الجمعة، 15 أغسطس 2008

TUNISNEWS
8 ème année,N°3006 du 15.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 


حــرية و إنـصاف: أخبــــــــــــــــــــار الحــــــــــــــــريات

Vérité-actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: حملة  إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” 🙁 اليوم الثامن عشر)

   

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين قضاء استعجالي ..في المادة الجنائية ..!

شخصيات جمعياتية تكوّن لجنة لمساندة زكية الضيفاوي

   اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان    :  أحكام قاسية لامبرر لها  

البديـل عاجل: الحوض المنجمي: محاكمة صوريّة وأحكام جائرة

معز الجماعي : السلطة تترجم تهديدها لزكية الضيفاوي إلى الحكم بالسجن

معز الجماعي : المظيلة : حملة إعتقالات عشوائية في صفوف الشباب المعطل عن العم

الصباح : حركة الديموقراطيين الاشتراكيين تختتم مؤتمرها: الوفاق يعوض صندوق الاقتراع

قدس برس: الديمقراطيون الاشتراكيون بتونس ينهون مؤتمرهم بالخلافات وغضب القواعد

السبيل أونلاين: لأول مرة منذ تاسيسها قبل أكثر من عقدين..اضراب عمال شركة اتصالات تونسية

ا ف ب: تونس تعين سفيرا في قطر بعد قطيعة دامت نحو عامين

معز الجماعي: رهن المصوغ و القروض…لمجابهة مصاريف رمضان و العودة المدرسية

الصباح: الجالية التونسية بالخارج انشغال بظاهرة زواج الفتيات التونسيات بشبان أوروبيين

نور الدين العويديدي: هل تخلت (حماس) عن نهج الشيخ ياسين؟

يو بي أي: مدير عام الألكسو يدعو إلى فض النزاعات السياسية لإنجاح حوار الحضارات

د. خــالد الطــراولي :أطفالنا فلذات أكبادنا : عمل اليوم والليلة (الحلقة الرابعة)

د. محمد الهاشمي الحامدي: التوحيد في قصة صالح وفي سورة يونس عليهما السلام

مراد رقية: مؤتمر التحدي للتجمع الدستوري

توفيق المديني : الحرب الروسية – الأميركية» في القوقاز

محمد العروسي الهاني : اقتراحات حول تركيبة المجلس الأعلى للمقاومين وكبار المناضلين   

د. أحمد الخميسي : محمود درويش .. والعابرون في كلام عابر

 محمد الأشهب : الاتحاد المغاربي و«أكذوبة» القذافي

‘القدس العربي’ : تصريحات سفير مصر السابق في تل ابيب تثير غضب الإسرائيليين

رضوان زيادة :  التحوّل الديموقراطي في أوروبا الشرقية، هل من دروس للعالم العربي؟


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 15/08/2008 الموافق لـ 13 شعبان 1429 أخبار الحريات  

·وقع اعتقال الشاب عبد الحكيم التو نكتي أصيل بنعروس و العامل بشركة ساجام SAGEM من طرف البوليس السياسي و ذلك يوم الثلاثاء 12/08/2008 و اقتيد إلى جهة مجهولة و إلى حد كتابة هذه الأسطر فان عائلته لا تعلم عنه شيئا. ·دخلت مجموعة كبيرة من الشباب المتدين في إضراب عن الطعام منذ 4 أيام بسجن المرناقية و ذلك احتجاجا على الظروف السجنية السيئة و طول مدة الإيقاف. وقد امتنع ماهر عبد الحميد أحد الموقوفين اليوم الجمعة 15/08/2008 عن الإدلاء بأقواله أمام القاضي احتجاجا على اعتقاله الغير مبرر مما اضطر المحكمة إلى تأجيل قضيته لسماع أقواله إلى تاريخ لاحق. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام زهير مخلوف

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ Vérité-actionوالجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispptunisie@yahoo.fr e-mail: Vérité-action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   info@verite-action.org:  e-mail                                              تونس في  15 أوت 2008                                              

حملة  إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” :                            من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!                                                                               ( اليوم الثامن عشر)

                                                

 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ ” سياسة القتل البطيء ” .. لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من …القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا ” الموت البطيء ”  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء ” مساجين العشريتين ” ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP  و جمعية action – Verité ( سويسرا ) و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم …    عن الجمعيـة الدولية                              Verité – action  لمساندة المساجين السياسيين   
الرئيــــــــــــــــــس                              الرئيـــــــــس     الأستاذة سعيدةالعكرمي                           صفوة عيسى                   

17–  كمال الغضباني

30 سنة  سجنا … و معاناة متواصلة منذ 14 سنة .. ! بطاقة تعريف سجنية الاسم و اللقب :كمال الغضباني . تاريخ الولادة: 1957. . المستوى التعليمي:  ثانوي . المهنة : تاجر . الحالة الاجتماعية :مطلق و ليس له أبناء . تاريخ الدخول للسجن :سبتمبر 1994 . الحالة الصحية :روماتيزم العظام /قرح المعدة . الحكم :  30 سنة . السجن الحالي :بلاريجيا  العنوان : بوسالم ، جندوبة . للمراسلة و المساندة : كمال الغضباني ، السجن المدني بلاريجيا ، جندوبة ، الجمهورية التونسية . نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية … أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم ….!                          

حملة الإفراج عن ” مساجين العشريتين “

 


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 15 أوت 2008

كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب “: قضاء استعجالي ..في المادة الجنائية ..!

   

نظرت  الدائرة الجنائية الصيفية  بالمحكمة الإبتدائية بتونس التي ترأسها اليوم 15 أوت 2008القاضي عبد الرزاق بن منا  في  :  * القضية عدد 15944 التي يحال فيها: ماهر عبد الحميد بتهم الإنضمام خارج  تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد رفض المتهم الوقوف عند المناداة عليه و صرح بأنه و بقية المحاكمين وفق قانون 10 ديسمبر 2003 يخوضون إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروفهم السيئة و على محاكماتهم غير العادلة ، و قرر القاضي النظر إثر المفاوضة في تحديد موعد الجلسة المقبلة و تحديد موعد لاستنطاق المتهم عبر قاض مقرر اعتبارا لعدم استنطاقه سابقا لمحاكمته غيابيا ( بـ 3 سنوات سجنا )  و قد لا حظ الدفاع ( ممثلا في الأستاذ سمير ديلو أصالة و نيابة عن الأستاذة إيمان الطريقي ) أنه لا وجود بالملف للمحاضر التي حررها أعوان أمن الدولة بعد تسليم السلطات السورية لماهر عبد الحميد . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو


شخصيات جمعياتية تكوّن لجنة لمساندة زكية الضيفاوي

   

اثر الحكم على المناضلة زكية الضيفاوي بثمانية أشهر سجن نافذة من قبل المحكمة الابتدائية بقفصة يوم 14 أوت الجاري بعد إحالتها بسبع تهم مفبركة منها ” تعطيل حرّية الجولان بالسبل العمومية والإضرار عمدا بملك الغير،العصيان الواقع من أكثر 10 أفراد بدون سلاح، هضم جانب موظف عمومي أثناء مباشرته لوظيفته والتعدّي علنا على الأخلاق الحميدة…”  وبمبادرة من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، تكونت لجنة لمساندة زكية الضيفاوي . واذ تعتقد اللجنة أن زكية الضيفاوي تعاقب من أجل قيامها بواجب التضامن مع أهالي الحوض المنجمي  وأن المقصود من خلال سجنها ردع  كل حركة تضامن مع النضالات المشروعة لأبناء الحوض المنجمي. فإنها تعتبر اللجنة هذه المحاكمة غير عادلة ومحاكمة للرأي ولحرّية التعبير التي يكفلها الدستور التونسي والمواثيق الدولية. وان هذه اللجنة تهدف إلى تجنيد الرأي العام الوطني والدولي  من أجل إطلاق سراح زكية الضيفاوي وايقاف كل  التتبعات ضدّها. وتتكون اللجنة من :     1.      أحلام بالحاج 2.   آسيا بلحسن 3.   بختة جمّور 4.   بشرى بالحاج حميدة 5.   بلقيس مشري 6.   حفيظة شقير 7.   خليل الزاوية 8.   خولة الفرشيشي 9.   سامي السويحلي 10.   سعيدة عون   11.   سعيدة قراش 12.   سليم بو خذير 13.   سهام بن سدرين 14.   سهير بلحسن 15.   شكري بالعيد 16.   الصحبي صمارة 17.   عبد الرؤوف العيادي 18.   عبد الرحمان الهذيلي 19.   عبد الستار بن موسى 20.   عبد القادر بن خميس 21.   العربي شويخة 22.   علي بن سالم 23.   عمر المستيري 24.   عيّاشي الهمامي 25.   محمد ظافر عطي 26.   محمد عبو 27.   مسعود رمضاني 28.   نائلة جراد 29.   نزيهة رجيبة 30.   نعيمة الهمامي 31.   هادية جراد 32.   وسيلة العيّاشي 33.   يسرى فراوس 34.   خديجة الشريف 35.   سناء بن عاشور 36.   جمعة الحاجّي   على أن تبقى اللجنة مفتوحة لكل من يرغب في الالتحاق بها.

                                           اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان                             

                 القيروان :  14 أوت 2008                   أحكام قاسية لامبرر لها

        .  

مثلت مجددا الأخت المناضلة زكية الضيفاوي العضو في لجنتنا الجهوية وعضو الهيئة الجهوية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بالقيروان مع مجموعة من مناضلي جهة الحوض المنجمي صباح هذا اليوم الخميس 14 أوت 2008 أمام الدائرة الجناحية للمحكمة الابتدائية بقفصة بحالة إيقاف . وبعد جلسة طويلة أبلت فيها هيئة الدفاع أحسن البلاء لدحض كل التهم الموجهة للمناضلين أبت هيئة المحكمة إلا أن تدين كل الموقوفين وتصدر في حقهم أحكاما قاسية وغير مبررة وصلت إلى ثمانية أشهر في حق الأخت المناضلة زكية الضيفاوي .   و اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إذ تسجل عظيم دهشتها أمام هذه الأحكام الجائرة خاصة في حق المناضلة زكية الضيفاوي فإنها : 1-تدين بشدة هذا الإصرار على الاستخفاف بهيبة القضاء والإصرار على توظيفه بهذا الشكل الفج لتصفية كل من لا يدين للسلطة بالولاء والطاعة وكل من اختار أن يقف في مواجهة سياساتها التي لم تجن منها بلادنا إلا التقهقر وسوء السمعة . 2-تأسف لسيادة منطق التشفي والانتقام في التعاطي مع أختنا المناضلة زكية الضيفاوي من خلال الإصرار على تجاهل الاعتداءات الجنسية المهينة التي أعلنت أمام هيئة المحكمة أنها تعرضت لها خلال إيقافها لدى السلط الأمنية ومن خلال الحكم الجائر الذي أصدرته المحكمة في حقها والقاضي بسجنها ثمانية أشهر نافذة في وقت تصم فيه السلطة آذاننا بحديثها الممجوج عن ” انجازاتها ” للمرأة التونسية لا سيما بمناسبة الذكرى السنوية لصدور مجلة الأحوال الشخصية في الثالث عشر من شهر أوت والتي ” احتفلت ” بها أختنا المناضلة في سجون سلطة تصر على امتهان كرامة نساء البلاد ورجالها  ” دون تمييز ” . 3-تنبه إلى أن هذه الأحكام الجديدة في حق مناضلة حقوقية وصحفية تنتمي لحزب قانوني بقدر ما تمثل إدانة للسلطة التي تقف وراءها فإنها تشكل رسالة تحد لكل المناضلين للتفكير الجاد في أسباب هذا الاستهتار التي تبديه السلطة في تعاطيها مع فعاليات المجتمع المدني والوسائل الجادة للتصدي لهذا العبث ولإنقاذ بلادنا من المجهول الذي بات يتربص بها . 4-تجدد دعوتها لإطلاق سراح المناضلة زكية الضيفاوي وكل سجناء الرأي في بلادنا .  
اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان  المنسق : محمود قويعة  

الحوض المنجمي: محاكمة صوريّة وأحكام جائرة

 

نظرت المحكمة الابتدائيّة بڤفصة اليوم الخميس 14 أوت 2008 في قضيّة: –  زكية الضيفاوي –  عبد العزيز أحمدي (أستاذ) –  معمّر عميدي (معلم) –  فوزي الماس (تقني بشركة فسفاط قفصة) –  عبد السلام الذوادي (أستاذ) –  نزار شبيل (عامل يومي) –  كمال بن عثمان (أستاذ) الموقوفين على إثر المسيرة الاحتجاجيّة التي جدّت بالرديّف يوم الأحد 27 جويلية 2008 للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حركة الحوض المنجمي. وقد حضر المتهمون السبعة وحضر إلى جانبهم حوالي 30 محاميا من ڤفصة وسوسة وتونس وجربة والقيروان ومن بينهم العميد السابق الأستاذ عبد الستار بن موسى الذي تولـّى بنفسه تنسيق الدفاع. وقد تعرّض جميع الموقوفين أثناء استنطاقهم من قبل رئيس المحكمة إلى ما عانوه من تعذيب في مخافر الشرطة السياسيّة بقفصة. وقد اتهمت المناضلة الحقوقيّة زكية الضيفاوي رأسا رئيس فرقة الإرشاد بڤفصة المدعو محمّد اليوسفي بالتحرّش الجنسي بها وتهديدها بالاغتصاب، كما اتهمه عبد السلام الذوادي رأسا بتعذيبه وإجباره على الإمضاء على محضر بحث مزيّف كغيره من الموقوفين الذين أشاروا بدورهم إلى ما لاقوه من تعذيب وسوء معاملة، كما ذكر الموقوفون أنّ استنطاقهم تمّ بمنطقة الشرطة بڤفصة وليس بالمتلوّي وأنّ المحاضر المقدّمة بأسمائهم مزوّرة شكلا ومضمونا، وأنهم أجبروا على التوقيع عليها تحت التعذيب. أمّا المحامون فقد طالبوا بتتبّع محمّد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد قضائيّا من أجل جريمة التحرّش الجنسي والتهديد بالاغتصاب والتعذيب. وبوضع حدّ لظاهرة الإفلات من العقاب، كما طالبوا بتتبّع كلّ من الحسين نصيب وعبد الكريم سعايدية من أجل التزوير وتبرئة ساحة كلّ المعتقلين الذين لم يرتكبوا جرما يعاقبون عليه. وقد سجّلت المحكمة هذه المرّة تصريحات المعتقلين بعد أن كانت رفضت ذلك في الجلسة السابقة، وأرجأت التصريح بالحكم بعد انتهاء الجلسة حيث حكمت على ستـّة من الموقوفين بستة أشهر نافذة وحكمت على زكيّة الضيفاوي بثمانية أشهر نافذة أيضا رغم أنها متهمة بنفس التهم. وفسّر بعض الحقوقيّين هذا التشدّد بكونه عقابا لها على تجرّئها التشهير بالجلاد محمّد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد الذي تحرّش بها وهدّدها بالاغتصاب، وهو سلوك اعتاد عليه القضاء في تونس الذي يعاقب الذين يكشفون الأساليب الوحشيّة التي يستعملها البوليس السياسي في تعذيب ضحاياه، وهو مثال آخر على الدور الذي يقوم به القضاء في حماية الجلادين  
 
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 14 أوت 2008)  


السلطة تترجم تهديدها لزكية الضيفاوي إلى الحكم بالسجن

 

