الجمعة، 21 يناير 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3895 du 21.01.2011  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:مجزرة بشعة بسحن برج الرومي تودي بحياة أكثر من مائة سجين

حــرية وإنـصاف:نداء عاجل لإطلاق سراح المساجين السياسيين ومساجين الرأي

قرية فطناسة تطالب بتسريح آخر ابنائها المساجين

اللجنة الدوليّة لملاحقة عبد الله القلال وخالد بن سعيد

أ ف ب:مجلس الذهب العالمي يؤكد اختفاء 1.5 طن ذهب من تونس

الصباح:إحباط عملية إتلاف وثائق سرية هامة تابعة لوزارة الاتصال

اللقـــاء الإصلاحــي الديمقراطــي:لماذا الإعلان عن التأخير في منحنا التأشيرة

بلاغ من حركة التجديد

لجنة إنقاذ الوطن:لنترك المجال لحكومة يختارها الشعب

من ثورة تونس:حذار من وجود الداخلية خارج يد الثورة  / يجب تفكيك بعض الإدارات التي ترمز الى العهد البائد

سليم بوخذير:تمتمة:لص برتبة رئيس

العربي القاسمي:تشبّث وزراء التّجمّع بالحكومة مثير للرّيبة !

الغرياني لـ«الشرق الأوسط»: كنا نتذمر في صمت من الأساليب الخاطئة في إدارة البلاد

الجزيرة.نت:حداد بتونس والحكومة تقر العفو

القدس العربي:تونس: مصادرة ممتلكات حزب بن علي واطلاق حرية الاحزاب وعفو يشمل ‘النهضة’

القدس العربي:وزارة الأوقاف التونسية تدعو إلى إقامة صلاة الغائب على أرواح الشهداء

رسالة تهنئة وشكر من اليمن، وإذ سمحتم، اقتراح متواضع لأسود تونس

ماهر خليل:شارع بورقيبة.. هايد بارك تونس

لقطة من تجمع أنصار الانتفاضة التونسية باستكهولم يوم 20 جانفي 2011 أمام مقر البرلمان السويدي

قنطرة:دروس من”ثورة الياسمين” التونسية:الانسداد السياسي يولّد الانفجارات

محمد اسعد بيوض التميمي:يا طغاة العالم اتعظوا (الغضب الساطع آت)

جيلاني العبدلي:معارضون يديرون الظهر لعموم الثائرين

من أجل خطوة إلى الأمام على طريق تصفية حزب البغي الدستوري – ضيقوا عليهم الحصار فإنهم ينهارون

أبو القاسم الشابي:اسكني يا جراح 

نبيل الفولي:إرادة قطيع…

العربي صديقي:تونس.. خارطة طريق إلى الديمقراطية

رشيد الحاج صالح:الحرية هي الطريق الوحيد للمستقبل

    الجزيرة نت::فرنسا جلست في مقاعد المتفرجين ثم حاولت استرضاء التونسيين

القدس العربي:السلطات الجزائرية تحذر من المشاركة في مسيرة يعتزم حزب معارض تنظيمها

الجزيرة نت:قرصنة مواقع ليبية تنقل أخبار الداخل

الجزيرة نت:احتجاجا على انحيازها لإسرائيل اعتراض موكب وزيرة فرنسية بغزة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس             تونس في 21 جانفي 2011        

مجزرة بشعة بسحن برج الرومي تودي بحياة أكثر من مائة سجين


علمت الجمعية من مصادر موثوق بصحتها أن سجن برج الرومي ببنزرت شهد مجزرة بحق المساجين أودت بحياة ما لا يقل عن مائة سجين ، اذ عمد مدير السجن المجرم حمدي الشريف الى اعطاء أوامره الى الأعوان الى اطلاق النار بالرصاص الحي على مساجين عزل داخل زنزاناتهم . علما و أن ادارة السجن منعت الزيارة عن العائلات منذ سقوط الديكتاتور و ذلك لمنع تسريب أخبار المجزرة الى الرأي العام كما علمت الجمعية أن المساحين يعانون من حالة اهمال اذ يجبرون على المبيت بساحة السجن في البرد القارس كما تمتنع ادارة السجن من تمكينهم من الأغذية و الأدوية منذ حوالي الأسبوع .
و الجمعية اذ تعبر عن استنكارها و تنديدها الشديدين بهذه الجريمة البشعة فانها تدعو الى فتج تحقيق جدي و محايد عن المجازر المرتكبة بمختلف السجون على غرار سوسة و المنستير و برج الرومي منذ فرار الديكتاتور بن علي و تطالب بمحاكمة كل من ثبت تورطه في هذه المجازر أمرا و تنفيذا .                                                                                                           عن الهيئة المديرة                      الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية وإنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12 صفر 1432 الموافق ل 21 جانفي 2011

نداء عاجل لإطلاق سراح المساجين السياسيين ومساجين الرأي


تشهد السجون التونسية تطورات بالغة الخطورة آخرها ما جد يوم أمس الخميس 20 جانفي 2011 بسجن برج الرومي ببنزرت من اندلاع حريق وإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع وسقوط قتلى وجرحى من بين المساجين في ظل منع العائلات من زيارة أبنائهم مما يزيد من الهلع في صفوف عائلات المساجين.

وقد تم صباح اليوم الجمعة إعلام 10 عائلات بوفاة أبنائها المسجونين بسجن برج الرومي، كما أعلمتنا عائلة سجين الرأي علي القلعي المعتقل بسجن برج العامري بولاية منوبة إثر محاولة زيارته صباح اليوم بأنها فوجئت برد إدارة السجن أن ابنها غير موجود دون توضيح مصيره.
كما أفاد أحد المسرحين من سجن برج الرومي من مساجين الحق العام أن المساجين يعانون من الجوع والنقص الحاد في التغذية والخوف والحرمان من الفسحة والزيارة حيث توزع عليهم إدارة السجن المذكور 20 خبزة ل 300 سجين ، وأفاد نفس السجين بأن إحدى جثث المساجين القتلى أكلتها الجرذان بسبب امتناع الإدارة عن حفظ هذه الجثث ومنع المساجين من القيام بذلك.
ورغم الوعود بإطلاق سراح كل المساجين السياسيين ومساجين الرأي فلم يتم إطلاق سراح أي واحد منهم ما عدا مجموعة صغيرة جدا من الموقوفين بالإضافة إلى الإفراج عن الصحفي الفاهم بوكدوس والناشط النقابي حسن بن عبد الله.
علما بأن سبق للٍرأي العام الوطني والعالمي أن صُدم بمقتل العشرات من المساجين بسجون المهدية والمنستير والمسعدين وتفحم جثث العشرات منهم.
وحرية وإنصاف:
1) تدين بشدة الجرائم الخطيرة المرتكبة في حق المساجين في عدد من السجون التونسية وتحمل السلطة مسؤولية قتل بعض المساجين والمعاملة السيئة التي يتعرضون إليها وتدعو إلى إطلاق سراحهم فورا. 2) تستنكر منع العائلات من الزيارة وتعتبر ذلك تغطية على الجرائم الخطيرة تقع الآن بالسجون وتستغرب إعلان السلطة على العفو في حين أن أغلب العائلات التي تتصل بمنظمة حرية وإنصاف تؤكد أن أبناءها لا زالوا إلى حد الآن بالسجن. 3) تطالب بتشكيل لجنة حقوقية وطنية من ممثلي المنظمات الحقوقية التونسية لزيارة السجون والاطلاع على حقيقة الأوضاع كما تطالب بفتح تحقيق فوري وتحديد المسؤوليات وتقديم من يثبت تورطه أمرا وتنفيذا إلى قضاء مستقل. 4) تدعو كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية داخل تونس وخارجها وكل أحرار العالم إلى التدخل العاجل والفعال من أجل إطلاق سراح كل المساجين السياسيين ومساجين الرأي ضحايا قانون ”الإرهاب” اللادستوري وتفعيل العفو التشريعي العام. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


قرية فطناسة تطالب بتسريح آخر ابنائها المساجين


رغم العفو التشريعي الذي أُعلن عنه, لا يزال الشاب عبد الحميد الصويعي ابن الشهيد عبد القادر الصويعي ,رهين سجن بازمة ڤبلي , وقد اتصلت بأهله للسؤال عنه,فأعلموني بأنّه لا يزال تحت الاحتجاز,وإننا نتوجه بالنداء للهيئات الوطنية والدولية الحقوقية, لمساندة هذا النداء والعمل على أن يشمله العفو,علما بأنّ احتجازه تمّ في ديسمبر2006 تحت طائلة قانون مقاومة الإرهاب, وهو بريء من الإرهاب , وذنبه أنّه ابن شهيد حركة النهضة عبد القادر الصويعي,و قرية فطناسة قدمت الشهداء الآتي ذكرهم

-الشهيد حمادي  حبيڤ     – الشهيد عبد الرزاق بن سعيد -الشهيد عبد القادر الصويعي -الشهيد الأزهر النعمان  _ يسكن النزلة بڤبلي -الشهيد محمد المولدي حمادي اصله فطناسة يسكن بالمحاسن توزر
كل هؤلاء شهداء النهضة ,وقائمة طويلة من المساجين الذين فقدوا مناصبهم في التعليم,وعانى الكثير من السكان جور النظام الدستوري, فالرجاء من الجميع التدخل لاطلاق سراح هذا السجين المتبقي وأجركم على الله,منظمات حقوقية وسياسية وإعلام ومدوّنين والله وليّ التوفيق
الإمضاء أهالي فطناسة , أبوجعفر العويني  الأزهر المقداد الفاضل بدّة  


اللجنة الدوليّة لملاحقة عبد الله القلال وخالد بن سعيد


نعلم الرأي العام الوطني أنّه وقع تشكيل لجنة دوليّة لملاحقة كلّ من عبداللّه القلاّل وزير الدّاخليّة الأسبق المطلوب لدى القضاء السويسري  وذلك على خلفيّة قضيّة تعذيب رفعها ضدّه السيّد       عبد النّاصر نايت ليمام  ، وكذلك المدعو خالد بن سعيد الصادر في حقّه حكما بالسجن من محكمة ستراسبورغ (شرق فرنسا  ) لمدّة ثمانية سنوات  مع بطاقة جلب دوليّة لتورّطه في تعذيب السيّدة زليخة المحجوبي  زوجة السجين السياسي مولدي الغربي . وبناء عليه فإنّنا نرجوا من كلّ الضمائر الحيّة بالبلاد التفاعل مع هذه القضايا لجلب هؤلاء المجرمين للعدالة .   يمكنكم الإتصال بنا على العنوان البريدي التالي : Lagna_dou@yahoo.fr   عن اللّجنة  نورالدين الخميري  


مجلس الذهب العالمي يؤكد اختفاء 1.5 طن ذهب من تونس


 
لندن ـ أ. ف. ب ـ أعلن مجلس الذهب العالمي ان هناك 1.5 طن من الذهب ناقصة في خزائن بنك تونس المركزي بناء على التقييم الذي اصدره في ديسمبر استنادا الى ارقام صندوق النقد الدولي العائدة الى اكتوبر الماضي. وقدر مجلس الذهب العالمي في ديسمبر موجودات الذهب لدى تونس بـ 6.8 اطنان، اي اكثر بطن ونصف طن من التقييم الذي اصدره بنك تونس المركزي أمس الأول.
وكان بنك تونس المركزي نفى ان تكون عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي هربت معها هذه الكمية من الذهب. وجاء في تقييم مجلس الذهب العالمي في ديسمبر ان احتياطي تونس من الذهب كان يبلغ 6.8 اطنان، وهي كمية لم تتغير على مدى عشر سنوات على الاقل. ويصدر مجلس الذهب العالمي تقييمات عالمية منتظمة ويعتبره الخبراء والسوق موثوقا. ويتفق تقييمه مع ما نشره صندوق النقد الدولي في نهاية اكتوبر الذي تحدث عن 220 الف اونصة من الذهب في بنك تونس المركزي، اي 6.8 اطنان.
وكانت صحيفة لوموند الفرنسية والقناة الاولى في التلفزيون الفرنسي ذكرتا ان عائلة بن علي هربت من تونس ومعها طن ونصف طن من الذهب. وذكرت المصادر نقلا عن اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان ليلى الطرابلسي توجهت الى البنك المركزي لاخذ سبائك الذهب، لكن حاكم البنك رفض تسليمها ذلك قبل ان يرضخ لضغوط بن علي. وقالت المصادر ان سحب الكميات الكبيرة جرى نهاية ديسمبر. ولكن البنك المركزي التونسي نفى الاثنين الماضي ان تكون زوجة الرئيس التونسي المخلوع استولت على 1.5 طن من سبائك الذهب قبل ان تفر الى الخارج.  
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 21 جانفي 2011)

إحباط عملية إتلاف وثائق سرية هامة تابعة لوزارة الاتصال


علمت «الصباح» أن  المتفقد العام لوزارة الاتصال تمكن يوم الثلاثاء من التصدي وإحباط عملية تسريب وإتلاف كمية كبيرة من الوثائق الهامة  التابعة لوزارة الاتصال السابقة. وصورة الواقعة أن عونين تابعين للوزارة مع شخص ثالث يبدو انه من خارج الوزارة انتظروا عشية يوم الثلاثاء خروج موظفي الوزارة وصعدوا إلى الطابق الرابع أين يوجد مكتب الوزير السابق وبعض مستشاريه وحاولوا تجميع وإتلاف مجموعة كبيرة من الوثائق بهذه المكاتب…
إلا أن موظفا كان متواجدا بالوزارة اعلم بالهاتف  المتفقد العام للوزارة الذي  حضر في الإبان وتمكن من إحباط هذه العملية  بعد نقاش مع هؤلاء الأشخاص وفرارهم دون تمكنهم من إتلاف أية وثيقة   بعد أن تم تهديدهم بان الجيش الوطني في طريقه إلى مقر الوزارة.  
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم  21 جانفي 2011)


اللقـــاء الإصلاحــي الديمقراطــي

لماذا الإعلان عن التأخير في منحنا التأشيرة

www.liqaa.net


بسم الله الرحمان الرحيم     سعدنا هذه الليلة بسماع التلفزيون التونسي يذكر تباعا توجه الحكومة لاعتراف بأحزاب جديدة في الأيام المقبلة ذاكرا بالإسم حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية وحزب العمال الشيوعي كدفعة أولى، تليها حسب المذيع دفعة ثانية ممثلة في حزب البعث وحركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي التي ننتمي إليها.  
وإذ نحيّ في “اللقــاء” هذا التفاعل الصائب مع طلبات ثورتنا المباركة ونهنئ هذه الأحزاب على تحقيق مطلبها، فإننا نستغرب هذا التفعيل المراحلي والانتقائي واستبعادنا الوقتي الذي لا نجد له مبررا معقولا. فدماء شبابنا الزكية لم تسكب من أجل تبعيض الحرية أو القبول بديمقراطية منقوصة.

إن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي الذي تأسس سنة 2005 قدم طلبا أولي للتأشيرة سنة 2008 ولم يتحصل على أي رد من السلط المعنية. وهذا الرفض يدخل في منظومة الاستبداد والاقصاء التي عاشها الشعب التونسي، والتي لا تقبل بالصوت الحر والصوت المسؤول والصوت المنغص.
ولقد ظل اللقاء الإصلاحي الديمقراطي طيلة السنوات اللاحقة متواجدا في الساحة الإعلامية والفكرية والسياسية في المهجر رغم عمليات التعتيم والتهميش التي نالته كل هذه السنين من “الصديق” والمنافس على حد السواء. فظل ثابتا في مواقفه في تعرية الاستبداد وفضح مزاعمه والتشهير بممارسته، ولم ينحنِي ويمشي حذو الحائط، بل ظل شوكة في حلق الاستبداد ومنبها الجميع إلى عدم السقوط أو المساومة، وكانت كتابات رئيسه الدكتور خالد الطراولي، كثيرة في هذا المجال من مثل “كرامة الإنسان قبل إذاعة القرآن”  عنوانا لهذا التحدي الذي رفعه الحزب.
ورغم المصادرات التي وقعت لكل كتب رئيسه من مثل “اشراقات تونسية الديمقراطية ورحلة الشتاء والصيف”أو “حدث مواطن قال” أو “رؤى في الاقتصاد الإسلامي” فإن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي ظل ثابتا في مواقفه فاضحا للإستبداد ومناد باقتلاعه من جذوره.
إن تجديدنا هذه الأيام لمطلب التأشيرة كان تعبيرا على أملنا في ثمرات الثورة المباركة وتأكيدا على إيماننا بحقنا في العمل القانوني داخل مشهد سياسي حر تعددي وديمقراطي، وإننا ننادي من جديد إلى عدم التأخير في مطلبنا الذي لا نرى له مبررا معقولا، والتعجيل بمنحنا التأشيرة مع جملة الأحزاب الأخرى التي سوف تتحصل على التأشيرة في الأيام القليلة المقبلة، وليس تأخيرنا إلى دفعة أخرى لاحقة كما لمح البيان التلفزي.
إن تونس اليوم هي عنوان ضخم تجاوز جغرافية البلد الصغيرة، ليلامس بلاد العرب والقرية الكونية جمعاء، إن شعوب العالم اليوم تنظر إلى هذا الصغير حتى يكبر نظرة حب واحترام واعتزاز وقدوة ونموذج يحتذى، ولا نرى لهذا المثال الحي أن يحمل مصداقية الفعل والنظر إذا تقاعس البعض عن استكمال كل البنيان أو اقتصر فعله الثوري على الترقيع أو التبعيض. وأملنا أن يتفاعل كل التونسيون حاكما ومحكومين، نخبة وعامة، إيجابا مع مكتسبات هذه الثورة المباركة التي دفعت الثمن باهضا من أجل نجاحها.
/الجمعة 21 يناير جانفي 2011/ 17 صفر 1432
عن اللقاء الاصلاحي الديمقراطي  المنسق العام د.خــالد الطـراولي  


بلاغ من حركة التجديد تونس في 21 جانفي 2011


بعد أول اجتماع لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية والإعلان عن جملة من القرارات والإجراءات، أصدرت حركة التجديد التصريح التالي:
1- إن قرارات استقالة أعضاء الحكومة المنتمين للتجمع الدستوري من مسؤولياتهم الحزبية وإسترجاع ممتلكات التجمع الراجعة للدولة وإصدار العفو التشريعي العام والسماح بالنشاط القانوني لكافة الأحزاب السياسية التي تطلب ذلك، هي قرارات هامة وتتجاوب مع مطالب الشعب.
2- تذكر حركة التجديد أنها قبلت، إلى جانب ممثلين عن الأحزاب الديمقراطية وشخصيات وطنية ذات مصداقية، المساهمة في الحكومة الانتقالية، بالرغم من وعيها التام بعديد النقائص في تركيبتها وتمثيليتها، أنها وضعت شروطا واضحة لضمان حد أدنى من مصداقيتها وهي ترى أن هذه الشروط قد بدأت تلبيتها باتخاذ تلك القرارات، مما يؤكد تكامل العمل من داخل الحكومة والضغط الشعبي من خارجها للتحقيق التدريجي لكافة المطالب التي رفعتها ثورة الشعب المجيدة، وفي مقدمتها مزيد من الإجراءات العاجلة لتجسيم القطع الفعلي والنهائي مع مخلفات العهد البائد، ورموزه بما في ذلك داخل الحكومة.
3- إن موقفنا قد أنبنى على الوعي بدقة المرحلة وخطورة استمرار الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية وهو ما من شأنه أن يحول دون ضبط الانفلات الأمني وحماية ممتلكات الشعب  وتأمين العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية باستئناف النشاط الاقتصادي وضمان تزويد منتظم للأسواق، وتواصل عمل المؤسسات الإدارية والخدماتية والإنتاجية، وإعادة فتح المؤسسات التعليمية إلخ… وإرجاع الطمأنينة للنفوس، وقطع الطريق أمام  محاولات إرباك الوضع وضمان تواصل المسار بكل استقلالية، بعيدا عن تدخلات الأطراف الأجنبية التي تخشى انتقال الحالة الثورية إلى بلدانها.
4- تؤكد الحركة على الأهمية المحورية لانطلاق أعمال اللجنة العليا للإصلاح السياسي في أقرب الآجال بمشاركة كافة مكونات الطيف السياسي والمدني والحساسيات الفكرية الموجودة في المجتمع بدون استثناء وذلك بهدف صياغة أسس المنظومة السياسية الديمقراطية الجديدة، وتطالب الحكومة بأن توفر لها كافة الإمكانيات لأداء مهامها على أفضل وجه.
5- إن  الحركة ستواصل بكل حزم ومسؤولية الدفع  من داخل الحكومة ومن خارجها باتجاه تفعيل لجنتي تقصي الحقائق في ملفات التجاوزات الأمنية الخطيرة وقضايا الفساد والرشوة، للوصول سريعا إلى نتائج ملموسة تتيح محاسبة المسؤولين الذين تثبت إدانتهم بكل صرامة وفي إطار القانون.
6- تدعو الحركة كافة الفئات الشعبية والنخب الوطنية إلى مواصلة اليقظة، والتعبير عن مشاغلها بجميع الوسائل المتاحة بما في ذلك عن طريق التحركات السلمية في الشارع بهدف الدفع إلى تحقيق مطالبها المشروعة وحماية مكاسب ثورة الشعب وانجاز مهام المرحلة الانتقالية نحو الإصلاح السياسي المنشود.
 


