الجمعة، 21 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2677 du 21.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:  بيــان الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنـان:بيــان حركة التجديد: بلاغ مجموعة من الحقوقيين والنشطاء السياسيين والنقابيين: نــداء – تضامننا المطلق مع السيدة الجريبي والأستاذ الشابي نداء إلى أعضاء حركة التجديد وكل المساهمين في المسار التوحيدي الجامعة العامّة للتعليم العالي والبحث العلمي:لائحة المجلس القطاعي ليوم 8 سبتمبر 200 حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:نشرة إلكترونيّة عدد: 25 المستقبل: الادّعاء على 59 مسلحاً من « فتح الاسلام » بينهم 25 موقوفاً من جنسيات مختلفة رويترز: معارضان تونسيان يضربان عن الطعام ويتهمان السلطات بعرقلة حزبهما صحيفة « الجمهورية والعالم » :زعيما حزب تونسي معارض يدخلان في إضراب جوع مفتوح صحيفة « القدس العربي »:زعيما حزب تونسي معارض يعلنان اضرابا مفتوحا عن الطعام صحيفة « الخليج » :السلطات التونسية تنفي اتهامات بمحاصرة العمل الحزبي المعارض أخبار تونس: صيانة اللغة العربية لغة القرآن » محور مسامرة رمضانية لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين يو بي آي: احتياطي تونس من النقد الأجنبي يتجاوز 7 مليارات دولار خميس قسيلة:في أفق حل مقبول يحمي طبيعة الرابطة ولا يفرط في إستقلاليتها محمد العربي التونسي: العجمي الوريمي وعبد الكريم الهاروني وآخرون من أكثر من سكن السجون التونسية من سياسيين في عهدي الاستعمار والاستقلال محسن المزليني: في ظلّ اللامبالة والحلول السطحية:ظاهرة العنف تكتسح المجتمع التونسي عبد السّلام بو شدّاخ:  بشرى وتهنئة لرئيس الحكومة المغربية الجديد كريم: تحية الى السيد مرسل الكسيبي ومنه الى السيد علي نصير معز الجماعي: الإعلام المرتزق معز الجماعي:إضراب جوع من أجل الدفاع عن الحرية والكرامة عبد السّلام بو شدّاخ: بشرى وتهنئة لرئيس الحكومة المغربية الجديد سفيان الشّورابي: الانتخابات المغربية بعيون تونسية كونا: تونس تعيش في رمضان على ايقاع مهرجانات المدينة رويترز: صحيفة: احباط مؤامرة للقاعدة لخطف فرنسيين في الجزائر الجزيرة.نت: منظمات حقوق الإنسان: هل يتغلب السياسي على المهني أحيانا؟  إسلام أون لاين: « الجينات الوراثية » تأشيرة دخول فرنسا! الحياة :اشتباك مالي مع «الطوارق» في منطقة نفوذ فرنسية يكشف التنافس الأميركي – الأوروبي على شمال أفريقيا صحيفة « العرب الدولية » :النورى بوزيد يحصل على جائزة «ابن رشد» العالمية للفكر الحر صحيفة « القدس العربي »:الرباط: الفاسي يواجه «عقدة» جمع «العدالة والتنمية» مع الاشتراكيين د. أحمد الخميسي :سلاطين المماليك وخيال الظل  إبراهيم عيسى: حكمة الرئيس


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  تونس في 20/9/2007  بيـــــــــان
 
اجتمعت الهيئة المديرة الموسعة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وقررت ما يلي:   * التأكيد على احترام ما وقع الاتفاق عليه بالجلسة السابقة للهيئة بتاريخ 18/9/2007 و خاصة:     1- الامتناع عن إصدار البيانات والمقالات والتصريحات باسم الجمعية وذلك حتى موعد الجلسة العامة. 2- عقد الجلسة العامة الانتخابية في الموعد والمكان المتفق عليهما بالجلسة المذكورة. 3- تكليف لجنة تتولى الإشراف على الانتخابات متكونة من الأعضاء المؤسسين الأساتذة محمد بوثلجة، سعيدة العكرمي و محمد عبو. 4- تتولى لجنة الإشراف على الانتخابات (دون سواها) قبول الترشحات لعضوية الهيئة المديرة في أجل أقصاه يوم 26/9/2007 وتشرف على أعمال الاقتراع والفرز والتصريح بالنتائج على أن يكون التصويت شخصيا ( ودون توكيل)  . * كما نظرت الهيئة في استقالة العضو المؤسس والمنسق القاضي الفاضل المختار اليحياوي، ورغم تفهمها للظروف التي دفعته إليها وتعبيرها عن تضامنها المطلق معه في الحملة الاعلامية المغرضة التي تعرض لها فإنها تقرر عدم قبول هذه الاستقالة وتدعوه إلى استئناف مهامه صلب الجمعية.  الامضـــــــــــــــــــــــــــــاء   1 – الأستاذ محمد عبو 2 – الأستاذ محمد بوثلجة  3 – الأستاذ سمير بن عمر 4 – الأستاذة سعيدة العكرمي  5 – السيد رشيد النجار 6 –  السيد احمد السميعي 7 –  الأستاذ سمير ديلو 8 –  الأستاذ خالد الكريشي  9 – السيد الأسعد الجوهري 10 – السيدة فوزية السنوسي 11 – السيد عثمان الجميلي 12 السيد طارق السوسي 13 – سيدة الحراثي 14 – عبد المجيد بوحجيلة                                                             15 – السيد محمد علي البدوي (موجود في الخارج و صادق على القرارات المتخذة عبر الهاتف) 16 – عباس شورو 17 – فوزي قار علي
 

الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان La Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme                      تونس في 20 سبتمبر 2007 بيـــــــــان
 
دخلت السيدة مية الجريبي الأمينة العامة لحزب الديمقراطي التقدّمي والأستاذ أحمد نجيب الشابي مدير صحيفة « الموقف » والأمين العام السابق للحزب في إضراب جوع مفتوح بداية من اليوم احتجاجا على الدعوى المرفوعة أمام القضاء لإخراج الحزب من مقره المركزي بتونس العاصمة بدعوى أن هذا المقرّ مسوغ لجريدة « الموقف » « غير أن المدعى عليه (وهو مدير « الموقف ») أصبح يستعمل المكرى مقرا لحزب سياسي هو الحزب الديمقراطي التقدمي » حسبما جاء بعريضة الدعوى المرفوعة من قبل مالك المحل. وقد عقدت السيدة الجريبي والأستاذ الشابي ندوة صحفية أكدا خلالها أنّ هذه الدعوى القضائية  » تعبر عن إرادة حكومية مبيتة للقضاء على آخر مربع لحرية التعبير والاجتماع بعدما قضت على نشاط الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ولا تعد سوى أداة لتنفيذ تلك الإرادة التي لا تريد أن تفصح عن نفسها حفاظا على مظهر من الحياد الزائف والذي لا ينطلي على أحد ». وذكرا بأنّ السلطات الأمنية تسلط أقصى الضغوط على مالكي المحلات الذي يتسوغها الحزب أو الجريدة لإجبارهم على فسخ عقود التسويغ، ويتمّ توظيف القضاء من أجل ذلك، وبهذه الطريقة تمّ إخراجه من مقراته في قابس ومدنين وتطاوين. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر عن تضامنها الكامل مع الحزب الديمقراطي التقدمي في سعيه لممارسة نشاطه بصورة عادية كحزب قانوني في المقرات التي يتسوغها لذلك وحقه في استغلال الفضاءات العمومية لأنشطته، وعن تعاطفها مع السيدة الجريبي والأستاذ الشابي اللذين يعرضان صحتهما وربما حياتهما للخطر دفاعا عن حق حزبهما ومناضليه في البقاء بمقراتهم. وتدين بشدة محاولة إخراج هذا الحزب وجريدته من مقرهما بتسليط الضغوط على مالكه وتوظيف القضاء من أجل ذلك. وتطالب السلطة بالتخلي عن هذه الممارسات التي تكتسي خطورة بالغة ولم يعد بالإمكان مواصلة إعلان براءة الأجهزة الرسمية منها خاصة وأنها تتكرر وبنفس الطرق في عديد الجهات وبواسطة مالكين لا علاقة لهم ببعضهم. وتذكر الهيئة المديرة بأن تعمد تجريد الحزب الديمقراطي التقدمي وجريدته من مقراتهما يضرب الحق في التنظّم والاجتماع ويطال بشكل غير مقبول حرية التعبير والنشر ويهدد انتظام صدور جريدة « الموقف ». وبالمناسبة تدعو الهيئة المديرة إلى رفع الحصار المضروب من قبل السلطة على مقرات فروع الرابطة منذ أكثر من عامين ومنعها أي نشاط بها وبالمقر المركزي بالعاصمة دون أي سنة قانوني. عـن الهيئـة المديـرة المختـار الطريفــي رئيـــس الرابطــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 21، نهج بودليـــر – العمـــران – 1005 تونس – الهاتف : 71.280596 –  الفاكس : 71.892866 ltdhcongres6@yahoo.frالبريـــد الإلكترونـــي:


 

  

حركة التجديد

6، نهج المطوية، تونس.

الهاتف: 71256400

الفاكس: 71240981

بلاغ

 

إزاء ما يتعرض له الحزب الديمقراطي التقدمي من تهديد بإخراجه من مقر جريدته الذي هو في الآن نفسه مقره المركزي بالعاصمة منذ سنوات عديدة وذلك باستعمال طرق ملتوية لا يخفى على أحد طابعها السياسي التعسفي رغم محاولات التستر وراء تعلات قانونية وعدلية واهية، تعبر حركة التجديد عن تضامنها الكامل مع قيادة هذا الحزب الشقيق ومناضليه ومساندتها التامة للمطالب المشروعة التي دفع  تمادي السلط في عدم الاكتراث بها إلى دخول كل من السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب والأستاذ أحمد نجيب الشابي مدير جريدة  » الموقف » في إضراب احتجاجي عن الطعام ابتداء من يوم 20 سبتمبرالجاري                        

 

إن حركة التجديد ، إذ تشد على أيدي الإخوة في الحزب الديمقراطي التقدمي، فإنها تعتبر ما يتعرض له هذا الحزب الشقيق حلقة من مسلسل التضييق المتواصل على نشاط أحزاب المعارضة الحريصة على استقلاليتها وممارسة حقها المشروع في النشاط السياسي الحرالذي يضمنه لها القانون وذلك مثلا بمنعها في الواقع من عقد اجتماعاتها بالقاعات العمومية ووضع العراقيل التعجيزية أمام استعمالها للنزل والقاعات الخاصة وتسليط شتى أنواع الضغوط المباشرة وغير المباشرة على أصحاب المحلات لثنيهم عن التسويغ لأحزاب المعارضة أو إجبارهم على إلغاء عقود الكراء الموجودة كما حدث مؤخرا لفرعي حركة التجديد بالقيروان وقليبية وفروع  أحزاب أخرى من ضمنها الحزب الديمقراطي التقدمي.

 

وتؤكد حركة التجديد مرة أخرى على ضرورة الإقلاع عن نهج الانغلاق ونمط تسيير شؤون البلاد بعقلية الحزب الواحد واحترام التعددية السياسية فعلا لا قولا بما يعنيه ذلك من وضع حد لهيمنة الحزب الحاكم على دواليب الدولة والإدارة وامتيازاته اللا محدودة  واحتكاره لكافة فضاءات التعبيروالتحرك على حساب الأحزاب والجمعيات والمنظمات الرافضة للدوران في فلك السلطة، كما تطالب بأن تضمن لكل الأطراف دون استثناء ظروف النشاط  السياسي الطبيعي من مقرات، وقاعات اجتماع، وإمكانات تعبير في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، وتمويل عمومي لجميع الأحزاب المعترف بها قانونا دونما حيف أو إقصاء.                                      

 

عن حركة التجديد

 

الأمين الأول

 

أحمد إبراهيم

 

              


نــــــــــــــــــــــــــــــــداء

21 سبتمبر 2007

دخلت السيدة مية الجريبي ،الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي والأستاذ احمد نجيب الشابي في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على المضايقات المستمرة التي يواجهها عملهما السياسي والإعلامي ومحاولة إخراج الحزب من مقره المركزي ، وهي نفس السياسة التي انتهجتها السلطة مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي منع نشاطها وأغلقت مقرات فروعها .

لذلك نعبر نحن مجموعة من الحقوقيين والنشطاء السياسيين والنقابيين عن تضامننا المطلق مع السيدة الجريبي والأستاذ الشابي وندعو كل نشطاء المجتمع المدني للدخول في إضراب جوع  بيوم ، وذلك يوم الأحد 23 سبتمبر 2007 مساندة لهما.

وستنشر القائمة النهائية مساء يوم الأحد. الاتصال ب:

– المنجي بن صالح ،22659382

– عبد الرحمان الهذيلي 97456541

– مسعود الرمضاني 97322921


 

نداء إلى أعضاء حركة التجديد

وكل المساهمين في المسار التوحيدي

 

يجتمع يوم 23 سبتمبر 2007 المجلس المركزي المنبثق عن المؤتمر الوطني الأخير للنظر في الوضع الراهن للحركة وفي آفاق عملها وبهذه المناسبة نتوجه إلى أصدقائنا في الحركة إلى كل المساهمين في المسار التوحيدي والى الرأي العام بالنداء التالي:

أفرزت نتائج المؤتمر الأخير شعورا بالصدمة وبخيبة الأمل لدى العديد من الأطراف سواء من بين أعضاء حركة التجديد أو من بين المساهمين في المسار التوحيدي تنوعت تعبيراتها من التصريحات الصحفية إلى القطيعة الصامتة والغضب المكتوم وهو أمر يصعب معه تجاهل ردّات الفعل هذه خاصة إذا نظرنا إلى عدد ونوعية من صدرت عنهم.

ومهما يكن من أمر فانه لابد من الإقرار بان المؤتمر لم يحقق أهدافه السياسية المعلنة خلال كل مراحل تحضيره والمتمثلة في بناء حزب يبدأ بجمع شتات الحركة الديمقراطية والتقدمية فالمسألة في تقديرنا ليست مسألة شرعية قانونية بقدر ما هي مسألة شرعية سياسية.

إن مسؤولية هذا الوضع تتحمله أطراف عدة وبمستويات مختلفة ولا نستثني من ذلك الأجواء التي كانت سائدة داخل حركة التجديد قبل المؤتمر وأثناء تحضيره إلا أن المسؤولية الرئيسية تعود إلى غلبة نظرة اقصائية مخالفة لروح المسار الأصلية وهي تجميعية وتأليفية وقد تجسمت هذه النظرة في تكريس روح الغلبة والاستئثار على حساب روح التوافق والعمل الجماعي متذرعة بشعار الحسم الانتخابي وممارسته فكان ذلك المنزلق والمدخل الفعلي نحو الانحراف بالمسار وإبعاده عن غاياته النبيلة.

فلم يكن الهدف إنجاز مؤتمر عادي وانتخاب قيادة وإنما أردنا بناء حزب يتجاوز حالة التشتت المزمنة والتقوقع في حلقات ضيقة تعادي بعضها البعض وتصفي أطرافها الواحدة تلو الأخرى.

وإذ لا ينكر أيّا كان مشروعية الإجراء الانتخابي وضرورته في كل كيان جماعي ديمقراطي فان خصوصية المشروع وطرافته المتمثلة في التقاء مجموعات وأفراد من ذوي مسارات مختلفة لم يربط بينها أي عمل تنظيمي مشترك سابق جعلت من اللجوء إلى آلية الانتخاب « التنافسي » أداة تبين ضررها على المسار إذ أدت إلى نتائج عكسية خاصة في مكونة « المستقلين » وتجلى ذلك في إسناد المسؤوليات بخلاف حجم المساهمات والكفاءات هذا فضلا على أن هذه: الانتخابات  » مارستها أقلية منظمة ومتماسكة همشت أغلبية المؤتمرين ولم تتم إلا في حدود ضيقة.

 

إن مشاركتنا في الهياكل المنبثقة عن المؤتمر لا تعني إقرارا بنجاح مرحلة المؤتمر في تجسيم المسار بل تعني تشبثا بمواصلة المسار والعمل على إصلاحه ومعارضتنا الشديدة لكل نوازع التشتت في الصف التقدمي ورفضنا لكل عوامل التجزئة والتفرقة. كما أن مشاركتنا تعني تواصل لمسار بناء حركة التجديد بمختلف مراحله انطلاقا من المؤتمر التأسيسي (افريل 1993) وتمسك باجتهاداتها وبمجهوداتها وان كانت متعثرة أحيانا ومتميزة أحيانا أخرى إلا أنها أفضت إلى بروز كيان وان كان محدودا في انتشاره حظي باحترام وتقدير النخبة المسيّسة وأجزاء من الرأي العام. فمشاركتنا إذن هي تأكيد وتشبث بالهدف الأصلي والأسمى ألا وهو تثمين التراث الايجابي لمختلف مكونات الحركة التقدمية والانطلاق منه لبناء أداة سياسية فاعلة تلتقي مع مكونات فكرية جديدة من خارج فضائها التقليدي ومع قطاعات واسعة من المجتمع التونسي فتكون بذلك القوة الدافعة نحو التحول الديمقراطي الذي ينشده المجتمع برمته ومن أجل ترسيخ قيم الحداثة والتقدم والعدالة الاجتماعية ولن يكون ذلك ممكنا إلا ببناء القطب الثالث الديمقراطي والتقدمي القادر على كسر ثنائية المواجهة بين السلطة والحركات الإسلامية.

إننا نجدد التعبير عن استعدادنا للعمل المشترك على قاعدة التوافق مع كل الأطراف والشخصيات من أجل تجسيد المسار التوحيدي وما الهياكل المنبثقة عن المؤتمر إلا نقطة ارتكاز نحو مواصلة هذا المسار وتصحيحه وتوسيع دائرته. لذا نرى أن مجهودا استثنائيا يجب أن يبذل للاتصال بكل العزائم والأطراف المتشبثة بالمسار التوحيدي وندعو إلى تكوين لجنة للغرض تتمتع بصلاحيات واسعة تفضي نتائج عملها إلى اتخاذ إجراءات عملية ملموسة وإدخال تعديلات هيكلية واسعة.

هكذا يمكننا تحقيق أهدافنا في إحياء المسار التوحيدي باعتباره ضرورة وطنية.

 

الممضون: طارق الشعبوني، عادل الشاوش، حاتم الشعبوني، محمد لخضر اللالة، محمد رؤوف محجوب، ثامر ادريس، نورد الدين الطرهوني، حسين الكريمي، فتحي الهمامي، حمادي الغيلاني، نبيل الأحمدي.

 


 

الجامعة العامّة للتعليم العالي والبحث العلمي

لائحة المجلس القطاعي ليوم 8 سبتمبر 2007

 
نحن أعضاء المجلس القطاعي للجامعة العامّة للتعليم العالي والبحث العلمي، المجتمعين اليوم 08/09/2007 بمقر الإتحاد العام التونسي للشغل بإشراف الأخ محمد سعد، الأمين العام المساعد للإتحاد المسؤول عن الإدارة والمالية، وحضور الأخ محمد السحيمي، الأمين العام المساعد للإتحاد المسؤول عن الدراسات والتوثيق، بعد تبادل الإعلام وتدارس الأوضاع بالقطاع. 1.نعبّر عن عميق انشغالنا لما آل إليه الوضع بالجامعة التونسية من مزيد التردّي على جميع الأصعدة، حيث تواصل تراجع القدرة الشرائية للجامعيين بما يؤثر سلبا على مردودهم المهني، وازداد حيّز الحق النقابي والحريات الأكاديمية تقلّصا وأمعنت الوزارة في الاستفراد بالرأي وفي الكيل بمكيالين بخصوص التمديد في سنّ الإحالة على التقاعد وفي مواضيع النُّقل والترسيم والتعاقد وذلك باعتماد أسس غير علمية ولا موضوعية، لاغية لآراء الهيآت العلمية المنتخبة ومستعيضة عنها بسلطة تقديرية لا حدّ لها؛ 2.نعبّر عن شديد احتجاجنا على إصرار السلطة على افتعال أزمة تمثيل نقابي في قطاعنا وإقحام القضاء في الشأن النقابي الداخلي وعلى مواصلة سلطة الإشراف إقحام من تسميهم « أطرافا معنية بالتمثيل النقابي » في التفاوض حول مطالب الجامعيين؛ 3. كما نعبّر عن شديد أسفنا لما آلت إليه الاتصالات مع الطرف الوزاري من نتائج لا تكاد تذكر بخصوص مجمل المطالب التي تقدّمت بها الجامعة العامّة منذ ما يقارب السنة حيث أن الحوافز التي وقع إقرارها أخيرا من جانب واحد لا ترتقى إلى المستوى المطلوب ولا تشمل إلا عددا قليلا من الجامعيين. فالاتصالات مع سلطة الاشراف لم ترق إلى مستوى الحوار الجدّي أو التشاور الحقيقي فضلا عن التفاوض المسؤول المؤدي إلى نتائج ملموسة واتفاقات ملزمة، وذلك لاعتماد الطرف الوزاري مقاربته التقليدية في التجاهل والمماطلة وخلق المشاكل والقضايا الجانبية؛ 4. نعبّر مجدّدا عن تمسّكنا بمطالبنا العاجلة الواردة بالمذكرة التي وجّهتها الجامعة العامّة للوزارة منذ نوفمبر 2006 بدءا بما يتعلّق منها بالزيادات الخصوصية وذلك بإقرار منحة للتكاليف البيداغوجية والترفيع في منحة الإنتاج وذلك بقيمة مُنصفة ومُجزية للمجهود الإضافي الذي يقوم به المدرّس الجامعي نتيجة ازدياد عدد الطلبة وتطوّر معدل التأطير ولما يؤديه من مهام جديدة بمقتضى منظومة « إمد »، وصولا إلى حقّنا في التشاور حول تنقيح القانون التوجيهي للتعليم العالي والقوانين الأساسية لمختلف الأسلاك؛ 5. نعلن تضامننا مع الزملاء المساعدين الذين حُرموا ظلما وتشفّيا من حقّهم في الترقية إلى رتبة أستاذ مساعد وكذلك الزملاء المساعدين التكنولوجيين الذين أنهت الوزارة عقودهم قبل أوانها بدون موجب قانوني أو سابق إعلام وقطعت أجورهم منذ جويلية الفارط. وإذ نعتبر الإجراءات التي لحِقَتْهم ضربا صريحا للحق النقابي الذي يضمنه دستور البلاد والمعاهدات الدولية فإننا نُجدّد التزامنا بالدفاع عن حقوقهم المنتهكة وذلك بشتى الوسائل المتاحة والمشروعة؛ 6. نعلن مصادقتنا على مشروع الجامعة العامّة لتنقيح القانون التوجيهي للتعليم العالي ونوصي بالعمل على إبلاغه إلى كافة مراكز التأثير والقرار بعد تعديل صياغة بعض فقراته؛ 7.نوصي المكتب التنفيذي للجامعة العامّة بمواصلة إنجاز البرنامج الدراسي والتكويني والعمل على تفعيل التنسيق مع بقية نقابات التربية والتعليم في كل مجالات العمل النقابي المشترك ولا سيما بمناسبة إحياء 5 أكتوبر اليوم العالمي للمربّي ونُعلن عن تضامننا التامّ مع كافة نضالات الأسرة التربوية؛ 8. نقرّر مواصلة التحرّكات النضالات النقابيّة في كلّ الأجزاء الجامعية وذلك بحمل الشارة الحمراء يوم 5 أكتوبر 2007 في كافة مؤسسات التعليم والبحث وتنظيم التجمّعات احتجاجا على مواقف الوزارة المتجاهلة للمطالب والمتشفّية من الناشطين النقابيين وذلك على المستويين الجهوي والوطني خلال شهر أكتوبر؛ 9.نقرّر الدخول في سلسلة من الإضرابات التصاعدية خلال السداسية الأولى من السنة الجامعية 2007/2008 بداية من نهاية أكتوبر دفاعا عن حقّنا في التفاوض الجدّي المُفضي إلى اتفاق حول الزيادات الخصوصية للقطاع وعن زملائنا ضحايا الإجراءات التعسفيّة الضاربة للحق النقابي، ونخوّل للمكتب التنفيذي للجامعة العامّة ضبط طبيعة وتواريخ ونسق هذه الإضرابات بالتشاور مع النقابات الأساسية والتنسيق مع المكتب التنفيذي للاتحاد العام. كما ندعو إلى عقد مجلس قطاعي في بداية السداسية الثانية لاتخاذ ما يلزم من القرارات على ضوء تطوّر الوضع بالقطاع؛ 10. نطالب قيادة الإتحاد بتفعيل التضامن النقابي وبعقد الهيئة الإدارية الوطنية الخاصّة بالتعليم العالي طبقا لقرار مؤتمر المنتستير.   الكاتب العام للجامعة العامّة                                             الأمين العام المساعد سامي العوادي                                                  المسؤول عن الإدارة والمالية                                                                               محمد سعد


