التسيير في سائر دواليب الإدارة. كنتم على الدوام من الأصوات المتحمّسة لبناء المغرب العربي. ما هو تصوّركم لتطور هذا الهيكل الإقليمي في ظل التكتّلات التي تتطلّبها المرحلة، وما الذي يتعيّن فعله حسب رأيكم في المستقبل؟ أعتقد أنّني قد لا أذيع سرّا، إذا قلت إنّ مسيرة الإتّحاد المغاربي لازالت تتعثّر، وأنّ نسق استكمال هذا البناء يبقى بطيئا ودون المأمول ودون طموحات الشعوب المغاربيّة وتطلّعاتها. ولكنْ علينا في المقابل أن نعترف أيضا بأهميّة الشوط الذي قطعناه على محدوديته، وبأنّ الصعوبات القائمة تظلّ، وإنْ امتدّت في الزّمن، صعوبات ظرفيّة وطارئة، لا تحول دون عزمنا على مواصلة العمل المشترك للمحافظة على المسيرة المغاربيّة، والسّعي لتفعيل آلياتها بنفس العزيمة التي حدت القادة المغاربيين لدى تأسيس الإتّحاد. فاتّحاد المغرب العربي -في رؤيتنا- مشروع حضاري بالغ الأهمية، ورافد أساسي لمسيرة النهوض الشامل التي نطمح إلى تحقيقها في المنطقة. وهو بالنسبة لي شخصيّا خيار استراتيجي لا محيد عنه، وأولوية تفرضها المتغيّرات والتحوّلات الإقليمية والدوليّة من حولنا والتي، كما تعلم، تتميّز بظهور التكتّلات الكبرى. ومن هذا المنطلق، فإنّ تونس متمسّكة ببناء هذا الصرح الكبير وتؤكّد باستمرار، إيمانها بالعمل الإتّحادي والمصير المشترك لكلّ شعوب المنطقة. ولا شكّ أنّ التعاون الثنائي البنّاء والمثمر القائم بين تونس وأشقائها في المنطقة المغاربيّة يشكّل مدخلا وأرضيّة صلبة، وعاملا مساعدا على دفع مسيرة الإتّحاد. وإذا ما كانت ظروفنا الموضوعية، حاليّا، تحدّ من قدراتنا على تحقيق كامل أهدافنا وغاياتنا، فإنّ ذلك لن يفتّ من عزمنا على مضاعفة جهودنا من أجل إعلاء بناء الصّرح المغاربي الذي يتطلّب المثابرة وطول النّفس. كلما تدهورت الأوضاع على الساحة الفلسطينية لجأ القادة الفلسطينيون إليكم بصفتكم صوت العقل والحكمة تواصلا مع قاعدة التشاور الدائم معكم منذ عهد الزعيم الراحل ياسر عرفات. أيّ مخرج ترونه لتجاوز التدهور الأخير للأوضاع على الساحة الفلسطينية؟ لقد عبّرنا في تونس على الدوام،عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ومساندتنا الكاملة له في كفاحه المشروع من أجل الحريّة والكرامة وإقامة دولته المستقلة. وكنّا ولا نزال نصيرا لا تفتر عزيمته للإخوة الفلسطينيين في كلّ مراحل نضالهم. وإزاء ما آلت إليه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية سارعنا بالتعبير عن انشغالنا العميق، وعن أسفنا للاقتتال بين الأشقاء واندلاع صراعات تعصف بمسار النضال الفلسطيني وتحيد به عن أهدافه الوطنية المقدسة. كما دعونا سائر الإخوة الفرقاء إلى وقف هدر الدم الفلسطيني، وتغليب منطق العقل والاحتكام إلى لغة الحوار واحترام الشرعية بما يحفظ وحدة الشعب الفلسطيني ومقدّراته ويخدم مصالحه الوطنيّة العليا. فنحن نرى أن انتهاج سبيل الحكمة والوفاق هو الكفيل وحده بتحقيق التهدئة الشاملة والتفرّغ للقضية المصيرية. ومن منطلق موقفنا الثابت والداعم للقضيّة الفلسطينية نؤكد على ضرورة احترام المؤسسات الدستورية والالتزام بجميع التفاهمات والاتفاقات حتى تظل القضيّة الفلسطينية المحور والأساس لكل الجهود الرامية إلى إيجاد حلّ عادل وشامل ودائم لهذه القضيّة. وإنّ تونس تهيب بالقوى الفاعلة في العالم والأسرة الدولية جمعاء إلى الإسراع بالمساعدة على توفير مثل هذا الحلّ وبذل قصارى الجهد لاستئناف عملية السلام حتّى تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار. كيف ترون الأوضاع الحالية في لبنان؟ وكيف ترون تطور العلاقات بين تونس ولبنان؟ يبقى لبنان بالنسبة إلينا البلد الشقيق الذي تربطنا به علاقات اخوة وثيقة راسخة في التاريخ. ولئن كان لبنان يمر خلال هذه الفترة بمصاعب ظرفية فإننا واثقون من قدرة الاخوة اللبنانيين على تجاوز مثل هذه المصاعب وتحقيق الوئام فيما بينهم وعلى ضمان إستقرار لبنان وسلامته. وأملنا في أن تمكّن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي تدخل في جانفي 2008 مرحلة التحرير الكامل للمبادلات التجارية وللخدمات من تحقيق التنقل الحر لرأس المال وللأشخاص في الاتجاهين بما يجسّد الشراكة المتكافئة بين الجانبين. أمّا عن آفاق قيام الشراكة الأورومتوسطية، فقد عملنا دوما على تطويرها في جميع الميادين تكريسا للشراكة المتضامنة مع دول الاتحاد على أساس الحوار والتعاون والاحترام المتبادل. وفي هذا السياق أعربنا عن ترحيبنا بمبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الاتحاد المتوسطي، آملين أن يؤدي الحوار بشأنها بين دول الضفتين إلى تجسيم المبادئ التي عملنا دوما في ضوئها منذ انطلاق مسار برشلونة أو من خلال مجموعة 5 زائد 5، حتى يكون المتوسط واحة أمن وسلام وفضاء للتنمية المتضامنة. وإذ نؤكد مساندتنا للجهود الرامية لإقامة شراكة متوسطية فاعلة فإننا نواصل العمل من أجل تنويع علاقات التعاون والشراكة مع كافة بلدان العالم بدءًا بتعزيز وتطوير علاقات الشراكة في المنطقة العربية ذاتها. كنتم من أول المنبّهين للأخطار التي يمكن أن تواجهها الإنسانية من جراء تفاقم أخطار التطرف الإرهابي. ما هي نظرتكم لهذه الظاهرة. وما هي الإضافة التي يمكن أن تطرحها تونس انطلاقا من تجربتها ومقارباتها في هذا المجال ؟ وهل ترون أن الصراع بين الأديان والحضارات أمر حتمي؟ إنّ ما يشهده عالمُنا اليوم من تفاقم مخاطر التطرّف والإرهاب يؤكد الحاجة إلى مضاعفة جهود المجموعة الدوليّة لإيجاد حلول مشتركة لمجمل المشاكل المطروحة. وقد حذّرنا من عواقبه منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. وللأسف فقد توقّف الكثيرون متأخرا عند سلامة مقاربتنا لهذه الظاهرة وحقيقة ما كنّا قد نبّهنا إليه. ونحن نرى أمام تصاعد هذه الآفة التي تتعارض مع كلّ القيم الإنسانيّة، ضرورة التعجيل بعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لوضع مدوّنة سلوك لمكافحة الإرهاب تلتزم بها جميع الدول. وإذا كان من إضافة -كما ورد في سؤالك- تقدّمها تونس لأمّتها وللإنسانيّة جمعاء لمقاومة هذه الظاهرة فهي تتمثل في الوعي بأن التصدّي للتطرف والإرهاب يستدعي اعتماد مقاربة شمولية لا تقتصر على الأبعاد الأمنية فقط، وإنّما تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية، لأنّ أيّ خلل يصيب أيّا من هذه الأبعاد يكون مصدرا يتغذّى منه النزوع باتّجاه التطرّف والإرهاب. كما أنّ التصدّي لهذه الظاهرة يتطلّب أيضا القضاء على الفقر في العالم، والعمل على سدّ الفجوة الاقتصادية والمعرفيّة بين دول الشمال ودول الجنوب، والعمل على بث قيم التسامح والوئام مع السعي الحثيث لإيجاد الحلول العادلة للقضايا العالقة التي تبقى بؤر توتّر ونزاعات تولّد مشاعر الإحباط والشعور بالإذلال لدى شعوب كثيرة، وتشكّل بالتالي، مصدرا إضافيّا لتفشي ظاهرة التطرّف والإرهاب وتهديد الأمن والاستقرار في العالم. أما بخصوص العلاقة بين الحضارات والأديان فأنا على قناعة راسخة بأنّ الحوار مع الغير ضرورة لا محيد عنها لبناء جسور الثقة بين البشر وإثراء علاقات التفاهم والتقارب بينهم. كما أنّني أعتقد جازما بأنّه حان الوقت لنتجاوز فرضيّة التعارض بين الشرق والغرب، ونتخلّص من سوء الفهم المتراكم بين الحضارات والأديان. وهذا الحوار ضروري لتصحيح صورتنا كعرب ومسلمين وإزالة ما انتابها من شوائب نتيجة الفهم الخاطئ لحضارتنا وثقافتنا وديننا لدى البعض وما رافقها أحيانا من تصرّفات ومواقف صدمت مشاعرنا. وهذا الفهم الخاطئ في كثير من الأحيان تغذّى من السلوكات المتطرّفة والعنيفة لبعض الغلاة وبعض التيارات المحسوبة على ديننا الإسلامي السمح وهو منها براء. ونحن في تونس نؤكّد على أهميّة الحوار بين الحضارات والثقافات، ولا نؤمن البتة بحتميّة صدامها، وسنعمل كلّ ما في وسعنا على تكريس التحاور وترسيخ ثقافة التسامح والتآخي بين البشر، دون تنازل عن اعتزازنا بهويتنا وجذورنا وخصائصنا الحضاريّة.. فنحن دعاة وسطيّة واعتدال وهي قيم نستمدها من جوهر ديننا الحنيف وتراثنا الحضاري والإنساني المستنير. تدرج التقارير الدولية تونس ضمن أفضل الوجهات الاستثمارية والسياحية في العالم. ماهي آفاق تطوير الأنشطة الاستثمارية والسياحية العربية نحو تونس. وما هي الامتيازات التي تمنحها تونس في هذا الاتجاه ؟ يشهد الاستثمار الأجنبي المباشر في تونس نسقا تصاعديا، وما انفك يحقّق نموا مطردا من سنة إلى أخرى وأصبح يمثل حاليا ما يفوق 10 بالمائة من الاستثمارات المنتجة ويوفر ثلث الصادرات ويؤمّن سدس مواطن الشغل. وقد تم خلال الخطة التنموية العاشرة (2002-2006) استقطاب استثمارات خارجية هامة فاقت التوقعات الأولية لتبلغ 5,1 مليار دينار خلال هذه الفترة دون اعتبار عائدات التخصيص. علما أن هناك حاليا حوالي 2800 مؤسسة أجنبيّة في تونس ويتوزع نشاطها على كل القطاعات ومجالات الاختصاص. وتجذب هذه المؤسسات الأجنبية إلى تونس عوامل عديدة من بينها المناخ الاقتصادي المتميز لبلادنا، والذي يتجلى في حصول تونس على المرتبة الأولى أفريقيا في مجال تنافسيّة الأعمال وفق التقرير الأخير للمنتدى الاقتصادي بدافوس. ورجال الأعمال والممولون الأجانب الذين يستثمرون في تونس يتمتعون بامتيازات وحوافز قانونيّة وجبائية عديدة وفرناها خلال العقدين الأخيرين. كما باستطاعة المستثمرين التعويل على الكفاءات التونسية العالية المتوفرة في سائر الاختصاصات والإعتماد على البنية التحتية الحديثة والمتطورة التي أنجزناها والتي سيقع تدعيمها خلال الفترة القادمة بصفة ملحوظة وهي التي تؤمن لهم أفضل الظروف لتلبية حاجياتهم في مجالات الإنتاج والنقل والإتصالات والخدمات والتصدير. وإذ يحتل الاتحاد الأوروبي المركز الأول ويشكل أكبر المستثمرين في تونس خلال الفترة السابقة، فإنّ الاستثمارات العربية تسجل أيضا تطورا ملموسا لتحتل المراتب الأولى هذه السنة. وأملنا في أن يزداد مجال الاستثمار العربي في تونس توسّعا وتنوّعا، والآفاق في هذا المجال كبيرة وواعدة. ووعيا منّا بأهمية الاستثمار الخارجي في تأكيد صلابة اقتصادنا الوطني ودعم قدرته التنافسية والرفع من نسق نموّه والحفاظ على سلامة توازناته، نواصل العمل من أجل مزيد تحسين مناخ الأعمال وتحديث البنية التحتية وتيسير الإجراءات في مختلف مراحل إنجاز المشاريع وتحسين الخدمات الإدارية وتطوير الإطار القانوني والتشريعي لا سيما في القطاعات التي توفر فيها بلادنا مزايا تفاضلية عالية مقارنة بعدة بلدان منافسة على غرار قطاعات السياحة والفلاحة والخدمات الإعلامية. كل هذا تعزيزا للاستثمار الخارجي المباشر حتى يبلغ نسبة 3,2% من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2011. وتتركز جهودنا في المرحلة المقبلة على الاستثمار في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية والتشغيلية المرتفعة والتي تحقق أعلى نسب التصدير. إن تونس التي ما انفكت تعمل على تطوير العمل العربي المشترك ودعم مؤسساته وتجسيم الاندماج الاقتصادي العربي، تراهن على مساهمة القطاع الخاص والمستثمرين العرب في تحقيق هذه الأهداف وتفتح لهم المجال واسعا للاستثمار في بلدهم الثاني. كما تبقى الدعوة موجهة إلى كلّ العرب لزيارة تونس واكتشاف المميزات التي جعلتها الوجهة المفضلة سنويا لأكثر من 6 ملايين سائح من كافة أنحاء العالم، ومن بينها جمال المعالم الطبيعية وما يتوفر في بلادنا من خدمات سياحية راقية ومنتوج سياحي متنوع ينطلق من السياحة الشاطئية وصولا إلى السياحة الاستشفائية والمعالجة بمياه البحر، التي تحتل فيها بلادنا المرتبة الثانية عالميا، إلى الجانب الإرث الحضاري التي تزخر به تونس. وإذ تفتح تونس ذراعيها للعرب جميعا سياحًا ومستثمرين وزائرين، فهي ترحب بهم مبجلين مكرمين بين أهلهم وذويهم. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 أوت 2007)


 

الخطاب الإسلامي يستقطب اهتمام المغاربة عشية الانتخابات التشريعية

 