 
أصدرت المحكمة الإبتدائية بقفصة أحكاما تتراوح بين 6 و 8 أشهر في حق المناضلة زكية الضيفاوي و 3 أساتذة و مدرس و فني ، بعد ان وجهت لهم عدد من التهم كالتي تعودت السلطة تلفيقها للنشطاء السياسيين و الحقوقيين… و تندرج محاكمة زكية الضيفاوي و رفاقها ضمن إنتقام السلطة منهم على خلفية مساندتهم لأهالي الحوض المنجمي . و شهد الفضاء الخارجي لمقر المحكمة إنتشار مكثف لأعوان الأمن بالزي المدني الذين قاموا بمنع عدد من النشطاء من الدخول . و قد ترافع في القضية 17 محامي نيابة عن 34 تطوعوا للدفاع عن الموقوفين . و في نفس الإطار حضر بقاعة المحكمة ممثيلين عن النقابة العامة للتعليم الثانوي و التكتل من أجل العمل و الحريات و عدد من الشخصيات الوطنية (مصطفى بن جعفر ، خليل بالزاوية….) . و أفادنا السيد “عبد الرحمان الهذيلي” عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن أهالي الحوض المنجمي أن المحامين سيقومون غدا بإستإناف الحكم الصادر في حق موكليهم . معز الجماعي المصدر: (مدونة معز الجماعي) Mouez18.maktoobblog.com  


 المظيلة : حملة إعتقالات عشوائية في صفوف الشباب المعطل عن العمل  

شهدت منطقة “برج العكارمة” التابعة لمعتمدية المظيلة من ولاية قفصة نهاية الأسبوع الفارط عدد من التحركات الإحتجاجية شارك فيها المئات من أهالي المنطقة ، و لخصوا مطالبهم في مطلب وحيد بات مألوفا في مدن الحوض المنجمي و هو “حق الشغل للجميع” . و كالعادة سارعت السلطة إلى معالجة الموضوع بالحل الأمني حيث قامت قوات الأمن بمداهمة المنازل و شن حملة إعتقالات عشوائية أسفرت عن إيقاف أكثر من 50 شابا تجهل عائلاتهم مكان إيقافهم إلى حد الآن . و أعلمنا عدد من من اهالي “برج العكارمة” أن منطقتهم تعيش حالة إستنفار و حصار أمني ، كما إستغربوا عدم تطرق مكونات المجتمع المدني (منظمات حقوقية ، أحزاب سياسية…) إلى الموضوع و التدخل لفك الحصار و إطلاق سراح الموقوقين رغم مرور قرابة أسبوع عن تردي الأوضاع في المنطقة. معز الجماعي المصدر: (مدونة معز الجماعي) Mouez18.maktoobblog.com


حركة الديموقراطيين الاشتراكيين تختتم مؤتمرها: الوفاق يعوض صندوق الاقتراع

قمرت / الصباح ـ من صالح عطية كان يفترض ان يختتم المؤتمر الثامن لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، ظهر امس بالاعلان عن تركيبة القيادة الجديدة وتشكيلة المجلس الوطني، غير ان تطورات مختلفة طرأت خلال الساعات الاخيرة من مساء امس الاول «فرضت» سيناريو جديدا، لم يكن متوقعا الا بنسبة مائوية ضعيفة الى حدود اليومين الاولين للمؤتمر.. فقد تسربت في اوساط المؤتمرين، فكرة «الوفاق» في مستوى تركيبة المكتب السياسي وتشكيلة المجلس الوطني، في وقت كان قسم كبير من الناخبين في هذا المؤتمر، يراهن على صندوق الاقتراع لانتخاب قيادة جديدة لاربع سنوات قادمة.. واقيمت بموجب ذلك التحالفات والترتيبات اللازمة، ضمن هاجس انتخابي عنوانه «احداث التغيير في قيادة الحركة»، وهو الهاجس الذي ظل مهيمنا على المؤتمرين الى غاية مساء امس.. غضب شديد وتسبب الحديث عن الوفاق في حصول غضب شديد لدى غالبية المؤتمرين من مختلف المجموعات المكونة للحركة، بلغ بالبعض منهم الى حد حزم حقائبهم ومغادرة المؤتمر، بعد ان اصيبوا بنوع من الاحباط «نتيجة التفاف قيادة الحركة على الانتخابات وصندوق الاقتراع، واختيارها الوفاق». على حدّ قول السيد الطيب بوملالة، الذي فكّر حتى في الترشح للامانة العامة، «ليس من اجل زعامة الحركة، ولكن بغاية فرض الامر الواقع الانتخابي»، على حد تعبيره.. ليس هذا فحسب، بل ان بعض المؤتمرين، فكروا في الاعتصام في الفندق لممارسة نوع من الضغط على رئاسة المؤتمر، لكي تعتمد صندوق الاقتراع بدلا من الوفاق.. وكنتيجة لهذا الاحباط، قاطع المؤتمرون جلسات النقاش، بل قاطعوا مناقشة اللوائح الستة التي عرضت على المؤتمرين، بحيث كانت قاعة المؤتمر التي تتسع لنحو اربعمائة شخص، تستوعب نحو عشرين نفرا على اقصى تقدير، وهو ما جعل المصادقة على عدة لوائح، تتم من دون مناقشة وبتصويت يفتقد للنصاب القانوني، على الرغم من جهود رئيس المؤتمر ودعوته المستمرة للمؤتمرين بالدخول الى القاعة والمشــاركة في النقاش، وبالتالي التصويت.. بل ان الجلسات التي خصصت لمناقشة اللوائح، كانت تتخللها بين الحين والآخر، اصوات تتعالى معبّرة عن هذا الغضب وعن حالة الامتعاض هذه، عبر مقاطعة بعض المداخلات وتوجيه النقد اللاذع، بلغ حدّ الإساءة احيانا لقيادة الحركة ولرئاسة المؤتمر، بسبب ما يصفونه بــ«التلاعب بالمؤتمر والمؤتمرين وعدم احترام لارادة صندوق الاقتراع»، على حد تعبير أكثر من متدخل.. قائمة «مفبركة» ومما زاد الطين بلة – كما يقال – قيام البعض بتسريب قائمة المكتب السياسي وترويج قائمة المجلس الوطني، متضمنتين تشكيلتين غابت عنهما الأسماء التي كان يتوقع صعودها – وفق بورصة الانتخابات – الى هذين الهيكلين القياديين، الأمر الذي عمق حالة التشنج التي سادت عديد المؤتمرين، وكاد المؤتمر يدخل في هستيريا غير مضمونة العواقب، الشيء الذي دفع رئيس المؤتمر السيد محمد مواعدة الى التدخل لكي يوضح معنى الوفاق وأسبابه وأبعاده. ودعا مواعدة في هذا السياق، إلى «التخلص من التشنج» منبها الى أن الحركة «مسؤولية وأمانة في أعناق هذا المؤتمر»، وان المطروح عليه، تقوية الحركة وتعزيز دورها وليس تقزيمها او الحد من فاعليتها والتشكيك في قيادتها».. وشدد مواعدة على أن الوفاق، «أحد السبل التي تعتمدها أعرق الأحزاب الديمقراطية في العالم»،، وأعطى مثال الرئيس الفرنسي الراحل، فرانسوا ميتران الذي اختاره الحزب الاشتراكي بالوفاق وليس بالانتخاب، حسب قوله… وأوضح للمؤتمرين بأن حزب الاتحاد الاشتراكي المغربي يعيش حاليا حالة انقسام تاريخي غير مسبوق باعتباره فشل في التوافق في مؤتمره الأخير.. وتوجه للمؤتمرين بالقول: «الا تريدون لحركتكم ان تخرج اكثر قوة من هذا المؤتمر؟ اليس الوفاق اسلوبا يمكن ان يؤدي الى ذلك، فلماذا ترفضونه؟» لكنه أبقى في المقابل على خيار الانتخاب قائلا: «إذا كنتم ترغبون في الانتخابات فهلموا، لكن تحملوا مسؤولياتكم».. اجتماع الغرفة 240 والحقيقة ان ليلة اول أمس، كانت السبب في حالة التشنج هذه.. فقد شهدت تلك الليلة جلسة مطوّلة بغرفة السيد اسماعيل بولحية بالفندق، جمعت السادة اسماعيل بولحية ومحمد مواعدة والصحبي بودربالة وبالطيب المحسني، وامتدت لنحو ما يزيد عن 5 ساعات كاملة، حيث لم تخرج المجموعة الا في حدود الثالثة والنصف فجرا.. وحسب بعض المعلومات التي حصلت عليها «الصباح» فان الاجتماع شهد مشاورات شاقة بين الاطراف الاربعة، تمخضت عنها «صيغة وفاقية»، تقضي باسناد بولحية الامانة العامة للحركة، فيما يتولى مواعدة مهمة «منسق عام» وتسند خطة نائب اول للطيب المحسني ونائب ثان للأمين العام تقرر ان يتولاها الصحبي بودربالة. وبدلا من ان تزيل هذه «الصيغة الوفاقية» التشنج الذي ساد المؤتمرين، كما كان يتوقع اطراف الاجتماع، فانها زادت في شحنة الغضب لثلاثة اسباب على الاقل اولها الالتفاف على صندوق الاقتراع، وثانيها اسناد الامانة العامة لبولحية، وثالثها مضمون  «المنسق العام» التي اسندت لمواعدة، الى جانب المبرر الذي يجعل المحسني وبودربالة ينفردان دون غيرهم من كفاءات الحركة ورجالها بمنصبي نائبين مساعدين للأمين العام فيما توجد اسماء مهمة على غرار الجامعيين فتحي النوري وعلية العلاني، والمحامي احمد زغدان ومحمد الصفافسي. وهكذا عاد التشنج من جديد فيما تكثفت المشاورات الثنائية والثلاثية بين المؤتمرين من هذا الطرف او ذلك لتنسيق المواقف وفق اجندات مختلفة.. بعضها كان يهدف الى افساد ما سمي بـ«طبخة الغرفة 240»، والبعض الأخر ممن استحسنوا الاتفاق، راحوا يدافعون ويبررون ويبحثون عن مسوّغات لاقناع خصومهم بهذا السيناريو.. واللافت للنظر بشكل اساسي في هذا السياق، الدور الكبير الذي لعبه السيد حسين الماجري عضو المكتب السياسي للحركة، في ضبط «مجموعة مواعدة» والتحكم الواضح في اتجاهاتها واسلوب تحركها، الى جانب دوره البارز في انجاح الوفاق حول المجلس الوطني.. جدل حول «المنسق العام» ولأن صيغة «المنسق العام» شكلت معطى جديدا في الحركة، غير منصوص عليه صلب القانون الداحلي للحركة، فقد طالب عديد المؤتمرين بادراجه ضمن نص هذا القانون، غير ان الصيغة التي اقترحتها اللجنة المكلفة بتعديل النظام الداخلي، اثارت الكثير من ردود الفعل السلبية التي طالت عديد التعديلات الاخرى ايضا.. فقد تساءل النائب محمد بركية عن مهام المنسق العام، وهل هو حلقة وصل بين الامين العام والمكتب السياسي ام هو يتمتع بصلاحيات اوسع، داعيا الى توضيح هذه الصلاحيات؟. وأعرب عن خشيته من أن يحصل للمنسق العام ما حصل لهيئة المستشارين التابعة للحركة التي أنشئت بقرار من المجلس الوطني وألغيت بقرار غير مبرر من قيادة الحركة بعد انطلاق نشاطها.. واقترح بركية، صيغة التداول بين الأمين العام والمنسق العام على قيادة الحركة لمدة 6 أشهر، وذلك بغاية تجاوز مأزق الخطة الجديدة. وتساءل محمد الحمامي عن مضمون خطة المنسق العام، والدواعي الأساسية لإسنادها، معتبرا أن الوفاق هو الذي جاء بهذه الصيغة، ولذلك طالب بالانتخابات لحسم هذا الموضوع. لكن رئيس لجنة القانون الداخلي، الصحبي بودربالة، أوضح للمؤتمرين أن ما قدمته اللجنة ليس سوى مقترحات معروضة للتصويت وليست قرارات، مشيرا إلى أن صيغة «منسق عام»، هي منصب يقع  بين الأمين العام ونائبيه، بعبارة أخرى، هي «منزلة بين المنزلتين» على قول المناطقة القدماء. وشدد مواعدة من جهته، على أن العلاقة التي تربطه بالسيد اسماعيل بولحية، لن تدع أي مجال للالتفاف على هذا المنصب الجديد أو تحجيم صلاحياته، على العكس من ذلك تماما، ستسمح بتقوية النسيج الداخلي (التنظيمي والهيكلي للحركة)، وستتيح هامشا كبيرا من الفعل والحراك السياسي والفكري، على حدّ قوله.. مجلس وطني جديد هذه التوضيحات ساهمت في تهدئة الأجواء المشحونة بالتوتر، ونجحت في السيطرة على الموقف باتجاه قبول غالبية الموتمرين صيغة الوفاق.. ولعل هذا ما يفسر خضوعهم لقائمة وفاقية في مستوى المجلس الوطني، تمخضت عنها الجلسة المسائية ليوم أمس، وهي القائمة التي تضمنت نحو 140 عضوا بالمجلس الوطني، قسمت بحسب موازين القوى في الحزب، حيث حصلت مجموعة مواعدة على الأغلبية (نسبة 70%) فيما حصلت مجموعتا بولحية والمحسني على النسبة المتبقية، وهو ما يؤشر لحرارة كبيرة عند اختيار المكتب السياسي اليوم بمقر الحركة بعد أن اضطر المؤتمرون لقطع أشغال المؤتمر بعد أن استوفت الحركة الفترة التي سوّغتها في الفندوق. ومن المنتظر أن يلتئم المجلس الوطني الجديد اليوم «لانتخاب» رئيس له ومكتب سياسي جديد سيقوده على الأرجح، السيد اسماعيل بولحية.. (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 أوت 2008) 