 
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

نشرة إلكترونيّة عدد: 25 – 20 سبتمبر (ايلول) 2007

 
حدث في سبتمبر: 1970 : مجازر ضدّ الفلسطينيين بالأردن (35 ألف قتيل) – 11-09-1973 : انقلاب عسكري دموي في « الشيلي » وعدد لا يحصى من القتلى والفقودين والمساجين. من 16 إلى 18 -09-1982 : مجازر »صبرا » و » شاتيلا »: 3500 قتيل على أيدي « الكتائب » بإشراف صهيوني و »حياد » أممي. تونس- نقابيات: إثر التحركات الإحتجاجية لنقابيي التعليم الأساسي والثانوي ليومي 12 و13 سبتمبر، استقبل رئيس الدولة الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل يوم 14-09-07 , كما دعت الوزارة إلى عقد جلسات مع النقابتين « للنظر في المشاكل العاجلة » وأصدرت وزارة التربية والتكوين بيانا يستشف منه أنها فوجئت بتحركات رجال التعليم. عن « الشروق » 15-09-07 – انتخب الرفيق « محسن الخلفاوي » (عضو الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطني الديموقراطي) عضوا بالمكتب الجديد لجامعة المعادن والإلكترونيك (18500 منخرط) وانتخب « الطاهر البرباري » كاتبا عاما, وهو من معمل « الفولاذ » بمنزل بورقيبة, وقد حصل على أكبر عدد من الأصوات.عن الشعب 15-09-07 تونس: وجّه قاضي التحقيق إلى 30 شاب تونسي اعتقلوا في يناير (جانفي) الماضي, على إثر المواجهات المسلّحة بالضاحية الجنوبية, تهما منها  » المشاركة في عصيان مسلٌح ومحاولة القيام بانقلاب بالقوٌة والإنتماء إلى تنظيم إرهابي ». يقدٌر عدد المعتقلين بتهم تتعلٌق بالإرهاب بنحو ألف شخص. رويترز 17-09-07 تونس-أمريكا: إثر الزيارة التي أداها وفد اقتصادي-سياسي أمريكي لتونس بقيادة « اليزابيت .ل. ديبل » (وزارة الخارجية), عقدت هذه الأخيرة ندوة صحفية أعلنت خلالها أنّ 60 شركة أمريكية منتصبة بتونس, ويبلغ التبادل التجاري بين البلدين 700 مليون دولار, كما أكدت على « الموقع الإستراتيجي لتونس ». وكالة تونس أفريقيا للأنباء (رسمية) 12-09-07 تونس-اقتصاد: ارتفع مؤشر الإتناج الصناعي بفضل صناعات الميكانيك والنسيج والجلد, بينما تراجع انتاج الصناعات الغذائية والمناجم في الأشهر السبعة الأولى من السنة. عن المعهد الوطني للإحصاء- الصباح 15-09-07  وبلغ العجز في الميزان التجاري 2994,2 مليون دينار للأشهر الثمانية الأولى. »لوطون »15-09-07 تونس – مصالحة؟ عبرت « حركة النهضة » على لسان رئيسها « راشد الغنوشي » عن ابتهاجها لانطلاق الإذاعة الدينية « الزيتونة » في تونس, منذ بداية شهر رمضان, وهي إذاعة خاصة تبثّ القرآن والأدعية والإبتهالات. مصر-احتجاجات عمّالية: إضراب واعتصام ممرضات مستشفى « أبو قير », إضراب عمال المؤسسة المصرية لاستخلاص الزيوت النباتية (الإسكندرية), إضراب عمال شركة « انفوكو » بالإسكندرية, انتهاء اضراب واعتصام عمّال شركة « ايماك » للصناعات في السويس… المطالب: حوافز وحقوق مالية متأخرة وعلاوات وأجور لم تصرف في أوانها. من عناوين صحيفتي »الدستور » و »المصري اليوم » 07-09-07  ومن جهة أخرى, احتج الصحافيون والحقوقيون ضدّ الهجوم على الصحفيين والحكم على 4 رؤساء تحرير صحف مستقلة بالسجن النافذ لمدة سنة وغرامات مالية ب2500 جنيه لكل منهم, بسبب مقالاتهم الناقدة لسياسة الحكومة أو الحديث عن صحّة الرئيس… المغرب-اعتصام: يعتصم عمال منجم « شركة تويسيت » بمنطقة « جبل عوام » أمام مقر الشركة منذ بداية جويلية (تموز) مطالبين بتطبيق قانون الشغل. هاجمتهم قوات الدرك يوم 11-09-07 واوقفت العديد منهم ليقدم 40 عامل إلى المحكمة يوم 17-09-07 . شبكة « مغرب حقوق الإنسان » 16-09-07 فلسطين- أراضي 48 : داهمت الشرطة الصهيونية منزل الرفيقة  » سحر عبدو » في حيفا, بدون إذن تفتيش, وعاثت فسادا في غرفتها الخاصة ووثائقها وأوراقها, بدعوى « البحث عن متفجرات », مما أثر سلبيا على صحّة أمّها المريضة بالقلب. الرفيقة « سحر عبدو » عضوة في اللجنة المركزية ل »حركة أبناء البلد » ومناضلة معروفة في حيفا وفلسطين 48. ماليزيا- إسلام سياسي معتدل؟: كلٌفت ولاية « كيلانتان » عشرة مسؤولين من المجلس المحلي (بملابس مدنية) لمراقبة محلات بيع الطعام، لمنع الإفطار في شهر رمضان، والبائع الذي يقع ضبطه يدفع غرامة ب144 دولار والمفطر المفترض 6 دولارات. ماليزيا في أرقام: 26 مليون نسمة, 60 بالمائة مسلمون, 20 بالمائة بوذيون, 10 بالمائة مسيحيون و6 بالمائة هندوس. رويترز, نقلا عن الصحيفة المحلية « نيو ستريتس تايمز » 17-09-07 أمريكا- الكيان الصهيوني: بلغت المساعدات الأمريكية, المالية والعسكرية المباشرة للكيان الصهيوني ما بين 1949 و1997 -131 مليار و132 مليون دولار من الخزينة الأمريكية. أما البضائع « الإسرائيلية » فإنها معفاة من الرسوم .Washington Report On Middle East Affairs (wrmea.com) أمريكا: تظاهر 6 آلاف شخص أمام البيت الأبيض بواشنطن ضدّ الحرب في العراق, مطالبين بالإنسحاب وإنهاء الحرب وألقت الشرطة القبض على 200 متظاهر, بعد إلقاء الغازات المسيلة للدموع وتعنيف المتظاهرين, وجرت في نفس اليوم  مظاهرات مماثلة في عديد المدن الأمريكية. رويترز 15-09-07 مالي: أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن طائرة نقل عسكرية (أمريكية) من نوع « س 130 »  تعرضت لإصابات طفيفة من قبل المتمردين « الطوارق » في شمال مالي، لما كانت بصدد تزويد الجيش النظامي بالعتاد بعد أن شاركت الطائرة وطاقمها في المناورات العسكرية « فلينتلوك 2007 » من 22 أوت إلى 7 سبتمبر. أ.ف.ب. 13-09-07 إنتاجية العمال: يحقّق الرأسمال في أمريكا 63885 دولارا سنويا كفائض قيمة على كلّ عامل, وبذلك تكون إنتاجية العامل هناك هي الأرفع في العالم, وبما أن عدد ساعات العمل مرتفع في أمريكا , فإن فائض القيمة في ساعة عمل واحدة يجعل من العامل في النرويج أكثر إنتاجية, وقيمتها 38 دولار في الساعة الواحدة, تليها أمريكا (35,63) ثم فرنسا (35,08). تحتسب الإنتاجية بإدماج رأس المال، والعمل (العامل البشري) والتكنلوجيا (الآلة). موقع المنظمة الدولية للعمل 02-09-07

 

بعضهم متخصص في مجالات الاتصال والكومبيوتر والأعمال العسكرية

الادّعاء على 59 مسلحاً من « فتح الاسلام » بينهم 25 موقوفاً من جنسيات مختلفة

 

أحال النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا الى المحقق العدلي في احداث « نهر البارد والشمال » القاضي غسان عويدات ادعاءه الجديد على تسعة وخمسين من عصابة « فتح الاسلام » بينهم خمسة وعشرون موقوفاً ينتمون الى جنسيات تونسية وجزائرية وسعودية وسورية وفلسطينية ويمنية ومصرية.

 

وأشار الادعاء الى قيام ياسر الشقيري وهو فلسطيني سوري والمصري علي الشافعي بحيازة المتفجرات ووسائل الاتصالات ونقلها من مخيم برج البراجنة وأماكن أخرى الى مخيم نهر البارد في المرحلة التحضيرية قبل توقيف الاول في جريمة عين علق وقبل توقيف الثاني لدخوله لبنان خلسة.

كما اشار الادعاء الى ان معظم الموقوفين يحملون بطاقات هوية مزورة، ومن بينهم خبراء في مجال الاتصالات والكومبيوتر وفي الاعمال العسكرية.

غير ان الادعاء لم يشمل محمد صالح الزواوي الملقب بـ »ابو سليم طه »، حيث اشارت مصادر مطلعة بانه لا يزال يخضع للتحقيق الأولي.

ويتوقع ان يباشر اليوم القاضي عويدات استجواب المدعى عليهم الجدد الذين رفعوا عدد الموقوفين في هذا الملف حتى الان الى نحو مئة وخمسين.

واسند الى هؤلاء بانهم في محافظة لبنان الشمالي وبتاريخ 20/5/2007 وما بعد ذلك اقدموا بالاتفاق فيما بينهم على تأليف جماعة فتح الاسلام الارهابية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية، وعلى حيازة اسلحة حربية ومتفجرات، وعلى اطلاق النار والصواريخ على عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والمواطنين المدنيين وقتل ومحاولة قتل العديد منهم وارتكاب الاعمال الارهابية وايجاد حالة ذعر واثارة للفتنة وعلى الحاق اضرار مادية باليات عسكرية ومنشآت مدنية وعلى سرقة اسلحة وأعتدة عسكرية، التدخل في تزوير هوية رسمية واستعمالها. وأقدم المدعى عليهما ياسر الشقيري وعلي جمعة الشافعي على التدخل في جرائم حيازة المتفجرات ووسائل الاتصالات ونقلها من مخيم برج البراجنة واماكن اخرى الى مخيم نهر البارد في المرحلة التحضيرية قبل توقيف الاول في جريمة عين علق في شهر آذار 2007 وقبل توقيف الثاني في 22/4/2007 في منطقة حلبا بجرم دخول البلاد خلسة.

وجاء الادعاء سنداً الى المواد 2 و3و4و5و6و7 من قانون 11/1/1958 و27 و271 و314 و317 و335 و337 و549 و549/201 و459 و459/454 463 و213 و217 و219 و220 من قانون العقوبات والمادتين 72 و76 من قانون الأسلحة والذخائر، وهي تعاقب بالاعدام.

وطلب ميرزا اجراء التحقيق واستجواب المدعى عليهم الموجودين واصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق كل منهم، واصدار مذكرات توقيف غيابية بحق المتوارين بعد التوصل الى معرفة كامل هوياتهم.

 

والموقوفون المدعى عليهم هم:

 

ـ نزار فاروق الحسن ـ والدته حليمة ـ مواليد 1988 ـ سوري التابعية ـ عازب ـ ملقب « ابو خالد ».

2 ـ عبد الله سعد الدين شكري ـ والدته فاطمة ـ مواليد اللاذقية 1986 ـ سوري التابعية ـ عازب ـ ملقب « ابو عائشة »، ويستعمل بطاقة هوية سورية مزورة باسم « عامر حسين ».

3 ـ احمد كايد حبوس ـ والدته زهور السيد ـ مواليد 1986 ـ فلسطيني/لبناني ـ من مخيم نهر البارد ـ يعمل دهانا ـ عازب ـ ملقب « ابو معتصم الانصاري ».

4 ـ خالد احمد عوض ـ والدته سهام عوض ـ مواليد حماه 1981 ـ فلسطيني/سوري ـ يعمل دهانا ـ عازب ـ ملقب « ابو عبد الله الاعلامي » يحمل بطاقة لاجئ فلسطيني مزورة باسم خالد ابو خالد.

5 ـ محمد احمد ياسين ـ والدته زينب ابو حسن ـ مواليد مخيم اليرموك 1987 ـ فلسطيني سوري ـ عازب ـ ملقب « ابو محمد الفلسطيني » ينتمي الى العقيدة الجهادية التكفيرية ـ يحمل بطاقة لاجئ فلسطيني سوري مزورة باسم سامر دياب.

6 ـ احمد حسن لبش ـ والدته سمية لبش ـ مواليد درعا 1979 ـ سوري التابعية ـ عازب ـ تاجر اجهزة كومبيوتر وهواتف خلوية ـ ملقب « ابو عادل » مسؤول الاتصالات.

7 ـ فيصل اسماعيل العقلة ـ والدته زينب ـ مواليد الجزائر 1981 ـ جزائري التابعية ـ عازب ـ ملقب « ابو شعيب الجزائري » ـ من اتباع النهج الفكري الجهادي، يحمل هوية سورية مزورة باسم حسن محمد كيلاني، وهوية فلسطينية مزورة باسم « بسام يعقوب » ـ مسؤول اللجنة الشرعية لفتح الاسلام.

8 ـ البشير بن محمد الطيب الاريماني ـ والدته هنية العوادي ـ مواليد تونس 1985 ـ تونسي التابعية ـ عازب ـ ملقب « ابو خبيب ».

9 ـ حمزة بن دحان قويدر ـ والدته بصيرة نبهان ـ مواليد 1983 ـ سوري التابعية ـ عامل احذية ـ عازب ـ ملقب « ابو عبد الرحمن الحموي » يحمل بطاقة هوية اردنية مزورة باسم « فايز محمود الدهشوري ».

10 ـ طلال سلم بن صليع الصيعري ـ والدته وفقه ـ مواليد محافظة نجران 1984 ـ سعودي التابعية ـ عازب ـ ملقب « ابو انس السعودي ».

11 ـ حسام فؤاد الخليل ـ والدته نزيهة الخليل ـ مواليد مخيم نهر البارد 1980 ـ فلسطيني لبناني ـ ملقب « خطاب » ـ عازب ـ عامل احذية.

12 ـ محمد بن خلف محمد الجابري ـ والدته هدايا محمد ـ مواليد سلطنة عمان 1984 ـ عازب ـ عماني التابعية ـ ملقب « ابو تركي العماني »، خبير في الكومبيوتر والاتصالات.

13 ـ محمود بن عوض فلاح ـ والدته زهوة الحاج ـ مواليد درعا 1980 ـ فلسطيني سوري ـ متأهل ـ قريب للمدعى عليه محمد صالح الزواوي الملقب « ابو سليم طه » وفر معه ليل 1/9/2007. يحمل بطاقة هوية سورية باسم رامز صالح خوالدة ـ والدته مزين ـ مواليد 1982 ملقب « ابو بكر الشرعي » احد مسؤولي اللجنة الشرعية في فتح الاسلام.

14 ـ محمد بن حسين رحال ـ والدته روضة بكور ـ مواليد ادلب 1972 ـ سوري التابعية ـ متأهل ـ مهنته وراق ـ ملقب « ابو علي السوري »، يحمل بطاقة سورية مزورة باسم محمد جاسم الامين ـ والدته فاطمة ـ مواليد 1970. وبطاقة سورية مزورة باسم جمال خليل الدهبي ـ والدته سعاد ـ مواليد 1971 وبطاقتي عودة مزورتين.

15 ـ منير بن احمد محمد ـ والدته وصفية ـ مواليد نهر البارد 1980 ـ عازب ـ فلسطيني لبناني ـ مهنته حفار موبيليا ـ ملقب « حنظلة » شقيق ابو مالك/وابو حزيفة.

16 ـ نصر الدين بن عبده بلقايم ـ والدته رقيه ـ مواليد الجزائر 1986 ـ عازب ـ مهنته معاون سائق باص ـ جزائري التابعية ـ ملقب « ابو ياسر الجزائري »، يحمل هوية سورية مزورة باسم محمد علي عبود.

17 ـ سليم بن علي بن عبد الكريم صالح ـ والدته نور صالح محمد ـ مواليد عدن 1983 يمني التابعية ـ ملقب « ابو تراب اليمني » ـ عازب.

18 ـ محمد بن حمزة الشيخ عثمان ـ والدته صباح ـ مواليد حمص 1986 ـ سوري التابعية ـ عازب ـ عريف في الجيش السوري ـ فر من الخدمة في شهر كانون الاول 2006 ويحمل بطاقة لبنانية مزورة باسم احمد تركي ملقب « ابو جبل ».

19 ـ ناصر محمد شيبة ـ والدته عائشة ـ مواليد 1983 ـ يمني التابعية ـ ملقب « ابو الحور » ـ عازب.

20 ـ علي جمعة الشافعي محمد الشافعي ـ والدته زينب ـ مواليد 1980 ـ مصري التابعية ـ من مجموعة احمد سليمان مرعي.

21 ـ ياسر محمد الشقيري ـ والدته رحمة ـ مواليد 1973 ـ فلسطيني سوري ـ ملقب « ابو صالح ». (موقوف بملف عين علق).

22 ـ عبد العزيز بن أحمد المصري ـ والدته هيفاء ـ مواليد حمص 1985 ـ سوري التابعية ـ عازب ـ طالب هندسة زراعية ـ ملقب « أبو فاطمة ».

23 ـ عز الدين بن عبد القادر بو موسى ـ والدته فتحية ـ مواليد الجزائر 1975 ـ جزائري التابعية ـ عازب ـ مهنته دهان ـ يحمل اخراج قيد سوري مزور باسم « سامي أحمد بيضون » ملقب « أبو معتز الجزائري ».

24 ـ حسين بن حسن اللطيف ـ والدته نهلة ـ مواليد دير الزور 1986 ـ سوري التابعية ـ عازب ـ طالب جامعي ـ ملقب « أبو مصعب الشاوي ».

25 ـ مبارك بن ناجي بن عامر الكربي ـ والدته سلوى ـ مواليد نجران 1986 ـ سعودي التابعية ـ عازب ـ ملقب « أبو الحسن ».

 

أما المدعى عليهم الفارون فهم:

ـ أحمد بن عمار بن عثمان شواط ـ مواليد 1986 (أبو عاصم) التونسي.

ـ الأزهر بن بشير بن ابراهيم غوفة ـ مواليد 1986 (أبو رمزي) التونسي.

ـ علي بن المبروك بن سعد الجريء ـ مواليد 1986 (أبو الدرداء) التونسي.

ـ علي بن عمار المهدي بن محمد بو قديمة ـ مواليد 1988 (أبو مهند) التونسي.

ـ عادل عبد الصادق بن محمد الرحماني ـ مواليد 1985 (أبو البصير) التونسي.

ـ محمود بن البشير بن عبدالله شواط ـ مواليد 1982 (أبو الشيماء) التونسي.

ـ محمد بن عمار بن علي الجريء ـ مواليد 1986 (أبو عبد الحق) التونسي.

ـ عبد الرزاق بن معتوق بن مصباح التويس ـ مواليد 1986 (أبو عبيدة) التونسي.

ـ فتحي بن نصر بن حسين العصادي ـ مواليد 1982 (أبو الفداء) التونسي.

ـ عبد المقصود محمد عبد الصالح ـ سوري التابعية ـ من بلدة جبول ـ محافظة حلب ـ ملقب « أبو صافي ».

أبو أحمد حديد ـ فلسطيني ـ مقيم في لبنان ـ مخيم عين الحلوة.

ـ طه أحمد جاجي سليمان ـ ملقب « أبو لؤي » سوري ـ مسؤول أمني.

ـ أبو صقر ـ أردني ـ مسؤول تصنيع العبوات وزرع العبوات.

ـ ياسر حسن الكردي ـ سوري ـ ملقب « أبو مجاهد » ـ مقيم في اللاذقية.

ـ أبو يوسف الجرزاوي ـ سعودي ـ فر مع « أبو هريرة » من مخيم نهر البارد وكان ممولاً لفتح الاسلام (يقال بأنه نسيب لأسامة بن لادن).

ـ محمد محمود مصطفى ـ فلسطيني ـ ملقب « أبو حفص ».

ـ أبو أنشجة ـ سوري ـ عضو مكتب التزوير.

ـ أبو ضباب ـ سوري ـ عمره حوالى 21 سنة.

ـ عيسى قبلاوي ـ ملقب « أبو ابراهيم » ـ فلسطيني من مخيم نهر البارد.

ـ علي أحمد الخنتريش ـ فلسطيني ـ من المجلس الثوري.

ـ ربيع نظمي سعيد ـ فلسطيني ـ ملقب « السقعة » ـ يقيم في مخيم نهر البارد.

ـ أبو نبيل البيتم ـ مسؤول مكتب القيادة العامة في نهر البارد.

ـ أبو محمد عوض ـ ملقب « أبو محمد شحرور » مخيم عين الحلوة.

ـ أسامة الشهابي ـ ملقب « أبو الزهراء » ـ مخيم عين الحلوة.

ـ أبو أنس السوري ـ من حلب ـ الملقب « أبو أنس العسكري ».

ـ محمد أحمد محمد ـ والدته وصفية ـ ملقب « أبو مالك » من مخيم عين الحلوة ـ ممرض في نهر البارد ـ شقيق المدعى عليه منير أحمد محمد.

ـ أياد فايز الآوي ـ ملقب أبو عبد العظيم ـ وأبو زيد ـ من أهالي حماه.

ـ عبد الكريم ـ سوري ـ يعمل في مكتبة في محافظة الرقة شارع 23 شباط.

54 ـ محمد السعدي ـ الملقب « أبو عمر العطار » ـ فلسطيني ـ نهر البارد.

55 ـ محمد نور الشعبي ـ فلسطيني ـ ملقب « أبو حفص العريس » من مخيم عين الحلوة.

56 ـ أبو عثمان ـ سوري التابعية ـ عمره حوالى 25 سنة.

57 ـ أبو عبد الرحمن ـ سعودي التابعية ـ عمره حوالى 30 سنة.

58 ـ أبو الفاروق ـ سعودي التابعية ـ عمره حوالى 20 سنة.

59 ـ أبو عبد الرحمن السوري ـ سوري التابعية ـ عمره حوالى 30 سنة ـ مدرب في مجال التكتيك العسكري.

 

(المصدر: صحيفة « المستقبل » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)

الرابط: http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=252662


 

معارضان تونسيان يضربان عن الطعام ويتهمان السلطات بعرقلة حزبهما

تونس (رويترز) – قال معارضان بارزان في تونس من بينهما امرأة يوم الخميس انهما دخلا في اضراب مفتوح عن الطعام للتصدي لما سمياه محاولة طرد حزبهما من مقره بالعاصمة تونس بينما وصفت السلطات تصرفهما بانه غير مسؤول.

وقالت مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض انها بدأت اضرابا مفتوحا عن الطعام بصحبة نجيب الشابي مدير صحيفة الموقف الناطقة بلسان الحزب. واشارت الى ان الاضراب لن يتوقف الا اذا « كفت السلطات عن مضايقتها المستمرة للحزب وعرقلة نشاطاته ».

واضافت الجريبي في مؤتمر صحفي « لن نوقف الاضراب مهما كلفنا ذلك لاننا مصرون على ان نضع حدا للقررات الجائرة بحقنا ».

واتهمت الجريبي السلطة بالوقوف وراء محاولة طرد الحزب من مقره بالعاصمة بالضغط على مالك المقر.

وقالت ان »مالك المقر المركزي للحزب اعلمنا بانه فوجىء باستعماله كمقر لنشاط حزب سياسي والحال ان عقد الكراء نص على ان المحل معد لنشاط مؤسسة صحفية وانذرنا بفسخ العقد قضائيا في صورة ايقاف هذا النشاط. »

لكن مصدرا رسميا قال في تصريحات ارسلت لرويترز عبر الفاكس « بعكس الادعات الواهية.. فان النزاع المتعلق بمقر الصحيفة هو نزاع مدني عقاري بين مالك ومتسوغ والقضاء وحده مؤهل للنظر في مثل هذه النزاعات ».

واعتبر المصدر ان « محاولات توظيف هذا النزاع توظيفا سياسيا هي تصرفات غير مسؤولة ».

من جهته قال نجيب الشابي وهو امين عام سابق تخلى عن منصبه للجريبي العام الماضي « لم نجد حلا غير ذلك وارتأينا ان نقوم باحتجاج سياسي من خلال اضراب عن الطعام لان القرار سياسي وليس قضائيا مثلما يروج له. »

واعتبر الشابي والجريبي في بيان وزع على الصحفيين ان هذا الاجراء « يرمي الى حرمان التونسيين من اخر ما تبقى لهم من بقع التعبير الحر ومصادرة حقهم المشروع في المشاركة في الحياة السياسية الحرة ».

وقال المصدر الحكومي ان حرية العمل الحزبي في تونس مضمونة قانونا وعلى صعيد الممارسة وكل الاحزاب السياسية تنشط وتعبر عن مواقفها بكل حرية.

وفي تونس احزاب سياسية معترف بها من قبل الحكومة ابرزها الحزب الديمقراطي التقدمي الذي ليس له اي ممثل في البرلمان.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 سبتمبر 2007)


زعيما حزب تونسي معارض يدخلان في إضراب جوع مفتوح.