فاس ـ من زكية عبد النبي: يعتبر جواد صباني أن تحوله من التصويت في انتخابات سابقة لصالح أحزاب يسارية أو أحزاب توصف بالديمقراطية الي التصويت لحزب اسلامي ليس انقلابا جذريا في حياته وانما قناعة راسخة . ويقول صباني (36 عاما) ويعمل استاذا بمدينة فاس صوت في السابق لحزب يساري لكنني فقدت الثقة في اليسار بعد دخولهم الي الحكومة لقد تخلوا عن مبادئهم وأنوي التصويت هذه المرة لحزب العدالة والتنمية الاسلامي فهم ليسوا بمتطرفين ومبادئهم معتدلة كما المفروض ان يكون جميع المغاربة . ويضيف أنه ليس منتميا ولكن متعاطفا مع الحزب باعتباره أقوي حزب اسلامي موجود علي الساحة الان . ويستعد المغرب لاجراء انتخابات تشريعية في السابع من سبتمبر أيلول المقبل. وتشكل حزب العدالة والتنمية في عام 1996 بعد توحيد الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية وحركة التوحيد والاصلاح. ويري محللون أن الحزب جاء ليسد الطريق في وجه التيارات الاسلامية غيرالمعترف بها رسميا خاصة منها جماعة العدل والاحسان. ويعتبر العدالة والتنمية من أقوي الاحزاب الاسلامية في المغرب ورفع عدد مقاعده في الانتخابات التشريعية عام 2002 من 14 الي 42 مقعدا مما مجموعه 325 مقعدا ليصبح بذلك ثالث اكبر حزب بعد حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي الاساسيين في الائتلاف الحكومي. كما حصل الحزب علي نسبة هامة من الاصوات في انتخابات المجالس البلدية عاما بعد ذلك بالرغم من ترشحه في 50 في المئة من الدوائر فقط بطلب من السلطات نظرا للحساسية من الاسلاميين بعد تفجيرات الدارالبيضاء الانتحارية في ايار/مايو عام 2003 والتي خلفت 45 قتيلا بمن فيهم 13 انتحاريا. واتهم الحزب بتغذية الارهاب معنويا بعد هذه التفجيرات التي كانت صادمة لزعزعتها صورة المغرب الآمن بالرغم من أن الحزب سارع لادانتها. وعرفت فاس علي مدي سنوات متتالية صعود منتخبين من أحزاب ما يعرف بالكتلة الديمقراطية خاصة حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي بقي لسنوات طويلة في المعارضة ليحصل في الانتخابات التشريعية عام 1997 علي 13.9 في المئة من الاصوات أي 57 من مجموع مقاعد مجلس النواب مما جعل ملك المغرب يعين الكاتب العام للحزب آنذاك عبدالرحمن اليوسفي رئيسا للوزارء. ويقول محللون أن اليسار فقد مصداقيته بعد المشاركة في الحكومة خاصة برأي الشباب لعجزه عن حل عدد من المشاكل السياسية والاجتماعية مثل البطالة والفقر. ويقول شاب عرف نفسه باسم عبدالكريم (32 سنة) ويعمل تاجرا سبق وصوت لحزب خيب ظني أنوي هذ السنة أن أصوت لحزب العدالة والتنمية لان مرجعيته الاسلام سأثق فيه واذا خذل الشعب فليتحمل مسؤوليته أمام الله والناس ما دام يستعمل الدين كمرجعية فليخف من الله . وفي وسط حي شعبي فقير في فاس تقول كنزة النياري (52 سنة) ربة بيت جميع الاحزاب نهبت المغرب وبالتالي لا أثق فيها انهم مجرد لصوص لكن اذا تواجد حزب يطبق الاسلام علي حقيقته سأصوت له لاننا فشلنا لما ابتعدنا عن الاسلام . ويقول حميد (30 سنة) ويعمل اسكافيا كنت أنتمي الي حزب يساري لانني رأيت فيه المنقذ للمغرب ولشبابه لكن أملي خاب بعد مشاركته في الحكومة لهذا قررت العمل من داخل حزب العدالة والتنمية . ويضيف لما التحقت بالحزب أول ما استفدت أنني بدأت أصلي واجتنبت الخمر والتدخين ليس لانهم تدخلوا في حريتي ونصحوني لكنني أحرجت لما رأيت الجميع مستقيمين فتساءلت ألست مسلما كما رباني والداي . ويقول محمد السلاوني الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية في فاس رغم سيطرة أحزاب الكتلة علي مدينة فاس استطاع الحزب أن يفرض نفسه . وحصل الحزب في فاس علي مقعدين في مجلس النواب في انتخابات 2002 من أصل خمسة مقاعد. ويعرف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية والاحزاب الاشتراكية التي انشقت عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي والاتحاد الاشتراكي بأحزب الكتلة الديمقراطية. وبين عدد من استطلاعات الرأي أن الاسلاميين قد يحققون نسبة نجاح هامة في الانتخابات