ميدل ايست اونلاين: صحيفة الشروق التونسية تشير الى مقتل سعد ساسي، والسلطات تدرس الخيط السلفي في الحادث
يو بي أي: حزب تونسي معارض يرفض استخدام العنف لخدمة أهداف سياسية
آكي: تونس – التحقيقات تؤكد ارتباط المسلحين بمجموعات سلفية
د ب أ: شبح جربة يخيم على تونس من جديد
رويترز: جماعة إسلامية تحث على شن هجمات على الفرنسيين بالجزائر
الراية القطرية: الرباط- السلطات توقف تنظيماً متخصصاً في تصدير المغاربة إلى العراق
الشرق القطرية: لوجود الغنوشي بين أعضائه ..إيران تتحفظ على استقبال وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الطاهر الأسود: تعليق حول مجمل المعطيات الإعلامية والسياسية المرافقة لظهور المجموعة الإرهابية في تونس
صلاح الدين الجورشي: قراءة في الأحداث الأخيرة – كيف تسرب العنف الديني إلى تونس؟
الأستـاذ فتحي نصري: تونـس: “خطة تجـفيف المنابع” والـحصـاد الـمـر
عبدالحميد العدّاسي: بين الأمس واليوم
الصباح: «براكاجات» ضد سائقي سيارات التاكسي في كرش الغابة
صالح الزغيدي: متابعات …
رضا المشرقي: مجزرة عائلة المهاجر التونسي عزوز في إيطاليا:هل تكشف الجناة قطرة دم ؟
رجاء بن سلامة: يحبّون طغاتهم أكثر ممّا يحبّون أنفسهم!
أم صابر: “يا حسرة على العباد…”
الهاشمي بن علي: دعوة للتعقّل – عندما تتهافت النخبة..
فهمي هويدي: رسائل الإعدام المهين
بحرى العرفاوي: “إنما شنقوا النعاج الخائفة “
ريتشارد جوت: أمريكا اللاتينية تستعد لتسوية الحسابات مع “المستوطنين البيض”
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
بيان حول الأحداث الأخيرة في الضاحية الجنوبية
حزب تونسي معارض يرفض استخدام العنف لخدمة أهداف سياسية

مصادر: مقتل زعيم مجموعة سلفية في الاشتباك مع الأمن التونسي
التحقيقات تؤكد ارتباط المسلحين بمجموعات سلفية
شبح جربة يخيم على تونس من جديد
عام / تونس / مجموعة اجرامية
جماعة إسلامية تحث على شن هجمات على الفرنسيين بالجزائر
السلطات توقف تنظيماً متخصصاً في تصدير المغاربة إلى العراق
إيران تتحفظ على استقبال وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
تعليق حول مجمل المعطيات الاعلامية و السياسية المرافقة لظهور المجموعة الإرهابية في تونس
الطاهر الأسود
باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية
يهتم هذا المقال بمحاولة التعليق على التغطية الإعلامية و مختلف ردود الأفعال و المستجدات في علاقة بالأعمال الإرهابية (أو محاولة إنطلاقها) في تونس. و من الضروري أن أؤكد هنا على الوضعية العامة التي تعرضت اليها في مقال سابق (“حول الانطلاقة المحتملة لأعمال إرهابية في تونس: استمرار التعامل الساذج في أوساط الطبقة السياسية التونسية مع تيار الفتنة الأهلية ” 29 ديسمبر 2006) و هو ما أعيد تعريفه هنا بأنه استمرار لـ”حالة إنكار” (state of denial) و عدم قدرة على تصديق مستجدات الساحة و هي حالة تشمل أطراف السلطة و المعارضة على السواء.
التغطية الإعلامية: حول القصور الإخباري
من الواضح بداية أنه كان هناك تعتيما رسميا بالغا عما جرى. و قد تم تبرير ذلك بشكل غير رسمي (أنظر أسفله حول “الناطقين غير الرسميين”) بأن التعتيم يهدف للحفاظ على سرية التحقيق و من ثمة ضمان سلامة الفاعلين الأمنيين و نجاح عملية الملاحقة. غير أن هذه الدواعي المفهومة لا يمكن أن تبرر التعتيم الحاصل. حيث كان من الممكن بداية عدم ممارسة التضليل من خلال نسب ما يجري لـ”عصابة مخدرات” و هو ما كشف عن نوايا جدية مبكرة للتعتيم من قبل بعض (على الأقل) الدوائر الرسمية في استمرار لسياسة عامة إعلامية تتجنب الحد الأدنى من الإفصاح و هو ما يفسر حدة ردود الأفعال اللاحقة على تعاملها الاعلامي مع ما جرى. كما أن هذا الأسلوب ساهم كما هو متوقع و كما هي العادة في تغذية الكثيرمن الاشاعات في الشارع التونسي و من ثمة الإضرار بالظروف المحيطة بالحل الأمني. من جهة أخرى كان من الممكن الافصاح عن معطيات لا تضر بسير الملاحقة الأمنية مثل الصبغة السياسية للمجموعة الارهابية و التي لم يعد ممكنا التغافل عنها. و بالاضافة الى ذلك فإنه و كما يجري في أي بلد آخر يتعرض لمثل هذه الأحداث فإن الكشف عن بعض العناصر “المحروقة أمنيا” و دعوة المواطنين للمساهمة في القبض عليها يساعد على سير الملاحقة الامنية و لا يضر بها. غير أن غياب كل ذلك يعكس في الحقيقة حجم الشكوك بين الجهات الأمنية و بقية المواطنين و هو إطار غير مناسب لمواجهة هكذا تحديات تمس السلامة الأهلية للجميع. و هذا مشكل لا يمكن معالجته إلا بتحويرات على مستوى السياسة العامة.
غير أن التعتيم الرسمي الإخباري ترافق مع قصور إخباري عام تجسم في أسلوب التغطية الصحفية لما جرى. و من الضروري الاشارة هنا أن هناك تقريرين صحفيين فقط (حتى الآن أي 9 جانفي) قدما الإضافة الإخبارية. التقرير الأول نُشر في صحيفة ليبراسيون (5 جانفي 2007) أشار لأول مرة لتفاصيل عن أعضاء المجموعة بما في ذلك “قائدها” المفترض (“لسعد ساسي”) و “عضده الأيمن” (“الباشا”). تقرير الليبراسيون مبني على الأرجح على مصادر أمنية أو رسمية مطلعة عبر مصادر أخرى لم يسمها (ديبلوماسية فرنسية؟). بقي أنه ليس مبني على بحث صحفي ميداني في مواقع الاشتباكات. التقرير الضحفي الوحيد الذي قام بذلك هو تقرير السيد رشيد خشانة (نشر بالكامل في موقع “الحزب الديمقراطي التقدمي” و جزئيا في عدد صحيفة “الحياة” 6 جانفي 2007). و قدم فيه رواية متجانسة و من شهود عيان مباشرة ليس فقط لما جرى في سليمان بل أيضا لما جرى منذ 23 ديسمبر 2006. التقارير التي قام بها بعض صحفيي الصباح أو الشروق أو غيرها من الصحف المحلية بما في ذلك الذين ذهبوا لموقع الحدث لم تقدم أية إضافة إخبارية باستثناء بعض الصور (لم تكن هذه التقارير إخبارية بقدر ما كانت تطمينية و تحمل رسائل سياسوية بل كانت تضليلية في البداية مثلما حدث مع الشروق عندما أشارت و قبل “استكمال التحقيقات” الى أن الموضوع على علاقة بـ”عصابة مخدرات”). تبقى الاشارة أيضا الى مقال للسيد لطفي الحيدوري لا أعتقد أنه تنطبق عليه صفة التقرير الإخباري (أتعرض اليه بتفصيل أكبر أسفله) و فقرة في التعليقات السياسية (“أضواء على الأنباء”) للسيدة “أم زياد” في نشرية “كلمة” و قد أشارا كلاهما الى معطيات غير معروفة المصدر رغم أهميتها المحتملة و هو ما لا يدخل في الواقع ضمن نوع التقرير الإخباري. غير أنه عدى ذلك فإن بقية الصحفيين المستقلين المحليين (مراسلي “الجزيرة” و “سويس انفو” و “اسلام أون لاين”… الخ) لم يقدموا في الواقع الإضافة الإخبارية المرتقبة حيث كانت تقاريرهم مبنية على تقارير إخبارية سابقة و على استجوابات لبعض الأطراف المعارضة التي عبرت عن رؤيتها السياسية و لم تقدم أية معطيات جديدة. و هكذا عموما كان هناك قصورا إخباريا عاما لم يكن ناتجا فقط على رغبة رسمية في التعتيم (شارك فيها صحفيو الجرائد المقربة من السلطة) بل أيضا عن قصور في “النفس الاخباري” حتى للصحفيين المستقلين و الذين انجذبو أكثر نحو التعليق السياسي غير المباشر على حساب صيد المعلومة و حتى على حساب ردود فعل المواطنين العاديين و هي حسب رأيي أهم من حيث القيمة الإخبارية بكثير من تعليقات بعض الوجوه السياسية و التي نعرف موقفها مما يجري من مصادر أخرى.
التغطية الإعلامية (يتبع): في معنى “التقرير الإخباري”
أفرد هنا فقرة خاصة بالمقال الذي نُشر في مجلة “كلمة” الالكترونية (بتاريخ 8 جانفي) بقلم السيد لطفي الحيدوري. و يرجع التخصيص على هذا المقال لأنه يجسد حسب رأيي جانبا من أزمة العمل الصحفي المستقل في تونس. حيث أن الظروف الخاصة التي يعمل ضمنها الصحفيون المستقلون تؤثر ليس فقط على طبيعة المواضيع بل أيضا في منهج التقرير الصحفي و معناه. و في حالة المقال المعني فإن غياب المصادر يجعل من الصعب التمييز بين المعلومة و الإشاعة بالرغم من المعطيات المثيرة للإنتباه التي تعرض لها. و لكن ما يعمق هذا الغموض هو الخلط بين التقرير الإخباري و مقال الرأي فما يمكن أن يبدو تأويلا و موقفا سياسيا يؤثر بالتحديد في طريقة عرض المعلومة. و قد أثارتني بشكل خاص جمل من النوع التالي: “لا يجب استباق الأحداث والتسرّع في إطلاق الأحكام على هذه المجموعة قد تضرّ بها حقوقيّا وإنسانيا كموقف إدانة “لجوء بعض التونسيين إلى العنف كوسيلة للتغيير السياسي”. أو الحديث عن “مؤشر خطير يستوجب من الجميع التصدي له بحزم”، مثلما ورد في أحد البيانات الحقوقية الأخيرة. وهو ما قد يوظّف رسميا لانتهاك حقوقهم.” و هنا لا يمكن لي عدم ملاحظة الأسلوب المشترك في “العمل الإخباري” بين “تقرير” يكتبه للشروق السيد سفيان الأسود و تقرير السيد الحيدوري حيث هناك حرص على خدمة أجندة سياسية تظهر للسطح لتقدم الوعظ و التوجيه، و هو أسلوب مقال الرأي، عوض الاقتصار على نقل المعلومة باحتراز كافي و بالتأكيد على المصادر.