الديمقراطيون الاشتراكيون بتونس ينهون مؤتمرهم بالخلافات وغضب القواعد

 
تونس – خدمة قدس برس   اختتمت “حركة الديمقراطيين الاشتراكيين”، مساء الخميس 14 آب (أغسطس)، مؤتمرها الثامن بالإبقاء على أمينها العام المنتهية ولايته إسماعيل بولحية (78 سنة) واختيار أعضاء مجلسها الوطني الجديد، فيما تعطل الإعلان عن المكتب السياسي بسبب خلاف حاد شقّ الحركة وأجبر قيادتها على الموافقة على انتخاب المكتب الجديد في مقر الحركة خارج أعمال المؤتمر. وطغى الخلاف التنظيمي على مؤتمر الحركة هذا العام بعد التوجّس الذي ساد قيادتها من انقسامها بسبب نشوء ثلاث قوى داخلها تدعم ثلاثة متنافسين على منصب الأمين العام. لكنّ الإعلان عن اختيار القيادي البارز محمد مواعدة لعضوية الغرفة الثانية (مجلس المستشارين) ضمن قائمة الكفاءات، بتزكية من الرئيس زين العابدين بن علي، حصر المنافسة بين الأمين العام السابق إسماعيل بولحية وعضو المكتب السياسي الطيب المحسني حليف مواعدة. ورشّحت جميع التوقعات هذا الأخير، إلاّ أنّ تدخلات عدة دفعته للتراجع عن ترشحه عشية الانتخابات والقبول بمنصب نائب الأمين العام. وقد فتح ذلك فصلاً جديداً من التوتر بين قيادة الحركة وقواعدها، حول اعتماد صندوق الاقتراع أو التوافق في اختيار قيادات مؤسسات الحركة. وأقرّ المؤتمر استحداث منصب “منسّق عام” مُنح لمحمد مواعدة، وانتقده كثير من المتحدثين، واعتبره البعض تكريسا لسيطرته على الحركة. واعتبر القيادي البارز إبراهيم السنوسي، أنّ حركته قد انتهى وجودها وفقدت دورها، وقال ذلك احتجاجاً على استغناء قيادة المؤتمر عن الانتخابات واعتماد آلية الوفاق. وحمّل السنوسي بلهجة حادة، رئيس المؤتمر محمد مواعدة مسؤولية تبعات ذلك. ووصف آخرون الحركة بأنّها “شركة مملوكة للأمين العام وشركائه”، حسب وصفهم. وكشفت أعمال المؤتمر عن بون عميق يشقّ الحركة بين قيادتها وقواعدها. واعتصمت مجموعة كبيرة من أعضاء حركة الديمقراطيين الاشتراكيين في قاعة المؤتمر منادية باعتماد صندوق الانتخاب. وبينما تمكنت قيادة الحزب من إقناع المحتجين بالقبول بالتزكيات لتعيين أعضاء المجلس الوطني؛ فإنّها فشلت في إقناعهم باعتماد الآلية نفسها في مستوى المكتب السياسي، وهدد العشرات بالمرابطة في قاعة الفندق الذي انعقد فيه المؤتنر وعدم إخلائها. وانعقد المؤتمر الثامن للحركة بعد أن احتفلت منذ أسابيع بمرور ثلاثين سنة على تأسيسها. وقد حددت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين أولويتين لهذا المؤتمر؛ هما تعزيز وحدة الحركة ولم شملها والخروج بتصوّرات واقتراحات في جميع المجالات. وشدّد إسماعيل بولحية، أمين عام الحركة في افتتاح المؤتمر على أنّ المنتظر هو أن يسفر المؤتمر عن “تجاوز ما تبقى من عوائق نفسية وتنظيمية أرهقتها (الحركة)، وكادت تهدّد ما بنته وجعلت البعض يتسرع ويتوهم بأنّ الحزب قد تلاشى واندثر”، كما قال. ووصف بولحية الواقع الاجتماعي والسياسي في تونس بأنّه “متوتر، وتنتشر فيه نزعات الإقصاء والتسرع في الاتهام والتخوين والتكفير السياسي والديني”، وقال إنّ حركته بحاجة إلى مرجعات فكرية وسياسية وأن يعمل مناضلوها على ممارسة النقد الذاتي دون تجريم أو تهوّر. ودعا القيادي الحزبي في هذا السياق، المعارضة إلى إنهاء حالة التشتّت وتبادل الاتهامات وأن تبحث عن القواسم المشتركة. وأثنى بولحية على الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي)، باعتباره “ثاني حزب في العالم بعد الحزب الشيوعي الصيني من حيث القدم”، على حد قوله، ووصف الرئيس زين العابدين بن علي بأنّه “في أوجّ العطاء، ويملك القدرة والأهلية ليتقدم أشواطاً جديدة بالمشروع الديمقراطي التعددي”، حسب تعبيره. واعتبر أمين عام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، أنّ حركته تتناغم في ميدان السياسة الخارجية مع سياسة الرئيس، وخاصة بشأن “استقلال القرار السياسي، ورفض الوصاية والتدخل الخارجي مهما كانت المبررات والأطراف القريبة أو البعيدة”، وفق ما ذكر. وفي المجال الاقتصادي دعا بولحية إلى تحسين مناخ الأعمال والاستثمارات “ليس بمزيد من الحوافز؛ بل بربطها بإنتاجيتها الفعلية وأثرها على تطوّر المؤسسة ومردوديتها، ومساهمتها في خلق الثروة”، حسب رأيه. وفيما يتعلق بانتخابات 2009 البرلمانية والرئاسية؛ دعا القيادي الحزبي إلى “قيام جبهة للدفاع عن قيم الجمهورية، والدعوة إلى إضفاء القيم والأخلاق على الحياة السياسية، والالتزام بمدوّنة لحسن السلوك في التعامل مع العملية الانتخابية لضمان النزاهة والشفافية”. وكان بولحية قد دعا منذ أيام عند حضوره مؤتمر الحزب الحاكم (التجمع الدستوري)، إلى دعم ترشح الرئيس زين العابدين بن علي، ضمن أغلبية رئاسية. وشهد مؤتمر حركة الديمقراطيين الاشتراكيين مشادة كلامية في الجلسة المخصصة لانتخاب مكتب المؤتمر، حيث احتجّ أحد المؤتمرين على تزكية رئيس المؤتمر ومساعديه من قبل مكتب الحركة السياسي، دون اعتماد آلية الانتخاب كما تحددها لوائح الحركة الداخلية. وأنهي الخلاف بتدخل ودّي من بعض الأعضاء. وقال قيادي بارز في الحركة في تصريح خاص لـ”قدس برس”، إنّ حركته عادت إلى نقطة الصفر في المؤتمر السابق الذي سمي مؤتمر لم الشمل حيث لم يطرأ أي تقدم في هذا المجال. فيما حذّر آخرون من حدوث انسحابات من الحركة. وكانت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تعد أهمّ حزب معارض في البلاد بعد حركة النهضة (تم حظرها)، قبل أن يستقيل منها زعيمها المؤسس أحمد المستيري بعد فشل تجربة أول انتخابات تعددية في عهد الرئيس زين العابدين بن علي سنة 1989. ثم تلته انسحابات أخرى وخيّرت مجموعة تأسيس حزب جديد التكتل من أجل العمل والحريات، بقيادة الدكتور مصطفى بن جعفر. واختارت الحركة منذ أواسط التسعينيات من القرن الماضي مساندة نظام الحكم، ضمن ما يعرف بتيار الموالاة.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 15 أوت 2008)


لأول مرة منذ تاسيسها قبل أكثر من عقدين..اضراب عمال شركة اتصالات تونسية

 

السبيل أونلاين – تونس يشن عمال الشركة التونسية للإتصالات السلكية و الاسلكية منذ 24 جويلية 2008 , اضرابا عن العمل يتواصل الى حد الآن , وهو الإضراب الأول منذ تأسيس الشركة قبل أكثر من عقدين ونصف. وانشأت الشركة سنة 1981 وهي مترتبطة بإتصالات تونس التى تملك 35% من رأس مالها . ويوجد بها 470 عامل , منهم من له 25 سنة يعمل صلب الشركة ويصل بعضهم الى 5 سنوات , ويريد العمال الحوار مع مسؤولي الشركة لحل المشكلات التى تواجههم ولكن غياب المسؤولين يحول دون ذلك , ما زاد في توتير الأجواء بين العمال والمشرفين عن المؤسسة . ويطالب العمال بالخصوص بحق الترسيم , بالإضافة الى حل مشاكل اجتماعية ومهنية اخرى . وبحسب موقع “تونس أعمال” الناطق باللغة الفرنسية , الجمعة 15 اوت 2008 , فقد عبر عمال الشركة التونسية للإتصالات السلكية والاسلكية عن غضبهم عبر شعارات وضعوها على واجهة الشركة , مثل “نرفض تعسف السلطات” , “سوء ادارة الموارد البشريه والماديه” , و“ عدم وجود النموذج الاداري المتماسك واقامة نظام للمعلومات ” , و”غياب المدير العام والمدير حقوق الموارد البشرية” .. وغيرها من الشعارات , و قد كان بعض تلك الشعارات ساخرة كتلك التى تعلن عن فقدان المدير العام والإرشاد عنه في حال العثور عليه . وقد عرفت الشركة خلال العام 2007 ظورف صعبة , فقد وصل عجزها الى 5.4 مليار دينار تونسي , وبلغت خسائرها 26.5 مليون دينار .   ( المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 15 اوت 2008 )


تونس تعين سفيرا في قطر بعد قطيعة دامت نحو عامين

   

تونس 15-8-2008 (ا ف ب) – عينت تونس الخميس سفيرا لها في قطر بعد قطيعة دامت نحو  عامين اثر احتجاجا على استضافة قناة الجزيرة القطرية معارضا تونسيا. وذكرت وكالة الانباء الرسمية الجمعة ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي  سلم اوراق اعتماد محمود القروي سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية التونسية بدولة  قطر”. ونقلت الوكالة عن الرئيس التونسي “تاكيده على الاهمية التي يوليها لمسيرة  علاقات تونس مع دولة قطر الشقيقة” و”العمل على مزيد دعمها وتنويع مجالاتها خدمة  للمصالح المتبادلة”. وكانت وزارة الخارجية التونسية اعلنت في السادس والعشرين من تشرين  الاول/اكتوبر 2006 اغلاق سفارة الجمهورية التونسية في قطر احتجاجا على “حملة  مغرضة مركزة تستهدف الاساءة لتونس” تقوم بها قناة الجزيرة القطرية. واضاف بيان الوزارة انذاك انه “امام هذا التطور الخطير قررت تونس انهاء  تمثيلها الدبلوماسي في قطر وغلق سفارتها في الدوحة رغم ما تكنه من مودة وتقدير  لقطر الشقيق”. وجاء القرار التونسي عقب بث قناة الجزيرة في 14 تشرين الاول/اكتوبر مقابلة مع  المعارض التونسي منصف المرزوقي رئيس حزب “المؤتمر من اجل الجمهورية” المحظور دعا  فيها الى “العصيان المدني” ضد السلطات التونسية. واوضحت وزارة الخارجية التونسية في بيانها ان قناة الجزيرة “دأبت على مجافاة  الحقيقة والموضوعية في تعاطيها مع الشأن التونسي مستهترة باخلاق المهنة وبابسط  قواعدها وذلك في اطار حملة مغرضة مركزة تستهدف الاساءة لتونس”. واضاف بيان الخارجية التونسية “ان ما اقدمت عليه قناة الجزيرة القطرية في  الاونة الاخيرة من مواقف مغرضة ومقصودة تجاوز كل الحدود ويتنافى مع كل المبادىء  والاخلاق التي يقوم عليها العمل الاعلامي”. وتابع “ان هذه المواقف تجاوزت حرية  التعبير بفتح المجال للتحريض على اعمال الشغب والنداء للفتنة مما يتناقض مع كل  الاعراف والمواثيق الدولية وقواعد التعامل بين الدول”. ووقعت تونس والدوحة نحو 30 اتفاقية تعاون. ويوجد في قطر قرابة 2000 تونسي في  اطار التعاون الفني لا سيما في مجالي الصحة والتعليم. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ15 أوت 2008)


رهن المصوغ و القروض…لمجابهة مصاريف رمضان و العودة المدرسية

 

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الذي يتزامن هذه السنة مع العودة المدرسية و هو ما جعل المواطن التونسي ينغمس في التفكير لإيجاد حلول يجابه بها مصاريف المناسبتين. الموطفون مثلا إلتجأوا إلى صناديق الوطنية للضمان الإجتماعي للحصول على قروض شخصية بقيمة 500 دينار  رغم معرفتهم بالفائض الغير منطقي الذي يضاف إلى قيمة القرض عند تسديده . أما بالنسبة للمواطنين من أصحاب الأعمال الحرة الغير منخرطين في الصناديق المذكورة لم يجدوا من حل سوى اللجوء إلى رهن ممتلكاتهم من المصوغ لدى “القباضة المالية” للتمتع بمبلغ مالي لا يتجاوز 300 دينار مهما كانت قيمة المصوغ. فخلال هذا الأسبوع سجل الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي بقابس أرقاما لم يسجلها من قبل لعدد الراغبين في الحصول على القروض الشخصية و الشيء نفسه  تكرر مع القباضة المالية من نفس الولاية. حلول مؤقتة أراد من خلالها المواطن التونسي الخروج من هذه المحنة في ظل تفاقم الأزمة الإجتماعية نتيجة النسق المارطوني في إرتفاع أسعار المواد الإستهلاكية . و هي صورة تثبت عكس ما تدعيه السلطة حول توفير العيش الكريم لمواطنيها . و تأكد لنا مرة أخرى هشاشة نسبة الخمسة بالمائة من النمو التي تحققت لفائدة الإقتصاد الوطني. معز الجماعي


الجالية التونسية بالخارج انشغال بظاهرة زواج الفتيات التونسيات بشبان أوروبيين فرنسا مازالت تفتح الأبواب لأكبر عدد من المهاجرين التونسيين

 

تونس الصباح: عبر عديد المهاجرين التونسيين المقيمين بالخارج وخاصة ببلدان أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا خلال اللقاءات الأخيرة المنتظمة بالعاصمة احتفاء بالتونسيين بالخارج عن انشغالهم الكبير باستفحال ظاهرة زواج الفتيات التونسيات من شبان أوروبيين لا يدينون بنفس الدين.. ولئن يعتبر جل المهاجرين أن الفتاة لها الحرية المطلقة في اختيار القرين وخاصة إذا كانت راشدة فإنهم يبدون تحفظا بشأن زواج بناتهن بكتابيين من غير المسلمين.. كما يقرون بأنه كثيرا ما تتسبب مثل هذه الزيجات في توتر العلاقات الأسرية بينهم وبين أبنائهم أو أقاربهم نظرا لاختلاف وجهات النظر بين الجيل الأول والأجيال الجديدة للهجرة التي ولدت وترعرعت في أوروبا.. ولا شك أن إثارة مثل هذه المخاوف من قبل المهاجرين ستستدعي مستقبلا اهتمام ديوان التونسيين بالخارج والملحقين الاجتماعيين بالبلدان المعنية كما ستحظى بمزيد اهتمام جمعيات التونسيين بالخارج خاصة وأن عددها ما فتئ يتطور من سنة إلى أخرى ليصل موفى سنة 2007 إلى نحو 537 جمعية  منها 281 في فرنسا و57 في إيطاليا و68 في ألمانيا و22 في بلجيكا و16 في سويسرا و14 في هولندا و9 في السويد و7 في النمسا..  ويذكر أن أوروبا تستأثر بأكبر عدد من المهاجرين التونسيين إذ تفيد معطيات ديوان التونسيين بالخارج أن البلدان الأوروبية تستقبل أغلب المهاجرين التونسيين حيث تبلغ نسبتهم 83 فاصل 2 بالمائة من المجموع العام للمهاجرين والمقدر بنحو 1018173 مهاجر موفى سنة 2007.. ويعيش أغلب هؤلاء المهاجرين في فرنسا التي تستقطب بمفردها 54 فاصل 5 بالمائة منهم. وعرف حجم الجالية التونسية ببلدان أوروبية أخرى خاصة إيطاليا وألمانيا وسويسرا نسقا مرتفعا يفوق المعدل العام (4 فاصل 3 بالمائة) حيث سجلت نسب نمو سنوية قدرها 11 فاصل 6 بالمائة بإيطاليا و6فاصل 1 بالمائة في ألمانيا و6 فاصل 6 بالمائة في سويسرا. وشهدت الهيكلة الديمغرافية للمهاجرين تغيرات هامة نظرا للتجمعات العائلية والزيجات والولادات بالخارج التي ساهمت في الترفيع في نسبة النساء والشبان وغيرت أهداف المهاجرين فبعد أن كان الكثير منهم يرغبون في تحصيل شيء من المال والعودة إلى الوطن والاستقرار فيه أصبح أغلبهم ينوون الاستقرار ببلدان الإقامة. ويذكر على سبيل المثال أن عدد العائلات الملتحقة بفرنسا خلال الفترة الممتدة من 1974 إلى 2006 بلغ 50 ألفا و176 تتكون من 87 ألفا و130 فردا وتفيد تقديرات الملحقين الاجتماعيين العاملين بالبلدان الأوروبية أن 78 بالمائة من العائلات التونسية المهاجرة بأوروبا تقيم بفرنسا.. وفي وثيقة أعدها ديوان التونسيين بالخارج وتم توزيعها على المشاركين في الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج المنتظمة الأسبوع الماضي بالعاصمة بحضور عدد غفير من المهاجرين تم التلميح إلى عدة مشاكل تعيشها الأسرة التونسية المهاجرة وتتمثل خاصة في الصراع القيمي وتلاشي السلطة الأبوية واستفحال النزاعات داخلها وتنامي ظاهرتي التفكك الأسري والفشل المدرسي وتلاشي أسس الهوية الثقافية لدى الأجيال الجديدة للهجرة وما تلعبه من تذبذب في الانتماء بسبب تأثيرات المحيط والخلط بين الدين والثقافة وبعض مظاهر التطرف. كما برزت خلال النقاشات إشكالية الزواج من الأجانب والأجنبيات وخاصة الأوروبيين والأوروبيات.. وهو لا شك موضوع حري بالمتابعة من قبل الديوان. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 أوت 2008)