التشريعية المقبلة. كما يتوقع محللون أن تشهد هذه الانتخابات نسبة عزوف عالية خاصة من طرف الشباب. ويشكك المحللون ايضا في جدوي الانتخابات في ظل ملكية تنفيذية وتجميع الملك لكل السلطات في يديه في حين تري الدولة أن هذه الانتخابات تؤسس لدعم المسار الديمقراطي في المغرب. ولكن عبدالرحمن الملوكي (22 سنة) طالب قال لن أصوت لاحد لا أثق في أحد سواء أكان حزبا اسلاميا أو عاديا . ويضيف تعددت الشعارات والهدف واحد هو الوصول الي السلطة واذا دخل الاسلاميون الي الحكومة لن يعرفوا كيف يشتغلوا أو يطبقوا مبادئهم . وقال رجل مسن رفض الكشف عن هويته وهو يحتسي كوبا من الشاي عند باب دكانه من يفوز في الانتخابات لا يخدم سوي مصالحه. لن أصوت لاحد. اذا ترشح الملك محمد السادس سأصوت له . (رويترز) (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 أوت 2007)

في إشارة إلى الجدل حول التحالف مع الإسلاميين في الحكومة المقبلة …

أحزاب الائتلاف الحاكم في المغرب تلتزم التصدي لـ«خصوم الديموقراطية»

 
الرباط – محمد الأشهب     تعهدت أحزاب «الكتلة الديموقراطية» في المغرب التزام التنسيق في ما بينها ازاء تشكيل حكومة ما بعد انتخابات 7 أيلول (سبتمبر) المقبل. وأعلنت قيادات أحزاب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والتقدم والاشتراكية في برنامج عمل مشترك، وزعته أول من أمس في الرباط، أنها «تلتزم موقفاً موحداً في شأن الحكومة والأطراف التي قد يتم التحالف معها» في فترة ما بعد الانتخابات، إضافة إلى التصدي لمن وصفوا بـ «خصوم الديموقراطية»، في إشارة إلى جدل أثير أكثر من مرة حول إمكان التحالف بين هذه الفاعليات وحزب «العدالة والتنمية» ذي التوجه الإسلامي، في حال برزت ضرورة لاشراكه في الجهاز التنفيذي. لكن مصادر سياسية قللت من رفع الأحزاب سقف مطالبها قبل ظهور نتائج الاقتراع ومعرفة من سيفوز بها، مشيرة إلى أن «العدالة والتنمية» كان يساند حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالرحمن اليوسفي (الاشتراكي) التي تشكلت عام 1998 قبل أن يلجأ الحزب الإسلامي إلى المعارضة على خلفية نشوء نزاعات حول خطة دمج المرأة في التنمية والموقف من مهرجانات ثقافية. وأوضحت «الكتلة الديموقراطية» التي قادت الائتلاف الحكومي طيلة السنوات التسع الماضية، أنها ملتزمة «التحلي المطلق بأخلاقيات التنافس الشريف خلال الحملات الانتخابية بين مرشحي أحزابها والتوجه صفاً واحداً وإحداث آليات مصالحة لفض أي نزاعات محتملة بين مكوناتها». ونقلت وكالة «رويترز» عن اسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشريك الصغير في الائتلاف الحاكم)، انه يعتقد انه سيكون من الصعب للغاية أن يصبح الاسلاميون جزءاً من الحكومة المقبلة. وأضاف أن الإسلاميين يعتبرون الديموقراطية مثلاً أعلى لكن افعالهم تناقض ذلك. وتابع أن تصريحات مسؤولي حزب العدالة والتنمية تنبئ بأنهم سيعيدون النظر في منجزات تحققت كحقوق النساء، لافتاً إلى أن الحزب الإسلامي بمعارضته أحداثاً ثقافية، مثل مهرجانات الموسيقى الشعبية، يعادي أيضاً رغبات الشباب الذين يريدون أن يتحرروا وأن يمتّعوا أنفسهم. إلى ذلك، تبنت أحزاب الكتلة الديموقراطية موقفاً متشدداً في مواجهة اسبانيا لحضها على الدخول في حوار مع المغرب حول مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. كما دعت إلى مواجهة تحديات المرحلة المقبلة المتمثلة في دعم الموقف الوطني في نزاع الصحراء بهدف «التوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء». وفي هذا الإطار، كشف مصدر رسمي أن الجولة الثانية من مفاوضات الحكم الذاتي في منهاست (قرب نيويورك)عرضت تفاصيل حول الحكم الذاتي من خلال تقارير خبراء دوليين. ونقل وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة نبيل بن عبدالله عن مجلس حكومي أنه درس تقريراً عن نتائج المفاوضات شمل عرض خبراء الأمم المتحدة قضايا تتعلق بالحكم الذاتي من قبيل تدبير الموارد الطبيعية