 
تونس – سفيان الشواربى   دخل كل من السيدة ميّة الجريبي، أمين عام الحزب الديمقراطي التقدمي ( حزب معارض معترف به ) و الأستاذ أحمد نجيب الشابي، عضو المكتب السياسي لنفس الحزب في إضراب مفتوح عن الطعام، منذ يوم الخميس 20 سبتمبر الجاري، احتجاجا على ما سمته السيدة الجريبي بـ « التطورات الخطيرة التي آلت إليها علاقة الحزب مع السلطة ».   فأثناء الندوة الصحفية التي انعقدت للإعلان عن الإضراب، أطلعت السيدة الجريبي الرأي العام على أسباب الالتجاء إلى هذا الخيار التصعيدي، معلنة عن قيام الحكومة التونسية بالضغط على صاحب المقر المركزي الذي يحتضن نشاط الحزب الديمقراطي، من أجل إخراجهم منه. إذ ورد على قيادة الحزب، مؤخرا تنبيها من أجل إخلائه لفائدة مالكه الأصلي، و من المنتظر أن تصدر محكمة الناحية بتونس العاصمة يوم الاثنين 24 سبتمبر حكما قضائيا، في الدعوى المقدمة من طرف مالك المحل، لإخراجهم منه عن طريق القوة العامة. و يحتج المالك الذي قام بتسويغه، بأن بنود العقد تتضمن كرائه للمقر لفائدة جريدة الموقف ( التي يصدرها الحزب ) و ليس لاحتضان نشاطاته السياسية و ملتقياته الدورية.   و قد رفضت السيدة الجريبي هذا الادعاء، مؤكدة أن الحزب متواجد بالمقر محل الخلاف منذ ما يناهز عن 20 سنة من دون أن تطرح عليهم هذه القضية. و قد أعادت سبب هذا التصرف إلى موقف حزبها الرافض لترشيح الرئيس الحالي للبلاد، زين العابدين بن علي لفترة نيابية جديدة سنة 2009.   من جهته، أكد السيد نجيب الشابي على اعتزام الحزب الديمقراطي التقدمي « التصدي بجميع الوسائل الشرعية للدفاع عن آخر مربع بقي من الحرية في تونس »، معتبرا أن القضية جوهرها سياسي وغطائها قضائي، و »أن القانون أصبح مطاطا و وسيلة لقهر المواطنين ».   أما بالنسبة لإضراب الجوع المعلن، فأضاف السيد الشابي، أنه لن يتوقف إلا بإغلاق هذا الملف، والسماح لحزبه بالنشاط الحر و المستقل.هذا و لم يتسن لنا معرفة رأي الجانب الحكومي حول هذا الموضوع، و ردها على هذه الاتهامات.   (المصدر: صحيفة « الجمهورية والعالم » (الإسكندرية – مصر) بتاريخ 21 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.newsofworld.info/?do=show&cat=1&id=162


زعيما حزب تونسي معارض يعلنان اضرابا مفتوحا عن الطعام

 
تونس ـ القدس العربي : أعلن قياديان في حزب تونسي معارض عن بدء اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا علي ما قالا انه مضايقات يتعرض لها حزبهما بحجة قضية قضائية حول ملكية مقر الحزب. وقالت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي، ومساعدها الحقوقي احمد نجيب الشابي، ان الاضراب عن الطعام سيكون مفتوحا للدفاع عما وصفاه بـ آخر مربع لحرية التعبير والاجتماع والنشاط السياسي في البلاد .   واتهم الجريبي والشابي (مدير صحيفة الموقف الناطق باسم الحزب) خلال مؤتمر صحافي امس الخميس السلطات التونسية باحكام التضييق علي نشاط حزبها ومحاصرته في مختلف جهات البلاد. وأشارا في هذا السياق الي ان حزبها تلقي في السابع عشر من الشهر الجاري تنبيها جديدا من مالك العقار المقر المركزي للحضور أمام قاضي محكمة الناحية بتونس العاصمة يوم الاثنين لسماع الحكم بفسخ عقد الايجار، واخراجنا من المقر .   واعتبر المتحدثان هذا الاستدعاء مناورة للتضييق علي الحزب ثمنا لمواقفه السياسية المنتقدة للسلطة. وكان مالك هذا العقار وجه في 17 نيسان/ابريل الماضي تنبيها الي الحزب المذكور بضرورة اخلاء مقره المركزي الواقع وسط تونس العاصمة بحجة ان عقد الايجار ينص علي احتضان العقار المذكور لأنشطة صحيفة الموقف ، لا أنشطة الحزب .   وبحسب الجريبي، فان الدعوي القضائية التي رفعها مالك المقر المركزي علي حزبها تعبر عن ارادة حكومية مبيتة للقضاء علي آخر مربع لحرية التعبير والاجتماع، ولا تعد سوي أداة لتنفيذ تلك الارادة التي لا تريد الافصاح عن نفسها حفاظا علي مظهر من الحياد الزائف .   غير ان السلطات التونسية ترفض هذه الاتهامات، وتصفها بالمزاعم، علي اعتبار ان الأمر يتعلق بنزاع مدني عقاري ، وان القضاء هو وحده المؤهل للنظر في مثل هذه النزاعات .   ومع ذلك، لم تتردد الجريبي والشابي في وصف القضية العدلية المرفوعة ضد حزبها بـ المسرحية القضائية ، واكدا رفض حزبهما القاطع الانخراط فيها، بعد ان أثبتت التجربة عدم جدواها في وضع تختلط فيه المصالح للفريق الحاكم بأجهزة الدولة .   واعتبرا ان لجوء الحكومة الي هذه الأساليب الملتوية لمحاصرة الرأي المخالف ونشاط احزاب المعارضة، غير جديد وتعهدا بـ التصدي لمحاولة اخراج حزبهما من مقره المركزي .   واعلن المسؤولان اضرابا مفتوحا عن الطعام لن يتوقف الا في حالة وضع حد لكل الاجراءات الجائرة التي يتعرض لها الحزب في مختلف مناطق البلاد، وايقاف كل القضايا المرفوعة ضده . وناشدت الجريبي القوي الديمقراطية في تونس الوقوف مع حزبها في هذا الاختبار الذي قالت انه لا يستهدف حزبها وحده، بل يرمي الي حرمان التونسيين من آخر ما تبقي لهم من بقع للتعبير الحر عن همومهم، والي مصادرة حقهم المشروع في المشاركة السياسية الحرة . كما انتقد الشابي ترشح الرئيس بن علي لانتخابات الرئاسة التي ستجري في 2009 معتبرا اياها تراجعا عن وعود سابقة.   وهي المرة الثانية التي ينفذ فيها احمد نجيب الشابي اضرابا عن الطعام. فقد سبق ان شارك برفقة ست شخصيات معارضة بينها اسلاميون، في اضراب عن الطعام مثيل للجدل ابان القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي استضافتها تونس في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 للمطالبة بمزيد من الحريات.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)  


السلطات التونسية تنفي اتهامات بمحاصرة العمل الحزبي المعارض

 
نفى مصدر رسمي تونسي الاتهامات التي وجهها أمس الخميس مسؤولو الحزب الديمقراطي التقدمي (حزب معارض معترف به) للسلطات بمحاصرة العمل الحزبي المعارض. ووصف المصدر هذه الاتهامات ب”الإدعاءات الواهية”، وذلك في رد مباشر على ما ورد اليوم على لسان مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي أثناء مؤتمر صحافي أعلنت خلاله إضرابا مفتوحا عن الطعام. وقال المصدر، الذي لم يذكر اسمه إنه “بعكس الإدعاءات الواهية الصادرة عن مسؤولي الحزب الديمقراطي التقدمي، فإن النزاع المتعلق بمقر الصحيفة الناطقة باسم هذا الحزب هو نزاع مدني عقاري.. والقضاء هو وحده المؤهل للنظر في مثل هذه النزاعات”، واعتبر أن “محاولات مسؤولي هذا الحزب توظيف هذا النزاع العقاري توظيفا سياسيا تمثل تصرفات غير مسؤولة، وليس لها ما يبررها، ومن غير المقبول بتاتا محاولة مسؤولي حزب سياسي التأثير في القضاء”. وأكد بالمقابل أن حرية العمل الحزبي في تونس مضمونة قانونا وعلى صعيد الممارسة، وكل الأحزاب السياسية التسعة في البلاد تنشط، وتعبر عن مواقفها بكل حرية”. وكانت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي قد أعلنت أمس مع المحامي أحمد نجيب الشابي مدير صحيفة “الموقف” الناطقة باسم حزبها، إضرابا مفتوحا عن الطعام للدفاع عمّا وصفته “بآخر مربع لحرية التّعبير والاجتماع والنشاط السياسي في البلاد”. واتّهمت الجريبي السلطات بإحكام التضييق على نشاط حزبها ومحاصرته في مختلف جهات البلاد، والسعي إلى إخراجه من مقره المركزي وسط تونس العاصمة. وأشارت إلى أن حزبها تلقى في 17 من الشهر الجاري “تنبيها جديدا من مالك العقار المقر المركزي للحضور أمام قاضي محكمة الناحية بتونس العاصمة يوم الاثنين المقبل لسماع الحكم بفسخ عقد الايجار، وإخراجنا من المقر”. (يو.بي.اي)   (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)


أخبارالصباح
 
حول رد اتصلنا من الاستاذ العياشي الهمامي المحامي برد حول خبر كانت «الصباح» قد نشرته بتاريخ 5 سبتمبر 2007 حول حريق بمكتبه ولكن للأسف لا يمكن لـ«الصباح» نشر هذا الرد الذي يتنافى في جانب منه مع بعض احكام مجلة  الصحافة نظرا  لتضمنه ثلبا.   ترشح  ينتظر ان تتقدم تونس بترشحها لاحتضان المؤتمر الدولي للغرف الفتية الدولية J.C.I الذي سينعقد في شهر جوان 2009 وذلك بعد زيارة للسيد سكوت غرونلي رئيس الغرفة الفتية الدولية الى بلادنا والتي عرض  خلالها على الاطراف المسؤولة امكانية احتضان تونس لمؤتمر المنظمة.   80 مائدة افطار بمناسبة شهر رمضان تم بعث 80 مائدة افطار موجهة الى ضعاف الحال في كافة انحاء البلاد، وتطعم هذه الموائد زهاء 10 الاف مواطن في كل افطار، كما تتولى تزويدهم بأغذية خاصة بـ«السحور» وذلك في اطار المد التضامني بين افراد المجتمع التونسي.   المعدنوس والبطاطا رغم الدور الكبير الذي تقوم به لجان المراقبة الاقتصادية فان بعض باعة الخضر والغلال لم يتورعوا عن الترفيع في الاسعار التي بلغ بعضها ارقاما خيالية من ذلك بلوغ سعر المعدنوس الـ700 مي للحزمة الصغيرة والكلافص الدينار اما البطاطا المسعرة بـ650 مي فقد وصل ثمنها لدى البعض الـ900 مي.   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)


صيانة اللغة العربية لغة القرآن » محور مسامرة رمضانية لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين

 
نظمت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين يوم الخميس مسامرة رمضانية حملت عنوان « صيانة اللغة العربية لغة القرآن « .  وأكد السيد إسماعيل بولحية الأمين العام للحركة في افتتاحه أشغال هذه المسامرة أهمية اللغة العربية كأحد ابرز الرموز الثقافية التي تكرس الهوية الحضارية ملاحظا أن الدستور التونسي بتنصيصه عليها في الفصل الأول كأحد الثوابت رسخ منزلتها في كيان المجتمع باعتبارها مقوما أساسيا من مقومات الهوية .   وثمن العناية التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي منذ التحول للغة العربية وتمسكه المتين بها في خطبه الرسمية في المحافل الدولية بما يؤكد الاعتزاز بالهوية العربية والإسلامية .   وذكر في هذا السياق بمبادرة رئيس الدولة بتعريب الإدارة وباختياره القيروان عاصمة إسلامية سنة 2009 مشددا على أن التغيير في تونس كان عهد المصالحة مع الهوية دون انحدار الى الانغلاق أو التقوقع .   وقدم السيد محمود الذوادي الباحث قي العلوم الاجتماعية اثر ذلك محاضرة تحدث فيها عن المخاطر التي تحدق باللغة العربية وطرح فرضيات لصيانتها من الذوبان والاندثار وشدد على أهمية توطين اللغة العربية في الجانب النفسي لأفراد المجتمع لأنها مهد الحفاظ على الهوية مبينا أن مثل هذا الجهد يستوجب تخطيطا محكما لإحياء اللغة وتأصيل الهوية وبين المحاضر أن اللغة كمادة اجتماعية تعتبر الحلقة الأقوى في منظومة الرموز الثقافية التي تميز الجنس البشرى عن غيره من الكائنات الحية بل هي أصل نشوء بقية الرموز كالتفكير والدين والأساطير .   (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 21 سبتمبر 2007)

مجمع اسباني يقيم مصنعا للاسمنت في تونس

 

تونس (ا ف ب) – يبدأ مجمع شركات اسباني في تشرين الاول/اكتوبر المقبل اقامة مصنع جديد للاسمنت بتونس بقيمة 157 مليون يورو يتوقع ان تبلغ طاقة انتاجه 1,2 مليون طن سنويا كما افاد الجمعة الشريك المحلي في المشروع.

 

ويتكون المجمع الاسباني من شركتي « كليس سيلدا » و »جي ال اي » اضافة الى شريكهم المحلي شركة « كارطاغو للاسمنت ».

 

ويقام المصنع في مدينة قابس التي تقع على بعد 400 كلم جنوب شرقي العاصمة التونسية.

 

واوضح علي غماغي مدير عام شركة كارطاغو ان انتاج المصنع سيخصص للاستهلاك المحلي وللتصدير نحو اسبانيا. واضاف ان « المصنع سيبدا الانتاج في ايلول/سبتمبر 2009 وسيسمح بتشغيل 320 شخصا ».

 

وهاتين الشركتين الاسبانيتين هما ثالث مجموعة اسبانية عاملة في مجال الاسمنت تؤسس مصنعا في تونس بعدما سبقتهما الى ذلك « شركة اونيلاند » التي اشترت في 1998 « شركة النفيضة للاسمنت » كبرى شركات الاسمنت في تونس مقابل 120 مليون يورو.

 

وكانت شركة « اريكام » شرعت في بناء مصنع للاسمنت بقيمة 200 مليون دولار في مدينة قفصة (جنوب غرب تونس) القريبة من قابس. ومن المتوقع ان يبدا المصنع الانتاج في كانون الاول/ديسمبر 2009.

 

وتنتج تونس سنويا 3,7 ملايين طن من الاسمنت يخصص 40% منها للتصدير.

 

وتملك تونس سبعة مصانع اسمنت تم بيع خمس منها خلال السنوات الماضية الى شركات ايطالية واسبانية وبلغارية.

 

وادرج مصنع سادس هو مصنع بنزرت ضمن قائمة الشركات العامة المطروحة للتخصيص في 2007.

 

(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 21 سبتمبر 2007)

 


 

احتياطي تونس من النقد الأجنبي يتجاوز 7 مليارات دولار

 

أظهرت بيانات إحصائية، أن احتياطي تونس من النقد الأجنبي ارتفع بشكل ملحوظ، إثر تطور عائدات القطاع السياحي وحجم تحويلات المغتربين.

 

وبحسب بيانات إحصائية نشرت الاربعاء، فإن حجم احتياطي تونس من النقد الأجنبي بلغ منذ بداية العام ولغاية الرابع عشر من الشهر الجاري 7.46 مليارات دولار، مقابل 6.62 مليارات دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. وأرجعت هذا الارتفاع إلى تطور عائدات القطاع السياحي التي بلغ حجمها في العاشر من الشهر الجاري 1.62 مليار دولار، وحجم تحويلات المغتربين التونسيين الذي بلغ خلال الفترة المذكورة 922.48 مليون دولار.

 

يُشار إلى أن تحويلات المغتربين وعائدات القطاع السياحي تعتبران من أهم مصادر توفير النقد الأجنبي في تونس.

 

(تونس – يو بي آي)

 

(المصدر: صحيفة « الجريدة » (يومية – الكويت) بتاريخ 21 سبتمبر 2007)