تصريحات الرئيس لبوشيحة
حتى الآن لم يعبر رئيس الدولة (او حتى بقية الوجوه الأساسية في الحكومة) على أي ملاحظات مباشرة و علنية حول الحدث. و تم اختيار صيغة غريبة نوعا ما لتبليغ الرسالة الرسمية على المستوى السياسي و هي تصريحات الرئيس للسيد محمد بوشيحة أو في الحقيقة تصريحات السيد بوشيحة لما صرح به اليه الرئيس إثر لقاء جمع بينهما قبل نهاية الأسبوع. و تم اللجوء الى صيغة أخرى لإبراز اللقاء إعلاميا من خلال حوار صحيفة “الشروق” مع بوشيحة (عدد 7 جانفي 2007) و الذي كان المقصود منه إعطاء صبغة خاصة للقاء الرئيس به. اللافت أن هذه الصيغة ستكون مفهومة لو تمت مع رئيس تحرير إحدى الصحف و ليس مع رئيس أحد الأحزاب المقربة من السلطة. و إذا تجاوزنا أسئلة أخرى من نوع لما تم إختيار السيد بوشيحة تحديدا (“أكبر حزب معارض” برلمانيا؟) فإن تصريحات رئيس الدولة (غير المباشرة) تشير الى أسباب سياسية و أهمية المعالجات السياسية للحدث و فيه تحميل واضح للأحزاب المساندة لها في الفشل في جذب الشباب و التعبير عن همومه (و هو ما ينسجم مع خطاب السلطة المتذمر من هذه “المعارضة” المقربة منها و الذي تزايد خلال الأشهر الأخيرة). يبقى أن هذه التصريحات (و التي لا يمكن أن لا نشعر فيها بحجم التهميش لشخوص هذه المعارضة المجبرة ليس فقط على الاستماع الى مثل هذه التصريحات بل أيضا على نقلها بنفسها للمنابر الاعلامية) لا تعني بالضرورة وعيا رسميا بفشل الصيغة الراهنة للساحة السياسية كما تحددها السلطة و القائمة على وجود “معارضة” رسمية لا تملك المعارضة و هو في واقع الأمر أحد أهم أسباب “عزوف” الشباب التونسي عنها. يبقى من المؤمل أن هناك إجماعا في هذه الحالة على الدور الرئيسي للظروف السياسية الداخلية فيما جرى و يجري.
الناطقين غير الرسميين
مقابل التراجع اللافت (و لكن المعتاد الآن) للمنابر الإخبارية الرسمية على المستوى السياسي استمر بروز (مفارقة) الناطقين غير الرسميين و لكن المكلفين في الوقت نفسه بالتعبير عن الموقف الرسمي. و تأتي تصريحات شخوص مثل السيدان برهان بسيس و بوبكر الصغير ضمن هذا الإطار. و قد علق الكثيرون على هذا الأسلوب غير المسبوق في المعالجة الإعلامية. يبقى من الممكن القيام ببعض الملاحظات خاصة في علاقة بما يكتبه السيد بسيس. يتذمر الأخير بشكل متقطع من “جمود” بعض وسائل الاعلام الرسمية (يلمح للتلفزة و الاذاعة الرسميتين عادة) غير أن المشكل الأهم، كما يجب أن يعرف، هو تراجع المؤسساتية عن الاعلام الرسمي خاصة على مستوى الإخبار السياسي. و الحقيقة فإن وجود “مؤسسة” الناطق غير الرسمي (كما يشغلها هو نفسه) من الدوال الأساسية على المشكل القائم. و من اللافت أن يهاجم السيد بسيس “وكالة أنباء قالوا” بوصفها مؤسسة لا تنضبط لقواعد الشفافية الاعلامية و العمل الإخباري في حين أن الأخيرة تتغذى موضوعيا و تحديدا من وجود الوكالات غير الرسمية المشابهة مثل “وكالة أنباء بسيس” أو غيرها. في النهاية سيكون من الحكمة النصح بأنه “لا بأس من الصمت قليلا” و لكن فقط عندما تؤدي المؤسسة الإعلامية الرسمية “قليلا من الإفصاح” و ذلك الذي يؤدي فعلا واجب تحصين الجبهة الداخلية من الاشاعات غير الضرورية. إن الطلب من التونسيين القيام بـ”قليل من الصمت” يقبل و يجير في الواقع بصمت الموقف الرسمي غير المبرر و لا يرى أن دعوته (للصمت في الواقع) لا تتناسب حتى مع الفوائد الأمنية في “قليل من الإفصاح”. و يبقى من المثير أن تتركز مهام “الناطق” غير الرسمي تحديدا في الدعوة للتوقف عن أو حتى “التقليل” من النطق.
بيانات المعارضة: استمرار رفض تقييم “الصحوة الدينية”
قامت بعض أحزاب المعارضة و المنظمات الخارجة عن ضوابط السلطة (معترف بها و غير معترف بها) بإصدار بيانات في علاقة بالحدث. و كما هو متوقع جاءت متشابهة و تركزت حول “نبذ العنف مهما كانت أسبابه” و تحذير السلطة من “مغبة استغلال العنف لتبرير القمع و مزيد التضييق على الحريات”. و قد كنت تعرضت في مقال سابق للـ”تعامل الساذج للطبقة السياسية التونسية مع تيار الفتنة الأهلية”. و أريد هنا التخصيص على أن الأطراف التي أصدرت البيانات أكدت هذه الخاصيةالأساسية الجامعة في التعامل مع التيار المعني. حيث و بداعي انتظار معطيات مؤكدة تم التمسك بتجاهل إمكانية وجود هذا التيار الجدي في الساحة بالرغم أن الشارع السياسي التونسي كان يعرف و بعد يومين على الأكثر من حادثة 23 ديسمبر بأن هناك معطيات جدية تشير لتورط مجموعة سلفية جهادية. إن القضية الأهم التي تم مرة أخرى التغاضي عنها هي: أولا، أنه ضمن مسار “الصحوة الدينية” المتعاظمة في السنوات الأخيرة كانت هناك مؤشرات لا يمكن أن تغيب عن أي طرف سياسي مطلع في الحد الأدنى على الوضع في البلاد حول وجود تيار سلفي قوي ضمن هذا المسار العام (الى جانب تيارات أخرى بما في ذلك المجموعة الشيعية على صغرها و التي يتكلم باسم أهمها السيد عماد الحمروني و الذي جمعني معه جوار مؤخرا). إن الملاحظ الجدي كان يسمع عن و يرى ليس وجود هذا التيار فحسب بشكل مرئي في أحياء شعبية أساسية حول العاصمة (“حي التضامن” مثلا) بل و في غيرها و خاصة في بعض الأوساط الشبابية و التي لم تكن تتميز بأي اهتمامات سياسية. كما كان هناك تداول لمعطيات مؤكدة عن اشتباكات كلامية (فقهية) بين عناصر هذا التيار و عناصر قريبة من حركة النهضة ليس في السجون فحسب بل أيضا في بعض المساجد و هو ما انعكس بشكل خافت في بعض الرسائل و الردود المتباينة على شبكة الانترنت و خاصة على موقع “تونسنيوز”. و كانت هناك معطيات مؤكدة خلال السنوات الأخيرة من المفروض أنها متاحة لأي مطلع على الساحة عن اشتباكات كلامية (فقهية) جرت كذلك بين هذا التيار و تيارات أخرى في مسار “الصحوة الدينية” و تحديدا من جماعات “الدعوة و التبليغ” و “الصوفية” و حتى “الشيعة”. و لم يكن ذلك مجرد حلقات جدال فقهي معزولة بل اخترقت جماعات شبابية كثيرة بما في ذلك في بعض الأحياء الشعبية و الأوساط الطلابية. و باختصار فقد أصبح السجال السياسي فيها إذا حصل يتم بالأساس على أساس ديني راديكالي في معظمه. و هكذا و بالرغم أن غياب رموز للسلفية الجهادية (كما حدث في المغرب في السنوات القليلة السابقة في تجربة مشابهة جزئيا لما يحدث في تونس) لا يعني عدم وجود بنية تنظيمية ما و لو في الحدود الدنيا و هو ما ينعكس في الخطاب الموحد و السجالي للمتبنين لهذا الخطاب. إن مجمل هذه الصورة من المتوقع ألا تغيب عن أي طرف سياسي يهتم بجدية بمتابعة دقيقة للساحة التي يعمل فيها إلا إذا اختار عدم التعبير عن ذلك أو اختار ببساطة عدم الاهتمام بذلك كمعطى له تأثيرات سياسية. و أعتقد أن هناك أطراف من المعارضة تعاملت بأحد الأسلوبين و خاصة الأسلوب الثاني.
ثانيا، و هنا نأتي لمسألة التطوع للقتال في العراق و انعكاسه على تشكل تيار سلفي جهادي يثير الفتنة الأهلية. حيث لا يمكن لأي متتبع سياسي أن يفصل الخطاب الشمولي و في كل تفاصيل الحياة لمنتسبي السلفية الجهادية و قرار التطوع للقتال في العراق. و هنا يجب التذكير بمجموعة من النقاط المتوقع أنها معروفة لكل الأطراف. بداية الغالبية العظمى من التونسين المتطوعين (و الذين يمثلون خمس في المائة من “المقاتلين الأجانب” في العراق) و حسب بيانات الذين قتلوا أثناء عمليات حربية هم ينتمون تحديدا لتنظيم “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين” أو كما كان يسمى قبل بيعة الزرقاوي لابن لادن أي “جماعة التوحيد و الجهاد”. إن ذلك ليس مجرد صدفة حيث أن قرار الذهاب للعراق يأتي في معظمه في إطار شبكات التنظيمات القاعدية و خاصة في الأوساط التي تتبنى الفكر السلفي. و هنا ليس كل من يتبنى الرؤى السلفية يتبنى ضرورة السلفية الجهادية (أو مسك السلاح كجزء أساسي لممارسة “الدعوة”) و لكن كل السلفيين الجهاديين هم قبل كل شيئ سلفيون. و هذا يعني تحديدا أن الذهاب للعراق لا يتم في هذا الإطار من أجل المساعدة على تحرير العراق و استعادة دولته الوطنية الشاملة لكل طوائفه بل لأجل إقامة “دولة العراق الاسلامية” و التي تعني تحديدا دولة “أهل السنة و الجماعة” بمعانيها الطائفية (هذا المشروع القديم في أدبيات القاعدة و لكن المعلن عنه مؤخرا فقط). و كما كتبت قبلا أكثر من مرة فإن هناك مشروعا حقيقيا للتحرير و المقاومة في العراق و هو بصدد التقدم و ضرب الاحتلال و لكنه يفرق بين محاربة الشيعي بحسب دوره في مشروع الاحتلال و محاربته لأنه “رافضي” كما فعل و يفعل القاعديون. و هنا نأتي للنقطة الأساسية: إن الذهاب للعراق بالنسبة للسلفي الجهادي لا ينفصل تحديدا عن مشروع إثارة الفتنة الأهلية في أي مجتمع “جاهلي” يحكمه “الطاغوت”. و هو ما ينطبق بالنسبة لهذه الرؤية ليس على السلطة السياسية في تونس فحسب بل و خاصة على النظام الدستوري المنظم للدولة ذاتها. إنه من الغريب حقا عدم قدرة الكثير من الأطراف السياسية الربط بين معني ذهاب منتسبي هذا التيار للعراق و الانعكاس المباشر لذلك على رؤية هؤلاء لطبيعة الوضع في تونس. و بمعنى آخر الحالة السابقة في السنوات الأخيرة للذهاب الى العراق لم تكن إلا المقدمة الضرورية لمشروع الفتنة الأهلية و “الجهاد المحلي”. و هكذا لم يكن هناك فرق بالنسبة لمنتسبي السلفية الجهادية بين الذهاب الى “الفلوجة” و الذهاب الى “جبال تزي وزو” حيث معاقل “الجماعة السلفية للدعوة و القتال” و الذهاب لـ”جبل الرصاص”. هنا من الضروري أن أؤكد مجددا على الفرق بين موجات التونسيين الذي شاركوا عبر سنين في المعارك القومية و الاسلامية الكبرى في فلسطين و لبنان و حتى العراق (خاصة مع بداية الحرب) و بين ذهاب السلفيين الجهاديين الى العراق. و لكن للأسف لم تستطع عديد الأطراف للدواعي التي أشرت اليها أعلاه التمييز بين الموجتين.