والحكم المحلي، مبدياً تفاؤل بلاده ازاء مسار المفاوضات. وقال بن عبدالله إن المغرب يثق في عملية التفاوض الجارية لكنه «يأسف للموقف الجامد للطرف الآخر»، معبّراً عن الأمل في «تجاوب» جبهة «بوليساريو» مع نداء المجموعة الدولية للدخول في مفاوضات حقيقية والتوصل إلى وفاق يستند إلى الحكم الذاتي الذي قال عنه إنه يمثل «أفضل إطار» لتسوية هذا النزاع. ودعا الوزير المغربي الجزائر وموريتانيا إلى المساهمة في ايجاد حل نهائي لنزاع الصحراء باعتبار مشاركة البلدين في مفاوضات منهاست «مهمة». واعتبر تقرير الحكومة المغربية أن الجزائر «معنية» بهذا النزاع لأنها تستضيف مخيمات تندوف. وأضاف أن موريتانيا بدورها تؤوي أعداداً كبيرة من المتحدرين من أصول صحراوية. من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو التزام حكومته الحياد في الانتخابات التشريعية. وقال أمام مجلس للحكومة أول من أمس في الرباط إن الحكومة ملتزمة الحياد في مختلف مراحل العملية التشريعية، فيما دعا محافظون مسؤولين حزبيين في الولايات التي يديرونها الى ابرام ميثاق شرف بين الفاعليات السياسية المحلية لضمان نزاهة الانتخابات. ومن المقرر أن تبدأ الحملات الانتخابية غداً السبت، بيد أن تقويم توقعاتها لن يكتمل إلا بعد نشر القوائم النهائية للمرشحين عن كل الفاعليات السياسية. ولاحظت المصادر أن تعديلاً بسيطاً طرأ على الدوائر الانتخابية التي ارتفع عددها من 91 الى 95 دائرة نتيجة التقسيم الانتخابي. ويضم مجلس النواب 295 مقعداً يتنافس عليها 33 حزباً سياسياً، وإن كان الراجح أن عدداً من هذه الأحزاب لن يقدم مترشحين في كل الدوائر، فيما سبق لـ «العدالة والتنمية» أن أعلن أنه سيقدم مرشحين في الدوائر كافة بعدما كان قلّص عدد مرشحيه في انتخابات 2002، ما يعزز احتمالات زيادة عدد مقاعده في البرلمان المقبل. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 أوت 2007)

الاسلاميون يختبرون حدود الديمقراطية بالمغرب في الانتخابات
 
الرباط (رويترز) – قال محللون ان الاداء القوي المتوقع للاسلاميين المعتدلين في الانتخابات القادمة بالمغرب سيختبر مسار الديمقراطية الوليدة الضيق بالفعل في البلاد. وتنظر المؤسسة العلمانية في المغرب الى تعزيز الاسلاميين المعتدلين على أنه حصن ديني ضد صعود الاسلاميين المتطرفين و”الجهاديين” من أنصار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي تعهد بتصعيد الهجمات ضد “الكفار” وحلفائهم. ويتوقع على نطاق واسع أن يحقق حزب العدالة والتنمية وهو حزب المعارضة الرئيسي في البرلمان المغربي مكاسب في الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من سبتمبر ايلول القادم غير أنه بذلك سيضع النخبة التي حكمت المغرب على مدى أكثر من 50 عاما في مأزق. ويشغل الحزب حاليا 42 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 325 مقعدا. وتجد هذه النخبة نفسها بين خيارين كلاهما مر. فهي تخشى أنه في حالة انضمام حزب العدالة والتنمية المعارض للحكومة المقبلة فان الشبان الساخطين الذين يعانون من ارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفقر سيعتبرون المتشددين الاسلاميين ملاذهم الوحيد. أما اذا ترك الحزب خارج الحكومة رغم تغلبه على معظم الاحزاب المتنافسة في الانتخابات والتي يزيد عددها على 30 حزبا فان ذلك سيلقي بظلاله على الديمقراطية الوليدة بالمغرب. وقال محمد ظريف وهو محلل بارز لشؤون الحركات الاسلامية في شمال أفريقيا “التصوران بخصوص السماح لحزب العدالة والتنمية بالمشاركة في الحكومة أو ابقائه خارجها مطروحان على طاولة السياسيين.” وأضاف “كل تصور منهما له من يؤيده داخل القصر.” ولن تغير الانتخابات القادمة الكثير في الهيكل الاساسي للنظام الملكي بالمغرب بغض النظر عمن سيفوز فيها وعن الانصبة التي سيقتسمونها. فالملك يهيمن على مقاليد السلطة بوصفه القائد الاعلى للجيش وأمير المؤمنين مما يعطيه سلطة تعيين رئيس الوزراء والاعتراض على