الرابط: http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=25123


نصيبي في الرأي

في أفق حل مقبول يحمي طبيعة الرابطة ولا يفرط في إستقلاليتها

 
بقلم: خميس قسيلة (*)   قبل التصدي بالتحليل لأصل موضوع هذه المساهمة، يجدر بنا بادئ ذي بدء، الإعتبار ببعض المقدمات، والتي على بداهتها، يعمل البعض على إهمالها أو على التقليل من شأنها ومن أثر نتائجها. أولا: إذا ما إستثنينا بعض فترات « الإنفراج » في علاقة السلطة الحالية بالرابطة (والتي إمتدت في كل مرة على بضعة أشهر) شهدت إتصالات و »مفاوضات » للإتفاق على بعض التسويات، توجت تباعا، بالسماح للرابطة من عقد أحد مؤتمراتها الوطنية الثلاث الأخيرة: (الفترة التي سبقت المؤتمر الثالث سنة 1989 – الفترة التي سبقت المؤتمر الرابع سنة 1994 – وتلك التي سبقت المؤتمر الخامس سنة 2000 ). وبخلاف ذلك فإن الوقائع التاريخية الملموسة، تؤكد أن عمر أزمة الحكم مع الرابطة، يمتد على عشريتين كاملتين وهو عمر السلطة الحالية،،، فالأزمة الراهنة والمتفجرة منذ أكتوبر سنة 2000، لا هي الأولى ولا هي مستحيلة الحل،، حتى وإن كان في شكل تسوية مرحلية ومؤقتة. ثانيا: إن طبيعة وأصل الأزمة هما من بداهة التعارض الذي يكاد يكون كاملا، ما بين سلطة لا ديمقراطية إنفردت بالدولة والمجتمع، رافضة لكل صوت خارج على هيمنتها، من جهة، ورابطة حازت نهائيا وتاريخيا الصفة الرمزية ومرتبة الصوت المسموع والشاهد غير المطعون في مصداقيته لا داخليا ولا خارجيا، من جهة ثانية. « فمربض الفرس » أو « بيت القصيد » كما يقال هو تعارض وسوء تفاهم تاريخي ومستحكم ومهيكل للعلاقة بين الطرفين. فمن جهة منظمة حقوق إنسان وطنية ذات مرجعية عالمية. إتخذت من الوفاق نهجا في بناء هياكلها وتسيير شؤونها وبلورة مواقفها، حفاظا على وحدتها التنظيمية والسياسية. هذا إلى جانب إنفتاحها على جميع التيارات الفكرية والسياسية في المجتمع، القابلة كأفراد بمبادئها وبمشاركة رمزية في هياكلها تحفظ التوازن النسبي بينها جميعا، على ضمنية إقرار وإحترام في كل مرة وعلى جميع المستويات، الحضور المرجح للكتلة الرابطية غير المتحزبة وهو منطوق وشرط الإستقلالية، والذي مقدمته رفض الهيمنة أو الغلبة لأي طرف حزبي وخاتمته تحرر إرادة الجمعية من كل قيد في أخذ كلّ موقف أو أي قرار. بقي أن نلفت النظر ونستدعي أقصى درجات اليقظة للآتي: إذ أن الجيل المؤسس لرابطتنا كما الأجيال التي تعاقبت، ولمّا أقرت وتعلقت كلها تقريبا بالوفاق نهجا وبالإسقلالية شرطا… لم يكن في خلدها ولا في ممارستها على مدى ثلاثين سنة، لا تصريحا ولا تلميحا، أن إلتزامهم بمكوني الوفاق والإستقلالية كان من أجل جمعية ثقافية… أو من أجل مركز للبحوث وإن في مجال حقوق الإنسان… ولا حتى رابطة دفاع مختصة في بعض الحريات أو أحد مجالات الحقوق… إن الرابطة كما تأسست، وكما طوت الثلاثين الصعاب… وكما نحن متعلقون بها اليوم وغدا… هي منظمة وإن كانت لا تستهين بالجانب التثقيفي والبحثي.. وتقدر حق قدر المنظمات الحقوقية الدفاعية المختصة بل ترحب بتعددها وتوسعها… فإنها تبقى وبالأساس: رابطة ذات طبيعة ورسالة دفاعية، رابطة للدفاع عن جميع الحريات وكامل الحقوق لكل الناس. هذه هي طبيعة الرابطة التونسية وهذا هو دورها الأول،، وهذه هي المقدمة والخاتمة وجوهر موضوع الأزمة الراهنة وكل الأزمات السابقة بين السلطات الحاكمة ومؤسستنا، وإن تعددت الأساليب وتفاوتت كميّا إثر كلّ منها. هذا هو الأصل والحد الفاصل…. إذ لا معنى لأي إستقلالية ولا أي وفاق، دونه. أمّا ما تبقى فهي هوامش ومسوغات غايتها تشويش الرؤية لتسويق التفريط بدعاوي « الإعتدال والرصانة » !! ثالثا: كلّ الأزمات السابقة عرفت « حلولا » وإن كانت مؤقتة مرحلية أو شكلية إجرائية… ولكنها تبلورت كلها وقدر لها الإنجاز فقط عند تظافر المناخات المناسبة وجملة من الشروط المقبولة في كل مرة من الطرفين المعنيين: – السلطة / الرابطة – وأفضت بالتبعية إلى عقد مؤتمرها المعطل وقتها، والإستفادة بحالة تهدئة نسبية إلى حين. وفي مقدمة تلك المناخات والشروط نجد دائما: أ‌  من جانب الحكم: كلما وصل شوط المواجهة الأمنية إلى أقصاه دون تحقيق أهدافه المرجوة، وبداية فترة المناورة السياسية إن اضطرارا أو إختيارا. ب‌ ومن جانب الرابطة: كلما توفرت حالة واضحة من التماسك والصمود، إلى جانب إلتقاء أغلبية مريحة من قيادتها المركزية والفرعية على قراءة سليمة وذكية لموازين القوة واستعدادها لبلوغ تسويات وحلول وفاقية بعيدة عن كل إفراط أو تفريط ج كلما توفرت حالة تعبئة وإجماع أوساط ديمقراطية ووطنية واسعة في مساندة الرابطة ومعاضدة قيادتها. د كلما توفرت ضغوط دولية (مؤسسات حكومية – شبكة حقوق الإنسان – الإعلام ) مناسبة ولم تسقط – في علاقتها بالسلطة أو الحكم عليها – من رأس أجندتها ولوائحها، قضية الرابطة. وللبحث فيما يبدو من آفاق أو فرص للتوصل إلى حلّ مقبول للأزمة الراهنة المستفحلة بين السلطة والرابطة، سوف نعمل على تفكيك وقراءة المؤشرات البيـّنة وتلك الضمنية التي إسترعت إهتمام الرأي العام الديمقراطي والرابطي طيلة الأربعة أشهر الماضية. ورغم الإرتباك والتشويش الذي إعترى أحيانا الصفوف الرابطية، فإنّ حالة الإستبشار هي التي سادت صف الحقوقيين والمتتبعين للشأن السياسي. أما من جانب السلطة، فبدى الأمر وكأنّ ملف حل الإشكال مع الرابطة والتوصل إلى تسوية عملية مقبولة، لم تتوفر لها الإرادة اللازمة، أو لنقل، ظهرت السلطة وكأنها تراوح على عتبة ما قبل الحسم أو في غرفة إنتظار التحكيم الرئاسي ما بين رهانين أو قراءتين: ·القراءة الأولى قد تكون تضمنها تصور وتقرير السيد منصر الرويسي رئيس الهيئة العليا والذي تبلور إثر لقاءاته برئيس الرابطة وغيره من العارفات والعارفين بشؤون الرابطة من الداخل… ·أمّا الرهان الثاني فهي القراءة الأمنية واللاسياسية الماسكة لحد الآن بملفات المجتمع المدني، فهي المروجة لاستمرار حالة الباب المغلق على أمل او وهم، إنهاك الرابطة أكثر لتفجير وحدتها. نرجّح من جانبنا أنّ هذا الرهان الثاني، هو الذي كسب الجولة الأولى، وهي القراءة والموقف اللـّذان تضمنهما الحديث الصحفي الصادر بالوكالة على لسان السيد الشاذلي بن يونس، بجريدة « الشروق » ليوم الثلاثاء 31 جويلية الماضي، والذي كان عبارة على وشاية برئيس الرابطة (لكنها مفضوحة، رغم دقة الصياغة الموسومة بها عادة، التقارير الأمنية!) ثمّ وبالخصوص، ما تضمنه « الحديث الصحفي » المذكور، من تحديات سافرة ومركزة تجاه رئيس الهيئة العليا نفسه، إلى جانب تذكيرنا بكامل مفردات و »حجج وتعلات » المسؤولين الحقيقيين عن الأزمة الراهنة، والذي يعد السيد بن يونس أحد أنشط مريديهم. فتقديرنا إذا يميل لإعتبار أن ما عشناه طيلة الأشهر الأخيرة من كلام وتجاذبات في الموضوع: حملت تصوّرات جنّحت إلى ما فوق الواقع وإستعاضت على الواقع العصيّ بإطلاق العنان للرّغبات الشّرهة؟ خاصّة من لدن بعض الناصحات والناصحين الذين كانت حركيتهم ما فوق العادة!! عملت وسعها لإقناعنا « بضرورة الإعتدال » وتحذيرنا من شيء هلامي… وكأنّه قصور على الفهم والفطنة محمول في « جينات » مسؤولي الرابطة وللوقوف على حقيقة المبادرة الأخيرة للسلطة وحول مدى آهليّة قيادات الرابطة لخوض المراحل القادمة تجدر الإستنارةبما مضى من تجارب، والأقرب من الماضي المفيد لإضاءة الحالة الراهنة، يمكن الإستفادة في بعض النواحي من تجربة إنجاز المؤتمر الخامس خلال أكتوبر سنة 2000، والعودة ولو بصفة تلغرافية، للتذكير بمعطيات ذلك الظرف. كيف تيسر للرابطة إنجاز مؤتمرها الوطني مع أواخر أكتوبر سنة 2000؟ كيف إجتمعت المناخات السياسية المناسبة؟ وما هي المبادرات والمؤشرات الواضحة التي توفرت وتضافرت عندها لفرز حل مقبول لتعليق الأزمة والقبول بتسوية؟؟ إنّ السببين المباشرين لاندلاع أزمة المنتصف الثاني للتسعينات، يمكن حصرهما في صدور تقرير مرصد الرابطة لانتخابات سنة 1994، ثم مع صدور التقرير السنوي الأول حول واقع الحريات سنة 1995، هذان السببان، أكدا ما إنتهت إليه السلطة والجهات الأمنية بالذات، من إستنتاج « الحقيقة المؤلمة » « والتي مفادها، بأنّ هذه المنظمة نجت بطبيعتها الدفاعية الأساسية …وبلبّ إستقلاليّتها على الرغم من مؤتمر سنة 1994 – وهو المؤتمر غير العادي بكل معاني الكلمة – حيث ضمنت السلطة عند إعداده الإختراق المنظم لأكثر من ألف دستوري لصفوف الرابطة!!، زيادة على تواطئ أغلبية الهيئة المديرة في ترتيب المؤتمر الرابع وهندسة نتائجه « الإنتخابية »!! » * الرجاء العودة للنظر في الجدول المرافق   الباب الأول: معطيات خارجية وضغوط دولية: هي مجموعة من المعطيات الكمية والنسبية غير المسبوقة، وإن إمتدت على سنوات سبقت أكتوبر 2000 وأشهر الإنفراج التي سبقته، فالتذكير بها يحتل مرتبة الأهمية القصوى بالنظر لصلتها الوثيقة والمؤثرة بأزمة الرابطة تلك وبلحظة تسويتها وبما سجلناه من تراجعات في بعض الملفات الأخرى… ·سنة 1996: بروز وتأسيس « اللجنة من أجل الحريات وحقوق الإنسان في تونس » بباريس والتي نظمت الجزء الأكبر ولازالت من حملة التضامن الدولي مع نشطاء حقوق الإنسان والديمقراطيّة في تونس، ولعبت دورا أساسيّا في بلورة الوفاق الداخلي للرابطة قبيل إنعقاد المؤتمر الخامس خلال لقاء 5-7 أكتوبر 2000 بالمغرب. ·ماي 1996: أول لائحة إدانة تصدر عن البرلمان الأوروبي من نتائجها، ويوم صدورها.. المحكمة الإدارية بتونس تنصف الرابطة، وتلغي تصنيفها ضمن الجمعيات ذات « الصبغة العامة ». · أواخر سنة 1997: أول مرّة، تشكل أوضاع حقوق الإنسان في تونس مناسبة لتشكيل جبهة، ضمت أغلب وأهم المنظمات غير الحكومية الدولية والتي لم يجمعها أي بيان أو مبادرة بتلك الصفة لمساندة أي بلد في سابق التاريخ. · سنة 1999: ولأوّل مرة يعرض ملف حقوق الإنسان في تونس على الهيئات الأمميّة. وتصدر « مجموعة العمل للأمم المتحدة الخاصة بالإعتقال التعسفي » قرارين مهمين، الأول يخصّ إعتقال نائب رئيس الرابطة والثاني تعرض لاعتقال المحامية راضية نصراوي. ·سنة 1999: وفي بادرة الأولى من نوعها، تدين « لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب » السلطات التونسية بسبب انتشار ممارسة التعذيب وتصدر في ذلك قرارات مهمة ·سنة 1999: صدور الكتاب الشهير بفرنسا « صديقنا بن علي » ممضى من طرف صحفيان فرنسيان من بين أصدقاء تونس · ديسمبر 1999: ولأول مرة يزور مقرر الأمم المتحدة الخاص بحرية التعبير تونس، بعد ضغوط عديدة ويصدر مع منتصف سنة 2000 تقريرا مهما يدين السلطة التونسية ·مع أواخر سنة 1999 وطيلة سنة 2000: وبصورة نوعية وغير مسبوقة يركز الإعلام الدولي (المكتوب والتلفزي والمسموع) على واقع الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وعشنا ضغوطا وكثافة إعلامية خارقة. ·15 جوان سنة 2000: البرلمان الأوروبي، يدين من جديد السلطة بسبب تدهور حالة حقوق الإنسان. الباب الثاني: التردد ومظاهر التشدّد: مع أواخر سنة 1999 وطيلة سنة 2000، شاهدنا وعايشنا حملة لمنع ترويج الصحف الكبرى الأجنبية والفرنسية بالذات إلى جانب التشويش على البث التلفزي الأجنبي أحيانا، إلى حدّ إيقاف البث الذي استهدف القناة الثانية الفرنسية ومباشرة سياسة « العصا والجزرة » مع قناة « المستقلة » إلى يوم إثناءها على « غيّها »… ·3 أفريل سنة 2000: انطلاق إضراب الصحفي توفيق بن بريك عن الطعام، وفتح تحقيق قضائي ضده. · ماي سنة 2000: إطلاق الرصاص على الصحفي رياض بن فضل بضاحية قرطاج، إثر إصداره لمقال نقدي بصحيفة « لوموند » الفرنسية. · ماي سنة 2000: في خطوة تصعيد الهرسلة ضدّ المناضلة سهام بن سدرين يتم غلق دار النشر « ألواس ». ·جوان سنة 2000: محاكمة الناشطين: فتحي الشامخي ومحمد الشواربي، ليتواصل سجنهما.جوان سنة 2000: ورغم إعادة جوازات سفر بعض النشطاء، يتواصل استثناء نشطاء آخرين مثل: نجيب الحسني – صدرى الخياري – جلال الزغلامي – محمد الشواربي – علي بن سالم – علي بن رمضان… · 11 جويلية سنة 2000: طرد وفد دولي عن منظمة العفو الدولي والفيدرالية الدولية لروابط حقوق الإنسان ومنع ممثليهما من تجاوز مطار قرطاج. ·  أواخر جويلية سنة 2000: خطوة تصعيدية جديدة ضد المناضل منصف المرزوقي الناطق باسم المجلس الوطني للحريات، فيتمّ طرده من شغله إلى جانب إحالته على التحقيق في نفس الفترة. ·28 جويلية سنة 2000: خطاب هجومي على النشطاء واتهامهم بالعمالة للخارج عند افتتاح رئيس الدولة للجامعة الصيفية للحزب الحاكم. ·أكتوبر سنة 2000: وقبيل أيام من مؤتمر الرابطة » تعنيف رجال الأمن بصفة مبرحة ومهينة لمجموعة من النساء الديمقراطيات عندما حاولن التظاهر وسط العاصمة تضامنا مع فلسطين. الباب الثالث: بوادر ومؤشرات « الإنفراج »: ·18 فيفري سنة 2000: أول مقابلة رسمية علنية بين رئيس الرابطة توفيق بودربالة ووزير الداخلية عبد الله القلال. ·16 و17 مارس سنة 2000: وفد برلماني أوروبي يزور تونس ويلتقي الهيئة المديرة بمقر الرابطة. ·  25 مارس سنة 2000: اللقاء الثاني بين رئيس الرابطة ووزير الداخلية. · 5 ماي سنة 2000: اللقاء الثالث بين رئيس الرابطة ووزير الداخلية. ·  4 جوان سنة 2000: انعقاد المجلس الوطني للرابطة وقرار انعقاد المؤتمر الخامس خلال شهر أكتوبر من نفس السنة. ·  9 جوان سنة 2000: اللقاء الرابع بين رئيس الرابطة ووزير الداخلية. والإتفاق على عقد المؤتمر إلى جانب ما تلى ذلك: + تعيين مخاطب رسمي قار للرابطة في شخص المنجي شوشان المدير العام المساعد للشؤون السياسية بوزارة الداخلية، وشروعه في « مارطون » لقاءات مع وفد عن الهيئة المديرة، بداية من أواخر جوان سنة 2000. + الإشارة على قيادة اتحاد الشغل لتوفير « نزل أميلكار » لاحتضان المؤتمر. · جويلية سنة 2000: الرئاسة تمنح الرابطة 25 ألف دينار بعنوان تسديد مصاريف المؤتمر. · بداية من أفريل إلى شهر جويلية سنة 2000: « ربيع » إعادة جوازات سفر بعض النشطاء وعائلاتهم والسماح لهم بالسفر: مثال: بنات راضية النصراوي – أنور القوصري – خميس قسيلة وعائلته – العياشي الهمامي – المنصف المرزوقي – جمال الدين بيدة … ·30 أوت سنة 2000: إطلاق سراح السجين الإسلامي: توفيق الشايب وهو في إضراب جوع طال لعدة أسابيع وعرف مساندة وتغطية إعلامية واسعة. ·  7 سبتمبر سنة 2000: عودة « هادئة جدّا » لتوفيق بن بريك إلى تونس مرفوقا بوفد برلماني وإعلامي أوروبي. · 9 سبتمبر سنة 2000: الدالي الجازي مستشار رئيس الدولة أنذاك، يستقبل وفد البرلمانيين الموجودين بتونس لمرافقة بن بريك. ·   يجدر التذكير في هذا الباب، أنه وقبل عدّة أشهر وفي علاقة بتهدئة الأجواء داخل الرابطة وفي ما حولها، وبعد حملة تضامن دولية مهمّة، تم قبل نهاية سنة 1999 إطلاق سراح السادة محمد مواعدة وخميس الشماري وخميس قسيلة نائب رئيس الرابطة.   إلى جانب أهميّة استحضار تلك الأشهر التي تخلّلت إضراب جوع توفيق بن بريك وذلك الحراك الذي عرفناه مع البث التلفزي لقنات « المستقلة » الفضائية. هذان العنصران وفّرا ظروفا فريدة اكتملت معها أرقى المناخات المساعدة على إنجاز مؤتمر 28 و29 أكتوبر سنة 2000. ومن حينها،،، أغلقت مساحة « الإنفراج » وطويت إرادة التعامل « السياسي » مع فعاليات المجتمع المدني. ومع اختتام المؤتمر الخامس « عادت حليمة لعاداتها القديمة » واستفقنا على خطة أمنية وإعلامية وقضائية، متّصلة ومتواصلة دون هوادة وعمرها الآن ما يناهز السبع سنوات، مستهدفة شطب الرابطة وتشويه وإذلال قياداتها، أو على الأقل تهرئتها وإغراقها في الدفاع على ذاتها ووجودها، بدل الدفاع عن حقوق الناس. فمع ضرورة التذكير بنجاحات الرابطة على أكثر من صعيد خلال سنوات « قطع الأنفاس » المتواصلة جوهريا، حيث إشتغلت الرابطة وإن بصعوبة، على حقوق الناس وأصدرت البلاغات والتقارير ونظمت التظاهرات وفتحت المقرات داخل البلاد ونشطت حملة التضامن الوطنية والدولية تجاه الرأي العام والمؤسسات… كلّ ذلك بوتيرة وكمّ ونوع غير مسبوق في تاريخها منذ التأسيس… هذه هي الحقيقة، وحججها قائمة على الرغم من الذاكرة الإنتقائية للبعض! ولكن هذا الواقع لا يعفينا من الإقرار بالإختلال المتواصل لموازين القوى وميلها لصالح الحكم بفعل آفة التشتت للمعارضة السياسية وضعف الحركة الإجتماعية وإلى استفادة السلطة من الدعم الخارجي إلى جانب تواتر جملة من التطورات والطوارئ الإقليمية والدولية المواتية لها.   ثم المشهد الراهن… وهل حملت الأشهر الأخيرة شروط حلّ لأزمة السلطة مع رابطتنا؟؟ وفي محاولة للإلتفاف على الأصداء الواسعة والنقاط النوعية التي سجلها النشطاء والديمقراطيون مع قمة المعلومات وإضراب جوع 18 أكتوبر، وما رافقاهما من ضغوط داخلية وخارجية لا يستهان بها … وبعد أشهر قليلة جاء إعلان رئيس الدولة لتكليف رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية السيد زكريّاء بن مصطفى، أنذاك، في مبادرة قدرت هي كذلك في حينها بـ »الإنفراجية » تجاوبت الرابطة معها وتقدمت بمذكرة غايتها تشجيع السلطة لتجاوز الأزمة والسماح لها بعقد مؤتمرها الوطني، ولكن تلك المذكّرة كما غيرها بقيت « رسالة ميّتة » ووءدت محاولة « الإنفراج » مع إعلانها ومعها من كلّف بالمناولة وتنشيطها!!! واستأنفت دورة الانغلاق والقمع التي دأبنا عليها!! فجأة وبدون سابق إعلان، ومع الربيع وبداية الصائفة المنقضية ومع تواصل كابوس الإنغلاق في ملامحه الرئيسية، يبادر السيد المنصر الرويسي الرئيس الجديد لنفس الهيئة العليا الحكومية، بفتح خطوط إتصال مع أقسام من المعارضين وبعض الجمعيات وربّما غيرهم من الشخصيّات، قد يكون جلـّهم أو بعضهم، – من وجهة نظره بالطبع – تدحرجوا إلى « دائرة الإحباط » أو هم نضجوا على شاكلة الأسماك الخارجة عن السرب، والتي حان وقت صيدها »؟؟ هي مجموعة إتصالات تمت ويتم بعضها خارج دائرة الضوء وبعضها حصل ويحصل بالغمز أو بالوكالة!! وبجانب ذلك كانت الإتصالات التي تعنينا في موضوعنا، تلك التي تمت بطرق مقبولة ومعروفة من الجميع تقريبا، مع رئيس الرابطة الأستاذ المختار الطريفي، والتي شكلت موضوع تجاذبات وحديث عن « مؤشرات إنفتاح سياسي » وربما فرصة لحلحلة واقع الإنغلاق ولما لا التوصل إلى حل لأزمة السلطة مع الرابطة؟؟ وهو الأمر الذي سوف نلخص مؤشراته ونعيّر مداه في التالي: أ‌    إتصالات السيد منصر الرويسي مع قيادة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والتي أفضت إلى رفع التحجير المتواصل منذ مدة على منحة تمويل خارجي مستحق للجمعية، إلى جانب تمتيع الجمعية بمنحة رئاسية قدرها خمسون ألف دينارا. ب‌    تدخل السيد منصر الرويسي للحصول على إذن رئاسي لتمتيع رئيس الرابطة من حقه في تجديد جواز سفره والسفر لحضور مؤتمر الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان الذي يستعد لانتخاب نائبة رئيس الرابطة التونسية السيدة سهير بالحسن لرئاسة هذه المنظمة الدولية الهامة ج لقاءات السيد منصر الرويسي برئيس الرابطة في مناسبات معدودة، والتي تناولت ملف أزمة السلطة مع الرابطة واتجاهات وشروط حل وفاقي مقبول، يتجاوز الوضع الحالي، والتي شهدت قبول رئيس الهيئة العليا إبلاغ رسالة باسم الرّابطة في الموضوع إلى رئيس الدولة. د التخفيف المفاجئ والمؤقت من الحضور الأمني حول المقر المركزي للرابطة، إلى جانب السماح ودون تعطيلات تذكر لاحتفال الرابطة، داخل مقرها، بانتخاب نائبة رئيسها على رأس الفيدرالية الدولية، والذي تزامن مع عيد ميلاد الرابطة الثلاثين. كما – وعلى غير العادة – فتحت مجلة « حقائق » أعمدتها لحوار مطوّل مع السيدة سهير بالحسن بنفس المناسبة. هـ إلى جانب ما لحق وفي السياق نفسه، بإطلاق سراح المحامي والناشط محمد عبّو إلى جانب دفعه جديدة من سجناء حركة النهضة. والآن قد هدأت العاصفة التي صاحبت « بوادر الإنفراج » وعدنا جميعا لحالنا الطبيعي!! مع الأسف والموسوم بما درجنا عليه من الضربة وراء الأخرى وسياسة خنق الأنفاس…إذ سجلنا خلال نفس الأشهر الماضية: زوبعة محاكمة الناشط عمر المستيري – الإصرار في حرمان المعارض حمة الهمامي من حقه في التنقل وجواز السفر – سرقة أموال الصحفي عبد الله الزواري، والمحامي محمد عبوّ والإصرار على نفي الأول ومنع الثاني من السفر – الهرسلة والإعتداء الجسدي المبرح لشبان فريق قناة الحوار التونسية ومضايقة صاحبها الطاهر بالحسين –  تصعيد مضايقة المساجين السياسيين المسرحين وعائلاتهم – التعدي اللا أخلاقي والمهين للمعارض أحمد نجيب الشابي – عودة الحصار الأمني للمقر المركزي للرابطة عند كلّ محاولة لدخوله من طرف رؤساء فروعها – جريمة إضرام النار وإتلاف مكتب المحامي المعارض العياشي الهمامي… فالحالة السياسية العامة في علاقة السلطة بالمجتمع وخاصة منها علاقات القوّة الراهنة تجاه ملف الرابطة، تحيل في رأينا على  الخلاصة التالية: إنّ الموازين الحاليّة للقوّة أو لنسب حالات الضعف المتبادل، وإن كانت لا تغلق الباب نهائيّا أمام إحتمال ظهور على المدى المنظور، لبوادر « إنفتاح » من جانب السلطة أو بإيحاء منها وربما في أشكال مختلفة للتعاطي من جديد مع ملف الرابطة… وهو السيناريو الذي علينا التعامل معه في حينه، بإيجابيّة الواثقين وأصحاب الحقّ… لكن الواقع الراهن الملموس وحقائقه الغالبة – وبالمقارنة مثلا مع المناخات السياسية والمبادرات التي هيّأت لانعقاد المؤتمر الخامس – تؤكّد لنا أنّ أشواطا عديدة  لازالت تفصلنا، مع الأسف، على اللحظة السياسيّة الحاسمة والمناسبة لحلّ وفاقي نحن أحرص الناس عليه.  
وحتى لا نختتم: ولأن التعامل والتعاطي مع مراحل « الإنفتاح » « والإنفراج » هو أعسر وأخطر من إدارة مراحل الإنغلاق والقمع على آلامها، فأنت مع الأولى، وكأنك « تمشي على بيض الحمام » نظرا لكونها فترة تزدهر معها سوق المزايدات والتشكيك أمّا مع الحالة الثانية وفي مراحل القمع « فالعصا تقرب الفرقاء وتوحد الخصوم  » ومعها يلوّن التهور والأخطاء، بلون البطولة والمآثرأحيانا؟؟ لذلك ولغيره من الدواعي والأسباب، وحتى « لا يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين » وجب وضع نصب التأمل والنظر الرسالة التالية والتي بإهمالها  يصعب الظفر – عندما تتوفر فرصة جدية – لحل مشرف للأزمة الراهنة: إننا مازلنا إلى الآن في فترة إعلان النوايا وضرورات التصريح بالمبادئ العامّة الميسّرة من جانبنا لحلّ الأزمة القائمة إذ الحلول الوفاقية المشرفة والمقبولة، لا بد أن تتوفر لها قابلية الإنجاز والتطبيق، ومن جانب الرابطة لا إمكانية لتطبيق أي تسوية خارج شرط وحدة الرابطة وحماسة وانخراط فروعها الصامدة في كلّ تسوية قادمة، إلى جانب تجهيز خطّة متكاملة بمراحلها المختلفة، تكون محمولة بوعي وعن معرفة من طرف أغلبيّة الجسم الرابطي. هذه هي قراءتنا… هذا هو نصيبنا في الرأي لحدّ الساعة. ولكلّ مقام… مقال، ولكلّ حدثّّّ… حديث.   (*) الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

 

العجمي الوريمي (هيثم) وعبد الكريم الهاروني وآخرون

من أكثر من سكن السجون التونسية من سياسيين في عهدي الاستعمار والاستقلال

 

محمد العربي التونسي ([1])

لقد قضى القيادي الطالبي العجمي الوريمي أو هيثم بالسجون أكثر من ثلث عمره، إذ أنه من مواليد سنة 1961، ودخل السجن في مارس 1991، وقد سجن ما مجموعه 16 سنة و4 أشهر، دون اعتبار الفترة التي قضاها في السجن في عهد بورقيبة. وهو يشترك في طول هذه المدة مع العديد من رفاقه، ومن بينهم عبد الكريم الهاروني الذي مازال حتى اليوم وراء القضبان وغيره، وهؤلاء هم أكثر من سكن السجون التونسية من مساجين سياسيين. وتكفي هنا بعض المؤشرات الدالة التي تفيد للمقارنة سواء بالعهد الاستعماري أو العهد البورقيبي.

بورقيبة وهيثم والهاروني:

لقد كان يحلو لبورقيبة طيلة عهده أن يذكر في خطبه بأنه ضحى بشبابه من أجل تونس وقضى السنوات الطوال في المنافي والسجون، وربما يحق لنا في هذا المقال أن نتساءل عن مجموع الفترة التي قضاها في تلك السجون والمنافي.

لقد ألقي القبض على الزعيم الحبيب بورقيبة ثلاث مرات، كانت أولاها في عهد المقيم العام الطاغية بيروطون وآخرها في عهد الطاغية دي هوتكلوك. أما مجموع الفترات التي قضاها في السجون والمنافي فتظهر من خلال الجدول التالي :

تاريخ إلقاء القبض

مغادرة السجن أو العودة من المنفى

المدة

أعوام

أشهر

أيام

03/09/1934

23/04/1936

1

7

20

09/04/1938

07/04/1943

4

11

28

18/01/1952

01/06/1955

3

4

17

المجموع

8

22

65

أي ما يساوي :

10

00

05

اعتمادا على ذلك الجدول يبلغ مجموع ما قضاه بورقيبة بين السجون والمنافي عشرة أعوام وخمسة أيام أي ما يساوي 3658 يوما. أما هيثم وحتى إذا لم نحتسب الفترة السابقة التي قضاها في سجون بورقيبة، فقد قضى حتى تاريخ خروجه من السجن يوم 25 جويلية المنصرم 5982 يوما، أي ما يزيد عن 163% من مجموع الفترات التي سجن أو نفي فيها « المجاهد الأكبر »، وهذا الرقم مازال مرشحا للزيادة بالنسبة للهاروني. والفرق هنا هو أن الآمر بسجن بورقيبة هو المستعمر والآمر به بالنسبة لهيثم أو الهاروني هو السجان « الوطني« ، في « العهد السعيد ».

واعتمادا على ما جاء في نفس الجدول، فإن الفترة التي قضاها بورقيبة في السجون والمنافي تساوي 10.43% من عمره الطويل، بينما هي تتجاوز بالنسبة لهيثم 35% من عمره حتى اليوم، وتفوق 22% من أمل الحياة عند الولادة بالنسبة للتونسي والمقدر ب72 سنة.

كذلك لم تكن الفترة التي قضاها بورقيبة في السجون والمنافي على وتيرة واحدة، حتى وهو بين يدي سجانيه، فقد كان يطلق سراحه بين الفينة والأخرى، بينما قضاها هيثم والهاروني « على فرد جنب » كما يقول التونسيون أي على وتيرة واحدة وبصفة مستمرة بل وفي عزلة.

وإذا كان بورقيبة قد تمتع في الأثناء بملاذّ الحياة الدنيا وتزوج وأنجب وسافر فلا هيثم ولا الهاروني، اللذين قضيا شبابهما وردحا من كهولتهما في السجن، تذوقا طعم الفرح ولا زينة الحياة الدنيا.

هيثم والهاروني وسجناء بورقيبة :

لم تخل السجون في عهد بورقيبة أبدا من المساجين السياسيين سواء من معارضيه من مختلف أطيافهم أو من رجاله وأعضاده المقربين، وانتهى عهده وقد ترك السجون تغص بسجناء الرأي، بالإضافة إلى من هم في المنافي بالقارات الخمس.

لكن للحقيقة أيضا لا بد من أن نلاحظ أنه من خلال قائمة المساجين السياسيين في عهد بورقيبة نتبين أن لا أحد منهم في عهده تجاوز الفترة التي قضاها هو في السجون والمنافي في العهد الإستعماري، حتى لكأنه كان حريصا على أن يحافظ على الرقم القياسي في المدة التي قضاها سياسي تونسي في السجن. وهنا نورد عددا من الأمثلة التي تبين ذلك:

المشاركون في المحاولة الإنقلابية لسنة 1962 والذين ألقي عليهم القبض في أواخر ديسمبر 1962 أطلق سراح آخر دفعة منهم في غرة جوان 1973، أي أنهم لم يقضوا وراء القضبان غير 10 سنوات و5 أشهر وبضعة أيام.

محمد بن جنات : الذي سجن غداة ردود الفعل على أحداث 5 جوان 1967 وحوكم بعشرين سنة أشغالا شاقة، وغدا أسطورة ورمزا وقامت الدنيا من أجله آنذاك ولم تقعد، لم يقض من تلك المدة المحكوم بها غير سنتين ونصفا، حيث أطلق سراحه بمناسبة ما كان يسمى بعيد الثورة 18 جانفي 1970.

المحكومون من اليساريين سنتي 1974 و1975 أطلق سراح آخر دفعة منهم في صائفة 1980، وبالتالي لم تدم محنتهم غير 6 سنوات.

إن ذلك يعني أن بورقيبة من حيث شعر أو لم يشعر- كان يخشى أن يعتبر نظامه أبشع على المعارضين من بشاعة النظام الإستعماري على معارضيه من الوطنيين. خاصة وأنه يعرف أن السجن قد يؤدي إلى نتائج عكسية على أصحابه ويؤدي إلى تحطيم إنسانيتهم وتهشيم كيانهم ومستقبلهم. أما « صانع التحول » فلا يبدو أنه انتابه مثل هذا الشعور، وربما ينتهي عهده قبل أن تفرغ سجونه من سكانها من السياسيين وأصحاب الرأي، ليبقى المجال لمن يأتي بعده حتى يطلق سراحهم ويصنع تحولا جديدا وعهدا جديدا ويبني شرعية جديدة.

وفي انتظار ذلك، أو في انتظار ضغوط خارجية، فإنه استطاع حتى اليوم أن يتجاوز عهد بورقيبة من حيث ملف المساجين السياسيين حيث أن هيثم والهاروني ورفاقهما قد تجاوزوا بكل المقاييس الفترات التي قضاها « أخطر » مساجين بورقيبة وأكثرهم تهديدا « للوحدة القومية » العزيزة عليه.