انغماس متزايد في السذاجة (أو المناورة؟)
أحيانا يصبح الرصيد النضالي الحقوقي لبعض الوجوه عائقا أمام تقييم جدي لما يقولونه و يقومون به. و لا يمكن التشكيك في صدق أشخاص مثل السيد المنصف المرزوقي على سبيل المثال و لكن ذلك لا يعني أن ما يقولونه لا يلامس السذاجة بل و يستغرق فيها. لفتت إنتباهي ثلاثة أمثلة في هذا السياق و الذي لا يتصف بالسذاجة المتوقعة فحسب بل يتجاوزها للانغماس في سذاجة مفاجئة و صادمة أحيانا تشيرالى التشبث المعاند بتصور قديم لما يجري و من ثمة المضي أكثر في “حالة الإنكار”. أول النماذج بدون منازع هي “حكومة” السيد المرزوقي “المؤقتة”. و لا أعتقد أنه من الضروري هنا التذكير بأبسط الدواعي التي يمكن أن تدفع أيا كان للقيام بدعوة مماثلة عدى الترف البلاغي و عدم القدرة على التفكير. حيث ليست البلاد في وضع فوضى سياسية شامل تنقسم فيه بين فرقاء يملكون نصيبا مؤثرا في الشارع. و لا أعتقد أن السيد المرزوقي يعتقد حتى (أرجو على الأقل ذلك) أنه يملك قسطا جماهيريا في حالة عصيان و من ثمة يفكر في إنقاذ البلاد و حل الأزمة القائمة (من مظاهرات و اضرابات يومية) من خلال الدعوة لحكومة مؤقتة تنتقل بنا نحو انتخابات نزيهة (؟!). حقا لا أستطيع التفكير في أي تعليق مناسب هنا إلا أن الساحة السياسية المعارضة في حالة جدب حقيقية خاصة عندما يكون السيد المرزوقي أحد “وجوهها السياسية الرئيسية”. النموذج الثاني هي تصريحات للسيد عبد الرؤوف العيادي (في تقرير للسيد محمد الحمروني لصالح “إسلام أون لاين”) و التي أسوقها كما هي: “ ويرى العيادي أن مصطلح “السلفية الجهادية” هو “مفهوم غربي غير محايد معرفيا والقصد منه تشويه الجهاد وفي نفس الوقت النيل من فكرة الانتماء إلى السلف بربط الكلمتين إلى بعضهما وجعلهما تعنيان الإرهاب، فمن يقول اليوم السلفية الجهادية يقول إرهابا في حين أن الانتماء إلى السلف ليس جريمة بل إن أغلب علماء الأمة من أحمد بن حنبل إلى ابن تيمية وصولا إلى زعماء الإصلاح مثل محمد عبده وعبد العزيز الثعالبي هم أبناء هذا التيار“. ” و هنا المشكل لا يكمن فقط في أن ما يقوله السيد العيادي خاطئ بكل بساطة حيث أن “السلفية الجهادية” ليست مصطلحا غربيا مسقطا كما يشير و يكفي التذكير بالجماعة المغربية المشاركة في أحداث 2002 في الدار البيضاء و التي تسمي نفسها بـ”السلفية الجهادية” (و لا يسميها أحد بذلك بشهادة شيوخها) كما هو معروف لكل الدارسين للظاهرة (هناك الكثير من المقالات و الدراسات في هذا الشأن و لكن يمكن الاكتفاء بالمقالات التفصيلية للسيد منتصر حمادة في هذا الموضوع خاصة في صحيفة القدس العربي). المشكل، إذا، لا يقتصر على خطأ مماثل و لكن يهم تحديدا الرغبة في و الاصرار على تصور تيار الفتنة الأهلية كطرف ليس إرهابي و الخلط بين مدارس مختلفة يعمل القاعديون عمدا الخلط بينها مثل مدارس “السلف الصالح” (بمعناها بالغ العمومية) و “السلفية العلمية” و “الحنبلية” و “الوهابية” و السلفية القاعدية أو الجهادية. و يمكن الرجوع في هذا الإطار الى كتابات و أحاديث أحد أهم المنظرين القاعديين و تيار الفتنة الأهلية و هو مؤسس تنظيم “بيعة الإمام” الأردني أبو محمد المقدسي و الذي يتعرض بشكل متواتر و محدد لمصطلح “خط السلفية الجهادية” بما يحمله بالتحديد من معاني “تكفير الحكام” و إسقاط الشرعية عن “جكام الطواغيت” و “الجهاد” ضدهم.
نفس الأسلوب الساذج في علاقة بفهم نوايا تيار الفتنة الأهلية القاعدي نجده في مقال السيد الحيدوري الأخير و المشار اليه أعلاه و الذي يصل الى مدى يثير القلق من حيث الاصرار على “حالة الانكار” و عدم الرغبة في تصديق خطورته الجدية على السلم الأهلي. و قد احتوى التقرير على معطيات (غير محددة المصدر) ضافية تؤكد الطابع السلفي لأعضاء المجموعة المعنية في الأحداث الأخيرة مثل تتلمذ أحدهم في مدينة سيدي بوزيد (أشار تقرير السيد خشانة الى مدينة قفصة) على أيدي أحد الشيوخ (“الخطيب الإدريسي”) و الذي كان بدوره تلميذا للشيخ بن باز و ارتباط ذلك بدون أي شك بتدريبات مسلحة في الجبال التونسية. إلا أن السيد الحيدوري مازال يتساءل بشكل غير متوقع” احتمال النشاط السلفي الجهادي أقوى، فالمتبنّون للتيار السلفي الجهادي أصبحوا ظاهرة لافتة في تونس منذ سنوات. ولكن هل كان في أجندتهم القيام بنشاط مسلّح في تونس ؟ وهل يصحّ تسميتهم معارضة مسلّحة تسعى للتغيير السياسي؟…. نعرف ما هي إستراتيجية التدريب في تونس هل كانت تجهيزا لتصدير المقاتلين إلى بلدان أخرى أم خلايا بانتظار أمر مجهول ؟“. و هكذا فإن بالنسبة للسيد الحيدوري هناك احتمال أسباب أخرى لقيام هذه المجموعات بالتدرب على السلاح و هو تحديدا تصدير مقاتليها لأماكن أخرى ربما العراق أو الجزائر. و بالرغم أن الجميع يعرف (كما أشار هو نفسه في مقاله) الى أن مصادر و مواقع التدرب هي نفسها المواقع التي يعنيها بالتصدير حيث ليس لدينا في تونس حتى الآن خبرات قاعدية مماثلة لما هو موجود في العراق أو الجزائر حتى يتم تدريبها في تونس لنقل خبراتها الى العراق أو غيره (العراق أفضل مواقع التدريب القاعدية حاليا). كما يشير السيد الحيدوري في نفس إطار التشكيك لبرامج الإرهاب المحلي الى “مجموعة الجزائر” بأنها قامت بالاعتراف تحت التعذيب و لكن من المتوقع أنه يعرف أن هناك أكثر من مجموعة ضبطتها الأطراف الأمنية الجزائرية بصدد الالتحاق بمواقع تنظيم “الجماعة السلفية للدعوة و القتال” و ليس ذلك الطريق المعتاد للذهاب الى العراق. كما أن التنظيم المعني أعلن بشكل واضح خاصة في بيان “قاعدة الجهاد في بلاد المغرب” على الاستراتيجيا المغاربية للتنظيم. إن التهرب المثير للانتباه من النظر الى الحقيقة الباردة أي برنامج الارهاب المحلي للسلفية الجهادية يعبر إما عن تجاهل أو ببساطة جهل ببرامجها و رؤاها المعلنة و التي شرحتها فيما قبل و أعلاه و الخاصة بأهمية “محاربة كفار الداخل أو الطواغيت” المماثلة لمحاربة “كفار الخارج”. إن المثير حقا أن هذه السذاجة بل و التعاطف الظاهر مع موجات المتطوعين و الذاهبين الى العراق من السلفية الجهادية تترافق مع غيرة ظاهرة حول مسألة “الجهاد المسلح في العراق” من قبل كتاب (مثل السيدين المرزوقي و الحيدوري) كثيرا ما تعاملوا بكثير من الغلظة مع التيارات التونسية التي تركز على القضايا القومية و خاصة مسألة دعم العراق في حربه بوصفها قضايا تلهي عن “قضايا الداخل”. و الحقيقة أن هذا التبرير و محاولات التغطية على تيار الفتنة الأهلية القاعدي تبدو كمحاولة مؤسفة لتوظيف الصراع الراهن لمزيد التشهير بالنظام لا غير و من ثمة العمل على تبييض القاعديين و تناسي حقيقة أن المعركة في هذه الحالة لا تمس السلطة بقدر ما تمس مبدأ الدولة المدنية و النظام الدستوري القائم و السلم الأهلي. فهل يستحق كل ذلك المناورة السياسية؟ لا أعتقد ذلك.
الشخوص المتفاقمة الذات
في خضم كل ذلك توجد ظاهرة أخرى لا تستحق إهتماما كبيرا لتأثيرها الغائب تقريبا على مجرى المسرح السياسي. غير أنها تثير بعض الغبار حولها و هو ما يستدعي الإشارة اليها. يتعلق ذلك بظاهرة ما أسميه بالشخوص المتفاقمة الذات أو التي ذواتها متفاقمة الاعجاب النفس الى الحد الذي لا يمكن ترى فيه شيئا خارج عظمة مرتقبة تختص بها. و هنا مقابل الأطراف السياسية التي تمارس النرجسية السياسية و التنظيمية (أو الفرقية) هناك أشخاص يتمركزون حول ذواتهم و يعتقدون أن العالم هو ما يشاهدونه من ثقبهم و أنهم، بكل بساطة، مركز الأحداث. و هنا نأتي لظواهر بالغة الكاريكاتورية. نبدأ بالسيد الطاهر بن حسين مالك “قناة الحوار” التونسية و الذي عرض “خواطره” في آخر حصص القناة و التي اتجهت الى نقطتين كان بينهما رغبة في الجمع و التأليف. أولا زيارة وزير الصحة مبعوثا من رئيس الدولة لعيادة السيد محمد الشرفي (و أتمنى له بالمناسبة الشفاء) و هو ما يعني، حسب السيد بن حسين طبعا، علامة على “الانفتاح السياسي”. ثانيا قدم “دعمه الكامل” للقوات الأمنية. و هنا يجب أن نتذكر أن السيدين الشرفي و بن حسين من رموز التيار الاستئصالي الذي التحم بالسلطة (و الذي ساهم و لايزال بأساليبهم في “الاصلاح” الفوقي و السلطوي في ظهور تيار السلفية الجهادية) و لكن كانوا من الذين تم التخلي عنهم في منتصف الطريق لأسباب لازالت غير معروفة مقابل بقاء البقية (مثل السيد منتصر الرويسي). و يبدو أن الاشتباكات الأخيرة جعلتهم يفكرون في أن السلطة استنتجت مما يجري حاجتها لخبرات السيدين الشرفي و بن حسين. طبعا العالم أوسع و أرحب من ذلك بما في ذلك عالم السلطة في تونس و من المؤسف أن يفكر البعض أن العالم سيتوقف لو لم يكونوا فيه خاصة إذا كانوا جزءا من المشكل و ليس الحل. تبقى الإشارة الى أن مالكي وسائل الاعلام في أي مكان من العالم يفضلون عادة البقاء في الكواليس و ذلك لحكم عديدة منها تفادي الظهور في موقع التوظيف السياسي الشخصي للمنبر الاعلامي الذي يملكونه. أتمنى على السيد بن حسين ترك العمل الإعلامي للقائمين على القناة حاليا و التواري في الكواليس و لو أن ذلك سيكون غاية في الصعوبة.
الظاهرة الكاريكاتورية الأخرى من الشخوص المتفاقمة هي “الدكتور” خالد شوكات. و أريد أن أبدأ هنا بملاحظة حول حرص السيد شوكات على سبق اسمه بلفظ “الدكتور” في حين أن ذلك الامضاء لا يميز مقالات أكاديمية بل مقالات رأي لا أرى فيها أهمية أن يكون الشخص دكتورا أم لا خاصة و أن الكثير من المحللين الجيدين (عبر العالم و المنطقة العربية) لا يمتلكون دكتوراة أو درجات أكاديمية رفيعة. و الحقيقة لا تنتشر بين الجامعيين التونسيين (المتكونين في الجامعة النونسية و حتى غيرها) عادة وصف أنفسهم بالدكاترة عند التعرض للشأن العام بل حتى في المعاملات داخل الأوساط الأكاديمية. بينما تنتشر هذه الظاهرة في كثير من الأوساط المشرقية حيث لم تعد “الدكتوراة” تساوي شيئا جديا. أشير هنا أيضا الى أنه في المجال الأنقلوسكسوني الذي أنشط أكاديميا ضمنه أيضا يحرص المتحصلون على الدكتوراة و الأساتذة الجامعيين على تفادي سبق أسمائهم بلفظ “الدكتور” خاصة عندما يتعلق الأمر بمقالات أو مساهمات في الشأن العام. بل أن ذلك ينسحب أيضا على تذييل المقالات الأكاديمية. و في الواقع يشترك مع السيد شوكات في هذا السلوك المثير للاستغراب “دكاترة” آخرون من نفس النوع مثل السيدة (“الدكتورة”) رجاء بن سلامة و غيرها من الفرع التونسي للـ”الليبراليين الجدد” غير الليبراليين، في الحقيقة (و هو موضوع تعرضت اليه في مقالات أكثر عمومية لا تركز بالتحديد على النماذج التونسية) و الذين لا يختلفون حسب رأيي من حيث التركيز على المظهر و الإثارة و اللغة الشعبوية عن ظاهرة ما يسمى بالـ”الشيوخ المودرن”.