القوانين. ويرى محللون أن الانتخابات تمرين يهدف بشكل رئيسي الى تنشيط العملية السياسية وتجديد أجزاء في هيكل النخبة الحاكمة. لكن البعض يقول ان الاداء القوي لحزب العدالة والتنمية قد يعيد ترتيب المشهد السياسي ويمنح البرلمان صوتا أكثر استقلالية. وقالت جماعة (ديموكراسي ريبورتينج انترناشونال) وهي جماعة مدافعة عن حقوق الانسان تمولها الحكومة الالمانية “في هذه المرحلة.. لا ينذر برنامج حزب العدالة والتنمية أو ممارساته السياسية بمواجهة مباشرة مع السلطة الملكية.” وأضافت “رغم ذلك فان صعود حزب العدالة والتنمية كقوة سياسية أكثر حسما سيؤدي بالفعل الى كشف مباشر بدرجة أكبر عن الدور السياسي الذي يلعبه الملك.” ويقول محللون ان المغرب حريص على دعم الديمقراطية كوسيلة للتنافس على المسرح العالمي كأكثر دول شمال افريقيا انفتاحا بهدف جذب الاستثمارات الاجنبية وكسب الاحترام. كما يرغب أيضا في وضع حد للفساد المتأصل واساءة استخدام السلطة وهما عاملان ينظر اليهما على أنهما العقبتان الرئيسيتان أمام مكافحة الفقر الذي يعاني منه نحو 40 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة. ويقول محللون ومقربون من دوائر الحكم ان السلطات قبلت حزب العدالة والتنمية كحزب شرعي في التسعينات لمواجهة صعود المتطرفين الاسلاميين من أمثال جماعة العدل والاحسان. وحقق حزب العدالة والتنمية نتائج قوية في الانتخابات البرلمانية عام 2002 خاصة في الضواحي منخفضة الدخل بالمدن الكبرى استنادا الى برنامج يؤكد على القيم الأسرية المحافظة والأخلاق في الحياة العامة. ويقول محللون ان حزب العدالة والتنمية يستمد قوته بشكل أساسي من نهجه المعتدل الذي أصبح مستساغا على نحو متزايد من جانب الملك محمد السادس عاهل المغرب ذي التوجهات الاصلاحية ومن جانب النخبة السياسية ونخبة رجال الاعمال المحيطين به.
ومن بين مؤشرات ارتياح القصر لحزب العدالة والتنمية وجود عبد الواحد بناني عم الاميرة للاسلمى زوجة الملك بين مرشحي الحزب. ويقول المحللون أنه دون ضوء أخضر من القصر لما انضم بناني لحزب العدالة والتنمية للترشح امام رئيس البرلمان المنتهية ولايته عبد الواحد الراضي وهو شخصية اشتراكية بارزة. وقال الكاتب والمحلل السياسي المغربي بلال التليدي “سيصبح حزب العدالة والتنمية (بعد الانتخابات) الحزب الاول.” غير أن البعض في الائتلاف الحاكم بالمغرب يشكك في التزام حزب العدالة والتنمية بالديمقراطية. وأعرب اسماعيل العلوي الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن اعتقاده في أنه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية المشاركة في الحكومة. وأضاف أنهم يتبنون الديمقراطية كفكرة ولكن أفعالهم تناقض ذلك. ولا يسمح المشهد السياسي المنقسم بالمغرب لاي جماعة بالحصول على ما يكفي من الاصوات لتشكيل الحكومة بمفردها ويعتمد تشكيل حكومة ائتلافية على الضوء الاخضر من القصر. ويقول محللون ان أفضل ما يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يحققه هو أن يأتي في المركز الاول بما لا يزيد على ثلث الاصوات وهو ما يقره زعماء للحزب في احاديثهم الخاصة. ويقول المحلل ظريف ومحللون اخرون ان تجاهل الحزب حتى اذا حل في المركز الاول في الانتخابات لا يعني أنه سيتم التلاعب بالانتخابات. وقال ظريف “اذا قرروا ابقاء حزب العدالة والتنمية خارج الحكومة.. فسيأتي ذلك كجزء من العملية الديمقراطية برفض الاحزاب الرئيسية الانضمام اليه في ائتلاف.” ويتعهد حزب العدالة والتنمية بالقضاء على الافات التي يعاني منها المغرب مثل الفساد أكثر من تأكيده على برنامج عمل ذي توجه ديني. وجاء عشرة من بين نوابه بالبرلمان من أحياء فقيرة بالدار البيضاء العاصمة التجارية للمغرب. وقال المسؤول الكبير في الحزب عبد الاله بنكيران “الاجندة (البرنامج) التي سنصل بها الى الحكومة بدون شك عندها خلفية اسلامية.. لكن خلفية اسلامية مرتبطة بحاجيات المواطن.” وحل المغرب عام 1999 في المرتبة الخامسة والاربعين من بين 100 دولة في تقرير لمنظمة الشفافية الدولية التي تراقب الفساد في العالم. ووضع أحدث تقرير لها المغرب في المرتبة الثامنة والسبعين بين 158 دولة. وقال ادريس بن علي رئيس جمعية (بدائل) وهي رابطة مدنية تضم مثقفين ليبراليين وعلمانيين “مادام الفساد متفشيا بالمغرب فكل الفرص متاحة أمام الاسلاميين للفوز بالانتخابات.”  من الامين الغانمي (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ  24 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