 

هل تخلت (حماس) عن نهج الشيخ ياسين؟

 

 
نور الدين العويديدي (*)     مشهد أكثر من 180 فتحاوياً من عائلة (حلس)، هاربين من قوات حركة (حماس) في غزة، قبل أسابيع قليلة، وهم شبه عراة، على معبر ناحال عوز الإسرائيلي، مؤذ لكل فلسطيني ولكل عربي ومسلم. فهؤلاء الهاربون فضلوا الاحتماء بالإسرائيلي من إخوانهم في الدم والعقيدة. غير أن ذلك لم يمنع الجنود الإسرائيليين، الذين ينظرون لكل فلسطيني، باعتباره إرهابياً محتملاً، من الإمعان في إذلال أولئك الهاربين، بأن جردوهم من ملابسهم، تحوطاً من أن يكون أحدهم محملاً بالمتفجرات. هروب فلسطيني من أخيه واحتمائه بالإسرائيلي دليل على فقدان البوصلة التي تحدد الاتجاهات الصحيحة، وتؤشر لمن هو العدو ومن هو الصديق.. ودليل على أن الوضع الفلسطيني قد دخل مرحلة الفتنة التي تجعل الحليم حيران، وتفقد الإنسان الحس السليم في معرفة المعروف وإنكار المنكر، وتمييز الحق من الباطل. قد يجادل المتعاطفون مع حركة حماس بأن جزائريين وفيتناميين قد هربوا من قبل من إخوانهم واحتموا بمعسكر العدو، ولم يمنع ذلك من أن تنتصر ثورة التحرير في الجزائر ولا في فيتنام، كما انتصرت حركات تحرر أخرى في بلاد كثيرة في العالم، ظهر من أهلها من يخونها، ومن يفضل معسكر العدو عليها. لكن الحالة الفلسطينية مخالفة في وجوه كثيرة لسائر الأمثلة السابقة. فحركة (فتح) هي التي بدأت الكفاح الفلسطيني، وسجل رجالها تاريخا مجيدا في المقاومة والفداء والبطولة، وأن ينتهي عناصر منها إلى الاحتماء من إخوان لهم في الوطن بالعدو أمر محزن ومخز ومؤذ وجارح وكاسر للقلب. نجحت حركة (حماس) في مواجهة تيار الانفلات الأمني في (فتح) حين أقدمت العام الماضي على الحسم العسكري في قطاع غزة. لكن الحركة تحصد اليوم الثمار المرة لذلك النجاح الميداني. صحيح أن ما حصل قبل أكثر من عام بقليل قد مكن حركة (حماس) من التفرد بحكم القطاع، لكن أي فائدة من وراء ذلك إذا كانت الصورة السياسية النقية للحركة قد أخذت تتشوه مع كل يوم جديد، ومع كل انتصار عسكري جديد تحققه على بقايا (فتح) في غزة المكلومة المحاصرة. اكتسبت (حماس) قيمتها تاريخيا من كونها كانت بمثابة الضمير في الساحة الفلسطينية والعربية. إذ كان صوت (حماس) وخاصة على عهد الشهيد المجاهد الشيخ أحمد ياسين صوت الحق والواجب والضمير الحي المتيقظ.. كانت (حماس) بخطابها وممارستها الجهادية الرد المناسب على منطق التفريط في الحقوق من الجانب الفلسطيني، وعلى منطق الصلف والعنجهية والتكبر من الجانب الصهيوني. وكانت البوصلة واضحة شديدة الوضوح لدى الشيخ الشهيد حين كان يرد على عمليات الاعتقال والتنكيل التي يتعرض لها عناصر (حماس) من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية بأن الحركة قد اختارت منطق هابيل في مواجهة أخيه قابيل: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } (28) سورة المائدة. بعد استشهاد الشيخ ياسين جرت في النهر مياه كثيرة.. شاركت (حماس) في انتخابات يناير 2006، وفازت فيها فوزا كاسحا، لعلها هي ذاتها لم تتوقعه، وشكلت حكومتها منفردة، ثم شكلت مع فتح وفصائل أخرى حكومة وحدة وطنية، لم تعمر طويلاً.. وبدأ التيار المهيمن على فتح، وهو الذي قبل في البداية نتائج الانتخابات ولكن على مضض، يكيد لحماس، ويحاول استرجاع السلطة منها ولو بالتحالف مع الشيطان.. وجرى ما جرى من محاولات لإسقاط حكومة الوحدة الوطنية بالقوة، عبر نشر الفوضى والفلتان الأمني، لكن أجهزة (حماس) الأمنية والعسكرية كانت أسرع، فحسمت الأمر لصالحها بالقوة. مع ذلك الحسم بدأ تآمر فلسطيني وغربي، وخاصة أمريكي وإسرائيلي، واضح ومكشوف، لإسقاط حكومة (حماس) في غزة، عبر الحصار والتجويع والتهديد بالاجتياح الإسرائيلي. لكن ذلك الحصار وتلك المؤامرات فشلت جميعها في تحقيق الهدف المنشود منها.. وثبتت حكومة حماس واقفة على قدميها، فعاد التآمر الأمني من جديد.. وتم بأيد محسوبة على فتح اغتيال قيادات مهمة في كتائب القسام، عجز الاحتلال عن قتلهم.. هنا لجأت (حماس) مجددا إلى قوة عضلاتها.. وليتها لم تفعل. بمنطق الصراع السياسي على السلطة كل ما تقوم به (حماس) في غزة مفهوم ومبرر. فمن وجهة نظر قادة الحركة فإن كل ما يقومون به هو وضع نهاية لحالة من التسيب والفلتان الأمني، أو عمل أمني لاعتقال متورطين في تفجيرات، وحماية لمقاومين، وتدعيم لسلطة تستهدفها إسرائيل بسائر أدوات الاستئصال، وهذا صحيح. لكن مشروع حماس أكبر من مجرد سلطة على بضع مئات من الكيلومترات المربعة، يستخدم السلاح لحمايتها. حماس حركة مقاومة أولا وأخيرا، وقد أخطأت حين انخرطت في لعبة السلطة قبل الأوان. يتألم المرء لما يكابده أهل غزة من مؤامرات وحصار ظالم من القريب قبل البعيد، ويشفق على حماس لما تواجهه من تحد وامتحان تنوء بثقله الجبال، ولكنه لا يملك إلا أن يأسى لسلوكها وفعلها، ولجوئها المستمر لعضلاتها لحسم ما يستجد من توترات مع حركة (فتح).. ففي مثل هذه الظروف الفلسطينية المأساوية أن تكون عبد الله المقتول خير من أن تكون عبد الله القاتل.. وعلى هذا المنهج سار الشيخ الشهيد أحمد ياسين حتى لقي الله.   (*) كاتب صحفي من تونس    (المصدر: جريدة الجزيرة (يومية – السعودية) بتاريخ 15 أوت  2008)  


مدير عام الألكسو يدعو إلى فض النزاعات السياسية لإنجاح حوار الحضارات

   

تونس / 15 اغسطس-اب / يو بي أي: دعا المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم”الكسو”،إلى ضرورة أن يتحول الحوار بين الحضارات والثقافات من المجاملات إلى طرح المشاكل الحقيقية مثل الخلافات السياسية وقضية الشرق الأوسط. وإعتبر في مداخلة ألقاها اليوم الجمعة ضمن إطار فعاليات المؤتمر الجغرافي الدولي الحادي والثلاثين الذي تستضيفه تونس حاليا،أنه لا يرى أي نجاح للحوارات الثقافية من دون فض النزاعات السياسية،ومنها قضية الشرق الأوسط التي يبقى حلها “شرطا أساسيا لنجاح أي حوار في منطقة المتوسط”. وشدد على أهمية طرح الإشكاليات الحقيقية للحوار على أساس جملة من المبادئ والقيم منها أن الثقافة العربية والإسلامية هي “ثقافة تحاور وتفاعل وتسامح ترفض الإنغلاق والتعصب والتطرف وكل أشكال الإقصاء”. وبحسب المدير العام لمنظمة الألكسو،فإن” إقامة تحالف بين الحضارات وتفاعل بين الثقافات يمر عبر بناء منطقة ثراء وخير وتنمية مشتركة من خلال تجاوز النظرة الأمنية الضيقة إلى نظرة أمنية أوسع تهدف إلى الإزدهار المشترك”. ووصف في هذا السياق مشروع الإتحاد من أجل المتوسط  بأنه “فرصة ثانية” تمنح للشراكة العربية-الأوروبية في مجلات الثقافة والحوار بين الحضارات بعدما عجز مسار برشلونة عن تحقيق أهدافه. ولكنه إعتبر أن مشروع الإتحاد من أجل المتوسط  “بحاجة إلى رؤى ثقافية تدعم المشاريع الإقتصادية الكبرى المزمع إقامتها في نطاق الإتحاد، وإلا أصبح مشروع الإتحاد جسدا بلا روح، لأن الثقافة هي أساس هذا البناء الذي يراد إقامته”.   المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 15 أوت 2008


أطفالنا فلذات أكبادنا : عمل اليوم والليلة (الحلقة الرابعة)

د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr نواصل في هذه الحلقة الرابعة هذا المشوار الصيفي في الحديث الذي تجاذبنا أطرافه مع بعضنا في الأجزاء لسابقة، عبر تقديمنا للكتاب المتميّز “أولادنا من الطفولة إلى الشباب” للدكتور مأمون مبيّض. وكما خلصنا من قبل، فإننا نواصل هذا المشوار من خلال المنهجية التي رسمناها، وهي الاعتماد على محطات معينة ليسهل اللقاء مع محاولة تأصيل بعض المواقف، ونواكب مع بعض، أطوار هذه الرحلة الطيبة والتي تتخللها بعض التجارب الشخصية… المحطة الثالثة : تربية السنين الأولى وتتواصل الرحلة الممتعة مع الدكتور مبيّض، ليلج بنا بابا ثالثا، عالج فيه مشكلات التربية في السنين الأولى من حياة الطفل، مثل الذهاب إلى السرير والنوم، والتغذية، ومشكلات تناول الطعام، والتدريب على الحمّام. وانطلاقا من مبدأ سلوكي في التربية يقول أن القاعدة التربوية التي لا يمكن تنفيذها هي قاعدة غير صالحة أو غير مجدية، واستنادا إلى مبدأ الرحمة الإنساني والإسلامي، يمكن معالجة المشاكل التي تثيرها هذه الحالات. “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” (حديث). والرحمة تعني ذلك الجانب الشعوري المتميز الذي يحمل عناصر الرفقة والرأفة والمرونة واليسر، وهو باب عام يمكن أن نلمسه وننزله في عديد المواقف التي تجمعنا بالطفل. ومن النصائح المسداة في هذا الباب أن تحاول الأم أن تجعل غرفة ولدها مشجّعة له للذهاب للنوم، أن تكون حساسة ومتفهمة لرغباته في ذلك، كترك قليل من النور في الغرفة (ص157). وبين اللطائف في هذه الأمور التي تمزج بين الرحمة والنموذج ومعقولية الموقف والجواب، أن تأكل الأم أمام طفلها وتنهي صحنها، حتى يتبعها الصغير في ذلك، وأن تُعلمه أنه إذا برد الطعام فسوف يتغير مذاقه، ويصبح غير مستساغا، وفي المقابل نرى كذلك وتوسعة لخطاب الدكتور مبيض، عدم تعويد الطفل أكل الأطعمة السخنة جدا فور طبخها حتى لا يتعود على الشره والعجالة في الأكل وهي سمة الأكلات الخفيفة المستوردة والتي تحمل الكثير من الأبعاد الثقافية والتربوية وعقلية الأكل الدائم وما يولده من أمراض بدأت تنخر مجتمعات بأكملها، وهنا يتنزل حديث الرسول الأكرم بالنهي عن تناول الأكل حارا فور طهيه. وظاهرة الأكل لدى الطفل حسب نظري لا يجب الاستهانة بها واعتبارها من فطريات الإنسان التي لا تقوّم ولكنها تربية وثقافة وأدب وسلوك رفيع يبنى منذ السنين الأولى للحياة، ولهذا لم يتوانى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن التدخل في كيفية أكل غير مستقيمة لأحد الأطفال ومحاولة تقويمها: فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلاماً في حجْر رسول الله ص وكانت يدي تطيش في الصحفة أي تتحرك وتمتد في نواحي الإناء فقال لي رسول الله ص: يا غلام سمِّ الله تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك” متفق عليه ومع تقدّم الطفل في السنّ، فعلى الوالدين استشارته في ذوقه، على أن يكون الخيار محدَّدا. كما عليهما عدم إلزامه إن اختار أن لا يكمل صحنه في الطعام مثلا، وإلا فإنه سيربط بين الخيار وبين الإلزام، فيرفض التعامل من جديد. كذلك فإن التدريب على المحافظة على عدم التبول للصغير يتطلب كثيرا من الهدوء وعدم القلق، لأن الأمر طبيعي في مساره، ولا يتطلب هوسا ولا انزعاجا، بل تكيفا وصبرا(ص174) ورحمة. والتعامل بهدوء مع كل المواقف التربوية هي حسب نظري منهجية أساسية داخل الأسرة تتجاوز حالة الطفل، إلى البيئة المحيطة، فالهدوء منهج وخطاب وهدف وأشخاص، فالشخص الهادئ نموذج ورسالة للطفل الصغير تتحرك من خلال جبلة وطبيعة هادئة، مستمرة لانقطاع لها نظرا وممارسة، والهدوء كمنهج صورة حية للطفل وهو يرى مباشرة كيفية معالجة الأمور داخل بيته الصغير حتى يتهيأ لما أكبر عندما تعترضه تحديات الحياة، والخطاب الهادئ ينبذ الانفعال ويدمج عامل الوقت في صناعة الموقف والحدث ويبني على روية ومسؤولية، والهدوء كهدف يجعل من كل الممارسة داخل البيت تحمل عنوانا صريحا وواضحا وهي السكينة في أوسع نطاقها يتلمسها الزوج والزوجة في راحة البال والثقة المتبادلة والحوار ويلحظها الطفل الصغير وهو يرى البيت إطارا تربويا وتعليميا هادئا وبشوشا. وهذه السنون الأولى ولاشك محددة في توجه الطفل على كل الأصعدة، حتى التي نحجّم دورها باعتبار سن الطفل وعدم عقلانيته المتطورة، ولقد لاحظت شخصيا تتبع الأبناء لاهتمات الكبار حتى وهم لا يعقلونها، فقد كنت مثلا أكسو الجلوس لاستماع إلى الأخبار نوعا من الاحترام والسكينة فلا صوت فوق صوت المذياع إلا لضرورة، وكان الصغير يربط بين هذا الوضع الاستثنائي وما ينطلق من الشاشة، حتى إنه لما تأتي موسيقى المقدمة ولم أكن حاضرا يسرع بإعلامي والبقاء لجانبي، وهذا حسب نظري نوع من تكوين عقلية الاهتمام ونبذ ثقافة اللامبالاة، حيث يصبح  بعد الاهتمام بالناس جزء من تكوين الصغير الذي لا يعتبر نفسه منحصرا في بيت أو روضة وحيّ، ولكن ينتمي إلى إطار كبير وأوسع. ملاحظــة أهدي هذا التقديم المتواضع، لروح أبي الذي وافته المنية أثناء تعرضنا لهذا الكتاب في التربية وما يحوم حولها، وإني أشهد الله على أنه أدبني فأحسن تأديبي، وسعى صادقا في تربيتي فجازاك الله عني خير الجزاء، وأسكنك مع الصالحين والأنبياء، وجمعني وإياك في جوار الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم.   ـ يتبـــع ـ 13 أوت 2008 المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.net