من أجل إطلاق سراح الهاروني :

لقد احتفلت تونس هذه السنة بخمسينية الجمهورية، غير أن لا أحد اهتم بالمقارنة بين العهدين الاستعماري والبورقيبي في هذا المجال بالذات، حيث أن المقارنة ترجح كفة العهد الاستعماري على العهد البورقيبي إذ كانت وطأة الاستعمار أخف على معارضيه من الوطنيين من وطأة العهد البورقيبي على معارضيه من مختلف الأطياف. ومما يدعم ذلك أن العديد من البورقيبيين الذين سيبرزون بعد الاستقلال لم يتعرضوا للسجن خلال العهد الاستعماري ومن بينهم أحمد بن صالح والهادي نويرة ومحمد مزالي…

أما بالنسبة للمقارنة بين عهدي بورقيبة وبن علي، فإن الكفة ترجح عهد بورقيبة على عهد بن علي، حيث أن الفترة التي قضاها هيثم ويقضيها الهاروني ورفاقه تعتبر قياسية على جميع المستويات، وحتى مقارنة بالمورطين في المحاولة الإنقلابية لسنة 1962 فإن هؤلاء لم يقضوا في السجن غير 10 سنوات و5 أشهر وبضعة أيام، وكانوا في حدود العشرة مساجين فقط، بينما تجاوزت الفترة التي قضاها هيثم والهاروني المئات من رفاقه الـ15 سنة مازالت مرشحة للزيادة بالنسبة للعديد منهم.

وبالتالي فإن العهد الاستعماري ، ألطف وأرحم من عهد 7 نوفمبر، وهذا ما سيسجله التاريخ، كما سيسجل أن ما قام به سيئا الذكر بيروطون ودي هوتكلوك أخف وطأة على الذات البشرية مما قام به « صانع التحول » إزاء هيثم والهاروني ورفاقهما. ولا شك أن ما قام به بيروطون عندما نفى بورقيبة والبعض من رفاقه إلى الجنوب التونسي، لا يمكن أن يقارن بغياهب سجون بن علي وزنزاناته الانفرادية. وأن ما لاقاه بورقيبة ورفاقه أهون بما لا يقارن بما لاقاه هيثم ومازال يلاقيه الهاروني ورفاقهما ممن تعرضوا للعذاب والتعذيب الجسدي والنفسي، وما تعرضت له حياتهم من قصف وحرمان، فلم يتزوجوا، ولم يملكوا السيارة ولا الفيلا، ولم يسافروا ولم يعرفوا الكمبيوتر ولا الإنترنت، لا بل لم ينعموا منذ أكثر من 30% من أعمارهم الماضية واللاحقة بحلق ذقونهم بأنفسهم ولم يتمتعوا بالكتابة عن أفكارهم ومشاعرهم وأحلامهم… وحتى لو خرجوا اليوم من تلك الغياهب هل لديهم طاقة على الصفح وهم يحملون في رصيدهم السجني أكثر مما حمله « المجاهد الأكبر »؟

لقد بقي هيثم في سجون الوطن أكثر مما بقيه « المجاهد الأكبر » في سجون الإستعمار. وحرمت عيناه الخضراوان من منظر جميل أو هواء نقي لمدة تفوق 33 بالمائة من عمره طبقا لأمل الحياة عند الولادة، ومازال وراء القضبان عبد الكريم الهاروني ذلك القيادي الطالبي الذي ما عرفه أحد إلا قدره واحترمه فمتى تتحرك الضمائر الحية لتكوين لجنة من أجل إطلاق سراحه؟


 


([1]) باحث-تونس.


في ظلّ اللامبالة والحلول السطحية:

ظاهرة العنف تكتسح المجتمع التونسي

 
محسن المزليني mezlini@yahoo.fr كانت المشاهد التي تلت المقابلة/ الحدث في بنزرت صادمة لكلّ ذي عقل سليم… والحدث لم تصنعه الأرجل المبدعة أو التكتيكات الخلاقة فبين كرتنا (والحقيقة ليس فقط الكرة) وبين الإبداع بون أوسع من المسافة بين المجرّات الكونية. إنّ الذي صنع المشهد هي العضلات المتشنّجة والعقول الغائبة أو المغيّبة سيّان. صور سيارات محروقة كابد أصحابها ليرتقوا بفضلها إلى جنّة الطبقة الوسطى حتّى وإن كلّفتهم ديونا طويلة الأمد. كأنّ المشهد اخترق حجب الأمكنة فانتقل من إحدى النّقاط الساخنة في العراق أو إفغانستان أو عودة عبر « فنطازيا تاريخيّة » إلى أزمنة المغول الذين لا يتركون أخضرا ولا يابسا… حرائق متنقّلة لم يسلم منها مشفى أو مؤسّسة عامّة أو خاصّة. إنّه العنف حين ينفلت من عقاله، مجرّد لحظة هي للعدم أقرب منها للوجود ما تمرّ على شيء إلاّ جعلته كالرّميم. يُسدل الستار على مشهد الدخان المنبعث من بقايا إطارات السيارات أو أجهزة طبيّة أو ألكترونية، وعلى أنقاضها تنطلق الصيحات المعتادة رفيعة العقيرة بالتنديد والإحتجاج الصّارخ « جدّا » عن هذا الإنتهاك للروح الرياضيّة التي لم نعد نعرف كنهها إلاّ في مثل هذه الأحداث. بعدها يأتي التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور وبـ »العبرة لمن يعتبر »… ثمّ يطمئنّ الجميع بعد أن يتمّ ردع من « سوّلت له نفسه » أو جنى عليه حظّه العاثر بالتواجد في « مسرح الجريمة ». هي الكوميديا السوداء التي تتكرّر دائما، رغم أنّه « إذا تكرّر الأمر لم يعد صدفة » كما يقول الراسخون في العلم. وهذا ردّ على كلّ من يتصوّر أنّ العنف ليس سوى حدث طارئ على طريق التطوّر، وأنّ الطريقة التي تُعالج بها أحداث كثيرا ما تكرّرت هذه السنوات الأخيرة ليس إلاّ محاولة، بحسن نيّة أو سوئها ففي هذا الأمر بالذات الأعمال بنتائجها وليس بالنيات، لإفهامنا أنّه يتوجّب علينا أن نسلّم بالتعايش مع هذه الظواهر العنيفة كمن يتأقلم مع مرض عضال. لاشكّ أنّ ما وقع فعل غوغائي مُستهجن بل مقرف وينمّ عن عقل مستقيل، على افتراض وجوده، لدى  من خرّب أو دعا إلى ذلك، لكن التعامل السطحي مع ظاهرة العنف الكامن أو البادي هو أحد عوامل إنتشارها إذ تبيّن الدراسات أنّ العنف لم يعد استثناء في مجتمعنا بل تحوّل إلى أحد الأمراض المزمنة التي تعاني منها كلّ مؤسّسات المجتمع ومفاصله، ذلك أنّ الظواهر الإجتماعية لا تنشأ من فراغ أو عدم وإنّما هي في الغالب نتائج لسياقات ومسارات خاطئة. عنف متبادل أظهرت دراسة أعدتها وزارة المرأة والأسرة والطفولة والمسنين التونسية، أن 20 بالمائة من النساء في تونس يتعرضن إلى العنف الجسدي  فيما تتعرّض أكثر من 50 بالمائة منهن إلى العنف اللفظي.  وأوضحت الدراسة أنّ هذا العنف يخترق كل الفئات والشرائح والمستويات الاجتماعية، ولا شكّ أنّها تزداد حدّة تناسبا مع تردّي الأوضاع المادية للأسرة. ولعلّ الطّريف في المسألة ما أشارت إليه الدراسة من تعرّض الرّجال أيضا إلى العنف من … زوجاتهم، إذ أكّدت تعرّض 10 بالمائة منهم حسب العيّنة التي شملتها الدّراسة إلى التعنيف الجسدي فيما كان نصيب 30 بالمائة منهم « مجرّد » العنف اللفظي. ولا شكّ أنّ لهذا الأمر انعكاس خطير على نفسية طفل يتربى على رؤية هذه المعارك التي لا تنتهي، كما يقول الأستاذ محمد ق المختصّ في علم النّفس. إذ يتساءل عن نمط الشخصيّة الذي ستنتجه مثل هذه البيئة… شخصيّة ستتّسم، حسب رأيه بالإرتباك وعدم التوازن وستختزن صورا للعنف تبقى تبحث عن تصريفها طول العمر. فالأبوين هما الواسطة الأولى التي يتعلّم فيها الطّفل طرق سيطرته على نوازعه أو « الكوابح النفسية ». وإذا كان ربّ البيت بالكفّ ضاربا أو مضروبا فبم سيتشبّع الأولاد؟ ولا شكّ أيضا، حسب محدّثي، أنّ الإنقسام داخل الأسرة يفترض شكلا من أشكال الإستقطاب في بعده الأبسط إذ سيتنافس كلّ واحد من الأبوين على جذب الصّغير لصفّه وذلك بإرضاء كلّ رغباته فتتبدّل الأدوار والوظائف حيث يصبح الطّفل هو من يتحكّم في والديه وليس العكس، وطفل هذا شأنه سيكون أزمة نفسية متنقّلة. قف للمعلّم… إذا كان الكثير من الأطفال يعيشون في بيوتهم ألوانا من اللامبالاة أو الصراع بين الأبوين فإنّ ذلك سينعكس بالضرورة على البيئة المدرسية التي تشير دراسة أعدّتها وزارة التربية إلى تفشّي العنف بين جنباتها. وتكرر مظاهر العنف اللفظى و الجسدى الذين أصبحتا ظاهرة ملفتة تقلق الإطار التربوي أو بعضه على الأقلّ في حين أنّ الأولياء كمن يُنادون من مكان بعيد. وقد عكس هذا الرّأي بشير وهو معلّم بأحد المدارس إذ أكّد أنّ الكثير من التلاميذ يعانون شرودا متواصلا داخل القسم يجعل العمل معهم كمن يحرث في البحر، أمّا إذا خرج إلى الساحة فإنّه يتحوّل إلى مصيبة متنقّلة يضرب هذا وشتم ذاك دون وجل أو خوف.  وقد ذكرت دراسة الوزارة أنّه تم تسجيل 2054 حالة عنف تسبب فيها التلاميذ خلال السنة الدراسية 2004/2005. و قد بلغت نسبة حالات العنف داخل الأقسام 57.39 بالمائة. و تراوح عدد التلاميذ المعاقبين بعد إحالتهم على مجلس التربية بين 4 و5 بالمائة. وأرجعت  تفاقم هذه الظاهرة إلى النمو الكبير الذي شهده عدد التلاميذ المرتقين إلى التعليم الإعدادي والتعليم الثانوي، كما أوصت ببعث فريق عمل قار للرصد والمتابعة بالمركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية وبعث مرصد صلب الوزارة للمتابعة الآنية واتخاذ القرارات الملائمة.  العنف في كلّ مكان بيّنت دراسة وزارة المرأة أنّ المجتمع التونسي يشكو تمثّلات أخرى للعنف أهمّها العنف الواقع في محيط العمل ويتجسّد في ثلاثة مظاهر هي العنف اللفظي واستغلال الأطفال والتحرش الجنسي،حيث أكّدت أنّ 21 بالمائة من الأطفال يتعرضون إلى العنف الجسدي، بينما يتعرض 16 بالمائة من المراهقين إلى العنف اللفظي، و28 بالمائة منهم إلى الإهمال والحرمان، دون أن ننسى العنف المتأتّي من الاستغلال المفرط لجهد العمال في مقابل أجور زهيدة ودون إعطائهم حقوقهم التي حدّدتها مجلّة الشغل. كما تعرّضت الدراسة إلى الإهمال والعنف متعدّد الأشكال الذي يتعرّض له المرضى في المستشفيات. أمّا الباحث الإجتماعي لطفي ح  فيضيف إلى كلّ ما تقدّم من تمثّلات العنف الإنقسام الإجتماعي الحادّ وما انجرّ من التجارب التنموية الفاشلة التي أدّت إلى تكدّس النازحين في أحزمة الفقر حول المدن دون أيّ أفق للإندماج في الفضاء الحضري ونزعته الاستهلاكية… إنّ هذا الاحتياطي الكبير من البشر المتحفّزين دوما للتحرّك العنيف ومع انسداد آفاق الارتقاء الاجتماعي بفقدان التعليم لرهاناته سيجعلهم فاعلين أساسيين في كلّ عمليات عنيفة ولا يبحثون في سبيل ذلك إلاّ عن التعلّة: هدف لم يحتسبه حكم أو قذفة أخطأت طريقها… وإذا ما أضفنا إلى كلّ هذا ما لم تقله هذه الدراسات عن العنف في بعده السياسي من خلال السيطرة الكلية على مصير الإنسان وكبته عن تحقيق إنسانيته وهو ما يعانيه الإنسان في عالم العُرب من سيطرة الأجهزة وتحكّمها في حلّه وترحاله ويقظته ومنامه، يُصبح من غير المستغرب بالمرّة أن يجري ما جرى وأن يقع ما هو أسوأ منه. فهل نتدارك هذا الأمر فنعطي لأولي الذّكر كلّ الحريّة والمعطيات لرسم خارطة الطريق إلى تجاوز هذا المأزق؟ نأمل ذلك. الموقف عدد 419
 

 

تحية الى السيد مرسل الكسيبي ومنه الى السيد علي نصير

 
كريم   سجين راي سابق كنت التقيت علي بنصير بسجن 9 افريل سنة1991(سنة الهلوكست علي الطريقة التونسية) فلا تعجب اخي مرسل من تقاربك في وجات النظر معه فهو يحمل نفس جيناتك الإيديولوجية من حيث لاتعلم نعم ، لقد جمعت الحركة الإسلامية التونسية خيرة شباب هذه الأرض الطيبة وذلك باعتراف القاصي و الداني من الفرقاء اللإيديولوجيين . حتى المواطن العادي و الطالب الغير مسيس عندما يصوت لهم في الإنتخابات (سواءا في التشريعية أو في مجالس الكليات) ليس قناعة منه بالمشروع السياسي الذي يحملونه و انما لما يعرفه عنهم من دماثة خلق وماضي مشرف. أتذكر اخي علي عندما كنا في الغرفة رقم 3 في الجناح د ، انه  رغم  ويلات السجن و ظلم الحراس مع صغر أعمارنا (كان اغلبنا من التلامذة) كنا ننشد مع الأخ محرز (وصوته العذب لايزال صداه في اذني) أغنية عشاق الوطن اولاد بلاي جينا جينا     جينا نبني و انعمر    كل ما اتهدم و اتكسر جينا نبغى نقول الكلمة      شمعة  تضوي وسط الظلمة وايمانا مني بان مصلحة تونس قبل كل شيء و برغم سنوات الجمر و عذابات التردد اليومي على مراكز الشرطة و الحرس و فرق الارشاد لم ادخر جهدا في الدفاع عن بلدي سواءا من خلال هذا المنبر عبر الرد منذ سنوات  على حملة مقاطعة تونس كوجهة سياحية المتمثلة في السيد منذر صفر Ne touche pas a ma Tunisie www.etunisie.net/economie/manipulationstouristiques.htm  او الدفاع على احقية احتضان تونس لقمة مجتمع المعلومات من خلال احتكاكي بالجالية الحقوقية التونسية بباريس. و من هنا اوجه ندائي الي كوادر الدولة المتابعين لهذا المنبر و الغيورين على ابناء بلدهم بان تونس غنية برصيدها البشري على اختلاف افكارهم وان تصنيف كل من له راي مخالف ضمن المغضوب عليهم لايخدم مصلحة البلاد. أليس رمضان شهر الرحمة


 
الإعلام المرتزق
 
بالتزامن مع ردود الفعل الوطنية و الدولية المساندة الأخت الجريبي ة الأخ نجيب الشابي اللذان يخوضان إضراب جوع احتجاجا على المضايقات التي يتعرض لها الحزب الديمقراطي التقدمي ، بدأت السلطة بتمرير مبرراتها الغير مقنعة عبر المتمعشين من خيراتها مثل « بوبكر الصغير »رئيس تحرير مجلة « الملاحظ » ،بسرده ما أملته عليه وزارة الداخلية على قناة الجزيرة . ،الكل يعرف من هو « بوبكر الصغير و ما هو تاريخه .نحن متوقعون المزيد من هؤلاء أمثال « برهان بسيس  » و « النصف الجريدي »….،لكن سيعلو صوتنا عن صوتهم لتماسكنا و إيماننا بالقضية و نظافة أيدينا من أي أموال قذرة مثل التي يتقاضونها في شكل رشوة سياسية.تبا لإعلام مسير يوضف لأغراض شخصية يتمعش من هذا و ذاك غير مبالي بالقيم و الأخلاق. معز الجماعي

إضراب جوع من أجل الدفاع عن الحرية والكرامة

 
بالفخر و الاعتزاز تقبلنا الشكل النضالي الذي إختراه الأخت مية الجريبي  و الأخ  نجيب الشابي.اثنان من رموز المجتمع المدني يخطران بأجسادهم و أراحهم من أجل الدفاع عن الحرية و الاستماتة للحفاظ على آخر مربع للحرية في تونس .إضراب جوع من أجل الحفاظ على مقر ،شيء استغربه أصدقاء و زوار مدونتي من (مصر،المغرب،الجزائر…) معبرين لي عن دهشتهم لما وصل إليه الوضع السياسي في تونس .للأسف هذه حقيقة التعليقات التي وردتني ،رغم أني كنت أوقع وجود وضعيات مماثلة لوضعية مصادرة الحريات في تونس ،لكن تبين لي الفرق الشاسع .ففي الوقت الذي يناضل فيه أحزاب المعارضة في مصر و المغرب لمضاعفة عدد مقاعدهم في البرلمان ،نستميتوا نحن من أجل أبسط حقوق الكرامة الوطنية .مما يوضح طول المشوار النضالي لإرساء النظام الديمقراطي في البلاد و يحتم علينا التحلي بالصبر و المثابرة و الابتعاد عن الحسابات الضيقة لتحقيق أهداف قضيتنا.   معز الجماعي

بسم الله الرحمان الرّحيم  بشرى وتهنئة لرئيس الحكومة المغربية الجديد

 
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس  باريس في 22 سبتمبر 2007 يسرّنا ان نقدذم احرّ التهاني للسيد عباس الفاسي رئيس الحكومة المغربي الجديد الذي نال ثقة العاهل المغربي بعد نجاح حزب الاستقلال في الانتخابات التشريعية الاخيرة. نسآل الل العلي القدير ان يوفقه لخدمة الشعب العربي المغربي الحبيب و يوفّلر له كل اسباب العزّة والاستقرارو الوفاق للشعب المغربي بكل تركيباته السياسية الاسلامية وغيرها في ظلّ الوئام و الاستقرار و التداول. مع العلم انّ حزب الاستقلال قد لعب دورا محوريا في القتال من أجل الاستقلال عن فرنسا ولديه برنامج محافظ وطني يشمل التأييد القوي للوجود المغربي في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها وايضا الهوية العربية للبلاد. وستكون أول مهمة رئيسية للفاسي اقتراح تشكيلة وزارية لكي يقرها العاهل المغربي. ولقد صرّح الوزير الاوّل المكلّف السيد عبّاس الفاسي انه سيتمسك بنصيحة وتوجيه العاهل المغربي حتى تكون في المغرب حكومة قادرة على مواجهة التحدي وحل مشاكل الشعب المغربي الحبيب ولا سيما على المستوى الاجتماعي. كما يسرّنا ان نقدّم بتهانينا و تحياتنا الى الاخوة في حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الذي صار القوة الثانية في مجلس النواب بعد الانتخابات الاخيرة.    وهذه الايّام التي يستقبل المسلمون في مشارق الارض و مغاربها ضيف كريم‘ نسأل الله العلي القدير ان يجعلنا من صيّامه حقّ الصيام‘ وقيامه حقّ القيام‘ في هذا الوقت الذي ننعم فيه الاكل والشرب و معاشرة الاهل و مداعبة الابناء والاحفاد‘ يوجد اخوان لنا نقاسمهم نفس العقيدة و اللغة مشرّدين او مسجونين او مسرّحين ولكن محرومين من ابسط الحقوق الاساسية للانسان من حقّ الشغل او التنظّم او حتّى حقّ السفر و التنقّل في داخل اوطانهم او خارجها لا لشيء سوى انّهم لا يفكّرون مثل حكّامهم,  بهذه المناسبة الكريمة – شهر رمضان المبارك – نسأل الله تعالى أن يتقبّل الله تعالى الصوم و القيام من  جميع المسلمين في مشارق الارض و مغاربها عموما واخواننا في المغرب الشقيق و كذلك مسلمي اوروبّا و لا ننسى اخوان لنا في غياهب السجون في تونس الحبيبة للقلوب‘ هؤلاء الصامدون المحتسبون الصابرون طوال السنين الطوال‘ نسال الله العلي القدير ان يفرّج عليهم قريبا‘ انه سميع عليم‘ ولا ننسى بقية اخواننا المسرّحين الممنوعين من العمل و من السفر‘ ولا ننسى المشردون في جميع اصقاع العالم‘ نسال الله تعالى ان يجمعنا و اياهم على ارض الخضراء الحبيبة‘ امّا بعد‘ فانّ اقبال هذا الشهر جالبا لنا البركة و الرّحمة و المغفرة ‘ بمناسبة هذا الشهر الذي هوّ عند الله خير من الف شهر‘ و ايّامه افضل الايام و ليلليه اقضل الليالي ‘ وساعاته افضل السّاغات . فلا يسعنا الا ان نذكّربعض المبادئ التي لا حياد عنها وهي انّنا في ضيافة ربّ الارباب ‘ التي فيها الانفاس تسبيح و النوم فيه عبادة والعمل الصالح فيه مقبول والدّعاء فيه مستجاب‘ ان نساهم قدر المستطاع في ترسيخ المصالحة الوطنية التي هي السبيل الوحيد للخروج من الازمة التي تعيشها تونس الحبيبة لقلوبنا جميعا‘ و غيرة منّا على مصير الصحوة الاسلامية و الدّفاع عن بيضة الاسلام و ما الحركة الاسلامية الا وسيلة من اجل اصلاح ما فسد على مرّ العقود من الاستعمار و التغريب و انتهاءا بتجفيف ينابيع التديّن من طرف الحاقدين و تصرّف بعض المراهقين الذين استدرجوا نحو طريق مسدود . لقد دفعوا السنين العديدة من السجن والتشريد والتجويع و المضايقات. في هذه الايام المباركة علينا جميعا ان نتوجّه الى الله بقلوب طاهرة ان يوفّقنا جميعا للتصدّق على الفقراء والمساكين و ما اكترهم في بلاد المسلمين‘ و ان نوقّر كبارنا و نرحم صغارنا و نصل ارحامنا و نحفظ السنتنا من الكذب والبهتان‘ و نغضّ ببصارنا عمّا لا يحلّ لنا النظر اليه. لقد طالت المحنة حتّى كاد الياس يدبّ في صدور المؤمنين بالقضية حتّى جاءت حادثة حمّام الشطّ الاليمة التي كانت دليلا قاطعا على انّ الوضع لا ينبغي ان يستمرّ على هذا النحو اذ ان غياب الاعتدال و التعامل العقلاني لا سبيل الا  ان يفتح الطريق للياس و التطرّف و هذا ما نكرهه لشعبنا و لبلادنا التي لا نتمنّى لها الا الامن و الاستقرارو السلامة و التنمية و الرقي حتّى تنافس بلادنا بقية الشعوب المتقدّمة حضاريّا و تقنيّا . تذكيرا منّا الى  انّ هذا الشهر ‘ من فطّر فيه صائما مؤمنا كان له بذلك عند الله عتق نسمة و مغفرة لما مضى من ذنوبه ‘ فلبتّق الله ولو بشقّ تمرة او بشربة ماء و من خفّف على مؤمن سجين او شريد او عاطل عن الشغل خفّف الله عليه حسببه يوم لا ينفع مال ولا سلطان .  و نتمنّى على الله ان يفرّج عن بقية اخواننا القابعين في السجون و لسان حالهم يقول ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم و هو راجع من الطّائف اذ قال :  { اللهمّ الليك اشكو ضعف قوّتي‘ و قلّة حيلتي‘ وهواني على النّاس‘ يا ارحم الراحمين‘ انت ربّ المستضعفين‘ و انت ربّي‘ الى من تكلني‘ الى بعيد يتجهّمني ‘ ام الى عدوّ ملّكته امري‘ ان لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا ابالي ‘ غير ان ّعافيتك هي اوسع لي}  نسأل الله تعالى ان يجمعنا و اياهم في رحاب البلاد في اهليهم الذين هم اشدّ شوقا اليهم. لقد ذكّرنا بان حركتنا تاسّست من اجل الدعوة الى الله و التعريف بالفكر الاسلامي الذي من شانه ان يساهم في نشر الخير بين ابناء البلد الواحد الى جانب بقية الشرائح السياسية المتواجدة على الساحة التونسية قصد ايجاد مجتمع تسوده مبادئ الاخوّة والمحبة و التعاون و التسامح  المستمدّة من السيرة النبوية الشريفة و ‘‘الحكمة ضالة المؤمن التقطها انّى وجدها وهو احقّ بها‘‘ 1– نجدّد العهد في المضي قدما في الدّفاع عن المبادئ الاسلامية السمحة في التغيير عن طريق الكلمة الطيّبة و الكتاب و المقال الصحفي و النصح الجميل و المسيرة السلمية و غيرها من الوسائل النضالية المسالمة المتنافية مع العنف الجسدي و المادي الذي نرفضه و نندّد به من حيث كان ماتاه 2- تمسّكنا بالوسائل السلمية في التغيير و استبعاد أي تصرّف ما من شانه ان يتنافى مع احترام الحرمة الجسدية للمواطن مهما كانت انتماءاته السياسية او العقائدية و التي لا تخدم البلاد و لا العباد 3- ندعو الجميع الى التسامح و التعاون و فضّ الخلافات و المشاكل على تنوّعها عن طريق الحوار بين الفرقاء و نشر مبادئ الاخوة و المحبة بين الجميع, 4- دعوة القيادة الحالية الى تقديم نقد ذاتي و ان يتّقوا الله في الأمانة التي وضعت في اعناقهم فضيّعوها– على مستوى المؤسّسات‘ لا على مستوى الأشخاص – و تقييم مرحلة العشرية السابقة على علّتها و الكفّ عن استبعاد و تغييب و تهميش من لهم السبق من مواقع القرار‘ و الرّجوع الى الخطّ الأصلي او إرجاع الأمانة إلى أهلها – في داخل البلاد لا خارجها – ضمن ضوابط لا سبيل للحياد عنها. الدعوة الى اطلاق سراح مابقي من ابناء الحركة في السجون وكفاها ما دفعت نتيجة اخطاء بعض افرادها من تشريد و سجن و تعذيب حتّى الموت احيانا لبعض المناضلين قليلي التجربة‘ وقع التغرير بهم و دفعهم في طريق مسدود نتيجة خيار غير سليم لم يقع الاجماع حوله حتّى نفتح صفحة جديدة للتامّل و المراجعة و المحاسبة فيما بيننا في داخل القطر لا خارجه. و بذلك فقط يمكن للدرّ ان يعود الى معدنه و تاخذ الصحوة الاسلامية موقعها في كنف الوضوح الكامل. ان تاريخ حركتنا في تونس الحبيبة يشهد اننا كنّا و لا نزال في خدمة قضايا الوطن و المواطنين و لا نريد الا الاصلاح ما استطعنا‘ في خدمة قضايا الوطن و المواطنين و العمل الدؤوب على اسعادهم و تقديم الخدمات المتنوّعة لهم في اطار ما يسمح به القانون ‘ و لم تستنكف حركتنا من وضع يدها في يد الصادقين ومحبّي الخير للعباد والبلاد‘ و قد شاركنا في الانتخابات التشريعية سنة 1989 بعد موافقة الجميع على ذلك‘ ثمّ كانت بعض الانزلاقات التي لم نخترها‘ فدفعنا ضريبة الدمّ و السجن و التشريد والتجويع . اما يكفينا كلّ هذا؟ اما آن الاوان – في الوقت الذي يتصالح الاعداء و لو بعد السنين و العقود من الصراع المتواصل وسيلان الدمّ الغزير – ان نمدّ ايدينا لبعضنا البعض ‘ حتّى نفتح صفحة جديدة ناصعة حتّى لا تخسر تونسنا العزيزة الكثير من الطاقات و الثروات البشرية التي دفع الشعب التونسي الكثير من اجل تثقيفهم و تكوينهم فجعل منهم الكوادر العالية و ذوي الشهادات الرّاقية ‘ حتّى نسّخرهم لخدمة الجميع عوضا عن تغذية روح الحقد و الضغينة نين ابناء الشعب الواحد . ان الكثير من القدرات و الكفاءات الموجودة في السجن او المهجر معروفة لدى الجميع بسلىكها الحسن و سمو اخلاقها ‘ و قد ادّت خدمات جليلة في مواقعها و يشهد لهم كلّ من عاشرهم و اختلط بهم ‘ و ستجدون الاجابة التي تزكّيهم ممّا الصق بهم من باطل الاتهامات نتيجة وشايات باطلة من قبل قوى الشرّ من قوى اليسار الانتهازي الحاقد الذي يريد ان يخلو له المجال ليعيث في الارض الفساد. هذا هو الواقع المرير ‘ وقد دفعنا الكثير نتيجة اخطاء بعضنا البعض ‘ و نحن ما زلنا نواصل في الدعوة للمصالحة الوطنية التي بها يمكن الخروج من الوضع الذي دفعنا اليه هذه القيادة نتيجة سياستها الخرقاء التي تفتقد للجراة بالرجوع بالحركة الى الدّاخل بكلّ الوسائل . بداية بالتشجيع على العودة الى ارض الوطن التي اصبحنا فيه غرباء. ان المتتبّع لاوضاع الحركة التي كانت في بداية نشاتها‘ و قد  كنت ممن ساهموا في التاسيس‘ ولكن السؤال المطلوب ان يطرح من بقي ممن وضعوا حجر الاساس ‘ هؤلاء الذين كانوا عنصر توحيد وتجميع بين العاملين في الحقل الاسلامي ‘‘ و يسعى بذمّتهم ادناهم وهم يدا على من سواهم ‘‘ ان الخطا ليس في الادبيات و الخطط ولا في البرامج المجمع حولها لكن في التنزيل و سوء الاختيار لرجال المرحلة و الغرور و عدم ضبط النفس . في الاخير و ليس آخرا‘ ليس لنا ملجئ الا لله نشكو له حزننا ‘ و نقول   حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فهو نعم المولى و نعم النصير ‘ فهو ربّ المستضعفين وهو ربّنا‘ و ويتمثّل موقعنا ذلك من ذكرهم الله في منزّل كتابه الكريم ‘‘ الذين استجابوا لله و الرّسول من بعد ما اصابهم القرح ‘ للذين احسنوا منهم و اتقوا اجر عظيم‘ الذين قال لهم النّاس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوءا و اتّبعوا رضوان الله و الله ذو فضل  عظيم ‘‘ و في الختام ليس لنا الا ان نذكر نفسي و اخواني من المسلمين في مشرق الارض  ومغاربها انّ ابواب الجنّة مفتّحة في هذا الشهر ‘ نسال الله العلي القدير ان لا يغلقها علينا ‘ و ان تبقى ابواب النيران مغلّقة و ان لا يفتحها علينا و نحن نشفق ممن يمارسون الظلم من غضب الله و من دعوة المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب‘  لا سيّما في هذا الشهر الكريم‘ و ليعلموا ان الله اقدر عليهم فهو القوي القهّار‘و قاهر الجبّارين و نسأل الله ان يتقبّل صيام و قيام الجميع. و صدق رسول الله صلّى الله عليه اذ قال‘‘ ثلاثة لا تردّ دعوتهم الصّائم حين يفطر و الامام العادل‘ و دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام و تفتح لها ابواب السّماء … ‘‘ (حديث رواه احمد والترمذي وابن ماجه و ابن خزيمة وابن حبّان ) ‘‘ لا يغيّر الله ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم ‘‘ صدق الله العظيم و السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس


تونس تعيش في رمضان على ايقاع مهرجانات المدينة

 

تونس – 21 – 9 (كونا) — تعيش مدينة تونس العاصمة ومعظم المدن التونسية الكبرى الاخرى حاليا على ايقاع التظاهرات والسهرات الفنية والثقافية التي تقام في اطار مهرجانات المدينة المتزامنة مع شهر رمضان الكريم نظرا لمساهمتها الفعالة في اضفاء الحركة والنشاط على الاجواء الرمضانية.

 

ويتضمن برنامج فعاليات الدورة ال25 (لمهرجان المدينة) المقام حاليا بالعاصمة والذي يتواصل حتى التاسع من اكتوبر المقبل سلسلة من السهرات الرمضانية الموسيقية والفنية والمسرحية التي تحييها فرق مصاحبة لفنانين تونسيين وعرب واجانب في اعرق المسارح والفضاءات الثقافية التاريخية بالمدينة كقصر خير الدين ودار الاصرم ودار حسين وقصر بلدية تونس ومقام سيدي ابراهيم والمسرح البلدي.

 

وسيكون الجمهور على موعد مع اشهر نجوم الموسيقى التونسية كالفنان لطفي بوشناق وفرقة المنذر بركوس في سهرة تكريم الموسيقار فريد الأطرش وفنان الطرب التونسي الاصيل زياد غرسة مصحوبا بفرقة المعهد الرشيدي للموسيقى.

 

كما يتضمن برنامج المهرجان عروضا وسهرات فنية ومسرحية تحت شعار (رمضان في المدينة) تحييها الفنانة نبيهة كراولي وفرقة العازفات التونسية في عرض بعنوان (سماير).

 

ومن العالم العربي تشارك في هذا المهرجان فرقة الطرب الحلبية بقيادة عمر السرميني بعرض للموسيقى الشرقية الراقية ومجموعة (ناس الغيوان) المغربية اضافة الى برمجة سهرة عربية من سوريا ايضا للفنانة ميادة بسيليس والفنان صفوان بهلوان وعرض لعازف الكمان اللبناني جهاد عقل.

 

وفي اطار الاطلاع على موسيقى العالم ستتنوع السهرات الموسيقية لمهرجان المدينة بتونس من خلال برمجة سهرة ايطالية وعرض للفنان البرازيلي (كورو) اضافة الى عرض لعازف الكمان المجري (زلطان ميقا) وسهرة مع عازف الغيتار الكندي (دافيد جاك).

 

كما لم تفت ادارة المهرجان برمجة بعض العروض الغنائية الصوفية والموشحات الدينية تماشيا مع أجواء وطقوس هذا الشهر الكريم مثل سهرة فرقة (السلامية) للمدائح والاذكار بمقام سيدي ابراهيم وخرجة العيساوية.

 

وفي مدينة سوسة بالساحل الشرقي التونسي تتزامن الدورة الثامنة لمهرجان المدينة هذا العام مع شهر رمضان من 22 سبتمبر الجاري الى 6 أكتوبر المقبل ببرنامج موسيقي وفني حافل.

 

وتتميز هذه الدورة ايضا باضفاء بعد دولي على المهرجان بتقديم عرض موسيقي لرباعي العزف وهم هيكل سيالة من تونس وفيليب باشمان وبرينو كايلا من فرنسا وصلاح الدين مرك من الأردن.

 

كما تشهد العديد من المدن التونسية الكبرى الاخرى تظاهرات موسيقية وفنية وعروضا متنوعة بمناسبة شهر رمضان المبارك في اطار (مهرجانات المدينة) لاسيما الدورة ال7 لمهرجان مدينة القيروان العاصمة الروحية والدينية لتونس.

 

وتتميز فعاليات هذه الدورة التي تقام من 25 سبتمبر الجاري الى ال7 من اكتوبر المقبل بالتركيز على تنشيط شوارع المدينة وتثمين معالمها التاريخية مثل معلم سيدي عبيد الغرياني وسيدي الصحبى ابو زمعة البلوي والمدرسة الحسينية.

 

كما يتضمن برنامج المهرجان الرمضاني بالقيروان تنظيم معرض للفن التشكيلي تحت عنوان (مائيات المدينة) ومسامرة ثقافية دينية تحت عنوان (اي دور للقيروان في ثقافة العصر).

 

(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُـونا بتاريخ 21 سبتمبر 2007)


 

عولة وزغاريد.. وحركة في كل بيت

العائلة التونسية وشهر الصيام

تونس – المنجي السعيداني

 

يظل شهر رمضان واحدا من الأشهر التي تحسب لها العائلة التونسية ألف حساب، ورغم تغير العادات وتغير نسق الحياة اليومي فان الاستعداد لهذا الشهر يبقى أمرا ضروريا وإن اختلف الأمر بين الجهات والعائلات.

 

وتتدخل الكثير من العوامل في كيفية استعداد العائلة التونسية للشهر، فالعائلة كثيرة العدد تستعد لهذا الشهر بطريقة مختلفة عن العائلة الأقل عددا. ويؤثر عمل ربة المنزل بصفة ملحوظة على هذه الاستعدادات. يقول محمد العيساوي رب عائلة مكونة من خمسة أفراد «احرص على الاستعداد مبكرا لرمضان لان مصاريف هذا الشهر كثيرة وأنا رب عائلة وافرة العدد نسبيا، لذلك يساعدني الإعداد المبكر لهذا الشهر على تجنب التداين والاقتراض، لذلك أحرص على شراء ما يلزم بصفة مبكرة قبل ارتفاع الأسعار».

 

وتحافظ عائلة العيساوي على بعض العادات القديمة للشهر مثل عادة «العولة» حيث تجتمع نساء العائلة للتعاون في تحضير «الكسكسي» و«الشربة» و«الحلالم» و«الفلفل» وغيرها من المواد الغذائية الأساسية.

 

ومن جهتها ترى السيدة عائشة الجندوبي أن الوقت مهم جدا للإعداد لشهر رمضان فهي موظفة بشركة خاصة ولا تتمتع إلا بضعة أيام كعطلة سنوية تفضل أن تقضيها مع عائلتها على ضفاف البحر، لذلك لا تجد الوقت الكافي للاستعداد لشهر رمضان بصفة مبكرة وبالتالي تحضير «عولته» مثلما كانت تفعل والدتها وجميع نساء عائلتها. وتكتفي السيدة عائشة من الاستعداد بعملية تنظيف موسعة للمنزل بمساعدة بعض النساء والقيام بجولة في الاسواق التجارية الكبرى قبل أيام من انطلاق شهر رمضان، لشراء ما يلزمها. ورغم هذا ترى السيدة عائشة أن شهر رمضان فقد شيئا من «النكهة» القديمة التي كانت تميزه عن باقي فترات السنة، ومع ذلك يبقى من الضروري الإعداد له دون إفراط.

 

ولئن فسرت السيدة عائشة عدم التحضير المسبق لشهر رمضان بقلة الوقت، فان السيدة شافية البنزرتي فسرت الإعداد بشكل مكثف لشهر رمضان بصفة خاصة بأنه شهر مختلف عن باقي الأشهر. ورغم ان العادات الغذائية خلال شهر رمضان تختلف عن باقي الاشهر الا ان عائشة ترى ان مراسم تحضير الطعام لا تختلف كثيرا سواء من حيث الكمية او النوعية. وانطلاقا من هذه القناعة تفضل محدثتنا أن تواصل حياتها بشكل ونسق عادي فهي تتوجه إلى السوق في نهاية الأسبوع لشراء ما يلزمها وتقصد سوقا تجاريا مرة كل أسبوعين لشراء ما ينقصها. نمط تعودت عليه منذ سنوات ولا تغيره كثيرا خلال شهر رمضان هكذا علقت محدثتنا.

 

ولكن تبقى بعض العائلات التي تستعد للشهر الكريم باحتفاء واضح وتستبق ايام الصيام بدهان المنزل «كي تحل البركة» كما قالت مريم اليزيدي التي تصر عائلتها على اتباع تقاليد متوارثة في الاحتفال بالشهر، فيتم تحضير «العولة» في أجواء تملؤها الزغاريد والضحكات، يتعاون فيها أفراد العائلة انطلاقا من تحضير الكسكسى مرورا بـ«النعناع» وصولا إلى «البخور».

 

مريم تؤمن بأن هذا الشهر ذو نكهة خاصة أنه مناسبة لكسر النسق العادي والروتيني للحياة اليومية وأن الإعداد المبكر له يدخل في هذا الإطار وهي حريصة على تمرير هذه المبادئ لأولادها وبناتها فرغم أنهم تزوجوا وانتقلوا للعيش في منازلهم الخاصة إلا أنها حريصة على مساعدتهم على تحضير عولة رمضان وهي تتابع معهم استعداداتهم عن قرب وبصفة مستمرة.

 

الاستعداد لشهر رمضان لا يقف عند تحضير اللوازم والعولة فقط بمنزل السيد الحبيب الوسلاتي حيث يقول السيد الحبيب «زوجتي حريصة على الإلمام بكل كبيرة وصغيرة قبل انطلاق شهر رمضان». فتفوح رائحته قبل بدايته بأيام، فإضافة إلى إعادة دهن حجرات المنزل تقوم زوجتي وبناتي بعملية تنظيف واسعة وشاملة لكامل غرفه ويتم تغيير اللحافات القديمة بأخرى جديدة ثم نشتري ما ينقصنا من أوان خاصة بـ «الشربة» و«الشاي» و«الكريمة» ليلبس المنزل والمطبخ خاصة حلة جديدة.

 

بين التحضير والاستعداد الكلي وبين مواصلة نسق الحياة العادية، يظل شهر رمضان في تونس شهرا ذا طابع خاص تتغير فيه العادات قبل انطلاقه بأسابيع وتتواصل نكهته حتى بعد نهايته.

 

(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)

 


صحيفة: احباط مؤامرة للقاعدة لخطف فرنسيين في الجزائر

 

 

باريس (رويترز) – قالت صحيفة لو موند يوم الجمعة انه تم على وجه السرعة إعادة اثنين من موظفي شركة فرنسية تعمل في الجزائر الى فرنسا هذا الشهر بعد أن أشارت معلومات مخابرات الى ان فرعا لتنظيم القاعدة يخطط لخطفهما.

 

وقالت صحيفة لو موند الفرنسية اليومية إن أجهزة المخابرات الجزائرية تلقت معلومات في وقت سابق من سبتمبر ايلول تشير الى ان تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي يريد خطف فرنسيين قالت السلطات الفرنسية والجزائرية انهما اثنان من موظفي شركة مطارات باريس التي تعمل في تشغيل المطارات.

 

وحث الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة المسلمين في شمال افريقيا في شريط فيديو وضع على الانترنت امس الخميس على « تطهير » اراضيهم من الرعايا الاسبان والفرنسين كوسيلة لاستعادة حكم المسلمين الذي كان يمتد الى جنوب اوروبا.

 

وكان الاثنان يعملان في المطار الرئيسي بالعاصمة الجزائرية وهو مطار هواري بومدين الذي تقوم الشركة بتشغيله.

 

وقالت لو موند إن أحدهما كان في مهمة من المقرر ان تنتهي يوم 26 سبتمبر ايلول بينما كان من المقرر ان يعود الاخر الى فرنسا بعد بضعة اسابيع.

 

وأكدت الشركة التي تقوم بتشغيل المطارات الرئيسية ان السلطات الجزائرية أبلغتها « بتهديد » وانها اعادت الاثنين الى فرنسا لكنها لم تقدم تفاصيل بشأن التهديد.

 

وقالت متحدثة باسم الشركة اتصلت بها رويترز « هذا الامر لا يغير شيئا بالنسة لعملنا في الجزائر العاصمة. »

 

وقالت صحيفة لو موند التي لم تكشف عن مصدر معلوماتها ان القلق في اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية زاد بعد ان ذكر زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن اسم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمرة الاولى في شريط فيديو اذيع في وقت سابق هذا الشهر.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 21 سبتمبر 2007)


« الجينات الوراثية » تأشيرة دخول فرنسا!

هادي يحمد

 

باريس – أثار مشروع  قانون « التحكم في الهجرة » -المطروح حاليا للمناقشة بالجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)- احتجاجات واسعة بين أوساط منظمات حقوق الإنسان الفرنسية وأحزاب المعارضة التي اعتبرته بمثابة « عداوة منظمة للأجانب من قبل الدولة« .

 

وتعترض المنظمات الحقوقية بالخصوص على البند المتعلق بفرض فحوصات جينية وراثية « دي.إن.إيه » على كل راغبي الهجرة لفرنسا للالتحاق بعائلاتهم، بهدف إثبات صلة القرابة، معتبرة أنه « فضيحة لا سابق لها في الاستهانة بالمهاجرين« .

 

وفي إطار احتجاجها تنظم العديد من الجمعيات والمنظمات الفرنسية اليوم الخميس ما أسمته باليوم الوطني للاحتجاج على القانون، ويتمثل في مظاهرة بساحة الجمهورية في باريس تحت عنوان « اكزانوفوبيا الدولة » أو « معاداة الدولة للمهاجرين« .

 

ويتضمن مشروع قانون « التحكم في الهجرة » الذي اقترحه وزير الهجرة والهوية الوطنية بريس هورتفي على عدة بنود تتعلق أساسا بضرورة أن يكون المهاجر الطامح للقدوم إلى فرنسا متمكنا من اللغة الفرنسية، ويوقع على عقد يلزمه باحترام العادات والتقاليد التي بنيت عليها الجمهورية الفرنسية. كما ينص على ضرورة أن يكون الشخص الراغب في استقدام أفراد عائلته ذا مقدرة مادية على استقبالهم.

 

واعتبر ميشال توبيانه الرئيس الشرفي للرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، في تصريحات لـ »إسلام ون لاين.نت » أن الحكومة بهذا القانون جعلت من المهاجرين « كبش فداء » في محاولة للالتفاف والتغطية على كل المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المجتمع.

 

وأضاف أن البند المتعلق بإجراء فحوصات للجينات الوراثية « يشكل أحد الدلائل التي تكشف عداء رسمي للمهاجرين بمعنى الكلمة« .

 

ووصفت الرابطة هذا البند بأنه « منحرف » مشيرة إلى أنه يعني « أن كل المهاجرين الطامحين في القدوم إلى فرنسا سيخضعون إلى أخذ جينات وراثية، وستضع الحكومة ملفا خاصا بكل مهاجر جديد« .

 

وأردف: « بما أن الجينات الوراثية تعتمد أساسا في الكشف عن الجرائم والسرقات والأعمال غير الشرعية بشكل عام، فإن القانون يربط بشكل غير مباشر بين المهاجرين والجريمة، كما ربطت الحكومة في السابق بين المهاجرين والهوية الوطنية بزعم أن المهاجرين يهددون هوية فرنسا، وهو الفهم الذي دفع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى استحداث وزارة خاصة بالهجرة والهوية الوطنية« .

 

وقال مولود عوينيت رئيس منظمة « الحركة ضد العنصرية والصداقة بين الشعوب »: « إنه لا يجب إغفال أن كل بنود القانون مثيرة للقلق، وليس البند المتعلق بالجينات الوراثية فحسب« .

 

وللتخفيف من حدة الاحتجاجات التي رافقت مناقشة بند الجينات الوراثية، أضافت الحكومة إلى هذا البند جملة تقول: « إنه سيتم اعتماد هذا الإجراء بصفة تجريبية إلى عام 2010، وبعدها ستقدم الحكومة حصيلة التجربة للبرلمان للحكم عليها وتحديد جدواها« .

 

ومن المنتظر أن تتبنى الجمعية الوطنية التي يسيطر عليها حزب « التجمع من أجل الحركة الشعبية » الحاكم (يتمتع بأغلبية مريحة) مشروع القانون بكل بنوده بما فيها بند الجينات الوراثية.

 

وقالت الحكومة على لسان رئيسها فرنسوا فيون: إن أخذ جينات وراثية للتأكد من النسب العائلي للذين يريدون الالتحاق بذويهم بفرنسا أمر معتمد في  العديد من البلدان الأوروبية الأخرى.

 

لكن الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان والعديد من المنظمات الأخرى نفت صحة ما صرح به فيون، وقالت: إن اعتماد الجينات الوراثية في إيطاليا أو في سويسرا على سبيل المثال يتم في الحالات الاستثنائية، والتي لا يستطيع فيها أقارب المهاجر إثبات أي وثيقة رسمية تثبت أن لهم صلة دم بينهم.

 

وأثار قانون الهجرة الجديد استياء حتى داخل اليمين الحاكم، حيث لم يرض عنه وزير الخارجية برنارد كوشنير الذي ينحدر من الأسرة الاشتراكية، كما أثار استياء فضيلة عمارة سكرتيرة الدولة لدى وزيرة تهيئة المدينة.

 

ويجمع المراقبون على أن هذا القانون الجديد يمثل مؤشرا مهما على سياسة الحكومة « الراديكالية » في التعامل مع ملف المهاجرين، ولكن في ذات الوقت يذهب آخرون إلى أن هذا الملف بالذات يمكن أن يثير العديد من الخلافات داخل اليمين الحاكم، خاصة من قبل الشخصيات ذات الماضي اليساري التي ضمها ساركوزي إلى حكومته.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 20 سبتمبر 2007)


 

 

منظمات حقوق الإنسان: هل يتغلب السياسي على المهني أحيانا؟               
محمد عبد العاطي

 

بشكل غير معهود وبلغة غير معتادة أصدرت أمس منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرها بشأن دارفور. لم تكتف المنظمة بما هو معروف من عمل المنظمات الدولية المشابهة المتمثل في رصد حالة حقوق الإنسان والتنبيه على ما يلحقها من انتهاكات وتوثيق ذلك في تقارير تضم بين جنباتها وقائع محددة، وإنما أوغلت بعيدا في أمور سياسية إلى الحد الذي جعل ما هو سياسي يغلب على ما هو قانوني ومهني.

 

التقرير المثير للجدل

 

مدير قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش بيتر تاكيرامبودي اتهم الحكومة السودانية في تقريره بوضع الألوان والعلامات والشارات الخاصة بالأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأفريقي على الطائرات السودانية بطريقة غير قانونية.

 

واتهم التقرير الحكومة كذلك بدعم مليشيات الجنجويد « المسيئة »، واستنكر ترشيح السودان وزير الشؤون الإنسانية أحمد هارون لرئاسة لجنة لتلقي الشكاوى بشأن دارفور، ووصف هذا الترشيح بأنه « جرأة غريبة »، إذ كان من المفترض -على حسب التقرير- تسليم هذا الوزير لمحكمة الجنايات الدولية بسبب الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها في دارفور.

 

بعد هذه الاتهامات انتقل التقرير إلى ما هو أبعد حيث طالب الدول الأعضاء في مجلس الأمن بفرض « عقوبات اقتصادية » على السودان إذا لم يلتزم بما وصفه « بمعايير » تحسين شروط الأمن والسلامة في دارفور.

 

جدلية السياسي والمهني

 

البعض وصف مضمون التقرير ولغته ومنهجه في التناول بأنه تقرير سياسي أكثر منه مهني حقوقي، وهو ما فتح الباب من جديد أمام مشروعية ما بات يتخوف منه البعض من قيام بعض منظمات حقوق الإنسان « بدور » يتماشى مع أجندات سياسية خاصة.

 

الناشط في مجال حقوق الإنسان نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية محمد السيد سعيد من أصحاب هذا الرأي، ويقول في حديث مع الجزيرة نت إنه باستثناء منظمة العفو الدولية تغلب بعض المنظمات الأخرى الجانب السياسي على المهني، وعلى رأس هذه المنظمات هيومن رايتس ووتش.

 

والدليل على هذا كما يقول سعيد هو أن المنظمة المذكورة دأبت في تقاريرها المتعلقة بالمنطقة العربية خاصة كلما كانت القضية تخدم بصورة أو بأخرى إسرائيل على التحيز والبعد عن الموضوعية والتوزان.

 

ويعتقد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بأن تلويح منظمة هيومن رايتس ووتش بالعقوبات الاقتصادية ومطالبة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بذلك هو نوع من « السياسة » التي تخدم أجندات خاصة ليس اللوبي اليهودي غائبا عنها.