المثير حقا أنه من الصعب بل من غير الممكن أن أجد ما يشير من حيث المنهج و أسلوب التحليل ما يعكس صفة علمية من مستوى “الدكتوراة” في كتابات السيد شوكات و الذي لا أعرف حقيقة أين تحصل على “دكتوراه” و ماهية محتواها و لكن تلك مسألة غير ذات أهمية في حالة غياب حد أدنى من منهج و رؤية من يفترض أن يكون دكتورا. و الغالب على مقالات السيد شوكات أسلوب عاطفي و متشنج و قليل التمحيص و سريع الاستنتاج و الخلاصة كما أشارت الى ذلك و بهدوء البحث الرصين (و بدون الاستعانة بلقب “الدكتور”) بعض النصوص الأخيرة (يكفي أن أشير الى ردود أخيرة قرأتها على النت على مقالات السيد شوكات للسادة أحمد نجيب الشابي و ناجي الجمل و فتحي النصري). سأقتصر في هذا الاطار على مقال أخير كتبه السيد شوكات يشكك فيه في بيان “شباب التوحيد و الجهاد” على أسس غاية في التسرع و الخفة (مثل “اختصاص” صحيفة الوسط بالبيان و هو أمر غير صحيح و كان يمكن معرفة ذلك لو قام السيد شوكات بما يمكن أن يقوم به أي كاتب متعود على التمحيص البديهي و الذي لا يختص به ضرورة حتى من هو أكاديمي أي ببساطة مبدأ التثبت) بالرغم من أن البيان المعني يستحق الشك و لكن لأسباب أخرى (سأتعرض اليها أسفله). غير أنه إضافة لغياب معاني المنهج الأكاديمي المتوقع من قبل “الدكتور” شوكات يمكن ملاحظة حالة بارزة من الشخصية المتفاقمة الذات و التي قامت حقا بابداعات في هذا المجال. و يأتي في هذا الإطار بيان أصدره (بنون الجمع) و بأسلوب يوحي بأننا بصدد بيان مؤسسة سياسية معنون كالتالي: “بيان بشأن المواجهات الأخيرة في تونس. د. خالد شوكات” و هي ظاهرة لا أعتقد أنه سبقه اليه أحد في مكان آخر في تاريخ السياسة المعاصرة. حيث هناك تقاليد في البيانات الفردية و لكنها تتعرض في العادة لموقع ذلك الفرد من وضع تنظيمي أو مؤسسي محدد (استقالة، تبرؤ). أما التعبير الفردي عن الموقف السياسي فهناك طبعا مقال الرأي. مقابل كل ذلك هناك نوع “البيان الحزبي” و الذي يختص بأسلوب و معاني تخص موقف طرف أو مؤسسة سياسية لافردية بالضرورة من ظاهرة محددة غير أن السيد شوكات ارتأى التعبير عن موقفه الفردي من خلال هذا النوع اللافردي المؤسسي من أشكال التعبير السياسي. و لكن لا أعتقد أنه يمكن لوم السيد شوكات كثيرا في هذا السياق خاصة في ظل ساحة توجد فيها ظاهرة أخرى مماثلة من حيث الطابع الكاريكاتوري و هي ظاهرة “الحزب-الشخص” و التي سنحترم مشاعر أصحابها فهي تفادت حتى الآن إصدار بيانات.
مسألة “بيان جماعة شباب التوحيد و الجهاد”
اتجهت الكثير من الآراء في الأوساط التونسية للتشكيك في حقيقة البيان و نسبته. و أعتقد أن هناك أسباب للتشكيك في البيان المعني و لكن لا تتعلق في أغلبها بما تم التعرض له. و الأهم من ذلك فإن النقاش حول البيان بدى كأنه يتم ضمن الأسلوب العام من “حالة الإنكار” المتواصلة و المتمثلة في تأويل معين لظروف خارج البيان تتعلق أساسا بسيناريو تآمري بالغ الخيال و يتجسد في رغبة في الاعتقاد في أن كل ما يحصل ليس إلا تسييرا من وراء ستار السلطة في إطار صراع نفوذ و ليس البيان إلا إختلاقا من قبل أحد الأطراف المتصارعة بل إن طبيعته المختلقة تأكيد لهذا السيناريو.
نبدأ أولا بما تم التأكد منه و الذي لم يعد التهرب منه مفيدا بأي شكل و هو أننا بصدد مجموعة سلفية جهادية (بمعزل عن حجمها) تستعد لأعمال الارهاب المحلي. إن صدور بيان تبني أو عدم صدوره مسألة ثانوية بالنسبة لموضوع التحقق من طبيعة المجموعة. و لم يعد من الممكن تحويل التشكيك في البيان المعني في اتجاه التشكيك في وقوف مجموعة قاعدية وراء الأعمال الأخيرة. أكثر من ذلك يجب في هذا السياق أن نتوقع صدور بيان للتبني من قبل السلفيين الجهاديين و لا يجب أن يكون ذلك مفاجئا إلا لمن رغب في الاستغراق في “حالة الإنكار”.
نأتي الآن لمسألة البيان المعني و تحديدا للاعتراضات التي تم الاشارة اليها و التي تستحق الاهتمام. يشير على سبيل المثال السيد “صابر التونسي” أن الأرقام المستعملة الهندية ( في ضبط التاريخ) و التي لا تستعمل عادة في المغرب العربي (حيث تستعمل الأرقام العربية) يدل على أن كاتبي البيان ليست لهم علاقة بالساحة التونسية. و هي ملاحظة على بساطتها تستحق الاهتمام خاصة إذا اطلعنا على بيانات تنظيمات مماثلة من نوع “الجماعة السلفية للدعوة و القتال” حيث يقع استعمال الأرقام العربية. و في حالة صحة البيان فإن التفسير الوحيد الممكن لذلك هو أن الذي كتب البيان أصدره من بلد مشرقي حيث لوحات المفاتيح مهيئة على استعمال الأرقام الهندية و ليس ذلك احتمالا مستحيلا على كل حال.
غير أن بعض الاعتراضات الأخرى غير موفقة. مثلا الاستغراب من استعمال لفظتي “الضحوك القتال” لوصف الرسول (صلعم) بوصفها غير معتادة ليس اعتراضا دقيقا فهي على العكس من ذلك تشير الى أحد الصيغ المعتادة من قبل القاعديين. و من أشهر البيانات التي تم استعمال هذه الصيغة فيها بيان تبني عمليات لندن الارهابية في صيف 2005 و هي الصيغة التي تم التركيز عليها بشكل خاص من قبل بعض الأكاديميين الأمريكيين الدارسين للظاهرة القاعدية. كما أن التشكيك على أساس أن القضية المعنية و التي تم التركيز عليها في البيان (أي مسألة “الحرب على الحجاب”) لا تمثل عادة داعي الخروج عن الحاكم فإن ذلك أيضا ملاحظة غير موفقة حيث أنها مجرد تبيرير من قبل القاعديين للخروج عن “الطاغوت” و ليست إلا المسألة الأكثر إثارة إعلاميا في الحكم بـ”كفره” المحسومة أصلا كما هو واضح في البيان. و نفس الشيئ ينطبق على الادعاء بعدم التعرض لـ”عوام الناس” بوصف ذلك يتعارض مع المنهج الارهابي لهذه التنظيمات و لكن ذلك أيضا غير دقيق. فالقاعدوين لا يفتون بشكل علني باستهداف مباشر للمدنيين و لكنهم يمررون ذلك تحت ستار فقه التترس. كما أن تنظيم “الجماعة السلفية للدعوة و القتال” (من خلال بيانات و أحاديث أمرائه المتواترين من حسان الحطاب الى عبد المالك دروكدال) و الذي من المفترض أنه المؤطر المباشر للمجموعة التونسية المعنية يستخدم تحديدا مصطلح “عوام الناس” في نقاش مسألة استهداف المدنيين و هي مسألة محورية في منهج هذا التنظيم و كانت من القضايا التي أدت لانشقاقه عن “الجماعة الاسلامية المسلحة” حيث يعترض عليها بالتحديد تماما مثلما نقرأ في البيان.
من جهة أخرى يبدو الإمضاء متناسبا مع موجة التسميات التي تسمى بها التنظيمات القاعدية في السنين الأخيرة خاصة مع بروز “جماعة التوحيد الجهاد” في العراق ثم في أماكن أخرى مشابهة من حيث غموضها للمجموعة التونسية مثلما هو حال المجموعة المصرية التي قامت بتفجيرات سيناء (قام أحد المشاركين في منتدى “نواة” باسم “lassad” بعرض بحث في الانترنت حول المجموعات التي تسمت بهذه التسمية). و لكن خصوصية التسمية الموقعة للبيان أنها تستعمل صيغة “شباب التوحيد و الجهاد”. و هنا يجب ملاحظة أمرين. أولا ليست تسمية “التوحيد و الجهاد” تسمية تنظيمية بالضرورة بل هي تسمية تصف بالأساس منهج و فكر هذه المجموعات و التي تركز بالأساس على ركني “التوحيد” و “الجهاد” و هي الثنائية التي ركز عليها خاصة أبو محمد المقدسي و تلاميذه مثل المنظر الشرعي لتنظيم “التوحيد و الجهاد” في العراق أبو أنس الشامي. و بالتالي هي تعبر عن “خط” و “رؤية فقهية” قبل أن تكون تسمية تنظيمية بالأساس. و في الحقيقة تؤكد تسمية “شباب” هذه الصبغة المفتوحة و غير المنضبطة و التي تشير الى تيار و ليس الى بنية تنظيمية محددة بالضرورة. إن كل الاعتبارات أعلاه (بما في ذلك مسألة الأرقام) تشير على الأغلب الى أننا لسنا بصدد بيان من قبل البنية التنظيمية المشرفة على المجموعة بقدر ما أننا بصدد طرف متعاطف معها و ربما حتى مقرب منها أراد الرد بصيغته و من موقعه الجغرافي على ما يراه تشويها إعلاميا للمجموعة المعنية و لهذا لم يتضمن تفاصيلا محددة حول مسار العمليات (بفعل أنه بعيد عنها) بقدر ما تضمن تأطيرا شرعيا لها. في المقابل فإن بيان التبني إذا تم إصداره أصلا سيكون على الأرجح في علاقة بمشروع “قاعدة الجهاد في بلاد المغرب” أو الأطر التي لها علاقة مباشرة بهذا المشروع. و هكذا فإن المشكل في البيان المعني لا يكمن في أنه مختلق بل في أنه لا يمثل تحديدا البنية التنظيمية المسؤولة عن العملية.
نلاحظ في هذا الإطار أن البيان الأخير أو “كلمة” أمير “الجماعة السلفية للدعوة و القتال” (مؤرخة في 3 جانفي 2007 و منشورة في صحيفة الخبر الجزائرية بتاريخ 6 جانفي 2007) و الذي أصدره تحديدا في خضم هذه الأحداث أشار فيه لاتساع الأصول الجغرافية لمقاتليه (“لقد بدأ الشباب يصحو من غفوته وينهض من كبوته ويتشوق لحمل السلاح ويتوافد على الجبال من داخل البلاد وخارجها“) و ورود أسلحة جديدة (“فتوح من الأسلحة والذخائر في المدة الأخيرة“) و هو الأمر الذي يتقاطع مع تقارير عن علاقة تسلح المجموعة التونسية بمصادر سلاح جزائرية (أي قيام التنظيم الجزائري ليس بتجميع السلاح بكثرة فحسب بل أيضا بإعادة توزيعه على الوافدين الجدد). كما لمح فيه أنه ينتظر “توجيهات” جديدة من قبل بن لادن في خصوص “المرحلة القادمة” و هو ما يؤكد الطابع الاقليمي و الدولي للتنظيم.