التوحيد في قصة صالح وفي سورة يونس عليهما السلام

 

 
د. محمد الهاشمي الحامدي بسم الله الرحمن الرحيم كم من الوقت والجهد يخصصه المسلمون عموما، وأهل السياسية والتنظيمات الحركية وقادة الرأي بشكل خاص، لبيان التوحيد الخالص الذي يحرر البشر ويثبت كرامتهم؟ هذا هو السؤال الأساسي في الحلقة الخامسة من هذه الرسالة العلمية عن “الإيمان قبل قيام الفرق والمذاهب”، وهي تهدف إلى بيان أركان الإيمان في الإسلام، كما عرضها محمد رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم في حياته على الناس، وقبل تفرق الأجيال التي جاءت بعده من المسلمين إلى فرق ومذاهب. إنها رسالة تسعى إلى بيان العقيدة الإسلامية بلغة واضحة ومبسطة يفهمها المسلمون وغير المسلمين في القرن الهجري الخامس عشر، الحادي والعشرين للميلاد، ومن يأتي من بعدهم، بالإستناد إلى القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة. هذا وبالله التوفيق، هو المستعان، وعليه التكلان.                                                               * * * القرآن الكريم كتاب الهداية الأول على وجه الأرض. فيه الآيات البينات الواضحة التي لا يمكن التنازع حول معناها مهما تملكت نزعة المجادلة عقول بعض المتشككين. وهذه الآيات مبثوثة في ثنايا كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كلها تقول للإنسان، بو  ضوح كامل، أن أول وأهم وأعظم ما يطلبه الخالق من عبيده ومخلوقيه هو أن يؤمنوا به ويعبدوه لا يشركون به شيئا. السياسة مهمة. والإقتصاد مهم. والتنظيمات الحزبية والحركات السياسية مهمة. لكن القرآن الكريم واضح تماما في ترتيب الأولويات، ولا يستطيع أحد أن يعتذر بأنه لم يفهم ما طلبه الله من عباده، لأن الطلب واضح ومتكرر بأكثر من وجه وعبارة، وخلاصته في الآية 25 من سورة الأنبياء: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ” والآية 56 في سورة الذاريات: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ “. وقد سبق التوقف في هذا البحث عند بعض المعاني والعبر الرئيسية من قصص الأنبياء الكرام التي تضمنتها سورة هود عليه السلام. وفي السورة أيضا قصة النبي الكريم صالح عليه السلام، أرسله الله إلى قومه ثمود، ووردت قصته في السورة كما يلي: وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61) قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ  (63) وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ  (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ (68) تلك رسالة النبي صالح عليه السلام إلى قومه واضحة لا شبهة فيها: “اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ”. وفي القصة أيضا نزعة كثير من الناس للعناد والمكابرة، تنطق بها تصرفات ثمود. لقد رفضوا دعوة ترتفع بهم إلى مصاف الكرامة، وتحقق لهم مرضاة ربهم، وأصروا على عبادة أصنام وتماثيل وأمور لا تنفعهم ولا تضرهم، ولم تكن حجتهم إلا أن قالوا إنهم يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم.. ويا لتفاهة هذه الحجة!! غير أنها، وهذا أمر مهم جدا، حجة قديمة جديدة، يواجهها الذين يدعون للتوحيد الخالص في كل عصر. دعاة التوحيد يرون في إفراد الله بالعبادة، والتوجه إليه وحده في الدعاء مباشرة من دون وسيط، يرون في ذلك استجابة لأمر الله وسبيلا لتحقيق كرامتهم الحقيقية، لأنهم بعبوديتهم لله يحررون أنفسهم وقلوبهم وعقولهم من الخوف والخضوع لأي كائن آخر، حي أو ميت، ولأي قبر أو صنم أو تمثال. كما أن في التوحيد الخالص ونصرته أعظم شرط من شروط استحقاق نصر الله عز وجل. أما الذين يقولون إنهم محتاجون إلى الواسطة لدعاء الله عز وجل، والذين يعظمون سكان القبور في نفوسهم وقلوبهم وعقولهم، ويعتقدون بقدرتهم على النفع والضر، فإن حجتهم الجاهزة دوما: إنا وجدنا آباءنا وأجدادنا يترددون على هذه الأضرحة، ويعظمونها ويعظمون فيها، ويدعون عندها ويذبحون النذور، وإن الله تعالى يعلم أننا ما فعلنا ذلك إلا حبا فيه ورغبة في التقرب إليه بجاه هؤلاء الصالحين الموتى من عباده. حجة ضعيفة لا تستقيم أمام من يقرأ الآيات الحاسمة الشفافة الواضحة في كتاب الله الكريم، ومنها هذه الآيات التي تختتم بها سورة يونس عليه السلام: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) قد يقول قائل: ما لنا ولآيات التوحيد والشرك. قد آمنا وآمن آباؤنا وأجدادنا، فلم “تضخيم” الموضوع والإلحاح عليه؟ سؤال مشروع ومنطقي. وجوابه أن من يتأمل في القرآن الكريم تواجهه هذه الحقيقة القوية الناصعة. إن السياسة التي يفني بعض المؤمنين أعمارهم فيها ليست شيئا مهما جدا في القرآن الكريم. والتنظيمات الحزبية الحركية التي يتخذها البعض وسائل لخدمة الإسلام ثم تكاد تصبح هي هدفا مستقلا بذاته، ليست شيئا مهما جدا في القرآن الكريم. الله تعالى، الحكيم العليم، يرسل للناس في كتابه الكريم رسالة واضحة لا يمكن أن تخطئها عين العاقل المنصف أبدا. إنه يبين لخلقه في كل عصر وجيل أن أول ما يهمه في مسلك كل واحد منهم أن يؤمن به الإيمان الصحيح الخالص، أن يعبده لا يشرك به شيئا. ويقول لهم: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”. (النساء: 48) كما يقول أيضا في نفس السورة: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا”. (النساء: 116) فإذا اتضح ذلك، كان على على المسلمين كافة، وعلى أهل السياسية والتنظيمات الحركية وقادة الرأي بشكل خاص أن يرتبوا أولوياتهم الترتيب الصحيح. هل ترضيهم حال الملايين من إخوانهم المسلمين الذين تملأ عقولهم وقلوبهم ونفوسهم رهبة الأضرحة وساكنيها، يقصدونها حبا وخوفا وطمعا، يطوفون بها ويتمسحون بحجرها وشبابيكها وزينتها، يذبحون النذور عندها، ويأكلون من ترابها، ويدعون أصحابها يطلبون منهم جلب النفع وإبعاد الضرر. يقسم الواحد منهم بالله كذبا لا يخاف على نفسه، ويخاف أن يقسم كذبا بالولي صاحب القبر، ويظهر للقبور والمزارات والأضرحة من التعظيم ما تستنكف عنه النفوس الكريمة التي تحررت بعقيدة التوحيد من الأوهام والخرافات وكل ما يدخل في عدادها وما هو قريب منها. أكرر السؤال: هل ترضي هذه الأحوال والممارسات والأفكار عموم المسلمين وأهل السياسية والتنظيمات الحركية وقادة الرأي بشكل خاص؟ إذا كان الجواب على السؤال أن هذه الحال لا ترضي عموم المسلمين وأهل السياسية والتنظيمات الحركية وقادة الرأي بشكل خاص، فماذا هم فاعلون؟ كم من الوقت يخصصونه لبيان التوحيد الخالص الذي يحرر البشر ويثبت كرامتهم؟ كم من الجهد؟ لا حاجة للتسرع في الإجابة. ليفكر كل منا فيها بتمهل، ثم ليحكم ضميره. وليكن ختام هذه المقالة بشارة من الرحمن الرحيم وردت في سورة يونس عليه السلام. قال عز وجل: وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (25) لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26). صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.  


مؤتمر التحدي للتجمع الدستوري
مراد رقية
من تونس العاصمة الى خنيس؟؟؟ لقد لاحظت في آخر مرّة زرت فيها مدينة المنستير ومن خلال عبوري اليها عبر الطريق الرئيسية المتوسطة رقم82 بأن المدرسة الاعدادية الجديدة التي تم انشائها في زمن قياسي بمدينة خنيس على شاطىء البحر قد دشّنت  بعد تغطية جدرانها ومداخلها  بكم هائل من الأعلام الحمراء ومن اللافتات الحاملة لكوكبة من الشعارات المثمنة لانجازات العهد الجديد ولثمار “مؤتمر التحدي”،هذه المدرسة المستحدثة والمدشنة في أعقاب المؤتمر قد أطلق عليها تسمية”المدرسة الاعدادية التحدي بخنيس”،ولعل ذلك تيمنا وتزامنا مع انعقاد مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي المنعقد بين أيام30 جويليةو2 أوت2008؟؟؟ وتتميز مدينة خنيس الساحلية التابعة الى غاية اليوم برغم تطورها الصناعي والعمراني الحثيث لمعتمدية المنستير بأنها مسقط رأس وزير التربية والتكوين التونسي الرافع لشعار”الاستثمار في الذكاء” مع الاشارة أن هذا الاستثمار يقتصر جغرافيا على المدن والوحدات التي يرضى عنها مثل قرطاج والمنستير وخنيس،ويثير فينا اطلاق هذه التسمية “التحدي” على المدرسة الاعدادية المذكورة عدة ملاحظات منها، -أن هذه المدرسة-التحدي مثلت تحديا للطبيعة والمحيط من خلال الاصرار على انجازها ضمن المجال العمومي البحري. -رغبة وزير التربية والتكوين التونسي لم يدرج اسمه ضمن قائمة أعضاء اللجنة المركزية لم يكن ضمن قائمة أعضاء اللجنة المركزية لمؤتمر التحدي في رفع التحدي بخصوص مستقبله السياسي باطلاق هذه التسمية المعبّرة والحاملة لعديد الرسائل لمن يريد قراءتها وتحليلها؟؟؟ -هل أن رفع الوزير لهذا الشعار يعتبر تحديا للطرف الذي لم يشمله بالادراج ضمن التشكيلة الجديدة برغم اسهامه في تمويل “المعهد الدولي بقرطاج” واغلاقه لمؤسسة بوعبدلي؟؟؟ -توفق الوزير في استغلال الشعار باعتبار أنه تحدى الجميع بانجاز هذا المشروع التربوي لأبناء مدينته الذين سوف يذكرونه له سواء بقي أو لم يبق ضمن التشكيلة الوزارية المرتقبة باعتبار أن الادراج ضمن اللجنة المركزية هو عادة مؤشر وضمانة للبقاء في الحكومة؟؟؟ -تأكيد استعمال شعار التحدي على تصدي وزير التربية والتكوين وتحديه للنشاط النقابي داخل قطاعي التعليم الأساسي والثانوي عبر مجالس التأديب وثباته على طرد الأساتذة الثلاثة الذين أنجزوا اضرابا للجوع بمقر النقابة الوطنية للتعليم الثانوي؟؟؟ وكنت قد تناولت في مناسبة سابقة اعتماد وزير التربية والتكوين لسياسة الكيل بمكيالين على اعتبار أنه يشمل بعض المدن والقرى بعناية خاصة مثل المنستير التي لم تنقطع فيها حضائر الانجازات التربوية كما الجامعية،وكذلك بلدته خنيس بانجاز”مدرسة التحدي” واستثماره بسخاء في المعهد الدولي بقرطاج،ويهمل باقي الوحدات الأخرى ومن بينها قصرهلال التي أصبحت منطقة ظل وذل تربوية وهي معقل الخيّر الكبير الحاج علي صوة(1870-1953) والتي تفتقر فيها المعاهد والمدارس الى الضروريات قبل الكماليات،فهل يرفع الوزير التحدي ويقبل الرهان الحقيقي استثمارا متساويا في الذكاء مت خلال المساواة بين مناطق ووحدات البلاد التونسية في الافادة من موارد الخزينة التونسية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  