لنترك المجال لحكومة يختارها الشعب


 
إن  اقتراح حكومة مكونة من وطنيين مخلصين يختارهم الشعب يمكن أن تجد مجالا لها للتنفيذ من خلال ما يوفره الواقع من بدائل داخل المؤسسات والوزارات والجمعيات وغير ذلك، ومن خلال فسح المجال لمبادرة الجماهير واستشارتها والاستماع لمقترحاتها لتفرز وتعيِّن ممثليها الحقيقيين.
وهذا النهج هو الوحيد الذي تتجاوب معه الجماهير ويلقى إعجابها وحماسها والجماهير أضحت تأخذ دورها أكثر فأكثر في القطاعات المختلفة و اللجان المختلفة ومثلما قضت بوقفتها الحازمة على محاولات التخريب والفوضى فهي الوحيدة القادرة على تقديم البديل اعتمادا على رأيها فيما هو حالي، وما على الأحزاب والقوى السياسية الوطنية إلا الابتعاد عن مصالحها الضيقة وتسبيق مصلحة الوطن وأن تستفتي الناس وأن تلتصق بهم وبمطالبهم.  
أن تعلو كلمة الشعب وطموحاته وتبرز على السطح ويجب على الأحزاب أن تتحفظ في طرح خياراتها ورموزها وأن تترك مجال التغيير الحقيقي للجماهير.
ولا بد لنا أن ندفع التحركات الجماهيرية في هذا الاتجاه وأن يُُُفسَح المجال للجماهير كي تختار وتعين بالإسم ممثليها من خلال كل القطاعات والمجالات، الممثلين الحقيقيين الذين يعملون وفق معيار محبة الوطن والعمل على إنقاذه والدفاع عن هويته العربية الإسلامية وعلاقاته التاريخية والمصيرية الحسنة مع الأجوار ومن له برنامج  واضح لإنقاذ البلاد من البطالة والخصاصة وعودة الحياة اليومية بسرعة إلى البلاد ونبذ دفع البلاد في اتجاه الصراعات التي تفتت صفوف الشعب وتثير شتى النعرات  كالجهويات والتنافر بين الأجيال أو بين الأعراف والعمال..
كما أن الممثلين الحقيقيين للجماهير ينبذون نزعة استئصال كل المؤسسات ومكاسب الوطن وكل الايجابيات تحت يافطة أنها من مخلفات الفترة السابقة بدون فرز بين ماهو سلبي ويجب استئصاله وما هو ايجابي وجاء بجهود وتضحيات الشعب ويجب الحفاظ عليه وصيانته. فالحزب الحر الدستوري على سبيل المثال قاد حركة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي وانتمى له فرحات حشاد والهادي شاكر وعبد العزيز الثعالبي وغيرهم كثر ممن استشهدوا في سبيل حرية هذا الوطن وانعتاقه من الاستعمار الفرنسي البغيض وهذا جزء من تاريخ تونس وارتباط حركة التحرير في تونس  بحركة التحرير في المغرب العربي والمشرق العربي أيضا. فهل سنستأصل تاريخنا.
إن كل “جديد” إذا لم يُـبْـن على أساس ماهو قديم يصبح بالضرورة جديدا يُصَـفـِّي مكاسب الشعب.
ففي المجال الفني لا يمكن بناء أي عمل فني إذا لم يكن مواصلا لما كان موجودا من إبداعات فيما سبق ولذلك فان رموز الغناء على سبيل المثال لابد أن يكونوا بيننا كلطفي بوشناق وسوسن الحمامي ولطيفة العرفاوى وصابر الرباعي وغيرهم لا أن نقصيهم.
إن نزعة التحطيم والحرق و الفوضى التي حاولت بثها العصابات المسلحة والتي وقف شعبنا في وجهها بحزم وأسقطها يجب أن لا تمتد استئصالا لما هو إيجابي في حاضرنا وتاريخنا والذي أفرزته تضحيات شعبنا وهي ليست منة من أحد. فالدستور على سبيل المثال صاغته الجماهير بتضحياتها والشهداء بدمائهم لذلك فإن المطالبة بإلغائه معناه فتح الباب لإلغاء كل ما هو إيجابي فيه كتنصيصه في أول بند فيه على عروبة تونس وإسلامها وهو ما يجب أن نتمسك به وأن نطوره في اتجاه يخدم مصلحة الجماهير لا أن نستأصله وهو ما يعمل الاتجاه العلماني والفرنكوفونيون على تكريسه.
ولذلك فلتعمل الجماهير على البحث عن ممثليها الحقيقيين سواء في القطاعات  أو الأحياء  أو القرى وإبراز أسمائهم ودفعهم في اتجاه تكوين بدائل وصولا إلى تكوين حكومة منهم

ولتندفع الجماهير في اتجاه تكوين الجمعيات في مختلف المجالات تمثلها وتفرض من خلالها كلمتها.
تونس 21-1-2011 لجنة إنقاذ الوطن


من ثورة تونس

حذار من وجود الداخلية خارج يد الثورة  / يجب تفكيك بعض الإدارات التي ترمز الى العهد البائد

 
لا يمكن للثورة ان يهدا لها بال حتى تصل الى مفصل خط اللارجعة irreversible process مع الماضي وهو ما يسمى بالتطور اللارجعي الذي يقطع امكانية الرجوع الى الوراء .الوضع الان لا يؤكد هذا فبوجود وزارات ذات الشوكة وهي اساسا وزارة الداخلية في غير يدي الثورة لان كل الوزارات الاخرى وكل الترتيبات التي أخذت أخيرا كل هذا يمكن ان يسقط بجرة قلم لذلك ليس اقل من ان يمسك هذه الوزارات أشخاص من المعارضة ونقترح ان يتولاها الاتحاد التونسي للشغل او بعض الاحزاب النظيفة الاخرى وهذا أدنى مايمكن ان تقبله الثورة  وفي انتظار ذلك يمكن الغاء خطط في هذه الوزارة  كما ألغيت خطة الأمن الجامعي وهذه الخطط يعلمها المتخصصون ولكن اخطرها خطة امن الدولة التي اكتوى بها الشعب كما يجب تفكيك بعض الإدارات في الداخلية والتي ساهمت ففي ترويع الشعب والتي  يمكن ان تلعب دورا سيئا في المستقبل . نحن نعلم ان قوى الخارج  وخاصة فرنسا يمكن ان تلعب بهذا البلد عن طريق هذه الوزارة بالذات  هذا الطلب يجب ان يصل الى من يهمه الامر باي طريقة كانت
ثورة تونس وثورة حتى النصر ي  


تمتمة : لص برتبة رئيس


القلم الحرّ سليم بوخذير     * لص برتبة رئيس  الحرامي زين العابدين بن علي وزوجته الحراميّة ليلى الطرابلسي هما الآن في المملكة السعودية ، أخشى ما أخشاه هو أن يُسارعا هذان الحراميّان هناك بسرقة الحرميْن الشريفيْن بمكة المكرّمة ، حذاري يا أشقاءنا السعوديين ! 

 


تشبّث وزراء التّجمّع بالحكومة مثير للرّيبة !


آلاف التوّنسيّين ينزلون يوميا للشّوارع في مختلف المدن التّونسية مطالبين بقايا النّظام الهالك بمغادرة الحكومة وبتكوين حكومة إنقاذ وطنية تظمّ أطيافا وطنية يطمئنّ لها الشّعب ومطالبين أيضا بحل التّجمّع الدّستوري الدّيمقراطي لتورّطه المباشر في ما وصلت إليه البلاد. تقابل هذه المظاهرات وهذه المطالب بنوع من اللاّمبالاة البليدة والتّقسيط في الإستجابة لمطالب الشّعب والتّشبّث بالحكومة المؤقّتة ولسان حالهم يقول “نحن أعرف بمصلحتكم ومصلحة تونس وأنتم لستم سوى غوغاء لا تعرفون تقدير المصلحة ونحن باقون في الحكومة وسنتكرّم عليكم بأن نترككم تتظاهرون دون أن نطلق الرّصاص …” أيّ استخفاف هذا بحقّ الشّعب و أيّ عبث بإرادته وأيّ وعي وطني يحكم هؤلاء الوزراء؟ إذا كان اليوم الشّعب في أقصى حالات الأهبة والإستعداد وفي أقصى درجات الرّفض لهذه الوجوه وهم يماطلون ولا يبالون بهذا الشّكل غير المقبول فكيف يمكن أن يكون الحال لو هدأ الشّارع وترك مقاليد الأمور بين أيديهم؟
تشبّث هؤلاء الوزراء بالحكومة بهذا الشّكل أصبح يثير كثيرا من الرّيبة والظّنون لا سيّما وأنّ هذه الحكومة مؤقّتة وهي زائلة لا محالة فما الّذي يدفعهم للتّشبّث بها بهذا الشّكل؟ هل أنّها مسألة ربح وقت لطمس بعض الحقائق وإتلاف بعض الوثائق وترتيب بعض الأمور للنّجاة من محاكمة الشّعب لجلاّديه؟ هذا السّلوك اللاّمسؤول من هؤلاء الوزراء لا يزيد الشّعب إلاّ احتقانا وغضبا وإصرارا على مطالبه وهو سلوك هادر للوقت والطّاقات ومهدّد لأمن تونس أن ينفلت في كلّ لحظة وليس فيه أدنى احترام ولا تقدير لعشرات الآلاف من رجال ونساء وشباب وبنات تونس ينزلون يوميا إلى الشّوارع مطالبين برحيلهم.
أيّها الوزراء التّجمّعيون، إنّ استقالتكم من التّجمّع لا معنى لها فأنتم من أنتم وماضيكم لن ينفصل عنكم واستقالتكم من الحكومة ستظلّ أولوية ولا مناص منها فارحلوا قبل أن يرفع الشّعب سقف مطالبه ويطالب بمحاكمتكم باعتباركم من أعوان الطّاغية الّذين سكتّم على ظلمه بل وساعدتموه عليه وزيّنتم له ظلمه وبغيه. كم هو كريم معكم شعب تونس وكم أنتم تطمعون في الغدر به والإلتفاف على إنجازه العظيم وسرقة ثورته وإجهاض مسيرته نحو الإنعتاق والتّحرّر. إنّي أحمّلكم مسؤولية كلّ ضرر يلحق بالوطن بسبب تواصل المظاهرات وكلّ خسارة بشرية يمكن أن تحصل لا قدّر الله بسبب تواصل هذا الوضع وإصراركم على البقاء في الحكومة ووقتها سيضيق عليكم الخناق أكثر ويكبر جرمكم ولن تستطيعوا أن تعتذروا بما تعتذّرون به اليوم من أنّكم كنتم مغلوبون على أمركم أو ما شابه ذلك وستجدون أنفسكم في نفس الوضع الّذي فيه السّرياطي اليوم … فارحلوا إذا قبل فوات الأوان.
في الدّول الغربية حينما يخطئ مسؤول خطأ فادحا يستقيل مباشرة ويعتذر للشّعب وينهي حياته السياسية وأحيانا يأخذ القضاء مجراه بصفة آلية لتحديد المسؤوليات وإصدار الأحكام اللاّزمة والأصل أن يكون الحال كذلك في بلادنا. خطأكم أيّها الوزراء التّجمّعيون فادح بيّن لا لبس فيه وجرمكم في حقّ البلاد والعباد ثابت والشّعب التّونسي إلى حدّ الآن دفع بالّتي هي أحسن وطالبكم بالرّحيل دون محاكمة ولا قصاص فلا تُخرجوا الحليم عن حلمه فتدفعوا الثّمن غاليا.
عملا بمبدأ أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت لا يفوتني أن أحيّي استقالة السّيد زهير مظفّر، دون تبرئته من ماضيه. عاش الشّعب التّونسي سيّدا حرّا مستقلاّ.
العربي القاسمي / نوشاتيل ـ سويسرا في 21.01.2011  


الغرياني لـ«الشرق الأوسط»: كنا نتذمر في صمت من الأساليب الخاطئة في إدارة البلاد الأمين العام للحزب الحاكم السابق في تونس: كلنا ضحايا النظام السابق


المنجي السعيداني

لم يكن الوصول إلى مكتب محمد الغرياني، الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي سهلا بالمرة، فالرجل أطيح بحزبه، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لمدة 23 سنة، ليستفيق على واقع سياسي جديد يحكمه منطق جديد وقوى سياسية جديدة. مبنى حزب التجمع بشارع محمد الخامس، القريب من وسط العاصمة، عبارة عن برج مكون من 17 طابقا، ويوجد مكتب الغرياني في طابقه الحادي عشر. بروتوكول إيصال الزائرين إلى الغرياني ما زال متواصلا وكان الأمر في غاية البساطة، وربما حاول البعض من المنتمين للتجمع المطاح به إظهار صلابة الشخصية، وعدم الاكتراث لرغبة الشارع الهائج في تصفية حزب الدولة من الحياة السياسية ووضع حد لهيمنة دامت أكثر من عقدين.
«الشرق الأوسط» التقت أمس الغرياني الذي أجاب عن أسئلتها، على وقع هتافات المحتجين خارج مبنى الحزب. وفي ما يلي نص الحوار.
* ما هو تعليقكم على ما حصل لنظام الحكم في تونس خلال الفترة الأخيرة؟
– لا بد من الإشارة إلى أن واقع اليوم هو ثورة ارتحنا لها. فلا التجمع الدستوري الديمقراطي، ولا غيره من الأحزاب، وراء هذه الثورة. ونحن في التجمع نعتبرها ثورة حقيقية لإعادة ترتيب الحياة السياسية. كما أنه من غير المعقول تعميم صفة الانتهازية على كل المنتمين للتجمع الدستوري الديمقراطي، فهو حزب واصل مسيرة الشيخ عبد العزيز الثعالبي منذ سنة 1920، وقاد الحركة الوطنية بقيادة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، وقدم الكثير من التضحيات من أجل حفظ النظام وبناء الدولة.
* وبماذا تفسرون هذه الهجمة على «التجمع» من قبل معظم فئات الشعب التونسي؟
– من الضروري الإشارة إلى كم المشكلات التي ارتكبها المسؤولون في الدولة، والتي احتسبت كلها على التجمع الدستوري الديمقراطي. المنتمون لـ«التجمع» كانوا بدورهم يتذمرون في صمت من الأساليب الخاطئة في إدارة البلاد. ومن الخطأ التعميم والقول إن كل المنتمين لحزب التجمع لهم علاقة بملفات الفساد المالي والإداري.
* وما هو مستقبل حزبكم بعد الدعوات المتواصلة لإخراجه من الحياة السياسية للتونسيين؟
– نحن نتناقش داخل الحزب وسنتخذ في القريب العاجل جملة من الإجراءات المهمة. نحن ننتظر تغيير حزب التجمع كليا والفصل الكامل بين الحزب والدولة. كما أننا نعمل كذلك على تغيير اسم الحزب، مع المحافظة على كلمة «الدستور» التي لازمته منذ تأسيسه. ونسعى كذلك إلى إجراء تغييرات عميقة في النظام الداخلي للحزب، والعودة إلى قاعدة الانتخاب كقاعدة أساسية للتعامل بين المنخرطين في التجمع.
* وما هو مصير أكثر من مليونين من المنخرطين في حزبكم؟
– نحن خضعنا منذ الإطاحة بالرئيس السابق بن علي لإرادة الشعب التونسي، ولم نسع إلى الانزلاق للعنف، ومن الضروري أن يتجاوز التونسيون أخطاء بعضهم البعض، فعائلات معظم المنتمين للمعارضة الآن كانت في العقود الماضية تنتمي لهذا الحزب. أما بالنسبة للتجمع فقد يتحول لاحقا إلى مجموعة من التيارات السياسية، إذ من المعروف أنه يضم في صفوفه توجهات سياسية متنوعة.  
* هل كنتم على علم بالفساد والمظالم التي نفذها النظام السابق وبعض قياداته، ولماذا لم تتخذوا مواقف حاسمة ضد تلك الممارسات الخاطئة؟
– من المعلوم أن التجمع الدستوري الديمقراطي يستمد قوته من قوة رئيسه، وهذا الرئيس تم طرده من الحزب، لذلك عليه اليوم أن يفهم أن قواعد اللعبة السياسية تغيرت، وأن عليه إعادة ترتيب نفسه من جديد، وأن يلعب دوره كأي حزب سياسي تونسي، وعليه أيضا أن ينسج تحالفاته السياسية من جديد. أما بالنسبة لموضوع الفساد والمظالم، فكل التونسيين كانوا على علم بها، ولم يكن بإمكان أي طرف من الأطراف أن يفتح فمه ويقول عبارة «لا». وبالنسبة للمنتمين للحزب فإن معظمهم كانوا يشعرون بالضيم، ولكن النظام لم يكن يتيح لهم التعبير عن آرائهم. فهم ضحايا مثل غيرهم.
* وماذا بشأن ممتلكات التجمع وأرصدته العقارية والمالية الموزعة على مختلف مناطق تونس، والمطالبة باعتبارها من أملاك الدولة؟
– نحن لا نريد الخوض في هذا الموضوع الآن، والعملية ستتم في إطار التقصي والمسح الذي ستجريه اللجنة المختصة، التي أعلنت عنها الحكومة الجديدة. وستقع الإجابة عن أسئلة كثيرة على غرار كيف تم تمويل تلك المقرات؟ ومن أين جاءت بتلك الأموال التي ينفقها التجمع على أنشطته؟ فالقانون سيكون هو الفيصل بين الجميع.
* لماذا لم تعلنوا حتى الآن عن حل التجمع، وهو من بين أهم مطالب الشارع التونسي؟ وكيف بإمكانكم الإجابة عن مخاوف التونسيين من إمكانية رجوع الحزب الحاكم وهيمنته من جديد على الحياة السياسية؟
– أطمئن التونسيين بقولي: لا خوف من رجوع «التجمع» إلى الحكم بعد التأكيد على فصل الدولة عن الحزب. ولكن من حق «التجمع» أن يكون حزبا مثل كل الأحزاب. نحن نساند اليوم وجود الأحزاب بما فيها ذات التوجه الإسلامي، التي أصبحت ناضجة، وعلى الأحزاب الأخرى أن تمارس الديمقراطية وتمكننا من حق الوجود السياسي. إن أعضاء «التجمع» لم يتحركوا في الجهات، لأننا أعطينا لهم أوامرنا بعدم إدخال البلاد في وضعية صعبة، ولكن لا يمكن عمليا التضحية بجميع المنخرطين في «التجمع»، الذين يمثلون قرابة 20 في المائة من الشعب التونسي، وما على التجمع إلا التفكير في وضعه الصعب وبرمجة مستقبل سياسي يتعايش فيه مع بقية الحساسيات السياسية.
* كيف تم اتخاذ قرار طرد الرئيس السابق بن علي وسبعة من القيادات من صفوف الحزب؟
– القرار اتخذ بعد نقاشات ساخنة بين الكوادر المهمة في التجمع، ولم يكن من الصعب إقناع الساهرين على سير الحزب بضرورة إنهاء عهد والدخول في عهد جديد، والقبول بالأمر الواقع. فقد تغير كل شيء في ظرف أسابيع معدودة.
* وكيف تنظرون إلى الحكومة الجديدة؟
– لنا ثقة في المجموعة التي تشكلت منها الحكومة، وليس لنا أي اعتراض على تلك الشخصيات التي عليها توفير الفرصة حتى تلتقط البلاد أنفاسها. الفوضى ليست في صالح التونسيين، ولا أعتقد أن كل الأحزاب السياسية في تونس مع رحيل «التجمع»، فالبعض منها مكنه «التجمع» من الوجود في الساحة السياسية.
(المصدر: “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) بتاريخ 21 جانفي 2011)  