ملاحظات أخيرة:
أريد أن أختم ببعض الملاحظات العامة التي تحاول أن تناقش ما تم تقديمه على أنه سبب الوضعية الراهنة و تحديدا بروز هذا النوع من التنظيمات الارهابية. و سأتعرض بالتحديد للسبب المتداول في أوساط المعارضة و المتمثل في مسؤولية السلطة “أولا و أخيرا” بسبب الوضع الدكتاتوري.
-لا أعتقد أن هناك إمكانية للشك في دور ما لغياب الحريات بشكل بالغ و الممارسات التسلطية بما في ذلك منع النشاط عن تيارات إسلامية معتدلة في تشكل ظاهرة الارهاب المحلي و الموجه لإثارة الفتنة الأهلية. غير أن المشكل ليس في وجود هذه الدور بقدر ما هو في تحديد أبعاده و حدوده. و بمعنى آخر لا يمكن اختزال المسألة في هذا السبب لأنه توجد أوضاع سياسية أخرى لا تتسم بهذا القدر من الانغلاق السياسي بل تعرف انفتاحا سياسيا متزايدا و لكنها عرفت رغم ذلك و بالتزامن تحديدا مع مسار الانفتاح (المغرب و الأردن مثلا) بروزا لهذه الظاهرة. إن تشكل الارهاب المحلي و تيار الفتنة القاعدي يحتاج تفسيرا أكثر تعقيدا لا تشكل فيه المسألة الديمقراطية سوى أحد جوانب المشكل. هنا من الضروري الإشارة الى أنه حتى و لو أن هناك دورا لغلق مواقع التعبير و باقي مؤسسات الحراك الاجتماعي المدني في بروز هذه الظاهرة فإنه لا يجب أن ننسى (للمفارقة) أن أحد أسباب رد فعل هذه الأطراف التكفيرية هي رؤية فقهية ترفض أساسا النظام التعددي و الإطار الدستوري الذي يضمن التداول على السلطة و المراقبة الشعبية للسلطة التشريعية حيث ذلك يتعارض مع مبدأ “حاكمية الله” كما تراها. إن الديمقراطية “بدعة و كفر” وفقا لهذه الرؤية و لو أن ذلك يصعب تصديقه بالنسبة للبعض و هي بالتالي ليست حلا بالنسبة لهؤلاء بقدر ما هي جوهر المشكل. إن تعريف “الطاغوت” في هذا المعنى ليس نفس تعريف “الطغيان” بقدر ما هو تعريف متناسب مع معنى “حكم البشر بما لم ينزل الله” و ما يعني ذلك حسب الرؤية الفقهية السلفية الجهادية من “أحكام كفرية” بالضرورة.
-إن المشكل الأعمق هو في الحقيقة مشكل الهوية بما في ذلك مسألة التجديد الديني. و لا يمكن التعامل مع هذه المسألة فقط من زاوية “منع النقاش العام” حول المسألة الدينية و من ثمة ربط كل شيئ مجددا بموضوع الحريات و الديمقراطية. حيث المشكل هو في ثقافة كاملة تسبق تراجع الحريات في العشريتين الأخيرتين و ترجع لما قبل ذلك تقاسمت فيها الكثير من الأطراف السياسية سلطة و معارضة تعاملا غير صحي مع مسألة الهوية. فالسلطة (و كما أوضح السيد لطفي الحجي في كتابه عن بورقيبة و الاسلام) احتكرت “حق التجديد الديني” و حاربت المؤسسة الدينية القائمة (جامع الزيتونة) و من ثمة حرمتها من تحمل هذه المعركة الفقهية بالدرجة الأولى و التي لم يكن من الممكن أن يتحملها شخص متقلب و قليل الثقافة الفقهية مثل الرئيس السابق. و قد كان هناك خطا تجديديا سابقا لبورقيبة ضمن مؤسسة جامع الزيتونة و كان يمكن تشجيعه عوض إلغاء المؤسسة برمتها. من جهة أخرى كانت غالبية القوى السياسية المعارضة و لمدى فترة طويلة في قطيعة مع هوية البلاد بل أنها ساوت تقريبا بين “الرجعية” و “الفكر الديني” مما جعل موضوعة التجديد الديني غير مطروحة أصلا. و حتى بظهور التيار الاسلامي المعتدل منذ السبعينات كانت الرهانات السياسية أكبر من مسار التجديد الديني الذي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يتم ضمن مسار البنى الحركية كما أنه مسار لا يتحقق في ظرف قصير و يحتاج مجالات ثقافية غير محدودة حركيا. إن هناك فراغا واضحا لقادة دينيين مستقلين معتدلين يحضون بالمصداقية و ليس فقط لتيار (أو حتى تيارات) سياسي إسلامي معتدل.
-غير أن مسألة التجديد الديني ليست معزولة عن موضوع استهداف المنطقة و هويتها منذ الفترة الاستعمارية ثم مشاريع إعادة الاستعمار و التهديد الحربي طوال الخمسين سنة الماضية وصولا الى إستعمار العراق مؤخرا مرورا بالاستهداف المستمر و على الهواء من قبل إسرائيل للفلسطينيين و للبنانيين في السنوات الأخيرة. و في الحقيقة بقيت الكثير من القوى السياسية التونسية خاصة على اليسار في تجاهل للمغزى الواقعي و المؤثر تونسيا لهذه القضايا و من ثمة تأثيرها على تركيبة السياسة الداخلية و تفاعلاتها و بقيت تتعامل معها كقضايا “خارجية”. و يمكن تتبع هذه المسافة في تفاصيل مهمة حيث بقيت الكثير منها مترددة حتى في استعمال اللغة العربية في بياناتها في فترة ما ثم تجنبت و تتجنب تسميات مثل “الامة العربية و الاسلامية” حتى الآن. من جهة أخرى فإن مجمل الأطراف الرسمية أو المعارضة لم تنجح في إقامة أطر ناجعة تؤدي الحاجة الشعبية المتفاقمة لدعم القضايا القومية و الاسلامية بشكل جدي يتجاوز البيانات. و هكذا فقد ملأ القاعديون فراغا مهما في هذا الإطار ساهمت فيه استراتيجيتهم العابرة للحدود و وجود تنظيم موالي قوي في مجال عربي يهم عددا أكبر بكثير مما كان الحال في جبهات تعبوية سابقة (بشكل أهم بكثير من الحالة الإفغانية). و الحقيقة فإن التجارب اللبنانية و الفلسطينية و العراقية تؤكد أن حاجة هذه الجبهات المفتوحة ليس في متطوعين جدد بقدر ما هو في الدعم السياسي و المادي. و قد ساهم سابقا التونسيون بنشاط في دعم المقاومة الجزائرية (بمشاركة مباشرة من قبل بورقيبة عبر أحمد التليلي) و لكن من دون الحاجة لإرسال متطوعين. إن أهم المسؤوليات الراهنة لمختلف القوى السياسية بما في ذلك السلطة هي إيجاد أطر وسطى تتوافق مع الحاجة الشعبية لدعم هذه الجبهات و بشكل يتناسب مع الحاجات الحقيقية للأطراف المقاومة فعلا في هذه الجبهات بالشكل الذي يتم فيه تجنب الاستراتيجيا القاعدية التي تمارس عسكرة الجبهات الداخلية تحت غطاء الصراع مع الخارج.
-أخيرا حتى في حالة مواجهة كل هذه العوامل فإن المعركة مع تيار الفتنة الأهلية القاعدي لن تكون قصيرة و ستحتاج وقتا طويلا. و ربما يغتر البعض ببطئ عمليات هذا التيار و تفرقها الزمني و الجغرافي. و لكن مسار الاستراتيجيا القاعدية بشكل عام خاصة في الأقطار المشابهة لتونس سيكون مختلفا عن المسار الاستعراضي و المتسرع (كرا و فرا) لتجارب سابقة مشابهة و فاشلة (مثل “الجماعة الإسلامية” في مصر و “الجماعة الإسلامية المسلحة” في الجزائر). كما أنه سيناور في الأقاليم المشرقية لإطالة حياته و خاصة عبر التحريض على الملف الطائفي و هي الورقة التي توجد مؤشرات على نجاحها للأسف الشديد. و هو ما سيشكل رصيدا يستعين به في بقية الأقاليم. إن الظاهرة ليست تونسية حصرا و لذلك فإن حلها يستحيل أن يكون تونسيا حصرا. و هناك نقطة أخرى تتعلق بأعداد أعضاء هذه المجموعات حيث يتم أحيانا محاولة التقليل من أهميتهم على أساس أعدادهم الصغيرة نسبيا غير أن الطبيعة العملياتية المعتمدة من قبلها تركز تحديدا على أعداد قليلة لكن مدججة بذخيرة كبيرة توفر أضرارا مثيرة. و لهذا تشير بعض التقارير الى الاندهاش من حجم السلاح المتوفر مقارنة بحجم المجموعة.
قراءة في الأحداث الأخيرة
كيف تسرب العنف الديني إلى تونس؟
تــونــس :” خـطـة تـجـفيـف الـمـنـابـع” و الـحصـاد الـمـر.