الحرب الروسية – الأميركية» في القوقاز
توفيق المديني على الرغم من أن معظم الجمهوريات السوفياتية السابقة ، و لا سيما في منطقة آسيا الوسطى و القوقاز انخرطت في التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة الأميركية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، من أجل خوض الحرب على الإرهاب ،  و منحت للقوة العظمى المفرطة في قوتها و المهيمنة على النظام الدولي الجديد لقواعد العسكرية على أراضيها، فإن هذه الجمهوريات عينها ما انفكت تدفع ضريبة الحسابات السوفياتية ، و بصورة أدق الحسابات الستالينية. منذ القدم ، عرفت هذه المنطقة صراعات  جيوبوليتيكية عديدة، من الإسكندر المقدوني  إلى السلاطين العثمانيين ، الذين حاولوا اجتياح روسيا كفاتحين عبر القوقاز.وعندما سيطرت روسيا القيصرية على القوقازكله  في أواخر القرن الثامن عشر، بعد حرب دامت ستين عاما، عمدت إلى تذكية الصراعات بين الأثنيات الموجودة، أي الصراعات القوقازية – القوقازية  من أجل ،إخماد ثورات الشعوب ، ومحاولاتها الابتعاد و الانشقاق عن قيصر روسيا. فالقوقاز عقب  أخيل لروسيا، تخاف عليه ، وتحميه مثلما تحمي الكرملين، الحرب الحالية في أوسيتيا هي قنبلة موقوتة متروكة منذ عهد ستالين ، عندما قسم الزعيم السوفياتي الراحل هذه المنطقة إلى  قسمين ،جمهورية أوسيتيا الشمالية  الملحقة بالفيدرالية الروسية ، و عاصمتها فلاديكفكاز، و جمهورية اوسيتيا الجنوبية التي كانت جزءا من جورجيا، وتحظى بموع من الحكم الذاتي منذ العام 1922،  زمن الاتحاد السوفياتي السابق.  وبعد انهياره حصلت جورجيا على استقلالها، و أصبحت أوسيتيا الجنوبية جزءا لا يتجزأ من جمهورية جورجيا المستقلة.و لكن هناك خلافات قومية ترقي إلى قرون ماضية  بين شعبي جورجيا و أوسيتيا الجنوبية. ومنذ أن اعلنت جورجيا استقلالها  ، واجه الجورجيون ثلاث حركات انفصالية. الجمهورية  الأدجارية الانفصالية، الواقعة على ضفاف البحر السود، و التي عادت إلى حاضنة جورحيا من دون إطلاق أية طلقة نار،بعد وصول الرئيس المقرب من الغرب إلى السلطة في تبليسي ، ميخائيل ساكاشفيلي .وبالمقابل ،فإن جمهورية أبخازيا الانفصالية، و الواقعة أيضا على ساحل البحر السود، (و التي غالبية سكانها مسلمين )، وخاضت صراعات دموية مع الجورجيين ذهبت ضحيته ما يقارب 13000 شخصا ما بين 1992 و1993، أصبحت تقريبا شبه مستقلة ، بعد أن طردت ما يقابرب 250000جورجي.و هي غير معترف بها من قبل أي دولة ،لكنها تحظى بدعم موسكو، إذ تتفق عليها رؤوس الأموال و القوات العسكرية الروسية..و الأمر عينه بالنسبة لمنطقة الحكم الذاتي في أوسيتيا الجنوبية، حيث أن إرادتها بالانضمام إلى روسيا قد فجرت الحرب في عام 1991، على خلفية تراكم توترات قومية  و عرقية. وبدعوة من جورجيا و أوسيتيا الجنوبية انضمت روسيا  إلى عملية لتحقيق السلام في المنطقة، فشكلت لجنة رباعية للمصالحة انخرطت فيها منظمة الأمن و التعاون  في أوروبا. وبموجب الاتفاقات  المعقودة في تلك الفترة،و التي تبنتها الأمم المتحدة، شكلت قوة لحفظ السلام قوامها جنود روس و جورجيون و أوسيتيون جنوبيون و شماليون.هذه القوة تعمل منذ 16 سنة، ومهمتها مراقبة اتفاق الهدنة ووقف النار بين أوسيتيا الجنوبية و جورجيا.و بناء على الاتفاق،انسحب الجيش الجورجي من منطقة عمل القوة الرباعية. المغامرة الخاسرة لميخائيل سكشفيلي لقد أظهر الرئيس الجورجي دائما نيته الدفاع عن “وحدة أراضي “بلاده، مع الاقتراح في الوقت عينه لحكم ذاتي واسع لأوسيتيا الجنوبية.بيد أن هذا المشروع لم يتحقق. بصرف عن النظر عن الذي يتحمل المسؤوليات في اندلاع شرارة الحرب  الحالية في منطقة القوقاز الشيشان،سواء من جانب الأسلوب الاستفزازي الذي اعتمده الرئيس الجورجي عبر العملية العسكرية الخاطفة التي شنها في توقيت ثمة من يقول ان اختياره كان بايعاز من ممثلي الادارة الاميركية الذين سبق وزاروا تبليسي ابان انشغال رؤساء بلدان الثماني الكبار في قمتهم باليابان في يوليو الماضي، أو من جانب روسيا التي وجدت في الاستفزاز الجورجي ذريعة جاهزة  للتدخل العسكري من أجل “الحفاظ على السلم ” ، ولا سيما أن هناك امتداداً إثنياً طبيعياً للأوسيتيين وللأبخاز داخل روسيا الاتحادية، و الحال هذه ، ليس لروسيا أية مصلحة لحل هذا النزاع القوي- العرقي في القوقاز،إذ إن بقاء هذا الوضع يسمح لها بممارسة الضغوطات على جورجيا، بصرف النظر عن كل هذا، فإن حرب القوقاز الجديدة حملت في سيرورة أحداثها العسكرية خلال الخمسة أيام الأولى تطورات مفاجئة عديدة . من خلال هذه الحرب الخاطفة، التي فاجأت بها روسيا  الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جورج بوش،التي ساندت بقوة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في وصوله إلى السلطة ،ومولت الجيش الجورجي، ودربته، و سلحته،  وغذت الطموحات  الجامحة للرئيس ساكاشفيلي لكي يرتبط بالكامل مع الغرب، استعادت روسيا دورها كقطب فاعل في السياسة الإقليمية والدولية . ويجمع المحللون الغربيون أن إدارة الرئيس بوش الغارقة في الوحل  الأفغاني ، و في المستنقع العراقي، وهي  التي لم يبق سوى ثلاثة أشهر من عمر ولايتها الثانية تبدو عاجزة تماما عن الرد،أو نصرة حليفها الرئيس الجورجي ساكاشفيلي ، رغم قيامها بنقل  الفرقة الجورجية من العراق بطائرات نقل عسكرية أميركية  و تزويد تبليسي بالعتاد و الأسلحة، فإن هذه الأمور لن تغير شيئا من الوقائع على الأرض. و هناك المغامرة الخاسرة التي قام بها الرئيس  الجورجي ميخائيل ساكشفيلي الذي  لا يمتلك جيشا قويا ، و مع ذلك قرر المواجهة مع روسيا القوية . و إذا كانت حجة ساكشفيلي أن روسيا القوية تفرض شروطها على جورجياالصغيرة قسرا، فإن حجته سقطت من تلقاء نفسها عندما قرر من جانب واحد الزج بقواته العسكرية لاحتلال أوسيتيا الجنوبية،و تحديد مصير شعب لا يتحجاوز تعداده ال70 ألفا ، وضمه بالقوة إلى جورجياعلى عكس إرادته. ولكن سواء اعتقد الرئيس ساكشفيلي أن روسيا لن ترد بمثل هذا الحجم من القوة ، أم أن  الولايات المتحدة ستهب لنجدته في قراره المغامر ، فقد أثبت أنه بزج قواته المتواضعة جدا من الناحية العسكرية، لاحتلال العاصمة شخنفيلي ، أنه رئيس متهور و مغامر، «قاد مغامرة عسكرية بالنيابة عن أطراف كبرى»، لكنه فوجئ كما فوجئت الأطراف الدولية التي تؤيده- والمقصود هنا الولايات المتحدة تحديداً- بمستوى الجاهزية الروسية للتدخل و «الدفاع عن مصالح روسيا في الفضاء السوفياتي السابق»، بحسب ما صرح به مصدر روسي( لصحيفة الحياة تاريخ 13/8/2008). روسيا بوتين .. و الحرب الباردة الجديدة روسيا اليوم ليست روسيا المفككة التي أعلن رئيس وزراءئها فيكتور تشؤرنومردين إفلاسها في  عقد التسعينيات من القرن الماضيز و قيصر روسيا اليوم فلاديمير بوتين ، غير سلفه بوريس يلتسين الذي قدم  التنازلات كلها للولايات المتحدة الأميركية. إن روسيا فلاديمير بوتين الجديدة تحن إلى زمن القوّة، إذ يحاول بوتين أن يُعيد إلى روسيا موقعها كقوةٍ عظمى” و “أن يُعيد إحياء الكبرياء الوطنية “. و جاءت حرب القوقاز الجديدة على طبق من ذهب لكي يحقق أهدافه الجيوبوليتيكية و النفطية في آن معا. أولا: السيطرة الكاملة على أوسيتيا الجنوبية، و إخراجهامن معادلة الحرب الروسية – الجورجية، والاستمرار في الهجوم  من أجل السيطرة على تبليسي ،و إسقاط نظام الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي ،المتهم في موسكو بأنه موالي للولايات المتحدة الأميركية.و إذا لم تحقق موسكو هذا الهدف بالكامل ، فإن تغيير موازين القوى عبر توغل قواتها في العمق الجورجي يسمح لروسيا بتأكيد هيمنتها الإقليمية  في منطقة القوقاز، للتفاوض من موقع القوة مع جورجيا مستقبلا،تمكنها من فرض شروطها على الطرف المهزوم ، ألا وهو الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي، الذي بات على يقين أن تحالفه مع أميركا غير مفيد في تحديه جاره الشمالي ، الذي لا يزال يريد استعادة هيبته كقوة إقليمية و دولية يحسب لها ألف حساب في معادلات الصراع الإقليمي و والدولي المحتدم في منطقة آسيا الوسطى و القوقازالتي كانت في السابق فضاءا سوفياتيا مغلقا لموسكو، من منطلق أنها «دعامة تاريخيةللأمن و الاستقرار  في منطقة القوقاز» على حد قول الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف. و في هذا السياق أسفرت الجهود التي بذلها وفد الاتحاد الأوروبي بقيادة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن توصل روسيا وجورجيا «إلى اتفاق على وقف إطلاق النار لكنهما لم تبرما اتفاقا للسلام». وقال: «لا يوجد لدينا بعد اتفاق للسلام.. لدينا وقف مؤقت للاقتتال ولكن هذا تقدم كبير».    ثانيا:الرد على الضغوطات الأميركية التي تمارس على الدول المعترضة على سياستها في منطقة الشرق الأوسط ، و لاسيما إيران ،للتوقف عن تخصيب اليورانيوم ، ذلك أن روسياالتي  لا تزال تعارض فرض العقوبات الدولية على طهران، أو اللجوء إلى العمل العسكري ضد طهران ، تجد في الملف الايراني مدخلاً لها لبسط دورها وفرضه بقوة، داخل مجلس الأمن وفي اطار حديث المساومات الكبرى والصفقات الثنائية، فهذا يعطيها وزناً مميزاً في مسعاها للتمترس في دور دولي يستعيد لها بعض العظمة.فروسيا تمتلك حق النقض –الفيتو- كما أن موافقتها ضرورية  في حال تصعيد الصراع الأميركي مع طهران بشأن برنامجها النووي. ثالثا:إرسال رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة الأميركية أن روسيا التي استفاقت من سباتها العميق بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مستعدة من الآن فصاعدا مواجهة استراتيجية التطويق و الحصار الأميركية  بخوض الحروب الإقليمية على «الخارج القريب» الذي كان يوماً حدود الإمبراطورية السوفياتية، و لاسيما تجاه جورجيا و أوكرانيا  اللتين تحديتا الهيبة الروسية من خلال الاستقواء بالغرب، و هما الساعيتان إلى عضوية «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) بتأييد أميركي قوي. إنه الرد على طموح جورجيا للانضمام الى حلف الأطلسي، والذي  «ينبع من محاولة لجر دول وشعوب أخرى الى مغامرات دموية». رابعا:تسعى روسيا الى منع تسرب الطاقة من وسط آسيا واذربيجان غربا. فمخزونات النفط والغاز في منطقة وسط آسيا والقوفاز توجد في مناطق دون مخرج الى البحر. جورجيا، التي تقع على شاطىء البحر الاسود، تشكل المخرج لهذه الدول. ومن خلال ضعضعة النظام في جورجيا، يمكن لموسكو أن تمنع بناء مشاريع اضافية لتصدير الغاز من المنطقة وضعضعة استقرار المشاريع القائمة، مثل انبوب النفط من باكو الى شواطىء البحر المتوسط والذي يمر عبر تبليسي. وهكذا تضمن موسكو استمرار تعلق الاوروبيين بها في مجال توريد الغاز والمرابح الاقتصادية والسياسية المترافقة مع ذلك. كاتب من تونس (المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية)بتاريخ 15 أوت 2008)  

                                                               بسم الله الرحمان الرحيم      

  تونس في 11/08/2008                والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                                              الرسالة رقم 458                                                                     
على موقع الانترنات               
                                              بقلم محمد العروسي الهاني                                                                
 مناضل كاتب في الشأن                 الوطني والعربي والإسلامي               

الحلقة الثانية                 اقتراحات حول تركيبة المجلس الأعلى                للمقاومين وكبار المناضلين

                  

أواصل على بركة الله تعالى الكتابة حول دور المجلس الأعلى للمقاومين وكبار المناضلين الذي أعلن عن تسميته الجديدة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في افتتاح مؤتمر التحدي للتجمع الدستوري الديمقراطي يوم 30/07/2008 والذي لقي صدى في أوساط المناضلين الدستوريين خاصة القرار التاريخي القاضي بإلحاق أعضاء المجلس الأعلى صلب أعضاء اللجنة المركزية بحكم مسؤولياتهم في صلب المجلس وهذا الاقتراح ومجموعة من المقترحات الأخرى حول دور المناضلين وحقوقهم وخبرتهم وإشعاعهم. كان محل عناية واهتمام في كتاباتي على موقع الانترنات وخاصة المقال الذي نشرته يوم 06/12/2008 في موقع تونس نيوز ومقالات أخرى عديدة نشرت على موقع الأنترنات وفي جريدتي الصباح وأخبار الجمهورية في السنوات الأخيرة. وفي كتابي الجديد بعنوان الوفاء الدائم للرموز والزعماء والشهداء الأبرار من شيم المناضلين. تعرضت إلى موضوع العناية بشريحة المناضلين والمقاومين ومن حسن الطالع والحظ، تزامن إصدار كتابي الجديد مع عيد الجمهورية وانعقاد مؤتمر التجمع السابع عشر منذ بعث الحزب الحر الدستوري الجديد في 2 مارس 1934 بقصر هلال إذا اعتبرنا أن التجمع هو وريث الحركة الإصلاحية وحزب التحرير الوطني. وقد أهديت نسخة من كتابي إلى سيادة الرئيس شخصيا ونسخ من الكتاب إلى أعضاء الديوان السياسي للتجمع وأخواني المناضلين وكبار المسؤولين لعل تعم الفائدة ويحصل التجاوب والتناغم حول مبدأ الوفاء الدائم للرموز والزعماء والشهداء الأبرار وفي هذه الحلقة الجديدة أواصل تقديم المقترحات حول دعم المجلس الأعلى للمقاومين وكبار المسؤولين وإضافة عناصر ووجوه جديدة لمواكبة وتطوير أعمال ونشاط المجلس الوطني ولعل الدماء الجديدة تزيد في دعم اللحمة وتطوير النشاط ودعم الحركية والحوار والإشعاع الحزبي والتعبئة من أجل مصلحة الوطن والمساهمة في توطيد اللحمة بين الدستورين وترابط الأجيال في وحدة صماء من أجل تونس وتقوية الشعور بالروح الوطنية والنضالية وحب التطوع والتفاني وغرس قيم التضامن والتسامح بين أبناء الوطن الواحد دعما لأهداف الحزب السامية وتجسيما لقراراته والرائدة التاريخية الصادرة في أعقاب مؤتمراته المتوالية عبر ثلاثة أرباع القرن من 2 مارس 1934 إلى 2 أوت 2008. ومن الصدف أن المجلس الحالي يتركب من حوالي 44 عضوا منهم 3 أعضاء انتقلوا إلى الرفيق الأعلى رحمهم الله وقد اقترحت في الحلقة الأولى إضافة 17 عضوا ذكرت أسمائهم وتاريخ نضالهم…والجهات التي ينتمون إليها… واليوم أواصل ذكر بقية الأخوان الذين يمكن إضافتهم في المجلس لدعم الحضور والتمثيل وهم على التوالي: 18 الأخ أحمد العربي من سليانة تحمل أمانة المسؤولية بدائرة المناضلين بالإدارة المركزية للحزب وتحمل مسؤولية رئاسة بلدية سليانة وهو أستاذ جامعي وله مقالات وأحاديث في الإذاعة الوطنية. 19 الأخ عبد الواحد الجليطي مناضل وعضو لجنة التنسيق بالقصرين ومعتمد متقاعد وعضو بمجلس النواب سابقا 20 الأخ محمد الطويل مناضل من سيدي بوزيد تحمل مسؤوليات حزبية وخطة معتمد وكاتب عام للجنة التنسيق بسيدي بوزيد وهو من المناضلين الأوفياء. 21 الأخ المناضل عبد الحميد العلاني ابن المناضل الطاهر العلاني الوجه المعروف تحمل الأستاذ عبد الحميد العلاني مسؤولية كاتب عام مساعد للجنة التنسيق بتونس المدينة ومسؤوليات في مجال الشباب الدستوري وله مواقف ومساهمات فاعله في الحزب وصاحب كتاب حول المناضلين…… 22 الأخ  المناضل محمد بن رمضان من مناضلي ولاية سوسة تحمل مسؤولية كاتبا عاما للجنة التنسيق بسوسة وهو مناضل عريق. 23 الدكتور الحبيب المزي مناضل بماطر ورئيس بلديتها وعضو مجلس النواب لمدة طويلة. 24 الأخ المناضل حسن الدرويش كاتبا عاما بلجنة التنسيق بزغوان ومعتمد أول لفترة طويلة. 25 الأخ المناضل حمادي بوروبه من المناضلين الأوفياء تحمل مسؤولية رئيس شعبة دستورية بتونس المدينة وعضو لجنة التنسيق سنوات عديدة وهو من خيرة المناضلين الأوفياء. 26 المنصف الشريف من قفصة من قدماء الكشافة ورئيس شعبة دستورية طيلة عقود وعضو لجنة التنسيق بقفصة وكاتب عام ممتاز وكاتب. 27 محمد الكوكي أصيل باجة من قدماء المناضلين عمل 38 سنة بالإدارة المركزية للحزب وناضل طويلا في صفوف الحزب وتعرضت أسرته إلى مضيقات من طرف الاستعمار الفرنسي عام 1952. 28 الدكتور عيسى البكوش تحمل رئاسة بلدية أريانة وعضو بمجلس النواب وعضوا فاعلا بارزا في اتحاد الطلبة ومن المؤسسين له .  29 الأخ عبد العزيز الخميري من جندوبة تحمل خطة كاتب عاما  كاتبا عاما للجنة التنسيق بها ومن المناضلين الأوفياء. 30 الأخ عبد الجليل عبد ربه من الوجوه المناضلة تحمل مسؤولية حزبية بشعبة الصحافة الحزبية وناضل في دائرة التوجيه وتكوين الإطارات وهو من أسرة مناضلة وعمه المقاوم محمد عبد ربه رحمه الله. 31 الأخ المناضل مصطفى بن غربال عرفته مناضلا وكاتبا عاما للدائرة الحزبية بتونس المدينة وهو فاضل ودستوري ملتزم من المناضلين المتحمسين للحزب. يصادف العدد 75 عضوا بين الحالتين والمقترحين. ذكرى ميلاد الحزب الحر الدستوري التونسي في 2 مارس 1934 بقصر هلال 75 عاما على تأسيس وميلاد الحزب الجديد. ويصادف أيضا مدة احتلال فرنسا لتونس 75 سنة من 1881 إلى 1956 لتكون هذه الذكرى عبرة للأجيال قصد المحافظة على مكاسب الاستقلال والحرية ودعما للذاكرة الوطنية وتغذية الشعور بالروح النضالية الشعلة التي لن تنطفي أبدى الدهر. ملاحظة: تعويض ثلاث مناضلين التحقوا بالرفيق الأعلى وهم على التوالي: أحمد باللوسد من ولاية صفاقس والطاهر سريب من ولاية مدنين وعمر الصغير من ولاية سليانة رحمهم الله وبذلك يكتمل النصاب ويتم التمثيل الجهوي والمحلي في المجلس المشار إليه. والله ولي التوفيق   قال الله تعالى : وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسلوله والمؤمنون                   صدق الله العظيم    محمد العروسي الهاني 