حداد بتونس والحكومة تقر العفو


تعيش تونس أجواء حداد ترحما على أرواح العشرات الذين قتلوا أثناء تصدي قوات الأمن للاحتجاجات العارمة التي شهدتها البلاد، وتوجت بإسقاط الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وفتح صفحة جديدة في حياة البلاد، بدأت بتشكيل حكومة وحدة اتخذت عدة قرارات بينها إعلان عفو عام. ونُكّست الأعلام في كافة أنحاء تونس وبدأ التلفزيون الحكومي ببث آيات من القرآن الحكيم في أول أيام الحداد العام على أرواح 78 تونسيا قتلوا خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس المخلوع بن علي. وتقول منظمات حقوقية إن عدد القتلى تجاوز مائة. وقد قررت حكومة الوحدة الوطنية التي تم تشكيلها الاثنين الماضي إعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام بداية من الجمعة “ترحما على أرواح شهداء انتفاضة الشعب التونسي”، وتعويض عائلات الشهداء. عفو وقرارات أخرى وإلى جانب إعلان الحداد، قررت الحكومة في اجتماعها أمس الخميس جملة من التدابير بينها العفو التشريعي العام والاعتراف بكل الحركات والأحزاب المحظورة، وذلك في وقت تواجه فيه مظاهرات شعبية تطالب بإقصاء وزراء الحزب الحاكم السابق منها وحله. وأعلن الناطق الرسمي باسم “حكومة الوحدة لوطنية” التونسية الطيب البكوش أن الحكومة -التي عقدت الخميس أول اجتماع لها- صادقت على مشروع قانون للعفو التشريعي العام، وأوصت بإحالته إلى البرلمان للمصادقة عليه. وأشار إلى أن القانون -الذي تقدم به وزير العدل- سيشمل العفو عن كل المساجين السياسيين ومساجين الرأي، مشيرا إلى أنه سينهي العمل بإجراء “المراقبة الإدارية” الذي يخضع له السجناء السابقون منذ تسعينيات القرن الماضي. وقال وزراء من الحكومة التونسية المؤقتة إنه تم الاتفاق أيضا على مبدأ فصل الدولة عن الأحزاب السياسية، والسماح لمختلف الأحزاب والحركات السياسية والجمعيات التي قدمت طلب ترخيص بالنشاط، ورفع الحظر عن النشاط السياسي. كما أقرت الحكومة استعادة الممتلكات العمومية التي استولى عليها حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا وإنهاء تفرغ كوادره، وذلك في إطار فصل الدولة عن الحزب. ومن القرارات الحكومية أن يتم الأسبوع المقبل استئناف الدراسة التي أوقفتها الحكومة السابقة بعد احتدام الاحتجاجات الشعبية، مع الأخذ بعين الاعتبار ملاءمة التوقيت الدراسي مع التوقيت الإداري. وتقرر أيضا سحب الأمن الجامعي الذي كان يرابط في الجامعات والكليات والمعاهد العليا في تونس، مما أجهض الحراك الطلابي فيها، ويأتي ذلك في إطار احترام حرمة الجامعات، وفق ما قاله الناطق باسم الحكومة. مظاهرات وفي رد فعل الشارع شهدت العاصمة التونسية ومدن أخرى أمس الخميس مظاهرات جديدة ومسيرات احتجاج تطالب باعتزال رموز حزب التجمع الدستوري الحياة السياسية. وقال مراسل الجزيرة إن عددا من المتظاهرين تمكنوا من الدخول إلى مقر الحزب الحاكم سابقا بالعاصمة ونزعوا لافتته الرئيسية، وأطلق الجيش الرصاص في الهواء لتفريق مجموعة أخرى حاولت اقتحام المبنى. وخرجت هذه المظاهرات في مختلف مناطق البلاد مثل سيدي بوزيد والكاف جندوبة والقيروان والقصرين والحامّة وجرجيس وسوسة وتونس العاصمة. وترددت في هذه الاحتجاجات شعارات موحدة تنادي باستقالة الحكومة الانتقالية التي شكلها محمد الغنوشي رئيس الوزراء في عهد بن علي. وطالب متظاهرون تجمعوا في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة بفصل من كانوا موالين للرئيس السابق من الحكومة الجديدة بقيادة الغنوشي. وموازاة مع هذه التطورات، أعلن مواطنون في مدينة سليانة شمال غرب تونس تأسيس ما سموه مجلسا محليا لحماية الثورة وتسيير الأمور. وجاء في البيان التأسيسي أنه “على أثر الفراغ الإداري نظرا لهروب أغلب المسؤولين الجهويين المحسوبين على حزب التجمع، تقرر تأسيس مجلسين محلي وجهوي لحماية الثورة وتسيير أمور المدينة والولاية”. وقد علمت الجزيرة أن لجانا من النوع ذاته شكلت في عدد من المدن، وأعلن ناشطون في معتمدية سبيطلة من ولاية القصرين ما أسموها مبادرة شباب سبيطلة لعبور الأزمة السياسية.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جانفي 2011)

تونس: مصادرة ممتلكات حزب بن علي واطلاق حرية الاحزاب وعفو يشمل ‘النهضة’ استمرار الغضب الشعبي.. وحداد وطني ثلاثة ايام على ضحايا الثورة

2011-01-20

تونس ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: أُعلن في تونس أمس الخميس ان الدولة ستستعيد ‘الممتلكات المنقولة وغير المنقولة للتجمع الوطني الديمقراطي’، حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بينما أقرت الحكومة مشروع قانون عفو عام وسمحت باعتماد الاحزاب والحركات المحظورة.. كل هذا جاء تزامنا مع مظاهرات شعبية تطالب بالتخلص من بقايا ورموز الحزب الحاكم سابقا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الطيب بكوش وهو يتلو بيانا اثر جلسة الحكومة ‘اتخذ قرار بان تستعيد الدولة كل الممتلكات المنقولة وغير المنقولة للتجمع الوطني الديموقراطي’.
ويندرج هذا القرار في اطار تعهد ‘حكومة الوحدة الوطنية’ التي شكلها رئيس الوزراء محمد الغنوشي الاثنين بالقيام بعملية فصل بين الدولة والتجمع الوطني الديموقراطي بعد 23 عاما من حكم بن علي.
في غضون ذلك يتظاهر الاف التونسيين يوميا منذ الاطاحة ببن علي الذي فر من البلاد في 14 كانون الثاني/يناير، مطالبين بحل التجمع الوطني الديمقراطي الذي بات رمزا للقمع والفساد.
ويطالب المتظاهرون ايضا باستقالة الحكومة الانتقالية كونها تضم وزراء من فريق الرئيس المخلوع، علما ان جميع هؤلاء استقالوا أمس من التجمع الوطني بهدف تهدئة خواطر التونسيين. كما أقرت الحكومة مشروع قانون عفو عام، يشمل اسلاميي حزب النهضة المحظور ستحيله على البرلمان لاقراره.
وقال وزير التنمية احمد نجيب الشابي ان ‘وزير العدل قدم مشروع قانون عفو عام وقد تبناه مجلس الوزراء الذي قرر احالته على البرلمان’. واوضح وزير التعليم العالي احمد ابراهيم في تصريح للصحافيين ان ‘حركة النهضة ستكون معنية بالعفو العام’. وقال وزراء امس إن الحكومة قررت كذلك الاعتراف بكل الجماعات السياسية المحظورة والعفو عن جميع السجناء السياسيين. وقال إبراهيم إن مجلس الوزراء متفق بشأن اصدار عفو عام عن كل من سجنوا بسبب معتقداتهم السياسية.
ووصف الاجتماع بأنه كان تاريخيا.
من جهته قال وزير الشباب محمد علولو حين سئل عما إذا كانت الحكومة قررت رفع الحظر عن الحركات السياسية بما فيها النهضة، إن الوزراء متفقون تماما ولن يتراجعوا. وأضاف أن الحكومة ستعترف بكل الحركات السياسية.
وفي خطوة ترمي للاقتراب أكثر من الشارع، قررت الحكومة اعلان الحداد الوطني ثلاثة ايام ‘في ذكرى ضحايا الاحداث الاخيرة’. وتلا البكوش فقرة ببيان جلسة مجلس الوزراء جاء فيها ‘لقد تقرر حداد وطني لثلاثة ايام اعتبارا من الغد (الجمعة) في ذكرى ضحايا الاحداث الاخيرة’.
وقتل اكثر من مئة شخص في اعمال العنف التي شهدتها تونس خلال الاسابيع الخمسة الماضية بحسب ارقام جمعتها الامم المتحدة، كما اعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الاربعاء.
وقالت بيلاي في مؤتمر صحافي ‘ان مكتبي تلقى معلومات تتعلق باكثر من مئة وفاة خلال الاسابيع الخمسة الاخيرة ناجمة عن اطلاق نار وكذلك عمليات انتحار احتجاجية واضطرابات في السجون خلال عطلة نهاية الاسبوع’.
وبحسب هذه المعلومات فان شهر الاضطرابات الشعبية التي اطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي ادت الى مقتل ‘اكثر من 70 شخصا في اطلاق نار، وسبعة في عمليات انتحار احتجاجية، واكثر من 40 في المواجهات في السجون خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي’. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جانفي 2011)

 


وزارة الأوقاف التونسية تدعو إلى إقامة صلاة الغائب على أرواح الشهداء


2011-01-21

تونس- دعت وزارة الشئون الدينية التونسية (الأوقاف) في بيان أصدرته الجمعة كافة الخطباء بجوامع البلاد التونسية إلى إقامة صلاة الغائب إثر صلاة الجمعة ترحما على أرواح شهداء ثورة الشعب التونسي التي أطاحت يوم 14 كانون ثان/ يناير الجاري بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وقررت (حكومة الوحدة الوطنية) التي تسير شئون تونس مؤقتا أن تدخل البلاد بداية من اليوم الجمعة في حداد يستمر ثلاثة أيام “ترحما على أرواح شهداء انتفاضة الشعب التونسي”.
وتمّ الجمعة تنكيس العلم التونسي بكامل الهياكل الخاضعة لإشراف الدولة فيما قطع التليفزيون الرسمي بقناتيه الفضائيتين برامجه واقتصر فقط على بثّ القرآن الكريم ومواجيز إخبارية حول آخر مستجدات الأوضاع في البلاد.
كما صدرت صحيفتا (الصحافة) و(لابريس) – ناطقة بالفرنسية- الناطقتان باسم الحكومة باللون الأسود فقط ودون ألوان أخرى، فيما رفض متظاهرون في عدة مناطق بالبلاد إعلان حالة الحداد.
وقال النقابي وشاهد العيان حسين بالطيب، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية، إن سكان مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا (500 كلم جنوب العاصمة تونس) خرجوا في مظاهرات حاشدة رددوا خلالها “الحداد لا لا…هذا عرس الشهداء” ورفعوا كل الأعلام التي تم تنكيسها في المدينة أمام أنظار قوات الأمن التي لم تمنعهم من ذلك.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية الاثنين الماضي مقتل 78 مدنيا وإصابة 94 آخرين بجراح إضافة إلى “عديد الوفايات” في صفوف رجال الأمن خلال الثورة الشعبية الدامية التي شهدتها البلاد فيما قالت الأمم المتحدة إن عدد القتلى لا يقل عن مائة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جانفي 2011)


رسالة تهنئة وشكر من اليمن، وإذ سمحتم، اقتراح متواضع لأسود تونس


 
يقال ان الثورات يخطط لها العباقرة وينفذها الاسود وتأكلها الكلاب.  وتأتي هذه المقوله ليس للتقليل من شأن الثوار ولا الثورات، فحتى عند أشد المستبدين والرافضين يختبئ نبض يعظم الثورة وينحني للثوار في اعماق القلب.  ان أي ثورة لا تحدث الا لمناصرة الحق ولابطال الباطل، ولا يقوم بها الا اناس شرفاء اقوياء الايمان، فكيف نعاتبهم؟!  وأكثر من ذلك، ما هو الاسلام ان لم يكن ثورة؟!
ولكن برغم ذلك، لا يمكن الجدال ان الثورات لا تأتي بما هو افضل دائماً فالكثير بل ربما الاغلب من الثورات لا تنتهي بما كانت طموحات الثوار ورغبات الشعوب وما كانت تطمح اليه.  ولذلك فان المقوله ان الثورات يخطط لها العباقرة وينفذها الاسود وتأكلها الكلاب ليست تقليل للثوار والثورات ولكنها مقوله هدفها تحذير الثوار أن لا يكتفوا بالظن ان الثورة تنتهي بازالة شخص أو اسره أو طبقه واستبدالها بغيرها فهذا لا يفيد كثيرا.
 
وفي المصطلحات السياسيه مثل هذا “الاستبدال” لا يسمى ثورة فهو يعد انقلاب أو تغيير نظام، وعندما يوصف الانقلاب بالثورة أو عندما الثورة تصبح مجرد “تغيير نظام” فان الوضع يصبح أسواء واخطر من ما كان عليه ففي ذلك نوع غريب من الخداع والزيف يشك فيه المرء ولو لم يفصح عنه  أو  حتى يلمسه، ويتوسع هذا الشك داخل المرء حتى يطغي الزيف والخداع على كل جانب من حياته ، فيتحول الحر الى مخادع في تفكيره وعبد في عمقه، وهذا اخبث نوع من الاستبداد، فهذا يقيد العقل ويقتل الروح، وهذا أشد من أي قيد حديدي…
 
ولكن ماذا يحدث عندما ينكسر هذا القيد؟ تنفتح العين ويصحو الغافل وفجأة ترى انك لست الوحيد ويأتي الاستغراب والدهشة، ليس على الحال الجديد فالحال الجديد هو الطبيعي فكذلك خلقك الله حراً ابياً، الدهشة والاستغراب من تساؤلاتك على حالتك السابقه، كيف تم ترويضك واخماد روحك وكيف غفلت عن ذلك وكيف سمحت لنفسك أن تكون كالحيوان في حضيره ضيقه قيل لك انها الوطنيه وهي في الحقيقه العبوديه.  تستغرب وتستنكر حالتك السابقه وتضحك عندما تدرك ان التحرير كان سهلاً، فانت حررت عقلك ولم يكن عقلك مقيد وكان ملكك وفي أي لحظه كان بامكانك تحريره…  ففجأة تصرخ “لا خوف بعد اليوم” وبتلك العباره السهل ترديدها تصبح حراً، وكذلك فعل التونسيون وكسروا كل القيود، بعبارة واحدة تحرر شعب تونس واثبت أن العقل اقوى من الحديد والنار.
شعب تونس اثبت انه هو العبقري وهم الأسود فهم من خطط وهم من نفذ.  انها ربما أشرف ثورة في تاريخنا، ولا يمكننا الا الانحناء لكم والاجلال لشجاعتكم وتضامنكم الذي أخجل العالم بأسره: صديقاً وعدواً.  فارفع رأسك يا تونسي وتذكر كيف تحررت.  تحررت بقولك “لا خوف بعد اليوم” فلا تنسى ذلك ابداً…  فهناك الكثير يريدون اخافتك لاعادتكم للحضيرة فسيخوفونكم بالفوضى والبطش والجوع ولكن سيفشلوا.  فانتم حررتم عقولكم بصرختكم “لا خوف بعد اليوم.”
وأميز ما في ثورتكم هو انكم انتم وحدكم العباقره والاسود فلا دَينّ عليكم لأحد وفعلاً بامكانكم صنع مستقبلكم كما ترون وكما تستحقون يا شعب تونس العظيم.
وارجوا ان تسمحوا لمحب لكم أن يقترح شيء عليكم ولو انكم اثبتم انكم لستم بحاجه لأي شيء من الخارج، فانتم الأحرار ولا خوف عليكم من الذين يحلمون بإلتهام ثورتكم، ولكن حرصاً عليكم وطمعاً في المساهمه -ولو بشيء لا يذكر- في “أشرف ثورة” عرفناها، اتقدم لكم متواضعاً بكل محبه وود برؤية يمكن  ان تساهم ولو قليلاً في التصدي لمن يمكن  ان يتجرأ على ثورتكم الجليله.
اعزائي، انتم لستم بحاجه لحكومه في الوقت الحالي، ان أي حكومه في هذه الظروف ستقلل من مكاسبكم مهما كان شكلها.  فمن الافضل تشكيل مجلس تنظيمي وإداري من ثلاثة الى خمسة افراد من شخصيات حكيمة من عدة فئات: أولهم يمثل الجيش والأمن لضمان الاستقرار، فمن العار أن يفرض حظر تجول بعد ثورتكم للحريه فالعكس مطلوب، يجب أن يعود الكل لعملهم من الخباز الى المرور الى الاطباء: الكل يجب ان يعود لمهامه.  وثانيهم من يشرف على الخزينه العامه لضمان تسديد الرواتب والانفاق السريع لإصلاح ما تضرر ولضمان ان لا يؤذى أو يعوز أي تونسي في هذه المرحله المهمه، وثالثهم من يديروا الفتره الانتقاليه وينظموا لما يعدها.
صلاحية هذا المجلس تنظيميه بحته فلا يجوز لهم اتخاذ أي قرارات مصيريه أو حتى مؤثره على ما بعد الفتره الانتقاليه ولا يحق لهم تقديم أو ترشيح أو قبول أي منصب تنفيذي وزاري أو ما فوق ذلك في الحكومة القادمه وبعد ذلك تعاد لهم كل الحقوق السياسية.  ومهمة هذا المجلس هو إدارة الفتره الانتقاليه وتنظيم الحوار الوطني لتحديد ما بعد ذلك.  ويتم ذلك بالدعوه لمؤتمرات شعبيه واسعه المشاركه لكلاً من:

١.  البروفيسورات والمثقفين وطلاب الجامعات ٢.  القضاه والحقوقيين ٣.  السفراء والدبلوماسيين وخبراء العلاقات الدوليه ٤.  خبراء المال والاقتصاد ورجال الاعمال ٥.  اعضاء النقابات العماليه والمهنيه والموظفيين ٦.  رجالات الدين والعلماء والفقهاء ٧.  الاحزاب والتوجهات السياسية المختلفه ٨. أهل الريف والمزارعين والصيادين ٩.  المعلمين والاساتذه وخبرأ التربية ١٠. الاطبا والصحيين ١١. الصحفيين والاعلاميين ١٢. الاقليات الغير ممثله
وأول عمل لهذه المؤتمرات هو تقديم رؤيه عن الحقوق المدنيه، وعلى المجلس التنظيمي التنسيق بين الجميع حتى يتم الاتفاق على “لائحة حقوق المواطن” وتكون هذه ركيزة النظام ويتم تشكيل هيئة القضاء الاعلى ومهمتها الرئيسيه ضمان هذه اللائحه.  وتجري هذه المؤتمرات الشعبية الواسعه حتى يتم تقديم مقترحاتهم كلاً في اختصاصه عن مبادئ الدولة وسياساتها وواجباتها وصلاحياتها.  وعلى المجلس التنظيمي القيام بعرضهن وإذ لزم تقارب الرؤى، وان لم يمكن التقارب، اجرأ جولة ثانيه للمؤتمرات حتى يتم الوصول لرؤية موحدة أو حتى رؤيتين أو ثلاثة، وتقدم هذه الخيارات لاستفتاء شعبي، ومن ثم يتم صياغة دستور جديد من ما اتفق عليه وما قبله الشعب.
وتجرى الانتخابات البرلمانية حسب ما اتفق عليه في الدستور ويتم تشكيل حكومة بنأ على تكوين البرلمان.  وبعد ذلك يتم انتخاب الرئيس على ما يتفق مع الدستور، وبهذا تنتهي الفتره الانتقالية ويحل المجلس التنظيمي وتكافؤ اعضائه لهذا العمل التاريخي ويبداء العرس الديمقراطي الحقيقي.
هذا المقترح يختلف  عما يجري حالياً وما يجري عامة فنحن دائماً نريد البدء بتعيين الرئيس اولاً ومن ثم تعيين الحكومة ومن ثم تتم الانتخابات البرلمانية ومن ثم الالتفات للدستور.  المشكلة في ذلك تقع في خطورة تفصيل الدستور على مقاس الرئيس بدلاً من ان يفصل الدستور على إرادة الشعب.
قد يظن البعض أن المقترح معقد وطويل أو حتى مستحيل ولكن اقول أنه بعد التضامن الشعبي الفريد الذي شهدناه، لا شي مستحيل على الشعب التونسي.  فلا تسمحوا لثورتكم أن تؤكل أو حتى تنحرف عن مسارها فقد كفانا الحزن على الثورات السابقه وكفانا الحزن على العقود الماضيه، نريد أن تثبت تونس للجميع ان الثورات تعاد للشعوب ولو طال الزمان. مع الود والتقدير، والمعذرة أن اطلت أو تماديت، وانتم الأدرى والأحكم… اخوكم المحب طارق محسن العيني ٢٠١١/١/١٩م


تحية فخر واعتزاز إلى شعب أبوالقاسم الشابي الثائر!

إذا الشعب يوما أراد الحياة             فلابد أن يستجيب القدر   تتقدم الجمعية الكردية للدفاع عن حقوق الانسان في النمسا بمليون تحية ومليون باقة ورد معطرة إلى شعب تونس الخضراء،تونس أبو القاسم الشابي، الشاعر الذي  سطر  قصيدته الشعرية الرائعة، التي تحولت إلى واقع ملموس بفضل نضالات أبطال انتفاضة الشعب التونسي الذي أرغم الدكتاتور زين العابدين بن علي على الهرب من حكم عدالة الشعب والالتجاء إلى حكم الوهابيين الرجعي في السعودية الذي آوى الكثير من القتلة والجلادين والطغاة ومن كافة القارات.جاءت هذه الانتفاضة المباركة التي هزت أركان الدكتاتورية الحاكمة ،في انسجام تام مع حقوق الانسان الاساسية  التي تؤكد حقه في الانتفاض بوجه الطغاة  والحكام الجائرين والمستبدبن. فدكتاتورية الرئيس الهارب لم تزدر بحقوق الانسان التونسي فقط، بل داستها أقدام  عساكره بكل وحشية وهمجية.تنص مقدمة الاعلان العالمي لحقوق الانسان على ذلك بكل وضوح وشفافية: ولما كان تناسي حقوق الانسان الأساسية وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الانساني،وكان غاية مايرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة.
ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الانسان لكيلا يضطر المرء إلى التمرد على الاستبداد والظلم.نعم لم يتول القانون في ظل الدكتاتورية والأسرة الحاكمة في تونس حماية حقوق الانسان،بل جرى خرقه بكل صلف وعنف،مما أضطر الشعب التونسي البطل،ليس على التمرد،بل الإنتفاض الشرعي والعادل بوجه التسلط والجبروت.انه يوم مشهود،دخل فيه الشعب التونسي  التاريخ من الباب العريض ووضع اللبنة الأولى لإسقاط الدكتاتوريات العربية الفاسدة الواحدة تلو الأخرى. لقن التونسيون شعوب الشرق الأوسط والعالم أيضا درسا بليغا في الشجاعة وأثبتوا صحة كلمات مؤسس الديمقراطية  في أثينا وزعيمها بيريكليس الذ ي قال: يتلخص سر الحرية في الشجاعة. ازاء الصمت الرسمي للأنظمة الفاسدة حول ثورة الجياع والمقهورين في تونس،ندعو شعوب السرق الأوسط للإقتداء بثورة تونس الخضراء،وتفعيل مبدأ الدومينو،لإسقاط أنظمة  حجاج بن يوسف الثقفي من المحيط إلى الخليج. اننا نهيب بالشعوب السورية الأبية التلاحم ورص الصفوف  والاستعداد للمعركة الفاصلة من أجل اسقاط دكتاتورية البعث البغيضة التي طال ليلها الحالك والأسود لأكثر من 47 سنة. قدم الشعب الكردي في آذار 2004 ضحايا غالية جد وأسال دماء عزيزة في سبيل حقوقه الانسانية وحقوق كافة السوريين اثناء انتفاضته الشعبية البطولية  في آذار من السنة ذاتها، وعلى العرب السوريين اليوم أيضا أن يقولوا كلمتهم الفاصلة في مسألة قيام سلطة دولة القانون وبناء  الحرية والديمقراطية ودولة المؤسسات المدنية أو بقاء دكتاتورية البعث الجائرة إلى الأبد.
المجد والخلود لشهداء انتفاضة الشعب التونسي البطلة الفخر والعزة لذلك الجندي التونسي الذي وقف في وسط الشارع وهو يؤدي التحية  للمتظاهرين الأبطال الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لشعوبنا المغلوبة على أمرها الخزي والعار للدكتاتوريات الحاكمة وأنظمة القمع والارهاب في الشرق الأوسط
 الجمعية الكردية للدفاع عن حقوق الانسان في النمسا- اللجنة الإدارية 16.01.2011  


شارع بورقيبة.. هايد بارك تونس


ماهر خليل-تونس يعد شارع الحبيب بورقيبة القلب النابض للعاصمة التونسية وملتقى نخبة البلاد من مفكرين وسياسيين وفنانين وغيرهم، تجمعهم المقاهي المنتشرة على الأرصفة العريضة لهذا الشارع الذي لا يهدأ حتى آخر ساعات الليل.
قبل أيام معدودات كانت الحركة عادية في هذا الشارع وأغلب شوارع البلاد، لكن يوم الجمعة الماضي قلب الأوضاع رأسا على عقب، عندما تجمهر التونسيون في مسيرة وصفت بالمليونية أمام مقر وزارة الداخلية المطل على الشارع، انتهت إلى هروب رئيسهم السابق زين العابدين بن علي.
وجاء سقوط بن علي عقب شهر من التحركات الاجتماعية بمختلف مدن البلاد اندلعت شرارتها في سيدي بوزيد (وسط)، عندما أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه احتجاجا على البطالة والمحسوبية والفساد، لكن سرعان ما انتشرت الاضطرابات إلى مدن متاخمة بالداخل التونسي الذي يشكو التهميش وغياب التنمية.
وبلغت الاضطرابات ذروتها خلال الأسبوعين الأخيرين في القصرين وتالة (وسط غرب)، عندما قتلت قوات الأمن عشرات المتظاهرين وروعت الأهالي، مما سرع بانتقال الغضب الشعبي إلى كامل تراب البلاد وخاصة العاصمة، معجلا بفرار بن علي. واصلوا “ثورتهم”
ورغم أن الأجواء ظلت مشحونة في البلاد بسبب الانفلات الأمني وتصاعد عمليات النهب والسطو وترويع الأهالي من قبل مليشيات قيل إنها تابعة للرئيس المخلوع، فإن التونسيين واصلوا “ثورتهم” وخرجوا في مظاهرات تطالب بحل الحزب الحاكم سابقا ورحيل جميع رموزه.
وكان شارع الحبيب بورقيبة المعقل الرئيسي لهذه التحركات في العاصمة، لكن ذلك لم يكن له أي تأثير على الحركة التجارية التي استمرت عادية لأن المقاهي والمطاعم والمحال التجارية قد عاودت فتح أبوابها، إضافة إلى عودة الموظفين بشكل شبه كلي إلى مكاتبهم وأعمالهم.
ويرى المتجول في الشارع الذي أغلق أمام حركة السيارات، حركية مغايرة لما قبل الـ14 من هذا الشهر، “هي حركية شعب تواق إلى حرية حرم منها عشرات السنين وكرامة لن تفتك منه بعد اليوم” يقول أحد المارة بصوت عال.
وكلما تتقدم بالشارع تجد نفسك أمام حشد من الناس يستمعون إلى من نصب نفسه خطيبا عليهم يستقرئ الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد ويحرضهم بأعلى ما جادت به حنجرته على مواصلة الثورة ودحر من سماهم “فلول النظام السابق المجرمين”. خطيب آخر كان يدعو الناس إلى “القطع مع كل ما له صلة بالماضي الذي كرس الفساد ومظاهر الكفر في البلاد والعمل على بناء دولة تحكمها الشريعة الإسلامية والسنة النبوية وتعيد تونس إلى محيطها العربي المسلم”.
واصطحب آخر أولاده وبناته ورفع كل واحد منهم لافتات كتب عليها “ادعم فرص الحريات من أجل مستقبل لامع لأولادي” و”يا تجمعيين اخرجوا من الحكومة” و”يا ذيول بن علي غادروا”.
ورفع غيرهم شعارات بينها “الحكومة مسرحية والعصابة هي هي” و”لا سبيل لحكومة أياديها ملطخة بدماء الشهداء” و”تونس حرة والتجمع على برا” و”ثورة الشعب ثورة ضد الإقطاع، لا رجوع إلى الوراء”. “هايد بارك” كبير
وتعليقا على هذه المشاهد غير المسبوقة، يقول مواطن يدعى عثمان بن تركية إن تونس تحولت فجأة إلى “هايد بارك” كبير، في إشارة إلى الحديقة التي تحمل ذات الاسم في لندن وتعرف بمثل هذه التجمعات والخطباء الذين يعبرون عن ما يختلج في صدورهم بكل حرية وبلا حسيب ولا رقيب.
في الأثناء كانت جحافل كبيرة من المتظاهرين تجوب المكان رافعة شعارات سياسية تطالب أغلبها باستقالة حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة.
وتوجه المتظاهرون نحو شارع محمد الخامس حيث مقر حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا، وتجمهروا بالآلاف أمام بنايته الشاهقة منادين بإزالة شعار الحزب من على واجهة البناية، وهو ما تم فعلا تحت تصفيق الناس وزغاريد النسوة. وكانت كل هذه التحركات تدور أمام أنظار الشرطة المنتشرة بكثافة على أرصفة الشارع، وقوات الجيش المرابطة بمحيط وزارة الداخلية على العربات المدرعة والدبابات التي وضعت عليها أكاليل من الورود، وكان وجودها فرصة لالتقاط صور للذكرى.     (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جانفي 2011)

لقطة من تجمع أنصار الانتفاضة التونسية باستكهولم يوم 20 جانفي 2011 أمام مقر البرلمان السويدي

على اليوتوب: http://www.youtube.com/watch?v=YK-kJwPGMjA والسلام عليكم

دروس من”ثورة الياسمين” التونسية: الانسداد السياسي يولّد الانفجارات  


يوضح الإعلامي المعروف والباحث الأكاديمي في جامعة كامبردج خالد الحروب في هذه المقالة أهم الدروس المستقاة من الانتفاضة الشعبية التونسية ومدى تأثيرها على الشعوب والأنظمة العربية الأخرى، مبينا كيف أن الدول الكبرى لا تتردد في تغيير “الأحصنة” في اللحظة المناسبة. سقوط نظام المستبد زين العابدين بن علي: عطر الياسمين ورائحة البارود لم يكن أحد من المراقبين يتوقع أن تتحول انتفاضة شبابية احتجاجية على مشكلات اجتماعية إلى ثورة تنتشر انتشار النار في الهشيم في كل أرجاء تونس. الثورة التي واجه فيها عبق الياسمين رائحة البارود الحادة أدت في النهاية إلى سقوط نظام حاكم مستبد. بيئات شتاوفر يستعرض خلفيات حركة الاحتجاجات والخيارات المتاحة أمام تونس دور المعارضة التونسية بعد سقوط نظام بن علي: المعارضة التونسية- صناعة القرار وصياغة التغيير؟ رغم أن المعارضة التونسية أبدت ارتياحها إزاء سقوط نظام الديكتاتور بن علي، إلا أنها ما تزال في حاجة إلى وقت لإعادة بنائها من جديد لتتقدم للانتخابات المقبلة. ألفرد هاكنسبيرغر يستطلع توجهات أحزاب المعارضة التونسية وأدوارها بعد سقوط نظام بن علي. حوار مع كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي عمرو حمزاوي “الإطاحة بالرئيس بن علي درس للأنظمة العربية” تتوالى الأحداث في تونس الخضراء بصورة متلاحقة. عمرو حمزاوي، كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي، يؤكد في حوار مع أميرة محمد ، أن الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي يمثل درسا هاما لبقية الأنظمة العربية السلطوية، التي ترفض إجراء إصلاحات ديمقراطية وإقتصادية.
(المصدر: موقع “قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي” (ألمانيا) بتاريخ 20 جانفي 2011)  


يا طغاة العالم اتعظوا (الغضب الساطع آت)