بين الأمس واليوم
«براكاجات» ضد سائقي سيارات التاكسي في كرش الغابة
رهانات الثقافة والمعرفة بتونس والمغرب العربي (1956-2005)
السلسلة الثالثة : الحركة الوطنية التونسية والمغاربية : رقم 6
أعمال المؤتمر العالمي السادس للدراسات البورقيبية حول : رهانات الثقافة والمعرفة بتونس والمغرب العربي (1956-2005) إشراف وتقديم الأستاذ المتميز د. عبد الجليل التميمي
كشاف الموضوعات
1 – القسم العربي
الصفحة
– أ. د. عبد الجليل التميمي. – الأبعاد الاستراتيجية للدراسات البورقيبية …………. |
9 |
– خطاب أ. د. عبد الجليل التميمي في افتتاح المؤتمر ………………………….. |
11 |
– كلمة السيد فرانسيس دوبوا، ممثل منظمة الأمم المتحدة بتونس ……………….. |
13 |
– كلمة د. هاردي أوستري، الممثل الدائم لمؤسسة كونراد أديناور بتونس ..…... |
17 |
– كلمة أ. د. مسعود ضاهر باسم المشاركين في المؤتمر ……………………. |
19 |
البحوث : |
|
– بن سلامة، البشير.- اقتصاد الثّقافة في الحقبة الأخيرة من رئاسة بورقيبة ……… |
23 |
– د. بن يوسف، عادل. – بورقيبة والإسلام الشعبي في تونس (1957-1987) : الزوايا والطرق الصوفية نموذجا |
33 |
– د. العربي، بشير. – من ثقافة القبيلة إلى ثقافة المؤسسة في ظل المشروع التحديثي البورقيبي |
55 |
– د. العلاني، علية. – مجتمع المعرفة ومستقبل البحث العلمي من منظور حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بتونس |
73 |
– د. التميمي، عبد الجليل. – رسالة مفتوحة إلى السيد برتراند دولا نواي رئيس بلدية باريس |
79 |
– حوار مع المؤرخ د. عبد الجليل التميمي بمناسبة خمسينية الاستقلال ………….. |
83 |
دراسات حول البلاد العربية : |
|
– بن عتو، بن عون.- الإيديولوجية الاشتراكية في الجزائر والوسائل الثقافية لتأطير الحركة الدينية |
91 |
– د. الذهبي، نفيسة.- مساهمة مؤسسة كونراد أديناور في نشر المعرفة التاريخية، تجربة كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس – الرباط …………… |
101 |
– د. صحراوي، عبد القادر.- رهانات الثقافة في الجزائر من خلال مجلة الثقافة (1971-1995) ………….. |
107 |
– د. الكندوز، لطيفة. – الطباعة ما بين 1864 و1956 ودورها في نشر المعرفة بالمغرب …………… |
117 |
– أ. د. مالكي، امحمد.- الأمازيغية في المغرب رهان ثقافي أم ضرورة سياسية ؟ .… |
129 |
– أ. د. مبارك، زكي.- الأيديولوجية والسياسة الثقافية في مغرب الحسن الثاني (1961-1999) (مقاربة تاريخية) |
133 |
– د. مجاود، محمد.- مجتمع المعرفة وإشكاليات الديمقراطية في الوطن العربي …… |
139 |
– د. مكحلي، محمد.- النخبة الجزائرية بين الصراع الثقافي وجدل الهوية ………… |
147 |
– د. هلايلي، حنيفي.- الخطاب السياسي الثقافي في الجزائر على ضوء مجلة الأصالة (1971 – 1981) ………. |
151 |
– مداولات المؤتمر …………………………………………………………. |
161 |
– البيان الختامي للمؤتمر …………………………………………………… |
233 |
– كشاف الأعلام والمجموعات ……………………………………………….. |
235 |
– كشاف الأماكن الجغرافية ………………………………………………….. |
241 |
– منشورات المؤسسة ………………………………………………………. |
245 |
2 – القسم الفرنسي |
|
– أ. د. عبد الجليل التميمي. – الأبعاد الاستراتيجية للدراسات البورقيبية …………. |
9 |
– خطاب أ. د. عبد الجليل التميمي في افتتاح المؤتمر ………………………….. |
11 |
– كلمة السيد فرانسيس دوبوا، ممثل منظمة الأمم المتحدة بتونس ……………….. |
13 |
– كلمة د. هاردي أوستري، الممثل الدائم لمؤسسة كونراد أديناور بتونس ..…... |
17 |
– كلمة أ. د. مسعود ضاهر باسم المشاركين في المؤتمر ……………………. |
19 |
البحوث : |
|
– د. العلاني، علية. – مجتمع المعرفة ومستقبل البحث العلمي من منظور حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بتونس……………………………………………… |
23 |
– بن سلامة، البشير.- اقتصاد الثّقافة في الحقبة الأخيرة من رئاسة بورقيبة ……… |
27 |
– د. الذهبي، نفيسة.- مساهمة مؤسسة كونراد أديناور في نشر المعرفة التاريخية، تجربة كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس – الرباط …………… |
31 |
– أ. د. مالكي، امحمد.- الأمازيغية في المغرب رهان ثقافي أم ضرورة سياسية ؟ .… |
39 |
– د. التميمي، عبد الجليل. – رسالة مفتوحة إلى السيد برتراند دولا نواي رئيس بلدية باريس ……………………………………………………………………. |
43 |
– حوار مع المؤرخ د. عبد الجليل التميمي بمناسبة خمسينية الاستقلال ………… |
47 |
موجز بعض البحوث المنشورة بالعربية : |
57 |
– مداولات المؤتمر …………………………………………………………. |
65 |
– البيان الختامي للمؤتمر …………………………………………………… |
147 |
– كشاف الأعلام والمجموعات ……………………………………………….. |
149 |
– كشاف الأماكن الجغرافية ………………………………………………….. |
153 |
– منشورات المؤسسة ………………………………………………………. |
155 |
الأبعاد الاستراتيجية للدراسات البورقيبية
الــصّـريــح، أو النيــو- صـحـّافيزم (*)
متابعات …
ركن يعده صالح الزغيدي
العدد الثالث من» متابعات» يشتمل على عدد من الأخبار التي شدت انتباهنا لخطورتها أو لطرافتها أو لأن الصحافة عندنا سكتت أو» أسكتت «عنها لأنها تتحدث عن الإرهاب الحقيقي الذي يهدد منطقتنا وتتحدث عن الفساد الذي ينخر اقتصادياتنا..وقد ارتأينا في هذا العدد من» متابعات» تخصيص مساحة هامة من هذا الفضاء لوثيقة العدد لأننا نعتقد أنها وان تناولت موضوعا محددا وهو الانتخابات الأخيرة في البحرين- فإنها تساهم في فهم إشكالات هي في الحقيقة مطروحة على طول و عرض المنطقة العربية وان كان ذلك بصفة متفاوتة بين هذا البلد وذاك. هذه الوثيقة تتناول، عبر تصريح للدكتور البحريني عبد الله المدني القيادي في التيار المسمى «لنا حق «، خطورة اتساع ظاهرة المد الديني وتراجع حضور الفكر العقلاني والحداثة في أكثر من بلد أو موقع..
و بالرغم من خصوصية الواقع البحريني ،فان الأفكار الواردة في تصريح الدكتور المدني والذي أدلى به للموقع الإلكتروني “آفاق” يمكن ان تساهم في بلورة الظروف والأسباب التي تقف وراء هذا المد الظلامي وفي إنارة السبيل أمام شعوبنا ونخبنا للتصدي لهذا المارد ،مارد التعصب والتخلف والظلامية.
قضية تحويل أموال البنك القومي الجزائري
اتخذت هذه القضية في الأسابيع الأخيرة منعرجا هاما حيث أن العدالة المغربية سمحت للحكومة الملكية بأن تسلم إلى الحكومة الجزائرية المجرمين الثلاثة الهاربين إلي المغرب من العدالة الجزائرية. وكانت محكمة جزائرية وجهت منذ 2004 تهمة الاستيلاء على أموال عمومية، والنحيل وإصدار شيكات بدون رصيد إلى عدد كبير من أعوان البنك وحر فائه.ويبلغ مجموع الأموال التي يطالب بها البنك 20 مليار دينارا جزائريا..و قد سجل الملاحظون كثافة وجدية التعامل بين الجهازين القضائيين في البلدين الشقيقين في عدد من القضايا سواء تعلقت بالفساد والتحايل أو تعلقت بالأعمال الإرهابية.
برلمانيون أمريكيون يدعون إلى فتح حوار مع كوبا
زار في أواسط شهر ديسمبر جزيرة كوبا وفد هام يتركب من10 برلمانيين أمريكيين (أربعة منهم جمهوريون وستة ديمقراطيون) وقد دعت المجموعة المسؤولين في الولايات المتحدة إلى فتح حوار مع كوبا.
والمعلوم أن لاهافانا لم تستقبل وفدا بهذه الأهمية منذ ثورة شعبها ضد دكتاتورية باتيستا في شهر جانفي 1959 وأن الولايات المتحدة تفرض على كوبا حصارا تجاريا منذ 1962..
قروض للمجتمع المدني بتونس من مبادرة الشراكة الأمريكية
«المبادرة الأمريكية من أجل الشراكة مع الشرق الأوسط « مؤسسة تعمل تحت إشراف وزارة الخارجية بعثت من اجل تقديم الدعم والمساعدات المالية لمؤسسات المجتمع المدني في المنطقة العربية.ويقول كيرك ويلكوط المدير المساعد لهذه المؤسسة أنها تسعى إلى مساعدة منظمات المجتمع المدني والأفراد على تحقيق أهداف وقيم هي نفسها أهداف وقيم المبادرة الأمريكية ،في ميادين التربية ،والديمقراطية وتنمية قدرات المرأة الخ…و قد بلغت قيمة الاعتمادات الممنوحة منذ 2002 قرابة300 مليون دولارا.. و في الفترة الممتدة من نوفمبر 2005 إلى سبتمبر 2006 ،بلغت المنح المسددة لمشاريع أنجزت في لبنان ومصر وتونس والجزائر والمغرب 617936 دولارا. و من بين المؤسسات التي نالت نصيبا من هذه الأموال في تونس معهد الصحافة وعلوم الأخبار وذلك لتمويل نشرية جامعية تحصلت على هذا التمويل للسنة الثانية على التوالي .
اكتشاف خلية إرهابية في المغرب
تم إيقاف 13 شخصا في الأسابيع الأخيرة بالدار البيضاء ومناطق أخرى بتهمة الانتماء إلى تنظيم إسلامي إرهابي يطلق على نفسه اسم «جماعة التوحيد والجهاد في المغرب» وكل الموقوفين من جنسية مغربية .وقد كانت هذه المجموعة قد أصدرت في خريف 2005 بيانا تعلن فيه أنها بدأت الحرب ضد السلطات المغربية وذكرت أنها ستعمل على اغتيال عدد من المسئولين الحكوميين ذكرتهم بأسمائهم ومن بينهم السيد نبيل بن عبد الله وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة.
الوثيقة…..
فيما يلي مقتطفات من تصريح الدكتور عبد الله المدني لموقع “آفاق” في بداية شهر ديسمبر 2006:
** أبدى عدد من المثقفين البحرينيين مخاوفهم من أن تؤدي سيطرة جماعة الإسلام السياسي (الشيعة والسنة) على البرلمان إلى تراجع الحريات الاجتماعية والتضييق على المخالفين في الرأي.هل تشاطرهم هذه المخاوف؟
ـ نعم، والمخاوف لها ما يبررها،ليس لأن نواب التيار الإسلامي السني بشقيه الاخواني والسلفي في مجلس النواب السابق تباروا في طرح مشاريع قوانين برغبة لأسلمة مظاهر الحياة العصرية في البحرين وتقييد حرية المواطن في الاختيار على مدى السنوات الأربع الماضية قوانين الفصل بين الجنسين في الجامعة، إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إغلاق المحلات التجارية في أوقات الصلاة،قطع يد السارق، حظر تواجد الآباء في حفلات التخرج السنوية في مدارس البنات،تخصيص أيام للنساء وأخرى للرجال للتسوق في المجمعات التجارية الكبرى،حظر زواج المواطن أو المواطنة من الأجانب، حظر عمل النساء في السلك الدبلوماسي البحريني وغيرها، وإنما لأن مثل هذه التوجهات ـ أو بعضها على الأقل ـ يشاطرهم فيها تيار الإسلام الشيعي الذي صار اليوم ممثلا ب 17 مقعدا من أصل 40 مقعدا….وإذا كان التيار الأخير قد مارس ضغوطات شتى على حريات المواطنين وخياراتهم وهو خارج البرلمان على نحو ما حدث حينما تصدى للحفلات الغنائية والأنشطة السياحية الفندقية وبعض الرسوم الكاريكاتورية في الصحافة مبررا عمله بالمحافظة على الأخلاق والآداب الإسلامية، فمن باب أولى عمل الشيء ذاته الآن وقد صار داخل البرلمان …مختصر القول أن هذين التيارين رغم كل ما بينهما من تمايز واختلاف،فإنهما متفقان على أسلمة مظاهر الحياة في المجتمع البحريني مع اختلاف في التوقيت فقط..
** كيف تفسر هذا الصعود الكبير للإسلاميين في بلد مثل البحرين عرف بانفتاحه وليبراليته،و ما هي أهم أسباب ذلك،برأيك؟
– الأسباب كثيرة ويطول شرحها،لكنها تتشابه وتتقاطع مع أسباب بروز المد الديني وتراجع المد الليبرالي والحداثي في كل المجتمعات العربية تقريبا، وهي أسباب بعضها من صنع السلطة والبعض الآخر
اما يعود فيه الفضل لجهود الإسلاميين الدؤوبة أو تراخي وكسل الليبراليين أنفسهم.و يمكن بصفة عامة ذكر العوامل التالية:
1 ـ قانون أمن الدولة الذي أعاق نشاط وعمل كل التيارات السياسية،بما فيها التيار الليبرالي،على مدى 3 عقود، فحرمها من أي منبر تطل به على الجماهير، في الوقت الذي كانت فيه التيارات الإسلامية وحدها قادرة على التواصل مع الناس من خلال منابر الجوامع والحسينيات والصناديق الخيرية.ومما لا شك فيه أن هذا أبعد القوى الليبرالية عن الناس ،بل شتتها وأحبطها..
2 ـ توحد التيار الديني ودقة تنظيمه وعمله كفريق واحد،مع استغلاله الى أقصى حد مظاهر الثورة المعرفية والتكنولوجية في الترويج لنفسه وإيصال خطابه إلى العامة وغسل أدمغتهم.
3 ـ قوة الأذرعة المالية للتيار الديني ممثلة في الجمعيات والصناديق الخيرية والمصارف الإسلامية وتبرعات المؤسسات شبه الرسمية من تلك التي تقدم الدعم المالي شراءا لسكوت الإسلاميين عن انتقادها، أحد أقدم المصارف في البحرين مثلا يقدم بصفة منتظمة تبرعات بآلاف الدنانير سنويا الى جمعية الإصلاح ذات النهج الاخواني التي تعتبر جمعية المنبر الإسلامي ذراعها السياسي، أضف الى ذلك أنه لم يعد خافيا حصول الجمعيات السياسية الدينية على الدعم من شخصيات طبيعية واعتبارية في دول الجوار وبصور ملتوية لا يمكن إثباتها..