  محمود درويش .. والعابرون في كلام عابر

   

د. أحمد الخميسي   رحل عن عالمنا محمود درويش أعظم شعراء اللغة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين ، وأعمقهم أثرا . وهو أثر يرتبط بوضع تاريخي ، أصبح فيه صوت الشاعر الفلسطيني صوتا لكل الشعوب المجبرة على حياتها المرة ، وحين كتب درويش ” سجل أنا عربي .. ” كان يعبر من الحالة الفلسطينية الخاصة إلي القانون العام للوضع العربي ، على امتداد وثراء ذلك الوضع ، جغرافيا ، وثقافيا ، وسياسيا ، ولغويا . ومن هنا اكتسب مكانته ، ليس فقط بإنجازاته في تطوير الشعر العربي ، ولكن أيضا لأن هذه الانجازات مرتبطة بقضية تاريخية ضخمة ، ومن ثم أصبح درويش خريطة وكلمات كل وطن محتل . شعراء قليلون عبر تاريخ الثقافة هم الذين استطاعوا أن يصبحوا رمزا عاما ، مثل بابلونيرودا ، ومايكوفسكي ، ومحمود درويش ، ولهذا يتدفق كل هذا الحزن الجارف على درويش في أنحاء الوطن العربي . ولا أريد هنا أن أعبر عن مدى حزني العميق لرحيل ذلك الفارس ، وشعوري بفداحة الخسارة ، لأنني بذلك لن أضيف جديدا إلي كل الأصوات الحزينة التي تفجرت بألمها في شكل قصائد ومقالات ورسائل قصيرة ، لكنني أريد أن أناقش العلاقة بين السياسي والشاعر في ظاهرة محمود درويش ، ذلك أن البعض انقض على درويش بعد رحيله ، وهاجمه بقسوة ، وبلا رحمة ، بسبب مواقفه السياسية ، هجوما يدل فقط على السطحية الشديدة التي نتعامل بها مع قضية كتلك . أنا ضد التطبيع هذا معروف ، وضد الصلح ، وأعتقد أن فلسطين لابد أن تعود كاملة لشعبها مهما طال الزمن ، وأن تحريرها بالمقاومة سيظل الحل الإنساني الوحيد ليس فقط للشعب الفلسطيني ، بل ولليهود الذين وفدوا إلي هناك بأحلام الغزو والاستيطان والحياة على حساب شعب آخر . لكنني أستطيع أن أتفهم تماما اليأس والاحباط في قضية معقدة مثل قضية فلسطين ، وأستطيع أن أتفهم تماما موقف محمود درويش الداعي للتسوية والمؤيد لفتح ، ومشاركته في حوار علني مع مثقفي ” المابام ” الإسرائيلي ، ودعمه لاتفاقيات أوسلو ، وغير ذلك . أستطيع أن أتفهم تماما أن صوت محمود درويش في مرحلة قصائد المقاومة الأولى قد اختلف، لأن المرحلة صارت أخرى ، ولم تعد المقاومة قادرة على إلهام من حولها كما كان حالها في البدايات . لكن موقف محمود درويش السياسي هنا – رغم الخلاف معه – لا يحدد قيمة محمود درويش . فموقفه هذا ، هو موقف آلآف ، إن لم يكن عشرات الالآف، الذين ليس من بينهم محمود درويش واحد . ولا تكمن قيمة الشاعر الراحل الكبير فيما يشترك فيه مع الآخرين ، لكن فيما يتميز به عنهم ، فيما يكتبه من شعر مشبع بالدعوة لتحرير الوطن بأعمق معاني تلك الدعوة وشتى أشكالها وثراء تناولها غير المحدود . من غير درويش كتب ” عابرون في كلام عابر؟ ” ومن غيره قال :     ” أيها المارون بين الكلمات العابرة ، أيها المارون في الكلمات العابرة ، احملوا أسماءكم وانصرفوا ، واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا ، وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة ، وخذوا ماشئتم من صور ، كي تعرفوا ، أنكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء .. فاخرجوا من أرضنا .. من برنا .. من بحرنا .. من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا ! ” . في هذا الشعر موقف محمود درويش ، وليس في غيره . أحيانا ما تنشأ في الأدب مسافة بين ما يعكسه الأدب في واقع الأمر ببنيته وتكوينه ورؤيته ولغته ، وبين حركة الكاتب في الواقع الاجتماعي والسياسي . كان عبد الرحمن الشرقاوي صاحب رواية ” الأرض ” العظيمة مؤيدا لاتفاقيات كامب ديفيد ، وكذلك نجيب محفوظ بقامته التي لا تطال، لكن ذلك الموقف السياسي لم يسقط أبدا قيمة الأعمال الأدبية الفذة التي قدمها الاثنان، لأن تلك الأعمال كانت في واقع الأمر توحي بشيء مختلف يكفل لها البقاء والحياة والتأثير . ولن يبقى من الشاعر الراحل الكبير ذلك الشيء الذي اشترك فيه مع الآلاف ، لكن سيبقى منه ذلك الشيء الذي تميز به عن الآلاف ، شعره ، وقصائده ، التي مجدت كلها الحرية ، والجمال ، وأنبل المعاني . أما الذين وجدوا في رحيل الشاعر فرصة رخيصة لتسوية حسابات ، فإنهم ” عابرون .. في كلام عابر جدا ” لا أكثر . رحم الله محمود درويش خريطة الوطن التي فارقتنا ، وخريطة الشعر ، وطرح البركة في شعبه الأسطوري الذي تبزغ في أرضه معجزة البطولة كل ساعة .   *** أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com  

الاتحاد المغاربي و«أكذوبة» القذافي

 

محمد الأشهب     الحياة     أزمة جديدة تضاف إلى ركام نكسات الاتحاد المغاربي، فلم يكد يجف مداد تصريحات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي التي وصف فيها الاتحاد المغاربي بأنه «مجرد أكذوبة»، حتى صدر عن الجزائر موقف يدعو إلى ضرورة عودة النظام الدستوري إلى موريتانيا. ومع ان هذا الموقف يعكس التزاماً مبدئياً بقرارات مؤتمر منظمة الوحدة الافريقية الذي استضافته الجزائر في عام 1999، فإن صدوره على خلفية زيارة مبعوثين من رئيس مجلس الدولة الموريتاني الجنرال محمد ولد عبدالعزيز ستكون له تداعيات، ليس على مستوى العلاقات الجزائرية – الموريتانية فحسب وإنما على صعيد مستقبل الاتحاد المغاربي. تصريحات القذافي تزيد من تعميق الهوة بين الشركاء المغاربيين من منطلقين: الأول، أن الزعيم الليبي يرأس الدورة الحالية للاتحاد المغاربي ولو في طابعها الشكلي بعد تعذر عقد القمة المغاربية في طرابلس منذ حوالي عامين. والثاني، يطاول رهان الاتحاد من أجل المتوسط على قيام شريك فعال في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، بخاصة أن الجماهيرية الليبية قاطعت قمة الاتحاد المتوسطي. وبديهي أن وضعاً كهذا لا يساعد الاتحاد المغاربي على الخروج من أزمته، كما لا يسعف الشركاء الأوروبيين على إقرار مشروعات التعاون على الأرض. أهم ما بلورته قمة الاتحاد من أجل المتوسط الحديث بلغة المشروعات الاقتصادية والتجارية بدل دغدغة المشاعر السياسية. إلا أن هذه الرؤية لا يمكن تثبيتها في ظل مناخ يفتقد الشروط الموضوعية في التعاطي مع مشروعات من هذا النوع. ففي أقرب تقدير تعوق الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر التنقل العادي للأشخاص والبضائع والمنتوجات. وسريان مفعول الاغلاق ذي الخلفية السياسية لن يساعد على إقرار مشروعات من قبيل مد الطرق أو خطوط سكك الحديد من المغرب إلى مصر، كونها إحدى أولويات مشروعات الاتحاد المتوسطي. في حال أبقت الجماهيرية الليبية على موقفها ازاء ما تعتبره «أكذوبة»، فإنها لن تكون بدورها معنية بمشروعات، كهذه، تمر عبر أراضيها، لا سيما أن ليبيا لم تعد تلتفت إلى امتدادها الأفقي شرقاً في اتجاه العالم العربي، واستبدلته بتغليب نزعة الانتساب الافريقي، وها هي اليوم تغلق نافذة امتدادها الغربي على بلدان الاتحاد المغاربي. بيد أن رهانها على قيام الولايات المتحدة الافريقية كحلم استراتيجي ليس حلماً واقعياً من دون دعم جارتها الشرقية مصر وجوارها الغربي الذي يبدأ من تونس ليصل إلى موريتانيا في أقصى جنوب الغرب الافريقي. بعض المنظمات الاقليمية يفيد من الزمن ويطور آلياته على مقاس تحولات العصر، وبعضها يظل أسير بُنيات قديمة تشكل في حد ذاتها معوقات حقيقية. ففي النقاش الدائر على صعيد كثير من المنظمات الدولية والاقليمية يغلب الاتجاه نحو تكريس اصلاحات جوهرية على الآليات والقوانين والممارسات، غير أن الاتحاد المغاربي الذي سيدخل عقده الثاني بعد بضعة أشهر ظل جامداً لم يطاوله أي تغيير. كان رواده المؤسسون يريدونه تنظيماً  أقل من الوحدة الشاملة وأكثر من الدمج الاقتصادي، لكنه ظل معلقاً بمثابة نقابة للقادة من دون امتدادات شعبية. وضاعفت الخلافات السياسية من أزماته المتعددة الوجوه. يروق للمغاربيين نتيجة قربهم إلى أوروبا أن يقتبسوا من شركائهم في الضفة الشمالية للبحر المتوسط نماذج وتصورات حول العصرنة والتطور. ومن المفارقات أن الاتحاد المغاربي كان بدأ عبر مشروعات التنسيق السياسي بين فصائل الحركات الوطنية في بلدان شمال افريقيا بتزامن مع بدء الارهاصات الأولى لقيام السوق الأوروبية المشتركة. الآن اصبح للأوروبيين اتحادهم الذي تعزز عبر مبادرة الانفتاح على الجوار المتوسطي، فيما أصبحت للبلدان المغاربية أزماتها التي جمدت المشروع الوحيد الذي كان في وسعه تغيير بُنيات منطقة شمال افريقيا وبلورة طموحاتها في الاستقرار والتقدم. لم ينقض الوقت بعد، فالخيارات حين تكون ذات ابعاد استراتيجية في إمكانها أن تصمد في مواجهة أي صعوبات أو عراقيل، ولا أقل من ابعادها عن الحساسيات التي تكون اقل جدوى في مربع أي صراع يكون محكوماً عليه بالزوال، إن لم يكن اليوم فغداً.  (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 أوت 2008)  


 

وصفوه بـ’ ناكر الجميل’و’خنجر في الظهر’.. وقال ان مهمته كانت ضابط مخابرات.. ولم يكن له اصدقاء ‘القدس العربي’ : تصريحات سفير مصر السابق في تل ابيب تثير غضب الإسرائيليين

 