اسلاميو المغرب يركزون في الانتخابات على اهتمامات المواطن لا الدين
 
الرباط (رويترز) – قال عبد الاله بنكيران رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي ان الحزب وهو حزب المعارضة الاسلامي الرئيسي في البلاد يعتزم التركيز في حملته الانتخابية على الاهتمامات اليومية للناخبين وليس على الدين. ويتوقع محللون أن يحقق الحزب مكاسب في الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من سبتمبر ايلول وأنه ربما يأتي في المرتبة الاولى في الانتخابات التي يخوضها أكثر من 30 حزبا. ويرى مراقبون النتائج التي سيحققها حزب العدالة والتنمية على أنها مقياس لمدى خيبة أمل الناخبين في النخب العلمانية والليبرالية التي حكمت المغرب خلال الخمسين عاما الماضي. ويملك البرلمان سلطات محدودة في المغرب حيث يسيطر الملك على القطاعات الرئيسية بدءا من الجيش وحتى الشؤون الدينية كما يعين رئيس الوزراء ويمتلك سلطة الاعتراض على القوانين. غير أن محللين يتوقعون أن تسهم الانتخابات رغم ذلك في بعث الحياة من جديد في أجزاء من هيكل النخبة الحاكمة. وقال بنكيران لرويترز “الاجندة التي نصل بها الى الحكومة بدون شك عندها خلفية اسلامية لكنها خلفية اسلامية مرتبطة بحاجيات المواطن.” وأضاف في مقابلة جرت أمس الخميس “المواطنون يعانون من الفقر والبطالة وأزمات السكن والتعليم والصحة والعدالة.” وتابع “بكل وضوح وصراحة المواطنون لن يدعموننا ويصوتوا علينا لكي نلزم النساء بالحجاب أو الرجال باللحية أو نكره الناس على الدخول للمساجد.” وبنكيران أحد أشد الشخصيات تأثيرا على الاطلاق في حزب العدالة والتنمية وهو قيادي بارز بحركة التوحيد والاصلاح التي يستمد منها الحزب كثيرا من نشطائه وكبار مسؤوليه وأغلب قاعدته الانتخابية. وتنظر المؤسسة العلمانية في المغرب الى تعزيز الاسلاميين المعتدلين على أنه حصن ديني ضد صعود الاسلاميين المتطرفين و”الجهاديين” من أنصار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي تعهد بتصعيد الهجمات ضد “الكفار” وحلفائهم. وتأسس حزب العدالة والتنمية عام 1996 ويشغل حاليا 42 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 325 مقعدا. وتعهد الحزب بمحاربة الفساد وتوفير وظائف في بلد يعيش فيه نحو 40 في المئة من سكانه البالغ عددهم 30 مليونا تحت خط الفقر. ويقول الحزب انه سيخفض البطالة في المدن من 15.5 في المئة حاليا الى 12.5 بالمئة ومن 3.5 الى 2.5 بالمئة في الريف. كما يرغب في مضاعفة معدل النمو الاقتصادي ليصبح سبعة في المئة. وقال بنكيران “مقاومة ومكافحة الفساد والرشوة هي أولوية. بدون انهاء الفساد.. المغرب لن يتطور اقتصاديا واجتماعيا حتى لو ضخت أموال كبيرة في مشاريع التنمية.” ويكافح المغرب فيما يبدو للحد من الفساد. فقد حل المغرب عام 1999 في المرتبة الخامسة والاربعين من بين 100 دولة في تقرير لمنظمة الشفافية الدولية التي تراقب الفساد في العالم. ووضع أحدث تقرير لها المغرب في المرتبة الثامنة والسبعين بين 158 دولة.  من الامين الغانمي (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ  24 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

22 juillet 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2616 du 22.07.2007  archives : www.tunisnews.net Oum Ahmed, Luiza Toscane: Souhaits universels

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.