بقلم محمد اسعد بيوض التميمي إن ما حصل لطاغية تونس(زين العابدين بن علي)على يد الشعب التونسي الحُر الآبي الذي ثار في وجه الطاغية,فكسر القيد وانجلى عنه ليل الظلم والعذاب والقهر الطويل الذي طال إلى عقود ممتدة,فيه عظة بالغة لجميع طواغيت العالم وخصوصاً طواغيت العالم العربي  الذين أصبحت حقيقتهم لا تخفى حتى على الأجنة في بطون أمهاتها,فهؤلاء الطواغيت جاؤوا من المجهول  إلى السلطة وبالاغتصاب وحُملوا على رقاب الأمة تحميلا من قبل أعداء الأمة وأخضعوها لسطوتهم بالحديد والنار,فهم منزو عوا الإرادة يقومون بما يوكل  إليهم من تعليمات من قبل أسيادهم الذين جاؤوا بهم  لتخدم مخططاتهم ومصالحهم وفي مقدمتها الحفاظ على التجزئة لتبقى حاضنة للمشروع اليهودي في فلسطين وحاضنة للضعف والذل والهوان,لذلك تجدهم يُسارعون فيهم (أعداء الأمة) لكسب رضاهم من خلال التنافس فيما بينهم للتنكيل بالآمة لمنع نهوضها والآخذ بأسباب القوة من اجل أن تبقى في حالة عجز وشلل كامل وكثير منهم ليسوا من الآمة, فهم الخطر الداهم على الآمة ومستقبلها,فعلى أيديهم  فقدنا الأمل بالمستقبل  والطموح وصرنا أضحوكة الأمم ومهزلة التاريخ وفقدنا الوزن والقيمة والاعتبار وغثاء كغثاء السيل ,وصار لسان حال الآمة ينطق باليأس فيقول(إصلاح الحال من المحال) و(حُط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس),فواقعنا البائس اليائس  المفعم بالظلم والقهر يتحدث عن انجازاتهم وعن صفاتهم ومواصفاتهم وشاهد حي عليهم وعلى أفعالهم,فهم يشتركون بصفات وقواسم مشتركة جعلتهم  يتفوقون على جميع طغاة العالم بطغيانهم وجبروتهم وقسوة قلوبهم وشرورهم وجرائمهم التي ارتكبوها بحق شعوبهم وأوطانهم,فعقولهم مجبولة ب(الغباء والجهل والأمية والتخلف والإجرام والشر والشذوذ والجبن والذل والهوان),فالعزة والكرامة والشجاعة والحياء غير موجودة في جيناتهم,فهم خائبون فاشلون عاجزون متآمرون وكثير منهم صار من السكراب والخردة والأنتيكا وفي أرذل العمر ورغم ذلك تجدهم متمسكون بالسلطة ولا يمكن أن يتركوها برضاهم واختيارهم فهم من القصر إلى القبر أو يتركونها بالخلع كما خلع طاغية تونس,فالدستور والقانون هو ما يرونه  والدولة هُم وهُم الدولة فالأوطان تحولت إل إقطاعيات خاصة لهم ولذرا ريهم,فقد غابت على أيديهم المؤسسات الحقيقية المتعارف عليها للدولة,ففي دولهم كل شيء مزيف ومزور وديكور حتى الجيوش ما هي إلا قوات امن وشرطة لحماية عرش الطاغية,وعلى أيديهم أصبحت أمتنا سائبة وثرواتها كلأً مباحا للمافيات و للنهابين واللصوص الدوليين,وصارت مشلولة عاجزة,وصارت  كرامة الإنسان وشرفه في ظلهم وبالاً عليه وعلى أهله,وأصبح العقل نقمة والجهل نعمة,فهم  أبطال مزيفون ومزورون,ففي الحقيقة هُم أبطال  للسمسرة والرشوة واستغلال للنفوذ وإذلال للشعوب والتأمر عليها وخيانة الأوطان وتسليمها للأعداء بكل سهولة ويسر وسرقة ونهب مقدراتها,فطاقات الأمة مهدورة وأموالها تنفق بسفاهة لا مثيل لها على المواخير والغانيات والمومسات وكل أنواع العبث والفجور والرذيلة فهُم ألد أعداء الفضيلة,فالحياة المترفة والرغيدة لهم ولذرا ريهم  ولأزلامهم  ومحظياتهم  ومن يحيطون بهم,فهم يعيشون بترف فاجر وسفاهة وتبذير لا يُصدق وبقية الشعب فهم يعيشون بحرمان تعيس قاسي وجوع كافر ولا يأكلون لقمة عيشهم إلا مُغمسة بالقهر والظلم والإذلال وليموتوا غيظا وليحرقوا أنفسهم من القهر إن لم يُعجبهم الحال,فصار الموت حرقا ارحم من العيش في ظل  قهرهم وظلمهم,فالطغاة يعتبرون الوطن ومقدراته وثرواته مُلك خاص لهم ولعائلاتهم وذرا ريهم  وزبانيتهم ومحظياتهم,فهؤلاء الطغاة مجردون من جميع المشاعر والأحاسيس والعواطف الإنسانية,لا يعرفون الشفقة ولا الرحمة ويتعاملون مع شعوبهم وكأنها قطعان من الأغنام ينهشون لحومها بتوحش وكأنها فرائس,فأحد الطواغيت قام بتعليق المدرسين على أعواد المشانق في ساحات المدارس الابتدائية وطلب من الطلاب أن يقوموا بالتمثيل بجثثهم,أليس هذا تدمير لنفسية الطلاب من الأطفال وجعلهم مشاريع إجرام في المستقبل,فهل هناك إجرام أعظم من هذا الإجرام بأن يقوم الطلاب بالتمثيل بمدرسيهم وهو يدّعي بأنه مفجر عصر الجماهير, فأعتى المجرمين في التاريخ لم يفعل جريمته  وهو الطاغية الوحيد الذي تجرأ على مهاجمة ثورة الجماهير التونسية علناً,فكيف يهاجم من يدعي بأنه يدعو إليه؟؟أليس هذا يُظهر حقيقة هذا الطاغية وكذبه؟؟,وسبحان الله فهذا الطاغية الذي يُعتبر الآن عميد الطواغيت بدأت معالم الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه تتضح على وجهه الشيطاني  ويحاول أن يُخفيها بعمليات التجميل وشد الوجه حتى أن معالم وجهه من تكرار هذه العمليات أصبحت مثل( الدراكولا ) مصاص الدماء,وهؤلاء الطغاة لا إنجازات لهم إلا الهزائم والسخائم والكوارث والفقر والجوع والبطالة والتخلف والذل والهوان وإنتاج اليأس والإحباط والظلم والقهر,فالأمم جميعها تتقدم وامتنا على أيديهم تتراجع إلى الخلف,فقتلوا في الأمة روح التحدي والإبداع  والعزة والكرامة,ففي ظلهم ازدهرت ثقافة الذعر والخوف والرعب والنفاق حتى أصبح المواطنون يؤمنوا إيمانا لاشك فيه بأن الحيطان لها( أذان وعيون  تسمع وترى) وأن الطاغية وزبانيته يرونهم من حيث لا يدرون,فبطانات الشر والسوء تحيط بهم من كل جانب,فهم يأبون ولا يطيقون الحرية والأحرار والخير والأخيار والشرف والشرفاء والبر والأبرار,فالأحرار والشرفاء والأبرار والأخيار مضطهدين ومطاردين,فالساحة قد أخليت إلى الأشرار والسماسرة والمرتشين  وتجار الكرامة والمنافقين والدجالين من كل نوع الذين مبدأهم في الحياة (يقول الذي يتزوج أمي أقول له يا عمي),فالشرف والكرامة  والعزة والطهارة والحرية عندهم ذنوب لا تغتفر يُحاسب صاحبها حساباً عسيراً ,فهم لا يُقربون منهم إلا الفاسدين والمفسدين والمجرمين والقتلة واللصوص والأشرار والفاقدين  لكرامتهم والمنافقين الذين يُسبحون بحمدهم وهم مرعوبون خائفون من بطشهم  فالطواغيت لا أمان لهم,ففي عهد الطواغيت ازدهرت أنواع وألوان من المنافقين والتافهين والفجرة الملاحدة تسميهم أجهزة إعلام الطواغيت(صحفيين وكتاب وأدباء ومثقفين ومفكرين وشعراء)هم في الحقيقة(تافهون فاجرون مزورون مزيفون ملحدون)بدون فكر ولا ثقافة يُسمسرون على كرامة الأمة ينشدون النجومية والشهرة عند  الطواغيت وأعداء الأمة بتطاولهم على دين الآمة وتاريخها وحضارتها,فالفكر لديهم والثقافة أن تتطاول على دين الله وعلى تاريخ الآمة,فجعلوا من الطواغيت الذين صنعوا هزائم وكوارث اغرب من الخيال  آلهة,فهم فوق النقد والسهو والخطأ وزيفوا لهم تاريخا مجيدا مفعم بالإنجازات والانتصارات الوهمية التي لا وجود لها إلا  في مداد أقلامهم وفي والمقالات والأدبيات والقصائد والأغاني  الحماسية التي تمجد الطواغيت والتي غيبت وعي الأمة فجعلتها تصدق أن الوهم والسراب حقيقة فانقادت خلفهم إلى المذابح وهي ترقص وتغني,وازدهرت في عهد الطواغيت طبقة من المشايخ وعلماء الدين المحرفين لدين الله ليتوافق الدين مع ظلم الطواغيت وإجرامهم وفسادهم في الأرض وكأن الإسلام  جاء لنشر الظلم في الأرض وليس العدل ,فأخذوا يبررون لهم كل جرائمهم,فالقول عندهم ما قاله الطواغيت وليس ما قاله الله ورسوله,فهم يعتبرون الطواغيت ولاة الأمور وطاعتهم فرض وواجب ورضاهم مقدم على رضى الله  ,فصار هؤلاء المشايخ والعلماء رموزا للنفاق والتجارة في الدين حتى أن الأمة فقدت الثقة بجميع المشايخ والعلماء الرسمين,وفي ظل الطواغيت كلما أبدعت بالنفاق والدجل واللصوصية وازددت ذلاً وخسة وحقارة ووضاعة وكلما كنت جاهلاً وغبياً وأمياً ومتخلفاً ومن الرويبضة كلما ارتقيت  وأصبحت من أصحاب الجاه والوجاهة وكلما تقدمت الصفوف وحصلت على أعلى الأوسمة  والمراتب والألقاب,أما الشرفاء الأحرار والمبدعون والموهوبون والصادقون والمخلصون  والمنتمون لدينهم وأمتهم فهم محاربون  ومطاردون ومقهورون ويعاملون معاملة اللصوص ويعتبرونهم مهددون للأمن والاستقرار,فتقدم الصفوف  التافهون والخائبون والفاشلون والفاسدون والمفسدون أصحاب الرذيلة,حتى أن القوادين والعاهرات والمومسات صاروا من  رموز الأمة الفكرية والحضارية والثقافية والمثل الأعلى الذي يجب أن تحتذيه الأجيال الصاعدة ويمنحوهم  أعلى الأوسمة مكافئة وتشجيعا لهم على ما ينتجونه من رذيلة باسم الآبداع الفني,فإعلام الطواغيت لا يوجد فيه إلا هذه النوعية من الناس, ففي ظل الطواغيت  صارت المومس تعلمنا أمور ديننا وتعلمنا الطهارة والعفة والشرف والفضيلة والتضحية والفداء,واللصوص يعلموننا الأمانة,فصرنا شعوب مضللة منهوكة ومسحوقة سهلة المكسر ووجداننا مزيف, والخونة والمتآمرون يُعلموننا الإخلاص والتضحية,لقد أصبحنا على أيديهم امة محطمة تعيش كالأيتام على موائد اللئام تقتات على فتات الأمم  تضرب بالسياط كالبهائم مقيدة بالسلاسل مكتومة الأنفاس,وفي ظل الطواغيت نشاهد نجوم تتلألأ عل الأكتاف وسيوفا تلمع ورتبا وأوسمة وألقابا وجنرالات ومارشالات لم يخوضوا يوماً معركة ضد أعداء الأمة بل كثير منهم يده ملطخة بدماء شعوبهم,فهم أسود على شعوبهم وأمام أعداء الأمة مهزومين  أذلاء  يفرون من ميدان المعركة لا تسبقهم الغزلان ولا يفتهم الأرنب,وهم لا يصلحون إلا إلى الاستعراضات والمراسم والمواسم ونفخ الأبواق وقرع الطبول وكثير منهم حتى لا يصلح لذلك,ففي بعض البلدان اقتسم هؤلاء  التجارة بينهم,فبدلا من أن يكون مثلا لواء أركان حرب صار لواء أركان سكر ورز وقمح وسيارات وعماد أركان فن طبخ وتصميم أزياء إلى أخره.
ففي عهد  هؤلاء الطواغيت  انهارت المجتمعات وتفككت أواصرها وأصبحت خرابات ونشأت أجيال فاسدة تافهة ضائعة ملوثة, فالتعليم تم تدميره وتخريبه فالذين يضعون المناهج التعليمية  هم أعداء الآمة  التي تهدف إلى قتل الإبداع وتؤدي إلى الضياع فالعالم العربي يوجد فيه اليوم ثلاثمائة مليون تائه وضائع بفعل الطواغيت  .
إن طاغية تونس (زين العابدين بن علي) يُعتبر نموذجا بشعا لهؤلاء الطواغيت,فهذا الطاغوت الحقير كان تلميذ لطاغوت من قبله هو( الحبيب بورقيبة)الذي جاء به الفرنسيون قبل أن ينسحبوا من تونس شكليا في عام 1956 ليكون طوع بنانهم ويستمر حكمهم لتونس بواسطته  وأداتهم الباطشة في محاربة الإسلام والمسلمين وإذلال الشعب التونسي ومنعه من الإنعتاق من أغلالهم ولتبقى السيطرة لهم بصورة مباشرة وغير مباشرة على تونس وليحافظ على مصالحهم فيها,فتم تزوير وتزيف هذا الرجل الغامض كما زور وزيف  كثيراً غيره من الطواغيت أبطال الانقلابات العسكرية التي صنعتها المخابرات الأمريكية,فصنعوا منه بطلا وبأنه صانع استقلال تونس وأبو الاستقلال بعد أن قاموا بتصفية جميع القادة الحقيقيين والمخلصين الذين كان لهم ميول عروبية إسلامية من أمامه من أمثال(فرحات حشاد) الذي اغتاله الفرنسيون  عام 1952 والذي كان معروفا بإيمانه,واغتيال(الهادي شاكر)عام 1953 و(الشيخ ابن عاشور) وهو من علماء تونس و(صالح بن يوسف)الذي رفض أن يلعب دور(بو رقيبة) فهرب من تونس إلى ألمانيا حيث لاحقه( بو رقيبة )وقام باغتياله عام 1961,وبالفعل قام  بورقيبة هذا المجرم بدوره بنجاح,حيث كان يتحدى الله ورسوله والمؤمنين جهاراً نهاراً,فكان يمنع الصوم والصلاة وجميع أركان الإسلام وأركان الإيمان ويريد أن يجعل تونس جزء لا يتجزأ من فرنسا  بل أكثر من ذلك كان يشتم الذات الآلهية ورسول الله صلى الله عليه وسلم علنا ويُفطر أمام الناس على التلفزيون في رمضان ويقول( أنا عندي شهادات ومحمد لا يوجد عنده شهادات) ,اللهم زده ضعفين من العذاب والعنه لعنا كبيراً,واستمر هذا الطاغية الملعون يؤدي دوره إلى أن انتقم الله منه في الدنيا قبل الآخرة,فأصابه الله بالخرف وصار في أرذل العمر وفقد عقله حتى انه طلق زوجته (الوسيلة)التي كان يسميها( بأم التونسيين)واتهمها علنا على التلفزيون بأنها عاهرة وأنكر نسب ولده الوحيد(الحبيب الابن) ونتيجة لأن الطاغية قد فقد عقله وصار يتصرف تصرفات المجانين وخوفا من أن تخرج الأمور في تونس من أيدي الفرنسيين طلبوا من تلميذه الطاغية الصغير(زين العابدين بن علي) الذي ربوه على أعينهم أن يعزل معلمه الخرف الذي مات مخذولاً مدحوراً منسياً كما تموت الكلاب وان يحتل مكانه في محاربة الإسلام  وقمع الشعب التونسي,و(زين العابدين بن علي)هذا بالإضافة إلى عمالته  إلى فرنسا فهو ضابط في(الموساد اليهودي)ومما يؤكد على ذلك  أن حرسه الشخصي كان من الموساد حيث ضبط الكثير من المسلحين الذين كانوا يطلقون النار على الشعب التونسي يحملون جنسيات غربية ولا يتحدثون العربية,فهم كانوا يتسترون بهذه الجنسيات,ولقد صرح قادة الكيان اليهودي بعد هروب الطاغية بأن (الكيان اليهودي خسر حليفاً وصديقا كبيراً وان هناك علاقة مميزة وتاريخية تربطنا وكان هناك تعاون كبير بيننا في شتى المجالات وخصوصا الأمنية وان هناك خطرا كبيرا بان تقع تونس في أيدي المسلمين) وكأن الشعب التونسي غير مسلم,فكل الوسائل التي استخدمها الفرنسيون وعملائهم(بورقيبة وبن علي وعصاباتهم)لم تستطع أن تخلع الشعب التونسي من إسلامه,فكانت فرنسا الصليبية والكيان اليهودي في فلسطين والغرب يعتبرونه خط الصد والدفاع الأول في مواجهة الإسلام العدو الأول لهم كما صرح بذلك الرئيس الفرنسي ساركوزي,فحقا لقد تفوق الطاغية(زين العابدين بن علي )على معلمه ( بورقيبة) في محاربة الإسلام والبطش في الشعب التونسي وكم من تلميذ فاق أستاذه,فكل من كانت تضع على رأسها حجابا من نساء وفتيات تونس كانت تعتقل ولا يُطلق سراحها إلا بتعهد وكفالة مالية,والمحجبات تمنع من دخول الجامعة أو المدرسة أو التوظيف  وإذا أردت أن تصلي في المسجد عليك أن تحصل على بطاقة ممغنطة من الأجهزة الأمنية لا تستطيع دخول المسجد بدونها وهذا فعل لم يجرؤ عليه معلمه( بورقيبة)من قبله, ومنع  صلاة الجمعة حتى وصل الأمر بإحدى العاهرات المدعوة( رياض الزغل )التي عينتها(زوجة ابن علي العاهرة الأولى ليلى الطرابلسي)عضوا في مجلس الإستشارين المطالبة علنا  بإلغاء الآذان لأنه يلوث البيئة,فبعد هذا الطلب الذي فيه تحدي لله  لم يلبث الطاغية في الحكم إلا أياما معدودات,ومنع تعدد الزوجات مهما كان السبب ومنع تدريس الدين في المدارس وتاريخ المسلمين,وفي المقابل قام الطاغية وزوجته( الكوافيرة  ليلى صاحبة صالون الحلاقة النسائي الشهير الذي دخلت من أبوابه إلى حكم تونس) بتشجيع الدعارة وجميع أنواع الشذوذ الجنسي وفتح أبواب تونس للسياحة الجنسية وقاما بتخصيص شواطئ على البحر للعراة,فهما كانا يحاربان  الفضيلة ويشجعان  الرذيلة بكل الوسائل جهارا نهارا وبمنتهى الاستهتار,وقام الطاغية  بقمع  الشعب التونسي بمقامع من حديد وبمنتهى القسوة والوحشية  وبدون شفقة ولا رحمة وبث في نفوسه الذعر والخوف والرعب والظلم والقهر ليثبت لأسياده بأنه اشد على الشعب التونسي عتياً من الطاغية السابق ,وكان وهو يفعل كل ذلك مطمئن بأن أسياده الفرنسيون واليهود يحمونه من بطش الله ولن يتخلوا عنه,فكان يركن إلى الذين ظلموا أعداء الأمة وأنه مخلد في السلطة,حيث أن المنافقين  وبناءا على طلبه  طالبوا بتعديل الدستور من اجل أن يبقى في السلطة إلى الآبد ومن ثم تأتي من بعده( ليلى الطرابلسي)ولكن الله كان لهم بالمرصاد,فالله اكبر وأقوى منهم أجمعين,فبعث الله على الطاغية الشعب التونسي الحر دون مقدمات عندما دفع شدة  الظلم والقهر بشاب تونسي دخل التاريخ (محمد البوعزيزي) إلى إشعال النار في نفسه فإذا به يُشعل تونس من أقصاها إلى أقصاها بالغضب والثورة على الظلم الذي يُجرعهم إياه الطاغية,فأخذ  الشعب التونسي الثائر الغاضب يزحف على الطاغية ليس لهم سلاح إلا هتافات الله اكبر والصيحات الثائرة الغاضبة وهم يلوحون بقبضات أيديهم  التي تطالب برحيل الطاغية,فأخذ الطاغية يترنح وعرشه الهش يهتز بعنف منذراً بالسقوط السريع المدوي فخرج الطاغية الجبان(والجبن صفة لازمة لجميع الطواغيت)على الشعب في أول الأمر يُهدده ويتوعده لعله يُخيفه فيتراجع عن ثورته,فما كان من الشعب التونسي الحُر إلا أن ازداد تصميماً وإرادة وعزيمة على الإطاحة به  فما كان منه إلا أن خرج على الشعب التونسي مرة ثانية من أجل خداعه و أخذ يروغ منه روغ الثعلب  لعله يهدأ أو يستكين فينقض عليه من جديد  فأعلن بأنه كان(غايب فيله)كما يقول المثل وليتبرأ من أتباعه المجرمين الذين اتبعوه في الدنيا قبل الآخرة  وليعلن بأنه كان مخدوع وبأن العصابة التي تحيط به كانت لا تنقل له الصورة الصحيحة وبأنه سيحاسبهم وقام بعزل بعضهم,ولكن الشعب التونسي كان متيقظا لحيله وألاعيبه  فازداد عناداً وإصرارا على الإطاحة بالطاغية فما كان من الطاغية إلا أن خرج مرة ثالثة وبأقل من أسبوع وقد تخلى عن عظمته الزائفة  وهو مهزوز ومهزوم ويترنح وبمنتهى الجبن والخسة  يستجدي الشعب التونسي الحر الأبي الذي أذاقه العذاب والظلم والقهر ألوان مدعياً بأنه فهمهم عندما قال (أنا فهمتكم) وبأنه يُحبهم وبأنه سيعطيهم حريتهم وسيطلق سراحهم ويجعلهم يستنشقون الهواء النظيف ويسمح لهم بالعمل والاتصال بالعالم وسيرخص السلع,فكان  رد الشعب التونسي على الطاغية مزيدا من الإصرار على نيل الحرية والإنعتاق من العبودية  فما كان من الطاغية وزوجته إلا أن قاما بالهروب في جنح الظلام وبمنتهى الذل والهوان وكالفئران المذعورة  وأخذا يبحثان عن مأوى يؤويهما فأرادا أن يتوجها إلى فرنسا سيدتهما فما كان من فرنسا إلا أن تخلت عنهما  وتبرأت منهما كما هو تبرأ من زبانيته  قبل أن يهرب ورفضت استقبالهما وطلبت من أفراد عائلتهما  الذين جاؤوا إليها قبل فرارهما  بأيام مغادرة فرنسا ورفضت أي دولة أوروبية استقبالهما (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ *إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ *وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)] البقرة: 165+  166+167[ ومن الذل الذي ألحقه الله  بالطاغية وزوجته أنهما قد هربا باللباس الذي كانا يحاربانه بحقد اسود واحتقار وهو(النقاب)من اجل التخفي  ولم يجدا بلدا تؤويهما إلا البلد الذي يرتدي  فيه النساء  النقاب,وزوجة الطاغية( ليلى الطرابلسي) لم تكتفي بما نهبته وسلبته وبالثروة الطائلة التي جمعتها من جيوب الشعب التونسي وثرواته بل قامت عند هروبها من تونس بالاستيلاء على طن ونصف من احتياطي الذهب في البنك المركزي فهذه هي عقليات الطواغيت إنها عقلية  اللصوص والمافيات,فهل تتعظون أيها الطغاة, فالغضب الساطع آت وأنا كلي إيمان بذلك,فسنة الله في الظالمين لا تتخلف (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) ] إبراهيم:42 [ ولكن عليكم أن تعلموا يا شعب تونس الحر أيها الأحرار بأنكم اليوم تخوضون معركة تحرير تونس الحقيقية  من الاستعمار الفرنسي  وعملائه ولن يكتمل نصركم إلا بخلع جذورهذا الاستعمار وجذور( الحبيب بو رقيبة وزين العابدين بن علي) من ارض تونس الحبيبة حتى لا تسرق ثورتكم أو تجهض,فالحذر الحذر فأنتم اليوم تصنعون التاريخ ,فلتستمر انتفاضتكم المباركة حتى يتم  تحرير تونس تحريرا كاملا غير منقوص,ففترة حكم بورقيبة وابن علي كانت امتداد طبيعي للاستعمار الفرنسي المباشر لتونس. فتونس اليوم تشهد معركة تحريرها الحقيقية وليكون ندائكم المدوي والمزلزل لعروش الطواغيت والظالمين( الله اكبر الله اكبر الله اكبر)فهذا النداء هو شعار النصر لآمتنا فعندما يسمعه الطواغيت وزبانيتهم من شياطين الأنس يولون مدبرين (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)]الأنفال: 36[ ) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) ]إبراهيم:46+47 [    فالسلام على تونس الخضراء والسلام على شهدائها والسلام على شعبها الذي جسد بيت شعر الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي  الذي قاله  قبل حوالي ثمانين عاما وكأنه قد قاله للتعبير عما جرى ويجري  في تونس اليوم 
 إذا الشعب يوما أراد الحياة                                        فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليلي أن ينجلي                                                  ولا بد للقيد أن ينكسر
فعندما ثار الشعب التونسي في وجه الطاغية استجاب الله له فانكسر القيد وانجلى الليل, فو الله لن يستقيم أمر أمتنا إلا بذهاب هؤلاء الطغاة ومجيء غيرهم ولا يكونوا أمثالهم  ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) ]الرعد:11 [ محمد أسعد بيوض التميمي مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية bauodtamimi@hotmail.com bauodtamimi@yahoo.com bauodtamimi85@yahoo.com مدونة محمد اسعد بيوض التميمي الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ اسعد بيوض التميمي رحمه الله www.assadtamimi.com للإطلاع على مقالات الكاتب www.assadtamimi.com/mohammad/