 
لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري: أثارت تصريحات محمد بسيوني سفير مصر الأسبق في إسرائيل والتي قال فيها ان مهمته في تل أبيب كانت كضابط مخابرات مصري في المقام الأول، انزعاجا شديدا على الساحة السياسية الإسرائيلية، وهو ما ينذر ببوادر أزمة دبلوماسية بين البلدين. وشنت الصحافة العبرية حملة ضد بسيوني ووصفته بـ’ناكر الجميل’ و’خنجر في الظهر’، ونقلت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يوسي ليفي قوله ‘ما قيل لا يحتاج لرد، لقد اصبنا بخيبة امل لما صرح به السيد بسيوني عن المجتمع والدولة الإسرائيلية، لقد استقبلنا بسيوني عند قدومه هو وأسرته لإسرائيل بالترحاب كجانب انساني ومن جانب دوره كممثل لأول دولة عربية أقامت سلاما مع شعب اسرائيل’. وأضاف: ‘واذا كان ما نسب الى بسيوني صحيحا فإن ما يحمله هذا الحديث من اهانة لإسرائيل، هو بالاساس اهانة أكبر للسيد بسيوني نفسه’. ونفى بسيوني في حديث مع ‘يديعوت احرونوت’ أنه لم يقل ما نسب له، وشدد على ان ‘مكتبة الاسكندرية بعثت برسالة نفي للصحافة المصرية التي نسبت له هذه الاقوال’. من جانبه، استعرض المحلل السياسي الإسرائيلي والمتخصص في شؤون الشرق الاوسط تسفي برئيل تصريحات بسيوني قائلا: ‘اعزائي الاسرائيليون اسمعوا ما قاله سفير مصر السابق السبت الماضي في ندوة بمكتبة الاسكندرية، لعله لم يدرك ان اقواله ستنتشر الى هذا الأفق الرحب ويصل صداها الى اسرائيل’. وقال آريه شومير مدير عام مقر الرئيس في عهد وايزمن وصديقه المقرب ‘هذه أقوال ناكرة للجميل. كان لديه هنا اصدقاء كثيرون، وهو كان مقربا من الاشخاص الاكثر بروزا في الدولة. ابواب عيزر وايزمن عندما كان رئيسا وشمعون بيريز عندما كان رئيس وزراء كانت دوما مفتوحة أمامه’. وقالت مصممة الازياء شوشانا بن تسور: ‘كنت منذهلة إذ قرأت ما قاله. استقبلناه هنا كالملك. وكان لهما بيت مفتوح، تدفق اليه الاسرائيليون. نحن نعرف بانه ما ان عاد الى مصر حتى غير جلدته. الآن اشعر بالأسى’. وقال أبرشا تمير، رئيس قسم التخطيط السابق بين وزير الدفاع ورئيس الاركان في موضوع المسيرة السلمية: ‘فاجأني جدا. لم أتصور أنه يلعب لعبة التظاهر بالصداقة. اذا كان ما قاله هناك صحيحا فلن يعود هذا موضوع غضب، أنا ببساطة احتقره’. اما نمرود نوفيك، وهو مستشار سياسي لشمعون بيريز فقال: ‘صدمت ولكن مصادر في القاهرة قالت لي بان هذا كان تشويها شريرا لما قيل. اذا لم يكن هذا قد حصل، فانه ملزم بان ينفي ذلك بأوضح صورة ممكنة’. وجاءت تصريحات بسيوني أثناء حضوره منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية، حين سئل عن أصدقائه في الدولة العبرية، فقال ‘مفيش حاجة اسمها أصدقاء، أنا كنت رايح اشتغل ومافيش صداقة حقيقية في الشغل، وبعدين أنا كنت رايح مزروع كضابط مخابرات مش رايح بمزاجي، إنتو فاكرين إني كنت بشتغل سفير؟’، نافياً أن يكون له أصدقاء إسرائيليون، واصفاً ذكرياته مع الإسرائيليين بأنّ ‘كلّها نكد’. ووصف بسيوني عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لليهود الشرقيين وزعيم حزب ‘شاس’ الديني المتطرف والمعروف بعدائه للعرب، بأنه كان صديقاً له. ورفض بسيوني في اللقاء وصف الدولة العبرية بأنها واحة للديمقراطية، مستشهداً بسوء المعاملة التي يلقاها فلسطينيو الأراضي المحتلة سنة 1948، وقال إنه لا يوجد مجتمع إسرائيلي حقيقي وأنه عبارة عن تجمع لمهاجرين من مختلف بلدان العالم. وذكر السفير السابق، في حديثه الذي جرى السبت الماضي، أنّ عدد المهاجرين الروس وحدهم بلغ مليون مهاجر، تمثلت خطورتهم في هجرة 40 عالم ذرة إلى فلسطين المحتلة ضمن المليون مهاجر، استطاعوا تنمية وإثراء القدرة النووية الإسرائيلية وأنّ إسرائيل مع ذلك فشلت في استيعابهم. وذكر بسيوني أنّ كنّاس (عامل نظافة) في الشارع الذي كان يقطن به في ‘هرتزليا’ الواقعة شمال تل أبيب، كان بروفيسوراً روسياً يعمل في تكنولوجيا الفضاء. وقد نفى بسيوني إمكانية أن يأتي رئيس وزراء شرقي على رأس الحكومة الإسرائيلية، على الرغم من كون موشيه كتساف الرئيس الإسرائيلي السابق، إيراني الأصل، وكذلك شاؤول موفاز. وبدا بسيوني غير مهتم بنتائج الانتخابات الإسرائيلية لمنصب رئاسة الوزراء، واصفاً تسيبي ليفني وشاؤول موفاز بأنهما يُعدّان أبرز المرشحين ‘السيئين’، وإن فضّل ليفني علي موفاز مرجعاً ذلك إلى تشدّد موفاز وقت أن كان وزيراً للحرب. وأضاف بسيوني ‘ما يهمنيش مين ييجي ألدو ولا شاهين (لاعبا كرة مصريان متنافسان في الأربعينات)، المهم من يحيي العملية السلمية’، على حد تعبيره. ووصف بسيوني آرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بالجثة الراقدة، مؤكداً أنّ خلايا جسده ماتت بالفعل وأنه يعيش بالأجهزة التي يرفض الحاخامات اليهود رفعها عنه. ونفى بسيوني أن تكون ‘أم الرشراش’، المسماة إسرائيلياً ‘إيلات’ والمطلة على خليج العقبة مصرية، مؤكداً أنها تتبع فلسطين، وأن الأمر صار محسوماً ببيان رسمي من وزارة الخارجية المصرية التي رفضت نسب أم الرشراش . (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 أوت 2008)  

رضوان زيادة :  التحوّل الديموقراطي في أوروبا الشرقية، هل من دروس للعالم العربي؟

 

رضوان زيادة
الحياة – أغرى تشابه تفكك النظم السياسية السلطوية في العالم بدراسة أوجه التقارب والتباعد في التحول الديموقراطي في أوروبا الشرقية وبلدان أميركا اللاتينية مقارنة مع البلدان العربية، فقد أتت الثورة البرتقالية في أوكرانيا والتحولات الجماهيرية في جورجيا ولبنان لتغري الباحثين بدراسة أنماط تآكل الأنظمة الشمولية في العالم، وتعزيز قدرات المجتمع المدني على التحول الآمن باتجاه الديموقراطية والتعددية. فقد حققت التجربة التشيكية في التحول الديموقراطي على سبيل المثال نجاحاً على مستويين، الأول على مستوى التحول الآمن من عهد تجربة الحزب الواحد الشمولي إلى الديموقراطية التعددية، والثاني على مستوى الانفصال «السلس» عن سلوفاكيا من دون المرور بحروب عرقية أو اثنية كما حصل في يوغوسلافيا السابقة. ولذلك تعد دراسة هذه التجربة مهمة على الصعيد النظري على مستوى دراسات التحول الديموقراطي، وعلى الصعيد العملي من حيث تقييم التجربة وملاحظة أخطائها والاستفادة من خبراتها. فمن المعلوم أن سبحة التحول الديموقراطي في دول أوروبا الشرقية بدأت في بولندا منذ عام 1988 حيث لعبت منظمة «تضامن» دوراً فعالاً في هذا التحول، ثم المجر، فألمانيا الشرقية ثم تشيكوسلوفاكيا. إذ يمكن تقسيم دول أوروبا الشرقية التي شهدت تحولاً ديموقراطياً إلى ثلاثة نماذج: الأول: يمكن أن نطلق عليه وصف التحول الاحتجاجي السلمي كما حصل في بولندا عبر تحريض حركة «التضامن» البولندية أكبر عدد من الناس على النزول إلى الشارع والقيام باعتصامات وإضرابات سلمية أقنعت الحزب الشيوعي الحاكم بضرورة تقديم تنازلات انتهت بسلسلة من الإجراءات التي حققت ما يطلق عليه التحول الديموقراطي. الثاني ما يوصف بـ «الثورة المخملية» كما في تشيكوسلوفاكيا حيث استطاعت حركة المعارضة النخبوية الداخلية والخارجية التي بدأت بما يسمى «الميثاق 77» والذي لم يتجاوز عدد الموقعين عليه أكثر من 1200 شخص وفي المراحل المتأخرة حتى، من الضغط على الحزب الحاكم وإجباره على التخلي عن امتيازاته الخاصة، وهو ما فتح الباب لتحول ديموقراطي سلمي وآمن، وتبدو تجربة المجر قريبة جداً من ذلك. أما النوع الثالث فهو التحول الاحتجاجي الذي ترافق مع العنف كما في رومانيا وبلغاريا. عندما نتحدث عن التجارب المختلفة، سيحاول كل بلد بالتأكيد إقناع ذاته بخصوصيته، وأن كل بلد هو فريد ولا يمكن تكرار تجربته، لكن الدراسات المقارنة تعلمنا كيف أن عوامل الشبه أكثر مما يتصور دعاة الخصوصية، وبالتأكيد فالاستنساخ غير وارد، لكن هناك دروساً لا بد من التعلم منها، إذا رغبنا في الإفادة منها بغية تحقيق التحول الديموقراطي في العالم العربي. فرغم الخصوصيات التي تفرضها كل دولة على حدة تظل فروقات أساسية تحكم تطور كل تجربة، وقد بنيت هذه الملاحظات على لقاءات شخصية مع مسؤولين سابقين وحاليين في براغ وغيرها من عواصم أوروبا الشرقية، ضمن زيارة دراسية قمت بها إلى تلك الدول: – إن الأحزاب الشيوعية في دول أوروبا الشرقية كانت تعتمد اعتماداً كلياً على الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي، سواء في تبرير وجودها أو في سندها السياسي والاقتصادي، ولذلك لما انهار الاتحاد السوفياتي وسقط حزبه الشيوعي الحاكم لم يعد هناك من مبرر لبقاء الأحزاب الشيوعية التي تدور في فلكه، فالاعتماد الكلي على الاتحاد السوفياتي ربط شرعية الأحزاب الشيوعية في دول أوروبا الشرقية بشرعية الحزب الشيوعي السوفياتي، ولذلك لما سقط التمثال الأكبر لم يعد للتماثيل الصغرى مبرر لوجودها، في حين أن الدول الاشتراكية في الوطن العربي والتي حافظت على علاقة وثيقة مع الاتحاد السوفياتي كسورية والجزائر والعراق لم تربط شرعيتها بشرعية الحزب الشيوعي السوفياتي، وإنما حافظت على مسافة دائمة منه، وحاولت باستمرار أن تدمج فيها العامل القومي مع المبرر المصلحي للأنظمة السياسية، ولذلك بسقوط الاتحاد السوفياتي سقطت كل الأحزاب الشيوعية المتحالفة معه في أوروبا. لكن مثيلاتها في العالم العربي استطاعت أن تتكيف بسهولة وتعيد إحياء دورها بناء على العامل القومي والوطني بعد انتهاء المفعول الأيديولوجي. – ثاني هذه الفروقات أن الأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية ظلت أحزاباً سياسية تعمل بشكل مؤسسي، ورغم نزعتها الشمولية واعتمادها الكلي على الاتحاد السوفياتي في سياساتها جميعها، إلا أنها ظلت تقوم على فكرة الحزب الشمولي إذا صح التعبير. صحيح أنه لا تنطبق عليها معايير الحزب السياسي بالمعنى الدقيق للكلمة، بوصفه صلة الربط بين القواعد والقيادات الحزبية والسياسية، وإنما كان يقوم على احتكار التمثيل السياسي بأعضاء المكتب السياسي الذين يجري تعيينهم واختيارهم من فوق وفق معايير الولاء والمصالح الشخصية والشبكات الزبائنية، إلا أن القرار في النهاية كان يخضع لقرار مشترك من القيادة الحزبية العليا، بحيث يجري احترام نظام التقاعد سواء في المناصب الحزبية أو العسكرية وحتى الأمنية، وهو ما لم ينطبق على حالات الدول العربية التي حكمتها أحزاب شبيهة بخاصة سورية والعراق في حكم حزب البعث أو مصر، إذ تضاءل دور الحزب وقيادته السياسية إلى أن انتهى تماماً ليصبح مجرد جهاز تبريري او دعائي لقرارات الرئيس القائد، كما أن النظام السياسي نفسه لم يعد نظاماً حزبياً بقدر ما أصبح نظاماً عائلياً يتحكم به أفراد الأسرة الحاكمة ولها القرار الأخير في خيارات البلد السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية كما جرى في حالة صدام حسين على سبيل المثال. وهذا الفارق الجوهري هو الذي منع الحزب الشمولي من التفكير بالقيام بالتغييرات الضرورية والانفتاح باتجاه تحقيق التحول الديموقراطي رغم ازدياد حجم المطالب الداخلية. – العامل الثالث من الفروقات هو العامل القومي، ففي جميع دول أوروبا الشرقية لا وجود للعامل القومي بالحدة ذاتها التي نجدها في الدول العربية وبخاصة في دول مثل سورية والعراق ومصر، فعلى حد قول أحد المسؤولين التشيكيين: «نحن لا نتذكر أننا أمة إلا حين يربح فريقنا مباراة لكرة القدم»، وهو ما أضعف استفزاز هذا العامل واستثماره من قبل النظام الحاكم لقمع معارضيه بقسوة وشدة واتهامهم بأنهم يهددون مصالح البلد القومية العليا، وما رفع العامل القومي في الدول العربية هو احتلال إسرائيل لجزء من الأراضي العربية في فلسطين والجولان لتزيد من استنفار العامل القومي وتأجيجه في داخل الصراعات الاثنية والقومية. – التجانس العرقي والاثني والطائفي عامل مهم في تخفيف حدة النزاعات بين النخبة السياسية الحاكمة وبين المعارضة السياسية، بحيث لا تستطيع النخبة اللعب على الوتر الاثني على سبيل المثال أو الاحتماء خلف طائفة ما بحيث يجري تجييرها داخل الصراع من أجل تأبيده أو تخويف المجتمع بأكمله من مصير الحرب الأهلية. – وأخيراً العامل الخارجي، ففي حين كانت الضغوطات مركزة بشكل كبير على الأحزاب الشيوعية من أجل الانفتاح والدمقرطة سواء من قبل الولايات المتحدة والمعسكر الغربي بهدف القضاء على الشيوعية ومحاربة المعسكر الاشتراكي، أو من قبل الكنيسة الكاثوليكية في روما لضمان حرية الممارسة الدينية التي انتهكها النظام الشيوعي، وفي الوقت نفسه الضغوطات الداخلية القوية من أجل الدخول في الاتحاد الأوروبي والانفتاح على العالم، مقابل ذلك كان تركيز العالم في منطقة الشرق الأوسط على ما يسمى الاستقرار وضمان أمن إسرائيل عبر التركيز على ما يسمى حل الصراع العربي – الإسرائيلي وإهمال الأجندة الديموقراطية في المنطقة بالكامل. فحرب الخليج الثانية التي كان من أهدافها إخراج القوات العراقية من الكويت، ترافقت مع تفكك متلاحق لدول المنظومة الاشتراكية السابقة في الضفة الأوروبية، لكنها في ضفة جنوب المتوسط عنت شكلاً جديداً من الهيمنة الدولية على القرار الوطني المستقل عبر ما يسمى «النظام العالمي الجديد»، وهذا يعني عبر ترجمته الرسمية تجديد القبضة على المجتمعات ومنعها من التأثر بارتداد الموجة الديموقراطية. وعلى ذلك وجدنا في ما بعد تركيزاً دولياً ورسمياً على عملية السلام العربية – الإسرائيلية وتجاهلاً تاماً لمصالح هذه المجتمعات في الديموقراطية وحقوق الإنسان. كان المجتمع الدولي في حينه معنياً فقط بإنجاح السلام كسبيل لحل مشاكل المنطقة، وربما يساعد ذلك في ما بعد في الانفتاح السياسي عبر سحب الذريعة القائمة على أن لا إصلاح سياسياً ما دامت دول المشرق في حالة حرب مع إسرائيل تستدعي العمل بقوانين الطوارئ وغيرها من القوانين الاستثنائية، وعلى ذلك كانت صيحات النشطاء الديموقراطيين في تلك الفترة تعصف بها الرياح بعيداً جداً أو ترددها فقط جدران السجون. * باحث في معهد الولايات المتحدة للسلام USIP – واشنطن
 (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أوت 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

8 juillet 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1875 du 08.07.2005  archives : www.tunisnews.net بيان مشترك مساندة لجمعية القضاة التونسيّين لجنةالدفاع عن

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.