 

ويبرهن محمد السيد سعيد على ذلك بقوله إن معظم أعضاء مجلس أمناء هذه المنظمة -التي مقرها الولايات المتحدة- وأغلب المتبرعين لها هم أسماء وشخصيات يهودية معروفة بتأييدها الكبير وتحيزها الدائم لإسرائيل، ومشهور عنها دعمها تل أبيب في المنظمات والمحافل الدولية.

 

وإن هذه التقارير -والكلام لسعيد- غير متوازنة وغير موضوعية وبعيدة عن المهنية الأمر الذي يعطي مشروعية بالفعل للتخوفات المتزايدة يوما يعد يوم من الأدوار السياسية المشبوهة لبعض هذه المنظمات.

 

لكن المنظمة تدافع عن نفسها في وجه منتقديها، وتقول إن المعايير التي تعتمدها يمليها عليها حرصها على المهنية ولا علاقة لها بالسياسة.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 سبتمبر 2007)

 


الانتخابات المغربية بعيون تونسية

 
سفيان الشّورابي   انفضت الانتخابات التشريعية المغربية التي أعلنت نتائجها منذ أيام قليلة، في مستوي أول وبارز، عن توزيع جديد لتموقع الأحزاب والتنظيمات في صلب المشهد السياسي المغربي. وأفرزت، علي نفس هذا الصعيد، تغيراً في أوراق الفاعلين داخل تلك المنظومة (موقعهم داخل الهرمية الحاكمة)، بشكل واضح، ومثير لجملة من الدلالات. ولا يمكن بطبيعة الحال، تجاوز المحطة الانتخابية التي عاش أطوارها المجتمع المغربي، من دون تحليل جزء من مضمونها، وقِسْم من فعلها الذاتي المُحيل لعدد غير قليل من التفسيرات الأكثر عمقاً، محلياً وخارجياً. ولا مفرّ من تناول تبعات أكيدة ومفروغ منها، لصدي البارومتر السياسي الذي يعكس بالضرورة، أهم الخطوط العامة لمذاهب الرأي العام المغربي السياسية والايديولوجية بشكل اجمالي.   والأساسي في كل ذلك، والذي يمكن أن نعتقد في وجود اجماع حوله، ما للتجربة الديمقراطية المغربية من مساهمة، بشكل أو بآخر، في تصدّع الانطباع الشامل والمعهود، عن تصور متداول ومعقول، لطغيان حالة من الاستبداد والتسلط والدكتاتورية علي مختلف أنحاء العالم العربي (مع بعض الاستثناءات المحدودة). وليشق، ولو جزئيا، نوعاً من تقلص الأمل حول عجز شعوب المنطقة عن التعامل الحر والمنفتح في ظل أنظمة سياسية تمثلها حقيقةً.   ان التراكمات المتسقة مع خيار دمقرطة المغرب الأقصي، لتعتبر مثالا فريداً في محيطها، تفرض علي النخب السياسية العربية، غصبا هذه المرة، الاشتغال فيها لسببين ظاهرين: أولهما، هو تكلس وتعطل واندحار معظم الفرضيات المتداولة الأخري (نهضة شعبية ثورية، مهما كانت الدوافع والمحركات الايديولوجية، لتحقيق البديل الديمقراطي/ ضغط أجنبي ايجابي لفرض حزمة من الاصلاحات لا تمس الجوهر) والتي تثبت بمرور الزمن، عدم قدرتها علي تحقيق أهداف التنمية السياسية؛ الغاية التي تعوز الدول العربية وتقلص من شأن نجاحات اقتصادية أو ثقافية ممكنة. وثانيها، لاشتمال النسخة المغربية المغريَة من الديمقراطية السياسية لغالبية أجزاء البيت السياسي التي تتسم بها بقية الفضاءات الجغرافية المشابهة؛ نظام سياسي كلاسيكي قروسطي، يسار ذو نسخة ليبرالية، مجموعات اسلامية صاعدة رغم موجات القمع التي تعرضت اليها، اطار جغراسياسي مجاور مهتم بالشأن الداخلي الي حدود رسم أهم معالمه، الخ.   ولم تكن النخب السياسية التونسية، بغافلة عن ما ينسج تفاصيله لدي الشقيقة المغربية. فالشعور بمركب نقص، تجاه ما تمر به عدد من الدول التي كانت الي حدود سنوات قريبة تصنّف الي جانب أكثر الأنظمة دموية (موريتانيا، الجزائر)، دفعت عددا من النشطاء والحركتيّين التونسيين الي البحث في سرّ تفوق الجارة، والبحث عن مؤشرات جليّة وواضحة لديها يمكن أن تكون ذلك المفتاح السحري الذي لديه من القدرة أن يلج بنا باب التغيير السياسي الشامل في تونس.   مشاركة اسلامية   كالمتداول علي الدوام في الحالات الشبيهة بالوضعية المغربية، كانت مشاركة أطراف الاسلام السياسي في العملية الديمقراطية والانخراط في مسار الصراع الفكري مع خصوم سياسيين حول موضوعات اجتماعية واقتصادية وغيرها، محط تركيز كبير من لدن المراقبين للشأن في ذلك البلد. فاذا كان السجال حول هذه القضية، في المغرب، قد انتقل الي أطوار متقدمة، تتركز حول موقع الاسلاميين من السلطة التنفيذية، وموقف شق منهم خيّر عدم الانسياق في المسار الديمقراطي، والعلاقة المفترضة بين اسلاميي المغرب واخوانهم في تركيا، الخ. فان الأقلام التونسية حافظت علي نفس زاوية التحليل التي تطرح اشكالية وجود التيارات الاسلامية في حد ذاته في معركة سياسية تشترط التشبع بالروح المدنية.   فقد كتب السيد برهان بسيس (الذي يعتبره البعض من الملاحظين كونه يمثل الناطق شبه الرسمي باسم الحكومة التونسية)، في عموده بيومية (الصباح) بأن الاستحقاق الانتخابي المغربي يتخذ أهميته هذه المرة من مناخ التحولات الاقليمية عربياً واسلامياً، تلك التي تؤشر لتصور جديد لمآلات الاصلاح السياسي تبدو الولايات المتحدة الأمريكية من المتحمسين له قائم علي تشريك التيارات الاسلامية القابلة للاندماج السياسي في المنتظم المدني كطريق لتهميش تيارات العنف الجهادي وتعويض هشاشة النخب العلمانية العربية والاسلامية في أن يكون لها قاعدة استناد جماهيري . فمن هذا المنطلق، لا يتجاوز الدور المهندَس لها، والحقيقي للأطراف الاسلامية الناشطة بكثافة في المغرب، ســوي اســتيعاب amortissement لراديكالية، طبيعية ومنتظرة في بعض من الأحيان عندما يحدث خلل عويص وهيكلي داخل الحياة الاجتماعية لبلد ما، لا غير. ولا يكون، أيضا، حزب العدالة والتنمية الا جهازاً فرعياً تابعاً للادارة الأمريكية، يحمل بطاقة (في مهمة خاصة وسرية)!   طبعا، يبقي هذا التصور قاصراً ومحدوداً اذا توقف عند هذا الحدّ، واذا لم يأخذ بعين الاعتبار الضرورة والحاجة المحلية المغربية لحزب ما (أيا كان عنوانه) يمثل الأفكار الاسلامية. والا كيف نفسر سماح النظام الملكي المغربي لطرف يخضع للأجندة الغربية؟ وماذا نفهم من رفض جزء معتبر من الاسلاميين الانضواء في صلبه، وتصريح حسن بناجح، أمين عام شبيبة العدل والاحسان بأن جمعيتهم الدينية لا تدعم أي حزب سياسي مشارك في هذه الانتخابات لأنها ترفض العملية السياسية القائمة في المغرب برمتها ؟!   من جهته، يري السيد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الاسلامية المحظورة، بأن هذه الفترة تتميز، عموما، بهبوب رياح لصالح الاسلاميين (لو أضفنا اليهم فوز حماس في انتخابات فلسطين شهر كانون الثاني (يناير) 2006، والاخوان المسلمين في انتخابات مصر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، والقائمات الاسلامية في انتخابات العراق شهر كانون الاول (ديسمبر) 2006، نكون قد علمنا مبررات هذه النبرة الانتصارية).   فقد كتب السيد الغنوشي، قبل أيام من الانتخابات المغربية، أن الطرح الاسلامي وبعض حلفائه من اليسار الذي لم يتأمرك هو البديل الحامل لتلك التطلعات في العدل والحرية والتصدي لقوي الهيمنة الرأسمالية وللتطبيع، وللفساد والاستبداد في الداخل ، في تقييمه الاحتفالي لمسار بوادر اكتساح الاسلاميين لقبة البرلمان هناك. وهو ردّ، من طرفه، علي من يحْصر تواجد التيارات الاسلامية في لعب دور البيادق المفتعَلة ومنزوعة حرية القرار، ومعزولة عن واقع اجتماعي وثقافي منخرم الذي يتسم بغياب ادارة أكثر جدية وأقل بيروقراطية وأقل فسادا ، مثلما ذكره السيد سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في برنامجه الانتخابي.   واذ لا يخفي السيد الغنوشي، اعجابه بالشكل المغربي للعمل السياسي الاسلامي، عند اعتباره حزب العدالة والتنمية قد استطاع تحديد تصور للاسلام يستلهم من قيم ومقاصد ومبادئ الاسلام وليس من فهم متشدد بل من فهم متجدد منفتح علي العصر ومتطلباته والحرص علي مكاسب الحداثة . فهو سرعان ما ينقلب علي ذلك الموقف، ليكتب في مقالة أخري بان الثابت أن الاسلام وأمته في مسار صاعد تشهد علي ذلك المساجد وساحات الفداء وامتداد الدعوة في العالم وتغلغلها في كل مستويات مجتمعاتنا، بينما مذاهب العلمنة الاستئصالية وأنظمة الطغيان، مع رجحان ميزان القوة لجانبها، مما لا يزال يبطّئ من انحدارها- في وضع انكماش فكري وافلاس روحي وانساني . اتجاه يذكرنا دوماً بالجذور الأصلية للحركة الاسلامية التونسية، وارتباطها بالشحنات الفكرية المعادية لجميع المخالفين سياسياً وفكرياُ.   تجربة ناجحة في العملية الانتخابية   ولا يقتصر تطرق التونسيين لانتخابات المغرب علي هذه النقطة. فمبادرة المغربيين للاحتكام الي صندوق الانتخاب، كآلية وحيدة للفصل بين الفرقاء السياسيين، ولاكساب المنتصِر منهم شرعيةً طبيعيةً لادارة شأنهم العام، مسألة تستحق التنويه. فبغض النظر عن النتيجة النهائية أو عدد المشاركين علي أهميتها، الا انه نعتقد أن المغرب الشقيق خاض تجربة ناجحة في العملية الانتخابية بمجملها منذ انطلاق الحملة الانتخابية مرورا بيوم الاقتراع وصولا الي الاعلان عن النتائج النهائية حسبما صرح به الصحافي جمال العرفاوي. اذ أن ما قيل عن بعض عمليات شراء الأصوات، أو عدم مبالاة شرائح كبيرة من الشعب المغربي، تبقي ايحاءات عبثية وعديمة الأثر، لو قارناها بالاختلالات الكارثية التي تشوب العمليات الانتخابية التي تعرفها بعض الأقطار العربية ممن تضطر لتنفيذ مسرحيات مفبرَكة لادامة حكمها. فالسيد العرفاوي أكد علي انه ما يحسب للنظام الحاكم المغربي انه لم يتراجع عن وعوده التي قطعها علي نفسه بالسير قدما في عملية الاصلاح والتي لن تنجح الا عبر انتخابات حرة ونزيهة وسط بيئة اعلامية سليمة ومحترفة . فهل تطول حياة العهد الديمقراطي في المغرب، وتلقي الينا بتجربة تولّد لنا مسرباً من أجل اللحاق بها، أم تنتكس هي الأخري علي غرار ما حصل في دول مجاورة، ونعود جميعاً الي نفس خط البداية؟   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)

 

شتوتغارت مقراً لقيادة «أفريكوم» بعد اعتذار بلدان المغرب العربي عن عدم استضافتها … اشتباك مالي مع «الطوارق» في منطقة نفوذ فرنسية يكشف التنافس الأميركي – الأوروبي على شمال أفريقيا

 
تونس – رشيد خشانة       أماطت حادثة إطلاق نار على طائرة عسكرية أميركية خلال معركة صغيرة بين متمردين من الطوارق والقوات النظامية في شمال مالي غير بعيد من الحدود الجزائرية أواسط الشهر الجاري، اللثام عن الوجود العسكري الأميركي الدائم في منطقة كانت تُعتبر تقليدياً ساحة نفوذ حصرية لفرنسا.   وأتت الحادثة في أعقاب مناورات واسعة استمرت شهراً أجرتها قوات أميركية وأخرى مغاربية وأفريقية عكست التركيز الأميركي الجديد على الخاصرة الجنوبية للمغرب العربي على اعتبار أنها باتت مجال نشاط لمجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة». والظاهر أن الفرنسيين الذين لم يعودوا يتحملون الكلفة الباهظة لوجودهم في أفريقيا جنوب الصحراء، وبخاصة بعد الخسائر البشرية والسياسية التي تكبدوها في ساحل العاج، انسحبوا من هذا المسرح الممتد على طول الحدود الجنوبية للمغرب العربي واحتفظوا فقط بنقاط ارتكاز رمزية.   قيادة عامة لأفريقيا   في المقابل بدا الأميركيون مندفعين لتعزيز حضورهم المباشر من خلال قرار تشكيل قيادة عامة خاصة بأفريقيا هي «أفريكوم» والحرص على إجراء مناورات سنوية ضخمة مع جيوش بلدان المنطقة. وينطلق الأميركيون من رؤية مهووسة بملاحقة التنظيمات الإرهابية في أي بقعة من العالم وهم صنفوا شمال أفريقيا في السنوات الأخيرة على أنه مسرح من مسارح «الحرب على الإرهاب» وكثفوا زيارات الوفود العسكرية إليه تمهيداً لتأمين حضور دائم لهم فيه. وسرعان ما طلبوا من العواصم المغاربية قبول استضافة قيادة عسكرية أميركية خاصة بأفريقيا في أراضيها، لكن الحكومات المعنية لم تُبد حماسة للمشروع بدافع الخوف من أن يزيد الأمر من تأجيج المشاعر المناهضة للولايات المتحدة، خصوصاً في ظل الاستياء العام من الاحتلال الأميركي للعراق. وعلى سبيل المثال زار تونس في أيار (مايو) الماضي مساعد رئيس الأركان الأميركي الأدميرال إدموند جام باستيان وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين التونسيين تطرقت لمجابهة الأخطار المتنامية التي تشكلها شبكة «القاعدة في بلاد المغرب»، خصوصاً بعد التفجيرات التي هزت الجزائر والدار البيضاء في وقت سابق من العام الجاري. ولم يستبعد مراقبون أن يكون أثار مع محاوريه التونسيين موضوع استضافة مقر القيادة العامة الأميركية لأفريقيا، لكن الظاهر أنه لم يتلق رداً إيجابياً. كذلك عارضت ليبيا في شدة (أقله ظاهرياً) مشروع القيادة الأفريقية التي تسعى واشنطن لاتخاذ مقر لها في أحد البلدان المغاربية.   وفي ضوء قلة التجاوب المغاربي مع المبادرة، اضطر الأميركيون لاتخاذ شتوتغارت في ألمانيا مقراً موقتاً لأول قيادة عامة عسكرية أميركية اقليمية خاصة بأفريقيا (أفريكوم). غير أن القيادة لن تتشكل قبل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل طبقاً لما أعلنه مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية. وحتى الآن لم يتم اختيار مقر مركز القيادة العامة في أفريقيا والذي لن يكون على الأرجح في تونس ولا في الجزائر ولا في المغرب بعدما اعتذرت العواصم الثلاث عن استضافته، ويُرجح أن يكون في أحد بلدان الساحل والصحراء.   وتسعى واشنطن الى ضرب طوق حول التنظيمات المسلحة في القارة وبخاصة في منطقة جنوب الصحراء التي اتخذت منها الجماعات الجزائرية المسلحة قاعدة خلفية لحركتها وجسراً لتموين عناصرها بالسلاح. وعلى هذا الأساس حرصت على تنظيم مناورات سنوية مشتركة مع جيوش البلدان المعنية كانت آخرها المناورات التي انتهت قبل رمضان في منطقة قريبة من باماكو عاصمة مالي، والتي كانت الثالثة من نوعها منذ السنة 2005. وأطلق على المناورات الأخيرة والتي استمرت شهراً كاملاً اسم «فلينتلوك 2007» وشاركت فيها قوات من 13 بلداً أوروبياً وأفريقيا بإشراف الولايات المتحدة، هي تونس والجزائر وتشاد وموريتانيا والمغرب والنيجر ونيجيريا والسنغال وبوركينا فاسو وفرنسا وهولندا وبريطانيا.   ورمت هذه المناورات التي تندرج في إطار برنامج لمكافحة الإرهاب يعرف باسم بـ «الشراكة عبر الصحراء لمكافحة الإرهاب»، الى مساعدة الدول المشاركة على تعزيز قدراتها العسكرية، وتنفيذ أنظمة القيادة والإشراف والاتصالات، وإدارة العمليات الإنسانية وعمليات حفظ السلام والإغاثة في زمن الكوارث مستقبلاً.   شراكة مع «الأطلسي»…   إلى جانب الحضور المباشر عبر العلاقات الثنائية، دخلت الولايات المتحدة إلى المسرح المغاربي تدريجاً من خلال إطلاق «شراكة» بين أربعة بلدان مغاربية هي تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والحلف الأطلسي اعتباراً من 1994، أي بعد خمس سنوات من سقوط جدار برلين، في إطار «الحوار» الذي أرساه الحلف مع سبعة بلدان متوسطية هي مصر والأردن واسرائيل، إضافة الى البلدان المغاربية. وتعززت «الشراكة» بإجراء مناورات دورية مشتركة وإشراك وزراء الدفاع ورؤساء الأركان في البلدان السبعة في الاجتماعات الدورية للحلف في مقره في بروكسيل. وكرس الاجتماع المشترك الأول بين وزراء دفاع البلدان الأعضاء في الحلف الأطلسي ونظرائهم في البلدان السبعة المشاركة في مسار «الحوار المتوسطي» في صقلية العام الماضي توسعة المظلة الأمنية الأطلسية لتشمل بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط عدا ليبيا. ويمكن القول إن نهاية الحرب الباردة جعلت الطريق سالكة لإنهاء حال العداء التي كانت قائمة بين بلدان عربية صديقة لحلف وارسو سابقاً وأخرى قريبة من «الأطلسي».   وتطورت العلاقات خلال 13 سنة من «الحوار» إلى المناورات المشتركة وصولاً إلى منزلة قريبة من العضوية وُضعت تحت عنوان «الشراكة». ولا ترمي هذه الصيغة الى التنسيق في الحرب الدولية على «الإرهاب» التي تقودها الولايات المتحدة وحسب وإنما أيضاً الى توسيع مظلة الحلف بغية إدماج البلدان الشريكة السبعة فيها، مع ما يترتب على ذلك من تطبيع للعلاقات العسكرية العربية – الإسرائيلية.   وسبق للحلف أن اعتمد الصيغة نفسها مع بلدان أخرى في مناطق مختلفة من العالم في مقدمها أوروبا الشرقية والبلطيق إذ أعلن بعضها انضمامه رسمياً للحلف، ما جعل جناحيه يمتدان إلى أوسع دائرة عرفها في تاريخه فهو يكاد يصبح الإمبراطورية الجديدة التي لا تغرب عنها الشمس.   وكان لافتاً أن تونس استضافت في حزيران (يونيو) الماضي أول ندوة من نوعها منذ انطلاق التعاون بين الحلف والبلدان المتوسطية رمت للتعريف بأهداف الشراكة مع بلدان جنوب المتوسط في حضور الأمين العام المفوض للحلف اليساندرو مينوتو ريزو. وينطلق التركيز المتزايد للحلف على منطقة شمال أفريقيا والصحراء الكبرى من الشعور بأن الخطر الإرهابي تحرك من شرق أفريقيا، حيث تعرضت السفارتان الأميركيتان في نيروبي ودار السلام لتفجيرين ضخمين في أواخر التسعينات، إلى غرب القارة وتحديداً الى جنوب الصحراء. وفي السنوات الأخيرة أثمر التعاون بين الحلف من جهة والبلدان المغاربية والأفريقية من جهة ثانية عمليات استخباراتية وعسكرية ناجحة أبرزها تفكيك شبكة كانت تخطط، طبقاً لمصادر أميركية، لعمليات في مضيق جبل طارق في 2002، وضبط الرجل الثاني في «الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال» الجزائرية عبدالرزاق البارا الذي اعتُقل في تشاد السنة 2004 وهو ما زال مسجوناً في الجزائر. وجدّد وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد، خلال جولة قام بها على بلدان مغاربية قبل استقالته، التعبير عن مخاوف واشنطن من احتمال وجود نشاط لجماعات مسلحة في الصحراء وإن عبّر رسمياً عن ثقته بأن المنطقة المغاربية «في مأمن من الإرهاب».   وباتت تقارير أميركية تصنف منطقة جنوب الصحراء على أنها «بؤرة رئيسية للجماعات الإرهابية في أفريقيا» في الفترة الأخيرة. كذلك استند تطوير التنسيق بين الحلف وبلدان المنطقة في السنوات الأخيرة إلى تواتر تقارير استخباراتية أفادت أن المغرب العربي بات أحد المعابر الرئيسية لعناصر تلك الجماعات نحو أوروبا تحت ستار الهجرة السرية.   … اعتراضات فرنسية   غير أن فرنسا لم تفقد دورها العسكري في المنطقة، وطبقاً لمصادر عليمة فإن تعاونها مع البلدان المغاربية تكثف ولم يتراجع في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع الجزائر التي اعتمدت على سلاح وعتاد فرنسيين متطورين لمجابهة الجماعات المسلحة. كذلك أشارت مصادر إعلامية إلى أن المسائل الأمنية طغت على محادثات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمناسبة الجولة الأولى التي قام بها على كل من الجزائر وتونس في تموز (يوليو) الماضي. إلا أن الفرنسيين يُقللون من حجم الخطر الإرهابي في المنطقة ويؤكدون أن الأميركيين يبالغون به ويُضخمونه لتبرير دخولهم العسكري القوي إلى المنطقة.   وتزامن مسار إدماج العرب في مظلة الحلف مع تواتر الحديث عن وضع خطة تخص دوره المستقبلي في الشرق الأوسط بعد استكمال الانسحاب الإسرائيلي من غزة. واكتملت ملامح الخطة في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في الحلف في العاصمة الليتوانية فيلنيوس في نيسان (أبريل) 2005، لكنها جوبهت بمعارضة فرنسية لأي دور للحلف في الشرق الأوسط أو في دارفور. وساندت ألمانيا في أيام الثنائي شرودر – فيشر الموقف الفرنسي معتبرة أنه من السابق لأوانه الحديث عن دور للحلف في إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط أو السودان، بمعنى أنها اعترضت على الوجود العسكري المباشر للحلف في المنطقة، إلا أن هذا الموقف بدأ يتغير في ظل حكومة انغيلا مركل المتصالحة مع واشنطن.   وعلى رغم المشاركة الفرنسية البارزة في اجتماعات الحلف، فإن لدى باريس شعوراً بأن الريح تجري ضدها لأن موقعها، الأقلي أصلاً، تضعضع بفعل إدماج بلدان البلطيق وأوروبا الشرقية المصطفة وراء واشنطن في هياكل «الأطلسي».   وشكل إدماج بلدان شمال أفريقيا في مظلة الحلف ضربة واضحة لفرنسا التي كانت تحتكر تقريباً التعاون العسكري مع تلك البلدان، كما أنها ضربة للمشاريع الأوروبية لإنشاء نظام دفاعي إقليمي وأشهرها تشكيل قوات «يوروفورس» في أواخر التسعينات.   جولة شيفر المغاربية   وتتوزع علاقات التعاون بين البلدان المغاربية والحلف على عشرين مجالاً من ضمنها تأهيل القوات المسلحة وإصلاح المنظومات الدفاعية ومعاودة هيكلة أجهزة المخابرات العسكرية والقيام بمناورات مشتركة ومكافحة الكوارث الطبيعية. إلا أن قطب الرحى فيها هو التنسيق «للوقاية من وقوع هجمات إرهابية وإحباطها في حال حصولها». كذلك تقوم بوارج الحلف منذ فترة بتفتيش السفن التجارية التي تعبر المتوسط للتأكد مما إذا كانت تحمل على متنها أسلحة محظورة أو مهاجرين غير شرعيين.   وفي هذا السياق أيضاً ساهمت قوات خاصة من البلدان المغاربية الأربعة المشاركة في «الحوار المتوسطي» في عمليتين كبيرتين للحلف هما «أكتيف أنديفور» (Active Endeavour) في المتوسط و «فلينتلوك» (Flintlock) في منطقة الصحراء. وعلى هذا الأساس زاد الأميركيون من حجم دعمهم المالي لبرامج التدريب المشترك مع وزارات الدفاع المغاربية وعززوا من حضور قواتهم في المنطقة.   وكان لافتاً أن زيارات قطع من الأسطول الأطلسي إلى موانئ جنوب المتوسط تكثفت في السنوات الأخيرة خارج فترات المناورات الجماعية، وبات «مألوفاً» أن تقوم مدمرات وبوارج من البلدان الأعضاء في الحلف زيارات إلى الموانئ المغاربية مرات عدة في السنة لتعميق تبادل الخبرات والمعلومات. ويُرجح أن تشكل العلاقات الجديدة مع الحلف عنصراً مهماً في تحديث جيوش البلدان المغاربية الشريكة على صعيد التسليح والتجهيز وعلى صعيد تحسين مستوى تأهيل القوات وتطوير أدائها.   ويشكل هذا الجانب مظهراً من مظاهر الإدماج التدريجي للبلدان المغاربية في المنظومة الأطلسية والذي يعتبر الأميركيون المغرب أنموذجاً ناجحاً في سياقه، إذ أنه يُصنف باعتباره «الحليف الأكبر خارج دائرة البلدان الأعضاء».   وتتجسد تلك العلاقة الخاصة من خلال منح تسهيلات واسعة للقوات البحرية والجوية للحلف في الموانئ والمطارات العسكرية المغربية. وأفيد السنة الماضية أن الحلف يدرس مشروعاً لتحديث المطارات المغاربية الجنوبية المتاخمة للصحراء بغية تطوير مهابط الطائرات كي تكون قادرة على استقبال الناقلات العملاقة، تحسباً لعمليات كبيرة محتملة، لكن لم يُكشف عن مصير تلك الخطط.   قُصارى القول إن المغرب العربي بات ساحة لمنافسة عسكرية أميركية – أوروبية تحت ستار الحرب على الإرهاب وأن «الأطلسي» وضع قدماً ثابتة في المنطقة من خلال العلاقات المتعددة التي نسجها مع أربعة بلدان مغاربية، والتي يُرجح مُحللون أن تنضم إليها ليبيا بعدما استكملت تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة وإطلاقها دعوات لإقامة تعاون عسكري وأمني مع واشنطن. ومن غير المستبعد أن تكون هذه المسألة مُدرجة على جدول أعمال الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى ليبيا أواخر العام.   مشاركة اسلاميي حزب العدالة والتنمية بالحكومة المغربية ممكنة   الرباط ـ ا ف ب: قال قيادي في حزب العدالة والتنمية الاسلامي في المغرب امس الخميس ان مشاركة حزبه في الحكومة التي سيشكلها رئيس الوزراء الجديد عباس الفاسي، ممكنة . واوضح عبد الاله بن كيران عضو الامانة العامة للحزب والنائب في مجلس النواب ليست لدينا خلافات مع حزب الاستقلال (الوطني الذي فاز في الانتخابات) وان مشاركتنا ممكنة وعلي العكس فان ذلك سيؤدي الي قيام حكومة منسجمة . واضاف بن كيران اذا رفض الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (حليف الاستقلال واكبر الخاسرين في الانتخابات الاخيرة التي فقد فيها 13 مقعدا) الانضمام الي الحكومة الجديدة فسيكون لديه الوقت لترتيب البيت في اشارة الي احتمال عودة الاتحاد الاشتراكي الي صفوف المعارضة. وكان العاهل المغربي محمد السادس عين الاربعاء زعيم حزب الاستقلال عباس الفاسي رئيسا للوزراء وكلفه تشكيل حكومة جديدة. وفاز حزب الاستقلال بالانتخابات التشريعية في السابع من ايلول/سبتمبر الحالي وحصل فيها علي 52 مقعدا متقدما علي حزب العدالة والتنمية (46 مقعدا) والحركة الشعبية (41 مقعدا) والتجمع الوطني للمستقلين (39 مقعدا) والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (38 مقعدا).   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)