 


معارضون يديرون الظهر لعموم الثائرين


بقلم: جيلاني العبدلي لطالما تحدث الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد باسم الشعب التونسي كسائر المعارضين ولطالما رددوا أنهم يعبرون عن نبض المواطنين وعن تطلعاتهم في التغيير الديمقراطي الحقيقي. واليوم وقد تجشم الشباب وحده أعباء المسؤولية وتكفل بنفسه بهذه المهمة ودفع في سبيلها من دمه الكثير نيابة عن جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الأهلية يقف التونسيون ذاهلين أمام أمر غريب يضع كلا من الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد في حرج كبير ويعرض رصيد رمزيهما السيدين أحمد نجيب الشابي وأحمد إبراهيم إلى التلاشي ويفقدهما ثقة إن لم نقل احترام آلاف المتظاهرين خصوصا من الشباب. هذا الأمر الغريب يتمثل في:
 ـ سرعة التجاوب مع عرض الانضمام إلى الحكومة الجديدة قبل اتضاح تركيبتها ودون الرجوع إلى القواعد الحزبية لحسم موضوع المشاركة وطبيعتها. ـ عدم العودة إلى حلفاء الأمس في هيأة 18 أكتوبر أو في التحالف من أجل المواطنة والمساواة للتشاور وتنسيق المواقف المشتركة وضمان حق جميع الأطراف في التمثيل الحكومي ـ التموقع في الحكومة الجديدة والعظ على الحقيبة الوزارية بالنواجذ وإدارة الظهر تماما للشارع التونسي الثائر وصرف النظر عن نبض المتظاهرين ومطلبهم بحل الحكومة الراهنة وإعادة تشكيلها وفق معايير جديدة تضمن حق سائر الأطراف في التمثيل واستبعاد الضالعين في منظومة الاستبداد من الجهاز الحكومي للرئيس المخلوع بن علي. فهل كعكة السلطة أكثر وقعا في نفوس هؤلاء المعارضين مما تحدثه حناجر المتظاهرين المطالبين بتصحيح المسار؟ تم النشر   http://yaf3press.net/default.asp?page=1050&NewsID=281 صحيفة يافع  


اسكني يا جراح

اسكني يا جراح  واسكتي يا هموم| لكأنّ روح أبي القاسم الشابي ترفرف اليوم حول الشعب التونسي بأكمله و تحذّره من التفريط في الثورة الجماهيرية, ثورة الشباب والمعطّلين و المستضعفين ,ضدّ المافيا وعصابة بن علي بابا, والأربعين حرامي, ويقول (أُسْكُني يا جرَاحْ )النصر للثورة النصر للشعب التونسي  والأمة العربية والإسلامية ,وأحرار العالم في كلّ مكان. أُسْكُني يا جرَاحْ أُسْكُني يا جرَاحْ وأسكتي يا شجونْ ماتَ عهد النُّواحْ  وَ زَمانُ الجُنُونْ وَ أَطَلَّ الصَّبَاحْ  مِنْ  وراءِ القُرُونْ في  فِجاجِ  الرّدى  قد  دفنتُ الألَمْ و نثـرتُ الدُّمـوعْ  لرياحِ العَـدَمْ و اتّخذتُ الحيـاة  مِعـزفاً للنّـغمْ أتغنَّى عليـه  في رحـابِ الزّمـانْ و أذبتُ الأسَى في جمـال الوجـودْ و دحـوتُ الفـؤادْ واحة ً للنّشيـدْ والضِّيـا والظِّلالْ والشَّذَى والورودْ والهوى والشَّبـابَّ والمنى والحَنانْ اسكُني يا جراحْ وأسكُتي يا شجونْ مـاتَ عهدُ النّواحْ و زَمانُ الجنونْ وَأَطَلَ الصَّبـاحْ  مِنْ وراءِ القُرونْ في فؤادي الرحيبـْ مَعْبِدٌ للجَمَـالْ شيَّـدتْه الحياة ْ بالرّؤى ، والخيال فَتَلَوتُ الصَّلاة  في  خشوع الظّلالْ   وَحَـرقْتُ البخور. وأضأتُ الشُّموع إن  سِحْرَ الحيـاة ْ  خالدٌ  لا يزولْ فَعـَلامَ الشَّكَـاة ْ مِنْ ظَلامٍ يَحـُولْ ثمَ يأتي الصبَّاح  و تمُرُّ الفصولْ..؟ سـوف يأتي رَبِيعْ إن تقضَّى رَبِيعْ اسكُنِي يا جراحْ  وأسكتي يا شجونْ مـاتَ عهدُ النّـواح وَزَمانُ الجنونْ و أطـلَّ الصَّبـاحْ مِن وراءِ القُروُنْ مـن وراءِ  الظَّلامْ  و هديـرِ المياهْ قـد دعـاني الصَّباحْ و َرَبيعُ الحَيَاهْ يـا لهُ مِنْ دُعـاءُ هـزّ قلبي صَداهْ لَمْ يَعُد لي بَقـاء فوق هـاذي البقاعْ الـودَاعَ! الـودَاعَ! يـا جبالَ الهمومْ يـا هضاب الأسى !  يا فِجَاجَ الجحيمْ قد جـرى زوْرَقِي  في الخضمِّ العظيمْ  و نشرتُ الشراعْ… فالـوَداعَ! الوَداعْ الشاعر الملهم ,المرحوم أبو القاسم الشابي  
 


إرادة قطيع…  

أخذتنا ثورة تونس في رحلة إلى أدغال إفريقيا تحكي  مملكة الغابة. وصلنا المكان المطلوب ووضعنا الكاميرات في أعلى موقع وجدناه ،هي تلة خولت لنا أن نشاهد صورة كلية  و نواكب بشكل عام، و بدأنا التصوير و أول ما التقطته عدساتنا جفافا حل بكل البرية ، و الظاهر أنها سنوات عجاف منذ القدم أطاحت بالأخضر و اليابس باستثناء تلك المناطق تحت نفوذ الزمرة التي لازالت تنعم بحياة عادية مزدهرة، وهذا عكس ما أخبرونا به.و من الجهة المقابلة ها أن القطيع يبحث هنا و هناك عن أمل البقاء ضمن المنظومة الطبيعية و فجأة انفلت أحدهم و غير مساره و إذ به اتجه نحو الأسد استغربنا المشهد و تسألنا هل أصبحت الفريسة هي من تذهب للصياد؟؟؟ وازداد تشوقنا لمعرفة أكثر خفايا. ومن حينه كان مصمما على التقدم أكثر فأكثر عازما على عدم العودة وخطوة خطوة وصل لمنطقة الخطر إحدى بحيرات الأسد و لكن زمرته كانت بالمرصاد فنبهت ذاك المسكين من الاقتراب و حذرته من أخذ قطرة ماء واحدة. وبينما أغلقوا بوجهه المنفذ الأخير إذ بالشمس الحارقة بعثت بشعاعها وأشعلت ثورا بالنيران المقدسة فأضحى ثائرا، فتراجعت الزمرة و هرعت لإخبار أسدهم بالحادثة و لكنه لم يبالي و أمرهم بالعودة إلى مواقعهم. و لكن رائحة الثور العطرة تتبعتها أنوف القطيع و اتحدوا كما لم يتحدوا من قبل و بالفعل كانت سابقة فقرارهم بالثورة لم ينبع إلا اقتداء بعز ابنهم و أخيهم و صديقهم .
سمحنا لأنفسنا أن نعطي وجهتنا في الأحداث و قلنا نعم الرأي الذي اختاره القطيع ففي الحالتين هم ميتون إما جوعا للغذاء و الكرامة و إما بمخالب الأسد و أنياب كلابه البرية ، فهي نقطة اللاعودة و كانت بالفعل نقطة انعرجت لتطورات عدة مما شد انتباهنا هروب اللبؤة إلى مناطق غير نفوذها على بعد أميال تاركة أسدها. و كانت المواجهة بين قطيع لا حول له و لا قوة كل ما يملك من سلاح الإرادة و التحدي و بين أنياب مفترسة تتربص به  و استعملت هذه الأخيرة كل ما أتاها من قوة و جاه و نفوذ لترهب أفراد القطيع فأسقطت ضحايا من بين جرحى و مستشهدين ، و ثانية سمحنا لأنفسنا التدخل و قلنا كأن بالأسد و أتباعه  ما عاد همهم الأول أكل الفريسة في حين ترويع و ترهيب و تخويف القطيع هو كل همهم .هيهات هيهات فما زاد القطيع إلا قوة متحدة واتحادا أقوى مما أربك الأسد فوضع كلابه في الواجهة عساها أن تضع حدا للقطيع و نذكر أن الإرادة و التحدي كانا سلاح كل فرد من أفراد القطيع مما زاد من ارتباك الأسد و لدنائته دعم أوفيائه الكلاب البرية بغريمه الفهد الشريك غير التقليدي بمنطقته و في المحاولة الأخيرة اليائسة لديه استعان بالفيلة التي بدورها تنتمي لفصيلة القطيع نفسها فكلاهما عاشب ، و في الخضم غمر الوادي معركة شرسة أطاحت بالأسد ففر بدوره باحثا عن مأوى.
و كان الغد و عمت رائحة الدماء المنطقة و تسارعت الضباع و آكلة الجيفة لاقتسام غنيمتها على الرغم من وفرة غنائم . و حل سكون نسبي بتراجع الزمرة عن البقاع التي كانت محظورة بالأمس القريب في انتظار إعادة هيكلتها و لم يجد ذلك تبجيلا من قبل القطيع الذي انقسم إلى شطرين الفحول منها رضيت بعشب الوادي و الفتيان منها أبت الاستسلام و مازالت تؤمن بسلاحها إلى أن تطرد الزمرة و أذيالها خارج الوادي. و بزغت أشعة الشمس إلى الجوار مما أفزع بقية الأسود. و مازلت عدستنا ترقب الأيام الآتية.  
بعد حريق تونس.. الكل يعيد حساباته   19/01/2011 نبيل الفولي  
 