4 ـ دعم شخصيات وأجهزة داخل الدولة للتيار الديني السني والاستماع الى مطالب رموزه وتلبيتها على الفور، انطلاقا من المخاوف المتنامية من أجندات التيار الإسلامي الشيعي، ومن فقدان الثقة ما بين النظام والأخير.
5 ـ انقسام التيار الليبرالي بجمعياته وتنظيماته المهنية وشخوصه، وصعوبة التقائها وتوحدها بسبب انتماءها الى مدارس إيديولوجية مختلفة..بل وتحالف بعض الجمعيات الليبرالية مع الإسلاميين من أجل أهداف ومكاسب قصيرة.أضف الى ذلك فقدان الود ما بين النظام وبعض شخصيات التيار الليبرالي لأسباب تاريخية ،بل تشدد الأخيرة في بعض المواقف وعدم ممارستها اللعبة السياسية بذكاء ،الأمر الذي قطع خطوط اتصالها بالنظام والأجهزة الرسمية، وبالتالي سمح لرموز التيار الديني السني الاستفراد وحدها بدعم النظام والحكومة.
6 ـ استمرار الشخصيات والجمعيات الليبرالية في لعب أدوار نخبوية ،بمعنى عدم نزولها الى الشارع والتغلغل في أوساط العامة على النحو الذي أجادته الجمعيات الإسلامية ونجحت فيه …وينطبق الشيء نفسه على منظمات المجتمع المدني التي يفترض فيها أن تنشط وتتوحد وتتكاتف من أجل الدفاع عن قيم العدالة والمساواة وكشف الفساد والخروقات والتمييز ومن أجل بناء المجتمع العصري.
فهذه المنظمات بحكم هيمنة هذا الفيصل السياسي أو ذاك عليها، تنجر الى الخلافات والانقسامات وتمارس الإقصاء والنبذ بدلا من الترفع عن تلك الممارسات وتوحيد صفوفها وكسب المزيد من الأنصار.
** هل ترى أن التأييد المتزايد الذي تحظى به الجماعات الإسلامية في المجتمع تعبير عن حالة مؤقتة أم أنه توجه عام قد يستمر لفترة طويلة قادمة ؟
ـ ان مآل التيارات الإسلامية أن تنحسر يوما لصالح قوى وأفكار جديدة مغايرة، خاصة مع مد جنيني في المنطقة للفكر الليبرالي بالمفهوم السياسي.أما متى ينحسر المد الاسلامى لصالح قوى مغايرة أخرى فمن الصعب التنبؤ بذلك، ويعتمد على عوامل عديدة أهمها قدرة الليبراليين على توعية الجماهير ببؤس الأجندات الاسلاموية …..الأمر المؤسف حقا أن الخوف بلغ أحيانا حدا جعل اليساريين-اللذين هم أحد أطياف التيار الليبرالي ممن ترشحوا في الانتخابات الأخيرة يتبرؤون من يساريتهم وليبراليتهم وعلمانيتهم وأفكارهم الحداثية أثناء حملاتهم الانتخابية واصفين أنفسهم بالمستقلين.والأسوأ من هذا أنهم، وهم المعروفون بدفاعهم عن حقوق المرأة ورفضهم الشرس للفصل بين الجنسين،نافسوا الإسلاميين في تخصيص أماكن منفصلة للنساء في خيامهم الانتخابية …وفي رأيي المتواضع أن من لا يستطيع أن يعلن معتقده السياسي دون مواربة وعلى رؤوس الأشهاد ويدافع عنه دون خوف أو وجل ،فالأفضل له أن يجلس في بيته وإلا عدً انتهازيا و وصوليا…
(المصدر: جريدة الشعب الأسبوعية الصادرة يوم 6 جانفي 2007)
مجزرة عائلة المهاجر التونسي عزوز في إيطاليا: قطرة دم قد تكشف الجناة ؟؟؟
مهرجانا تأبينيا للرئيس صدام حسين بمدنين
عندما تتهافت النخبة..
“يا حسرة على العباد…”
أريد ايصال رأيي باختصار شديد (بسبب ضيق الوقت وعدم امتلاكي ل انترنت وسبب كل هذا ظلم شبيه بظلم صدام و بذالك الذي ذهب ببصر سيدنا يعقوب النبي -ع –والى الله المشتكى) حول اعدام صدّام العرب “البطل ، الشهيد؟؟؟ الأسد, الفارس، رمز العروبة والرجولة والكرامة…” وسوف لن اجد الوقت للرد على من سأشعل نار غضبه الا بعد مدة لا يعلمها الا الله.
خلال “سرقتي” لبعض الوقت لمشاهدة بعض الفضائيات وموضوع “اعدام صدام في العيد” بل اعدام الظلم والتعذيب وتشريد الملايين في يوم العيد.
في احد هذه البرامج بتاريخ 30 ديسبمر 2006 وللاسف لم استطع تسجيل كل نقاط البرنامج للحاقي متأخرة واكتفي بما سجلته : قال احد المشاركين في البرنامج “الامة بلغت ذروة انكساراتها بموت صدام”؟
اتصل احدهم من دوله خليجيه وقال : الدائرة سوف تدور على المجوس الخونة ؟؟ انظروا الى هدا الوعيد بالانتقام من العراقيين الشيعة، والذي هو حاصل الان على ارض الواقع علي يد التكفيريين، ولم يكتفوا بهذا فجهنّمهم لا تشبع وتقول هل من مزيد.
ا تصلت امرأة وقالت : السيستاني الأجرب، -فبدون تعليق؟
ـ اتصل اخر وهو ابو فهد وقال : صدام عربي اصيل وبطل وأسد, والامريكان ينحرون بطلا من أبطال العروبة؟؟…
ـ أما ما آلمني اكثر هو اتصال أحد التونسيين وهو يصيح : حرمتمونا من أعز رمز، حرمتمونا من فرحة العيد، الله يرحمو (مرتين) سنفديه بدمنا وسنقتل الخونة ؟؟؟ ثم انطلقت زغاريد النسوة و”يحي صدام ؟؟؟
وشبعنا بهذا الكلام المنفوخ الحالم والذي ليس له ما يصدقه على ارض الواقع الاّ بعكس ما يقول.
في الصحافة العربية وفي “تونس نيوز” نفس الشيئ : بطل ، فارس، شهيد، شامخ، شجاع، بنى، أنجز، أعطى، شيد، وكأنه من ماله الخاص وعرق جبينه وليس مال الشعب العراقي الذي نكل به على جميع المستويات.
فكأني بهذا الشخص وأمثاله كانوا في وضعية طفل صغير تهدهده امّه حتي ينام وتقول له 🙁 ننّي ننّي جاك النوم ، امّك قمره وبوك نجوم؟؟)، فلما غادرته لتذهب مسرعة لتحضير فطور ابوه” العربي الأصيل” قبل ان يعود من العمل ليجده حاضرا ـ لذة للناظرين ـ وبدون تأخير والا سوف يقلب علي رأسها الطاولة أوالكسرونه بمرقها – لقد حصل هذا لاحدي النساء العربيات-)، عندها قام الطفل العربي مذعورا ولم يجد لا “قمرة ولا نجوم” الا ام مستضعفة من قبل اب “عربي اصيل” ولكم ان تتصوّروا البقية،،،
أما الأخطر من هذا هو الوعيد في قوله “وسنقتل الخونة” ؟؟
سابقا نقلت احدي الفضائيات اثناء محاكمة صدام عن أحد العرب وهو طاعن في السن وبلهجة عراقية : والله لو ينقتل صدام ليصير الدم للرّكب” ؟
وفي كل مرة اسمع هذه التصريحات الخطيرة والتي يمثل أصحابها ارضية خصبة لدمغجة الارهابيين أقول لنفسي متحسرة : هذه حال العوام، ولا بد لأهل الفكرالحر وأصحاب النوايا الصادقه وحاملي هم وحدة المسلمين أن يفعلوا شيـئا لهولاء العوام.
ولكن ولكن ما راعني الا واكتشف في كل مرة القي نظرة خاطفة على بعض الفضائيات ان سبب البلاء هم اكثر هولاء الذين انتظر منهم التوعية وان نتعاون معا لأجل ذلك.
من بين هولاء احدي التونسيات وبعد استشهادها ببعض الأحاديث والايات وبفتوى احد شيوخ الأزهر أن صدام مات شهيدا وأن “الشيعة خونه”؟؟
فهل نسوا ملخص الاية الذي يقول ومن قتل نفسا (واحدة، فما بالكم بالألوف) فكأنما قتل الناس جميعا.
ـ تذكروا برنامج الاتجاه المعاكس وحملة احدهم( وهو مدير لفضائية ويعتبر من المفكرين) ضد العراقي الشيعي فقد قال له وقد قام من كرسيه صائحا مزمجرا : سأشتمه الى اخر البرنامج ؟؟؟؟ أنت عجمي عجمي صفوي ايراني ،،،صدام امام المقاومين، لن أسمح، سيدك صدام… أحفاد أبولؤلؤة؟؟
– في مقابل هذا كان رد “الشيعي” مفحما وعاقلا وبدون شتم (وراجعوا البرنامج في القناة)
ـ في فضاءية اخرى قال أحدهم وهو دكتور في التاريخ وكعادته في تكريس الطائفية والحقد علي الشيعة بالتدقيق : الطائفية هي السم القاتل للشعوب، وبعد قليل قال: … رأيي سنّي ولا رأي الصفوي الفارسي.. (وهوـ على فكرة ـ بعثي لا سني وقد قالها بعظمة لسانه في احدى الفضائيات)
وفي محاكمته التي دامت بضع دقائق كان حكمه كالتالي: تلخيص عام للتاريخ كله مبديا فيه أن الشيعة شر مطلق وتاريخهم أسود والسنة خير مطلق وتاريخهم أبيض ناصع؟؟، فقد قال أنه لا يستغرب أن يكون هولاكو شيعي؟؟ وحفيده شيعي، المراجع فواجع، المالكي هالكي،اية الله اتاري (يقصد الصدر)، نعت الشيعة بالعهر والزنا ؟؟؟ ادعى ان اهل البيت اجداده واجداد صدام؟ (وفي برنامج سابق قال:”… معاوية ويزيد رضي الله عنهما” وهو “العالم” بأن يزيد السكير الزاني هو قاتل الحسين وقد تسلّى بضرب اسنان رأسه المقدم له في طبق أمامه؟؟
ولما قال الضيف الثاني وهو شيعي” بأن من يوافق صدام فهو مجرم وسافل مثله أجابه وبكل وقاحة : أنت السافل؟؟ المجرم من يقف مع الصفويين؟؟ ولم يرد عليه الشيعي، بل قال لقد تعودنا على هذا، سلاما سلاما,, وأنا أحييه على هذا الصبر وهذا الموقف، ” وكل واحد من صندوقو يلبس” ومن حين لاخر أشاهد وخاصة في فضائية معينة يهان الضيف الشيعي امام ملايين المتفرجين ولا يرد بمثل كلام المعتدي. و ختم الدكتور البرنامج بقصيدة ترثي صدام، فبدون تعليق؟
أقول له “يحشر المرء مع من أحب” فسوف تحشر مع صدام، فابشر.
فقد حزن النازيون على هتلر والفاشيون على فرانكو وموسوليني ورثوهم وكتبوا فيهم القصائد والكتب وما زالوا موجودين الى اليوم ويريدون احياء فكر هولاء ويعتبرونهم ابطال وشهداء أممهم؟؟ وهذه حال الدنيا، والحمد لله على نعمة وجود الاخرة ويوم الحساب حيث ترجع الحقوق المغصوبة لأصحابها….