النورى بوزيد يحصل على جائزة «ابن رشد» العالمية للفكر الحر
 
تونس ـ العرب أونلاين ـ وكالات: قال المخرج التونسى النورى بوزيد أن مؤسسة ابن رشد للفكر الحر الألمانية قد منحته جائزتها لسنة 2007.  وقال بوزيد فى حوار صحفى مع احد الوكالات الاخبارية الدولية إنه سيتسلم هذه الجائزة يوم 23 نوفمبر ـ تشرين الثانى المقبل فى احتفال سيقام بمقر المؤسسة فى برلين. وذكر النورى بوزيد أن هذا التتويج العالمى يعدّ « تتويجا لمسيرته السينمائية نظرا لأنه كان عرضة لحملات تشكيك متواصلة بسبب ما قيل إنه تمرد على دراما السينما المصرية »، مضيفا أن حصوله على هذه الجائزة التى يسندها جمع من المثقفين الألمان والعرب المقيمين هناك، يعد أحسن « رد على الذين هاجموه باسم العروبة واعتبروه معاديا للعرب والقضايا العربية بل وصل بهم الأمر إلى اتهامه بالعمالة للصهيونية بسبب المواضيع التى جسمها فى مختلف أعماله السينمائية ».  من جهة ثانية أكد النورى بوزيد أنه خاض فى أعماله « حربا ضد جميع مظاهر الإخضاع بمختلف مستوياتها ». كما أكد انه حاول فى إطار محافظته على المقدس أو الجانب الدينى « بناء علاقة بين المقدس والعلم، وذلك للخروج من مرحلة اللاوعى والهزيمة وإنقاذ الإسلام من جميع مظاهر التلوث المحيطة به ».  هذا وأردف بوزيد، الذى عرف فى السنوات 70 و 80 من القرن الماضى بميولاته اليسارية، أن « العلمانية أو اللائكية هى السبيل الوحيدة للسمو بالدين الإسلامي ».  وكان بوزيد قد عالج فى شريطه الأخير « آخر فيلم » ظاهرة تجنيد الشبان للقيام بعمليات انتحارية والتسلل للقتال فى العراق. يذكر أن جائزة ابن رشد العالمية للفكر الحر قد أسندت إلى عدد من الكتاب والمفكرين العرب من بينهم محمد أركون ومحمود أمين العالم و صنع الله إبراهيم. ويعد النورى بوزيد من أهم السينمائيين التونسيين حاليا حيث ساعد منذ تخرجه سنة 1972 من المعهد الوطنى لفنون الفرجة وتقنيات البث « INSAS » ببروكسل فى إخراج العديد من الأفلام التونسية والأجنبية. وشارك فى كتابة سيناريو أو حوار العديد من الأفلام التونسية.  ومن أهمّ الأفلام التى أخرجها: « ريح السدّ » « 1986 » « التانيت الذهبى لأيام قرطاج السينمائية 86 » ـ « صفائح من ذهب » « 1989 » ـ « بزناس » « 1992 » ـ « بنت فاميليا » « 1997 » ـ « عرائس الطين » « 2001 »، و فيلم « الرحيل » أو « آخر فيلم » الذى فاز بالتانيت الذهبى للدورة الأخيرة لمهرجان قرطاج السينمائى « دورة 2006 ». كما فاز نفس الفيلم بجائزة الهقار الذهبية فى أول دورة لمهرجان السينما العربية الدولى المنعقد فى وهران الجزائرية. هذا وقد اختير هذا المخرج لرئاسة لجنة تحكيم الدورة الأخيرة لمهرجان الإسكندرية للسينما التى انعقدت منذ أيام.   (المصدر: صحيفة « العرب الدولية » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)


الرباط: الفاسي يواجه «عقدة» جمع «العدالة والتنمية» مع الاشتراكيين
 
الرباط – محمد الأشهب       بدأ رئيس الوزراء المغربي المعين عباس الفاسي أمس مشاورات مع الزعامات السياسية في المعارضة والموالاة بهدف تشكيل حكومة جديدة على خلفية نتائج اقتراع السابع من الشهر الجاري الذي حمل حزبه الى المرتبة الأولى. وأفاد بيان للديوان الملكي ان اختيار العاهل المغربي الملك محمد السادس زعيم الاستقلال عباس الفاسي رئيساً للوزراء يجسد «التزام التقاليد الديموقراطية» في ضوء نتائج الانتخابات. بيد ان العاهل المغربي أوعز للفاسي «إجراء مشاورات موسعة مع مختلف الأحزاب السياسية» ما يفسح في المجال أمام احتمال حدوث تغيير في خريطة الائتلاف الحكومي الحالي، على رغم انه يحظى بغالبية نيابية مريحة، إلا ان المؤشرات الدالة في مشاورات الفاسي ستبرز في اعقاب اجتماعه الى قيادة حزب العدالة والتنمية الاسلامي، كونه يحتل المرتبة الثانية بـ 46 مقعداً، ولم يغلق الباب أمام احتمال مشاركته في حكومة ائتلافية في حال حصل الاتفاق على البرامج والأهداف.   وتكمن الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء المعين، بهذا الصدد، في ان حليفيه داخل «الكتلة الديموقراطية»، حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية، بقيا على طرفي نقيض مع العدالة والتنمية ولا يريان مبرراً لإشراكه في الحكومة طالما ان الائتلاف الحالي حاز على غالبية نيابية، إضافة الى غياب أي رابط بين البرنامج السياسي والاقتصادي للعدالة والتنمية والخطوط العريضة لبرنامج الائتلاف الحكومي اقتصادياً واجتماعياً.   وتقول أوساط مراقبة ان العدالة والتنمية وضع نفسه خارج مسار الائتلاف الحكومي المرتقب عندما انتقد ما وصفه باستخدام الأموال للتأثير على الناخبين في اقتراع السابع من أيلول (سبتمبر)، على رغم أن مراقبين دوليين ومسؤولين في عواصم اوروبية واميركية أشادوا بأجواء الحياد والنزاهة التي التزمتها السلطات خلال الاقتراع. غير ان المشاورات بين مكونات الائتلاف الحكومي لن تكون سهلة. فالاتحاد الاشتراكي الذي كان يضم أهم القطاعات المؤثرة في المال والقضاء والتعليم، اضافة الى احتفاظه برئاسة مجلس النواب، لن يحصل على المقاعد نفسها، فيما يتوق الاستقلاليون للجمع بين جيلين في تولي المسؤولية. جيل عباس الفاسي وجيل الوزراء الجدد امثال عادل الدويري وتوفيق حجيرة وكريم غلاب. وترشح أوساط قريبة الى الحزب كوادر شابة وأخرى مخضرمة لتولي مسؤوليات حكومية. ويضاف إلى ذلك ان إرضاء الحركة الشعبية سيتطلب مزيداً من المقاعد الوزارية، خصوصاً أن الحركة من خلال تحالف مكوناتها الثلاثة مع أحزاب صغيرة أخرى أصبحت تشكل القوة الأولى في مجلس النواب.   وثمة قطاعات ضمن ما كان يعرف بـ «وزارات السيادة» قد تظل في حوزة التكنوقراط في التشكيلة الحكومية الجديدة، مثل وزير الداخلية شكيب بن موسى والوزير المنتدب في الخارجية الطيب الفاسي الفهري، كونهما يرعيان خطة المفاوضات المرتقبة بين المغرب وجبهة بوليساريو المقرر عقد جولتها الثالثة قبل نهاية العام الجاري.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2007)

سلاطين المماليك وخيال الظل

 
د. أحمد الخميسي في وقت من الأوقات، منذ نحو خمسمائة عام، لم تكن القاهرة تعرف من النور غير ضوء الشموع والفوانيس والمشاعل، وكان سلاطين المماليك يحكمون، أما صغارهم فينتهزون الفرص لنهب الدكاكين وخطف عمائم العابرين والتحرش بالنساء وهم يرمحون على خيولهم في الأزقة. ورغم حياة المصريين القاسية فقد وصفهم ابن بطوطة ( 1304- 1378 م) بأنهم على اختلاف طبقاتهم  » ذوو طرب وسرور ولهو « ، حتى أنهم كانوا يخرجون في الأعياد بقوارب إلي النيل ويحملون معهم الآلات الموسيقية ويضرب بعضهم بالطار والآخر بالمزمار مرسلين أغانيهم في الجو . وعندما رفع السلطان قايتباي أسعار القمح والدقيق واختفى الخبز من الأفران خرجت العامة برقصة تضحك وتغني وتلعن السلطان والغلاء . وفي عام 1448 أمر السلطان الأشرف جقمق بمحاربة الرقص ومنعه ! ولم يقتل المنع فيهم روح الفكاهة والتهكم ، فاطلقوا على الأمير طشتمر لقب  » حمص أخضر  » وعلى الفخري لقب  » الفول المقشر » ! وحين كانت الأحوال الاقتصادية تتردى بشدة ولا تكفي النوادر لاجتياز مصاعبها كانوا يثورون ، كما حدث عام 1382 عهد السلطان برقوق حين تفرق الزعر على بيوت الأمراء في القاهرة ونهبوا ما وجدوا حتى خربوا البيوت وأخذوا أبوابها وأخشابها معهم ، وسرعان ما تهدأ نفوسهم فيرجعون إلي حياتهم اليومية المشبعة بالصبر والخيال ، ويقصدون حي بين القصرين لسماع الأشعار والحكايات وحضور الجلسات التي تعقد لقراءة السير والأخبار، أو يتسلون بمناقرة الديوك ومناطحة الكباش وألعاب البهلوانات والحواة . لكن خيال الظل كان التسلية المحببة لدي الجميع، حتى أن السلطان الناصر أبو السعادات شغف بها وأمر بإحضار  » أبو الخير  » إليه ومعه خيال الظل للتفرج بعروضه . بينما أمر السلطان جقمق بجمع أصحاب خيال الظل   وإحراق جميع ما معهم من الشخوص المصنوعة للخيال مع تحذيرهم من العودة إليه لأن تمثيليات خيال الظل كانت تتضمن عبارات خارجة عن الأدب ! وكان خيال الظل حينذاك يشبه الصحافة في يومنا هذا، فهو وسيلة لنقر الخبر والرأي وحشد المشاعر والتسرية عن الناس. وكان الاحتفال بشهر رمضان حدثا كبيرا، وقد وصف ابن بطوطة احتفال المصريين برؤية هلال رمضان في القرن الرابع عشر م بقوله :  » وعاداتهم أن يجتمع فقهاء المدينة ووجوهها بعد العصر من اليوم 29 لشعبان بدار القاضي .. فإذا تكالبوا هناك ركبوا جميعا وتبعهم جميع الرجال والنساء والصبيان وينتهون إلي موضع مرتفع ( كان جبل المقطم في البداية ) وهو مرتقب الهلال عندهم فيرقبون الهلال ثم يعودون بعد صلاة المغرب وبين أيديهم الشمع والفوانيس والمشاعل ». وكان اشتعال القناديل في رمضان علامة على جواز الأكل والشرب ، فإذا أطفئت قبيل مطلع الفجر وجب الإمساك عن الطعام . وكانت هناك سوق خاصة للشموع تسمى سوق الشماعين تباع فيها شموع المواكب التي تزن الواحدة منها عشرة أرطال، والشموع الضخمة التي تستخدم في موكب صلاة التراويح ويبلغ وزن الواحدة منها حوالي القنطار! وكانت حوانيت تلك السوق تفتح في رمضان حتى منتصف الليل، فتتلألأ السوق كلها بنور باهر في ليل القاهرة ، ويقصدها الناس للنزهة والتجوال . لكن تلك  الأضواء الساطعة لم تخف عن الرحالة الأجانب حينذاك أن في القاهرة ما بين خمسين ألفا إلي مائة ألف شخص ، يعبرون الطرقات ليل نهار ، فقراء وشبه عرايا .  وفي حينه وصف السراج الوراق ( 1218-1295 ) وهو شاعر وراق حالة أولاده البائسة على العيد بقصيدة قال في مطلعها : ( قد أقبل العيد وما عندهم .. قمح ولا خبز ولا فطره – فارحمهم إن عاينوا كعكة .. في يد طفل أو رأوا تمرة – تشخص أبصارهم نحوها .. بشهقة تتبعها زفرة ) . وبالرغم من حلاوة ومرارة عهود سلاطين المماليك، وما شهده من لحظات رخاء تعقبها المجاعات والأوبئة، ظل أهل مصر  » ذوو طرب وسرور ولهو » يجتازون بالتهكم كل محنة ويسخرون من كل  » حمص أخضر  » وينفخون في خيالاتهم التي أمر السلطان جقمق بإحراقها لأنها اشتملت على عبارات غير مهذبة ! أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com  

  

حكمة الرئيس
بقلم: إبراهيم عيسى

 

يتلقى المسئول الأجنبى الذى يزور مصر نصيحة فورية بمجرد ما تنزل قدمه على سجادة صالة كبار الزوار فى مطار القاهرة ، النصيحة تأتيه من سفير دولته فى القاهرة ، أو مندوب منظمته بأن يبدأ كلامه حين يقابل الرئيس مبارك بالإشادة بحكمة الرئيس ، يحفظ هذا المسئول طول الليل جملة الإشادة بحكمة الرئيس مبارك …

 

و يرددها كقطع المحفوظات ، فقد افهموه و كانوا صادقى النية .. مخلصى النصيحة ، إن أى مسئول أجنبى يمكنه أن يحصل فى مصر على ما يريد بمجرد ما يشيد و يمتدح حكمة الرئيس فى لقاءه معه ، و فى مؤتمره الصجفى المشترك ، و ساعتها لو عايز من مصر عينيها سوف يأخذها ، لان الرئيس من فرط حكمته لا يرد معترفا بها ، كما أن المحيطين بالرئيس مبارك نفذوا إلى وجدانه بنفاقهم الملحاح ، الذى يشير و يشيد بحكمته ، و من ثم صار أمراً منافياً للذوق ، وخارقاً للناموس ألا يعترف كائن من كان بحكمة الرئيس !

 

 و للرئيس مبارك محبوه ، و إن كنت لا أعرفهم ، و لا أتصور أسباب حبهم له ، و للرئيس كذلك منافقوه ، و يشرفنى اننى أعرف معظمهم و أعرف أسباب نفاقهم له ، لكننى لم افهم أبدا على أى سند يتحدث هؤلاء عن حكمة الرئيس مبارك ما نسمعه من طرطشة نفاق عن الرئيس مبارك فى صحف و مؤتمرات و برامج فى صحف و مؤتمرات و برامج كلام هى عن حكمة السيد الرئيس ، و تعبير الحكمة نفسه لا يأتى ذكره أبدا فى الدول المحترمة فى معرض الحديث عن الرؤساء و الحكام ، عمرك سمعت عن حكمة كلينتون أو بوش أو حكمة شيراك و ميركل أو حتى الرئيس الروسى بوتن !

 

إطلاقا و أبدا ، فالمجتمعات و الشعوب المحترمة لا تعتمد على حكمة شخص ، و لو كان رئيسا ، بل تعتمد على سياسات و استراتيجيات تصنعها مؤسسات منتخبة و ممثلون عن الوطن من جميع التيارات ، و لا تعتمد أمة على حكمة الرئيس ، لأنه تبقى مصيبة لو افتكر نفسه حكيما ، فالحكمة للأنبياء و الأولياء و الفلاسفة ، أما الرؤساء فيجب أن تكون أفكارهم و ممارساتهم موضع تخطيط جماعى .. و بتدابير مؤسسات ديمقراطية .

 

و الرئيس يلتزم بسياسة دولة يشارك فى صناعتها مؤسسات الحكم و تحت رقابة الرأى العام و بمراقبة و محاسبة المجالس التشريعية المنتخبة ، و لا يجلس الرئيس بالليل تحت القمر فى شرفة القصر يحتسى جرعات من الكركديه السخن و يرزعنا حكمة ، هذا ما يذهب بالدول فى ستين ألف داهية ، فالدول التى تحكمها حتى القبائل بتقعد مع أفراد العشائر و القبائل و تتخذ القرارات بناءا على تدارس و تشاور ، أما الرئيس – الذى لا يفعل سوى الحكمة – فيخرج علينا بقرارات كأنها من وحى إلهام جاءه أو رؤيا رآها فى المنام ، فهذا هو الرئيس الفرد الواحد الذى يتصور نفسه (( الصمد )) و يصور له المنافقون أنه (( الأحد )) ، و يرتبط دوما وصف الرئيس أو الحاكم بكونه حكيما بالدول الديكتاتورية و الشمولية التى تتعبد فى رئيسها و تسبغ عليه بأوصاف الهبة ، كذلك ترتبط بالدول العربية التى يجلس فيها الرئيس عمرا طويلا على مقعده ممتدا و متمددا فى سلطته .

 

و مع مرور الزمن يصدق الرئيس فعلا أنه حكيم و يبدأ يتصرف منطقيا من الإيمان بحكمة و عبقرية و أنه سابق زمنه ، و من هنا يبدأ فى اتخاذ القرار الفردية ، الصادمة ، الفجائية ، و تجد صدى هذا بقوة فى الأيام الأخيرة حين يصر مبارك مثلا على التأكيد بأنه يتخذ القرارات فى الوقت المناسب و لمصلحة البلد ، و أنه لا يسمع كلام الرأى العام و لا ينساق وراءه ، و أنه لا يخبر أحد بالقرار ، و أن أقرب الناس ليه لم يكون على علم باتخاذه هذا القرار أو ذلك ، و هى تصريحات تنطق بأن الرئيس خلاص وصل لمنتهى اقتناعه بحكمته ، حتى أنه لم يعد محتاجا لرأى أحد أو أخبار أحد ، فيكفيه انه فكر و دبر و قرر ، و على البلد كله التنفيذ و التهليل طبعا لحكمة القرار .

 

و كما غنى البعض للسادات الأغنية الشهيرة (( قول قول يا سادات ياللى كلامك حكم )) ، فان واحدا من مسؤلى مصر و رجال دولتها لا يمشى خطوتين حتى باب بيتهم إلا و هو يؤكد أن ما يفعله طبقا لتعليمات و توجيهات السيد الرئيس .

 

 لكن دعنا نتأمل الموقف لعل الرئيس فعلا يتميز بالحكمة ، و نحن مفترون و جهلة لا ندركها و لا ندانيها !

 

 أولا : خد بالك اننى لا أعتقد أبدا فى ضرورة أو لزوم أن يكون الرئيس ( أى رئيس ) حكيما ، فنحن لا نطلب من رئيسنا أن يكون فيلسوفا أو مفكرا أو كاتبا و روائيا ، بل نتصور أن الرئيس رجل سياسة و خطط موضوعة بعناية و تدابير دوله مؤسسات !

 

الحقيقة أن صاحب الحكمة لا يمكن مناقشته و لا مساءلته ، أنت تجلس مع الحكيم ، كى تسمع و تطيع و تستمخ كدة و توافق على حكومته ، أما الرئيس فيجب أن يكون كل ما ينطق به ليس وحيا يوحى ، فهو ينطق عن هوى ( الرئيس يشر على فكرة ! ) و يحتاج إلى أخذ ورد ، مناهدة و مناكفة ، تمحيص و دراسة ، و فى مصر تجارب كالبلاوى حصلت للبلد من جراء أن الرؤساء ( ناصر و السادات و مبارك ) كانوا يمنحوننا حكمتهم على غيار الريق ، من غير مساءلة و لا محاسبة ..

 

و الحاصل انك لو سألت أين مستشارو الرئيس و خبراء الدولة .. أين مجالس الأمن القومى ، أين مراكز البحث و الدراسات ؟ لن تجد شيئا ، بل ستجدهم خشبا مسندة ، لأن مهمتهم فى مصر هى الإشادة بحكمة الرئيس و ليست صناعة الأحداث و القرارات !

 

 ثانيا : ما هى دلائل حكمة الرئيس مبارك ؟ سيقول البعض أنها حرص مبارك على السلام مع إسرائيل و عدم رغبته و لا إقدامه فى أى لحظة من عمره و أغضب فيها تل أبيب ، و يقول البعض أن عدم مغامرة أو مخاطرة مبارك بإغضاب إسرائيل هو عين الحكمة فى إنقاذ عين الصيرة ، و غيرها من أحياء مصر و فيزياءها من خطر الحرب ، و لكن الحقيقة أن هذه المهادنة المصرية لإسرائيل ساهمت فى أن توسع إسرائيل قوتها و أن تتوحش أطماعها ، و صارت خطرا أشد وبالا على مصر ، فكأنك لم تثر غضب وحش رابض على حدود بيتك .. و هذه حكمة ، و لكنك أطعمته و أسقيته و غذيته بحيث صار أفظع و أشد بأسا عليك و على جيرانك ، و هذا أمر غير حكيم بالمرة ، و مع ذلك فلأكن مخطئا و سأعتبر هذه حكمة من سيادته ، لكن أليس من المفروض أن تكون سياسة دولة و ليست حكمة شخص ؟!

 

فسياسة الدولة تضمنها الدولة ، أما حكمة الشخص فالشخص لا يملك الموت من الحياة !

 

 ثالثا : و نحن نريد الحكم على حكمة مبارك دعنا ننظر إلى حال البلد تحت رئاسته ، هل هذا بلد يحكمه حكيم ، هل هذا وطن يعرف معنى الحكمة أساسا ، هل صحتنا و عافية المصريين تشى بحكمة الرئيس ، هل التلوث فى الماء و الطعام ، هل البطالة و انتشار الرشوة و الفساد دليل حكمة ، هل ارتفاع الأسعار و تدنى الأجور دليل حكمة ، هل البلد الذى لا يزرع قمحه و لا يصنع خبزه و لا يضمن انسولينه و لا ينتج دواءه و لا يصنع حتى وش موبايل ، هل هذا بلد حكيم ، هل بلد تضرب فى المجارى و تختلط مع مياه الشرب ، هل هذا بلد حكيم ، هل بلد بدأ صناعة الأستيكة منذ عامين فقط بلد حكيم ، هل بلد يستورد سجادة الصلاة و السبح و الفانوس من الصين بلد حكيم ؟! حكمتك يا رب ! 

 

(( نقلاً عن جريدة الدستور ))

 

(المصدر: موقع « نافذة مصر » بتاريخ 21 سبتمبر 2007)

الرابط: http://www.egyptwindow.net/modules.php?name=News&file=article&sid=5687

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

18 novembre 2003

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1277 du 18.11.2003  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : بيـــان

En savoir plus +

28 octobre 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1986 du 28.10.2005  archives : www.tunisnews.net مناضلون من جهة تونس الكبرى يدخلون في  إضراب عن

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.