تونس.. خارطة طريق إلى الديمقراطية

العربي صديقي الدروس المستفادة ذَهَبَ بن علي وبقِيت منظومته “الباستيل” التفرد والتسلط الإسلاميون والجمهورية الثالثة عهد الأمان (2) نحو المرحلة الانتقالية تونس.. التأثير الآن وقد انتهت حقبة بن علي، الطريق أمام تونس أضحى غير معروف، ولكن مع اتباع نهج حذر يمكن تأسيس نظام ديمقراطي دائم. يجب على القيادة السياسية الجديدة في تونس أن تنأى بنفسها عن الاحتفاء والتهنئة، وعليها أن تلتفت إلى ما هو أهم، من أجل إنقاذ تونس من محنتها.
سيتوجب على التونسيين أن يستجمعوا الشجاعة ويوظفوا مخيلتهم السياسية لابتكار نموذج سياسي، يكون مزيجا من الصبر والتسامح والقدرة على ممارسة الاختلاف وقبول الآخر، لنسج نظام ديمقراطي دائم في تونس ما بعد بن علي.
والسؤال هو دائما، بطبيعة الحال، كيف؟ تاريخيا في النظام الجمهوري الجديد بعد الحكم الملكي المطلق في فرنسا قبل أكثر من 200 سنة، في مرحلة ما بعد فرانكو إسبانيا أو الفلبين بعد ماركوس، الخوف أمر لا مفر منه. وهنا تبرز الحاجة لمهارات الحلول الوسطية والتسويات الذكية، وهو ما يحتاج أيضا إلى رؤية تمكن من تشخيص وسبر أعماق المياه العشوائية لبناء مرحلة ما بعد السلطوية.
الدروس المستفادة
إن الشيء الذي يمكن الحديث عنه في “انتفاضات الخبز” التي حدثت في العالم العربي، هو أن سلطة الشعب نجحت في إرسال رسائل مهمة إلى الطبقة السياسية في البلاد، في الماضي والحاضر، بطرق عدة:
أولا: الشعب التونسي وحده هو الذي يملك هذه اللحظة التاريخية في الانتصار ضد الدكتاتورية. الشعب التونسي قد كسب الحق في أن تكون له السيادة وأن يعامل وفقا لذلك. وأي نظام سياسي ناجم عن ذلك ملزم بتكريس كون هذه اللحظة لهم وحدهم. ومؤسسيا، يتعين إعادة البناء السياسي بحيث تكون جميع الآليات منسجمة مع هذه السلطة وتمكن من عمل توازنات بين الحكومة والشعب. ثانيا: لم تكن المساندة الغربية، ولم تكن المعارضة في المنفى هم من سجل الفوز ضد بن علي، بل الشعب، والشعب وحده هو الذي أطاح بن علي. هذه الهبة هي حركة عفوية بامتياز نابعة من الداخل. ” لا توجد حركة سياسية واحدة، يمكن أن تزور التاريخ السياسي وتنسب النصر التونسي لنفسها, فالشعب التونسي هو الذي انتصر ليقدم لنخبته، على طبق من فضة، فرصة نادرة لتصحيح أخطاء كثيرة ارتكبها الرئيس المخلوع ” ثالثا: لا توجد حركة سياسية واحدة، زعيم أو أيديولوجية يمكن أن تزور التاريخ السياسي وتنسب هذا النصر لنفسها.. الشعب التونسي هو الذي انتصر ليقدم لنخبته، على طبق من فضة، فرصة نادرة لتصحيح أخطاء كثيرة ارتكبها الرئيس المخلوع. رابعا: محاولات تجميل الأداء السياسي غير مجدية. حتى زين العابدين بن علي، وبالرغم من توظيف خبراء من الولايات المتحدة لم تنجح في إخفاء العفن. وبدا فشل عملية التمويه هذه بصورة واضحة في الأيام الأخيرة من حكم بن علي حيث كانت عملية الطلاء تلك سببا في مزيد من الانحلال السياسي والخسارة.
وفشلت مصطلحات مثل “نشر الإرهاب” و”عصابات الملثمين” وبدت وكأنها شاشة دخانية تحاول إصابة البصيرة التونسية بالعمى ولكن دون جدوى، وفشلت المحسوبية السياسية الغربية ولغة الخطاب في وقف أو إضعاف موجة الرفض. لذلك فإن السير على نفس المنهج، انتهى ببن علي إلى مزبلة التاريخ.
خامسا: في لحظة ويكيليكس لم تعد الدولة قادرة على السيطرة على وسائل الإعلام، خصوصا في عصر الفيسبوك، والتويتر، واليوتيوب. هذا الإعلام كان له دور كبير في إسقاط بن علي. وفي هذا السياق فإنه لا يمكن نسيان دور قناة الجزيرة. وهنا تحضر الفكرة التي تحدث عنها ماكس ويبر فيما يتعلق بسيطرة الدولة. ولعل المعلومات، وامتلاك التكنولوجيا تلعب دورا حاسما في مصير الدول في العصر الحديث.
ذَهَبَ بن علي وبقِيت منظومته
لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه المستقبل التونسي، ويمكن لهذه التحديات أن تضيع انتصارات سلطة الشعب. ذهب زين العابدين بن علي ولكن منظومته لا تزال باقية. صحيح أن التغيير من نظام سلطوي إلى نظام ديمقراطي قد يستغرق وقتا. لكن يبدو من تشكيلة الحكومة أن رموزا من منظومة بن علي لا تزال تمسك بمفاصل الدولة، بتوليها الوزارات السيادية، وإسناد وزارات هامشية إلى المعارضة، وهذا أمر مثير للشك.
إن ما يتمناه الشعب التونسي هو أن التغيير يجب أن يكون حقيقيا لا شكليا. وهنا لا بد من الالتفات إلى دور الجيش، الذي تدخل في اللحظة الحرجة لحسم الأمور. ومن هنا من المهم أن يكون هناك نوع من التكامل بين قيادة الجيش والقيادة السياسية من أجل التغيير الكامل. هذه قضية لا تتعلق بكثير من الشخصيات، واللغة السياسية والنماذج فقط، ولكن الأهم يكمن في “اللاأخلاقية” السياسية أو ما يمكن تسميته بالفجور السياسي. ولذلك لابد بداية من استعادة السياسة باعتبارها مشروعا أخلاقيا يتجاوز الأحزاب والزعامات والأيديولوجيات.
لكن في نفس الوقت، وفي هذه اللحظات الحرجة، فإن السعي إلى التغيير السريع تترتب عليه مخاطر الفراغ السياسي وهذا أمر لا نريده لتونس. كما أن الحزب الحاكم، لكونه حزبا تاريخيا، يجب الحفاظ عليه، وأن يكون له دور في الحياة السياسية. إن الحركة الدستورية لها جذور نضالية ضد الاستعمار الفرنسي، وإقصاؤها من الحياة السياسية حماقة. وفي المقابل يجب أن يخضع هذا الحزب للتنظيف. إن كل شركاء بن علي يجب أن يخضعوا للتحقيق حول الثراء الفاحش الذي حققوه مستغلين مناصبهم الحزبية والسياسية.
الصراع في الأشهر المقبلة للحفاظ على المصداقية لدى الشعب التونسي. العالم يجب أن يكون متوازنا مع هذا الواقع. المجتمع المدني والمعارضة الحالية لا يزالان وليدين. إنهما بحاجة إلى وقت للتعافي ومحو رواسب 54 سنة ماضية وكذلك الشراكة مع تلك القوى التي عملت لزين العابدين بن علي ولكنها ليست بالضرورة من منظومة بن علي، كالتكنوقراط مثلا.
لذلك يجب إجراء ترتيبات مؤقتة، تسمح ببقاء بعض العناصر من النظام القديم لتسيير الأمور ويكون هذا بمثابة فترة انتقالية حتى تنظيم الانتخابات. “الباستيل” التفرد والتسلط ” عملية التطهير يجب أن تكون مرفوضة بالكامل، والقيام بحذف المعارضين أو قتلهم أمر يجب أن لا يعود موجودا، وإلا فإن بن علي سيكون قد انتصر على إرادة الشعب التونسي ” يعيد سقوط بن علي إلى الأذهان واقعة اقتحام الباستيل وكلاهما يحضران إلى الذهن كمثال على التفرد السياسي. وهذا هو الداء الذي يعتبر من الضروري تحصين النظام الجديد ضده. ومن القيم السياسية المشتركة الجديدة المطلوبة دينامية الاختلاف والتناقض باعتبارها قوة إيجابية موضوعية في العملية السياسية والديمقراطية.
أما عملية التطهير فيجب أن تكون مرفوضة بالكامل، والقيام بحذف المعارضين أو قتلهم أمر يجب أن لا يعود موجودا، وإلا فإن بن علي سيكون قد انتصر على إرادة الشعب التونسي.
الإسلاميون والجمهورية الثالثة
هل تحتمل تونس غنوشيين؟.. الإسلاميون في تونس قوة حقيقية يحسب لها حساب ويجب إعطاؤها الحقوق الكاملة للتمثيل في النظام السياسي الجديد. إن تجربة حزب البعث العراقي في إقصاء الخصوم خلفت مشكلات دفع ثمنها الشعب العراقي غاليا. فإنه من الغباء أن تبدأ الأحزاب التونسية حياتها السياسية بإقصاء طرف مهم في المعادلة السياسية، وإلا فإن الشعب التونسي سيدفع ضريبة هذه الخطيئة عاجلا أم آجلا.
وجود تحفظات خارجية لا تبرر إبعاد حزب النهضة في الفترة الانتقالية. فحزب النهضة عام 2011 ليس هو عام 1989. وكذلك هي تونس. صحيح أن القوى التي ناضلت من داخل تونس هي السباقة، لكن أيضا يجب أن لا ننكر أن أعضاء النهضة قدموا الكثير من التضحيات، وتعرضوا للتعذيب والاضطهاد ضد نظام بن علي.
حزب النهضة مطالب اليوم بالتقاط هذه الفرصة التاريخية، وهو أمام بعض الدروس التي يجب أن يستوعبها من تلقاء نفسه: أولا: يجب أن يتجاوز الهوس بالوحدة، فالنهضة اليوم تحوي تيارين أو حتى عددا من الفصائل داخلها. ويجب أن يعتبر هذا شيئا إيجابيا يثري الحزب ويقويه.
ثانيا: يجب التعامل سياسيا بانفتاح وبعيدا عن السرية أو الجمود الأيديولوجي.
ثالثا : يجب عدم العودة إلى مناقشات 1980 حول مسألة “الهوية” وتبسيطها الأخلاقي.
رابعا: يجب التصرف بتواضع وضبط للنفس، وتقاسم الساحة السياسية مع الآخرين بدلا من السعي إلى الهيمنة. وأخيرا، يجب الانحياز لصالح الحضور السياسي أكثر من الغياب.
والنهضة لا تزال حزبا، له جاذبية وحضور واسع ، وهو اليوم ينتقل إلى مرحلة تمتاز بحالة مع النضج السياسي أكثر من السابق، والمؤشرات على ذلك كثيرة ويمكن قراءتها في ميل العديد من قادتها اليوم إلى فصل الدين عن السياسة، وتأكيد أن النهضة ليست حركة طالبان.
والحقيقة أنه لا يمكن لأي كيان سياسي أن يزعم أنه يتحدث نيابة عن جميع التونسيين. والأفضل للجميع أن ندع الآلاف من براعم أزهار الياسمين تتفتح على أساس القيم المشتركة للتبادل والمساواة والاحترام والتواضع. عهد الأمان (2) ” بعض اللاعبين السياسيين الجدد في تونس ليسوا سوى متدربين في سياسة الدولة, وبعضهم ليس له أي تجربة برلمانية، ومنهم من ليس له خبرة المشاركة ولو على مستوى البلديات, ولذلك فإن تعلم الديمقراطية في تونس بدأ الآن ” إن النظام الديمقراطي الجديد لن تتم بلورته بصورته النهائية بسهولة وبسرعة، وهذا يقتضي الخضوع والتسليم لقيم جديدة من المواطنة المتساوية، وضمان الحقوق غير القابلة للتصرف لجميع التونسيين من جميع المذاهب والأيديولوجيات، واستمرار تقليد التجديد وسياسة النقد الذاتي.
تاريخيا، لم تبدأ تونس بسجل خال، وتعليم الديمقراطية يجب أن يستلهم روح الميثاق الأساسي عام 1857 والمسمى بـ”عهد الأمان”، الذي سعى من بين أمور أخرى عديدة، للحد من سلطة الباي وجاء في مجمله إجراءً سياسيا يوفر الأمن لسائر السكان ويضع حدا للاستبداد والظلم والتفرقة. والذي يبدأ الآن هو أقرب إلى نسخة ثانية من “الميثاق الأساسي”.
ولكن بعض اللاعبين السياسيين الجدد في تونس ليسوا سوى متدربين في سياسة الدولة. وبعضهم ليس له أي تجربة برلمانية، ومنهم من ليس له خبرة المشاركة ولو على مستوى البلديات. ولذلك فإن تعلم الديمقراطية في تونس بدأ الآن.
وعلى مسار تعلم الديمقراطية يجب أن نبقي في الأذهان واقعا تم اختباره مرارا، وبعد الرابع عشر من يناير 2011، لم يعد ممكنا العودة إلى نطاق الدولة والدعاء بطول العمر للسلطة، وجرى تعريف الدولة التونسية على أنها الدولة التي تمارس سياسة إجمالية في إطار تعلم الحكم الذاتي وهي التجربة التي قد تنطوي على التجريب والخطأ، وصحيح أن التونسيين قد ثاروا للحصول على الحرية السياسية ولكن أيضا فإن المطالبة بتكافؤ الفرص الاجتماعية والاقتصادية والعدالة في توزيع الثروة، يجب ألا تغيب هي الأخرى عن الأذهان.
نحو المرحلة الانتقالية
وفي هذه الفترة الانتقالية فإن الحاجة ملحة لتوضيح الطريق نحو التعلم وبناء الديمقراطية، كما يجب رسم جداول الأعمال على المدى القصير والمدى الطويل.
ففي المدى القصير، يجب إجراء الانتخابات وأن تهدف فقط إلى إنتاج نظام انتقالي. وقد يكون الاندفاع نحو إجراء الانتخابات سابقا لأوانه في مجتمع يعاني من ضعف الأحزاب السياسية، وحتى وقت قريب كان المجتمع المدني فيه مكبلا ومثقلا بالكثير. ومع هذا يجب أن تشرع تونس في تنظيم قواعد الاشتباك الديمقراطي والمشاركة السياسية.  
وعلى المدى الطويل، فإن النظام الانتقالي يجب أن يعمل لتفكيك النظام الرئاسي، بحيث ينهي حالة الإفراط في صلاحيات السلطة التنفيذية من خلال إعداد شبكة قانونية ومؤسسية تمكن من التحول إلى النظام البرلماني.
وتبعا لذلك ستكون هناك حاجة إلى دستور جديد لعصر جديد ويمكن أن تسند هذه المهمة للبرلمان الانتقالي وبمساعدة لجان خاصة تشكل لهذه الغاية. ويمكن التحول إلى نظام انتخابي نسبي جنبا إلى جنب مع التخطيط للتحول إلى النظام البرلماني. ومن المؤكد أن النظام الجديد سيكون بحاجة ماسة إلى المعارضة الديمقراطية ووجود صحافة حرة، تقوم بصورة غير رسمية بممارسة دور المعارضة، كما يجب تفكيك الكثير من أجهزة الأمن.
وتونس ليست جزيرة، ويمكن للجنة لتقصي الحقائق والمصالحة، مثل تلك التي وجدت في جنوب أفريقيا أو في المغرب، أن تنشئ نظاما للعدالة في المرحلة الانتقالية بحيث لا تراق الدماء أو يمارس الظلم في مطاردة لأشباح من الماضي. ومن الواضح أن دولة مثل إسبانيا مارست انتقالها دون تجربة ديمقراطية سابقة، ويمكن لتونس أن تبلغ انتقالها من خلال ميثاق لهذا الغرض. وسيكون من الصعب صياغة أجندة اجتماعية اقتصادية، ولكن يجب تخصيص آليات حكومية للتنمية المستدامة. تونس.. التأثير ” كسب التونسيون معركتهم الأولى من خلال تقويض بعض النماذج السائدة في المجتمعات العربية وستكون المعركة المقبلة هي إدامة ربيع الديمقراطية الذي بدأ للتو ” ترك النموذج التونسي في اقتلاع نظام “بن علي بابا” الديكتاتوري، تأثيره بطريقة استشعرها كل العرب. وتونس اليوم تقود المسيرة بينما هناك من يراقب عن كثب، ويجب أن يستثمر ذلك في تحقيق مكاسب ديمقراطية، لأن 14 يناير/كانون الثاني أصبح علامة فارقة في تاريخ تونس كما في عام 1857 وعام 1861 على التوالي عندما قدمت تونس باحترام إلى العالم، أول شرعة عربية وإسلامية “للحقوق والدستور” ويعادل ذلك أهمية 20 مارس/آذار 1956، حين تحررت تونس من الاستعمار.
إن وصمة العار تكمن في أن تبقى المجتمعات العربية إلى أجل غير مسمى تعاني من خلط للأمور مع غياب للثقافة المدنية وإمكانيات الحكم الذاتي. لقد كسب التونسيون معركتهم الأولى من خلال تقويض بعض النماذج السائدة في المجتمعات العربية وستكون المعركة المقبلة، والتي يتطلب الفوز بها وقتا وقدرة على التحمل السياسي والإرادة الحرة في التفكير والفعل هي إدامة “ربيع الديمقراطية” الذي بدأ للتو. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جانفي 2011)
 


الحرية هي الطريق الوحيد للمستقبل


رشيد الحاج صالح هناك ثلاثة نماذج يمكن أن تختصر شكل النظام السياسي في العالم العربي. النموذج الأول يجمع بين الانفتاح الاقتصادي والاستثماري مع بقاء الانغلاق السياسي على حاله، وتمثل هذا النموذج تونس ومصر. أما النموذج الثاني فهو الذي يقوم على الانغلاق الاقتصادي والسياسي مع التزامه بالدفاع عن الهوية والتصدي للأعداء، وتمثل هذا النموذج ليبيا والسودان. في حين يجمع النموذج الثالث بين الانفتاح الاقتصادي والانغلاق السياسي والدفاع عن الهوية في الوقت نفسه، وتمثل هذا النموذج السعودية. ” مشكلة الأنظمة السياسية العربية أنها تتجاهل مسألة الحرية، وتحاول أن تلتف عليها بأشكال وطرق مختلفة، الأمر الذي جعلها تعاني من عدم قدرتها على كسب ثقة شعوبها وعدم تمكنها من إيجاد حلول لمشاكلها ” وتعود مشكلة هذه النماذج الثلاثة إلى أنها تتجاهل مسألة الحرية، وتحاول أن تلتف عليها بأشكال وطرق مختلفة، الأمر الذي جعلها تعاني من عدم قدرتها على كسب ثقة شعوبها وعدم تمكنها من إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والمعاشية لشعوبها، ناهيك عن فشلها في الدفاع عن حقوق الأمة.

ومشكلة النموذج الأول أنه راهن على التنمية والاستثمارات في ظل غياب الحريات، وهذه معادلة مزيفة لأنه “لا تنمية بلا حرية”، فالحرية على حد تعبير عالم الاقتصاد الهندي الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد أمارتيا صن، هي عماد التنمية الأول والعمود الفقري لها.
فالتنمية بدون حرية لن تنجو من الفساد الإداري والسياسي، وستغرق في بحور من الترهل والامتيازات الخاصة، وباختصار فإن التنمية الاقتصادية في ظل الانغلاق السياسي هي المسؤولة عن تركز ثروات الشعوب بيد فئات محدودة تسيطر على الاقتصاد والاستثمارات.
وهذا واضح من الحالة التونسية التي أخذت في الانفجار السريع. فما كان يسمى بـ”المعجزة التونسية”، أي الانفتاح الاقتصادي المثمر في ظل الانغلاق السياسي، تبين أنه مجرد أوهام أو كلام فارغ، ليس له من أساس اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي. فاليوم انكشف كل شيء واتضح أن الفقر والبطالة والحرمان وتراجع نوعية الحياة، هي ما دفع التونسيين إلى طلب التغيير والقيام بانتفاضتهم التي أسقطت النظام السياسي وكشفت عن واحدة من أكبر الخرافات المعششة في ذهن القادة العرب.
فالتنمية تتماهى مع الحريات، لأن الحرية هي جوهر التنمية، ولا معنى للحديث عن التنمية بدون حرية، حتى إن التنمية بدون حرية تتحول إلى أداة للهيمنة، حيث يذهب مردودها إلى جيوب مديري المعامل ورؤساء المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية، لدرجة أن هذه المؤسسات سرعان ما تتحول إلى أداة بيد المتنفذين الذين أخذوا يستغلونها لجلب المزيد من المنافع وإذلال الناس للحصول على فرص العمل.
ويبدو أن هذا النموذج مؤهل للسقوط أكثر من غيره، والسبب في ذلك أنه ضرب عرض الحائط بحاجات الناس المادية والمعنوية على حدٍّ سواء. فهو لم يحقق مطالب الناس المادية في الرفاهية الاقتصادية وتأمين مطالبهم المادية في العيش الرغد، وذلك بسبب فشل برامج التنمية وعدم ربطها بالحريات السياسية والقضائية وضمان حرية المحاسبة والمساواة أمام القانون. كما أنه من جهة أخرى لم يلبِّ الدوافع المعنوية للناس، التي تعتز بهويتهم ودينهم وقوميتهم، لأنه لم يحترم تعلق الناس الوجداني بحضارتهم وقيم تراثهم. ” نموذج الانفتاح الاقتصادي والانغلاق السياسي نموذج تغريبي حاول استنساخ العلمانية الغربية مع إفراغها من مضمونها الديمقراطي، ورفض تشذيبها بغية توطينها والاستفادة من إيجابياتها ” فهذا النموذج تغريبي حاول استنساخ العلمانية الغربية مع إفراغها من مضمونها الديمقراطي، ورفض تشذيبها بغية توطينها والاستفادة من إيجابياتها. فبدت العلمانية عندنا وكأنها كابوس يجثم على صدور الأحرار، أو سيف يسلط على كل من يختلف مع الأنظمة العلمانية في التوجهات السياسية.
أما النموذج الثاني الذي يقوم على الانغلاق الاقتصادي والسياسي مع التزامه بالدفاع عن الهوية والتصدي لأعداء الأمة، فيعاني من صعوبات مختلفة، على الرغم من أنه يواجه أخطارا أقل من تلك التي يواجهها النموذج الأول.
والسبب في ذلك أن هذا النموذج على الرغم من فشله في رفع المستوى الاقتصادي للناس وانتشار البطالة والفقر في كل مكان، وقيامه بإغلاق مجال الحريات السياسية بشكل كامل، فإنه كثيرًا ما يدغدغ العواطف الإسلامية والقومية للناس، ويسمح لهم بنسج أحلام سياسية تلهب نزعة التمسك بالهوية وتضخم من خطر الأعداء الذين يحيطون بنا من كل حدب وصوب، الأمر الذي يشبع الدوافع المعنوية للناس ويعيد الاستقرار الوجداني عندهم إلى حالة التوازن. بحيث تصبح الشعوب أكثر قابلية لتحمل مشاق الحياة الاقتصادية وصعوباتها، طالما أن هناك من يحترم هويتها ويدافع عن الأمة ضد أعدائها.
والجدير بالملاحظة بالنسبة للنموذجين السابقين، أن نتائج الانفتاح الاقتصادي في النموذج الأول شبيهة بنتائج الانغلاق الاقتصادي في النموذج الثاني. وتعليل هذه النتيجة أن الانفتاح الاقتصادي يساوي الانغلاق الاقتصادي عندما تغيب الحرية وأدواتها العملية من مؤسسات تراقب المؤسسات وتحاسب الفاسدين وتضمن العدالة للجميع.
وهذا يعني أن النموذج الثاني قادر على القيام بلعبة “الشعبوية” واستمالة قلوب الناس وتعاطفهم أكثر من النموذج الأول، وهذا ما يجعل وضع النموذج الثاني أقل تعرضًا لخطر الثورات والانتفاضات الشعبية من النموذج الأول، لا سيما أن مكانة الدوافع المعنوية داخل وعي الناس ترتفع بشكل كبير ومبالغ فيه، عندما يعاني هؤلاء من الأمية وغياب الحريات وارتفاع الضغوط الاقتصادية، وهي أمور يسعى النموذج الثاني لتحقيقها بشكل مكثف.
وعلى الرغم من كل ذلك فإن النموذج الثاني سيواجه مصيرا شبيها بالنموذج الأول، إذا لم يتنبه لمخاطر عدم ربط التنمية بالحرية، لأن هذا الربط هو الذي يضمن العدالة ورفع المستوى الاقتصادي للناس، وبناء الهوية بطريقة صحيحة بعيدة عن التعصب والتوترات الطائفية. ” لا بديل عن اعتماد الحرية أساسًا للتنمية والخروج من المشاكل الاقتصادية ورفع مستوى المعيشة للناس، وأساسًا للدفاع عن الهويات ورفع مكانة الأمة والتصدي للأعداء، وأساسًا للمصالحة بين الأنظمة السياسية وشعوبها ” أما بالنسبة للنموذج الثالث الذي يجمع بين الانفتاح الاقتصادي والانغلاق السياسي وتبنيه الهوية والدفاع عن الأمة، فإنه يشترك مع النموذج الأول في مسألة الانفتاح الاقتصادي، ومع النموذج الثاني في مسألة الدفاع عن الهوية، غير أنه يشترك مع النموذجين معًا في مسألة الانغلاق السياسي.
وهذا يعني أن مسألة انفتاح الاقتصاد أو انغلاقه، ومسألة التمسك بالهوية أو التخلي عنها، مسائل ليست جوهرية بالنسبة للنماذج الثلاثة، بقدر ما هي خيارات تكتيكية وأسلوب في الحكم. أما الخيار الإستراتيجي المشترك بين كل تلك النماذج الذي يجعل منها نماذج متشابهة يمكن دمجها في نموذج واحد، فهو خيار الانغلاق السياسي والغياب شبه الكامل للحريات. وهذه هي السمة الجوهرية للنماذج الثلاثة.
وهذا ما يعلل نجاح واستمرار النموذج التركي الذي يختلف عن النماذج الثلاثة في اعتماده على الانفتاح السياسي المترافق مع الانفتاح الاقتصادي. فالديمقراطية وتقوية دور القانون والسلطات التشريعية والقضائية، هي الكفيلة بتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. أما غياب الحياة السياسية ومصادرة الحريات فيؤدي إلى الظلم، والظلم -عند ابن خلدون- مؤذن بالخراب.
وهذا يعني أنه لا بديل عن اعتماد الحرية أساسًا للتنمية والخروج من المشاكل الاقتصادية ورفع مستوى المعيشة للناس، وأساسًا للدفاع عن الهويات ورفع مكانة الأمة والتصدي للأعداء، وأساسًا للمصالحة بين الأنظمة السياسية وشعوبها، ووسيلةً لابدَّ من اللجوء إليها لتجنب الانتفاضات الشعبية التي لن تكون انتفاضة الشعب التونسي آخرها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جانفي 2011)  