لقد بقيت وكما يقال فمي مفتوح أمام هذا الدكتور( فدكتوراه التحلي بالأخلاق الفاضله لا تعطيها الجامعات بل تعطيها التمسك بأخلاق محمد ـص ) وقد خرج عن الموضوع متعمدا (كان الموضوع اختلاف الأمريكان مع المالكي في وقت الاعدام) زرع الفتنة بين الشيعة والسنه ويجلى هدا بوضوح في قوله : اذا خرج الاحتلال سوف يهرب العملاء الى ايران وهدا ما نتمناه؟؟
يا لطيف ، يريد دكتورنا بكل وقاحة أن يرجع عهد صدام وتعود المصائب للعراقيين وخاصةالشيعة من تسفير الى ايران وغيرها وسحب كل ممتلكاتهم منهم وتعديب وتشريد واغتصاب وكل ما يخطر على عقل الانسان المجرم قد صبه صدام صبا على الشيعة والأكراد خاصة،
لقد أعطى هذا الدكتورلكل الحاقدين على الشيعة وصفة في استعمال كلمات الشتم من قبيل : المجوس، الصفويين،… وطرقا سفسطائية في تشويه تاريخهم ومعتقدهم وتقديمهم لمن يجهلهم على أنهم شر مطلق وخطر داهم على العرب، لاني لاحظت فيما أنهم حفظوا درسهم وصاروا يستعملون هذه الكلمات وهذا الخطاب الشاتم والمحقر في أغلب كتاباتهم وتدخلاتهم.
لقد عشت مع الشيعة العراقيين ورأيت عذاباتهم بأم عيني، فكل عائلة وراءها قصة رهيبة ، وقد هانت علي غربتي وتشردي الان لأنها جعلتني شاهدة على مظلمة شعب وخاصة الشيعة منه ولولاها لكان ممكنا أن أكون من المضلّلين وممّن ينعقون وراء الناعقين الباكين علي صدام بل اعطوه صك غفران وضمنوا له الجنة في الاخرة والبطولة في الدنيا، فيا حسرتي على هذه المقاييس وهذا الفهم للدين من “علماء” هم اشبه ما يكون برجال الكنيسة في القرون الوسطى. وهذا ما تركنا نحن العرب “في دار الخوالي” كما تقول امّي ، شفاها الله.
– اني متأكدة انه سوف لن تقوم لنا قائمة ما دامنا بهذه العقلية.
ـ لقد استغاث الأكراد و الشيعة طيلة العقود الماضيه من محنتهم ولم ينجدهم العرب وقالوا لهم “هدا شأن داخلي” وكانوا يتفرجون” بعين الشامت” كما نقول في تونس، لأن ذنبهم في تشيعهم، والأكراد ذنبهم في كرديتهم، وخذلهم الأمريكان في انتفاضة 1992.
لماذا لم تقم هذه الضجة الاعلامية الهائلة (وقت طويل ونقود وفضائيات كلها من أجل صدام لا من أجل الشعب العربي، ويا ليت أحد المختصين يحصي لنا ولو اجمالا ما كلفنا من اجل الدفاع عن صدام، سنجد المليارات الى جانب خسارها بلغت 920 مليارسببها صدام للعراقيين حتى الان ) وهذه الاستنكارات والحديث عن الاخلاق “الفاضلة” ايام اضطهاد صدام لشعبه وهم ملايين وقامت الان من اجل فرد قاتل لا يعرف قلبه الرحمة،(سوف اروي ان شاء الله قصه رهيبة حصلت لطبيبتي العراقية، فانتظروها).
لقد قتل صدام العراقيين والان انتم تقتلوهم مرة ثانية بضجتكم الاعلامية هذه،
اني ـ وأنا أسمع واقرأ لهولاء” المفكرين” و”المحللين والطائفيين” أشعر بالفزع والتشاؤم من المستقبل لهذه الأمة،
فاذا كان الأب للدف ضاربا لا تلومن الاطفال على الرقص
وأتذكر الحديث الشريف القائل :
أخوف ما أخاف على أمّتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن
فما بالكم بالذي يجادل بالتاريخ وتزييفه وبالحديث وتأويله وبالجريمة (بل الجرائم التي لا تحصى ولا تعد مثل التي فعلها صدام) وتبريرها ويختمون لها بالمغفرة ودخول الجنة كما فعلت بنت بلدي التونسية ومفتي الأزهر؟؟؟
فبعض هؤلاء المفكرين والسياسيين تفوح من أفواههم روائح استبداد وسيكونون صّدامين المستقبل، “فان يقولوا تسمع لهم” “وتعجبك أجسامهم” ولهم خطاب مؤثر مدمغج يستجيب له العوام، فما أسهل الهدم وما أصعب البناء،( والله يستر منهم).
بصراحة ، من خلال عيشي مع العراقيين المهجرين لعدة سنين، عرفتهم طيبين (لا شر مطلق كما يصورهم الدكتور)، أتقياء ومتدينين(لا عهروزناة يا دكتور- ويا ويلك من ربي)، ومستقيمين، مثقفين وأصحاب شهادات علمية عالية. وصدقوني انهم نخبة العرب وخاصة من الناحية العلمية والثقافية. واكتشفت حقيقة مرة وهي انّ مرض الطائفية مستفحل أكثر عند العرب السنة، والشيعة بصفة عامة مدوا أياديهم اليهم في أكثر من مرة من أجل بناء مشروع الوحدة ـ وخاصة في السنين الأخيرة ـ ولكن الرموز السنية المتعصبة رفضت ذلك وللأسف هم الأكثر تأثيرا في الناس والأكثر تحرّكا من أجل زرع الفتنة وعزل الشيعة والاعتزاز والغرور بكونهم أكثرية “عليكم بالسواد الأعظم”؟؟ ومالكي الحقيقة وغيرهم رافضية ودمهم حلال، وما السيارات المفخخة وتفجيرالحسينيات عنا ببعيدة وسأعود في مناسبات قادمة ان شاء الله لتوضيح هذا الموضوع.
ـ اعدام صدام هو نتيجة لمحاكمة شعبه المظلوم له وليس الأمريكان كما يريد ايهامنا “المفكرين” والمحاكمة كانت علنية وشاهدها كل العالم.
لقد استنكرت اعدام صدام في العيد من حيث التوقيت فقط حتي لا يجرح شعور المواطن العربي البسيط والذي أريده أن يتجاوز بساطته و أن يرتقي بفكره وفهمه وتحليله ولا يبقى بسيطا ينعق وراء كل ناعق. أريده أن يصل الى مستوى أن اذا رأى ظالما وقاتلا (خاصة اذا قتل الألوف) ان يقول بكل تلقائية لا بد ان يقتل هذا القاتل بقطع النظر عن لونه ودينه ومذهبه ومرتبته الاجتماعية ليعيش بقية الناس في أمان وسلام
ـ أريد مم بعض الرموز التونسية السياسية(والبعض منهم خيب ظني بعد أن كنت أنظرالى كتاباته نظرة تقدير كبير) والتي وصفت ما حصل بالسقوط للاخلاقي والطائفي أن تراجع مواقفها بموضوعية وتتجرد من طائفيتهاـ هي الأخرى ـ وتنظر الى الموضوع من وجهة نظر انسانية، يعني وبكل بساطة: القاتل يجب أن يقتل ليعيش بقية البشر (وهم ملايين) في أمان من قتله ، وأذكر بأن حتى علماء
النفس يطلقون صيحات فزع من ظاهرة “اللاعقاب”
Phénomène de l’impunité
التي تولّد رجوع المجرم الى جرمه في أكثر من مرة لأنه ليس هناك ردع ولانه سيقيم في سجن هو عبارة عن فندق لا سجن… وابحثوا بأنفسكم واذا اتيحت لي الفرصة مستقبلا سوف اوافي القراء الكرام ببعض الأبحاث.
أذكر أنه اعدم يوم العيد لأن العراقيون اكتشفوا خطة لتهريب صدام, وتصوروا المصيبة لو رجع صدام حاكما مرة اخرى,
سؤال الى النساء المستنكرات للاعدام
ـ مارأيكن لو ـ لا سمح الله – اغتصبكن عدي ابن صدام كما كان يفعل في المنصور والجامعات؟؟ تأملن جيدا : انه مجرد تصور هذا الافتراض ، سيثيرفيكن حالة “استلطاف” ورعب وبالتالي الشعور بالحاجة الى الأمان واقامة العدل والاقتصاص من الطالم، اذا ، تذكّرن اخواتكن العراقيات الشيعيات والكرديات،
ـ الى الأمهات : ما رأيك لو اعتقل صدام ابنك امام عينيك، ورجع اليك مقطعا في كيس ـ لا سمح الله ـ ووضعه البوليس امام الدار ورحل،
أذكرك يا أختي ان هناك أم عراقية أخذ صدام اربعة شباب من أمام عينيها لا واحد او اثنين وهو شيء عادي……..
ـ سِؤال الى الرجال:
ـ ما رأيك يا أخي لو ـ لا سمح الله ـ اغتصب جلاوزة صدام زوجتك أو اختك أو أمك أمامك وأنت مقيد اليدين والساقين؟
ما رأيك لو اخذ كل أملاكك وقال لك اخرج لست عراقي؟ ما رأيك في الاعدامات بدون محاكمة؟ ما رأيك لو قطع أوصالك وأنت حي أو أوصال أولادك ، ما رأيك في رضيع يشوى على شكل روتي أمام والديه؟ ما رأيك في أحواض الأسيد؟ والكلاب الجائعة التي تنهش لحمك؟ وبرك الفضلات التي يرمى فيها المساجين؟ ما رأيك لو قطع لسانك أو ذكرك ثم يقال لك اذهب أنت الان حر؟ (هذا الشخص انتحر في الأخير)، في المقابر الجماعية…. والقائمة تطول وهناك كتب تحكي عن المروعات التي عاشها الأكراد والشيعة ومواقع في الانترنت فراجع,
لقد قال أحدهم :
“هناك خلل في المنظومة القيمية لكثير من العرب” وأنا أقول له هناك أيضا تعمّد للاخلال بهذه المنظومة واعطابها بدافع قومي وطائفي وهذه هي الجريمة، والاّ ما هي حجتهم فلا ينقصهم ذكاء ولا اطلاع ولا شهائد ، الا التقوى والخوف من يوم تذهل فيه كل مرضعة عما ارضعت….
أعرف أنه “وما أكثر الناس ولو حرصت بمصدّقين لي” ولكن هذه شهادتي حجة عليهم في الدنيا والاخرة ، وأتمني أن تتغيرعقلية المفكرين والصحافيين الى أكثر عدلا وشجاعة وحزما وانصافا لمن خالفوهم في المعتقد واشتركوا معهم في الانسانية (كما قال علي بن ابي طالب لواليه مالك الاشتر : … فأن لم يكن أخوك في الدين فهو أخوك في الانسانية…) ويعيدوا نظرهم في معنى التسامح (الّي مش في بلاصتو) ومعنى الأخلاق(ما فعله صدام هو الأخلاق أليس كذلك؟) وفي الاولويات وأن يطّلعوا على معتقد الشيعة وفكرهم من الشيعة أنفسهم ومن كتبهم لا من من يعاديهم جهارا نهارا بدافع قومي خاصة متسلحا بوقاحة وجرأة قل نظيرها، ومسخرة لديه الفضائيات والفلوس والدعاية “عجبت لأهل الحق وتخاذلهم ولأهل الباطل وحرصهم”.
لا أتصور أني سأجد الوقت للرد فورا على المخالفين أو الشاتمين.
أم صابر
يحبّون طغاتهم أكثر ممّا يحبّون أنفسهم!
رسائل الإعدام المهين
“إنما شنقوا النعاج الخائفة “
إلى وهج روحه تحرق حبل ألمشنقه روح الشهيد طليقة ويد الغزاة ر اجفه لم يشنقوه … إنما شنقوا النعاج الخائفه … هو مبدأ وشجاعة هو روح ريح عاصفه هو قامة وقيامة وعلامة وظلال روح وارفه … جسد ” هوى ” جسد لديدان الثرى ! حبل/ رصاص / مقصله موت إذن ! موت المواهي الزائفه … ماء ينز نز من حبال ألمشنقه ماء الكرامة .. إذ يسيح تستعيد الأرض ريعا واقفه قد كان يدرك ” حتفه ” ويرى العروبة نازفه لم يرتجف والحبل حوله راجف حبل العناكب واجفه “عيد ” إذن رؤياك أنك تذبح ما قلت : لا رؤياك أنك أضحيه صدقت رؤيا كاشفه ” عيد ” إذن أنت المضحي ” أمة ” أنت الشهيد والشهادة راعفه أزكى الأضاحي روحك لم يشنقوك … إنما شنقوا النعاج الخائفه
أميركا الوسطى و الجنوبية لم تعد الحديقة الخلفية لواشنطن
أمريكا اللاتينية تستعد لتسوية الحسابات مع “المستوطنين البيض”