فرنسا جلست في مقاعد المتفرجين ثم حاولت استرضاء التونسيين


من كاثرين بريمر باريس – سارعت فرنسا التي وجدت نفسها في موقف حرج لحماية وضعها بوصفها القوة الغربية المهيمنة في منطقة المغرب العربي بعد أن تخلت في اللحظة الأخيرة عن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي حكم تونس بقبضة من حديد تمتع خلالها بمساندة باريس. وفوجئت باريس بالسرعة التي تنامت بها الاحتجاجات التي أسقطت بن علي حليفها لأسباب اقتصادية ولأن قمعه للإسلاميين المتشددين وفر لفرنسا ما اعتبرته حائط صد ضد الأصولية. وفور ان رأت الجيش التونسي والمؤسسات تأخذ صف الشعب ضد الرئيس تخلت فرنسا عن بن علي فجأة حفاظا على مصالحها الاقتصادية في مستعمرتها السابقة ولقلقها من قيام التونسيين الذين يعيشون فيها برد فعل عنيف اذا استقبلته كلاجيء. لكن تعاملها مع الأزمة الذي افتقر الى البراعة ووقوفها وراء بن علي حتى اللحظة الأخيرة ثم تخليها عنه فجأة يثير تساؤلات حول مدى معرفة الرئيس نيكولا ساركوزي وبقية النخبة السياسية بالمزاج الشعبي في المستعمرات الفرنسية السابقة. وحمل مشارك في احدى المسيرات في شارع بباريس مطلع هذا الأسبوع لافتة كتب عليها “بن علي قاتل… ساركوزي شريك.” ولخص سعد جبار وهو محام ومحلل سياسي جزائري يعيش في لندن التحدي الذي يواجه فرنسا الآن والتي خاضت حربين ضد استقلال تونس والجزائر وكانت الأخيرة صراعا مريرا دام ثمانية أعوام ولا تزال تعكر صفو العلاقات الثنائية. وقال جبار “رسالتنا لفرنسا هي أنكم جعلتم الأجيال القديمة في المغرب “العربي” تكرهكم لأنكم قاومتم استقلالهم. لا تسمحوا للجيل الجديد أن يكرهكم بالوقوف ضد حريته الآن.” وقال كريم اميل بيطار الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية إن فرنسا لم يكن امامها خيار سوى التخلي عن بن علي لأنها أدركت أن قاعدة دعمه انهارت وأضاف “إنه الجدل القديم بين الواقعية السياسية وحقوق الانسان.” ويقول محللون إن أفضل ما تفعله فرنسا وغيرها من القوى الغربية هو أن تعيد النظر في الدعم للحكام العرب المستبدين لأن الشبان العرب العاطلين المتعطشين لأن يسمع أحد أصواتهم سيحاولون محاكاة المتظاهرين التونسيين. وقال بيطار “من المرجح أن تحث فرنسا الآن كل هذه الأنظمة على بدء تطبيق الإصلاحات التقدمية التي يطالب بها الناس وتحذرها من أنها اذا لم تفعل فهي تجازف بأن يتم الإطاحة بها ايضا.” وتدعو باريس الى إجراء انتخابات حرة في تونس وعرضت المساعدة في الحفاظ على الانتقال الديمقراطي للسلطة ومنعت التحركات المريبة للأصول. والى أن حدثت الانتفاضة كان دعم بن علي اختيارا سهلا لفرنسا لأنه حقق استقرارا سياسيا وقاد إصلاحات سياسية وجذب الاستثمارات الأجنبية وجعل من تونس منارة اقتصادية. وحسن بن علي ايضا من أوضاع التعليم وحقوق المرأة والأهم بالنسبة للقوى الغربية أنه شن حملة صارمة على الإسلاميين المتشددين مما ساعد في مكافحة الإرهاب. وفي أعوام لاحقة اتهمه منتقدون بانتهاك حقوق الانسان والقيم الديمقراطية مثل حرية وسائل الإعلام. وفي مواجهة حكام مستبدين اكثر إزعاجا في أماكن أخرى غضت فرنسا الطرف عن مشاكل متزايدة. وقال اكسل بونياتوفسكي عضو حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الحاكم ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية ” حدث تحول…منذ انتخاب بن علي لولاية جديدة في المرة الأخيرة وهو ما لم تقدره فرنسا بشكل كامل على الأرجح.” وتقول فرنسا انها جلست في مقاعد المتفرجين في الوقت الذي اكتسبت فيه احتجاجات تونس زخما حتى لا تتهم بالتدخل لكن عرض وزيرة الخارجية ميشيل اليو ماري في الأسبوع الماضي مساعدة تونس في أساليب السيطرة على الحشود أثار عاصفة من الاحتجاجات في البرلمان الفرنسي. وبعد ذلك بيومين ومتى أقلعت طائرة بن علي أعلنت فرنسا بوضوح أنها لا ترحب به على أراضيها. وقال المحلل السياسي كريستيان بوكيه خبير شؤون شمال افريقيا واستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة بوردو “فجأة حين أقلت الطائرة بن علي غيرنا اتجاهنا.” وأضاف “بلا شك كان هناك إدراك قوي لمسألة أن موقف فرنسا الأول سيضعها في مأزق كبير.” ووقعت فرنسا لفترة طويلة تحت ضغط لتبتعد عن ماض دعمت فيه الحكام المستبدين في مستعمراتها السابقة لتحمي مصالحها المالية ونفوذها. غير أن دعم فرنسا لم يتذبذب مع تونس العلمانية التي كانت تعد جنة للاستقرار بين ليبيا والجزائر. واستمر موقف بن علي المناهض للإسلاميين في زيادة معجبيه في باريس على الرغم من أنه موقف مضلل لأنه كان يضع الإسلاميين التونسيين المعتدلين ومتشددي القاعدة الذين يتبنون العنف في كفة واحدة. وقال بوكيه “بن علي كان الحصن ضد التشدد الإسلامي ولم تأتهم الشجاعة لهدمه.” وكانت مواصلة الدعم والسماح له بدخول فرنسا ستكون كارثة ليس بالنسبة لمستقبل تدفق رأس المال بين البلدين وحسب بل ايضا بالنسبة لاستقرار فرنسا. وقال بيطار “التونسيون في فرنسا كانوا غاضبين بالفعل… ما كانوا سيقبلون بوجوده هنا. كانوا سيحتجون امام مقر إقامته.”
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جانفي 2011)  


السلطات الجزائرية تحذر من المشاركة في مسيرة يعتزم حزب معارض تنظيمها

2011-01-21 الجزائر- حذرت السلطات الجزائرية من المشاركة في المسيرة التي دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض (RCD) السبت في العاصمة الجزائرية للمطالبة بتغييرات سياسية جذرية. ودعا بيان صادر عن سلطات محافظة العاصمة الجزائريين إلى “التحلي بالرزانة والحذر وعدم الاستجابة للاستفزازات التي قد تصدر للمساس بالسكينة والطمأنينة العموميتين خلال المسيرة غير المرخصة التي تنوي جمعية ذات طابع سياسي (RCD) تنظيمها يوم السبت بالجزائر العاصمة”. وشدد البيان على أن المسيرات في العاصمة ممنوعة وأن كل تجمهر في الشارع العمومي يعتبر إخلالا ومساسا بالنظام العام. ومن جهته أكد الحزب المعارض الذي يرأسه سعيد سعدي (علماني) أنه سينظم مسيرته يوم غد للمطالبة بإطلاق سراح كل المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة في الجزائر ورفع حالة الطوارئ المعمول بها منذ عام 1992 واستعادة الحريات الفردية والجماعية وحل كل المجالس المنتخبة. وقال المتحدث باسم الحزب محسن بلعباس إن الحزب بدأ سلسلة من المشاورات مع كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية المستقلة بهدف التوصل إلى تصور مشترك لمبادرة سياسية تهدف إلى “استعادة الحريات السياسية والنقابية والمدنية والإعلامية المعلّقة، وإجبار السلطة على فتح المجال السياسي والإعلامي أمام الرأي الآخر وتمكين المعارضة من حقها في التعبير عن رأيها”. وكانت الحكومة الجزائرية أصدرت العام 2001 مرسوما يمنع تنظيم المسيرات الشعبية في العاصمة الجزائرية دون غيرها من المحافظات، على خلفية المسيرة الشعبية التي نظمها فصيل معارض في العاصمة وأسفرت عن مقتل صحافيين اثنين وتخريب الممتلكات العامة والخاصة. وعزا وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة استمرار الحكومة في منع المسيرات إلى الخطر “الإرهابي” الذي لا يزال يهدد العاصمة، على خلفية التفجيرات الإنتحارية التي وقعت العام 2007 واستهدفت مقر الحكومة والمجلس الدستوري ومكاتب هيئة الأمم المتحدة والتي أودت بحياة العشرات بينهم موظفون دوليون. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جانفي 2011)

قرصنة مواقع ليبية تنقل أخبار الداخل


الجزيرة نت-خاص تتواصل عمليات القرصنة هذه الأيام على المواقع الليبية الخارجية التي تعرّض أحدها -وهو موقع “المنارة”- للإقفال التام من قبل جهات مجهولة في ليبيا، ويرجح القائمون على المواقع المقرصنة أن تكون تلك المنابر مستهدفة بسبب نشرها لأخبار تتعلق بالاحتجاجات في البلاد. فقد تعرضت هذه المواقع لهجمات للاستيلاء عليها من قبل جهات مجهولة يعتقد مشرفو تلك المواقع أن لها علاقة بجهاز الأمن الخارجي الليبي أو اللجان الثورية، فيما يبدو محاولة لمنع التغطية الإخبارية للأحداث الداخلية المتمثلة في الاقتحامات التي قام بها مواطنون ليبيون لمشاريع إسكانية في البلاد. وكانت المواقع نفسها -إلى جانب صحيفة “ليبيا اليوم” الإلكترونية- قد تعرضت في فترات سابقة لعدة هجمات وقرصنة عطلت عملها ومنعتها من البث لعدة أيام. وبحسب مراقبين فإن عمليات القرصنة لهذه المواقع يقف وراءها قسم للأمن الإلكتروني يتبع جهاز الأمن الخارجي، وهو الجهة المسؤولة عن تخريب المواقع التي تنتقد أو تنقل انتقادات بشأن الأوضاع في ليبيا، أو تعلن معارضتها لنظام الزعيم معمر القذافي. وكانت إدارة موقع “المنارة” قد أعلنت أن الهجوم يتواصل عليها وأنها ستواصل عملها على صفحات فيسبوك، لكن تم تخريبها وقرصنتها هي الأخرى مِن قِبل مَن وصفتهم بقسم الأمن الإلكتروني ومليشيات اللجان الثورية. وقام المقرصنون لموقع “المنارة” في إحدى المرات بوضع صورة للزعيم معمر القذافي، كُتب عليها “بالروح بالدم نفديك يا قائدنا”. وذكرت إدارة الموقع للجزيرة نت أن “إدارة الأمن الإلكتروني الليبي استولت على الإيميل الخاص بالموقع، وهي الآن تتحكم فيه”. وفي الاتجاه نفسه نجح المهاجمون لهذه المواقع في تعطيل موقع “ليبيا المستقبل” الذي عاد للبث مجددا، وقاموا بمحاولة قرصنة موقع “جيل” منذ صباح الاثنين الماضي على مدى أربع مرات، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك حتى الآن. الخوف من الحقيقة وقالت إدارة موقع “جيل” إنها استقبلت سيلا “من التعليقات التي تشتم أطرافا سياسية مختلفة في ليبيا وكتبت بألفاظ نابية وبذيئة، وبشكل غير متوازن أو متناسب مع النسق الطبيعي لمشاركات القراء”. وأشارت إلى ازدياد حجم المشاركات التي قالت إن أغلبها من مصادر محددة تهاجم إدارة الموقع بحجة نشر آراء المعارضين، أو رسائل القراء التي تحمل أخبارا عن مصادمات في مدنهم، وهددت بعض المشاركات بالتصفية الجسدية للمعارضين ولمن يتعرض للقذافي. ومن جانبه قال المعارض الليبي حسن الأمين -وهو المشرف العام لموقع “ليبيا المستقبل”- إن “اختراق المواقع دليل واضح على الخوف من الحقيقة والرأي الآخر، وعدم القدرة على المواجهة عبر حوار ديمقراطي عقلاني متحضر”. وأكد الأمين أن القرصنة التي تعرض لها موقعه “عملية جبانة لا أخلاقية”، مؤكدا موقفه الرافض لأي “عملية اختراق حتى لو كانت لمواقع معادية للإسلام أو مناصرة للصهيونية أو ضد الأنظمة القمعية، لأنها تظل عملية جبانة تعكس ضعف الحجة”. أما المشرف العام لموقع “المنارة” -وهو أكثر المواقع الليبية الخارجية تضررا جراء الاختراقات والقرصنة- محمد لطيوش فقد قال إن أحداث تونس والاقتحامات التي شهدتها عديد المدن الليبية هي “الأسباب الحقيقية وراء الهجوم على المواقع الليبية ومحاولة تعطيلها عن العمل حتى لا تزيد تفاقم الوضع في ليبيا”. واعتبر لطيوش أن أسلوب الحجب والاختراق للمواقع للهروب “من مواجهة المشاكل الحقيقية الموجودة في البلاد من الأساليب التي عفا عليها الزمن، زمن الفضائيات والإنترنت، وهو يدل على إفلاس كبير للنظام في قدرته لمواجهة الحقائق”. وقال إن “هذه الأعمال لن تزيدنا إلا قوة وإصرارا على مواصلة عملنا بالانحياز الكامل للمواطن الليبي، وتسليط الضوء على معاناته ومشاكله من أجل الإصلاح والخير لليبيا”. دعم ومناشدة وفي تعليقات على تلك القرصنة قال القاص والأديب جابر نور سلطان إنه يؤيد حرية الإعلام بكافة وسائله شريطة التزام المهنية ومراعاة المصلحة العليا للوطن. ووصف سلطان موقع المنارة بأنه “متوازن إلى حد كبير، ويقدم خطابا إعلاميا يتسق مع أهدافه بإيقاع رصين يتوخى إلى حد كبير الموضوعية”. ومن جهته قال المخرج المسرحي خالد نجم إن “اختراق المواقع هي محاولة فاشلة لإسكات أصوات فتحت لنا المجال لرؤية الواقع من منظور مغاير، لما تطرحه بعض وسائل الإعلام الأخرى التي تحاول إرغامنا على تقبل الزيف والتعاطي معه”. أما الصحفي عثمان البوسيفي فعبر عن أمله في أن تعي الجهات -التي تقوم بقرصنة وحجب المواقع الليبية- “أن الزمن قد تغير وعليها أن تتعلم من تجارب الآخرين، وأن تفتح صفحة جديدة مع الكل، وتحترم وجهة نظر الآخر مهما كانت”. وفي دفاعه عن المواقع المقرصنة قال المحرر في موقع المنارة علاء النيهوم إن “أهمية هذه المواقع تكمن في انغلاق المشهد الإعلامي الليبي الداخلي الذي لم يتطور”. وتابع النيهوم “لا يزال البعض يعتقد أنه الوحيد الذي يملك المعلومة بينما هي متسربة إلى أقصى الصين، ويعتقد أنها مسألة أمن وطني بينما هي مسألة حريات، وما زال البعض يخاف من فتنة الإعلام ولا يخاف من فتنة تكسير الأقلام”.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جانفي 2011)

احتجاجا على انحيازها لإسرائيل اعتراض موكب وزيرة فرنسية بغزة


تعرض موكب وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال إليو ماري للرشق بالبيض والأحذية من قبل أهالي الأسرى الفلسطينيين خلال زيارتها اليوم لمدينة غزة، وذلك احتجاجا على تصريحات أدلت بها أمس ووصفت فيها احتجاز حركة حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بأنها جريمة حرب.
وندد أهالي الأسرى بـ”تناسي الوزيرة الفرنسية مصير أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية”. وكان موكب الوزيرة قد تعرض أيضا للاعتراض من قبل أهالي الأسرى لحظة دخولها إلى القطاع عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، في أول زيارة لها إلى غزة منذ توليها هذا المنصب.
ومن جانبها قالت وكالة “رويترز” إن المحتجين اعترضوا طريق سيارة إليو ماري وبدؤوا في ضرب سقف سيارتها وهم يصيحون “اخرجي من غزة”، ثم قام متظاهرون في وقت لاحق برشق سيارتها بالبيض وألقوا أحذيتهم على السيارة، بينما كانت تحاول مغادرة مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني.
وتشمل زيارة الوزيرة الفرنسية لغزة لقاءات مع مسؤولين في الأونروا بغزة، وعدد من ممثلي الشخصيات المستقلة والمجتمع المدني، وعدد من نواب حركة فتح، دون أي لقاء مع ممثلين لحركة حماس أو الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة.
وكانت الوزيرة زارت أسرة شاليط الذي أسرته عناصر من حماس وفصائل أخرى عام 2006، علما بأن حماس تطالب بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل مقابل تسليم شاليط.
انحياز لإسرائيل
وأعلنت حماس مساء أمس رفضها لتصريحات الوزيرة الفرنسية، ورأت فيها انحيازا لإسرائيل، وانعكاسا لازدواجية المعايير. ودعا المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري فرنسا لإعادة النظر في مثل هذه المواقف “التي لا تخدم الدور الفرنسي في المنطقة”، موضحا أن شاليط أسر من أرض المعركة وهو يقتل مواطنين فلسطينيين على حدود قطاع غزة، في الوقت الذي يقبع فيه أكثر من ثمانية آلاف أسير فلسطيني اعتقلهم الاحتلال من بيوتهم دون أي ذنب.   وتشير وكالة يونايتد برس إلى وجود نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني من بينهم بضع مئات معتقلين منذ اتفاق أوسلو، وبينهم مئات محكومون بالسجن لمئات السنين، ورفضت إسرائيل حتى الآن إطلاق سراحهم، بذريعة أن أياديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جانفي 2011)

Lire aussi ces articles

6 juillet 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 3331 du 06.07.2009  archives : www.tunisnews.net   Liberté et Equité: Wissem Gasmi, prisonnier

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.